شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   يوميات تؤام * مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t469744.html)

زهرة الروايات 26-04-20 02:59 AM

يوميات تؤام * مكتملة *
 
المقدمة
المقدمة
**********************
نحب ونكره...نلعب ونداعب...نساعد ونقهر...نحيا ونموت...نولد صغارًا ثم نشيب؛ ذلك ملخص حياتنا ولم نفكر للحظة لما أتينا؟
لماذا حضرنا الواقع الكريه؟
ألا يمكن أن نكون نحن سبب إنتكاسة شخص أو الصفح عن حياته؟
إنقاذ أرواح...أو قتلها؟!
خبايا المستقبل تقلقنا..وذكريات الماضي بئر يتدثر به الآلام...بينما الحاضر هو ما نحاول أن نتمسك بفرعيه...لا أن نميل للماضي بطرفة...ولا نقع على تفكير المستقبل بطرفه.
هذا ما نحن عليه...ولكن أيجب كفاية أن نردع الظلم..نرجع للمظلوم حقه..أن نكفر خطايانا؟

نعم؛ يجب وضع خطة للتفكير بذلك..خطة عبر يوميات تؤام..


فصول الروايه

المقدمه .. اعلاه

الفصلين الاول والثاني والثالث .. بالاسفل

الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصول 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14 نفس الصفحة
الفصل الخامس عشر الأخير

um soso 26-04-20 01:55 PM

اهلا وسهلا بك من جديد مريومه

وان شاء الله تكوني هذه المره صبوره وتكملي روايتك



زهرة الروايات 26-04-20 03:49 PM

ان شاء الله..........

أميرة الوفاء 27-04-20 12:54 PM

مبــارك روايتـ?
أتمنـى لك التوفيـق
وأن تجـدي الدعم
وتحققـي النجـاح اللـي تتمنيـه
بالتوفيـق

زهرة الروايات 27-04-20 10:34 PM

الله يبارك فيكي يارب رمضان مبارك 💜💛

زهرة الروايات 27-04-20 10:47 PM

الفصل الأول
****************************
سألوا يومًا ما هو كنز الدنيا فأجابوا بالأهل .
وأعادوا السؤال مرة آخرى لتكون الإجابة الأم ويليها الأب..
كرروا كرة السؤال ليُجيبوا بالأخوات..
القلب لا ينقسم ولا يتفرق ولا يحدث له هشاشة..نحن من أبتدعنا ذلك لنُداوي جراح بعضنا...
ونحن من أخترعنا أن الحب هو ما بين زوجين ولكنه بالحقيقة والأدق بين الأخوات..
فما أدراكم بحقيقة شقيقتين خُلقا من رحم واحدة وبنفس الوقت..فما مقدور حبهم لبعض؟!
*************************
فِي نسمات الليل الهادئة...

...كانت تركض بقدر ما أُوتيت من قوة..ظلت تتلفت بجميع الإتجاهات ومقلتيها لا تتركزان على جهة واحدة، بدأت آثار الإجهاد تظهر على سرعتها وتباطؤ تنفسها..وتسللت طيات الخوف زاحفةً على جسدها، لتعلوا شرنقات ضغطها تزداد دون أن تترك بالًا بما يحدث لها، وضجيج صوتها يتدارك بين الأرجاء ولكن لا مُنقذ لها!
ليّحدث ما كان مُتوقعًا بسقوطها على بضعة نباتات نَمّت على الأرض، أطلقت الآه المتحشرجة بجوفها مُتلمسة قدميها بيداها بصراخ هستيري..
ليأتي من خلفها رجلٌ حامل خُطاف وعيناه لا تُنذران بالخير، إنخفض نحو مستواها وأشهر خُطافه وقام بتفكيكها أربًا..
دوى صوت "يمنى" بتلقائية لتُغمص مقلتياه بكفاها وهي تسرق النظر للحظات ثم تعود كفايها لموضعهما، هرعت "مريم" تاركة ما كانت تفعله بالمطبخ لتأتي لها في سرعة، تحركت صوب المكان لترى "يمنى" واضعة يدان على عيناها أمام التلفاز ويبدو أنها صاحت بما يكمن بمكنونها فقد...ربما لرؤية مشهد "رعب"، وضعت إحدى يداها على جانبها وقد أرتسمت علامات الإستفهام على وجهها مُصاحبة لعلامة الغضب مُتشدقة:
- ليه صرختي يا يمنى؟
- اتخضيت من حاجة وخلاص.
بادرت بها بعدما أزالت يديها وهزت رأسها ببلاهة ليظهر الإمتعاض على وجه مريم وقد بدا على حديثها الناري:
- اتخضيتي؟...هو أنتي بتخافي أصلا؟!....يارب صبرني باللي بلتيني بيه.
في نهاية حديثها وضعت اليد الآخرى على وجهها ليأخذ الوجه الغاضب قسمات وجهها، أنتشلها من بركة ثورانها صوت يمنى التي شرعت بــنوبة خوف مرة آخرى:
- حسبي في فأر جنبك.
أمتلأ بأركان الغرفة صراخ "مريم" التي نظرت لجميع الجهات لترى أيوجد شئ ولكن حظها العسير لم تجد، عادت نظراتها لشقيقتها، وكما توقعت واضعة كفها على فاهها تحاول التحكم في ضحكتها، هتفت "مريم" والضيق يأخذ مجراه مرة آخرى عليها:
- هاهاها ظريفة...هو أنتي شايفة نفسك ظريفة على كده؟..بالعكس أنتِ بتثبتيلي قد إيه أنتي هبلة.

