آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-20, 02:27 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




___

وكانت نجد بـ تقوم من عنده لـ حد ماسمعت صوت باب السطح ينفتح وظل الشخص صار واضح لها أنه رجال ، أرتجفت في مكانها خوف كانت تسمع خطوات أقدامه و يمشي بـ هدوء لحد ما قرّب زيادة ضمت ذراع هُمام لها بقوة وهي تدفن وجهها بـ ذراعه وغمضت عيونها بشدة ومثلت النوم ، كانت تتمنى يحس فيها الحين ويقوم لو ثانية لكن للأسف هُمام دَخل نوم عميق جدًا ، حسّت فيه وقف قدامهم من أنحجبت إضاءة اللمبة و وقف لـ ثواني طويلة تنحنح عشان يحسون فيه وهي عرفته من صوته صالح ، وماتت خجل أكثر مو وقته يجي الحين ، طَلع صالح و وده ينفجر على أول شخص يشوفه ، طلعت له فاطمة وشافت ملامح وجهه وأستغربت لإنه قبل شوي كان مروق ؛ وش فيك قالب وجهك ؟؟ صالح وهو يأشر على الدرج وقال بحدة ؛ ولدك نايم و عايش شهر عسل فوق هو وبنت ال…
قاطعته فاطمة بغضب ؛ صالح حرام وعيب ، مالها ذنب !
ناظرها بـحدة ودَخل غرفة نومه وهو باقي ما فرّغ كل العصبية ، طَلعت فاطمة فوق وأخذت معها لحاف من قال لها "هُمام نايم" دَخلت عندهم وناظرت بـ ذهول من شافت هُمام و نجد مع بعض وما كَذب صالح لما قال "عايش شهر عسل" كانت نايمة أو بـ الأصح تمثل نومها وهو حاضنها من الخلف ودافن وجهه قريب عُنقها بالضبط ، نجد و تحس نفسها بـ فضيحة كبيرة ودها تفهمهم أصل الموضوع واضح أنهم مستغربين من دخولهم كل شوي ، أبتسمت فاطمة بـ إعجاب وضحكت بـ داخلها وهي تغطي هُمام ومعه نجد ، حسّت بـ نجد ورجفتها ناظرت لها بـ تركيز وشافت عيونها ترمش وهي مغمضة عيونها وعرفت مُباشرة أنها تمثل النوم و عرضت إبتسامتها زيادة وهي تقفل الإضاءه وطلعت ، سحبت نفس نجد وأزفرته بـ راحة من طلعت وهي ودها تذبح هُمام على نومه هذا ~
__

الساعة ٦ الصباح ، في بيت نوره :
كانت نغم صاحية وما قدرت تنام أصلًا من فرط المشاعر اللي تحس فيه ، رَفضت تروح بيتهم اليوم وبتنام عند حنين ، وقفت عند المرايا وهي تشوف شعرها الممُوج وكان طويل لـ أخر ظهرها كانت تعبث في إطراف شعرها وكل ما تتذكر سامي وكلامه ودها تصرخ في أعلى صوتها من شد الفرح ، ألتفتت لـ السرير وهي تشوف حنين نايمة وأتجهت لها مُباشرة ؛ حنين قومي إذا ما قلت لك بـ أموت !
حنين و باقي على وضعها ؛ نغم مو وقتك بعدين !
نغم ؛ بـ أقول لك وش صار مع سامي قومي !
فتحت حنين طرف عينها وهي تشوف إبتسامة نغم الخفيفة ، وسعت عيونها على كُبرها وهي تضحك بـصوتها المُبحوح من النوم ؛ من جد صار شي ؟
نغم هزت راسها بالإيجاب وأكتفت بـ إبتسامتها اللي ما أنمحت عن ثغرها طول اليوم ،
قامت حنين بـ خمول وتكاسل ؛ أيه وش صار ؟؟
جلست نغم على طرف السرير وبدأت تسرد لها اللي صار مع سامي اليوم و كانت حنين تتأملها وتحس نغم بـ تطير من الفرحة عيونها لحالها تحولت لـ قلوب وهي من زمان ما شافت نغم مثل كذا وبـ هذا الحماس وهي تحكي ، نغم تكلمت بـغرور و كشرت ؛ و قلت له قصيت شعري !
ضحكت حنين بـ ذهول ؛ مجنونة ! ليش ؟
نغم أبتسمت بـ خفيف ؛ نلعب على الوتر الحساس شوي !
حنين بـ إعجاب ؛ أوه كلام كبير ! ، تدرين أنه نايم بـ الغرفه اللي جنبك ولا ماتدرين ؟
عدلت شعرها نغـم و بـ ثقة ؛ طبعًا أدري !
حنين ناظرتها بـ طرف عين ؛ شاكه بسبب نومك عندنا اليوم ، هو عشاني ولا ؟
أخذت جلالها نغم وبـتطلع من الغرفة ؛ جدتي صاحية أمشي ننزل !
نَزلت لـ تحت وهي فعلًا شافت نوره جالسه بالصالة ، أبتسمت نغم وهي تسلم عليها وتجلس ، نوره ؛ زمان ما جيتي لي يا نغم من جاء عديم الخير ، اليوم وش ذكرك فينا ؟
تنرفزت نغم وهي كل ما جلست جابوا لها طاري هُمام ؛ عشان كذا ما أجيك ، ما تبيني تبين السوالف !
نزل سامي مع الدرج وهو يشوفها وسمع أخر كلامها ، قال بـ إبتسامة ؛ ومين مايبي السوالف منك ؟ أحلف لك أنه عديم عقل اللي يرِد سوالفك وحنا نتمناها !
ناظرت له نغم بتأمل لـ ثواني طويلة وهي تشوف الروقان بـ وجهه واضح عليه والإبتسامة شاقهه وجهه ، حست نفسها بـ تفضح حالها أكثر وإبتسامتها اللي تُصدر منها لا شعُوريًا صدت عنه وبـ محاولة تخفي إبتسامتها وملامح وجهها ~
نوره ؛ ياويلك يا سامي بايع نفسك ؟ أنت اللي فيك كافيك لا يجي عمك ولا سياف !
سامي ناظرها بـ طرف عين و كشر ؛ دامهم مو موجودين وأكيد ما يجون الحين خلوني أخذ راحتي ، و جَلس قدام نغم بالضبط وهو يحسه مكان إستراتيجي لإنه قدامها ، جت حنين وهي تجلس جنبه وتناظر نغم وهي ناوية على شي ، قالت وأنظارها على نغم ؛ نغم اليوم شعرك ضايقني وأنا نايمة !
ما فهمت نغم عليها ورفعت حاجبها بـ إستغراب ؛ ليش ؟
حنين ؛ مادري صار طويل مرا خلاص وين بـ توصلين بالضبط ؟
ناظرتها نغم بـذهول من أستوعبت أنها بـ تفضحها وهي ودها تشتمها بـ جميع الشتائم اللي تجي في بالها ، ناظرها سامي بـ طرف عين وبـ ذهول و كتم ضحكته ؛ صدق لـوين بتوصلين ؟
نغم صدت عنهم ؛ بـ أقصه لا تشيلون هم !
سامي ناظرها وكأن أنظاره تدل على تحدي ، قال بـ إبتسامة ؛ ينقص راسك قبله !
كانت بـ تتكلم نغم وترد عليه بـ كل قوتها وعنادها ولا يمنعها أحد لكن دخل يزيد عندهم وسكتت ، و أخيرًا بعد وقت طويل جدًا أكتملوا الإربعة اللي كانوا دايم مع بعض ؛ أوهه البيت منور ، سامي ونغم وش نبي أكثر ؟
رمى نفسه عند نغم وهو يحاوطها بـ ذراعه ، ناظرته نوره وهي تشوف تجاهل ولدها لها مثل وضوح الشمس حتى أستكثر يجي يقبّل راسها مثل عادته ، قالت بـ هدوء ؛ وأنت صرت الحين مثلهم يا يزيد ؟
سكتوا كلهم وهم يناظرون يزيد اللي مشتت أنظاره بعيد وماوده يتجادل مع أحد أو يتناقش حتى لو بـ شي بسيط ، لإن وقت ما سوسن بالأمس قالت لهم وتكلمت و وضحت لهم كل شي ، كان الكلام اللي تقوله بـ مثابة الصدمة طول عمرهم لا جابوا طاري وحدة أسمها عزيزة كانت نوره تدعي عليها بدال ما تدعي لها كانوا مصدومين من كمية الكرهه اللي من نورة لها لكن يزيد مايدري وش يسمي اللي تسويه هي أنانية وحُب زايد لـولدها الكبير ، أو تشوف أخطاء الناس وعلى بالها أنها هي معصومة من الغلط ؟ ، يتنرفز أكثر كل ما يتذكر معاملتهم لـ هُمام والكُره الغريب من دون سبب ، أو فيه سبب لكنه أقبح من ذنب ، ناظر يزيد أمه بـ برُود ؛ أنا ودي أعتذر من هُمام !
__

في بيت صالح :
كان هُمام صاحي و يستعد لـ دوامه ، من قام لـ صلاة الفجر وهو يشوف نجد اللي كانت بـ حضنه وبين إيدينه و ريحة عطرها أختلطت بـ ريحة عطره ، ويدها على يده اللي مثبتّه على خصرها ، قام على إبتسامة ومن زمان عن الروقان اللي يحس فيه الحين وناسي كل اللي صار أمس و لا يتذكر منه الإ الأشياء اللي صارت مُحببة لـ قلبه ويحس أنه الحين صباح الخير فعلًا ، قومها معاه و كان منتبه لها أنها تتجنب تتكلم معاه ، وعيونها تبعدها عنه قد ما تقدر ، دَخل غرفته لإجل يلبس وهي جلست بـ الصالة تنتظره لكن من سمعت صوت باب غرفة أنفتح فزت وتذكرت صالح و فاطمة أمس ماتدري كيف بتشوفهم اليوم ، قامت وأستعجلت ودخلت غرفة هُمام وقفلت الباب وراها بـحركة سريعة ، إلتفت لها وهو يشوف وجهها دون أي أنفعالات وبارد الملامح ، قال بـ إستغراب ؛ أحد لاحقك ؟
ناظرت له نجد بـ طرف عين وهي تمسح على وجهها ؛ لا تنكت على الصباح !
هُمام بـ إستغراب ؛ وش فيك يابنت ؟
نجد ؛ أمك متى تقوم من نومها ؟
ناظر هُمام ساعته الجلد السوداء ؛ الحين أتوقع ، تبينها أقومها لك ؟
نجد بـ إستعجال ؛ لا ما أبيها !!!! ، ما نشوف بعض أحسن
ناظرها هُمام بـحدة ؛ ما تبين مين ؟
نجد هزت راسها بالنفي بـ إستعجال ؛ لاا ! ما قصدي كذا لا تفهم غلط !
أستغرب هُمام من حركاتها وهو يقرب لها تحسس جبينها وما عليها حرارة ، مسكها مع كتوفها و مشاها وجلسها على طرف السرير ؛ قولي لي وش فيك عشان أفهم عليك ؟
نجد عضت طرف شفتها بـ توتر وهي كانت حركتها المُعتادة كل ما توترت ، وتوردت ملامحها غصبًا عنها من تذكرت ، هُمام بـهدوء ؛ يابنت الناس ما أفهم وأنتي ساكته !
نجد بـ توتر ؛ كله منك ، أنا مالي شغل والله !
هُمام عقد حواجبه ؛ ايه كله مني ، بس وش فيك ؟
نجد شتت نظرها بعيد ، و ودها الأرض تنشق وتبلعها ولا تصير معها كل هالمواقف ، قالت بـ تردد ؛ أمس … يعني وقت ما كنا فوق مع بعض ، أنت نمت ومادري كيف كنت ماسكني ، دخلوا أهلك و شافونا !
ناظرها هُمام وسكت لـ ثواني ، وبعدها ضحك تلقائيًا ؛ هذا اللي فيك ؟؟ نجد بـ إنفعال ؛ تحسب أنه شي سهل ؟ فضيحة ترا
هُمام ضحك من كل قلبه عليها ؛ هذه فضيحة ؟ شكلك ما تعرفين الفضايح زين
نجد ناظرته بـعدم فهم ؛ وش قصدك ؟
قام هُمام و هو مبتسم ويعدل شماغه ودون ما يناظرها ؛ تكبرين وتعرفين ، لَف عليها وباقي مبتسم و تلاشت إبتسامته من تذكر شي ؛ مين أهلي اللي شافونا ؟
شتت نظرها بعيد ، وبـهمس ؛ أمك و أبوك
هُمام فرك حواجبه بالتوتر ، وصالح ما يمررها له كذا بـ يزعل عليه ويعصب تنهد بـ ضيق ، وقال بـ هدوء ؛ تبين شي ؟
نجد ؛ أبي أروح لـ أبوي ؟
هُمام هز راسه بالنفي ؛ لا ، أنا ما بـتأخر ، ومِرسل لي أنه اليوم بـ يجي عندنا !
طلع هُمام من الغرفة وهي وراه ، وقابلوا فاطمة المُبتسمة ؛ صباح الخير
توجه لها هُمام تلقائي وهو يقبّل راسها ، فاطمة وهي تشوف نجد واقفه عنهم بـ مسافة كبيرة و وجهها منقلب لونه ؛ تعالي عندي يا نجد !
مثلت نجد أن الوضع طبيعي ومافيه شي تقدمت لها وهي تصنع إبتسامة مُجاملة و وقفت بـ جانب هُمام بالضبط ، عرضت إبتسامة فاطمة ؛ هُمام خلاص نشيل وسايدك ؟
هُمام بـ إستغراب ؛ ليش وش فيها ؟
كتمت ضحكتها فاطمة ؛ مادري ، أشوفك مستبدل حضن الوسايد بـ حضن ثاني !
رفعت نظرها نجد بـ ذهول و تحس أنها بـتفقد الوعي من كلامها ، وهُمام صحيح كان عارف بـ أنها شافتهم لكن يحس أنه "تفشل" و للأسف عندهم ما يصير جريئ بحركاته وكلامه ولا وده من الأساس أحد يشوف الخِفة اللي أكتشفها بـ نفسه ، أبتسم لها و بـ محاولة تغيير الموضوع ؛ بـ أطلع تأخرت
فاطمة ؛ في أمان الله ، طلع هُمام ومسكت فاطمة نجد غصب عنها و جلستها عندها وهي نقطة و تموت من حياءها ، طلعت نور من غرفتها ورمت نفسها على الكنبة بـ إرهاق ؛ مو قادرة أنام من أمس ، قلت لـ هند تجي عندي
فاطمة ؛ ايه خليها تتعرف على نجد
أعتدلت نور بـ جلستها ؛ قالت لـ نغم تجي ، عادي ؟
فاطمة رفعت حاجبها ؛ بنت فيصل ؟
نور هزت راسها بالإيجاب ، فركت فاطمة إيدينها بـ توتر ؛ عادي ، بس لو جاء هُمام وشافها بـ يقلب الدنيا علينا
نجد بـ هدوء ؛ هُمام ما يكره نغم بالعكس ، يسولف معها كثير
نور ؛ تعرفينها زين ؟
نجد هزت راسها بـ الإيجاب ؛ تقريبًا ايه !
كانت نور بـتسألها عن نغم أكثر لإنها ما تعرفها تمام المعرفة ، لكن قاطعها صُوت الجرس قامت و فتحت الباب وكانت هند ، دَخلوا و جلسوا بالصالة بـحُكم ميانتهم على هند و أنهم متعودين عليها ، و طلعت فاطمة لإجل ياخذون راحتهم ، سلمت هند على نجد وناظرتها من فوق لـ تحت بـ إبتسامة مُصتنعة ؛ أنتي نجد بنت عم نغم ؟
نجد أبتسمت وأكتفت بـ هز راسها بالإيجاب ، هند ؛ زوجة هُمام ؟
نجد حست اللقب غريب عليها ومو متعودة ، سكتت لـ ثواني وقالت بـهدوء ؛ أيه !
نور حاولت تغير الموضوع لإنها تعرف وش كثر هند تميل لـ هُمام وهالشيء ما كان من هند بنفسها ، كان من الكلام اللي تسمعه من صالح و حُب أبو هند لـ هُمام وعلى هالشيء هي بنيت أحلامها لحالها دون ما تعرف أبسط الأشياء عن هُمام ~
__

عند نغم :
كانت بـ سيارة يزيد اللي أصر أنه هو اللي بيأخذها ومعها حنين ، وَصلوا قدام بيت صالح بالضبط بعد ما أرسلت لهم الموقع هند و نزلت نغم مُباشرة للـبيت ، يزيد شاف الشخص اللي واقف قدام البيت و هو ما ينسى هالشخص أبدًا من شافه ، قال بهدوء ؛ هذا سعُود خال هُمام
حنين رفعت نظرها وهي تشوفه وهو نفسه اللي وقت ما كانت تكلم الجوهرة وتعطيها أخبار الخطبة كان يسمعها وشافها ، ناظر سعُود للسيارة بـ تركيز وهو ما عرفها أستغرب لإنها واقفه عند بيت صالح ، نزل يزيد من سيارته و مستحي منه من عَرف بحركات أخوه وأنهم ساكتين عليه ، قال بـهدوء ؛ سلام !
أستغرب سعُود لإنه يعرفه وإيش بتكون سبب زيارته الحين و بـ هالوقت سكت وهو يناظره ، قال يزيد بـهدوء ؛ رد السلام واجب ؟
تنحنح سعُود ، و مو عارف يحدد موقفه يأخذ ويعطي معه ولا يكتفي بـ السلام ، رد بـبرُود ؛ وعليكم السلام !
وناظر السيارة والبنت اللي فيها ، مايدري هي البنت اللي تشابهه أو لا بس أنه تذكرها رَجع يتأمل بـ وجه يزيد ويشوف التشابه القوي ، وصد عن يزيد وأستغفر بصوت مسموع من حس على نفسه ويحس أنه جالس يناظر في البنت ، و عشان يتناسى الموضوع قال بـ هدوء ؛ وش تبي مشرِفنا اليوم ؟
يزيد ؛ جيت أنزل بنت أخوي فيصل هِنا عند صديقتها وشفتك واقف ، رجع سَرح سعُود بـ تفاصيل وجهه وهو مو قادر يشوفه بـ وجه رجل رغم العوارض اللي فيه و الهيبة ، لكن بعينه تتحول الملامح فجاءة لـوجه بنت حفظه ، ما كان يسمع يزيد وش يقول وهو كل ما يناظره يحس نفسه يناظر بنت ويصد مو قادر يكمل معاه جُملة كاملة ، يزيد شاف سعُود كل شوي يصد عنه حس نفسه ثقيل عليه حفظ كرامته و بـهدوء ؛ يلا أستأذنك !
و مشى و تركه ، وكانت أنظار سعُود على السيارة ومن ركب السيارة يزيد وهو يناظر في عيونهم بالتركيز يبي يعرف هي نفسها ولا ؟ ، وكانت عيونهم وحدة و متشابهه أستوعب الوضع و مستحيل هالشبهه يكون كذا الإ أنهم نفس شخص وحس أنهم تؤام مُتشابهه ~
__

بيت فيصل :
كانوا جالسين بالصالة فيصل و إزدهار و الجوهرة ، وفيصل الندم يأكله ، بعد كل هالسنوات اللي مَرت عليه على كُبر رجع له عقله ، كان ماسك شماغ هُمام اللي أخذه من الأرض أمس ويتأمله ، إزدهار ؛ لـمتى يا فيصل ؟ هذه تصرفاتك عاجبتك ؟
فيصل ناظرها بـحدة ؛ مو عاجبتني ! لو أني ما تزوجتك كان الحين هُمام عندي !
الجوهرة ؛ أبوي وش هالكلام ؟؟ فيصل ؛ قالوا كل القصة ، بس ما قالوا مين اللي حَرضني على ترك طفل صغير ؟
إزدهار بـ توتر ؛ لو كنت صدق تبيه كان مايهمك كلام أحد ، لكن كنت تنتظرها من ربي أحد يقول لك !
أسترسلت بـ هدوء ؛ تدري ليش ؟ لإنك مو قد المسؤولية ، وتنكر الجميل ما تتذكر الإ هُمام ما كأن جبت لك غيره ثلاث !
قام فيصل بـ كل هدوءه ، وهو يجلس جنبها بـ الضبط وهمس لها ؛ تدرين ولدي وش سوا لي أمس؟
إزدهار بلعت ريقها بـ توتر وهي خايفة منه ، نقلت أنظارها مُباشرة للـجوهرة عشان تتصرف لكن ما فهمت عليها ،
كرر فيصل بـ همس ؛ تدرين وش سوا ولا لا ؟
إزدهار وهي ترجف خوف منه أكتفت بـ هز راسها بالنفي ، قرب لها أكثر وهو يحط يده على عنقها وشد عليها ؛ هذا اللي سواه ولدي فيني ! ، ما أحس على نفسه الإ من صرخة الجوهرة وهي تترجاه يبعد ، أبعد عنها بكل عُنف وقوة ، وإزدهار ماسكه رقبتها ودموعها تنهمر ، و أنفعلت ؛ تبي مصيري يكون مثل زوجتك الأولى ؟
أنت تستاهل كل اللي يصير فيك لإنك مريض نفسي و مجنون !
فيصل ؛ ودك تتطلقين اليوم قبل بُكره صح ؟
الجوهرة بـ ذهول ؛ وش جالسين تسوون أنتم ، بعد كل هالعمر تتحاسبون كذا ؟
فيصل ناظر الجوهرة ؛ أمك ما كانت تبيني ، غصبها جدك علي و كانت صغيرة وماطلعت حرّتـها الإ بـ ولدي !
الجوهرة سكتت لـ ثواني من صدمة اللي تسمعه ، و أردفت بشبه حدّة ؛ و أنت توك تتذكر ولدك ؟ وينك بعد كل هالسنين !! لما رفضناه مثل ماسويت أنت عصبت علينا وصرت تبيه وميت عليه !
إزدهار ؛ أنت مجنون وأنجيت أكثر من بعد سوسن فضحتك !
فيصل ؛ لو ماتسكتين والله بـ يصير شي مايعبجك وأنا حلفت !
إزدهار وكانت تجهش بالبُكاء ؛ وش يصير يعني وش بـ تسوي بـ أدخل السجن ؟ أو أزود التشوهه اللي في وجهك ؟
فيصل بـ جمُود ؛ أنتي طـالق !
_
كان اليوم سيئ لـ نوره من بعد يزيد اللي أول مره يخالف كلامها و وقف مع هُمام ، لـ فيصل اللي يعض أصابع الندم بعد ما فات الوقت ، و إزدهار اللي أغمى عليها مُباشرة من أنهى فيصل حكيه كانت صدمتها قوية و مو متوقعة بـ توصل الأمور لـ هالشكل ، و الجوهرة اللي حضّرت كل شي بين أمها و أبوها موقفها مو سهل غير بدر اللي يضيق الخاطر مسافر وكمّل الأسبوع وهو يرد عليها بـ إختصارات و أقل الكلام ، سياف اللي بالرغم من عصبيته و حدّته و وقفته بـ جانب أمه وأبوه دائمًا لكن حز بـ خاطره كلام سوسن كثير ما كان كلام عابر الإ أنحفر في عقله لـ درجة أن صابه خوف من المستقبل و إيش بـ يصير ؟ لكن مشاعره لـ هُمام ثابته ومتأكد لو أنه ما جاء وطلع لهم ما كان صارت كل هالمشاكل اللي سببها وأساسها هُمام ولد الفيصل ، سوسن اللي ما كانت حابه تفتح الموضوع مره ثانيه وبـ هذا الشكل اللي سبب زعل أمها وأخوها لكن ما بتسكت وعزيزة أقرب صديقة لها وهي فاهمة السالفة من جذورها ، جابر وكل حزنه لـ بنته أنعزل عن العالم وما يفكر الإ بـ نجد وحياة نجد وما كان الإ على سجادته ويدعي لها من كل قلبه وأن الله يسخر لها هُمام وتسخرها له ، صالح اللي كان قلبه ناغزه على هُمام وخايف عليه ومو مرتاح أبد وده ينتهي كل شي الحين و ترجع نجد ويرجع هُمام لـ وضعه الطبيعي مثل مايعرفه و وده اليوم قبل بُكره يروح ويكمل دراسته بالخارج وبعيد عن المشاكل ، سعُود وما كان تفكيره بعيد عن صالح بسبب عداوة سعُود مع الفيصل وبسبب التفكير والتخطيط بـ أنه يفتح له مشروع يكسب منه ، وثُريا اللي كانت بعيدة الجسد عن نـجد لكن قريبة القلب كانت كل يوم تشوف أخوانها يجتمعون بشكل مكثف وهالشيء خوفها أكثر وسؤالهم عن نجد كل ساعة وعن معلومات عمامها يوترها أكثر ، وكل هالحزن لكن كان عند فاطمة أساس الفرح بكره زواج نُور وعندها هند و نغم و نجد وما قصروا من الصباح وهم يرقصون ويحسوونها بـ فرحتها ، والغريب جدًا أن هُمام في مكان عمله ويفكر بـ شي خارج نِطاق العمل …
عند هُمام وهو مروق وناسي كل شي يكدّر خاطره و ممكن يخرّب مزاجه العالي ، وسامي وهو يزيد رَجعوا لـ حياتهم اللي يحبونها و السوني ، أما حنين كانت كافيه خيرها و شرّها من الجميع ومندمجة بـ أفلامها و مسلسلاتها ~
__

هُمـام :
طلع هُمام من دوامه و أتجه للـبيت ، دَخل البيت وسمّع صوت أغاني أستغرب الأجواء اللي ولأول مره تكون في بيت جميع أفراده غالب عليهم طبع الهدوء ، كان مصدر الإزعاج الصالة ومايسمع الإ صوت السماعة والأغاني دَخل عندهم بـ إنزعاج وعاقد حواجبه ، وتراجع للـخلف مُباشرة من شاف البنت اللي معهم واللي أصلًا هي اللي كانت بالواجهة وقدامه من دَخل طاحت أنظاره عليها ، قفلت الأغاني نور بـ إستعجال وهي تطلع لـ هُمام ؛ ما كنا عارفين أنك موجود !
هُمام هز راسه بالإيجاب و رجعت إبتسامته أنرسمت في وجهه ومشى للـغرفة وبـ يده أكياس حاملها ، ورَجعت نور عند البنات ؛ أفتحوا المسجل بـ ينام أتوقع
هند بـ حنية ؛ لا !! حرام بنزعجه
نغم ميلت شفايفها بـ خفيف ؛ ما أقدر أشوفه ؟
أخذت جوالها نجد بـتشوف الرسالة اللي وصلتها ، كانت من هُمام و محتواها " جايب لك قهوة ، تجين ؟" أبتسمت غصب عنها وما قدرت تخفي إبتسامتها ، قامت بهدوء ؛ بـ أشوف هُمام وأرجع !
نغم بـ إبتسامة ؛ لا تطولين طيب !
ناظرتها هند وهي بـ تشتعل من القهر ، ما ودها تكون كذا ولا ودها هالمشاعر تجيها وخاصةً في الظروف اللي يعيشها هُمام ، لكن مو بـ يدها عقلها رافض وقلبها يطلب ~
__
عند هُمام و نجد :
دقت نجد باب غرفته بـ هدوء وما فتحت الإ لما جاء صوته ويسمح لها بالدخُول ، دَخلت و هي تشوفه جالس في وسط السرير وحوله أوراق كثيره ، أبتسمت ؛ الحين جيت وتبي تشتغل ؟
هُمام ؛ قفلي الباب ، وتعالي
قفلت نجد الباب ، وعقدت حواجبها ؛ أول وين قهوتي عشان أجي ؟
هُمام ؛ يعني لازم حُجة اللقاء قهوة ؟
هزت راسها نجد بالإيجاب وأبتسمت ، وتقدمت له وهو يأشر لها تجي السرير وتجلس بـ جانبه و فعلًا نجد ما رفضت وجت بكامل هدوءها وجلست ، رفعت نظرها له و ضحكت ؛ توني أستوعب شكلك ، تلبس نظارة ؟
طَلع هُمام قهوتها من الكيس ومدّها لها ، وعدل نظارته و ناظر لها ؛ ألبس نظاره ، مو عاجبك ؟
أبتسمت نجد وهي تمد يدها لـ النظارة وتسحبها منه ولبستها ؛ حلوة عليك ، بس علي كيف ؟
هُمام ضحك بـ خفيف ؛ مو حلوة ، والحين أجلسي ، وأبيها عندي شغل !
شالت النظاره بـ هدوء ومدتها له ، وهي تناظر الورق اللي قدامها وكان ورق إختبار ، أخذت ورقه كانت متطرفة وناظرتها كانت ورقة …
.
.
_____


