آخر 10 مشاركات
90 - أيام معها - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ناثانيل...كايتي (110) للكاتبة: Sarah Morgan (ج1 من سلسلة دماء سيئة) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-16, 03:07 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي 1048- شئ مفقود ــ كيت ووكر ــ دار النحاس(كتابة /كاملة )**



1048- شئ مفقود ــ كيت ووكر ــ دار النحاس
العنوان الاصلى لهذا الروايه بالانكليزيه:
something missing
الملخص:
لم يكن الامر مبكرا بالنسبه الى بول, وهى لم يكن متعجلا فى شئ.هى كانت مستعده وراغبه ان تعطيه الحب كله. ولكنها كانت تريد ان يخبرها بأنه يحبها
هو ايضا, وهذا لن يحدث ابدا.
لكن بول ساريزن كان يعتقد بان تشارلى لم تكن تستحق من ثقته اكثر مما يستحق ابن خاللته المراوغ برايان. والان, بعدما اصبح تشارلى وبرايان خطيبين,
كيف يمكنها اقناع بول بأنها مستعده لان تقوم بأى شئ لاجله, لانها تحبه؟
ولماذا يجرى الامور دوما بهذا الشكل؟

المقدمة
كانت تريده ان يحبها
ولكن بول لم يكن يشعر نحوها بشئ. وكيف يكون هذا وهى يحتقرها ولا يثق بها. ويراها مجرد فتاه دخيله تستغل عمته المحبوبه لسلبها نقودها؟ عمته التى
احبته الى درجه انها قدمت له البيت الذى يأويه بعد ان مات والداه؟
الحقيقه ان الخوف قد اشتد بها عندما ادركت انها احبته الان والى اخر حياتها.


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:10 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
" تشارلى.. هنالك رجل فى المدجنه"
رودت تشارلى بشرود:
"ماذا؟"
كانت تشارلى مركزه انتباهها على ما تعمله بين يديها, عندما سمعت هذه الكلمات كانت شارده الذهن, وهى جاثيه على العشب محنيه الرأس تحاول
جاهده حل اربطه فردتى حذاء ابن عمتها البالغ من العمر عشره اعوام. والتى عقدها بشكل لا يحل, وا زاد من سوئها, تلك الرحله التى جعلت من هذا
الحذاء الذى كان من قبل نظيفا لامعا, حذاء قذرا ملطخا بالحول مما جعل عقد الاربطه تلك غير قابله للفكاك.
فكرت تشارلى بأسى كيف كادت عمتها جين تفتك بها وهى تقول بحده:
"ما هذا يا شارلوت؟ كنت اتوقع منك تصرفا افضل من هذا بعد ان بلغت الرابعه والعشرين وصار عليك ان تشعرى بالمسؤوليه قليلا ليمكننى الاعتماد عليك
فى احضار توماس الى المنزل بشكل اكثر لياقه"
تنهدت تشارلى بضعف وهى ترفع شعرها البنى الفاتح عن وجهها لتدسه تحت القلنسوه الواسعه التى تعتمرها, دون ان تنتبه الى ما نثرته يداها وكماها من
وحل على وجهها, انها لم تستطع ان تفهم لماذا ابوها واخته هما على طرفى نقيض الى هذا الحد, ور يتشابهان فى اى شئ.
قال توم يحثها بقلق:
" تشارلى, هنالك فى المدجنه الانسه مالك. ولظن ثمه من يسرق البيض"
هتفت تشارلى الان بصوت مختلف:
" ماذا؟"
كانت قد يئست من فك الاربطه من بعضها, فقفزت واقفه على قدميها, واستدارت مسرعه تحدق الى حيث كان توماس يشير.
كان على بعد حلقتين منهما, عند سفح التل, بيت خشبى يحتوى على دجاجات اميلى ماكنزى بدا لعينى تشارلى هادئا ليس فيه ما يريب.
قالت للصبى محذره:
" توم"
كانت تعرف جيدا مقدره ابن عمها على القيام باعمال ماكره, وسروره وهو يختلق القصص الخياليه, والقت تشارلى بنظره اتهام الى اللام الواقف بجانبها.
وبادر الغلام يقول بسرعه:
" انها ليست مزحه تشارلى, بل هى حقيقه و صديقنى"
سألته:
" اهو رجل؟"
اجاب:
" انه رجل ضخم غليظ يلبس ستره من الجلد"
فى تلك اللحظه صدرت زعقه من داخل بيت الدجاج ذاك مخترقه هدوء عصر ذلك اليوم.
ركضت تشارلى دون نا تلوى الى شئ والغضب يغلى فى داخلها.
كيف يجرؤ؟كيف يجرؤ؟كانت هذه الكلمات تعتمل فى عقلها اثناء ركضها.كيف يجرؤ اى شخص على الانسلال الى بيت الانسه ماكنزى ليسرق البيض.
وخصوصا فى ظروفها هذه؟
لكن, ف نفس الوقت,كانت كلمات براين الهادئه التى اعتاد ان يرددها فى مثل حالتها الان( لماذا كل هذا الاضطراب؟) كانت هذه الكلمات تعود الى
ذهنها وكانها تسمعها منه الان,بل كادت تسمعه يقول:
" لماذا كل هذه الضجه لاجل عدد من الدجاجات العجفاوات التى لا تبيض الا فى الوقت الذى يناسبها ولحومها قاسيه ذات الياف لا ينفع معها الطبخ.
لكننى وعدت اميلى بان اعتنى بها. وكان كلامه هذا يغضب تشارلى.
دفعتها مشاعرها هذه وانفعالها الى الاسراع فى ركضها اكثر مما كانت تتوقع لتدرك فجاه, ودون توقع او استعداد منها, انها اذا لم تتوقف عن الركض,وبقيت
على اندفاعها هذا فلربما ستنتهى فى بيت الدجاج نفسه..اما ماذا ستكون نتيجه هذا, فهى لم تهتم بالتفكير فيه.
فجأ تجمدت الى درجخ مؤلمه.ما الذى كانت هى فى سبيله الان؟ انه رجل, وكما قال توماس,ضخم فظ,وفجأه, تلاشى بعض من غضبها تاركا اياها فريسه
للتشوش والاضطراب.
بعث صوت الحركه من داخل البيت ذاك التوتر فى اعصاب تشارلى. كان هذا المنزل المشرف على النهر يبد اكثر من خمسه اميال عن اقرب منزل فى
القريه. وكم مره ادركها القلق على اميلى ماكنزى فى عزلتها هذه. حيث كانت تسكن بمفردها بعيده عن كل مساعده فيما لو احتاجت اليها. وحتى الان
مازالت تفكر الى اى مدى يمكن ان توثر عليها وعلى توماس هذه العزله.. خاصه فى هذا الوقت بالذات.
اخيرا, التقتت الى الخلف حيث لم يستطع توماس اللحاق بها بسبب ساقيه القصيرتين. وكان الان يعبر الحقل الثانى متجها نحوها.نادته بصوت اعلى قليلا
من الهمس ولكنه بدل لها وكانه تحول فجأه, من الجو الامن الهادئ الى اخر خانق مشحون بالتوتر وكانه يتضمن تهديدا مبهما.
عادت تقو له:
" لا تقترب اكثر من ذلك"
يا الهى, ماذا ستفعل العمه جين لو لحق بعزيزها الغالى توم اى اذى؟ وضاقت عينا تشارلى العسليتان خوفا مما قد يكون هناك, ثم صرخت مره اخرى بحده
وقد غمرها الخوف عندما فتح باب بيت الدجاج وظهر اللص.
شعرت تشارلى لاول وهله, بانه ليس من الضخامه كما صوره لها توم, وشعرت لذلك بشئ من الارتياح. ربما راه الصبى كذكل بالنسبه لحجمه الصغير. ولكنه
بدا لها هى الباغه طولها حوالى المئه وثمانيه وستين سنتمترا. معتدلا, كما انه لم يكن ضخم الجسم كذلك. ولكن انتفاخ سترته الجلديه المبطنه اعطت
جسمه مظهرا غير مظهره الطبيعى الذى كان لدنا رشيقا اكثر مما هو قوى متين. حدثت نفسها بذلك وقد خف توترها نوعا ما. وارتفعت عيناها الى وجهه
ليتوتر جيسدها الفتى الطويل من جديد وتظلم عيناها العسليتان بالقلق. كان له وجهه قوى التقاطيع عالى الوجنتين مستقيم الانف قوى الفك. وقد اسبغت
لحيته التى لم تحلق منذ يومين تقريبا. على وجه ظلا خفيفا, وذكر وجهه هذا, تشارلى بقطاع الطرق قديما, والذين كانت جريمه الواحد منهم اهم كثيرا من
مجرد سرقه بضع بيضات من بيت دجاج فى قريه.
حولت هذه الافكار عينيها الى يديه لتشاهد البرهان على اتهما ابن عمتها الصفير له والذى كان عباره عن اربع بيضات سمراء اللون قد حملها براحتيه
بحذر. وعندما ارتفعت عيناها الى وجهه بنظره اتهام شعرت بهزه فى قلبها وهى تلاحظ ان ملامحه كانت اقرب الى الرقه رغم مظاهر القوه فى تقاطيعه. مما
جعلها تتصوره ولدا صغيرا مبتهجا. ييراءه, وهو يحمل بيضات طازجه فى يده مازالت دافئه, وهزت تشارلى رأسها شاعره بالاضطراب دون ان تتمكن من
ربط هذه الصوره التى تخيلتها, بالواقع البادى امامها. ولكن,بعد لحظه, قفز فلبها بين ضلوعها بعد ان اثارت انتباهه الى وجدها حركه بسيطه منها, لترى مل
مظاهر للبهجه فى عينيه الرماديتين اللامعتين غير العاديتين يزول ويحل مكانه غضب بارد ارسل ارتعادا فى جسدها.
قال بصوت كالثلج:
" من انت؟"
كان فى صوته لهجه لم تستطع تشارلى ادراك كنها بالضبط, ولكنها ليست لهجه اهالى هذه المنطقه ابدا, اذ كانت اكثر ثباتا وحده.
فوجئت هى بهجومه ذاك فى الوقت الذى لك بكن يبدو عليه اى اضطراب اى شعور بالذنب للقبض عليه متلبسا بالجرم المشهود, وجعلها ذلم تتلعثم فى
الرد قائله:
" اننى؟؟؟"
ولم تعرف ماذا تقول.
اد وهو يقول:
" هذه ارض خاصه ليس من حقك التواجد فيها"
كانت وقاحته وغطرسته وهو يقول هذا.مع وضعه ذاك, فوق ما امكنها احتماله, وهى ذات المزاج الحاد, فرفعت رأسها قائله وقد لمعت عيناها بالتحدى:
" ما أهدأ اعصابك. اننى اعرف طبعا ان هذه ارض خاصه. واعرف عن صاحبتها اكثر منك. بينما انت من لا يملك الحق اتواجد هنا..."
وفتح فمه ليتكلم ولكنها لم تترك له الفرصه لذلك. بل تابعت قولها:
" انك انت الذى يجب ان تفسر سبب وجودك هنا"
قال توم بعصبيه:
"تشارلى..."
فاستدارت عينا ذلك اللجرل الرماديتان لحظه, ولما لم يجد فيه ما يسترعى اهتمامه, عاد ينظر الى وجه تشارلى الساخط ليقول بلهجه متعاليه:
" ولماذا يجب على ان افسر اىشئ لشخصين مشاكسين مثلكما؟"
هيجت اعصابها لهجه الازدراء فى صوته, فازداد غضبها , فتثدمت خطوه الى الامام, متجاهله محاوله توم لكنعها, وهى تقول:
" كيف تجرؤ على هذا القول الذى لا حق لك فيه. انك انت الذى تسرق"
قاطعتها:
" اسرق؟"
اسكتتها كلمته هذه. بينما نظر الرجل الى البيضات التى بين يديه وهو يقول بلهجه ضاحكه زادت فى غضبها:
" اه... هذا؟ ان هذا لا يسمى شرقه"
ردت عليه بحده وقد زاد جوابه الهادئ هذا فى غضبها:
"هكذا اسميه انا. فانت قد تعديت على بيت الدجاج وسرقت هذه البيضات و....."
قاطعها:
" اه! هل معنى هذا نكما لم تكونا تخططان لاخذ هذا البيض دون ثمن؟"
شعرت تشارلى كأنه هذا الاتهام الذى يوجهه اليها, بمثابه صدمه اصابت معدتها. فسكتت لحظه لا تستطيع الكلام, وخصوصا انها ادركت من نظره الازدراء
التى بدت فى عينيه ان ترددها هذا قد فسره وكانه اثبات هذا.
اخيرا قالت, رغم ادراكعها من ملامحه انه لم يعد يصدقها:
" كلا. ليس الامر هكذا. لقد كنا نتنزه فقط"
قال:
" تتنزهان بالتعدى على املاك الغير؟"
وفجأه, توجه نحوها, فاندفعت الى الخلف غريزيا. وقد ابتدأت ضربات قلبها تتسارع. اذ انه, عندما اصبح بجانبها, لم يبد عليه انه اصبح اقل بعثا للرهبه فى
نفسها كما قد تكون توقعت.
هكذا, باقترابع منها, استطاعت ان تميز عينيه الللتين تشبهان ثلج الشتاء بلمعانهما الذى لم تستطع اهدابه السوداء الكثيفه ان تخفيه, بل بالعكس, فقد ظهر
التناقض بين ملامحه الرجوله القويه فى وجهه, وبالطريقه التى بدا فيها فمه خطا قاسيا وكذلك فكه الحازم.
قال:
" اذا كنتما تتنزهان حقا, فلماذا تدوران حول هذا المكان بالذات كالاشرار؟"
اجابت:
"عندنا اذن من اصحاب المكان"
انت تشارلى تبدو غاضبه, وتعلم ان غضبها سيثير كوامن مزاجه السيئ, كما يبدو, فحاولت التخفيف من حده انفعالها, ولكنها لم تستطع ان تمحو نبره التحدى
فى فى صوتها. ولسعتها كلمه( كاالاشرار)... ومع ذلك, فقد كان عليها ان تعترف بأن هذه الكلمه كانت مناسبه تماما لمظهرهما ذاك اذ كانا يرتديان سروالى
جينز رثين وكنزتين ملطختين بالوحل بسبب مغامره توم عند بركه الطاحونه مما جعل مظهرهما يبدو بعيدا عن ان يكوت محترما.
وقال متهكما:
"طبعا"
وكان فى الاثناء يضع البيض ف جيبى سترته باحتراس مع ان انتباهه قد تحول هذه اللحظه عنها. وكذلك عيناه, الا انها اخذت تصرف بأسنانها غيظا.
وعاد يقو:
" وتتوقعان منى ان اصدق ان اميلى ماكنزى ممكن ان تمنح غلامين مثلكما اذنا بالتجوال فى املاكها وربما منزلها ايضا؟"
ثم رفع انظاره عن البيضات لتلتقى بانظارها, وسرعان ما شعرت بالارتباك لعده اشياء لاحزتها جعلتها تفقد شيئا من غضبها ليشحب وجهها وهى تحاول ان
تقرر, على ضوء ادراك مفاجئ اوشك ان يفقدها توازنها, التنحى جانبا لكى تستعيد هدوء اعصابها.
اول هذه الاسياء التى لاحظتها عندما وقف فى ضوء الشمس , تاركا ظل بيت الدجاج الذى كان يكتنفه, هو ان شعره لم يكن اسود كما بدا لها, بل
كستنائى داكن, يتخلله لون نحاسى جعله يبدو كأوراق الشجر فى الخريف. كما ان الضوء الباهر اوضح الهلالات القاتمه التى تحيط بعينيه مما انباها عن
عدم اخذه الكفايه من النوم. ومهما يكن السبب فى ذلك, فقد اضاف هذا الى ملامحه القويه بلحيته النابته تأثيرا مشابها لما يتركه مظهر غجرى سيئ السمعه,
فى النفس. ولا يمكن للانسان ان يثق به مطلقا. ولكن, فى نفس الوقت فى اعماق ذاكرتها. كان ثمه شعور بعدم الارتياح... اين سبق ورأت هذا الرجل من
قبل؟ ولكنها لم تستطع ان تتذكر اين.
ثانى هذه الاشياء. ان الستره الجلديه التى كان يرتديها, مع انها كانت باليه, كان يبدو عليها انها كانت يوما ما, من جلد ثمين جدا, مما يعنى ان هذا
الرجل, رغم مظهره الحالى, كان يوما ما رجلا غنيا, الا اذا كان قد اشترى هذه الستره من سوق للثياب القديمه.
لكن الاهم من ذلك كله هو ان يصفهما بالغلامين مما يظهر ان سروال الجينز والكنزه الكحليه اللذين ترتديهما قد اخفيا كل مظهر للانوثه فى جسدها, هذا
بالاضافه الى القلنسوه الكبيره التى تخفى شعرها الاشقر الذى يصب الى كتفيها, وكذلك وجهها الخالى من ايه زينه على الاطلاق ما عدا مسحوق مرطب
للبشره, كل ذلك جعلها تبدو له غلاما, وربما الاخ الاكبر لتوم.
وتبعا لوضعها الحالى, واحتمال التهديد من قبل هذا الرجل اذا هو ادرك انها ليست غلطته وهذه تشعر بالارتياح. ولكنها, بدلا من ذلك, شعرت بطعنه فى
كبرياء انوثتها لوصفه المزرى ذاك لها ولكنها سرعان ما تخلت عن افكارها هذه ليحل محلها ادراك اكثر اهميه, وهو انه ذكر اسم اميلى ماكنزى بكل الفه.
فسألته:
" من انت؟"
وبدا لها للحظه , انه لن يجيبها عن سؤالها, اذ نظر اليها وقد ظهر عليه وكانه وجد سؤالها هذا وقحا لا موجب له, ولكنه مالبث ان هز كتفيه دون اكتراث وهو
يقول:
" اسمى بول ساريزن"
قال ذلك بتعال لا يتضمن فقط انها تتدخل بهذا السؤال , فى ما لا يعنيها, بل وكأنه مرفوض انها لا بد سمعت باسمه من قبل... وكان هذا صحيحا كما
اعترفت تشارلى لنفسها وهى تخفى شعورها العدائى لدى سماعها باسمه.
هتف توم بتسرع الصبيان:
" اهو عجبا! انت اذن ابن الاخ الكريه؟"
لا شك فى ان العمه جين كانت تشتد فى تعنيفها لو هى سمعته يتلفظ بمثل هذا الكلام الانى دون زجر منها. ولكن قلبها لم يكن ليطيعها فى زجره. وخصوصا
وهو يعبر, بكلماته هذه, عما فى نفسها هلا, وفى الواقع ان توم كان قد كون رأيه غير الحسن فى هذا الرجل من تعليقاتها هى التى كانت تلقيها جزافا, لانه
مثلها هى, لم يكن قد راّه ابدا من قبل, وانما العمه ماكنزى قد ارتها صورا له. بالطبع, وهذا يفسر شعورها بانها ربما سبق ورأته من قبل, ولكنه فى الصور كان
يبدو احدث سنا لا يشبه ابدا هذا الرجل ذا الوجه القاسى المشاكس. وشعرت تشارلى بما يشبه الغثيان وهى تفكر فى مدى الحب والزهو اللذين كانا يظهران
فى ملامح السيده العجوز وهى تريها هذه الصور الغاليه.
اجاب بول ساريزن باقتضاب:
" فى الواقع, ابن بنت الاخ"
ولم يظهر صوته اى استياء كم كلمات توم الصغيره ولكن تأثير ذلك ظهر فى الغضب الذى ساد ملامحه. وتابع:
" ان اميلى ماكنزى هى اخت جدى"
فكرت تشارلى بازدراء فى انه يؤكد قرابته الان.. اى عندما وجد فى ذلك مصلحه له. ومن المؤسف انه لم يفعل ذلك من قبل عندما كان لهذا الامر اهميه
اكبر كثيرا منها الان.
قال:
" لقد جئت لزيارتها"
لم تستطع تشارلى ان تكتم رنه الغضب فى صوتها وهى تقول:
" بقد تأخرت كثيرا"
ولكنها ندمت لما قالته حالما افلتت الكلمات من شفتيها. وذلك حينما رأت وجه بول يشحب من الغضب وسألها بحده:
" لماذا؟ هل ماتت؟"
فكرت تشارلى فى نفسها ان من لا يعرف حقيقته يظن انها ذات اهميه حقا لديه, ولكنها هى تعلم كل شئ. اذ طالما امضت الساعات مع الانسه اميلى ماكنزى
تستمع الى احاديثها عنه اذ كان عزيزا عليها جدا. وكانت تعدد لها كل كل جائزه تلقاها. وكيف سافر الى ما وراء البحار, مرسلا اليها بطاقات من كل انحاء
العالم, انما نادرا ما كان يرسل رسائل كامله وهذا كان يعنى لها الكثير. فقط بعض الماحظات يخطها بسرعه... حتى هذه قطعها عنها فى المده الاخيره.
وسادت القسوه ملامح تشارلى وهى تتذكر كل هذا رغم جهودها فى تمالك مشاعرها, ولكن الازدراء بان على شفتيها وهى تقول:
" كلا. لم تمت"
وكان صوتها ينضج بالغضب والاشمئزاز اللذين كانت تشعر بهما. ذلك انها, فى مناسبات كثيره فى الاشهر الماضيه. كانت ترى وجه اميلى ماكنزى يشرق كلما
سمعت وقع خطوات ساعى البريد. لتغمرها, بعد ذلك بخيبه امل عميققه اذ تدرك ان حفيد اخيها الحبيب ما زال يهملها. وتابعت تقول:
" ولكنها ما زالت مريضه جدا كما كانت فى الثلاثه اشهر الاخيره"
قالت ذلك بحده ودمها يغلى من الغضب. وكان قد سمح لها عده رات فقط بزياره مخدومتها العجوز بينما كانت هذه تكافح للشفاء من النوبه التى انتابتها
والتى كادت تقتلها ولم تكن هى لتحتمل النظر الى تيلك العينين الزرقاوين الباهتتين وهما تملئان بالدمع عندما لا تجد هى مناصا من الاعرتاف بعد تلقى
اجوابه رسائلها التى كانت قد ارسلتها تخبر بها بول ساريزن عن مرض عمته.
لقد ارسلت الى هذا الرجل خمس رسائل, اثنتين منها الى عنوان منزله فى لندن. والقيه بولسطه كتب الصحيفه التى يعمل فيها. وبهذه الطريقه, استطاعت
تشارلى ان تضمن وصول الرسائل الى جهه فى العالم يكون فيها ولم يدركها اليأس من تلقى جواب منه الا بعد الرساله الاخيره التى لم يجب عليها حتى
ببطاقه او باقه ورود تصل الى جانب سرير اميلى ماكنزى, معترفه بان ما سبق وقاله برايان كان صحيحا وهو ان بول ساريزن لا يهتم مثقال ذره بحب عمته له,
مهما كان مقدرا هذا الحب
قال ساريزن بصوت يشوبه الغضب والبرود:
" وما شانك انت بهذا؟"
تراجعت هى خطوه الى الخلف وقد جف حلقها. بينما تابع هو قائلا:
" لم هذا التدخل فى شؤون الاخرين, وامورهم التى لا خصك, بينما لم اعرف بعد اسمك ولا طبيعه عملك هنا؟"
قالت:
" اسمى تشارلى... تشارلى"
كانت على وشك ان تقول شارلوت, ولكن الخوف الذى سبق وتملكها, قبل ان, من ان يعرف هذا الرجل الخطر انها فتاه, هذا الخوف عاد اليها لتتمسك
باللقب الذى يطلقه عليها الجميع ما عدا عمتها والانسه اميلى اللتين كانتا تدعو انها باسمها الكامل, وتابعت تشير الى الصبى:
" هذا تومى نيوتن"
قال:
" وماذا تفعلان هنا, يا تشارلى نيوتن؟"
اجابت:
" لا... لا شئ"
انستها الخطوات الثلاثه التى خطاها نحوها, حقيقه انه ظن انهما اخون وان اسمهما واحد هو نيوتن. وقالت والكلمات تخرج من فمها بشبه حشريه:
" لقد كنا... كنا نتنزه, ثم.."
اكل كلامها قائلا:
" ولانكما تعلمان ان الانسه ماكنزى فى المستشفى, فقد جئتما لتسرقا البيض"
فقالت وهى تنكر التهمه بعنف:
" كلا...ز لم نكن نقوم بمثل هذا ال...."
لكنه لم يسمح لها بان تنهى كلامها, فقال:
" ان وجودى هنا لابد افسد عليكما هذه اللعبه. حسنا, اعلما ان ايامكما التى كنتما تسرقان فيها البيض قد انتهت. ربما كانت الانسه ماكنزى فى المستشفى,
ولكن هذا لا يعنى ان تكون املاكها مباحه للصوص الصغار امثالكما"
قالت محاوله لاحتجاج:
" اسمع الان..."
لكنه قاطعها بعجرفه:
" كلا, بل اسمعها انتما, مادامت عمتى فى المستشفى فانا المسؤول هنا, وانا انذركما بانكما ستندمان اذا ما وجدت مره اخرى ايا منكما فى ارضى هذه"
قالت دون ان تبالى بسماعه لها:
" لن يكون ندمنا اكثر معا هو الان"
لقد كانت كلماته تحرقها, وكذلك عجرفته وهو يقول ( ارضى) مما اضافت وقودا الى نار غضبها.
قال:
" والان, اخرجا من هنا"
قالت:
" اه, اننا ذاهبان"
امسكت تشارلى بيد توم وسارت خطوات نحو الطريق وهى تعلم ان ايه كلمه اخرى منها ستزيد الامر سوءا رغم تحرقها الى ان تخبر هذا الرجل القاسى
اقلب رأيها فيه. وكادت تدير ظهرها الى السياج الذى يحيط بارض مخدومتها, عندما تراءى لها وجه هذه كما راته لاخر مره, شاحبا نحيلا ممتقعا لا يكاد
يختلف عن الوساده التى كان رأسها ملقى عليها , وغلى دمها من الغضب مما جعلها تتخلى عن الحذر, فعادت تحوم حول المكان مره اخرى قائله له:
" لكننى اريد ان اخبرك شيئا, ايها السيد, اننى المسؤوله هنا. انها ليست ارضك يا ساريزون ولن تكون ابدا اذا كان ثمه عداله فى هذا العالم, انك لست ابن
الاخ الوحيد عندها. فهناك برايان موتون ايضا. وهو, فى رأيى, له نفس الحق الذى لك انت, ان لك يكن اكثر, بالنسبه الى املاك عمتك"
لاحظت ان كلامها لم يعجبه, وتملكها موجه من الخوف وهى ترى برود الثلج فى عينيه وقد ازداد تقلص وجهه. كما ان الغضب جعل وجهه وكأنما قد من
الصوان. وتذكرت ما قاله برايان مره عن الكراهيه المتبادله بينه وبين ابن خالته هذا, ولكن نظراتها الى وجه بول ساريزن جعلتها تدرك انه لم يقدر هذا الامر
تمام.
وكان المنطق والحذر ينطلبان من تشارلى ان تسكت مكتفيه بما قالته, ولكن حده طبعها جعلتها تفقد اعصابها فلم تستطع مقاومه رغبتها فى ان تلقى فى وجه
الرجل الغاضب امامها باخر ما فى جعبتها, فتابعت قائله:
" كان عليك ان تفكر فى امالك فى الارث قبل ان تهجر عمتك بهذا الشكل. وانا متأكده من انك ستدرك فداحه غلطتك هذه عندما ترى عمتك وقد
فضلت عليك اقرباءها الاقل انانيه منك"
لم تنتظر لترى نتيجه هجومها الاخير هذا. اذ انها تذكرت اخسرا مسؤوليتها عن سلامه توم, هذا اضافه الى سلامتها هى. وهكذا قررت انها قالت ما يزيد عن
الكفايه فقبضت على يد ابن عمتها الصغير, وانطلقا معا دون ان تكلف نفسها هناء القاء نظره خلفها على حفيد اخ اميلى ماكنزى الكريه ذاك والذى حدثت
نفسها بأنه سيبقى فى ذاكرتها ابدا كأحد ابغض الاشخاص الذين قابلتهم. الى كقضاء واجب ليس الا, امله ان يذهب اليوم بعد الظهر الى المستشفى لاثبات
وجوده, ثم يخرج عند انقضاء موعد الزياره الى حيث لن ترى وجهه مره اخرى, ذلك انمقابله واحده لبول ساريزن هى اكثر من كافيه بالنسبه اليها.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:12 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التانى
" ها انذا. اخيرا فى البيت"
القت تشارلى بالاكياس التى عادت بها من السوق على ارض القاعه, ثم تنهدت بارتياح. ونظرت حولها بشئ من الدهشه بعدما لم يجب احد حين نادت:
" تمى, هل ثمه احد هنا؟"
اجابت نفسها, لااحد, كانت تعرف ان والدها ليس فى المنزل الان وانه, عاده, يكون على ضفاف النهر فى هذا الوقت, مشغولا برسم اخر لوحه له. ولكن
امها لم تذكر شيئا عن رغبتها فى الخروج. بل كانت, فى الواقع, مصممه على البقاء لكى كميه كبيره من الملابس والملاءات. وقد رأت ان امها قد جهزت,
فعلا,, المكواه وطاوله الكى اذلك. ولكن, اين تراها ذهبت؟
ونهرت هرين جاءا يتشممان الاكياس التى احضرتها. بقولها:
" ابتعدا, انتما الاثنان, فليس فى الاكياس ما يخصكما. ان طعامكما مازال فى السياره"
جعلها التفكير فى طعام الهرره المعلب. والموضوع فى صندوق السياره. تئن متضايقه, وحدثت نفسها بان تتناول شيئا من العصير قبل ان تعود فتحضر ذلك
الصندوق. خلعت حذاءها, ثم سارت حافيه شاعره بالسرور لملامسه قدميها الحرتين ارض المطبخ البارده. وكان نهارا حارا غير عادى من شهر "ليذر" شراء
بعض القماش لصنع ستائر وغطاء سرير جديد اغرفتها. وبعد ذلك دهبن لشراء حاجيات البيت مما ارهقها تمام.
سكبت تشارلى لنفسها كوبا من عصير الليمون. واوشكت ان تستقر فى كرسيها عندما اخترق السكون رنين جرس الباب. تمتم ساخطه:
" تبا لذلك"
حاولت ان تتجاهل ذلك الرنين, ولكنها لم تستطع التصرف بهذا الشكل. لقد كان من عاده ابيها ان يتجاهل رنين جرس الباب او الهاتف حين يكون مستغرقا
فى عمله, ولكن مذل هذا السلوك كان مستحيلا بالنسبه الى تشارلى. وفى الحالات النادره التى لم تحب فيها رنين جرس الهاتف. كانت تمضى ساعتين
بعدها وقد انتابها قلق هائل من احتمال ان يكون مكروه قد حدث لاحد والديها لو لتوم, وهذا جعلها تصمم على الا تفعل ذلك مره اخرى. وهكذا, تنهدت
الان وهى تتوجه نحو الباب لترى القادم, ومازال كوب العصير فى يدها.
لكن, ما ان وقعت عيناها على القادم حتى اهتزت يدها فاهتز معها كوب العصير, وساورتها رغبه قويه فى ان تصفق الباب فى الوجه الذى واجهها. ولم تصدق
عينيها وهما تتلاقيان بالعينين الرماديتين لذلك الرجل الذى سبق لنوان ان وصفه بأنه( ابن الاخ الكريه لاميلى ماكنزى)
وسألها بول ساريزن بابتسامه ضايقتها رغم رقتها:
" السيده هارينغتون؟"
اجابت بغلظه:
" كلا"
وكان هذا الجواب كل ما فى استطاعتها قوله. ذلك ان الصددمه التى انتابتها لرؤيته عقدت لسانها عن الكلامو وتلك الابتسامه التى تختلف الى حد كبير عن
ملامحه العدائيه تلك التى رأتها من قبل, جعلتها تتساؤل عما اذا لم يكن هو بول ساريزن وانما اخ توأم له.
لكنها عندما راته يغضن جبينه قليلا ناظرا اليها بعينين ضيقتين. راجعت نفسها وقد تنبهت الى انها, اذا هى استمرت فى الحديث مع بمثل هذه الغلطه. فربما
تذكره لهجه صوتها بذلك( الغلام) الذى كان قد قابله عند بيت الدجاج من يومين, وهكذا, تنحنحت ثم راغمت نفسها على اكلام بصوت هادئ رقيق:
" ان امى فى الخارج. ولا ادرى متى ستعود"
ان لهجتها مازالت غير مهذبه ولكنها لم تستطع التصنع فى حديثها اكثر من ذلك. ولكن ربما كان هذا هو الافضل اذ المفروض انهما لم يسبق لهما التعارف.
وبالتالى عليها ان تكون حذره توعا ما. ومن حسن حظها ان قميصها الوردى وتنورتها الداكنه كانا مختلفتين جدا عن ذلك الجينز القذر والكنزه الملطخه
بالوحل اللذبن كانت ترتديهما منذ يومين
بشعرها البنى المجعد حول وجهها, والكحل الخفيف فى عينيها, لا بد انها الان تبدو مختلفه جدا عن ذلك الغلام (تشارلى) الذى راّه من قبل.
قال:
" هكذا اذا"
ورأت تشارلى ان تغضن جبينه لم يتلاش تماما. وتوترت اعصابها وهى تنتقل فى وقفتها متضايقه, من ساق الى اخرى.
فى لهفتها الى تبديد اى شك قد يكون بقى فى نفسه نحوها, قالت:
" هل ثمه امر هام؟"
ثم اسرعت تقول دول تفكير
" اعنى... اننى متأكده من انها لن تتأخر, فاذا شئت ان تنتظرها فى الداخل..."
