آخر 10 مشاركات
إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وحدها تراني (19) من سلسلة لا تعشقي أسمراً للكاتبة المبدعة: Hebat Allah (كاملة&مميزة) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الحارس ومملكة الورود (3) لكاتبة: P.C. Cast كـــاملة *مميزة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          274 - رماد الحب - آليسون فرايزر (الكاتـب : عنووود - )           »          271 - لحن الشتاء - كاتى ويليامز (الكاتـب : حنا - )           »          264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين (الكاتـب : hAmAsAaAt - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-18, 11:24 AM   #1

دالياالكومى

كاتبة في منتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 381369
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » دالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond reputeدالياالكومى has a reputation beyond repute
افتراضي ومنك اكتفيت -ج2 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط)








كيف القمرات ..
اليوم جيت لكم برواية هي الجزء الثاني من عطر القسوة يارب تعجبكم



ومنك اكتفيت فقلبي لم يعد حمل قسوتك .. وحبك اضننانى حتى انت ضلوعى وبت علي وشك كراهيتك .. وبين حب وكراهية ومشاعر مرتبكة بحثت عن طريقٍ التمس فيه حرية فلم اجد سوى طريق هجرك .. قد يكون الحب سببًا للخضوع وقد يكون سبيلًا للشموخ والاختيارات جميعها متاحة .. فسئلت نفسي حينما حانت لحظة الاختيار " هل سأظل احبك رغم ما كان ؟؟" فكان الجواب علامة استفهام ..


الجزء الأول من السلسلة:

عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط

الجزء الثالث من السلسلة:

عطر الخيانة -ج3 من سلسلة عشق من نار-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى











كتابة وتدقيق لغوي : داليا الكومى
تصميم متكامل: DelicaTe BuTTerfLy
تعبئة وتنزيل الفصول: Just Faith






الإهداء والفصلان الأول والثاني
الفصلان الثالث والرابع
الفصلان الخامس والسادس
الفصلان السابع والثامن
الفصلان التاسع والعاشر
الفصلان الحادي والثاني عشر
الفصلان الثالث والرابع عشر
الفصلان الخامس والسادس عشر
الفصلان السابع والثامن عشر

الفصلان التاسع عشر والعشرون

الفصلان الحادي والثاني والعشرون
الفصلان الثالث والرابع والعشرون
الفصلان الخامس والسادس والعشرون

الفصلان السابع والعشرون والخاتمة



كل يوم فصلين كاملين




رابط التحميل


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



لا تنسوا جميلتنا داليا من دعمكم و تعليقاتكم...
دمتم بأمان الله ورعايته...























التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 06:05 PM
دالياالكومى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-19, 05:20 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فرحانة كتير بالجزء الثالث
داليا انت قلم مميز لحد السحر

في انتظارك دائماً
شكرااااااااااااااااااااا فاتي الريشة الباهرة على التصميمات الرائعة

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووه




Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 03:52 AM   #3

Refat hasan22

? العضوٌ??? » 437282
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » Refat hasan22 is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظااااار مبروك الجزء الثالث😍

Refat hasan22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:52 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

إهداء
اهداء إلي ارواح تعرف نفسها..
فسلامًا علي ارواح كلما تباعدت المسافات بينهم زادها البعاد اشتياقًا وعادت اشد لهفة للقاء ..
ومنك اكتفيت



