آخر 10 مشاركات
[تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          قلبه لا يراني (130) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة مع الروابط عيدية عيد الفطر المبارك* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          543-الأخت البديلة -سوزان نابيير- قلوب دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )           »          552 - الهاجس - ديانا هاميلتون - ق.ع.د.ن ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : Breathless - )           »          211 - الثمن - جيسكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-20, 03:00 AM   #21

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع
*************
الحياة إضطراب لا أمان..
والآخرة حساب لا هروب..
فبأي شك نلهو به ونتناسى أعمالنا؟!
الدنيا أيامًا تتحالف معك وأوقاتًا تنقلب ضدك..فــهي كالموازين أحيانًا تطفو كفة عن الآخرى وبعض الوقت تتثاقل وتزن الكفة..
ولكن الحق لا يغوص ولا ينغمس يبقى على سطح الأرض والظلم يبقى أثره ليوم الدين..
والعاق من أشد أنواع الظلمات فهنيئًا للظالمين..
وفلتنعم بهناء ورخاء فـلك حساب يوم القيامة!
*************
- هما سعيد ورحاب.
تبدلت الدهشة للـإستفاهم أرتسم على وجهها ثم أستطردت بضيق:
- طب وعرفتي إزاي؟
تنهدت بعمق وهي تتذكر ما حدث مُتشدقة:
- عشان...
وبآخر كلمة طافت لمحل ذكريتها وروت الحكاية بأكملها...
- بص يا علي عايز موضوع محمود ينتهي ومحدش يعرف عنه.
بادر بها "محمود" وهو يحدث صديقه فأردف بغضب عارم بالهاتف:
- أنتَ بتقول إيه...خلاص خلاص أنا جاي وهنتفاهم في الموضوع ده.
وثم ألتفت لــ "يمنى" وغمغم بنبرات أسف وإعتذار:
- أنا بعتذر حصلتلي شوية مشاكل هروح أحلها...والفلوس هتجيلك بكرة إن شاء الله.
هزت رأسها بإبتسامة وقد ولدت مشاعر داخلها جعلتها تتيقن بحدوث أمر ما سيجذب الجميع، وبآخر كلمة ألقاها غادر بعيدًا عن المكان.
- وبس كل ده اللي حصل خلاني أتأكد أنه ورا الموضوع ده.
- طب ورحاب؟
هتفت بها "شيماء" بتساؤل بدأت يتسلل لها ويلعب بعقلها لتنتشلها من تلك الدوامة "يمنى" قائلة:
- ورحاب عشان وقت ما أضرب النار على رحاب أنا ومريم جرينا على وئام وهي مكنتش جت في الوقت ده عرفت إنه هيتقبض عليه لأنه ضرب النار في الوقت الغلط اللي فيه تجمع الظباط وهيعرفوا يمسكوا وبعتت رسالة تقريبا كان مضمونها أن حد يساعد المجرم إنه يخرج من السجن.
- طب وأنتِ عرفتي كل ده إزاي؟
تمتمت بها بتلقائية لترد "يمنى" بثقة طبعت عليها:
- أنا عندي ميزة أنني شديدة الملاحظة وفي أصعب الأوقات كمان عندي سرعة بديهة.
هزت رأسها وكادت تتكلم ولكن منعها صوت دخول "مريم" بقلق:
- أخبارك إيه يا أستاذة شيماء..خدي.
وبآخر كلمة رفعت يدها نحوها تعطيها "كوب الماء" فأخذتها بترحاب وشكر، فأردفت "مريم" بأسف:
- بعتذر كنت بدور على المية ومكنتش لقياها فبعتذر عن التأخير.
أومأت بإيجاب وأطرقت بإبتسامة هادئة وبتفهم:
- مفيش مشكلة ولا يهمك..عن إذنكم لازم أمشي.
وبآخر كلمة غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها بإحكام، تعجبت "مريم" وجلست بجانب شقيقتها تُعدل من هيئتها وتحزم أغراضها حتى يتمكنوا من المغادرة.
**********
- خلصنا يا بشا العملية ومنتظرة تعبي وشقايا بكرة، مفهوم؟
بادر بها "المجهول" فأطرق "محمود" بإيجاب وهو يتحدث عبر الهاتف:
- متقلقش الفلوس كلها جاهزة بس في معلومة وصلتني أن حد من رجالتي أتصاب وهو ياسر...هتعمل فيه إيه؟...المفروض نتخلص منه عشان هيبقى فيه علامة مميزة.
فرك رأسه من كتر التفكير فأستطرد بتهكم:
- متقلقش يا بشا هتصرف في كل حاجة المهم أن الفلوس تيجلي.
أومأ بـإيجاب ثم أكملوا حديثهم عن العمليات التي لم يتم تنفيذها حتى الآن..
**********
أجتازت "شيماء" القسم ودلفت داخله لترى موكب من الأشخاص مُصابين والآخرون موتى...ركضت على جثمان جثمان لترى هل روان معهم أم لا وقلبها ينقبض بشدة ولا تسطيع السيطرة عليه.
أتاها صوت من خلفها وهو يقول:
- بتدوري على روان؟
هزت رأسها بقلق بادر على ملامحها ليُجيبها المدير بحزم:
- روان مماتتش بس في العناية المركزة وحالتها خطر أوي؛ أظنك يا شيماء عارفه أنا هقول إيه؟
هزت بإيجاب وهي تقول ونظراتها لا تبشر بالخير:
- عارفة يا أستاذ متقلقش أنا عرفت المجرمين.
*************
*************
تجهمت ملامحه وهو يقول بنبرة غضب وتهكم:
- مش قولت ألف مرة قبل ما تهاجم أو تعمل أي حاجة تخطط ليها؟
انعقد حاجبي "سامر" فأردفت الآخر متابعًا بكلامٍ سُمٌ كالسيف:
- يعني إيه تسيب جثة واحد من اللي بعتهم وتمشوا؟...أفترض لو عملوا له حاجة وأكتشفونا بعدها بسببه.
هز رأسه "سامر" وهو يقول بنبرات قاتلة تقتل من يسمعها آلاف المرات:
- لا متقلقش يا بشا بخصوص الموضوع ده...اللي مات ده كان شرطي فاسد يعني هيفتكروه ظابط زيهم مش أكثر...ولما سبته سبته عشان حاجة واحدة...تهديد صريح للي أسمها شيماء وهي تلاقيها دلوقتي فهمت الرسالة.
هز رأسه "سعيد" وقال بنبرة تهكمية:
- تمام مصدقك.
- معلش يا سعيد أنتَ ليه أتفقت مع رحاب بقتل التؤام مع أنك وكلت يمنى قضيتك ورحاب كانت عدو ليك.
بادر بها وكانت نبراته مُرتسم عليها الدهشة والحيرة، فأطرق الآخر بإيجاب:
- بص مبدئيا مكنتش هأذي يمنى هي اللي ابتدعتها من نفسها وطلبت تقتل يمنى أنما أنا طلبت أن المجرم يقتل مريم لأن وصلتني معلومات من مكتب خالد بأنها هتعمل إيه؟..إنما رحاب كُنا فعلا عندنا مشكلة مع بعض في موضوع الشركة بس ده مش هيعمل مشكلة أن أحنا نحاول نقتل مين...وزي ما بيقولوا عدو عدوي صاحبي.
حرك رأسه بالموافقة ولكن أستطرد بآخر سؤال لم يفهمه:
- بس برضو مش فاهم ليه عايز تقتل التؤام واتفقت مع رحاب على كده ورحاب هي اللي رفعت القضية؟
تنهد بعمق ثم هتف بنبرات غاضبة قليلًا:
- الموضوع كله مش على رحاب...رحاب حصل مشكلة بينا وأحنا بنساوي الشراكة أتهمتني بالنصب وأنا رفضت رفعت القضية عليا وفي الوقت ده جاتلها معلومات أن شخص تبع خالد هو اللي وقع ما بينا وفي الوقت ده كان المحكمة شغاله فكملنا التمثيلية وبعد اللي عرفته من شخص من مكتب خالد قررت أنهي حياة مريم بالنسبة ليها هي كانت بتكرهه يمنى فبالتالي طلبت بقتل التؤام والراجل بتاعها فشل وهي بعتتلي رساله أنقذ فيها الراجل قبل ما يعترف.
أومأ بإيجاب بعدما أتسعت رقعة مقلتيه وظل هائمًا في ما قاله وقد أدرك حقًا أن تلك العصابة صعب التغلب عليها..
**********
- يلا يا يمنى نمشي، بقالنا كتير هنا.
هتفت بها بعد أن نظرت "ليمنى" وهي تمشي ببطء، فقررت أن تناغشها فأردفت:
- وبعدين يعني أنتِ أُغمى عليكِ مش زي التانيه عرفت بموت أختها أو حاجة زي كده.
حدقت فيها "يمنى" وهي تستشاط غضبًا فأكملت الطريق وهي مطرقة بضيق واضح:
- مريم ده مش وقت ترخمي عليا فيه...أختاري الوقت المناسب.
تبدلت ملامحها من الحيرة للفرح والغيظ فردت على كلامها:
- يعني موافقة خلاص أرخم عليكِ...أوعي تقولي لأ أنتِ قولتيها خلاص.
تابعت الطريق "يمنى" وهي صامتة وملامحها لا تبشر بالخير إطلاقًا ولا تنذر بشئ سوى الشر الذي يتقدح من قسمات وجهها..
**********
وبذلك الوقت تحركت "شيماء" نحو كل جثمان تتعرف على الضحايا.
وصلت لآخر جثة وبدأت بتأملها رأت ظابط شرطة ولكن شكله غريب نوعًا ما، لكن تركته وذهبت للمكان المُراد به محمود..
أمسكت الهاتف وأتصلت بالمستشفى التي تتواجد بها " روان" وأطرقت بهدوء:
-من فضلكم أنا شريكة الأستاذة روان ممكن أول ما تتنقل للأوضة العادية تتصلوا بيا.
هز رأسه أحد العمال وهو يتكلم معها على الهاتف فأجاب بهدوء ورخاء:
-تمام يا أستاذه...إن شاء الله.
بعد إنهاءها لذلك الإتصال ضغطت على عدة أرقام آخرى وبعد سماعها برد الطرف الآخر فتمتمت بخفوت:
-السلام عليكم، معايا أستاذ سعيد.
حرك رأسه بعلامة المــوافـقـة وغمغم وهو يضغط على كل حرف يخرج من شفاهه:
-أيوة أنا...خير.
فأجابت بثقة تخللتها وأكدت على كل حرف تصك به من فاهها بقوة وصوت الصكيك كان واضح:
-طيب أنا الظابطة شيماء..كُنت عايزة نتقابل وأتناقش معاكَ في كلمتين.
تسلل الخوف لعروقه وأظهر مفعوله عن طريق تلجلجه في الحديث فأجاب بحزم شبه مُنتزع:
-مفيش مشكلة؛ في أي وقت..
وبدأت هي بتلو ما تقوله وما تريده وهو مستمع لها ومنصاع.
**********

مر ذلك اليوم بسلام بحلوه ومره...أستيقظت "يمنى"
وكانت تُثاب بشدة ثم مددت جسدها ومن ثم أمسكت هاتفها لتسأل "شيماء" ماذا حدث حتى الآن، وردت الآخرى وقالت بهدوء ما قبل العاصفة بعد الترحيب الذي دار بينهم:
-سألته اللي أسمه سعيد وشكيت فيه كان كلامه عبارة عن خوف وأستنبطت من حديثه على الخوف ده..وطلبت من مديري إني أصدر مذكرة إعتقال له وتتفتش حاجته.
هدأت وتيرة حديثها وكانت تتكلم بإستجهانة:
-مفيش مشكلة يا أستاذه شيماء...طب وأخبار أستاذه روان إيه؟
أنغمست قسمات وجهها في طابق الحزن الذي أحتلها ما إن ذكرت للتو أسم رفيقة روحها فأطرقت بضيق علم له مسلك وذهب إليه:
-روان قالو لسه هيسبوها في العناية المركزة لمدة 24 ساعة وبعدين ينقلوها للأوضة العادية.
أومأت بإيجاب ثم هتفت وهي تحاول أن تُطمئنها:
-متقلقيش استاذة روان هترجع بخير..أنا متأكدة.
-إن شاء الله..نقول يارب.
قالتها بتلقائية فردت بنفس "المشيئة" وثم أغلقت الخط..
نهضت "يمنى" وذهبت للمطبخ لتعد بعض الأطعمة لها هي وشقيقتها وبعد إنهاءها للفطور، ذهبت لــ"مريم" وولجت بالدخل...قامت بإيقاظها وهتفت بمرح وسعادة:
-قومي يا كسولة عندك شغل النهاردة.
فركت "مريم" مقلتيها ثم نهضت وهي تنظر لمنبها الذي يقبع بجانبها أنتفضت سريعًا عن الفراش وخرجت مُسرعة إلى غرفة تبديل ملابسها، وبذلك الوقت علا صوت "يمنى" وهي تقول بضحك:
-طب متلبسيش دلوقتي كُلي وبعدين أمشي.
بادرت "مريم" بنفس النبرة وبنفس العلو والقلق وظاهر بنبرتها:
-لا يا يمنى المدير عايزني ضروري النهاردة ولما هرجع هحكيلك اللي حصل معايا وأحنا بناكل.
أصطنعت "يمنى" الحزن وطبع على صوتها وهي تمتثل ذلك ببراعة أتقنتها:
-خلاص يا مريم خليكِ بتهمليني كده ومش بتهتمي بيا..ده أنا حتى تعبانه ولسه خارجة من المستشفى إمبارح!
خرجت من الغرفة "مريم" مبتسمة على حركات شقيقتها فلثمتها على خدها وغمغمت بضحك:
-يمنى...أنا لازم أمشي دلوقتي...وعلى فكرة أنتِ محصلكيش حاجة ده مجرد أتصدمتي وبس.
وبآخر كلمة ألقتها أغلقت باب المنزل وذهبت مسرعة تركب سيارتها خوفًا من تأخرها ذلك.
**********
أجتازت الوصول للجريدة ودلفت، ثم أتصلت بالمدير وتحدثت ووتيرة أنفاسها لا تهدأ:
-صباح الخير أستاذ خالد...أنا في الجريدة وعرفت من السكرتيرة أن حضرتك مش موجود.
-قدامي عشر دقايق بالكتير وهاجي..يلا عن إذنك.
هتف بها وثم قاد بسيارتها وهو يرتب كلامه الذي سيقوله لــ"مريم".