والان ما الذى جعلها تقول هذا فى الوقت الذى كان اخر ما توده هو ان تجرى مع هذا الانسان حديثا مهذبا الى حين عوده امها التى لا تدرى فى
الواقع, الى اين ذهبت وقد يستمر غيابها ساعا؟ ولكن, الوقت قد فات ولس فى امكانها سحب الدعوه, خاصه بعد ان اومأ بول ساريزن بالايجاب قائلا:
" اشكرك, ويسرنى ان اجلس فتره"
خطأ الى الداخل فلم يعد امام تشارلى الا ان تتنحى جانبا لكى تسمح له بالمرور. وفكرت بضيق وهى تلتصق بجانب المدخل لكى تستطيع المرور فى ذلك
الممر الضيق دون ان يحتك بها, فكرت فى انه لم يكن يبدو بهذه الضخامه من قبل. ولا بد ان سقف بيتهم منخفض جعله يبدو اطول مما بدل عليه فى
الخارج.
قالت له وهى تفتح اقرب باب اليه:
"من هنا"
وتنفست بارتياح وهو يدخل غرفه الجلوس. وسالته:
" اتريد كوبا من عصير الليمون؟"
عجبت للاضطراب المفاجئ الذى طرأ عليها عندما اصبح قريبا منها, وزاد فى اضطرابها وهى ترى انعكاس ذلك على صوتها الذى ساده الارتباك الى درجه
ملحوظه. اجاب هو:
" ارحب بذلك اذا لم فيه اى ازعاج"
قالت بسرعه:
" ليس فيه اى ازعاج
والحقيقه انها شعرت بالسرور ببلابتعاد عنه لفتره.
وفى المطبخ, شعرت بضروره تمالك نفسها امامه. لمذا تدع ذلك الرجل يؤثر عليها بهذا الشكل؟ انها لا تشعر نحوه بأيه موده. هذا صحيح. ذلك ان اهماله
لعمته ثم غطرسته التى بدت منه امس قد اكدا ان وصف شعورها نحوه بعدم العوده لايفى مبلغ ما تشعر نحوه حقيقه , ولكن ايمكن ان يكون هذا سببا لكى
تشعر الان بنفسها به الان عندما كانت تواجهه منتقده امامم البيت الدجاج, قبل امس. اعترفت تشارلى لنفسها بان سبب هذا الشعور الان, رما كان اهتزاز
يدها الذى جعل العصير يندلق على المائده. وبعد انتقادها المتهور له. خصوصا ذلك التعليق الساخر المهين الذى القته به قبل ان تتركه. فى ذلك الوقت,
لم تتوقع ان يفكر فيها بول ساريزن دون ان شعر نحوها بالكراهيه والغضب. وكانت الخشيه تتملكها من وجودها بمفردها فى هذا المنزل مع شخص بمثل
قووته وجبروته فى حال اكتشافه شخصيتها الحقيقيه. وبعث هذه الافكار فى حال اكتشافه شخصيتها الحقيقيه. وبعثت هذه الافكار قشعريره بارده فى جسدها.
وجاهدت لكى تحملها ساقاها وهى تعود الى غرفه الجلوس بالعصير. حيث وجدته واقفا يتامل رسوما بالالوان المائيه على الدجدار. وظهره اليها.
عندما دخلت الغرفه استدار اليها قائلا:
" هل هذه الرسوم من صنعك؟"
اجابت:
" كلا, بل هى من صنع ابى"
وجعلت افكارها المضطربه , الكلمات تصدر عنها مختزه وهى تلهث وكانها ركضت نصف ميل. وليست اتيه من مجرد ممر قصير. اشارت بيدها الثانيه الى
رسوم فوق. رف مدفأه قديمه, وهى تتابع.
" وهذه الرسوم ايضا"
سالها:
" وهل هو يرسى دوما اشكال الحياه فى البرارى؟" وكان بول الان قد ابتدأ يتأمل صورا لقنافذ وقوارض محاطه بازهار بريه.
قالت:
" هذه افضل اعماله اذ انها تعنى. ان فى اماكنه شرح الكتب التى تتحدث عن الطبيعه وكذلك قصص الاطفال"
قال:
" انها جيده تماما. هل هو ناجح فى عمله هذا؟" قالت وقد سرها قليلا اعجابه هذا:
" ليس كثيرا"
ولم تستطع ان تكبت ضحكه اسف. ذلك ان كلمه ناجح لم تكن لتنطبق على ابيها الذى تحبه بالرغم من الفوضى وعدم التدبير الذى يتميز بهما.
قال:
" هذا غريب, لقد ظننت ان شمه سوقا طيبه تتلقى مثل هذا العمل الممتاز, فهى تحوى, الى رقتها و قوه كامنه, انها حيوانات حقيقيه, وليست مجرد
مخلوقات خرافيه جميله"
نسيت تشرالى, للحظه خصومتها له. اذ افعمت نفسها سرورا لاعجابه وتقديره لاعمال ابيها. لقد احبت دوما اعمال والدها جيرى هارينغتون وسرها ان تجد
من يشاركها شعورها هذا.
قالت ببطء:
" يمكنه ان يلاقى نجاحا واسعا, ولكنه لا يجاول ما فيه كقايه, فالكفاح ليس من طبعه. انه ليس رجل اعمل, انه يريد فقط ان يعيش بهدوء مستمتعا بحياه الريف
التى يعشق, فهو يشعر بالسعاده اذا حصل على ما يكفيه للاستمرار."
قال:
" وهل يحصل على ما يكفى. اعنى.."
والقى نظره متأمله فى انحاء الغرفه, لتستقر على الاثاث المكون من ثلاثه قطع رثه. وسجاده باليه وستائر باهته, مما جعل العداوه السابقه تعود اليها بكل
زخمها فيتملكها الغيظ ربما هو يجد كل شئ هنا مختلفا عن شقته فى لندن, ولكنه, بالنسبه اليها, منزلها.
قالت باقتضاب:
" اننا نتدربر امرنا"
ثم انتبهت الى انها مازالت تحمل كوبا العصير فى يدها. فقدمت اليه كوبه بيد مهتزه وهى تقول:
" تفضل"
مره اخرى, لم تستطع ان تزيل الجفاء من نبرات صوتها. وخفق قلبها وهى تلحظ تقطيبا بسيطا فى جبينه, وقد بان ظل من التساؤل فى تلك العينين
الرماديتين وعاودها ذلك الشعور غير العقلانى, والحسايه البالغه اللذين احست بهما سابقا ودفعها توتر اعصابها فجأه, الى القيام بحركه لتصحيح امساك اصابعها
بالكوب لكى ل تحتك يدها بيده عندما يتناوله منها. لقد ساورها خاطر جنونى هو ان اى اتصال بينهما ربما يجرحها. وكانما سيحرق جلده جلدها.
قال:
" اننى لم اكن اعنى اى انتقاد بكلامى ذاك"
وكان قد تناول منها الكوب دون ان يبتعد. فكان ان شعرت وكان قربه منها, كما سبق وحدث فى القاعه. هو قوه جباره استقرت على كتفيها تضغطها الى
اسفل.
تابع كلامه قائلا بصوت منخفض واثق:
" بل بالعكس, فأنا اعرف ما يحدث من مشكللات لمن يعمل لاجل نفسها دون سلاح."
وقالت:
" اوه, اتعرف حقا ذلك؟"
ومنعت نفسها من اظهار لاازدراء لقوله هذا. فهى تعرف ان ليس ثمه بصعوبه من اظهار الازدراء لقوله هذا. هى تعرف ان ليس ثمه صله ملموسه بين الحياه
التى ينتمى اليها بول ساريزن والحافله بالتنافس والتهجم والانفاق على مستوى عالمى, وبين حياه ابيها ونوع عمله الهادئ الشاعرى, لقد كانت اميلى
ماكنزى دائمه التحدث عن عمل ابن اخيها هذا.مما جعل لاسمه نوعا من الاثاره. فهو قد اختار الحياه الراقيه كمراسل من البلاد الاجنبيه وهو لهذا, دائم
التنقل من بلد الى اخر. ومجموعه قصاصات الصحف التى جمعتها عمته من كتاباته يمكن ان تؤلف كتابا مرموقا. وعندما كان يتوقف عن السفر, فان حياته
الاجتماعيه كانت تشغل على الدوام اعمده المجتمع فى الصحف.حسب كل البيانات انه كان يلاحق كل قصه, دون رحمه, ونفس الشئ كان تعامله مع
النساء. فى حياته. ففى كل صوره له. راتها هى, كان يبدو مع امرأه مختلفه مما كان يفوق الحصر.
كانت تشارلى تعلم ان اباها الرقيق غير العملى لا يستطيع ابدا ان يعيش فى عالم المنافسه هذا الذى يعمل فيه بول ساريزن. اذ انه سيؤكل حيا فى الحال.
كما لو انه وقع فى بحيره لسمك القرس. واذ تذكرت التعبير القاسى المتعالى الذى كان يكسو ملامح بول امس الاول. غمرها السرور ووهى تفكر فى مبلغ
ولاء ابيها لاسرته. فهو ما كان ليهمل زياره عمته البالغه الثمانين من عمرها . والجلوس الى جانب سريرها عندما تكون مريضه, كما فعل هذا الرجل. اذ انه
لم يكن ينتظر ان يطلب منه ذلك.
واستطاعت , تشارلى, فى الوقت المناسب. ان تغير من لهجتها التهكميه الى شئ مختلف تمام. اذ استطاعت ان تجعلها بشكل سؤال. اذ ادركت اخيرا. انها
كانت تتصرف كما لو كانت شخصا يعرف ما يتكلم عنه. وليش شخصا لا يعرف حتى من يكون هذا الى يكلمه.
هكذا اجابته قائله:
" اه. حقا؟"
بدل كما لو كان بول ساريزن قد قرأ افكارها اذ قال:
" اننى اسف لاننى لم اقدم نفسى. اسمى بول. بول ساريزن. واميلى ماكنزى هى عمه امى"
جاهدت هى فى ان لا يبدو على وجهها اكثر من الادب العادى, ولم تجد بدا من ان تصافح اليد الممدوده اليها. فلو انها رفضتها لكان فى هذا من سوء
الادب بحيث كان سيسألها عن سببه. وهذا ما لا يجب ان تخبره به وهى معه وحدها فى البيت. ولنها حاولت ان جعل هذه المصافحه مختصره وشكليه بقدر
ما تستطيع. ولم تهتم بكونه احتوى يدها بقبضته الدافئه القويه. وهذا فى ظروف اخرى. كان يوحى بالثقه. ولكنها , على كل حالو شعرت بشقعريره تغمر
كيانها.
قالت:
" هلا جلست يا سيد ساريزن؟"
عندما سحبت يدها من يده بسرعه. تمنتت لو ان اندفاع يدها نحو الكرسى. هى حركه طبيعيه وليس ناشئه عن الضيق المفاجئ الذى شعرت به.
قال:
" شكرا"
اهى تصوراتها, ام هو حقا جلس على الكرسى بحيويه مدهشه. وهو يرتشف العصير بتلذذ ظاهر اكثر مما يستلزمه دفء الجو؟
قال:
" انه لذيذ"
اجابت:
" لقد صنعته امى"
كان تجاوبها معه غامضا نوعا ما, ذلك انها ذهلت لحقيقه انها, لاول مره, منذ صدمت بزيارته, كانت تجلس قريبه منه, فترى التغيير فيه منذ مقابلتها غير الساره
له امس الاول.
لم يعد يبدو مشاكسا كما كان عندما كانت لحيته نابته... لقد بدا بوجهه الحليق الان, مختلفا جدا. بدا الطف شكلا بوجه عام. واكثر اناقه. ولكنه اكثر رجوله
فى نفس الوقت. بخطوط فكه القويه ووجنتيه العاليتين الضامرتين. وقد تلاشت الغطرسه التى لاحظتها فى ملامحه امس الاول. وتوترت اعصابها لذكرى ذلك
الجدال, ثم وقد تتذكر الكلمات التى قالتها له والغضب الذى كان يلتهب فى عينيه.
كان جلده قد لوحته ليصبح برونزيا مما يوحى بانه امشى وقتا طويلا يعمل فى جو مشمس. وليس عباره عن اجازه اسبوعين امضاهما مستلقيا على الشاطئ
او بجانب بحيره. وهذا اطهر عينيه الرماديتين لامعتين كالفضه فى وجهه الداكن. ولكنها, هى تراه الان فى ضوء الشمس المنساب من النافذه. دهشت وهى
ترى عينيه المتألقيتين تحيط بهما هاله داكنه اسبغت عليهما مظهر الارهاق والاجهاد. وهذا ما لم تلاحظه فى المره السابقه. ربما من تأثير السهر اليلى
المستمر. وربما الاسراف فى الشراب. وتذكرت ما بدا عليه من سرور وهو يجلس.
تابعت تقول مجبره نفسها على الحديث خوفا من ان يمنحه سكوتها الفرصه للتفكير وربما الربط بينهما وبين ذلك ( الغلام) الذى قابله امس الاول.
تابعت تقول:
" اننى اجد عصير الليمون هذا اكثر انعاشا من اى عصير ابتاعه من الدكان, خاصه فى مثل هذا الجو. انه حال اليس كذلك؟ انه غير عادى فى الشهر ايارــ
مايو"
وقال بابتسامه مفاجئه تعبر عن نوع من خيبه الامل:
" اخشى اننى لا اجده كما تقولين"
هز كتفيه العريضتين تحت قميصه القطنى العاجى اللون الذى كان يرتديه فوق سروال ال جينز اسود اللون. وتابع قائلا:
" ذلك لاننى قادم توا من حيث كنت اقيم قريبا من خط الاستواء. ولهذا, من المفروض ان اجد هذا الجو على شئ من البروده"
قالت:
" حقا؟ اين كنت تعمل؟"
اجاب:
" فى وسط امريكا. فى غواتيمالا اذا شئت الدقه"
هذا اذن يفسر اسمرار بشرته. وبصراحه, فان تشارلى لم تكن لتستطيع تصور هذا الرجل مستلقيا على الشاطئ فى اى مكان. حتى وهو يجلس. كان يبدو انه
يكبت طاقه كبرى. ومن قصص عمته عنه, كان يبدو وكانه مولد بشرى للطاقه. ونظرت اليه الان. وهو يجلس متوترا متصلب الجسم مستقيمه. وعيناه اللمعتان
مسمرتان على وجهها, هذه النظره انباتها انها لا يمكن ان تتصوره مسترخيا او هادئا فى اى مكان. وارسلت هذه التصورات القشعريره فى جسدها.
كذكلك, من الممكن ان سفسر وجده فى غواتيمالا البطء فى تجاوبه مع الرسائل, على الاقل الرساله الاولى. لقد اعترفت تشارل بهذا. وتساءلت عما اذا
كان عليها ان تعدل من حكمها على هذا الرجل. ثم ان اميلى ماكنزى تحبه ججدا, وهذه المرأه العجوز ليست بالحمقاء. ولكن’ كلا, حتى مع عدم انتظار
البريد فى بلاد وسط اميركا, فان الرساله الثانيه التى ارسلتها اليه, قد حولت اليه منذ شهرين. وكذلك الرسائل التى كانت قد ارسلت عن طريق رئيس تحرير
الصحيفه التى يمل فيها. ومن المؤكد انه, وهو المراسل, على اتصال دائم بالصحيفه. فاخبار مرض عمته لا بد وصلته نذ مده طويله.
واترق مجرى افكارها سؤال منه حاد مفاجئ يقول:
"هل سبق وتقابلنا فى مكان ما؟"
قفز قلبها وصورته الداكنه التى عرفتها امس الاول تعود الى مخيلتها فتشيع الاضطراب فى كيانها.
قالت بحذر:
" لا اظن ذلك محتملا"
ومنعتها نزاهتها من ان تنفى ذلك تماما. مهما بعث ذلك من راحه فى نفسها, وتابعت تقول:
" لقد كنت انت بعيدا عن البلاد فتره طويله, وانا لم التحق بخدمه عمتلك الا منذ تسعه اشهر. كما ان والدى انتقلا الى هذه القريه قبل ذلك بسنه فقط"
وفكرت فى انتقالهما الى هذه القريه على امل الاقلال من النفقات والتمكن من العيش بذلك الدخل غير المنتظم الذى كان يحصله ابوها. فقد كانت النقود
دوما قليله فى ايديهما. وعندما جاءت هى الى البيت. اخذت تبحث باستماته. عن عمل تستطيع معه ان تساهم فى استقرار الاسره ماديا. وكان طلب اميلى
ماكنزى لها للعمل عندها. فرصه نادره فى هذه المنطقه القرويه التى تنر فيها الوظائف. وتابعت تقول:
" الا اذا كنت. بالطبع, فى " ليدز" فى خلال الارع سنوات الماضيه. فقد كنت اعمل واعيش هناك.."
وتوقفت عن الحديث بسرعه فقد جعل توترها العصبر لسانها ينطلق. واذا هى لن تكن حذره, فستخبره بامور شخصيه كانت تفضل الاحتفاظ بها لنفسها. وعل
كل حال, فقد كانت تشك فى اهتمامله بامورها هذه. لكن لم يبد عليه الاستماع. فقد اخذ يفكر فى ملاحظه قالتها هى, اثارت انتباهه.
قال:
" قلت انك تعملين عند عمتى, فهل انت التى كنت تكتبين الى تلك الرسائل موقعه بحرفى(ش ــ هارينغتون)؟"
لاحظت تشارلى انه يقول( رسائل) وهذا يعنى انه تلقى اكثر من رساله واحده, وهكذا عاد رأيها فى بول. الذى كان قد ارتفع عده درجات, ليسقط الى
الصفر مره اخرى"
اجابت:
" انها انا"
كان من المسحيل ان تلغى لهجه الاستهجان من صوتها. فهوو, على كل حال, الوحيد الذى يعلم ما كان فى هذه الراسئل.و عندما كتبت الرساله الثانيه لم
يك احد يتوقع ان تعيش. اميلى ماكنزى اكثر من اسبوع. وقالت الممرضات انها كانت تمتم على الدوام باسم ابن اخيها, رغم انها كانت بغير كامل وعيها..
وبعد ان ارسلت تشارلى لى رسالتها الثانيه, تحسنت حال السيده العجوز. رغم انها بقيت مريضه جدا. وحتى تجلب شيئا من السعاده الى نفس مخدومتها التى
اصبحت بمثابه صديقه لها. حاولت تشارلى ان تؤكد, فى رسائلها على مشاعر الشوق والحاجه التى لم يكن فى استطاعه عمتها ان تعبر عنها.
قال:
" اذا, فانت هى شارلوت تلك"
كان التغير فى ملامح بول ساريزن, وهو يقطب جبينه تاظرا اليها بعينين ضيقيتين, قد انذرها بان شعر بعدائها فى لهجتها. ول يعجبه ذلك منها ابدا. واكثر من
ذلك كان هناك الشعور المزعج وراء تقطيبه تلك والنظره البارده فى عينيه. جف حلق تشارلى من الخوف وهى ترى التبدل الذى طرأ على ملامحه من
الاهتمام المؤدب. الى الغضب البارد. لا يتحكم فيه سوى تصميم قاس غير انسانى. وكان الشرر فى عينيه يكشف ما شعر به وجعله يضع كوبه الفارغ على
الطاوله بعنف وهو يقول:
" ما الذى تأخذينه على بالضبط؟"
اذهل هذا تشارلى التى كانت تتوقع شيئا غير هذا تمام, فقالت:
" لا ادرى ماذا تقصد؟"
قالت ذلك محاوله جهدها ان تبدى البروده فى صوتها مظهره عدم الاهتمام. برفعها كوبها الى فمها ولكنها ادركت ا عدم ثبات يدها يكشف اشياء لا تريدها
ان تظهر. قال هو:
" بل انت تعرفين"
انه لم يرفع صوته ولكن كان من العنف بحيث جعلها تجفل فى مقعدها وكان كلماته هذه كانت صفعه حقيقه على وجهها. وحاولت مره اخرى ان
تتكلم,فقالت:
" يا سيد ساريزن..."
لكنه لم يسمح لها بمتابعه كلامها, اذ قالت:
" منذ اللحظه التى فتحت الباب. بدا عليك وكأنك رأيت افعى على العتبه. كما بدا عليك تجاهدين فى سبيل اخفاء عدائك لى.."
قاطعتها قائله:
" حقا يا سيد ساريزن؟ اظن الشمس قد اثرت على دماغك حين كنت تعمل فى تلك البلاد مما جعلك ترى اشياء غير موجوده"
لم يكن امامها سوى التمسك بكبريائها وهى تضفى الازدراء على لهجتها.
قال بحده وهو يقف على قدميه:
" بالعكس. ي انسه هارينغتون , فانا ارى الاشياء بوضوح تام. فانا اعرف العداوه حين رؤيتهاو وهى مكتوبع على وجهك, وفى عينيك وفى ابتسامتك الزائفه
ولهجتك حين تتحدثين وكما قلت اننا لم نجتمع قط من قبل. فاننى افترض...."
وسكت برهه, وانقبض قلب تشارلى وهى ترى التعبير فى ملامحه يتغير مره اخرى حتى استطاعت تقريباو ان تقرأ ما راوده من افكار ليصل الى نتيجه تفكير
بقوله:
" الا اذا كنا, طبعا, قد تقابلنا من قبل"
اخذت عيناه تتفحصان وجهها لتتنقلا بين فمها وعينيها الخافتين وشعرها. قبل ان يركز بدقه على جسمها وتفاصيله مما جعل تشالى تتحرك بضيق فى مقعدها
وكانما كانت نظرته تخدش اعصابها. وجف حلقها ولم تجد طريقه تمنع بها مجرى افكاره من التقدم . كان ذهنها صفحه بيضاء خاليه من ايه فكره.
قال:
" با انسه هارينغتون..."
ولعقت شفتيها. وهيأت اعصابها لتلقى السؤال الذى كانت تعلم انه قادم. ولكن, فى هذه اللحظه, قطع عليه كلامه صوت الباب الامامى يفتح, ليسمعا وقع
خطوات. ثم صوت امها ينادى كما نادت هى من قبل:
" هل ثمه احد هنا؟ تشارلى... ها انذا قد رجعت"
وبنظره سريعه مذعوره الى وجه بول ساريزن, علمت, دون ادنى شك من ملامحه انه وصل اخيرا, الى حل للعقده التى طال تفكير فيها, فكان غضبه فائق
الحد.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:15 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالت
" تشارلى"
وكرر بول ساريزن الاسم بابتسامه راضيه. وتابع:
"ش. هارينغون, شارلوت, حبيبه عمتى... تشارلى"
واجفلت تشارلى للهجته الجديده. والمختلفه جدا التى بدت فى صوته. والتى جعلت من اسمها تهمه وايذانا بتصميمه على انه لن يتهاون مع هذا الامر.
وتقبضت يداها على ذراعى المقعد وهى تجيب امها بارتباك:
" اننى هنا.. وثمه زائر عندنا"
انه طبعا, لن يقول شيئا فى حضور امها, ولو ان لمعان عينيه المخيف كان ينبئ انه قد لا يكون الى هذا الحد من التهذيب. اطلت فال هارينغتون من الباب
وهى تقول:
"مربحا يا عزيزتى.. اهو مرحبا"
شعرت تشارلى بالارتياح وهى ترى خطأ ظنها السابق بعدما رأت بول يهب واقفا بمنتهى الكياسه. مبتلعا غضبه ليحل مكانه ابتسامه دافئه بسرعه يستحق عليها
جائزه الاوسكار. ابتسامه ما كانت لتشك فى مبلغ صدقها لو لم تكن قد رأت, قبل لحظه, ملامحه الغاضبه القاسيه.
قال بول:
" مساء الخير سيده هارينغتون"
دهشت تشارلى للسهوله التى تلاشى فيها الغضب من صوته, ليحل محله الدفء. وتاب هو:
" اسمى بول ساريزن. وقد لتصلت بك هاتفيا من قبل"
فكرت تشارلى بدهشه, متى, يا ترى, اتصل بامها, ولماذا؟ قالت امها وهى تحاول التذكر:
" ساريزن؟"
وفكرت تشارلى فى طبيعه امها هذه, وهى تدخل الغرفه عاقده جبينها ويدها تسوى خصله من شعرها نزلت على جبيهتها. لقد عاشت فاليرى هارنغتون حياتها
بشكل فوضوى على الدوام الى حد جعل اعصاب ابنتها على شفا الانهيار.
اخيرا, تذكرت, فقالت:
" اه, نعم, لقد طلبت اليك الانسه اميلى ماكنزى الاتصال بى"
وهنا, لم تستطع تشارلى مقاومه فضولها فسالته:
" الانسه ماكنزى؟ وهل رأيت عمتك؟"
وعندما التفت بول ساريون ناحيتها, وقد لمع الخطر فى عينيه. اعترفت تشارلى لنفسها بانها اخطأت فى تضمين سؤالها معنى الارتياب وعدم التصديق. مكذبه
نفسها لمحاولتها السابقه انكار عدائها واتهامها له.
اجابها بصوت كالفولاذ:
" نعم. يا انسه هارينغتون, لقد رأيت عمتى امس.....فهى السبب الرئيسى لحضورى الى هنا"
كان فى كلمته( الرئيسى) نوع من الوعيد لم تجد تشارلى له تفسيرا . ولعلها لمتشأ ان تكتشف ما يكمن وراءه.
قالت الام محاوله تهدئه الوضع المتوتر الذى لاحظته بين ابنتها وهذا الزائر, والذى لاحظته بين ابنتها وهذا الزائر, والذى, لا شك , قد اثار حيرتها:
" اظنك تفكر فى قضاء بعض الوقت هنا"
استدار وهو يجيبها وقد عادت الابتسامه الى شفتيه مما لطف من قلقها:
" هذا صحيح. لقد طلبت منى عمتى البقاء فتره"
قالت الام:
" ولانك اكتفيت من تعريض نفسك للشمس الاستوائيه. فانك تريد الترفيه عن نفسك هنا الان"
شعرت تشارلى بالضيق والاشمئزاز. ولم تشأ, ولو هذه المره فقط. ان تكبت انفعالاتها. اذ لا فائده من ذلك على كل حال بعد ان عرفت ام بول اكتشف. منذ
البدايه. انها انما تتصنع التهذيب, فقالت:
" لقد جاء تصرف ابن الاخ الوفى. متأخر بعض الشئ"
هتفت الام باستياء:
" تشارلى! ليست هذه الطريقه سليمه للتحدث مع ضيف مستأجر"
انفجرت تشارلى تقاطعها اذ فوجئت بقول امها هذا:
"ماذا؟ هل قلت ضيف مستأخر؟"
يمكن ان يكون هذا صحيحا. وتمنت فى سرها ان ى يكون. ذلك ان امها كانت قد اعتادت. خصوصا ايام الصيف. ان تؤجر غرفه فى بيتها للمستأجرين .
وذلك لزياده دخل الاسره القليل. ولكنهك كانوا. عاده, من السياح المتفرجين على المنطفه. او العابرين الى امكنه اخرى, فيمضون الليله ويتناولون الافطا,
ثم يتابعون طريقهم. فهم لا يمضون ابدا وقتا طويلا فى ذلك الكوخ. وتنقلت انظار تشارلى بين بول وامها وقد بان فيها الذهول وهى ترى على شفتيه من
امارات السخريه والظفر ما جعل قلبها يهوى بين ضلوعها.
قالت الام وقد عزز صوتها اسوأ مخاوف تشارلى:
" ان السيد ساريزن سيمكث عدنا لفتره. لقد سبق واتصل بنا هاتفيا عندما كنت فى الخارج ليسأل هما اذا كان عندى غرفه خاليه فطلبت منه ان يزورنا بعد
ظهر اليوم. واننى اسفه اذ لم اكن هنا عند وصوله"
ومضت فى حديثها له بينما كانت تشارلى تحاول. مذهوله غير مصدقه.ان تستوعب هذا لحدث الجديد, وكانت امها تقول:
" ولكن الهر " تشكو" هرب بينما كنت انشر الغسيل. فخفت ان لا يعود, وهكذا خرجت ابحث عنهو وبقيت الاحقه حول القريه لمده ساعه او اكثر حتى
كدت اموت من الحر والعطش. لم لا احضر الشاى فنجلس جميعا ونتحدث؟"
ما ان اغلق الباب خلف امها. حتى كانت تشارلى قد تجاوزت نقطه الاحتراس فى كلامها. فتحولت تنظر اليه والشر يقدح من عينيها العسليتين وهى تقول
ثائره:
" لمذا نحن بالذات؟ لمذا تريد ان تفرض نفسك علينا؟"قال بوك وقد تمالك جأشه:
" لقد كنت فى حاجله الى مكان فى هذه المنطقه امكث فيه"
كان يتحدث بشكل نطقى جعل تشارلى تصر اسنانها غيظا تمنع بذلك الشعور بالغثيان الذى انتابها. وتابع هو قائلا:
" وقد ارشدتنى عمتى اميلى اليكم امله ان تؤجرونى غرفه. وبدا هذا حلا سليما. وعلى كل, فانا لم اكن اعمل انك تسكنين هنا"
لم تعلق هى على جملته الاخيره. بل قالت:
" هناك ثمه فنادق يمكنك النزول فيها"
اجاب:
" انها جميعها بعيده عن المستشفى"
وكان لهذا الجواب المقنع فقعل الملح فى الجرح الحى, فردت عليه قائله:
" لو كنت مكانك لمكثت فى منزل العمه"
كانت بذلك تذكره بكلمته المتعاليه.امل الاول, حين قال ان البيت والارض هى ملك له. فهو اذا. كان المفروض فيه ان يراها فرضه سانحه لكى ينصب
نفسه سيد المنطقه.
احتل الحنق فى عينيها مكان السخريه ليفهمها انه يعرف تمام قصدها. وقال:
" ان منزل عمتى مقفل لمده ثلاثه اشهر"
قالت:
" اعلم ذلك"
كانت هى الوحيده التى تعلم كم مضى على المنزل من الوقت خاليا من السكان. فقد كانت هى المسؤوله عنه منذ نقلت الانسه ماكنزى الى المستشفى.
وهى التى كانت تذهب يوميا الى المنزل للتاكد من ان كل شئ فيه على ما يرام. تنظف حوله. وتطلع على البريد. لقد كان عليها ان تفعل شيئا لكى تشعر
بانها تستحق الراتب الذى تدفعه لها الانسه ماكنزى رغم انها لم تكن تقبضه كاملا اثناء مرض مخدومتها هذه.
والتفكير فى رحلتها الطويله يوميا الى هذا البيت. ذكرها بالامل لذى كان يراودها. على الدوام, بان تجد رساله او برقيه تهدئ من لهفه مخدومتها الى تلقيها.
وكم من المرات تمنت ان تتمكن ن ان تخبرها ان ابن بنت اخيها الحبيب هو فى طريقه اليها وانها ستراه اخيرا.. وكان استيائها وغضبها من سكوت بول
ساريزن يتفاقمان يوما بعد يوم وهى ترى انه لم يكلف نفسه حتى عناء الكتابه الى عمته. وزاد فى ذلك الالم الذى كان يبدو على ملامح مخدومتها كلما
كان عليها ان تخبرها بما كان يخيب املها. والان, بعد ثلاثه اشهر طويله.جاء اخيرا لتجد ان شخصيته المتعجرفه التى لا تقر بالندم, هى نفشها التى تصورته
بها اثناء تلك الاسابيع. الى حد شعرت معه. تقريبا, بان مجرد الحديث معه, كفيل بان يسبب لها صدمه.
قال:
" لقد فكرت العمه اميلى ان من الافضل ان لا اكون حيدا"
وبدا ان تغيرا غامضا فى لهجه بول اخفى رنه السخريه التى سبق وكرهتها هى منه. ولكن, لتعود بعد لحظه. مره اخرى وهو يتابع:
" لقد اثنت على امك الى درجه كبيره قائله انها طباخه ممتزه"
فهمت الان تشارلى كل شئ, فقالت:
" اه, لقد فهمت, انك اجد اولئك الرجال الميئوس منهم يعتقدون ان فى تجهيز الطعام لانفسهم ما ينافى الرجوله, يلا للصبى المدلل"
ونطقت بجملتها الاخيره بتهكم. وهى تتابع:
" انه لا يستطيع صنع شئ بنسفه.. انه فى حاجه الى امرأه لتعتنى به"
لقه زادت شخريتها عن الحد هذه المره. انزرتها بذلك عيناه اللامعتنان اللتان احالهما الغضب الى فضه ذائبه. ولكنه مالبث ان تمالك نفسه مره اخرى وان
يكن بصعوبه اكبر. هذه المره., انزرتها بذلكولكنه مالبث ان تمالك نفسه مره اخرى وان يكن بصعوبه اكبر. هذه المره.
قال:
" ظننت انك ستسرين اذا انا لم امكث فى بيت عمتى اذ يبدو انك تطالبين به لاجل ابن خالتى العزيز الغالى عليك برايان"
كان صوته المتوتر كملامحه. وهو بقول ذلك. يظهر عنف الغضب الكامن فى نفسه مما جعل اعصاب تشارلى تتوتر.هى ايضا, الى حد يقرب من التشنج.
واهتزت وهى تسمعه يذكر اسم ابن خالته. ما اكثر ما اخبرته به اميلى ماكنزى ابن بنت اخيها فى هذه الفتره القصره التى امضايها معا. كانت الانسه ماكنزى
لا تزال مريضه جدا وقد منع الزوار من قضاء وقت طويل معها. ولكن, ربما تخطت الممرضات هذه القاعده لمعرفتهن بأت هذا الزائر هو غير عادى وان
المريضه كانت دوما تامل فى رؤيته. وكانت تشعر بخيبه بالمره يوميا على مدى ثلاثه اشهر. لعد رؤيته. وتضايقت تشارلى لفكره ان مخدومتها ربما تكون قد
اخبرته بعلاقتها بابن خالته برايان مورتن. لماشعرها الخصه.