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:21 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:53 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
في مجلس الشيخ
كانالتوتر هو الجو السائد في كل الجلسة والصمت كان عميقًا لدرجة حبس الأنفاس ,, الجميع يعلم كم سيكون حكمه قاسيًا كعادته في الفترة الأخيرة لكن من يستطيع الاعتراض علي حكم كبير السمالوطية وزعيمهم بالوراثة وبالقوة ..
من يضاهيه في القوة وخصوصًا بعد القوة الهائلة التي اكتسبها مؤخرًا والتي اثبتت أنه قد قُدَ من حجر صوان بزيه الصعيدي التقليدي وعمامة الرأس وعصاه الآبنوسية الفاخرة,, تحول رهيب من المهندس المتحضر ورجل الأعمال الأنيق للصعيدى ذو العقل المتحجر حاكم النجع ومالك العصى الاثرية التى تعود لحقبة تاريخية ما وجدها في اثناء غزوه لاحدى المقابر الفرعونية .. وبكل اشارة بها كان وكأنه يحكم الكون من علي مقعده العالي ذو الاطارات العاجية التى ربما صنعت من انياب فيل حقيقي صرعه بيديه ..
منذ أن اصبح كبير السمالوطية رسميًا وهو يحكم علي الجميع بأقصى انواع العقوبات بلا استثناء وحادثة فالح السمالوطى الذى يعتبر من اقرب ابناء العمومة مازالت في الاذهان .. فعندما يحكم علي ابن عمه بدفع تعويض كبير لاهل فلاح بسيط لمجرد أنه دفعه بعصى الركوب خاصته يكون بذلك يدخل السمالوطية لعصر جديد يتساوى فيه الجميع ماعداه ..
واليوم بالتحديد يومًا غير اعتيادي فكبير عائلة البهنساوى سيحكم عليه في هذا المجلس العرفي وبحسب احكام الشيخ القاسية في الآونة الاخيرة توقع الجميع أن تقوم الحرب بين السمالوطية والبهنساوية والتي كانت قد خمدت منذ بعض الوقت .. وسيشتعل اتون الحرب من جديد ..
وبصرامة لا تحمل مجالا للنقاش وبصوت حاسم اتخذ قراره فعليًا قبل حتى أن يبدأ المجلس وسيعلنه تباعًا
بعدما يجرد رضوان من كل دفاعاته ,, ليقول بغضب ..
- أنت اخطئت بالري في غير الأيام المخصصة لك .. كيف تتجرأ وتفتح بوابة الري بدون اذنى ..
من يظن نفسه معتصم السمالوطى ليحدثنى هكذا ؟؟!!
- اذنك ؟؟!! هذا كان في الماضى أيام العبيد يا رجل .. كيف تحدثنى هكذا؟؟
أنت لا تحكم النجع يا سمالوطى .. مياه الترع الآن توزع بالمحسوبية وترعتكم لها النصيب الأكبر من المياه .. انظر إلي حالة اراضيكم ونضارتها وخصوبتها ووفرة انتاجها وحالة اراضينا .. سأفتح البوابة متى شئت ولن تستطيع منعى ..
نظرته التى شملت كل الحاضرين في جولة سريعة علي الوجوه كانت تحمل اكثر بكثير من مجرد التفحص .. كانت تحدد من معه ومن لا .. من سيتجرأ علي الانضمام للبهنساوى والوقوف في وجهه .. وعلي الرغم من أن كلام البهنساوى يحمل بعض الحقيقة إلا أن الجميع سيختار الجبهة الاقوى بالتأكيد " جبهته "
قرار وسيتخذه مهما حمل في طياته الكثير من العواقب .. في مجلسه لا مجال للتهاون أو التراجع .. لو فتح الباب للتمرد لن يستطيع قفله مجددًا وستخرج الامور عن السيطرة .. ضربته التى سيوجهها له الآن لابد وأن تكون قاضية حتى لا يكون لرضوان صوت بعد ذلك ..
صوته خرج كالجليد وهو يقول ..
- ستترك مكانك في المجلس العرفي يا رضوان لأي فرد اخر تختاروه من عائلتكم .. ولن تروي ارضك في دورها القادم .. ستفوت دورة .. وليكن هذا انذارك الأخير .. المرة القادمة بالتأكيد ستندم اذا ما اعدت ما فعلته ..
الصمت السابق تحول لضجة عاتية وهمهمات عديدة .. اغلبية المجلس مع السمالوطية لكن القليل من العائلات
تتبع البهنساوية حتى ولو بالهوى ...
ورضوان البهنساوى هو كبير عائلة البهنساوية,, الشيخ كان لا يعاقبه لريه الأرض فقط بدون اذنه بل
يكسره .. عندما يجبره علي ترك مكانه في المجلس العرفي الذى يرأسه رؤساء العشائر واحلال بهنساوى اخر اقل شأنًا منه ليشغل مكانه يكون بذلك يجبره علي التنحى عن رئاسة كل عشيرته والبديل التخلي الكامل عن مقعد في المجلس كانت تشغله عائلة البهنساوى المعارضة .. لعبها ببراعة السمالوطى الكبير ومرمغ بكرامة البهنساوية في التراب ..
- من تظن نفسك لتحكم هكذا ؟؟؟
الثورة العاتية التى تحدث بها قابلها معتصم ببرود يحسد عليه ..
- أنا فقط انفذ الأحكام العرفية التى يخول لي منصبي تنفيذها وعلي كل حال كالعادة سنلجأ للتصويت .. سنفتتح التصويت فورًا,, الموافق علي قرارتى يتفضل برفع يده ..
البقاء للاقوى أو في العصر الحاضر اصبح الذكاء شرطًا للبقاء بجانب القوة
" البقاء للاذكى" من سيتخذ جانب رضوان الآن سيعاديه هو شخصيًا ..
ربما يريد الكثيرون التمرد لكن الاحكام العرفية تكبلهم ورضوان بؤرة اكيدة للتمرد ووضعه القدر في طريقه علي طبق من ذهب " جلبه لنفسه " اذًا فليتحمل العواقب ..
الكفوف التى ارتفعت خذلته بالتأكيد لم ينكس سوي كف رضوان فقط في اعتراف صريح بسيادة معتصم السمالوطى شيخ الشيوخ علي الرغم من سنه الصغير ..
سيادة اكتسبها بالوارثة وصقلها بالخبرة والآن دعمها بقلب ميت ..
ويأتى التصويت لصالح قراره ليحسم الأمر وعلي البهنساوية التنفيذ وإلا اتهموا بمحاربة المجلس العرفي ورفض قرارته التى تعتبر سيف علي رقاب الجميع ..
المجلس الذى يقام بصورة دورية كل شهر وبصورة استثنائية اذا ما استدعت الظروف عقد اليوم بعد صلاة
الجمعة لمناقشة ري رضوان لارضه وانتهى بصورة كارثية وحكم عنيف والسبب في عنفه المبالغ فيه اليوم
ذكر اسم الحقيرة علي الصباح مع خيط قوى ربما يقود إليها هذه المرة ..
وفي حركة مفاجئة غير محسوبة نهض رضوان ليهتف بغضب عاتى .. - كان اولي بك أن تحكم علي زوجتك الهاربة .. أنت فقدت هيبتك بفرارها .. أي شرف اصبح لديك ولديك زوجة تقيم خارج منزلك والله اعلم بما تفعله؟؟
الأمر لا يحتاج للكثير من الذكاء لنعلم أنها اصبحت عاهرة بلا شرف ..
كبت السنوات تحرر اخيرًا ليجد ضالته في وجه رضوان ..
" عاهرة هاربة " هذا فعليًا هو ما اصبحت عليه الحقيرة
شيرويت
اللكمة التى بقوة الف مطرقة حديدية هشمت انفه وادخلته في غيبوبة ربما لن يستيقظ منها يومًا ..
**
دولة داخل دولة وقوانين تُفرض بحد السلاح وبقوة العشيرة .. وانتقال رضوان للمشفي وعلاجه تما في سرية تامة .. ربما ينوى الثأر لكرامته لكن بالتأكيد ذلك لن يكون في محضر رسمى يروى فيه اقواله ويتهمه بضربه .. كرامته تأبي أن يعترف بضعفه وهزيمته أمامه بكل الطرق لكنه يتوقع ما أن يسترد عافيته سيبدأ في بخ سمه ويتوقع أن تكون ضربته القادمة مؤذية وللغاية .. علي كل حال هو من لعب في عداد عمره حينما ذكرها .. ألم يعلم أن ذكرها محرم .. ؟؟
احذيته التى اهترئت من البحث عنها تشهد علي اصراره لكنها كانت كالسراب وتبخرت في العدم, لكنه لن ييأس .. يومًا ما سيجدها وسيجعلها تندم وتدفع الثمن عن كل لحظة ذل قضاها بسببها .. هى من صنعت معتصم
الجديد ويجب أن تجربه بكل قسوته .. صنيع يديها فهل لن تكوي بنار صنيعها ؟؟!!
فى طريق صعوده لجناحه الخاص استوقفه احد الخفر ليقول باحترام ..
- يرغب جدك بالتحدث إليك
سيدى ..
بدى التذمر علي وجهه لا مزاج له اليوم بمهاترة كلامية اخري مع جده العجوز " مقداد " .. صحيح أنه ناهز السبعين لكنه بصحة جيدة جدًا واختياره للانعزال في مجلس الضيوف الملحق بالمنزل كان بمحض ارادته ..
كان شبه اكيد من أنه يتصنع المرض ربما ليتفادى الصدام معه ومع والدته التى اصبحت قاسية بالكامل حتى في معاملتها لوالدها العجوز .. لاشك في أن طلباته واحتياجاته مجابة بالكامل بما يتناسب مع وضع ومكانة جد كبير البلدة لكن الاحتياجات العاطفية سقطت من حساباتهم منذ زمن حتى لم يعودا يتوقعا أن يطلبها احدهم ..
تجاهل حديث الخفير واكمل صعوده للدرج حتى استوقفته دقات غاضبة من عصى متينة خرقت الأرضية خلفه .. وعلي الفور علم مصدرها ..
تجاهله لجده اغضبه بشدة وجعله ينسي تصنعه للمرض ويعود بكامل صحته واخر ما كان يتوقعه أن يبدأ جده في
اهانته أمام الجميع ...
- ألم ارسل في طلبك يا ولد ؟؟ ألا يوجد أي احترام لجدك ؟؟ الم تتعلم اصول التربية يومًا ..؟ قد لا اكون
احمل لقب السمالوطى كعائلة والدك واصولي متواضعة بالطبع لكنى اظل جدك ويجب عليك احترامى وإلا
هشمت انفك المتغطرس ذلك بعكازى القديم حتى اعيد إليك عقلك ..
فورة غضبه قد تهدم المنزل الآن لكنه تمالك اعصابه .. ووجه غضبه للخفر ..
- اخلوا المكان فورًا..
وليكمل جده حصة سلخه بلا رحمة ..
- معتصم أنت الآن تتقمص شخصية جدك عفيفي رحمة الله عليه بكل قسوته وعناده .. خفف من قسوة
قلبك يا ولدى فالناس لديها قلب واحد وسيحاسبك الله علي كسر القلوب .. والدك وعمك عزيز لم يكتسبا أيًا من صفات السمالوطى السيئة فلماذا اكتسبتها أنت مجتمعة ؟؟
والده !! وزواجه المفاجىء من ابنة الخفير العجوز الذى صدم الجميع .. والدته لم تكن يومًا تملك الحسب أو النسب لكن والده تحدى الجميع وتزوجها رغمًا عن انف والده حتى أن الجميع اعتقدوا أنها لجئت للسحر لايقاعه في شباكها ..
- قد اكون شريكًا في الجرم لصمتى سنوات علي قسوة ابنتى التى زرعتها فيك لكنى لن اصمت بعد الآن هل تعلم لماذا ؟؟ لانى كنت اقدر والدك واحمل له كل الحب والتقدير واعلم انك مغبر بترسبات لا دخل لك فيها لكن لو نبشنا تحت الرماد سنصل لمعدن جيد .. أنت يركبك الغرور وتتصرف بطريقة هوجاء .. لماذا فتحت علينا وبال الحرب مع البهنساوية ؟؟.. ألم نكتفي من الثأر والدماء وفقدان الرجال في الماضى لتعود أنت وتشعل فتيل الحرب ..؟؟
احتلك الكبر والغرور فحقرت من كبيرهم وقمت بضربه أمام الجميع في تحدى سافر لمكانته .. تتصرف وكأنك انسان الغاب بدون أي تفكير وتعبث بهرواتك الضخمة وتصيب الوجوه بلا رادع أو ذرة تعقل ..
لو ترك له مجال الحديث فسيؤنبه كطفل صغير مذنب ضُبِط َبالجرم المشهود.. وربما لو استفاض وتحدث بصوته المريح فسيجعله يندم علي قرار اتخذه وذلك مطلقًا ليس من طباعه .. الندم هو اخر شعور يراوده .. بالتأكيد لأن كل قرراته مدروسة وعقلانية ولا مجال فيها لحديث القلوب الهش الذى يؤثر سلبًا علي قرارات الرجال .. لكن منذ متى وعائلة والدته لها دور في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية التى تحدد مصير البلدة وعشائرها .. ؟؟
القرارات التى قد يضطر الاعلي شانًا لاتخاذها بالتأكيد لن يفهمها من لا سلطة له ولا مال .. من اعتاد العمل
للغير واطاعة الاوامر ..
ولتفلت منه كلمات قاسية لتكملة يومه السيء ..
- منذ متى يا جدى تتدخل في قرارات المجلس العرفي ؟؟ أنت لن تستطيع أن تفهم لأنك يومًا لم تكن في
السلطة واعتدت علي خدمة الغير دائمًا ..
لن يخطىء في فهم نبرة الانكسار في صوت جده الواهن الذى علق بمرارة...
- نطقتها اخيرًا يا نسخة جدك , انتظرت سنوات حتى يأتى هذا اليوم الذى تعايرنى فيه بتواضع اصلي كما كان يفعل هو في كل وقت .. بالطبع من أنا لاتحدث مع الأسياد أو اعارضهم .. لكن اعلم اننى ما نصحتك إلا لمصلحتك الخاصة فأنت قطعة منى شئت أم ابيت ولم اتمنى أن تكون قطعتى مكروهة كراهة الحنظل .. توسمت فيك الخير والقوة وانتظرت أن تعدل وتصون النعمة التى اختصك الله عز وجل بها لكنك خذلتنى .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ))..
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )) .
صوته الذى يتلاشي مع خطواته المبتعدة اعادا إليه صوابه جزئيًا .. ماذا فعلت أيها التعس ؟؟ هل عايرت جدك بأصله المتواضع حقًا؟؟ هل حقًا تجرأت وفعلت وقللت من شأن جدك ؟؟ .. اليوم السىء لا يريد الانتهاء كعادة كل يوم يذكر فيه اسم شيرويت ..
**
كانت تعلم أنه اليوم بالخصوص غير قابل للنقاش فكيف ستسأله عن سبب سفره هذه المرة ..؟؟ انباء ما حدث صباحًا في المجلس العرفي تتناقل بسرعة البرق وقرار جريء قاسي كالذى اتخذه اليوم لابد وأن يكون درسه جيدًا واعلنه بقلب كالفولاذ وتخشي حتى من اثارة غضبه بعد ذلك التحول الخطير في شخصيته الذى ظهر جليًا اليوم معلنًا عن ميلاد عهدًا جديدًا من جبروته ..
منذ أن علمت بنبأ سفره وهى تغلي من داخلها ,, بالتأكيد سيذهب للبحث عنها كعادته خلال السنوات السابقة .. لم تفلح خلال سنوات في جعله ينساها وينسي رغبته الملحة في ايجادها .. هل هو يبحث عنها بغرض الانتقام
كما يزعم أم أنه مازال اسيرًا لهواها ..