-------------
بعد دقائق معدودة ولج للداخل "خالد" ثم رمق "مريم" بنظرات وثم دخل الغرفة، وتتبعته نحو الغرفة، أغلقت الباب بإحكام ثم سمح له بالجلوس، بدأ بجملة تمهيدية لما سيتعقب بعده:
-أخبار أختك إيه الأول؟
هزت بإيجاب وتشدقت والقلق يغزوها:
-بخير الحمدلله.
ومن هنا بدأ بسرد ما يقول وما يريد، وتلك الأفكار دخلت عقله بعنوة جعلته يكاد أن يُجن مما فعلته "مريم":
-أنتِ ليه كذبتي عليا يا مريم..الكلام اللي قولتهولي طلع كذب.
صمتت وأكتفت بالنظرات فغلت عروقه أكثر؛ فأردف بغضب:
-ردي عليا.
نهضت "مريم" عن مقعدها وتبدلت ملامحها من الخوف إلى الطمأنينة، فأسطردت بتروي:
-أنا أستقيل يا أستاذ، وورقة الإستقالة مكتوب جنبها سبب الإستقالة...وبالنسبة أنك تدخل شخص بين إثنين وتفتعل بينهم مشكلة دي مش أخلاق حتى لو كانوا مين.
وبآخر كلمة قذفتها غادرت الغرفة وهي تتذكر ما قالته لها "يمنى"...أنغمست بالدوامة لتتذكر شظايا تلك الذاكرة عن الآلام والأكاذيب التي حدثت..
-مريم أعتبر ده وعد عشان اللي هحكيهولك ميطلعش برا...شيماء حكتلي حاجات لازم تعرفيها.
بادرت بها "يمنى"، ثم أردفت بتحذير أخير كان مفهوم من حديثها:
-بس ميطلعش برا نهائي فهماني...شيماء وقع في إيدها شريط تسجيل من واحد إسمه "سامر" هو اللي وشى عليهم مجرد بس بعد ما أدوله فلوس وسجل الشريط وطبعا أتقبض عليه ومحدش عارف مكانه فين عشان العصابة متعرفش مكانه أو بالأصح المنظمة.
تنهدت بعمق ثم هتفت بضيق بادر على ملامحها:
-والمنظمة دي شبه العصابة بس الفرق ان فيها ظباط ميلقش عليهم اللقب ده...ودي منظمة زي ما بيقولوا عالمية مش هيقدروا يوقفوها بس دي جريمة عالمية.
هزت رأسها بإيجاب والصمت محتلها من أكبرها لأصغرها، فأردفت مُتابعة وهي تضغط بأسنانها على كل حرف:
-فهماني يا مريم؟...الموضوع ده ميوصلش لحد.
أومأت بإيجاب وبعد إنتهاءها بقول آخر كلمة غادرت "مريم" وكانت على عجالى من أمرها لمقابلة المدير.

غادرت المكان بإسترخاء ثم أمسكت الهاتف وأتصلت بخطيبها "ياسر" قاموا بالترحيب وإلقاء السلام على بعض، تشدقت بهدوء تحاول التحكم بأعصابها:
-أزيك يا ياسر كنت حابة نتقابل؛ ممكن؟
حرك رأسه وثم أطرق بلا مبالاة:
-مفيش مشكلة، هقابلك كمان ساعه عند الكافيه.
-تمام.
بادرت بها ثم أغلقت الإتصال، وما إن أغلقته سطع على هاتفها اسم شقيقتها يزين الشاشه قامت بفتح الخط لترى صوت صراخ يتصدح من حنجرة "يمنى" وهي تقول:
-مريم خدي بالك عرفت من شيماء أن المجرم اللي حاول يقتلنا طلع إبن عمنا.
أخذت الدهشة ترتسم على وجهها فأجبت بصدمة:
-نعم؟...أنتِ بتقولي إيه؟
فتشدقت مُكملة بسرد ما دُهشت منه:
-أيوة يا مريم...وعرفت أن في حد أتصاب وقت ما حصل مداهمة لقسم الشرطة...روان فاقت وأول جملة قالتها كانت دي وشيماء حذرتني.
هزت رأسها بحكمة ثم أسطردت بهدوء عكس ما تخفيه داخلها:
-متقلقيش خلاص تمام كمان ساعتين وهاجي.

---------------
جلست "مريم" شاردة فيما يحدث وصدمات توالت عليها من البارحة...فأنتشلها "ياسر" في إستكانتها وقال:
-أهلا بيكِ يا حبيبتي، كنتِ عايزاني فِي إيه؟
نظرت له فرأته يعرج أمامها، نهضت بفزع ثم ملست على قدمه وتشدقت:
-إيه ده يا ياسر...أنتَ أتعورت من إيه؟
-لا متعورتش من حاجة مجرد وقعت إمبارح وخلاص، ها كنتِ عايزاني في إيه؟
بادر بتلك الكلمات فإبتعدت عنه وهي تقول:
-كنت عايزة أفسخ الخطوبة ومش هرد على أسئلتك ولا استفساراتك...ممكن بس أروح الحمام.
أومأ لها وبالفعل غادرت صوب "الحمام" وألتقطت هاتفها وهاتفت "شيماء" وقامت بتلو ما حدث..
مرت عشر دقائق ثم أتت إليه مجددًا وقالت بهدوء:
-معلش أنا همشي دلوقتي...وصحيح فِي حد قالي عايزاك فإستناه هنا لغايه ما يجي هو هيشاورلك ويجي.
وبعد إنهاءها لتلك الكلمة غادرت.

وبمنتصف طريقها أتاها إتصال من "شيماء" وهي تهتف:
-خلاص يا مريم أتقبض عليه وهيتعمله تحليل عشان يشوف التطابق ولا وإن شاء الله هيعترف، شكرًا ليكِ أنتِ ويمنى على مساعدتكم دي.
-العفو.
بادرت بها "مريم" ثم أنهت الإتصال وتركت هاتفها على منضدة السيارة وقامت بتشغل موسيقى تُريحهها ذهنيًا..


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-20, 06:48 AM   #22

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
*************
وهي تستمع للموسيقى قطع أريحتها صوت رنين الهاتف التي أنتشلها، تأملته لدقائق لترى أسم مديرها يزين الشاشه.
دقائق..كانت دقائق فقط فكرت فيها وقررت بإنهاء تدفق الأفكار وقامت بالرد، ولأول مرة يرحب بها باردته نفس الترحيب فهتف مُتساءلًا:
- هتيجي أمتى الشغل؟
عقدت حاجبيها وتجهمت ملامحها فأجبت بتساؤل مهد لها الغضب:
- شغل إيه؟
- الجريدة؛ هو أنتِ نسيتي ولا إيه؟!
قالها وهو يحاول إصطناع النسيان، فردت عليه بإجابة غليظة:
- معلش يا أستاذ خالد، سبق وقولتلك وهقول تاني أنا مش هشتغل في الجريدة وليا أسبابي!
أومأ بضيق ثم أطرق بنبرات لم تخلو من الحزن:
- طيب تمام، عن إذنك.
أكتفت بالصمت ولم تبادره السلام الأخير، وبعد أن أغلق الإتصال عادت الأغاني تشتعل بأذنيها...قامت بإيقافها لتهدأ قليلًا...
*******
ولجت لمنزلها وهي تحاول أخذ تنفسها بصعوبة وتهدئة وتيرة أنفاسها، ما إن رأتها شقيقتها وهي تشتعل حتى أتت إليها على الفور، ملست على ظهرها ثم هتفت بطمأنينة:
- مالك يا مريم؟
هزت رأسها بالنفي وهي تستطرد بكذب:
- لا مليش حابة أقعد شوية لوحدي.
أرتسمت على ملامحها التعجب فأطرقت بعدم فهم:
- إزاي يعني تقعدي لوحدك...من أمتى وأحنا مش بنشكي همومنا لبعض؟
أومأت "مريم" بإيجاب ثم تشدقت بنبرة أحتوت على التحذير:
- هقولك يا يمنى...بس توعديني وعد مأخدتش منك تأنيب أو أي حاجة!
هزت بالإيجاب ثم قالت بهدوء وكلام مطمئن:
- حاضر..أوعدك...ها ايه اللي فيكي؟!
وبعد إنهاءها لتلك الجملة بدأت "مريم" بسرد ما حدث لها من بداية مطلع الشمس حتى الآن.
ألقت ما بجعبتها من حديث يُضايق النفس على كاهل شقيقتها حتى تجد لها الحل، وبالطبع "يمنى" لم تسلم من الغضب الذي أعتلاها فور حكاية شقيقتها، حاولت تهدئة نفسها فتحدثت بنبرة شبه عالية:
- طيب يا مريم...مش هنكر أن معظم اللي عملتيه غلط، بس ده حقك طبعا..خلاص الموضوع أتحل وهيجيلك شغل بإذن الله اليومين الجايين بس أنتِ محتاجة راحة شوية عشان تستعيدي نفسك.
أومأت بإيجاب ثم أطرقت بخفوت وهي توجهه ناظريها لأختها:
- تمام يا يمنى، عايزة أطلع شوية أقعد في أوضتي أستريح فيها.
بعد إلقاءها لذلك الكلام أبتعدت قليلًا عنها ثم تحركت هي نحو غرفتها التي تكمن فيها الراحة النفسيه بالنسبة لها...
*************
سطعت الشمس عليهما، أستيقظت "يمنى" بنشاط وذهبت لغزانة ملابسها تستعد لعملها، بينما "مريم" أستيقظت ونظرت نحو الساعة كادت أن تنهض ولكنها تذكرت للتو بعدم وجود وظيفة لها..فعادت النوم مرة آخرى مُستسلمة للإرهاق الجسدي...
أستعدت "يمنى" وكادت أن تغادر فتذكرت أن "مريم" مازالت نائمة..
ذهبت لها وقرعت الباب عدة مرات ثم دلفت، حاولت أن تُقيظ شقيقتها عدة مرات ولكن أبت النهوض..تركتها كما تريد وغادرت هي..
وهي كانت ذاهبة لعملها علق معها شقيقتها التي تبدو ظاهريًا سعيدة وبالفعل تعيسة.
ذهبت إلى مكتبها وبدأت بفتح القضايا التي عليها وقرأت بضعة سطور...ثم توقفت...لا تستطيع تحضير عقلها وأفكارها المتُشابكة تقودها نحو جهة واحدة...شـقـيـقـتـهـا!

عادت بالطبع إلى المنزل ورأتها لا تفعل شئ سوى المشاهدة على التلفاز...تركتها ثم ذهبت إلى المطبخ لتناول شئ.
وعندما تناولت ما تريده عادت لموضع "مريم" رأتها لم تكُن موجودة...علمت على الفور بأنها صعدت لغرفتها.

مر ذلك اليوم بسلام وتعقبه اليوم الثانِ ثم الثالث و"مريم" تأبى النزول أو التحدث إلى أحد..
بنهاية اليوم ولجت "يمنى" لغرفة شقيقتها ثم ألقت جملة كانت بجعبتها وغادرت، وكأنها تورطها بالأمر ثم تركض:
- مريم بكرة تكونِ مستعدة الصبح عشان هتروحي للشغل بتاعي..
أرتسم التعجب على قسمات وجهها وكادت أن ترد لكن غادرت "يمنى" بقدر ما أوتيت من سرعة..

جاء اليوم الرابع ولم تستيقظ "مريم" من الخمول دلفت عندها "يمنى" وقامت بالصراخ عليها حتى أستيقظت بفزع فأطرقت شقيقتها بلؤم:
- على فكرة أظني قولتلك تجهزي نفسك النهاردة عشان الشغل..ويلا أجهزي دلوقتي عشان منتأخرش.