تخشمت عضلات "يمنى" تدريجيًا وقل الضحك وتبدلت ملامحها فورًا لأثر الإمتعاض؛ فقالت ونبراتها علت وزادت عن منسوب حنجرتها:
- نعم يا دلعادي..أنا هبلة؟!...طيب أنا هبلة سبنالك العقل والمفهومية تتشبرقي بيهم...وملحوظة أخيرة مسكوكي الطبلة.
وبآخر كلامها تركت المكان وغادرت، ولجت لغرفتها وأغلقته بصوت عالِ كادت أن تُفتك به، وبدأت هسترية الضحك تعلو من نبراتها.
**********
تخللت غرفتها نسمات الشمس الدافئة، لتتسطح على وجهها لتغرقها بنهم تجعلها تستفيق من صوت زقزقة العصافير التي تتواجد جانب غرفتها.
طردت الكسل المتواجد بجسدها وحركت أصابعها لعينيها ثم أنتفضت لتقوم بفروضها وأدت ما كان يجب عليها.
تحركت صوب غرفة شقيقتها، قرعت الباب ثلاث مرات ثم دلفت جلست بجانبها وملست على خصلات شعرها، أتجعت فشفاهها نحو أذني أختها وأستطردت بصوتٍ عالٍ:
- يا يمناااااااااااااا؛ قومي فزي.
أنتفضت بفزع ثم تعثرت وهي تحاول تلملم شتات نفسها وسقطت على الأرض، حاولت "مريم" التحكم بضحكتها الهستيرية ولكن فشلت، نظرت عبر الجهة الآخرى من الفراش رأت "يمنى" متعثرة بالأرض ومستلزمات السرير تلتحف بها-اللحاف- تحاول النهوض ولكن لا محالة، دوى ضحك مريم، والغضب يتفاقم على ثغري "يمنى" التي تشتعل بما فعلته بها..