استخدمت كل وسائلها كأنثى وزوجة لاخضاعه لكنه لم يخضع يومًا ولم يشفع لها دعم حماتها ولا انجباها الذكور في جعلها زوجة برتبة حبيبىة أو حتى تشعر بالامان .. كانت فقط زوجة أمام الجميع وظل قلبه مغلق دونها .. مغلق علي ما يعتمل بداخله من مشاعر تخيفها من قوتها ومن لهيبها الذى له وهج تشعر به كلما اقتربت منه .. ودائمًا مهددة بطيف الهاربة يؤرق عيشتها وينغص مضجعها ..
واليوم ربما لو اغرته بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة فسيأجل سفره وتدريجيًا سينساها ويستسلم لفكرة رحيلها واختفائها من حياته للأبد ..
قميصها الأحمر الزاهى الشفاف الذى كشف عن معظم جسدها,, وشعرها الذى تركته حرًا طليقًا ربما سيقنعانه بالبقاء .. لا مجال للمقارنة بينها وبين شيرويت بالطبع,, لا في جمال الوجه ولا كمال الجسد ولا التعليم والثقافة لكنه تتفوق بمراحل في اتقانها للخضوع .. هى تريده بكل جوارحها والخضوع هو سلاحها الوحيد لنيل حبيبها.. ماذا جنت المتمردة من تمردها عندما تركته بالكامل لها ..؟؟
خطتها مع خالتها التى خططتا لها لسنوات لايقاعه ساهم تمرد الغبية في انجاحها لولا عناد شيرويت لما كانت حظيت بلقب زوجته وأم ابنائه ...
في النهاية اصبحت زوجة الشيخ ولها كل الاحترام والمكانة .. زواج خالتها من والد معتصم كان كالحلم بالنسبة
لكل عائلتهم وانتشلهم من الحضيض ليصبحوا في مصاف القوم وكان لابد من زواجها هى أيضًا من معتصم نفسه لترسخ تلك المكانة وتمحو كل اثر للماضى من سجلاتهم .. منازلهم الحقيرة استبدلها معتصم باخري لائقة لتتناسب مع مكانته واعطاهم الأراضى ليصبحوا من الأعيان بدلًا من أن يكونوا اجراء للاخرين كعادتهم .. كانت مغامرة مليئة بالمخاطر واحتاجت منها لصبر سنوات وهى تعلم ما في نفسه فاتقنت لعبة الضعف الظاهرية لاغراءه ونجحت في اقناعه بصلاحيتها لشغر دور زوجته ..
بالتأكيد لن تستسلمى الآن بعدما قطعتِ معظم المهمة ؟؟ هل مللتِ من محاربة شبح ؟؟
حينما كانت شيرويت حاضرة كانت محاربتها اسهل بكثير وكانت تتصيد اخطائها التى كانت بالنسبة إلي معتصم لا تغتفر فكانت بمساعدة خالتها تصب الوقود علي النار .. أما بعد رحيلها فعليها محاربة طيفها في انفاس زوجها التى لا تخلو من رائحتها ومحاربتها في فراشهما حينما يلفظ اسمها في نومه ..
خطواته التى تقترب صَاحَبها استعدادها التام واستنفار لكل حواسها لتقابله بابتسامه مريحة وتحية خاصة تمتص بها الشررالذى يتطاير من عينيه وتقوده ليجلس علي مقعد مريح في زواية الغرفة وتتربع أرضًا تحت قدميه في خنوع مدروس ..
- الماء الساخن لسيد الرجال يطيب الام الساقين ويريحك من اجهادك ..
وبحركة مغرية كشفت عن ساقيها والتقطت قدميه تحررها من حذائه ذو الرقبة العالية قبل أن تضعها في الصحن النحاسي وتبدأ في رفع الماء الساخن من الصحن بيديها بحركات مريحة في ظاهرها غاوية في باطنها ..
- الملح يشد الارهاق من ساقيك معتصم لكن كيف اريح عقلك الذى لا يهدأ ..
اغماضه لعينيه كان دليلا واضحًا علي نجاحها في خطتها وبداية استرخائه وشيكة ويتبقي فقط اثارته لاقصى درجة لتصل حيث تريد ..
بوادر النجاح تشجعها للاستمراروالطمع اكثر واكثر في استمالته كليًا وحينما ارتفعت بكفيها لأعلي وهى
تزيح جلبابه في حركات مثيرة وجدته يتشنج قليلًا تحت لمساتها المثيرة ..
- ربما اعلم ما تحتاجه الآن بالتحديد ..
لكن كل طموحاتها انسحقت بل ونسفت تمامًا حينما علق بكل برود..
- احتاج إلي النوم .. اريد النوم باكرًا لأحصل علي بعض الراحة .. طائرتى في الفجروبعدها تنظرنى طائرة خاصة في مطار القاهرة .. لا اريد أي مكالمات أو ازعاج اليوم اغلقي الباب خلفك عند مغادرتك ولا تزعجينى مطلقًا بأي مشاكل ..
كتمت صرخة القهر وهى تحاول التظاهر بالدهشة من نبأ سفره فآخر ما تريده هو أن يعلم عن جواسيسها التى تستميلهم لصالحها فتخسرهم وتفقد مصدر معلوماتها ..
- هل ستسافر ..؟؟
- نعم ..
- إلي أين ؟؟
- العديد من البلدان لا اعلم بالتحديد ..
- وهل ستغيب ؟؟
- لا اعلم أيضًا ..
- اذًا ربما تستطيع اصطحابي هذه المرة ..
كعادتها كل سفرية تطالبه باصطحابها ألا تيأس من الترجى ؟؟
بدى الضيق علي وجهه ليقول بتأفف واضح ..
- أنها سفرية خاصة بالاعمال لا الترفيه عبلة ولا مجال للسيدات فيها ..
لتسأله بمرارة عجزت عن اخفائها ..
- ومتى الترفية معتصم ؟؟ لا اتذكر حصولي عليه مطلقًا ..
- لاحقًا عبلة لاحقًا .. الأعمال تأتى في المرتبة الاولي دائمًا,, وأنت تعلمين حجم مسؤلياتى ..
الغيرة نار حارقة تكوى الضلوع .. موت بالبطىء وتلغي العقول معها لتجد نفسها تصرخ بقهر ..
- هل هى سفره للاعمال حقًا معتصم أم أنك مازلت تبحث عنها ..؟؟ هل مازلت ترغبها بعدما هجرتك
وفضحتك وسط الرجال ؟؟
كيف فلتت منها تلك الكلمات وهى التى تجاهد لسنوات لتتفادى ذكرها .. الآن ستوقظ الأسد الجريح وعليها تحمل انيابه التى ستنهشها بلا رحمة ..
غيوم وامطار وبرق ورعد واعاصير وبراكين ثائرة اختبرتهم في اللحظات القليلة التى صمت فيها قبل أن يستعيد رباطة جأشه ويقول بغضب هادر ..
- غادري لغرفتك الآن فورًا وإلا اقسم أنك ستندمين لما تبقي من عمركِ ..
**
الناراللاهبة التى تعتمل بداخله بلغت اشدها .. قضى ابشع شهور يتلظى في الجحيم تلك التى تلت رحيلها وكل دقيقة تمر منذ رحيلها تزيد من عتامة روحه .. سنوات وهو لا يعلم أين هى أو ماذا تفعل وكلما ظن أنه تتبع اثرها لايجد سوى السراب .. كيف اختفت وأين ذهبت؟؟ وكيف لا يجدها وهو كرس سنوات من عمره واموال طائلة كى يعلم مصيرها ..
هى بالتأكيد مازالت حية .. أنه يشعر بانفاسها في الحياة حتى لو فرقت بينهما المسافات .. حينما تموت سيعلم وستهدأ تلك القطعة النافرة التى تنبض بداخله ..
لو كانت هى فعلًا تلك التى يعتقد أنها هى هذه المرة فستندم ندمًا لا تتخيله ..
لن يكفيه تمزيقها لفتات والقاء لحمها للكلاب الضالة ويجلس بكل استمتاع يتشفي في عذابها ..
عذاب سنوات لن يمحيه إلا عذابها هى لسنوات .. حينما التقط طرف الخيط خطط لشهور بذكاء وحانت لحظة الحسم ..
اكمل استعادة مظهر رجل الاعمال الأنيق بحلته الباهظة ورابطة عنقه الرفيعة التى تلتصق بصدره العريض ..
المظهر المناسب لكل مكان وزمان يستطيع التلون كالحرباء طالما التغيير يعزز من مركزه ويجعله الرجل
الخارق أينما حل .. فقط صغيرة قطمت ظهره بفعلتها ولو فقط يراها الآن .. يده امتدت لا تلقائيًا لشاربه الضخم واقسم به في سره
" ولأجل كل شعرة منك سأجدها وستدفع الثمن غاليًا " وسيعود شاربي شامخًا كما كان قبل فرارها ..
قلبه ينبئه أن رحلته هذه المرة ستكون مختلفة ربما سيجدها وربما لا لكنه يشعر بالاختلاف بالاثارة والحماسة وتدفق الدماء في عروقه .. وبخفقات قلبه التى تخطت المئتين حينما ظن أنها هى تلك التى سيغزو ديارها هذه المرة رافعًا راية السلم ومتخفيًا تحت قناع العمل حتى تخرج من قوقعتها وتكشف عن نفسها ..
كان يعود في السابق في كل مرة يذهب وراء اثر يخصها بخفى حنين عندما يجد نفسه إما أمام اخري أو أمام طريق مسدود لكن بحدس داخلي مثير يوسوس في اعماقه بلا توقف منذ أيام بدأ يتعشم أنه سيعود هذه المرة منتصرًا ..
قد يعتقد الجميع أن سفره فرارًا من مواجهة رضوان لكنه لن يستطيع الانتظار حتى يومًا واحدًا وهو يعتقد أنه سيجدها .. مواجهة رضوان ستنتظره لكن لهفته تقتله ..
لكن كيف سيغادر فعليًا دون طلب المغفرة من جده .. ربما لأول مرة في حياته سيطلب الصفح ويبدى الأسف .. عقيم هو ذلك الكبرياء الذى تربي عليه والذى يجعل الانسان يكابر حتى في الخطأ ويأبي الاعتذار لكن خطيئته هذه المرة كبيرة وربما حتى الاعتذار لن يمحيها ..
بالتأكيد سيكون استيقظ الآن لصلاة الفجر كعادته ويتعشم أن يقبل برؤيته .. ستكون مهمته اشق كثيرًا
عندما يرحل بدون صفحه ..
طرقات قوية علي باب غرفة جده لحقها بفتح الباب قبل أن يعطيه الفرصة برفض دخوله .. وسيبادر بالاعتذار
فورًا قبل أن يتراجع ..
- جدى ارجو منك مسامحتى علي ما بدر منى .. لكنى اقسم لك لم اتعمد أن تخرج تلك الكلمات بتلك
الطريقة ..
قد يكون انتوى سابقًا عدم الاجابة عليه لكن سماعه للقسم استفزه ..
- لا تقسم يا معتصم (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) .. أنت عنيت كل حرف نطقته بالأمس ومعك حق تمامًا ..
قد لا اكون املك السلطة ومكانًا في المجلس لكنى املك حق تأنبيك وتصوبيك بل وضربك اذا ما حدت عن
طريق الصواب .. هذا حقي عليك بحكم مكانتى العائلية لا القبلية .. كونى جدك يعطينى الكثير من الحقوق سواءً كنت من الأسياد أم من العبيد اذا اردت حتى تسميتى لكنك ستظل حفيدى صعب المراس الذى قد يحتاج في بعض الاحيان لتهشيم جمجمته الصلبة ..
بالفعل سيظل جده وهو تطاول عليه .. منصبه كشيخ للمجلس والسلطة والأموال جعلوه ينسي أن له كبير ومن اكبر من جده لينحنى أمامه ؟؟
لكن من اعتاد الامر والنهى صعب أن يعود ويعترف بتبعيته لأي شخص حتى وأن كان جده الذى ظل منزويًا لعصور,, وبعد وفاة والده وعمه هو استلم السلطة كاملة علي الرغم من أنه اصغر الاحفاد ..
- جدى ..
قاطعه بحزم عزز من مكانته كجد له حق الطاعة ..
- اخبرنى إلي أين العزم هذه المرة ؟؟ ألم يكفيك ذبح فتاة مسكينة وجعلتها تهرب من بطشك فتواصل في غيك وتذبح الاخري بلامبالاتك .. عبلة حفيدتى يا معتصم واكره أن اراها في هذا الوضع .. لا تنساق وراء المغرضين الذين يستخدمون فرار زوجتك لضربك في المقتل .. كف عن تتبعها وهى ستعود من تلقاء نفسها حينما تشعر بالأمان .. لماذا لم تطلقها حتى الآن ؟؟ اعطيها حريتها وبالتأكيد ستعلم بذلك وربما وقتها تكشف عن مكانها .. ثم علي كل حال هى ليست بمفردها ألم تصطحب معها والدتها ..؟؟ لماذا اذًا لا تشمل زوجة عمك في حساباتك ؟؟ اليست هى الاخري مرمغت بكرامة السمالوطية في التراب بموافقتها علي فعلة ابنتها بل ومرافقتها ..؟؟ اجبنى بصراحة معتصم .. ماذا تريد منها بالتحديد بعدما تركت لك كل ارثها وارضها هى ووالدتها لتتحكم فيهما كما تشاء ؟؟
ما الغرض من تمسكك بزوجة لا تريدك سوى الانتقام ؟؟ قد اسمعك تخبرنى عن تدخلي فيما لا يعنينى لكن هذه المرة سأكسر انفك بعصاي .. أنا لم اصاب بالوهن بعد ولدى قوة تمكنى من طرحك ارضًا ..
صمته يؤكد شكوك جده الذى استطرد بعصبية لم يتحدث بها يومًا .. - طلقها معتصم وارحم نفسك من وصمتها وتحرر من عارها الذى يكبلك ويجعلك تتصرف بغباء كلما ذكرها احدهم .. اترك عقابها مشاعًا لكل ابناء العمومة .. كونها زوجتك إلي الآن يمنعهم من التدخل لكن في حال طلقتها سيكون عقابها واجبًا علي الجميع .. اعلن في المجلس القادم طلاقها واترك مهمة تأديبها تتوزع بين العائلة ..
الدماء التى تصاعدت لرأسه جعلته علي وشك الانفجار .. يطلقها !! يسمح لغيره بتأديبها ..؟؟ أن يكون مسؤلا عنها أن يعنفها أو ... مستحيل ..!! هى ملكًا خالصًا له ولن يجرؤ احدهم علي المساس بها طالما هو حى يرزق ..
وبصوت لا يحمل أي مجال للنقاش قال ..
- لن يكون هناك طلاق مطلقًا ولا احد سيتجرأ علي التدخل فيما لا يعينيه يا جدى ..
- كما تريد يا ولدى كما تريد,, لكن ربما تراجع نفسك في قرار السفر ..
لماذا سفرته هذه المرة تثير الجميع ..؟؟ لسنوات دأب علي الرحيل والاختفاء لاسابيع ولم يتجرأ احدهم علي التعليق .. لماذا الآن بالخصوص وهو يشعر باقترابه من ايجادها ..؟؟
بالطبع هو لا يكذب لكنه يظهر نصف الحقيقة ..
- حقًا جدى انها رحلة للعمل .. ألا تعلم كم هى متشعبة شركاتى واعبائى .. لا تحمل همًا جدى,, الامور
جميعها تحت سيطرتى ولا ادري لماذا منذ الأمس يتردد ذكر تلك الفاجرة اكثر من مرة ؟؟ سحقها لن يكلفنى الكثير وايجادها ليس بمعضلة لكن الوقت لم يحن بعد ..
- لا اصدقك معتصم لكن علي كل حال سأذكرك مجددًا .. " القسوة يا ولدى لا تخلف سوي القسوة " ارحل طالما كنت مرتاح الضمير وعندما تعود اعد النظر في وضع رضوان البهنساوى .. المجلس لن ينعقد بالطبع طوال غيابك وتستطيع اعادة رضوان بسهولة لمكانه حينما تعود,, من ينفخ في بوق الحرب عليه تحمل وزر كل الضحايا ودفن القتلي بعد تكفينهم بحساناته .. واحذر من فالح هو يدبر لك امرًا ما ولا اعتقد أنه يحمل الكثير من الخير في طياته .. أنت تربي الكثير من الأعداء وهذا ليس في صالحك وخصوصًا حينما يكون العدو من داخل صفوفك وفي
عقر دارك .. وفقك الله يا بنى لما يحب ويرضى .. اقم الصلاة وصلي بي فلا طاقة بي اليوم للذهاب للمسجد ..
**