___

أخذت نجد ورقه كانت متطرفة وناظرتها كانت ورقة طالبة وليست طالب ؛ تدرس بنات ؟؟ هُمام هز راسه بـ الإيجاب وكان مشغول بـ تصحيح الأوراق ، نجد وهي تقرأ اسم البنت ؛ و ليش ورقة هالبنت تاركها بعيد ؟
هُمام ؛ لإنها الوحيدة اللي تجيب عندي كامل ، أعرفها مُميزة !
نجد عقدت حواجبها و رجعت الورقة مكانها ، شَربت من قهوتها بـ هدوء وأخذت ورقة ثانية ، ومن فتحتها وسعت عيونها بـ ذهول ؛ هُمام هذا إيش ؟؟؟ ناظرها هُمام و ما كانت ردة فعله أقل منه دَهشة ، سَحبها منها وهو يناظر فيها ، و رجع ناظر نجد بـ ذهول ؛ هذا ايش ؟
نجد رفعت حاجبها ؛ أنا أسالك مو أنت تسألني !
أخذت الورقة وهي تناظر اللي كان بـ أخر الصفحة عند أسمه تحديدًا كانت مطبوعة قبلة بالرُوج الأحمر بكل جراءة و وقاحة و وقلة أدب ، أستنكرت الوضع وما عجبها وما تنكر أن الوضع عصّب فيها و مو بس لإنه هُمام بالذات لا ، لإنه شي مُستفز و وقح مهما كان الشخص ما ينفع تطبع قبلتها على ورقة إختبار و المكان عند أسم إستاذ المادة بالضبط ، لا شعُوريًا منها شقت الورقه من النصف ورجعت شقتها لـ حتى ما صارت قطع ورق صغيره جمعتها بـ يدها وهي ترميها على الأرض بحّدة ؛ نجحها لو فيك خير يا هُمام !
هُمام كان ساكت تمامًا ومصدوم من حركة البنت ، ومن حركة نجد ؛ وش سويتي أنتي ؟؟ نجد ناظرت بـ قرف ؛ معليش ما كنت أعرف أنك بتتأمل بوستها لك ، مبسوط فيها ؟
هُمام ؛ أخر همي هي واللي تسويه ، بس حتى أسمها ماشفته !
نجد ناظرته بـ ذهول ورفعت حواجبها ؛ تبي أسمها ؟ تبي بوسة ثانية ؟
هُمام ناظرها بـ حدّة ؛ بلا سخافة ، وش فيك ؟
نجد قامت من السرير وناظرته بـ تركيز ، وقالت له أسم البنت الكامل ؛ أسم البنت عرفته ، لو أعرف أن البنت عدّت المادة و نجحت ما أبي أشوفك ثاني مره ، ما يكفي أنك حافظ كل بنات الشُعبة بعد ؟
هُمام سحب نفس عميق وأزفره ، قام و وقف قدامها بالضبط ، ناظرها وناظر عيونها بالذات وهو يشوفها غير هالمّرة كلها حدّة مو نفس ما كانت دايمًا يرحمها ويحّن عليها ، المّرة هذه كان راحم وشفقان على نفسه من نظراتها وحدّتها و تعقيد حواجبها مد يدّه لـ كتفها و بعدت يده عنها بحدّه ؛ أبعد عني !
رجع هُمام وهو أعتمد طريقته بـ أنها تسكت وتهدأ ، وهو يمسك يدها الثنتين بـ يده ويرجعها خلف ظهرها وكان قريب منها ، أقرب لها من أزارا بلوزتها ، همس لها ؛ ليش كل هالعصبية ؟
شافها أرخت نفسها مُباشرة وناظر عيونها ، مسح على حاجبها بـ إبهامه و أبتسم بـ خفيف ؛ عقدة حاجبك أنا أرخيها .
أرتبكت نجد منه ومن قُربه المُبالغ فيه هالمّرة تحس أنه مايعرف يسيطر على نفسه ، حاولت تبعد عنه وكـعادتها ما تقدر لو شوي أقوى منها بـ أضعاف الأضعاف ، وصغر حجمها وخاصةً بالنسبة له مايساعدها ، حاولت توزن نبرتها وبلعت ريقها بـ توتر ؛ أنا عصبت لإنها ما تستحي !
هُمام وإبتسامته عرضت بشكل حتى أسنانه وضحت لها ويتأمل وجهها بـ أدق تفاصيله و لـ ثواني طويلة ، هي حلوة و حلوة كثير مو شوي تهدم كل ثقله بـ نظرة منها حتى إرتباكها منه يحسه غير ، ملمس إيديها الناعم ، رقيقة لـ درجة حتى الندى يتمنى يغطيها مثل ما يغطي الورد ، مُشتت في رقتها ونعومتها مثل شتات الغيم في السماء ، قشعر بدن نجد من نظراته وقربه همست له ؛ هُمام ؟
هُمام وكل سنين عُمره اللي مرت عليه ، هذا الشعُور أول مره يحس فيه و جالس يقاوم بكل مافيه هالشعُور ، تكلم بـهدوء وخفُوت ؛ عيونـه ؟
نجـد خافت منه و من نظراته اللي ما تبشر بالخير بالنسبة لها ؛ أبعد عني !
هُمام شد عليها زيادة وقَرب أكثر صارت مُلاصقه له تمامًا ، مو قادر يبعد عنها أبد كل مافيه يدعِيـه لها ، هُمام كان تحت تأثير رغبته ومو قادر يشوف خوفها منه ، مو قادر الإ أنه يلبي رغبته اللي بـتقتله ، نزل راسه لها وحط جبهته على جبهتها و أنفه على أنفها بـ هدوء وغمض عيونه و يحس أنه أبحر ويغوص في أعماق مشاعره ، نجـد ومافيه شي قادر يوصفها الحين الإ أنها بـ تموت رُعب منه تبي تبعده بـ أي وسيلة تخاف يتمرد زيادة ولو تمنعه هو ما يسمع لها ، كانت ترجف بـ شكل ملحوظ ، ترددت على الكلام اللي بـ تقوله بس لازم تنقذ نفسها ؛ هُمام أبعد جالس تجبرني !!! ما كان يرَد عليها ، حست أنه راخي نفسه فكت إيدينها اللي كان مثبتها ورا ظهرها وحطت كفها على صدرها ورفعت نفسها بـ أطراف أصابع قَدمها لـ أذنه ، و همست و ما يضيع هُمام الإ همسها وحتى وهي تسولف نبرتها الهادية وهمسها يجذّبه ؛ ما تفهم كلمة أترك ؟ مثل أبوك فيصل ما فهم الإ وقت ما دخلت أمك السجن !
فتح هُمام عيونه وكأنه حَس وصحا من غيبوبه اللاوعي ، هالمّرة همسها يقتل ما كان يجذّب ، بردت ملامحه وأبعد عنها بـ هدوء ، أبعد يدها المرتكزة على صدره ، وأستوعب أنها تعايره في أمه وأهله ، أحتدت ملامحه وناظر لها وهو مايشوف رجفتها ولا ربكتها ما يشوف الإ نظرات تحدّي و أبعد عنها بـ مسافة ، قال بـنبرة حادة ؛ أطلعي برا !
فزت نجد لا شعُوريًا من حدته ، قَرب لها هُمام وبنفس نبرته الحادة ؛ وش تبين زيادة ؟ حتى لا طلبتي شي أعطيتك عيوني أغلى ما أملك ، و إيش سويتي أنتي ؟ جازيتيني بالعمى !
نجـد تجمعت الدموع في عيونها ، ما ندمت على كلمتها أهم شي أنه أبعد عنها لكن عصبيته مُرعبة ، أول مره تحتد نبرته لها ، هُمام بـحدة ؛ قلت أطلعي برا ، قبل لـ أجرم فيك !! نزلت دموعها دون إرادة منها ، خافت منه وهي أصلًا ماتعرف عصيبته ما شافت الإ الجزء القليل منه وخايفة لـ هالقد ، ناظرها هُمام وعقد حواجبه ؛ تبكين ؟ ، تبين أجي أطبطب عليك مثل دايمًا ؟ لكن هالمرّه تخسين والله ، صغرتيني بـ عينك كثير و…
نجـد مسحت دموعها بـ عفوية و بـ صوت مبحوح ؛ هُمام لا…
هُمام قاطعها بـ حدة ؛ أسكتي ما أبي أسمع شي منك !! طلعتي مثل عمامك وش الفرق بينكم ؟
نجد بـ إنفعال ، وهي تدري أن أكثر شي منرفزه وما يحبه بـ هالحياة عمامه ودام شبهها فيهم يعني بـ تصير منهم ونفسهم بـ نظره هو ؛ أنا مو نفسهم والله !!! هُمام بـ قِل صبر ؛ لو ما طلعتي أنا بـ اطلع !
نجد مشت خطوتين تبي توقف عنده ، ومن شافها بـ تجيه أعطاها ظهره وفتح الباب وطلع من عندها ، أنهارت بُكاء ما تعرف الإ الحنية لها ، ما تعرف تناديه الإ ويقول لها "عيون هُمام" و الواضح ندم على كلمته المُعتاده لها ، اليوم صد عنها بشكل مؤجع لها وكان هالـوجع هذا لإنها مو متعودة عليه كذا ، طَلع هُمام وكل مشاعره أنهدمت وحلف لـ نفسه أنه ما يطلع ولا شعُور له والسبب هي ، يحس السبب منه و اللؤم عليه لإن مو معقول أبوه بـكبره مايبيه و جدته ما تبيه و يلقى الصد منهم بـ شكل كبير ، تعامل مع نجد بـ أحسن مُعاملة وكلها طالعه من قلبه لإجل يحسن صورته عندهم لو شوي لكن حتى هي مثلهم أكيد بـ يكون البلا فيه ؟ ، فتح باب الشارع ماله الإ سعُود لو كثروا الناس من حوله من فتح الباب و الا شاف جابر قدامه ومو لـ حاله بعد معاه يزيد ، غمض عيونه بـ قلة الصبر وتنرفز من جيتهم ماله خلق لـ أحد ~
جابر أبتسم ؛ السلام !
هُمام بـجمُود ؛ وعليكم السلام ، أبعد عن الباب ؛ تفضلوا !
دَخل جابر ومن وراه يزيد ، و راحوا لـ مجلس الرجال أرسل هُمام لـ سعُود يجي عشان ما يتورط فيهم لـ حاله ولا يجيب العيد مع أخلاقه التجارية اليوم ، و ماهي دقايق الإ و سعُود دَخل عنهم ناظر بـ ذهول لـ يزيد اللي جالس و مو معقول أنه بـ يشوفه بعد و اليوم تعب نفسيًا وهو يفكر ، هالمّره سعُود قابلهم بالحُسنى وسلم عليهم لـ عدم وجود فيصل اللي وده يذبحه ، جابر بـ إبتسامة ؛ بـ أشوف نجد يا هُمام !
قام هُمام مُباشرة ودون مايرد ولا قال كلمتين على بعض ، توجه لـ غرفته و فتح الباب وشافها ضامه رجولها لـ نفسها وتبكي ، هُمام عارف نفسه أنه بـ يضعف مُباشرة لاشاف دموعها لكن هالمّره هو حالف بالله أنه ما ينكسر من أحد ، بلع ريقه بـ توتر و " يتصنع " البُرود وعدم اللامبالاة ؛ أمسحي دموعك أبوك تحت !
رفعت نجد راسها له ، وناظرته بـ ذهول ؛ ثقيلة عليك لـ هالدرجة ! ، كان ما تعبت نفسك وقلت لي أنا أتصل على أبوي يأخذني ؟
هُمام ناظرها بـ جمُود ؛ لا يكثر ! أبوك جاء من نفسه وقلت لك بـ يجي مو ذنبي لو نسيتي
سكتت نجد وهي تناظره بـتمُعن و عيونها حمراء من البُكاء ، شتت هُمام نظره بعيد عشان ما يحّن وهذه مشكلته أنه حنون بـ زيادة يبي يبتّر هالحنية من جذورها ، جاء بـ يطلع ومن تذكر شي ألتفت لها ؛ لا تدخلين فجاءة ، سعُود فيه ! كان بـ يطلع وتذكر شي ثاني ؛ وحتى بـ حجابك لا أشوفك داخله !
طلع من عندها ، وقامت وهي تمسح دموعها وحاولت تضبط نفسها وتوزن نبرتها ، كل ما تذكرت تجاهله وبروده تتنرفز ، ومن العصبية ضربت السرير بـ رجلها وتتحلطم وتتأفف ، أوجعتها لكن ما أهتمت ومشت لـ أبوها ~
__

عند هُمام :
يزيد وده يعتذر اليوم قبل بُكره على تصرفاته لكن مايدري كيف يبدأ ، تنحنح ؛ هُمام
ألتفت له هُمام بـ إستغراب ، ومستغرب من جيته أكثر رفع له حاجبه وكأن قصده " وش تبي ؟" ، يزيد بـ إرتباك ؛ أنا عرفت السالفة والوضع ، ماودي أفتحها أكثر لكن الموضوع صار واضح وصرت على بَينة ، أنا ودي تسامحني على كلامي بـ الأيام اللي فاتت ، كنت أمشي مع الجمَاعة وكلامهم ، لكن عرفت الغلط من مين الحين و أعتذر !
سعُود كشر و هو يصد عنهم ويناظر هُمام بـ يشوف ردّة فعله ، حاول هُمام قد ما يقدر ما يفلت لسانه عليه وهو معصب ، لكن الواضح هُمام واصله معاه ومو قادر يضبط نفسه ؛ ما عندك عقل تفكر فيه وقت ما تمشي على كلام الجماعة وكأنك أطرش بالزفة ؟
يزيد ناظره بـ ذهول ؛ أنت عارف الوضع ، يعني ما توقعت أنك ولد لنا أصلًا ، و فيصل يكون أبوك حقيقي
سعُود ناظره بـ ذهول و دَهشه ؛ وش قصدك ؟
جابر ؛ ما قصده شي ، لكن توقعات
هُمام ؛ ليتك تكرِمنا بـ سكوتك دام هذه توقعاتك !
يزيد وهو كل شوي هُمام يصدمه بـ الرد … , لكن يزيد مثل تؤامه حنين راعي بال طويل وما يجب الجو المتعكر ، ولا وده يأنبه ضميره ؛ الماضي مات ، إحنا بالحاضر وقدامنا المستقبل وش رأيك أصير عمك ؟
هُمام بـ جمُود ؛ بُكره أمك تزعل عليك ، وتقلب علي ما أقدر أوثق !
يزيد تنهد ؛ ياولد الحلال ! ماودي أتفاخر بـ هالشيء جيتك وأمي زعلانة علي ! على عيني وراسي أمي لكن أنا مع الحق ولا ترددت لحظة أني أجيك وأطلب السمُوحة والله !
أسترسل بـ كلامه بـ إبتسامة ؛ لا يكون ما تبي أكون عمك عشاني أصغر منك ؟ بس هذا الواقع مايتغير ترا أنا عممك !
صد هُمام وعنه وأبتسم بـ خفيف من كلامه ، من اليوم وهو يضغط يزيد بـ كلامه ولا زعل ، ألتمس الصدق بكلامه وجديته بالوضع ، وهو من الأساس لو يرجع للأيام اللي راحت كان يبي منهم القبُول مو الرفض ، لكن اليوم لو كل الدنيا ضده ما تحرك فيه شعره لإنه تعود للأسف ؛ ما صار شي ، مسامح !
غمض عيونه سعُود بـ قِل حيلة ، ينبسط عشان هُمام وأن تقريبًا بـ يكون الجميع بـ صفه ومعاه ، ولا يتنرفز من الفيصل وقربهم الكريهه ؟ ، وقف يزيد بـ ضحك وتقدم لـ هُمام ؛ قم وأنا عمك سلم علي
جابر ضحك ، وعشان ما يتكهرب الجو ؛ ترا أكبر منك أخذت مقلب بـ نفسك !
قام هُمام وضمه يزيد بـ خفيف و رتب على ظهره ؛ عقد صُلح !
أبعد هُمام عنه على صوت نجد الهادي وهي تناديه من خلف الباب ، ما راح لها ولا تعب نفسه وناظر لـ جابر ؛ نجد تبيك
قام جابر مُباشرة وهو متلهف على بنته و شوفتها ، طلع لها ومُباشره جت له وأرتمت بـ حضنه ، بادلها وشد عليها مرت ثواني طويلة ، ومرت دقايق أطول وكان يمسح على شعرها بـ حنية وهو مستغرب من ضمتها الشديدة ؛ فيك شي يا أبوك ؟
هزت نجد راسها بالنفي وهي باقي بحضنه ، أبعدت عنه بـ هدوء ؛ مشتاقة لك حييل !
ناظرها جابر وهو يمسك وجهها ؛ كنتي تبكين ؟
نجد هزت راسها بالنفي ؛ لا ، بس تعبانه من أمس
جابر ؛ نروح المُستشفى ؟؟ نجد ؛ مافيني شي أحسن من أول !
وضح لـ جابر أن فيها شي مو تعب و واضح من وجهها أصلًا مايبي أفكار أن هُمام ضرّها بالكلام أو ضرّها بالفعل تراوده ، واثق بـ هُمام ثقة شديدة ويعرفه زين ، طَلع لهم هُمام وهو يشوف ووجه جابر فجاءه أمتلاه الحزن و الهم ، توقع الإ تأكد أنه أشتكت لـ أبوها منه ، تقدم لهم ويشوف جابر يعطيه نظرات مو عارف يفسرها ، قال جابر بـهدوء ؛ بنتي الليلة معاي يا هُمام !
هُمام عقد حواجبه ؛ وش السبب ؟
جابر ؛ لإنها بنتي هذا أكبر سبب !
هُمام ؛ ولإنها زوجتي لا ، زوجتني بنتك ولا ما زوجتني ؟
سمعت نجد لفظه الصرِيح و أول مره تسمعها منه ، رغم جراءته معها وكلامه وكثر مايحارشها ويطفشها لكن ما عمره جاب هالطاري وأنها زوجته ، سمعتها مره من هنـد ومره من هُمام وتحس بـخجل فضيع ، وهذا أغرب أحساس ومشاعر تحتويها ~
جابر بـ هدوء ؛ بس مايمنع تجي بيت أبوها
ضحك هُمام ضحكة سُخرية وقرب له و وقف قدامه بالضبط ؛ لا صار بيتك تعال كلمني وقتها !
ناظره جابر بـ ذهول من نظرات هُمام اللي كلها ثقة وضحكة سُخرية أستنتج أنه عَرف نقطة من الموضوع توتر و أرتبك بـ وجود نجد ألتفت لها وهو يمسك يدها ؛ نغم باقي هِنا ، ناديها لي
هزت نجد راسها بـ الإيجاب وكلمة هُمام ما كانت عابرة أنحفرت وثبتت في ذِهنها ومو غبية لـ درجة ما تعرف أن أبوها يصّرف فيها طَلعت وعيون جابر وهُمام تتبعها ، مسك جابر ذراع هُمام ؛ مو عند نجد يا هُمام مو عندها !
هُمام نفض يده بـ شدة ؛ مصيرها بـتعرف !
أسترسل هُمام ؛ عجبك بيتنا المتواضع اللي سكنت فيه بنتك ؟
جابر ؛ ما يهمني تواضعه و لا البساطة كثر ما تهمني نجد ورضاءها !
هُمام ؛ أرتاح على الأقل ساكنة بـ البساطة لكن يبقى لنا ، مو ساكنة بـ قصر و متوهمة أنه لها ويمكن يطرودنها منه في أي لحظة !
أسترسل هُمام بـ إستغراب ؛ مين يعقوب اللي بـ أسمه البيت ؟
جابر بـ ذهول ؛ متى أمداك تشوف كل هذا ؟
هُمام ؛ الورقة طاحت في يدي !
جابر تنهد بـ ضيق ، وشتت نظره بعيد ؛ يعقوب يكون خال نجد !
هُمام ؛ ساكن في بيته وتقول لـ الناس بيتك وبـ أسمك ، ليش ؟
جابـر ؛ قصتي يا هُمام تبدأ من البيت هذا ، وهذا أول قصتي وضياعي .
ناظره هُمام بـ طرف عينه وجاء بـ يتكلم وقاطعه دخول نجد و نغم ، من شافته نغم جت تسلم عليه وحماسها كل ما تشوفه في كل مره مايقل بالعكس يزِيد ، أبتسم هُمام لـ نغم ؛ أنتي هِنا ! ما قالوا لي ؟
نغم هزت راسها بالإيجاب ؛ ما معهم حق صراحة ، قلت أبي أشوفك وسحبوا علي !
ضحك هُمام و أبتسم ؛ مين اللي سحب عليك ؟
نجد كانت تشوفه يضحك وعلى بالها مُبسوط أنقهرت وأشتعلت نار من عدم إهتمامه وتجاهله لها تحس أنها جِدار عنده حتى نظره ما ناظر لها ، شتت نظرها بعيد وتحس قلبها أنقبض من تجاهله ~
نغم بـغرور ؛ اللي سحبوا علي نجد ونور
هُمام هز راسه بالنفي ؛ أفّا بس ، أنتي ماينسحب عليك ! تقدم لها وهو يحاوط كتوفها بـ ذراعه ، جمدت نغم لإنها دائمًا هي اللي تجي وهي اللي تسلم وهي اللي تكلمه أول مرا يبادر بـ شي غير البُرود و الجمُود وحتى المجاملة معاها ، قال جابر بـهدوء ؛ نغم بتروحين بيت أمي مع يزيد ؟
نغم هزت راسها بـ الإيجاب ، أسترسل جابر ؛ سامي فيه ؟
فز قلبها من طاريه ويا كثر الحُب ، أبتسمت ؛ أيه
ناظر لها هُمام بـ إستغراب ؛ الإ سامي وش يعني لك ؟
نغم تجاهلت سواله ما تدري كيف تبدأ تشرح موضوع يخصه ، قال جابر بـهدوء ؛ فيما معناه يكون خطيبها القديم
هُمام بـ رفعة حاجب ؛ يعني فيه جديد ؟
ناظرت له نغم بـ إستعجال ؛ لاا !! ناظر لها هُمام بـ ذهول من تسرعها و نفيهـا ، ضحك لا شعُوريًا ؛ ما قلنا شي ! ، وضحت عليها ملامح الخجل وأنقلب لـونها للأحمر ، قال هُمام بـ إبتسامة ؛ طيب ليش قديم ؟
جابر ؛ مو خطيبها ، كان نص خطبة وما تمت ، سامي مريض سرطان وسافر سفرة علاج طويلة ، والحين رَجع وقت ما صار أحسن وفرصة علاجه كبيره !
هُمام بـ إبتسامة ، وكل هـ الإبتسامات لإنه يلمَح نجد ونظراتها كلها له وحاس فيها ؛ ما يشوف شر يارب أخر الأوجاع
نغم أبتسمت ؛ الشر مايجيك
هُمام ناظر لها وكتم ضحكته ؛ أقصد جابر خاله ، أنتي تردين وش دخلك ؟
شتت نغم نظرها بعيد وهي تحس كل موضوع يمسّه هو موضوعها ؛ أنا أخلص من سياف يجي هُمام
نجد ميلت شفايفها بـ خفيف ؛ أحمدي ربك ، على الأقل عندك أحد مو لحالك
جابر حس بـ غصة من كلامها لإنها أكيد كانت ودها تعيش جو عائلة أب معاها بكل لحظاتها ، وأم تجلس عند راسها وقت تعبها وتكون معاها بـ وقت حاجتها ، أخو يكون لها سند وأخت تكون لها مخزن أسرار وتفرح لـ فرحها وتحزن لـ حزنها ، ودها تنام وتقوم في بيت و جمعة أهل بعيد على أن خوالها يحبونها وما قصّروا عليها بـ شي لكن يبقون الأهل في المرحلة الأولى وما بعدهم أحد ، و أكيد كانت مثل كل بنت تتمنى زوج حقيقي يعوضها عن كل أهلها ، وزواج يليق بـ مقامها وفرحة لهم الأثنين مو كل شي يجي لها فوق خشمها ، نجـد كل هذا ما صار لها شي منه كل شي مُعاكس من جهتها حتى لو ما وضحت أبوها وعارف مشاعرها أكثر من أي شخص ، تقدّم لها وهو يحاوط كتوفها ؛ أنا أصير لك أخو وأب واللي تبين يا بنتي حتى الأم !
سندت راسها على كتفه وتنهدت بـ ضيق ، كان هُمام يناظرها وتذكر وقت ما كانت تبكي من أبوها وتقول له يسوي حركات ما تفهمها , جاء على باله حركات ما ترضي أحد لكن غير تفكيره مُباشرة من يشوف خوف جابر عليها ، والشيب اللي بـ شعره اللي خلال هالأيام البسيطة أمتلئ وغزا شعره وعوارضه فرك حواجبه بـ توتر وهو يتنحنح ؛ بـ أدخل عند سعُود ويزيد ! ، دَخل هُمام وهو ساكن تمامًا مزاجه ينقلب بـ دقيقة ومن كلمة دَخل عندهم ويناظر فيهم كل واحد ماسك جواله وجالسين بعيد عن بعض والهدوء يعُم المكان لو بيدهم حتى النفس ما يسحبُونه يمكن ، الواضح أنهم ما نطقوا حتى الحرف ، قال بهدوء ؛ سلام
أثنينهم ألتفتوا عليه ناظروه وردوا السلام ، جلس هُمام بـ جانب سعُود وهمس له ؛ مو من طبعك الهدوء أنت عندك تسوي مشكله ولا تسكت وش فيك اليوم ؟
سعُود ؛ يا رجال ، مادري أحس مو قادر أتكلم معه حتى هو يبي يتكلم لكن ما تركت له المجال !
دَخل جابر عندهم وهو يناظر يزيد ؛ مشينا ؟
قام يزيد وهو كان بـيموت من الطفش سعُود مو طايقه كُليًا ما يلؤمه اللي سواه فيصل مو قليل ~
سعُود ناظر هُمام ؛ ما أشوفك ! وين راحت أيامنا نسهر للصبح ؟
هُمام ؛ أنام اليوم عندك بالبيت أشتقت لـ غرفتي
سعُود ؛ أنت ماتبي أطفال كثير ؟ ما ينفع لازم تشد حيلك أكثر الإ بـحالة تنقل حِرمك معك
هُمام ناظره بـ ذهول ؛ وش دخلك بـ أطفالي و حرِمي بلا قلة أدب ، قم أطلع بس
ضحك سعُود وتلاشت إبتسامته بـ تنهيدة ؛ الصبح شفت صالح ، يقول بـ يصبر عليك لحتى زواج نور وبعدين يفضى لك
هُمام رفع كتوفه بـ قلة حيلة ؛ وش أسوي يعني ؟ جت عليه أنا من كل جهة مضغوط على الأقل هو يمُون !
__

عند إزدهار :
كانت منهارة حرفيًا بـ الأول ضربها كف قدامهم كلهم وأهانها وهذا الشي من سابع المُستحيلات تنساها له ، والحين بـ عظمة لسانه طلقها ، وغير هذا يرمي كل العتب عليها وكأن هي لحالها الغلطانة وهو الملاك الطاهر وهي الشيطان الرجيم ، أتصلت على سياف اللي تعب منهم وأنهلك من مشاكل أهله لكن جاء لها مُباشرة ولا أنتظرته ، كانت تتكلم وتشكي له من أبوه ، مره يعتلي صوتها و بـحدة ومره تهدأ وتشتم فيصل ، مسح سياف على وجهه ويحس "حُوبـة" هُمام جالسة تطلع عليهم كل شي أنعفس عليهم وأنقلبت حياتهم ليلة وضُحاها جلس مع نفسه جلسة طويلة كلها الأفكار كانت توديه و تجيبه يراوده خُوف غريب ونغزه بـ قلبه لـدرجة الإنعزال والهدوء ، مسك سياف كفوف أمه ؛ الحين أنتي وش تبين ؟
أعتلا صوت إزدهار ؛ جلسة عند أبوك ما أجلس ، وديني لـ أهلي !
سياف ؛ أنتي تدرين خوالي وش بيسوون لو جيتي عندهم ؟ ، بـ يذبحونك أنتي ، واللي ماله قيمة عندهم أنتي ، صَبرتي على أبوي كل هالسنين ومن بداية ما أجبروك عليه وأنتي صابره تبين تخربينها على أخر عُمركم ؟
أسترسل سياف ؛ أبوي مكروف ليل و نهار ، والأشياء اللي جالسة تصير فيه مو سهلة أعذريه ! يكفي الصفحات اللي جالسة تنفتح له من الماضي من كل جهة !
إزدهار بـ غضب ؛ أنت ليش واقف مع أبوك ؟؟؟؟ سياف بـهدوء ؛ أنا بـ أحل لك كل شي بس أصبري علي وأخذ بحقك بالشكل اللي تحبينه !
إزدهار وقفت بـ غضب ؛ أنا ما يبرد قلبي الإ جدتك نورة و الا أنتم ما منكم الفايدة
سياف ناظرها بـحدة ؛ وش بتسوي جدتي يعني ؟
إزدهار ؛ تعلمه الشغل الصح مو تقول لي أعذريه
سياف بـ حدة وعلو صُوت ؛ أذبح أبوي و ترضين ؟؟ وش الشغل الصح علميني !
سكتت إزدهار بـذهول منه ، سياف فعلًا فقد أعصابه ومو قادر يتحمل أكثر وده يهاجر ويرتاح ، أردف ؛ أنا أرضي أبوي تزعلين أنتي ، أرضيك أنتي يزعل هو ؟ وكل هذا من شخص جاكم وخرب حياتكم مو عارفين تتصرفون حددوا وش ودكم وقتها نادوني ، نزلت الجوهرة على صوته وسياف شعلة كبريت و أمها اللي من اليوم تبكي عندها الحين ساكته تناظره بـهدوء تام و ما أحد يعرف لها كثر سياف أصـلًا ؛ سياف !
سياف ناظر لـ الجوهرة ؛ أمسكي أهلك لإني ما عاد أستحمل !
طَلع سياف بـ غضب وهو متأكد أن هُمام داعي عليه ، تعب وضيقة خاطر تجيه بـشكل مو معقول ~
__