وقال لها:
" هذا هو السبب اذن فى قوله لى, امس الاول, ان ابن خالتى هو احق بالبيت منى انا"
وتابع بصوت منخفض ينذر بالشر:
" اريد ان اعرف ما الذى تأخذنيهض ضدى"
اجابت:
" اظن الجواب عن ذلك واضح حتى ممكن هو بنصف عقل. هل عندك فكره عن مقدار شوق عمتك اليك؟ وكم كانت تتلهف الى رساله منك جوابا
لرسائلى على الاقل؟ انها تحبك الى حد لا تتصوره"
انها لا تسطيع ان تفهم لماذا تحب مخدومتها هذا الرجل الى هذا الحد. ذلك ان سلوكه يدل على انه لا يستطيع ان يفهم معنى كلمه محبه. فكيف له ان
يبادل هو حبا بحب؟
عادت تقول وقد ارتفع صوتها بالغضب والاشمئزاز:
" وكانت تظن انها لن تشفى وانها ستمموت دون ان تراك. هل تعرف ماذا فعل هذا الشعور بها وهى مستلقيه وحيده فى سرير المستشفى. وفكر فى انك لم
تحمل نفسك عناء الكتابه اليها. دع جانيا ارسال الزهور, او محادثتها هاتفيا"
قال:
" اننى اعمل ان تصرفى هذا لابد ان يبدو بهذا الشكل
وتملك تشارلى الزعر وهى ترى مبلغ االنزعاج والكرب اللذين ظهرا على وجه بول وهى يقول هذا. هل من الممكن ان يكون ضميره قد تحرك. اخيراو
فبدأ يعذبه؟
وتبع كلامه:
" ولكننى شرحت الامر لعمتى عما حدث فى غواتيمالا واذا هى كانت تقبل..." ولم تحاول هى ان تخفى رأيها فقالت:
" انك تعرف جيدا ان عمتك تقبل اى كلام فارغ تعلق بك"
لم تتمالك تشارلى اعصابها وهى تعلم ان تصرفه ذاك قد سبب ثلاثه اشهر من الالم لسيده عجوز كان الجيع يعرفون انها فى طريقها الى الموت. وهو الام
يعتقد ان فى امكانه العوده الى مكانه الاول فى حياتهه عمته بمجرد ان يوضح لها الامر حتى الاعتذار لم يذكره. وتابعت تقول
" انك تحرك عمتك باصبعك الصغير. واذا شئت الحقيقه. فاننى اشتغرب اذ ارى كل العطاء من جانبها لك. بينما لا تقدم لها انت شيئا بامقابل"
اذا كان الذى بدا منه. كما رأت تشارلى, نوعا من الندم. او تانيب الضمير. فقد تلاشى كل ذلك ليبدو عليه الغضب البارد وهو يقول:
" واظنك الخبيره بكل طبيعه تصرفاتى؟"
شعرت تشارلى باعصابها تجارى غضبه ذاك بنفس الحده. لتقول:
" لقد اشتغلت عند عمتك مده تسعه اشهر"
قاطعها قائلا:
" ومازلت تشتغلين كما علمت"
كان فى لهجته وهو بقو ذلكو نبره مقيته حولت معنى جملته البسيط الى معنى اخر مزعج ويحمل نهديدا ما
قال له:
" ماذا تعنى بقولك هذا؟"
قال:
" ماذا اعنى؟"
كان يتصنع البراءه بكل حذر, وتقابلت عيناه الرماديتان اللامعتان بعينيها العسليتين الساخطتين. وهو يتابع قائلا:
"ولمذا على ان اعنى شيئا.با انسه هاريينغتون.الا اذا كان الامر كما يقول المثل,الغطاء يناسب القدر"
قالت:
" اذا كنت تعنى واقعى فى اننى مازلت اعمل..."
قاطعها:
" تعلمين!"
كان تدخلخ الساخؤ مصحوبا بضحكه تكم لاذع وتابع:
" حسنا اذا كنت تسميه كذلك. فانا اكره ان ازيل الغشاوه عن عينيك ولكننى, شخصيا, لو كنت مكانك لما طاوعنى ضميرى ان اخذ هذا الراتب الضخم من
يده عجوز فى كقابل عمل تافه"
قالت:
" اننى اعتنى بالبيت"
قال هازئا:
" ما اضخم هذا العمل فى منزل لا يسكن فيه احد. الا تظنين ان راتبك كبير بالنسبه الى وظيفه هى دون مستوى مدبره المنزل؟"
ادركت تشارلى عندئذ ان ما جعله غاضبا بهذا الشكل منها ليس فقط مقابله التى حدثت بينهما امس الاول.وشعرت بذهول ان هذا ايضا يضاف الى العداء
الذى يشعر به نحوها. ان عملها عند عمته يغيظه.لقد وصل الى هنا.فى الواقع. وه يضمر لها الكراهيه بصفتها سكرتيره الانسه ماكنزى ومرافقتها. حسنا انها
تعترف بانها حين كتبت اليه الرساله الخامسه طالبه منه الاتصال بعمته. كانت اللباقه تنقص تلك الرساله. ولكن ثمه شيئا اكثر من ذلك يبدو انه اعتراض على
المبلغ الذى يدفع لها. هل تراه يظن ان راتبها سيجعل حصته فى الميراث اقل؟
قالت:
" اننى اكتب لها رسائلها ايضا؟"
لم تكن تشارلى تريد ان تبدو وكأنها تدافع عن نفسها, ولكن يبدو انه اصاب من نفسها وترا حساسا. لقد سبق وحاولت اقناع مخدومتها بان ليس لها ان تستلم
راتبا كاملا لما هو الان, فى الواقع, عمل جزئى ولكن هذا ليس من شأنه. وشخصيا وجدت من الدناءه من جانبه. فى اول زياره لعمته بعد اكثر من عام. ان
يستوجب عمته تلك عن المبلغ الذى تدفعه لمدبره المنزل. لقد كان الحق مع برايان حين قال ان بول ساريزن هو مادى طماع لا يتورع عن شئ. اجابها
هو بصوت ناعم لطيف ينضج شخريه كرهتها هى فى الحال:
" اه, نعم الرسائل"
علمت من دون ان يخبرها احد, انه كان يتذكر الرسالتين جافتين منها. وتابع قائلا:
" لا بد انها كانت تأخذ كثير من وقتك. اخبرينى, هل تحتاجك عمتى الى ان تكتبى الى اناس كثيرين غيرى؟"
اجابت:
" كلا"
كان علينا ان تعترف بذلك.
فقد كان يعرف الجواب على كل جال. ولما شعرت بانها تحشر فى الزاويه دون اى مبرر. استدار اليه ثائره. وقد اشتعل غضبها لان كل ما يقوم به. انها يتعلق
بمناقشتها هى نفسها منذ اسابيع مع عمته عندما احتجت لديها على استمرارها فى دفع راتبها كاملا لقاء عملها السابق كمدبره منزل وسكرتيره ومرافقه. فى
حين انها لم تعد تقوم بكل هذه الامال.
قالت:
" ولكن الانسه ماكنزى قالت ان فى استطاعتها دفع المبلغ"
قال:
" اه, اننى متأكد من انها قالت ذلك... ولكن, ليس هذا هو الموضوع, اليس كذلك؟"
قالت بحده وقد حدست بغريزتها. بما يريد ان يقول, ولكنها لم تكن, فى الحقيقه, تصدق انه يعتقد فعلا بشئ كهذا. قالت:
" ما هو الموضوع اذا؟"
اجاب:
" لو ان لدين اى نوع من النزهه, لما سألت هذا السؤال. انك تسلبين همتى بالتحايل, يا انسه هارينغتون, محاوله ان تبتزى منها قدر استطاعتك باقل مقابل
تقدمينه من ناحيتك"
تملك تشارلى الغضب ولم تعد تدرى ما تقول, فاخذت تقول لاهثا:
" لماذا انت.... انت..."
واعوزتها الكلمات المناسبه فى مثل هذا الموقف, ثم انفجرت متابعه قولها:
" كيف تجرؤ على ان تهيننى فى منزلى؟ اريدك ان تخرج الان وتتركنى وحدى"
ومالبثت, وقد فقت اعصابها تمام,ان امسكت بذراعيه واخذت تدفعه نحو الباب.
قا هو بهدوء دون ان تسطيع زحزحته:
" اه. ولكن هذا غير ممكن كما ترين. انك نسيت ان هذا المكان قد اصبح بيتى. مؤقتا على الاقل"
واذا وصل الامر الى التحدى. فان فى استطاعه تشارلى ان تدعى نفس الشئ. ولما كانت قد نسيت انه ضيف مستأجر. فقد صدمها التذكير بهذه الحقيقه.
فتجمدت فى مكانها. ثم ارخت قبضتيها عم ذراعيه كما لو كانتا قد احرقتاها. ولكن الحقيقه كانت اكثر تعقيدا من لك, لامر ما لم تشأ ان تواجهها.
ان ما صدمها. وسبب الاضطراب لها.هو ان تجد ان كلمه " الاحتراق" كانت اقرب وصف لما شعرت به. اذ انه فى اللحظه التى غرزت فيها اصابعها فى
عضلات ذراعى بول القويتين. وشعرت بالدفء المنبعث منهما من خلال قمصيه القطنى. احست بما يشبه الصدمه الكهربائيه تشع من اطراف اصابعها الى
كل عصب فى جسمها. ليصل الى قلبها فينفص هذا بعنف مما جعلها تخشى ان يتوقف عن الخفقان , لقد ابعدت يديها عنه بسرعه لانها, مهما حاولت الانكار
بينها وبين نفسها. اذا هى اطالت بقاءهما لحظه واحده لوجدت نفسها ضغط عليهما ولما استطاعت مقاومه التصرف ابعد من ذلك. ودفعها هذا الشعور نحو
هذا الرجل الذى تكن له كل تلك المشاعر المقيته. دفعها الى الشك بسلامه عقلها.
انها لا تستطيع ان ترى ايه جاذبيه فى هذا الرجل. وعندما حدثها برايان عن ابن خالته هذا. نفرت من الصوره التى اظهره بها رجلا انانيا قاسى القلب.
وشعرت انها ى يمكن ان تحب اىشئ يتعلق ببول ساريزن. ومنذ ان قابلته لاول مره. بدل ان شكوكها هذه كانت صحيحه. اذ ام تجد ما يغير من نظرتها
السيئه اليه. اما ما احدث ذلك الاندفاع العنيف نحوه.. وهزها داخليا. فقد ارغمت تشارلى نفسها على ان تواجه كلمه" الرغبه" اذ انها اكلمه الوحيده التى
تفسر ما انتابها من احاسيس غامضه.
قالت:
" اننى لا اريدك هنا"
ولم تهتم لتصرفها الصبيانى ولا للهجتها. وفى اعماقها تغلى المشاعر وخوف قوى مما يمكن ان يحدث لو ان هذا الرجل بقى فى بيتها ينام. ويستريح فى غرفه
الجلوس ويتناول الطعام معهم على نفس لمائده..ز ولم تستطع ان تتمالك نفسها من ان تنابها رجفه شملت جسمها راجمعه. لقد كانت الغرفه الى اعتادت امها
ان تؤجرها هى بقرب غرفه تشارلى تمام.
عادت تقول:
" يمكنك ان تجد مكانا اخر"
اجاب بجمود واقضاب:
" ام لجد مكانا اخر"
وشعرت هى وكأن هذا الجواب دفعها بعنف الى جدار حجرى. واستدار تواجهه لتذهل وهى تراه يبتسم. ولكنها, بعد احظه, فكرت فى ان( الابتسام) ليش
بالشئ المناسب فى هذه الظرف, ذلك ان الابتسام يعنى الدفء ويبعث على الراحه. ولكن ابتسامه هذه بعثت بمشارع البروده فى اعماقها. وتصورتها
ابتسامه الافعى قب ان تلدغ ضحيتها.
قال:
" فى الحقيقه. اظن ان العمع اميلى معها كل الحق حين قالت ان الاقمه فى هذا البيت ستناسبنى تمام. وجعلتنى افهم ان امك ستكون مسروره يوجودى
هنا, لاشياء تتعلق بالاسك الكهربائيه"
حدثت تشارلى نفسها بانها قد ابتدأت تفهم الان كيف بنى لنفسه تلك السمعه الاسطوريه كونه باحثا محققا لا يقف فى امها هذه المعلومات ولكن, تبا له, فقد
كان على حق, لم تكن الاسلاك الكهربائيه فى الكوخ قديمه جدا, ولكن كان يخشى منها من انلاع حريق, فيجب, لهذا, استبدال السخان المركزى قبل
حلول الشتاء. وكان اليأس يجتاح امها من العثور على النقود اللازمه للانفاق على ذلك. وكان الايجار الذى سيدفعه بول لغارفته. لا يكاد يفى التكاليف ولكنه
يمكن ان يساعد على ذلك, فالان, ثمه حاجه قصوى لاى مبلغ مهما كان تافها.
ثم خطر فى بالها انه, بالنسبه الى شخص يسيئ الظن فيها دون اى مسوغ, اذا هو اكتشف حاجه اهلا الماديه. فسيكون فى هذا البرهان الكافى على صحه
شكوكه فى انها تحاول ان تسلب عمته ماتستطيع من نقوذ وانتابها شعور حيوان وقع في الشرك ، فإن أية محاولة منها للنضال او الشرح لا تفعل اكثر من اثبات
الشكوك فيها.
قال:
- انني متأكد الآن من أنك قد ادركت ان من الأفضل بقائي هنا.
كان صوته رقيقاً ولو كان في ظروف غير هذه لاعتبرته تشارلي مغرياً ولكنها في هذا الظرف لم تجد في نفسها اية استجابة له, بل بالعكس شعرت بأنه يعمل
من اعصابها ، نفس عمل ورق الزجاج ولكن بعد لحظة واحدة تبخر من ذهنها كل أثر للتعصب ضده عندما شعرت بيده كبيرة دافئة تحتضن ذقنها ليرتاح
خدها على راحته الواسعة، وببطء ورقة ادار وجهها اليه يرغم عينيها العسليتين المضطربتين على مقابلة عينيه الرماديتين المتألقتين.
وتمتم برقة:
- لا تدعي القلق يستولي عليك ياشارلوت ، من الممكن ان تتحسن الامور اذا شئت انت ذلك .
وبينما جمدت هي وقد سمرتها القوة المغناطسية المنبعثة من عينيه ، حرك هو ابهام يده فوق وجنتها ليلامس فمها محاولاً ان يخطط به شكل شفتيها ، ثم
يضغط شفتها السفلى وشعرت شارلي فجأة بالنار تلتهب في جسدها وبالأرض تضطرب تحت قدميها ، وزاغت الرؤية امام عينيها ، ولو كان بول قد حاول ان
يقبلها لربما صفعته على وجهه مبتعدة عنه ولكن حركات ابهامه هذه جمدتها في موقفها مستسلمة لدفء اصابعه على وجنتها وذقنها.
همس هو بابتسامة عريضة :
- أرأيت ؟ يمكننا ان نكون اصدقاء.
كان هذا كثيراً ، إذ افزعتها الفكرة الى درجة اخرجتها من تلك الغيبوبة التي اسرتها وجعلتها تنزع نفسها من يده بعنف لا ضرورة له مما افقدها توزانها
فكادت تسقط لولا انه امسك بها ، وكانت قبضته قوية دافئة وجف فمها فجأة وتصاعدت دقات قلبها حتى شعرت بانه لابد قد سمعها.
قالت له بحدة :
- لايمكن لنا ، أنا و أنت ان نكون اصدقاء فقط!.
وادركت بعد فوات الاوان ماقد تعنيه كلمة (فقط) هذه ، فتصاعد الدم الى وجهها ، وهي ترى كيف ارتفع حاجباه الاسودان بشكل ساخر وعرفت انه لاحظ
ماقالت هو ايضاً.
تمتم هو :
- ماأصدق هذا.
وفي الوقت الذي كانت تشارلي فيه مازالت مصعوقة لماقالت، انحنى رأسه ذو الشعر الاسود نحوها قائلاً:
- عليّ ان اوافق على اننا لن نكون اصدقاء فقط.
ثم اخذها بين احضانه.
ارتفعت خفقات قلبها وانقسمت نفسها الى جزئين الاول عقلاني يطلب منها ان تدفعه عنها بعيداً، بينما الآخر وهو الأعمق ، ارادها ان تبقى بين ذراعيه وان
هذا بالضبط ماتريده ، ولكن منذ دقائق فقط كانت على استعداد لأن تصفع وجهه هذا لو انه قام بهذا العمل ، فما الذي جعلها الآن هادئة مستكينة الى هذا
الشعور البهيج باحتضانه لها؟ لابد انها جنت، و لاشيء غير هذا ، من المستحيل ان تبتهج بهذا العمل.
وتناهى الى سمعها صوت باب المطبخ يفتح ، ثم وقع خطوات امها في الممر، وساور تشارلي الاضطراب مع ان ذهنها لم يستطع ان يركز على واقعها وعما
يمكن لأمها ان تفعله لو انها رأتها بين ذراعي بول بهذا الشكل ، ولكن بول لم يتملكه مثل اضطرابها هذا إذ سرعان ماكان يبتعد عنها الى مسافة عادية، ولما
دخلت امها ، حاملة صينية الشاي ، كانا يجلسان كأي شخصين محترمين.
-----------------------------
واندفع هو واقفاً وهو يقول:
- دعيني اساعدك.
ونظرت اليه تشارلي وهو يتناول الصينية من امها ليضعها على الطاولة ، وشعرت بالحيرة ... كيف يمكنه ان يتمالك اعصابه هكذا ويبدو طبيعياً وكأنما لم يحدث
شيء ، بينما تشعر هي وكأن شخصاً قد ضربها على رأسها بحجر؟ وعدا عن ابتسامة ظفر على جانبي فمه ، كان يبدو باراً هادئاً كما بدا تماماً حين وصوله ..
فكيف في امكانه ذلك؟
هذا سهل تماماً ، كان هذا هو الجواب الذي جاءها بسرعة هائلة وبعنف جعلها على وشك ان تطلق شهقة عالية ، لقد بعث احتضانه لها ذاك التشوش في
ذهنها وترك في نفسها تأثيراً اكبر كثيراً مما اعترفت به لنفسها ، ولكن يظهر ان بول لم يشعر بشيء واحتضانه ذاك لها لم يكن يشير الى أي شعور آخر عدا الرغبة
في الهيمنة والسيطرة عليها نابعة عن الانانية وعدم الاهتمام ، لقد سبق وانذرها برايان عن مبلغ قسوة ابن خالته هذا، وها هي ذي قد جربت بنفسها الآن
مناوراته الباردة مما يثبت نظريته تلك.
وهي في الواقع قد استجابت له وهزت تشارلي رأسها وهي تشعر بالحيرة من حماقتها هذه وايضاً لكي تبعد عن ذهنها شعورها ذاك بالابتهاج وآسفها لانتهائه
، إذا هي ارادت برهاناً آخر عدا عن كيفية معاملته يثبت ان بول ساريزن هو نوع من الرجال يجب عليها ان تبتعد الى آخر الدنيا لكي تتجنبه ، فقد حصلت
على هذا البرهان الآن وقد كانت هي معتوهة اذ اقتربت منه مستسلمة الى هجومه القاسي على مشاعرها.
حسناً لن يحدث هذا مرة اخرى, لقد قررت هذا وهي تمد يدها لتتناول كوب الشاي بعد ان افلحت في تمالك مشاعرها، شاكرة امها التي مدت يدها به
اليها ، إنها لن تكون ساذجة بعد الآن.
وسمعت بول يقول:
- وهذا ايضاً كعك صنع البيت ، انني اعرف الآن كم سأتدلل في هذا البيت معكم؟
وسألته الأم:
- كم قررت ان تمكث عندنا ياسيد ساريزن؟ لقد قلت في الهاتف حوالي اسبوع او عشرة ايام.
تمنت تشارلي في سرها ان يجعل مدة اقامته اقصر ، فأسبوع تحتمل فيه بول في منزلها ، يكفي ، فكيف بثلاثة ايام اخرى؟.
واتكأ بظهره الى الكرسي وهو يرشف الشاي قائلاً:
- نعم, هذا ماكنت قررته في البداية .
كان يبدو مسترخياً تماماً بعكس تشارلي التي كانت تجلس متوترة على ذراع الأريكة .
كان في صوته وفي لمحة صغيرة نحوها ، عندما توقف عن الكلام ماجعلها تشعر ان ماسينطق به الآن قد لا يعجبها ابداً، قال:
- ولكن, منذ تحدثت الى عمتي، غيرت رأيي في اشياء كثيرة.
مرة اخرى استدارت عيناه الردماديتان الفولاذيتان نحو تشارلي لتستقرا متعمدتين على وجهها المتوتر فترة ثم تابع يقول:
- ولما كان لي الحق في إجازة عدة في عملي قد تراكمت، فقد فكرت في أن آخذها جميعاً دفعة واحدة ليمكنني البقاء هنا مدة اطول ، اتظنين انكم
تستطيعون احتمالي مدة شهر؟.
----------------------------------
وارادت تشارلي ان تهتف كلا! ابداً لا يمكن هذا ، ولكنها لم تستطع ان تنطق بكلمة، لقد كانت تعلم انها لايمكن ان توضح لأمها سبب انفجارها ذاك ،
وهكذا جلست صامتة تحدق في السجادة عند قدميها، تستمتع الى امها وهي توافق بسرور على طلب بول ، وأسوأ مافي الأمر انها كانت تشعر غريزياً بتلك
العيني الباردتين مسمرتين عليها ، تدرس تعبير ملامحها ، مدركة نوع شعورها بالنسبة للوضع.
رأت امامها توقعات الشهر القادم كامتحان مفزع لقدرتها على الاحتمال مالئاً إياها باليأس إذ انها إذا كان الآن هذا هو شعورها ، فكيف سيكون بعد اربعة
اسابيع من وجود بول ساريزن معهم يوماً بعد يوم؟ عليها ان تجد طريقة تحتمل بها هذا ، اما إذا لم تجد .. وفزعت من تصور ماسيحدث في هذه
الحالة.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:19 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
أوقفت تشارلي سيارتها القديمة المحطمة تحت شجرة سنديان ضخمة، ثم خرجت منها لتقف لحظة ، في شمس شهر أيار- مايو - المشرقة متأملة البناء القائم
امامها .
كان المنزل النهري عالياً فخماً قد غطت جدرانه النباتات المتسلقة فبدا رائعاً بجماله غير العادي، وكان مقاماً على طريق منحدر متعرج طويل محاط
بالاشجار ، مواجه لواد يجري فيه النهر الذي سمي به, والذي كان ينساب بين الحقول.
اثناء التسعة اشهر التي قضتها تشارلي في خدمة الآنسة اميلي ماكنزي نما في قلبها حب بالغ لهذا المنزل يكاد يماثل حب صاحبته العجوز له ، فلاعجب ان
تشعر الآنسة اميلي ، وهي في المستشفى ، بكل ذلك الشوق واللهفة الى العودة الى منزلها الذي ولدت فيه، وامضت بين جدرانه كل سنة من سنواتها
الثمانين.
لكنها كانت على الاقل سائرة في طريق التحسن، وابتسمت تشارلي وهي تفكر في ذلك ، ثم فتحت الباب الأمامي لتسير في الممر الرخامي البارد المؤدي
الى القاعة.
كانت اميلي ماكنزي تستعيد صحتها وطبعاً تحسن صحتها هذا يعود الى رجوع ابن بنت اخيها الذي كانت تفتقده .
والتوى فم تشارلي بسخرية إنها شخصياً لا تظن ان بول ساريزن قادر على تحقيق هذه المعجزة.. مع انها اعترفت بأن صحة الآنسة اميلي قد تقدمت للشفاء
بشكل ملحوظ في الاسبوع الذي وصل هو فيه الى بارفورد.
-----------------------
وفكرت في انها لو كانت في مكان براين لشعرت بالامتعاض للأطراء الذي يقال الآن لابن خالته، والذي يبعث على الغيظ الشديد.
ان برايان نفسه كان على الاتصال مستمر منذ ابتداء مرض عمته ، فهو يدوام على ارسال الأزهار اليها على الدوام ويحرص على زيارتها اسبوعياً من المدينة
التي يعمل فيها في متجر للتحف القديمة والتي تبعد اكثر من مئة ميل ، لقد ابدى تفانياً حقيقياً نحو عمته الكبيرة بخلاف انانية ابن خالته وتهاونه
نحوها.
لكنها جاءت الى هنا لتبتعد عن بول ساريزن والتفكير فيه، هذا مااخذت تشارلي تفكر فيه بحزم وهي تدخل المطبخ وتفتح خزانة ادوات التنظيف ، ولوت
شفتيها بازدراء ، ذلك ان المنزل كان ، في الواقع في غاية النظافة وليس بحاجة الى المزيد من ذلك ، كان كل شيء متألقاً لامعاً بعد ان امضت الستة ايام
الماضية في القدوم يومياً للتنظيف والتلميع ، وعندما خطر لها ان اجتهادها هذا وبما كان لتثبت لبول انها تستحق الراتب الكبير الذي تدفعه لها عمته والذي
حمله على الاعتقاد بأنها تستغل وتسلب عمته تلك نقودها، وعندما خطر لها ذلك ابعدته عن ذهنها ، انها لا تريد ان يذكرها احد بواجبها نحو مخدومتها
وخاصة هو.
ولكن لابد لها من الاعتراف بأن وجود بول في بيتها له علاقة كبيرة بالساعات العديدة التي تمضيها يومياً في المنزل النهري، صحيح انه أخذ يتصرف طوال
الاسبوع الماضي بغاية الأدب والتهذيب، ولكن سبب هذا ان احد والديها كان دوماً موجوداً، ووجدت تشارلي ، في ذلك نوعاً من التكلف غير المحتمل ،
وأخذت تتساءل عما يمكن ان يحدث لو انها كانت وحدها مرة مع بول.
ومن المدهش ان ذلك لم يحدث قط، وأذهلها انها لم تجد بول ذلك المتطفل الذي ظننته، فقد كان يمضي اكثر النهار في المستشفى في زيارة عمته.
وكان يأتي لتناول وجبات الطعام بانتظام، وعدا ذلك فقد كان وجوده في المنزل قليلاً، وكان احياناً يجلس في الحديقة يطالع في كتاب واحياناً اخرى
يتبادل الاحاديث المتفرقة مع والديها في الامسيات، ولكن تشارلي كانت تشعر بالحيرة والراحة معاً، إذ تراه يصعد الى فراشه مبكراً ، لينزل من غرفته في
الصباح متأخراً.
ولكنها جاءت الى هنا لتعمل وركزت اهتمامها على مابين يديها وهي تحمل الممسحة ومنفضة الغبار وعلبة الدهان ، ثم تقصد غرفة المكتبة، واحداً واحداً
في المكان.
بعد ساعة ونصف كانت تشارلي قد بدت في غاية القذارة بسروال الجينز لنفسها كوباً من الشاي كانت تشعر بأنها تستحقه تماماً.
وفي انتظار غليان ابريق الشاي استندت الى الحوض قرب النافذة تسرح النظر في الحديقة الممتدة خلف المنزل،وهي تقيس حجمها بشيء من الغبطة
بحجم رقعة الأرض الضئيلة التي تكون حديقة كوخ والديها .
وفكرت في ان العشب في هذه الحديقة قد استطال غير مستحب ، ومن الافضل ان تطلب من بيت ، وهو الرجل الذي يرعى الحديقة ، ان يهتم بذلك.
-----------------------------------------
كانت تتناول فنجاناً خزفياً عندما سمعت صوتاً من خلفها يقول:
- أريد واحداً لي.
شق صوت بول سكون المكان فجأة مما جعلها تقفز من مكانها مذعورة، فيسقط الفنجان من يدها المرتعشة الى الارض ليتهشم الى قطع تناثرت في ارجاء
المكان.
واستدارت تنظر اليه ثائرة وهي تقول:
- انظر ماجعلتني افعل.
كانت تغطي انفعالها لرؤيته باظهار الغضب وهي تتابع قائلة:
- مامعنى ان تتسلل اليّ هكذا؟
اجاب ساخطاً:
- إنني لم اتسلل ، لقد ناديتك عندما دخلت القاعة، ولكن يبدو انك لم تسمعيني، لابد ان عندك شعوراً بالذنب جعلك تقفزين بهذا الشكل .
كان في لهجته شيء من التعنيف ولقد لمعت عيناه بسخرية.
قالت :
- ان ضميري نقي تماما مثل ضميرك.
وعندما تذكرت ان ضميره ليس بهذه الصفة، قالت بغيظ:
- ناولني تلك الفرشاة ومجرفة الكناسة من فضلك.
قال وهو يأتي بالفرشاة:
- سأقوم انا بذلك.
وانحنى على ركبتيه يجمع قطع الخزف الصيني في المجرفة وهو يقول:
- هل تقومين انت بصنع القهوة.. مع الحليب يا شارلوت؟.
قالت:
- ماذا؟ آه حسناً.
عادت تشارلي الى الواقع فاستدارت تحضر فنجانين من حيث كانا معلقين على الجدار، لم تكن تعرف ماالذي جرى لها ، ولكنها تعرف انها ، في اللحظة التي
انحنى فيها.
وبالضبط عند قدميها تصاعدت خفقات قلبها ، شعرت بقوة قاهرة تدفعها للمس شعره القاتم وتحسس خصلاته بأصابعها .
كان ذلك الدافع من القوة بحيث ارتفعت يدها متوجهة نحوه ، ولكنها اعادتها بعنف عندما ارتفع صوته يقول ، دون ان يلتفت اليها ، لحسن الحظ فيري
توهج وجنتيها وعينيها الذاهلتين:
- دون سكر من فضلك.
وعندما كانت القهوة جاهزة، تمالكت جأشها وجلسا معاً الى مائدة المطبخ ثم قالت:
- ماالذي جعلك تحضر الى هنا؟ هل طلبت منك الآنسة اميلي احضار شيء ما لها ؟ قميص نوم نظيف مثلاً او منشفة؟ إن كل هذا جاهز.
كان في صوتها نبرة تحد وزهو لكونها توقعت ما تحتاجه مخدومتها ، ولم يبق هناك مايستوجب لومها.
اجاب:
- كلا، ليس هذا هو السبب رغم انني سآخذها لها اليوم على كل حال، لقد كنت فقط ، في هذه الانحاء.. كنت اراقب المنزل، وأنا احضر الى هنا مرة في
اليوم على الاقل.
لم يكن في لهجة بول اي نوع من الانتقاذ ، ولكن هذا لم يمنع تشارلي من ان تشعر بالغيظ لما يتضمنه كلامه هذا من معنى، لقد كانت وحدها المسؤولة
عن حراسة هذا المنزل والعناية به منذ اسابيع، وقد استطاعت ذلك بشكل ممتاز عندما كان هو مايزال في غواتيمالا ملاحقاً القصص التي تضيف مزيداً من
المجد الى اسمه.
سألته باستياء:
- هل تراقب عملي؟
اجابها متهكماً:
- وهل أنا في حاجة الى ذلك؟.
قالت :
- إن الآنسة اميلي اوكلت الي مسؤولية المنزل.
قال:
" واننى لم اكن هنا فى ذلك الحين"
جعلها اصرار بول المتغطرس. تشتعل غيظا فرفعت فنجانها بعنف الى شفتيها لتأخذ منه جرعه كبيره بينما كان لا يزال شديد الحراره. مما جعلها تشهق بالم
وقد تضرج وجهها بارتباك.
قالت بصوت خشن:
" اننى قادره على القيام بذلك تمام"
كانت بذلك ترد على انتقاده. من ناحيه. ومن ناحيه اخرى لتفسد عليه تدخلخ للمساعده. وتابعت قولها:
" لقد تدبرت الامرو من دونك. مده ثلاثه اشهر قبل ان تتنازل انت بالحضور" وكان فى صوتها شئ من الحقد وهى تقول ذلك.
لم يتحرك بول ازاء هجومها هذا. وهو يقول:
" ولكنك انت موظفه.. فوضعى مختلف تمام"
وشمل المكان بنظره المالك صاحب المكان تقريبا. وشعرت شارلوت بان هذه المنزل هو كل ما يبغيه... المنزل النهرى... ارثه المحتمل.. هو كل ما يهمه.
لقد سبق وقال برايان شيئا من ذلك الحين حين اشتكت من عدم رده على رسائلها:
" انه لن يبقى بعيدا الى الابد. والا فانه سيخسر سيئا كثيرا. ربما كان صحافيا حائزا على جوئزا يريد ان يصبح سيدا مالكا. ولكن عليه ان يكتسب محبه عمته
قبل ذلك. واذا هو فكر فى ان مكانه فى وصيتها سيكون فى خطر. فهو سيكون هنا فى لحظه واحده"
قطع عليها حبل افكارها صوت بول يقول:
" اننى, قبل كل شئ من الاسره"
اجابت بحده:
" ان برايان من الاسره هو ايضا"
لقد كان ذهنها مايئا بكراهيه سعيه الى المال.
قال ساخرا:
" اه. نعم, اببن خالتى العزيز برايان بالمناسبه. طلبت منى عمتى ان اخبرك انه سيكون هنا فى عطله نهايه الاسبع هذه. يبدو انها تظن انك يجب ان تعلمى
ذلك"
اخذت تشارلى تحدق فى النائده المصنوعه من خشب الصنوبر غير قادره على مواجهه هاتين العينين النافذتين. منتظره منه زياده فى التعليق عن سبب
تفكير عمته فى ان تشارلى يجب ان تعلم بزياره برايان. وعندما لاذا بالصمت, تحركت فى كرسيها بضيق, ان التفكير فى ما تكتم فى صدرها, يخزها كالابره
عليها ان تتحدث الى برايان عندما ياتى للتفاهم على كل شئ.