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:23 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:55 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

المرأة الحديدية
غيوم رمادية تنذر بالسوء .. عواصف وزعابيب معتادة في مثل هذا الوقت من السنة لكن عواصف قلبها اشد واعظم .. بعض الاوجاع لا علاج لها حتى الزمن
من قال المال وسيلة السعادة ..؟؟ مطلقًا السعادة في راحة البال والاطمئنان .. القلق يقتل القلب من الداخل ..
السيدة زارا حكيم .. سيدة الأعمال الشهيرة التى اصبحت تمتلك مئات الملايين ولا تمتلك ذرة واحدة من السعادة .. سئمت من الأموال ومن الأعمال ومن زيف كل ما تفعله .. ولولا وجود ريان في حياتها لكانت فقدت عقلها منذ عصور ..
من اقصى الصعيد المتزمت لحياة الانفتاح بلا رقيب .. هل هذا ما كانت تتمناه فعلًا؟؟!! كلما تحدثت بلغة غير لغتها كلما ازدادت كآبة فحرصت علي جعل ريان يتقن العربية عن طريق الدروس الخاصة لكنه اصبح يتساءل ويرغب في المعرفة ودائمًا يسأل لماذا أمى ؟؟
وضميرها الذى يؤلمها لدرجة الموت يجعلها تطمئن بعد كل درس لغة عربية وتسأل عن مدى تقدمه واتقانه لها .. تقدمت بحرص لداخل غرفته تتأمله وهو منكب علي اوراقه الخاصة يعبث بها بقلمه دون تركيز ..
" من شابه اباه " بالفعل هو نسخة مصغرة من ابيه ويتبقي الزمن ليصقله فيصبح نسخة حقيقية وقد ترعبها حتى هذه النسخة .. وكأنما شعر بحركتها الخافته فاستدار من فوره والقى بنفسه بين ذراعيها محملًا كل ثقله علي جسدها ويتعلق في رقبتها ..
امطرته بقبلات لا تنتهى تعوض فيها حنينها إليه .. تقضى معه معظم يومها ولا تكتفي .. حنين قاتل إليه حتى
وهو بين احضانها .. تشتاق لريان حقيقي في تربته الأصلية بدلا من المهجر الذى يجعلهم وكأنهم في حفلي
تنكري كبير ..
سألته بحب ..
- كيف كان درسك اليوم ؟؟
رفع نظرات ممتلئة بالعتاب قبل أن يقول بتأفف ..
- جيدة .. لكن لماذا ادرس في ايام العطلة الدراسية أمى ..؟؟ اصدقائى يتنزهون في عطلة نهاية الأسبوع وانا اجلس لادرس لغة غريبة لا نستخدمها ..
اعادت إليه نظرته بعتاب أكبر ..
- كيف لا تستخدمها ريان ..؟؟ ألا تعلم أنها اللغة الوحيدة التى تستطيع جدتك التحدث بها الآن ؟؟ مرضها جعلها تنسي كل اللغات إلا تلك اللغة .. نعم أنت تتحدث الانجليزية هنا لكن تذكر دائمًا انها ليست لغتنا الأصلية .. لغتك الأصلية هى لغة والداك ..
رغبته في التملص من الدروس والذهاب في نزهة جعلته يرتكب خطًأ لا يغتفر.. بالفعل جدته لا تتحدث سوي بها وها هو حُشر في زاوية لا مخرج منها .. ذكائه الفطري اسعفه فورًا .. " انبتنى لنسيانى لجدتى وسأقلب عليها الطاولة "..
- اذًا سأدرسها أمى هذا واجبي كى اتواصل مع جدتى التى لا تسمحين لى برؤيتها إلا نادرًا وحسنًا لغتى الاصلية هى " الملايو " لغة والدى التى لم اتعلم منها سوي بعض الكلمات القليلة وليست الانجليزية التى اتحدث بها دائمًا .. حسنًا افهم كل ذلك لكن اسمحى لي اليوم بالخروج ارجوكِ .. دائمًا ترفضين ذهابي لمدينة الملاهى .. أنا الطفل الوحيد الذى لم يركب افعوانية في حياته ..
ترجاها " ريان" وحيدها وسبب استمرارها في الحياة .. ترجاها مرارًا وداوم علي الالحاح بغباء في الفترة الاخيرة
واصبح كئيبًا ويبكى طوال الوقت ..
الحصار الامنى الذى تفرضه عليه يفوق استيعاب عقله الصغير .. يتساءل باستمرار عن سبب احتجازه في القصر .. حتى المدرسة يذهب إليها في حماية العديد من الحراس ولولا اصرار اكرم لكانت منعته منها هى أيضًا ..
ربما يعتقد الجميع أن السبب الرئيسى لما تفعله هو اموالها أو بالأحري اموال اكرم حكيم التى تنعم بها الآن هى وريان لكن السبب الحقيقي هو فزعها من الماضى الذى بالتأكيد سيعود يومًا ويطاردها بعنف .. بالتأكيد سيجدها وسيقتلها بدون ادنى تفكير .. مصيرها القتل لكن ما ذنب ولدها في كل ما يحدث ..؟؟ وكالعادة كان جوابها ..
- لاحقًا حبيبى ليس الآن ..
طفلها يكبر وردة فعله تختلف .. في الماضى كان فقط يبكى أما اليوم فرفع رأسه بكبرياء ليقول ..
- حسنًا اعدكِ لن اطلب الذهاب إليها بعد الآن كرامتى لا تسمح ..
آة .. انه العذاب الخالص في اقصى صوره ولدرجة تسبب لها الم البطن الحاد ... انه يتحدث كأبيه تمامًا .. " الوراثة لعنة ويأتى هو ليرث كل صفات أبيه .. " ملامحه وحتى كبريائه, لكنها تحرص علي نزع القسوة التى كانت ترعبها من قلب ريان وتبدلها بالحب .. لا لن ترث قسوته يا حبيبي ..
لم يتعدى الخمس سنوات ويتحدث عن الكرامة ؟؟!! لكنه اكمل بلهجة شطرت قلبها لنصفين ..
- لكن اعلمى أنى حزين .. ليلة سعيدة أمى ..
يا الله .. انه حزين .. بالطبع .. انه يعيش في رهاب .. تتأكد من الترتيبات الأمنية مئات المرات في اليوم .. أي حركة بسيطة يفعلها يراقبه فيها جيشًا من الحراس ..
مسكين !! ليس الفقر فقط هو ما يجعل من طفل مسكينًا ويستحق الشفقة .. فيكفيه أنه اقتلع من جذوره ليغرس في أرض غريبة ومع ثقافة غريبة .. لا يسمح له بزيارة الأصدقاء ولا بزيارة الملاهى ولا المطاعم ..
يعيش كطريد والسبب لحظة تهور جعلتها تقضى الباقي من عمرها في الذعر ..
الدموع التى تقدمها له كتبرير علي رفضها لطلبه في كل مرة يطلب منها زيارة الملاهى أو التنزه لم تعد تكفيه .. يريد اجوبة حقيقية ترضى فضوله وللأسف لا تملكها ..
حتى مشيته تذكرها بما مضى .. نظرات الاشفاق التى بدت جلية علي وجه اكرم جعلتها تجفف دموعها وتنضم إليه في الحديقة ..
مهما فعلت لن تستطيع شكره علي ما فعله لها .. اعطاها منزلًا بل بالاحري مآوى وليس أي مآوى .. قصرًا ضخمًا وشركات وهوية والأهم منح طفلها اسمًا وشهادة ميلاد ..
نظراته اليوم كانت مختلفة كانت نظرات تأنيب ضمير .. حينما لجئت إليه ظن وقتها أنه كان يفعل الافضل لها لكنه الآن يعيد كل حساباته.. كلما راقب ذعرها وعمرها الذى يضيع كلما عنف نفسه علي مجاراتها في خطتها المندفعة تلك .. ربما كان الحديث وقتها يفيد اكثر بدلًا من التخفي ..
الخوف لا يمنع القدر بخيره ولا شره لكنه يمنع من الحياة .. من الاستمتاع .. الرعب الذي تعيش فيه ترك اثاره علي ملامحها الجميلة .. فحولها لزهرة باهتة فقدت بريق الحياة .. تذبل تدريجيًا علي الرغم من جمالها الظاهري الذي صقله العمر إلا أن الحزن دفن في الاعماق فكان يظهر في كل نفس تخرجه ..
ربت علي كفها بحنان ..
- لن اطلب منكِ السماح له بالذهاب فأنتِ والدته اولا واخيرًا والقرار لكِ .. لكنى اطلب منكِ الاستمتاع بما لديكِ .. ضيعتى اجمل سنوات عمرك في الخوف من الماضي ففقدتى الحاضر وستفقدين المستقبل ايضًا صدقينى لو كان خوفك يفيد لساعدتك كعادتى دائمًا لكننى افكر بطريقة عقلانية .. تمتعى بأموالك ومتعى ابنك .. أنت الآن بهوية جديدة واموال تصنع درعًا واقيًا يقيكِ منه ولو استطاع ايجادك بعد كل ما فعلنا اذًا هو قوى اكثر بكثير مما نتحمل ولن تفلح حراستك في الوقوف في وجهه ..
كلامه يحمل كل الحقيقة .. لو وجدها بعدما تنقلت عدة مرات واخفت اثرها في كل مرة اذا فقد اكتسب
قوة مرعبة وسيسحقها بسهولة اطفائه لسيجارته ..
يومًا ما سيتوجهان لكن بالتأكيد لا ترغب في تلك المواجهة قريبًا ..
- لقد تركنا ماليزيا منذ سنوات بعدما نقلنا اعمالنا لكندا ثم منها لنيوزيلاندا .. اوكلاند مدينة كبيرة ورائعة .. متى خرجتِ اخر مرة أو ارتديتِ احدى فساتينك الرائعة ..؟؟
القبر الذي تدفنين نفسك فيه مع ريان موعده لم يحن بعد يا ابنة الرابعة والعشرين بحلول ميلادك القادم والذى سيهل بعد بعد ايام قليلة ستنضمين لروتاري العجزة الذي اذهب إليه.. لا تجعلينى اندم علي مساعدتك فكلما رأيت عمرك يتسرب من بين اصابعك كلما حملت الهم ..
لا لن تنزلق وتندفع وراء خدعته .. هو يريدها أن تكشف عن نفسها .. أن تظهر في المجتمعات .. السيدة الحديدية الغامضة كما اسموها لابد وأن تظل غامضة .. تدير الشركات من وراء حجاب .. قليلين فقط يعرفون شكلها ومدخلها الخاص محرم استخدامه علي العاملين..
الجميع يعتقد أنها تزوجت اكرم العجوز من اجل امواله لكن هى وهو فقط يعلمان الحقيقة ..في الواقع الأموال التى هربها والدها لماليزيا بعيدًا عن سلطة العائلة نفعتها ولم تكن معدمة بالكامل .. كان يعلم أنها لن ترث حقها الشرعى فبادر ب..
ربما انهاء المحادثة الآن في مصلحتها .. فقط ستذهب لزيارة والدتها في غرفتها قبل الذهاب لاجتماع مجلس الادارة الهام ..
فاليوم لديها اجتماع مع سنيور ميجيل بيدرو دى ماري ملك استيراد الاغنام في اسبانيا في صفقة تتعدى مئات الملايين ...
مراعيها العديدة حازت شهرة عالمية وسلالتها من الأغنام التى حرصت علي تنقيحها خلال السنوات الثلاث
السابقة اتت ثمارها واليوم اصبحت اغنام حكيم اسمًا يطلبه الكثيرون ..
من اكثر ما يؤلم ضميرها بخلاف ريان هو والدتها التى اقتلعتها هى الاخري من جذورها وغرستها في الخارج ...
الزهايمر من الأمراض المعروفة في سنوات العمر المتقدمة لكن أن تصاب به والدتها الاربعينية بالتأكيد هى مسؤلة ولو بنسبة عن اصابتها به .. لم تتجاوز يومًا وفاة زوجها الذي كانت تعشقه لتعيش منذ يوم وفاته وكأنها في عالم اخر ..
وككل مرة تدخل فيها غرفتها حتى لو تعدى دخولها العشر مرات يوميًا تشعر بنفس الشعور .. الغضب الكبت السخط .. والسبب شخصًا واحدًا .. مخلوق كريه قاسي يحسب علي البشر لكنه ليس منهم بالتأكيد ..
ذلك الحقير اجبرها وضغط عليها بكل قوته لتنهار وللاسف انهيارها لم يشملها هى فقط بل طال في سكته ابرياء لا ذنب لهم ..
اسمها الجديد ملابسها المختلفة .. لون شعرها,, القصور والاموال التى اصبحت هى المتصرف الوحيد فيهم .. تغيرت بالكامل لكن في الاوقات القليلة التى تتعرف عليها والدتها فيها تعود لأنفها فيها رائحة الماضى .. رائحة السعادة التى لم تعد تشمها منذ سنوات ..
- أمى ... حبيبتى كيف حالك اليوم ..؟؟
نظرات دهشة احتلت ملامحها ...
- لماذا تحول شعرك للأصفر ولماذا لم تذهبي للمدرسة لليوم ؟؟ أنتِ معاقبة ولن تذهبي للحديقة في نهاية الاسبوع .. اذهبي فورًا واغسلي وجههك من المساحيق .. ومرة اخري لا تعبثي باشيائى الخاصة ..
الانهيار اليوم كان علي وشك الوصول لمرحلة التدمير النهائي .. كلامها يمزق قلبها ..ويكفيها أنها تحرمها من رؤية حفيدها .. كلما رأته كلما تذكرت والدها وكلما انهارت اكثر .. من عجائب قدرة الله أن يجمع ريان صورة والده ووالدها علي الرغم من عمره الصغير وكأن الله عز وجل اراد أن يعاقبها به..
غادرت تجري بانهيار وأنفها الأحمر وجفنيها المنتفخين خير دليل علي ساعات البكاء الطويلة ... كيف
ستذهب لاجتماعها هكذا ..؟؟ الم تنبه نفسها من قبل لضرورة عدم التفكير في الماضي أو مقابلة والدتها قبل أي اجتماع ..
لم ولن تتجاوز يومًا مرض والدتها أو تتقبله .. قاسية هى الحياة حينما تبدع في عذاب احدهم ..
واكرم معه حق فمرآتها تظهر عجوز في الثمانين لا امرأة في ريعان الشباب والحقير المتسبب في عذابها ينعم مع زوجته ويربي ابنائها وولدها هى يعيش كنبتة شيطانية بلا جذور ..
وفي حركة تمرد خلعت عنها السواد وانتقت فستان محتشم في تصميمه بلون المارون الرائع .. واطلقت العنان لشعرها الأشقر والذي تحول من البنى الفاتح للاشقر الفضى بسلاسة ناسبتها ..
من يصدق أن تلك الشقراء صعيدية في الأساس ؟؟
لكن اليوم ستكون شابة من جديد .. والقليل من المساحيق ستخفي انتفاخ جفنيها واحمرار أنفها ..
كم من المدهش أن القليل من الاهتمام يبدل الانسان ليتحول من كومة حزن لسيدة مشرقة بغض النظر عما يعتمل في القلب ظاهريًا اليوم هى سيدة جميلة بامتياز راقية في ملابسها لكنها تخلب الالباب .. استعادت جمالها بلمسة اهتمام بسيطة لدرجة أنها لم تتعرف علي نفسها حينما نظرت في المرآة .. سيدة جديدة جميلة وتتنفس .. وجمالها خلاب فريد ..
جمال يستحق رجل يقدره ويدللــه.. تحتاج للعناق .. نعم كم تحتاج لرجل .. وخصوصًا بعدما جربت يومًا الحب اللاهب والقبلات الحارقة ..
مأساتها بدأت بقبلة ومع ذلك تفتقدها .. اغمضت عينيها وتذكرت حتى اقشعرت .. لا,, تفكيرها يقودها لمنزلق خطر للغاية .. هل تعترف الآن باشتياقها لمعتصم الحقير وحاجتها له ؟؟
لا بالطبع كل ما تحتاجه هو اهتمام رجل حقيقي وحنانه لكن بالتأكيد الذى كان يقدمها لها ذلك الجلف
لم يكن اهتمام أو حب من أي نوع ..
