آخر 10 مشاركات
فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          433 - وداعا يا ملاكي - ديانا هاملتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جعلتك إنساناً- قلوب أحلام زائرة - للكاتبة الواعدة( دينا عادل*) مكــتمـلة &الروابط * (الكاتـب : دينا عادل* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-20, 08:13 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 وإني في هوى نجدُ مُتيّماً ومالي سوى عشقُها طريقاً .. للكاتبة/ ندى .






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( وإني في هوى نجدُ مُتيّماً ومالي سوى عشقُها طريقاً .. ))

للكاتبة/ ندى.



قراءة ممتعة للجميع ...




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 07-06-20 الساعة 12:11 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-05-20, 08:14 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part;1

لو نلتقِي في نجد، عاصمة الهوى
‏لو ألتقي عينيك، ما سيضرّني؟
-
<في وسط أحيـاء الرياض >
و في بيت واضح عليه القدم والواضح من جدرانه وواجهة البيت المُتهالكة ، مكون من دُور فقط والباقي للمُستأجرين~
كـان منسدح على السرير ومليون فِكره تراوده ، صار له ساعتين على وضعه هذا ، يحس أنه صبر كثير وأستحمل كثير ونهايته بينفجر لو أستمر على كتمانه ... باقي القليل على صلاة الفجـر وبعدها لـدوامّه ما عنده وقت ينام ، قـام من السرير وهو يـروح للـغرفة اللي بجانب غرفته ،
طق البـاب أكثر من مرة ؛ سُعود أفتح الباب أبيـك بشغلـه !
قام سُعـود بـ إنزعاج وهـو يفتح الباب له و شكله معفـوس وعاقد حاجبه ؛ وش تبي يا أخوي هالوقت يجي لك الإلهام يعني ؟
هُمـام و وجهه خالي من التعبيرات ؛ سعود عمي كَلمني !
سُعود بإستغراب ؛ أي عم قصدك ؟
هُمام أبعد سُعود عن الباب وهو يدخل للغرفة ويجلس ، شَبك كفوفه مع بعض و رفع نَظره لسُعود ~
هُمـام ؛ أنا قبـل شَهر من هالوقت رَحت لبيت فيصل اللي يصير أبوي يعني بِدافع الفضُـول بشُوف أبوي اللي ماقد شفته ولا سأل عني كنت أنا بشُوفه ... قاطعه سُعود بعصبية ؛ تستهبل أنت ! وش وداك عندهم مايخافون رَبهم هذول ؟؟؟ هُمام ناظره بكل حدّه ؛ عشان كذا ما قلت لك وقتها ! أحنا جالسين نتكلم ونحلل من راسنا لكن أنا ؟ أنا ما أعرف شي وأبي أعرف ! ياسُعود راح عُمري وأنا أحسني ضايع !
سُعـود ؛ يعني هم الصح و أحنا الغلط صح ولا يا أستاذ ؟
قام هُمـام من مكانه ؛لا أنا الغلطان اللي جيت بـ أتكلم معاك !
وقتها أنفعل سُعود وحاس أنه مو قادر يضبط نفسّه أكثر ؛ أيـه نعم غلطان من البداية من فَكرت تـروح لهم ، لو اللي تسويه هو الصح كان قلت من وقـتها !
رفع هُمـام نظره له ؛ تصدق الشّرههَ مو عليك على اللي جاء يطلب العُون منك .. مسّكه سُعود قبل لا يطلع من الغرفة ، و تنهـد ؛ أجلس و قول لي وش صـار معـاك من البدايـة ؟
وجِلس هُمـام لإن وقتهـا فعلًا وده يحكي لصديق قلبّه خاله ~
هُمـام بتنهيدة ؛ مثل ما قلـت لك قبل شَهر رحت لبيت فيـصل بس من بعيد كنت بشوف ، و وقتها ما شفته ولا شفـت غيره حتى ولا شخص شافني ، الإ شَخص واحد ناظر لي بتفحص وبعدها مشيت وتركته ، جاني بعد أسبُوع تقريبًا وأنا أبي أطلع من الجامعة وقـال لي أنه عَرفني ويكون عمَي يعني أخو فيصل لزَم يقُول أسمّه جابر وأعطاني رَقمه ، تأكدت منه وفعلًا طلع عمي ، ما كان يبي شي مني الإ كل فترة يسأل عن أحوالي بس أخذته كَرجل غريب وما أهتميت بالرُغـم مـن فضُـولي ، والحين جاء لي وطَلبني طَلب ما توقعت بحياتـي أسَمعه !
ناظره سُعـود بكرهه ؛ واضح دَورك لمصلحته من الأساس مو عبَث وحبًا فيك !
هُمـام رفع عيونه لسُعود ؛ وش تتوقع طَلب ؟
عقد حواجبه سُعود ؛ مادري فلُوس ؟
هُمام هز راسه بالنفي ؛ أتزوج بنته ، وأطلـع لعائلتهم الكريمـة !
سُعود ضَحك بعدم إستعياب ؛ نعـم ؟؟ جالـس تنكت علي نُكت فَجرية أنـت ؟
هُمام بادله الضحكة ، وهز راسه بالنفي ؛ لا والله اللي أقوله صحيح !
سُعـود يحـس أذانـه تصّفر من العصبيـة ؛ يا رجـال وش جالـس تحوس علي من اليوم !! أرفض ولا أشوف لك طريق يَمهم !
هُمام ناظر ساعته وبعدها ناظر لـ سعود و وقف ؛ حي على الصّلاة يا خالي !
وقف معاه سُعـود وهو يمسكه مع ذراعه ؛ هُمام أنت رجال عرض بطول وعقلك برأسك ومو صغير ومو ناقصك شي وتتمنى الناس عيشتك لا تخرب حياتك بنفسك ~
_ '
- بالكُويـت ؛
كانت بغرفتها الواسعة واللي كان فيها كل شي مُرتب بشكل أنيق والدقة بـ أبسط التفاصيل ، و كانت تحديدًا بغرفة الملابس الخاصة فيها ، بنفس الترتيب والفخامة اللي ماتدّل إلا على صاحبها "صاحبِة الذوق الرفيع" ،
تتأمل شنطها و ملابسها ، وبعدها قوست شفايفها بعدم رِضـا ؛ ثُريـا مايكفي بس شنتطين ، أزود ؟
ثُُريـا ؛ امبيه من صجج ترا عادي كلها أسبوعين !
أبتسمت نَجد ؛ حَدي متحمسة وأحس أني بـ أطير !
ثُريـا زمت شفايفها ، و وضحت عليهـا ملامَح الحزن ؛ لو تلاحظين يعني هذه أول مرة تروحين مكان مو معاي ، و أحس أني مو قادرة !
جلست جنبها نجـد ومسكت كفها و بـ حماس ؛ أفرحي معاي أخيرًا بشـوف بيتنا و بشـوف ديرتي !
رفعت ثُريـا نظرها للسقف تحاول ما تنزل دموعها ؛ أدري ، لكـن صَعب !
زمـت شفايفها نجـد وبتفكير ، بعدَها أبتسمت ؛ تعالي معاي ، عادي ما فيها شي خالتي وأبيها معاي !
