شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   1105اب بالصدفة - ان بيترز ـ د.ن .... ( كتابة / كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t46972.html)

* فوفو * 27-02-09 03:53 PM

1105اب بالصدفة - ان بيترز ـ د.ن .... ( كتابة / كاملة)**
 
https://i1318.photobucket.com/albums/...ps89250fe7.gif

(أب بالصـدفـة)
( 1105)
آن بيترز
روايات عبير دار النحاس

الملخص
انتظر جيرالد حريته طويلا ولهذا لن يقبل بالاستقرار ولو كان ذلك لاجل صبى صغير حزين
ذكرته عيناه البنيتان الكبيرتان بطفولته الشقية ولكن اعادة الصبى الى جدته لم يكن بالامر السهل
خصوصا وفيرونيكا سايكس صاحبة البيت الجذابة تتدخل فى الامر لم ترد منه فقط ان يكون
والد بيتر وانما عرضت ان تكون زوجة جيرالد مؤقتا على الاقل





المقدمة
لم تكن فيرونيكا تعتبر نفسها من النوع القابل للزواج حتى جاء جيرالد للسكن فى بيتها ذلك الأعزب الوسيم
الخشن الحديث الذى لم يعش قط فى بيت حقيقى ولكن لو ارت الامور حسب مشيئة فيرونيكا لكانت هى
وجيرالد والطفل الحبيب الذى يدعوه بابا اسرة ... اسرتها هى .. والان كل ما علها ان تفعله هو أن تجعل جيرالد
يقول " نعم "





رابط تحميل الرواية على هيئة كتاب :