بيت نوره :
دَخلت نغم وهي تدندن بـ روقان و اليـوم جميل بالنسبه لها من بدايته كان لطيف و حلو عليها ، دَخلت وكانت حنين جالسة بالصالة لحالها ، لفت بـ أنظارها لـ كامل الدور تدور على سامي بـ عيونه ، حنين بـ ضحك ؛ الحُب راح لـ أمه ، تبين يجلس عندك وينسى أهله ؟
نغم جلست وحطت رجل على رجل ؛ ما قصدي هو جالسه أناظر بس .
قامت حنين مُباشرة وهي تجلس جانب نغم وبـتبدأ الفقرة المُفضلة سوالف و تقييمات وإبداء رأي مابعد الزيارة لـ أحد ، حنين بـ حماس ؛ أيه قولي لي وش صار عندهم ؟
عدلت جلستها نغم وهي تصب لها قهوة و تربعت ، وبدأت تقول لها كل شي صار معهم مهُم أو بلا أهمية أهم شي سوالف ، و قالت لها عن يزيد وهُمام وأن الحطب طاح بينهم تقريبًا ، و عن نجد وكيف مأخذه راحتها ، وعن تعامل هُمام مع اللي في البيت وإبتسامته الحلوة اللي ما حصل لهم الشرف وشافوها الفيصل ، وعن نـور اللي قالت لها تحضر زواجها بس ماتدري كيف تروح له وأمها بـترفض ~
حنين فركت إيدينها في بعض بـ إرتباك ؛ نغم أقول لك شي ؟
نغم بـ إستغراب ؛ أيه ؟
حنين ؛ شفتي سعُود خال هُمام ؟
نغم هزت راسها بالإيجاب ، كمّلت حنين ؛ وقت خطبتهم تخيلي شافني ، أنا خفت منه يناظر بـ تركيز
نغم شقهت ؛ ليش تقولين لي الحين أن شاءالله ؟
حنين رفعت كتوفها بـ عدم معرفة ؛ مادري كان على بالي شي و راح ، لكن اليوم أحلف لك والله أنه عرفني بـ العباية وناظر لي بـ تركيز وناظر لـ يزيد وكأنه يربط الأمور في بعض !
نغم ضحكت من كل قلبها ؛ الحين يعرف أنكم تؤام ، وتخيلي طول الوقت جالس مع يزيد كأنه يشوفك !
حنين عضت طرف أصبعها ؛ فشلة والله
نغم ناظرته بـ طرف عين ؛ بس حُلو صدق ، أحسه نسخة هُمام
كَملوا سوالف وراح وقت طويل وما بقى أحد ما تكلموا فيه وطول اليوم لحالهم في البيت ، و نغم ولا غيرها تدري عن سالفة فيصل وإزدهار ، ونـوره كانت عند سوسن أخذها سامي وسهروا هناك ~
__
عند هُمام ، أخر الليل :
كل البيت نايم لإجل تجهيزات يوم نور بُكرة ، إستثناء نجد و هُمام ، هُمام في غرفته يشتغل وهالمرّة نجد بالسطح وتتأمل النجوم وتفكر إذا هذا الكلام قالته من كل قلبها و ضرّه والإ هو بس يكبر الأمـور ، تنهدت بـ ضيق وهي بـتموت نوم مستحيل تنزل له وهو زعلان منه وتطلبه شي ، وأكيد هو مايطلع لها لإنه معصب منها ، قطع كل أفكارها وخاب ظنها أبتسمت بـداخلها من ألتفت وشافت هُمام دَخل عندها ، كانت منسدحة على السرير وقامت مُباشرة وأعتدلت بـالجلسة وتناظر له ، ناظر لها بـ برود مثل طول اليوم ، قال بهـدوء ؛ أنزلي للـغرفة نامي !
نجد وقفت و بـ إستعجال ؛ و أنت ؟
هُمام بـجمُود ؛ أرتاحي مو عندك أنا !
نجد عضت طرف شفتها بـ توتر ؛ ليش ؟
هُمام ؛ ما فهمت لك ! عندك ولا مو عندك بالحالتين مو عاجبك
أردف بـجمُود ؛ أنزلي وقدامي !
ضاق خلقها منه ، تحس أنها سوت جريمة وأرتكبت ذنب وقت ما فكرت في حياته وأن ماعنده أحد و وقت ما أرتاح لها وبدأ يتكلم لها عن مشاعره وأدق السوالف بـ أهله ، هي زادت عليه و أبعدت ، الحين مُستحيل بـ يتكلم لأحد و بـ يكتم مثل عادته تنهدت بـ ضيق وهي تمشي قبله دَخلت غرفته ودخل وراها أخذ جواله و جاء بـ يطلع ، وأستوقفته نجـد بـهدوء ؛ وين بـتروح ؟
بدون ما يناظر لها هُمام كان يجمع ورق له ورتبّه على الطاولة ؛ أي مكان أنتي مو فيه !
نجد بلعت ريقها بـ توتر ، كلمته تجيب مليون شعُور وكلها تؤلم قالت بـ غصة واضحة ؛ بـ تطلع برا البيت يعني ؟
ما كان يرد عليها هُمام ومشغول بـ اللي قدامه ، نجد ؛ هُمام … أسفة !
.
.
.
_______



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:29 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


___

نجد ؛ هُمام … أسفة !
ألتفت هُمام لها ؛ بدري يا نجد بدري أعتذرتي ، يـ…
قاطعته نجد وهي صارت قدامه بسرعة هائلة ، مدت يدها أول ما تلامست أصابعها أصابعه حس أنها لامست قلبه ، مسكت كفه بـ إيديها الثنتين ؛ هاوشني طيب عصّب علي ! لا تجلس كذا ساكت وتتجاهلني !
سحب هُمام يده وتنهد بـ ضيق ، نجد وتجمعت الدموع في عيونها ، و رجعت مسكت يده وصوتها مبحوح لإنها حابسة دموعها وتمنع نفسها من البُكاء بشكل قوي ؛ والله يا هُمام والله ، لو تصرخ علي أهون وأرحم لي من اللي تسويه و تقوله !
هُمام ؛ قالوا لك شي عني وصدقتيه وقت ما كنتي عندهم وبـ تضربيني على النقطة والموضوع الحساس ؟
نجد هزت راسها بالنفي بـ إستعجال ؛ لا ، قالوا لي كثير وأحلف لك ما صدقت شي منهم وقمت وتركتهم
أردفت بـ إستعجال ؛ ما تصدقني أنت أسال نغم طيب !
هُمام سحب نفس عميق و أزفره ؛ يا ضيقة الخاطر اللي هدّت ضلُوعي يا نجد !
__

الصباح ؛
ترك نجـد أمس لإجل مايزعلها ولا هو تزيد عصيبته منها ، بالرغم من طُول الليل وهو كان يفكر فيها وما أبعدت عن تفكيره دقيقة ، كان يحتاج سعُود وللأسف كان نايم ، دَخل غرفته و أنسدح لـ حد ما غلبه النوم وتعب من التفكير ، قام بدري لـ صلاة الفجر وهو ناوي يداوم لإجل يتصرف مع البنت اليوم ويخلص موضوعها ، لبس ثوبه وخلص أشغاله من بعد ما صلى وباقي الأغراض اللي في بيت صالح ، دَخل وتوجه لـ غرفته مُباشرة فتحها بـ هدوء وكانت الغرفة باردة بـشكل مو طبيعي أقرب مايشابه بـجو مُثلج وظلام ، ناظرها وكانت نايمة في وسط السرير متكورة على نفسها وشعرها منثور على طوله بـ جانبها ، تقدّم للطاولة وأخذ أوراقه و مشى لـ التسريحة وتعطر وريحة الغرفة كلها ريحة عطره الفخمة ، نجد من فتح الباب صحت ومثلت النوم مُباشرة ، نامت أمس وهي تبكي ومصدعة بشكل نامت وهي مكسورة منه وحتى من نفسها ندمت كثير ، تقدّم لها هُمام بدون مايحس على نفسه وجلس على طرف السرير ولامس أطراف شعرها أنحنى لـ شعرها وهو يستنشق ريحته لـ ثواني طويلة أبعد عنها وهو يحس قلبه مهزوم وهي المنتصرة تنهد بـ ضيق وغطاها زين و خفف برُودة المكيف و طلع ، أبعدت نجد اللحاف عنها بـقوة وهي كتمت نَفسها عشان ما يحس أنها صاحية ، وخفف المُكيف وهي تحس بـ حرارة بالجُو بـسببه مسكت أطراف شعرها بعدم تصديق و أبتسمت وتحولت إبتسامتها لـ ضحك من كل قلبها ولاشعُوريًا دفنت وجهها بالوسادة وتتذكر أمس وهي تتطلبه يسامحها وتركها مُكسورة والحين راجع ومشاعره معه يعني اللي يسويه بس كبرياء توعدت فيه تعذبه مثل ماعذبها طول الليل ~
__

العصر ، في بيت نوره :

فيصل أعطى خبر لـ نوره أنه طلق "طلقة وحدة" إزدهار ، أكثر وصف يقارب شعُور نوره أنها أنجنت وأنهبلت وخاصةً سبب الطلاق الأول " هُمام" اللي مجننها أكثر الواضح أنه الكل بـ يصير مع هُمام وهي بـ تبقى لحالها ، و الباقيين كلهم أنصدموا ولاموا فيصل مهما كان تبقى إزدهار زوجته وأختارها هي قبل ما يختار هُمام وتبقى أم لـ عياله المفروض ما يعطي قرار متهور مثل هذا عشان خاطر السنين الطويلة اللي كانوا فيها مع بعض ، عَرفت نغم بـ طلاق أمها وما توقعت بـتكون ردة فعلها كذا لإنها أنهارت بُكاء تعرف بكل سوالف أمها وتعرف بكل خططها وتعرف بكل كُرهها وتعرف بـحقدها لكن تبقى أمها وهذا أبوها ماتبي المشاكل توصل لـ هذا الحد ، كبيرة مو صغيره لكن تضيع دون أهلها ، أرسلت لها هند لو بتجي "زواج نور" لكن مستحيل ومن سابع المُستحيلات والظروف ما تسمح ، جلست بغرفة حنين وقفلت الباب عليها لحد ما حرفيًا شبعت بُكاء دقوا الباب عليها من كبيرهم لـ صغيرهم وتجاهلتهم وبعد مايقارب ساعة على عدم ردها جاء لها سامي وأبعدهم عنها ومعاملته تختلف عنهم ما جاءها بالغصب تفتح والصراخ والتهديد بـ كسر الباب ، طق الباب و قال بكامل هدوءه ؛ يا نغم الروح !
سمعت صوته نغم و فزت له ، لكن ماتبي أحد يشوف ضعفها رفضت تفتح ، أسترسل بـهدوء ؛ لا تفتحين بس أبي أسمع صوتك وأنك بخير !
جاءه صوتها المبحُوح و المتقطع من كثر البُكاء ؛ أنا بخير .
أبتسم سامي بـ خفيف ؛ وأنا بخير لما سمعت صوتك ، أنا عندك ما بـروح !
نغم ؛ سامي لا تجلس ما أبي أحد
جلس سامي وسند ظهره على باب الغرفة وأبتسم ؛ أنا مو أي أحد ، أنا أنتي ، و أنتي أنا فرحي من فرحك وحزني من حزنك !
كانت نغم واقفه عند الباب وهي تسمع صوته يتكلم بـهدوء ؛ نغم الروح لا تتضايقين فترة و بـ يعدي كل شي ، بـ يعدي مثل ما عدت أشياء كثير
أسترسل بـ ضحكة ؛ لو تشوفين شكلي بـتضحكين ، لو يمر أحد من هِنا كل هيبتي تروح ، و وصف لها جلسته بالضبط ، أبتسمت وهي تجلس مثله بالضبط وسندت ظهرها على باب الغرفة ، كان يسُولف لها شوي ، و شوي يتكلم لها ما تضايق نفسها و أن كل شي بـ يرجع أحسن من أول ~
__

بيت صالح ؛

و أخيرًا اليوم المُنتظر لـ نور وجميع الأشخاص اللي في البيت ، هُمام وهو داوم اليوم الدوام الكامل ما حس على نفسه من تراكم الأشغال عليه الإ وأنتهى وقت الدوام وهو تأخر على أبوه كثير مُباشرة طلع للبيت بـ أقصى سُرعة عنده لإجل يلحق عليهم دَخل عندهم والبيت يحس فيه حياة يحس فيه شعُور الفرح ، مجتمعات خوات فاطمة عندها و بـ يمشون مع بعض للـقاعة ، و ماشاف العروسة "نـور" أبد و عندها هند ما تركتها من الصبّاح ، و حتى هو رغم الضغط اللي يحس فيه من جميع الجهات اليوم يبقى غير و فرحته غير يحس فيه " نُور بعد طريق مُظلم و أخيرًا " يكفي أن نور أخته نور هالـبيت بـتتزوج ومو أي شخص صديقه بسّام اللي يعرفه أحق المعرفة ويشهد له بـ أخلاقه ، أتصل على صالح اللي ما كان متواجد في البيت وقال له أنه في قاعة الزواج وكان سعُود معاه وهو لازم يجيه لإجل يشرِف على القاعة بـ نفسه وما يكون فيه نقص ، دَخل هُمام لـ غرفته لف أنظاره على كامل الغرفة المرتبة بـشكل دقيق حتى الوسايد تغير ترتيبها و ترتيب العطورات تغير المفرش مو نفسه ، طاولته وكرسيه تغيروا لـ زاوية ثانية عرف مُباشرة أن نجد أضافت لمستها الخاصة ما يحب أحد يغير له شي يحب يكون كل شي مثل ما هو يبي ورَتبه بـ نفسه و مزاجه لكن تجاهل هالمرّة ، رمى شماغه على الكرسي ورمى نفسه على السرير بـ تعب و داهمته ريحة عطر وهي نفس اللي كانت في شِعرها ، ما كان فيه طرف من مَفرش السرير ما كانت ريحتها و مايدري أن لعبتها بدأت من غيرت ترتيب الغُرفة بـ الشكل اللي تحبه هي و مزاجها ، غمض عيونه من ريحة عطرها اللي وين مالف وجهه تخترقه ، طلع من غرفته ونادى نجد ولا رَدت عليه عقد حواجبه بـ غضب ونادى فاطمة وجت له مُباشرة ؛ وين نجد ؟
فاطمة ؛ راحت لـ بيت أبوها
وسع عيونه هُمام بـ ذهول ، طلعت حتى ما أعطته خبر و أرسلت ، حتى تلميح ما بينت له ! فوق كلامها جالسه تغلط كثير مايدري هي مستقصدة تسوي كل هذا ولا وش قصتها ؟ ، ما رَد على أمه وهو يدخل غرفته بـ غضب أخذ مفاتيح سيارته وطلع لـ صالح بـ غضب يعتريه من حركاتها اللي ما يفسرها الإ عدم مسؤولية وطفولة !
__

في بيت جابر ؛

أخذ جابر نجد من بيت صالح ، وهو من أول يحس بينهم شي مو راضي الطرفين لكن من طلعت له نجد وهي بـ إبتسامتها و بـ كامل رضاءها و روقانها أستغرب ، لكن ما سألها عن شي خاف أنه يضايقها وهي مُبسوطة اليوم دَخلت البيت وهي تدندن فكت حجابها اللي عليها بـ روقان أول مره تعيشه من جت للـسعُودية ، ناظرت نجد أبوها بـ إبتسامة ؛ فستاني جاهز ؟
جابر هز راسه بـ الإيجاب ؛ كل شي جاهز بـ غرفتك
مشت نجـد بـتصعد لفت لأبوها وهي تعطيه قُبلة من بعيد وتأشر له بـكفها بمعنى "مع السلامة" ، كان جابر مذهُول منها وكأنها بين الغيم طايرة رفع كتوفه بـعدم معرفة من حالها وبداخله "يارب دوم" ، طلع حتى هو وراها لإنه بـ يجهز دامه من ضمن المعازيم بـ يحضر الأول لإجل هُمام ~
__

عند نـور ، بعد صلاة المغرب :

جهزت و خلصت وقلبها يتراقص من التوتر و الخوف والواضح من رجفة يدها ، كل الموجودين بالبيت طلعوا وباقي هي و هند ، اللي ينتظرون هُمام يجهز وبـ يتوجهون مُباشرة للـقاعة ، كانت نُور بـ كامل زينتها وطلة عروسة تليق فيها و بـ نعومتها ، من فستانها اللي كان عاري الأكتاف لحد النفشه الكبيرة اللي فيه ، ولونه الأبيض اللي مايوصفه الإ لون قلبها ونقاءها ، طرحتها الطويلة الكلاسيكة المثبته بـ تسريحتها اللي تناسب شعرها القصير ، لـحد مسكة الورد اللي كانت بـ أختيارها وألوانها المتناسقة ، كانت ناعمة وجميلة بـ شكل كبير ، هند وكانت جاهزة معها وما كانت عادية بالعكس كانت فوق الوصف جميلة وتجذّب بشكل ملحوظ وخاصةً فستانها الأسود الطويل اللي أعطاها الفخامة مع روجها العنابي الغامق كانت حلوة ، تأملت هند في نور وميلت شفايفها بـ خفيف ؛ ياحظ بسّام، كيف أكون بسّام ؟
ضحكت نور بـخفيف ، وهي على وشك البُكاء ؛ يارب تعدي الليلة بـ سلام ودون خوف وأكون بخير
هند أبتسمت ؛ كلي ثقة بـ تكون حلوة مثلك
__

هُمـام :

بداخله كان يفكر مستحيل مافيه يوم عليه بـ يمر بـ هدوء ودون مشاكل ؟ دون ما أحد يعصّب فيه و ينرفزه ؟ لو يجي هذا اليوم هو بـ يخاف لإنه يحسه من المعجزات المُستحيلة ، يعني حتى في يوم زواج أخته ما سلّم حتى من نجـد ، تجاهلها ولا دق عليها نهائيًا لإن لو يتصل عليها بـ يجرم فيها لو يشوفها ما بـ يترك عظم صاحي فيها من القهـر ، أفضل حل البُعد والوحدة له ، تحمم وبعدها لبس ثوبه وَقف قدام المرايا لبس ساعته الأحب الى قلبه جلد سُوداء ، لَبس شماغه بـ ثبات وتركيز ، وأخر شي تعطر بـ شكل مُكثف لـحد ما وصل العطر لـ النص بعد ما كان جديد ، ناظر نفسه وهو راضي عن نفسه تمامًا ، شكل مُهيب و أنيق ، عوارضه اللي ضبطها ورَتبها اليوم ، ريحة عطره اللي يسبقه وتبقى من بعده ، وصل أقصى مراحل الفخامة والرجُولة من أوله لـ أقصاه ، طَلع وهو يتنحنح لـ معرفته بـ وجود هند ، راحت هند للـغرفة الثانية عشان يدخل هُمام يسلم على نور ، دَخل وعرضت إبتسامته ، وأبتسم من كل قلبه يحس أنه مبسوط كثير لها خانه الشعُور ويحسها بنته بعد مو بس أخت ، تقدّم لها بـ إبتسامة وهو يقبّل راسها ؛ مبروك
نور أبتسمت له ، و تحس أنها حتى من هُمام خجلانه وصوتها بالكاد يطلع ؛ الله يبارك فيك
هُمام بـ إبتسامة ؛ جاهزة ، نمشي ؟
هزت نور راسها بـ الإيجاب ، و ألتفت هُمام للـ باب اللي كانت تتكلم من وراه هند بـهمس ؛ فيه بخور لو تبي ؟ و قبل ما تسمع رده وهي تمده له من عند الباب ومو واضح منها الإ إيدها ومناكيرها العنابي وأسوارتها الفضة ، تردد هُمام كيف بـ يأخذها منه لكن البُخور وريحة العُـود شي غير عنده مميز ، تقدّم وأخذه منها من فوق عند مكان حرارة المبخرة عشان ما يمسك يدها لو بالغلط كان حريص لـ هالشيء و صار حريص أكثر من قاله صالح أنه بـ يتزوجها مايبي هالفكرة تجيه لو بـ الحلم وحط بينها مليون حاجز حتى شُكر ما شكرها ، تبخر وهو يحطه على الطاولة ويطلع لـ سعُود اللي كان يشابه هُمام أصلًا وبنفس الوسامة والأناقة ، رَكبوا سياراتهم وركبت نور بـ مساعدة من هند ومشوا للـقاعة ، وكل ما يقربون كانت نور ترجف أكثر ، مرتبكة و متوترة ما تخاف من بسّام كانت بس متوترة ، لكن تخاف من الناس اللي بـتكون كل أنظارهم عليها وكل الموجودين ينتظرونها هي بالذات ، مشى هُمام وقدامه سعُود و وراه من "عيال خـوال نور" وكانوا مسوين لها زفة بـ السيارة لـحد ما وصلوا القاعة ، دَخلت نور للـغرفة المختصة للعُروس و تواردوا عليها الناس اللي تعرفهم أهلها وصاحباتها يسلمون عليها و بـ يباركون لها ، وفاطمة اللي ماخلت نور وهي ماتدري كيف بـ تفارقها من الحين تحس صعب عليها تحاول ما تنزل دموعها وتخونها عشان نور ما تتأثر وهي شايفه إرتباكها ، أنفتح الباب على نُور وكانت نجـد داخله بـكل ثقة و هدوء ، تاركه شعرها مفتوح على حُريته و مموجته ، وفُستانها الطويل اللي كان بـ اللون الأحمر الصارخ مع لون بشرتها البيضاء كان مُسبب للدمار ، كان عاري الأكتاف تقريبًا كانت سيُور الفستان طايحة على الأكتاف وظهرها لـ نصه طالع ، وماسك على الجسم بـ شكل يبرز كل أنوثتها ، ما تكذب على نفسها وتقول أنها أرتاحت بـ هذا الفُستان أو أنه عاجبها ! من عدم راحتها له ما قدَرت تتحرك حتى من مكانها ، وقت أختيارها له كانت تختار وتفكر بـ عقل هُمام وأيش اللي تقدر فيه تسلب منه كل عقله ؟ ، وقت ما تركت شعرها على حريته كانت تدري بـ أن هُمام يموت على شعرها الطويل ، وقت ما تعطرت بـ العطر كانت تعرف أن هُمام يعرف هذا العطر تمام المعرفة حتى
وقت أختيارها له كانت تختار وتفكر بـ عقل هُمام وأيش اللي تقدر فيه تسلب منه كل عقله ؟ ، وقت ما تركت شعرها على حريته كانت تدري بـ أن هُمام يموت على شعرها الطويل ، وقت ما تعطرت بـ العطر كانت تعرف أن هُمام يعرف هذا العطر تمام المعرفة حتى مفرش سريره كانت نفسه ، كان كل شي على ما تتوقع بـ يجذب هُمام و الحين تدري أن هذا اللي بـ تسويه أصعب شي بـ يقاومه هُمام وحتى أنها متأكدة ، يمكن يعصب عليها ويقول كلام من عصيبته لإنها من بداية اليوم تمشي عكس مايبي والحين مع لبسها هذا يمكن ما يرضى لكن تدري أنه صعب عليه كثير مو شوي ، تقدمت نجد لـ نور بـ إبتسامة وهي تحضنها بـ خفيف ؛ مُبروك ، أحلى عروسة والله
كانت نجد ملاحظة نظرات هـند لها ، ناظرتها من فوق لـ تحت وكانت هند تدور غلطة وحدة فيها مو لاقيه "هي مُتكاملة" جسم ، و شعر ، ولبس ، و مكياج ، وحتى الوجه حسن من ربي ، أنوثة ورقة طاغية على كل شي ، و مازالت هند أنظارها عليها ، كانت نجد متجاهله وهي لازم هُمام يشوفها بـأي وسيلة كيف ما تدري ، ميلت شفايفها بـ خفيف وهي تفكر ، لـحد ما أتصل جوال فاطمة ومن حسن حظ نجد اليوم كان "هُمام" يقول لـ أمه بـ يدخل هو و بسّام و صالح ، حست أن هذه فرصتها ، طلعت من عندهم نجد ومعاها هند وأبعدت عنها هند وهي تدخل لـنفس القاعة ، دَخلوا بسّام و صالح و هُمام لـ نور ، سلم عليها صالح و حضنها بكل قـوة مو مستوعب أنها خلاص بـ تروح أبعد عنها و مشاعره مُختلطة بين الحزن و الفرح وبارك لها ، وتقدّم بسّام لـ نور بـ بشته وهيبة عريس ، وإبتسامته عريضة و ملامح وجهه لحالها تدل على سعادته و فرحه وأن هاليـوم يوم عظيم وكبير بالنسبة له ولها ، سلم عليها وباس جبينها لـ ثواني طويلة وأبعد ومسك كفها و يَحس نفسه وده يأخذها للـبيت الحين ويترك الزواج لهم وهي له ، وصى صالح بسّام بـ شدة على نور ، و هُمام ما قصّر حتى كان يهدده بـ طقطقة عارفينها الاثنين ، طَلع صالح وأنتبهت نجد له ، تقدّمت للمرايا اللي كانت قدام باب الغرفة ، ومن بعده طلع هُمام وشافها مُباشرة لإنها قدامه ، قفل الباب بُسرعة عشان ما يلمح لو طرف منها بسّام ، كانت واقفة عند المرايا وتمثل أنها ماشافته مجمعه شعرها على جنب ، و واضح كل ظهرها وكانت تحط روج بـ كل هدوء و كل تركيزها مع روجها ، ناظر هُمام لـ ثواني طويلة أبت عيونه أنها ترمش من هُول اللي يشوفه ، تقدّم لها ودون تفاهم سَحبها لـ أقرب غرفة وَقفل الباب ، المرّه هذه الجو كان حار على هُمام وهو المتوتر اللي مو عارف يرّتب كلامه ، ناظرها بـحدة و الجو كان حار على هُمام وهو المتوتر اللي مو عارف يرتب كلامه ، ناظرها و ما يدري من أي موضوع يبدأ يعاتبها من بداية غرفته اللي غيرت فيها دون شُوره ، أو لإنها راحت مع جابر دون خبر ، أو على لبسها و وقفتها بـمكان غلط ، أو حتى على عطرها اللي كان بـ فراشه ودَخل قلبه دون أستئذان منه ، أو لـجمالها اللي كان السبب بـ عدم مُعاتبتها وألتزم الصمت والنظر فيها بـتركيز ، كانت تطيح الطير من السماء ناظرها من أولها لـ أخرها و بلع ريقه بـ توتر صعبة وهي بهـالشكل من يقدر يقاومها ؟ نجـد من داخلها كانت ترجف ومرتبكة ما تدري ايش بـ يسوي بـكل الحالتين سواء عصّب عليها أو ذاب فيها هي بـتتوتر ، لكن تجاهلت كل هالمشاعر ، ولإجل تمشي خطتها واجب عليها الثقة والجراءة مو الخجل والإرتباك اللي تحس فيه ، ناظرته بـ ثقة وحطت عينها بـ عينه ؛ وش فيك حتى رُوجي ما عدلته زين ؟
أبعدت عنه وهي أنحنت لـ المرايا بـخفيف وتعدل رُوجها بـ أصبعها ، هُمام ما كان قادر ينطق بـ حرف صُوتها يسمعه في قمة الدلع العفوي اللي بسببه ذاب كل الغضب منه ، يحس بـ العجز من ناحيتها هي الحين أقوى منه يعترف بـ هزيمته لها ولو أن كل هزيمة "تُرهقه" تكون بـ الحلاوة والشعُور هذا هو بخير والدنيا بخير ، تقدّم لها و وقف وراها بالضبط ومرر أصبعه بـهدوء على فقرات ظهرها البارزة أعتدلت بـ وقفتها وصار ظهرها ملاصق لـ صدره تمامًا ما قدرت نجد تكمل هالجراءة كانت كثيرة عليها وأرتبكت من ملاصقته فيه ومن ملامسته لها ، ناظر هُمام أنعكاسهم في المرايا لـ ثواني طويلة حاوط خصرها بـ يده بـشدة عشان تثبت وما تتحرك ، ويده الثانيه ترفع قطعة القمِاش اللي على ذراعها يغطي فيه كتوفها لكن بلا جدوى لإنها وسيعة وتنزل لـ مكانها ، ميل شفايفه بـ خفيف وهمس لها ؛ الستر زين ، وش هاللبس ؟
نجد بـ توتر و بـنفس همسه؛ وش فيه لبسي ؟
هُمام ؛ تدرين متى هاللبس تلبسينه ؟
أردف بـهدوء ؛ لاجيتي تشدين أنتباه أحد وقتها ألبسيه!
نجد ألتفت له وهي باقي بحضنه تحس بالخجل لإنه صادق بـ كلامه لكن ناظرته بـغرور ؛ مو مهم وش ألبس لإن أنا وين ما أكون أشد الإنتباه !
رفع هُمام حاجبه بـ ذهول وإعجاب منها إبتسم بـ خفيف ؛ متأكدة و واثقة ؟
نجد شتت نظرها بعيد عنه وهزت راسها بالإيجاب ، ضحك هُمام و مايحس بـ هالدنيا الإ هو و هي الحين نفس العالم و المشاعر اللي طلع منها بـ غضب رَجعت له و ما تاب منها والقسم اللي أقسمه أنه ما عاد يوضح مشاعره تلاشى بالهواء ، والحين هو قيد المشاعر اللي بـكل مره يشوفها ترجع له أكثر و على شكل سيُول تجرفه وصعب يطلع منه لحاله ، حط ذقنه على كتفها وهـمس أخف من أول وتنهد ؛ اللهم الثبات ! حست فيه نجد أنه يقاوم نفسه بـ صعُوبة الحين تقدر تلعب عليه ؛ أنت ما كنت زعلان مني ؟
هُمام و كلمتها رَجعته لـ واقعه و رَجع يسمع صُوت الأغاني وكأنها تذكره أنه بـ زواج نُـور ، أبعد عنها مُباشرة وما توقعت أنه بـ يرجع يعصب لكن باقي تقدر عليه ومو صعُب لـهالدرجة ، ألتفت له وقربت له وهي تحاول تجمع كل جراءتها ، مسكت خده ومررت كفها عليه بكل رِقتها ونعومتها ، و بـهدوء ؛ حلقّت ؟
مسك كفها بـ كفه ، كل ما يبعد ترجعه لـ قيد رغبته و شعُوره و ياكبر ذنبها وقت ما صبر عليها كل هالـمدة وهي بالجمّال الصعب وياكبر أجره هو ، همس لها ؛ وش ناوية عليه ؟ ، ترا أنا رجال جالس أجاهد نفسي .
ناظرت كفها اللي ضايع بـ كفه وشدت عليها ، همست له ؛ أدري أني زعلتك ، و كلمتي كأنها رشة عطر على جرح عميق ، لكن كنت خايفة ! ناظرها هُمام و رفع حاجبه بـ إستغراب ؛ خايفة من إيش ؟
نجد شتت نظرها بعيد ؛ لو أقول بـتزعل ؟ ، هز هُمام راسه بالنفي ، وكمّلت بـ هدوء ؛ أخاف منك ، خفت من شعُورك وقتها !
هُمام تنهد بـ ضيق ؛ يعني الحين مو خايفة ؟ ترا رغبتي ما تغيرت !
نجد و ماودها تتعمق بـ الموضوع هذا رغبته ومشاعره وخوفها ، تقدّمت له وهي ترمي نفسها بـ حضنه وحاوطت يدها ظهره أنها تحضنه أهون من أنها تشوف تعبيرات وجهه ونظراته ، تنهد بـ ضيق وهو أنحنى لها ودفن وجهه بـ شعرها و غمض عيونه بـ راحة ، و فتح عيونه بـ إنزعاج من الباب وقت ما أنفتح و أبعدوا عن بعض مُباشرة وبـ حركة سريعة ، ألتفت نجد للـباب وهي تشوفها هند اللي باقي واقفة عند الباب وتناظر بـ ذهول ، ناظرت لها نـجد بـ تركيز وهند أستوعبت وحست على نفسها وراحت بسرعة ، ناظرت نجد هُمام وهو كان معطيها ظهره قالت بهدوء ؛ راحت !
ألتفت لها هُمام ، وقالت نجد بهدوء ؛ هذه البنت مو عاجبتني
هُمام عقد حواجبه بـ إستغراب و بـ زلة لسان ؛ بنت عمي سلطان أعرفها من وهي صغيـ.
أنتبه لـ نجد اللي كانت عيونها بـ تطلع من مكانها ، قال وهو يحاول "يرقع"الوضع ؛ وهي صغيرة نفسها يعني
نجد وهي رافعه حاجبها ، وما أخفت قهرها وخاصةً أن هند جميلة ؛ من وهي صغيرة كذا ما تنساها ؟
كان بـ يتكلم ، لكن قاطعته ؛ و مو بنت عمك ! أنا بس بنت عمك
عدلت شعرها وكانت بـ تطلع وأسرع لها ومسكها مع ذراعها وثبتها قدامه ، قال بـهدوء ؛ أنتي لو تشوفين الغلا اللي كأنه من سنين فيني لك ، تدرين أني نسيت حتى نفسي يا بنت عمي !
خجلت نجد وتورد خدها من كلامه وهي اللي فتحت على نفسها باب و سمحت له ، فكرت لو بـ ترجع معه اليوم كيف بـ يكون الوضع توترت من مجرد التفكير ، وقالت بـ هدوء ؛ أنا بـ أجلس في بيت أبوي
هز هُمام راسه بالنفي ، وكانت نبرته صارمة ؛ لا ، ومافيه مجال للـنقاش
نجد ميلت شفايفها بـ خفيف ؛ هُمام ! بس اليوم ؟
هُمام ؛ يا عيون هُمام قلت لك لا اليوم ولا غيره ، والحين تنزلين لـ الناس وما تتحركين أنتي ولبسك هذا ! ، مسكها ولا أعطاها مجال تتكلم ، كفه بـ كفها وشاد عليها وطلعوا من الغرفة ، لـحد ما غاب زُولها عن عيونه طلع من القسم ، ومتأكد الحين أبوه بـ يقوم الدنيا على هُمام لإنه أختفى لـ فترة طويلة ~
__
عند نور :
نور وكان معها بسّام لحالهم كانوا يتصورون لـحد ما أنهلك بسّام ، أنشغلت نُور بـ خالتها اللي جت متأخر وطلبت تسلم عليها وطلعت لها ، ناظر بسّام للمصورة بحدّة ؛ صورتين مافيه غيرها خلاص
المصورة بـ إستغراب ؛ بس باقي لنا كثير حرام !
بسّام بـ تهديد وهو يأشر بـ أصابعه على رقم أثنين ، دَخلت نُور وهو أبتسم وتجاهل المصورة وراح لها وأبتسم إبتسامة عريضة ؛ باقي لنا صورتين بـ تنزفيين لهم وأخذك
بلعت نور ريقها بـ توتر وأبتسمت مُجاملة من حماسه ، المصُورة تجاهلت كلام بسّام وصورتهم ما يُقارب النص العدد اللي في بالها يمر عليها العرسان المتحمسين مثل بسّام كثير وكانت متعودة عليهم و خلصت تصوير وطلعت من عندهم ، تنهد بسّام بـ راحة من صاروا لـحالهم بالغُرفة جلست نُور على الأريكة وجلس جنبها ، مسك يدها ورفعها له وقبّل باطن كفها بـ تعمق ؛ أخـ… ، ما أمداها يكمّل ويعبّر عن مشاعره الإ الباب أنفتح وكانت أمه سحبت نور يدها من يده مُباشرة ، مسح بسّام على وجهه بـ قل صبر منهم وهو ما تهنّى فيها ، أم بسّام بـ إبتسامة ؛ يلا نُور زَفتك الحين ، وناظرت بسّام وكملت ؛ و أنت أطلع أنتظرها تحت أنتهى وقتك هِنا
هز بسّام راسه بالإيجاب وأبتسم بـثقة ؛ وقتكم هذا قليل و أصبر عشانه ، لكن بعد هذا الوقت لا شفت أحد عندنا أنا بـ أطردكم ! ، شدت نور يدها على مسكة الورد وتوترت من الوقت بدأ ينتهي جديًا تقدّم لها بسّام وهو يقبل جبينها ويهمس ؛ لا تتوترين نُوري ، أنا أنتظرك
طَلع بسّام من عندهم ، و دخلت هند و لإنها الأقرب لـ نُور ما تركتها ولا لحظة بـ يوم حلو وكبير بالنسبة لـ نور …
.
.
.
___