------------------------
بعد بضعة دقائق أستطاعت النهوض، أستطردت بُحبيبات الغضب المتجمعة على جبينها بهيئة عرق بارز:
- أنتِ طبيعية؟....مريم إياكي تعمليها تاني يأما هعرفك الهزار صح...فاهمة ولا...؟!
لم تستطاع تمالك نفسها بعدما أحكمت ضحكتها والآن تفاوتت وعلت لتصبح شظية صراخ عالية مُتنسجة من الضحك المتفاوت:
- هو أنتِ بتستهبلي؟!...أوقف!!..لا ده فِي أحلامك..وعمري ما هوقف فقرة الضحك الصباحية دي بسببك..
-طيب أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
بادرت بنفس نبرات شقيقتها، ثم أضافت مُتابعة بنفس الحنق:
- ومتبقيش تزعلي لما أبقى أهزر زيك كده!
هزت رأسها وهي تتفهم عبارات أختها، حاولت إلهاء ما فعلته بشقيقتها..حاولت تغيير الموضوع:
- اه صحيح يا يمنى...نور سكرتيرتك أتصلت بيا على واحد حجز بمكتبك وطلب شخصيًا أنك اللي ترفعيله القضية مش المتدربين.
أرتسم وجهها بعبارات ممزوجة ببعض التعجب ويليها الإستفهام:
- أزاي مش فهمه..وضحي أكتر.
أومأت بتفهم لتُجيب على سؤالها:
- يعني المكتب بتاعك دخله شخص طلب من سكرتيرتك أنك أنتِ اللي ترفعيله القضية مش المتدربين بتوعك.
هزت بتفهم، ثم نهضت ومقلتيها تتلفتان بكل مكان لم تترك إنش، لتتشدق بهمهمات:
- تمام هشوف موضوعه، هقوم أصلي بس دلوقتي ونفطر أنا وأنتِ وأروح أشوفه.
بعد إنهاء حديثها تركتها مريم وذهبت لإعداد الفطور لهما، أمسكت الهاتف الجوال "مريم" لتُشغل بضعة نغمات تسمعها وقت إعداد الفطار ولكن نغمة آخرى غير التي تُفَعّلها داهمت نغمات الهاتف، أنتشلها الصوت ونظرت على رقم المُتصل..إنه رئيسها بالمــجلة!
أمسكت بقبضتيها الهاتف ورفعت السماعه ليُجيب هو دون إلقاء السلام كعادته:
- مريم...عايزك في مكتبي كمان ساعتين قبل ما يبدأ دوام شغلك..أظن الموضوع اللي هوكله ليكي كان نفسك فيه من زمان.
أتسعت حدقتيها من الصدمة لتتشدق بدون أن تترك للعقل خيار:
-حاضر يا أستاذ، هخلص وأجي.
---------------------------------
تجمعت الفتاتان معا على الفطور وبدأ الإثنتان بالتسامر معّا لتبدأ سلسله حكايتهم الا متناهية متناسين عبء العالم على كاحلهم وزمرة شبابهم قد أينعت في شبابها وهم معا...صُدقت المقولة...التؤام تؤام روح وقلب وفكر ومشاعر.
**********
توجهت "يمنى" صوب المكتب التي هي تقطن بمسكنها بجانبه؛ ألقت السلام عليهم ثم نظرت بنظرة ذات مغزى لـــ"نور" ودلفت بداخل مكتبها.
تحركت السكرتيرة مُنصاعة تجاهها وخفقان قلبها يضخ بدرجات مأهولة، جلست بالمقعدها ثم هزت رأسها بإغلاق الباب، بعدما فعلت ما تُوليَّ عليها تهجمت نبرات "يمنى" وهي تقول بإستفهام:
- مريم قالتلي أن فِي موضوع ضروري عايزة تقوليه ليا؛ إيه هو؟
أخذت الشهيق ويليه الزفير، وتمتمت ببضعة كلمات نسجتهم بصعوبة:
-آ...أستاذ سعيد المرياني صاحب سلسله شركات المرياني مرفوع عليه قضية نصب من قبل العملاء اللي بيتعامل معاهم.
هزت رأسها بتفهم وأشارت لها لُتكمل:
-والشركة اللي رافعة قضية أسمها شركة الرحاب، رئيسة مجلس الإدارة رحاب وديع أختها وئام وديع المحامية.
أنطلقت شرارات الغضب لتطل عليها من أعلاه لأخمصها بالضيق الذي أستباح أن يتخلل لعقدة جسدها ويطلق شرار التوتر والعرق لتنغمس بدوامة تمنت لسنوات عديدة أن تُمحى تلك الذكرى من ذهنها..
-مالك يا يمنى؟....ده أنتِ اليمن والسلوى المفروض تبقي هينة مش عسيرة...!
بادرت بها "وئام" لتجعل الآخرى أستشاطت غضبًا ولكن تذكرت المقولة "من لا يرحم لا يُرحم" لتندرج مقولة آخرى تذكرها بكتم غضبها "الصبر باب من أبواب الجنة" لتهدأ من روعها وتختار فئة الصامتون، أردفت ال"وئام":
-مالك يا بيبي؟...القطة كلت لسانك؟!...أوووه نسيت أنتِ كتومة طب عمومََا يا حلوة أنا قولت للميس أنك زهقتيني روحي كلميها.
هزت رأسها وتركتها تحترق بداخلها وتتأجج النيران بخلايها دون رحمة وذهبت لمُعلمتها التي فور رؤيتها لها صاحت بها دون أن تُراعي صغر سنها:
-أزاي تزقي زميلتك...ليه بتعامليها وحش وهي طيبة معاكي؟
أتسعت حدقتيها من الذهول لتتشدق ولم تترك للعقل بإجابات آخرى:
-أنا يا ميس اللي بعاملها وحش!!...أنا....
لتقطع حبل حديثها المعلمة بصفعة دوت على خديها أصدرت أنينًا يتلاطم بين الخبايا لينشأ هسترية بكاء مُصاحبة بإغماء عليها.....

-هاتي ملفه...أنا هتولى القضية دي وكلمي الأستاذ عايزة أعرف منه معلومات زيادة.
بادرت بها فور خروجها من تلك البركة الأليمة، أنصاعت لكلام مُديرتها وغادرت لإحضار الملف.