word


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

text
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

* فوفو * 27-02-09 07:40 PM


الفصل الأول


نزل رونى
صعد جيرالد مارسدن فى الطريق المتصدع غير المستوى وهو يحجب ما يشعر به من قلق وانزعاج بمشيته المتبخترة تلك بينما عيناه لا تبرحان ذلك النزل وكان هذا يبدو مريحا بشرفته الامامية المظللة ونوافذه الواسعة وبابه المحاط بالواح زجاجية مزخرفة بالالوان كان يبدو نت نوع تلك البيوت التى كانت الجدات تعيش فيه... محترما ودافئا.
لم يكن عنى انه كان يعلم تماما عن حياة الجدات وهو الذى لم يعف جدته قط ... اما بالنسبة الى الاحترام فلم يكن تعبيره عنه اكثر من اماءة بسيطة من راه لمعارفه .
وسحب جيرالدنفسا عميقا ثم رفع يده يضغط على جرس الباب ، تنحنح ونصبقامته وكان على وشك ان يقرع الجرس مرة اخرى عندما انفتح الباب ووجد نفسه واجه امرأة متوسطة فى السن بيضاء الشعر وممتلئة بعض الشئ كانت تفتح الباب حوالى العشرين انشا وهى تقول بصوت حذر " نعم "
سالها " رونى :
فجاءه جوابها المقتضب "لا" ما ايقن معه ان المظهر خداع عموما فهذا العجوز الصغيرة الحجم قد تمثل بتخيله عنالجدات ولكنها ليست بحلاوتهن.
سالته " هل انت الخص الذى اتصل يطلب غرفة ؟"
"نعم سيدتى اسمى مارسدن جيرالد مارسدن"
لكنها لم تتحرك ولم توسع فتحة الباب ما انها لم تقدم نفسها مثله وانما بقيت تحدق اليه وقد زمت شفتها ؟
اخذ يشعر بالضيق وهو يراها تتامله بهذا الشكل واخذ ينقل وقفته من قدم الى اخرى بينما الثوانى تتوالى
واخيرا تنحنح ربما هى تنتظر منه ان يقول شيئا اخر "هل انت صاحبة النزل يا سيدتى "
"كلا" وتراجعت خطوة لك تتامله وقد ضاقت عينيها ثم سالته "كم عمرك ؟خمس وثلاثون؟ست وثلاثون انك لمتذكر ذلك ى الهاتف "
"حسنا الرجال دوما تحت الاربعين اننى لم اخبرك لانك لم تسالينى "
"هانذا اسالك الان"
فهز كتفيه "لا باس انا فلا الثلاثين "
"هم...م....م" وعادت تشمله بنظراتها ماجعله يتساءل ما اذا كان ثمة شئ فيه يحمل طابعا ال..
ىه كلا عليه ان لا يحصر تفكيره فى ذاته فقد كان مايك الكبير قد حذره من ذلك قد لوحت الشمس بشرته وتاثرت ملابسه الجديدة بحالة الجو وذلك اثناء الشهر الذى امضاه فى لودرديل وذلك قبل قدومه الى اوريغون لم يكن يبدو مختلفا عن اى شخص اخر فلماذا لا تنفكهذا المراة تنظر اليه وكانها لا تعلم ما اذا كان عليها ان تسمح له بالدخول ام تقفل الباب فى وجهه
واخيرا اخذ يفكر فى ما اذا كان يريد حق النزولفى هذا المكان مع امراة غريبة الاطوار مثل هذه فابتدا بالقول " اسمعى ايتها السيدة .." يبدو انها كانت صممت على راى فقاطعته ببشاشة مفاجئة " لا باس ادخل ان ابنة اخى رونى ليست هنا حاليا ولكن حيث انه يبدو انه لا ضرر من دخولك .." واخذت تضحك وكان ثمة شيئا ادخل السرور الى نفسها ما جعل الحيرة تتملك جيرالد
قال وهو يدخل " شكرا " كان المنزل فى الداخل كما كان يتصوربالضبط منظر منزل الجدة بذلك المكتب ذى الادراج القديم الطراز والممتد على طول الجدار المغطى بورق مقلم كما كان يملا الجو رائحة قوية مزيجة من القهوة وشئ يخبز فى الفرن
اخذ ينظر حوله متشمما تلك الرائحة الشهية فاصطدمت نظراته بالمراة منحها ابتسامة ملتوية ردتها اليه بابتساهة عذبة نوعا ما ثم قالت " انا لويزا ابشوت"
"تشرفت بمعرفتك "
"ارجو ات لا تهتم بتلك الضجة" قالت مشيرة براسها الى باب مفتوح قليلا يؤدى الى خيث كانت ضحكات عاليه وثرثرة لا تنقطع تتسرب الى الردهة ثم تقدمت المراة تسير امامه الى الطابق الاعلى وهى تلهث قليلا لصعود السلم
"ان السيدة هينكز وهى الساكنة الوحيدة قبالة الغرفة التى ستراها الان قد بلغت الخامسة والسبعن هذا النهار هى معنا منذ افتحنا هذا النزل منذ ثمانى سنوات هل تصدق ذلك؟ على كل حل كانت هى راعية المكتبة العامة فى المدينة لم تنجب المسكينة اولادا وهى الان دون اسرة هل لديك اسرة ايها الشاب"
اجاب وهو ينظر الى ورق الجدران على طول السلم والمطبوع عليه ورود وردية اللون"كلا"
"هل انت غير مرتبط "
"نعم " اجاب بذلك وهو ينظر باعجاب الى الستائر البيضاء يحركها النسيم
وصلا الى باب تحته لويزا ثم وقفت جانبا مشيرة اليه بالدخول الى غرفة فسيحة مشرقة يحتلها سرر باربعة اعمدة وهى تقول" كل من عندنا هم اشخاص شراء هادئون بعضهم وعلى الاخص السدة هينكز هو ضعفاء البنيه ما يجعلنا غير قادرين على نقل اثاث ثقيلة الى هنا "
فقال جيرالد " يمكننى تفهم ذلك " ثم جلس على حافة السرير بحذر ليختبر جودة اللااش وكان هذا صلبا ثابتا ثم نظر الى السقف فلم ير اثرا لبيون العنكبوت وامنا بياض يزيده تالقا اضواء تسرب من خلال لمبات ثابتة فى السقف شعر بالفراس صلبا بحيث لم تدل قدماه من فوق حافته
زكانت لويزا تتابع قائلة " لا نريد مظاهر غير مهذبة "شيرة بذلك الى قوامه القوى العضلات ولحيته غير الحليقة وشعره الطويل قليلا وكان هو مسرورا لتمكنه من ترك شعره ينمو مرة اخرى دون ان يهتم بالاناقة وطراز الشعر وكانت المراة تنهى حديثها قائلة " هذا اذا كنت تعلم ما اعنى "
" نعم يا سيدتى " فقد كانيعلم ذلك جيدا وكبح ابتسامة عابسة
فتحت لويزا النافذة قائلة وهى تشير اليه ان يتقدم ليرى " اننى اعرف نوع الموسيقى التى تعجبكم انتم الشبن انظر جمال هذا المنظر من هنا " وصرخت فى كلب هزيل كان ينبح من فناء البيت المجاور " اسكت يا روفوس " وعندما سكت الكلب ووقف جانبا وهو يهز ذيله تابعت تقول " انه لا يخرج الا عندما تخرج مارغو لقضاء اعمالها "
اغلقت النافذة دون ان تتوقف عن الثرثرة مع نفسها ثم ما لبثت ان عادت الى موضوعها الاساسى " منذ سنوات كانت رونى لا تمل الاتماع الى موسيقى الروك تلك " عادت تتامل شعره ووجهه مرة اخرة وكذلك قميصه وبنطلونه الجينز " واظنك كذلك انت ايضا هل لديك قيثارة "
"كلا" قال ذلك وشبة ابتسامة تلوح على شفتيه لا شك ان المراة العجوز هذه تظنه من اولئك المشاغبين "ليس لدى قيثارة حتى ولا ردايو فى الواقع "
فبدت عليها المفاجاة "اه"
"ذلك لاننى لست من هنا كما ترين اننى حسنا اننى فى سبيل القيام ببداية جديدة فى مدينة سالم هذه "
فعاد الى عينيها الحذر وهى تساله "من اين انت اذن "
" من ماين فى شرق البلاد "
واخذ جرالد يفتح ويغلق الادراج متجنبا بذلك نظراتها
فقالت يشئ من عدم التاكد " من ماين ذلك مكان بعيد عن هذه الولاية "
"هذا موكد"
" هل عشت هناك طوال عمرك"
" اه كلا " لم يكن فى الحقيقة يريد ان يدخل فى كل هذه التفاصيل مستجيبا لفضول الاخرين ومن ناحية اخرى الضرر من الاعتراف بانه عاش فى بوسطن حدثها بذلك حتى انه زاد بقوله " من سن الرابعة عشر وقبل ذلك عشت اغلب الوقت فى سبرينغيلد :
ثم قال نتظاهرا بتامل منظر بحرى مرسوم فوق الرف راغبا بذلك بتغير مجرى الحديث " هل سبق ان ذهبت الى ولاية ماساشوست "
" كلا لم اسافر الى ابعد من دنفر وهذا يكفلا بالنسبة الى " وسكتت فتوتر جسم جيرالد ولكنه عاد فاسترخى عندما سمع سوالها الثانى " هل لديك مهنة ؟"
وكان جواب هذا سهلا " نعم " وبعد ان تفقد الحمام عادت تساله " انك اذا مصمم على الاقامة فى هذه الانحاء "
"لماذا لا ؟"
" هل لديك نقود ؟"
فاوما يجيب " لدى بعض المال "
" الدفع هنا مقدما ل شهر ثلاثمئة دولار سكن ومعيشة "
" هذا ما يقوله الاعلان "
" بدون استثناءات "
" اعلم ذلك "
فعادت تسير امامه خارجة الى الردهة ثم التفتت اليه وقد زمت سفتيها بشدة ويبدو انها كانت تراود افكارها فيما لو تقبل بتاجيره غرفة ام لا
بذل جيرالد جهده ليبدو عديم الاكتراث ولكن الحقيقة هى ان حصوله على موافقة هذه المراة كان شيئا بالغ الاهمية بالنسبة اليه فقد اعجبه المنزل حقا وكذلك الغرفة كما ان فكرة طوافه فى المدينة بحثا عن مسكن اخر هذه الفكرة بدت له كريهة متعبة وهذا ما جعله يشعر وكان حملا ثقيلا قد انزاح عن عاتقه عندما راها تنظر اليه فجاة بابتسامة عريضة " حسنا يا بنى الغرفة لك اذا ادرتها "
" نعم اريدها فقد اعجبتنى "
" هذا حسن " وشبكت يديها معا ونظرت اليه باسمة وقد بدا عليها السرور " اى اسم يطلقون عليك اذن جيرى ؟"
"احيانا "
عندما بلغ سن النضج كانوا يسمونه احيانا موس ولكنه لم يكن يريدها ان تعلم ذلك فقد بدا له الامر غباء مطلقا فى حياته الجديدة هذه
"حسنا اظن اسم جيرالد يناسبك اكثر " ورتبت على ذراعه "اظنك تريد ان تاكل شيئا اليس كذلك ؟"