__

وَقفت نُور على الباب وهي تنتظره يفتح عشان تدَخل عندهم وتبدأ زفتها ، بدأت تسمع صوت الموسيقى وتحس قلبها يتراجف و أقدامها بالمُوت واقفة عليها أنفتحت البوابة الكبيرة وبدأت تدخل بـ هدوء والإضاءة خافتة جدًا ، أبتسمت إبتسامة جميلة مثلها من طاحت عينها على صاحباتها وأهلها ومشت بكل هدوء و ثقة ، أناظرها على كوشتها اللي كانت من إختيارها وأعجبت فيها بالواقع كانت مُقاربه لـ مسكتها بالألوان ، وكلها ورد أبيض والوردي الفاتح بـ عدد كبير ، تقريبًا شافت كل اللي تعرفهم الإ أمها لفت أنظارها على الكل وأمها مو فيه ، فاطمة وقلبها الرهيف ما أستحملت دُخول بنتها وهي بـ فستانها الأبيض و اليوم اللي بـ تروح عن بيتهم وخصوصًا لإن بسّام مثل هُمام وبـ يطلع يكمّل دراسته وأكيد بيأخذها ، كانت خلف ستارة تمنع دموعها وتخفيها ، مسحت دُموعها بـ إستعجال وهي تطلع لـ بنتها اللي كانت على كوشتها أبتسمت نُور من أقبلت أمها وعلى وجهها إبتسامة ، كانت تشوف نجد فرحتهم من كبيرهم لـ صغيرهم وإذا أبتسموا تبتسم معهم وإذا تغيرت ملامحهم للـحزن تتغير ملامحها معهم ، عاشت معهم فرحتهم بـ تفاصيلها وتشوف فاطمة كيف متعلقة بـ نور بـشكل جنوني وحزينة كثير لإنها بـ تروح ، وكانت فاطمة تقول لـ نجد وتذكرها "بعد ما تروح نُور تبقين عندي يا نجد بنتي الثانية" ، أبتسمت من تذكرت كلامها وحلوة كلمة بنتي منها لإنها طالعة من أعماق قلبها ~
__

في قسم الرجال :

تقريبًا مافيه أحد الإ قليل من الرجال ، كان هُمام واقف معاه سعُود و صالح أبوه ، وسلطان "أخو صالح" ، و كان جابر موجود ويناظرهم من بعيد وهو يشُوف حماس هُمام اليوم وفرحته واضحة من إبتسامته و وجهه البشُوش ، مافيه أحد ما سلم عليه ورَحب فيه ، ما ترك أحد ما سولف معاه ، حتى وقت ما عرضوا الرجال عَرض معهم وبالسيف ، وَخلص اليوم وهو باقي بـكامل حماسه اللي ما قّل بالعكس ، يسُولف ويضحك من كل قلبه تقّدم لهم جابر بـ يسلم على هُمام لإنه بـ يطلع ؛ السلام عليكم
ألتفت هُمام على صوته ، و أبتسم اليوم يحس غلا جابر من غلا نجـد ؛ وعليكم السلام ، وَقف جابر عنده بالضبط وهو يرّتب على كتف هُمام بـ إبتسامة ؛ أخبارك ؟
ضحك سلطان " و ماكان يعرف أن هذا جابر أبو نجد " ؛ واضحه أخباره مشاءالله ، لف أنظاره لـ هُمام و هو يضحك ؛ أنت وش تسوي بـ زواجك ؟
أبتسم صالح ؛ عقبالك يا هُمام ، أنت بس أختار عروستك اللي نرضاها وزواجك علي
سلطان أبتسم وميل شفايفه بـ خفيف ؛ عاد عروستك ما تحب أحد يشاركها بـ شيء لها يا هُمام
فهم هُمام مُباشرة ، أن صالح أبوه قال لـ سلطان كلام كثير عن زواج هُمام ونجد وأنه ورق ومابينهم شي وفترة ويتطلقون و أوهمه أنه بـ يتزوج هند ، ضحك هُمام بسُخرية بداخله ؛ والله ياعمي أنا ما أخترت عروستي عشان تعرف أطابعها !
كمّل بـهدوء وهو يأشر على جابر ؛ سلم على أبو نجد زوجتي
ناظر لـ جابر وهو يشوف وجهه تغير لونه من عَرف أنهم بـ يزوجون هُمام و الواضح عروسته جاهزة ، وناظر سلطان وهو يشوف ملامح وجهه أنقلبت ١٨٠ درجة ، أثنينهم بـ موقف مُحرج وهُمام يناظرهم بـ جمُود ، قال جابر بـ هدوء ؛ مع السلامة ! أنسحب بـ كل هدوءه وهو يطلع يحس أنه عصّب وصالح واضح يرمي عليه كلام بشكل صريح وأنه رافض نجد ، أرسل رسالة لـ نجد يجي يأخذها ومُباشرة ردت عليه بـ النفي لإنها مع هُمام ، أستغفر جابر وجالسه الأمور تتطور بشكل واضح مو وقت نجد تتعلق فيه واللي هِنا جالسين يخططون أنه يتزوج ، بالرغم من أن رد هُمام خمد النار اللي بداخله ، لكن خاف على بنته الحين ورَجع خوفه لما يروح هو ، وهُمام لو يتزوج بـ ترجع تبقى لحالها وما يضمن خوالها ولا أهله وحياتهم المليانة مشاكل ~
__

عند الرجال :

كان سلطان ماسك صالح وبـحدة ؛ أنت ماقلت لي أن هُمام هو اللي قال لك أنه يبي يتزوج هند ؟
صالح ؛ قال لي أنه مع رأيي وكلمتي ، وأنا هذه طَلبي له
سلطان شتت نظره بعيد ؛ زوجته اللي معاه الحين وش وضعهم الأكيد ؟
صالح ؛ أساله هو وإجابته بـ تخليك مرتاح !
كان هُمام يناظرهم ويشوف إنفعال سلطان وصالح اللي يحاول يهديه ، و مستغرب من أبوه صالح وشدة رَفضه وكلامه له أنه مو مرتاح ، ومره يـجيبها من ناحية دراسته ، ومره من ناحية فيصل وعزيزة ، لكن الواضح أن هو وده هُمام يبقى عنده ولايطلع منهم ، تنحنح سعُود وهو يناظر لـ هُمام ؛ وين وصلت ؟
هُمام سحب نفس عميق وأزفره ؛ ما وصلت باقي طريقي مجهول
سعُود ؛ خلينا نطلع نسهر
هُمام هز راسه بالنفي ؛ مو اليوم تعبان
سعُود ناظره بـ طرف عين ؛ والله شوف أنت وضعك مو طبيعي وحبك للبيت بـ ذي الفترة مو مرتاح له ، صارحني زوجتك تقول لك لا تطلع وتخاف منها ؟
ضحك هُمام بـ ذهول ؛ أنتبه لا تضربني بعد !
سعُود بـ تنهيدة ؛ تدري أني كنت أول شخص رافض و كنت خايف ، لكن خلاص حياتك وزواجك أخذوا مسارهم الطبيعي ، صح ؟
هُمام ميل شفايفه بـ خفيف ؛ يعني تقريبًا ، تعودت بـ شكل كبير ، وأحس أن صدق عندي شخص بـ مُسمى زوجة
سعُود أبتسم ؛ يلا عقبال مُسمى الأب
ضحك هُمام ؛ أكثر واحد متحمس لـعيالي أنت !!
سعُود ؛ أيه أول ولد سعُود يـ أبو سعُود هذا إجباري الأسم مو أختياري
أبتسم هُمام لـ سعُود ، و يحس أن سعُود وفاطمة أكثر أشخاص يخافون عليه ويمشون على اللي هُمام يحبه و أهم شي يرضاه ، ولا يحبون زعله ، فاطمة أمه وكل مشاعر الأم حس فيها والسبب هي ، ويحس أن سعُود تؤامه اللي يطلع من البيت زعلان منه يَرجع والوضع طبيعي وناسي الموضوع ~
_

في بيت نوره :

وَقت ما كانوا جالسين نغم و سامي يسولفون من ورا الباب ، ونغم تغير مزاجها والسبب سامي وأسلوبه والسبب الأول حًبها له ، طلع سياف بـ جمُود لـ نغم بـ يشوف وضعها لإنها أكثر من ساعتين لحالها و من صعد الدرج وقَرب لـجهة الغُرفة سَمع ضحك سامي وسع عيونه بـ ذهول وتسارعت خطواته ما يحب الميانة الزيادة ومابينهم شي رَسمي ، ناظر لـ ثواني طويلة لـ سامي وهو ماد أقدامه وظهره سانده على الباب ويسُولف أرتاح شوي من ناحيتين الأولى أن نغم مافيها شي ، والثانية أن بينهم حاجز وحتى وهم لحالهم محترمين قوانينه ، تنحنح سياف وألتفت سامي لـه ، ونغم وجهها تغير لونه لـ أصفر حرفيًا كانت نغم تخاف منه ودايم بـ نظرها سياف القاسي المُعقد المتهور اللي مو عايش حياته صح ، سياف بـ برود ؛ أتوقع ردّت عليك ماله داعي تستغل الوضع وتجلس تسولف ؟
سامي وماله حق يرد عليه ، لإن سياف و فيصل أعطوه تحذير أكثر من مرة بسبب جراءته ما يضمنُونه ، جاء بـ يتكلم سامي لكن نغم طلعت من الغرفة مُباشرة وهي تتكلم بـ إستعجال ؛ أنا طلبته !
سياف رفع حاجبه بحدة ؛ مافيه الإ هو تطلبينه ؟
نغم ؛ كنت أحتاج أتكلم مع أحد
سامي أبتسم ؛ يا رجال ما صار شي وراك معصّب ؟
ناظرهم سياف بـ طرف عينه و ماله خلق يتجادل أكثر هز راسه بـ الإيجاب ومشى وتركهم ، ناظرته نغم بـ ذهول ؛ غريبة هادي ؟
سامي رفع كتوفه بـعدم معرفة ، وأبتسم ؛ لكن سياف لازم له بوسة طَلعك من جحرك
نغم ناظرته بـغرور ؛ طلعت عشان ما تنضرب على صلعتك
سامي بـ إبتسامة ، وهدوء ؛ قولي لي يا نغم الروح ؟ مين يقدر يحاسبني عليك وأنتي لي ؟
__

عند هُمام ؛

أخذ نجد من القاعة وكانت معاه بـ السيارة ، لأول مره يسولفون هالقد مع بعض قال لها تفاصيل الزواج وهي بالمِثل و تناقشوا بـ أشياء كثير مر وقت طويل ومو حاسين فيه ، كانت نجد هي المبسوطة في السيارة وأنها تتمشى أحسن من يأخذها البيت وهي مو مرتاحة تبيه لـحد ما عيونه تقفل من شد النوم ، هُمام ناظر لها ، و بـ صوت مبحوح ؛ نرجع البيت ؟
هزت نجد راسها بالنفي ؛ لا بعد شوي بـ أشوف الرياض أكثر مو أنت تحبها ؟
هُمام ؛ أيه أعشق ليالي نجد وأيامها لو أن الحزن يمليها ، لكن مو أنا وفيني نوم !
نجد بـ إبتسامة ؛ أنا أسوق لإن فيك نوم
ناظر لها هُمام بـ طرف عينه ؛ لا أرتاحي وصلنا أصلًا !
وقفت سيارة هُمام مع وقوف سعُود اللي كان جاي من برا ، نزل سعُود من سيارته لـ هُمام ؛ وين اللي تعبان و يستموت علي ؟؟؟؟
ضحك هُمام ؛ تحسب أني فاضي لك لحالك ؟
ناظره سعُود بـحدة ودَخل لبيته ، ونزلت نـجد من السيارة ودخلوا البيت ، كانوا فاطمة وصالح نايمين ، همست نجد بـهدوء ؛ فيك نوم ولا نطلع السطح ؟
هُمام بـهدوء ؛ ما بنام ، وما نطلع السطح تعالي أبيك
دَخل الغرفة ونجد ترجف بـ إرتباك منه لكن لا ! هُمام حدّه يمسك يدها و يتكلم كلام يحرِجها ما يتمادى أكثر حست بـ راحة نوعًا ما دَخلت وراه وهي تمثل أنها على طبيعتها ومو هامها شالت عبايتها وهي تجلس على الكرسي بـتعب ؛ تعبت اليوم بـ شكل
قام هُمام وهو يقفل الباب بـ المُفتاح وهي ساكته تمامًا تراقب تصرفاته ونهايته مع هاليوم ، رمى عقاله وشماغه على السرير ورمى نفسه جنبها بـهدوء و بدون مايبدل ثوبه ، حست عليه أنه بـ ينام واضح ، قامت بـ هدوء وهي توقف قدام المرايا وتعدل شعرها بردت ملامحها من قام و وقف وراها بالضبط وكأنه يستنى هاللحظة ، لحظة أنها هي تقوم بـ نفسها ، قرّب لها لـحتى صار ملاصقها تمامًا مسكها من خصرها و أبعد شعرها وحطه على جَنب وصار ظهرها كله مكشوف أنحنى لـ مستوى أذنها وهمس لها ؛ ما بـ يضيعـك الإ وقوفك عند المرايا يا نجد !
همست له نجد بـ إرتباك ؛ تسمح لي اليوم ؟ و أوعدك ما أوقف عند أي مرايا أشوفها ؟
ضحك هُمام على كلامها و دفن وجهه بـعنقها ، وهمس لها ؛ للأسف ما عندي مِيزة أني أقاوم شي مثلك !
لفها لـ جهته وصار وجهه مقابل وجهها ، مسك خصرها بـ شدة وهي كانت ترجف بـشكل واضح حَس عليها وهو يدخلها بـ حضنه ؛ لا تسوين فيني كذا !
رفعت نجد نظرها له وهي تفكر بدأت اللعبه هي كيف تنهيها دون مايزعل ، همست له ؛ هُمام ؟
مسك وَجهها بـ كفوفه الثنتين وهو يناظرها وبـهدوء ؛ عيوني يانجد ؟
نجد بـ توتر ؛ وقت أمس دَخلت عندي و أنا نايمة حسيت فيك !
هُمام بـ إستغراب ؛ طيب عادي ؟
نجد ؛ شفتك وحسيت فيك لما جلست عندي ، قالت له حركته بالتفصيل ، وكل ظنها أنه بـ يتراجع الحين عشان كبرياءه وأنها عرفت بـ تكون فضيحة له ، صدمها لما أبتسم بـخفيف و تجاهلها و أنحنى لـ كتفها وقبّله بشكل مُطوَل وكانت إيديه الثنيتن تلامس ظهرها البارد ، وأنحنى أكثر لـ وسط عُنقها وهو يقبّله بـشكل عميق أرتجفت وهي بين إيديه ما كانت قادره تبعده وهي السبب بـ اللي يصير الحين رفعت كفوفها لـ صدره كأنها تطلبه يوقف دون ماتتكلم ، وأبعد عنها بـهدوء وهو يتأمل كل جزء فيها ، يحس ودّه يقول كل القصايد اللي حافظها و وده يحفظ غيرها زيادة، و وده يكتب لها شيء مميز يليق بـمقامها لحالها ، رَجع يده لـخلف ظهرها وهو يقربها له ، وهمس ؛ أنتي مُثيرة للـغزل !
نجد كان قلبها يدق بـشكل مُرعب و بـتسارع ، كانت تبي تعذبه هي وأنقلب السحر على الساحر ، جت له بـ عطر وأبعدت منه بـ عطرين ، كان عطرها وعطره أختلطوا مع بعض من شد القُرب كانت بـ تطلع من الغُرفة وأستوقفها صوته ؛ أجلسي هِنا بَدلي ملابسك ، أنا طالع
نجد بـهدوء ، والخجل سيد مشاعرها ؛ بـتنام عند سعُود ؟
ناظرها هُمام بـ طرف عينه وضحك ؛ والله لو سعُود معاه المارد اللي يحقق الأمنيات ما رحت له ، جاييك !
رمت نفسها على السرير وهي تتنفس بـ صعُوبة وتتحس بـ إيدها مكان القُبَل حمّدت ربها مليون مره على أنها جت بس كذا ما سوا الأعظم ، قامت و قفلت الباب قفلين وهي تبدل ملابسها ، و ما كانت دقايق الإ وهُمام عندها دَخل الغرفة أنسدح على السرير وهو يأشر لـ نجد اللي كانت على الكرسي تجي عنده كانت تفكر في شي هي ناسيته من أيام ، أنسدحت جنبه ومعطيته ظهرها ألتفتت له بدون شعُور وهمست ؛ هُمام ؟
هُمام وهو ما شال أنظاره عنها من البداية ، قال بـهدوء ؛ عيونه ؟
قامت وأعتدلت نجد بـ جلستها ؛ أنا سفرتي للـكويت باقي عليها ثلاث أيام !
أعتدل هُمام بـ جلسته بس يحاول يستوعب هي وش تحكي له وش الخبر اللي أصدمته فيه ، كان ناسيه تمامًا والشعُور بداخله يحكي له أنها ما بتبعد عنه لو بـ غرفة ثانية ، بردت ملامح هُمام و بلع ريقه بـ توتر ؛ أنتي ودك تروحين ؟
نجد هزت راسها بـ الإيجاب و أبعدت عنه بـ مسافة قليلة ، قرّب لها و حاوط خصرها بـشدة وما بـ يسمح لها تبعد وهو بـ قربها مشاعره غير ما تردد ولا لحظة يعبّر لها عن اللي بـداخله أرتاح معها ويمكن هي الوحيدة بعد سعُود اللي يوثق فيها ، يحس أنها ضافت لون لـ حياته الباهتة بوجودها حس بالحياة ولذّتها اللي فقدها ، الوقت القصير اللي معاها لعب بـحسبته وما جاء هالشعُور من العَدم كانت تخفف عنه كثير ، وقت ما تهاوش مع أبوه فيصل شافت الحزن على وجهه ولا ترددت لحظة أنها تجي معاه وتكون جنبه فـ وقت ضيقته قبل فَرحه ولا غاب عن عينه أبوها لما نصحها لا تتهور وتروح وهو بـكامل عصيبته رغم هذا تجاهلت و جت معه كانت سحابة خير هلّت عليه وأزهرت ، وحتى نجد شاركته نصف من حياتها ، والحين تتطلبه بكل برُود تروح ؟
هُمام بـجمُود ؛ ليش ؟
نجد رفعت كتوفها بـ عدم معرفة وألتزمت الصمت ، ناظر هُمام عيونها بـ دقة ، و قال بـهدوء ؛ و أنا ؟
نجد سكتت لـ ثواني و عضت طرف شفتها بـتوتر ؛ هُمام بـ تطلقني ؟
رفضت عيون هُمام أشد الرفض عن الرَمش وكانت تناظر بـ تركيز فيها من هُول ما سمعه ، أرتبكت نجد من نظراته وكررت سؤالها عليه ؛ إحنا بـنتطلق صح ؟
تركها هُمام وهو يبعد عنها ، قال بـ هدوء ؛ أنا بـ أعطيك خيارين وأنتي أختاري !
أرتبكت نجـد إذا قرب لها تتوتر وإذا أبعد تتوتر ، عجزت تعرف وتحدد مشاعرها لـحالها ، عكس مشاعره اللي كانت واضحة وضوح الشمس لها ومتاكدة أنه ودّه فيها اليوم وبالدقيقة والثانية هذه ، ما عرّفت هي تقسى عليه كثير ولا من تضارب المشاعر فيها ، قالت بـ توتر ؛ إيش ؟
هُمام ؛ يا تجلسين معاي بـ رضاك ، ولا دون رضاك ! أختاري ولا لك غيرها ؟
رفعت نجد حواجبها بـ ذهول ؛ كل الخيارين لك ؟
ناظر لها هُمام بـ هدوء ؛ وش تبين يـا نجد ؟ أرفقي بي ما عاد بي عقل بـ سببك !! كان جالس على طرف السرير بـ جههة اليسار ونجـد جالسة على طرفه من اليمين ، تقدّمت له وهي تجلس ورا ظهره بالضبط ، وقالت بـهدوء ؛ أنت على بالك لو عرفوا خوالي بـ يسكتون لك بـ يهدمون البيت عليك وعلى أبوي
كمّلت بـ هدوء ؛ وأنا مستغربة أنهم ما عرفوا للحين
هُمام ألتفت لها وصار وجهه مقابل وجهها بالضبط ، همس لها ؛ أنا المتضرر وأنا راضي بـ كل الضرر اللي منك !
أبعدت عنه نجـد و رَجعها هُمام له وأنسدح وهي بـ حضنه وحاوط كتوفها بـ ذراعه ، وهمس لها ؛ ما أشوف فيه أي سبب يسمح لك ترجعين للـكويت ، جالس أقول كلام و أتنازل عن كل كبريائي عشانك !
كمّل بـهمس ؛ ما أطلب منك الكثير ، الإ أنك تتنازلين عن طلبك !
تنهدت بـ ضيق نجد و رَفعت نظرها له بـ هدوء ؛ عادي ننام الحين والصباح خير ؟
أنحنى هُمام بـ هدوء وهو يقبل جبينها لـ ثواني طويلة ، أبعد بـ إبتسامة ؛ نامي جعلك تحلمين فيني عشان نقول الصباح خير !
أبعدت نظرها مُباشرة منه ، وهي ماتدري كيف بـسببه وبسبب كلامه وغير الكلام أفعاله ونظرات عيونه كلها صادقة ، مع الناس هُمام الجامد اللي ما يقدر يتكلم مع أحد ومعها مُختلف يضحك ويضحكها معه ، تزعله وهو اللي يراضيها ، يجيها شعُور أنه كثير عليها رفعت عيونها تتأمله وكان هُمام مستسلم للـنوم بقوة ، تنهدت وقامت عنه بـ هدوء بـ تجيب أغراضها اللي تركتها بـ الصالة ، طَلعت وكل إضاءة البيت طافية إلا لمبة المطبخ ناظرت بـ توتر وكان صالح طالع منه ، توترت منه ولا مرّه قال لها ولا حرف كانت بـ تدخل للغرفة بسرعة قبل لا يشوفها ، لحد ما أستوقفها صوت صالح ؛ يابنت جابر !
ألتفت له بـهدوء وأبتسمت مُجاملة ، صالح بـجمُود ؛ هُمام نايم ؟
نجد هزت راسها بـ الإيجاب ، صالح ؛ لا تدخلين عنده ! هُمام قريب بـ يتزوج بنت عمه هند !
وسعت نجد عيونها بـذهول وتحس نبضات قلبها تسارعت وما تشوف قدامها الإ السّواد ، وكمّل صالح ؛ بـ تخربين بيته من الحين أبعدي ، كلنا عارفين الظروف ولا نضحك على بعض ، ما ودي هُمام يتعرف عليكم أكثر ويدخل في مصايبكم !
أعطته نجد ظهرها تلقائيا وتجاهلت كل كلامه ، ودَخلت للغرفة عند هُمام و لإول مره تحس هالغرفة ضيقة ولا توسعها ، تجمعت الدموع في عيونها مُباشرة ماتدري هو من كلام صالح وأنها بـتخرب بيت وحسسها أنها جالسة تضر هُمام بدون لاتحس ، ولا على هُمام بـ يتزوج وجالس يقول لها كلام هِنا ويعيشها عالم ثاني وهو بـ الأخير ما بـ يكون لها ؟ ~
___