ثُريـا بإندفاع ؛ لا مابي مُستحيل ! ويلا كَملي شغّلج أقول
نجـد بهدوء ؛ عاد تصدقين أحس متوتره حيل ، ما قد شافوني ولا تكلمت مع أحد حتى ما أعرفهم ، وأستغربت من أبوي أول مره يوافق أجي معاه !
ثُريـا ؛ أتوقع لإن خلاص تخرجتي وخَلصتي الحين ماعندج شي يشغلج ، و أن شاءالله خيـر !
-
- بالسُعودية ، <تحديدًا دوام هُمام بالجامعة >
جالس في مكتبه و ساند راسه على ظهر الكرسي ومغمض عيونه ينتظر وقت إنتهاء الدوام و كل مافيه يُطلب النوم ، ضيّع هدوءه صوت جواله ، فتح عيونه بغضب و نزل نظره لجـواله شاف الإتصال من عمّه جابـر ~
تنحنح لثواني وهو يرد ؛ السـلام عليكم
جابر ؛ وعليكم السّلام والرحمة ، كيف الحال والأحوال؟
هُمـام ؛ حالنا من حالك أن شاءالله طيّـب !
جابـر ؛ يـا هُمام ينفع أقابلك الحين ؟
هُمام ؛ أنا بالدوام الحين ، و إذا خلصت جيتك أن شاءالله بس أرسل لي الموقع
ودعوا بعض وقَفل ، كان يفكر وش بيقوله و أكيد بيسأله عن طَلبه وهو محتـار بين الرفض والموافقة اللي يعـرفه ما بـيأخذها دون مُبرر يقنعة شخصيًا ، و يا كثر الأسئلة اللي تدور براسه وترهقه ومو من طبعه الفضول لكن هذه حياته والمرّة هذه غير عن كل مرّة لإن يحس الفضول بيقتله من كل جهة من ناحية عمه وبنته ومن ناحية أمه وأبوه و كل عمامه عمومًا يبي يشوفهم ويشوف حياتهم وكيفهم دونه ~
__
- العصّر ، < في بيت أم فيصـل >
كانوا مجتمعين الكل تقريبًا أتفقوا بما أنه يوم خَميس يطلعون من الدوام ويجتمعون على الغداء ~
وقف جابر بعد ما وصلته رساله من هُمام إن الحين بيقابله ،
جابـر ؛ أنا بـ أطلع الحين عندي شغل
نوره ناظرته بطرف عينها ؛ والله أن اليوم شاغل بالك شي كايد ولا وراه مو عارف تجلس ؟
تقدم جابـر وهو يبوس رأس أمه وضحك ؛ أيه أنتبهي عندي عروس جديدة
ناظرته نوره بطـرف عين و بـ إستهزاء ؛ عالبـركة
همست حنين لـ الجوهرة ؛ جوهرة شوفي هذا وجهي كأن أخوي ماعنده سالفة ما أكون بنت أبوي !
الجوهرة ناظرتها ؛ معقولة صدق يبي يعرس ؟
حنين هزت كتوفه بعدم معرفة ؛ نشوف مع الوقت وش يطلع لنا
نوره بعصبية ؛ بنت أنتي وياها لا يتناجى أثنان دون الآخر وش عندكم ؟
نَغم هزت راسها بالنفي ؛ لاحول ولاقوة الإ بالله ، حريم ما منكم فايدة مسحتينا جميع وصرتوا ثلاثة عشان تعرفين وش يقولون ؟
يزيد حاوط كتوفها بـ ذراعه وبـ إبتسامة ؛ أنا أقول أنك مميزة وغير عن سوالف هالحريم
ناظرت نوره فيصل ؛ ليتك عرفت ترّبي عيالك زين بس
هز راسه فيصل بعدم فايده؛ والله حاولت و أجتهدت فيهم بس مافيه أمـل !
أشرت الجوهرة على نفسها ، وهي تمثل الصّدمة ؛ كل هالأدب والأخلاق وتقول مافيه أمل ؟
ضحك سياف بسُخرية ؛ أحنا لو نسلم منك انتي وأختك نكون بخير
كشرت الجوهرة وهي تصد عنه ، أما نغم ما أهتمت له الحين ولا قبله ، وطول عمرها ما تأخد حكيه على محمل الجد ، "تدخله مع أذنها اليسار وتطلعه مع أذنها اليمين" ~
-
- بالكُـوفي ، << عند جابـر و هُمـام >>
كان هُمـام جالس ويلعب بذقنه ؛ أيوه وش عندك ؟
جابـر ؛ وش ردك على اللي قلت لـك ؟
هُمـام برفعة حاجب وهو ناوي يستعبّط عليه ؛ وش طلبت نسيت ؟
جـابر وهو يحـاول يمسك أعصابه ؛ تتزوج بنتي !
هُمـام ببرود ؛ وبنتـك مين ؟
جابـر ؛ هي وحيدتي و أسمها نـجـد !
هُمـام ومازال برفعة حاجبه ؛ وإيش اللي يخليني أوافق وإيش بـ أستفيد وقتها ؟
شبّـك جابـر كفُـوفه ببعض ؛ تساعدني وتسـاعدها ، هي عايشة بالكويت من صغرها و على بالها حياتها صح ، مـا أبي بنتي هي تدفع ثمن غلط لي !
هُمـام ناظره بـ إستغراب من كلامه ، أستنتج أن بنته مضُحوك عليها بشيء ، بعـدها قال ؛ طيب ليش أنا ؟
كان جـابر يحاول يقنعه بإي وسيلة ؛ لإنـك رجـال ، وأنا أبي هالطلب بس فترة وبعدها تقدر ترجعها لي ، بهـذه الفتره القصيرة أنا أبي معها رجال مو شخص قادر يضحك عليها ، شهَر كامل ياهُمـام وأنا جالس أشوف حياتك كاملة ، وعرفت أن مو بس أخـوي غلطان لما ما أخذك كل العائلة وقتها غلطوا ، شهدت بعيوني أنك رجال ولا فيه مجال للنكران !
هُمـام وهو يناظره بصـدمة ؛ كيف أبوي ما أخذني !
جـابر بـ إستنكار؛ أنـت ما تعرف شي ؟
هُمـام هز راسه بالنفي ، وبعدها أردَف بسُخرية ؛ تتخيل عُمري 32 وما أعرف شي عن حياتي
وأشر بـ أصبعه ؛ لو هالقـد ما أعرف !
جـابر كان يفكر يقول له هالشيء أو لا ، يمكن يقول له وكل شي ينقلب لصالحه وممكن ضده ، بعد 60 ثانية من التفكير قرر يقول له وبدون مقدمات ؛ أنت أمك كانت بالسجن !