أنتفضت "مريم" من موضعها وذهبت على الفور لخزنة ملابسها وقامت بإرتداء أول ما قابلها.
أنتهت من ملابسها وبتجهيز نفسها ثم ذهبت لشقيقتها التي تنتظرها بالأسفل...
تحركت مع شقيقتها نحو عملها وبدأت "يمنى" بترتيل ما ستقوم به من ملفات وإدارة القضايا!
بالفعل أنصاعت لما قالته لها أختها وبدأت بتنفيذه.

وظلت تذهب مع أختها لعملها يوميًا حتى شعرت براحة غمرتها وطافت بها وبكل تنهيدة أتتها رفعت عنها ثُقل الأيام التي مرت بها.

*************
- على فكرة يا بشمهدنس التؤام دول اللي يفكر بس يقرب منهم يلفقوا له قضية زي ما عملت مريم مع خطيبها ياسر اللي اتهمته بحاجة وأتحبس..فنصيحة أبعد عنهم عشان هما واصلين.
بادر بها أحد الأشخاص وهو يهمس للآخر، فرد الثاني عليه بخفوت يكاد أن يُسمع:
- لا متقلقش خالص من الناحية دي أنا مظبطها...ومصير التؤام يقعوا في يوم من الأيام والأيام قربت تيجي عشان يعرفوا بس أن حركاتهم دي ممكن تموتهم في أي وقت.
أومأ الآخر بإيجاب ثم أسطرد بنهم وإقتضاب:
- بس هتنهي حياتهم إزاي...أو هتقربلهم حاليًا إزاي؟
نظر له الثاني نظرة ذات مغزى فأطرق بهدوء ما قبل العاصفة:
- متقلقش أنا مخطط كله وكل الأمور جاهزة، أنتَ تسمع كلامي وبس.
هزت رأسه وأكتفِ بما قاله الآخر...وظل يفكر ما هي الألاعيب التي ستجعلهم يقعون ولن ينهضوا!

****************
في يوم ما عاد التؤام من عملهما ودلفا للمنزل، ظلوا يتضاحكون وأصواتهم تتعالى نسبيًا، وبدأوا بإعداد الطعام حتى تذكرت "يمنى" بأن هناك ضيوف قادمة بعد ساعة وقد نسوا تمامًا بالموعد فهتفت بقلق ونسيان:
- ياربي نسيت أننا عندنا ضيوف جاية النهاردة.
وبآخر كلمة وضعت يداها على جبهتها تستشعر الضيق، أتاها الحل في بضعة ثوانِ، بينما "مريم" حاولت إيجاد حل للمشكلة، أطرقت "يمنى" بالحل بسعادة عارمة:
- عرفت الحل.
قطبت "مريم" جبينها وحاولت إستمداد الفكرة منها فهتفت تحاول أخذها:
- طب إيه هي؟
تمتمت "يمنى" بخفوت وبلهجة آمرة أحتوت بكل كلمة في جملتها:
- بصي هنجيب أكل جاهز من المطعم اللي جنبنا، والشقة هنرتبها أنا وأنتِ وفي الآخر هتروحي تجيبي الأكل أنا هتصل بيهم أبلغهم الطلب.
أومأت بإيجاب وصارت الفتاتان بتنفيذ الخطة، قاموا بترتيب كل إنش بالمنزل بينما "يمنى" تحدثت مع المطعم وأبلغتهم بالطلب..

مر حوالي نصف ساعة حتى عاود الإتصال المطعم مرة آخرى ليخبرهم بتم تجهيز الطعام..شكرتهم "يمنى" وقامت بأمر "مريم" الذهاب لهم..
قامت بتجهيز ملابسها وأرتدته وغادرت المنزل ذاهبة للمكان المراد به..
وكان المطعم يقبع الجهة الآخرى من منزلهم، تخطت حاجز السيارات وذهبت إليهم، أخذت الطعام وأعطتهم النقود، أتاها رنين الهاتف الذي يُعلن عن إتصال من شقيقتها، وما إن فتحت الإتصال صرخت "يمنى" بأذنها، فردت "مريم" بتشتيت وعدم إنتباه:
- حاضر أهو أنا جا...
بتر كلمتها سيارة دفع رباعية تقريبًا قامت بدهسها بين فرامل السيارات وما تبقى منها كان صراخها الأخير التي سمعته "يمنى" وحاولت أن تستمع لما يقوله البعض ولكن لم تستطع فــقد قطع ذلك الإتصال أرطمام الهاتف على الأرض، تركت "يمنى" ما بيديها وأرتدت شئ ما يُغطيها وخرجت للخارج لترى شقيقتها...
بينما هي سقطت على الأرض ولم تعد تسمع ما يقولون وما يتشدقون به آخر فعل سمعته كان صراخ شقيقتها الهستيري بها عندما تأخرت عشر دقائق فقط...


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-20, 11:08 PM   #23

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي تنبيه + الفصل التاسع

التنبيه آخر الفصل

الفصل التاسع
**********
سقطت القلوب من مستقرها ودمعت العيون من قلقها..
تلك كانت حالتها...كادت قدميها لا تنصاعان لها وتتهاوى..لكن تمالكت نفسها...وتثاقلت على جسدها ثم نظرت تجاه السيارات وقامت بالمرور لتفقدها..
ركضت نحوها والجميع إبتعد عنها بينما هي لمست على وجه شقيقتها..ظلت تصفعها أكثر من مرة ولكن لا حياة!

نقلوها بسيارة الذي أصطدم بها وكانت هي مواكبة لها...عروقها كانت تضخ نارًا متأجج بين شظايا الضلوع يتلوى ويتململ بكثرة أثر التعب والصدمة التي أتتها.

بعد مرور دقائق ذهب الرجل لأحد عُمال المستشفى للإغاثة..بينما هي إنهمرت الدموع ولم تترك بل فاضت أكثر لتتربع على وجهها ويصطبخ بلون الدماء..!
مضت فترة وجيزة ثم جاءت عدة مرات بعربة مُتنقلة -ترولي- ثم فتحوا السيارة ونقلوها منها لغرفة العمليات، فِي تلك اللحظة قاموا بتحريك العربة ويتهامسون أمامها ويقومون بجرها معهم، كانت كالروح الذي غادر الجسد وأصبحت جامدة كالثلج..
أجتازت غرفة العمليات معهم وبدأت بتنفيذ مهمتهم...إنــقــاذ إنــســانــة!

تخطى حاجز الساعتين، ويداها تتصبب عرقًا مُقارنٌا بجبهتها التي كانت تنتصب شلال من المياه.
خرج طبيب العنايات ثم توجه لها وهي كانت وحيدة لا أحد معها؛ فأطرق بإيجاب أشتمله وطاف به:
- أنا الدكتور حازم.
أومأت بإيجاب ثم أستطردت بترحاب يليه حديث:
- أهلًا يا دكتور...كُنت عايزة أعرف أخبار أختي إيه؟
حرك رأسه عدة مرات وهو يحاول تكوين جملة مُتشدقًا:
- أختك بخير الحمدلله...بس..
ثم قهقهه بإضطراب مما أزاد إرتباكها وقلقها وأردف:
- بس أختك مش هتعرف تمشي حاليًا...جالها شلل مؤقت كل اللي عليها تستمد قوتها من العلاج الطبيعي.
صُعقت مما قيل لها، صدمة ما لا بعد صدمة..تؤامها لديها شلل!
أحيانًا يفرض الواقع علينا مشكلات والمطلوب منا بالإنصياع تجاه تلك الأزمات ثم التفكير في حل ينتشلنا من تلك الصعاب!
حاولت تهدئة وتيرة صوتها ولكن لا مفر...الصوت يتضخم...الأنفاس تتهدج...الرياح تعصف بقلبلها...تحاول هدهدته..ولا فائدة من عاصفة قادمة ستحول أرضها لسراب!

عادت لدوامتها مرة آخرى لتقفز عند أذنيها كلمة "شلل" ويبدأ العقل إرسال الأمر..."الإغماء".
وبالفعل أرتمت أرضًا لا تشعر بمن يحملها ومن يقيس نبضها...ومن يحاول إيفاقها...!

- هي دي الأمانة اللي أنا أمنتها عليكِ...تهملي أختك..تزعقيلها طول الوقت وتصبر!....تهينيها في كل زمن وبتسكت!...وصلت إنك تلهيها وهي بتعدي الشارع عشان تتخبط!!....عرفت فعلًا أنك مش أختها...مش تؤامها!
بادرت بها والدتها، أنسابت مقلتيها بالبكاء وصارت المياه شلال يهطل من عينيها بينما أمها تنظر لها بتأنيب ضمير فأضافت على حديثها ولتكمل كلامها بسوط يصفع بقوة عند سماعه:
- يا خسارة يا مريم عندك أخت زي كده!
تخشمت وتيرة صوتها وهي تحاول تتوسل والدتها ألّا تقول ذلك:
- يا ماما أسمعيني...والله مكنتش أعرف...متقوليش والنبي إني مش أختها...أنا تؤامها وهي عارفه كويسة أن أنا بحبها عمري ما أكرها أو أغير منها في يوم.

ظلت تهز رأسها نافية وتحدق بها بنظرات ذات مغزى، ثم أطلقت ضحكة مريرة تصاحبها:
- أنتِ مش أخت مريم!
تقاذفت البراكين وهي تشتعل داخلها وتعتمر فتركت عبارتها تتكون أمامها كحبال تحاول خنقها...بينما هي تصرخ...لا تصدق تلك الأكذوبة...تبكي...تجهش...ولا تريد تصديق ذلك...!

- آنسة يمنى...أهدي شوية.
هتف بها الطبيب وهو يحاول هدهدتها..ظلت تململ في الفراش وهي تنازع ذلك الكابوس الذي أحتل عقلها، نبضها في حالة تزايد مستمر...يبدو بذلك أنها تصارع الحلم مرة آخرى...تبللت جبهتها وتعرقت يديها...قاموا بمحاولة تهدئتها مُصاحبةً بإيفاقها...تحريكها على الفراش حتى تستيقظ..
بالفعل نجحت محاولتهم وهدأت كليًا..هتفت الممرضة بإبتسامة قفزت على ثغرها ومقلتين سعيدتين:
- حمدلله على السلامة آنسة يمنى.
أومأت بإيجاب وبهدوء مُصاحب لشخصيتها، تأملت الغرفة بعناية فائقة حتى راودتها الذكرى الآن...تهجمت ملامحها..أشتدت قبضتها وهي تقول بغضب متفاقم وقلق تسلل لجسدها وأستوطن قلبها:
- مريم فين؟...قوليلي مريم فين؟
وبآخر كلمة نهضت عن فراشها، دفعتها الممرضة لموضعها ثم تشدقت محاولة تبريد قلبها:
- الآنسة بخير هتخرج بكرة أو بعده بالكتير لما الدكتور هيحدد ميعاد الخروج...فكري دلوقتي بنفسك.
هزت بإيجاب، ألتفتت الممرضة للطبيب الذي يوازيها فأستطردت بعملية وأنجلت الإبتسامة الصناعية وخطا حديثها دون اللجوء للنظر لها:
- ده دكتور باسم..
وبعدما ذكرت إسمه؛ بدأ بإسترسال كلامه دون أن يلقي بالًا بما تشعر به "يــمــنــى"، إضطراب حاد يتدفق لجسدها قشعريرة تأخذها في جولة لتعلمها أصول التعب والإرهاق بمراحله...وبالأخير كانت تقيس لوعة فؤادها...تلك الخصلات تجمعت بها وهي غارقة بعالم آخر لا يوجد به حياة..واقع...مصائب...تعب...حزن. ..لا يوجد بذلك العالم سوى هي وتؤامها..
كانتا معًا..بدأتان بالكثير من ثرثرة وكلام كثير يتفاقم من شفتاهم...لكن أذنيهما أتسعت لتسمع بعضهما فــقـط..إنه لحلم لذيذ..شعور مفعم بالحياة..لم يتبادلا الحديث لوقت طويل فقد غادرت إحداهن عن ذلك العالم عندما أنتشلها الطبيب يحاول إيقاظها من ثباتها..."السرحان" كما يدعون...
عادت لطبيعتها وأستمعت لما تفوهوا به ثم غادروا، عادت لشرودها محاولة الإجابة عن ذلك التساؤل الذي أحتل باطنها...شقيقتها أُصيبت بشلل...ما الأمر في ذلك؟...ما الداعي لجميع ذلك؟!...إغماء...كوابيس..شرود جراء فقط معرفتها بإصابة شقيقتها بشلل؟!
إنه حقًا لغز محير....