عندئذ نظر ليها بول, وشعرت بالضيق لنظراته القويه تلك. فاندفعت تقول دون احتراس:
" من الطبيعى ان ياتى برايان. فهو يزور عمته كل اسبوع ويرسل اليها الازهار.."
قاطعها:
" وهذا اكثر مما فعلته انا.."
صعقتها ما لمسته من سخريه مريره فى صوته ان بامكانها ان تفهم التوبه منه ولو ان من الحماقه ان تتوقع ذلك من. كذلك الغضب او الكلام الفارغ, عدم
الاكتراث.. كل هذا ما كان ليدهشها على الاقل. ولكن ما بدر منه, صعقها بشكل غريب. وقالت بحده:
" كما سبق وقلت انت مره.. اذا ناسب الغطاء القدر.."
قال:
" الا تقلقين احيانا من الاندفاع بعينين مغمضتين؟"
كانت قد تبدلت لهجته الان الى السخريه اللاذعه.
فقالت:
" لم افهم؟"
قال:
" الم تفكرى مره فى انك ربما لا تكونين بهذا العلو والمقدره لكى يكون معك الحق فى كل شئ؟ الا تفكرين ابدا ان من الحكمه ان تفتشى عن الحقائق
قبل ان تتهجمى بالادانه الكامله..."
كان الغضب الان قد تسرب الى كلمات بول بالرغم من حذره وضبطه لاعصابه.
قاطعتها هى:
" اننى اعرف الحقائق.."
كانت تريد ان تريه ان ليس امكانه ترهيبها. وتابعت:
" ثم اننى انا من كان مسؤولا عن احضارك الى هنا. ذلك ان الانسه اميلى. عندما وقعت فريسه المرض.كنت انت اول من سالت عنه.... كنت انت الوحيد
الذى اردات رؤيته..."
ودلت لهجتها. بوضوح, الى انها لا ترى سببا يدعو الى ذلك. ورأت الغضب يطل من عينيه. وتابعت تقول"
لقد حاولت الاتصال بك هاتفيا على عنوانك فى لندن ولكننى لم احظ بجواب. فكتبت. عندئذ, رسائل الى شقتك فى لندن. والى مكتب الصحيفه التى
تعمل فيها. لتعود الينا بعد ثلاثه اشهر متظاهرا وكأنك سمعت بالامر لتوككك. بينما براين كان هنا ففى غضون ساعتين"
ونطقت بالجمله الاخيره بلهجه تأكيد متعمد.
قال:
" هذا طبيعى بالنسبه الى برايان. اما انا,, فقد جئت حالما سمعت بالخبر"
واسغرق استيعالها لهذه الكمات التى نطق بها بكل هدوء ثوان قليله, لتتسع بعدها عينا تشارلى وقد رجعت برأسها الى الخلف بشبه صدمه.
قالت:
" انك لا تتوفع منى ان اصدق ذلك. اننى اعرف ان البريد فى اميركاالسطى ليس منظما..."
قاطعها:
" احيانا تتوقف الخدمات البريديه الى غواتيمالا"
قالت بارتياب:
" وهل ضاعت الرسائل؟كلها؟"
سألها كم رساله ارسلت؟"
اجابت:
" خمس, بما فيها اثنتان الى شقتك فى لندن"
قال:
" قد تكون هذه وصلت لاننى لم اهذب الى شقتى منذ عودتى الى انكلترا"
كان هذا يعنى انه حال وصوله الى انكلترا. اتخذ طريقه الى يوركشاير. وحدثت نفسها بان هذا عمل لا بأس به من ناحيته.
وعاد يقول:
" لقد تلقيت رسالتين ارسلتا الى من المكتب الصحيفه.. تلقيتهما معا فى نفس اليوم.."
وتوقف عن كلام كاد بتفوه بهو ثم تابع يقول:
" اما الرساله الاخرى فلا بد انها فقدت. عندما علمت بمرض عمتى. ركب اول طائره الى انكلترا"
وارتسم على شفتيه ابتسامه خفيفه بينما بان التهكم فى عينيه وهو يتابع.
" لم يكن لدى خيار فى ذلك فقد تكلمت انت بكل صراحه.اليس كذلك؟"
واحمر وجهها وهى تتمنى ان يفسر بان سبب كتابتها لرسائلها بتلك الطريقه هو عدم رده عليها . كذلك, كانت تجاهد فى ان لاتتأثر بابتسامته التى اشرق بها
وجهه وما اسبغته على ملامحه من دفء.
واتسعت ابتسامته وهو يقول:
" ذلك اليوم الذى تقابلنا فيه لاول مره عند بيت الدجاج. كنت قد وصلت لتوى من المطار بعد سفر اربع وعشرين ساعه متواصله"
لم تعجب تشارلى, عند سماعها هذا, من سوء طبعه حينذاك عندما اخذت هى توجه اليه الاتهامات.
وقالت ببطء:
ط اظن انه ينبغى لى ان اعتذر منك عما بدر منى نحوك"
واخذت تحاول جاهده النظر الى الاشياء من هذه الناحيه الجديده, ذلك انها قد اقنتعت منذ وقت طويل,بانه كان يهمل عمته بسبب انانيته. ولم تحاول
ابدا ان تفكر فى انه ربما كا ثمه سبب اخر لعدم اجابته. ذلك ان الكرب الذى كانت مخدومتها تعانيه. قد اعماها عن التكفير بهدوء وعقلانيه.
هز بول كتفيه, غير ابه لكلامها. وهو يقول:
" من الواضح انك مخلصه جدا وهذا شئ حسن ولو انه لم يكن متوقعا"
قالت:
" لقد احببتها كثيرا اثناء عملى معها. فهى سيده عجوز رائعه"
ضحك بول قائلا:
" اياك ان تدعيها تسمعك وانت تقولين انها سيده عجوز"
وزاد خفقان قلب تشارلى وهى ترى ابتسامته يشرق بها وجهه مره اخرى, ولحظت, لاول مره, الرقه والقوه اللتين تتميز بهما ملامحه.
قال:
" ان لها شخصيه مستقله صارمه. وقد عجبت عندما علمت باستخدامها لك. ذلك اننى سبق واقترحت عليها. منذ سنوات. ذلك, ولكنها رفضت مصره على ان
تقوم بكل شئ بنفسها"
قالت:
" يبدو اننا انسجمنا معا"
وابتسمت وهى تسترجع ذكرى مقابلتها لاول مره, لتلك السيده التى تبدو. على غير واقعها, ضعيفه هشه, وذلك فى المكتبه المحليه. والحديث الذى دار
بينهما حين ساعدت السيده لعجوز على تناول كتاب من رف عال. والذى تطور الى حديث شمل كل شئ, بما فى ذلك حاجه تشارلى الى عمل.
سألها بول:
" ماذا كنت تشتغلين من قبل؟"
وشرعان ما بهتت ابتسامه تشارلى وهى تقول:
" كنت سكرتيره فى مكتب فى ليدز وكنت اعيش هناك فى شقه مشتركه مع تلميذه جامعيه..ز ولكن ذلك.... لم يدم"
كانت تريد ان تنهى الحديث عند هذا الحد. ولكن, من نظره التساؤل الى وجهها اليها. بدا واضحا انه يريد منها ان تتابع الحديث الذى بدأته. ولانها تعرف
مدى شكوكه فيها, فقد رأت ان من الحكمه الا تخفى عنه شيئا.
سألها:
" كيف كان ذلك؟"
اجابت:
" لقد افلست الشركه التى كنت اعمل فيها الى حد لم يستطيعوا فيه دفع راتب اخر شهر للموظفين. ولهذا, قررتت ان اترك مدينه ليدز الى الابد"
قال:
" كان عليك ان تبحثى عن وظيفه اخرى"
قالت:
" هذا ممكن طبعا, ولكننى شخصيا, لم اشأ البقاء فى ليدز..."
وفكرت فى ان تنهى قصتها كلها لتتخلص ن اسئله نهائيا, فتابعت تقول:
" لقد كنت تعرفت الى شخص, ونشات بيننا صداقه.. حسنا, ظننته انسانا مخلصا. وانه يبادلنى نفس الشعورى. الى ان حدث انه فى اليوم الذى افلست فيه
الشركه, ارسلنا جميعا الى منازلنا قبل الوقت المعتاد. ولما وصلت الى شقتى, وجدت صديقى تيرى فى جلسه حميمه مع زميلتى فى الشقه. وهكذاو حزمت
امتعى وعدت الى منزل اهلى"
فكرت بشئ من المراره فى انها هربت لكى تعلق جراحها بهدوء, وهكذا استقبلها اهلها, رغم حالتهم الماديه القاسيه, استقبلوها بكل لطف. دون اى سؤال.
سالها:
" لا بد انك اجتزت وقتا صعبا"
ولم تتاكد تشارلى من نوع التعبير الذى بدا على ملامحه. ولكنه لم يكن شفقه, على الاقل, فهى لم تكن تريد شفقه.
قالت:
" لم اعد اثق الان باى شخص بسرعه"
واهتز صوتها قليلا وهى تقول هذا. لم يكن من شانه ان يعلم انها, بعد اسبوعين هادئين فى منزلها, علمت ان تيرى لم يكن ليستحق كل ذلك الاهتمام.
وفى الحقيقه ان ما المها هو جرح كبريائها الذى احدث لها صدمه عنيفه, وخسارتها لعملها فى نفس اليوم.
قالت اخيرا:
" حسنا, لقد كان هذا منذ وقت طويل. متفحصا اياها بشده بعينيه الرماديتين. ما اثار اعصابها وجعلها تقف بحركه سريعه مضطربه.
اجاب بول وهو يرشف اخر ما تبقى من فنجانه:
" كلا. شكرا"
وهو يقول:
" اريد ان اقوم ببعض الاشياء اثناء وجودى هنا. اولا, حشائش الححديقه فى حاجه الى قص. هل اله قص الحشائش مازالت فى مكانها فى الحديقه؟"
اجابت:
"نعم. وهذا هو المفتاح"
وتناولته تشارلى من حيث كان معلقا بجانب الباب الخلفى, ثم القت به الى بول الذى تلقاه بيد واحده. وعندما ترط المبطخ متوجها الى الحديقه, فكرت
هى فى قوله( هل اله قص الحشائش ما زالت فى مكانها فى الحديق) ان هذا يعنى انه يعرف المنزل النهرى. لقد تحدثت الانسه اميلى عن انجازاته فى
السنوات العشر الاخيره. منذ ترك الجامعه وابتأ يعمل فى الصحافه, ولكنها لم تتحدث عنه قبل ذلك. وفى تلك الاثناء. كان يعيش فى لندن وفى بيدها.
وخرجت من المنزل الى حديقه الخلفيه حيث كان بول وقد ابتدأ بقطع الحشائش.
قالت له بصوت طغى على صوت الاله:
" ما الذى عنيته حين قلت ولو لم يكن متوقعا؟"
وبدا انه سمع صوتها دون كلماتهاو فاوووقف الاله وهو يقول عابسا:
" هل قلت شيئا؟"
اجابت:
" نعم. اريد ان اعرف ما الذى عنيته بكلامك انه لم يكن متوقعا ان اكون مخلصه للاسه اميلى؟"
قال:
" اه.."
ووضع بول اصابعه القويه السمراء على الاله وقد بان عليه التفكير لحظه. وتألقت خصل شعره البنيه المائله للحمره فى اشعه الشمس فبدت بلون النحاس مما
منحها نظهرا جذابا. وغضبت تشارلى من نفسها اذ وجدت افكارها تدور حول هذه النقطه, ثم ارغمت نفسها على اعاده انتباهها الى المسأله التى جاءت
لاجلها.
وقالت بنبره متجهمه:
" اذا ؟"
وما لبثت ان ندمت على لهجتها هذه عندما رفع رأسه ليحدق فى عينيها نتوغلا فى اعماقها. وهو يقول ببرو:
" كيف يبدوو ذلك لك؟ تصورى انها عمتك انت. وانك كنت بعيده مسافه الوف الاميال. ثم اذا بك تسمعين ان امره شابه لا تعرفينها قد شقت طريقها الى
حياتها. طالبه عملا. ثم..."
قاطعته بصوت مرتفع ثاقب لشده الغضب:
" اننى لم اشق طريقى كما اننى لم اطلب منها عملا. ان الانسه..."
قاطعها قائلا ببرود:
" ربما لم تطلبى بصراحه. ولكنك افمهتها انك فى حاجه الى عمل"
قالت:
" اننى..."
ولم تجد ما تقوله. فقد كان كلامه صحيحا اذ انها اخبرت الانسه اميلى انها فقدت وظيفتها وتحبث عن وظيفه اخرى. حتى انها اخبرتها بشده لهفتها لذلك اذ
ان والديها ليس فى امكانهما اعالتها. ولكنه كان يعنى انها كانت تلمح بطلب زظيفه. وفى الحقيقه. كان يقول لانها لا بد اخذت تفتش عن السيده العجوز
لهذا السبب.
قالت:
" اتريد ان تقول اننى تملقت النسه اميلى لكى توظفنى؟"
اجاب:
" لا اقول بالضبط انك تملقتها. ولكنها سيده عجوز بالغه الثراء. وهى لم تطلب مرافقه فى حياتها قط من قبل.... كما انها لم تعرفك قبلا..."
قاطعته تشارلى وقد فقدت تمالكها لاعصابها تماما الان:
" هذا يكفى. ربما لم اكن انا اسكن فى بارفورد منذ مده طويله. ولكن ولدى عاشا هنا ما يقرب السنتين. امك جعلتنى ابدو بمظهر امرأه طماعه رأت الفرصه
سانحه فاسرعت تنتهزها. وتبتزها لاهدافها الخاصه."
قال بخشونه وقد بدت القسوه والبروده فى عينيه:
" هذا يبدو جليا"
قالت:
" كلا. ليس الامر بهذا الشكل. لقد طلبت منى الانسه اميلى العمل عندها منذ اول لقاء. انها هى التى اصرت على هذا. وفى الحقيقه. لم البها انا..."
قاطعها بحقد:
" وكانت النتيجه انها شكت فى قيمه المبلغ التى عرضته عليك"
لم تستطع هى ان اتنكر ذلك. فقالت:
" نعم. حسنا... ولكن, فى النهايه, لم يكن المال هو المهم. لقد ادركت انها كانت حقا تريدنى ان اعمل لديه.. وانها كانت تريد احدا, كمرافق لها"
قال:
" غريب ان تطلب الان شيئا يبق ورفضته من قبل"
قالت:
" ربما اتعبتها الوحده , والامال, وهجر ابن بنت اخيها. المفضل عندها, لها! ما الذى كنته تعنيه؟"
قال وقد استحال هدوؤه الى ثوره عنيفه:
" اننى لا اعنى شيئا"
وصرت هى بأسنانها وقد شعرت بالنار تحرقها وهو يتابع قائلا:
" الموضوع الظاهر هو هكذا. سيده عجوز, بالغه الغنى"
وشدد على هذه الجمله الاخيره.
" نقابل فتاه لا تعرفها تبحث عن حظها. وتخبرها هذه بقصه محزنه عن فقدانها لوظيفتها وعن والديها اللذين ليس فى امكانهما اعالتها....."
جفلت تشارلى وهى تسمع كلماته تعكس بشكل غريب افكارها الخاصه منذ لحظات قليله. وشتمت فى نفسها رده فعلها الغريزيه هذه عندما رأت عينيه
الرماديتين تضيقان, لتعلم انه اساء تفسير سلوكها بنه تعبير عن الشعور بالذنب.
وعاد يقول بسخري لاذعه:
" وهذا لمراه الشابه تجد عملا صوريا تتقاضى لقاءه مرتبا فاحشا.. انه عمل لا يتعدى كتابع عده رسائل. ومسح غبار عن التحف... حتى فى اثناء وجود العمه
اميلى فى المنزل"
قالت:
" هذا غير صحيح. ان عقلا ممسوسا مثل عقلك هو فقد يحول وعا بريئا الى تمثيليه رديئه مثل هذه! ليس لك الحق فى اتهامى..."
وخطر لها فجأه, خاطر لها فجأه, خاطر شحب له وجهها واتسعت له عيناها بتأثير الصده. وقالت:
" لقد تساءلت لماذا لا افتش عن الحقائق, قبل الادانه, وهذا بالضبط ما تفلعه انت, اليس كذلك. انك تظن حقا اننى استغل الانسه اميلىو..."
انحدرت الامور الى اسوأ عندما انفجر البركان الذى كان يعتمل فى داخلها. بوحشيه, بعدما ادركت كل شئ, وقالت:
" وهذا هو السبب, اذا, فى مكوثك معنا فى البيت؟ انك تتفحص امورنا جميعا. بما فى ذلك والدى؟"
ولك يتكبد هو عناء انكار ذلك, وبقى يراقبها بتلك الملامح البليده المتحجره مما زاد فى ثورتها. قالت بعنف:
" هل تتجسس علينا جميعا؟ حتى انك عرفت بكل مشكلاتنا الماديه. بما فيها استبدال الاسلاك... انك تنتهك حرمتنا...."
لقد كان , اذا, يتخذ معوماته هذه كشواهد ضدهم. فر عليها قائلا بصرامه لا رحمه فيها:
" لقد اخبرتك انت عمتى بهذا"
قالت:
" ولعلك ظننت اننى كنت احاول بهذا اقناعها باعطائها ما نحتاجه للتصليحات فى منزلنا, لديك الجرأه بان تتهمنا باى شئ بينما انت لست سوى منافق
انانى, على الاقل كنت انا موجوده عندما اصابت نوبه المرض عمتك..."
واصابت بذلك نفطه حساسه, اذ شحب وجهه وتوترت ملامحه من الغضب وهو يقول بعنف:
" لقد سبق واوضحت هذا"
ردت عليه:
" كلا. انك لم تفعل"
كانت قد نبذت كل جهد لضبط نفسها الان وهى تتابع قائله:
" لم تقل الحقيقه كامله عن عدم وصول الرسائل وكنت انا من الحماقه بحيث صدقت ذلك. حتى اننى اعتذرت اليك"
اهتز وجهها شمئزازا من نفسها لوقوعها فى الشرك بينما كل قصده كان كسب ثقتها املا فى ان يجعلها تكتشف عما فى نفسها بسرعه.
قالت:
" ليس لك الحق فى اتهامى بشئ. انك شخص يأتى ل هنا ويترك المكان فقد فى الوقت الذى يناسبهو ليحصل على ما يستطيع"
وتذكرت نظره المال المتسلط الى المبطخ منذ فتره وكمته المتغطرسه وهو يقول:
" اننى المسؤول هنا"
وذلك فى اول يوم قابلته فيه, وجعلتها هذه الذكرى ترى الاشياء امامها بلوم الدم. لقد قال برايان مره ان ابن خالته هو وحش. ولكنها لم تتوقع ان يكون
بهذا السوء.
وعادت تقول:
" على كل حال, كما سبق وقلت, الانسه ماكنزى هى امرأه غنيه جدا وبما ان قريبها الوحيد الحى هو حفيد اخيها, فيجب ان يتصرف بشكل يؤهله
للاستفاده من وصيتها"
عندما توقفت عن الكلام لتلتقط انفاسها. قال مصححا كلامها:
" حفيد اخيها, لا تنسى ابن الخاله العزيز برايان"
وقالت:
" ان برايان على الاقل يستحق لن يرث قسما, او كل املاك الانسه ماكنزى لانه ابدى نحوها بعض العواطف"
فقال:
"ارى ان ليس لك الجرأه فى ان تسمى ما ابداه نحوها برايان, حبا, ان برايان ليس منزها..."
قالت:
" انه يتصرف بشكل افضل مما تفعل انت"
وضحكت بازدراء عميق وهى تتابع قائله:
" يمكننى ان اتصور شعوره بعد ثلاثه اشهر من العنايه والاهتمام بعمته, ليسمع فى النهايه ان تقدم صحتها مؤخرا وهو بسبب وصولك . ان هذا لابد ان
يضايقه حقا"
قال:
" ان هذا ليس اسوأ مما يفعل فى نفسى صدى وقع اسمى من بين شفتيك واسترسالك فى سرد فضائله"
قالت ساخره:
" ربما هو ضميرك يزعجك. مع اننى اشك فى ان عندك ضمير! لا يمكن هذا. والا لما امكنك ان تعيش فى بيتنا, وتأكل من الطعام الذى تطبخه امى, وتنام
فى السري...."
كان عليها هنا ان تسكت وفد طغى عليها الاشمئزاز اذ تذكرت كيف انه هذا الصباح.كان يتجاذب مع امها اطراف الحديث. فيضحكها بنوادره. ويسرها
باطرائه, بينما هو, طيله الوقت. يخفى فى نفسه تلك الشكوك الرهيبه. ان التكفير فى ان يعتقد احد ان والديها اللطيفين غير العمليين, واللذين ينقصهما
الحزم, قى مقدورهما ان يخدعا سيده مسنه ليستغلاها ماديا, هذا التفكير كان مخيفا بعيدا عن التصديق, ولكن والديها قد اشتركا فى هذه القضيه لانها كانت
تعيش بينهما فقط. فقط كانت هى الشخصيه الرئيسيه المشكوك فيها. الشخصيه التى يظن هو حقا انها مذنبه. وسرعان ما عادت اليها مخاوفها السابقه عن
احتمال نوع رد الفعل عند بول عندما يعلمم بخطبتها لابن خالته, يجب ان تتحدث الى برايان فى اسرع وقت ممكن غدا, والقت نظره عليه مليئه بالكراهيه
وهى تقول:
" انك احمق وبغيض وانا اكرهك"
هز بول كتفيه دون اكتراث قائلا:
"اننى , شخصيا, لا اهتم مثقال ذره بنوع شعورك نحوى.. ورأيى الخاص فيك ليس بالحسن, والان لو سمحت, فانا عندى ما اعمله..."
كان على وشك ان يشغل الاله مره اخرى, عندما قالت تشارلى:
" بقى شئ واحد, بعد كل هذا, لا يمكن ابدا ان تفكر بالبقاء فى بيتنا. عليك ان تفكر فى مكان اخر"
تلاقت انظاره بانظارها, رماديه متألقه كالثلج فى شكله وبرودته ايضا واقشعر جسدها. وكأن نظرته هذه قد سحبت كل الذفء من اشعه الشمس.
قال ساخرا:
" ولماذا على ان ارحل؟ اننى مرتاح حيث انا, لقد كانت عمتى على حق, فالطعام لذيذ.. انه يستجق ما يدفع فيه من نقود. فانا اطون احمق لو تركت
المكان"
قالت:
" ولكنك ى تستطيع..."
قاطعها فى تلك اللهجه الدقيقه المحكمه التى تكرهها:
" يا انسه هارينغتون . اننى استطيع ان افعل ما يسرنى... وليس ثمه طريقه تمنعيننى بها من ذلك. ولهذا انصحك بان لا تحاولى هذا. والا فانك تضيعين
وقتك"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:20 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
اشرق وجه اميلى ماكنزى وهى تقدم خدها الى شارلوت لتقبلها هذه. وهى تقول بسرور:
" شارلوت, يا عزيزتى!ما اشد سرورى برؤيتك. اننى لم ارك منذ اكثر من اسبوع. لقد اهملتنى"
قالت تشارلى مبتسمه:
" كلا ابدا. انك تعرفينما قاله الاطباء من انك لا يمكن ان تستقبلى اكثر من زائر واحد. وبجانب هذا, فان عندك الان مرافقا اخر,اليس كذلك؟"
انار وجه السيده المسنه اشراق توهج له وجهها, وشعت عيناها بابتسامه غبطه, وهى تقول:
" كنت اعرف ان يتخلى عنى... وانه لا يطيل غيابه عنى الا شئ فى غايه الاهميه"
فكرت تشارلى ساخره, فى غايه الاهميه.... حسنا, نعم.
انها تفترض ذلك اذ, بالنسبه الى بول, فان ملاحقه حدث صحفى هى اهم من كل اعتبار انسانى عنده.
وعادت السيده المسنه تقول:
" ولكن المهم انه هنا الان, اخبرينى اذا, ما رأيك فيه يا عزيزتى؟"
" رأيى فيه..."
لم تستطع تشارلى ان تواجه نظرات المرأه وتشاغلت بتسويه غطاء السرير الذى لم تكن تشوبه شائبه وتابعت قائله:
" اننى.... انه تمام كما توقعته ان يكون"
قال اميلى بسعاده ظنا امنها انها تعنى بذلك انها وجدته تماما كما كانت تصفه عمته:
" نعم, انه لم يتغير قط. انه شخصيه فريده فى نوعها"
جاهدت تشارلى لكى تمنع السخريه من ان ترتسم على ملامحها. ولم تستطع ان تجلس لكى تستع الى الانسه اميلى تتغنى بمديح بول طيله الوقت, وشعرت
بانها, اذا هى استمرت بذلك, فستشعر بالغثيان. ونظرت حولها, ثم اشارت الى باقه ضخمه من االزهار بجانب السرير وهى تقول محاوله الهاء مخدومتها.
مذكره اياها بان لديها حفيد اخ اخر اكثر استحقاقا لحبها واعجابها. قالت:
" ارى ان برايان قد احضر لك زهورا اخرى؟"
وبالكاد القت اميلى نظره على تلك الزهور وهى تقول:
" اه , نعم... ان ذلك الشخص كثير الاهتمام... انه, احيانا, يسرف بارضائى"
قالت تشارلى:
" ان يهتم بك"
هل تراها رأت فى تلك العينين الزرقاوين نظره ارتياب صريحه؟ ام انها تخيلت ذلك؟ ولكن لم تسنح لها الفرصه للتفكير فى هذا الامر اذ ان الانسه اميلى
تحولت بالموضوع مما منعها من التفكير باى شئ اخر. فقالت:
" يبدو عليك التحيز الى برايان. وهذا طبيعى على كل حال"
فكرت تشارلى ان لا بد من تصفيه حسابها مع برايان, فهى لن تستطيع متابعه هذا الادعاء بعد الان. خصوصا بعدما لم يعد ثمه ضروره لذلك.
قالت العمه:
" ولكنك تعرفين, يا عزيزتى, ان براين ليس بالجرل المناسب لك"
اابت تشارلى:
" هل هذا هو رأيك؟"
كان هذا اخر شئ توقعته تشارلى. وعلى كل حال, فان الانسه اميلى لم يسبق لها التحدث مطولا عن هذه الخطبه الصوريه. وكانت تشارلى احيانا, تفكر فى
ان مخدومتها ربما كانت من شده المرض بحيث لم تتذكر ما اخبرها به برايان عن الخطبه. قالت اميلى بصوت حازم:
" نعم, اننى اعرف ان كليهما, قريبان لى. ولكننى, اذا اردت ان اكون صادقه معك, فان الشخص الذى اريده ان اراك زوجه له هو..."
انفجرت تشارلى تقاطعها دون ان تستطيع اخفاء الصدمه التى شعرت بها:
" لا يمكن ان تقصدى بكلامك بول؟"
وجاهدت لتخفى نظره الفزع فى عينيها
قالت اميلى:
" طبعا اقصده , ما هو الخطا فى هذا؟"
اجابت تشارلى:
" لا... لا شئ.كل ما فى الامر...اننى لم افكر فيه من هذه الناحيه. واطنه, من ناحيته. مستغرقا فى عمله الى درجه كبيره"
قالت اميلى:
" هذا هراء . ان ما يحتاج اليه هذا اصبى, هو زوجه واسره لكى يستقر ويترك تلك الاسفار"
اخفت تشارلى ابتسامتها وهى تتصور وصف هذه السيده له بالصبى. بينما هى لا تكاد تبلغ نصفه حجمه. وفكرت فى انه ليس ثمه من يستطيع ان يحمل بول
على الاستقرار. ومل لبثت ان حولت الموضوع الى مجرى اخر. انها لم تشأ ان تمضى وقتها المحدود جدا مع امخدومتها فى الحديث عن اى من حفيدى
اخيها اللذين عقدا حياتها هى بكشل كبير: برايان بخطبته المزعومه, وبول بشكوكه الحمقاء, ووجوده غير المرغوب فيه فى منزل اهلها.
اخيرا, نهضت مرغمه, اتخرج بعد ما حان الوقت بذلك. وكان برايان قد سبق وامضى بعض الوقت مع عمته, وكانت العتليمات بعد ارهاقها , متشدده.
قالت لها:
" ساّتى قريبا مره اخرى. واذا احتجت لاى شئ, فارسلى الى خبرا"
اجابت اميلى:
" ان عندى كل ما اريده الان"
وشعؤت تشارلى بالاستياء حين لم تذكر مخدومتها عن ايه حاجه الى قمصان نوم ومناشف ظيفه. كيف يمكن لاى انسان على مقدار من الوعى ان يعمى
عن حقيقه بول ساريزن؟ ثم هو يجرؤ على اتهامها بخداع عمته بعد كل ذلك! وتقبلها, ثم تركتها. ولكن قبل ان تصل الى الباب. نادتها الانسه ماكنزى قائله:
" لقد كاد انسى, يا عزيزتى. ارجوك ان تبلغى امك شكرى الجزيل.. اننى ممتنه جدا لمعاملتها الحسنه لبول, فهو فى حاجه الى بعض الرعايه والعنايه"
الرعايه والعنايه؟ واستطاعت ان تكبت تشارلى ازدراءها الى ان اجتازت قسما من الممر . ان بول ليس فى حاجه الى ايه عنايه . ان ما يستحقه حقا هو مقدار
كبير من الاهمال . فهو مفرط فى التعالى. وايه زياده فى العنابه به تزيده حيث كان برايان فى انتظار ان تنهى زيارتها لعمته.
سالها وهما يقصدان موقف سيارته:
" ما الذى تريدين ان تحدثينى عنه؟"
اجابت:
" عن هذه الخطبه المزعومه. الا تظن ان الوقت قد حان لكى ننتهى منها؟"
قال بحده:
" وهل اخبرت عمتى انها انتهت؟"
ولم تكن تشارلى تتوقع ان يبدو برايان كل هذا الانزعاج.
اجابت:
" حسنا, ان االمر ليس كما لو كان حقيقيا ... اوه, تبا لك!"
افلتت هذه الصراخه منها بشكل لا ادارى عندما وقعت عيناها على شخص مألوف الشكل يترجل من سياره سوداء فارهه على بعد امتار منهما. وحذا برايان
حذوها ليطلق شتيمه اقوى من شتيمتها عندما رأى ابن خالته وجهها لوجه. قال بول ببطء وهو يقترب منهما:
" اليس هذا ابن خالتى برايان والعزيزه شارلوت كذلك؟"
واظلمت عيناه الرماديتان الفولاذيان لتصبحا بلون الغيوم المتراكمه فى السما ز وارتجفت شارلوت كما لو ان سحابه حجبت وجه الشمس, عندما لاحظت
الغضب والكراهيه اللتين تعتملان فى تينك العينين.
قال برايان بلهجه مقتضبه تقرب من الاهانه:
" ساريزن ."
وكانت ايماءته بالتحيه اشبه بالرض.
فكرت تشارلى فى انهما . لو لم يعلما منذ طفوله. انهما ابناء خاله. ولو لم يعلم اناس بذلك, لما صدق احد ان ثمه ادنى صله من القرابه بينهما. لقد كانا
متناقضين تماما . فقد كان برايان نحيفا اشقر. قد ابتدأ شعره الناعم يتراجع عن جبينه بشكل ملحوظ, ليبدو ضعيفه البنيه بعكس قوه بول الباديه وشعرهالقاتم
اللامع. ها من الممكن ان تناقضهما فى المظهر هذا. اعطى تناقضا مماثلا لصفاتهما؟ كانا يبدو ان كالصوره الموجوده دوما فى القصص الخرافيه عن البطل
الاشقر, والشرير الاسمر الاسود الشعر. ولكن, هل من الممكن ان تحدث هذه الاشياء بهذه البساطه, فى الحياه الحقيقه؟ ولكن تشارلى تذكرت نظره
الارتياب التى بدت فى عينى الانسه ماكنزى عندما ورد ذكر برايان وساله بول بلطق:
" كيف تسير مع تجاره التحف؟"
وشعرت تشارلى بالحذ من تلك الدماثه الزائفه التى لم تكن تتجلى فى عينيه اللتين مازالتا باردتين داكنتين. وتابع بول يقول :
" هل ما زلت تحصل على النفلئس بادنى الاسعار؟"
وارتسمت على شفتيه ابتسامه اتهام جعلت اعصاب تشارلى تتوتر خوفا. بينما تابع بول:
" انك تدس انفك دوما فى المزادات والصفقات اليس كذلك؟"
لسبب ما . بدل على برايان الانزعاج العميق من هذه الجمله البريئه الظاهره . وبدا عليه التوتر بجانب تشارلى حتى انه تراجع خطوه الى الوراء وكأنه
احس بالخوف . واتسعت ابتسامه بول لرده فعله هذه.