وبخطوات مترددة خطت خارج غرفتها بهيئتها الجديدة التى نالت استحسان اكرم علي الفور ..
- خلابة .. ستغزين العالم يومًا بجمالك زارا وتذكري اكرم العجوز حينها ..
كيف تفيه حقه ؟؟!! بادرها علي الفور ..
- اياكِ أن تسمحى لتلك الدموع بالنزول وافساد زينة وجهك التى اراها لأول مرة .. اذهبي واصنعى لنا صفقة جيدة مع الاسبان .. هيا ستتأخرين .. اعتمد عليكِ بالكامل هذه المرة واعلم أنكِ لن تخذلينى يا تلميذتى النجيبة ..
واخر ما كانت تريده وخصوصًا مع حالة ضعفها الراهنة هو نظرات ريان التى رمقها بها من علي باب غرفته .. وعلي الرغم من حزنه والمه الخاص وجدته يقترب منها ويتعلق في رقبتها ويمسح علي شعرها بانبهار قبل أن تهبط يديه الصغيرتين لفستانها الملون وهو ينزلق معها لأسفل ويشهق قائلًا ..
- أمى أنتِ رائعة الجمال ..
يا الله نفس نبرة صوته .. الذكريات لا ترحم ..
عادت للوراء لذلك اليوم الصيفى الحار حينما كانت في السابعة عشر .. دائمًا كانت تحبه لكن في هذا الصيف تغير بداخلها شيء .. اصبحت تتمنى أن تكون امراءة .. امراءته ..
ذكريات .. ذكريات .. ربما تلك الذكريات هى الشيء الوحيد الذى يجعلها حية ..
أوف .. ما هذه الحرارة التى لا تطاق ..؟؟
تصببت عرقًا وهى تجلس في غرفتها ..
حتى الحرارة اللاهبة لن تمنعها من الاستمتاع بوجودها بقربه وستتحملها حتى لو ساحت فعليًا .. ولسوء حظها
توقف مكيف الهواء عن العمل وكأنه يعاندها .. فطلبت من الخدم ايجاد فنى لاصلاحه وارتدت ملابسها
وجلست تنتظر ..
للأسف معتصم في المجلس العرفي ولا تعلم ماذا تفعل وهو مشغول فحينما تغامر وتأتى للنجع بدون والدها ووالدتها وهى تعلم كم هى غير مرحبًا بها من زوجة عمها تكون تغامر براحة بالها لكن قربه يستحق ,, والجديد أنها ستلتحق بالجامعة في مصر مما يعنى اقامة دائمة في القاهرة واحتمالية لرؤيته اكبر بكثير من الماضى ..
من الرائع أن والدها سمح لها بالعودة لمصر قبله لاتمام معاملات التحاقها بالجامعة معتمدًا علي معتصم بالكامل في ذلك الذى هو بدوره احضرها للنجع وكلف احد رجاله بتقديم اوراقها في الجامعة الامريكية في القاهرة ..
وطرقات قوية علي الباب انبئتها بوصول الفنى لكن لصدمتها لم يكن الفنى هو من وجدته خلف الباب حينما اتجهت لفتحه بل معتصم شخصيًا ويحمل حقيبة معدنية صغيرة ..
لأول مرة يدخل غرفتها ودهشت حينما تقدم للداخل تاركًا الباب مفتوحًا وعلي وجهه علامات الاستياء ..
- لماذا لم تطلبي منى أنا اصلاح المكيف ..؟؟
تلعثمت وهى تجيبه ..
- أنت كنت مشغولًا ..
ولتكملة صدمتها وجدته يخلع عمامته ويضعها علي الطاولة بحرص وأمام نظراتها المذهولة خلع جلبابه الجملي اللون وجعله يلحق العمامة علي الطاولة وبادرها بالقول ..
- لن يدخل فنى اصلاح لغرفتك شيرويت ,, أنا سأصلح المكيف بنفسي ..
شهقت بعدم تصديق ..
- وهل تعلم كيف تصلح مكيفًا ؟؟
واصل التخلص من ملابسه التى يخشي عليها من التلف وابعدهم بعناية ليتبقي بقميص داخلي قطنى ابيض
ضيق مشدودًا علي صدره العريض وسروال من الجينز الأزرق كان يرتديهم تحت جلبابه الفضفاض ويقول ..
- هل نسيتِ أنى مهندس ميكانيكا في الأساس ..؟؟
علقت بانبهار ..
- حقًا تستطيع ..؟؟
- فقط انتظري وسترين ..
لطالما ابهرها بقدرته علي التغيير .. في القاهرة وفي خلال سفراتهم خارج مصر يكون المهندس المتحضر الأنيق وحينما تعود للنجع تجده الصعيدى الأصيل بثياب الأجداد والمدهش أنه يليق عليه كلتا الحالتين ..
وبكل سلاسة بدء العمل .. وبعدما تفحص الوحدة الداخلية وتأكد أنها بخير كان عليه تفحص الوحدة الخارجية للمكيف وبخفة الفهد اعتلي حافة النافذة وتدلي بوسطه للخارج في حركة خلعت قلبها لتشهق بذعر ..
- معتصم لا ارجوك عد للداخل لا اريد مكيف في الغرفة ..
لو كان حياؤها يسمح لها بلمسه لكانت تعلقت في ساقيه لتمنعه من السقوط من النافذة لكنها بعدما اقتربت برعب توقفت كفاها في الهواء وعجزت عن التعلق به لكنها كانت تترجاه للعودة ..
وهو لم يتراجع بل اتسعت ابتسامته وهو يواصل العمل وكأن قلقها عليه عدل له مزاجه الغاضب وبحركات خبيرة تفحص الوصلات وقام بتغيير بعض البراغي التى كانت تآكلت بفعل عوامل الجو واعاد ربط الخرطوم الكبير الذى كان انفصل عن القطعة الداخلية بمهارة وعاد للداخل بعدما انتهى ..
وليعود قلبها المسكين بعودته للداخل لمكانه ..
- جربي المكيف الآن ..
- ماذا..؟؟
- شيرويت .. اختبري المكيف ..
- أوه معذرة ..
وجوده المفاجىء في غرفتها انساها الغرض الأساسي من زيارته لغرفتها ..
وحينما ادرك انها لن تتحرك من مكانها قام هو بتشغيل الجهاز وانسابت البرودة للغرفة فابتسم برضا ..
- ستنعمين الآن بالبرودة .. عذرًا علي كل لحظة تحملتِ فيها الحرارة .. ليتنى تحملتها أنا عنكِ ..
كانت تريد شكره لكنها كانت في اقصى درجات ارتباكها من لطفه الغير معهود .. والآن انقضى الغرض من زيارته لغرفتها وسيغادر .. " ابقي قليلًا بعد "..
لكنه كان متعجلًا للرحيل .. وبالطبع اتسخ تمامًا وتحول قميصه الأبيض للأسود وتحولت اصابعه للون البنى من التراب ومن الصدء ..
ووقفت تتأمله وهو يجمع عدته استعدادًا للرحيل وبحركة تلقائية حملت جلبابه وعمامته لتوصلهم لغرفته لأنه لن يستطيع لمسهم وهو بهذا الشكل ..
- الآن سأغلق لكِ النافذة لتستمعى بالبرودة بالكامل ..
شددت من ضم اغراضه لقلبها تتنشق عبيره وكانت علي وشك فقدان الوعى من شدة نشوتها حتى استفاقت علي صوت زوجة عمها الغاضب وهى تصرخ ..
- معتصم .. ماذا تفعل عندك ..؟؟ هل اصلحت ذاك المكيف اللعين بنفسك ..؟؟
تجاهل نبرة الغضب في صوتها ليقول .
- مرحبًا أمى .. نعم اصلحته بنفسى ..
نظرت إليها باشمئزاز وهى تشير بأصابعها بحركة كلها احتقار وقرف ..
- تلك الحية لها تأثير سيء عليك ولدى .. تجعلك تتصرف بحماقة لا تليق بمكانتك ولا بمركزك ..
انظر كيف اصبح شكلك .. ماذا لو شاهدك احد الخدم الآن ..
عند هذا الحد ادارت شيرويت وجهها للنافذة التى لم تكن اغلقت بعد واطلقت العنان لدموعها وسمعت معتصم يقول بنبرة حازمة ..
- أمى .. فليشاهدنى الجميع لا اهتم .. أنا مطلقًا لا اخجل من افعالي .. أنا رفضت دخول فنى الاصلاح لغرفة ابنة عمى واردت اصلاحه بنفسي .. لماذا تكبرين الامور ..
- لأنك لا تشعر بنفسك معتصم ولا تعلم كيف تبدو غبيًا أمام الجميع حينما تكون تلك الحية هنا .. أنت تنسي العالم وتكرس كل وقتك لها .. ماذا سيقول عنك الخدم عندما يرونك تتبعها هكذا..؟؟ افقدتك عقلك امراءة يا رجل ..
بدء الغضب يظهر عليه تدريجيًا ..
- أمى من فضلك لا داعى لهذا الكلام أنا كبير النجع ومن يتجرأ بذكري أو ذكرها بالسوء حسابه سيكون عندى .. واعتقد يا أمى أن موعد الغذاء اقترب ولديك اشياء اهم من تأنيبي لتفعليها ..
واحمر وجهها من الغيظ .. لقد احرجها ولدها امام تلك الصرصارة الغبية التى تتكبر عليهم مثلها مثل والدتها والآن ستتأكد من وضعها لمعتصم بالكامل في جيب قميصها بل سيكون كالخاتم في اصبعها تتحكم فيه كيف تشاء ..
لا .. لن تستطيعى يا ابنة السفير .. أنا لكِ بالمرصاد ..
وفور مغادرتها لكم معتصم الطاولة بيده بغضب واتجه لشيرويت يحدثها لكنها واصلت ضغط اغراضه لصدرها ولم تلتفت إليه فعلم أنها تبكى ..
اللعنة .. هل حقًا تبكى ..؟؟ فكرة بكائها افقدته التفكير السليم وكاد يجن ..
وبحركة لطيفة لكن حازمة جذبها من ذراعها ليديرها إليه .. صدق حدسه فعلًا .. عيناها البندقيتان التى
ظهر لونهما بوضوح بفعل ضوء الشمس القوى امتلئتا بالدموع التى انسابت باستسلام علي وجنيتها .. وشعرها كان يتحرك بفوضوية علي وجهها وعنقها وبدلًا من أن يعتذر منها علي ما فعلته والدته وجد نفسه يهتف بشغف ..
- يا الهى أنتِ رائعة الجمال ..
- أمى أنتِ رائعة الجمال ..
نفس صوته واسلوبه ففجرا بداخلها ذكريات واحاسيس عنيفة ..
جثت علي ركبتيها بحب ..
- هل اعجبتك حبيبي ..؟؟
اطرق برأسه في صمت فعادت لتسأله ..
- اذًا أنت لم تعد غاضبًا منى ؟؟
هتف بحنق ..
- أنا لست غاضبًا أنا فقط حزين ..
كانت تفهم مغزى نظرات أكرم جيدًا تلك التى تؤنبها ترشدها تلهمها فتجاهلتها لفترة قبل أن تهتف باستسلام ..
- حسنًا ريان اوافق .. سأرافقك غدًا لمدينة الملاهى ..
قرارها كان اصعب ما يكون وستغامر حتى بنفسها في الخروج للعلن .. لكن قلب الأم يأبي أن يسبب الحزن لصغيره .. أما ريان فذكائه الفطري خارق .. فهم أنها اليوم لسبب ما مختلفة وربما غدًا ستعود لرفضها ..
وفهم أكرم أيضًا أن ضعفها مؤقتًا وستعود لموقفها السابق فورعودتها من عملها .. وعودتها لملابسها القديمة
الكئيبة ..
فرصة ولابد وأن يغتنمها ريان وإلا ..
- حبيبتى الاجتماعات ستدوم لأيام واعتقد أن غدًا سيكون هناك عشاء عمل وسيتوجب عليكِ حضوره ..
- اللعنة .. نسيت ذلك ..
- حسنًا دعيه يذهب اليوم وسأصحبه بنفسي ..
شعور اللهفة علي وجه صغيرها يتزايد طرديًا مع شعورها بالتوتر .. التردد الذى بداخلها الآن يجعل البحور تفيض من شدته,, علقت بتردد ..
- لن يفلح ذلك والحراسة ..؟؟!! أنا ايضًا سأخرج في نفس الوقت ..
بدى الحماس جليًا في صوت أكرم وهو يقول ..
- لتشعري بالامان اكثر سنستبدل طاقم الحراسة .. أنتِ تعلمين أن جاريد وداركو هما الأفضل وطاقمهما كذلك لكنى اري أن طاقم دراكو سيكون الافضل لحماية ريان وسيستطيع مرافقته في كل الألعاب بعكس جاريد ..
جاريد بلتيمور .. عميل السي أي ايه السابق ومن اكثر رجال الحراسة حنكةً وذكاءً .. وعينته لحراسة ريان لسببين ..
الأول تفضيلها لريان عن نفسها والثانى لابعاده عنها .. كانت تعلم أنه معجبًا بها .. نظراته تفضحه وهى لا تريد الخوض في ذلك مطلقًا .. لذلك اتخذت من طاقم دراكو حماية لها وحماية منه ..
واخيرًا هتفت باستسلام مهزوم ..
- حسنًا اذهب مع والدك لمدينة الملاهى يا ريان
ماذا يلزم لاتخاذ قرار بسيط كهذا ..؟؟ بعض القرارات مصيرية وبعضها روتينية لا تؤثر مطلقًا في سير الامور
نفذت أم لم تنفذ لا يشكل ذلك أي فارق ..
وقرار السماح لريان بكسر الطوق الناري الذى تفرضه عليه قرارًا مصيريًا لا يتعلق فقط بنزهة كسائر الأطفال بل ثورة وشيكة الحدوث وتمرد قريب علي قيودها التى تكبل بها نفسها قبله ..
احتضنته بكل قوتها وغادرت قبل أن تعيد التفكير وتلغي قرارها السابق .. نظرة السعادة في عينيه التى تراها لأول مرة في حياتها تستحق المخاطرة ..
**
الترتيبات التى اتخذها جاريد لا تريحها علي الاطلاق .. ها هى تدفع ثمن قرارها الجريء فعندما ينتهز الفرصة التى لم تمنحها له يومًا ويجبرها علي مرافقته بمفردهما في سيارتها دونًا عن طاقم الحراسة جميعًا فهى بذلك ترقص حول اللهب .. ورده المتكبر يحجمها عندما اصر بكبرياء ..
- ستجلسين إلي جواري أنا لست سائقًا ..
وعلي مضض انصاعت وجلست بجواره وتركت باقي فريق الحراسة في السيارة الاخري التى تتبعهما كظلهما .. جاريد وكبريائه,, كعميل سي أي أيه لا يسمح أن يكون مجرد سائق لسيدة ولا حتى حارس خصوصى ,, هو يحمى مؤسسة لا افراد ويضع الخطط الامنية أما حمايتها وهى معه فلا يشكل له أي هم .. بسهولة يستطيع .. وربما انتهز تلك الحجة ليقترب منها كما اراد أن يفعل منذ أن التقته في العام الماضى ..
التغيير اليوم علي اشده وروتين حياتها يتعرض لمحنة .. عندما يكون كل تفكيرها منحصر في ريان وآمنه واهتمامها بمظهرها ثم المضايقات المحتملة التى سوف تواجهها مع جاريد .. واخر ما كانت تتوقعه أن يخرج جاريد عن صمته ويبدأ في مراودتها عن نفسها .. ربما مظهرها اليوم كالعسل ويجذب الذباب ..
- أنتِ اليوم مذهلة زارا .. جميلة كمهرة اصيلة تلمع تحت الشمس ..
الصدمة الجمت لسانها لأول مرة يغازلها احدهم وجهًا لوجه .. لأول مرة تسمع كلمات الغزل الصريحة .. ربما
اعتادت سابقًا علي نظرات الاعجاب لكنها لم تتخطى ذلك يومًا .. مجرد نظرات لكن جاريد الآن بجوارها
ويغازلها .. وربما فهم ارتباكها بشكل خاطىء .. ربما اعتقد أنها توافقه علي غزله فتشجع ليقول بحنق ..
- من العار أن يحظى العجوز حكيم بكل ذلك الجمال ..
لا هنا وكفي سيتجاوز الخطوط الحمراء .. يجب أن يعود لصوابه وستوقفه عند حده .. هتفت بصرامة ساخطة ..
- جاريد ..
لكنه كان في دنياه الخاصة ليكمل ..
- أنتِ بحاجة لرجل حقيقي زارا .. أنكِ حتى لم تدخلي غرفته ابدًا .. لا علاقة خاصة بينكما ولا تحاولي الانكار فأنا المسؤل عن تأمين المنزل واعلم كل الخبايا .. منذ أن استلمت مهمة تأمينك وأنت لم تدخلي غرفته مطلقًا ولم يدخل هو غرفتك أيضًا .. أي علاقة زوجية تلك ؟؟!!