هُمـام هِنـا علق وجهه ، يحس الدنيا سواد ، يحس بحرارة بجسمه وكأنها نار تأكله ~
جـابر شاف وجه هُمام شديد الإحمرار لدرجة حتى عُروق الرقبة صارت واضحة بشكل مُرعب ، الحين ندمان لإنه قال له ؛ يا هُمـام سالفة قديمة هذه راحت وعدّت
كان هُمـام فعليًا مو قـادر يركز بشيء ويحس بضغط عالي من حواليـه ~
كرر جابـر مُناداة ؛ أنت تسمعني ؟
تنحنح لثواني ، لكن مو قادر يطـلع من هُـول الصّدمة ؛ معاك أنا أسمعك
جابـر ناظر ساعة يده و أبتسم ؛ نجد بتوصل الحين تُـروح معاي المطار ؟
أكتفى هُمـام بهز راسه للموافقة ، يعرف أن عمّه دوره لمَصالحه والحين هو بيكون معه لمصالحهُ الشخصية ، أخذ أغراضه من على الطاولة وطلع لسيارته ، كان جـابر وقتـها يحس قلبه يضحك اللي وده به جالس يصير وهذا الأهـم ~
-
- بالطائرة ، << عند نجـد >>
ما باقي شي على الهبوط للأراضي السُعودية ، متحمسة و متوتره أول مره تُروح لهم من 12 سنة ~
قطع تفكيـرها صوت المُضيف اللي أعلن لهم وصولهم وسط العاصمة الريـاض ~
كانت متشوقه تشُوف أبوهـا وتشُوف عمامها ، من نزّلت وهي تشوف أبوهـا اللي كان بـ إستقبالها ، و من شافت معاه رجَّـال وهي تعدل حجابهـا عليها وتقدّمت لهم ، من شافها أبوهـا أبتسـم ابتسامة من كل قلبه ومن قربت له تحولت الإبتسامة لضحك غصب عنـه ، وهو يحضنها بكل ما أوتيه ربه من قوة ، أبعدت عنه نجـد بعد دقائق طويلة وهي تنزل دموعها مباشرة ،
باس راسها جابـر وهو يبتسم ؛ الحين دموعي تنزل معاك يابنتي !
نجـد وهي تمسح دموعها بعفوية وتبتسم ؛ مو مصـدقة ، أحس زمان ما شفتك !
ضحك جابر ؛ و أنا مو مصدق أني أشوفك بمكان غير الكويت !
كان هُمـام فقط يناظر لهم وما أعطى أي ردة فعل لو شبه إبتسامة يحس الدنيا قافله معه ~
إلتفت له جابـر وهو يأشر عليه ؛ هذا ولد عمك هُمـام
ناظر لها وأبتسم لها مجاملة ؛ الحمدالله على السّلامة !
أبتسمت له بخفيف ؛ الله يسلمك ~
ركبوا السيارة كان هُمـام يسُـوق ، وجابـر جنبه ونجـد خلف أبوهـا ~
هُمام إلتفت لعمـه ؛ وين أروح ؟
جابـر وباقي الإبتسامة ما فارقت محيـاه ؛ لِـ بيتي !
هُمـام ؛ ما أعرف وين ، دِلني
أستغربت نجـد وقتها كيف مايدل وهو بيت عمّه أستنكرت الوضع ، وكانت كل شوي تتأمل شَوراع الرياض وتفكر بـ الأيام الجاية وكيف بيستقبلونها عمامها وكيف بيت أبوها وتخيلت كل يوم بتقضيه بالسعودية بين أبوها وأهلها ، لحد ما أستسرقت النظر لـ هُمام وشافته فكرت بينها وبين نفسها و سرعان ماضحكت بداخلها من تفكيرها ، ورجعت تناظر له وتفكر شدعوة هذا مايبتسم أبد نفسية !
قطع صمتهم صُوت جوال هُمام ، من شاف الأسم أبتسم وهو يرد ~
نور وهي تمثل عليه العصبية ؛ خير اليوم ماجيت ولا شفتك ؟
مُباشـرة ضحك هُمـام ؛ أنا اليوم خارج التغطية ، مُكروف دوام و مو نايم من أمس ، وأحس بـ أنفجر من الصداع !
نور قوست شفايفها بعدم رضا ؛ تمام تعال لإني بـ أطلع !
هُمام ؛ لاتروحين أنا جاي ~
ودعته وقفلت وهو باقي مبتسم ، وهو يفكر وش أبي بالعائلة هذه وأنا عندي اللي يكفيني ~
كان جـابر يناظر له مصدُوم ومستغرب مين هذه ويتكلم معاها بكل أريحية ، وكان وده يسأل ويستفسر أو يسحب كلام منه لكن عجّز ، يعرف أن ماعنده خالات ويعرف أن جدته ماتت واللي يعرفه أنه مو متزوج !
حتى نَجـد كانت تتأمله وكيف فعلًا مزاجه تغيّر من الإتصال ، و ...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 08:10 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



حتى نَجـد كانت تتأمله وكيف فعلًا مزاجه تغيّر من الإتصال ، وظنتها زوجته المحظوظة بهالجمّال والإبتسامة ، وفوق كل هذا شافت غمازة بوسط خده ~
وَصلهُم هُمـام عند البيت مثل ما طلب ، تأمل البيت من الخارج والواضح أن عمّه عنده خيـر ، واللي فَهمـه أن هذا البيت بأكمـله يسكنه لحاله ~
بعـد مانزلت نجـد للبيت ، إلتفت جـابر لـ هُمـام ، وقال بهدوء ؛ بُكره جُمعه وأحنا من العادة الرجال يجتمعون في بيت أمـي بعد الصّلاة مُباشرة ، وبعدها الجميع نتغـداء مع بعض ، وأنت هذا وقتـك تعال !
هُمـام ناظره ببـرود ؛ وش صار على أمي ؟
تنهد جابـر وقال بهدوء ؛ مو أنا اللي راح أقول لك !
هُمـام بـ رفعة حاجب ؛ ولا أنا ما وافقت على بنتك ؟
جابـر ؛ إذا بتجي بُكره أعطيني خبر !
نزل جابـر من السيارة دون مايسمع رد هُمـام ، ومو متأكد هو بيجي أو لا ، لكن بيحاول إذا مو اليوم معه بُكره و بعده ولحد موعد رجوع نجد ~
_
مشّى هُمـام وهو يحس بصُداع شديد من السّهر ومن التفكير اللي أخذ عقله وكان طـول المسافة وهو يفكر بحياته والأسئلة اللي مو راضيه توقف تشغله كثير ، وصل وجهته نزل من سيارته ، وهو يدخل ~
أبتسم تلقائي من شاف فاطمة ، تقدّم لها وهو يبوس راسها ؛ أمـي !
فاطِمة وهي تناظره بعَتب ؛ ما جيت عندنا اليوم ؟
مسّك يدها بكفوفه الثنتين ؛ ما أمداني أسوي شي اليوم ،
أسترسل بتنهيدة ؛ الوقت ما عاد فيه بركة !
مسحت فاطمه على راسه بحنية ؛ كثّر من الإستغفار والدعاء وماعليك
أبتسم هُمـام ؛ وين نـور و أبوي ؟
فاطمة ؛ نور داخل ، وأبوك طلع قبل شوي
قام هُـمام و أبتسم ؛ بشوف نـور !
فاطمـة ؛ إذا جوعان قول لها تحط لك غداء
هز راسه بالإيجاب ، وهو يدخل عندهم ؛ نُـورر
طلعت له نُـور وبـ إندفاع ؛ ليش تأخرت ؟
ضحك هُمام ؛ وش تبين فيني ؟
نُـور زمت شفايها وضمت كفوفها وبـ أدب ماعهده فيها ؛ أبيك توديني لـ السوق !
ضيق عيونه هُمام وناظرها ؛ كل هذا عشان أوديك السوق ، ماترحمين يابنت الناس من اليوم وأنا أشكي لك حالي !
نُـور قوست شفايفها بعدم رضا ؛ صح ، خلاص مو لازم !
هُمام ناظرها ؛ حطي لي غدا و أوديك
ضحكت نور ؛ بس غدا تبي أبشر به حبيبي !