**********
ركبت سيارتها ثم وضعت السماعات بأذنها وفَعلتّ الأغاني ووضعت الهاتف على المنضدة الخاصة به وبدأت تنسجم وتُتمتم ببضعة كلمات مصدرها الأغنيه.
توجهت للجريدة وهمسات التفاؤل تتقافز على ذهنها ولكن للحظة ساورها القلق وبعض الضيق توقفت بالسيارة ونهضت تاركة إياها مُصطفة بالطريق، أوقفت الأغاني؛ ثم أتصلت بــ تؤامها تُحدثها بقلق يحتل باطنها:
-أزيك يا يمنى.
ردت بخفوت وبنبرات ضيق غير ظاهرة:
-بخير يا مريم؛ خير فِي إيه؟
هزت رأسها بالنفي وهي تجيب بكلمات صحيحة:
-لا يا يمنى أنتِ مش بخير شكلك زعلانة....أنا حسيت بيكي.
تنهدت بعمق ثم زفرت بضيق كان يعلو نسبيًا:
-وئام رجعت التاني.
تذكرت تلك المشاهد "مريم" لتأردف "يمنى" دون أن تعطي لها فرصة بالذهاب لها:
-متقلقيش يا مريم أنا هتصرف...بس أنتِ وصلتي ولا لسه؟
هزت رأسها بإيجاب تُجيب سؤالها:
-وصلت أنا قدام الجريدة.
-طيب حلو هحكيلك سبب رجوعها لغايه ما تروحي مكتبك.
بادرت بها، أكتفت "مريم" بالإشارة والتفهم ولم ترد لتُتابع "يمنى" سرد ما حدث لها.

قبل أن تقرع باب مكتب المدير أستطردت بحنو:
- تمام يا يمنى...طب يلا هقفل عشان قدام مكتب المدير.
- طيب سلام.
هتفت بها بتلقائية وأغلقت الهاتف، أستجمعت رباطة جأشها ثم قرعت الباب ليسمح لها المدير بالولوج، ألقت عليه السلام بإبتسامة مُصطنعة مُتألمة ليُجيبها بنفس الترحيب؛ ثم تحدث بنبرة التشويق:
-أكيد أنتِ عايزة تعرفي إيه سبب طلبي ليكي وبالميعاد ده.
هزت رأسها ليُتابع بخفوت:
- قبل كده طلبتي تتابعي قضية شخص أسمه محمود من حوالي سنتين ثلاثة صح؟
حاولت تذكر من هو "محمود" يتواجد العديد من الأشخاص بهذا الأسم؛ أسرع هو الآخر بالإجابة عن سؤاله:
-لما كان متهم بجريمة قتل وأنتِ أصلا مكنتيش بطيقه...جريمة قتل علا؛ أفتكرتيها؟
أومأت بإيجاب فور تذكرها من هو فردت بلهفة:
-طب إيه مشكلته دلوقتي؟

حرك رأسه بالنفي ليجيب على سؤالها مغمغًا:
-مش هو...إبنه اللي مرفوع عليه قضية..معلش الأباء بيورثوا الأبناء أفعالهم.
بآخر جملة أشرقت ضحكته التي كانت لها معنى من حديثه، لم ترد عليه نظرت له فقط تحفيزًا لإكمال حديثه، فـــبدأ بتلو المعلومات بأكملها...
قفز سؤال داخل عقلها لتتفوهه شفاهها متسابقة على الحديث:
-أستاذ...هو حضرتك ليه مش بتحب العيلة دي وخصوصًا محمود؟
ليتنهد بعمق مذكرًا نفسه بالذكريات ليتشدق بلهجة مُقتضبة:
-عشان هو كان زوج أختي...