" نعم يا سيدتى "
" حسنا يا جيرالد فقد جئت الى المكان المناسب فنحن نقدم فى هذا المنزل طعاما جيدا "
" هذا جميل " لكن الامر بدا له رائعا فى الحقيقة فمجرد التفكير فى ذلك اسال لعابه فهو لم ياكل شيئا منذ تناول طعام الافطار قبل ثمانى ساعات
وقالت له " هذا حسن " واخذت تنظر اليه بعطف اموى ما سبب له حرجا وغصة فى حلقه ور عندما استعادت حيويتها قائلة " لا باس اذن انما انتبه فالمرحاض الى يسارك اما الحمام فبعده مباشرة انما لا يوجد دش بلحوض ومعه رشاش يمسك باليد "
" هذا يكفى "
" سيشاركك به القاضى كانينغهام انه شخص حبيب "
القاضى ؟ وتوتر جسم جيرالد لقد قابل ما يكفى من القضاة خلال سنوات ولم يجد ايا منهم حبيبا الى القلب
وكانت المراة تتابع قائلة "قد تقاعد منذ احدى ... كلا بل اثنتى عشرة سنة انه قاض متجول لم يتزوج قط ولكنه الطف شخص يمكن ان يتعرف عليه المرء " واغلقت باب الحمام وهى تتابع قائلة " عليك ان تضع معه برنامجا لاستعمال الحمام "
" ليس ثمة مشكلة "
ولماذا لا يكون هناك قاض لطيف كذلك ؟ واخرس جيرالد ذاكرته بشئ من فروغ الصبر لقد انتهى الماضى وهى الان فى الحاضر
عادت لويزا تقول وهى تعود فتهبط السلم لاحقا بها جيرالد " هناك حمام اخر تشترك فيه السيدة هنكنز مع ليو كومينسكى كان ليو بائعا متجولا مسافرا على الدوام "
" هذا اذن " وبدا لجيرالد وان ليس هناك من يمتلك اسرارا فى هذا المكان ما عداه
" لقد طلقته زوجته لانها لا تريده ان يسافر طوال الوقت قد كبر اولاده الان طبعا واحد منهم فى مكان ما فى ولاية اوهايو ... وهو طبيب اما الاخرون فهم خارج البلاد يعملون فى مشاريع هندسية ماذا قلت عن نوع عملك يا عزيزى ؟"
"البناء "
"احقا " ووقفت ثم التفتت اليه " كان جورج معلما فى بناء الاسمنت وقد بنى هذا البيت وحده تقريبا وذلك منذ خمسين عاما هل انت بناء اسمنت ؟"
" كلا يا سيدتى "
كان جيرالد قد ابتدا يشعر بالتوتر ازاء كل هذه الاسئلة ولكنه عاد ففكر فى ان السيدة العجوز لم تكن تقصد اى ضرر
فقال " يمكنك القول ان بامكانى العمل فى اية مهنة بشكل كاف"
" اه هذا اذن ما جعل فى ذراعيك كل هذا العضل الشديد "
فاجاب " اظن ذلك " ولم يرسببا يجعله يذكر لها ان ذلك لم يحدث لمجرد العمل ولكنه التدريب المتواصل اثناء سنوات من رفع الاثقال والركض المتواصل وتحطيم الصخور ... كل ذلك بنى لديه هذه العضلات وهو السبب فى تمكنه اخيرا من توجيه حياة تراكم فيها الغضب والرغبات الجامحة وذلك التدريب البدنى قد حل مكان تلك الثورة البدنية ما اصبح متنفسا عندما ابتدا يفهم الامور
واذ اصبحا الان فى الطابق الاسفل اجتازا مكان الاحتفال مرة اخرى وكان الهدوء يبدو عليهم الان فاسرت اليه لويزا وهى تغمز بعينها " انهم يسترقون السمع الان هيا بنا " وفتحت احد مصراعى الباب ثم اشارت الى جيرالد ليقف بجانبها وهى تقول " ادخل لرسرور الى انفسهم ادخل راسك من الباب وقل لهم مرحبا "
وبشئ من الخجل اطاعها واذا به يرى خمسة وجوه مسنة تنظر اليه بفضول من تحت قبعات ملونة من الورق " ايها القاضى " القت لويزا بهذا النداء الى اثقل الجالسين وزنا ذى وجه برئ ضمن هالة من شعر وخطه الشيب " السيدة هينكنز ليو وكل شخص اقدم اليكم جيرالد مارسدن اننى سامنحه غرفة هنا "
تصاعدت الاصوات الرجالية " مرحبا يا بنى " وصوت امراتين " اه " اما القاضى فقد اخذ يحق فى جيرالد رافعا حاجبه الهائش وقد ضاقت عيناه اللتان بان فيهما الدهاء وبدا عليه التفكير لحظة وعندما لم يطرف جيرالد بجفنيه لم حول نظراته جانبا ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة ثم اوما براسه وهو يغمز لويزا بعينيه مشيرا الى موافقته ما جعلها تؤمى مسرورة
تنفس جيرالد بارتياح كوكئا هو ايضا وقد عادت نظراته الى الاشتباك مع نظرات الرجل العجوز والتى كانت تتضمن وعدا صامتا لم يستطع ان يدرك كنهه ولكنه مع ذلك ادرك بشكل ما ان الرجل الاخر قد تفهم الامر وصحب ادراكه هذا دفئا غير متوقع
واذ تملكه الارتباك لهذا الشعور ترك الباب متقدما الى الامام وهو يتمتم " اذن فهؤلاء هم المقيمون هنا اليس كذلك ؟يا لهم من اناس لطفاء "
فقالت لويزا بزهو " انهم ملح الارض انما ثلاثة منهم فقط يقيمون هنا اما الاثنتان الباقيتان فهما صديقتان"
واشارت الى جيرالد بالخروج من باب اخر والذى وجده يؤدى الى المطبخ كان ثمة رائحة طيبة تثير الشهية سرعان ما راى جيرالد انها متصاعدة من قالب حلوى موضوع على مائدة خشبية قائمة فى وسط المطبخ ومن الاوانى التى صنع بها قالب الحلوى لم تغسل بعد عرف انهحديث الصنع
جذبت لويزا كرسيا قدمتها له وهى تفرك يديها بسرور " تضل بالجلوس اننا سنبرم عقد الايجار ونسلمك الغرفة قبل ان تحضر رونى "
جلس جيرالد وهو يتساءل عن الداعى الى كل هذا الاهتمام بينما هرعتلويزا الى درج اخرجت منه اوراقا اسرعت بها الى المائدة فجلست على كرسى قبالته ثم وضعت نظاراتها على عينيها
" عليك اذن ان تدفع ثلاثمئة دولار "
"بكل تاكيد " ومد جيرالد يده الى جيب بنطلونه الخلفى وهو يسال " هل تقبلين نقودا ؟ ليس لى حساب فى البنك بعد "
" طبعا يا عزيزى متى ستنتقل الى هنا " وكانت تقول هذا وهى تكتب فاجاب " اليوم اذا امكن "
فهزت كتفيها " الغرفة خالية ويمكنك ان توقف سيارتك فى الزقاق الخلفى المسدود "
فقال وهو يخرج النقود من المحفظة ثم يعيدها الى جيبه الخلفى " شكرا ولكن ليس لدى سيارة "
نظرت اليه بدهشة " اة وكيف اتيت الى هنا اذن"
" جئت ماشيا من مستودع محطة الباص وامتعتى هناك فى خزينة الامانات "
"اه"
" ان كل ما املكه هو ثيابى "
فنظرت اليه مقطبة حاجبيها " اوه هل كنت فى الجيش يا بنى "
"كلا "
" فى الجامعة "
"كلا " وابتدا التوتر والخوف يتملكان جيرالد
" اين كنت اذن"
" انا ... "
وتقبضت يداه حول الاوراق النقدية يكرشها كان يرجو ان لا يلقى عليه مثل هذه الاسئلة فقد كان عاهد نفسه على انه من الان فصاعدا سيستقيم فى حياته خصوصا مع اولئك الذين يهمونه
تبا لذلك واغمض عينيه شاعرا بوهن فى عزيمته وهو يفكر فى انه لن يحصل على غرفة ما الذى جعله يرفض حجرة يستاجرها له فرانك تيلمان فى المدينة وينسى كل شئ عن محاولة دفن الماضى
جذب نفسا عميقا ثم ارغم نفسه على النظر مباشرة فى عينى لويزا الزرقاوتين واللتين تبدوان اكثر اتساعا خلف نظاراتها وكذلك اكثر رقة ولطفا ولكن هذا ما كان جيرالد واثقا من انه لن يدوم طويلا
" انا ..."
فقالت لويزا وهى تمد يديها نحو يده المتقبضة "جيرالد" اول ما خطر لجيرالد هو ان ينتفض مبعدا يده ولكنه ارغم نفسه على الهدوء
" هل انت واقع فى مشكلة يا بنى ؟"
فجذب نفسا عميقا اخر " كلا يا سيدتى " هل يترك الامر عند هذا الحد كان الامر صحيحا ولكن هيا يا رجل كن مستقيما وافعلها وتابع قائلا " ولكن المسالة هى اننى منذ خمسة اسابيع ..."
اه ما اصعب قول الحقيقة وقاطعته المراة بقولها " لا اظنك هجرت زوجة واطفالا دون عائل اليس كذلك ؟"
يا له من امر سخيف ان يكون هو العازب ذو زوجة واطفال وكاد يضحك ولكنه بدلا من ذلك اغمض عينيه وهز راسه ببطء " كلا يا سيدتى ليس ثمة شئ من هذا القبيل الحقيقة هى .."
فعادت المراة تقاطعه بحزم " كلا يا عزيزى لا تقل اكثر من ذلك الان هل سمعت ؟ فانا ارى الحديث عن حياتك يكلفك جهدا واذا كنت قد تعلمت شيئا فى حياتى فهو ان على الانسان ان يحتفظ باسرار حياته الخاصة اخبرنى فقط بانك مستقيم "
فاوما جيرالد براسه وهو ينظر فى عينيها
" وانك غير مرتبط"
فاوما مرة اخرى
" وهذا يكفينى انك فتى ممتاز يا بنى ممتاز "
وبعد ان ربتت على يده بعطف امومى عادت تنهى كتابة وصل الاستلام وهى تقول " فلننه هذا اولا ثم ناكل شيئا من قالب حلوى عيد الميلاد "
وفى هذه اللحظة بالذات تمن جيرالد لو ان بامكانه مهما كان الثمن ان يخبر هذه السيدة العجوز بمبلغ تاثره بكرم اخلاقها هذه ولكنه لم يتعلم قط كيف يعبر عن مشاعره باستثناء الغضب وعندما تعلم اخيرا التعبير عن الغضب ذاك الغضب على نفسه على امه التى لم يعرفها قط على المجتمع ككل وذلك بطرق لم تكن مؤذية لنفسه والاخرين مازال لديه طريق طويل عليه ان يسلكه حيث يعبر عن مشاعر مثل الصداقة والمحبة والشهامة واللطف
وهكذا شاعرا بالتقصير فى ايفاء هذه المراة حقها من الشكر قدم اليها النقود وهو يتنحنح " حسنا اليك النقود ووشكرا"