قال برايان محاولا تمالك نفسه:
" حسنا, على ان اذهب الان"
قال بول:
" اوه, اننى متأكد من انك يجب ان تذهب"
والقى نظره مبالغا فيها على ساعته حوت من السخريه ما حوته كلماته وهو يتابع:
" على كل حال , لا بد انك امضيت هنا ساعه على الاقل"
قاطعه برايان:
" ان تعليمات الطبيب تقضى بالا نرهق العمه اميلى"
قال بول:
" وهذا يلائمك جدا"
ولمعت عيناه بالشر. ولكن الانفجار الذى خافت منه تشارلى لم يحدث, اذ بدلا. من ذلك, منحهما بول ابتسامه اخلرى زائفه وهو يقول:
" ارجو المعذره, يجب ان اذهب الان"
وفكرت تشارلى فى ان لهجته الساخره تشير الى انه سيذهب الى زياره عمته فى الوقت الذى يتركها برايان فيه. وغلى الغضب داخلها... يا للنفاق! وماذا
بشان تلك الثلاثه اشهر التى اهملها فيها؟
قال بول يخاطبه:
" قد اراك فى ما بعد"
تمتم برايان بكلام غير مفهوم وهو يتوجه نحو سيارته وكأنه يريد ان يبتعد عن ابن خالته قد المستطاع. وكشف وكانه يردي ان يبتعد عن ابن خالته قد
المستطاع. وكشف الوقت الطويل الذى امضاه فى وضع المفتاح فى القفل, عن مدى الارتباك غير العادى الى احدثته سخريه بول به. وفى هذه الاثناء.
انتبهت تشارلى الى مجموعه من الاشياء فى المقعد الخلفى. وعلى الاخص واحده منها ميزته من بينها, فسألته:
" اليست تلك لوحه السيد هادج العجوز؟"
اجاب برايان وهو يفتح الباب ويمسكه لها لكى تجلس:
" كانت لوحته , وكان ينتقل من منزله, وقد سامنى اياها بيده"
سألته تشارلى مشدوهه:
" ينتقل؟"
ذلك ان امها كانت تور السيد هادج على الدوام. وكات تحدث ابنتها بالكثير عنه. وتابعت تقول:
" ولكننى اعرف ان هذه اللوحه اهدتها له زوجته فى عيد زواجهما العشرين. وهو قد اعتزل العالم منذ وفاتها, فهو لا يبيع لوحاته هذه ولو دفعوا له فيها ثروه
كامله؟"
قال:
" ربما كنت تتحدثين عن لوحه اخرى"
وبدا لها صوته مختلفا بشكل غريب واكثر خشونخ.
تابع:
" لقد باعنى اياها هذا الصباح. وقد بدا مسرورا جدا بالثمن االذى دفعته له فيها"
سألته:
" هل هى ثمينه؟"
وشعرت بنوع من التقزز لدى تفكيرها بان برايان يجمع بين العمل وزيارته لعمته. فى نفس الوقت, وفكرت بعدم الارتياح فى سخريه بول وهو يسأله عن
شرائه للنفائس بادنى الاسعار.
وقال برايان:
" سأجنى من هذه اللوحه مبلغا جيدا. اما بالنسبه الى موضوع الخطبه, افلا تظنين ان الوقت مازال مبكرا لفسخها؟"
قالت:
" انها لا تستلزم الفسخ, لانها لم تكن موجوده اصلا"
وكان التوتر فى داخلها قد جعل صوتها حادا وهى تتابع قائلا:
" اننى لا اجد من اللائق ان اخدع الانسه اميلى بهذا"
قاطعها قائلا:
" هذا ليس خداعا, كان قصدنا اسعاها فقط"
قالت تشارلى وهى تتذكر كلام الانسه اميلى منذ حين:
" احقا جعلناها كذلك؟"
اجاب:
" حسنا, لقد كانت مسروره عندما اخبرتها بالخطبه"
احقا كانت كذلك؟ تردد هذا السؤال فى ذهن تشارلى. فهى لم تكن موجوده عندما اخبر برايان عمته عن هذه الخطبه المزعومه. لهذا فهى لا تعرف كيف
تلقت عمته الخبر الا من خلاله هو. ومنذ ذلك الحين لم تشر مخدومتها الى هذا الا نادرا... ما عدا هذا النهار حين لم يبد عليها السرور لذلك.
وعادت تقول:
" الا تظنين ان الوقت ما زال مبكرا لاخبارها؟"
قالت:
" مبكرا؟"
وشعرت تشارلى بالاضطراب وتشوش الذهن . لقد كانت فكره الخطبه المزعومه بنت ساعتها لكى يعدا اخر ساعات الانسه اميلى. والان, عندما اصبح معلومل
انها لن تموت, فان الاستمرار فى هذه التمثيليه لم يعد له لزوم, وانما يضخم من الخديعه الاساسيه.
وقال هو:
" حسنا, وماذا لو حدث لها نكسه او...؟"
احست تشارلى بالضيق وقالت بحزم:
" ان الانسه اميلى لن تحدق لها نكسه"
لقد صنعت هذا المعروف مع برايان فى ظروف استثنائيه , وهذه الظروف قد تغيرت الان, وليس فى نيتها ان تتابع هذه الفكره.. حتى انها لم تكن متأكده من
صلاحيه هذه الفكره منذ البدايه.
تابعت تقول:
" انها فى طريق الشفاء الان والجميع يرون ذلك, كما ان الاطباء يتحدثون عن قرب عودتها الى بيتها"
قالت:
" اننى سأراها غذا, ويمكننى..."
ولكن برايان قاطعها قائلا:
" اظن ان من الافضل ان ياتى الخبر منى انا... وبعد, فهو انا الذى كنت قد اخبرتها بالخطوبه"
بهذا. كان عليها ان توافق, رغم انها لم تكن مسروره بهذا الارجاء.
قال لها:
" هل تريديننى ان انزلك عند بيتك ان عند المنزل النهرى؟؟؟
قالت:
" عند بيتى مننفذلك لكى اغسل هذه المناشف"
وما ان وقفت السياره خارج منزلها حتى تذكرت ذلك الاتصال الهاتفى الذى كانت قد تلقته امس الاول. فقالت:
" له, لقد كدت انسى, اتصل شخص من مجموعه التنقيب مره ارى, وهو السيد اشلى, ولطب منى ان اخبرك لتتصل بيه"
فى غير هذه الظروفو لم تكن تشارلى لتلاحظ التعبير الذى بدا على ملامح برايان لدى سماعه هذا, ولكنها اليوم كانت تشعر بحساسيه خاصه بالنسبه
لاهتاماته, غير ساورها منذ حديثها ذاك مع الانسه ماكنزى وتملكها شعور مقلق بانه, اثناء علاقتهما هذه. لم تكن يخبرها بالحقيقه كامله.
وعندما اصبحت بمفردهما. كان ذهنها قد اصبح مسرحا للفوضى والافكار المختلطه وهى تراقب سياره برايان تبعتد. لقد احترمته وشعرت نحوه بالموده
خلالل الثلاثه اشهر الماضيه, معتقده انه رجل مخلص وكرم, ويهتم بقريبته الانسه مانكنزى. وقد كانت تستنكر بغضب, تلميحات بول السيئه عن ابن خالته.
كانت تعتقد ان تصرفها هذا كان صوابا... فلماذا اذا, تفقد هذه الثقه فجاه وتساورها الشكوك فى سابق قناعتها؟ انها, بالطبع, لم تكن قد ابتدأت تصدق بول.
لكن,لا , لقد ابتدأ كل شئ فى غرفه المستشففى. عندما اخذت الانسه اميلى تصف اهتمام برايان بها بانه زائد عن الحد. وودخلت تشارلى البيت وهى تهز
رأسها مشوشه الذهن. واخذت تضع المناشف فى اله الغسيل, وهى تعيد النظر فى الحديث الذى دار بينها وبين مخدومتها. من حسن الحظ انها لم تقع فى
غرام برايان, والا لتألمت جدا لما قالته مخدومتها لها من انه لا يناسبها. ونهى, على الاقل, قد تمكنت من اقناعه بأن يشرح لعمته عن حقيقه خطبتهما تلك.
ولكنها تمنت لو تنتهى من هذه المسأله قبل اخر الاسبوع.... لقد اردات ان تنتهى من هذا الوضه كليا.
بعد ذلك بساعه, كانت تشارلى فى الحديقه تنشر البا الخارجى ان بول قد عاد من المستشفى وعندما انتهت من وضع اخر ملقط غسيل, كان هو قد ظهر عند
باب المطبخ. واحست هى فى الحال, قد حدث. كان التوتر غير العادى فى ملامحه. والطريقه التى كان يدس فيها يديه فى جيبيه و كل ذلك كhن يدل
على الجهد البالغ الذى يبذله لتمالك مشارعره, وسالها بخشونه:
" اين والديك؟"
اجابت:
" انهما فى الخارج, امى..."
قالك
" هذا حسن. ادخلى فانا اريد ان ان اتحدق اليك"
قالت:
" كيف تجرؤ على ان تملى على اوامرك؟"
اجاب:
" اننى افعل ما يعجبنى . ويمكنك ارجاء التظاهر بالبراءة الى المناسبات التى تستلزم ذلك. ايتها الانسه, ان عندى ما اقوله لك وعليك ان تستعمى اليه
جيدا, والخيار الوحيد الذى لك فى هذه المساله هو, اما ان تفعل ذلك فى الداخل, واما هنا حيث فى امكان الجيران ان يسمعونا"
رفعت تشارلى رأسها بمراره وهى ترى ان لا خيار امامها فعلا, ثم اندفعت الى الداخل وهى تدفعه من امامها, متمنيه ان يرى انفعالها وتصاعد خفقات قلبها
بين ضلوعها, انها لم تعرف ما الذى اراد ان يقوله لها, ولكنها لم تشك فى انه امر لا يبعث عل السرور. وفى غرفه الجلوس, استدار اليه تواجهه وهى تقول:
" حسنا؟"
وارتجف صوتها وهى تشاهد لمعان عينيه شعرت معه بقلبها يقفز هلعا. لقد سبق وراته غاضبا من قبل, ولكنها لم تعرف غضبا كهذا الذى يبدو لها الان, كان
شخطه بالغ العنف, تكاد تشتمه فى الجو كما يشتم الحيوان القبائل المغيره, وشعرت بخوف عميق يائس.
سألها:
" اين برايان؟"
كان هذا اخر شئ توقعته, وحلقت فيه لحظه تحاول ان تجد الجواب لهذا. ثم قالت متلعثمه:
" بـ .... برايان؟"
قال:
" هيا. ى تتصنعى الغباء يا شارلوت, تلكمى"
انحدرت انظاره الملتهبه الى يديها. ثم صدت الى وجهها مره اخرى:
" وقال:
" انك لا تلبسين خاتم خطروبه"
وذهلت ههى لسرعه انتقاله الى محادثه عاديه تقريبا ولكنه, فى اللحظه التاله, عاد اليه غضبه مره اخرى, ليقذفها بكلماته بوحشيه:
" والان, اخبرينى.. اين هو خطيبك الغالى؟"
لقد كانت تعرف ما يريد ان يقول منذ سؤاله الاوله عن برايان, ولكنها تمنت ان تكون مخطئه, الى ان تفوه بكلمه خطيبك, لتنهار امالها فى ان بكون سبب
غضبه شئ اخر, لا بد ان الانسه اميلى قد اخبرته بما دار بينهما من حديث هذا النهار, وتمنت لو انها تمكنت من اقناع برايان بان يدعها تشرح الامر لعمته
بنفسها وقبل اخر الاسبوع, ولكن, اليست الحقيقه هى ان ذلك لن يشكل اى فرق؟ ذلك ان بول سيعلم بالامر حالاو لقد كانت دوما تعرف ان ما سيكتشفه لن
يعجبه. ولكنها لم تتوقع منه مثلهذا.
قالت بضعف:
" انك تعلم اذا؟"
اجاب يقلدها ساخرا:
" انك تعلم اذا؟ هل هذا كل مافى امكانه قوله حقا؟ يا عزيزتى شارلوت؟
ولفظ اسمها بطريقه مهينه وهو يتابع:
" لقد خيبت املى, كنت اظن انك ستندفعين فى سرد محاسن ابن خالتى وفضائله. بينمت تتجسد فى شخصيى ان كل الرذائل. وكيف تعشقين الارض التى
يسير عليها وانك لا تستطيعين الانتظار لكى تتزوجيه, ولاول مره منذ شاء سوء حظى ان اقابلك, ارى لسانك مربوطا هكذا فجأه لا يجد ما يقول... وهذا
يؤكد شكوكى"
سالته مبلده الذهن:
" ايه شكوك؟"
ما الذى يمكن ان يكون أسوأ مما سبق واخذ به فكره عنها؟
اجابها متهكما بمراره:
" اليس هذا واضحا؟"
وانتفضت تشارلى وكان كلماته كانت تحرقها, وتابع هو," انك بطيئه الفهم, اليوم. حسنا, جربى نفسك فى هذا الان, هل تتذكرين ما سبق وتحدثنا فيه اس
عن تكل المرأه الشابه التى قابلت عمتى وحديثها بقصه محزنه عن حاجتها الى العمل كيف...؟
قالت تشارلى بحده نافذه الصبر:
" نعم, نعم لقد تحدثنا عن كل ذلك"
فقال بابتسامه كريهه هى ابتسامه قاطع الطريق اما فريسته العاجزخ:
" لقد تحدثنا اذا, ولكن يبد الان ان ثمه فصلا اخر من هذه القصه وهى ان نفس تلك المرأه الشابه, وانا اتردد فاى ان ادعوها بالسيده, تلك المرأه الشابه,
وانا اتردد فى ان ادعوها بالسيده, تلك المرأه لم تقتنعه بما تسلبه من تلك المراه العجوز من راتب ضخم لاجل وظيفه سخيفه, بل يبدو انها وجدت طريقه
لمكاسب اكثر, فى وضعها هذا, مما حلمت بها فى البدايه. ربما فى البدايه, لم تكن تعلم مبلغ ثراء تلك السيده, ولكنها عندما عملتو ادركت ان افضل طريقه
لو ضع يدها على مقدار اكبر من ذلك المال, هى الواج من احد ورثه تلك السيده"
لم تستطع تشارلى تصديق اذنيها, لا يمكن ابدا ان يعتقد حقا بانها بمثل هذا االحتيال.
قالت:
" هل قد اصبحت مضحكا تثير للسخريه"
قال بمراره:
" انا؟ هل انا كذلك حقا؟ هل تريدين الادعاء بانك مغرمه ببرايان؟ اخشى ان تكونى قدد تاخرت فى هذا"
قالت بذعر:
" كلا, كلا... اننى لااحبه. ولكن فهمك للامر هو خطأ.. اننى..."
قاطعها بول دون ان يدع لها مجالا للشرح:
" هل تريدين ان تنكرى انها مكيده اتفقتما , انت وهو, عليها؟"
حدقت هى فيه بتبلد وقد ذهنها عن التفكير بشكل واضح بسبب هجومه الحاقد هذا ليهاو انه يعرف الان الحقيقه ولكن, كيف عرفها؟ هل اخبره برايان
بذلك؟ واذا كان هذا, فلماذا اذا يستجوبها؟
قالت:
" كلا, اعنى نعم... لقد خططنا للامر معا"
واختفى صوتها امام الغضب الاسود فى وجهه.
وتمتم:
" كان يجب ان اعرف هذا من قبل, لان الفائده من مثل هذه المكيده واضحه جدا"
لم تفهم تشارلى ما يعنيه . يبدو ان بول لا يعرف الحقيقه تمام. وسألته:
" الفائده؟ اسمع. اننى لا ادرى لمذا كل هذا الغضب والاهتمام. اذا كنت قد علمت انها لم تكن خطبه حقيقيه, اذا..."
جفت الكامت فى حلقها مره اخرى, انه لم يعلم ان الخطبخ لم تكن الحقيقه. اذا انها لم تظن ان بول سيزيد غضبه. ولكن وجهه الان قد زاد توتر ملامحه.
وفجأه شعرت بالبروده وكان الدم قد استحال فى عروقها ثلجا.
وقال من بين اسنانه:
" ام تكن خطبه حقيقيه؟ يتها الحقيره. انك اسوأ مما ظننت"
قلت:
" لا تنعتنى بصفات لا استحقها... لقد كان ذلك لغرض مفيد جدا"
قال بسخريه كحد السكين:
" اه, اننى متاكده من هذا, لمن فائده هذا الغرض يا ترى؟ ابن الخاله برايان. وانت طبعا. انكما لن تدعيا ان ذلك كان لمصلحه العمه اميلى"
قالت:
" طبعا كان ذلك لمصلحتها, لقد اردنا اسعادها"
" اسعادها؟"
وانفجر بول بضحكه خشنه ساخره وهو يتابع:
" ان عندك فكره غريبه جدا عما يمكن ان يوصف بالغرض المفيد جدا . كيف تقولين انك اردت ان تسعديها بينما تخدعينها متعمده.. بينما تكذبين
عليها....على امرأه مريضه ميؤوس منها؟
قالت:
"كان هذا فقط لاننها ظننا ان هذا سيسرها. لقد كانت تواقه لان ترى احدكما متزوجا قبل ان تموت. وقد وافقت انا على ذلك لانها كانت مريضه جدا.
وعندما انظر الان الى تلك الفكره. ربما لااراها حسنه. ولكن, فى ذلك الحين. لم نكن نعلم انها ستتحسن. لقد اردت ان اجعل ايامها القليله الاخيره كأسعد
ما يمكن"
ردد بول كلمها مهكما:
" اردت ان اجعل ايامها الاخيره كأسعد ما يمكن. يبدو عليك الاخلاص حقا.ولو ام اكن اعرفك جيدا لاوشكت ان اصدقك ولكن هذا لا يبدو حقيقيا. يا
حبيبتى , عندما اعلك بالضبط كم ستربحين من هذه اللعبه الصغيره الرقيقه... من هذه المحاوله لجعل عمتى سعيده اخبرينى اذا. ما هى الفائده التى قدمها
لك برايان... كم بالمئه سيرث بعد ان تموت عمتى؟"
ها هى ذى ومره اخرى , تلك اللكمه" الفائده"
اجابت:
" اننى ادرى ما الذى تتتكلم عنه"
مره اخرى. انفجرت ضحكه الساخره تبدد سكون الغرفه, ليقول:
" كلا بالطيع, هل تحاولين حقا ان تخبرينى انك لا تعرفين؟ وان برايان لم يخبرك ان العمه اميلى وعدت بان تترك المنزل النهارى لمن يتزج اولا؟ ولم
يستطع؟ برايان ان يتدبر امر عروس يحضرها ال جانب سرير عمته, ليتأكد من وراثته للمنزل, ولنه حصل على افضل ما يستطيعه , وهو خطيبه حاضره"
قالت:
" اننى لا اصدقك"
لا يمكن ان يكون هذا صحيحا, لا يمكن ان ستعملها برايان بهذا الشكل. ولكن, الم تكن الانسه اميلى تردد على الدوام, انها حلمت مره ان المنزل
النهارى قد عاد منزلا لاسره. مره اخرى, يركض فى انحائه الاطفال كما كانوا يفعلون عندما كانت هى فتاه صغيره؟
قالت:
" انك تكذب, ما الذى سيفعه برايان بالمنزل النهرى؟ لن له بيته الخاص فى نورويش. وهو كذلك لا يحب منطقه يوركشاير فهو, بالتأكيد لا يحب ان يسكن
هنا"
قال بخشونه:
" تمام, ولكنه يعرف مجموعه تدير فنادق ريفيه صغيره خاصه, وهم دوما يبحثون عن تجاريه . لا تخبرينى بانك لم تسمعى بمجموعه التنقيب"
قالت:
" اوه..."
مجموعه التنقيب.. تلك الاتصالات الهاتفيه لبرايان.. رده الفعل الغريبه التى ازعجتها منذ حين.. وشعرت تشارلى بوجهها يشحب. لا شك ان قلب مخدومتها
سينكسر عندما تعلم ان المنزل الذى عاشت فيه اسرتها اكثر من مئه وخمسين سن, قد بيع ليتحول الى فندق.
قالت:
" كلا.. لا يمكننى ان اقول ذلك"
وادركت, متأخره, ان شحوبها, ومظاهر الصدمه عليها, من الممكن ان يفسر بطريقه اخرى, وبالنسبه الى شخص متحيز ضدها مثل بول, قد يبدو ذلك شعورا
غير ارادى بالذنب. او ادركها ان امرها قد نكشف, ولنه يعرف اكثر مما تظن, وجاءت ابتسامه بول البطييئه الظافره لتؤكد مخاوفها.
وسألته:
" هل تظن حقا اننى يمكن ان افعل ذلك لاجل المال؟"
هز كتفيه قائلا:
" فى الواقع, لقد تساءلت امس عما اذا كنت انا قد ظلمتك بظنونى. فقد بدوت حقا مهتمه يعمتى اميلى. ويدوت حقا غاضبا لدى ظنى بأنك تستغلنيها.
ولكن, هذا الصباح, عندما ادركت مؤمراتك مع برايان لتخدعى امرأه تموت, فقط لكى يرث هو المنزل النهرى..."
فجأه, اشرقت الحقيقه فى ذهن تشارلى, لقد فضحت بول لهجته, ان شئ الذى همه حقا, هو ظنخ بان برايان قد ييرث المنزل النهرى بينما هو يريده
لنفسه. ولك يكن هذا لاجل الانسه اميلى او سعادتها ابدا, ولكن ابنى الخاله الطماعين يتقاتلا على الميراث كما تتقاتل الكلاب على عظمه.. وهذا كله اثناء
حياه عمتهما. وشعرت بالغثيان وبالمراره فى حلقها.
وقذفت بوجه بول هذه الكلمات وعيناها العسليتان تقدحان شرارا:
" انتما الاثنان. شخصان منافقان. اننى مشمئزه منكما"
رد عليها قائلا:
"انه شعور متبادل"
فثار غضبها حتى اعماها عن التعقل, فرفعت يدها تهوى بها عل وجنته.
صرخ بعا:
" لمذا؟ انك..."
وقبض على معصمها, بقبضه القويه المؤلمه. يجرها نحوه. وحاولت هى التملص منه بهياج بالغ, ولكن جهادها كان عبثا ازاء قوته البالغه.
قال ينذرها:
" هيا اهداى , ايتها السيده"
ولكنها لم تبالى به. ورفسته على كاحليه بعنفو وشعرت بشئ من الارتياح عندما سمعت يتأوه من االم.
قالت:
" اتركنى او اصرخ ليسمعنى الجيران جميعا"
قال باختصار:
" اذا صرخت, فسأسكتك حاا"
قالت:
" كيف؟"
ومات السؤال على شفتيها وهى تقرأ الجواب على وجهه.
لم تستطع تشارلى قط ان تفسر ما الذى اعتمل فى نفسها عند ذلك, لقد ختفت بها كل ذره منطق تملكها. وكل ما يتعلق بصيانه الذات. ان تبقى صامته فلا
تستثيره. ولكنها اصرت على تجاهل هذا التحذير, فمالت برأسها الى الخلف فتحت فاها لتجد راحه بول تسده بينما جذبها الى احضانه باليد الاخرى.
لم يكن اها ان تلوم سوى نفسها. فقد توقعت شيئا كهذا. وتصلب جسدها. فى محاوله للمقاومه مالبثت ان انهارت وقد سرت فيها الرغبه كما سرت الحراره فى
اياها بين ذراعيه بينما رفعت هى ذراعيها الان تحيطان بعنقه وهى تهمس:
" بول"
وكأن صدى صوتها كان ماء بارد سكب فوقه فأعاده الى واعه. مشتتا الغربه الى شملتهما معا, فانتزع نفسه منها مبتعدا, بينمت صرخت هى بيأس وهى
تتراجع الى اخر الغرفه. صرخ فى وجهها:
" تبا لك, ماذا فعلت بى؟ط
ردت عليه هى:
" ماذا؟ هل... انا...؟"
ولم تعرف ماذا تقول. فقد كان عقلها مضطرربا بالخيبه والان شاره بنفسها تتمز اشلاء.
ولكنها لم تبال قال لها وقد تمالك نفسه نوعا ما:
" ما هذا يا شارلوت؟ هل وصل بكل الامر الى هذا الحد؟"
كانت لهجته الشرسه تكشف عن مدى الجهد الذى يبذله ليضبط لنفعاله.
ما ان اخذت تشارلى تحدق فيه مبلده لا تفهم شيئاوو غير قادره على ان تسأله كما يعنيه بقوله هذا. حتى دس اصابعه فى شعره المشعث وقد بدا عليه
الاشمئزز وهو يقول:
" الا يكفيك اين خاله واحد؟ ام انك من اللهفه الى اموال العمه اميلى بحيث لا يهمك ايا من ورثتها ستخرجين معه؟"
شعرت تشارى وكان كل المشاعر المره التى انتابتها منذ دخل هذا الرجل حياتها. قد كونت كله فى حلقها لم تكد معها تستطيع الكلام, واخيرا, استطاعت
ان تقول:
" اننى ى اقبل ان اخرج معك ولو كنت اخر رجل على وجه الارض"
قال:
" هذا, مره اخرى, شعور متبادل. والان, اخبرينى, كم ترتدين لكى تتركى العمه الاميلى؟"
ونظرت اليه تحاول ان تفهم ما يعنيه. ثم ما لبث الادراك ان اشرق فى ذهنها. انه يعتقد ان فى امكانها شراءها. وقالت متصنعه قسوه لا تشعر بها حقيقه:
" ليس فى امكانك ان ترضينى. حتى ولو امكنك ذلك, فاننى لن امس قرشا من اموالك"
وتلاشت ابتسامه بول. وامتزج فى عنيه التهديد والانتصار البارد وهو يقول:
" اذا , على ان اجد طريقه اخرى للتخلص منك لاننى, صدقينى يا شارلوت العزيزه..."
وبدا السم فى لهجته وهو يستبدل جمله عمته هذه الرقيقه بتعبير الكراهيه وهو يتاعب:
" اريدك ان تخرجى من حياه عمتى ولا يهمنى ما افعل فى سبيل تحقيق ذلك"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:22 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كانت تشارلى تعبر القاعه ذلك المساء. عندما تصاعد رنين الهاتف فتناولته لتسمع صوتا بقول:
" كيف حال ابنتى المفضله؟"
وهتفت هى بسرور:
" عمى هارى؟ ما اجمل ان اسمع صوتك. اننى بخير"
كان فى صوتها رجفه خفيفه تمنت ان لا يلحظها, وذلك نتيجه لما حدث بعد ظهر هذا اليوم. ولم يكن وصفها نفسها انها بخير, لينطبق على ما تشعر به والذى
لم يكن سوى التعاسه. وتابعت تقول:
" ان ابى يستمتع بأشعه الشمس. انه لا يتذكر اخر مره خرج فيها ليرسم كل نهار فى شهر ايار... لقد ارهق نفسه فى العمل حقاو.."
" حسنا اذن. اظنه فى حاجه الى فرصه للراحه. وهذا هو سبب اتصالى به. هل يمكنك ان تناديه؟"
اجاب:
" طبعا. ابق على الخط"
وضعت السماعه على الطاوله, واجارت رأسها تنادى اباها:
" انه عمى هارى, يا ابى, وهو يريد ان يتكلم معك"
كان ابوها مستغرقا فى حديث عميق مع بول. فرفع بلطف الهر , النائم على ركبتيه, ثم وقف قائلا:
" دقيقه واحده يا بول"
قالت الام لبول:
" ان هارى ليس عمها, حقيقه, بل هو صديق قديم كان شاهد زوجى يوم عرسنا, ولهذا تناديه عمى"
قاطعتها تشارلى:
" لا اظن ان لسيد ساريزن يهتم بمثل هذه الاخبار, يا امى"
كانت تعلم ان كل الامها هى نتيجه تفكيرها بان بول يعلم كل شئ عنها وعن اسرتها مما جعل عنده هذه الفكره المخيفه عنهم.
قال بول بلطف:
" بل يهمنى ان اعرف الكثير عنكم"
لم يكن غيرها يفهم ما يعنيه. وكرهت الطريقه التى كان يجلس فيها مسترخيا فى مقعده المخملى الرث. وعلى ركبتيه هر اخر, وفى اثناء الوقت الذى امضاه
بينهم. عرفت ان والديها قد احباه كثيرا. ولكنهما لم يكونا يعرفان الحقيقه, وليس عندهم ايه فكره عن الخداع الذى يمرسه. وكيف تخفى ابتسامته الساحره.
وحديثه الممتع. عقله الباردالمنظم. الذ يلاحظ كل شئ عنهم ليحتفظ به. كانا يظنانه مستأجرا طيبا فى الوقت الذى كان ليستعملها كبراهين ضدهم.
وسألها بول:
" منذ متى انت متزوجه يا فال؟"
وعبست تشارلى لاستعماله اسم امها, فقد اصر عليه والدها ان لا يستعمل الرسميات معهما فى المخاطبه, مثل السيد والسيده هارينغتون. لقد دخل قلبيهما
بخفه الافعى.
اجابات الام:
" ان ذكرى زواجنا الفضى سيكون فى تموز _ يوليو_ وهى الذكرلا الخامسه والعشرون"
ثم اطلقت فال ضحكه سخيفه.
سألها:
" انكما, طبعا, ستحتفلان بالمناسبه؟"
اجابت:
" اه, اننا لا نحتفل بشئ... لا تقفى عند الباب هكذا, يا عزيزتى تشارلى... هل ستدخلين ام لا؟"
قال بول:
" صحيح, لمذا لا تجلسين معنا, يا شارلوت انك تبدين مشغوله منذ تناولنا الشاى, لا بد انك متعبه"
وزاد عبوس تشارلى الى درجه خشيت معها ان تلاحظ امها ذلك فتسألها عن السبب, فأسرعت تلطف من اسارير وجهها وهى تدخل الغرفه لكى تتجنب ايه
اسئله اخرى من امها. ولم تفتها شبه الابتسامه الساخره التى لاحت على شفتى بول وهو يلاحظ ارتباكها وغضبها المكبوته. انه يعلم تمام السبب فى محاولتها
شغل نفسها منذ عوده ابويها الى المنزل. بعد عشره دقائق من انتهاء المشهد الذى دار بينما وبينه فى غرفه الجلوس. لم تكن تريد ان تفكر فى الذى جرى
بينهما. والاسوأ من كل ذلك, الطريقه التى تصرفت بها. وهكذا وجدت لنفسها عملا بعد اخر مما ابقى ذهنها مشغولا فلا يستعيد مشهدها بين ذراعى بول
مماجعلها تشعر بالغثيان لهذه الذكرى.
تابعت فال حديثها:
" ان هديه يوبيل زواجنا الفضى سيكون تجديد الاسلاك فى هذا البيت. وهذه ليست هديه شاعريه تماما"
تمنت تشارلى لو لم تكن امها بهذه الصراحه فى اعلان حاجتهم, اذ ان اخر شئ يحتاجه بول. هو معرفه المزيد من تفاصيل صعوباتهم الماليه. وبنظره الى
ابتسامه المتهكمه. استطاعت ان تعرف تقريبا. ما يدور فى ذهنه وهو يستوعب المعلومات التى يسمعها.
سألته تشارلى:
" وماذا عن اسرتك انت؟"
وجهت اليه هذا السؤال ليس فضولا منها, بل رغبه فى تحويل مجرى الحديث الى ناحيه اقل ازعاجا لها, وتابعت:
" انك لم تخبرنا بالكثير عن نفيك. ثم ان اسمك, ساريزن, ليس بالاسم الشائع"
اجاب بول ببساطه:
" انه ليس انكليزيا"
والقى عليها نظره يفهمها بها انه يعرف سبب تحويلها دفه الحديث هذا. وانه يجيبها عن سؤالها فقط لانه شاء هو ذلك . وتابعت قوله:
" كان ابى كنديا فرنسيا. من كويبك حيث امضيت انا حداثتى عندما لم نكن نسارفى. وكان ابى كاتبا جواله. وقد امشى قسما كبيرا من حياته متنقلا. كنت,
امى نسافر معه"
قالت فال برقه:
" انك تتكام بصيغه الماضى"
فأومأ برأسه قائلا:
" لقد توفى والداى عندما كنت فى الثالثه عشره. كانت امى تسبح عندما اوشكت على الغرق. وحاول ابى انقاذها فلم يفلح, فغرقا معا. وبعدئذ, جشت الى
انكلترا وعشت فى بيت خالتى, اسره برايان"
ورفعت تشارلى. عن ذاك, رأسها بسرعه, ذلك انها لم تعرف ذلك من قبل.
وتابع هو:
" لقد خذلتنى خالتى وزوجها الى منزلهما, وقد ارادت عمتى اميلى ان تعتنى بى, ولكنها اعتبراها اكبر سنا من ان يمكنها ذلك. بينما كان عندهما غلام
يكبرنى بسنتين"
لقد كشف صوته ما كان يشعر نحو بن خالته ذلك الحين. وتساءلت تشارلى عما اذا كانت العداوه بينه وبين برايان. قد نمت فى ذلك الوقت. من عشرين
سنه مضت واقشعر جسدها وهى تتذكر نوع اللقاء الذى كان بينهما, ذلك اليوم.
سألته فال:
" كم من الوقت امضيت معهم؟"
هز بول رأسه بسخريه لاذعه وهو يقول:
" تقريبا سته اشهر, اذ اثناء ذلك. فتحت وصيه والدى التى ظهر منهما ان فى امكانى ان اذهب الى مدرسه داخليه. ومن هناك. ذهبت الى الجامعه. ومنها
الى اول وظيفه لى فى لندت"
سألته:
" ولكنك, بالطبع كنت تعود الى بيت خالتك فى العطل المدرسيه؟"
وادركت تشارلى ما الذى تفكر فيه امها. فهى, لحبها العميق لاسرتها, لم تكن تصدق ان ثمه اناسا لا يملكون نفس المحبه والمشاعر الدافئه مثلها هى. وهى
كذلك. لم يسبق ان شاهدت بول وبرايان معا فى المستشفى. والا لاحزنها الامر جدا.