زهرة الروايات 30-04-20 01:36 AM

الفصل الثاني
****************
الصراحة قد تأتيك بالمصاعب أو بالأحرى بالمصائب..
وأحيانًا تُحملنا الحياة أكثر من قوتنا لتنطبق تلك المقولة "تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن"..
وليس كلٌ منا لديه الجانب الإيجابي خطأ..جميعنا بدون إستثناء لدينا جانب إيجابي وجانب سلبي...وأحسننا خُلقًا من يحاول إخفاء جانبه السلبي...
ملخص الحديث لا تصدق ولا تكذب...ولا تلوم ولا تهمل...كن في الوسط يقبع الخير داخلك ولن تتأرجح بين مظلات الدنيا التي تُعد حُلوة المذاق ومُرة الإشتياق...!
**********
أمسكت بقبضتيها الورقة وظلت تتأمله لعل وعسى ترى ثغرة تستطيع إنتشاله من المأزق، ولكن من حظها العسير لم تجد...ظلت تتأمل المكتب حتى ألتقطت الهاتف ودونت الرقم الموضوع بالورقة البيضاء وأنتظرت الرد:
- السلام عليكم.
ليُجيبها بهدوء وتروي:
- وعليكم السلام؛ مين معايا.
هدأت وتيرة أصواته لترد عليه بــتشنج:
- أنا يمنى المحامية..حضرتك أستاذ سعيد؟
هز رأسه ليقول ترحيب وبتهليل:
- أهلا بيكي أستاذة يمنى..أيوة أنا.
- طيب حلو ينفع يا أستاذ نتقابل الساعه 4 عند كافيه جنب مكتبي.
بادرت بها، أجابها ونبراته كــثلج لا يشعر بقلق أم اضطراب:
- ماشي مفيش مشكلة.
أغلقت الخط وتنهدت بعمق مُحدثة نفسها:
- متقلقيش يا وئام أيامك الأخيرة قربت تيجي..مش أنتِ بتحبي الأذية هوريكي شكلها الحقيقي بالظبط..
ومن تلك النقطة غرقت فِي أعماق ذكرياتها تحاول التجديف محاولة الفرار منها ولكن لا فائدة دون جدوى..
- أهلا يا يمنى...مقولتليش إيه رأيك بالفستان بتاعي؟
بادرت بها وئام لتنظر له يمنى من أعلاها لأخمصها مغمغمه:
- جميل يا وئام.
تأججت تلك الأفكار النارية بداخلها لتصيح بعنجهية:
- طيب لو قولت لمامتك دلوقتي أنك اللي قطعتيلي الفستان!
أنطلقت الصدمة تعبر على مقلتيها وأجابت بخوف:
- طب..طب أنا عملتلك إيه؟
- لا عملتي وعملتي كتير كمان.
بادرت بها؛ ليُرسم الشك والإستفهام على ملامحها المتشدقة:
- عملت إيه؟
-هقولك بعدين.
وبآخر كلمة نفذت ما يدور بذهنها وأتقنت الخطة بدموع التماسيح، ومنذ تلك الوهلة تتذكر كيف ضربتها أمها وأهانتها أمام صديقتها وأختلت بها وضربتها أكثر من اللزوم...وبالإضافة إلى ذلك أصدرت فرمانها المعتاد..الحرمان من المصروف!

**********
أمسكت قلمها وظلت تداعبها محاولة إستخراج الفكرة من عقلها وكتابتها على ورق...ولكن لا فائدة لذلك لن يستطيع أحد إنتشالها من بركة أفكارها التي تدور حاليًا بالمهمة الجديدة..
ظلت تفكر ما الدافع الذي أودى بمديرها أن يكرهه بتلك الشدة ولكن لا إجابة فهو أمتنع عن ذلك السؤال بإجابته.
أتت إليها "تيسير" زميلتها بالمجلة وشريكتا المكتب نظرت لها لتراها تُحدق بفضاء الغرفة، دوى الصراخ التي عاهدته دومًا من صديقتها"تيسير":
- يا مرررررريم.
أنتفضت من مقعدها لترى مصدر الصوت...إنها هي كما عهدتها تُفزعها فِي أكثر الأوقات التي هي تشرد فيها..لتُجيب على ندائها:
- خير..عايزة إيه من مريم.
- لا بجرب الأسم.
بادرت بها بتلقائية فجعلت مريم تستشاط غضبًا لتصب ضيقها عليها مُزفرة:
- مش شيفاني مركزة يا تيسير...ليه تقطعيني؟!
ضيقت عيناها لتستظل بهيئة الحزن هاتفة والضيق يُقطع إحشاءها:
- خلاص أنا آسفة مش هزعجك تاني.
تذمرت جسدها ولم تترك للعقل الإجابة فتحركت الشفاهه مُعتذرة:
- أنا آسفة بس الفترة دي تعبانه منها أوي؛ سامحيني.
تصنعت الدلال وتأرجحت بين طيات السعادة والحزن مُتحدثة:
- مش هسامحك أنتِ أهانتيني.
نهضت عن مقعدها ثم تحركت تجاهها ووضعت يدها على كتفها مُتمتمة بإعتذار:
- أنا آسفة الفترة دي خدت مهمة صعبة أوي ومش عارفة أحلها.
هزت رأسها بتفهم وقالت بعد أن قفزت فكرة بعقلها:
- خلاص وريني الملف وهقولك تعملي إيه وقوليلي التفاصيل.

**********
بعد مرور ساعات العمل عادت الفتاتان مُنهكتان بسبب العمل كالعادة..تقابلا على بناية المنزل وولجا داخله رموا حقائبهم ليتحملها الأرائك بإريحية.
دلفت كل واحدة داخل غرفتها تُبدل ملابسها...