فقالت وهى تقدم اليه وصل الاستلام " اه لا داعى للشكر كل ما اريده هو الا تجعلنى اسف على تاجيرك الغرفة وكل شئ هاك الوصل يمكنك ان تنادينى الان باسمى لويزا "
لويزا ويالها من سيدة محترمة
تبادلا ابتسامة تودد وما ان وضعت النقود دون ان تعدها فى اناء زجاجى مصنوع بشكل هرة جالسة وردية اللون حتى انفتح الباب الخلفى ودخلت امراى طويلة القامة قاتمة الشعر وعندما التفتت بوجهها بدت عيناها الخضروان باهدابهما القاتمة وحاجبيهما المستقيمين وكانت تحمل بين ذراعيها اكياسا مليئة بمواد البقالة
بقيت واقفة عند العتبة لحظة وقد تعلقت نظراتها لحظة قصيرة بنظرات جيرالد عند المائدة
قالت فيرونيكا مجفلة " اه مرحبا "
لم تكن معتادة على رؤية رجال مشعتى الملابس غير حليقى الذقن يزينون مائدة مطبخها كل يوم
كانت طويلة القامة بالنسبة الى النساء كما راى جيرالد وذات صوت ابح وبدت له متزمتة محافظة بثوبها المحتشم وشعرها القاتم المربوط الى الخلف باحكام
جعله اتصال نظراتهما الجاف وشعوره بعدم ترحيبها به جعله يرد عليها بكلمة مرحبا ناظرا الى الجدار بدلا من راسها
واذ فؤجئت بهذا العبوس والاختصار فى الرد عليها والمتعذر تفسيره تحولت نظراتها الى لويزا التى كانت تمد ذراعيها نحوها تتلقى منها حملها وهى تقول " اخلا بك يا عزيزتى رونى " ثم عانقت ابنة اخها وهى تقدم لها وجنتها تتلقى منها قبلة ترحيب
" مرحبا يا عمتى لويزا "
وانحنت تقبل عمتها بينما خففت لويزا عنها بعض جملها وهى تسالها " كيف حال المدرسة اليوم ؟"
" اجرام كالعادة شكرا " ثم عادت بنظراتها الى الغريب الجالس الى مائدتها ينظر اليها واذ تملكها الارتباك عندما راته ينظر اليها بنوع من التسلية بدلا من الجفاء احمر وجهها واستمرت تقول " من حسن الحظ اننى لست مضطرة للتعليم يوميا "
كان الاضطراب يبدو عليها لوجوده كما راى جيرالد تماما كما تملكه هو الاضطراب لمراها قبل ان تضع من يدها الاكياس ويرى بقية وجهها ولم يكن هذا يعنى ان وجهها ذاك كان دميما كلا ابدا وانما كان عاديا تماما فالانف عادى وكذلك الوجنتان والفم حسب راى جيرالد
ومع بساطة تلك التقاطيع لم تعد عيناها اللتان اثارتا اضطرابه فى البداية لم تعودا تبدوان مشرقتين بالحيوية كما قد صوتها الابح ذاك اثارته واصبح مجرد صوت يبعث الرضا والاستحسان فى النفس واذ اعجبه تبدل صفاتها هذا شعر بالارتياح واستعد للاستمتاع بمظاهر المحبة المتبادلة بين العمة وابنة اخيها
" ما الذى تقومين به يا عمتى ؟"
فاجابت لويزا متشاغلة بافراغ محتويات اكياس البقالة اجابت باسمة " ماذا اقوم به ؟ لا شئ يا عزيزتى ما عدا الاحتفال بعيد ميلاد السيدة هينكيز ثم مجئ جيرالد طبعا "
" جيرالد " وعادت بنظراتها تتامل الرجل بنفور واضح رغم انه لم يكن وسيما بالمعنى المتعارف عليه الا ان رجولة واضحة كانت تنضح منه ما جذبها وبعث النفور فى نفسها فى نفس الوقت
كان فى امتزاج براءة لويزا وصراحتها مع وجود هذا الرجل المقلق ما جعل الذعر يتملكها كان هناك شي ما ... شئ جعلها تحس بانه لن يعجبها
وبدا لها ان اخر مرة تصرفت فيها عمتها بمثل هذا الشكل المشبوه هو عندما دعت لويزا وبقية النزلاء السيد بيترسن الى تناول الشى وما ان حضر حتى استسلم الجميع الى غفوة قصيرة تارمين فيرونيكا لتقدم الشاى بالنعناع مع الكعك الى اثقل الناس دما على وجه الارض
وساطة لتزويجها ... لشد ما يرغب نزؤلاها بذلك فقط لانها كانت اعلنت ذات يوم ان الزواج لا يناسبها فهى حقا تحب الاستقرار فى حياتها كما هى الان ولكن لانهم لا يوافقوانها على ذلك
اه كلا من المؤكد انهم لا يقصدون ذلك ... وكانت عيناها ما زالتا مسمرتين على الرجل الغريب بنفور واضح بل يقصدون ذلك بالطيع وازداد الصداع الذى تملكها طوال النهار " عمتى لويزا "
" اسفة حبيبتى كان على ان اعرفكما الى بعضكما البعض قبل الان " وتقدمت نحو جيرالد تقف بجانبه فاخذت رونى تنقل نظراتها بين الاثنين وقد تملكها الارتباك من وجه عمتها الباسم الى وجه الغريب الذى تسوده امارات الاعتذار
"اقدم اليك السيد جيرالد مارسدن يا حبيبتى اقدم اليك ابنة اخى فيرونيكا سايكس يا جيرالد وندعوها رونى رونى العزيزة " ونظرت الى رونى ضاحكة " انها ابنة اخى الوحيدة ولكننا انا وجورج ربيناها كابنة لنا منذ كانت طفلة صغيرة لم يكن هذا سهلا على الدوام ولكن "
"عمتى لويزا " هتفت رونى بذلك وقد داخلها الاقتناع ليس فقط بسبب لمعان عينى عمتها والمحبة الظاهرة على ملامحها بل ايضا لطريقتها المتباطئة فى الكلام
وعندما مدت يدها لتصافح الرجل بذلت جهدا فى رسم ابتسامة مؤدبة على شفتيها وهى تجيبه بقولها " اهى وسهلا يا " وانساها التوتر اسمه
فاجاب الاثنان بصوت واحد " مارسدن" فازداد اضطراب رونى ازاء لهفة عمتها
نهض جيرالد ليصافح صاحبة النزل وهو يقول بهدوء " مسرور بمعرفتك " وضايقه ان يرى رونى تجذب يدها من يده بسرعة وكانها مست سلكا كهربائيا ثم اخذت تمسحها بجانب تنورتها
سالته بكل ما امكنها من البرودة " هل يمكننى تقديم خدمة اليك "
اجابت لويزا عنه " نعم بعد الان بقليل يمكنك ان توصلى جيرالد بسيارتك الى محطة الباص "
"اه " اذن فهو راحل وشعرت رونى فجاة بحماقة شكوكها وهى التى لم تكن عادة تفقد اتزانها بسرعة
احمر وجهها وهى تقول " بكل تاكيد " وارتسمت على شفتيها ابتسامة صادقة وهى تضيف " سيسرنى ان اوصلك بسيارتى "
اخذ جيرالد يحدق مبهوتا فى التغيير الذى احدثته ابتسامتها فى ملامح وجهها ما انساه ان يبادلها ابتسامتها هذه وبقى يحدق اليها بصمت
حاولت رونى تحويل نظراتها جانبا فلم تستطع وسالته " الى اين انت ذاهب "
فعادت العمة لويزا تقول " ان جيرالد ليس ذاهبا الى اى مكان فهو قد وصل لتوه قادما من ماين "
"اه " لم يحدث قط ان نظر احد الى رونى بمثل هذه الحدة والرغبة وكانها لقمة امام رجل جائع وكان احرى بهذا ان يشعرها بالضيق البالغ ولكن هذا لم يحدث
وكانت لويزا تقول " ان امتعته ما تزال فى مستودع امانات الباص ذلك ان جيرالد سيسكن معنا فترة "
"اه "
كانت نظرات رونى ما تزال مشتبكة بنظرات جيرالد التى عاد الهزل اليها بشكل لا يصدق عندما قالت لويزا اخيرا " انه المستاجر الجديد الا تعلمين هذا ؟"
"ماذا "
لم يستطع جيرالد منع نفسه من الضحك وهو يرى الذهول البالغ الذى تملك رونى ما اثبت شكوكه بان المراة الطيبة لويزا قد تجاوزت حدودها مع ابنة اخيها بتاجيرة الغرفة
لم يستطع ان يفهم السبب ولكن لشد ما بدا الكدر فى وجه هذه السيدة الخضراء العينين
وكانت فيرونيكا تقول بصوت ابح وهى تشعر ان عمتها هذه المرة قد تجاوزت الحد حقا " عمتى لويزا هل تريدين ان تقول انك ... ان هذا الرجل ..."
فقالت لويزا وهى تحملق فيها ببراءة بالغة " لقد جاء مستجيبا للاعلان يا حبيبتى "
" الاعلان اى اعلان ؟ ولكننى لم انشر اى اعلان "
وعلى الفور نظرت لويزا الى ابنة اخيها بعينين ملتهبتين لكنها ما لبثت ان قالت بحزم وهى ترفع راسها " حسنا لقد تابعنا العمل ونشرنا الاعن لاجلك "
" نشرتم "
" اعنى انا والنزلاء "
اغمضت رونى عينيها تحاول تمالك قواها ( هى والنزلاء ..) انها على صواب اذن فى شكوكها وهى ستقتلهم انما عليها اولا
واخيرا قالت بكل ما استطعت من شعور بالكرامة فى ظروف كهذه وقد رفعت راسها متجنبة النظر فى عينيه قالت وهى تتجه الى الباب " عمتى لويزا هل لك ان تاتى معى الى الردهة دقيقة واحدة من فضلك ؟"
لم يعلم جيرالد ما جرى بين المراتين من حديث فى الردهة تلك ولكن مهما كان الامر عادت لويزا الى المطبخ غامزه بعينها وهى ترفع ابهامها تدعوه الى غرفة الجلوس لتناةل القهوة والحلوى
كانت تصرفات رونى نحوه باردة وكذلك كانت نحو الاخرين وفكر جيرالد فى انه ربما لديها سبب جيد لذلك حيث ان اعين الحاضرين جميعا كانت تتفادى مواجهةعينيها كما كان يبدو عليهم الشعور بالذنب من شئ ما عدا عن نشرهم اعلانا فى الصحف دون علمها ولم يستطع ان يعرف الحقيقة الا وهما فى طريقهما عائدين من المستودع الى النزل عندما سالها
فاجابت " انهم يقومون بواسطة لتزويجنا "
فنظر اليها ذاهلا ثم قال " اتعنين ؟"
" نعم اعنى تزويجنا من بعضنا البعض "
فشهق قائلا " الزواج ؟ انت وانا ؟"
"نعم "
جعله هذا ينفجر مقهقها وهو يفكر فى وضعه وشخصه " هذا اسخف شئ سمعته فى حياتى "
فالقت براسها الى الخلف وهى تلقى عليه نظرة هى مزيج من الازدراء وجرح الكرامة وهى تقول " وهذا هو رايى انا ايضا "