اجاب هو باقتضاب" مره واحده فقط"
ودهشت تشارلى اذ رأت فى عينيه نظره غضب وحشى وهو يتابع:
" ولكننى, بعد ذلك, كنت امشى اغلب اوقاتى مع العمه اميلى"
اردات تشارلى ان تسأله عن السبب الذى جعل خالته وزوجها يرفضان اقامته معهم بعد ذلك ولكن النفور الذى بدا فى لهجته اسكتها. وحاولت ان تتصوره
مراهقا فى الثالثه او الرابعه عشره, ذاكن الشعر متألق العينيه ذا طبيعه متجهمه, ولكن شرعان ما تحول انتباها الى ابيها عائدا الى غرفه الجلوس وهلى وجهه
ابتسامه عريضه, وهو يقول مخابا زوجته :
" احزمى حقائبك يا سيده هارينغتون, فأنت ذاهبه فى اجازه"
وكانت التشويق باديا فى صوته.
هتفت غير مصدقه:
" اجازه؟ ما الذى تتحدث عنه يا جيرى؟"
اجاب:
" الا تفهمين اللغه الانكليزيه يا امرأه؟ انها اجازه..ز اجازه فى البرتغال"
" البرتغال؟ اوه"
التوى قلب تشارلى الما وهى ترى الاشراق يعم وجه امها, ثم لا يلبث ان يتحول الى خيبه امل وهى تتابع قائله:
" اننى اعرف انك تمزح , فنحن لا نملك تكاليف رحله كهذه... لا بأس"
كانت تشارلى تعلم حلم امها الدائم فى السفر الى الخارج...هذا الحلم الذى لم يتحقق قط. كما ان البرتغال هى البلد الذى كانت تتوق الى زيارته اكثر
من سواه.
عاد الزوج يقول:
" ولكن الامر مختلف الان. فهذه الرحله لن تكلفنا شيئا ما عدا انفاق النقود ناك"
قالت:
" اخبرنى الحقيقه يا جيرى, لا تحيرنى"
وجلش والد تشارلى على ذراع مقعد زوجته واخذ يدها بين يديه, ونظر فى اعماق عينيها وهو يقول:
" كان هارى يكلمنى فى الهاتف. كما تعلمين. وهو وان قد استاجرا شقه فى الغارف. وهما يريداننا ان نمضى شهرا هناك يكون بمثابه هديه مبكره ليوبيل
زواجنا الفضى, وهما سيدفعان ثمن تذاكر السفر. وهكذا. كما قلت, كل ما نحتاجه هو بعض النقود للمصاريف النثريه هناك"
قالت امها:
" اوه, يا جيرى. ما اروع هذا"
وتألقت الدموع فى عينى تشارلى وهى ترى البهجه التى كست وجه امها. لقد كافحت امها طويلا فى حياتها الزوجيه الشاقه. محاوله جهدها . ان تعيش ضمن
دخلهما المحدود. فهى تستحق شيئا من المتعه.
وسألت الام زوجها:
" متى سنذهب؟"
اجاب:
" الخميس القادم"
قالت :
" الخميس.... لم اكون جاهزه لهذا... انننى... اوه"
وتلاشت السعاده فى وجهها. ليكون شاحيا ممتقعا. لقد تحولت عيناها المتسعتان المصعوقتان نحو بول الذى كان مسترخيا فى كرسيه كشاهد صامت لما
يجرى.
قالت:
" ولكن... اننا لا نستطيع... لا نستطيع ان نذهب ونترك السيد ساريزن"
فكرت تشارلى فى انه لو كان بول يملك ادنى احساس. لانبرى قائلا ان فى امكانهما. بالطبع. ان يسافرا. وانها سيجد لنفسه مكانا اخر يقيم فيه. ويكفى
وجوده غير المستحب فى هذه اللحظه العائليه الخاصه. وهو بالتأكيد, لن يبقى مقحما نفسه اكثر من ذلك.
سمعت بول يقول بهدوء. متجاوبا مع افكارها. مبددا, بابتسامته, هو فال وكدرها:
" طبعا يمكنكا الذهاب. ويجب ان لا تفكرا بى ابدا, اذ ليس ثمه مشكله على الاطلاق, فان فى امكان شارلوت ان تهتم بكل شئ"
وهتفت شارلى دون تفكير:
" ارايت يا اماه؟ ان الامر بسيط تماما . يمكنكما الذهاب الى البرتغال و...."
هنا انجلت لها حقيقه ما قاله بول الذى كان له فعل المطرقه على رأسها مما جعل عقلها يهتز تحت الضربه.
وادارات نحول بول عينين عسليتين حائرتين وهى تسأله دون ان تستطيع اخفاء شعورها:
" يمكننى ان افعل ماذا؟"
قابل بول نظرتها الثائره بابتسامه ساخره قائلا برقه مصطنعه:
" ان تعتنى بى. اليس كذلك, يا شارلوت؟"
تساءلت تشارلى عما اذا كانت هى الوحيده التى امكنها ان تلمس سخريته المبطنه, والناحيه السوداء من حديثه, وتابع هو قاله:
" اننى متاكد ان فى استطاعتك القيام بكل لحتياجاتى و وعلى كل حال, فاننى لن احتاج اكثر من الخدمه التى كنت تؤديها لعمتى اميلى"
ارادت تشارلى ان ترد عليه بسؤاله عما اذا كان يعنى العمل الذى لا يراه مستحقا الراتب الذى تقبضه.. لوكنها عضت شفتها لكى لا تتفوه بمثل هذا الجواب
الغاضب وهى ترى امها تستدير نحوها والرجاء يلتمه فى عينيها وهى تسألها:
" هل تمانعين فى هذا يا عزيزتى؟ وهلى اى حال, فان الانسه ماكنزى لا تحتاجك كثريا هذه الايام"
انتفضت تشارلى فى سرها. وهى تشعر, بابتسامته دون ان تنظر اليه لدى سماعها هذا الكلام. تبا له لماذا جاء الى البلده بارفورد ليعقد المسائل كلها. ويقلب
حياتها رأسا على عقب؟
قالت:
" اننى..."
ارادت ان تعلن ان ليس فى امكانها العنايه ببول ساريزن لاى سبب. فهى, قبل كل شئ, لا تريده فى منزلهم, لقد لمست صعوبه التعامل معه فى وجود ابويها
الذى كان يلطف من ذلك. ولكن فكره وجودهما فى المنزل, لم تكن تسرها قط.
قال ابوها يقنعها:
" سيكون ذلك لمده اربعه اسابيع فقط هى مده غيابنا"
اضاف بول:
" وانا اعدك ان لا ترى منى اى ازعاج لك"
كان فى تصنعه الرقه والاذلال يثير اعصابها فتمنت لو تستدير نحوه لتصرخ به ان يخرس لان هذا ليس من شأنه. تمتمت فال حالمه:
" لطالما تمنيت ان ارى البرتغال... ولشهر كامل!"
تنهدت تشارلى فى سرها وهى تعترف بالهزيمه. ان شعورها نحو ذا الامر ليس مهما. فهى لا تستطيع ان تخيب امال امها. وذلك بان ترفض مسؤوليه العنيه
بالضيف المستأجر هذا. وعلى كل حال, ما هو الجهد الذى ستبذله فى العنايه بهذا الرجل؟ انه فقط, تحضير وجبات طعامه, وغسل ملابسه, وتنظيف المنزل.
وهذه هى واجبات المسؤوله عن المستأجرين, عاده وعندما عاد الى ذهنها قول بول:
" تن فى استطاعتك القيام بكل احتياجى"
لم تهتم به. الطعام والمنامه هما ما دفع اجرته وهذا حقه.
قالت اخيرا:
" سأقوم بذلك طبعا... وهذا يسعدنى"
وتمنت الا يبدو فى صوتها اثر لما يدور فى داخلها من صراع, لكنها شعرت ان صوتها ينم عن تصنعها الاخلاص عندما رات بول يرفع حاجبه ساخرا لدى
سماعه كلامها هذا وعادت تقول تخاطبه:
" طبعا سأهتم بما..."
وقال تخاطب امها:
" اننى, طبعا, سأعتنى بكل ما تريدين اكراما لك اذ لا يمكن ان تضيعى مثل هذه الفرصه الرائعه التى سنحت لك, فلا تقلقى من ناحيه اى شئ, لان كل
شئ سيكون على ما يرام"
من التى كانت تقصد اقناعها, بكلامها هذا؟ امها ام نفسها هى؟
واضافت:
" يجب ان تردى على عمى هارى حالا وتخبريه ان الامر قد استقر على هذا الامر"
وامسكت بوالديها توقفهما ثم تدفعهما نح القاعه حيث الهاتف. وهى تضيف:
" وعلى كل حال, فان السيد ساريزن هنا لمده اسبوعين فقط"
جاءها صوته من خلفها يقول بهدوء:
" فى الواقع, هى خمسه اسابيع"
وتجمدت هى فى مكانها من تأثير الصدمه. بعد لحظه, عادت تفكر بهدوء, فأغلقت باب القاعه خلف والديها بعنايه, ظاهريا لكى تعطيهما الفرصه للحديث كما
يشاءان, بينما داخليا, كانت تريد ان تخفى عن مسامعهما انفعالعا وهى تستدير نحو بول تسأله بحده:
" ماذا قلت؟"
رد عليها بابتسامه رادت من غيظها:
" الم تخبرك امك؟"
قالت:
"تخبرنى بماذا؟
كانت متأكده من ان جوابه لن يعجبها. عرفت ذلك من التعبير الذى بدا على وجهه, وكذلك من ابتسامته الخبيثه.
وتمدد بول فى مقعده متكاسلا. مشبكا يديه خلف رأسه وهو يجيب:
" لقد صممت على البقاء مده اطول. فاننى مرور فى هذ المكان الذى يختلف عن.."
وتوقف فجأه عن اكمال جملته ليعود فيقول:
" كم ان والديك اكرمانى جدا"
قالت بنفس الحده:
" لا بد ان عندك اجازات متراكمه دون نهايه"
قال:
" هذا صحيح. ولهذا فكرت فى البقاء اسبوعين اخرين"
قالت:
" كنت اظن ان شخصا مثلك لا بد ان يفضل مكانا اكثر تطورا لقضاء اجازته"
اجاب:
" هذا يعنى انك لا تعرفيننى. اليس كذلك؟"
كان فى صوته. وهو يقول ذلك, شئ مس مشاعرها. ماالذى كان يريد ان يقول؟ وما الذى اضفى تلك النبره المؤلمه على صوته؟
وعاد يقول:
" صدقينى اننى سععيد جدا هنا, فغرفتى مريحه. والطعام لذيذ...."
قاطعته:
" لي فى امكانى ان اجيد الطبع مثل امى"
كانت تشارلى تعلم انها كالغريق الذى يتمسك بالقشه, ولكنها لم تعرف بماذا تجادلهو ذلك انها قبلت البقاء معه اقل من ثلاثه اسابيع وحدهما. اما ان
يتضاعف هذا الوقت. فقد كانت فكره لا تحتمل.
هز بول كتفيه بعدم اكتراث قائلا:
" اننى متأكد من اننا سنعالج الامر. ثم ان الطعام ليس الشئ الوحيد الذى احتاج, فانا متأكد من ان عندك مهارات اخرى... تريحنى"
فسألته:
" مهارات"
تذكرت ما حدث فى غرفته بعد الظهر, ولنها كانت متأكده من انه يتذكر ذلك ايضا. اجج غضبها تلميحه الفظ الى ذلك , فى قوله مهارا. ومن الطريقه التى
جالت بها نظرات البارده من وجهها المتوهج سخطا. الى قوامها الممشوق فى الججينز والقميص النقفول, متمعنه فى تفاصيل جسدها, مما زاد من سخطها.
سألته:
" اخبرنى بما يجول فى رأيك, بالضبط يا سيد ساريزن"
تعمدت النطق باسمه العائلى لكى تجعل بينهما جدا. ولكى تبعد عن ذهنها ذكرى ما سبق وجى بينهما. وعادت بافكارها الى الواقع, لقد سمحت لنفسها
بالاستجابه الى استفزازه لها. بسهوله والشئ الذى اقلقها حقا, تعدمت ذلك اذ كان يشعرها بتضايقها منه. قال:
" اننى متأكد من استطاعتنا التصرف بالنسبه لبعض الاشياء. ولظن اننا اتفقنا على تنادينى باسمى بول"
لم تعد تشارلى تهتم بارتفاع صواتها وهى تقول بحده:
" لقد اتفقنا على شئ واد فقط. لقد سبق وقلت انك ستمكث هنا شهراواحده فقط. مر منهما ثمانيه ايام, واظن ما بقى هو.."
قاطعها بهدوء وكأنه يفسر الامر لصبى غبى:
" ولكننى قلت اننى قد غيرت رأيى, وقد تقرر الامر ووافقت امك"
قالت:
" حسنا, اننى المسؤوله الان, وانا لن اوافق عل اكثر من ثلاثه اسابيع"
لقد شعرت بانها يجب ان تكون حازمه حتى تستطيع ان تحتمل وجوده حتى بالنسبه لهذه الاسابيع الثلاثه.
سألها:
" هل هذا قرارك الاخير بالنسبه لهذا الموضوع"
اجابت:
" تمام"
فبانت على وجهه الخيبه وهو يقول:
" اه , يا للاسف"
وهز رأسه وهو ينزل الهر عن ركبتيه بلطف, ثم يهب واقفا. وحالا, تمنت تشارلى لو لم يفعل, فهو, فى جلوسه, لم تكن لتهابه كثيرا, فيما عدا ما يسببه لها من
تشوش فى ذهنها, ولكنه. عنجما وقف, بدا وكأنه ملا الغرفه, وفارق لطول البسيط بينهما بدا الان اكثر واكبر واعظم بحيث ظهر وكأنه يشرف عليها بشكل
مخيف, وقال وهو يتجه نحو الباب. بتلك اللهجه الاسفه بسخريه:
" اذا فان على ان اطلب من امك ان ترد الى نقودى"
فصرخت فيه بحده:
" انتظر لحظه. ايه نقود تعنى؟"
اجاب ونظراته الساخره تفصح عن انه كان يعلم ان كلامه هذا سيجذب اهتمامها:
" انه ايجار الاسابيع الثلاثه الزائده. لقد دفعتها امس مقدما عندما سألت عما اذا كنت استطيع البقاء هنا. فأنا اريد استعادتها اذا انت لم تقبلى ببقائى"
قالت بذعر وهى ترى يده على مقبض الباب:
" لقد فهمت, لقد فهمت, كلا... انتظر. هل قلت انك دفعت مقدما؟"
كان صوتها الان قد تدنى الى درجه الهمس.
اجاب:
" لقد اعطيت امك امس صباحا شيكا بالمبلغ"
وامها, كما تعلم, قد ذهبت الى البنك امس بعد الظهر, وذلك الشيك لا بد صرف ليعزز دخلهم المتواضع. وامها ستكون فى حاجه الى كل قرش منه لتنفقه فى
تلك الرحله, واذا كاان عليها ان تعيده اليه.."
تنهدت من اعماقها وهى تفكر فى ان اى ذكر لاسترجاع تلك النقود, فان امها سترفض السفر تماما الى البرتغال بسبب عدم امكانها الانفاق على ذلك. وهى,
تشارلى, مرغمه, لهذا, على ان تقبل ببقاء بول تلك الاسابيع الزائده, فهذا واجبها, من ناحيه, ثم انها, اذا هى لم تشأ تسلم مسؤوليه بول فى غياب والدتها,
فان هذه الاخيره لن تخلف وهدها له وستبقى حتما, لاجله مضحيه لذلك. بحلم عمرها. تمتمت وهى تشعر انها وقعت فى الفخ:
" يمكنك ان تبقى"
اجاب:
" عفوا لم اسمعك تماما"
وصرت هى على اسنانها غيظا للتهذيب الزائف الذى غلف به لهجته. ودست يديها بشده فى جيبى سروالها تمنعهما من توجيه صفعه الى وجهه. فقد سبق
وجربت من قبل ما يقود اليه هذا لتصرف . وفى مره واحده, الكفايه.وقالت بصوت مخنوق:
" قلت يمكنك البقاء. لقد دفعت, بالامس. اجره الطعام والمنامه وهذا فقط ستحصل عليه"
اضافت فى سرها ان هذه هى واجبات صاحبه الايجار وهى ما ستنفذها. فالطعام والمنامه هما فقط ما عليها تقديمه له, فليس عليها تقديم مرافقه او محادثه
او ايه مهارات اخرى كما لمح فى حديثه.
شعرت بالارتياح وهو ينزل يده عن مقبض الباب وهو يقول:
" هذا حسن جدا. اننى مسرور لتغييرك رأيك, فان من الصعب ايجاد مكان اخر اقيم فيه"
ورمقها بنظره ساخره وهو يتابع:
" ظننتك ستسرين لبقائى"
قالت:
" وما الذى يجعلنى اسر ببقائك؟"
اجاب:
" لانك انت التى قلت اننى يجب ان ابقى بجانب عمتى مده اطول"
وهذا كان صحيحا. فهذا ما لا تستطيع انكاره. وشعرت تشارلى وكأنه البساط قد سحب من تحت قدميها. وادركت الفزع وهى تعلم انها, فى كل مناقشاتها لم
تضع مخدومتها فى حسابها. منذ اللحظه التى اعلن بول فيها انه سيبقى, لم تفكر الا فى نفسها وفى تأثير ذلك عليها. كيف امكن ان تكون بمثل هذه الانانيه؟
لقد كانت تعتقد ان امر السيده العجوز يهمها. ولكنهاو بدلا من ذلك. لم تفكر حتى فى مشاعرها. بالنسبه لهذا الامر, كيف امكن بول ان يؤثر على توازنها
العقلى مما ادى الى تصرفها بهذا الشكل.
وتابع:
" ام انك لم تكونى تفكرين بها؟"
تبا له! هل تراه كان يقرأ افكارها؟ هل فى امكان هاتين العينين الفاحصتين ان تنفذا الى اعماقها لتسبرا ما تفكر فيه؟
اجابت:
" لقد فكرت فيها طبعا! ان امر الانسه اميلى يهمنى جدا و...."
ذبل صوتها وهى ترى حاجبيه يرتفعان بتساؤل ساخر:
" لماذا اذا لم تعودى تكثرين من زارتها فى الده الاخيره؟ لقد اخبرتنى ان هذا اليوم كان الاول منذ اكثر من اسبوع"
اجابت:
" لقد ظننت انها تفضل ان تمشى الوقت معك"
مره اخرى, رفع حاجبيه متسائلا عن صحه ما تقول, لتدرك ان عقله الساخر, من خلف عينيه الثاقبتين, قد حكم عليها بالادانه بعدما وجدها مذنبه ولو بشاهد
صغير فى الحقيقه.
المشكله كانت فى ان جوابها حوى جزءا من الحقيقه فقط. فقد فكرت حقا فى ان الاقلال من زيارتها لعمته تمنحها فرصا اكثر للبقاء معه. وهى الشديده
الولع به.
ولكن. هناك ناحيه اخرى من الامر, وهى التى لا تسطيع ان تشرحها له, وهى خجلها من مواجهتها مع وجود تلك الخطبه الملفقه بينهما. تثقل ضميرها,
وتمنت لو انها استطاعت اقناع برايان بالسماح لها بمكاشفتها بالحقيقه بنفسها فى نهايه هذا الاسبوع.
سألها:
" الا تظنين ان الراتب الذى تدفعه لك عمتى يستحق منك اكثر من زياره فى الاسبوع؟"
اذا. فهو مازال يلح على اثاره هذا الموضوع؟ وثار الغضب فى نفسها وهى تفكر فى انه عاد الى الظن بانها خداعه محتاله.
نظرت اليه بعينين تقدحان شررا وهى تقول:
" كيف تعيرنى بالاقلاق من زياراتى لعمتك, بينما انت لن تشأ ان تضحى من وقتك بفرصه ترسل لها فيها ولو برقيه, منذ اسبوعين؟ ام انك كنت تظن اذا انت
لم تفعل شيئا, فهى ستموت بهدوء ليأتيك الارث دون اى مجهود من ناحيتك؟ لا بد ان الغيط قد اشتد بك وانت تراها فى طريق الشفاء مما يتوجب عليك
معه زيارتها"
لقد ارسفت , فعلا, فى تجاوز حدودها بتلك الجمله الاخيره. ولقد ادركت هذا منذ رأت ملامحه تتجهم والغضب يطل من عينيه وهو يقول:
" لو لم اكن اعلم ان ذلك يؤلم عمتى, لوجدت نفسك خارح تلك الوظيفه , ولكن يبدو ان تأثيرك كبير على عمتى لسبب لا افهمه. ولطالما انها الان مريضه.
فاننى لا احب ان اضايقها. ولكنها لن تبقى كذلك الى الابد"
فقاطعته تشارلى بحده:
" هذا شئ لا دخل لك فيه. اذ ليس ل على ايه سلطه, ولا شئ بيننا لكى..."
فقاطعها:
" م عدا صاحبه المنزل الذى اسكنه الان"
وتلاشت بقيه الكلمات على شفتيها. وهذه الكلمات المسومه التى تبطن التهديدو تدور تدور فى رأسها. لو سبق ووعدت امها ولا يمكنها الاخل بهذا الوعد
الان.
ورددت كلماته وحاولت ان تحمل كلماتها قد ما تستطيع من التكلف ولتهكم:
" ما عدا اننى صاحبع المنزل الذى تستأجره. ولكن هذا كل ما سأكونه"
تشابكت عيناها العسليتان بعينيه الرماديتين وفجأه, تذكرت بوضوح تام عندما احتضنها بين ذراعيه مرتين فى منزلها هذا وشعرت بخدر فى جلدها. وفجأه,
شعرت بصعوبه بالغه فى التنفس.
قال وقد اطلب من عينيه براءه ساخره من سخطها هذا:
" طبعا, ستكونين صاحبه المنزل, وساكون انا المستأجر عندك"
ما ان شعرت تشارلى بالدهشه, فى نفسها لسهوله استسلامه هذا, حتى اضاف يتمتم بصوت ينضح بالاغراء:
" ولكننى اتساءل عما اذا كنت تجدين ان من السهل عليك تحمل ذلك الوضع كما ظنين؟ واظن ان الاسابيع التاليه ستكون مثيره جدا فى الحقيقه"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:23 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
كانت تشارلى مستغرقه فى قراءه كتاب فن الطبخ عندما سمعت صوت الباب الخارجى يفتح معلنا عوده بول من زيارته اليوميه لعمته فى المستشفى. وضعت
الكتاب جانبا وتناولت الجريده متظاهره بقراءه الاخبار الرياضيه.
حياها هو ببساطه, وهو ينظر. ساخره الى طريقه جلوسها حيث كانت مسترخيه فى مقعدها رافعه قدميها على الطاوله امامها, وسألها:
" هل كان يومك حافلا بالعمل؟"
لم تهتم هى بسخريته هذه, ويقيت على عبوسها بالجريده دون ان تكلف نفسها عناء الاجابه. وزاد من ضيقها ان بول لم يخدع بوضضعها الكتاب جانبا,
فتناوله واخذ يتصفحه ليجد قطعه ورق علامه على صفحه معينه وهو يقول:
" ارجو ان لا تكونى قد قررت طهو شئ خاص لهذه الليله, اه... فطائر الجبن؟ يا للاسف هل ابتدأت بصنعها؟"
اجابت باقتضاب بصوت اجش:
" كلا"
ذلك انها لم تكن تريده ان يعلم انها كانت تريد تحضير فطائر الجبن هذه التى اعتاد امها صنعها للمستأجرين بشكل لذيذ جدا. ولكنها عندما قرأـ طريقه صنعها
وجدتها اصعب مما تصورت وكادت ان تغير رأيها عندما دخل هو.
كانت فى الحقيقه, شديده الارتباك بعد ان ادركت صعوبه التصرف كمؤجره لبول ساريزن. خاصه وان مهارتها فى الطهو. كما كانت تقرب من الصفر, وعليها
ان تجاهد فى سبيل تحضير انواع لذيذه كما اعتاد بول من امها.
قال بول:
" هذا حسن. فلا تكلفى نفسك اذا. فاننى لن اتعشى هنا الليله"
شعرت تشارلى بالراحه لاعفائها من هذه المعاناه لهذه الليله. مما دعاها لالقاء الصحيفه جانبا لتسأله:
" لماذا؟ هل ستسهر خارجا هذه الليله؟"
اومأ برأسه وقد بدا الرضى جليا فى عينيه وهو يقول:
" فى مطعم شالمورث هاوس"
فكرت تشارلى فى انه سيتناول هناك وجبه هى افضل اى طعام تصنعه. ومنذ تحول ذلك القصر الاقطاعى الى مطعم. اكتسب شهره ذائغه لطعامه اللذيذ
الذى يقدم فى جو رائع الجمال والراحه. وفى الواقع, لم تكن هى قد ذهبت قط اليه. لان احوال اسرتها الماديه لم تكن لتسمح لها بشراء " البيتزا" من
اى مكان فى الشارع. فكيف بالذهاب الى مكان مكلف مثل هذا المطعم؟ ولكن بعض صديقاتها ذهبن اليه ولم يستطعن وصف جماله.
وقالت له:
" هذا حسن جدا. هل ستذهب اليه بمفردك؟"
تتوقع منه ان يذهب بمثل هذا المكان بمفرده؟ ان رجلا مثل بول ساريزن لا يتعشى فى مطعم وحده. وعمته الانسه اميلى كانت دوما تتحدث عن الفتيات
الجميلات اللاى كان اسمه على الدوام, يقترن بأسمائهن. وكانت تشارلى فى الواقع, تملؤها الدهشه لطول المده التى امضاها بول دون مصاحبه فتيات.
وكانت تتوقع ان يمضى اجازته هذه مع الفتيات. لقد دهشت حقا لمكوثه فى المنزل كل ليله والذهاب الى سريره باكرا كما اعتاد فى اول ايبوع من اقامته
عندهم.
واجابها هو مؤكدا طنونها:
" كلا, فاننى على موعد مع انيت ليندون... انك تعرفينها"
كانت تشارلى تعرفها جيدا. وهى من الطراز الذى يعجبه. وتجاهلت وهى تفكر فى هذه الفتاه, الوخزه التى شعرت بها. كانت انيت ليندون فتاه شقراء
ممشوقه القوام تعمل ممرضه فى قسم العنايه الفائقه حيث كانت الانسه ماكنزى تتماثل الشفاء بشكل ممتاز.
وتمتمت مره اخرى:
" هذا حسن جدا"
ولم تشأ ان تقارن جمال انيت الاشقر الذى لم تستطع ملابس التمريض ان تخفيه. بمظهرها هى الخشن فى سروال الجينز والقنيص المقفول. ووجهها الخالى
من ايه زينه وشعرها المسترخى على كتفيها دون نظام.
قالت له:
" اننى متأكده من انك ستمضى امسيه رائعه"
ندمت وهى تتلفظ بهذه الكلمات, للطريقه التهكميه المره التى نطقتها بها. وتمنت لو تستعيدها, ولاحظ بول لهجتها هذه فسألها بابتسامه ساخره:
" ماذا جرى يا شارلوت, لا اظنك تشعرين بالغيره. اليس كذلك؟"
اجابته:
" الغيره؟ لا تكن سخيف"
وتمنت لو انها لم تنطق بهذه الكلمات بمثل هذا الصوت المرتفع والمؤكد بشكل زائد عن اللزوم, ولكنها لم تستطع اجاب:
" لاننى ادركت انك كنت تريدين قبلتى عندما رقصت معك تلك الليله.. وقبل ذلك, على الشاطئ"
فنظرت الى ذراعيها المعقودتين فوق صدرها ليشكلا الحاجز الوحيد بينهما. وقالت بصوت ضعيف:
" نعم"
فقال:
" اخبرينى لماذا انت خائفه"
رفعت رأسها لتنظر الى عينيه شبه المغنضتين. وقالت:
" هل ترانى غامضه مبهمه؟ الهذا السبب اتيت؟ حبك للغموض والحقائق المختفيه؟"
وارتفع صوتها بينما كان جسدها يرتجف وهى تستطررد قائله:
" هل تريد ان تنقب فى نفسى عن الحقائق كما تفعل فى حفرياتك حول ماريدا؟"
هزها بعنف ممسكا بذراعها قائلا:
" كفى" وما لبث ان اطلق ذارعها وهو ينظر الى ما وراءها. ثم عاد يقول:
" ها ان اخاك قادم. هل هذا يشعرك بالامان الان؟"
واهتز جسدها... ان هذا ما ينبغى ان يكون. ولكن, مالها لا تشعر بذلك؟
عاد يسألها:
" هل ستهربين منى, بواسطته, مره اخرى؟"
فهمست:
" نعم"
اتاها صوت ميكيل من خلفها يقول بخشونه:
" ماريا؟"
تنفست بعمقوقد تعلقت نظراتها بنظرات ريكاردو. لو انها هربت....
وقال ميكيل وقد بدا التحدى فى نبرات صوته:
" سيد سوان؟"
ورأت ماريا رأٍ ريكاردو يرتفع عاليا, وكأنما تقبل التحدى. وهو يقول:
" سيد مونسرتا, اننى مسرور لمقابلتك ثانيه"
بدا جوابه هذا, ظاهرا, موافقه بريئه على كلامها. ولكن التأكيد التهكمى الغامض وهو يشد على مقطعى هذه الكلمه, وقد ابرز الغضب السخريه فى عينيه
واضحه, طغى على ادبه المصطنع, من قولها هذا مما جعل الدم بغلى فى عروقها. كانت المشكله فى انها تعلم جيدا بماذا يفكر, دون ان تستطيع انكار
ذلك, وهو ان كل الليالى التى امضاها هو عندما لم تمض هى سوى ليال هادئه فى المنزل, وقالت:
" ان عندى الكثير من العمل"
كانت تحاول مستميته. ان تجد ما تؤكد به ما قالت.شئ مثير يدحض الفكره الفكره التى بدت فى عينيه عنها, بجلاء, وهى صوره فتاه قعيده البيت لا يهتم بها
رجل!
قالت:
" عندى غسيل الانسه ماكنزى على ان انهيه"
لم تكن موفقه فى حجتها هذه اذ تقارنها بمثل ذلك العشاء فى ذلك المطعم الراقى.. وجعلها هذا تبدو مثل"سندريلا" التى تركها اخواتها لابيها. كما تذكر
الحكايه, وحدها لتقوم باعمال المنزل, ليذهبن الى الحفله الراقصه فى قصر الامبر القتان.
وقال هو بازدراء:
" انه قميص واحد"
وذكرتها لهجته هذه تصميمها لى ان تثبت بطلام اعتقاده بانها تستغل عمته فى ابتزاز نقودها مقابل لا شء تقريبا, تثبت له هذا البطلان باجتهادها فى
مضاعفه عملها فى المنزل النهرى الى درجه بالغه وصلت الى حد الغباء وبالنظر الى خلو المكان من السكان, من حيث التنظيف والتلميع وغسل كل ما
ترسله مخدومتها من المستشفى حالما يصل الى يدها.
وتابعت تقول:
" وهنالك فيلم اريد ان احضره على شاشه التلفزيون"
وكان هذا الفيلم من النوع الذى كانت تجاهر دوما باحتقاره. ولكنها كانت على استعداد لتلعب حبها لافلام الاشباح ومصاصى الدماء اذا كان فى هذا ما
يجعل بول يتراجع عن عقيدته فى انها موضوعه على الرف, لا يهتم بها رجل.
عندما خطر لها ان تتساءل عن السبب فى اهتمامها الشديد فى تغيير عقيده بول تللك عنها. وجعله يعتقد انها ليست تلك الفتاه الوحيده. دون عمل تقوم به,
انقبض قلبها بنفس الطريقه التى شعرت بها عندها رماها بنعت الغيره التى لم تمر فى ذهنها قط قبل الان. كلا... مل نا فى الامر, انها كانت حمقاء, لان كل ما
فى الامر ان كرامتها جرحت, وهذا هو كل شئ.
قالت بحده:
" لسنا جميعا فى حاجه الى شخص من الجنس الاخر للمرافقه لكى نثبت جدارتنا الشخصيه" قالت ذلك وقد نسيت ان بول امضى ثلاثه اسابيع قانعا بالبقاء
فى المنزل كل لسله غير مهتم بالنساء, ليقرأ كتبا او يتفرج على عروض التلفزيون. وفى الواقع انه كان يمضى اكثر اوقاته مع عمته فى المستشفى. وما بقى من
وقته كل يمضيه فى المنزل النهرى يجرى الاصلاحات التى يجدها ضروريه مما جعل حضوره فى منزله خفيفه الوطأه على نفسها عكس ما توقعت ان يكون.
وسألها بهدوء:
" وهل قلت انا شيئا مخالفا لقولك هذا؟ اظن ان انيت ستشعر بالاستياء اذا سمعتك تسبغين على الموعد معها, هذا السبب, وصدقينى اننى لست فى حاجه
الى مثل هذه الطريقه لكى اثبت شخصيتى"
وفكرت تشارلى ان ما يقوله صحيح. وان شعورها هذا لا ضروره له, وان بول ليس فى حاجه الى ان يبحث عما يثبت شخصيته ويدعمها, ذلك ان شخصيته
قويه ثابته الدعائم كما كانت... ولكن الظاهر انها منذ وصوله الى هذه البلده بارفورد فقدت توازنها النفى.