أنه يغزو عالمها وينبش في خباياها .. لا خوف حقيقي من ناحيته مطلقًا ولا تخشي السقوط فى حبائله فقلبها مغمور بحب علم عليه حتى الموت لكن جاريد اصبح خطرًا حقيقيًا يهدد آمنها .." قد ينكشف المستور " ..
من هى الآن ؟؟!! شيرويت الضعيفة الهاربة التى علم معتصم عليها حتى اكتفت أم زارا حكيم سيدة الاعمال والمرأة الحديدية كما اصبحت تسمى ..
لا عودة لفتاة مرتعدة خانعة بعد اليوم .. لن يتحكم رجل في حياتها أو تسمح له حتى بهزها .. لا وجود لرجال اعلي شأنًا في حياتها ولن يكون ..
وضعت كل صرامتها وسخطها وغضبها في صوتها .. ليخرج كالجليد ..- اسمى السيدة حكيم ولا تتخطى حدود عملك .. أنت تعمل لدى ولا دخل لك مطلقًا في حياتى .. قد تكون الأفضل امنيًا لكن ذلك لا يعنى بالتبعية عدم وجود بديل يحل محلك .. احفظ مصدر رزقك ولا تتدخل فيما لا يعنيك ..
ثم ادارت وجهها للجهة الاخري من السيارة في اشارة منها لانتهاء المحادثة ..
اثبتت مركزها كالسيدة حكيم التى لا يهز لها رجل شعرة وهذا هو المطلوب ..
**
استمع بانتباه شديد لما يقوله الرجل المنحنى أمامه .. كل عضلة من وجهه تحفزت في دليل قوى علي اهمية ما
يستمع إليه حتى انتهى الرجل تمامًا فيصرفه في حركة ترفع اعتاد علي فعلها..
ويجلس ليقيم الامور .. الفرصة واتته علي طبق من ذهب .. سفر معتصم في هذا التوقيت بالذات يجعله يضع رقبته تحت انيابه وهو لن يتوانى عن قضمها ..
الغاية عادة تبرر الوسيلة وهذا مبدأه الميكافيللي الذي اتبعه دائمًا .." افكار اليهود تلك يملك منها الكثير" من يعتقد نفسه ابن الخادمة ؟؟
قد يكون جدهم الأكبر السمالوطى الكبير اعطاه كل مقاليد الامور قبل وفاته وتناسي غلطة ابيه وزواجه من ابنة الخفير لكنه كان اولي بذلك المنصب ..
الظروف خدمت ذلك المتعجرف بصورة لا تصدق .. والد معتصم كان ارق من تحمله لمهام المنصب واثبت ذلك بوقوعه في ما يسمى بالحب وعمه عزيز كانت المناصب الخارجية وعمله كسفير اهم لديه من مناصب عرفية كان يعتبرها عادات بالية يجب أن تختفي للأبد أما والده المستحق الحقيقي للمنصب فاستبعده جده الكبير عفيفي السمالوطى تمامًا بلا أي مبرر وعندما توفي والد معتصم وهو في اواخر الاربعينيات من عمره,, الصدمة التى سببها فراقه لجده جعلته ينصب معتصم في مكانه.. ربما لأنه وجد فيه القوة التى افتقدها في والده وربما كان يصنع هو تلك القوة التى عجز عن ايجادها في كل ابنائه بما فيهم والده هو حتى ..
تلك القوة التى يتباهى باستخدامها الآن ولا يعلم أنها هى التى ستقوده لهلاكه ..
المغفل الغبي لا يعلم أن جولته الاخيرة مع رضوان هى التى ستفعل ..
أخيرًا وبعد انتظار سنوات سيحقق حلمه ويتخلص من ذلك المتكبر .. ويصل للمجلس العرفي الذي وضعه هدفًا
منذ أن بدأ يتحول لرجل ويترك لهو الاطفال ..
وفور سفر معتصم سيبدأ التنفيذ ..
امتدت يده لهاتفه النقال وضرب رقمًا ما وفور سماعه لصوت محدثه سأل بلهفة..
- هل غادر القاهرة بالفعل ؟؟
- نعم منذ ساعات عديدة ..
- حسنًا خميس لا تنسي ما اتفقنا عليه ..
- بصراحة أنا اخشي من غضب الزعيم,, لا اعلم كيف وافقتك من قبل يا فالح
ليهتف بغضب عندما سمعه يلقبه بالزعيم ويخفض راية الخضوع له ..
- وافقت بعدما تحصلت علي مبلغ من ستة اصفار لا تنسي ذلك .. اريد ولائك الكامل وإلا ستندم .. بدأ الحفل ولن اغادره إلا وأنا الملك هل تفهمنى.. ؟؟
- صدقنى يا فالح,, استمع إلي واعد التفكير فيما تنوى فعله .. ابن عمك مخالبه من نار وهو أقوى مما تتخيل ولا قِبل لك بهزيمته ..
ضحك بتهكم قبل أن يقول ..
- وأنا انيابي زرقاء وسأغرسها في عنقه .. لا تتدخل في اشياء تفوق استيعابك .. هل فعلت ما امرتك به ؟؟
لقد حذره لكن العنجهية والغرور القبلي يتملكاه ويظن أنه يستطيع وفي النهاية هو سيأخذ المبلغ الضخم ويغادرالبلدة قبل عودة معتصم الذى سوف يشوي قلب فالح ويأكله علي العشاء .. خائن خان خائنًا وعلي الباغى تدور الدوائر
- نعم .. عائلة البهنساوى ستفتح أمر هروب زوجته في المجلس القادم الذي سيعقد بصورة عاجلة بعد ايام وبدونه والذي بالتبعية ستكون أنت رئيسه بالانابة ..
يتبقي فقط اقناع باقي العشائر بحضور المجلس بدونه كرئيس وهى مهمة ليست بالسهلة لمعلوماتك ..
- الهمة اذًا .. واعدك سأعطيك نفس المبلغ الذى اعطيتك اياه سابقًا اذا ما اتممت المهمة بنجاح .. مجلس واحد فقط يقام بدونه وارأسه أنا .. هكذا هو الاتفاق ..
اموال وهبها لتابع ويعلم أنها ستسيل لعابه .. لا يهم كم سيخسر في مقابل كسر الحقير واقتلاعه ..
- في امان الله معتصم تغيب كما يحلو لك ..
**
صرح عملاق هى بالفعل ما تكون عليه مجموعة شركات حكيم .. دائمًا استشعر والدها باحتمالية غدر معتصم .. ذلك ما ادركته حينما علمت أنه يحتفظ بمبلغ ضخم باسمها في ماليزيا ولم يحدثها عنه مطلقًا .. كانت تتمنى أن تكون تلك الشركات تابعة لمجموعة السمالوطى القابضة لا تحت مسمى حكيم لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتبحر مضطرة لا راغبة ..
في لحظة ضعفها السابقة تفهمت رفض جاريد ومحاولته الظهور بلقب مرافق لا تابع أما حينما عاد إليها تعقلها مع كلماته الجريئة كان لابد من تحجيمه ..
فليقبل بوضعه كتابع أو ينسحب .. امرته بترفع حينما اوقف السيارة في مدخلها الخاص أمام البناية الضخمة التى تمتلكها..
- افتح لي الباب جاريد ..
بالتأكيد اصابته في مقتل لكن حينما يتعلق الأمر بالتمرد فجاريد اكثر من يستطيع السيطرة علي تمرده بحكم تدريبه .. ولائه لجهة معينة والآن هى فقط من تستحق ولائه وطاعته بغض النظر عن كونها انثى أو حتى اضعف منه لكنها مصدر رزقه ويجب علي الطاعة ...
وبهدوء ظاهري يخفى بركانًا داخليًا كان يسبقها للهبوط قبل أن يفتح لها الباب ويدعوها للنزول ويشدد علي
مخارج الفاظه وهو يقول ..
- تفضلي سيدة حكيم ..
وبكبرياء يليق بمكانتها رفعت رأسها لتغادر دون أن تلتفت لترهاته .. قد تشرع في البحث عن بديل في اقرب وقت
.. أي مصدر للتهديد غير مستحب وجاريد بدأ في اللعب فيما لا يخصه ..
وفي مصعدها الخاص الذى يصل لغرفة مكتبها مباشرة وقفت تعدل من هيئتها أمام المرآة .. لأول مرة تستخدمها علي الرغم من وجودها في نفس المكان منذ أن ابتاعت المبنى .. بعض الألوان جعلتها مختلفة من الخارج لكن روحها الداكنة لا علاج لها ..
وكالمعتاد رافقها جاريد حتى باب مكتبها لينسحب بهدوء ويتركها لعملها ومكتبها بعد أن يتفحصه بنظرات سريعة ويتأكد من أنه آمن بالكامل ...
وفور جلوسها خلف مكتبها تنفست الصعداء .. احتاجت لدقائق تلتقط فيها انفاسها قبل أن تتواصل مع مديرة مكتبها بكلمات قليلة .. يتبقي فقط نصف الساعة علي موعد الاسبانى الوسيم دى مارى .. الاسبان لهم شهرة واسعة في الوسامة وخصوصًا ذلك بالتحديد .. شخصية شهيرة كدى ماري غنية عن التعريف وجريدة فوربس الأمريكية لا تخلو من الحديث عنه ونشر صوره مع جميلاته ..
كان من المفترض أن تذهب هى إليه ساعية للصفقة الضخمة التى تفيدها هى اكثر منه وبحكم نفوذه الأعلي,, لكنه لدهشتها وافق بسهولة علي الحضور واتمام الصفقة في عقر دارها حينما تعللت بعدم مقدرتها علي ترك نيوزيلاندا في الوقت الحاضر ليقول بسعة صدر ..
- اغنام حكيم تستحق ..
وارسل جميع المعاملات بالفاكس فوقعت أوراق الصفقة الهامة قبل أن ترسلها مع نائبها ليوقع هو بعد ذلك .. التعامل معه راقي وسهل بصورة مدهشة ..
- سيلينا .. اريد أن اراكِ قليلًا ..
- علي الفور سيدة حكيم ..
يوم الجمال العالمى .. لو لم تكن انثى لكانت خرت صريعة أمام جمال سيلينا المبهر اليوم .. في العادة هى
جميلة لكن اليوم هى مذهلة .. بشعرها الأسود وعينيها الزرقاويتين .. رائعة في جمالها وبفستانها الأسود القصير الذى ينافس شعرها في درجة سواده .. زيارة دى مارى لها صداها .. ولم تكن الدهشة من نصيبها وحدها .. فسيلينا أيضًا وقفت تراقبها بانبهار .. لكنها تجاهلتها بلباقة مدروسة واكملت تفحصها للأوراق .. - هل كل شيء علي اكمل وجه ؟؟
- نعم اطمئنى .. اليوم اجتماع اولي فالرحلة الطويلة التى قطعها الضيوف في الطائرة والتى تقترب من يوم كامل تمنعهم من أي ترتيبات عدا التعارف وامضاء بعض الاوراق الاخيرة فهم فقط وصلوا اوكلاند اليوم صباحًا .. أما غدًا فجدول الزيارة يشمل زيارة مراعى حكيم ثم عشاء عمل ..
جميع الأوراق نظمت في نسخ علي طاولة الاجتماعات وجهزنا الكثير من الأطعمة الخفيفة والمشروبات وبعض الحلويات من مطعم شهير بطاقم خدمة محترف .. اعتمدى علي واهدئي قليلًا ..
علقت بحسد لم تستطيع اخفائه ..
- لا اعتقد أنكِ اليوم ستأدين عملك بنفس الكفاءة مع ذلك الكعب العالي والفستان الذى يكاد يتمزق ..
لتبتسم سيلينا بخفة ..
- بالتأكيد سأفعل .. وهل يجوز لي التعليق نفسه ..؟؟!!
أنتِ أيضًا اليوم رائعة بل خلابة .. دائمًا كنت اسمع عن الجمال الشرقي المهلك لكنى رأيته يتجسد اليوم .. هل سيمنعك ذلك عن القيام بمهام المرأة الحديدية كما تفعلين دائمًا ؟؟ نحن نحتاجك اليوم بكل قوتك .. دى ماري ثعلب كبير ..
اعادت عليها استخفافها بها بذكاء .. المرأة ستظل مرأة حتى لو اطلق عليها كل القاب القوة .. ماذا يحدث اليوم
؟؟ لماذا مظهرها يستثير الموظفين هكذا ؟؟ هل كانت تدفن جمالها لهذه الدرجة طوال سنوات ؟؟
من الغد ستعود لكآبتها وسواد ملابسها فيكفيها ما حدث اليوم لكن يتبقي ساعات عليها قضائها حتى ينتهى
هذا اليوم .. جاريد واحرجته لكن سيلينا فتاة طيبة وتحبها حقًا ولا تعتقد أنها تغار منها بأي شكل فحتى حياتها العاطفية تبدو خالية كحياتها هى ..
- اعتقد أنكِ تعاملتى معه من قبل ..
صمتت سيلينا قليلا وبدى عليها التردد قبل أن تجيبها بتوتر ..
- نعم فيما مضى ..
- اذًا هو يعرفك ...
- بالتأكيد لا يفعل فرجال بحجم دى ماري لا يتذكرون الكومبارس سيدتى ..
- حسنًا سيلينا دعينا نجعله يغادر ويتذكرنا هذه المرة للأبد .. سنثبت له من نحن ..
- اعلم أنك قوية سيدة زارا واعلم ايضًا أنكِ مستقيمة لكن سمعة دى ماري تسبقه احذري منه فهو يرغب في كل امرأة جميلة ولا يكتفي بواحدة ..
قهقهت بسخرية شديدة ..
- لا تخشي علي مطلقًا .. تستطعين القول أنه اصبح لدى مناعة من الرجال وخاصة امثال دى ماري الذين يعتقدون أن المرأة مجرد جسد .. لو حاول التطاول فسألقنه درسًا لن ينساه .. ربما عليكِ أنتِ ايضًا أن تحترسي منه فبالتأكيد أنتِ لستِ محصنة مثلي ..
بل محصنة اكثر منكِ زارا حكيم وبمراحل .. بعض العلاقات تترك ندوبًا في الروح وتجعلها سميكة لا تخترق بالكلام المعسول ..
وكأنما وجب الصمت وغرقت كلاهما في احزانها الخاصة .. وتجربتها المريرة ولم يستعيدا تماسكهما إلا مع
رنين الة النداء التى كانت تحملها سيلينا والذى جعلها تهتف برهبة ..
- اعتقد أن الوفد قد وصل ..
- ادخليهم علي غرفة الاجتماعات مباشرة .. سأتحدث مع اكرم لاطمئن علي ريان ثم انضم اليكم ..
صفقة العمر .. والمزيد من الأموال التى ستحميها من بطشه .. ستقف عليهم وتنظر له من اعلي وهى تسخر منه ..
اتصالها مع اكرم كان سريعًا فهما بالكاد وصلا للمدينة الملاهى ولم يستقر ريان علي الالعاب التى يريدها بعد ..
نظرت لمرأتها لمرة اخيرة قبل أن تغادر مكتبها لغرفة الاجتماعات لتلحق بسيلينا هناك ..
الوفد المرافق لدى ماري مكون من اربعة افراد نهضوا جميعًا لتحيتها فور دخولها باستثناء شخصًا واحدًا ظل علي جلوسه وعندما يحين دوره للنظر في وجهه بعدما تنتهى من تحية السادة المهذبون ستعلمه مدى احتقارها لتصرفه ..
- سينيور دى ماري اهلا بك في مراعى حكيم ..
اطرق برأسه في حركة مهذبة لكنها سريعة وكأنه يقوم بمهمة ثقيلة .. حيت الجميع علي عجالة قبل أن تلتفت لرابعهم .. ذلك الوقح الذى لم ينهض للترحيب بها وهمت بتأنيبه بلطف لكنه اختنقت بكلماتها وغامت الدنيا واصبحت روحها علي وشك المغادرة ومقابلة بارئها..
من اغلق الضوء وشفط الهواء من الغرفة .. بالتأكيد هناك خطأ ما .. هى تهلوس بكل تأكيد فذلك الوقح الجالس علي طاولتها لم يكن سوى معتصم السمالوطى زوجها ووالد ريان الحقيقي بشحمه ولحمه ..
**
انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:25 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 02:58 PM   #7