بعد وقت قليل حضرتا المطبخ وقاما بإعداد الطعام مُتشاركتا اللهو واللعب متناسيتان تعبهم منذ قليل، لتبدأ أولى النكت التي بادرت بها "مريم" وهي تغمغم:
- عارفة ليه الظابط شرطة المحقق يعني بيلبس جوانتي وقعت وقوع الجريمة؟
أرتسمت جميع أسئلة الإستفهام على وجهها مُتشدقة:
- ليه؟
-عشان الجريمة بتبقى شائكة وهو مش عايز يتشوك.
بادرت بها لتنقلب جميع كلماتها إلى ضحك وقهقهه بينما الآخرى ردت بكلمات كادت أن تبتلعها بجوفها من الغضب:
- هاها ظريفة..ماسورة ظرف وأنفجرت فيا!
بآخر كلمة وضعت يدها على وجهها تحاول إيقاف تلك -المرارة- كما يدعونها؛ لتزيد من شعلة النار المُصاحبة لبنزين والتي ينتج إنفجار عظيم:
- هقولك نكتة تانيه...مرة برتقانة معصورة والتانية مع فيديو...
نظرت لشقيقتها تُقسم بأنها ستفتك بها إربًا إن تحدثت مجددًا، لتخضع هي لعقلها لترمي -بنكتة- كما يدعون عليها وتغادر قبل قتلها:
- بيقولوا مرة مدرسين رياضة ماتوا وأدفنوا فِي نفس الجبر..وإلى اللقاء مرة آخرى مع نكتي.
وغادرت مسرعه بعد أن ألقت بآخر كلمة ولكن أوقفها صوت وتيرة "يمنى" مُحاولة تهدئة نفسها وتحاول تغير مسار الحديث:
- نقفل على الموضوع يا مريم...عملتي إيه النهاردة؟
- بشوف قضية سعيد محمود المرياني.
بادرت بها مريم، لتتجلى جميع نظرات "يمنى" وأنصبت فِي تركيز آخر...مهلًا أشقيقتها أيضًا ستتولى تلك المهمة؟...لينحرف مسار عقلها وتنطلق الشفاه دون زمام عليها:
- أنتِ بتهزري؟...أنا كمان بشوف القضية دي!

um soso 30-04-20 10:35 AM

صباح الخيرات

عزيزتي طول الفصل له قانون موجود مع القوانين

وفصلك قصير جداااا
وهذا يؤثر جدا على تقييم الروايه
ارجو الانتباه لطول الفصل

تحياتي

زهرة الروايات 30-04-20 09:22 PM

الفصل غاليتي لايت عشان رمضان

زهرة الروايات 03-05-20 04:32 AM

الفصل الثالث
*************
من منا تمنى أن ينول حقه ولم ينله؟!
كم شخص رأى حقه يُهدر وعجز عن مناصفته؟!
ما عدد من تخشمت عضلات قلبه وهو يبكي ودموعه لا ترحمه ولا تتركه بلا هوادة وهو يرى سيلان حقه لا أحد يدافع عنه؟!
الرحمة والضمير هبة من الله لا يعطيها إلا لمن يستحق وتلك العملة أصبحت نادرة فِي زمن تغلب فيه عُماة القلب ومُنازعين الروح عن الضمير الحي والفطرة السليمة!
ملخص الرواية من بدايتها لا تترك نهايتك بيد أقرب أحباءك فالطعن يأتي منهم قبل الغريب!
*******
بدأت الفتاتان يتجادلات بعنجهية مُتناسيين وضع القضية ومتذكرين وضع عدم إخبارهم لبعض، صاحت "يمنى" بغضب أحرق دواخلها جعلها تستشاط كبركان نار توالت صيحاته:
- أنتِ إزاي متقوليليش..؟!
لتبادرها "مريم" بنفس اللهجة التي تجعلها تنبض نارًا وتضخ ضيقًا:
- وأنتِ إزاي برضو متقوليليش..!
أنتفضت "مريم" عن موقعها وغادرت والغضب يحرقها ويمزكها إربًا بدون أن يرحمها حتى، وقامت بنفس تلك الطريقة "يمنى" وأوصدوا غرفتهم بعناية وقبلها أغلقوه بشدة كاد أن يتحطم فيها؛ ظلوا يغمغمون وطرقات قلبهم تتضاءل حركتها فيساهمون فِي النوم ولو قليلًا..
وهمسات الظلام تلاحقهم من أبعد بقاع الأرض أتت إليهم تحاول إراقة نومهم ولكن بالأخير فشلت..