وتمتمت:
" حسنا, ليس لك ان تلق بشأنى على كل حال" كانت تعرف تمام انه لم يكن ليهتم بها مثقال ذره. وتابعت:
" يمكننى ان اكون سعيده تمام بمفردى" ولسوء الحظ. لم تكن لهجتها من التأكيد واللامبالاه كما تنمت هى ان تكون. وتابعت تقول:
" هل ستتوجه رأسا من المستشفى الى هنالك؟"
اجاب:
" كلا سأعود لكى اغير ثيابى, وسأقابل انيت فى المقهى العام الساعه الثامنه والنصف"
فقالت:
" ولكن ليس فى مقدورك ان تذهب الى هناك دون ان تكون اكلت شيئا منذ وقت الغداء" كانت تعلم ان منطفها الرقيق هذا يبدو سخيفا. ولكن هذا يمنحها
سببا للتدخل لمعرفه ما صمم عليه والا, فسيكون لسؤالها معنى التطفل او ما هو اسوأ ا الغيره. وقالت:
" سأجهز لك شيئا خفيفا تأكلد حوالى الساعه الخامسه قبل ذهابك الى زياره عمتك فى المستشفى"
قال:
" هذا سيكن لطفا منك هل انت متؤكده من انه لن يسبب لك اى ازعاج؟"
كان يتحدث بادب مفرط. واحست هى بالغضب فى داخلها. يجب ان يعلم انها لا تصدق اخلاصه فى جوابه المؤدب هذا. وقالت له بحده:
" ليس شمه ازعاجو ثم ان الاتفاق بيننا هو تقديم الطعام والمنامه لك يوميا. وبما انك لن تتعشى هنا لليله. فان لك الحق فى وجبه خفيفه بدلا من ذلك"
وعاد بهما ذلك الى اعلاقه الرسميه العمليه التى بينهما. بهذا حدثت نفسها, راضيه, وهو يترك الغرفه قاصدا غرفته. ذلك ان دور المؤجره والمستأجر كان
افضل لها من تقرب الاطراء المبطن بالسخريه الذى اعتاده مؤخزا ولا بد لها من تجنب ذلك فى المستقبل.
وفى الساعه الثامنه الربع من ذلك المساء. كانت تشارلى قد غسلت وكوت قميص النو والمنشفتين التى احضرها بول معه من المستشفى, ثم جلست لى
الطاوله تكتب رساله الى والديها اللين سبق ووصلها منهما بطاقه تفيض بالغطبه, ذلك الصباح فقط. مما جعلها تستسيغ ايه تضحيه قد تكون قامت بها نحوهما.
وكانت تعلم ان امها, على الاخص. ستدهش اذ تستلم اى شئ منها, ولكنا كانت مصممه على ان يجدها بول, حين رجوعه من زيارته لعمته, مشغوله تمام.
عند الساعه الثامنه والثلث, نزل بول من غرفته بعد ان غير ثيابه ليجدها ننحدث فى الهاتف بمرح, فى القاعه وبالكاد اشارت بيدها بالتحيه ردا على تحيته
وهو يسرع خاجرا الى موعده مع انيت المتألقه. وعجنما سمعت صوت سيارته تتحرك مبتعده, توقفت عن ثرثرتها الزاخره بالحيويه والمرح وهى تلوى
ملامحها غيظا, ورفعت سماعه الهاتف التى كانت هى المتسمعه الوحيده لثرثرتها عما فعلته فى الايام الماضيه, ثم صفقتها بقوه فى مكانها وهى تهز رأسها
يائسه. ما الذى جعلها تهبط الى هذا المستوى, لتقوم بهذه التمثيليه البائسه لا لشئ الا لاجل رجل لم تمنحه اى اهتمام من قبل, فلماذا تهتم به الان؟
وعند الساعه الثامنه والنصف. كانت قد تنقلت بين كل المحطات التلفزيونيه حيث لم تثر اى منها اهتمامها اكثر من نصف دقيقه. وجدت نفسها تجوب انحاء
غرفه الجلوس بضيق. وهى تحاول ان لا تفكر فى ذلك اللقاء الجارى الان فى ذلك المقهى شالمورت هاوس ام انهما سيتناولان سرابا فى المقهى اولا؟ ان
هذا اكثر احتمالا ذلك ان ذلك المقهى يحتوى على مكان للجلسات الشاعريه. وهفت تؤنب نفسها بصوت مرتفع. هذا يكفى, وذلك بعد ان شعرت بطعنه
مؤلمه فى قلبها تشبه الغيره. ما الذى جعلها تتدخل فى شؤون بول؟ ان ما يفعله ليس من شأنها اطلاقا.
كان عليها ان تشغل نفسها بشئ يلهيها عن التفكير فى مواضيع ممنوعه مثل تصور بول وانيت معا و الاثنان ممشوقا القامه طويلان. ولا بد انها, اى انيت,
مرتديه ثوبا رائعا.
حين وصلت بتفكيرها الى هذا الحد. خطرت فى بالها فكره. لا يمكن ان تجلس هكذا لتفكر فى هذا وهى لم تفتح خزانه ثيابهاو لتتفحص محتوياتها, منذ
مده طويله وهذه فرصه ممتازه الان لعم مثل هذا. وهكذا, رغبه منها فى تركيز افكارها فى عمل ما, ركضت صصاعده الدرج الى غرفه نومها حيث فتحت
خزانه ثيابها على مصرعيها.
وتغير مزاجها فى الحال وهى ترى كيف تغيرت حياتها فى التسعه اشهر الاخيره. ذلك ان فى امكانها ان تقسم خزانتها الى قمسين, جهه منها تحتوى على
سراويل الجينز والقمصان والتنانير القطنيه وهى التى تناسب حياه الريف والعمل فى المنزل النهرى, بينما الجهه الاخرى تحتوى على ثيابها الانيقه الخاصه
بالمدينه من بزات انيقه مع القمصان الحريريه عندما كانت تعمل سكرتيره فى مدينه ليدز وكذلك ثياب السهره التى كانت ترتديها عند خروجها مع تيرى.
وببطء مدت تشارلى يدها تتناول ثياب السهره تلك ربما لاول مره منذ علقتها هنا. وهى فى امكانها ان تتذكر كل مناسبه ارتدتها فيها. ولكنها لم تعد تشعر باى
الم لهذه الذكرى. ولم تشعر باى شوق لتلك الحياه. وبالتالى لم تعد تشعر بذلك نحو تيرى... ولكن..
ولمست اصابعها ثوبا منها بشكل خاص من الحرير الزاهى اللون, لقد كان ثوبا غاليا حقا, ولكنه لم يلبس مطلقا. لقد كانت ابتاعته لترتديه ف حفله لم تحضرها
قط. وفى الحقيقه. كان لا يزال فى العلبه التى احضرته فيها من السوق بيدها فى نفس الوقت الذى وجدت فيه تيرى ولويزا معا.
انتابت تشارلى نزوه طارئه جعلتها تسحب ذلك الثوب من مكانه. ثم تمسك به اما جسدها. وما لبثت ان خطرت لها فكره. فوضعت الثوب جانبا, ثم تناولت
الحقيبه التى تحتوى زينه وجهها.
كانت الساعه تدق. فى القاعه, التاسعه تمام, عندما اخذت تشارلى تنظر الى صورتها فى المراّه بشئ من الرضى, لقد مضى وقت طويلا على اخر مره تبرجت
فيها. لقد جعل حكل والظلال التى وضعتهما حول عنيها بطريقه بارعه. عينيها تبدوان بالغتى الاتساع. وقد لوت اهدابها بعد طبقات من" المساكارا" كما
وضعت لونا خفيفا على وجهها ابرز وجنتيها لتصبحا بالشكل الذى كانت تحسد دوما عارضات الازياء عليه فى صورهن الفوتو غرافيه. كذلك اجرت تجارب
على شعرها. فعقدت تجاعيده عاليا فوق رأسها فى طراز متكلف. تاركه خصلات منه تتدلى حول وجهها. وابرزت طراز شعرها هذا جمال عنقها وبشرتها
الرقيقه. وفى الحقيقه, وجدت ان هذا الثوب الاحمر قد لاءمها الان اكثر مما كان عندما اشترته. ذلك ان تسعه اشهر من الغذاء اللذيذ الذى تصنعه امها, قد
اكسبها اكتنازا بعد ذلك النحول المفزع الذى كانت عليه فى مدينه ليدز. مضيفه استدارت ساحره لجسدها الغض ابرزها ذلك الثوب الحريرى الرقيق بشكل
جذاب اذهل تشارلى رؤيته فى المراّه . لم تعد تبدو الان بذلك المظهر الصبيانى الذى كانت عليه سابقا. ولمنا كانت الان امراه ناضجه كامله الانوثه.
وتمتمت بحسره:
" كل هذه الزينه والتأنق وليس ثمه مكان اذهب اليه"
وتذكرت, لاول مره, ما دفعها الى هذا العمل, لا بد ان بول وانيت الن جالسات فى ذلك المطعم. انهما....
توقف مجرى افكارها, وتوترت اعصابها وهى تسمع حركه خفيفه فى الحديقه. وتجمد فى مكانها. وقد ارهفت سمعها, كان ثمه صوت مؤكد للباب الامامى
وهو يفتح, وكانت قد غفلت عن اقفاله, لتسمع بعد ذلك وقع خطوات هادئه فى القاعه. اهو لص؟ ودون ان تفكر, امسكت باقرب شئ صلب وجدته ثد
اندفعت تهبط السلم.
" شارلوت" وصل الصوت الذى يهتف باسمها الى سمعها حالما وصلت الى القاعه الغارقه قى الظلام, لتقف فجأه وهى ترى الشبح القاتم يدير مفتاح النور
لتطرف بعينيها هى فى الضوء الساطع وقد سادهاا الارتباك لمرأى بول واقفا فى الباب, وسألته وقد توقفت انفاسها وغمر ذهنها المشوش الخوف:
" ما الذى تفعله هنا؟ ظننتك تتعشى الان مع تلك الجميله انيت؟"
فابتسم بحسره وقو يقول:
" وكذلك كنت اظن نفسى"
وكان فى لهجته شئ من السخريه بالنفس وهو يتابع:
" لم اكن اظن ان الامرو ستنتهى بهذا الشكل"
فسألته:
" ماذا حدث؟"
سرت تشارلى فى نفسها اذ ان اندفاعها فى هبوط السلم بهذا الشكل. جعل لها عذرا صعوبه تنفسها وهى تراه فى النور لاول مره متفحصه منظره الذى لم
تكلف نفسها, متعمده. عناء النظر اليه وهى تتصنع الانشغال عنه, عند خروجه, بتلك المكالمه الهاتفيه الزائفه.
لقد اعتادت رؤيته فى سروال الجينز المريح والقميص المقفول, اغلب الاوقات, لا يغير سوى قميصه باخر افضل بقليل عند ذهابه لزيارته عمته فى المستشفى
وهكذا وقفت مصعوقه اما هذا الرجل الانيق الرشيق الذى يكاد يبدو غريبا. والواقف امامها متألقا فى بذله رماديه انيقه وقميص بلون الثلج تدلت فوقه ربطه
عنق متناسبه الالوان. اذن, فقد كانت انيت ستستمتع بمرافقه بول ساريزن اللندنى الانيق. وشعرت بوخزه ضضيق مفاجئ فى اعماقها لهذه الكفهر, بينما
حاولت ان تركز على ما يقول, بدلا من التأمل فى ما ابرزته بذلته الرائعه التفصيل من عرض كتفيه ونحافه جسمه, وتناسب لون بذلته مع لون عينيه. وشعرت
بحلقها يجف فجأه. واخذت تزدرد ريقها بصعوبه.
قال:
" انها لم تأت. وعندما اتصلت بها. بعد ان انتظرتها ثلث ساعه, قالت انها مرهقه جدا, وتريد ان تذهب الىفراشها باكرا" ولم يلحظ ضحكه اختنقت فى حلق
تشارلى, وقالت بلهجه مرحه منغمه:
" لقد عدت اذن خاوى الوفاض"
اجاب باسما:
" هكذا يبدو"
لم تستطع ان تقاوم فضولها فسألته:
" اهو الموعد الاول معها؟"
واوما هو برأسه بالاجياب و قد اتسعت ابتسامته, بطريقه دخلت قلبها.ز وقال هو بلهجه تمثيليه ساخره:
" كل هذا التأنق ولا مكان اذهب اليه"
ما ان كبتت تشارلى صيحه كادت تفل منها وهى تسمع منه نفس لكلمات التى حدثت بها نفسها منذ دقائق , حتى تبدلت ملامحه, وتلاشت ابتسامته وتكدرت
عيناه بشكل ملحوظ وهو يقول متمتا بصوت اجش منخفض ارسل الرعشه فى جسد تشارلى:
" نفس الشئ بالنسبه لك. اننى لم ارك على هذا الشكل كن قبل, ان ثوبك هذا صاعق بجمالهو من هو الرجل المحظوظ الذى سيحظى بكل هذا؟"
اجابت دون تفكير:
" اوه... لا احد"
تشتم نفسها حالما انتهت من كلامها لعدم تفكيرها فى اختراع شخصيهمرافق لها. ونظر هو اليها فشعرت وكانها منومه مغناطيسيا. وشعرت بجفاف فى حلقا
وبللت شفتيها بلسانها. ورأت عينيه تراقبان كل حركه منها.
ولكن, سرعان ما تلاشت افكارها هذه وهو يقول هازا رأسه ببطء:
" هذا يدعو للاسف الشديد. يجب ان يرى احد اناقتك وجمالك هذين"
قالت:
" احقا؟ لقد كنت فى الحقيقه اجرب... بعض الملابس القديمه و...."
وتوقف لسانها فى حلقها الجاف وهى ترى الطريقه التى اخذ ينظر بها اليها. والنظره المفاجئه التى تألقت فى عينيه وهو يجيب:
" لا اظن ذلك, بعض الملابس القديمه؟ هذه الصفه لا تنطبق على ثوبك هذا. ان عندى فكره"
نظر فى ساعته. وبان على ملامحه الرضى وهو يقول:
" مازالت مائدتى محجوزه, واذا نحن اسرعنا, سيمكننا الوصول الى مطعم شالمورت هاوس فى حدود التاسعه والنصف. فهل تشرفيننى بتناول العشاء معى
هذه الليله؟"
وتملكتها المشاعر المتضاربه. وثارت كرامتها وهى تشعر بانها ستكون بديله للمدوعه الاصليه, لم يدعها الا لان انيت خذلته. ولكن, لا يبدو عيه الاهتمام حقا
يها, وسارع شعورها بان انيت لم تكن لتهمه كثيرا, فى خفقات قلبها.
تلاشت كل هذه الافكار وهذا التردد, لتبقى هناك فكره واحده, تذكرت كل الضيق ووخزات الالم التى شعرت بها قبل غتره, خاصه وهى ترى ثوبها الاحمر
الذى لم تلسبه قط من قبل, وادراكها انها لم تخرج ليله واحده منذ جاءت الى بلدتها هذه بارفورد. كل هذا ادركت معه انها لا تريد ان تقول نعم, هذا مع
ان عقلها كان يقول لها انها لا تود بول ولا تحب الخروج معه او مرافقته اكثر من الازم, ولكنها عادت تفكر فى الاستمتاع بوجبه طيبه, والغزل البرئ مع رجل
وسيد, وهى لا تنكر ان بول وسيم حقا بشكله الاخاذ ورجولته الباديه, نظرت فى عينيه الرماديتين الصافيتين لتدهش وهى ترى اهتماما بها لم تكن تتوقعه
ولم يكن بول. فى الواقع, متأكدا من قبولها دعوته وفى الوقت الذى كانت هى تشعر فيه بالتردد, غير واثقهمما استقر عليه رأيها, رفع هو يده يلغى بها
دعوته لها قائلا:
" حسنا, انسى اننى..."
فى هذه اللحظه ادركت انها تريد حقا ان تخرج معه فقاطعته تقول:
" اظنها فكره جميله, نعم, شكرا, احب جدا ان اتعشى معك, احب ذلك كثيرا"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:25 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
وضعت شتارلى المعلقه من يدها. استرخت فى جلستها وهى تقول راضيه:
" كانت وجبه رائعه حقا, استمتعت بها تماما"
ابتسم لها بول قائلا:
" اننى مسرور بذلك, وفى الواقع اننى مسرور لقبولك الخروج معى هذه الليله"
قالت هى بعفويه:
" وكذلك انا"
لقد تبخر كل توترها السابق فى غمره ابتهاجها بهذه الامسيه, والطعام اللذيذ والتصميم الجميل فى المطعم. وقبل كل شئ لدهشتها البالغه , كانت صحبه
بول هى الاجمل.
لقد كان مرافقا ممتازا. كان مهذبا ساحرا حريصا على ارضائها وهلى اداره دفه الحديث بينهما بشكل ذكى راق.
وسلب لبها بحديثه عن غواتيمالا لتراها بلدا مدهشا مليئا بالمتناقضات حيث يجتمع جمال الطبيعه الرائع مع الفقر المدقع والظلم الاجتماعى.
قال:
" هنالك شعور بالماضى لا يصدقه العقل. وهذا لا يكاد يثير الدهشه اذا انت علمت ان اول حضاره نشأت فى امريكا هى حضاره" المايان" لقد عاش الهنود
هناك, ومازال الكثير من ذريتهم يعيشون فى قرى متباعده فى شمال البلاد. ومازالت الازياء الهنديه شائعه بينهم بعكس البلاد التى يسكنها الامريكيون من
ذوى الاصل اللاتينى"
وشجعتها لهجته على ان تقول:
" يبدو انك احببت الشعب هناك"
فأومأ برأسه قائلا:
" نعم انه شعب رائع . وشديد الفخر بتراثه. هل تتصورين ان اخلاق وازياء اهالى تلك القرى المتباعده بقيت مختلفه حتى ان فى امكانك ان تعرفى
الشخص من ايه قريه وذلك من زى ولون قميصه او قميصها؟ ولكن المؤسف انه, كما يحدث فى بلدان كثيره, المواطنون الهنود يقعون تحت الاستغلال اذ
يتخذون منهم ايد عامله رخيصه فى زراعه الموز والبن وقصب السكر فيبعدونهم عن قرأهم لاجل ذلك. واولئك الذين يهاجرون الى مدينه غواتيمالا منهم,
ينتهى بهم الامر الى التشرد فى الشوارع لشده الفقر. ربما سبق وقرأت عن ذلك؟"
اومأت برأسها قائله:
" نعم لقد قرأت"
لقد خلبت لبها هذه الناحيه من شخصيه بول, اذ رأت فيه رجلا ذا عنايه والتزام يبدو الاهتمام فى لهجته صوته والمشاعر الزاخره بها عيناه الرماديتان:
" وتابعت قولها:
" يبدو انك وقعت فى غرام تلك البلاد. لا بد انك متشوق الى العوده اليها"
فسألها بول متعمدا ان يسبغ على صوته السخريه:
" هل تحاولين التخلص منى, يا شارلوت؟"
وبينما كانت هى تعض على شقتها وهى تلعن اللون الذى تصاعد الى وجنتيها ففضحها, تابع هو معمقا من لهجته الساخره تلك :
" ولكن,لا تفتضرى ذلك, فاننى لم اقل قط اننى ساعود الى تلك البلاد"
قالت:
" كلا, لكننى اظنك ستجد جو القريه هنا مملا جدا"
قال:
" انك مازلت على كلامك, بالعكس, فهذا يناسبنى تمام, وانتى التى يبدو شوقك الى حياه المدينه اكثر منى"
هزت رأسها قائله:
" من هو لذى يفترض الان؟"
قال:" عندى شواهد على اعتقادى هذا. انه ليس افتراضا"
سألته:
" وما نوع هذه الشواهد؟"
اجاب:
" ان اى شخص يراقبك الان, لا يغفل عن نوع شعورك. انك كالصبى الذى وضعوه فى متجره العاب قبل عيد الميلاد مباشره"
قالت:
" اوه"
وحاولت ان ترفع يدها الى وجهها تخفى اللون العميق الذى صبغ وجنتيها. لوكنها غريزيا, ابقت على الاشاره التى تلفت لنظر الى رده الفعل عندها, هل
هى حقا شفافه الى هذا الحد بحيث يمكن فهمها بسهوله؟ ام ان بول يراقبها بعنايه عن قرب فلم يفته ما تشعر به؟ وبرعشه عدم ارتياح فى اعماقها. اعترفت
بانها لا تعرف ما الذى كان يضايقها اكثر من افكارهاو وهى تقول:
"منذ خرجت لاخر مره, فى الليل"
وقال وهو ينظر اليها متفحصا:
" احقا؟ هر تريدين ان تخبرينى ان ليس ثمه رجل فى بارفورد عنده دم ليرى امرأه رائعه الجمال مثلك؟"
وبينما كانت تشارلى تفكر كيف تتصرف ازاء لهجه السخريه التى لفظ بها تلك الصفه" عنده دم" خاصه وهو يقرنها بوصفه لها" رائعه الجمال", عاد يضيف فى
مثل لهجه الاغاظه تلك لها:
" اهو ولكننى نسيت انك قد كرست كل وقتك لخدمه عمتى"
قالت:
" لس كل وقتى... ثم"
وسكتت بسرعه لا تريد ان تثبت ما سبق واشار اليه من انها" على الرف" وكانت على وشك ان تقول كا هناك برايان... ولكنها خشيت ان يتذكر قصه خطبتها
المزيفه تلك مما سيفسد هذه السهره الان والى النهايه, هذا الى انها لم تعد متأكده من حركات بريان, وقد غرس بذور الشك فى نفسها ومنذ ذلك الحين
وهى تشعر ببعض القلق.
سألها بلطف :
" ثم؟"
قالت:
" ثم انك نسيت ما اخبرتك به عن تيرى"
والحقيقه انها كانت قد اقسمت الا تثق بعد تيرى بمثل تلك السرعه,ولكن يبدو وأنها عادت وتصرفت بمثل ذلك مع برايان.
قال بول:
" تيرى؟ اه, نعم... انه الرجل الذى حطم قلبك"
وتغيرت ملامحه فجأه وهو يقول:
" امازلت تفتقدينه؟"
فرددت كلمته:
" افتقده؟"
وفكرت فى ان هذه المناسبه البهيجه قد استحالت الى العكس اذ كان عليها ان تستجيب الى كل تقلبات مزاج بول االتى تلوح على وجهه. كيف تجيب عن
هذا السؤال؟ وفجأه, ادركت انه لن ينفعها سوى قول الحقيقه كامله.
قالت:
" كلا. اننى لا افتقده.. واذا شئت الحقيقه, لا اظنه قد حطم قلبى, ربما هو قد خيب ظنى. وخاننى, وحطم ثقتى ولكن ليس قلبى, ولا اظننى احببته حقيقه
قط, كل ما فى الامر اننى كنت اسر بالخروج معه, لقد اعتدنا الخروج كثيرا. وكان يسرنى ان ارتدى ثيابا جميله واذهب الى امكنه بهيجه"
وضعف صوتها وهى تنظر فى الوجه المقابل لها, كيف استطاع ان يستدرجها فى الحديث الى هذا الحد لتدلى اليه بما لم تعترف به لنفسها من قبل, وذلك
بعد اسئله قليله؟
كيف استطاع ان يجعل مشاعرها ترتسم على وجهها ليراها كما هى؟ ثم ما الذى وضع ابتسامه الانتصار تلك فى عينيه وهو يسترخى على كرسيه؟ ما الذى
كان يفكر فيه؟
وراجعت, بقلق, كل نا تفوهت به, لترى ان كان ثمه شرك فى اسئله بول, شرك قد تكون شقطت فيه دون تفكير.
لكنها رأـ ان ذلك كان بعد فوات الاوان اذ انها ادركت, بعد ان تذكرت كلماتها, انه فسر تلك الكلمات, وكيف شرح شعوؤها ببراءه, نحو تيرى وربطه بالحياه
الاجتماعيه, كيف يحول هذا المستمع الساخر, هذا الى اعتبارها فتاه عابثه تبقى فقط مع الرجل لما يمكنه ان يقدم لها من متع رفاه, كما يظنها بالنسبه الى
عمته, وساورها شعور مفرع انها قد وقعت بالتجربه, وحوكمت ثم صدر عليها الحكم بالادانه بانها فتاه متحجره القلب تسعى وراء المال مما يؤكد رأيه بأنها
تريد ان تسلب من اموال عمته قدر استطاعتها. وانها تبقى معها فقط لكى تملأ جيوبها, لتعود بعد ذلك, الى حياه المدينه واضوائها. وتأكدت شكوكها هذه
حين قال لها:
" اذا, فانت تفتقدين المدينه الكبيره"
اجابت بحده:
" انك تريدنى ان اقول نعم. اليس كذلك؟"
ونضح صوتها بالمراره لشكوكه الظالمه هذه مما نسيت معه ما سبق وصممت عليه من توخى التهذيب معه, كيف كان لها ان تظن الجاذبيه فى مثل هاتين
العينين الباردتيتن والملامح القاسيه؟ كانت تتذكر, بهذا, شعورها عندما دعاها الى العشاء, ولكن, نظره منها, بعد لحظه, الى هذه الملامح القويه, علمت معها
انه, مع سخريته وانعدام مشاعره, مازال تأثيره عليها اقوى من تأثير اى رجل قابلته من قبل, وشكل ميلها الغريزى له مع شعورها بظلمه لها. مزيجا من المشاعر
المتفجره اخذت تجاهد فى سبيل كبحها.
قال لها:
" اريد منك ان تخبرينى الحقيقه"
اجابت:
" وهل تصدقنى لو فعلت ذلك؟ انك حتى الان, لم تصدق شيئا مما قلته لك"
لم تصدق ما رأته عيناها عندما رأت بول, وقد تغيرت تعابير وجهه فجأه ليحل مكانها ما يشبه الخجل للبراءه والقوه اللتين تجليا فى جوابها هذا.
وقال:
" اه, نعم, رما كنت تسرعت قليلا فى الحكم عليك"
قالت غير مصدقه:
" ما هذا؟ انه ليس اعتذارا بالطبع؟"
ارتسمت على جانب فمه ابتسامه جافه وهو يقول:
" ثمه اشياءلم اكن اعرفها من قبل. لم اكن اعرف, مثلا, ان الهرر التى فى منزلكم تخص عمتى"
عندما تردد فى اكمال حديثه, عضت هى على لسانها تمنعه من التسعر فى الانتقاد, ذلك انه, اذا لم يكن محرجا فعلا, فهل تراه يجد متعه فى التنازل امامها
بهذا الشكل لكى يفسح لها فى مجال الشماته به؟
ورفعت, متعمده, كأس الماء الى شفتيها, ثم انتظرت ان يتابع حديث. وقال هو:
" دفاعا عن نفسى, اقول انها لم تتذكر امر الهرره تلك قبل الامس, فقد كانت ذاكرتها منهكه, تترواح بين الحضور والغياب على الدوام, ولكنها, فى الاسبوع
الاخير, عادت تقريبا الى طبيعتها, مما جعلها تتذكر الامر بوضوح, ومما تذكرته كانت هررها المدللة تلك"
وفكرت تشارلى بشئ من التهكم, فى انها تدين بخروجها معه هذه اليله, الى وجود تلك الهرره عندهم, كانت متأكده من ان ما كان ليدعوها للخروج معه ما
لم يكن غير شيئا من رأيه فيها.
وقالت:
" ان اسماء تلك الهرره هى"هاربو"و"غروشو"و"تشيكو". لقد اطلقت عليها الانسه ايملى تلك الاسماء تيمنا باسماء الاخره ماركس"
قال:
" وانت مازلت ترعين تلك الهررخ منذ اشهر حتى انك وضعتها فى منزلك؟"
اجابت:
" اننى احب الخيوانات"
شعرت بالارتباك وهى تسمع لهجته تتضمن الاعجاب بها اذ اصبحت معاملته لها اكثر رقه ولم يعد يسبب لها القلق والغيط لاقواله كما اعتاد من قبل, واذكرها
الانزعاج وهى تلمس مدى تأثير نظراته عليها عندما تكون بهذا الفء,لتصبح عيناه فى منتهى الرقه والعمق وكأنهما بحيرتان تغوص هى فى مياهها الهاذئه.
قالت:
" ما كنت لاستطيع ترك الهرره تلك وحدها فى المنزل النهى والا.."
فقال:
" كذلك بالنسبه لاحكامها. ان ثلاث هرهه بالغه فى حاجه الى كميه كبرى من الطعام كل اسبوع"
فقالت تشارلى بشئ من النفور:
" هذا صحيح"
وعاد اليها الارتباك حين ادركت ان وجهها عاد الى التضرج اكثر من قبل. اذ وجدت ان من المستحيل عليها الادعاء بانها لا تفهم ما يعنى بذلك. انها لا
تستطيع مواجهه نظراته تلك التى اخرجتها من توازنها وجعلتها تتلعثم وهى تقول:
" ولكنى... اننى..."
قال:
" لا بد انها تكلفك كثيرا"
فقالت:
" ليس الى هذا الحد... اننى مسروره بذلكو ان كل واحد غيرى يفعل ما افعله"
تمنت لو يحول نظراته بعيدا عنها. ذلك ان نظراته المتفحصه تحرق اعصابها. ان تغيره الفجائى هذا, بعدما كانت قد اقتنعت بادانته التامه بها. هذا التغير
كان اكثر مما يمكنها احتماله.
اجابها:
" كلا يا شارلوت, ليس كل واحد يفعل ذلك. هذا هو الموضوع, ان اى شخص غيرك يضعها فى اى مطعم. وياخد فاتوره بمصروفها الى العمه اميلى او الى
وكيل اموالها, او اى شخص وثيق الصله عندما يحين الوقت, ثم ينسى كل شئ عنها, ان اى شخص لن يفكر ابدا باحضارها الى بيته, ليدفع ثمن طعامها من
ماله الخاص. وماذا بالنسبه الى الزهور؟"
كانت تشارلى على وشك رفع كأس العصير الى فمها, امله ان ترطب بذلك حلقها الجاف. واخذ ذلك منها جهدا وهى تحاول ان تمسك يدها عن عن
الارتجاف امام اسئله بول. الى اى حد اطلعته الانسه اميلى على ما حدث؟ وقال يسألها وهو يميل الى الامام:
" وهذه ايضا لم تقدمى فاتوره بثمنها الى الوكيل. اليس كذلك؟"
قالت:
كلا"
تحركت فى مكانها بضيق وهى تتساءل, هل كان يتصرف بهذا الشكل عندما كان يلاحقا احداث الصحف؟ هل كان يتصرف بهذا الشكل عندما يلاحق
احداث الصحف؟ اذا كان هذا, فلا عجب اذا, فى نجاحه فى انتزاع الحقائق من اولئك الذى اعتادوا الكذب بسهوله. انها تشعر بأن ما تختبره الان ما هو
الا جزء ضئيل من براعه اسلوبه.. رأس القمه من جبل الثلج.. ومع هذا, فهى تشعر معه وكأنها تلقت صدمه قويه على رأسها.. انه لم يحاول شيئا لحملها على
الاعتراف. كما يفعلون فى التحقيق مع الجناه احيانا, كأن يسلط نورا الى اعماق عينيها.. فهو ليس فى حاجه الى ذلك, ان قوه شخصيته وحدها كافيه لكى
تسلب منها كل جرأه على الكذب.
وقال:
" رأيت ان من غير المناسب ان تكون فى غرفه فى المستشفى عاريه بارده لا شئ حولها يضفى على المكان بهجه ونورا"
فقال:
" هذا غير مهم, اذ انها لو حدث وانتبهت الى تلك الازهار مره واحده, فهذا يكفى"
من السخافه ان يضطرها الى الدفاع عن نفسها بينما كل ما فعلته هو انها ارادت ان توفر شيئا من البهجه لسيده عجوز مريضه. ولكن المشكله هى انها لا
تستطيع ان تقرأ تعابير وجهه لتفسير ما الذى يكمن وراء كلماته.
قالت:
" ولنكن برايان ارسل زهورا هو ايضا"
قال:
" هذا واجبه"
تلفظ بتلك الكلمتين بلهجه منخفضه خطيره ارسلت قشعريره فى جسدها. وقالت تسأله:
" لماذا تكرهه الى هذا الحد؟"
لقد سبقتها هذه الكلمات قبل ان تتمكن من التكفير فى مبلغ الحكمه من التلفظ بها. وبد على بل الاستغراب وهو يجيب:
" اكرهه؟" وبدا كما لو انه لم يفهم معنى هذه الكلمه تمام. ثم تابع يقول, بصوت هادئ مزعج جعل تشارى تفكر فى اكف الهرر التاعمه التى تخفى مخالبه
القويه:
" انا لا اكرهه"
وقالت له:
" لا داعى للانكار"
وبدا فى لهجته من القوه اكثر مما كانت تقصد, لقد كان التضارب بين ما اخذت تفكر فيه مؤخؤا من الشعور بالميل الى بول ما جعلها تتساءل عما اذا كام
من الممكن ان يبدأ هو ايضا فى النظر اليها من زاويه مختلفه, هذا وبين عودتها المفاجئه الى شعور العداوه الاولى منها نحوه, اضفى هذا التضارب تشديد
على كلماتها اكثر مما كانت تقصد فعلا, وتوترت اعصابها وهى تراه يقطب حاجبيه لسماع قولها هذا.
وعادت تقول:
" انك لا تقول عنه لكمه واحده حسنه, فانت تقلل من شأنه على الدوام كلما سنحت فرصه..."
القى عليها نظره فولاذيه بارده تنذر بالخطر.. نظره تشبه السكين بحدتها وقسوتها, ولكنها حملت نفسها على تجاهلها. ان شعورها الجديد الغامض نحو ابن
خاله بول, وواقع اكتشافها ان اللوحه التى رأتها فى سيارته كانت هديه زوجه السيد هادج له فى عيد زواجه السنوى, والاشاعات التى دارت فى الرقيه بان
برايان دفع فيها اقل مما تستحق بمراحل نظرا للديون الغارق فيها صاحب للوحه مما جعلها تعرف الحقيقه بالنسبه للوضع هذا. فقد كانت دوما تعتبر بول هو
الشخصيه الشريره فى هذه القصه, ولكن ها ذى الاشياء تنقلب رأسا على عقب ليظهر ان برايان هو الشخص الذى ما كان لها ان تضع ثقتها فيه.