"نهاية الفصل الاول"

nosa 28-02-09 02:49 AM

واضح انو الرواية حلوة كمليها بسرعة احنا بانتظارك ويسلمو ايدك

عذبة أنتي 01-03-09 08:19 AM

ياليت تنزلينها برابط يالغلا

تسلمين ع القصه الحلوه

بنوته عراقيه 01-03-09 05:03 PM

سلمت الايادي على الروايه ...وبانتظار التكمله

* فوفو * 01-03-09 09:08 PM


الفصل الثانى

اخذ جيرالد يفكر وهو ينتظر بصمت ان تناوله فيرونيكا غداءه فى ان الامور بينه وبين صاحبة النزل لم تتحسن منذ اليوم الاول غير السعيد الذى جاء فيه منذ اسبوع
طبعا ما كان له ان يضحك بذلك الشكل عندما كان معها فى السيارة لقد جرح بذلك شعورها فقد ظنت انه يرى الزواج منها هذا سيئا منافيا للعقل بينما العكس هو الصحيح
لم يكن هذا يعنى انه اخبرها بذلك او انها اصبح يرى التوسط بالزواج هذا شيئا معقولا كلا فهذا لم يحدث انه فى الواقع لم يلمها لنبذه مع اولئك المتكفلين ولكن الذى كان يريد معرفته هو هل هناك من سبب يجعلها تستمر فى معاملته وكانه مصاب بالبرص
لم تحب رونى جيرالد مارسدن ولكنها لم تكن تعرف سبب ذلك بالضبط كل ما كانت تعرفه هو انها منذ مجيئه ليعيش فى النزل اخذت تعر بالتوتر وكانها فى دوامة
كان الرجل يزعجها ويضايقها لمجرد وجوده وليس لقول او فعل
كان بالغ الضخامة متين البنية للغاية وكلما دخل الغرفة يبدو وكانه يملاها بوجوده وهو يستحوذ على انتباهها حتى ولو لم يقل شيئا وكان ما يؤرقها ويجرحها هو شعورها المذل بانه يراها امراة مضحكة بالنسبة الى الزواج منها
كانت تتمنى ان يرحل
القى جيرالد حمله من الاخشاب على الارض وهو يتاوه ثم اخذ يمسح العرق عن وجهه بعصابة كان يلفها حول جبينه وعندما عاد فربطها فى مكانها وقف لحظة يستعيد فيها انفاسه كانت رائحة الاخشاب الحديثة القطع تغطى على شذا ازهار الصيف ولكن رغم هذا فقد كان فى استنشاق الهواء بعمق متعة بالغة ومن خلفه كان عويل المناشير تقطعها الشتائم المتصاعدة ما يشكل شبه جوقة تملا اذنيه بالطنين وراسه يدق كالمطارق
البناء .. اخذ جيرالد يفكر فى ذلك عابسا .. عندما كان لا شئ سوى عامل بسيط لم تكن مهنة الجبناء والضعفاء ذلك انه لم يكن جبانا اوضعيفا وعاد ليحضر حمى اخر من الاخشاب والعرق ينضح منه فى حرارة الشمس وهو يهز راسه مشمئزا من نفسه كانت كلمات مايك الكبير ما تزال تتجاوب فى اذنيه " ماذا تفعل هناك ايها الغبى ؟ اهذا ما جعلتك تتعلمه كل تلك السنوات ؟ ان تكسر ظهرك بمهنة كريهة كهذه "
وضم جيرالد شفتيه عابسا ان كلام مايد الكبير لا يختلف عما يقوله هو لنفسه خمس عشرة مرة يوميا طوال الاسبوعين الماضيين فهذه المهنة ليست كما لو انه يجلس فى مكتب مكيف الهواء وهو يضع تصاميم فيلات فخمة كهذه بدلا من ان يقرح يديه فى البناء بهما
ما زال الوقت مبكرا وهذا كل شئ فما زال الماضى حزءا من الحاضر وما زالت ثقته بمهنته واعتباره لنفسه من الضعف بحيث لا تحتمل اى رفض او نبذ ولكن لماذا لا يكون صادقا مع نفسه فقد كان خائفا خائفا من ان يواجه يوما النبذ والتحيز فيلقى بكل انجازاته من النافذة ويعاود حالته الاولى
ولكمه هذه المرة لن ينهى عشرة اعوام اخرى فى السجن فهذه المرة ستكون حياته
انقبض قلبه لمجرد التفكير فى ذلك وهكذا حمل نفسه على الاقلاع عن التفكير وكانت هذه عادة نفعته جدا منذ زمن طويل وهى ان يمنع ذهنه من التفكير وهذا كل سئ
نظر الى ساعته فشعر بالانتعاش ان العمل سينتهى بعد ربع ساعة فهذا هو يوم دفع الاجر ... اول اجر له وكان قد استمر اسبوعين فى نفس العمل ولو علم مايك الكبير بذلك وهو السجين فى ذلك المكان الى نهاية حياته والبالغ الاصرار على جعل جيرالد يتوجه الى شئ افضل لو انه علم بذلك لتملكه الزهو على الاقل
اقتربت العطلة الاسبوعية ربما حان الوقت لكى يشترى سيارة لنفسه فيتوقف بذلك بالاعتماد على مساعدة صاحبة النزل ذات اللسان اللاذع والتى بامكانها باعتقاده تجميد اى رجل على بعد خمسين خطوة
ولشد ما كان يزعجه منها ابتسامتها التى كانت تتلاشى ويستحيل دفئها الى ثلج كلما اقترب منها او تكلم اليها ولامر ما كان يتمنى لو يراها تخصه بابتسامة ولو مرة
"مرحبا "
فاجفل لصوت مراقب العمال الاجش
" هل لك ان تنام فى وقت الفراغ لاالعمل ؟ والان اسحب كومة الاخشاب تلك الى هنا "
***********
هذا رائع عظيم انه سبب يجعل جيرالد مارسدن اخيرا يرى طريق الخروج
شعرت رونى بتوتر فى اعصابها الى حد خافت معه ان تنفجر فى اية لحظة كاوتار قيثارة بالغة الشد واخذت تروح وتجئ بين باب الشرفة والبيانو القديم الذى طالما عزفت عليه اثناء طفولتها
ما الذى جرى لتلك الخطوات الكريهة ؟ الساعة السادسة الا ثلثا فلماذا لم يعد بعد ؟
عادت الى البيانو ملقية ابتسامة مطمئنة الى الزائر الصامت الجالس على الاريكة بينما فى اعماقها كانت تتمنى لو تمسك بخناق جيرالد وتقذف به الى الخارج
من حسن الحظ ان العمة لويزا والاخرين كانوا جميعا فى الخارج ولن يلحظوا مبلغ تكدرها لتاخر ذلك النزيل الذى لايصلح لشئ ان اكتشاف العمة لويزا ان ذلك الشاب الظريف والذى تاخذ عنه فكرة ساميه وتضع فيه امالا كبرى ذلك الشاب قد ظهر اخيرا انه لا يعدو ان يكون جبانا كذابا
اهو صوت وقع خطوات ما تسمع ؟ وهرعت رونى الى النافذة نعم ... انه هو ووقفت نصف ثانية تلتهمه بنظراتها وقد زاد توترها لقوة مشاعرها المتضاربةالتى احدثها في نفسها وما لبثت ان تمالكت نفسها
وقالت بسرعة " عفوا ها قد حضر الان " ثم اندفعت خارجة من الغرفة
******************
كان جيرالد قد قطع نصف الطريق الصاعد الى النزل عندما انفتح الباب وخرجت منه صاحبة المنزل المزعجة عندئذ فقط ادرك ان صة مزعجة هى ما يناسبها بالضبط
كانت ترتدى شورت قصيرا وقميصا قطنيا كانت تندفع نحوه وهى تنفث انفاسا ملتهبة ما الذى حدث لها الان ؟
وقفت امامه تعترض طريقه قد وضعت قبضتيها على خاصرتيها " اين كنت ؟ هل تعلم اننى انتظر عودتك ؟"
" حسنا ماذا ..."
" انك تترك عملك فى الخامسة ثم تمضى خمس دقائق فى جمع حاجياتك ثم عشر دقائق اخرى لتصل الى البيت"
اثار جيرالد استقبال صاحبة النزل له بهذا الشكل العنيف لتاخره وكانها زوجته
" كفى ما هذا ؟ منذ متى على ان اقدم اليك حسابا عن وقتى ؟ اننى انام اكل عندك ايتها السيدة ولكننى اجئ كما اريد والان ارجو المعذرة "
واذ ادار لها ظهره غاضبا ليتوجه الى الباب رات رونى باقتى زهور كان يحملهما بيده يخفيهما وراء ظهره
نسيت للحظة غضبها وهى تفكر فى مقدار السرور الذى ستعر به لويزا والسيدة هينكنز
ولكنها ما لبثت ان تذكرت الزائر فى غرفة الجلوس فعادت عيناها تلتهبان مرة اخرى وهى تندفع نحوه تمسك بذراعه بشدة " اياك ان تجرؤ على وضع قدمك داخل المنزل قبل ان اتحدث اليك "
فنفض يدها عنه بسهولة وهو يقول " اه نعم فيما بعد ايتها السيدة "
" بل الان ايها السيد " وعادت تمسك به مرة ثانية
استدار نحوها محملقا بها " اسمعى اننى فى غاية التعب والارهاق من حرارة الجو كما اننى فى غاية من السام"
" حسنا وانا كذلك هل تريد ان تعلم السبب ؟ ساخبرك اذن انت رجل كذاب قذر يا سيد جيرالد مارسدن واذا كان هناك شئ لا اطيقه .."
وازاء اتهامات رونى هذه له اشتد الاضطراب الذى يشعر به واخذ يفكر شاعرا بالحذر فى انها عرفت دون شك لقد ادركت بل ادركوا جميعا وبطريقة ما كل شئ هذا بينما عادت هى تقول بحرارة " انك متسلل كاذب فقد اخبرت العمة لويزا انك عازب غير مرتبط بينما انت غير ذلك ان لديك اسرة اليس كذلك ؟ ايها القذر كما انك هجرت اسرتك انت ... انت ..."
وجعلها ازدياد الغضب لا تعر ماذا تقول فسكتت تنتظر منه انكارا لكى تعود فتنهال عليه بالمزيد من الشتائم
ولكن شتائمها لم تفعل فيه سوى انها اخرسته عن قول اى شئ ومضى ينظر اليها ذاهلا وهو يفكر ... ما هذا ؟ ما الذى جعل هذه المراة تتحدث عن اسرته بهذا العنف
وعندما راته رونى يقف محدقا بها دون ان يتفوه بكلمة صرخت فيه تقول " انت رجل حقير يا سيد مارسدن ويا ليت بامكانى ان ابعدك عن ذلك الطفل المسكين الذى اهملته "
" طفل اى طفل ؟"
لقد استطاع جيرالد ان يتكلم اخيرا وقد اختلط عليه الامر كليا ازاء ذلك الوابل من الكلمات والتصرفات غير المعقولة ولم يستطع ان يفهم شيئا بعد ان ادرك ان سره بقى مصونا اما بالنسبة لكل هذه الامور الاخرى
اهتزت ركبتاه فتهالك جالسا على الدرجات وهو يقول " ليتك فقط تخبرينى بوضوح عما تتحدثين عنه"
" اننى اتحدث عن بيتر مارسدن اتحدث عن ابنك" وكان صوت رونى ينضح بالازدراء وهى تتلفظ بهذه الكلمات
واذ تذكرت البرهان الدافع على ما تقوله والجالس داخل بيتها رات فى هذا الرجل منتهى النذالة وهو يجلس على درجات بيتها ناظرا فى عينيها و...
ومنحها انجار غضبها مجددا القوة على جذب جيرالد وايقافه على قدميه " ادخل الى المنزل يا حقير ادخل وانظر الى ذلك الصبى الصغير واخبره انك لا تعرفه اذا كنت تجرؤ وبعد ذلك يا سيد مارسدن اريدك ان تحزم امتعتك وترحل من هنا "