**********
تمايلت تموجات النهار لتسطح على وجه "يمنى" جعلتها تتمايل فِي الفراش وهي تتذكر أحداث البارحة؛ أنتفضت من النوم مفزوعة عاقدة العزم على ما يدور بعقلها ويجب عمل "المجلس"...
للحظة فقط تذكرت تلك الكلمة لتجعلها تغوص بخلايها تُذكر نفسها ماذا يُعد ذلك المجلس؟
لهمسة واحدة علمت من هو الخطأ وما هو صوابه...كان يجب إحلال المجلس لتعلم الأسرار المدفونة داخل شقيقتها..
تنهيدة طافت بعبق ذكريتها جعلت الأنشودة وروائح الماضي تعود...
كم عدد المرات التي فعلوا فيها ذلك ال"مجلس" كان ذلك البند من تلك الإتفاقية...إتــفــاقــيــ� � تــــؤام!
وكان ذلك البند عبارة عن جلسة بنهاية الأسبوع يروي فيها التؤام ما حدث له منذ أن عقد آخر مجلس من صبيحة الأسبوع الذي يسبقه...كان عبارة عن كما يدعون -فضفضه- يرمون ما بجعبتهم ليرووا ظمأ الحزين الذي تضج شفاهه بحديث الكلام..
تتذكر آخر مرة عقد فيها ذلك المجلس كان من سنوات عديدة تخطت حاجز الخمس سنوات الفائتة ليدور الحل داخل ذهنها ويصنع لها كافة الحلول لعقد السلام فيما بينهم فخرجت الشفاهه تحدث نفسها بدون أن يعي العقل بإنفلات الأمور عن زمامها:
- عرفت الحل...لازم أكلم شوية مع مريم.
فور إنتهائها بإلقاء آخر كلمة نهضت من فراشها متوجهة نحو غرفة شقيقتها.

بعد مرور دقائق معدودة أجتازت لغرفة شقيقتها تقرعه عليها ولا فائدة للولوج بسبب إنه موصود.
ضربت الباب وحنجرتها يعلو منسوبه تدريجيًا:
- أفتحي يا مريم...عايزة أتكلم معاكي شوية.
وبالفعل إنصاعت بما قالته لها "يمنى" لتفتح بؤرة الباب بتمهل وتديره بحذر فسقطت أولى نظراته على شقيقتها التي تجاور الباب..حركته بتمهل ثم فتحته على مصرعيه..
دلفت "يمنى" بالداخل وثم حلت عقدة لسانها وتفوهت بهدوء يستنبط داخلها:
- تعالي نتكلم شوية وهحكيلك الموضوع كله وإيه التفاصيل وإيه سبب تولي القضية دي وأنتِ نفس الكلام؛ موافقة؟
هزت رأسها بتفهم فولجوا للداخل يجروا تفاعلتهم مع الموضوع ويكشفوا عن سبب رغبتهم وتعلقهم بذلك الموضوع خصوصًا...

*******
-المهم مصلحتي تبقى موجودة وقت ما أخلص العملية دي.
بادر بها شخصٌ ما، لتُجيبه إمراءة قسمات وجهها مُتهجمة مُصاحبة بالإيماءة:
- مصلحتك هتوصل أول ما تخلص العملية.
هبت تنهض عن موقعها وكادت أن تغادر المكان ليتشدق بلهجة غريبة:
- على فكرة يا أستاذة قتل التؤام هيخلي الشرطة تفكر فيكِ وتحقق معاكوا ولو مسكوني هعترف بكل حاجة.
نظرت له والغضب يتفاقم معها والخبث يدثر داخلها:
- متقلقش من الناحية دي أنا مظبطاها كويس، عيب ده أنا أتعلمت منهم الصنعة صح.
تبدلت ملامحه ليطرق دون أن يهتم بحديثها:
- تمام أبعتيلي الرسالة بليل على ميعاد العملية وموقعها.
بآخر كلمة هزت رأسها وغادرت وغادر هو تباعًا لها ولم يعبء ولم يشغل باله من هؤلاء...وماذا فعلوا لها لقول ذلك..أهتم فقط بجشاعة الأمول ولم يطرأ فكره ما المشكلة..هو رجل المهام لا يفكر ولا يخطط يُنفذ فقط.