عند فيصل ، الساعة ٦ الصباح :

و الأكيد أنه باقي ما نام و أهلكه التفكير ، رَجع له التفكير لـ زمان لـ أم هُمام وصبرها ، و لـ إزدهار بداية زواجهم وقت ما كانت بـ عمر صغير وتقول كلام أكبر منها ، كان هُمام ولد السنتين ولا بـ حياة فيصل دَخل هُمام لـ بيته وحياته البعيد عنها ، كان يشوفه في بيت أبو سعُود وأحيانًا صالح ،
وكان صالح يكرهه أشد الكره ولا ينكر صالح غِيرته منه ، الناس تتمنى الطفل والولد وهو متجاهله و لا يسأل عنه الإ بعد فترات طويلة ، بالرغم من أن أبو فيصل "جد هُمام" كان يقنعه دائمًا بأنه ولده والأكبر وفوق كل هذا أكبر حفيد لهم بـ يكون له شي مميز ، لكن فيصل حرمهم منه كان كثير الأعذار بـ أنه تعبان نفسيًا بسبب عزيزة ومو قادر الحين ، وبعده تزوج و عذره حياته الجديدة لـ أحد ما فقد الأمل منه وخاصةً بسبب شخصية فيصل اللي ما يهمها أحد ونوره كانت واقفه مع فيصل وكره هُمام من حقدها لـ عزيزة ، و أندثر طاري هُمام عندهم ، و قبل ما يتوفى أبو فيصل أعطى فيصل وصية و كررها عليه " ولدك يا فيصل ! " و توفى ، وكان بـ يرجعه لـ بيته لإجل وصية أبوه ، وبدأت إزدهار تغير كامل تفكيره وأنها ما بتستقبل طفل و وقتها كان عندها أطفالها وأنها بـ تتعب كثير ، ولا تقدر تشوفه وتشوف التشووه اللي بـ وجهه وتتذكر زواجه القديم ، وأن هُمام ناسيه وأنه ميت بالنسبة له ، لـ حد ما فيصل أقتنع بـ كلامها و نسى هُمام ، و ما كان أحد يعرف شي عن هُمام الإ "جابر" ، كان يروح له في بيت أبو سعود ومن بعيد ما يقرب له أبدًا بس كان يشوفه وقت لعبه بالشارع هو وسعُود ، ولـحد ما سافر جابر لـلكويت وبدأ شغله هناك وحرفيًا ما عاد فيه أحد من الفيصل يعرف خبر عنه ~
كان فيصل اليوم ناوي يقول لـ هُمام كل شيء ويرتاح ، يسوي اللي عليه وترجع حياته لـ وضعها الطبيعي بدون تفكير متعب ، طَلع من غرفته وهو تعود على بيته الفاضي من تروح إزدهار كل عياله مايجلسون في بيته وكأن إزدهار سبب جمعتهم في هذا البيت ، ركب سيارته و أسرع فيها وكأنه موعد مُهم بـ يضيع عليه ، وَصل بيت أبو سعُود وناظر ساعته وباقي الناس ما قامت الساعة ٦ وَقف عند البيت ساعة وساعتين وثلاث ينتظر هُمام ~
__

هُمام :

قام لـ صلاة الفجر وما كانت نجد بـ جانبه مثل ما نام ، فرك حواجبه بـ توتر وينها ومليون فكرة مُسبقة راودته ، قام من فراشه بـ شكل سريع وطلع للـ صالة ما كان فيها أحد ، لف على كامل الدُور ما كان لها أثر هو من قام شعُور عدم الراحة ملازمه ، مشاعر الرعب أحتلته خاف أنه يكون ضغط عليها بالكلام في الليل وما أستحملته ، وهرَبت مثل وقت خطوبتهم !
طلع هُمام الدرج بـ خطوات سريعة ودَخل السطح ناظر لـ السرير وكانت منسدحة فيه مو نايمة وسرحانة تتأمل بالسماء ، تنفس بـ راحة وحمد ربه ألف مره أن تفكيره خطأ ، أعتدلت نجد بـ جلستها من شافته و شافت ملامحه المتغيرة ، همست له ؛ وش فيك ؟
هُمام ؛ ليش ما نمتي ؟
نجد رفعت كتوفها بـ عدم معرفة ؛ ما جاني نوم ، تقدّم لها هُمام وهو يجلس جنبها وعقد حواجبه ؛ أنتي فيك شي ؟
نجد هزت راسها بالنفي ، و وجهها خالي من التفاعل ؛ لما تجي من المسجد بـ أقول لك شي !
ناظر لها هُمام بـ طرف عينه ؛ قولي الحين ؟
نجد قامت ومدت له يدها ، فهم مُباشرة عليها وهو يمد كفه لها وقام معها ، أستغرب من هدوءها الغريب دَخلوا الغرفة وهي تأشر على الكرسي ؛ جهزت لك ملابس الدوام وملابس الحين ، أطلع للـمسجد وتعال لي أستناك !
طلعت من عنده ، وهو يناظر الكرسي رمش أكثر من مرة بـ محاولة إستعياب ، تذكر هدوءها أستغرب زيادة وصارت مليون علامة إستفهام فوق راسه ، لبس بشكل سريع وطلَع للـمسجد هو وسعُود ومعاهم صالح ، كان يتكلم مع سعُود لكن صالح ما نطق الكلمة ، ألتفت عليه هُمام ؛ فيك شي ؟
هز صالح راسه بالنفي وهو مايدري هُمام وش بـ يسوي لو يعرف عن الكلام اللي قاله لـ نجد ، أستغرب هُمام بـ الأول نجد و الحين صالح ومايدري اليوم ايش بـيطلع ويستغرب منه أكثر !
__

رَجعوا للـبيت ، و مُباشرة توجه هُمام لـ غرفته بعد ما قالت له فاطمة حال نجد و أنها نادتها أكثر من مرة ورفضت تطلع لها ، فتح الباب عليها بـ إستعجال وطاح نظره عليها بالسرير دافنة وجهها بالوسادة و تبكي ، تقدّم لها بـ ذهول و جلس على الأرض على رُكبه مسك كفها وهمس لها ؛ نجد ؟
قامت نجد مُباشرة ولا شعُوريًا وهي تحاوط عُنقه بـشدة و أجهشت بُكاء ، وصُوت بُكاءها هد حيله و أوجع قلبه ، ضمها له ومسح على ظهرها بـ إستغراب لـحد ما حس فيها أرتخت وهدأت أبعد عنها ومسح آثار دموعها بـهدوء ومسك وجهها بـ كفوفه بـ حنيته المُعتادة ؛ يـا عـروق قلبي أنتي ، ليش كل هالبُـكاء ؟
سكتت لـ ثواني نجد ، و نزلت كفوفه من على وجهها و أبعدت عنه بـ مسافة و بـجمُود ؛ طلقني .
ناظر لها هُمام بـ ذهول ؛ وش تقولين أنـ…
قاطعته الوسادة اللي أنرمت عليه وتوسطت بطنه ، قالت نـجد بـ كامل إنفعالها ؛ طلقني ما أبيك أفهم
هُمام كان مصدوم من أنفعالها المفاجىء ، كمّلت نجد بـحدة ؛ طلقني وتزوج هند اللي تبيها
هُمام عصّب من أنفعالها اللي مو فاهم منه ولا شي ، قال بـ حدة ؛ يابنت وش فيك أنتي ؟
نجد ؛ أنا تعبت منكم ومنك وكل اللي حولي ما أبيك خلاص أفهم !
قام هُمام من الأرض ولا وده يجبرها على شيء و ما بـ يجلس يترجاها تجلس عنده ، قال بهدوء وهو مشتت نظره بعيد ؛ ودّي بـالوصل و ودّك بـالقطِيعة ، و لك اللي تبينه .
نجد بشبه حدّة ؛ أبي أروح بيت أبوي !
هُمام بـجمُود ؛ يجي يأخذك أنا ما أوديك .
طلع هُمام من عندها تعب من كمية التناقض اللي فيها ، يوم بـ تخليه فوق الغيم من المشاعر و يوم تصدمه بـ أفعالها ،طلع مُباشرة من البيت دون ما يكلم أحد ، و يحس كل حزن العالم أجتمع في قلبه بـ هاللحظة هذه كل شي ضده ، وَقف عند سيارته بـ يركب وأستوقفه الصُوت اللي يناديه رفع أنظاره لـ الشخص وتوسعت عيونه بـ ذهول من شاف فيصل قدامه ، تقدّم فيصل له ؛ هُمام ؟
غمض عيونه هُمام بـ قل صبر وفتحها بـ قوة ؛ وش تبي ؟ لك وجه تجي عندي ؟؟ فيصل بـ توتر ؛ طلبتك خليني أرتاح وأقول لك كل شي
هُمام بـحدة ؛ وش باقي بـ تقول ؟؟؟ أنا كرهتك ، لو تقول لي زيادة بـ أذبحك !
فيصل ؛ كل اللي حولك يعرفون ، لكن من حقك تعرف مني أنا كل شي .
سكتت هُمام لـ ثواني ، ولا وده يتجادل مع أحد وهو بـ كمية الحزن وخيبة الظن اللي فيه ، قال بـ برُود ؛ وقت ثاني مو فاضي
فيصل مسك ذراعه بـ إستعجال ؛ جيتك و تعنيت لك من وقت طويل لا تردني الحين
هُمام سحب ذراعه منه ، وقال بـهدوء ؛ مثل ما جيتك و تعنيت لك و صديت عني ، حسيت فيني الحين ؟
فيصل ؛ هُمام والله أني ما أنام الليل ، طلبتك يا ولدي
هُمام بـحدة ؛ من متى و أنا ولدك ؟ ماني بزر تلعب علي وعلى عقلي عمري ٣٢ سنة ، وينك السنين اللي فاتت ؟
أسترسل هُمام بـ حدة ؛ سؤال واحد من وأنا صغير أفكر فيه ، من كل هالقصة المجهولة أنا وش ذنبي ؟ وقت ما كرهت أمي ، وقت ما ضربتها ! أنا بـ كل هذا وش ذنبي ؟
فيصل بلع ريقه بـ توتر ؛ مالك ذنب ، وكل الذنب علينا بس خليني أفهمك من البداية و نقفل على الموضوع !
كمّل فيصل ؛ خلينا نركب السيارة ، و أفهمك و بعدها كيفك لا تشوفني إذا ما تبي !
فرك هُمام حواجبه بـ توتر ، أبتسم فيصل ؛ لا تتوتر !
هُمام عقد حواجبه ؛ من قال متوتر ؟
فيصل بـ إبتسامة ؛ ولا شي مني فيك ، لا أطباع ولا أشباه الإ وقت ما تتوتر تفرك حواجبك مثلي
هُمام ناظره بـ طرف عينه ، وضحك بسُخرية ؛ أركب السيارة
رَكبوا ، و أرتبك فيصل وكل دقيقة يتوتر أكثر و أكثر يخاف من ردة فعله ، كان هُمام يسوق ولا عارف وين يروح ، ألتفت لـ فيصل وكسر هدوء السيارة ؛ متى ناوي تتكلم ؟
فيصل فرك إيديه بـ توتر ، مايدري من وين يبدأ تمنى لو عنده ورقة ومكتوب فيها كل الكلام ويقرأ منها ؛ وش اللي يعيب الرجال يا هُمام ؟
هُمام بـهدوء ؛ يـده لا ضربت حرمه !
فيصل ؛ جيبه يا هُمام !
هُمام ؛ بدون مُقدمات تكلم ؟
تنهد فيصل وبدأ يسرد عليه كل شيء ~
_

قبل ٣٢ سنة :

كان فيصل وقتها إنسان عديم مسؤولية ، مزاجي و عنيد ولا يعجبه العَجب ، ما يدخل وظيفة الإ وَطلع منها ، بـ عكس عزيزة اللي كانت تحب الإستقرار وصبرت على فيصل لحد إلى ماله نهاية ، و هُمام أخذ من أطباعها كثير ، كانت عزيزة متوظفة مُعلمة وكانت هي تقريبًا اللي تصرف على البيت ، وكأنهم متبادلين الأدوار هي الرجال وهو المرأة ، كان فيصل تجن جنونه لو طلع مكان وما معه الفلوس ويحس بـ النقص وهذا الشيء اللي يخلي عصبيته تزيد أكثر ، كانت تعطيه عزيزة نص راتبها ولو ما أعطته تدري أنه بـ يضربها ، وقت ما كانت عزيزة حامل في الشهر التاسع وعلى وشك الولادة ، أخذت كل راتبها لها الشهر هذاك لها و لـهُمام اللي بـ يجي ، كان فيصل خارج البيت وعلى حسب ما تعود يعيش على راتبها لكن هالمرّة سمع خبر أن الراتب نزل ولا جاء هللة منها ، و كان وقتها مطرُود من وظيفة مايدري لكن يحس الحياة أضغطته من جميع الجِهات ، و خاصةً أنه بـ يجيه طفل و الحين صحى على نفسه ووده يكّون نفـسه عشانه و عشان بيته ، و عصبيته الأساسية ذاك اليوم وقت طردُوه من وظيفته وهو مقرر يبدأ من أول جديد ولا أعطوه فُرصة ، دَخل بكامل عصبيته لـ عزيزة وكانت بـ المطبخ ما كان قدامه الإ هي يفرغ طاقته فيها ، مو غريبة عليه كان يضربها من أول وعلى باله وقت ما يجلدها أنه هو المُسيطر اللي بـ يربيها من أول وجديد وتكون مثل ما يحب هو ، لكن يحلف وقت ما حملت في هُمام ما مد يده عليها من اليوم الأول الإ بـ أخر شهر خربها وضربها ومو أي ضرب كأنه كان يعوضها بدال الأيام اللي ما ضربها فيها ، وهي من خوفها على اللي بطنها ما حست على نفسها الإ أخذت أقرب شي على الغاز و رَمته عليه وكان زيت مغلي ، ولحد الحين حرارته يحسها في وجهه و ينسى أسمه ولا ينسى قوة الألم ، وكانت حارقته وتهدده تفضح أخوه جـابر وهالشيء هذا جننه أكثر و كان يتوعد فيها يدخلها السجن ، وفعلًا وقت ما أخذه الإسعاف بَلغ عليها ، وما حسّت الإ وهي داخل سيارة الشرطة أخذوها ، ما جلست الإ يومين مُنهارة في السجن بُكاء وتعب وندم ، و وقتها زارتها سوسن وقالت لها كل شي بـ التفصيل وسوسن وَقفت مع عزيزة طبعًا بـ حكم أنها من أقرب الأشخاص لها ، وما بعد يومين سجن الإ كانت عزيزة بـ المُستشفى بـ تولد وحالتها صعبة ، و ولدت وجابت "هُمـام" ، و قضت أسبوعها كامل في المُستشفى وبعدها ماتت من أشتدت حالتها ، وحتى نفسيتها كانت لها دُور كبير بـعدم علاجها ، ماتت وهي بـمُسمى سجينة !
__
كان هُمام يسمع كل حرف منه بـ هدوء وكل شوي تتوسع حدَقة عينه بـ ذهول وألتزم الصمت لإن لو بيتكلم مخارج الحُروف ما بتطلع معاه ، يده رَجفت بـشكل ملحوظ و حتى نبضات قلبه تضاربت ، حلال مُوت فيصل على يده واللي يقهره أكثر أنه يقول له عشان يرتاح ! وين الراحة وهذه سوالفه ؟
فـيصل بـصوت مبحوح وغصّة واضحه ؛ وهذا اللي صار مع عزيزة ، وبعدها أنا تزوجت إزدهار بـ سنة ، و كنت بـ أخذك لكن هي لعبت بـ عقلي و أحلف لك !
هُمام بـ حدة ومو حاس على نفسه بـ أن صوته أرتفع بـ شكل واضح ؛ تحلف إيييييشش ؟ كل أغلاطك اللي تسويها جت على هذه اللي تنعد من ضمن أغلاطك تبي تحلف أنك بريء منها ؟؟؟؟ كانت يد هُمام ترجف بـشكل واضح و حاله ما يسّر ، فيصل بـ إرتباك ؛ هُمام فييك شي ؟
ما حس هُمام الإ وسرعته بـ السيارة زادت و زادت بـشكل مُبالغ و أقطعت طريقه سيارة أرتبك هُمام أكثر من السيارة اللي أقطعته "متعمدة" وعدت بـشكل سريع ، ما كان منه الإ أنحرف عن طريقه وما كان قدامه الإ عمود اللمبة اللي صَدم فيه بـشكل قوي ، لا فيصل ولا هُمام كانوا حاسين بـ اللي حولهم كلهم يسمعون تجمع ناس وأصواتهم لكن مو واعيين !
__

نجد :

اللي جفت دموعها من كثر البُكاء ، مؤمنه و مقتنعة أن هُمام أكبر خسارة خسرتها بـ بيدها ، سحبت نفس عميق وهي تمسح دموعها وأرسلت لـ أبوها رسالة تركت جوالها على الطاولة ، وطلعت لـ فاطمة اللي جالسة بـ الصالة وعندها صالح و تجمع كره العالمين في قلبها لـ صالح ، قامت فاطمة لها وهي تشوف ملامحها الباهتة ، نـاظرتها بـذهول ؛ نجد ؟
نجد مسكت كف فاطمة و أبتسمت وإبتسامتها باهتة جدًا مثل عيونها الذابلة ، فـاطمة بـ إستعجال ؛ وش فيك ؟
نجد ؛ أنا بـ أروح بيت أبوي و أبي أودعك !
فاطمة بـ إستغراب ؛ تروحين بيت أبوك ليش ؟
نجد رفعت كتوفها بـمعدم معرفة ؛ خلصت قصتنا إلى هنا ، هذا وقت رجوعي !
فاطمة وكل علامات الصدمة و الدهشة في وجهها ؛ هُمام يعرف ؟
رفعت نظرها نجد لـ صالح وناظرته بـ تركيز ؛ الكل يعرف !
ألتفت فاطمة لـ صالح بـ إستغراب ، قالت نجد بـهدوء ؛ ابوي بـ يجي الحين ، أودعك عادي ؟
تقدّمت فاطمة لها وهي تحضنها بـشدة ، و شدت عليها نجد وما كان منها الإ رجعت تنمهر دموعها أبعدت عنها وصوتها مختفي من كثر البكاء ، همست لها بـ قل حيلة ؛ ماقدرت أكون لك مثل نور
ما كانت فاطمة أقل منها بكت معاها ، كانت تحبها مثل حُب نور و بـ مقام هُمام عندها ، قالت بـ خفُوت ؛ ليش يانجد وش غيّر الحال ؟
نجد مسحت أثار دموعها وقالت بـهدوء ؛ ما باليد حيلة خلاص
قرّبت لها فاطمة وهي تهمس لها ؛ هُمام زعلك ؟
نجد شتت نظرها بعيد و أكتفت بـ هز راسها بالنفي ، فاطمة سحبت نفس عميق وأزفرته ؛ يعني أنتي زعلتيه ؟
ألتزمت الصمت نجد و قوست شفايفها بـحزن ، فاطمة بـ هدوء ؛ لا تشوفين هُمام اللي يسكت عليك لا غلطتي ، هُمام إن عطى عطاك عمق البحور ، و إن هجر صد صدة و ما كن له والي !
نجد تجمعت الدموع بـ عيونها ، وناظرت فاطمة بـ حزن واضح وأشرت بـعيونها على صالح ؛ يعرف كل شي ، خوذي الكلام منه ! راحت نجد للغرفة وهي حابسة دموعها ومن دَخلت قفلت الباب عليها وأقل ما يُقال عنها أنها "أنفجرت" أنهارت و أجهشت بُكاء تحس نفسها مُخنوقة وكأن الأكسجين صار صفر عندها ، تحس بـ خناجر في قلبها من شد الحزن كل اللي تبيه يصير عكسه ، و أخيرًا أقتنعت وأعترفت لـ نفسها ماتبي تخسر هُمام لكن الحين وش بـ يدها هي ؟ ، ما حسّت على نفسها وسكتت الإ وقت ما أرسل أبوها أنه ينتظرها بـ الخارج ، لبست عبايتها وطلعت لَفت أنظارها مكان وجود فاطمة وصالح وكانوا يتناقشون بـ حدة تحس حياتهم أنقلبت فوق تحت هي السبب ولا بريئة من كل اللي يصير ؟ ، طلعت بـهدوء بدون لا ينتبهون لها وسط غَرقهم بالـنقاش ، كان جابر واقف عند الباب ينتظرها وهو قلبه ناغزه من وقت ما أرسلت له وطَلعت معها أغراضها رجف قلبه تقدّم لها و بردت ملامحه وهو يـشوف ملامحها الباكية وردته ليش ذابلة ساقيها وين غايب عنها ؟
جابر تقدّم لها ومسك كفها اللي كان يرّجف ؛ وش فيك ؟
منعت دموعها أنها تنزل ، لإن طاقتها نفذّت جديًا ومابها القدرة زيادة ، قالت بـخفُوت ؛ خلينا نروح !
أخذ أغراضها منها جابر ألتفت حوله وما كانت سيارة هُمام موجودة ، رَكب سيارته وهو يلتفت لها وعينه بـ عيونها ؛ شمسي اليوم طَول شُروقها ؟ مادري أعجبها الغُروب ولا تتغلى علينا ؟
__





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:30 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



____________

جابر ؛ شمسي اليوم طَول شُروقها ؟ مادري أعجبها الغُروب ولا تتغلى علينا ؟
ناظرت له نجد وأبتسمت بـخفيف غصبًا عنها "وكان قصده بـ شمسه إبتسامتها اللي يحبها " ، تنهدت بـ ضيق ؛ الأصح أنها مو قادرة تشرق !
جابر حرّك سيارته ، و بـهدوء ؛ وش صار ؟
ترددت نجد تقول له أو لا ، لكن خلاص وش بـ يغير إذا أخفت عنه ، شتت نظرها بعـيد و قالت بـهدوء ؛ هُمام بـ يتزوج !
كمّلت بـ هدوء ؛ لازم أبعد عنه ، ولا من البداية بـ أخرب حياته وهي ما أبتدت .
ناظرها جابر وبعثر شعره بـ يده ، متأكد ويراهن وبـ يفوز أن بنته مالت لـ هُمام لـ درجة أنها ما بـ تستقيم الإ إذا كان هُمام وراها وأرتكزت عليه ، الدعاء اللي كان يدعيه بـ إلحاح جالس يشُوف نتايجه قدامه ، كل واحد مسّلم نفسه لـ الثاني لكن الواضح الظُروف أقوى منهم ، ألتزم الصمّت و مو عارف وش يرد عليها من الأساس والموضوع كله داخل على بعض و كأنه أسلاك متشابكة ، وَصلوا للبيت ونزلت نجد مُباشرة ونَزل وراها وأستوقفه الإتصال اللي جاه ، طلع جواله من جيبه ورفعه كان يزيد ، رَد عليه بـكامل هدوءه وعيونه تتبع نجد اللي طلعت فوق ؛ هلا يزيد
يزيد بـ إستعجال ؛ جاابر .. ججابر !! جابر بـ إستغراب ؛ بسم الله وش فيك ؟
يزيد بـ إرتباك ؛ مادري وش أسوي مادري أنا بالمستشفى عند فيصل
جابر بـحدّة ؛ ولد تكلم زين و فهمني !
يزيد ؛ فيصل مسوي حادث هو هُمام
بَردت ملامح جابر ، وتوسعت عيونه بـ ذهول ؛ وينكم فيه ؟
أعطاه يزيد الموقع وقفل ، جابر بـ صوت جهوري كرر مُناداة على نجد ؛ يا نجـد !
طلعت له نجد وهي جسد بلا رُوح ، قال جابر بـ إستعجال و توتر ؛ عندي شغل بـ أحله وأرجع لك !
ناظرته نجد بـ هدوء ما ودها تعرف شغل أبوها ولا وين بـ يروح ولا شيء ما تبي الإ أنها تبعد عن الناس ، أكتفت بـ هز راسها بالإيجاب وهي تدخل غرفتها ، و طَلع جابر بـ إستعجال للـمُستشفى ~
__

المُستشفى ؛

عند نغم بالذات اللي كانت جالسة على طاولة الإستقبال ومعها كوفي ما كان عندها شيء وداومها بـ ينتهي ومن سوء حظها للأسف وقت خُروجها صادفتها سيارة الإسعاف و اللي كانت تبلغهم بـ حالة حادث وشخصين ، كانت بـ تطلع من المُستشفى لـ حد ما نزلوا الشخص الأول من سيارة الإسعاف الأولى وقفت بـ جمُود وهي تعرفه زين وتعرف هـ الملامح هذا هُمام ، أنتفضت وهي واقفة بـ مكانها وعجزت حتى أنها تمشي خطوة تتأكد ، عدّه سريره من جنبها و قشعر بدنها وهذا كانت أخر شي تتخيله وقت ما دخلت التمريض أحد تحبه تشوفه بـ حالة طوارئ ، تذكرت أن فيه شخص ثاني كان معه وتحس قلبها بـ يوقف ، فتحوا باب سيارة الإسعاف بـ إستعجال لكن هي كان تحس أنهم باردين ودها هي تركض بكل سُرعتها وتشوف من فيه لكن عاجزة ، نزلوا منها هالشخص وهِنا كانت الصاعقة اللي نزلت عليها ، أبوها رَجفت بكل مافيها تحس الرعب سار بـكل جسدها وأطرافه ، غمضت عيونها بـقوه وفتحتها بـ محاولة إستعياب و مر سريره من جنبها طاحت كل الأغراض اللي معها شنتطها ، الكُـوفي ، أوراق ، وحتى قلبها طاح معهم ، رَكضت دون وعي لـ أبوها وهي تشوفه ممتد على السرير بـ جمُود وثبات ، صَرخت بدون شعُور ؛ أبعدوا عن أبوي !! لَفت عليها مُمرضة وكانت من صاحباتها ، تقدّمت لها بـ إستعجال وهي تمسكها و تكرر عليها أنها تهدأ وما تتوقع حالته بـ صعُوبة اللي تتوقعها ، تنفست نغم بـ صعوبة وتحس بـ حرارة المكان هذا أصعب موقف تنحط فيه ، رَفعت عيونها لـ هُمام و بلعت ريقها بـ توتر كان أقرب لها أنها تشوفه بـ وضوح تأملت جمُوده وملامحه الخالية من التفاعل وما كان فيه الإ دم خفيف بـ طرف حاجبه ، وما أمداها لمحته الإ و أبعدوه عن عيونها مُباشرة ، كانت تشوف صديقتها تتكلم عليها لكن مو قادرة تركز معها مُشتتة بـ كل مافيها تحس بـ الضياع وكأنها وسط طريق مُتفرع لـ أربع جهات وتايهه في أي جهة تروح ويوصِّلها ، كانت تقول لها أتصلي على أهلك و خبريهم لازم يعرفون ، بردت ملامحها بـ ذهول و خوف كيف يطلع خبر منها مثل هذا لـ أهلها ، أتصلت على سياف مره و مرتين وثلاث وما كان منه الإ عدم الرد ، أتصلت على يزيد و رد عليها و أعطته الخبر وأنهارت بُكاء و ما كان الإ دقايق وجاء للمُستشفى بسبب قُربه من الموقع ، أتصلت على الشخص الغلط أرتبك وأرتبكت معاه أكثر ، ما يشوفون لا فيصل ولا هُمام كانت نغم بـ موقف لا تحُسد عليه ، أتصل يزيد على جابر وجاه الرد وأعطاه الخبر ، ومن بعد ساعة طلع دُكتور من عند فيصل وأتجهه لـ نغم اللي تحس شعرها وَقف من الخُوف ، تشوف حالات وحالات أكثر من هذه تشوف معاناة ومواقف صعبة ، لكن لأول مره تحس بـ الأشخاص وقت ما ينهارون لأن يبقى شعُور الأهل غير وعن ألف شعُور تتمنى يصيبها الجرح البسيط بدالهم ، كيف لو كان شي كبير مثل هذا وحادث صعب ؟
توجه يزيد للـدكتور مع نغم ، وقال بـ إرتباك ؛ وش صار ؟؟
الدُكتور ؛ أبوك يا نغم كسُور في الرقبة ، واليد اليسرى ، ورضوض ، الكشُوفات سليمة ومافيه ولا شي و بـ يكون تحت الملاحظة ، أما عن اللي معاه كان هو السائق الضرر الناتج كان أكبر ، بـ نحطه تحت الملاحظة و العناية لـ حد ما نشوف ونتأكد من سلامة عدم وجود نزيف في المُخ ، وكانت فيه صدمات من عند صدره وخاصةً لـ عدم ربطه حزام الآمان ، وكدمات في البطن وغير الرضوض من كل جهة ، وكل هذا لازم نتأكد من سلامته ، و أنتي تعرفين كل المُضاعفات هذه وممكن تؤدي إلى إيش !
كانت نغم تسمعه وما تحس أنه يعطيها خبر كثر ما كانت تحس أنه يرمي عليها سُـم قاتل ، و حتى يزيد ذبلت ملامحه ، جاء جابر لهم بـ إستعجال وتقدّم لهم بـ كل سرعته وقت شافهم وشاف جمُودهم ؛ وش صار ؟
ناظره يزيد ورَمش أكثر وكأنه يحاول يستوعب ، مسكه جابر من كتوفه وهزه بـ قوة ؛ وش فيييكمم ؟
أبعد يزيد عنه ، وقال له كل التفاصيل ، جابر مو كان فاهم شي الإ أنه فَهم أن حالة هُمام ممكن تكون خطيرة ، رَفع عيونه من حس فيه شخص يراقبهم ناظر له بـ تركيز وكان متلثم و يكلم ، من رفع عيونه لـ جابر وشاف نظراته تسارعت خطواته يبعد عن جابر ، ناظر جابر بـ ذهول وكأنه بدأ يفهم اللعبة اللي جالسة تصير صرخ لـ يزيد ؛ أمسك الرجال بسرعة !! وكان بـ داخله وتفكيره كله نجد ما بـيتركونها كذا وهي لحالها !!! .
__