*************
- نفذت المطلوب؟
هتف بها بتلقائية "المتصل" ليجيبه الآخر بعد قهقهه دامت لمدة:
- أيوة يا باشا...طلباتك أوامر..
أومأ بإيجاب ثم تشدق بعنجهية:
- فلوسك هتوصلك على بليل مع واحد إسمه عامر.
-تمام يا باشا.
تمتم بها بتلقائية فور سماعه لتلك الجملة ثم أردف بخبث:
- وعلى فكرة أنا موجود في أي وقت تحتاجي...قتل..نصب..سرقة..تلفي� � تهم أنا شغال تلاقيني فوريرة.
أطلق ضحكة رنانة تسارعت لمسامع الآخر مُصاحبًا بحديث أعتمر بداخله مزاح وضحك:
- أنا واثق فيك متقلقش..هطلبك لما أعوزك.
وبآخر كلمة أغلق الإتصال ثم أضاف مُتابعًا:
- آخر أيامكم قربت تيجي...العداد بيقل!...والروح حتخرج بعد اللي عملتوه!
ثم أطلق قهقهه مرتفعة نسبيًا يكمن بها الغل والحقد الذي ساوره منذ شهور وسنوات!

**********
نهضت "يمنى"وغادرت غرفتها، ذهبت للطابق الأول وسألت عن شقيقتها، أجابت إحدى الممرض برقم الغرفة، وما إن قالت الرقم تركتهم "يمنى" وذهبت.
وصلت للغرفة المراد بها، كادت أن تدخل ولكن ممرضة مارة في الطريق أوقفتها متشدقة بلهجة تحذير وتنبيه:
- أستاذة ممنوع حد يدخل للمريضة الدكتور لسه مقالش أمتى حتعرفي تقابليها أو تمشوا.
أومأت بإيجاب وقد كسا الحزن ملامحها، أنفلت قطعة من أحديثها وهي تقول لها:
- طب ممكن أعرف فين شنطتي وتليفوني.
هزت رأسها الآخرى ثم أسطردت بهدوء وكان يحتوي على سؤال:
- فين غرفك وحقولك مكانها؟
دلتها على الغرفة وذهبت مقابلها لرؤية أشيائها، بينما قلبها يتصارع ومضطرب...لا تعلم ماذا يحدث فيه...!

*************
دلف أحد الأطباء الغرفة وكانت بيديه بضعة أدوية ومنهم حقنة يحتوي داخلها مادة غريبة..
أقترب من المحلول المعلق للمريضة ثم وضع الأدوية على المنضدة وتبقت الحقنة وضعها نحو المحلول وقام بإفراغها فيه، ثم غادر دون أن يحمل ضميرًا لما سيفعله بتلك المريضة!!

وإن سألوك عن ضمير حي يتغذى على البشر ويؤنبهم قل لهم كلمة...قُل أن الضمير مات وهو قاطن معكم..
قتلتوه بأبخس الأشياء...وبدم بارد لم تشعروا به...
لا تسألوا عليه...هو يولد معنا لكن يموت ثم يدفن بأيدينا الملوثة...جراء ما نفعله مع البشرية..
البشر يستحقون...ولكن الرب يعاقب ليس نحن!!
إن كان لديكم ذرة قلب واحدة أو إحترام؛ أعلموا إنه يجب عليكم الحفاظ عليها؛ فهي كل ما تبقى لكم كي تنعموا برخاء....

أزيكم انا عارفه اني منزلتش اخر 10 ايام من رمضان عشان كان عندي امتحانات وفوقيهم اخر 10 ايام بعتبرهم ايام مقدسة مش بنزل فيها حاجة ولا بكتب فيها حاجة وفي العيد طبعا أنشغلت في امور العيد
الرواية فاضلها قليل وهتخلص
هتنزل كل إثنين وخميس الساعه 2 بليل انما النهاردة عربون محبة وإعتذار
رأيكم ❤️


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-20, 04:21 AM   #24

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر
**********
نبضات القلب تقل، صفير الجهاز يطلق إنذارًا بمرور أزمة على المريضة..
تسارع الأطباء يتهافتون عليها، فقاموا بترحيلها لغرفة العمليات.
وبينما كانوا ينقلونها يقيسون ضربات الفؤاد ولكنه يضطرب بمؤشر عالٍ.
دلفت للغرفة حتى يبدأوا بإقامة عملية مرة آخرى لمعرفة السبب!
بذلك الوقت تحديدًا أنتشر الخبر لمسامع الجميع وخصوصًا "يمنى"، كانت تمكث فِي غرفتها تُجهز إجراءات الرحيل، عندما أستمعت لذلك الخبر هرولت لتؤامها وعندما أجتازت الوصول للغرفة منعوها من الولوج، حاولت تهدئة وتيرة أنفاسها لكن تسلل القلق لها كــتسلل العدو لشواطئ البلاد، وزحف الخوف يستبطن أوصالها، دقات الروح تسير على مهل كأنها هي التي تقبع بداخل تلك الغرفة، روحان إندمجا ثم تشكلا ليغزوا ذلك الجسد الذي هناك..
لا تستطيع التنفس...كيانها يتململ من كثرة التعب..

ساعة...
ساعتان...
وهي تتدور بأفكارها دون توقف.

دقيقة...
إثنتان...
حتى يخرج أحد من العدم ويأتيها يملس على خصلاتها..
وبرد فعل معتاد أدارت تلك اليد وكادت أن تبتلعها، ثم أطلقت بصرها تتفقد الذي جرأ بفعل ذلك، إنه هو...إبن عمها "طارق"، أنتفضت بفزع ثم أخرجت ما كان داخل كمها* وغضب بــباطنها بأقوال غير مُهندمة:
- أنتَ...أنتَ بتعمل إيه هنا؟...أقصد إيه اللي جابك دلوقتي ما كان من زمان...أقصد من بدري...
وضعت يدها على رأسها بتأنيب ثم أردفت بنفس النبرة:
- عايز إيه يا طارق؟
- بطمن على قريبتي؛ فيها حاجة؟
أخرج ما كان بداخله، فأزدادت إشتعالًا وصاحت فيه بقوة غرزت بخلاياها:
- طارق...عايز تفهمني إنك جاي تطمن وخلاص؟!
تلعثم...جاهد بإظهار القلق لإقناعها، لكن لم يفلح معها، فأسطرد بنفس الطريقة:
- حاضر حقولك إيه السبب...أنا كُنت حتصل بيكم أطمن عليكوا لقيت أمي بتقولي مضايقة منكم عشان لما راحتلكم البيت ملقتكوش وأتحرجت بسببكو..

إنه يضغط عليها يحاول إستنفاذ جميع طاقتها وهي لا تريد ذلك، يفكك ثباتها الإنفعالي...بينما هي لا تبالي بصعوبة، تشدقت بلهجة غريبة حتى هي تعجبت منها:
- تمام يا طارق تشكر...قول لمرات عمي كتر ألف خيرها إنها سألت علينا، عن إذنك.

وبآخر كلمة ألقتها غادرت، تاركة إياه فِي حيرة...ما بين الماضي والمستقبل نشأ هو، يعشق حب التطلع والنهوض بنفسه لكن هناك أغلال تُقيده...تذكره بما حدث لأخيه فؤاد...تلك القيود المــاضــي!
وُلد بوسط أسرة طامعة بنقود العائلة بأكملها من أكبرها لأصغرها...وهو كان الشخص الوحيد الذي نشأ دون أن يكن أي حب للمال، حتى تأتي حادثة تبرهن عليه بأن يكون قاتل...مقتل أخيه.
أنتشل نفسه وطاف بصره حول مقعده لم يرى أحدًا، هو والرياح يتقابلان ليطلق عنان التعب والإجهاد في هبوبها!
نهض من مقعده ثم غادر ببساطة، يحاول ألّا يفتح شقوق الماضي لكن الذكريات من تأمر...ونحن من نُجيب!

------------
جلست بمكان آخر قريب من باب الغرفة، لتطمئن على شقيقتها وتهدأ قلبها، بالفعل خرج الطبيب ليأتي لأول شخص أرتبك...وأحتل القلق قسمات وجهه...شقيقتها.
تبسم أمامها وحاول هدهدتها بكلام هادئ يُطيب الخاطر:
- أختك بخير، متقلقيش يا آنسة.
عقدت حاجبيها بتساؤل تسارع لعقلها فتشدقت به دون أن ترتبه:
- هو إيه اللي جه لأختي؟...أقصد ايه اللي غيرها...يا ربي.
وضعت كفيها على جبهتها جاهدة بتهدئة نفسها ليرنو هو مُجيبًا على سؤالها الذي يمكث بعقلها:
- متقلقيش يا أستاذة...المريضة جالها في الدم مخدر...المخدر ده بيقلل دقات القلب وشكل حد أداه ليها بشكل كبير وخطر كان هيوصلها لحالة ميئوس منها في العلاج...بس الحمدلله تفادنا الخطر وهي بخير.
أرتسم التعجب على وجهها فغمغمت بضيق بادر على ملامحها:
- وده حصلها إزاي؟

تمتم بخفوت يبرر ما حدث منذ ساعات:
- اللي حصل بالظبط أن ممرضة حطت جرعة أكثر من المعتاد وبدون مقاييس فحصلها كده.
تبادرت فكرة على ذهنها تحاول إقتلاعها ولا يوجد فائدة، فإضطرت بالجهر بها:
- يعني يا دكتور مش شاكك أن حد حاول يقتلها؟
هز رأسه بالنفي فقال بعقلانية وعملية:
- لا يا أستاذة...لو كان عايز يقتلها، كان خد سم من الأوضة اللي جنبها ودثها فيها.
أومأت بإيجاب، وإجابته كانت كفيلة بإقناعها، فردت عليه وهي تعتذر بشدة:
- طب معلش يا دكتور آخر سؤال، ممكن؟
هز رأسه محاولًا بثها بالإكمال وقول السؤال، أردفت بهدوء وبترقب منتظر منذ البداية:
- طب يا دكتور أختي هتخرج أمتى؟
تمعن النظر لها، ثم تشدق بلا مبالاة:
- كانت فِي البداية هتخرج بعد بكرة، بس دلوقتي لازم نستنى لغاية ما تفوق ونحدد ميعاد لخروجها.
تفهمت ما يقصد به، وبعدما أنهى حديثه غادر.

تلفتت تجاهي اليمين واليسار حتى تتأكد بعدم وجود إبن عمها، بالفعل صدقت نوايها ولم تراه موجود، تخشمت ضحكتها عندما تذكرت آخر مرة تلاقوا فيها هي وأسرتها مع أسرته، كانوا سعداء والمرح تسابق لثغرهم ليرتسم أجمل إبتسامة عهدتها دومًا، أنغمست بتلك الذكرى مُحاولة إزاحة الحزن منها...

**********
- هي أتأكدت إنك جاي تطمن عليها وخلاص ولا فضلت شاكة فيك.
بادر بها الشخص الذي يقابله، فأجاب بثقة كادت تصل على حافة الغرور:
- أيوة ومشكتش في حاجة.
فسأله الآخر سؤال يحتوي على توكيد:
- متأكد؟
أومأ بثبات إنفعالي، فأردف الآخر بقلق...يشعر بوجود خطب ما بكلامه:
- أنا كُنت غلطان إني قولتلك تروح ليهم، كان الأفضل يروح حد غيرك.
تعجب "طارق" مما قاله، فرد عليه بحيرة وتردد:
- ليه؟
ضرب كفه على جبينه بعصبية مفرطة ثم أجاب:
- عشان أنا غبي إني سمعت ليك، كان ممكن حد يروح بدالك عشان ميشكوش في حاجة، تلاقي دلوقتي هي شاكة فيك.

نفى ما قاله بغرور ظهر الآن ثم تشدق بإنتصار:
- لا متقلقش...لما أقولك مشكتش في حاجة تبقى تصدقني.
جاهد على إصطناع ذلك التصديق، فأضاف الآخر بتروي:
- ها...إيه اللي هنعمله بعد كده؟
- أصبر على رزقك.
هتف بها بتلقائية ليتفهم الآخر ويحل محل شفاهه الصمت التام.

**********
- أيوة يا أستاذة يمنى...متقلقيش كل حاجة بخير...لا متخافيش الموظفين كلهم بيشتغلوا بنشاط وكإنك موجودة معاهم.
قالتها "نور" وهي تحاول تطمئانها، ثم أردفت متابعة:
- متقلقيش يا أستاذة حكلم قرايبك اللي كُنتِ مستنياهم وأبلغهم أعتذارك...حاضر يا أستاذة....أي خدمة تاني؟
أغلق الهاتف بإريحية، نظرت عبر كاميرات المراقبة لتتأكد أن الجميع يعمل بحيوية، أمسكت الهاتف وبدأت بتتفيذ ما تشدقت به مديرتها..

أثناء إنجازها للمهام دون أن تلقي بالًا بما يحدث، صدح صوت صراخ يملأ بأركان المكان..
مُداهمة أشخاص مُغطاه الوجه يهددون كل من يتحرك، عند نظرتها عبر الكاميرات تخفت بمكان ما وحاولت طلب رقم مركز الشرطة، أستجابوا لها إبلاغت عن الأمر لكن قبل أن تغلق الهاتف رأت أحد يتجول بالغرفة ويعبث بأغراضها، كممت فاهها بينما مقلتيها تذرف كشلال لا يريد التوقف..
تجول شخصان من العصابة بالغرفة تحدثا معًا..ظلوا يلتفتوا حول المكان ولم يجدوا أحد.
كادوا المغادرة حتى سطح هاتفها عن إعلان إتصال من قبل أقارب مديرتها..
أرتفعت دقات قلبها...ثم جهشت بالبكاء وهم يركضون تجاهها...أمسكوا بها..ظلت تعتذر...وتعتذر ولا محل للإعراب!
جروها خلفهم أشتدوا بقبضتهم على رأسها وهي تصرخ...تخرج ما بجعبتها ولا محالة!