ضحك هُمام بسُخرية ؛ حبيبي ، وتبين أجي وكل هذا مو لله الحين !
نور ؛ لا والله أخسي ، أفعالي تطلع من كل قلبي !
ضحك لها هُمام وهو يدخل عند أمه فاطمة تخفف عليه ثقل يومه وكل أيامه ، طول عمرها من تشوفه حزين تزرع وسط قلبه ورد بدال الحزن ، و إذا بغى شي تعطيه بحب ومن كل قلبها ، وأهمّها والأحب لقلبه نصائحها اللي يطبقها بالحرف تكون كأنها ثلج على صدره و تخفف من الحرارة اللي بداخله ~
__
- في بيت جـابر ؛
كانوا نجـد وجابـر جالسين ، كان يتكلم لها عن عائلتهم بشكل عـام وكيف من زمان ودّهم يشوفونها ، وكيف يوصفون حبُها له بالرغم من عدم التواصل بينهم تمًاما ، كانت مبسُوطة بكلام أبوها وما زادها الا حماس لإجل تشوفهم ، و كانت حتى هي تكّن لهم حُب عظيم دون ما تعرفهم وكل هالحب أنولد من حُب أبوها ، تحب اللي يحبهم ، وتحب كل شي أبوها يحبه ، ودّها طول عمرها تكون بس معه ، كان ما يغيب عنها الكثير وإذا غاب يكلمّها لـ وقت نومها ~
كانت نجـد جالسة تلعب بـ إطراف شعرها ، وقالت بهدوء ؛ بس ما عمّرك قلت لي عن هُمـام ولد عمي فيصل !
تنهد جابـر وبهدوء ؛ أيه هذا أحسنهم ، اللي يجلس معه دقيقة يحبه الدهر كامل
زمت نجـد شفايفها ؛ هو يعني يكون أخو سياف والجوهرة ونَغم ؟
أكتفى جابـر بهز راسه بالإيجاب ، نجـد أحتارت وزاد فضـولها أكثر ؛ طيب وش قصته يعني ما كان موجود ؟
جابـر ناظر لها ؛ هذا قصـته طويله والله !
نجـد بترجي ؛ طيب قول لي أبي أعرف كل شي للعائلة
ضحك جابـر ؛ ما قلت لك الكثير ، بدري عليك ماعرفتي شي !
__
- الليـل ، < عند هُمـام و سعُـود >
جالس سُعـود ومقابله هُمام ، حـس سعُـود أن الوضع مو طبيعي و أن هُمام سَرحان بعيد ~
تنحنح سُعود وبهدوء ؛ وش فيك ؟
رفع نظره هُمام لسعُـود وبجمود ؛ مافيني شي !
سعُـود ؛ وضعك مو عاجبني ، طلع اللي عندك بسُرعه !
هُـمام بـ تردد ؛ اليوم وصلني خَبر يكدّر الخاطر صدمني وبـ يصدمك أنت !
عقد حواجبه سعُود ؛ ايش هو الخبر ؟.
هُمام بهدوء ؛ أن أمُي كانت مسجُونة ، لكن ما أعرف عن صحته شي !
ناظره سعُـود بدهشة وسكت لثواني وتنهد ؛ صحيح هالخبر ، أنا أعرف !
هُمام حط عينه بعيون سُعـود ، و يحاول يستوعب كلامه ، تغيرت ملامح وجهه 180 درجة وما فيهـا من الرحمّة شي كلها حدّة وعصبية وصَدمة، ما كان حاس بنفسه ولا يدري وش بيسوي ~
سعُـود بتردد ؛ هُمام !
هُمـام هنا مافيه شي يوصفه الإ أنه بُركان خامد وقرب ينفجر ، صرّخ وضرب الطاولة اللي قدامه ؛ وش تقول أنت ! وش تقول ؟
كمّل بعصبية ؛ كم مره سألتك وإيش تجاوبني أنك ماتعرف ! أنا ما أقول لأحد شي الإ أنت وأنت الوحيد اللي تعرف وش كثر عانيت ! والحين طلعت تكذب علي ومستغفلني لهدرجة ؟
سعُـود كان هادي و فعلًا هو أكثر واحد يعرف هُمام وطبعه ، يعرف أن هُمام أكثر شخص صبُور وما يعصّب ولا ينفعل الإ من قهره وشي يستاهل ، ندّم أنه قال يعرف ، وندّم أنهم قالوا له من الأساس ، وحتى ينتابه شعُور يحسسه أنه مذُنب لكن دون جريمة !
هُمام ناظره وبحدة ؛ مين قال لك ؟
سعُـود بهدوء ؛ أمُـي قالت لي !
هُمـام بسُخرية وهو يشتت أنظاره بعيد ؛ هه أم كانت بالسجن ، أب رافضني ، عم يطلع لي فجاءة ، وخال يكذب علي ! والله مادري أنا مين ومين أهلي أحس كل شي حولي كذب !
قام و طلّع بسُرعة وترَك سعُود اللي كان يناديه ، ركب سيارته وحرّك بـ أقصى سُرعه مايدري وين يروح لكن أهم شي يطلع من هِنا ، أما سعُـود اللي كان يحس أنه بِـ ينجن مو عارف كيف يتصّرف توتر كثير ، يحس أنه هو المسؤول بالرغم مابيده شي ، فرق العمر بينهم مايذُكر لذلك كل واحد يحس نفسه مسؤول على الثاني ، حتى يخاف عليه أكثر من خوفه على نفسه ~
__
هُمـام وَصله تفكيره حتى أنهم مو أهلـه الحقيقين وكل الناس اللي عنده كذب ، فكَر لثواني وبعدها أتصل على عمّه جابـر وثواني وجاءه الرد ~
هُمـام مُباشرة حتى دون السّلام قال له بهدوء ؛ أنا جاي بُكره !
أبتسم جابـر من كل قلبه ؛ و أنا في إنتظارك !
هُمام ؛ وموافق على طلبك !
قفل هُمام وهو مايبي يسمع رده ولا يبي يناقش أحد من الأساس ~
كان رافض فكرة جابـر ، أنه يقابلهم أو حتى يتزوج بنته وحتى ما كان مُهم بالنسبة له ومُجـرد فضول فقط ، لكن الحين مايدري كيف و بجـزء من الثانية وافق يقابلهم وحتى على الزواج وافق دون مايعـرف السبب ، يمكن وافـق عشان يرجع حركـة سعُـود أو يمكن من قهـره لإنه يحس من داخله مقهـور وكثير و لـو الود وده بـ يذّبح كل اللي حُولـه ، و الحين الأكيد أنه يبي يدخل أكثـر بـهذه العائلـة يبي يشبّع فضولـه و يشُوف حكـايته هو و أهله ويبدأها مثل ما انهوها ~
_
- الفجر ، < عند هُمـام >
رَجع البيت أخر الليل قريب الفجر ، وكان سعُود بإنتظاره لكن هُمـام ما أتكلم معاه ودخل غُرفته ونام مُباشرة من حط راسه على وسادته من التعب والإرهاق ~
صحَى يتجهز للصّلاة ، جلس على سريره وهو يتذكر أمس يحس أنه ما كان بوعيـه ويحس أنه "خَـبّص"كثير ، مسَح على وجهه وهو يستغفر وقام يلبس ~
طَلع من غرفته ولقى سعُـود ينتظره بعد ، مايدري وش يسوي لكن يعتريه ولأول مره شعور خجل من نفسه ، بس باقي عتّبان عليه ~
أبتسم سعُـود يبي يكسّر الصمت ؛ يلا الصّلاة !