نـجـد :

جالسة بـ غرفتها وضامة رجولها لـ صدرها ، داخلة حالة إكتئاب صعبة ، ما كان ودها تقول لـ هُمام يطلقها حتى لما تذكرت رجعتها الكُويت ضاق خاطرها ، و قالت له أنها بـ ترجع وشافت الرفض بـ عيونه حتى لو ما قال لها بـ الصريح ، قاطعها صُوت جرس البيت اللي تـكرر أكثر من مرة ، أستغربت وطلعت من غرفتها ونزلت تحت شافت الشخص اللي واقف بـ الصالة وقفت مكانها من الصدّمة ولا تحركت ، شافت أبتسامته اللي أنرسمت على وجهه ، ما تدري هي ترجع داخل شكلها ما ينفع تكون واقفة عنده كذا وهي ماعليها حجاب ولا تسأله عن سبب تواجده ، و قاطع كل تفكيرها ؛ نـجد !
رجعت خطوتين نجد لـ ورا ، وما يمنعه شي تقدّم لها أضعاف الخطوتين اللي رجعتها ، قال بـ هدوء ؛ تعالي !
نـجد بـ ذهول ؛ كيف جيت ؟
تقدّم خالد لها بـ إستعجال وهو يمسك ذراعها بـ كل قوته ، وحط يده على فَمها قبل لا تسوي شي ، ثبتها بـ يده و أخذ العباية اللي كان حاسب حسابه فيها رماها عليها ، همس عند أذنها بالضبط ؛ بـ أترك يدي تصارخين تسوين شي ، ما يردني عنك شي !
عضت نـجد كفه اللي على فَمها بكل حدّة ، أبعد يده مُباشرة بـ آلم و صرخت بكل قوتها حسّت أحبالها الصوتية بـ تتقطع ، طلعت لها الخدامة بـ خوف من صراخها و أعطاها خالد نظرة مُرعبة أجبرها ترجع من وين ماجت بـكامل هدوءها، تجاهل خالد صراخ نجـد وشالها على ظهره ، نجد ضربت ظهره بـ شدة لـكن ما كان يأثر فيه كانت تصرخ تبي أحد يسمع لكن شكلها تصرخ للـعدم ، طَلع خارج البيت من الباب الخلفي لإجل يتأكد أن الشارع فاضي و رماها بـ كل حدة داخل السيارة حست ظهرها تقوس من الوجع قفل السيارة وتوجه بـ شكل سريع وركب بـ جانبها ، كانت نجد تتكلم بـ إنفعال ؛ مجنون أتررركني !
تجاهل كل صراخها ، و بُكـل سرعته مشى قبل لا يوصل له جابـر أبعد عن البيت ، و وصل حده من نجـد والشتايم اللي تسبها فيه ، ألتفت عليها بـحدّة ؛ أسكككتتتي !
نجـد اللي كانت خايفة من الداخل وخاصةً لما تذكرت كلام أبوها عن خوالها وخالد يبقى ولد خالها يعني مثلهم وما يفرق عنهم ، خالد متعودة عليه ومتعودة على جلسته و سوالفه وتعرفه زين ما كانت تشك أن وراه شي لـحد ما دخل بيتهم كأنه يداهمهم ، وتحذيرات أبوها تتردد في أذنها ، تجاهلت كل خوفها وهي متأكده أنه ما بـيسوي شي ، قالت بـ إنفعال ؛ متخخخلف وش تبي فيني ؟
خالد أشر على نفسه بـ عصبية ؛ أنا متخلف ؟ ، ألتفت عليها بكل حدّة ؛ جيتي هِنا وصرنا بعيونك متخلفين ؟
نجد بـ عصبية ؛ أنا أعتبر نفسي مخطوفة ! تاخذني من بيت أبوي لييش ؟؟ خالد ؛ بـ أوديك عند أبوي يبيك
نجد ناظرته بـ ذهول ؛ خالي هِنا ؟
خالد هز راسه بـ الإيجاب و أبتسم ، ظنـه أنها فرحت بـوجوده وراح تسكت خلاص ، لكن نـجد حست قلبها رَجف وجودهم الحين وقت ما قربت رجعتها لهم وعدم صبرهم لـدرجة أنهم أخذوها غصب عنها كله يـوترها ، قالت بـ هدوء ؛ طيب أبي أكلم أبوي أعطيه خبر !
وسعت عيونها بـ ذهول وهي نقطة و بـ تبكي من وقف السيارة بـحدة على جنب ونظراته عليها كانت شرار وكأنه يهددها تكون ساكته أحسن لها ، عرَفت أن الوضع أكبر من أنها تتخيله ، رص خالد على أسنانه بـحدّة ؛ أبوك أنسيه خلاص .
___

في بيت صالح :

من بعـد نقاش حاد مع فاطمة ، ما أقتنعت ولا بـ حرف نطق فيه لسانه كلها أشياء مو مبررة أنه يجبّر هُمام على شي ، كان يقول لها أنه بـ يتغير عليهم ، و أنه بـ ينساهم وأن الفيصل ناس ما ينعاش منهم ولا وده يشوفهم وأنه يحس بـ قهر عظيم لإنهم ما تذكروا هُمام الإ لما راح لهم ولا يرضى عليه كل اللي يصير معه ، و غير كذا من الأساس صالح أعطى أخوه سلطان كلمة من زمان لـ زواج هند و هُمام ! ومثل ما هُمام رفض يكسر كلمته لإن وعد جابر يتزوج نـجد ، بـ يتخذ نفس موقفه ولا بـ يكسر كلمته ، فاطمة عصبّت عليه و بـ شدة واثقة مثل أسمها أن هُمام مايتغير عليهم ولا ينخاف عليه يكفي أنه تربيتها يكفي أنه عاش معها وشاف حنانها ما يقدر يتركها و واثقة لو هُمام مايبي هـند ما يأخذها واللي يبيه يسويه بـ مزاجه ، عاتبته على كل شي ، وخاصةً على دموع نـجد اللي تحسها حرقه في قلبها وأنهم سببها ، سند راسه صالح على ظهر الكنبة وغمض عيونه بـ هدوء ويحس بـ صداع شديد ، ما فتح عيونه الإ على صوت الباب اللي كان شوي وينكسر من شد الضرب عليه ، فزت فاطمة بـ خوف و قام صالح مفزوع تسارعت خطواته لـ للباب وفـتحه بـ إستعجال و شاف سـعُود قدامه وكل وجهه أحمر ، ناظره صالح بـ إستغراب ؛ و… ، قاطعه سعُود بـ إنفعال و مسكه مع كتوفه ؛ تكفى وديني لـ هُمام ماني قادر أخطي خطوة تكفى !
صالح ناظره بـ ذهول وهو يشوفه فعلًا مو بـحالة تسمح له يسُوق أطرافه ترجف بـشكل واضح ، العرق يصّب من جبينه و إيديه باردة أشد من الثلج ؛ تبي تروح له لـ دوامه !! وش فيك قولي ؟
سعُود كانت عيونه حمراء بـ الكامل ، الإ هُمام عنده الإ هالشخص اللي كان بـ كل حياته يمشي معاه بـ كل خطوة يسويها ، هُمام هو الوحيـد اللي باقي له من أهله بعد أمه و بعد أبوه و أخته ، ما وده ظهره ينكسر على شخص يحبه ، يخاف وكأنه هو اللي مسوي الحادث عنده فُوبيـا من كل شي سييء ممكن يصيب الإنسان ، وصعب يتجاوزه بُسرعة من بعد اللي صار في أهله ، من وقت أعطوه خبر وفاة أمه وهو يخاف ، وقت ما كان جالس في الدوام وعلى مكتبه و بـوسط ضحكته وعز روقانه ، دَخل عليه واحد من اللي معاه و أعطاه خبر وفاة أمه بـشكل مُباشر دون أبسط تمهيد له كان جالس بـ الساعات الأولى وهو يحسها كذب ، يحسه خبر مثل كل الأخبار العابرة لكن كل شي أستوعبه بعد مادفنها و نزلها لـقبرها بـيده وأنهار وما كان معاه واقف بـ هالأيام الإ هُمام بالرغم من أن هُمام قريب من جدته و ما كان مستوعب مثله لكن يحاول بـكل مافيه يهدي وضعه عشان سعُود ~
الحين سعُود ما طرأ في باله الإ خبر وفاة أمه ما وده هالشيء يتكرر ! وقت ما جاء له إتصال و بـ كل برود يقولون له هُمام الفيصل سوا حادث وفي المُستشفى الحين وحالته حَرجة ! دفن نصف قلبه تحت التراب وباقي النصف اللي عايش فيه ! حتى هو بـ يروح ويندفن ؟
صالح صرّخ عليه بـكل حدّة ؛ يا سعُود وش صااير ؟؟
سعُـود بعثر شعره بـيده وهو يحس بـشتات و ضياع ؛ هُمام بالمُستشفى سوا حادث !
سكت صالح لـ ثواني يستوعب اللي يسمعه ، رمش أكثر من مرة كان يظن سعُود فيه شيء لإجل كذا بـيروح عند هُمام ، ما جاء في باله أن هُمام هو المتضرر وكل هـالخُوف عشانه ، وما يدري عن خُطورة الحادث ولا حالته لكن خبر مثل هذا وعن هُمام يرعب وهز كل كيانه ، بلع ريقـه بـ توتر وقفل الباب من وراه بـ إستعجال ودون مايعطي خبـر لـ فاطمة و ختم كل الأدعية من الخُوف على هُمام ، و ركب سيارته و معاه سعُود وتوجهوا للـمُستشفى ~
__

في المُستشفى :

كان يزيد يلحق بـ الشخص المُجهول بين ممرات المُستشفى الطويلة ، ما يعرفه ولا يعرف ليش جابر طلب منه هالشيء ، لكن مُجرد ما لمَحه وشاف نظرته الغريبة لهم ما تردد ولا لحظة أنه يشُوف وش سالفته ، وَقف بين الممر الفاضي بعد ما أختفى عن نظره تمامًا ولا صار يشوف لو طرف منه سحب نفس عميق وكان بـ يزفره لـحد ما صارت يد الشخص كاتمته وسع عيونه بـ ذهول ، كان يحاول يلتفت يشوفه لكن ضغط بشدة خلف عُنقه ، و همس له ؛ أمشي معي ولا ما بـتلقى أحد بـ يعيش فيهم !
أرتبك يزيد منه ومايدري هو صادق ولا يكذّب عليه لكن ما بـ يخلي أحد في وضع صعب وخطر وأكثر من اللي هو فيه ، هز راسه يزيد بـ الإيجاب ، و نَزل يده اللي على يزيد من شاف دُكتـور مر من جانبهم وكان يعطي يزيد نظرات تهديدية مُباشرة ، حاوط كتوفه بـ يده و ماكانت من الحُب فيه كانت تهديد بـنوع أخر ولإجل ما أحد يشك ويزيد فهمها مُباشرة و مشى معاه ~
نغم كانت جالسه على كرسي الإنتظار لـحالها و أول مره ما ودها تكون بـ هذا المكان كرهته ، و أول مره يراودها شعُور الخُوف في المُستشفى اللي حافظة كل زاوية فيها ، ألتفت يمينها تدَور على يزيد اللي فجاءة رَكض وأختفى عنها بـ لمح البصر ، و ألتفت يسارها تدور عيونها عمها جابر اللي عيشها شعُور الرُعب وأختفى .. ما كان لـحد فيهم آثر و أبوها بـغرفة و أخوها بـغرفة ثانية و أرسلت رسالة لـ سياف و تأخر بـالرد ، مُباشرة ما كان عندها الإ سامي حبيب قلبها ، مسكت جوالها ويدها تَرجف أتصلت و رد عليها بـ أقل من الدقيقة وكانها ينتظر إتصالها ~
سامي وكان في قمة الروقان ، أبتسم ؛ نغم الروح تتصل ؟ وش صاير بالدنيا ؟
نغـم ومن سمعت صوته كأنه قال لها طلعي كل اللي بـ خاطرك ، بكت و أجهشت بُكاء ، فز سامي من مكانه وهو يسمعها تبكي قال بـ إستعجال و توتر ؛ نغم !!! ما كان يسمعها الإ تبكي ، أردف بـ إستعجال ؛ نغم .. نغم تسمعيني ؟؟ نغم بـ صُوتها الباكي ؛ سـامـي !
سامي بـ توتر ؛ نغـم وش ففيكك ؟
نغم وهي تحاول توزن نبرتها لكن واضح صُوتها الباكي ؛ أبيك سامي أبيك عندي الحين ، تعال المستشفى !
سامي بـ إستعجال ؛ جاييك والله جاييك ! لا تقفلين سولفي معي ، وش صار ؟
كان سامي ما يبيها تقفل مو بس لإن وده يعرف السالفة ، كان خايف عليها تنفعل أو يكون أحد عندها وضارّها بـ شي ، يبي يحسسها أنه معاها حتى وهو بعيد عنها ، وهي ما قفلت لإنها بـ موقف مثل هذا لـحالها ، ودها أحد يكون معاها ويهديها ~
__

جابـر :

كان يسُوق بسرعة جنونية لـدرجة أخذ ثلاث مُخالفات بسبب سرعته وهو باقي ما وصل ، كل تفكيره لو وصل وهي مو فيه وين بـ ياخذونها ؟
وصل لـ بيته و خطواتها تتسارع مثل نبضات قلبه ، فتح الباب بـ إستعجال ومُباشرة نادى على نجد بـعُلو صوت ، صعد الدرج و كل درجتين بـ خطوة و بـ إستعجال و مازال ينادي عليها ويكرر ، فتح باب غرفتها بـ إستعجال وحس الدنيا قفلت في وجهه وما صار يشوف الإ السـواد ما كانت موجودة ، أغراضها جوالها ، ملابسها ، اللاب توب حقها كل شي لها مثل ما تركته لكن هي مو موجودة ، طَلع بـ غضب كامل يعتريه وقهر عظيم يحتله ، نزل للـمطبخ يدور الخادمة ولقاها بـ الزاوية وملامحها كلها تدل على الخُـوف وملامح البُكاء واضحة ، زادها جابر وقت ما تكلم عليها بـحدة ؛ نـجـد ويـن ؟؟؟؟؟؟ تجمعت الدموع في عيونها وهي ترفع كتوفها بـعدم معرفة ، صرخ عليها جابر و مو وقت أنها تكذب ولا تستهبل عليه ؛ تدرييييننننن !!! قولي وينهااا ؟؟؟ نزلت دموعها من الرعـب ، وهي تحكي له كل شي بـ التفصيل وحتى الباب اللي خرج منه وضّحت له ، بردت ملامح جابر ومايدري مين اللي أخذها بالضبط ، هو رجال غريب ولا أحد أخوالها ولا مين بالضبط ؟ ، الدّم وقف بـ عروقه مو قادر يستوعب شي ثاني خلاص عقله وقف مع أن نجـد مو موجودة ولا يعـرف وينها ولا يعرف كيف يوصل لها ، كان وقتها خايف أن بـ أي لحظة خوال نجـد يضرونه و بـ يعملون له شيء مو متوقعه كان فعلًا بس ينتظر هـاللحظة و مستعد لها ، لكن الحين تفكيره نجـد و أنتهى .
__

نـجد :

خافت منه ومن صوته وتجمعت الدموع بـ عيونها لكن حلفت ما تنزل بسببهم كل ما تجمعت الدموع بـعيونها مثلت الشجاعة و بدأت تشتم فيه بـ جميع الإشكال عشان تبرد خاطرها ، كان وجهها خالي من التفاعلات وهي تفـكر وغرقت بـالتفكير وبالتساؤلات ، وش قصده وقت ما قال أنسي أبوك ؟
وقف سيارته خالد ورَفعت نجـد نظرها لـلمكان ، كان نفسه الفندق اللي أخذها هُمام له تجمعت الدموع في عيونها وأنهمرت غصبًا عنها ، ودموعها هذه ما كانت بـ سبب خالد وأبوه ، كانت بـسبب هُمام ماتدري وينه الحين و غير كذا زعلان منها وكسّرت بـخاطره ، غمضت عيونها بـ قل حيلة وفتحتها على صوت خالد ؛ أبوي هِنا !
أرتبكت نـجد تذكرت وقت ما نزلت دمُوع أبوها بـسببهم ، و تحس حقدت عليهم وهي ما تعرف وش السبب يكفي أنها دموع أبوها و غالية عليها ، نـجد توقعت كل شي وأخذت كل الإحتمالات ، ممكن يستقبلها يعقوب بـ الإحضان ، أو بـ عتب و زَعل ، ويمكن بـ كف ماتدري وش سببه ، و الأحتمال الأكبر واللي خايفه منه أن خالـد يكذب ومافيه أحد بـ غرفة الفندق الإ هو !
____

المُستشفى :

دخل سعود بـخطوات سريعة و بـاستعجال و توجه مُباشـرة يسأل عن هُمـام ، و صالح باقي ما وَصل نص مسافته من سرعة خطواته ، مشى سعود و وراه صالح وأثنينهم نبضات قلبهم تتزايد بـخُوف وكأنها طبول تقرع فيهم ، حط سعُود يده على مقبـض الباب بـ يفتحه لكن سبقته الممرضة وهي توقف قدامه ؛ ما تقدر تدخل هِنا الدُكتور فيه !
سعُود بـحدة وناظر لها نظرة غضب ؛ أبعدي عن وجهي !
صالح مسك سعُود من كتوفه ورجعه ورا ، قال بـهدوء ؛ الحين كيف هُمام ؟
المُمرضة رفعت كتوفها بعـدم معرفة ؛ بـيطلع الدكتور الحين وتقدرون تسألونه !
صالح ألتفت لـ سعُود ، قال بـهدوء ؛ مافيه شي متأكد ، إهدأ !
مسح على وجهه سعُود وجلس بالكرسي ، وكان جوال صالح يتصل بـ إستمرار كانت فاطمة ما رد عليها وهو ما يعرف وضع هُمام لإن وقتها بـتنهار و هي لوحدها حتى نـور مو عندها الحين ، بس أرسل لها رسالة أن اللي على الباب كان سعُود ويبيه ضروري ، أما عند نغم اللي كانت جالسة بالكرسي اللي قدامهم ومن كثر خوفهم حتى ما أنتبهوا أن فيه إنسانة جالسة ، تراقبهم بـ صمت وكانت تنتظر الدكتور معهم لإجل يعطيهم الخبر الأكيد ، رفعت عيونها لـ سامي اللي جاء لها وقفت وتقدمت له مُباشرة ولما شافته رجعت تتجمع دموعها ، ناظر لها سامي بـ ذهول ؛ نغم وش صاير ؟
نغم أشرت بـعيونها على غرفة هُمام ، وقالت بـ صوت مبحوح ؛ هُمام هِنا !
ناظر لها سامي بعـدم فهم ، وكمّلت وهي تأشر على الغرفة اللي في أخر الممر ؛ و أبوي هناك ! ، بلعت ريقها بـغصة اجتاحتها ؛ كانوا مع بعض وصار لهم حادث
ناظر لها سامي بـذهول ووسع عيونه على كبرها ؛ كيف !!! صار لهم شي ؟
نغم هزت راسها بالنفي ؛ لا ، أبوي مافيه الإ كسُور ، لكن هُمام ننتظر الدكتور !
أردفت بـ حزن ؛ تخيل سامي أول مره يطلعون مع بعض أول مره بـحياتهم !! يمكن لو ما صار حادث تسامحوا ؟ يمكن بـ يكون لي أخ ثاني غير سياف ما أحد يعاتبني إذا شفته ؟ كانت بـتكمّل كلامها لـحد ما نزلت نظرها للأرض و أجهشت بُكاء ما قدرت تكمّل ، مسك سامي كفوفها لا شعُوريًا و بـحركة لا إراديه منه ، وبـ إستعجال ؛ لا تبكين نغم لا تبكين !
كانت تبكي ورجفتها واضحة بـشكل يقلب توازن سامي وحاله ؛ نغم ناظري لي ، ما تبيني معك ؟ أنا معك طيب مو لحالك
رَفعت عيونها نغم و واضح الحزن بـعيونها ، تكلمّت وحتى نبرتها ترجِف ؛ قلت لـ سياف يجي ويقول لهم قبل ، لكن ما أحد جاء خايـ…
قاطعها سامي وهو يشد على كفها ؛ ما عليك من سياف ولا غيره ، أنا معك !
كمّل سامي بـهدوء ؛ بـ أقول لـ أمي تجي ، أكيد بـ تعطيهم خبر !
ألتفت سامي لـ سعود اللي كان جالس على الكرسي وساند راسه على الجدار و مـغمض عيونه بـقوة وما يحس في أحد حوله ، و صالح اللي واقف عند باب غرفة هُمام وكل تفكيره مع هُمام ، همس لـ نغم ؛ خاله و أبوه ؟
أكتفت نغم بـ هز راسها بـ الإيجاب ، ناظر لهم بـتمعُن و واضح لو يسوي فيصل اللي يسويه من خير لـ هُمام مايقدر هُمام يشوف غير صالح أبو ، ولا غير سعُود أخو وخال وحتى العم ، كل هذا واضح من حالهم اللي ناسيين وجود الناس من حولهم وإن هُمام شي كبير عندهم ، رجع ناظر لـ نغم وهو باقي ماسك يدها ، شبك كفه بـ كفها وشد عليها ، و همس لها ؛ تعالي نجلس !
تنهدت بـ ضيق وهي تجلس جنبه وكفه بـ كفها ، سامي بـهدو ؛ ما نقدر نشوف خالي ؟
نغم ؛ نقدر بس شوي ، ناظر لها سامي و أبتسم بـخفيف حتى منظر عيونها الباكية كانت كأنها رَسمة من أنامل فنان مُبدع ، كانت لوحة فنية بـ نظرهه و سبحان من سواها ، حسّت فيه وبـنظراته اللي أستغرقت أكثر من دقيقة ، ألتفت له بـهدوء و ما كان بس يناظر لها كان يتأمل بـتعمق وكأن الموجود نغم وعيونها بس ، ضحكت نغم بـصوت هادي من نظراته بالرغم من حزنها ؛ وش فيك تناظر كذا ؟
حط سامي عينه بـ عينها بـ تركيز ؛ عيوني بعد ما شافتك مالها في مخاليق ربي نظر !
رغم خجلها الإ أنها شدت على كفه وتنهدت بـ ضيق ؛ تدري يوم كفك صار بـ كفي أنا نسيت الـحزن بـكبره !
سامي أبتسم وعرضت إبتسامته من كلامها وكان بـ يكمل لها من القصائد و الأشعار والكلام الغزلي اللي يليق فيها وبـ رقتها لـحد ما سمع صوت سياف جاي لهم ، تركت يده نغم مُباشرة و وقفت ! ماتدري ليش وقفت لكن شكلها من هيبة سيـاف وصوته ، جاء سياف بـ إستعجال و واضح على ملامحه الخُوف ؛ نغم وش فيه ؟؟؟؟؟ سامي تقدّم له بـهدوء ؛ مافيه شي أجلس !
بدأ يقول له اللي صار ، وكل أنظار سياف على سعُود اللي وجهه خالي من التفاعلات و ذابل ، وصالح اللي ما عرف يجلس في مكان كان يدُور في الممر ، تنحنح سياف وناظر نغم ؛ يزيد وين ؟
نغم رفعت كتوفها بـعدم معرفة ؛ كان فيه عمي جابر ويزيد لكن أختفوا مادري وين راحوا ؟
ناظر لها سياف بـ إستغراب وتركيز ، لكن باب غرفة هُمام اللي أنفتح وطلع منها دُكتور شتت كل أنتباهه ، فز سعُود ومعاه صالح ، تقدّم سعُود للـدكتور وهو يمسك كتوفه ؛ هُمام بخير ؟؟ الدكتور أبتسم ؛ لا تشيـل هم ! لحد الحين واضح لنا أنها جت سليمة لكن الرضوض من كل جهة فيه ، كنا متوقعين أشياء كثير وأكبر من كذا مثل نزيف وكسور وغيره ، لكن ربي ستر والحين أعطيناه أبره ينام ، وأحسن تخلونه يرتاح وبدون أزعاج !
ناظره سعُود و بردت ملامحه ، وما كان منه الإ ضحك بـعدم أستعياب ضحك من كل قلبه مو ضحك عادي ، تقدّم للـدكتور وبدون شعُور منه باس راسه ؛ والله أني أحبك
ضحك الدكتور وهو يرتب على كتف سعُود ؛ أخر الأوجاع أن شاءالله
ناظر سعُود صالح المبتسم ، وأبتسم معاه لكن جتهم نوبة ضحك يضحكون دون شعُور ، سعُود يضحك على الأفكار السلبية اللي راودته من سمع الخبر وصالح يضحك معه بعدم تصديق ، كان كل هذا تحت أنظار سياف و سامي ونغم اللي كانوا يناظرون لهم بـ تركيز ، تجمعت الدموع في عيون نغم من سمعت خبـر أن هُمام طلع بـ أقل الأضرار والحين أبوها مافيه شي ولا هُمام ، أبتسمت من المشاعر اللي داهمتها وقت ما شافت فرحة صالح و سعُود وكأن هُمام راجع من الموت ، سياف اللي كان مركز بـكل كلمه قالها الدُكتور ما ينكر أنه أرتاح أن ما صار فيه شي تنهد بـ راحة وصار وقت يشوفون فيصل الحين ، ألتفت للـ أزدهار اللي جت ومعاها نوره و حنين وحتى سوسن ، كل العائلة وقت سمعت الخبر أنتفضت و كلهم بالكامل جايين ، تقدّمت نغم مُباشره لـ أمها وهي تحضنها بكل قوتها وكأنها تحتاج الحضن من زمان ، إزدهار بـخُوف وإرتباك ؛ وش فيه أبوك ؟
أبعدت عن أمها وتناظر جدتها ودموعها اللي تنزل دون إرادة منها ، أبتسمت ؛ ما صار شي حادث والكل سليم الحمدالله !
سوسن ناظرتها بـ طرف عين ؛ هُمام ؟

نغم ضحكت وهي تأشر بـعيونها على سعُود وصالح اللي يسكتون شوي ويضحكون بعدها ؛ واضح لك وش فيه هُمام ؟
تنهدت سوسن بـراحة وقت ما شافتهم وضحكت ؛ الحمـدالله ، والله أني خفت عليهم !
نوره بـصوت مبحوح ؛ بـشوف فيصل !! نغم ؛ العدد كثير ، وهو نايم يعني مو الكل يدخل !
نوره وهي تأشر على نفسها ، بـ إستعجال ؛ أنا أدخل ، أكيد أنا !
ناظرت حنين لـ سامي اللي تقدّم لـ سعُود وصالح وسَلم عليهم و أستقبلوه بـ الترحيب و الإبتسامة ، ميلت شفايفها بـ خفيف ومن شافت سعُود تذكرت يزيد ، أستغربت وينه و نادت سيـاف بـهمس ؛ سياف ؟
ألتفت لها سياف ، وأردفت بـهدوء ؛ يزيد ما أشوفه ؟
سياف رفع كتوفه بـعدم معرفة ؛ نغم تقول طلع مع عمي جابر
هزت راسها بـ الإيجاب ، ورجعت تسرق النظرات لـسعُود وهي تشوف إبتسامته العريضة ، كان سعُود كأن الحياة ردّت له و الخبر أنعش روحه بدل الحزن اللي صابه بـ هذه الساعات ، ألتفت وهو يحس بـ أحد يناظر فيه ناظر لها بـ إستغراب وطاحت عينه بـ عينها صدّت بـشكل مُباشر و صد معها ، من لمّح عيونها رَجع يناظر دون ما أحد يحس فيه و عرف العيون وصاحبتها زين ، و سمع نغم وهي تناديها بـ أسمها ، والحين صار يعرف أسمها " حنين" ~
___