عاشق الكتب 1
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 433015
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,194
?  نُقآطِيْ » عاشق الكتب 1 is on a distinguished road
افتراضي

البداية مشوقة
موكد رواية رائععععة ومميزة


عاشق الكتب 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 07:04 PM   #8

مرمر1
alkap ~
 
الصورة الرمزية مرمر1

? العضوٌ??? » 200309
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,064
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مرمر1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 01:04 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
اختراق
ومنك اكتفيت وكنت اريدها وبكَ لكنك قسوت علي قلبى حتى بكى..
فبنيت قلاعى وحصونى لتحمينى بعيدًا عن بطشكَ ..
وساتر وراء ساتر وضعت وتلحفت الألم غطاءً يقينى من غدركَ
كلما نظرت في مرآتى رأيت صنيع يديك وعلمت أن افضل اختياراتى كانت هجركَ ..
الصدمة القاتلة تجعلها تعجز عن التصديق .. هذا بالتأكيد لايحدث الكيان الجالس علي مقعد طاولة اجتماعاتها لا يمكن أن يكون هو .. وكأنه الشيطان اللعين بذاته ويطاردها حتى بعدما ظنت أنها انتصرت .. صدق حينما اخبرها في مرة من المرات التى اخافها فيها لدرجة الموت " اريد روحك " ..
هل ستأخذها الآن معتصم ؟؟
لكنها لحظة فارقة اكون أو لا اكون حتى وإن كان هو ولم تجعلها السنوات تنسي ملامح القسوة في وجهه فستظل هى شيرويت الجديدة التى خلقت من جديد وتشبعت بالقساوة حتى اصبحت صلبة بصلابة صحراء قلبها القاحلة وتشبعت روحها بالشقوق ..
الاستسلام الآن يعنى نهايتها .. في الواقع هى لا تهتم لمصيرها لكن حياة ريان علي المحك ..
لن تنكر انها ندمت مع الوقت لتهورها .. كان من الممكن أن تكتفى بهجره والاصرار علي الطلاق ... لكنها ارادته أن يتوجع لغيابها ..
كانت ما تزال تعتقد أنه يحبها وسيؤلمه غيابها لدرجة الموت لكن مع الوقت ادركت أنه بلا مشاعر علي
الاطلاق .. كم كانت بلهاء حينها لتظن ذلك ..
جلمود الصخر ذاك خلق بدون ذلك الجزء النابض في صدور الجميع والذي يجعلهم يشعرون بالاخرين,, بالالم,, بالحزن,, بالسعادة وبالندم ..
والآن وجدها وماستفعله الآن هو ما سيحدد مصيرها ومصير ريان بل ومصير اكرم ..
الثأر تلك العادة اللعينة المتأصلة في الصعيد تحركه بل تمتلكه كليًا .. زوجته لها زوج وولد وليرفع رأسه بين الرجال عليه غسل عاره بيده ..
تماسكت ظاهريًا فهو لن يستطيع اذيتها في عقر دارها وبمجرد مغادرتها ستغلق حصنها وتبنى المتاريس وليذهب العمل للجحيم ..
ومع تماسكها الظاهري كان داخلها مهتريء ومتشبع بالفجوات كالغربال ..
لم تشعر يومًا بمثل هذا الرعب حتى في اليوم الذي وجدت نفسها فيه في ماليزيا هاربة من زوج ومن اسرة صعيدية متشددة بلا أي دعم ... حتى يومها لم تشعر بكل هذا الرعب وبما أنه سيطر علي نفسه هو الاخر ولم يبادر بالهجوم عليها أمام الناس اذًا فلديها فرصة ...
وعى معتصم جيدًا لوضعها الجديد والتزم حدوده وستستغل تلك النقطة اقصى درجة .. إن كان يملك من الغرور ما يجعله يسحقها سابقًا لكنه الآن مدركًا لما اصبحت عليه من قوة وباشارة واحدة من يدها سيلقى به الحرس خارجًا وهو يملك من الذكاء ما يجعله يحفظ ماء وجهه .. لأول مرة تتفوق عليه .. اصبحت اكثر ثراءً واكثر قوة منه .. لكن ما علاقته بدى ماري ؟؟
كيف تعرف عليه ؟؟ لم تكن تتوقع مطلقًا أن تكون صفقتها مع دى ماري مهلكة إلي هذه الدرجة لكن فات الاوان علي الندم وعليها تفادى العواقب ..
كانت تعلم أن اللقاء مقدرًا يومًا فمعتصم ليس ذلك الشخص الذى يستسلم بسهولة لكنها لم تتوقعه قريبًا
هكذا أو هل ربما كانت تلومه لتأخره عنها وغيابه كل هذا الوقت في عقلها الباطن ..
لكن تجمدت الدماء في عروقها حينما سمعت صوته ابرد من الثلج وهو يسألها بتهكم خفى ويشدد علي حروف اسمها قائلا بالانجليزية ..
- أنتِ ماليزية الجنسية سيدة زارا أليس كذلك..؟؟
صنعت لنفسي طريقًا وفررت من جحيمٍ وبنيت قلاعًا وحصونًا وحينما تقابلنا مجددًا وجدتنى اقوى من الماضي ظاهريًا لكن بداخلي رياحًا موسمية تعصف بسكونى وتهدد سلامة حصونى ..
كادت تبكى وتتخلي عن درعها .. صوته للأسف مازال يسبب لها نفس القشعريرة التى تجعل كل شعيرات جسدها تنتصب ..
هل افتقدته ..؟؟ لا هذا مستحيل!! فقط سماع صوته بعد سنوات من الغياب اثار الحنين لديها ..
والدها, بلدتها, منزلها, صديقاتها وبالأخص سارة .. بيئتها التى تركتها مرغمة ولم تعوضها ملايين الدولارات عن يوم واحد من الماضى ..
حنين لذكريات الطفولة .. حنين لأيام السعادة بلا قلق أو هموم .. لحضن الأب الذى لن يعوض ولمة العائلة ولقاء الصديقات ..
ولطمته التى علمت علي روحها للأبد قبل أن تعلم علي وجنتها .. تلك التى نقلتها من حال لحال .. كيف تهين من تحب معتصم وتعامله كالحيوانات ..؟؟
حتى الحيوانات محرمًا اذيتها وضربها فلم اصل حتى لمرتبة حيوان في نظرك ..
اذًا ما تشعر به تجاهى لم يكن ابدًا حب .. كان علي الأرجح ضم لممتلكات تزيد بها من سطوتك .. ميراثى الكبير الضخم وعليه جسدى هدية ..
للأسف معتصم لم تترك لي ذكري واحدة جيدة تشفع لك,, شريط الماضى الذى مر في عقلها مع نبرة صوته
جعلها اكثر قسوة وتماسكًا فتجيبه بنفس لهجته التهكمية وبنفس اللغة التى حدثها بها ..
- اعتقد أن جنسيتى لا تعنيك مطلقًا ثم سنيور دى ماري لم يقم بالتعريف عنك .. لابد وأن اعرف مكانتك لاجيبك بما يتناسب معها, ما يقال للصفوة لا يقال للعامة ..
كانت تعلم انها تستفزه باجابتها .. تضغط بكل قوتها فيكون أمامه اختيارين لا ثالث لهما إما أن يثور ويكشف عن نفسه فتلقيه خارجًا أو يخضع فتكون بذلك وضعت قوانينها الخاصة تلك التى ستتطبق من لحظة خضوعه ..
لكن لسوء حظها الذى تدخل لفض النزاع كان دى ماري, الذى وكأنه انتبه لفعلته ليقول بنبرة حاسمة ..
- سنيور سمالوطى شريكى سيدة زارا اعتذر إن لم اوضح الأمر من قبل لكنه في النهاية شريكى في الصفقة وبالنصف ..
شريك !! هو ليس مجرد زائر وستتخلص منه .. بغبائها وقعت علي اوراق اعدامها .. اصبح شريكًا في اعمالها هى الشخصية ..
ارتبكت بشدة لتسأله بحدة ..
- وكيف لم تبلغنى من قبل سنيور ..؟؟ اعتقد أنه من حقي أن اعلم مع من اتعامل ..
دى ماري الساحر .. وجدته يبتسم اعذب ابتسامة شاهدتها علي الاطلاق قبل أن يقول بنبرة اعتذار ..
- اعتذر سيدتى معكِ كل الحق لكنى ادركت في اللحظة الأخيرة أن الصفقة تفوق احتمالي في الوقت الحاضر لذلك قبلت عرض سنيور سمالوطى بكل ترحيب واؤكد لكِ أن السينيور من افضل رجال الأعمال في العالم ومن اكثرهم سلطة وقوة ..
وكأنك تخبرنى بأمر لا اعرفه .. فكرت بمرارة ..
اكمل بنبرة غامضة ..
- اغنام حكيم بكل ما فيها فرصة لا تفوت لذلك لم استطع إلا أن اقبل سنيورا ..
ثم ليفرض الوقح نفسه في الحوار كما يفرض نفسه علي كل حياتها ويسألها بتحدى واضح ..
- هل لديكِ أي اعتراض علي شخصى سيدتى ..؟؟ اسباب شخصية ربما ؟؟
التحدى قائم والحرب سجال وهى اثبتت قوتها منذ اللحظة التى لم تظهر فيها انهيارها الوشيك أمامه .. لابد وأن تنهى هذا الاجتماع قبل أن تنهار وتبكى وتصرخ ..
- وكيف اعترض علي شخصك وأنا لم اسمع عنك من قبل ..؟؟ لكنى لا اتعامل مع أيًا كان سيد سمالوطى ..
لثانى مرة تستفزة لتخرجه من شعوره .. لتنزع عنه قشرة التحضر ويخرج من تلك الحلة الباهظة التى لا تناسبه ليرتدى الثوب الصعيدى و..
وبالتأكيد دى مارى بدأ في ملاحظة الحرب الباردة بين الطرفين ..
زارا حكيم المراة الحديدية لم تكن مهذبة علي الاطلاق اليوم بعكس تعاملاتهم الهاتفية من قبل .. وجود معتصم يثيرها بشكل أو بأخر ..
هو كان يعلم أن معتصم هو الاخر يريد الوصول إليها بأي شكل حتى أنه هو من اخبره عن مكان سيلينا وخطط للصفقة منذ بدايتها .. وكان دوره في صفقتهما أن يدخله عرينها بدون ذكر اسمه .. هناك امور يجهلها بينهما ورغبته في ايجاد سيلينيا جعلته لا يهتم وإلي الآن لا يهتم بصفقة بمئات الملايين وتتحكم فيها الاهواء الشخصية .. لكنه لم يملك أي خيار وحينما علم اخيرًا أين تختبىء قبل بعرض السمالوطى حتى وإن كان يخدع زارا بعدم ذكر اسمه .. وعلي الرغم من توتر الجو جلس يراقبها ..
ملىء عينيه منها حتى شبع .. مازالت كما هى بنفس جمالها الساحر .. كم كان غبيًا حينما طردها واهانها بغبائه الذكوري .. كان يعتقد أنها مجرد عشيقة مرت في سجله الحافل ليكتشف بعد اختفائها أنها لم تكن مجرد عشيقة عابرة وقطع كل تلك المسافة ليعرف ماذا تمثل له بالتحديد .. حينما غادرت اسبانيا جن
جنونه وبحث عنها دون جدوى ليفاجىء منذ شهور بمعتصم يخبره عن مكانها ويعرض عليه الصفقة ..
وحينما تأكد من أن سيلينا هى سكيرتيرة زارا حكيم وافق بلا تردد وها هو الآن يتعجب فكيف جعلت سيدتين من رجلين من المفترض أنهما من اقوى الرجال جعلتا منهما مهوسين بلا عقل ليطارداهما عبر القارات ويضحيا بمئات الملايين في سبيل الوصول لمقرهما ..
والمغامرة لم تنتهى بعد .. إن كان معتصم حقق ما يرغبه ودخل لعرين زارا لكن هو ما زال لم يحقق مبتغاه .. لابد وأن يتحدث معها وحالًا .. حنينه جارف ليستمع فقط لصوتها لينظر في عينيها .. هل ما يشعر به الآن هو الندم ؟؟
نهض فجأة دون مقدمات ليلحق بسيلينا في مكتبها والتى كانت قد انسحبت فور جلوسهم علي الطاولة الضخمة,, ظل طوال الاجتماع شاردًا ويفكر بها حتى أنه غفل عن تقديم السمالوطى للسيدة حكيم في لافتة وقحة اثارت حفيظتها ..
وعندما اطمئن معتصم لسير خطته كما اراد, باشارة من يده غادر مساعدى دى ماري الغرفة علي الفور ليتبقي هو وهى بمفردهما وجهًا لوجه ..
يا الهى .. لماذا تضخم هكذا واصبح بحجم ديناصور ..؟؟ ولماذا تخلي عنها الجميع لتصبح في النهاية معه بمفردها ؟؟ أين حراستها ؟؟
يدها التى تحركت في اتجاه زر الانذار تحت الطاولة توقفت في منتصف الطريق حينما في لمح البصر وجدته يغادر مقعده ويكون بقربها يتمسك بكفها ويمنعها من المواصلة .. كيف ظنت انها محمية وسط حراسها ؟؟ أين هم الآن والحقير علي وشك دك عنقها ..
ملامح الشر البادية علي وجهه تخبرها باقتراب اجلها .. كل تفكيرها انصب علي ريان .. ماذا سيكون مصيره بدونها ..؟؟ والرعب البادى علي وجهها هى بالتأكيد محى أي شك قد يكون راوده في كونها شيرويت .. لكن
أي شك هذا بالتأكيد تعرف عليها من صوتها من رائحتها.. ما كان بينهما لا تمحيه الأيام ولا صبغات الشعر
ولا حتى مرور الوقت ..
توقف الزمن ولم تعد تشعر بالأرض من تحتها,, لم يلكمها بلكمة المحترفين التى يملك أو يلطمها بالكفوف ولم يخنقها ليأخذ بثأره ويرتاح اخيرًا كما كانت تتوقع لكنه فجأة تمسك بكتفيها ليهزها بعنف مبالغًا فيه حتى أنها كانت علي وشك التقيء في وجهه ليقول بغضب تعجز حتى عن التعبير عن شدته ..
- هل ظننتِ أننى لن اجدك يا حقيرة ..؟؟ كنت حتى سأخرجك من قبرك لأحاسبك ..
حسابنا لم يبدأ بعد, من اليوم حياتك ستصير جحيمًا وستندمين علي اليوم الذى ولدتى فيه .. لن اقتلك مباشرة .. فالموت راحة فورية .. ستتعذبين عن كل ثانية قضيتيها بعيدًا عنى وبعدما انتهى منك سأقتلك لكن ليس هنا,, حسابنا سيكون في بلدتنا وأمام كل الناس .. ستكونين عبرة لكل زوجة خائنة تسول لها نفسها خيانة زوجها .. اخترتى الشخص الخاطىء شيرويت للعبث معه .. فقط انتظري وستري ..
ثم ليلقي بها بعنف مضاعف لتسقط علي مقعدها ويغادر دون أن يضيف المزيد ..
**
مازالت ترتعد من الغضب من الرهبة من الالم .. الذكري حية وكأنها فقط بالأمس لا منذ سنوات حينما القي ميجيل دى ماري العظيم تلك الكلمات في وجهها .. " أنتِ مجرد عشيقة فلا تتوقعى سوى المزيد من الهدايا, اترك لكِ حرية الاختيار في البقاء كعشيقة لي لكن لا تتوقعى اخلاصى أنا لم اخلق لذلك, لن اكون يومًا لامرأة واحدة وحتى لو فعلت بالتأكيد لن تكون أنتِ .. أنتِ مجرد نكرة .. جسد رائع دفعت ثمن التمتع به فلا تطمعى في المزيد "
حينما عملت له كانت بريئة بالكامل عاشت محمية من عائلتها وحينما توفوا جميعًا في حادث سيارة تركها
محطمة لم تستطع البقاء في انجلترا وقبلت فرصة للعمل كموظفة صغيرة في شركة من شركات دى ماري
الشهيرة في مدريد ثم ليضعها القدر في طريقة حينما علق كعب حذائها الرفيع في غطاء بالوعة للصرف في
الساحة خلف الشركة ويلمس الحب قلبها لأول مرة عندما انحنى ليخلصها من ورطتها ..
ربما اعتقدها واحدة من اولئك النساء اللاتى اعتدن اقامة العلاقات وقبول هدايا الغرباء الاثرياء .. بالتأكيد لم يكن يتوقع أن تكون بمثل ذلك الغباء وتسلم قلبها له بتلك السهولة وحتى عذريتها لم تثبت له ذلك وحينما اكتفي علمت أنها كانت تنسج من الوهم احلامًا وأنها كانت مجرد عشيقة .. لم تهتم لما يملكه أو يكن سببًا في وقوعها في حبه ثم كان قدرها الفرار مجددًا حاملة لاوجاعها وينتهى بها المقام كسكرتيرة لزارا حكيم ويعود شبح الماضى ليطاردها اليوم بلا رحمة ..
كانت قد تأقلمت علي حياتها ونست كل ما يتعلق به حتى قرأت اسمه علي اوراق صفقة سيدتها .. يومها فكرت في المغادرة للمرة الثالثة لكنها تراجعت .. بقائها وصمودها اكبر دليل علي محوه من حياتها فهو لم يترك لها أي ذكري جيدة فبعد فراقهما بيوم واحد وجدته يعلن عن حبه الجديد علي الملاء في اثبات واضح لكلامه وتفكيره فيها, كانت مجرد وعاء لشهوته ..
واليوم لا تلقائيًا وجدت نفسها تتأنق .. ربما لتثبت له حال تذكرها أنها لا تهتم وأنها لم تقضى سنوات في البكاء علي الاطلال .. وستتجاهله حتى تمر ايام الزيارة ويعود من حيث اتى .. وكلما اسرعت في انجاز الاوراق كلما قلصت من زياراته ومن فرصة لقائه ..
وباجتهاد دعمه رغبتها في التخلص منه وضعت رأسها في حاسوبها لتنجز اكبر قدر من المعاملات وتقوم بطباعة النسخ النهائية فربما ينتهون اليوم من كل الصفقة وغدًا قد تتعلل بالمرض وتتجنب مصاحبتهم في الزيارة الميدانية للمراعى أو لعشاء العمل .. رصيدها الجيد لدى سيدتها يشفع لها غياب يوم وحتى إن كان هامًا كيوم الغد لكنهم علي كل حال يستطيعون تدبر امرهم بدونها اذا ما انتهت اليوم من كل الاوراق ..
وانتشلها صوته العميق من بحر الذكريات المدمر لتسمعه يقول بهدوء ..
- هل تقابلنا من قبل ؟؟
اصعب سؤال قد تجيب عليه يومًا .. أنه حتى لا يتذكرها وفقط ومضات عنها تمر في رأسه لو اجابته بنعم فسيعلم أنها مازالت تتذكره ولو اجابته بلا فسيعلم بالتأكيد أنها تكذب .. ليته اخفي شكه في معرفتها وانسحب .. ألا يعلم أنه يقتلها هكذا ..
هل تقابلنا من قبل ؟؟ جملة من كلمات قليلة لكنه تطعن القلب وتفكك اربطته
رفعت رأسها باتزان ونهضت مبدية اكبر قدر من الاحترام عاملة بما تقتضيه اصول مهنتها وحمدت الله الذى الهمها الثبات ..
- عملت بعض الوقت في شركات دى ماري سنيور وربما تكون قد شاهدتنى حينها .. كيف اخدمك الآن ..؟؟
هل سيفشل بعدما وصل لهذه المرحلة ؟؟ هو يستحق كل ما تفعله بل واكثر لكنه يرغب في المحاولة .. كان يريد رؤيتها وجهًا لوجه وسماع صوتها الذى افتقده وهاهى أمامه بنفس جمالها الذى يسحرعقله وقوتها الخفية التى هى نفسها لا تدركها ..
كانت قوية حينما قررت أن ترحل فورَا دون النظر للوراء بعد أن تعيد له كل هداياه التى ظن أنه اشتراها بها .. أن تبنى لنفسها حياة دون أن تحاول الاتصال به لسنوات وطلب مساعدته كما كن الاخريات يفعلن .. أن تقف بكل ثبات أمامه الآن ولا تعاتبه حتى .. هل اصبح لديها حبيب اخر ..؟؟
مجرد الفكرة سببت له الاختناق وجعلت الدماء تفور في عروقه لكنها حتى وإن فعلت فكيف يستطيع لومها وهو من نبذها من حياته.. هل كان يتوقع منها البقاء والتذلل ..؟؟
- لكنى لا اعتقد أنكِ كنتِ بنفس الجمال في السابق .. ما اراه الآن جمال مميز لا ينسي ..
هل تبكى أم تضحك .. مازال جمالها يعجبه وسيحاول معها مجددًا ..
لم تغيره السنوات وكلما اعجبته امرأة امتلكها دون أي صعوبة لكن هذه المرة حظه السيء اوقعه مع ضحية
سابقة .. ضحية اكتوت بناره ولن تؤثر فيها كلمات الغزل .. الاقتراب منه نار حارقة والابتعاد عنه غنيمة ..
وجهها تحول لوجه خشبي صارم وهى تقول بحدة ..
- سينيور دى ماري .. هذا مكان للعمل إن لم تكن تريد مساعدة فرجاءًا دعنى انتهى من اعمالي ..
وعادت للعمل علي حاسوبها في صمت .. منك اكتفيت يا دى ماري لن تعبث بسلامى الداخلي مجددًا ..
وحينما رفعت رأسها مجددًا بعد دقائق كان المكان الذى احتله منذ بعض الوقت فارغًا ولا يحمل سوى عطره ..
**
اخيرا استعادت السيطرة علي اعصابها وتمكنت من التقاط الهاتف عليها اخبار اكرم بكل التفاصيل ... لن ينجدها سواه كما يفعل دائمًا وربما يجب علي ريان الاكتفاء بهذا الحد من الالعاب .. لابد وأن يعودا فورًا ليزيدا من المتاريس التى سوف تبنيها حولهم .. بمجرد عودتها للمنزل لا مدرسة لريان ولا عمل لها والمنزل مؤمن بطريقة ممتازة ولا يمكن لنملة أن تمر دون اذن ..
بدأت في الشعور بالقلق فاكرم لا يجيب .. جرس اثنان عشرة حتى انتهت المكالمة ولا مجيب ..
بالتأكيد مدينة الملاهى صاخبة ولم يستمع لرنين هاتفه النقال .. اعادت الاتصال ولا مجيب ايضًا .. ستحاول من الطريق اثناء عودتها ما يهم الآن هو مغادرتها ..
اتصالها الآن كان بجاريد الذى اكد لها مغادرة جميع الضيوف وبعد تأكيدات عدة منه ومن سيلينا ومن حرس البوابة اقتنعت وغادرت برفقة جاريد لسيارتها ..
اصعب لحظات مرت بها علي الاطلاق وانتقل توترها للجميع وعندما فشلت مجددًا في التواصل مع اكرم اتصلت بدراكو الذى لم يجيبها ايضًا ..
اصبحت علي وشك الاصابة بسكتة دماغية .. ماذا حدث لريان؟؟
يوم المصائب العالمى وبدأت الافكار السوداء تغزو عقلها .. هل غفلوا عنه وفقدوه أمم تم اختطافه أو ياللهول
هل اصيب أو سقط من احدى سيارات المدينة أو احد الألعاب الخطرة ؟؟
الدقائق اصبحت كالساعات وقلبها اصبح علي وشك التوقف من شدة خفقانه وعدم انتظام ضرباته .. واخيرًا في المنزل لكن بدون ريان واكرم أين هما حتى يعود لها الشعور بالامان ..
**
نعم لقد سيطر علي رغبته الملحة بقتلها حتى أنه لم يصفعها تلك الصفعات واللطمات التى قضى الليالي يتخيل نفسه يفعلها لكنها مسألة وقت ..
فقط ايام وينفذ فيها حكم الاعدام تلك الخائنة .. حتى اخر لحظة وكان يتمنى أن تكون زارا حكيم زوجة اكرم حكيم ليست هى شيرويت نفسها ..
صحيح فرارها لا يغتفر لكن كونها زوجة لغيره وهى مازالت زوجته بل ولديها ولد فذلك امرًا يفوق احتماله .. تلك الحقيرة تجمع بين الازواج .. مرمغمت بكرامته وشرفه في التراب .. سلمت نفسها لرجل اخرحتى لو لم تكن علي ذمته كان سيقتلها لفعلتها تلك .. حقيرة خائنة عديمة الشرف لكنها ستري .. ستعلم جيدًا من هو معتصم السمالوطى ذلك الذى تجرأت علي خيانته ..
وعندما نظر لساعة يده وقدر الوقت بحسبة بسيطة التقط هاتفه النقال ليسأل بلهفة .. - ماذا تم للآن ..؟؟
وحينما اجابه محدثه بالاجابة التى ترضيه " تمت المهمة بنجاح " ابتسم بكراهية وتشفي ليقول .." اول مسمار في نعشك شيرويت ولن ادفنك حتى في مقابر العائلة وسأترك جثتك للطيور تنهشها,, سأحرق قلبك حبيبتى حتى تموتين بحسرتك ..".
رعبها بلغ حده لماذا لا يجيب احد علي اتصالها حتى فريق الحراسة المسؤل عن تأمين ريان .. لا يتبقي سوى الاتصال بالشرطة كما نصحها جاريد .. لكنها كانت تتعشم أن يخيب الله ظنها وواصلت الدعاء بسلامة ريان وعودته لحضنها آمن ..
وفجأة دخل اكرم منكس الرأس وهو ينظر ارضًا وفورًا علمت أن خطبًا ما قد حدث لريان وهو لم ينتظر لتسأله
فرفع رأسه لتجده باكيًا دامع العينين والندم يغمره ليقول بأسف ..
- سامحينى حبيبتى لم استطع المحافظة علي ريان وحمايته,
ريان تم اختطافه ..
**