*************
تقابلا عند ذلك الكافيه ورحبا ببعضهم لتدلف هي ويليه هو...وبالمقابل جلست أولًا ثم هو..
بدأ بجملته المعتادة والمعهودة:
- تشربي إيه يا أستاذه يمنى؟
هزت رأسها باللامبالاة متُشدقة دون أن تُعير للموضوع إهتمام:
- أي حاجة...أستاذ سعيد أنا مش داخلة أشرب أو لأ...عايزاك تبلغني بكل التفاصيل عشان القضية بعد بكره وعايزة أعرف هقول إيه للمحكمة.
أومأ بإيجاب فأطرق بإيجاب ولم يترك كلمة ما بجعبته يحتفظ بها:
- مفيش مشكلة أستاذة يمنى...مش هيفرق...هحكيلك كله.
وبدأ بسرد ما فعله منذ بدايته فِي ذلك المجال لحتى ذلك اليوم...حركت أهدابه ليأردف مُتابعًا:
- عندي إستفسار...لو التهمة ثبتت عليا إيه العقوبة؟
تداركت أفكارها قليلًا تفكر بالإجابة فغمغمت بها له:
- مبدئيًا اللي قولته هيحسن موقفك فِي القضية..والمفروض مباحث الأموال أصدرت قانون العقوبات 1/3/1943 صادر في 340 مرسوم ومدة العقوبة تتراوح من 10 أيام لثلاث سنوات؛ وعشان تطمن نفسك أقصى حاجة هتحصل هي غرامة ما بين ألفين تلاته لخمسة مش كتير يعني.
هز بتفهم وبآخر كلمة هي قذفتها أرتدت نظراتها ثم نهضت مُتشكرة له:
- شكرا لحضرتك...عن إذنك.
نهض مُسرعًا وتسابق الكلام على شفاهه وهو يؤكد عليها:
- متأكدة من كلامك يا أستاذه يمنى؟
أومأت بإيجاب واستطردت ببعض الكلمات التي كانت تحتوي ببضعة غرور:
- لو مكنتش متأكدة مكنش زماني بنيت أسمي يمنى عبدالعزيز ولا كان عندي بدل المكتب ألف، المهم تيجي أنت فِي ميعاد الجلسة عشان متحصلش مشكلة.
غادرت المكان بهدوء وهي تضع قدم أمام أخرى وتتحرك صوب سيارتها.

**********
- يا أستاذ ممدوح الموضوع محتاج تغطية كبيرة جدًا..محتاج برامج وصحافيين ومكاتب وعدد كبير عشان الموضوع يترفع لقضاء الدولة.
بادرت بها"مريم" وهي تحدق بمديرها لينشأ قوله الإعتراضي والغير مُتفهم:
- لا لا لا بتقولي إيه؟...الموضوع مش محتاج للحاجات دي أنتِ بس تعرف الأخبار فِي الخفاء وتجهزيها وقبل ما تحصل المحكمة تطلعي فِي بث وتقولي كل الحقايق وبالتالي هتحصل شوشرة فِي الموضوع ويلبس هو فيها.
أعجبتها تلك الفكرة التي حفظتها بعد إلقاءه عليها وهتفت بتسم وسعادة:
- شكرًا يا أستاذ خالد...بس ليا طلب عندك.
- اتفضلي.
بادر بها وضُيقت حدقتاه لتتسع إبتسامتها الصفراء التي لا تبشر بالخير:
- لغايه دلوقتي حضرتك رافض تقول السبب.
أطلق تنهيدة حُملت بين طيات الآلام لسنوات وعثر عليها بين ضجيج روحه وشرنقات قلبه بذلك اليوم لم ترحمه فخرجت إجابته لجميع تساؤلتها:
- الحكاية كلها أبوه خان أختي وخد كل أملاكها وهي وقفت تضدنا عشانه لما خد أملاكها وذلها معرفتش ترجع لينا والكل يعاتبها وشافت أسهل قرار ليها تنتحر...
صدمة أعتلها...كيف لتلك المرأة العشرينية أن تموت بتلك السهولة...
كيف لم تنتظر أن ترى حقها يأخذه رب العباد بإنهيار آمبراطورية المرياني مما دفعه بالزواج من إمراءة أكبر منه تذله وتُهينه وبالأخير أنجبت منه للحفاظ على أملاكها...
وكم من الآه المتحشرجة لثمت داخلها لتصبح وصمة ألم لن تستطيع إزالتها...
تنفست الصعداء وهي تحدثه وعباراتها أحتوت على البكاء والإرهاق:
- أنا آسفة...بعتذر مكنتش أعرف.
هز رأسه بتفهم وهو يقول وتحول حديثه لفحيح الأفعى:
- إعتذارك ده هيبينلي فِي الجلسة.
أومأت بإيجاب والفرح يتقافز بأطراف مقلتيها وأطرقت بهدوء:
- متقلقش يا أستاذ ثق فيا!
نهضت بآخر كلمة وكادت أن تذهب ولكن منعها حكاية تداركت بعقلها فأرادت أن تقول:
- صحيح يا أستاذ أنا مقولتلكش اللي قالتهولي يمنى...ممكن يساعدنا أوي.


الساعة الآن 03:07 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.