------------------
*كمها: تجويف فمها.


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 02:55 AM   #25

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر
*************
تتوسلهم بلا رحمة ولا تحتوي قلوبهم بالخير..
جروها خلفهم ثم أمسكوا هاتفها وعبثوا به حتى رأوا الرقم المراد..
أخذ الهاتف واحد منهم وتحدث مع الرقم المطلوب والباقي يراقبون الرهائن..
تحدث أحدهم بشجن:
- أزيك يا أستاذة يمنى، مكنتيش متوقعة أننا حنفذ التهديد...ده مجرد قرصة ودن تدينا اللي عايزينه حنسيب مكتبك وكل الناس اللي فيه...
أنذهلت مما جرى..بل زادت دقات قلبها لتهتف بقلق ظاهر:
- عا..عايزين إيه؟
تناغم صوته بعد علا القهقه، تمتم بغضب ممزوج بالضحك:
- عايز اللي في ايدك...طلبي في ورقة..
نظرت حولها، لا يوجد شئ في يدها نظرت ناحية حقيبتها، قامت بالبحث في أروقتها، رأيت ورقة ناصعة مكتوب بها "أريد مريم"...
أتسعت حدقتيها..الدهشة أرتسمت على قسمات وجهها، تخللها الغضب مع بدور أول جملة قالتها:
- أنت مجنون!!..أسلمك أختي؟...
-اه.
كلمة من حرفين تشدق بها، ثم أغلق الخط، جعلتها تدور حول نفسها، أيريد شقيقتها لما؟..ماذا يريد الجميع منها؟..لما يريدون أذية شقيقتها؟..ماذا فعلوا لهم ليقومون بذلك؟

**********
- طارق..طارق.
أنتشل نفسه من الشرود وأفاق على صوت والدته المقتضبة:
-مالك سرحان كده ليه يا بني؟
هز رأسه بالنفي ثم غمغم بدون أن يلقي لنفسه بالًا:
- لا ولا حاجة يا ماما، مجرد مش عارف أعمل إيه في إبراهيم وفي يمنى..
إبتسمت بهدوء وتمتمت بخوفت عند صدور فكرة لديها:
- متقلقش نخلص الأول من يمنى وتؤامها وبعدها نشوف صرفة في إبراهيم..
أومأ بإيجاب وظل يفكر في محاولات لإنهاء حياتهم حتى أستطرد بقلق بادر قليلًا:
- هو كده غلط يا ماما..إني عايز أقتل؟
سارعت بالنفي تبرر حديث وليدها ببضعة كلمات مكونة جملة:
- لا يا حبيبي من قال كده، أنت بتجيب حق أخوك وأنا بجيب فلوسي..
نقود!!
آخر كلمة تفوهت بها...
أختلجته...جعلته يعود في دوامة شروده..أهي تريد أن تثأر لمقتل إبنها أم نقودها؟!
هز رأسه ثم قال بهدوء قبل أن يغادر:
- إن شاء الله يا ماما، حاضر.

**********
هتفت بعملية وبقلق يتخلل معالم جسدها:
- دكتور هي مريم حتخرج أمتى؟
نظر لها بتروي وتشدق وهو ينظر لساعته:
- ممكن كمان يومين.
أومأت بإيجاب ثم غادرت وهي تفكر في أحداث اليوم..تلك الأحداث شيقة للغايه كي تجعلها تكتئب!!
الحزن..
هو شقيق اليوم وحليف البارحة..
عدو الغد..لا يتخلله أية ضمير..
يقود العقل لحافة الإنهيار..
يتخلله الإكتئاب وعدم العزيمة..
ذلك ما يُدعى الحزن..قد أحتلها وأكتسح بجيوشه عزائمها وأنتصر..
الحزن حق لنا لكن لا نفرط به..
فرط الحزن تعاسة..وفرط السعادة مرض!!
وكما كانوا يقلون إذا إزداد شئ عن حجمه أنقلب ضده..

**********
- أيوة، أقتله ونخلص منهم مش حيبتأى لينا كتير.
هتف بها الشخص وهو يحادث الآخر عبر الهاتف، أضاف على حديثه مُتابعًا:
- وجائزتك حتبأى متضاعفة لو خلصت على التاني النهاردة..
قهقهه الآخر وهو يتمتم قبل أن يغلق الخط:
- شكلك عايز تخلص منهم بسرعة، عمومًا علم وينفذ يا باشا.
ثم أغلق الخط والشخص الأول يفكر بتلك المصيبة التي غدقته عندما وجد شهود على عمله الشنيع..القتل والنهب و...الإغتصاب!!
رجع لبئر أفكاره ليفكر في حلول يتفادى بها تلك المصائب.

*************

في مكان ما يرتدون فيه أسود..يبكون على الأطلال..
مكانه تحجرت قلوبهم فيه..أنهمرت مقلتيهم تذرف بالبكاء..
أقتلعت السعادة من محجريها...
العزاء...
أفضل الأماكن للحزن وبتأدية الواجب..
تتواجد به العديد من النساء تبكي وتصرخ..
ومذياع القرآن يعمل..يهدأ القلب والبال..
تتواجد في تلك المنطقة أمرأة في العقد الرابع من عمرها ترتدي الأسود..بينما حدقتيها أنتفخت وتورمت من البكاء...
تمسك منديل في يد واليد الآخرى تحاول كتم شهقاتها ولا تستطيع..
تركت المكان وغادرته لمدة نصف ساعة..تختلي بنفسها..
بالفعل تركته وذهبت للمكان المراد..

دلفت لمكان فارغ تقريبًا ولا يوجد أحد فيه..
ركعت على ركبتيها ثم دوت صراخة أستفاضت بها، وبعد تلك الصيحة أنهالت الدموع عليها دون رحمة أو رأفة..
هتفت بصراخ ممزوج ببكاء هستيري:
- ليه..ليه إبني يتقتل..هو عمل حاجة لحد؟..إبني ليه تقتلوه؟...إبني شهيد..حسبي الله ونعم الوكيل فيكم...حاخد حقي منكم...مش حنتظر من حد حق إبني..إبني ضحى بنفسه عشان وطنه ومحدش فكر يساعده..
علا صراخها أكثر وتهتكت أرباط حنجرتها وهي تضيف على حديثها بغضب:
- حاخد حقك يا إبني...حتى لو ده حيقتضي إني أموت!
وبتلك اللحظة تشدق أحدًا له بكلام غريب نوعًا ما:
- مستعدة تضحي بحياتك عشان إبنك؟
أنتفضت عن مجلسها وظلت تتلفت في كل إتجاه، وأول كلمة بادرت بها كانت على شفاهها:
- مين؟
-أنا الشخص اللي حيجيب حق إبنك بس بشروط.
بادر بها الرجل حتى أستكان قلبها وهتفت بإضطراب تكتيكي:
- بس حتستفاد إيه من كل ده..عايز إيه؟
- عايزك تكلمي واحدة أسمها يمنى...تساعديها ده المقابل بتاعي..
قالها بتلقائيه وقبل أن تتكلم ظهر من العدم ووجهه ملتف بقناع ثم أعطاها الرقم وغمغم قبل أن يغادر:
- لو موافقة رقمي أول واحد كلميني وقت ما تنفذي المهمة..وتاني رقم رقم يمنى..
ثم غادر دون أن يولي ظهره له، بينما هي نظرت خلفها لتراه أختفى بعد أن أغلق الباي خلفه..
أنسابت تلك الدموع لتفكر في تلك المشكلة..أخذت الورقة وأخفتها..

**********
- أزيك يا مريم..وحشتيني.
بادرت بها "يمنى" وقد أمتلأت مقلتيها بالدموع، ثم أضافت وهي تضع يداها على شفتي تؤامها:
- شششش...متتكلميش أنتِ تعبانه محتاجة راحة..
أردفت وهي تنظر للفراغ...تنظر للحائط تشتكي بما يفيض بقلبها:
- أنا تعبت يا مريم...من كل جهة ناس عايزة تأذينا..احنا عملنا إيه؟...مجرد بندافع على ناس مظلومة يبأى ده غلطنا؟!
نظرت "مريم" بنظرات ثاقبة ثم تعثرت بالحديث تحاول تهجئة الكلام:
- لا يا يمنى...طول ما احنا بنقف جمب الحق ربنا حيوقف جمبنا..خلينا واثقيين في ربنا والله لا يخيب من يثق فيه.
أومأت بإيجاب وتمردت دمعة على وجنتيها، ملست "يمنى" على شعرها رفعت أصبعها "مريم" ومسحت تلك الدمعة التي تنهمر على وجهه تؤام روحها..أردفت متابعة بحنان:
- بصي يا يمنى..متخافيش أنا جمبك..أقوم بس بالسلامة وحتلاقيني معاكي في أي مكان أنتِ عايزاه..ولو وصلت إني أضحي بروحي عشانك حعملها..

وفي منتصف حديثهم جاء إتصال ل"يمنى" نهضت عن الفراش وأمسكت الهاتف لتقوم بالنقر على الرد..

*******
- أيوة يا أستاذة يمنى...في ناس جت وخدت مني التليفون.
بادرت بها "نور" بقلق باطن داخلها، فأجابت الآخرى بهدوء:
- أيوة عارفه يا نور، بس إياكِ تبلغي عن الموضوع ده والموظفين أديهم علاوة عشان محدش يعرف أديهم نسبة 20% من العلاوة وأنتِ خدي 40%.
أومأت بإيجاب ثم تشدق بحيرة وتردد:
- طب أعمل إيه تاني؟...أنا قلقانه.
- متقلقيش يا نور..كلها مسألة وقت وتخلص كل المشاكل بإذن الله..
تمتمت بتلك الكلمات ثم أضافت بكلمة أخيرة وأغلقت الخط:
- سلام.
أغلقت الخط وهي تتبارى في القلق..تصارع جيوش الظلم وكادت تنحدر على حافة الظلام..
أكتفت..أُرهقت...فاض بها الكيل..كفى..كفى تأذت من المقربين والغرباء...ألّا يكفِ ذلك...تخللت تلك الكلمات نزلت دمعة من محجريها مسحتها بسرعة ثم عادت لشقيقتها..
وهي تتذكر تلك الأحداث التي دارت اليوم وقضت عليها!


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 03:07 AM   #26

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر
********
من منا وقع عليه الإختيار ولم يستطع تغيره!
**********
همهمات تدور حول الجميع..يتسابقون لأجلها..
لكن لا أحد يصل إليها إلا عزيم القلب وصادق الفؤاد!
نظرت يمنى تجاههم رأتهم يلهون بالحديث ويتحادثوا..
ذهبت للممرضة وقالت لها بعنجهية:
- تقدري تاخدي أختي دلوقتي توديها لرأيسك.
أرتسمت الإبتسامة على ثغرها..تحدثت بثقة قد تصل لحافة الغرور:
- كويس إنك جبتيها!
أصطنعت الضحكة الغير راضية ثم تشدقت وكأنها تشعر بالإنتصار:
- كويس أو لأ...وريني حتعرفي إزاي تخرجيها..لو قدرتي!
بآخر كلمتين تنظر لها وهي تكاد تقسم بأن نيران الآخرى الآن قد تقتلع أي شخص أمامها..لكن فلتبقِ صامتة تُشعرها بوخز وفضب يعتليها، هتفت الآخرى دون أن تلقي بالًا لها:
- ملكيش دعوة..أنتِ كده نفذتي المهمة ملكيش دعوة بأي حاجة.
أومأت بإيجاب ورياح الحزن يلتحف بها...إضطراب..تسابق ربيع قلبها ليغزوه الألم.
تركتها...
ألقت وراءها فؤادها الذي يحمل الحب الأخوي..
تركت مصير شقيقتها بأيدهم الملطخة بالدماء!!
**********
صدح صوت رنين هاتفه فأجاب بهدوء وتروي:
- أيوة يا إبراهيم...بتقول إيه..لا بتهزر!
كانت تلك الجملتان اللتان تحتويان على الإستفهام أكبر وأضخم خبران لم يصدقهما.
- طيب تمام حجيلك بليل ونشوف.
كانت تلك آخر ما بدر بداخل تلك المكالمة، وفور إنتهاءه من إنتقاء تلك الكلمات أغلق الخط..
جاءته والدته من الخلف لتتشدق عندما عاد ليشرد فأثارت فزعه، حاول تهدئة نبراته ليرد عليها محاولًا التحكم في خلاياه:
- أيوة يا ماما.
- ايه اللي حصل يا إبني؟
بادرت بها دون أن تتفوه بعبارات الترحيب الأولى، تخطى حاجز تلك الجملة وتشدق دون أن ينظر لها أو تتقابل عيناه معها:
- ولا حاجة يا ماما...جابوا مريم أخت يمنى عندهم، ويمنى سلمت أختها ليهم.
أتسعت حدقتيها من الفرحة لتملأ خزان حب الأذى لديها والجشع، هز رأسه بالنفي وقد تسابق عقله إلى دائرة مغلقة لا يوجد لديها منفذ:
- لا يا ماما الموضوع مش بسيط..الموضوع ميدخلش عقل طفل.
تنهد بعمق ثم أسترسل باقي حديثه:
- مفيش عاقل في الدنيا يصدق أن أخت وتؤام تضحي بتؤامها وتسلمها لعصابة إلا لو فيها حاجة يمنى مخططة ليها.
وافقت على حديثه...صدقته..الآن هي في محل الإرتعاب والإرتياب..
لا تعلم هل حقًا تم تسليم المدعوة "مريم" أم هي إدعاء بذلك ليتم توريطهم في أفعال شنيعة...
وضع كفها على كتفه وغمغمت بهدوء وترقب:
- متروحش النهاردة يا طارق أعتذر عن الميعاد وبرر سبب غيابك، في أكيد مشكلة هما عايزين يوقعونها فيها ويخلصوا منها!
أومأ بإيجاب متفهم حديثها، كان لديه حس بذلك الإغراء كي يتم إصطياده ووضعه طعام لأسد يعشق الألم والتلذذ، أستطرد وعقله كان يدور في أفلاك جسده يحاول إستنباط فكرة:
- عندك حق يا ماما، مش حنزل النهاردة وحعتذر له وأتحجج إنك تعبتي فجأة ولازم أقعد معاكِ شوية.
وافقت على حديثه وحركت رأسها للدلالة على إيماءة الإيجاب.