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:26 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 13-01-19, 01:06 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

التمرد
موقفها الرائع الذى لم تكن تتوقعه يستحق الاحتفال .. ستكافىء نفسها علي صمودها أمام الخسيس دى ماري وهى بالفعل ترتدى فستانًا لم ترتديه منذ سنوات ويصلح للاحتفال بتصمميه الأنيق والحمد لله لم يكن من هداياه لها بل كان ذلك الذى اشترته يوم أن علمت بحملها ومن سعادتها انفقت راتب شهر كامل علي شراء ذلك الفستان الباهظ .. ومن سخرية القدر أن تجد مناسبة لارتدائه وتكون هى انتصارها عليه ..
يومها ركضت علي شقته التى كانا يتقابلان فيها وهى تحمل الفستان بكل مستلزماته لترتديه وتنتظره للاحتفال لتفاجىء به يحتسي الشراب مع سيدة مخملية من طبقته .. وحينما ظهرت عليها الصدمة بادرها وقال ما قاله وذبحها يومها .. لتكتم حملها وتحمل متاعها وترحل .. لن يذلها رجل ولن تنحنى لأجل طفل ... ستربي ولديها بمفردها حتى لو عملت ليل نهار ولسوء حظها فقدت الجنين فور وصولها لنيوزيلاندا ..
علي الرغم من كراهيتها لوالده الخائن عديم الاخلاق إلا انها كانت تعلقت بحب جنينيها لدرجة تفوق احتمالها وعانت من الاكتئاب لشهور حتى عملت لزارا ووقتها فقط تجاوزت اكتائبها وحسرتها ..
العمل الجيد وبيئته المريحة يساعدان علي تجاوز المحن ..
قادت سيارتها الصغيرة لمطعم فاخر وطلبت لنفسها وجبة بنفس درجة جودة المطعم لتأخذها معها .. وجبة اضلاع الحمل المشوية بصوص الليمون والروزماري البري مع زجاجة من نبيذ معتق ..
منذ سنوات وهى تعمل لزارا حكيم والمشروبات الروحية ممنوعة في جميع المناسبات وحتى خلال عشاء العمل بحكم ديانتهم الاسلامية التى تحرم الشراب ..
كم اعجبت باخلاق المسلمين وتسامحهم من يصفهم بالارهابين لم يتعامل مع المسلميين الحقيقين وسلم اذنيه
لقلة مندسة تسيء للاسلام .. عملها كان رائعًا وسط بيئة نظيفة لا مجال فيها لتدنى الاخلاق أو العمل القذر أو الطعن من الخلف وبراتب رائع ومكانة محترمة,, ولا مجال للمقارنة بينها وبين عملها لدى دى ماري لا من حيث المكانة ولا من حيث الراتب وبالتأكيد ولا من حيث احترامها لنفسها .. ولأول مرة ترغب في الشراب منذ انتقالها لنيوزيلاندا .. ربما الألم لرؤيته اكبر من تحملها وليس الشراب لمجرد الاحتفال ..
اوقفت سيارتها أمام البناية التى تقع فيها شقتها الصغيرة وانهمكت في حمل اغراضها فلم تلحظ السيارة التى توقفت بجانب البناية وبداخلها رجل يراقبها بعينين حادتين كالصقر .. لتجده فجأة يعترض طريقها .. كادت تسقط من هول الصدمة وحاولت التوازن باستماتة لتجد نفسها تخطو فوق شبكة حديدية طالما تجنبتها ولينغرس كعب حذائها الرفيع في غطاء بالوعة الصرف بجوار الرصيف..
هذا لا يمكن أن يحدث مجددًا يالا الحظ العثر .. وكأن التاريخ يعيد نفسه لينحنى ميجيل ويخلص حذائها من عثرته .. هل سيكرر التاريخ نفسه وبعدما يساعدها يدعوها للعشاء ويظلا يثرثران حتى ساعات الصباح الأولي ؟؟
لمسته احيت كل المشاعر التى دفنتها منذ زمن طويل وجسدها الخائن علي وشك رشوة عقلها والاستسلام,, تلك الأحاسيس رائعة وافتقدتها مع اختفائه من حياتها.. هذا ليس عدلا علي الاطلاق " تذكري لقد تخلص منكِ كما يتخلص من قمامته معتقدًا أنه اشترى جسدك بهداياه الثمينة "..
تماسكت وهى تشكره ببرود وتحاول الفرار بداخل بنايتها .. غلق الأبواب الآن بينهما ربما يفلح في صد بركان الاثارة التى اجتاحتها .. لكنه ترك كعبها ليستقيم ويكبش علي معصمها بقبضة قوية نوعًا ما ويقول بعصبية ..
- توقفى عن تجاهلي واعترفي لنفسك أولا انك تذكرين من أنا سيلينا ..
سحبت معصمها بعصبية اكبر من عصبيته وهى تصرخ بحدة ..
- حسنًا سأتوقف عن التظاهر بعدم تذكر خستك بشرط أن تتوقف أنت عن مضايقتى .. ماذا تريد منى ؟؟
اخبرنى بصراحة ماذا تريد منى سنيور دى ماري بعدما وضعت المحيط بيننا ؟؟؟
وحينما لم تتلقي سوى الصمت هتفت ببرود ..
- أنت تعطلنى وكما تري لدى احتفال وانتظر صديق من فضلك ارحل فلا يوجد أي مجال للحديث بيننا ..
تغيرت بشدة .. لم تعد فراشته الرقيقة التى كانت تذوب لمجرد لمسته .. استبدلت كل المشاعر الملتهبة السابقة بالكراهية والبرود ..
اخر امل تبقي لديه .. في العادة كان يكلف أحد مساعديه بشراء الهدايا الباهظة لعشيقاته إلا معها هى فقط كان يبتاع الهدايا بنفسه ولذلك كان يتذكر كل ما قام بشرائه وحينما اعادت إليه كل هداياه احتفظت بسلسلة رقيقة من الألماس ولم تعيدها مع شقيقاتها .. ربما لانها أول هدية تلقتها منه قبل أن تتحول علاقتهما لعلاقة جنسية ويخبرها أن تلك الهدايا هى الثمن ..
- أنتِ تكذبين سيلينا .. مازلتِ تحملين لي المشاعر .. لن انسي مطلقًا كلماتك .. " أنا احبك ميجيل " .. لماذا لم تعيدى لي السلسلة الماسية مع باقي الهدايا اذا كنتِ ترغبين في التخلص من أي ذكري تذكرك بي ..؟؟
اغمضت عينيها قبل أن تقول باحتقار ..
- للأسف اضطررت لبيعها كى استطيع تدبير ثمن تذاكر الطائرة التى حملتنى لقارة اخري بخلاف تلك التى تكون أنت فيها ..
كم كان غبيًا .. كانت دائمًا مختلفة ولم يلاحظ .. هى الوحيدة التى كانت تهديه الهدايا والاخريات كن يستنزفانه فقط .. لم ترغب سوى بحبه وهو بغبائه قضى علي أي امل له معها ..
استغلت لحظات ارتباكه لتختفي من أمامه وتغلق باب البناية خلفها.. فات الاوان ميجيل بعض الأخطاء لا تمحى
وخصوصًا تلك التى تكسر القلب ..
**
صحيح أنه حقق مبتغاه وعقد المجلس بدون معتصم لكن الجميع بلا استثناء رفض تنصيب رئيس ولو بالانابة وخصوصًا باقي عائلة السمالوطى التى لا تعترف بحكم فالح من الأساس .. تصاعدت الأصوات حتى لم يعد احد يفسر ما يقال واضطر كبير عائلة الشامى أن يصرخ في الجميع ..
- لقد حضرنا فقط لنخبرك يا فالح أن ما فعلته لا يجوز وعقوبته قطع الرقاب ..
نهض غالب السمالوطى زوج شقيقة معتصم الكبري والذى فوجىء بالمجلس قبل أن يعقد بدقائق .. بالتأكيد لم يكونوا ليخبروه مبكرًا فيخبر معتصم ويمنع هذه المهزلة ..
ثم هتف بغضب عاتى ..
- كيف تتجرؤن علي عقد مجلس بدون الشيخ ..؟؟
لم يحدث مثل هذا ابدًا في السابق .. وكفرد من عائلة السمالوطى اعتبر ذلك اهانة كبيرة لشيخنا ولكل عائلتنا واطالب بمحاسبة المسؤليين عن هذه المهزلة ..
وافقه راضى الشامى بالطبع ونهض إلي جواره ليقول ..
- بالطبع كنت سأمتنع عن المجىء لكنى وجدتها خيانة لحليفى معتصم السمالوطى ولكن قبل حضوري استأذنته في المجىء لرد غيبته وهو سمح لي .. لحسن حظكم انه لم يغضب بالصورة التى توقعتها وإلا لكنا اصبحنا جميعًا في ورطة .. المشاكل القبلية نارًا تحرق في طريقها الاخضر واليابس وفقط تغلبنا عليها في السنوات الاخيرة بعدما اصبح رؤساء العشائر من المتعلمين وحاملي الشهادات بدلا من اصحاب العقول المتحجرة وتريدون منا أن نعود لنقطة الصفر .. أنا اطالب بمحاسبة فالح السمالوطى رأس الفتنة ومثيرها ..
راضى الشامى كبير عائلة الشامى الموالية لعائلة السمالوطى وثانى اكبر عائلة في البلدة ورأسها برأس عائلة
السمالوطى ويعلم جيدًا خطورة ما فعله فالح .. انه يفتح الطريق للمؤامرات والطعن في الظهر والقذارة .. افعال قذرة وحدث ولا حرج عن دناءة مرتكبها الذى يطعن ابن عمه في ظهره ..
اراد بموقفه المعترض والرافض لما حدث أن يدعم غالب في مناصرة صهره معتصم .. فمعتصم صديقه العزيز قبل أن يكون شقيق ليال التى يرغب بها لدرجة فقدان عقله ..
باقي عائلة السمالوطى كانوا يتبعون لفالح إما اشقائه أو ازواج شقيقاته لكن دعم عائلة الشامى يفوق رغبة الفروع من عائلة السمالوطى ..
تلاهم رؤساء بعض العشائر في الاعتراض .. وبغياب رضوان البهنساوى الذى كان مازال يتلقي العلاج باءت محاولة فالح بالفشل ..
" ذلك الخسيس خميس خدعنى والبهنساوية امتنعوا عن الحضور ".. فكر فالح بغضب
لكن عائلة البهنساوى كانت في حيرة من امرها .. لو ذهبت للمجلس بدون رضوان سيكون اعتراف منها بعزله من منصبه ككبير لهم وعلي الرغم من الفرصة الذهبية التى كانت تلوح في الافق باقتراب عزل ذلك السمالوطى المتفاخر لكنهم كانوا بين اختيارين احلاهما مر .. وكان تنازلهم عن حضور المجلس احترامًا لرضوان ليس إلا ..
وعندما وجد خطته تنهار هتف بحقد ..
- اغبياء وستندمون .. أنا احق برئاسة المجلس من ابن الخادمة ..
جملته اثارت همهمات عدة وتلذذ بها البعض واثارت استنكار البعض الاخر لكن حتى المتلذذ في الخفاء لم يتجرأ عن الكشف عن وجهه ..
والمجلس تحول من مجلس لعزل معتصم لمجلس لمحاسبة فالح الذى بدء الجميع في تقديم الاقتراحات لكن
غالب اشار للجميع بيده وقال بلهجة حاسمة .. - نحن لنا كبير وغيابه لا يقلل من مكانته سننتظر عودته
ليحاسب فالح كما يرى .. الرجاء من الجميع الصبر وعدم الانصياع للدعوات الخبيثة التى تثير الفتن .. من لديه اعتراض أو شكوى علي المجلس أو طريقة ادارته فليقدمها مباشرة حينما ينعقد بوجود رئيسه الحقيقي ..
**
- اغسلا يديكما جيدًا وهيا للاستعداد للطعام فوالدكما علي وشك الوصول ..
اطفالها التؤام عبدالرحمن وعبدالله قطعة من روحها .. صدقت حماتها حينما اخبرتها عن مدى صعوبة التعامل مع ذكور عائلة يسري .. وهى ليس لديها واحد بل ثلاثة عليها التعامل مع عنادهم ..
العنيد الاكبر حبيبها الأوحد .. علي الرغم من صلابة عقله بل وتحجره في بعض الاحيان إلا انها لا تنكر حنانه وحبه الذى يغرقها حتى النخاع .. شروة واحدة كما اخبرتها حماتها الحكيمة أيضًا فقد لخصت حالة خالد الخاصة جدًا في جملتين أو ثلاثة ..
لن تنكر سعادتها الحالية ولولا حملها لهموم الغير لكانت اصبحت الاكثر سعادة في العالم بلا منازع ..
وقلبها خفق بجنون مع توقف سيارة خالد في المرآب لقد افتقدته في الساعات القليلة التى تركها فيها للذهاب للعمل .. مازالت وكأنها تعرفت عليه بالأمس ومازال له نفس التأثير الرائع الذى يشبع كل حواسها ...
ركضت ترحب به علي باب الفيلا بعدما اطمئنت إلي أن التؤام في يد امينة وسيغسلان ايديهما جيدًا بعد لعبهما في الحديقة .. وكالمعتاد استقبلها بلهفة تفوق لهفتها واحط كتفيها بذراعه وهو يقول .. - افتقدتك حبيبتى
انها حتى لا تستطيع قول نفس الشيء فتعبر عما تشعر به كعادتهما لغة العيون تكمل ما لا تسعفها الكلمات بقوله ؟؟
نظرة الاشتياق فهمت منها علي الفور ما يريد فابتسمت بحرج لتقول بدلال ..
- اغسل يديك .. قتلنا الجوع في انتظارك ..
من افضل القوانين التى كانت تسن في بيت يسري هى تجمع الجميع علي الافطار والغذاء أما العشاء فلا يمثل وجبة
اساسية ويترك لحرية الجوعى ..
في منزل حماتها لم تشعر يومًا أنها ضيفة فمنذ اليوم الذى وافقت فيه علي المعيشة معها وانسحبت حماتها من ادارة المنزل وتركته لها وهى التى كانت دائمًا تستنجد بها لمساعدتها ولم تكن تتأخر .. من افضل الشخصيات التى تعرفت عليها علي الاطلاق وتلقائيًا وجدت نفسها تناديها بماما ...
- حبيبي .. اتصلت اليوم بشيماء لتنضم لنا علي الغذاء .. هى ليست في مزاجها المعتاد منذ فترة,, واتمنى أن تتحدث إليها علي انفراد .. كنت استطيع سؤالها لكنى فضلت أن تسألها أنت فربما تخبرك ما تتحرج من اخباري به ..
كلما تعرف عليها اكثر كلما زاد احترامه لها .. تحمل كل المواصفات التى يتمنى الرجل أن يجدها في شريكة حياته .. وهو علي وعده لها وسيعيش عمره يعوضها عن قسوته عليها مع أنها سامحته منذ زمن إلا أنه مازال يؤنب نفسه ويتساءل كيف تجمع فتاة واحدة ضئيلة كل هذه المواصفات .. كنة رائعة حنونة,, زوجة متفهمة,, عشيقة مثيرة وأم رائعة لتؤامه .. الحمد لله ..
هتف بخبث ..
- حسنًا حبيبة قلبي مع أنى كنت اخطط لشيء اخر أكثر اثارة بعد الغذاء مباشرة
احمرت بشدة وتلفتت لتتأكد من خلوتهما ..
مازالت تحمر كفتاة بريئة كلما غازلها .. تسلب لبه بحيائها في الحديث واحمرارها ثم بمجرد أن يلمسها تتحرر وتتحول لجريئة صغيرة تجننه ..
سألها فجأة ..
- هل ذهبتِ لزيارة تالا اليوم ..؟؟
اجابته بحزن ..
- نعم .. علي الرغم من عدم شكواها كل هذا الوقت وتحملها إلا اننى اعتقد أنها تتمزق من الداخل .. طالت غيبة حازم وهى مازالت في انتظاره ..
- أنا لا اعلم ما بينهما بالتحديد سارة لكنى لو كنت مكان حازم لكنت احتاجت لبعض الوقت .. في الحقيقة احتاجه لأتغير أنا اولًا قبلما اطالبها بالتغيير .. علاقتهما شائكة لكنى اكيدًا من حبهما ؟؟ انظري كيف تغيرت .. هل هى تالا الجباس الشهيرة ..؟؟
انظري كم جمعية خيرية اصبحت تدير وكم دار ايتام اقامت ..؟؟
انها تعيد اكتشاف نفسها سارة .. وأنا فخور بما وصلت إليه ..
- لكن خمس سنوات فترة طويلة للغياب يا خالد ... شبابها يضيع في انتظار المجهول وباستثناء زيارتى أو زيارة والدتنا لا تخرج مطلقًا سوى للعمل .. تذكر كم دعوناها لترافقنا في رحلات المصايف في الساحل أو التجول في الخارج ولكنها دائمًا كانت ترفض .. انها تعاقب نفسها أنا فهمها جيدًا أنها نصفي كما تعلم واعلم كيف تفكر .. أنها تمر بما مررت أنا به منذ خمس سنوات من عقاب النفس وتحمل نتائج طيشها مع الفارق طبعًا فعقاب حازم استمر لسنوات وليس لمجرد اسابيع كما فعلت أنت ..
- معكِ كل الحق .. ربما يتوجب علي الحديث معه ..
نظرت إليه بامتنان ..
- حقًا ستفعل ..؟؟
هل هى حقيقية فعلًا ..؟؟ منذ معرفته بها لم تطلب منه أي شيء يخصها,, دائمًا تهتم بالغير,, ملاك احتل قلبه وعقله ..
- بالتأكيد سأفعل انها خطوة تأخرت كثيرًا في تنفيذها .. دعينا نركز الآن علي شيماء ومشاكلها ولاحقًا
سأرتب امر مكالمة حازم .. لن اخفي عليكِ سارة ,, هناك انباء وصلتنى عن تورط ياسين مع فنانة صاعدة .. أنا
لم اواجهه حتى أتاكد لكنى بدأت اميل إلي التصديق .. تلك ليست شيماء التى اعرفها وهذا ليس ياسين صديق عمري .. هناك خطبًا ما والامور علي اشدها بينهما ..
شهقت بارتياع ..
- خالد ماذا تقول ؟؟!! هذا لا يمكن أن يحدث مطلقًا .. ياسين يعشق شيماء,, انها شائعات مغرضة لا تنساق ورائها ..
نكس رأسه بحسرة ..
- اتمنى ذلك من كل قلبي لكن الاخبار شبه اكيدة .. واعتقد أنه تزوج بالفعل ..
غطت فمها بكفها كاتمة لصرخة القهر .. مسكينة شيماء ستصدم حتى الموت ..
ربما عدم انجابها هو السبب ..؟؟ ياسين يسعى للأطفال وتزوج من اخري ليحظى بهم ..؟؟
هذا ليس عدلًا علي الاطلاق .. لا اعتراض علي حق الرجل في الزواج الثانى لكن ليس بهذه الطريقة وليس بعد كل هذا الحب .. كيف ستنظر في عينيها وتخفى ما تعرفه .. ؟؟
- سارة .. رجاءًا تماسكى,, إلي الآن هى مجرد شائعات تحتمل الصواب أو الخطأ .. لا نريد أن نزيد من احزانها قبل أن نتأكد .. أنا فقط اخبرتك لاننى اقسمت ألا اخفي عليكِ أمرًا واثق في حسن تقديرك للأمور ..
- أنت تحملنى ما لا طاقة لي به خالد .. اخشي أن انهارفي أي لحظة واخبرها.. - اذًا نتعشم أن يخيب الله ظننا قبل لحظة انهيارك فقط اعطينى بعض الوقت .. حسام تولي الموضوع وسنتأكد في خلال أيام ..
****************
لسنوات عاشت تخشي علي ريان وتوقعت كل السناريوهات المحتملة حتى الاختطاف .. والآن تحقق اسوء
كوابيسها .. جملة ريان تم اختطافه نزعت فتيل روحها وانتزعت قلبها من تجويفه .. شعرت بأن روحها تنسحب ثم غابت عن الوعى ..
علي الرغم من عمره الذى قارب الخمسة والستين لم يشتكى يومًا من أي امراض حتى اليوم .. اجتمعت عليه كل
امراض القلب والسكر والضغط .. الحسرة مميتة ولن ينسي لحظة فقدانه لقرة عينه ريان الحبيب .. هو المسؤل بالكامل عن فقدانه فهو من الح عليها بل وضغط وجعلها تسمح له بالذهاب ثم لم يستطع حمايته كما وعدها ..
انهار علي ركبتيه يبكى كالأطفال بحسرة,, أه يا ريان الحبيب أين أنت يا ولدى ؟؟
الخطف ابشع من الموت مئات المرات واحساس العجز المصاحب لاختفاء طفل قاتل .. والاسئلة تكوي القلوب وتحرقها أين هو ..؟؟ من اختطفه والأهم ولماذا وماذا سيكون مصيره ..؟؟؟
نسبة الاطفال العائدون بعد الاختطاف ضئيلة وغالبًا يتخلص الخاطف من ضحيته حتى لو تلقي فدية ليخفي اثاره هذا لوكان سبب الاختطاف من الاساس هو طلب الفدية .. هناك اسباب اخري ابشع واضل سبيلا مثل تجارة الاعضاء أو الاستغلال الجنسي لكن كلما راجع ما حدث كلما اقتنع من أن ما حدث كان مدبرًا وريان كان مقصودًا بالتحديد .. الهجوم بالطريقة التى تم بها كان هجوم محترفين لا مرتزقة يعرفون ما يفعلون جيدًا وهدفهم كان واضحًا وصريحًا في عملية نظيفة سريعة والمقصود منها ريان ..
اربع سيارات بداخلها مسلحين برشاشات آلية اعترضت طريقهم فور مغادرتهم لمدينة الملاهى واختطفت ريان في لحظات وتلقي هو ضربة قوية بكعب احد الأسلحة افقدته الوعى لكن قبل أن يغيب عن الوعى سمع احدهم يهتف " دورك قادم " وعلم بعدها أن المسلحين اطلقوا غازًا ما مخدرًا جعل الجميع يفقد الوعى لساعات ..
لقد خان الامانة .. نعم علي الرغم من أنه كان لا حول له ولا قوة لكنها في النهاية فرط في امانته وحرق قلبها .. وبماذا سيفيدها بكائه الآن ؟؟
راقب ما يحدث وكأنه طيف محاولات الخدم لاسعافها واتصالهم بالطبيب الذى حضر في سرعة قياسية ليعلن اصابتها بصدمة عصبية حادة ويحقنها بxxxx مخدر تركها نائمة حتى الصباح ويترك معها ممرضة خبيرة تعتنى بها ..
كان يعلم جيدًا أن تواصله مع الشرطة غير مجدى فمن تحفظ علي ريان قوة لا يستهان بها لا قبل للشرطة
بمواجهتها ومن الافضل عدم التبليغ عن الاختطاف لمصلحة ريان .. خبرته الطويلة في العمل السياسي تلهمه ذلك .. كان مفاوضًا جيدًا ولو فقط يتواصل الخاطفون معه فسيلبي كل مطالبهم وزيادة ما يهمه فعلا هو عودة ريان سالمًا حتى لو دفع كل قرش يملكه في سبيل ذلك .. ليت كل ما يرغبون فيه هو الأموال,, فوقتها سيعود ريان وسيخبرهم " فقط لا تمسوا شعرة منه وسأدفع ضعف ما تطلبون ".. من هم اعدائهم ..؟؟ هم لا يملكون الاعداء,, اعمالهم نظيفة ومطلقًا لم يتورطوا مع المافيا أو تتداخل اعمالهم في صفقات مشبوهة ..
اذًا من وراء تلك الفعلة الشنعية ؟؟ قلبي لم يعد يتحمل ,, ودموعه واصلت انهمارها بغزارة ..
ليلة ليلاء لا قمر فيها ولا بصيص ضوء تلقي بكآبتها علي كل الجدران التى كانت وكأنها تبكى حزنًا علي فراق الحبيب ريان وانهيار زهرته الجميلة .. لحظة واحدة يُتخذ فيها قرارًا خاطئًا وتكون عواقبه وخيمة ..
قضى ليلته بجوارها يراقبها وهى تنتفض في نومها وتهذى باسم ريان واسم معتصم .. هل لذلك الحقير أي يد في اختطاف ريان ؟؟
يقسم بالله أنه لو اكتشف أن له يدًا في تلك الجريمة فسيقتله بيديه العارتين .. ألم يكفه ما فعله لشيرويت سابقًا ليعود ويكمل علي الباقي منها ..
لا توجد حسرة تفوق حسرة الأم علي طفلها .. ألم يجرب هو سابقًا وفاة ابنته ..
اختطاف ريان اعاد إليه كل الذكريات التى ظن أنه اغلق عليها قلبه منذ زمن ..
وفاة الينورا زوجته مع ابنته التى كانت في نفس عمر شيرويت في الهجوم الارهابي البشع علي المقهى حيث
كانتا تجلسان كانت صدمة قاتلة قسمت قلبه لنصفين ولم يخرجه منها سوى شيرويت ..
ومع أول خيوط الصباح بدءت شيرويت في العودة لوعيها بالتدريج .. كانت متشنجة حتى في نومها ومع رؤيتها لاكرم انهارت في بكاء يمزق اشد القلوب قساوة .. انين من ينازع وكأنه يتلقى الاف الطعنات,, الواحدة تلو الاخري وكل طعنة تنفذ للقلب مباشرة .. كانت كطائر جريح يلفظ انفاسه الاخيرة بعدما ذبح بعنف وهى تقول
..
- لن اري ريان مجددًا يا اكرم لن اري ريان مجددًا ..
التمسك بالأمل يجلب الأمل والتفاؤل وتمنى الخير يحققه .. والله سبحانه وتعالي عند حسن ظن العبد به ..
- سيعود شيرويت .. سيعود باذن الله ..
ربما لو فقد بطريقة عادية كنت وضعت احتمالات لعدم عودته لكن الطريقة التى اختطف بها تدل علي أن الخاطفين اخذوه لشخصه أو لشخصك بمعنى اصح لذلك سيتواصلون معنا قريبًا .. هم فقط يعلمون اصول اللعبة جيدًا ويحرقون اعصابك حتى تكونى مستعدة لتلبية كل مطالبهم .. واعدك شيرويت سننفذ كل ما يطلبونه وزيادة بل سأعدهم بمكافأة لا يتوقعونها عندما يعيدونه سليمًا معافي كما اختطفوه ..
رددت بانهيار ..
- لن اتحمل بعده اكرم ... سأموت الآن من الالم .. لن اتحمل قلبي يؤلمنى ولا استطيع التنفس لكن عدنى .. عدنى بأنك ستجده حتى بعد وفاتى ..
جذبها بعنف لتنهض من فراشها ..
- انهضى شيرويت وابحثى عن ولدك .. لا تستلمى لليأس .. لقد خسرت عائلة من قبل ولن اخسر عائلتى مجددًا .. مساعدتك تزيد من فرص عودته .. اعلنى عن اختفائه في الصحف واعلنى عن مكافأة بالملايين لمن يعيده أو حتى يدلي بأي اخبار عنه .. طمئنى الخاطفين برسائل مفادها أنه لا دخل للشرطة فيما بيننا وأن أموال الدنيا
لا تساوى شعرة واحدة من شعرة ..
هتفت بيأس قاتل ..
- اذًا لماذا لم يتواصل معنا احد للآن ؟؟ قلبي يحدثنى أنه لم يعد في نيوزيلاندا .. اشعر به يطير بعيدًا اكرم .. صدق شعور الأم ..
أن يشعر جيدًا بما تشعر به,, لثانى مرة يختبر شعور الالم من فقدان حبيب .. الموت يخطف الأحباء ويخطف معهم قلوبنا الحية ليتركها ميتة..
حينما تنغلق القبور علي من نحب نشعر بالسخط لأننا لسنا معهم .. نتمنى الموت لنلحق بهم لكن احيانًا يكون مازال للعمر بقية .. شعور الابوة يماثل شعور الامومة بالتأكيد وخسارة ابن أو بنت لا تصفها الكلمات لكنه علي وشك خسارتها هى أيضًا ..
الحزن قاتل والحسرة التى تشعر بها سببًا كافيًا لقتلها .. فجرعة الحزن التى تلقتها تكفي لقتل فيل لا فتاة رقيقة مثلها وضعت كل حياتها في طفل وفقدته ..
منظرها وهى تتمسك بثياب ريان وتستنشق رائحته وتبكى تمزق قلبه هو ..
كانت تستعيد حركاته ركضه ضحكاته وحتى بكائه .. أه الم فوق الاحتمال ..
كان مازال يتمسك بها وبصوت حاول أن يجعله قويًا امرًا قال ..
- امنحك فقط خمس دقائق لابدال ملابسك وموافتى في المكتب لنري ما علينا فعله ..
ويغادر فورًا تاركًا اياها بلا دعم كورقة شجر سقطت عن غصنها وتركت في مهب الريح ..
حاولت مقاومة دوارها وغثيانها وصعوبة تنفسها وخطت بخطوات متعثرة لتنسق ملابسها قليلا وتغسل وجهها فربما تفكر بشكل أوضح ..
لكن رنين هاتفها الخاص جعلها تجفل لدرجة الموت وخصوصًا حينما كان المتصل مجرد رقم بلا اسم .. من
يعلم بنمرتها الخاصة سوى القليلين من مساعديها المقربين وبالتأكيد المتصل ليس منهم .. الاتصال قد يحمل خبرًا عن ريان .. ربما يكون الخاطف يساومهم وربما يكون الاتصال يحمل خبر وفاته ..
هل تجيب أم لا .. لهفتها القاتلة جعلتها تجيب وبمجرد أن فتحت الخط سمعت صوت قاسي يقول بتشفى ..
- ما رأيك في ثانى مفاجأتى يا فاجرة ..؟.



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 17-01-19 الساعة 05:27 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.