دار راسه ولم يقاوم دفعها له نحو الباب ابنه ؟ هل هذه المراة مجنونة ؟ ان ليس له زوجة ولا اولاد
فمن هو بيتر مارسدن هذا ؟ ان ليس لديه اقرباء وهو متاكد من ذلك حتى انه لا ينتسب الى اسرة تسمى مارسدن وانما اطلق عليه ملجا الايتام هذا الاسم
دخل الى المنزل ورونى فى اثره ملقيا بالازهار التى احضرها للويزا والسيدة هنكنز على منضدة فى الردهة ثم وقف بباب غرفة الجلوس
نظر الى ابنه المزعوم بعينين ضيقتين وقد خطر له على الفور وبشئ من الاسى ان وجهه هو لو كان مرتسما عليه نصف ما يعتمل فى نفسه من افكار سوداء لما كان مستغربا ان ينكمش هذا الصغير ذو الراس الاشعث بين الوسائد لمجرد رؤيته
اسرع يمر بيده على وجهه وهو يجاهد لاستعادة هدوئه والتخفيف من مظهر التهديد على ملامحه لم يكن من الغضب بحيث يستمتع باخافة الاطفال
قال يخاطب الصبى رافعا اصبعيه بالتحية " مرحبا "
ولكن لا جواب فقد كان كل ما بدا على الصبى على استجابة هو نظرة خوف فى عينيه
رسم على وجهه ابتسامة ثم تقدم وانحنى امام الصبى " اذن انت بيتر "
تردد الصبى لحظة ثم اوما بالايجاب
" هل ينادونك بيت او باى اسم اخر "
تواترت الذكريات المؤلمة فى نفس جيرالد وهو يرى الحذر والكابة المفرطة فى عينى الصبى وهو يهز كتفيه بمزيج من النفى والايجاب الم يجلس هو مثله على كثير من الارائك عندما كان طفلا حيث كان يعتنى به ويحقق معه غرباء كبار لم يكن يعرف او يحب احدا منهم
نعم حسنا ونهض واقفا وهو يحاول تمالك مشاعره ازاء موجه العطف التى اكتسحته فهو لم يكن الشخص الذى يحتاج اليه هذا الصبى وهو واثق من ذلك
" كم عمرك يا بيتر"
اجاب بيتر بصوت خافت " خمسة " قال ذلك وهو يدير عينيه الى يساره حيث جاءت رونى تجلس بقربه
نظر جيرالد اليها هو ايضا واجما وهو يفكر خمسة هل سمعت ايتها السيدة ؟ خمسة .... ان هذا يعنى اننى لا يمكن ان اكون والد هذا الطفل ولو بنسبة واحد فى المليون
" اين والدتك " القى سؤاله هذا وقد تلاشى كل اثر للرقة فى نفسه بتاثير ما اخذ يشعر به من احباط وقهر معظمه يعود الى عدم تمكنه من مواجهة هذه السيدة بالبرهان الذى يؤكد براءته
واجاب الصبى " لا ادرى "
" ما اسمها "
" ماما "
" من احضرك الى هنا ؟"
" جدتى "
" ما اسمها الاخر ؟"
" جدتى فقط "
" واين تعيش جدتك؟"
كان الياس قد جعل جيرالد عديم الصبر مظهرا توترا فى صوته يبدو انه اخاف الصبى وجعل رونى تهب واقفة
" جيرالد هل يمكننى ان اراك لحظة فى الردهة "
اذن فهو جيرالد الان والقى عليها نظرة حاقدة واذ راى تكدرها اخذ يفكر فى انه هو ايضا يماثلها تكدرا
ثم اجابها باختصار "كلا" وعاد يخاطب الصبى وانما بصوت اكثر رقة " اخبرنى اين تعيش جدتك يا بيت "
رفع الصبى بصره على الفور كانتا واسعتين بنيتى اللون ما يتناقض تماما مع لون شعره الاشقر الباهت ووجهه الانمش وساور جيرالد شعور خاطف بانه يعرف شخصا اخر له مثل هذا الشعر والعينين ولكن هذا الشعور سرعان ما تلاشى قبل ان يركز افكاره جيدا على الصورة
قال بيتر " فى ... فى بيستو" وعاد يحدق فى يديه اللتين لاحظ جيرالد شاعرا بطعنة الم فى قلبه بانهما صغيرتان قذرتان وممسكتان بكعكة من نفس النوع المحلى بالشوكولاته والذى كان فى صندوق غدائه هذا النهار
لم تعد النظرة التى القاها على رونى حاقدة عنيفة ومع ذلك فقد كان سؤاله للصبى اكثر رقة " الا تريد ان تاكل كعكتك؟"
ارتجفت ذقن الصبى وهو يهز كتفيه بصمت
فتابع جيرالد كلامه " ان الانسه سايكس هنا تصنع الكعك لذيذا جدا " وعندما تابعت نظراته نظرات بيتر الى حيث كانت رونى تقف راى ملامحها يكسوها نفس الارتباك والرقة ما جعل صوته يتهدج كان واضحا ضعف هذا الصبى وشعوره بالضياع ما كان تاثيره عليها كبيرا هى ايضا
عاد يساله " الست جائعا يا بيت" هز الصبى كتفيه مرة اخرى وتدحرجت دمعة من عينه على الكعكة
عادت رونى تقول وبسرعة " جيرالد ارجو حقا ان تسمح لى بكلمة معك " واذ رات نفور جيرالد من ذلك اضافت تقول "ارجوك"
ودون ان تنتظر لترى ان كان سياتى معها ام لا غادرت الغرفة ما اضطر معه جيرالد الى اللحاق بها
فقال للصبى وهو يربت على راسه " حاول ان تاكل الكعكة وساعود حالا "
****************
ما ان اغلق جيرالد الباب خلفه حتى قالت له رونى " هذا الصبى لا يعرفك "
" انت تمزحين دون شك"
فقالت عابسة دون ان تلقى بالا لتهكم جيرالد البالغ " وبدا واضحا لى انك حقا لا تعرفه وانك حقا لا تظن انك والده"
" ان لدى خبرا لك ايتها السيدة وهو اننى لست فقط اظن ذلك وانما انا لست والده على الاطلاق " رد جيرالد عليها بذلك بغضب وهو يضيف قائلا " هل هذا كل ما جعلك تجريننى الى الخارج "
فقالت مترددة " كلا .... وانما ما اريد قوله هو كيف يمكنك ان تكون متاكدا الى هذا الحد انك فى الثلاثين من عمرك ولا بد انك ... تورطت مع نساء ... اليس من الممكن ...؟"
" كلا هذا غير ممكن "
"ولكن"
" اللعنة قلت لك كلا "
وتخلل شعره باصابعه ثم عاد يقول " اسمعى انا اسف ولكن عليك فقط ان تاخذى كلمتى لذلك وهى ان من غير الممكن ان يكون ابنى هل فهمت؟"
ولكن رغم انه كان يتمنى ان يبقى الامر عند هذا الحد فقد كان رؤيته لنظرات رونى المتشككة ولانه لامر ما كان يريدها ان تصدقه ويكون ظنها به حسنا سمح جيرالد بان يطلعها على لمحة من ماضيه فقال عابسا " اسمعى الامر هو ان امى هجرتنى بعد ولادتى بساعات ولهذا عليك ان تصدقينى عندما اقول لك اننى لا يمكن ان اجنى على طفل بمثل ما جنت به امى على "
ودون ان يلقى عليها نظرة اخرى استدار وهم بالعودة الى غرفة الجلوس لولا ان قالت له بسرعة " انتظر فهناك شئ اخر "
"ماذا"
"المراة العجوز التى احضرت بيتر"
وبخطوتين كان جيرالد بجانبها " هل رايت المراة"
"نعم رايتها ولكن"
" ثم لم تساليها عن اسمها واين تعيش"
" كلا ولكن لو اعطيتنى فقط فرصة اشرح لك فيها "
اطلق شتيمة وحملق فى السقف وقال " هيا اشرحى لى الامر "
" قالت لى ان ليس بامكانها ان تبقى ..."
" هذا معلوم ..."
".... ولكنك ستفهم سبب احضارها الصبى اليك بعد ان تقرا رسالتها ..."
فشهق جيرالد واغمض عينيه وهو يسالها بصبر فارغ " تقولين رسالة اين هى "
سارت رونى الى منضدة فى الزواية التقطت عنا رسالة قدمتها اليه بصمت
فتح جيرالد الرسالة وبعد ان تبادل مع رونى نظرة سريعة عابسة اخذ يحدق فى سطورها
اخذت رونى تراقب توتر شفتيه وهو يقرا كانت ملامحه عابسه لكنها لم تلبث ان تملكها الجمود وهو يرفع بصره اليها مرة اخرى ودون ان ينطق ناولها الرسالة فاخذت تقرا:
عزيزى السيد مارسدن
انك لا تعرفنى ولكنك كنت تعرف ابنتى مارسى كمب وهى كانت والدة بيتر لقد قتلت فى حادث على الدراجة البخارية العام الماضى وتركت لى الطفل لاربيه ولكن حيث انه لم يعد باستطاعتى ذلك فقد حصلت على عنوانك فى روريغون عندما اتصلت هاتفيا بقصر الجزيرة...
القت رونى نظرة مستفهمة على جيرالد " قصر الجزيرة؟"
فجف فم جيرالد " ذلك موجود فى ماين وهو المكان الذى امضيت فيه السبع سنوات الاخيرة" وابتلع ريقه ثم اضاف يقول " هل تعرفين تلك المدينة ؟"
فهزت رونى راسها "كلا"
شعر جيرالد بالارتياح وهو يتظاهر بهز كتفيه بعدم اكتراث وهو يقول " لم تخسرى شيئا بذلك " بينما عادت تتابع القراءة
لقد كانت مارسى وضعت اسم ذلك المكان مع شهادة ميلاد الصبى وقد طلبت منى ان اتصل بك اذا ساءت الامور معى قائلة انك كنت صديقها الوحيد وانك ستساعدنى وهذا هو السبب فى اننى احضرت لك الصبى ..
خفضت رونى يدها بالرسالة ونظرت اليه واذ لاحظت ما يتملكه من كدر رق قلبها له رغم تصميمها على العكس وقالت له " ماذا يمكننى ان اقول ؟"
" لا شئ فهناك المزيد" ودون ان ينظر اليها ناولها الورقة الثانية التى كان يقراها وكانت شهادة ميلاد بيتر
وعلى الفور وقعت عينا رونى على اسم الاب .... الاسم الاخير مارسدن الاسم الاول جيرالد فعادت ترفع بصرها اليه
"هذه تشهد انك والد بيتر "
" اعلم هذا ولكنه غير صحيح "
" لكن"
" تبا لكل ذلك " وشعر فجاة بان السر الذى كان يخفيه بكل عناية قد اوشك ان يفتضح بعد ان وقع فى الفخ لم يستطع ان يحافظ عليه اكثر من ذلك يا للبؤس فليس عليه ذلك بعد ان كفر عن ذنبه
صفق الجدار براحته ثم استدار يواجه رونى وقد امتلا غضبا وياسا ثم سالها بصوت هامس خشن قد امتلا بالوعيد "اتريدين حقا ان تعلمى لماذا انا متاكد من انه ليس ابنى "
حاولت رونى التراجع خطوة وقد اخافتها ثورته
ولكن جيرالد امسك بذراعها يثبتها مكانها " اتريدين ان تعلمى ما هو قصر الجزيرة يا انسة سايكس ؟ ساخبرك الان فاستمعى الى ..."
"كلا" وكانت رونى تهز راسها لا تريد ان تسمع اى شئ بعدما رات فى عينيه تلك النظرة الهائلة من الالم والتحطم
ارادت ان تغطى فمه براحتها لتمنعه من ان يتابع الكلام ولكنها ما ان همت بذلك حتى كان الوقت قد فات
كان صوته اجش مليئا بالياس والكلمات واضحة رغم خفوتها وهو يقول
" قصر الجزيرة هو سجن يا انسة سايكس انه اكبر اصلاحية فى الولايات المتحدة وقد كنت فيه حيث امضيت سبع سنوات "