أبتسم هُمام بخفيف و قال بهدوء ؛ لا تزعل مني !
ضحك سعُـود ؛ أخسى أزعل ، أنت اللي لاتزعل !
تلاشت إبتسامة هُمـام وتنهـد ؛ بعد صلاة الجُمعة موعد عَمامي!
عقد حواجبه سعُـود ؛ بلا إستهبال !
هُمـام ؛ مادري أمس أعطيت جابـر كلمه ولا أبي أخلفها !
سعُـود ؛ وأبـوك مايدري ؟
هُمام هز راسه بالنفي ؛ لا ، بقول له قبل ما أروح !
_
- بيت جابـر ، < عند نجـد >
ماقدرت تنام الا ساعة ، ماتبي تنام ويفوتها شي تبي تحلل كل دقيقة وثانية في بيت أبوها والسُعودية ، حتى غرفتها هذه تحس حبتّها أكثر كل شي كان نفس ما تحّب ويدخل مزاجها صحيح أنها ما كانت بنفس مستوى غرفتها بالكويت ، لكن الأهم أنها كانت في بيت أبوها وجنب غرفته بالضبط ، سمعت صُـوت الباب وعرفت أن أبوهـا جاء ، وهي تنزل له بسُرعة ~
شافها جابـر وأبتسم ؛ أول مره أحس في بيتي حياة !
ضحكت وهي تحضن أبوهـا ~
أسترسل جابـر ؛ أيه والله أنك الحياة ونور هالبيت
جلسّوا وتوتر جابـر كثير لإن ما بينتظر أكثر وتخرب مخططاته اللي كلها لأجل بنته وسلامتها ومن خوفه عليها ، وضحت ملامح التوتر على جابـر بشكل كبير ~
عقدت حواجبها نجد ؛ أبوي وش فيك ؟
كان مو عارف كيف يفاتحها بالموضوع ، مسك يدها بكفوفه أثنتين وبهدوء ؛ لو عندي لك طلب تنفذينه ؟
أبتسمت نجد ؛ عيوني لك !
ميل جابـر شفايفه بخفيف وتنهد ؛ بس مو سَهل ؟
نجد بهدوء ؛ حتى لو صعَب بـ أحاول ، بس ايش هو ؟
جـابر بجمُود ؛ أنا عندي مصيبة كبيرة وما أتوقع بـ تنحل الإ عن طريقك ، أدري الحين بتقولين جابني السُعودية عشان أحل مشاكله لكن لا و..
قاطعته نجد ؛ أبوي مستحيل أقول كذا !
جابـر وهو يشد على يدها ؛ شفتي ولد عمك هُمـام ؟
أكتفت نجد بهز راسها بـ الإيجاب ، وهي الحين حرفيًا توترت أكثر منه من طريقة حكيـه و من الطلب اللي ما تعرف ايش هو ~
جابـر ؛ وش رايك فيه ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة ؛ ما أعرف خيره من شـره !
جابـر وهو يحط عيونه بعيونها وبهدوء ؛ تتزوجينه ؟
فَكت نجد يدها من أبوهـا وهي توقف وملامح التعجب بوجها ؛ هذه مشكلة ! تبيني أتزوج ؟؟؟؟ وَقف جابـر معاها وهو يرجع يجلسها ؛ أفهمي مني طيب ؟
أسترسل بهدوء ؛ مشكلتي تنحل معاك ومعـاه ، مشكلتي ما تنحل الا بـزواجك وإذا ما حَليتها بـ أجلس طول عمري ندمان وأتحسر ، بـ يأذوني وأنا خايف عليك !
نجد بـ إستفهام ؛ ليش طيب ليش ؟؟
تحول هدوء جابر لـ غضب و أحتدت نبرته غصب عنه ؛ لا تضغطين علي ولا أضغط عليك ، أفهمي أني مجبور مالقيت الإ هُمـام مُناسب لك ومافيه أحسن منه ويخاف ربه قبل مايخاف عبده ، وحتى لو تزوجك بكـون وراه لاتحسبين أني راح أتركك ، و إذا فكرتي ردي لي !
رمى جابـر عقاله وشماغه عالكنبة وهو يقـوم ، وتركهـا وهي مرعوبه من حدته وعصبيته اللي ولأول مره تشوفه بهالشكل ومرعوبة من طلبه وخايفة عليه من المصيبة اللي ماتدري ايش هي ، ماحسّت الإ ودموعها تنزل وبعدها أجهشت بالبكاء ، ألتفت جابـر لها وهو يتقدم لها ويحضّنها ،
جابـر وهو يقبّل راسها مليون مره ؛ خلاص والله مو لازم تأخذينه
هزت راسها بالنفي وهي تشد على ثوبه من الخُوف ؛ بأخذه ، لإني خايفة عليك !
جابـر أبعد وهو يمسك وجهها ؛ أعذريني وسامحيني ما يصير شي ماتبينه !
نجد وهي تمسح دموعها بعفوية ؛ أنا عادي وأبيـه ، أهم شي أنت !
تنهد جابـر وهو يرجع يحضنها ، وهو عارف أنها خايفة عليه ومنه الحين ، أستغل نقطة ضعفها ونقطة ضعفها "هو بنفسه" ، وعشان هيك الوضع عنده ما كان صعب وأستسلمت بسرعة ~
__
- بالكُويـت ؛
عيسى بجمُود ؛ تتوقع بيسوي شي جابـر ؟
يعقوب هز راسه بالنفي ؛ لا ، يخـاف وما يملك الجراءة !
عيسى بتفكيـر ؛ بس نجد عنده الحين ؟
يعقوب ميل شفايفه بخفيف ؛ مسألة وقت وترجع ، وتذكر هو مايوثق فينا !
عيسى ؛ شاللي يخليك متأكد أنها بترِد لنا ؟
يعقوب ؛ لإنه مايبي يدش السجن !
عيسى بهدوء ؛ أنت بتزوجها خالد ؟
يعقوب هز راسه بالإيجاب ؛ أختياره هو !
عيسى تنهد ؛ خايف من طعنة الظهر ومو مرتاح !
ضحك يعقوب ؛ لا تخاف تراه مدمغ !
عيسى قوس شفايفه بعدم رضا ؛ لا تتساهل ~
يعقوب بسُخرية ؛ ماعليه نجد عندنا وبترجع لنا نستخدمها شوي !
كانت ثُريـا واقفه عند الباب و تسمع ، ماتوقعت توصل فيهم الدناءة لهدرجة حتى بنت أختهم يضرُونها ، من كل قلبها دعت وأستودعت نفسها ونجد لايصيبهم ضرر والسبب أخوانها ، تَحطمت من داخل كثير ، ماتدري وش الغلط اللي أرتكبته عشان يكونوا أخوانها كذا ، أنعدمت الثقة عندها ومن الخوف على نجد تخلت عن أشياء كثير ، طلعت لغرفتها وهي منهـارة تبكي ،ودّها تنبّه نجد منهم لكن كيف ماتدري ~
__
بعد صَلاة الجُمعـة ، < عند هُمام >
كان واقف هُمـام عند باب المسجد ومعه أبوه صالح ، وسعُـود بعيد عنهم بمسافة ~
تنحنح هُمـام وهو مو عارف كيف يبدأ ؛ يبّه
ناظر له صالح وأبتسم ؛ سـمّ ؟
رَد له هُمـام الإبتسامة بخفيف ؛ سمّ الله عدوك ،
وسكت لثواني وبعدها جمّع شجاعته وبهدوء؛ اليوم بقابل أهلي !