سألته:
" بماذا اساء اليك برايان؟"
اجاب:
" لا شئ بالنسبه الى شخصيا" واخذ بول ينظر الى يديه فلم تعد هى ترى عينيه, ولكن شيئا فى ملامحه القويه ذكرها بما بدا عليع عندما سألته امها مره عن
ماضيه فذرك لها كيف ذهب ليعيش مع خالته وزوجها.
وقالت تشارلى:
" ولكنه من اقربائك, وقج قدم لك والده السكن عندما توفى والداك"
وخدم صوتها وهى تتذكر كيف انهى بول, يومذاك, قصته , لقد مكث مع خالته وزوجها سته اشهر فقط, كما قال, ليذهب بعد ذلك الى المدرسه الداخليه.
رفع بول رأسه قائلا:
" سأقول لك شيئا"
وغاص قلب تشارلى وهى تنظر الى عينيته اللامعتين, وانتابها شعور بانها ستسمع ما لا تحب, تابع هو:
" اتعرفين لماذا ارسلتنى خالتى وزوجها الى المدرسه الداخليه؟"
اجابت:
" قلت ان ماليه والديك ظهر فيها ما يكفى لارسالك الى."
فقطعها:
" هذا كا جزء من السبب فقط, المناسب بالنسه اليهما, اما السبب الحقيقى فهو اننى ضربت ولدهما الغالى... برايان الرائع"
واجفلت تشارلى للسخريه الحاقده فى صوته, وهى تقول:
" ليس فى استطاعتك ان..."
قاطعها:
" بل كا فى استطاعتى ذلك, وقد كسرت انفه"
وظهر فى لهجته التشفى وهو يقول ذلك, وبدت على وجهه ابتسامه تشع بالحقد الاسود, ابتسامه وحشيه تتنافى مع مظاهر الاناقه والحضاره التى تحف بهما
من كل جانب فى هذا المطعم الجميل, وشعرت تشارلى باشمئزاز واضح, وتحركت فى مقعدها بضيق.
وقال:
" لا يدهشنى اذا, ان يبعداك, يا لها من طريقه مريعه ترد بها جميلهما بعد ما استقبلاك وقدما لك منزلهما"
قاطعها:
" هذا بالضبط ما قاله زوج خالتى"
لقد اصبحت السخريه فى صوته اكثر وضوحا يشوبه عدم الاكتراث.
تساءلت تشارلى بعجب, اتراه لا يشعر بالذنب. الا يندم على فعلته؟ اليس عنده ضمير مطلقا؟ وبحركه عصبيه, دفعت كرسيها الى الخلف وهى تقول:
" اريد ان اذهب الى البيت"
ذلك ان كل مباهج هذه الامسيه قد تلاشت ليحل مكانها شعور بالتعفن و القذاره وكأنها قد مست بيدها شيئا كريها و واذا لم يكن برايان كما كانت تظنه من
قبل, فهذا يعنى انهما متماثلان وان الواحده منهما أسوأ من الاخر.
سألها بهوء:
" هل انت خائفه, يا شارلوت؟"
كان واضحا فى صوته اننه فهم شعورها الذى دفعها الى الهرب, ولكنه. مع هذا, رفع يده بنادى النادل, ودفعتها الكبرياء الى ان ترد عليه بعنف:
" كلا, ابدا"
واكنهت اعنفت عدم تمكنها من تمالك اعصابها الذى تجلى فى اهتزاز صوتها وتمنت لو ام تكشف عن مشاعرها بهذا السهوله فتظهر مذل هذا التحدى
تكشف عن مشاعرها بهذه السهوله فتظهر مثل هذا التحدى الفارغ. فهى لم تكن فى حاجه الى رؤيه بول يرفه حاجبه ساخرا وهو يخبرها بعدم اقتناعه.
ولماذا يكون كذلك وهى التى لم تستطع حتى اقناع نفسها؟ وحملت تشارلى نفسها على مواجهه الحقيقه وقد تسارعت دفات قلبها وتلاحقت انفاسها, وكادت
تصاب بالذعر ولم تتحسن حالتها وهى تخرج من المطعم سائره نحو السياره وبجانبها بول يبدو, فى الضوء لخابى, كشبح شرير.
لو كانت بمفردها, فى الظلمه, مع ذئب جائع, لما كانت اكثر رعبا, وشعرت بساقيها تترنحا وهى تواجه واقع انها لا تستطيع ان تنهى الامسيه وتهرب الان, ثم
ان عودتها الى المنزل ستكون بالسياره, ثم....
وخفق قلب تشارلى الما اذ رن فى مسامعها, صوت بول اتيا من الماضى, من حيث دفنته فى زاويه ذاكرتها بهدف نسيانه, وهو يتمتم بخشونه:
" انا وانت لن نكون مجرد صديقين فقط"
وبعد ذلك بلحظه, جاء صوته مره اخرى من الماضى, يقول:
" ثم ان الطعام ليس هو كل شئ احتاجه. اننى متاكد من ان عندك مهارات اخرى يمكن ان تريحنى"
هذا هو الرجل الذى كانت ذاهبه معه الان الى بيتها الخالى, ولم تستطع ان تتمالك قشعريره تملكتها اذ ان كلمه " البيت" لم يعد لها معنى الان, بل
العكس, كان يعنى التهديد, لم يعد يعنى الملجا منذ اقتحمه هذا الدخيل.
ٍسألها:
" ماذا جرى يا شارلوت؟"
اجابت:
" لا... لا شئ"
كان ضوء القمر قد ذهب بلون عينيه الرماديتين ليظهرهما بشكل مرعب. واحست كما لو كانت كلمه " هل انت خائف" التى سبق وسألعا اياها, معلقه فى
الهواء باحرف مضيئه.
واخيرا قالت:
" اننى غير متاكده من اننى اريد ان اذهب حقا الى البيت"
ورأـ شفتيه تلتيان سخريه لتناقضها, وشعرت بانها حشرت نفسها فى الزاويه, فاذا هى بقيت, فسيظن انها انما تريد البقاء معه, ولكن, اذا هما ذهبا الى البيت...
ولم تستطع ان تفكر فى ما يمكن ان يتبع وجودها مع بول بمفردهما فى المنزل,وبعد, انه الشخص الذى كسر انف ابن خالته اثناء شجارهما . ومره اخرى,
شعرت بقشعريره الخوف تتملك جسدها النحيف.
وقال لها بصوت منخفض اجش:
" لا حاجه بك الى الخوف. اننى لم اؤذ امراه فى حياتى قط. وانا لا انوى ان افعل ذلك الان"
هل استطاع قراءه افكارها فى عينيها؟ كيف امكنه ذلك بمثل هذه الدقه المحيره؟
كان ثمه شئ فى لهجته مش مشاعر تشارلى ودفعتها الغريزه الى تصديق فى الوقت الذى حذرها فيه عقلها من التسرع فى هذا.قالت:
" اننى.."
وشكتت لا تدرى ماذا تقول, لقد كف عقلها عن التفكير عندما تقدم بول خطوه نحوها وهو يقول:
" شارلوت.."
ومد يده يلامس وجنتها براحته التى اخشوشنت من العمل فى المنزل النهرى بينما عيناه بعمق وقتامه البحيره فى ضوء القمر.
وهمس وهو يحيط خصرها بذراعه الاخرى ويجذبها اليه برقه لا تقاوم:
" صدقينى , لا يمكن ان اؤذيك ابدا"
وتمتمت تشارلى:
" بول.."
واكنها لم تعرف اا كانت تحتج فعلا, ام تشجعه, لانه فى اللحظه التاليه, كان يحتضنها بين ذراعيه. لقد شعرت وكأن راسها يسبح فى الهواء , والعالم يدور من
حولها, فتمسكت بذراعيه تحتمى بهما, لتشعر بان مل ذره من الخوف شعرت بها, قد تلاشت وامحت.
ولم تعرف تشارلى كم بقيا على هذه الحال, غير واعيين للعال حولهما, ولكن, فى النهايه, فتح باب المطعم خلفهما ليتدقف النور منه منتشرا على اسفل موقف
السيارات, ويخترق خليط الاصوات والضحكات الضباب الذى يغشى ذهنها, وتمصلت من بين ذراعيه وهى تشهق مصدومه, ثم رفعت يدها المرتجفتين
تسويان شعرها وملابسها, وتقوفت فجاه حركاتها المضطربه بعد اذ انتبهت الى ان بول قد وقف ساكنا لا ينبس , يراقبها.
وقالت بصوت مرتجغ:
" من الافضل ان نذهب"
وشكتت فجأه وقد عقد لسانها بعدد ما ادركت انها لم تعد فى استطاعتها ان تقرر ما اذا كان عليها ان تذهب او تبقى ما اذا كان وجودها معه الان فى
المنزل بمفردها سيكون مصدر رعب ام سرور.
وبينما كانت تقلب الامر فى ذهنها, لا تدرى ماذا تقول, انتزل بول منها القرار ليقول:
" سنقوم بجوله فى السياره"
وامسك بيدها يجرها منه متجها نحو السياره.
وتساءلت الان عن الاسوأ, اهو ان تكون معه بمفردها فى المنزل ام البقاء هنا فى السياره معرضه للاغراء بجانبه؟
انها, فى المنزل, يمكنها على لاقل ان تبقى فسحه بينهما. ولكنها حالا, ساءلت نفسها عما اذا كانت هى حقا تريد تلك الفسحه لم لا, وارهقت احاسيسها
والسياره تنطلق بهما بقياده بول الماهره.
وقال:
" انها اميه رائعه"
اهتزت عندما اخرجها صوته من خضم افكارها, من عالم الاحلام. الى عالم الواقع, وشعرت بذهول يقرب من الاهانه لدى سماعها صوته العادى المتزم
الذى كانت تنقصه المشاعر مما انعكس على قيادته ضبطا واتزانا . كان صوته وقيادته يشيران الى السرعه التى استعاد بها توزنه الذهنى ولم يكن عندها هى
شئ من طاقته تلك, ولم تشاعدها مشاعرها لمضطربه, والانفعال الذى يعصف بكيانها على ان ترد على تعليقه البارد ذاك سوى همهمه غير مفهومه.
ما الذى يجرى لها؟ لقد شعرت مره اخرى وكان مشاعرها تفلت من عقالها بصوره خطره. فترتفع حينا, لتنخفض اخرى فى اللحظه التاليه. كيف حدث ان تغير
مشاعرها من الكراهيه لبول, الى الاستمتاع بصحبته, رغم الخوف الذى تملكها منه؟
ونبهتها الحقيقه القاسيه الى ان مشاعرها هذه نحو بول, لا تلقى تجاوبا منه وذلك من السرعه التى تخلص فيها من مشاعره هو, هذا اذا كان قد احس فى
الواقع, بايه مشاعر, وكونها وقعت فى خضم مشاعر كهذه, فهذا لا يعنى ان مثل هذه المشاعر قد انتابته هو ايضا, واذا كان لها ان تواجه الحقيقه, فان سرعه
تمالكه لنفسه اثبتت انه لم يشعر بشئ وكررت تشارلى لنفسها بمراره, لا شئ اطلاقا, وهى ستكون حمقاء لو انها اعتقد العكس.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-16, 03:26 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
قال بول وعيناه لا تفارقان الطريق:
" لا بد ان ننزل عند البحيره, فهى رائعه فى ضوء القمر"
واذ تذكرت تشارلى ان هذه البحيره اعتاد الناس تسميتها ببحيره العشاق اذ انت مقصدا للمتحابين, لم تستطع ان تتفوه بكلمه, وصدرت عنها, مره اخرى,
تلك الهمهمه التى اتخذها بول شاهدا على قبولها حين استدار بسالياره نحو الطريق المتتفرع من الرقي, وبعد عشر دقائق, اوقف السياره’ ليميل بظهره الى
الخلف وهو يتنهد راضيا.
واشار بيده الى صفحه المياه الممتده العميقه الساكنه سكون المراه , تنعكس فيها صوره القمر موحشا ساكنا فى هذأه الليل.
زلم تتمالك تشارلى نفسها من التساؤل, كم من النساء احضر الى هذا المكان, فى الماضى؟ وهل كان بول, مراهقا وفتى, يستغل تلك الظلام حول شاطئ
بحيره العشاق؟
قال بول بهدء:
" لسن كثيرات"
لتدرك هى انها قد نطقت بالقسم الاول من هذا التساؤل بصوت عال.
وابتدأت تقول بارتباك:
" اننى.."
ولكن بول استدار نحوها عند ذاك. وعيناه بمثل قتامه البحيره تلك, فتلاشت الكلمات على شفتيها, وارتسمت على شفتيه ابتسامه بطيئه جذابه وهو يقول:
" لقد كنت احضر فقط الى هنا الفتيات اللاتى اكن لهن شعورا خاصا"
وتساءلت هى, مره اخرى, اين موضعها هى مما يصفه هو, بالفتيات اللاتى يكن لهن شهورا خاصا..."
قال بول:
" انك تشعرين ببرد, ساعيدك الى المنزل"
فقالت:
" كلا..."
انها, هذه المره ايضا, لا تريد العده الى المنزل, ولكن لسبب مختلف الان, ذلك ان ابتسامه بول وصوته.. اخرجاها من عالم الحقيقه, الى عالم سحرى فى
ليله صيف, حيث السكون بحيره القمر الرائعه, وتابعت قائله:
" اريد ان اتمشى قليلا حول البحيره"
وفتحت باب السياره وخرجت منها وهى تقول له:
" هل ترافقيننى؟"
بدا من صفه لباب سيارته معنى التصميم, النقطه الفاصله.. نهايه عهد وبدايه عهد اخر مما جعل تشارل ترتعش مره اخرى لدى تفكيرها فى ما عسى ان يكون
معنى عملها هذا. ومره اخرى, فهم بول ارتعاشها هذا على انه تأثر ببروده الليل. فخلع سترته ووضعها حول كتفيها. وتلاقت اعينهما برهه. وجف حلقها,
وتوترت اعصابها متوقعه ان يحيطها بذراعيه كما فعل منذ فتره فى موقف السيارات.
لكن, فجاه تغير مزاج بول, وتحولت ابتسامته الجابه الى ابتسامه صبيانيه عريضه مما جعله يبد احدث سنا باعوام, ثم القى بقبله خفيفه على طرف انفها كأنها
لمسه الفراشه قبل ان يمسك بيدها, ثم يقودها فى الممر المؤدى الى حافه المياه. وتعثرت هى فى سيرها خلفه. جاهده فى تمالك مشاعرها, وهى تفكر
فى تلك الابتسامه الصبيانيه التى جعلتها تتخيل وكأن كل تلك السنوات, منذ كان بول فتى حدثا, قد تلاشت ليعود مره اخرى ذلك الفتى. وتصبح هى
واحده من تلك الفتيات ذوات الاعتبار الخاص عنده!
واثناء سيرهما, كان الصوت الوحيد الذى يخترق السكون حولهما هو ارتطام المياه بالحصى على حافه البحيره. ولكن بول ما لبث ان وقف واخذ يحدق
فى وجه البحيره القاتم الساكن, وهو يتأوه, مره اخرى, راضيا, وهو يقول:
" فى وقت مثل هذا, اتساءل انا عن السبب الذى جعلنى افكر بالاسفار"
هل ما يحدق به من الجمال, هو الذى جعله بفكر بهذا, ام انها من الحماقه بحيث تسمح لنفسها بالاعتقاد بان وجودها له علاقه بمزاجه هذا؟
وسألته:
" الا يبدو لك هذا المكان صغيرا جدا بعد كل البلاد الى شاهدتها؟"
وتمنت تشارلى ان لا يبدو صوتها بالخشونه التى احستها هى بها. ووضع بول ذراعه حول كتفيها يجذبها نحوه. وتسارعت خفقات قلبها وهو يقول:
" صغيرا؟ ربم, ولكن كما يبدو لك كل شئ احببته عندما كنت صغيره, وعندما عدت اليه عندما كبرت, وجدته قد تقلص"
كان صوته دافئا وهادئا ووجدت تشارلى نفسها تتجاوب معه فى نفس الطريقه ليتلاشى التوتر من جسدها حتى انها استندت اليه دون تفكير, وقد شعرت لاول
مره منذ قابلته عند بيت الددجاج. بالارتياح الى وجوده. وسألته وقج شعرت فجأه بانه سيصدقها القول:
" هل سبق وفكرت فى ان تعود يوما لتستقر فى انكلترا؟"
فاجاب بسرعه بصوت مفعم بالمشاعر:
" كثيرا لقد كنت اشتاق احيانا الى يوركشاير والمنزل النهرى بشكل لا يصدق. وفى غواتيمالا عندما..."
سكت فجأه, وقد تصلب جسده فشعرت هى بذلك حيث كانت مستنده اليه.
وقالت هى تشير الى القسم الاول من حديثه, متجنبه ما قد يريد ان يحتفظ بذكره بشأن وجوده فى غواتيمالا:
" الشوق فقط الى يوركشاير؟ الم تفكر قط بالعوده الى كندا؟"
اجاب:
" سافرت مرتين الى هناك. ولكنه لم يكن قط وطنا حقيقيا. فقد كنا دائمى التجوال. ذلك ان ابى لم يشأ ان يسقر فى مكان واحد تمتد جذوره فيه. وهكذا
ارين ان ليس ثمه مكان ننتمى اليه فعلا"
وعادت تسأله. قد ساورها العجب من السهوله التى يجيب هى فيها عن اسئلتها المتدفقه:
" وماذا بالنسبه اليك انت؟ اما فكرت قط فى الاستقرار ومذ الجذور؟"
فاجاب:
" لقد فكرت فى ذلك فعلا, ولكن, كان هنالك دوما شئ مفقود"
وسألته:
" ولكن, اذا انت فعلت ذلك, فهل ستكون انكلترا هى التى ستعود اليها؟"
ما الذى كانت تعفله؟ هل كانت تحاول حمله على الاعتراف برغبته فى شئ سبق واخبرها بوضوح انه لم يخلق له؟ ولكنها دهشت حقا حين اومأ بول براسه
موافقا وهو يقول:
" قد تكون هذه الجزيره, انكاترا, بارده ورطبه, ولكنها سرقت قلبى منذ عشرين عاما" واضاف ضاحكا:
" انما لم تعد هذه صفاتها, هذه الايام"
فقالت:
" بالضبط. ذلك ان الناس ابتدأوا يتحدثون عن امكانيه حدوث قحط. وانت تعرف جيم العجوز. انه متشائم جدا بالنسبه لما سيحدث مستقبلا"
فقال:
" اعرف لك, لقد سمعته مره يتحدث فى مكتب البريد. كان يقول وهو يومئ بيديه متحدثا بلهجه سكان بارفورد كبار السن:
" الاشياء غير طبيعيه, والنتائج سيئه جدا. ستكون الحياه كالجحيم, سجلوا على هذا الكلام"
قالت تشارلى:
" نعم, هذا هو كلام جيم العجوز المعتاد"
وضحكت وهى تتابع:
" انه ممتلئ بالتكهنات المتشائمه ولا يفتأ يتحدث عن الاحزان والماسى, ويوم الحساب, عندما يرى الاشياء تمضى على غيرما يظن انها يجب ان تكون"
وابتسم بول لها وهو يقول:
" اظنه شخصيه رائعه, اظن ان كل قريه يجب ان يكون فيها من ينحدث بلهجتها القديمه"
فقالت:
" انه كذلك فعلا"
وتلاشى ضحكها الذى اخمدته مشاعر نتجت عن تلك الابتسامه التى مثلت لها نوعا من المشاكره العفويه شاعره بان بول يفتح لها قلبه.
وعندما يبدو بول بهذا الشكل, تشعر هى بالمتعه فى صحبته وكأن كل توتر او عداء بينهما لم يحدث قط, حتى لكأن رقرقه الامواج وهى ترتطم بالحصى
على ضفاف البحيره قد غسلت كل ذكريات ذلك التجهم والاهامات كما تغسل الاقذار عن تلك الحصى لتتركها بعد ذلك نظيفه متألقه. لقد شعرت حقيقه, ان
فى امكانهما ان يبدءا من جديده وكلأنما تراجع الزمن الى الوراء ليعودا مره اخرى, عاشقين صغيرى السن جاءا الى هذا المكان. قد ملاتهما البهجه
بتعارفهما الحديث.
قالت بحماس:
"اننى مسروره لمجيئنا الى هذا المكان"
قال:
" كذلك انا"
وجذبها اليه يحضنها بحركه سريعه, وهو يتابع.
" واكن يجب علينا ان نذهب الان..."
وقالت محتجه:
" كلا, ليس بعد"
ورأت فى ملامحه علامات الذهول للحماس الذى تجلى فى صوتها, وابتدأ بالقول:
" ولكن..."
وعبس متسائلا وقد غلب عليه التردد .
كان فى هذا العبوس النتسائل وفى هذه اللمحه من شعور بالغ الرقه ما لم تتعوده فى شخصيه بول ساريزن....
وبحركه سريعه, استدارت اليهتواجهه, ثم طوقته بذراعيها, رافعه وجهها اليه وقد تألقت عيناها فى ضوء القمر.
وماكان لها ان تلوم سوى نفسها, عندما انكب ه عليها يحتضنها بين ذراعيه , وقد امتزجت خفقات قلبه بخفقات قلبها.
" بول" وخرح اسمه من بين شفتيها مصحوبا باهه من اعماقها, ورفعت ذراعيها تطوقان عنفه وتجذبان رأسه اليها. ولكن, لترتفع يداه فجأه تمسكان بيديها,
بقيضتين من حديد, وما ان شعرت بضغط هاتين القبضتين تشعر انها برفضه وعدم رغبته فى ما تريد, حتى عاد الى ذاكرتهاصوته وهو يقول بابتسامه متشفيه,
لقد كسرت انفه, لتخمد عواطفها المضطربه فى اعماقها كما يخمد الماء النار.
وقالت هامسه:
" بول..."
ولكنه تجاهلها وهو يبعد وججه عنها, ثم يرفع يده يسوى من شعره بضيق.
واكتوى قلب تشارلى بالالم, وجاهدت فى كبح شهقه اسى, لقد انسحب من بين ذراعيها تمام وقد تصلب جسدهرافضا بصمت, وفجأه, شعرت بسكون تلك
الليله الرائعه يستحيل ظلمه مخيفه بارده يملؤها الوعيد, وبعد لحظه, انحنى بول يلتقط سترته التى كانت قد ازلقت الى الارض من على كتفيها دون شعور
منها, وهو يقول بصوت حسم كل جدال:
" سنذهب الى البيت"
وقطعا الطريق الى البيت بسرعه تثير الاعصاب وقد سيطر عليهما صمت متوتر, وشعرت تشارلى بالضيق الذى سبق واستولى عليها, شعرت به يعود اليها بكامل
قوته مما جعلها تتصلب فى مقعدها طوال القوت شاعره بما يشبه الغثيان فى معدتها.
وعليها ان تواجه تواجدهما بعد قليل, فى البيت بمفردهما. وزاد ضيقها وهى تفكر فى ذلك, متسائله ايه شخصيه من شخصيات بول المتعدده التى راته
عليها هذه الليله, ستراه بها عندما يضمهما البيت, هل ستكون تلك الشخصيه العدائيه المتهجمه التى راتها فى اول لقاء بينهما. ام ذاتالوجهه البارد التى
كرهتها, ام تلك الشخصيه الخطره , وهو يتحدث, دون ندم . عن كسره انف ابن خالته, لم تلك الشخصيه التى يبدو فيها فتى خالى البال كما بدا عند
البحيره. اما شخصيته تلك , تمثله رجلا محموم العواطف والذى ايقظ الرغبه فى اعماقها فهذا ما لم تشا ان تتذكره. ان من الخطر الشديد , حقا ان يضمهما
منزل واحد بمفردهما.
واخيره عندما وقفت السياره امام منزلها , قررت ان الحل الوحيد هو تاخد هى المبادره. فاذا هى تكلمت بلهجه جاده بقيت ذلك المساء. فان بول سيفهم
حتما معنى ذلك, والافضل, لها ان تعود الى شخصيه المؤجره لتعامله كمستاجر عندها لا اكثر, فتكون العلاقه بينهما علاقه عمل فقط, وهكذا كانت تنزل من
السياره حال توقفها, ومفتاح المنزل فى يدها, لتجتاز الممر بخفه الى داخل المنزل وهى تنير الاضواء فى طريقها الى المطبخ, لتسمك بابريق الشاى.
وتمتم بول وهو يقف خلفها عند الباب:
" انها النهايه المعتاده لكل موعد غرامى"
وقالت بجفاء:
" كلا, ليس الامر كذلك. اننى اقدم اليك شرابا ساخنا بصفتك مستأجر عندى وهى ليست دعوه من هذا النوع ثم لم يكن بيننا اى موعد غرامى"
فقال ببطء ساخر جعل تشارلى تصر باسنانها:
" ما هو بالضبط نوع الدعوه التى ظننت انت اننى افكر فيه يا ترى؟"
وازداد اشتداد قبضتها على الابريق.
وبقيت هى موليه ظهرها له لكى لا يرى تاثير كلماته على وجهها, مع ان الطريق التى دفعت فيها الابريق تحت صنبور الماء, كشفت عما تشعر به من ضيق
بالغ.
وقالت, غير راغبه فى ان ترد على استفزازه لها:
" والان, هل تريد قهوه ام لا؟"
قال:
"لا"
وادهشها ان ينطق بهذه الكلمه المفرده لخاليه من سخريته السابقه , فاستدارت تواجهه بدهشه لكنه قال:
" اظننى ساصعد مباشره الى فراشى فقد تعبت اليوم بما فيه كفايه"
وفكرت تشارلى فى انها ادركت شعوره جيد. ولاول مره, نظرت اليه فى النور لتعترف, بينها وبين نفسها, انه يبدو حقا متعبا, وفى الحقيقه, لم تكن كلمه متعب
لتعبر عن حالته تمام. ذلك ان بدا متهالكا على قدميه, مان الامتقاع الخفيف على وجهه, والظلال تحت عينيه, كل هذا ذكرها بالول ويم جاء فيه الى
منزلهم.
وقالت بتحفظ وهى تلقى نظره على ساعتها ادركت منها انهما امضيا, عند البحيره,وقتا اثر مما تصورت .قالت:
" الوقت متاخر"
وشمعت صوتا يقول فى اعماقها,
" لقد انتهى الوقت الذى كنت تمتعين به نفسك"
واقفلت صنبور الماء وهى تقول:
" اذا فانت لا تريد قهوه"
فاجاب:
" كلا, شكرا"
ونظرت اليه وهو يخرج من المطبخ صاعدا الى غرفته, وقد تملكها احساس بالفراغ, كبالون وخز بدبوس فتهالك بعد ان تلل منه الهواء لقد كانت اعدت
نفسها لمواجهه معه دون تفكير فى ما عسى ان تكون رده الفعل عنده. ولكنها لم تتوقع هذا, واعترفت بحماقه, وخبيه املها.
لقد تعبت اليوم بما فيه كفايه" هذا كانت كلمات بول, فهل كان يعنى كفايه من كل شئ بوجه عام؟ ام انه كان يعنيها هى, تشارلى, بالتحديد ولكنها عندما
تذكرت كل تلك الليالى التى اثار استغرابها فيها بصعود الى فراشه ساعه مبركه, عاجت تنظر الى ما قال على ضوء مختلف, فاسرعت خلفه الى القاعهه, وهى
تساله:
" هل انت على ما يرام؟"
وتوقف هو بينما يده على حاجز السلم وقدمه على اول درجه منه, وهو يجيبها قائلا:
" انننى بخير"
وعاد يصعد السلم. ولكنه توقف ثانيه وكان خطرت بباله, واستدار ينظر فى اعماق عينى تشارلى ثم قال:
" انك لم تجيبى ابدا عن سؤالى"
ردت:
" اى سؤال هو؟"
فقال:
" سالتك ان كنت تفضلين حياه المدينه على بلده بارفورد هذه"
قالت:
" اه ذلك السؤال"
وجعلتها ذكرى الجو الذى دار فيه هذا السؤال, فى ذلك المعطم, تنتقل فى وقفتها, بقلق, من ذاق الى اخرى وهى تستطرج دون تفيكر:
" ليس ثمه مجال للمقارنه, فى الحقيقه, اننى لم احب قد حياه المدينه ان الشئ الوحيد الذى افتقده هو, كما سبق وقلت, الخروج والطواف فى الانحاء"
فقال:
" كذلك انا لقد قررت ان الوقت قد حان لكى اقوم باكتشاف المناطق الريفيه فى هذه الانحاء, فهذا هى المره الاولى منذ سنوات, التى اجد فيها فرصه
تزيد عن عده ايام قليله, وهكذا قررت ان استفيد منها فى اكتشاف المكام حولى"
وتردد برهه وكأنه يفكر فى شئ خاص, ثك عاد يقول:
" ربما تحبين ان تاتى معى؟"
اجابت وقد خافت من ان يظن انها تلمح الى الخروج معه ليله اخرى:
" اوه, اننى لم اقصد..."
فقاطعها:
" اعرف ذلك, اسمعى اننى اعرف انك لا ترغبين فى الخروج معى فى موعد غرامى مره اخرى.."
وشدد على كلمه" معى" وهو يتابع:
" ولكننى لم اكن افكر فى هذا, اذ اننى كمل قلت, اريد ان اقوم باكتشاف المناطق الريفيه حولنا, ويبدو لى ان من الخساره ان استعمل السياره لنفسى فقد
فى الوقت الذى تحبين انت ان تقومى بمثل هذا العمل, وهكذا, انا اقدم لك هذه الدعوه, فهل تريدين المجئ معى ان لا؟ ان الامر, فى هذا, يعود
اليك"
لم تكن هذه دعوه شاعريه, ولكنها, بالنسبه الىتشارلى. كان القبول بها اسهل عليها. ذلك ان ايه دعوه اقل ارتجالا ما كانت وهى فى حالتها هذه, الا لتلقى
الرفض منها على الفور دون اى تفكير مسبق ولكن مثل هذه الدعوه العاديه البسيطه, فهى تقبلها طبعا. وبعد, فانها تتمنى فعلا, الخروج اكثر مما تفعل الان,
فهى قد امضت فى هذه البلده قرابه العشره اشهر دون ان تخرج منها, ما عدا رحلات الى ليدز فى المناسبات. وربما لم تكن تريد ان تعود الى المدينه
لتعيش فيها مره اخرى, ولكنها كانت فقط فى الرابعه والعشرين من عمرها, فهى فى حالجه الى شئ من المتعه فى حياتها.
واخيرا قالت بتحفظ:
" لا باس اظننى ساحب ذلك"
كان ذهنها مازال غير مستوعب الفكره تماما.
وقال لها متهكما مما جعلها تجفل:
" انما لا تفرط فى الحماس اكثر مما يجب"
فقالت:
" اننى احب ان اتى معك"
وسرعان ما ادركت كيف ان وخز كلماته جعلها تسارع فى التاكيد, رغم عدم تاكدها من شعورها الحقيقى.
قال:
" حسنا, ساراك اذا فى الصباح"
هل كان حقا متعبا الى هذا الحد؟ تساءلت تشارلى وهو تعود الى المطبخ, ام لعله كان يقصد انه سئم ونال كفايه من مرافقتها؟
وغيرت رأيها فلم تصنع لنفسها فنجان قهوه مفضله على ذلك كوبا من الحليب قد يساعدها على النوم, اذ شعرت بان انفعالها, والارتعاش الذى تشعر به لن
يمكناها من النوم بهدوء دون ان تبدأ فى استعاده ما حدث فى ذلك المساء مره بعد مره.
لماذا كان احتضانه لها؟ ربما لم يكن ذلك يعنى شيئا, بالنسبه الى بول على الاقل. واخذت ترشف الحليب ببطء حتى ينتهى بول من استحمامه, ثم يدخل
غرفته, كانت تفكر فى تصرفاتها تلك... ان الطريقه التى احتضنته فيها, طالبه منه معانقتها, جعلت رفضه لها فى غايه الاحراج, ومن الواضح ان ذلك كان
السبب فى اسراعه فى العده , ثم ادعاءه برغبته فى الصعود الى غرفته حال وصوله, اما عناقه لها فلا بد انه كان بالنسبه اليه, شيئا عاديا لا يحمل اى شعور
خاص, بعكسها هى.
لم يسبق لها قط ان تصرفت مع رجل من قبل بهذه الطريقه. حتى ولا مع تيرى عندما كانت تظن نفسها مغرمه به . ومن يدرى ما عسى ان تكون فكره بول
عمها الان.
لم تفكر تشارلى . الا بعد ان استقرت فى فراشها, فى ان احداث تل الليله لو كانت قد سارت فى طبيعتها المقرره و لما ذهبت هى الى ذلك المطعم مع
بول, بدلا انيت, هذا المساء. ولو كان هو قج ذهب مع تلك الفتاه, هل كان قج تصرف معها بشكل مختلف. وهل كان سياخذها الى البحيره وهل كان
سيعانقها فى ضوؤ القمر؟ ثم هل كان سيوصلها الى بيتها ويعود, ام انه سيدخل معها الى بيتها؟
وانتابتها, لكل هذه الافكار, وخزه مؤلمه ادركت تشارلى منها انها اللغيره, لتتسمر, هل هى, تحب بول؟
نعم. لقد كانت تحبه, رغم انكارها الدائم, ومحاوله تجنبها الاجابه. كان جوابها نعم وان ذلك ما كانت تشعر به حقيقه. واعترافها بذلك لنفسها جعلها تواجه
حقيقه انه لا يبادلها هو حبا بحب. فهو لم يخرج معها هذا المساء الا بعد خذلان انيت له, فى المقام الاول. فهى لم تكن الا بديله لها. بديله تسد الحاجه
مؤقتا لهذا المساء. وانحدرت دمعه ساخنه من عينى تشارلى وهى تشعر . فى ظلام غرفتها ذاك, باقسى ما يمكن ان سشعر به محب واشده ايلاما.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.