عند نجد :

دَخلت الجـناح ويدها على قلبها من الخُوف من أفكار تراودها كثير ، ترددت لـ لحظات بعدم الدُخول لكن أستودعت نفسها وختمت الأدعية والأذكار ودَخلت ، وكان فعلًا بـ مقدمة الصالة جالس خالها يعقـوب و بـ الكنبة الثانيه جالس خالها عيسى ، ما قالت لها خالتها ثُريا أنها بـ تجي يعني ما جت ! ، و من الأساس من تذكرت إختفاء ثُريا هذا الأسبوع خافت أكثر وَقفت مكانها ومو عارفه كيف تتصرف ، لكن مُباشرة قام عيسى وهو يـحضنها ويرّحب فيها ، بادلته الحضن وأبتسمت مُجاملة ناظرت يعقوب اللي كان يناظرها بـ تركيز و بـشكل مرعب ، نجـد وأنظارها على يعقوب ؛ خالي ؟
يعقوب ما رد عليها وكان بس يناظر فيها بـ تركيز وهالشيء زادها خُـوف !
عيسى ؛ يعقوب رَد على البنت !
يعقوب وقف بـحدّة ؛ شلون رضيتي على نفسك تتزوجين واحد بـهالطريقة يانجد ؟
نـجد أرتعبت من حدّة صوته وعضت شفايفها بـتوتر وإرتباك ، يعقوب ضرب على الطاولة اللي قدامه ؛ ليش ما قلتي لنا طيب ؟ إذا أبوك غصبك وما يبيك حنا موجودين نتصرف !! ليش توافقين من راسك ؟
عيسى ؛ يعقوب البنت توها جت !
تشجعت نجـد و قالت بـكل ثقة مُصتنَعة ؛ ما غصبني أحد ، هو خطبني وأنا وافقت !
عقد حواجبه يـعقوب ؛ يعني عااجبك ؟
نجد هزت راسها بـ الإيجاب ؛ عاجبني و أبيه ! وما أبي أكون الإ عنده !
خالد بـشبه حدّة ؛ مو على كيفك يا حبيبة أبوك !
يعقوب ؛ و إذا قلنا ما عاد فيه هُمام خلاص أنتهى ؟
بردت ملامح نجد ومو فاهمه قصده كانت بـ تحاول تفهم منه بشكل مُباشر يقول لها أو تسحب منه الكلام أهم شي تفهم منه وش جالس يصير ، لكن دَق جوال يعقوب ورَد عليه مُباشرة ، وأحتدت ملامحه بـشكل مفاجىء ،
قال بـحدّة ؛ أقتله أو تصرف فيه مثل ما أنت أخذته دون علمي !
قفل جواله وهو يناظر لـ عيسى وبعدها لـ خالد ، رجفت نـجد من كلامه لا شعُوريًا أجتاحها شعُور الخُوف و عدم الرغبة أنها تجلس هِنا لو دقيقة ، رمشت أكثر من مرة بـحاولة إستعياب من خافت أنه هُمام ، تكلمت بـ إرتباك ؛ قتل إيش ؟ وش صاير هِنا !
يعقوب ؛ أنا مو راضي عليك ، وإذا أنا ما رضيت يعني هالشيء موب زين لك ، هُمام زوجك الفرحانة فيه مسوي حادث بـ المُستشفى ، وعمك يزيد أخذه واحد من رجالي ، وش ردك الحين لعبنا بـ الخفيف ، تبين نبدأ بالثقيل ؟
كل هالحـركات اللي يسويها يعقوب لإنه أكتشف أن جابر ماسك عليه شيء ، وهو كان واثق مثل أسمه و ثقة عمياء أن مافيه شي يدل على شيء هو آمر فيه ، لكن قامت جنونه من عرف بـ جابر ، والحين هو بـ لحظة غضب و خوف ومو قادر يسيطر على نفسه مو قادر يفكر مثل أول يلقى حلول تنقذه صار يتصرف بـشكل عشوائي دون إدراك و وعي على تصرفاته ~
تجمعت الدموع بـ عيون نجد وهي تناظره بـ ذهول وتركيز ، تقدّمت له و وقفت قدامه بالضبط و همست بـ صوت هادي ؛ أنت صادق ولا عشان أجي معاك ؟
ضحك يعقوب بـسُخرية ، و أخذ جواله من الطاوله وفتح لها صوره ؛ تعرفين من له هالسيارة ؟
أخذت نجد الجوال بيـدها الراجفة ، وبـعدم إستعياب بـكل اللي يصير هذه سيارة هُمام كلها دَخلت في العُمود ! رَفعت عيونها له وهي دمعتها نزلت غصب عنها ؛ سيارة هُمام ؟
خالد ؛ هُمام و فيصل و يزيد ! وش رايك ؟
نجد هزت راسها بالنفي ؛ لا ! ما صار شي صح ؟
ناظرت خالها عيسى ؛ ما أصدقهم أنت قول لي وش صار ؟
ألتزم الصمت عيسى و ناظر يعقوب ، ضرب يعقوب مره ثانية الطاولة اللي قدامه بـحدّة ؛ ما تصدقيني مو مالي عينك ؟
تقدّمت نجد له وبدون شعُور تفلت عليه ، وأنهارت بُكاء ؛ الله ياخذك أنت كذاااب ، حيوان !
قفل عيونه يعقوب بـ قل صبر منها ، لا عيسى و لا خالد يقدرون يسوون شي بـ وجود يعقوب بس كانوا يناظرون مصدومين ، صَدمهم بُرود يعقوب اللي قام بـكل هدوء وهو يأشر لـخالد يجي معه دون ما يسوي شيء لـ نجد ، خاف عيسى لإن الهدوء هذا مو طِيبة و كرمًا منه ، باله مشغول أفكار و إنتقامات !
يعقوب بـجمُود ؛ عيسى أجلس عندها لـحد ما يرجع لها عقلها ، الواضح طارت من الكُويت وطار العقل معها !
هز راسه بـ الإيجاب ، وطلعوا يعقوب و خالد ، ناظر عيسى لـ نجد بـذهول ؛ أنتي وش سويتي ؟؟؟؟ نجد بـحدة ؛ ما سويت شي لا يجلس يهددني بـاللي أحبهم ويبي أسكت له !
عيسى ؛ وش غيرك علينا ؟
نجد بـ إنفعال ؛ أنتم وش غيركم ؟؟؟ تدخلون البيت وتأخذوني غصب ، لو مافيه شي ما كان أخذتوني غصب !! عيسى بـحدّة ؛ أسكتي يابنت شيخه أحسن لك ، ما بيصير لك طيب لا أنتي ولا غيرك إذا كملتي على أسلوبك هذا !
ناظرته نـجد بـجمُود ؛ هذه سيارة هُمام صدق ؟
عيسى هز راسه بـ الإيجاب ؛ ايه ، كان هو ومعاه أبوه !
ناظرت له نجد بـ تركيز حست قلبها طاح ، أو حست أنها طاحت من حافة جبل مُرتفع ، صدت عنه وأعطته ظهرها ضمت كفوفها لـ وجهها و أجهشت بُكاء ، كل اللي يصير بـ سببها و بسبب خوالها جالسين يتاذؤن منهم ، حتى لو خوالها مظلومين من أبوها بـ تكون هذه نقطة سوداء لهم وعدم تقبل ، عيسى تنهد بـ قل صبر ؛ نـجد تبكين عليه ؟
نجـد ألتفت له وباقي تبكي ، صرخت عليه ؛ هُماام وش ذنبه ؟؟ وش ذنبه يوم تضرُونه الله ياخذكم !!!
عيسى عقد حواجبه بـحدة ؛ ذنبه تزوجك !
نجد أخذت أقرب مزهرية وهي ترميها عليه بـكل حدّة ؛ هذا مو ذنب أنه يتزوجني مو ذنب ، مالكمم شغل فينا !! ما صابت المزهرية عيسى لإنه مُباشرة أبعد عنها بـشكل سريع ، يشوف أنفعالها و مصدُوم منها ومن حركاتها اللي ما تعود عليها ، أردفت وهي باقي تبكي وتناظره بـحدّة ؛ وش صار فيه ؟
عيسى بـهدوء ؛ مادري الخبر عند يعقوب !
نجد مسحت دموعها ، بـحدّة ؛ بتأخذني له !
عيسى هز راسه بالنفي ؛ أنسي هالطلب !! نجد سحبت نفس عمـيق وأزفرته ؛ خذني له ، أوعدك بـ أترك كل الناس اللي هِنا ، بس أشوفه من بعيد ما أقرب له
عيسى هز راسه بالنفي ؛ أنسي مستحيل !
نجد ؛ ما عمري كذبت عليكم بـ شيء ، أشوفه من بعيد وكل اللي تبيه لك
فرك عيسى ذقنه بـتفكر ، ممكن تكون فرصة وصلت لـ حد رجولهم لازم ما تضيع و يرتاحون من جابر وحتى بنته تجلس عنده ، فَكر بـ يعقوب يخاف أنه يرفض لكن مستحيل هو يبي هالشيء من الأساس ؛ طيب بـ أوديك ، لكن بـشرط !
نجد هزت راسها بالإيجاب ؛ تـم ، من الحيـن تم !
.
.
______

__

في المُستشفى ، عند " هُـمـام " :

مر الوقت عليه ، وصار الحين نص الليل فتح عيونه بـبطىء شديد ويحس كل جسمه متكسر من التعب ، مرر نظره على يساره وهو يشوف رأس سعُود عند يده بالضبط و نايم ، كان بـ يعتدل بـ جلسته و تأوه بـ آلم كان الآلم شديد وخاصةً كتفه اللي يحسّه مَخلوع ، فز سعُود على صوته و وسع عيونه بـ فرحة ؛ هُمام !
هُمام رَفع يده بـ بطىء قاتل من الآلم اللي يحسه فيها وما كأن بـجسمه عظم صاحي من كل جهة يحس بـ وجع ، فرك عيونه بـ محاولة أنه يصحصح لكن حتى بعد كل هالنـوم لمدة طويلة يحس يحتاج راحة أكثر ؛ وش اللي صار ؟
سعُود ؛ الله لا ياخذك يا هُمام ، ما تعرف تسوق أنت وش هالحادث ؟
هُمام قفل عيونه بـضيق وَرجع فتحها وكل أحداث يومه مَرت عليه و أنتهى اليوم المُتعب بالمستشفى ، تذكر فيصل اللي كان معاه بـ السياره ، قال بـهدوء ؛ وش صار بـ فيصل ؟
كشر سعُود وناظر له ؛ ما ينخاف عليه ، مافيه شي !
هُمام ناظر له وألتزم الصمت ، رَتب سعُود على ذراع هُمام بـ قوة و مُباشرة صرخ هُمام ؛ وش تسوي يدي توجعني !! أبعد سعُود بـمسافة بـخوف ؛ صار فيك شي ؟ نسيت والله !
هُمام وهو يأشر على الكنبة بـعيونه ؛ أبعد عني أجلس على الكنبة بعيد
سعُود جلس على الكنبة و ضحك ؛ الحين أنا تعبت نفسي وجالس لحالي مُرافق وكذا تقول لي ؟
كمّل سعُود بـضحك وسُخرية ؛ دامك صحيت المفروض تنزل من السرير و أنا اللي أنام فيه ، لكن ما عندك إحترام لخالك
ناظر له هُمام و ميل شفايفه بـخفيف ، قال بهدوء ؛ أبوي و أمي ما أحد جاء ؟
سعُود ضحك ؛ تستهبل أمك بالمُوت راحت للبيت جالسه عندك راسك وتبكي وأنت مو حاس طبعًا ، و أبوك منهار نفسيًا معها وأنت نايم طبعًا
أبتسم هُمام ، و تلاشت إبتسامته من تذكر نجد وأخر شي قالته له ، يحفظ كبرياءه وما يجيب طاريها ، و لا يضرب هالكبرياء بـعرض الجدار ويسأل ، سعُود أبتسم ؛ أحس بـداخلك كلام ؟
هُمام بـجمُود و تردد ؛ نـجد .. ما جت ؟
أبتسم سعُود مجاملة ما بـيكسر في خاطره ويقول له "لا" وهو حتى بـعز تعبه فـكر فيها وهذا ما يدل الإ على كبر شأنها عنده ، و هي حتى ما فكرت تتصل عليه ، عَرضت إبتسامته ؛ الإ جت أكيـد !
هُمام أبتسم وكان يحاول قد ما يقدر يخفي إبتسامته الواضحه عليه ، بدون شعُور منه قال ؛ وش سوت ؟
سعُود بـ إبتسامة ، و كمّل على كذبته ؛ وش بـ تسوي يعني ؟ مثل أمك جلست تبكي و تبكي لـ حد ما أخذها أبوها
هُمام تنهد بـ راحة ؛ أبي أتصل على أمي
سعُود حط يده في جيبه يـدور على الجُوال ما كان موجود ، تأفف بـملل ؛ الجوالات وقت ما وصلت أهلك تركتهم تحت بـ السيارة بـ أنزل أجيبهم و أرجع ، طلع سعُود من عنده وناظر سياف اللي كان جالس على الكراسي برا لـحاله وساند راسه على الجِدار هو اللي جلس مع فيصل و ما كان فيه شي بس تعب و إرهاق غير الكسُـور لكن بـ يترقد عندهم عشان يرتاح أكثر ، تجاهل سعُود سياف تمامًا وطلع وتركه ، و هُمام اللي من طلع سعُود غمض عيونه دون ما يحس على نفسه والواضح أنه نام ، أنفتح الباب عليه بـهدوء تام وتقفل ، تقدّمت له نجد و تحس نفسها مو قادرة تمشي بـ يغمى عليها في أي لحظة ، وقفت عنده تمامًا ومررت نظرها على المُغذي اللي في يده و على الجرح البسيط اللي في حاجبه ، مررت أصبعها بـخفة و رِقة تامة على الجرح وتجمعت الدموع بـ عيونها ، أبعدت لبس المُستشفى عن صدره وهي تشوف الكدمات ما كان منها الإ أنها أنهارت بُكاء من حاله و وضعه وهي تحاول مايطلع لـشهقاتها صوت ويصحى عليها جلست على طرف سريره وهي ترفع كفه لها و مسكتها بـ شدة ، أنحنت لـ جبهته و هي تقبلـها بـقبلة طويلة و لـثواني طويلة أبعدت بـ خفيف و رَجعت قبلتها ، وكأن قُبلاته على جبينها كانت دين عندها والحين رجعته ، قبّلتها بـشكل مُتكرر ، و هُمام مو حاس عليها لكن ودّها و أمنيتها يفتح عيونه الحين وتشُوف نظراته اللي كانت دائمًا تحكي لها كلام دون ماينطق فيه لسانه ، أنحنت لـ أذنه وهمست له بـهدوء وهي تمنع دموعها تنزل بكل مافيها ؛ هُمام ؟
ما كان هُمام يرد عليها غير نومه الثقيل ، التعب لاعب فيه لكن هي الحين أنانية فيه رغم تعبه اللي تدري فيه لكن بـ تشوفه و بـ تسمع صوته و بـ ترضي عينها و تجبر خاطرها .
كانت دَقيقة أنها تقرّب له دون ما يتألم ، و كأنها سحابة أو وردة في رِقتها ، مدّت كفها لـخدّه وهي تلامسه بـ خفيف وتهمس عند أذنه ؛ هُمام ، يا سيد أحساسي ويـ…
سكتت مُباشرة من حست بـ يده ، كان يرفعها لها بـ ببطئ وحاوط ظهرها وهي منحنيه عليه ، همس لها بـصُوت مبحوح ؛ نـجد ؟
سكتت نجـد وحست بـ غصة واقفه بـ حلقها من صُوته التعبان ، هُمام ؛ كمّلي ، ليش ساكتة ؟
دفنت وجهها بـ عنقه بالضبط و أطلقت العِنان لـ دموعها وبكت و أخذت دُموعها الحُرية بـ أنها تنزل ، رغم الألم اللي حس فيه منها تجاهل وهو يشد عليها رغم عدم قدرته ، وكان منسدح مو معتدل بـجلسته شد عليها ومن خفّها أعتدل بـجلسته بـ تعب وآلم فضيع ورفعها معه ، سند ظهره على السرير وهي بـ جانبه وراسها على كتفه ومحاوط بـذراعه كتفها ، هُمام ؛ دمـ… ، و قاطع كلامه الباب اللي أنفتح بُسرعة و بـ إستعجال وفزت نجد مُباشرة بـخُوف ودفنت وجهها في كتف هُمام وهي شاده على ذراعه ، رَفع هُمام نظره للـباب وهو عاقد حواجبه بـحدّة دَخل عيسى بـ عصبية وهو يناظر نجـد بـحدّة ، شد عليها هُمام و وده يدخلها داخل قلبه و ضلوعه عن هالـشخص و عن هالعالم ولإجل ما تـخاف ، ناظر لـ عيسى بـ تركيز وحس شكلـه مو غريب عليه و قد شافه ، عيسى بـحدّة ؛ قومي يا نجد !
أحتدت نظرة هُمام مُباشرة ، فوق دُخوله من غير أستأذن بـ يأخذ نجد و غير كذا ذاكرته ما تسعفه مين هو ؛ أطلع بـرا !
عيسى بـ قل صبر ؛ نجـد ما يصير لك طيب ، قومي !
هُمام بـ عصبية ، و أعتلا صوته ؛ جالس تهدد مين أنت ؟؟؟ حس بـ دموع نجد اللي صارت على كتفه ، و نزل أنظارها لها و همس لها بـحدّة ؛ مين هذا ؟
نجد بـصوتها المبُحوح ، همست له بـصُوت خافت ما يسمعه الإ هُمام ؛ خالي عيسى ! ، أبعدت عنه و رفعت نظرها له و دموعها في عيونها ؛ بيأخذني ، وأنا أبيك !
أردفت بـ نبرة كلها حزن و ترجي ؛ لا يأخذني ، أبي أكون عندك !
أرتبك هُمام من حَس نفسه عاجز يسوي شي ، تعبان بـكل مافيه و حيله منـهَد حتى مو قادر يوقف ، ناظر نـجد بـتمعُن وهو بـ الحالتين تبيه أو ما تبيه ! ما بـ يخليها تروح معه أحد حتى لو أنه خالها بـ غض النظر عن كل كلامها اللي أول وطلبها لـ الطلاق ، رَفع نظرها لـ عيسى قال بـجمُود ؛ أنت واقف لـلحين ؟ وش تبي !
عقد حواجبه عيسى بـحدة ؛ مو وقت أنك تستعبط علي ، نجد تجي معاي الحين بـ الطيب قبل لا أجي أخذها من عندك بالغصب
هُمام بـهدوء ظاهري مُتصنع ؛ تاخذها من مين ؟ من عندي أنا ؟
أردف بـحدّة ؛ تخسى ثـم تخسى والله ، زوجتي مكانها عندي و ما أحد له دَخل فيها ! و أنت الحين اللي بـ تطلع بـ طيبك أحسن لك
ناظر عيسى هُمام وضَحك ضحكة سُخرية ، شاف عيونه الذابلة و وجهه الباهت ، كدمات عند صدره و حركته الصعبـة وصوته الثقيل اللي بـالكاد يطلع ، تقدّم لهم وهو ناوي نجد بالغصب شافها تمسكت بـ هُمام أكثر حتى غرزت أظافرها بـ ذراع هُمام بـشدة ، حَس هُمام بـ آلم يداهمه أكثر من أول و الدنيا غبشت عنده و يـحس بـ أي لحظة بـ يغمى عليه لكن مو وقته أبد ، مسك عيسى ذراع نجـد وصرخت لا شعُوريًا حسّت بـ هُمام أنه بدا يرتخي تـجمع الخُوف فيها من كل جهة هُمام و أن عيسى يأخذها ، لـكـن سياف اللي كان واقف عند الباب من وقت دُخول عيسى عندهم أستغربت من الرجـال اللي دَخل و ما يعرفه ممكن يكون من أصحاب هُمام لكن زيارة في هذا الوقت المتأخر ؟ و بـوجود نـجد عنده ؟ كله أستغربه !
وَقف سياف عند باب غُرفة هُمام وحاول يسمع ، و ماسمـع الإ صُوت عيسى و صُوت هُمام إذا أرتفع ، تردد كثير أنه يدَخل يحط يده على مُقبض الباب و يشيلها بـنفس الثانية ، بـ نية أنه ما يتدخل بـ هُمام و أن سعُود بـ يجي أساسًا ما دَخل ، لـكن من سمع صَرخة نجد وإختفاء صُوت هُمام دَب الخُوف فيه ، و فتح الباب بـ إستعجال وَ دخل ، ناظر هُمام اللي كان على وشك يطيح و مو حاس على اللي حوله و أجهد نفسه و وضعه ما يسمح له الإ الراحة ، و ناظر عيسى اللي يسحب بـ ذراع نجد وهي تبعد عنه بـ كل قوتها وكان بـ يشيلها ، لكن عيسى خف على شدته لـ نجد من شاف سياف ، و قال بـحدة ؛ وش تبي داخل هنا من أنت ؟
سياف تجاهل عيسى و أناظره على هُمام ، تقدّم له بـ إستعجال وهو يمسكه مع كتوفه وسند راسه على ظهر السرير ما كان غايب عن الوعي تمامًا لكن أستسلم أنه بـ أي لحظة يغمى عليه ، رَفع نظره سياف بـحدة لـ عيسى وهو يسحب يده من على نجد ، مُباشرة عيسى مسك ذراع سياف وَلفها بقوة ، ومع كل هذا دَخل سعُود بـ إستغراب من شاف الباب مفتوح و كان بيـده عُلب مويا ، ناظر اللي بـ الغرفة طلع منها و كان الوضع هادي جدًا و دَخلها وهي مَقلوبه وحالتها حالة وفيها أشخاص ، تكلم سياف اللي كان عيسى مثبته ولاف إيديـه ورا ظهره بـكل قوة ؛ فكني من هذا المجنون !!!!
تناثرت عُلب المويا اللي مع سعُود ، و توجه مُباشرة لـ عيسى و دَفّه بـكل قوته بعيد ، أبعد سياف وهو يتحسس إيده اللي صارت حمراء من مسكة عيسى المُبالغ فيها بـالقوة ، سعُود ثَبت عيسى على الجِدار وماسكه بـ شدة مع كتوفه ، ألتف لـ سياف ؛ من هذا ؟
رفع كتوفه سياف بـمعدم معرفة وكشر بـ قرف وهو يناظر عيسى ؛ ما أعرفه ، لكن كان بـ يضر نجد
ألتفت سعُود لـ نجد وهو يشُوفها داخله عالم ثاني بعيد عنهم ، سَدحت هُمام على سرير بعد صعُوبة وكانت جالسة على طرف السرير وتمسح على شعره و دمُوعها تنهمر دون أدنى إرادة منها ، تحمل نفسها كل اللؤم من بداية الحادث لـ حتى وقت أغمى عليه الحين ، تنحنح سعُود وهو يناظر نجد ؛ وش سوا لك ؟
عيسى اللي كان يناظر بـجمُود ، نسى نفسه وقت ما تذكر يعقوب و إتصالاته اللي ما رد عليها خُوف منه لإنه تصرف بـ مزاجه ، و الواضح له أن نجـد تكذب عليه وما بـ تفيده بـ شي و دامها عَرفت أنهم مو الناس اللي تتخليهم مثل الملاك بـ أجناحه ، أكيد عَرفت وش كثر هم خطيرين و عرفت أن أبوها صادق ! نجـد بـ تكون خطر عليهم ، و الحين مايدري وش بـ يسوي لازم يلقى مُبرر وأعذار تقنع يعقوب ، و لازم يأخذ نـجد معاه غصبًا عنهم ، ولازم اللي هِنا ما يأذونه كيف بـ يتصرف ؟
ناظرت له نـجد وهي تبكي ؛ هذا خالي !! أرخى سعُود مسكته الشديدة وهو يبعد بـ إستغراب ، ناظر سياف ؛ وش صاير بالضبط ؟
بدأت نجد تقول لهم من جاء خالد أخذها من البيت غصّب ، لـحد ماطلبت منه تجي لـ هُمام وطلبها الطلب و وافقت عليه ، دَخلت المستشفى بالرغم من أن الزيارة ممنوعة بـهالوقت لكن عيسى قدر يدبر الوضع ودَخلت ، كانت تقول له بس أسال عن الدُكتور عنه و أنها حتى شوفته ماتبيها أهم شي هو بخير ، لـكن من حطت رجلها على باب المُستشفى تغير كلامها وتسارعت خطواتها تبعد عنه وسألت الإستقبال عن غرفته و راحت لها بـ كل سرعتها دون ما تهتهم لـ أحد ، كانت سريعة لـدرجة أنها أختفت عن عيون عيسى تمًاما بـ جزء من الدقيقة ، لكن سأل عن هُمام وعرف غرفته ودَخل عندها وهو ناوي الشر ويتوعد بـ نجد على كذبها وأستغفالها له ، كان سعُود مثبت عيسى بـيده بـكل قوته عشان ما يتحرك لكن أستغرب من عدم مقاومته ومستسلم له ، أنجن سعُود من عَرف أن الحادث سببه هم وهذا أول ضرر يصيب هُمام لإنه تزوج نـجد وخايف من الجاي ، مسّك سعُود عيسى مع كتوفه وهو يرجعه على الجِدار بـكل حدّة ؛ مو أنتم اللي بـ تضُرون هُمام أنا اللي بـ أضركم
عيسى ناظره بـحدّة ؛ يعقوب ما يتركم لو تسوون شي
سعُود ؛ يعقوب ما يترك لكن أنت ؟ خواف ما تقدر تسوي شي !!!!!
جاء سياف اللي كان يـكلم بـ جابر وخبّره أن نجـد بالمستشفى بعد ما توقع أنه ما يعرف وينها وكان توقعه صحيح ، وسأله عن يزيد وقال مو معه و يمكن أخذوه ، سياف خاف اللي جالس يصير مو سهل وكأنها أحداث فيلم تمشي قدام عيونه ، مو هذه حياتهم البسيطة اللي كبر عليها وش اللي تغير الحين ؟
تقدم سياف وهو يبعد سعُود ، مسك راس عيسى وهو يضربه بـ الجدار بـحدة ؛ يزيـد ويـن ؟؟؟؟؟؟ عيسى حَس نفسه بـ يغمى عليه من قُوة الضربة ، قال بـجمُود ؛ معنـا ، أتركني !
مسك سياف ياقة ثوب عيسى بـشدة ؛ وين معكممم ؟ .
_______

عند يزيد :

قام يـزيد بـتعب و ظهره متكسر من الأرض اللي نايم عليها أعتدل بـ جلسته تأمل المكان حوله وكان بالـكامل ظلام ، وَقف بـألم و خمُول يجتاحه و تذكر تفاصيل يومه ، من وقت ما أخذه الشخص المجهول بالنسبه له للآن ، و مشى معاه لـ سيارته ما كان بـيركب و مُستحيل وكان بـيقاوم بُكل مافيه لكن ما حس على نفسه الإ و أغمى عليه وقت ما حط على وجهه المناديل اللي نوَمته مُباشره ، ما كان خُوف من يزيد لما راح معاه ، كانت النية أنه يشُوف مين هو وايش قصته ويأخذه لـجابر ، ولـحد أخر دقيقة مع الشخص كان يقاوم بـكل مافيه وبـكل عصبيته ، لكن هذا الشخص كان صعب وكأنه مُتمرس ومتعود على الخطف وسرعته بـ هالشي وفي وقت بـ أقل من الثانية قَدر على أنه ينَوم يزيد ~
يزيد ما كان يشُوف الإ ضوء بسيط من ناحية الباب و توجه له مُباشرة ، حاول يفتح الباب لكن الباب كان خشبي و كـبير ، كان واقف عند الباب حتى ما يسمع صُوت دليل أن فيه أحد موجود و لا قادر يشُوف شي من الظلام ، خاف يزيد حتى لو تصنع الشجاعة وضع مثل هذا ما يسمح لأحد أنه يكون مرتاح وهو حتى مكانه يجهله ما توقع أن هالأمور بـتوصل لـ هنا ، دَق الباب بـكل قوته و صَرخ بـ أعلى صوته ، مايدري هم يسمعُونه ويتجاهلونه ولا جالس لحاله بـهالمكان ؟
__

في الـمُستشفى :

وقفت نـجد بخوف وكل مالها المشاكل تكبر ، قالت مُباشرة ؛ أتركـه ، وَرفعت نظرها لـ عيسى ، قالت بـهدوء ؛ طلبك بـ يجيك ، لكن أتركوهم أبعدوا عنهم !
ما قالت لـ سياف وسعُود مضمون الطلب ، لكن مُباشرة ناظر لها سعُود بـحدّة ؛ مو على كيفك !!! ، أجلسي عند هُمام وأنتي ساكتة
سياف ؛ وش طَلب منك ؟
خاف عيسى أنها تقول و كذا بـ يكثرون الناس اللي بـ يعرفون عمايلهم و يدري أن يعقوب ما يرحمه لو عرف بـ اللي يصير هِنا ، تكلم بـ إستعجال ؛ يزيد عندنا ، و نـجد عندكم و أفهموا عاد !
مسكه سياف بـكل قوته وبـعُلو صوت ؛ ما تفهم أنت ؟ ما تفهم !!! مالكم أحد عندنا !
رص على أسنانه بحدة و أردف ؛ يزيد وين ؟
عيسى ؛ قلت اللي عندي وأنتم بـكيفكم .
نجـد ؛ بـ أجي معاك
سعُود عصّب منها ومن الكلام اللي جالس يسمعه منها ؛ جثتي و لا تطلعين يا حرِم هُمام !
سكت لـ ثواني سياف ، وترك عيسى ؛ كيف بـ تجيب يزيد ؟
عيسى ؛ لا تخاف ما أحتاجه ، ما نبي الإ نجد !
سياف ؛ ما نعطيك نجـد الإ وقت ما أشوف يزيد !
ناظرته نجد بـذهول وسعُود بالمِثل ، تكلم سعُود مُباشرة ؛ سياف !!!
ناظره سياف بـ هدوء ؛ نـجد بنت عمي ، لكن يزيد عمي !
.
.
__