ناظر له صالح بصدمة وهو فهم قصده وعرف المقصود مين بـ أهله ، و شتت نظره بعيد ؛ شلون ؟
هُمـام ؛ جاء لي عمي وقال لي وأنا وافقت ،
هُمام بحركة سريعة مَسك يد أبوه اللي كانت مرتكزه على العكاز ، وكمّل ؛ بس لو أنت مو راضي أنا ما أروح وفوق كل شي عندي رضاءك والله يشهد علي !
أبتسم صالح بخفيف وهو يحط يده فوق كف هُمام ؛ رُوح لهم وشوف وش عندهم وأرجع لنا ، و لا يأخذون مني ولدي !
ضحـك هُمـام وهو يقبل راسه وكتفه ؛ والله يخسـون يـ أبوي الله يخليك لنا
صالح وهو يرتب على كتف هُمـام وهمس له ؛ أسمع لي هم أهلك ودامهم نادوك هم أنا ما أمنعك ، بس اللي مايبيك أنت لاتبيه وبيعه بـ رخيص !
تنهد هُمام وهو يمسك يد أبوه صالح ويمشي ~
___
<< عند بيت نوره >> ؛
كانوا مثل عادتهم كل صباح جُمعة ينظفون البيت كامل من أوله لآخره ، غير ريحة العود اللي ماليه المكان ~
رمت نفسها حنين على الكنبة وهي تحط يدها على راسها ؛ خلاص اليوم ما بتحرك تعبت !
نوره ؛ الحين لما تحطين الغداء تعرفين شلون ما تتحركين
ناظرتها حنين بصدمة ؛ يمّه خدامتك وش شغلتها كل شي علي !
كانت نوره بتهاوشها و مُستعدة تعطيها مُحاضرة ، لكن مباشرة سكتت من شافت فيصل و زوجته إزدهار وبنته نَغم يدخلون ، وتواردوا من بعده يزيد وسياف ، والجوهرة وزوجها ، وكان ناقصهم بس جابر اللي و لأول مره يتأخر عليهم ~
نوره بعد الترحيب فيهم ، قالت بـ إستغراب ؛ ما أحد يدري عن جابر يجي ولا لا ؟ تأخر !
أنهت جُملتها وماهي الإ ثواني دخل جابر والإبتسامة على وجهه وملامح الفرح واضحة عليه ~
أبتسم جابر وهو يقبّل راسها ؛ جيت يا بعد جابر جيت وماجيت لحالي !
حنين ناظرته بـ صدمة ؛ صادق فيه عروسه يعني ؟
ضحك جابر ؛ أحلا من العروسة بعد !
نوره بـ نظرة حادة ؛ ماني مرتاحة من ناحيتك والله !
ضحكت نَغم ؛ شكلك سويتها ياعمي وجبت عروسة لنا !
جابر بـ إبتسامة ؛ ما شفتوا شي ، أستنوا علي عندي لكم مفاجاءت كثير



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 08:12 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الأبـطال ؛
هُمام فيصل الفيصل ؛
عميق التفكير ، منظم و تمشي حياته على روتين ، مجتهد والأحب لقلبه حياته العملية ، طمُوح و مايتستلم بسهولة ، هادئ صُبور ، دائمًا يحاول كتم غضبه ، وله من أسمه نصيـب "هُمام" ، أعطاه الله حسن الوجه والخُلق و المنصب وأخذ الأهم والأغلى "الأهل" ~
عمره 32 ، أستاذ مُحاضر في الجامعة - درس الماجستير- وخريج مرتبة الشرف من أحد أكبر جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ~
__
نجد جابر الفيصل ؛
عاطفية جدًا وخاصًة لشخص محتاجها ، متقلبة المزاج ، بشوشه الوجه ، أكثر شي تكرهه الروتين المُتعاد والملل ، دائمًا تحاول تظهر نفسها القوية ، تحب الليل و القمر و نجومه ، و بكل مافيها من حُب تحب أبوها ولا أحد يعلو هالحب بالنسبة لها ، جميلة ، راقية ، رقيقة ، ناعمة ، والأهم من هذا شعرها اللي يلامس خصرها ينكتب فيه قصيدة ~
عمرها 21 ، درست "التصميم الداخلي" وتخرجت منه ~
_
الشـخصيات ؛
< عائلة أبو فيصل >
الجد سلمان "متوفي"
الجدة نوره ..
أبنائهم ؛-
.
1 - فيصل " الكبير "
زوجته أزدهار ، له بنتين ، وولدين - هُمام ، أكبر عياله ، يختلف عنهم بـ أن أمه "عزيزة"
- سياف 30 سنة - الجوهرة ، متزوجة من فترة بسيطة "بدر" عمرها 26 - نَغم ، أخر العنقود ، تدرس تمريض وأخر سنة لها "سنة الامتياز" ،مُجتهدة وأهم ماعليها مُستقبلها ، عُمرها 25
.
2 - سوسن
متزوجة إبراهيم ، لها ولدين فقط - وليد ، طبيب عام بمستشفى خارج الرياض ، بالشرقية تحديدًا ، عمره 29 - سامي ، عمره 27 وماكمّل دراسته الجامعية لسبب ما..
.
3 - جابر
متزوج شيخة "متوفية اللي من جنسية كويتيه ، مدير عام في شركة كبيرة لكن سابقًا ..
- وحيدته وبنته نجد ~
.
4 - الأصغر والألطف "يزيد وحنين"
التؤام المُتشابهين بالوجه والشخصية ، أعمارهم 24
_
الشخصيات 2 :
< عائلة أبو سعود > .
أبو سعود "محمد" ، أم سعود "فايزة" متوفين ، لهم بنت و ولد - عزيزة "أم هُمام" متوفية ، و مامرت أشهر الإ وتوفى محمد بعدها ~
- سعُود صاحب الصوت الجميل ، و صاحب قلب و روح هُمام ، ضعيف المادية ، عُمره 33 ~
__
< عائلة أبو نور >
أو بـ الأصح أبو هُمام ~
صالح و فاطمة ، لهم بنت وحده نـور ~ - نور مخطوبة وقريب زواجها ، لـ صاحب من أصحاب هُمام "بسّام" ، تدرس بالجامعة وعُمرها 22 ~
هُمام ، اللي يعتبرونه وَلدهم ، من بعد وفاة أمه كانت تاخذه فاطمة من جدته كثير ، "ولدهم من الرضاعة" كانت وقتها جايبه طفل وماكتب له عُمر ، وما كان أول طفل من قبله كثير ماتوا ، ونور جت بعد سنين وإنتظار طويلة وفقدان الأمل بالضنا ~
__

الكويت ؛- < عائلة أبو يعقوب >
أهل شيخة "خوال نجد " ، من أغنى العوائل ، وبالنسبة لهم الفلوس لعبه بأيديهم ~ - الخال الأكبر يعقوب ، واللي كان متزوج من نادية وعنده ولد وبنت ، خالد عمره 25 ، و سُعاد 22 |
- وشيخة ترتبيها الثانيه ، " أم نجد " ~
- ثُريـا ؛ اللي كانت الأهم عندها نجد ، وتخاف عليها مثل خوف الأم على طفلها ، ما تمشي مكان الا ونجد معاها ، بالنسبة لها نجد أختها و صاحبتها ، عُمرها 34 - والأصغر عيسى ، اللي ما كان يقدر يسوي الشي الإ بشُـور أخوه الكبير يعقوب ~




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 08:13 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



___
طلع جابر للسيارة وتركهم مع تساؤلاتهم ، كانت نجد بالسيارة وتنتظر أبوها ، وهي متوتره كثير لدرجة تتمنى لو أنها ما جت ، ومن الحين وقبل لاتدخل تحس وجودها غلط بينهم ، وكيف ببتصرف لو مايبونها وكلام أبوها كان بس عشان تحبهم وترضى بـ هُمام ~
فتح لها الباب جابر و أبتسم ؛ يلا أنزلي !