نهاية الفصل الثانى

احلام عادية 01-03-09 09:37 PM

الله يعطيكى العافية اختى و يسلم ايدك ع المجهود الطيب ده

غــلا 02-03-09 03:40 AM

الرواية روووعه واشكرك على كتابتها
وانتظر باقي الروااااية
مع خااااااااااااااالص شكري

* فوفو * 02-03-09 05:41 PM


الفصل الثالث


جمدت رونى مكانها وكانها استحالت الى حجر وهى تنظر الى جيرالد غير مصدقة كانت واثقة من انها لم تسمع جيدا
واخيرا استطاعت النطق " ما .... ماذا تقول ؟ انك .....انك كنت ....كنت"
" نعم سجين سابق يا انسة سايكس هذا ما قلته لك"
" ولكن لماذا " هزت رونى راسها بعجز
" تهمتى كانت سطو مسلحا وقد حكموا علىبعشر سنوات امضيت منها سبعا وقد اطلقوا سراحى بكلمة شرف بان لا احاول الهرب وذلك منذ حوالى شهرين "
سطو مسلح ؟ يا للهول؟
رغم انها لم تتحرك جسمانيا الا ان شيئا فى داخلها استعاد صورة ذهنية لكلمات جيرالد العنيفة ... صورة هذا الرجل الذى رحبت به عمتها والاخرون من كل قلوبهم واسكنوه معهم .. هذا الرجل يصوب بندقية الى راس صاحب متجر اعزل و
كلا واغمضت عينيها تطرد هذه الصورة المفزعة ابدا لا يمكن ان يكون هذا صحيحا لا يمكن ان يكونوا جميعا قد اخطاوا فى حكمهم على مزايا هذا الرجل
وعندما راى جيرالد ما اصاب رونى من ذهول قبل ان تغمض عينيها فلم تعد تنظر اليه مات شئ فى داخله بينما شئ اخر لم يكن يعلم بوجوده قد انتعش
فقال بهدوء " ها قد علمت الان يا انسة سايكس اليس كذلك ؟ لقد اصبحت تعلمين الان لماذا انا متاكد من ان بيتر ليس ابنى "
لم تجب وببرودة بالغة استدار جيرالد وعاد الى غرفة الجلوس حيث وقف لحظة طويلة يتامل الصبى الصغير الذى كان مستلقيا مكورا على نفسه كلفة الحبال وذلك فى زاوية الاريكة وما زال متشبثا بكعكته التى لم ياكلها
ثم اخذ يسال نفسه " ما العمل الان ؟"
لقد اصبح دون مسكن ياوى اليه ذلك ان جيرالد لم يكن لديه ادنى ك ان رونى ما ان تشفى من الصدمة التى اصابتها وتتمالك نفسها حتى تاتى الى هنا لتريه طريق الباب ... فماذا يفعل بهذا الطفل الذى لا يعرفه ولا يريده؟
لقد كان مدانا سابقا وقبل ذلك كان طفلا وحيدا تحيط به المتاعب فما الذى يعرفه عن تربية الاولاد....؟ حتى ولو بلغت به الحماقة ان يحاول ذلك وهذا ما هو متاكد من عدم رغبته فيه
تملكه شعور بالحيرة والعجز بشكل لم يعرفه من قبل حتى ولا فى السجن ودس يديه فى جيبيه واطلق اهه عميقة
يا لها مشكلة عويصة
اخذ يحدق فى الصبى النائم بعينين ملتهبتين متاملا اهدابه المنسدلة على وجنتيه المنقطتين بالنمش والجسد الهزيل الصغير فى قميصه القطنى الواسع ويديه المتسختين وحذاءه الممزق
تملكه ياس بالغ انحنت كتفاه لثقله بعد ان ادرك فجاة ان ليس ثمة سوى طريقة واحدة وهى ان ياخذ الصبى ويسلمه للمسئولين ماذا امامه سوى ذلك ؟ ان يبحث عن الجدة؟ هذا مؤكد وشخر جيرالد ساخرا ما اسهل هذا .... اذ ليس عليه سوى ان يعرف فى اى مكان تقع بلدة بيستو ثم يقتفى اثر امراة عجوز تدعى جدتى والتى اخر اسم لها هو كمب هذا اذا لم تكن قد عادت فتزوجت شخصا يدعى جونز او اى شئ اخر
يا لها من ورطة
شاعرا بالانهاك متضايقا من العرق الجاف وغبار البناء رفع راسه واخذ يحدق فى السقف تبا لك يا مارسى ما الذى جعلك تفعلين هذا بى ؟
وفجاة اذا به يسمع صوتا اخر .... صوت مارسى وكانه جواب لمحاسبته الصامتة لها ...
كان صوتها يقول منبعثا من الماضى " انك الصديق الوحيد الذى لدى يا موس وانت تعلم ذلك "
كانت حينذاك تزوره فى السجن كما اعتادت بشكل منتظم وكانت هى الوحيدة من بين اصدقائه التى اهتمت بذلك ولا بد ان ذلك كان فى السنة الثانية تقريبا من سجنه
واخذ يتذكر ما كان اجابها به فى ذلك الحين " ما هذا يا مارسى ؟ ان لديك الكثير من الاصدقاء الشبان ... فلماذا تقولين مثل هذا الكلام "
فقاطعته دون لباقة " اولئك يريدون جسدى كلهم ما عداك "" حسنا نعم " واذ شعر بالارتباك لان ما تقوله كان صحيحا نقل نظره الى الحارس الواقف جانبا بجمود ثم الى مجموعة من الرجال كانوا مثله يتحدثون عبر الهاتف الى زائريهم الذين كانوا يجلسون امامهم يفصل بينهم زجاج ضد الرصاص
" اننى احبك يا جيرالد وما كنت لابخل عليك بشئ لو انك طلبت منى ذلك "
لقد جعلته الرقة البالغة وهى تتلفظ بتلك الكلمات جعلته ينظر اليها بحدة ما الذى كان بامكانه قوله ؟ انه لم ينظر اليها قط بتلك الطريقة؟ وانه كان يفضل اتباع الحشمة فى علاقاته بصرف النظر عن تيار الاباحية الذى كان يدور حوله
ومع ان هذه هى الحقيقة الا انها ما كانت لتفهم لو انه قال لها ذلك .... وكيف بامكانها ان تفهم ؟ وهكذا لم يقل لها شيئا كيلا تؤذى مشاعرها والمحافظة على مشاعر مارسى كانت مهمته منذ ذلك اليون الذى دخلت فيه ذلك المبنى الذى كان جيرالد ومجموعته قد جعلوه بيتا لهم
كانت فى السادسة عشرة شقراء فضية الشعر بالغة الظرف قادمة من كالفورنيا كان يعتبرها وكانها اختا صغيرة له ورغم انه لم يكن يستطيع حمايتها من الشبان الاخرين الا انه كان يمنعهم من ان يعاملوها بخشونة وجزاء لع على ذلك اصبحت مارسى بمثابة طل له
كانت قالت له وهى تضع كفها على الزجاج الذى يفصل بينهما " كم اتمنى لو انك لم تصبح هنا " لم تعد فتاة فى السادسة عشرة وكانت الان بالغة النحافة وكان ظرفها ومرحها قد استحال منذ وقت طويل الى مظهر فتاة انهكها الارهاق والاسراف فى الطاقة وكانت تتابع قائلة " انك لم تفعل شيئا تستحق عليه السجن "
" لقد سلبت متجرا يا مارسى"
" ولكن ليس بقوة السلاح يا موس " اذ لم يكن لديك بندقية قط وفى الواقع كنت سمعتك مليون مرة وانت تقول " لا ينبعى علينا استعمال اسلحة ولا عنف وان هذا غباء "
فضحك جيرالد باسى وقال " نعم واظن ان سام وجوى لم يسمعانى "
" ولكن هل فقط لانهما ..."
واذ كان متعبا من مداومة تقليب الامر فى ذهنه مئات المرات من قبل فقد اسكتها عن هذا الاحتجاج عديم الجدوى "المسالة الاساسية هى ان ثمة رصاصة اطلقت على رجل ثم سلب وهذا حسب القانون يجعلنى مذنبا مثلهما وهذه حى القصة كلها فانسيها تماما فانا فى احسن حال "
" احقا فى احسن حال ؟"
" نعم انا بخير تماما " وسكت الاثنان فترة اخذ جيرالد اثناءها يتامل فى زيف ما قاله بينما بدا على مارسى وكانها تستجمع شجاعتها قبل ان تندفع قائلة " انا حامل يا موس "
" ماذا "
فاخذت تبكى " سيكون لدى طفل "
" يا للهول " ووضع سماعة الهاتف من يده وهو يشتم ثم هز راسه وهو يقول لها " انك لم تسمعى ما كنت انصحك به يا مارسى "
وازاء مظهرها المفجع عاد يشتم فترة ثم قال " انك اذن ستتخلصين من الجنين "
فقالت وهى تتراجع الى الخلف " كلا بل ربما ... ربما افكر فى العودة الى كاليفورنيا ولكننى ابدا لن ..."