**********
- أيوة يا نور.
بادرت بها "يمنى" ثم أكملت دون أن تترك فرصة لرد الآخرى:
- النهاردة المكتب يتقفل ولمدة أسبوع، وأدي لكل العملاء مرتب أسبوع وإياك حد يروح المكتب لمدة أسبوع فهماني، لأني مش حبأى مسئولة عنه!
عقدت الآخرى حاجبيها مستنكرة حديث مديرتها وعما تفعله، أمر غريب تأمر بإغلاق المكتب ولمدة طويلة أيضًا، لما؟
تشدقت بهدوء مريب وعجيب، تعجبت منه "يمنى" وتركت مخيلتها تذهب لمجال أبعد تحاول إستخراج منه الحلول:
- حاضر يا أستاذة يمنى، تؤمريني بحاجة تاني؟
- لأ.
تلك الكلمة كانت نافية، أنهت ما بدأ للتو وربما لا!...هتفت بها بتلقائية وأغلقت الهاتف دون أن تنتظر منها رد لجميع أفعالها..
أنهمرت مقلتيها...فقدت كل شئ..نفسها...شقيقتها...مكتبها!
أضاعت أعز ما تملك مقابل هراء فعلته هي وشقيقتها منذ زمن...
نعم...كانت هي السبب وتؤامها في قتل شقيق طارق أحمد، لكن هو من تغابى وترك للأعداء مكان يقضوا عليهم فيه، كانوا كالفريسة المستهدفة من الصائد.
تنهدت بعمق...تسترجع تلك الذكريات التي تمنت ولو للحظة أن تنساها..
- أنت غبي يا أحمد، تقتل أخو رئيس العصابة ومش متوقع إيه اللي يحصل بعدها، أنت عايز تقتلنا؟
هز رأسه بالنفي مُسرعًا ينفي ما قالته هي، رد دون أن يجعل عقله يفكر في تلك المصيبة ويحاول إنتشال الجميع منها:
- أنا حضحي بنفسي يا يمنى، محدش شافكم هما شافوني أنا وبس وحضحي بنفسي.
وبعد إلقاءه لتلك الجمل تركهم وذهب للحارة المراد بها القريبة من الغرفة الصغيرة اللتان يختبئون بها، أرتفعت نبراته وهو يقول بصوت تخلله الشجاعة وعدم مجابهة الخوف:
- أقتلني يا جلال...أنا اللي قتلت أخوك.
صاح بتلك الجملة وفور إنتهاء قابل رشاشات ملأت جسده بالذخيرة وصوت المسدسات تعتلي صوت الصراخ الذي كان فيه..
ذرفت دموع هي وشقيقتها..لا يعلمون هل كان ذلك خطأ عندما أختارتهم عناصر من الشرطة كي يقومون بإيقاع تجار مخدرات ولم يكونو بمقدار الثقة التي منحت لهم..
تشتت عقلها من تلك الذكرى، تمتمت لنفسها بخفوت تسأل نفسها:
- هو أنا غلطانة إني سبته يضحي بنفسه؟..هو أنا غلطانة إني قبلت أدخل منطقة التجار وأمثل إني زيهم؟
هزت رأسها بالنفي...إنسابت مقلتيها بالدموع حتى ملأت وجنتيها بالشلال الذي يهطل دون أن يتوقف!

**********
أمسكت السيدة الرقم وظلت تنظر له لبضعة ثوانِ ثم ألتقطت الهاتف ودونت الرقم وأتصلت بالمراد به..
وما هي إلا لحظات حتى أجاب الطرف الآخر، بادرت هي بتساؤل وقلق:
- حضرتك أستاذة يمنى؟!
- أيوة أنا.
بادر بها الطرف الآخر، لتستكمل هي حديثها بنهم وهي تتذكر لذة كبدها عندما قتلوه تلك الذئاب وقطعون دون رحمة:
- طب أنا واحدة فاعلة خير حساعدك عشان تحلي أزمتك بس شرطي الوحيد متقوليش لأي حد عني!
أومأت بالموافقة ثم غمغمت بتساؤل:
- بس حتعملي إيه؟...أقصد حتساعديني في إيه بالظبط؟
قالت الآخرى بعملية دون أن تسمح لها بالرد مرة آخرى:
- متقلقيش حتعرفي كل حاجة في وقتها متتسرعيش!
أكتفت الآخرى بالصمت، أردفت الثانية مُتابعة ما قالته للتو:
- المهم تسجلي رقمي بإسم مدام ريهام.
وبعد إطلاقها لتلك الجملة أغلقت الخط وتنهدت بنفس مخنوق تفكر بأبنها الذين قتلوه دون رأفة.
إين ذلك الضمير عندما ذبحوه بدم بارد..
أطلقت ضحكة طافت لمسامعها وتشدقت لنفسها:
- لو سألوك عن الضمير يا إبني قولهم إنه كان غائب وملهوش مجال لنرفع عليه قضية...لا هما اللي حيجرونا للمشاكل وينصبوا علينا...الضمير لا محل له من الرفع والنصب والجر..
إزدادت وتيرة صوتها مُصاحبة بالبكاء الحاد:
- الضمير يا إبني مات لما هما فكروا يقتلوا قبل ما ينفذوا..وروحك يا حبيب قلبي كنت عارفه إنها حتطلع فوق لما فكرت إنك تدخل الجيش..متقلقش أنا أد وعدي ليك مش حلطخ إيدي بالدم عشان يبأى ميعاد الجنة ونتقابل...بحبك يا ذرة قلبي ولذة كبدي!
ختمت حديثها بالدعاء له والدعاء على من فعل ذلك له، أنهمرت تلك الدموع دون أن ترى ملجأ لها ولم تستكين ولن تهدأ حتى يرتاح بالها!

أحيانًا تُجبرنا الحياة على خوض إختيارات وتفضيل خيارات عن إختيارات حتى نحيا ونأخذ بثأرنا!


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-20, 11:36 PM   #27

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر
*************
للقلب دقات...وللروح شرنقات!
للحياة خواتيم...والآخرة كنوز..
كن ولا تكون!
*******
لا تعتاد على المثالية...كُن أنتَ حيث تكون!
تلك الجملة قالتها لها والدتها منذ زمن...تركت لها عبر وأقوايل، هدأت وتيرة جسدها ثم أمسكت الهاتف وأتصلت بــطارق لتلقي عليه صواعق لن يتحملها بالتأكيد:
- أزيك يا طارق، أنا مش متصلة أسلم حبلغك بالحقيقة بس كون عارف لما أقولها أنسى إني قريبتك نهائي.
ولم تترك له مجال للحديث...قصت عليه تلك الحكاية وختمت كلامها:
- متفتكرش يا طارق أن أنا اللي مغرورة أو مش بيهمني حد، لأ أديك عرفت الموضوع كله وأشوفك بخير إن شاء الله، بس خليك عارف علاقتنا أتقطعت نهائي...
وبآخر حرف تفوهت به أغلقت الهاتف وبدأت تستعيد ذكريتها..تنغمس...تغوص مرارًا وتكرارًا في تلك الدوامة...ذلك البئر اللا نهاية..
- نفذي اللي قولتهولك يا مريم، بالله عليكي تسمعي مني ولو لمرة واحدة.
أومأت بإيجاب وهي تتفهم تلك الخطة التي أدهشتها حقًا..
عادت للحاضر المرير، تذكرت ذلك الجزء من الخطة...المرحلة الثانية الإتصال بالعــدو!
ألتقطت هاتفها ودونت ذلك الرقم الذي أعطته السيدة لها، دقائق وأستجاب الهاتف ليسطح ردها ببرود مصطنع:
- أزيك يا...صحيح نسيت إسمك...ثواني حفتكره آه صح مش أنتَ إبراهيم...إبراهيم عشماوي خلف؟
اتسعت مقلتاه...لوى فمه مُتعجبًا ما تشدقت به للتو، كيف علمت ذلك وعلمت بإسمه، لكن هو من بدأ تلك اللعبة فليتابع للآخر..
- أيوة أنا، عايزة إيه يا فندم؟
علا صوت ضحكتها تتسابق نحو أذنه، أستطردت ببعض اللؤم:
- شوف الاستاذة اللي أنتَ خاطفها مين..
وبعد تلك الجملة هرع لحراسه وأصدر صوت غضب يحتويه:
- شوفوه خطفتوا مين جوا.
ألقى تلك الجملة فإنصاعوا ودلفوا للداخل ليروا ما ليس متوقعًا...سيدة غريبة مغماة العيون ومغلفة بملابس تشبه "مريم" نظر لهاتفه مرة آخرى وقال بصدمة تعتليه:
- حلو يا يمنى، منفذتيش الشرط وحتشوفي حعمل إيه..
أصطنعت الخوف، تمثل القلق ببطونها، هتفت بعد تلك الأفعال بشجاعة:
- تعرف إنك مخوفتنيش...قصدي خوفتني...عمومًا أنا مقولتش أن دي النهاية لأ دي البداية!!
وبآخر كلمة أغلقت الهاتف، بينما الآخر تعتري النار داخله تلوح وتفكر ولا تعلم إين الحل، هدر بغضب مكتوم يستشيط غيظًا:
- أحرقوا مكتب يمنى خليها تعرف أن هي غلطت ودي قرصة ودن.
هز الرجال رأسهم وذهبوا لتنفيذ ما تُليى عليهم..

----------
بعد فترة وجيزة..

ولجوا للمكتب بينما الظلام كان يسود ذلك الوقت...حطموا ما كان يقابلهم، وفي نهاية المطاف وضعوا بنزين في المكان بأكملها ثم أوقدوا النيران كي تلتهمها دون رادع!!
تركوا الموقع وذهبوا وكان خلفهم يشتعل ويزداد توهجه، حتى تنطلق صرخة أنثوية تطلب النجدة وهي يبدو عليها المشيب ولم تتلقى رد، ألتقطت هاتفها وأتصلت بالمطافئ..
وبالتأكيد حل المطافئ على المكان التي تقطن به وحاولوا جاهدين بإطفاء الحريق الذي يتزايد دون رحمة...

**********
- أستاذة ريهام شكرًا إنك ساعدتيني كده يكفيني وشكرا لمجهوداك جدًا.
بادرت بها "يمنى"، هزت رأسها الآخرى وهتفت بشجن وشرود:
- لا بالعكس مينفعش تشكريني، أشكري اللي طلب مني كده.
أنعقدت حاجبيها مستنكرة ذلك الحديث، نظرت السيدة وتلفتت بجميع الاتجاهات ثم حكت لها ما حدث منذ كم يوم..
أومأت بإيجاب متفهمة ما يدور، حاول عقلها إلتقاط إجابة لذلك التساؤل ولكن فشلت.
أحيانًا يعتقد الجميع أن الإجابات على الأسئلة سهلة والأصعب هو تكوين الأسئلة، خطأ الإجابة هي ما تنهي الفقرة، تنتهي من الصفحة...تكون مفاهيم ومعتقدات، تجعلك متيقن الإجابة حتى تُجيب، بينما السؤال هو الذي يأتي بدافع الشك والتعجب..سير العقل تشتت حتى تجعله يسأل ويستطلع...
أذًا السؤال والجواب عاملان يُكًّونُو الإنسان، يبنيانه بالعقل وربما الجنون..
يحتليان التفكير ولا يتركان ذرة للتركيز!!