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 11:01 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



_______

ناظره سياف بـ هدوء ؛ نـجد بنت عمي ، لكن يزيد عمي !
كمّل بنفس هدوئه ؛ نجد لو تروح ، ما يكون الحزن بالعائلة مثل يزيد ، و بالأخير بـتروح مع خوالها مو غريبين وكانت معهم و من الأساس بـ ترجع لهم ، خلاص تروح معهم دون المشاكل !
سعُود ما يهمه نجد تروح أو تبقى لكن كل تفكيره بـ هُمام وش بـ يسوي لو تروح نجـد عنه ، يشُوفه وقت ما يتكلم عنها يكون شخص أخر ينقلب شخص عاطفي غير اللي يعرفه حتى نظرة عيونه تتغير وتلمع حُب ، ناظره سعُود بـكل حدّة ؛ بـصفتك مين تعطيها لـخوالها ؟ البنت تزوجت ! ، ألتفت سعُود لـهُمام اللي كان نايم ولا حاس بـاللي حوله وهو يأشر عليه بـمعنى التأكيد ؛ ما تشوفه هذا زوجها لو ماعندك خبر ؟ هذا المسؤول عنها حتى قبل أبوها !
ناظره سياف بـتجاهل وهو يصد عنه وناظر عيسى ؛ وش قلت ؟
عيسى بـ إبتسامة ؛ تم !
تقدّم عيسى لـنجد وأنحنى لها لـحد ما صار قريب من أذنها ، همس لها ؛ لا تنسين ، ما أبيك لحالك !
أعتدل بـوقفته وباس راسها ، لكن نـجد مُباشره دَفته بعيد عنها وهي وصلت معها مرحلة الكره من كل الموجودين ، وكيف سياف بـكل بساطة جحدها و صارت غريبة عنهم ؟
مسكت دموعها بالقوة عشان لا تنزل ، وأشرت على الباب و تحاول توزن نبرتها الراجفة ؛ أطلعوا !
طَلع عيسى وهو يحس بـ الإنتصار ، ناظرها سياف بـ برود ؛ أبوك يبيك تحت رَفضوا يدخلونه و بـ يذبحهم عشان يدخل !
نـجد بحدّة وهي تأشر على الباب ؛ أطـلـع بـرا !
ناظرها سياف بـكل جمُود ، وسرق النظر على اللي وراها هُمام و طلع بـكل هدوء ، نجـد ناظرت سعُود ؛ أنت أطلع !
عقد حواجبه سعُود ؛ أنا بـ أجلس عند هُمام !
نجد ؛ ما تقول زوجي ؟ أنا أبي أكون عنده .
ناظرها سعُود و بداخله يدعي لـهُمام بـ الصبر على اللي عنده ، تنرفز لكن الحُب أعمى مو قادر يشوف شخصيتها المُستفزة ، طلع سعُود وهو يلتفت يدَور على سياف بـ يحاسبه على كلامه و قراراته اللي أتخذها لحاله و بـنظر سعُود خطأ وأكيد فيه حلول غير أنهم يأخذون نجد ، شاف سياف جاء ومعاه دُكتور دَخل مُباشرة لـغرفة هُمام ، ناظره سعُود بـ إستغراب ؛ وش فيه ؟
سياف وهو مشتت نظره بعيد ؛ أغمى عليه فجاءة و ما قام باقي ، بـ تخليه كذا دون مايشوفه دكتور ؟
ناظره سعُود لـجزء من الثانية وبعدَها دَخل عند هُمام ، مُباشرة ناظر له الدُكتور ؛ مافيه شي الحمدالله ، مجرد إرهاق بس ينتبه أكثر لـ صحته و تمام أموره
هز راسه سعُود بـ الإيجاب وأبتسم وطلع ورا الدُكتور ، تنهدت نـجد بـ ضيق وهي تجلس على الكرسي اللي بـجانب سريره رفعت يده وقبّلت باطن يده بـتعمق مره و مرتين و ثلاثه ، تخاف من شعُور أنها يمكن ما تشوفه ، تخاف من شعُور الحزن ومن الخسارة إذا تركته ، تخاف عليه من الإنكسارات والتعب والحياة اللي عايش فيها ، الحقيقة والشي الوحيـد اللي جالسه تعيشه وتحسه حاليًا أن العمر وَقف عند هُمام ، كانت تتأمله وهو نايم ولا نامت ولا غمضت عينها ، كانت شوي تمسح على شعره بـحنية ، وشوي تمسك عوارضه ، وشوي تقبّل يده و جبهته و تتحسس جرح حاجبه وهو مو حاس فيها تمامًا .
__

الصباح :

دَخلت نغـم غرفة أبوها ، وكان صاحي أبتسمت وعرضت إبتسامتها من بادلها الإبتسامة ؛ صباح الخير
فيصل أعتدل بـجلسته بـتعب وسند ظهره على السرير ، وما كان قادر يحرك رقبته بسبب الكسر اللي فيها ؛ صباح مُمرضِتنا
أبتسمت و ألتفت نغم لـ الكنبة وكان سياف منسدح فيها و نايم بـعمق ؛ قالوا لي أن سياف جلس مع سعُود طول الليل ؟
ناظرها فيصل بـ إستغراب ؛ الحين نام ، بس كيف جلس مع سعُود عادي ؟
نـغم رفعت كتوفها بـعدم معرفة ؛ ايه جلس عادي دون ما يتهاوش معاه !
ناظرها فيصل ويحس بـغصة فيه ؛ هُمام وينه .. وش صار عليه ؟
نغم بـ إبتسامة ؛ مافيه شي ، بـ غرفة ما تبعد عنك شي وبـ أشوفه الحين !
فيصل ؛ أبي أجي أشوفه !
نغم ؛ ماله داعي ، تعبان ويدك مكسوره ورقبتك بعد أرتاح أحسن
فيصل قام بـ تجاهل لـ كلامها ؛ ما فيه راحة الإ لما أشوف ولدي !
نغم تنهدت بـ ضيق ، وهي تتوجه له و مسكته ، و كان يمشي بـ هدوء وخطوات بـطيئة من التعب ، طلعوا من الغرفة ومُباشرة شاف سعُود اللي جالس على كرسي الإنتظار عند غرفة هُمام ، ناظرت نغم بـ إستغراب والمفروض هُمام ما يـنترك يحتاج أحد معاه ، لكن سعُود طالع من عنده وجالس لحاله ، تقدّموا لـحد ما وصلوا عند سعُود اللي مو حاس عليهم وساند إيديه على ركبته ومغطي وجهه بـ كفوفه ، وقف فيصل عنده بالضبط وهو يتنحنح ، رَفع راسه سعُود بـجمُود وهو يناظر فيصل و أحتدت نظرته تلقائيًا وتغيرت ملامح وجهه الهادية للـعصبية و الحدّة !
تكلّم فيصل مُباشرة قبل سعُود ؛ بـشوف هُمام وأطلع !
وَقف سعُود و كل ما فيه يقول له أذبحه وأرتاح من وجهه وصوته ، قال بـحدّة ؛ هُمام ما تدخل عنده !
فيصل بـ برود ؛ تمنعني عن ولدي ؟
سعُود بـحدّة ؛ ولدك سياف ، أما هُمام مايتشرف يكون ولد واحد مثلك
كان بـ يتكلم فيصل ، لكن قاطعه سعُود بـ غضب ؛ واللي خلق سبع سماوات يا فيصل ، لا صار شي بـ هُمام أن ما أرتاح الإ وقت ما أسمع بـ دفنك بالقبر ، و خذَها وعد مني أنا اللي بـ أذبحك ولا يهمني شي
ناظرته نغم بـذهول من كلامه ، و خافت من جديته و حدّته بالكلام مسكت أبوها و سندته عليها وهي تمشي و تجاهلت كل كلامه بـ عدم إهتمام "ظاهري" لكن من داخله قلبها ينبض بـسرعة من الخُوف ، مشت مع فيصل وهي توقف قدام غرفة هُمام ، ناظر لها سعُود ؛ ما تسمعين الكلام أنتي ؟
نغم ناظرته بـحدّة ؛ مو من حقك اللي تسويه ! أبوه ويبي يشوفه وما راح يسوي له شي ، و أنا بـ وعدك بعد أن هُمام مايصير له ضرر مننا ، بـ الأخير إحنا أهله مثلك !
دَخلت لـ غرفة هُمام بـ إستعجال قبل لا تسمع رَده ، تخاف يقول شيء زيادة وما تقدر عليه ، لإنها بالمُوت جمعت الكلام اللي بـتقوله ~
ناظر فيصل وهو يشُوف نجد واقفه عند راسه و الواضح هُمام صار له بس ثواني صاحي ، فتح عيونه هُمام مع الباب اللي أنفتح عليه ، و مُباشرة فزت نجد له وهي ما نامت طول الوقت كانت بس تتأمله حفظت أدق التفاصيل بـ وجهه ~
دَخل فيصل عنده بـمساعدة من نغم و وقف عند سريره ، رفع هُمام نظره له بـعد ما كان يناظر نجد اللي كانت أول شي شافها من قام ، بردت ملامح هُمام بـ صدمة ، توقعه بـ يستحي على وجهه ولا عاد بـ يطلع له ولا حتى يلمحه ، و ناظر هُمام سعُود اللي واقف عند الباب بـ غضب ، كسّرت نغم الهدوء وأبتسمت ؛ هُمام أخبارك الحين ؟
ما رد هُمام وأناظره على فيصل ، أبعد فيصل عن نغم وهو يتقدّم له بـتعب : هُمـ…
هُمام بـجمُود ؛ أطلع من عندي
فيصل حس بـ قهر عظيم من طَردته له ؛ هُمام بس أسمع لـ…
هُمام ناظره بـحدّة ، وأعتلا صوته ؛ قلت أطلع برا ما أبي أشوفك وجهك !
أنحنى فيصل له بـصعُوبه وهو يمسك يده ، و حتى الدمُوع تجمعت بـ عيونه من المشاعر اللي حس فيها ، وكأن الدنيا دارت عليه " وقت ما طرده من بيت نوره ، الحين هُمام طرده من غرفته " ، سَحب هُمام يده وناظر نجد بـحدة ؛ طلعيه !!! .
تلقائيًا نـجد مسكت فيصل وهي تهمس له ؛ عمي مو الحين ، بـ يعصب وما يتفاهم !
ناظره فيصل بـ خيبة أمل كـبيرة ، طُول الأحداث اللي صارت عليه بـحياته من عزيزة لـحد الدقايق هذه ، كان أصعب شي رفض هُمام له ، و خاصةً بعد ما حس أتجاهه بـمشاعر حتى تفُوق المشاعر اللي يحسها لـ سياف أو أحد من بناته ، وده يرجع هُمام صغير و يحتويه من أول ، مايدري وش عاش هُمام من صعوبات و تفكير وتعب بدونه ، لكن وده يعوضه بس كيف ؟
.
مسكت يده نغم مُباشرة ، وهي تمشي معاه ناظر لها سعُود وضحك بـسُخرية واضحة للـكل وأنها مقصودة لهم ، ناظرته نغم بـحقد وهي مرت من عنده بـ عصبية و طلعوا ، مُباشرة دَخل سعُود عند هُمام وهو يشُوف وجهه ما فيه أي تفاعلات جامد تمامًا ، كانت نجد متجاهله سعُود ومو حاسه فيه وكل أنتباها عند هُمام ، مسكت يده وهي تهمس له ؛ أكمّل لك وش كنت بـ أقول أمس ، يا سيد أحساسي ؟
ناظر لها هُمام ؛ متى أطلع ؟
قامت نـجد من عنده وما أعطاها الرد اللي تبيه ، زمت شفايها وَرفعت كتوفها بـعدم معرفة !
هُمام مد كفه ولامس كفها ؛ تعالي عندي
ناظرهم سعُود و رَفع حواجبه بـعدم إعجاب ، طلع من عنده وكرته أنسحب عليه و راح زمن سعُود عند هُمام ، ضحك بداخله من طريقة تفكيره وهو يرجع يجلس مكانه على الكرسي وناظر ساعته و الحين وقت الزيارة أكيد فاطمة و صالح بـ يجوون عنده ~
__

عند هُمام :

جلست نجد على طرف سريره وكفها الصغير ضايع بـكفه ،
هُمام بـهدوء ؛ أبي أبدل ملابسي ، نادي لي سعُود
ناظرته نجد بـعدم إعجاب ؛ أنا مو ماليه عينك ؟
ناظر لها هُمام بـ إستغراب و يحس أنه فهم خطأ ؛ وش قلتي ؟
نجد بـغرور ؛ أنا أقدر أساعدك ليش سعُود ؟
ما قدر هُمام يشيل عينه من عليها ، ناظر لها بـ ذهول ، وبعدها ضحك بـ إستغراب ؛ ما أقول لا !
قامت جابت ملابسه و حطته بـجنبها ، بعد ما أعتدل بـ جلسته ، قرّبت له وتحس بـ المكان حار عليها و خطوة جريئة منها مو عارفة تتصرف من كثر الخجل ، ناظرها هُمام وهو كاتم ضحكته ؛ قومي قفلي الباب طيب
نجد ناظرته بـذهول و تحس أنه جالس يسمع نبضات قلبها وهي تنبض بـالسرعة هذه ، أسترسل هُمام ؛ كيف ألبس والباب مفتوح ؟
قامت نجد وهي تقفل الباب و رَجعت جلست عنده ، ناظرها هُمام وهو يبعد حجابها ، و فك رَبطة شعرها وأنسدل شعرها الطويل على كتوفها لـحد نهاية خصرها ، أرتبكت نـجد منه ومن حركاته و وجهه الهادي ، بلعت ريقها بـ توتر وهي ترجع شعرها خلف أذنها ؛ يلا عشان تلبس !
آشر لها هُمام بـعيونه على كتفه الأيمن ؛ يوجعني ما أقدر أحركه !
مدّت يدها بـ تردد و خجل وهي تنزله بـهدوء وببطيء ، و أنظار هُمام كلها عليها نسى التعب كله الحين ، ونسى الأيام اللي فاتت و بـيعش اللحظة الحين ، لامست كتفه بـ أطراف أصابعها بـخفة و رقتها المُعتادة تتحسس مكان الكدمات دون شعُور منها ، رَفعت نظرها له و أرتبكت من شافته مركزّ فيها ، أبعدت نظرها عنه مُباشرة وهي تنزل الطرف الثاني من الكتف ، قالت بـنبرة مهزوزه دون ما تناظره ؛ هُمام ؟

هُمام حط عينه بـ عينها و أبتسم ؛ عيون هُمام ؟
نجد رفعت نظرها له ، و الغصّة واضحه بـنبرتها ؛ لا تتركني ولا أتركك ، عادي ؟
ناظرها هُمام بهدوء ؛ ماتبين تتطلقين ؟
نجد مُباشرة غطت وجهها بـ كفوفها وبكت ، أبعد هُمام يدها وتنهد بـضيق من دموعها و وجهها الباكي ، تكلم بـهمس ؛ طلبتي فراق و قلت لك اللي تبين ، ليش تبكين وأنتي اللي طلبتيه ؟
أبعدت نجـد عنه بـمسافة قليلة ، و تناظره بـ حزن كبير واضح عليها ؛ ما أبي والله ما أبي هالفراق ، بس كل شي يا هُمام جالس يصير ضدنا
هُمام عقد حواجبه ؛ وش اللي ضِدنا ؟ وش اللي تشوفينه وأنا ما أشوفه !
نـجد بـهدوء ؛ أنت تبي تتزوج هند ؟
ناظرها هُمام بـ إستغراب ؛ وش فيك على هند ؟
نـجد شتت نظرها بعيد ؛ الكلام اللي وصلني أنك تبيها و ميت عليها !
هُمام تحولت نظرته للـحدّة ؛ مين اللي قال لك ؟
نجـد هزت راسها بالنفي ؛ مالك دخل ، بس قولي صدق ولالا ؟
هُمام بـ عصبية ؛ كيف قدرتي تصدقين هالـكلام ! يعني تشوفين اني أنا بـ أتزوج عليك ؟ تشوفين أني ميت على أحد غيرك ؟
كمّل بـحدّة ؛ كم مره أعبر لك و أقول لك أنتي ايش بالنسبة لي ، كل هذا ما فهمتيـ…
سكت بـذهول من قاطعته نـجد وهي تقبّل خده و طرف شفته لـثواني طويلة ، يـحس داخله فوضى من المشاعر اللي أجتاحته و أولها الدّهشة ، أبعدت عنه بـخفيف وإيديها مرتكزة على كتوفه لكن مُباشرة ما سمح لها تبعد مسكها مع خصرها ورجعها مُقابل وجهه بالضبط و كان هُمام يناظر لها بـ تركيز أبت عيونه عن الرمش من شد الصدّمة ، نَزلت عيونها عنه وهي تحس بـخجل منه مو قادرة حتى تناظر فيه ، أبتسم هُمام و رغم صدمته ، ما ينكر إعجابه بـ حركتها ؛ وش سويتي يابنت جابر ؟
نجد ناظرت له و رفعت كتوفه بـ عدم معرفة ، وهمست له ؛ عشان تسكت !
هُمام ضحك وهو يناظر لها نظرات لأول مره نجد تشوفها فيه ، قال بـ إبتسامة خفيفة ؛ ما ودي أسكت أجل !
رَفع إيديه بـ إستسلام ؛ أنا أعترف لك أني ضعت ، و أنهرت بعد هذه وهي على الطرف شلون لا صارت…
نجد قاطعته بـ إستعجال و وجهها أنقلب أحمر من كلامه ؛ خلاص طيب لا تكمّل !
هُمام رَجع مسكها مع خصرها وهو يثبتها ، حتى التعب تلاشى و أختفى ، همس لها ؛ يا طول صبري ، وشكل حظي بدأ يزين ولا ؟
ضمهّا له بـشدة وَدفن وجهه بـ عنقها ؛ ‏لا جيت بعاتبك طاح الحطب كلّه ، عيونك السود من يقدر يعاتبها ؟
أنحنى و قبّل وسط عُنقها بـقبلة عميقه خلت نجد ترتجف بـ مكانها من الشعُور اللي صابها ، و كأن الحنية تشكلت على هيئة قُبلة عُنق ، أبعد عنها وهو يناظر لها ؛ ما قلتي لي حظي بدأ يزين ولا ؟
نجد تنهدت بـضيق ؛ توني أعرف أن حتى القوي يضعف إذا غاب خله !
ميل شفايفه هُمام و ناسي كل شي حوله ، ناسي المستشفى ناسي التعب والحادث و كل الأحداث ، و مبسوط منها وحركاتها هزّت كل ثباته و كلامها أخذ قلبه ، أبتسم بـ رضا تام ومن زمان عن إبتسامته هذه ؛ و القلب ما يبريه الإ خليله !
ناظرت له نجـد و أبتسمت إبتسامة جانبية خفيفة ، و إبتسامه منها تضيع علوم هُمام بالكامل ، مسك خدها بـكفوفه الثنتين وكل جوارحه وكل مشاعره تدفعه لها بـكل حُب ور غبة ما حس الأ أنه أنحنى عليها وتعـمق بـ قبلة طويلة في المكان اللي يستحق القُبلة ، أسفل أنفها وفوق عنقها ، تعـمق ويحس أنه سافر بـمشاعره سافر و بـمدينة يعشقها و مكان أستوطن قلبه ، غمضت عيونها نـجد و أرتخت وما كانت أقل منه بـ الشعُور ضاعت معه ، ما أبعد هُمام الإ على طق البـاب أكثر من مره ، أبعد عنها وناظر لها وهو يشُوفها باقي ما فتحت عيونها أبتسم من أخذ جزء من نصيبه الحُلو ، فـتحت عيونها بـبطئ شديد تبي تستوعب اللي صار هو خيال ولا حقيقة ؟ ، شافت هُمام أخذ ملابسه ولبسها بـ صعُوبة ودون مُساعدة و يحس ما عاد فيه من التعب شي ، أبتسم هُمام و هو يناظر وجهها الفاهي ؛ الباب يطق أفتحيه !
نـجد عقدة حاجبها بـ إستغراب ؛ الباب ؟
مو قادرة تستوعب ولا شيء يصير حُولها ، حتى المفردات والأسماء ضاعت معها ، ما بقى بـراسها عقل ما توقعت أنها بتبقى تحت تأثير قُبلة ، ضحك هُمام وهو يناظرها و أبتسم بـرفعة حاجب ؛ ما ودك تفتحينه ؟ نكمّل أحسن ؟
رمشت أكثر من مره وتحس نفسها وصلت أقصى مراحل الغباء و الخفة ، عضت طرف شفايفها بـ توتر ولبست حجابها وهي تقوم بـ إستعجال وخجل دون ماترد عليه وفتحت الباب ، ماحسّت الإ بـ اللي سحبها داخل حضنه ، و عرفت الشخص من عطره …
شد عليها جـابر بـخُوف ؛ وينك يا نجد وينك ؟
أبعدت عنه نجد بـخفيف ، وبهدوء ؛ هِنـا !
جابر ؛ تخليني أخاف كذا ؟ ليش ما جيتي لما قلت لك تعالي ؟
نـجد ميلت شفايفها ؛ كنت عند هُمام و نسيت ، مسكت يد أبوها بـ إستعجال وهي تسحبه معه لـغرفة هُمام ، رَفع هُمام أناظره لـ جابر و رَجع لـ حياته و رَجع له عقله ، والحين وقت أنه يفـكر ويتذكر عيسى ويتذكر كل الأحداث ، أحتدت ملامحه تلقائيًا وضاق خلقه من تذكر المصايب كلها ~
جابر بـ هدوء ؛ الحمدالله على السلامة يا هُمام
هُمام أبتسم بـ مجاملة ؛ الله يسلمك ، أجلس !
جلس جابر و أناظره مع نـجد ، تنحنح هُمام و عقد حاجبه ؛ بـ يكون وقت إستجواب هذا
أسترسل بـهدوء وهو يناظر جابر ؛ وش سالفة خوال نـجد ؟
بهتت ملامح نجـد مُباشرة ، وناظر لها أبوها بـ خوف ؛ سوو لك شي ؟
نـجد هزت راسها بالنفي و سكتت ... جابر بـ حدّة ؛ شلون جيتي هِنا ؟
نجد بـ إرتباك ؛ خلاص بعدين أقول لك !
ناظر هُمام بـ إستغراب ؛ وش اللي بعدين ؟ قولي وش صار من البداية ؟
___

عند فيصل :

كانوا الكل مجتمعين عنده ، الإ يزيد و جابر ، ما فقدوا يزيد بعد ما قال لهم سياف أنه عند صاحبه ، الإ حنين بـصفتها تؤامه والقريبة منه وفي كل عمرها إذا أتصلت عليه يرد عليها أو على الأقل يرسل لها رسالة الإ هـاليوم ساحب عليها ، مو عاجبها وضع أن تؤامها ما تدري وينه كانت كل شوي تسأل سياف عنه وينه ومتى يجي ، لإنها جديًا تفقده ~
نوره ؛ حسبي الله و نعم الوكيل ، وش أستفدت يا فصيل لما لحقت وراء عديم الخير ؟
أحتدت ملامح فيصل مُباشرة ؛ يمّـه ! وش هالكـلام ؟
نوره عقدة حواجبها ؛ بتعاتبني على كلامي وعلى الصدق ، من دَخل حياتنا شفنا حالنا وش صار فيه
نغم ؛ لإنك ما تعرفينه تقولين كذا !
نوره كشرت وهي تناظر نغم ؛ والله أنتي ساحرك ، قلبتي ضدنا بـ يوم !
فيصل ناظر نوره بـجمُود ؛ أسمعي ، وكل الموجودين أسمعوا ، هُمام ولدي ، رضيتوا ولا ما رضيتوا غصبًا عنكم وشي ما أحد يقدر يغيره دام أسمه يسبق أسمي هو ولدي ، ولا أبي أحد يناديني الإ أبو هُمام من اليوم !
كانت إزدهار ساكتة ، ومن داخلها تحس نار و بـتولع فيهم لكن أخذت درسها وشافت جديته بالكلام وأنه فعلًا بيسوي اللي يبيه وما يهمه الإ هُمام بـ اللحظة هذه لـحد ما يرضى عليه ، نوره بـ عصبية ؛ والله لا أنت ولا اللي يحبونه كفو ، الحادث وسببه هو وكان بـ يذبحك لا بارك الله فيه ، والحين تقول أبو هُمام ؟
سوسن تجاهلت كلام أمها ، و أبتسمت ؛ أبشر يا أبو هُمام
عصبّت نغم من كلام جدتها ، و تنرفزت لكن ما بـتقول شي ولا تقدر ترد عليها و تسكتها ، حتى سياف اللي ما يحبه هاجد ولا قال شي وهي باقي تتكلم ، لبست نقابها وهي بـ تطلع من غرفة أبوها لـ سامي اللي كان واقف برا ، طَلعت ولـعله يعدل ويحسّن من مزاجها شوي ، من بداية اليوم وهي قافله معها من سعُود والحين جدتها و غير ضغط دوامها ، مررت أنظارها على المكان لـحد أخر الممر طاحت عينها على سامي وهو يسُولف و يضحك من كل قلبه مع وحده من الممُرضات اللي تعرفها ، و غير هذا
هذا شال الكاب اللي على راسه يعني حتى أن مافيه شعر علمّها ، وتحس أن حتى صلعته لها لحالها ومالهم حق يشوفونها ، ولعت في مكانها وماتدري من متى الميانة بينهم ؟ ، مَرت من جانبه وتجاهلته ولا أهتمت فيه و من داخلها بـ تموت ، ناظر لها سامي وهو مُباشرة مشى من عند الممرضة و ركض ورا نغم اللي تجاهلته ، سامي ؛ نغم ، بنت !
ألتفت نغم بـكل عصبية ؛ وش تبي فيني وعندك اللي تسولف معها وتضحكك وتبسطك !
ناظرها سامي بـ ذهول ؛ نغم وش جالسه تقولين ، ما أعرفها والله !
نغم ضحكت بـسخرية ؛ مشاءالله كل الضحك هذا وما تعرفها ، أجل لو تعرفها وش بـ تسوي ؟
سامي ؛ حتى أسمها ما أعرفه بس الموضوع أن عمري راجعت لموعد هِنا وكانت هي فيه !
ناظرته نغم بـ برود وأعذاره و التبرير يقتل أكثر ، قالت بـ هدوء ؛ لا تكلمني ، كل ما شفتك بـ أزعل أكثر
مشت وتركته وهي ودها تذبح الممرضة وسامي معها من القهر اللي فيها ، وسامي اللي ناظرها لـحد ما غابت عن عينه وما كان قصده يسُولف ولا حتى يبتسم لها ، لكن جلست تسُولف له هي ! ، و هي سألته عن شعره وكيف صار تنهد بـ ضيق و نغم الروح ما تطولها بالزعل و متأكد من هالشيء ، نغم دَخلت مُباشرة للـ مكتب وقفلت الباب بـ المُفتاح ، فكت نقابها و حجابها و جلست تناظر شعرها الطويل المُموج وبدأت تظفر فيه من بدايته لـ نهايته ، و أخذت أقرب مقص من على طاولة المكتب وبـتهور منها و أسرع قرار أتخذته الحين قصته ! ، قصته لـحد فوق أكتافها ولا تدري هي قصته عشان ترتاح وتفرغ اللي فيها بـ هالطريقة ، ولا بس عشان يحس سامي بـالقهر مثل ما حسّت فيه ، مسكت شعرها بـ يدها وهي تناظره بـهدوء وجلست تضحك بعدم إستعياب أنها قصته فجاءة ودون أي تخطيط ، طلعت المـرايا وهي تناظر شكلها بـالشعر القصير ما كان مره متساوي بالقص بس عجبّها و أرتاحت ، أبتسمت من أكتشفت أن أبسط طريق أنها ترتاح تقص شعرها ، وما بـ ترتاح أكثر الإ إذا عرف سامي ~
__

عند يزيد :

مر عليه الليل كامل و الفجر وقريب الظهر وهو بـيكسر الباب ، صرخ و طق الباب وحاول بـ كل مايقدر لكن فقد الأمل ، أنسدح بـ تعب على الأرض و أستنتج أنها مزرعة وكان ما يسمع أصوات ولا شخص الإ صُوت حصان ، فز من مكانه من حس أن الباب أنفتح ناظر مُباشرة للأرض و أخذ حَجرة كبيـرة الحجم تقريبًا و تركها جنبه ، أنفتح الباب وبدأ الضوء الشمس يدخل عليه …
.
.
___



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.