نجد بـ توتر ؛ خلاص مابي كنسلت !
عقد حواجبه جابر ؛ كنسلتي ؟ طيب ينتظرونك داخل !
قوست شفايفها بعدم رضا ؛ مو اليوم طيب ، نخليها بكره؟
ضحك جابر ؛ أنزلي معاي الحين يموتون من الفضول ،
و كمّل بهدوء ؛ وبعدين حرام مايشوفون جمال بنت أخوهم يلا !
نزلت نجد وهي تعدل حجابها ، وتمسك يد أبوها وتشد عليها ، دَخلت عندهم وهي كانت تتجهز من أسابيع لموعد اللقاء لكن ما كان مثل ماتخيلت ، التوتر كان سيد مشاعرها وفيها خوف ، والسالفة اللي صارت معاها الفجر "خبر زواجها بـ هُمام" كان لها نصيب بـ إنها تخرب يومها وماتكون بالمزاج المطلوب واللي تبيه ~
دخلت و مررت نظرها على الجالسين وهي ما كانت عارفه تتصرف و ما تعرف لو شخص فيهم ، كانت تشوف ملامح الدهشة عليهم لدرجة ما أحد رحّب فيها ظنت لوهله أنه فعلًا مايبونها أو حتى مايعرفونها من الأساس ، لكن من شافت دموع المرأة الكبيرة وأستنجت أن هذه جدتها نوره ، كان الجميع يناظر مصدُوم لانهم يعرفونها تمام المعرفة بعكسها اللي ما تعرف أحد ، الجوهرة و حنين ونَغم الكل كان مصدوم ، حتى إزدهار اللي ما كانت قادرة تدخل لوجود جابر لكن واقفة عند الباب تحاول تعرف مين هذه ~
جابر بصوته الجهوري وبـ إبتسامة ؛ يمّه هذه نجد بنتي
نوره وقفت وما كانت قادرة تسيطر على دموعها اللي تنزل غصب عنها ، تقدمت لها وهي تحضنها بكل قوتها ، أما نجد اللي بادلتها الحضن بعد تردد كبير ، كانت باقي متوتره ومصدومة من الحضن وكل شوي تناظر أبوها عشان ترتاح أنه باقي موجود معها وما تركها ~
همست نوره لـ نجد وهي باقي حاضنتها ؛ هلا والله بـ سيدة البنات !
نجد من بعد همسها حضنت نوره من كل قلبها وهي تبكي ، قال لها أبوها أنهم يحبُونها وينتظرونها على أحر من الجمر و بـ أقرب فرصة ، لكن ماتوقعت كل هالحُب من جدتها اللي ما تعرفها الإ وهي طفلة و ما كانت واعية لشيء ~
_
- عند هُمام ، وسعُـود ؛
كعادته جالس بكامل أناقته بالشمّاغ والثوب ، و فخامته ، وهيبته اللي مايختلف عليها الأثنين ، ملامحه توضّح الهدوء لكن داخله عواصف وأمواج من المشاعر اللي مو عارف يحددها ، ينتظر الرسالة من جابر لإجل يطلع لهم ~
و من سمّع صوت إشعار رسالة ، أخذ جواله بحركة سريعة وهو يفتحها كانت من جابر راسل له الموقع وكاتب له " صدقني ما أحد بيرفضك الحين ، وإذا رفضوا وجودك معهم فـ هم خسروا رجال بحق وحقيق ! " ، من قراء هُمام مضمون الرسالة ضحك بسخرية ،
ناظر له سعود وبهدوء ؛ وش فيك ؟
أعطى هُمام الجوال لـ سعود ؛ إقراء وشوف !
بعد ما قراءها سعود كشّر ؛ أتمنى أنك ماتصدق هالكلام وتترك العواطف والأحاسيس على جنب وتفكر بعقلك !
ناظر له هُمام و تنهد ؛ تدري لو ما كانت لحظة غضب ما كنت رحت لهم !
سعود ؛ خلاص لا تروح ولا تشوفهم !
هُمام زم شفايفه ؛ بس ما أكذب عليك ، فيه شي بداخلي وده يروح لهم ، يمكن يكون بس فضول !
سكت لثواني و أعتدل بـ جلسته و ناظر سعُود بتمعُن ، قال بهدوء ؛ أنت لو مكاني تروح ؟
سعود بنفس هدوئه ؛ و أنا ما بأكذب عليك لك ايه أروح ، بس ما أوافق على طلب واحد منهم و أتزوج وأخرب حياتي !
هُمام تنهد ؛ أنا تعبت ومادري وش صرت أسوي !
سعود بهدوء ؛ أدري من صغرك و أنت تتمنى تشوف أبوك ، هذا حقك أنك تشوف أبوك ، روح له بس لاتوثق ، روح له ولا تمشيك عواطفك وحنيتك ، مابي منك الا تحفظ كرامتك ونفسك !
هُمام بجمُود ؛ ليش ما أوثق ، أنا أوثق فيك بالرغم من أنك أستغفلتتي ؟
سكت سعود وشتت نظره بعيد مايبي يفتح الموضوع ، هُمام وقف ؛ قال لي جابر أن هو رفضني ، وهذا اللي كنت متوقعه بس كنت أكذب نفسي بكل مره ، الحين بـ أروح وأجيك بخبر جديد يمكن ما أتعرفه !
وقف معاه سُعود ، وضحك بسُخرية و يحاول يغير الموضوع ؛ مادري وش تبي بالنجوم وعندك القَمرا !
هُمام ناظر له بهدوء ويستوعب كلامه لثواني ، وضحك من كل قلبه ؛ أحب الواثقين أنا !
سعُود ضحك ؛ أنا صادق ، أنت لو تعرف قيمة اللي عندك ما تروح
هُمام أخذ قرب وسادة عنده وهو يرميها عليه ؛ تأخرت وأنت السبب
سعود وهو يمسك الوسادة اللي رماها عليه وما صابته وبـ إبتسامة سُخرية ؛ ألبس نظارتك ثاني مره عشان تعرف تحدد الهدف زين !