**********
ولجت "ريهام" منزلها وضعت أغراضها وكادت أن تشعل النور ولكن أتاها صوت أفزعها جعلها تتحرك تلقائيًا للخلف تحاول الخروج:
- استاذة ريهام صورة قاتل إبنك هو نفس الشخص اللي أذى يمنى، يعني كده أنتِ ساعدتيها وساعدتي نفسك وحققتي وعدك..حتلاقي صورة جنبك أول ما حتولعي النور..
وبالفعل أنصاعت لحديثه وفتحت الإضاءة، رأت صورة تحتوي على شكل القاتل، أدارت الصورة ورأت مكتوب خلفها نصيحة وتحذير:
- سيدة ريهام أرجو ألّا تفتعلي مصيبة وتذهبين لمحاولة قتله، ستفشلين وتلك الخطة التي فعلتها ستفسدينها، أنتظري وسترين حق ولدك يأتي!!
أومأت بتفهم نظرت نحوها بتدقيق وترقب ثم لم ترى أحدًا يبدو صاحب ذلك الصوت غادر مُسرعًا دون أن تراه، رأت قلم يبدو إنه لون أحمر أمسكته وقامت بتحديد شكل القاتل ووضعت دائرة عليه ثم علامة "خطأ" والتي تدل على مفهوم واحد لا يوجد غيره ولا دلالة بعده "القتل"...
أنهمرت دموعها تتذكر لذة كبدها، تحاول نسيان الماضي ولكن كيف تنساه وقد بقى إبنها فيه، تنسى حياتها بأكملها ولا تنساه...
وليدها...أب حفيدها المستقبلي...لقى مصرعه من عصابة تغلغلت داخل وريدها الأذية والشر، وهو...كان الجندي الصالح...يحمي بلاده...يؤمنها من مكائد العدو..
لكن هيهات هو من كان له النصيب الأكبر من المكيدة...وهو الذي توفي صريعًا لأجل بلده...

**********
تحركت "يمنى" نحو شقيقتها التي تقطن بمكان بعيد نسبيًا عن المستشفى التي قامت بتهريبها منها، نظرت خلفها عدة مرات حتى تتأكد أن لا أحد يتتبعها أو يقتفي أثرها...
دلفت لمنزل صغير قليلًا ووجدت تؤامها تنظر من الزجاج مع بضعة أمل يحتل باطنها، أخرجت ما بجعبتها من آمال وتحدثت:
- تفتكري يا يمنى أننا حنخلص من الناس ويبعدوا عنا؟
سارعت بالقبول وهي تصك على كل حرف أخرجته شقيقتها وردت عليها:
- أيوة طبعًا يا مريم، وخليكِ متأكدة طول ما أنا جنبك أطمني..
هزت رأسها بإيجاب والسعادة تمتلأ على ثغرها...تشع بين مقلتيها...ولم تترك للقلب محل من الحزن ألّا وأبدلته سرور...
تحادثوا معًا وعادت البهجة لهم مرة آخرى، هم بجانب بعضهم يمرحون ويسعدون...بينما العالم الخارجي يشتعل ويحاول تفعيل حروب ومؤامرات....

-------------------
مضى بعض من الوقت وهم لم يملوا بعد من الحديث، أفرغوا ما بقلوبهم...سكنهم الأمل والراحة...حقًا بعد إخراج ما دار بعقلك وقلبك لشخص يصونك ويحبك...ولن يخونك...يقدم لك حلول...تلك هي الراحة...التي تسكن القلوب...تطرد الهواجس والإضطرابات..
أنتشلهم من إجتماعهم صوت قرع الباب، تسلل القلق لخلاياهم مرة آخرى ليستطونهم، أدخلت"يمنى" تؤامها الغرفة ثم أخذت الشهيق وأخرج الزفير بعد تنهيدة طويلة بالفعل وفتحت باب المنزل، نظرت للشخص عدة مرات وتشدقت بتفهم:
- أهلا بحضرتك، عايز إيه؟
هتف بتعقل وهدوء غير مصاحبان له:
- أنا مالك الشقة دي وكنت بس رايح أسألك حتسكني كم يوم لأنك نسيتي أدتيني وفلوس ومحددتش كم ليلة.
وضعت كفها على رأسها وأعتذرت له مُستطردة بشكر وعرفان:
- شكرًا لحضرتك دول فلوس ثلاث ليالي، تسلم.
بادرها بنفس الإبتسامة، ذهب دون أن يلقي أية كلمة...
أغلقت المنزل وعادت لشقيقتها لتخبرها بما حدث...

وعلى الجانب الآخر..
- أيوة يا أستاذ، يمنى مهربة أختها هناك وحيقعدوا ثلاث أيام.
هز الرجل بهدوء وتفهم ثم غمغم بترحيب ولؤم:
- شكرًا يا باشا...فلوسك حتوصلك كمان ساعة وعليهم هدية مني...
مدح الرجل الشخص وظل يمجد فيه عدة مرات بسعادة ثم أغلق الخط...
نظر الشخص أمام الشباك وحدث نفسه وهو يدبر فكرة:
- خلاص هانت يا تؤام..

بعتذر نزلت الفصل بدري لأني عايزة أنام


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-20, 04:24 AM   #28

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع عشر قبل الاخير

الفصل الرابع عشر (قبل الأخير)
*************
في كل ذرة روح...وبكل رحيق ألم!
تندثر بخفايا الجسد...ثم تنفجر..
ذلك الذي يُسمى الكره...!
**********
تنهد بإريحية ثم تذكر تلك الشمطاء التي كادت أن توشي به وتخبر الجميع بإنه هو...هو سبب قتل رجل!
أفاق من شروده على صوت أحد رجاله وهو يتحدث له بإحترام وهدوء:
- استاذ طارق برا، عايز يكلمك.
أومأ بإيجاب ثم أشار بدخول الآخر الغرفة، تحادثا معًا بعملية وبعقل مفكر في جرائم شنيعة:
- أيوة يا إبراهيم..كُنت متوقع حركة زي دي من يمنى، يمنى مش حتضحي بأختها لأجل شئ!
قهقهه عدة مرات وهو ينظر له بعد صمت دام طويلًا:
- طب وليه مقولتليش كده من بدري؟
تعلق النظر بين بعضهم مطولًا حتى يُجيب بإنتازع الثقة والقلق:
- عشان كُنت شاكك..وشكلي طلع غلط.
ألقى الآخر بصره نحو الساعة، كاد أن يأردف "طارق" حتى قطعه رنين هاتف "إبراهيم"، تمتم بخفوت وبصوت غير واضح تقريبًا ما:
- طيب نصاية وأجيلك.
وبعد تلك الجملة التي قالها أنتفض عن مقعده حتى نهض الثاني وأستأذن بالرحيل...رحل وقد كان يدور عقله بتلك المكالمة..
شيئًا ما يتم عقده خلفه..لا يريدون أن يعلم بشئ، لماذا؟..هو وافقهم في قتل التؤام..لماذا يتراجعون عن ذلك الآن؟!
هناك شئ يدور ولا يريد أحد أن يعلمه..
إن ظل الخبر لساعات مختفي..ستنكشف يومًا وفي القريب العاجل..

*******
- عارفة يا مريم عايزة أحكيلك حاجة.
بادرت بها "يمنى"، أومأت ثم نظرت لها تحدثها بإستمرار الحديث، فأردفت:
- زمان كان في تفرقة بينا أنا وأنتِ...ماما كانت بتشوفك دايمًا الطيبة وأنا الشريرة..واللي بحاول أذي تؤامي..
صدمة..
لا..بل عجيبة من عجائب الدنيا السبع...
أشرقت عيناها من الذهول..
أنصاعت أذنيها لتستمع أكثر مما تقوله تؤامها..
- ماما كانت فاكرة أن حادثة زمان اللي كسرتلك رجلك كانت بسببي..
أنهمرت دموعها، تاهت ملامحها في شلالها الذي لا يتوقف..
فقط...لم تكن تلك الكلمة تنهي السطر...أو نقطة تتخلص مت نصاعة صفحاتها..
بل كانت توجد كلمات آخرى أفقدتها وعيها..
- خائنة...حاقدة..غيورة..لم تكونِ يومًا تؤام شقيقتك..
هنا وأنهارت قواها، أنخر جسد وسقطت في عالم اللاحياة..
كلما تعود لتلك الذكرى تتذكر..تتذكر كيف كانت تعملها والدتها بقسوة..تحاول التفريق بينهما..
بينما الآخرى على الطرف الآخر..
أخرستها الصدمة..التعجب والإندهاش..اللوم والعتاب..الحزن والبكاء!!
تلك الصفات تجمعت داخل واحدة لم تسطع تحمل سماع الكلمات، بينما الإنسانية المعنية فكيف سيكون حجم شعورها..لالا..بل كيف سيصبح تجاه تؤامها؟..ألن تفكر يومًا بأنها ستفرق بين إثنين جمعهم القدر في رحم واحد وبوقت واحد!!
تلك خطيئة..
خطيئة الكره والذم..
لم تنظر نحو الكوب الممتلئ..نعم يمنى سيئة ولكن ليس بقدر ما تعتقده..
والدتها أهتمت بالكوب الفارغ وأملئته بالظلم والإهانة..
لم تعبء بنشأة أطفال لدودين لبعض...يكرهون النعمة ويعشقون اللقمة!
بئسًا لك والد أختار التفريق ونبذ الإجماع..
فكر في الحزن ولم يلقي بالًا بالفرح!!
لم يغوص تفكيره لأعماق البحار وفكر..فكر فقط على الأولاد...ماذا سيفعلون ببعضهم البعض؟!
تمردت دمعة حائرة على وجنتيها لتمسحها بسرعة حتى لا تلاحظ شقيقتها الأمر..
نهضت عن مقعدها وتشدقت بنبرة يغزوها الألم...الحزن ويليهم البكاء!!

وكم من الآه المستديرة أطلقتها فمٌ تأبي الفرح وتتشبث بخيوط التعاسة!!
جلست على فراشها وقد لاحقتها طيور الذكريات، تداهمها في غفوتها وصحيانها..
يا قلوب تحملت التعب والإرهاق..
ألّا يوجد ذرة تتحمل بعد..
صندوقكم أنغلق قبل موعده..
لم يرحل بعد..كيف ستجعلونه يستمر..يقاوم؟!
هيا...تمسكوا بحبال شعلة الأمل..
لعل ذلك يأتي اليوم الموعد وتنفك روابطكم وتحيوا حياة أبدية تنعم بالسعادة..

**********
ألتقطت هاتفها ودونت عدة أرقام ثم قامت بالضغط على زر "إتصال"..
أنتظرت مرة وإثنين لم يجيب..
عاودت مرة آخرى ونفس تلك الرسالة النصية تأتيها..
"هذا الرقم غير متاح يمكنك الضغط....
تحفظ تلك الجملة عن ظهر قلب...أوقاتًا كانت تتصل بإبنها حتى لاقى السلام...أمن به وتعايش داخله..
حاولت وأعادت الإتصال لربما يجيب...لكن خابها الظن مرة آخرى..
وما لبثت سوى بضعة دقائق حتى أتتها تلك الرسالة مكتوب بداخلها..
"هذا الرقم الذي قُمت بالإتصال به مُتاح الآن"
قرأت أول كلمتين فقط وأتصلت حتى يرد عليها بصوت مخيف:
- نعم..
تلك الكلمة أرعبت بدنها..لاحقت جسدها...أسرى القشعريرة داخلها، ومع ذلك جاهدت بإخراج صوتها المبحوح منذ أيام عند إنطلاق صراخها..
- إزاي حتتخلصوا منه...عايزة أعرف وعايزة أشوف مشهد موته..
ذلك الصوت بدر منها..تلك الكلمات خرجت من شفاهها للتو..يا للهول أصبحت قاسية..لا تعلم منذ متى لكن تريد أن تأخذ بثأر إبنها عاجلًا وليس بأجلًا..
حقها...
فقدت إبنها الوحيد والبكري..
توفى زوجها وترك له قطعة منه تمثلت في حبيبها..
أزاحت الدموع التي أمتلأت بقسمات وجهها وعادت تتابع حديثها:
- عايزة أعرف فين حتقتلوه.
أغلق الخط..تركها لعلها تهدأ وتعود لصوابها..ربما تهذي الآن عند تذكرها إبنها..
لا تستطيع نطق كلمة "المتوفي"..
شفاهها لا تتحمل..
نعم...فعلت المزيد من الأذى لأجل إبنها ولكنها تريد حقه..
تريد أن يسكن التراب وهو هادئ..
لا ينتظر أحد يأخذ حقه..
أرتسمت تلك الدموع عليها مرة آخرى وهامت لترن مرة آخرى ولكن تلك المرة الهاتف كان "مشغول"..
أنتظرت دقائق ونفس الرسالة..
أطلقت تنهيدة طافت من حلقها لجميع أوردة جسدها، أستبسلت نفسها مرة آخرى وقامت ببعث رسالة له:
- أرجوك..لا أريد سوى حق فتي يأتي...حسنًا لن أحضره أوافق بكل الشروط لكن أرجوك قم بتصوير ولو بمقطع واحد تقومون بقتل ذلك الرجل.
وثم ضغطت على الإرسال، نظر للرسالة..لم ينتظر سوى دقائق وقام بالـإتصال..ألقى كلماته تلك ولم ينتظر منها حرية الإيجاب أو الرفض:
- من قتل ولدك..سيتم تقديمه للعدالة...نحن لسنا قتلة!
تلك الجملة ألجمتها "نحن لسنا قتلة!" لم تسطع الرد بالرفض أو القبول..
تركت غرفتها وذهبت لمكان الصلاة حتى تؤدي شعائرها وبجانبهم "صلاة الإستخارة"...