" لا باس لاباس اهداى فقد كنت اسالك فقط " واذ شعر بالعجز عن القيام بشئ لاجلها ما زاد فى غيظه وغضبه منها لشذوذها عن الطريق المستقيم ومن نفسه لانه لم يرغمها على العودة الى بلدها فى كاليفورنيا منذ سنوات اخذ يحدق اليها وهو ينفخ فى قبضته " اين هو الاب الان على كل حال "
فهزت كتفيها متجنبة النظر فى عينيه
سكتا فترة طويلة قالت بعدها " يا ليتك كنت انت الاب "
فرد عليها ساخرا " نعم هذا صحيح"
" انا لا امزح يا موس فانت اعظم شاب"
انت اعظم شاب
نعم بكل تاكيد وشخر ازدراء لنفسه فما اعظمه الان وهو يقف بعد ست سنوات فى هذا النزل الذى يبعد الاف الاميال من ذلك المكان الذى دار فيه ذلك الحديث مواجها الطفل الذى كانت امه حريصة على ابقائه معها ولكن يبدو انها لم تستطع ذلك وكل ما يريده هو العثور على طريقة يتخلص فيها من طفلها هذا
انك اعظم شاب
واذ عر بالهزيمة والقهر والارهاق الشديد تهالك على مقعد دافنا وجهه بين يديه
اعظم شاب
واطلق ضحكة قصيرة مرة اهو كذلك حقا ؟ ام انه اعظم فاشل اعظم غبى اعظم متورط فى المازق
********************
وفى الردهة استطاعت رونى اخيرا ان تحول عينيها عن باب غرفة الجلوس والذى انغلق خلف جيرالد منذ لحظات لم تكن تدرى ما عليها ان تفعل او كيف تتصرف او حتى ما ينبغى ان تكون عليه ردة فعلها نحو ما كاشفها به جيرالد ونظرت الى ساعتها
كانت السادسة والنصف ما زال باقيا على عودة الاخرين من الحفلة التى ذهبوا اليها نحو ساعتين من حسن الحظ
نظرت مرة اخرى الى باب غرفة الجلوس هل ينبغى عليها ان تدخل اليها ؟ ولكن ماذا يمكنها ان تصنع هناك او تقول لم تكن تستطيع فى هذه اللحظة التفكير
دخلت الى المطبخ وكان باردا معتما ورائحة عشاء الليلة الماضية والذى كان مؤلفا من ملفوف ولحم محفوظ كانت ما زالت عابقة فى الجو فقد كان هذا النهارحارا لا يحتمل ان يؤكل فيه طعام مطبوخ واذ لك يكن موجودا سواهما هى وجيرالد فقد صنعت بعض الخبز الكروى وسلطة تتناسب مع بقايا اللحم من الامس
كانت تتصاعد موسيقى ناعمة من الراديو الصغير الموضوع على منضدة ولكن ما كانت رونى تسمعه هو ما كان يجول فى ذهنها مما كاشفها جيرالد به من امور هائلة
( امى هجرتنى ... بعد ولادتى بساعات .... قصر الجزيرة هو سجن ... سطو مسلح ... حكم عليه بعشر سنوات ... كنت طفلا مهجورا ... مهجورا ...)
كانت حركتها بطيئة متوترة .... فجلست الى المنضدة واخذت تحدق الى صورة تمثل زهورا وفاكهة معلقة فوقها ولكن بدلا من الكمثرى المتالقة بوجناتها الحمراء والكرز الغض وبدلا من الاقحوان المتالق فى اشعة الشمس والازهار كانت ترى مشاهد لطفل تكتنفه الوحدة والضياع طفل يحبو ... وتمتلئ عيناها بالدموع
تصاعدت شهقة من بين شفتيها وانهمرت دموعها على المنضدة وهى تتصور ذلك الطفل وهو ينمو وما زال وحيدا غير مرغوب به ما زال محتاجا الى الاخرين بينما يحاول ان يقوم بتلك الحاجات بنفسه
كفى
وكان هذا الامر قد نطق به صوت عال اجفلت ورفعت راسها
وعاد ذلك الصوت فى داخلخا يساله ... ماذا ستفعلين ؟ ان مارسدن رجل ناضج ومجوم فكفى شعورا بالاسف لاجله ها قد سنحت فرصتك لكى تطرديه
نعم ولكن ... وبدا الاضطراب فى نظراتها واخذت تحدق فى الفراغ وهى تحدث نفسها بانه يحاول ان يبدا حياة جديدة وهى فرصتها للقيام بعمل خيرى ... وهو ان تمنح ذلك الرجل فرصة ثانية فى الحياة ... فهل بامكانها ان تفكر فى سبب افضل من ذلك ؟ وكذلك تحمى طفلا اخر هو بيتر من نفس المصير على الارجح ... الا يستحق هذا اى جهد تستطيع بذله؟
وفى الردهة دقت ساعة جدها الجدارية السابعة ما جعلها تنهض واقفة كانت حركاتها بطيئة تنم عن تعب فى الروح اكثر منه فى الجسم جهزت المائدة لثلاث اشخاص ثم فتحت الثلاجة واعدت طعام العشاء وبعد ان وقفت لحظة تعيد التفكير فى ما هى مقدمه عليه ثم تركت المطبخ
كانت قد حزمت امرها انها ستقدم ما امكنها من مساعدة وبعد كيف يمكنها ان تدير ظهرها لرجل وطفل محتاجين ؟ كلا لا يمكنها ذلك
دخلت غرفة الجلوس دون ان تطرق الباب ثم وقفت بجانب الباب وقد التاع قلبها لمنظر جيرالد جالسا على المقعد ووجهه بين يديه لقد رفع راسه بسرعة حالما سمعها تدخل ولكن رغم سرعته فى اخفاء نظرة الالم البالغ التى بدت ى عينيه الا ان رونى راتها
واذ احست بانه لا يريدها ان ترى ضعفه وما يرتسم على وجهه من مشاعر تظاهرت بتركيز اهتمامها على الصبى فقالت بهدوء وهى تجثو على الارض بجانبه " مسكين هو يبدو ان بردان وجائع لقد وضعت العشاء على المائدة وهو بارد فلا حاجة اذن للاسراع ... ولكن اذا كنت جائعا "
ومدت يدها تزيح برفق خصلة من شعر الصبى عن جبينه تاركة الجملة معلقة وسمعت خلفها ركبتى جيرالد تقرقعان وهو ينهض واقفا من على المقعد المنخفض ثم وقع خطواته وهو يسير نحو النافذة فنهضت هى ايضا والتفتت تنظر الى ظهره والذى كان مستقيما مهيبا وطلبا ايضا
قالت وهى تقترب منه " انا اسفة " كان جيرالد يوليها جانبه ما جعل بامكانها رؤية جانب وجهه والذى كان الضوء المنساب من النافذة يحدد ملامحه بوضوح فبدت لها وكانها قدت من الحجر
" انا اعترف باننى صدمت لما حدثتنى به ولكننى اخذت بعد ذلك افكر فى الامر "
" احقا "
" نعم لقد قررت ان اجعلك تبقى عندنا على الاقل الى ان تتدبر امرك فى هذا المازق "
رات رونى فك جيرالد يتقلص ثم عاد فاسترخى ثم التفت اليها ببطء وقد ارتسمت المرارة على وجهه " حسنا هذه هامة كبرى منك يا انسة سايكس "
فتنفست بعمق متجاهلة تهكمه " نعم حسنا فانا اريد تقديم المساعدة اذا سمحت لى بذلك "
حدق فيها وكانها فقدت عقلها " احقا تريدين ذلك الان ؟ اتظنين حقا اننى لم ار ما شعرت به نحوى هنالك فى الردهة ؟"
" لقد اخبرتك اننى صدمت ومن لا يصدنه خبر كهذا ؟"
" نعم من لا يصدمه ذلك ؟ كل شخص عرفته شعر بذلك "
وتوترت شفتيه
" ارجوك " ومنعها الشعور البالغ بالعطف الذى تملكها من ان تكمل كلامها ورفعت يدها وكانها تهم بلمس ذراعه ولكنه ابتعد عنها قبل ان تفعل ذلك فانزلت يدها وهى تقول " لا بد ان بامكانى القيام بشئ يسهل عليكما اموركما انتما الاثنين"
" انا واثق من ذلك يا انسة سايكس " زنقل نظراته الى الارض ثم عاد ينظر اليها ساخرا " السؤال هو لماذا تريدين ان تفعلى هذا ؟"
فنظرت رونى الى الصبى والذى بدا فى نومه غاية فى البراءة " لاجل بيتر " قالت ذلك ببساطة رغم انها لم تكن صادقة تماما فالحقيقة كانت انها شعرت برغبة كبرى فى ان تسعده هو ايضا

نهاية الفصل الثالث

بنوته عراقيه 02-03-09 06:57 PM

سلمت الايادي على المجهود


الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.