**********
ظلام طاف بأرجاء المكان..يحلق بين هنا وهناك..
صوت الظلام يأتي..
الشمس تتقهقر..
والنجوم قد برزت سعيها..
أخفى النور طريقه..
وأظهرت العتمة ضياءها..
بينما يسود ذلك وذاك هدوء الليل..نوم الظالمين..
تقلبوا في الفراش عدة مرات وهن يصارعن حلمًا يبدو لهن حقيقة..
يصرخن..ينفعلن..ولا فائدة من إخراجهم من الحلم..
يتحركون في جميع أرجاء المكان لكن النوم بإستمادة لم يترك لهم وسيلة إستيقاظ..
هُلكوا اليوم..
هربوا من هنا وهناك..
تفقدوا أنفسهم وحاولوا إخفاءها..
ليسطع على أثر ذلك الحديث رجال بغيوم تغطي وجههم بأكمله..يتسللون وكلٌ منهم يتركز في مكان ما أمام ذلك البيت من الأمام والخلف..
قرع أحدهم الباب عدة مرات..
أستيقظت إحداهم ونظرت نحو العين الثاقبة رأت فوجًا من الأشخاص يرتدون غمامة تغطي أكمل وجههم..
ركضت نحو شقيقتها، هزتها بعنف وتمتمت بخفوت كي لا يسمعونهم..
تسللوا للخلف حتى يستطيعون الفرار..
لكن هيهات العصابة كانت محاطة بأرجاء المنزل..
ما إن خرجوا من الباب أمسكوا بهم..
هم الآن في قبضة من لا يرحم..
فليموتوا بهناء..
ولن يحضر أحدًا نعشهم فهم من حُكم عليهم من قبل عصابة بتلك الأمور...
ضحكة تتبعها ضحكة تتدل على حالها..ترثي على شكلها..تستهين بها..
نظر لها الراجل وقال بشماتة تألفت مع قلبه:
- منورين يا تؤام...بكرة نهايتكم ومتحاولوش تهربوا...


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-20, 05:06 AM   #29

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس عشر والاخير

الفصل الخامس عشر والأخير
**********************
ولكل حكاية بداية ونهاية..
إلا تلك...
نشأت بينهما..
تعلقت بحاضريهما..
تشبثت بهما للتتأرجح!!
أنفلتت زمامها وتبعثرت أمورها...
لم تلملم شتات نفسها...ولن تقسوا على حالها!
تلك الحكاية كانت وستكون..
لن تنتهي وإن مرت العصور...وتوفيت الأيام!!

*******
أمتلأت حدقتيهما الحزن..كسا الألم وجههما..
تحركوا معهم تجاه سيارة غريبةٍ نوعًا ما..
ولجوا للداخل...وهما..مقيدتان بالأغلال..
ذرفت دمعة من "يمنى"، تشدقت وهي توجه حديثها لتؤمها لآخر مرة:
- سامحيني يا مريم...أنا السبب لو مكنتش قسيت عليكِ ولا رميت عليكِ كل حاجة مكنش حصل كل ده.
تجهمت قسمات وجهها وزادت بغزارة، بحرارة...نظرت له..
ربما تلك آخر نظرة..
وربما هذا آخر لقاء بينهم..
ستة حروف إن سمعتها معًا تبكي..
وإن سمعتها متفرقة تسعد...
"إشـتـيـاق"
(إني بذلت الجهد لرؤيتك..
غابت شمسي عني ولاحقتها...
تذرف...تبكي..تغرق بالبكاء..
ياسمين الحب تعيش في دوامة..
احبها، أعشقها لحد الهواء...
قولوا لها..هُزمت وأنا كُنت أعتى الرجال..فإسمحي بتسرب هوائي لكِ!!
تلك الجمل كونت كلمة "إشتياق"..)
- حتوحشيني يا يمنى...أنا اللي بجد أسفة.
وما إن أطلقت تلك الجملة دلف داخل السيارة رجلٌ ما يبدو عليه إنه كان عميل بمكتبها..
أتسعت حدقتيها وهي تنظر له، أهذا أيضًا خائن؟!
يا الله..تتوالى المصائب دون عتق أو رحمة!!
- أنت بتعمل إيه هنا؟
كانت تلك أول ما بادرت به فور رؤيتها له، ليُجيبها بصوتٍ كالسياط:
- بنفذ كلام رئيسي يا مديرة...وأنا خاين...آه أنذهلي بس كل ده بسبب أنك قتلتي طارق..
-طارق!!
كلمة أعتلتها، أحتل الإندهاش آفاق جسدها لتأردف مُتابعة حديثها:
- قصدك طارق الحلواني؟
أومأ بشدة وكأنه يقصد كل حرف تفوهت به:
- ده عايش أصلا مش ميت.
صدمة ما بعد صدمة، تؤكد عليه فناء تلك الحقيقة وظهور المتدثر..
أكتفى بالصمت...ما عساه سيقول...لا يعلم..سيسكت حتى آخر إشعار..

وضع يداه على المقود منتظرة الإماءة، حتى صدح صوتًا ما يبدو عليه إطلاق ناري.
خشى أن يخرج فيُصاب بالإطلاق..

بينما في الخارج..
أصوات طلق ناري تتبادل، دقق النظر "إبراهيم" لمن القائد ويبدو عليه "طارق"، علات حنجرته أكثر موجههًا كلامه له:
- فين التؤام يا إبراهيم يأما حقتلك دلوقتي أنت ورجالتك.
وكما توقع تردد الرجل ثم أشار له على المكان، أخذ رجاله وذهب للسيارة، ما إن حاول فتحها من الجهة الأمامية حتى دفع الباب الآخر للتوالى الصدمات دون رأفة، تجولت نظراتهم لبعض لكن تذكر "طارق" عليه إنقاذ أقاربه مهما حدث، فــهم يظلون من دمه.
إبتسمتا معًا وشعور الاطمئنان يغمرهما..
فك أسرهم وقاموا بشكره وشعورهم بالإمتنان، أمر الجميع بالمغادرة حتى حراسه، بينما "إبراهيم" جعل رجاله يغادرون وعلامات الغضب تتفاقم لديه..
ولى الجميع ظهره حتى هو..لكن بدون سابق إنذار أخترقت رصاصة جسده، وتبادل النيران ودخل جسد الآخر.
ركع على ركبتيه وهو ينطق الشهادة...حدقتيه تنزفان دموع، ركض التؤام نحوه، وجعلوا شخصًا ما يدخله السيارة حتى يقلونه للمستشفى..

**********
أغلقوا يومياتهم بعدما كتبوا آخر حرف بداخله..
أبتسمتا وهما ينظران لبعض..
فبكل حرف كتبوه تذكروا الماضي الأليم..
هتفت "مريم" بإبتسامة مُلحة:
- تعالي ناكل برا أنا مش حقدر أعمل أكل دلوقتي وتعبانه.
أطلقت ضحكة حاوطت حنجرتها، ثم أسطردت بعد محاولة إخفاء القهقهة:
- تأكلي إيه؟..النهاردة فرح طارق لازم نجهز لبسنا ونحضره.
- طب وشيماء وروان مش حنعزمهم؟
بادرت بها بتعجب، غمغمت بهدوء وهي تضع يديها عليها:
- حيحضروا متقلقيش كلمتهم المهم احنا ضيعنا وقت في الكتابة ولسة قدامنا نكتب حكايات تانية بس نخلص الفرح.
أومأت بإيجاب وتركتها حتى تذهب وتتزين..

**********
عقب الفرح مباشرًا غادروا لمنزلهم حتى يتأنوا قليلًا ثم يعاودوا الكتابة مرة آخرى..
ذهبوا لسيارتهم وقادوها تجاه بيتهما..

بعد فترة قليلة أجتازوا المنزل..
وبتلك اللحظة تمتمت "مريم" بشرود وهي تنظر لشقيقتها:
- مش ناوية تقوليلي عملتي إيه مع الراجل اللي كان عميل لإبراهيم؟
- لأ ناوية.
بادرت بها، لتُجيبها الآخرى بإصرار ينضح داخل بؤبؤة مقلتيها:
- ها قولي..
تنهدت بعمق ثم هتفت وهي تتذكر ما فعلته:
- مجرد بس فصلته من الشغل وبس.
- وبس!!
حرفان جعلها تنذهل، حتى تؤكد الآخرى على حديثها مُجيبة:
- ايوة هي دي العبرة، هو مجرد بس خاني لمجرد شئ كان فاكره غلط فقولت أشيل واحد من عندي عشان حاجة من إثنين؛ يأما ناس حيجوا في يوم ويشككوني فيه أو هو ممكن يبعني في يوم وأنا مش مستعدة.
صمتت قليلًا ثم أردفت بتذكر:
- اه صحيح قوليلي عملتي إيه في الشغل، أتقبلتي؟
- أيوة الحمدلله بس تحت التدريب لمدة ست شهور.
همست بها بتلقائيو عند تلقيها ذلك السؤال، أضافت على حديثها بإستغراب:
- اه صحيح يا يمنى في واحد كنا في الفرح قعد يبصلك كتير ده ماله ده؟
شعلة ضحك توهجت لديها وهي تتذكر ذلك الراجل، فردت بثقة وعنجهية:
- آآه...ضياء قصدك؟...ده سيبك منه هو مجرد في يوم طلب إيدي ورفضته جيه بعديها بيوم أخد ملف قضية عندي وهددني إنه لو متجوزتهوش حيحرق الورق.

توردت مقلتيها من الصدمة التي سمعتها للتو، هتفت بضحك مُتابعة:
- وطبعًا رفضت وهددته أنه المكالمة مُسجلة وأنا محامية أقدر أرفع عليه قضية وطبعا هو تراجع، بس مادام ظهر كده وخصوصًا في فرح طارق من غير دعوة منه أو مني يبأى بيحضر مصيبة لينا.
أنفلتت زمام الأمور وراحت تضحك على تلك المصيبة، أتواجد مشكلة أكبر بعد تلك؟...هتفت وهي تضع كف على كف:
- هي في مصيبة حيعملها أكتر من كده؟...لا ده أوفر..
بعد إطلاقها لتلك الجملة، بدأتا في حلقة السمر اليومية.
فُنيت الألام والإجهاد..
وتم إحياء السعادة في الأرض!!
*******
لكل قصة راوي وحكاية..
وتلك القصة فقدت إحداهم..
ربما الراوي لأنه كان متجزأ منها أم الحكاية لم تتواجد أصلًا..
لا نعلم فالسر يظل مبطون بداخل القصص..
لكن لكل رواية تترفع بها تتميز وتُميز بها..
فقد بدأت تلك الخاتمة بالشرود عن الحقائق..

كتبت تلك الخاتمة في نهاية يومياتها وهي تنظر لساعتها بأمل أن تتخطى الساعة حاجز الوقت.
بدأت بالإنتهاك مرة آخرى..

ربما حقائق تندثر في بقايا الماضي وتظل مُعلقة..
حتى يأتي من المستقبل إشعار لتنقشع في الحاضر وتُظهر خبايها..
لا للحزن ولا للتعاسة..الأهم في تلك الحكاية تلك الإبتسامة التي وراءها حزن..
النظر في الجهة التي تمتلأ بالخير..
الفرح والتفاؤل..
كلمتان متردفتان..
بُنيتا على نقيض تورد بالحزن..
لكن مهما بُنيت بقلق..يُمكن هدمها ووضع أصولها السعادة..
كُن أنت بطل الحكاية..
وأنظر بقلبك تجاه مسعاك!!

ختمت عبراتها بتلك الجمل، ثم أغلقت اليوميات وانتهاء حفلة سمرها..

**********
أعتدتُ الإنتظار حتى نسيت من المُنتظر..
وفرغتُ صندوقي أملًا بشحنها ذكريات وكتابات ولم أفعل..
صبرتُ على الأذى حتى تجزأت منه..
حروف تشابكت لتكوين كلمات ثم أتحدت لتصبح جمل..فتجملت وتصير أنشودة فقرات.
تلك الكلمات كانت ملخص الذكريات.
تعاهدت وصبرت ثم جزعت..
وكما يقولون البعض كُن أنت كماضيك ولا تكن أنت كحاضرك..
تشبث بين همسات الواقع المرير وخيالك.
وأترك نبذة عنك في ورقة تحكي فيها آلامك..

_تعاهدنا على السير معًا والمشيب دون أن نترك بعضنا_

**كلمات تؤام**


**النهاية**
*_تمت بحمد الله_*
٢٦ / ٦ / ٢٠٢٠


زهرة الروايات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 04:40 PM   #30

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.