__
- بالكُويـت ، << عند ثُريا >> ؛
كانت بغرفتها ومنسدحة على سريرها مثل دائمًا ، تنعزل عن أخوانها وكل شي بهذا البيت ، كانت الوحيدة اللي تغير جو معها نجد والحين مو فيه ، لكن تفكيرها مع نجد وأيش جالسه تسوي الحين ، ما كلمتها ولا سمعت صوتها من وصلت نجد للـرياض ، و أكتفت نجـد برسالة كانت كاتبه فيها " وصلت لـ سِميتي ، حُجر اليمامة " وقتها ضحكت ثُريا من فهمت قصدها بـإن الرياض يسمُونها نجد ، وحجُر اليمامة أسم للرياض قديمًا ، أخذت ثُريا جوالها من سمعت إشعار رسالة ، أعتدلت بجلستها وأبتسمت إبتسامة عريضة من شافتها من نجـد كانت كاتبة فيها " جالسة حاليًا مع جدتي ، وبقابل عمامي الحين ، وطلعوا فعلًا ناس حلوين "
تنهدت بـ إبتسامة من أرتاحت على نجد وأنها بخير ، و من تذكرت كلام أخوانها وحركاتهم أرتاحت أكثر أن نجـد أبتعدت عنهم ~
__
- في السُعودية ، << بيت نوره >> ؛
سلموا عليها وعرفتهم و تحس مبدئيًا أنها أرتاحت معهم ، كانوا متحمسين وهم يسلمون عليها وكأنهم يعرفونها زمان وكلهم الإبتسامة ما تفارقهم ، كانت جالسة و بـ يمينها جدتها نوره اللي أصلًا ما تركتها وهي اللي عرفتهم لها وكانت مبسوطة جدًا فيها ، ويسارها أبوها اللي مارضت يبعد عنها ومتمسكة فيه لحد الآن وتشوف فرحته الواضحة بعيونه وهي بينهم ومستقبلينها بكل حُـب ~
نوره وهي تمسك يد نجد وتشد عليها ؛ والله أني أنتظرت هاليوم من سنين طويلة ، أني أشوفك بينا وبعافية الحمدالله
نجـد وكانت بتذوب من فرط خجلها ما كانت قادرة تحكي وتأخذ وتعطي ، باقي متوترة لكن الحين الخجل معتريها بالكامل وأكتفت بـ إبتسامة ~
جابر بـ إبتسامة عريضة وهو يأشر على حنين ؛ شوفي هذه حنين تراها عمتك وعندها تؤام !
ناظرت حنين المُبتسمة وبادلتها نجـد الإبتسامة ، وهمست بخفوت لجابـر ؛ مرا صغيرة ما توقعت عمتي بتكون كُبري !
جـابر ضحك ؛ فيه غيرها عمتك سوسن بس مسافرة !
رجعت نجد همست همس غير مسموع الإ لـ جابر وبهدوء ؛ الجوهرة ونغم خواته صح ؟
ناظر له جابـر وهو فهم مقصدها بـ أنهم "خوات هُمام" وهمس لها ؛ أيه ، بس لاتجيبين طاريه عندهم الحين !
ناظرته نجد بـ إستغراب ، وهي تتذكر أمس لما وصلهم لبيت أبوها ما كان يعرف مكانه أبدًا ، والحين خواته مايبونه !
نغم بسُخرية ؛ عمي جابر شوف جدتي ساكتة لك لإن معك نجد لأول مره لكن ترا الفضول بيقتلها وأنتم تتهامسوون !
نوره بحدة ؛ يا قليلة الأدب يعنبو حيك على من طالعة أنتي ما تخافين من أحد !
ضحكت حنين ؛ هذا نهاية التمريض اللي تبينه يطول اللسان
ناظرتها نغم بطرف عين وكشّرت ، دخلت قسم التمريض بكامل رغبتها وحبها لهالقسم ، من صغرها وهي تتمناه ، وكل حياتها تتمحور حول التمريض وما عندها شي غيره أجتهدت وتعبت ونالت اللي تبيه ~
جابر بـ إبتسامة ؛ جالسين نتعرف عليكم أكثر ما نتهامس
و وقف جابر ، وبسرعة مسكت يده نجد وهي تناظره ،
ضحك جابـر وأبتسم ؛ راجع لك ، أبي أنادي فيصل ويزيد تشوفينهم !
هزت راسها بالإيجاب وتركت يده وهي تراقب جابر لأحد ما طلع من الباب وأختفى عن أنظارها ، و...



______
و رجعت توترت كثير حسّت حنين بتوترها وهي تجي عندها ، و دائمًا حنين تحاول "تلطف الجو" ، جلست جنبها وضحكت حنين ؛ شوفي صح أني صغيرة وأصغرهم بس لاتنسين أنا عمتك أحترميني ولا تكونين مثلهم !
نجـد ناظرتها وهمست لها بهدوء وبـ إبتسامة ؛ كم عُمرك ؟
حنين أبتسمت ؛٢٤ ربيعًا
نجد أبتسمت لها بخفيف ؛ ما أنتي أصغرهم ، أنا أصغر
الجوهرة بتفكير ؛ مايجي شكلك بالعشرينات !
نجد هزت راسها بالنفي وضحكت بخفيف ؛ يجي ، عمري ٢١
دخلت المجلس أزدهار ، وتوجهت مُباشرة لـ نجد سلمت عليها ~
أزدهار بـ أبتسامة ؛ أنا زوجة عمك فيصل
أبتسمت لها نجد ، وتلقائيًا تذكرت هُمام وظنت أن هذه تكون أمه حست أنها خجلت كثير وتوردت ملامحها بالكامل ~
أزدهار ضحكت ؛ لا تستحين عادي !
نوره ناظرت لـ نجد ؛ تدرين كيف يعرفونك ؟
هزت نجد راسها بالنفي ~
نوره بـ إبتسامة ؛ الكل يعرفك ، كان جابر يتمشى ومعاه ألبوم لـ صورك من اللفة لتخرجك من الجامعة !
الجوهرة ؛ وكل جلسته يتكلم عنك ، وحتى مايبي نقول له الإ بـ أبو نجد !
تحس نجد قلبها يرّجف من الوناسة ، تحب أبوها حُب مايوصفه شاعر ، والشُعور الحلو أنها تدري أن أبوها مايحب الا هي ويرخص الغالي عشانها ~
__
بنفس المكان ، < جهة الرجال >
جابر اللي تأكد من أن هُمام على وشك الوصول ، ما يدري وش ردة فعل أخوه أو أمه أو خوات هُمام اللي مايعرفون عنه شي ، صحيح بالبداية كان مايفكر الا بـ نفسه و بنته لكن الحين لو رفضوه فعلًا بـ يحس الذنب ، كان جابر بـ يطير من الفرح لأجل بنته لكن يبقى ضميره يوجعه عن كل شي سواه بالماضي وبالحاضر ~
تنحنح جابر وهو يتكلم بصوت جهوري ؛ ما تحسون الرياض منوره اليوم ؟
ضحك يزيد ؛ دائمًا منوره بوجودي
كشر بوجهه جابر ، وقال بـ إبتسامة كلها رضا ؛ لا والله نجدنا اليوم منورة بـ نجدي !
يزيد ناظره بطرف عين ؛ وش تقصد ؟
سياف ؛ شكله يقصد بنته !
وقف فيصل وأبتسم ؛ الواضح نجد بنت جابر نورتنا
جابر ضحك ؛ نورتنا ، وعند أمي الحين
بدر "زوج الجوهرة" أبتسم ؛ الحمدالله على سلامتها يـ أبو نجد !
أبتسم جابر و يضرب جابر على صدره بمعنى الإمتنان ~
فيصل وهو يتقدم لجابر بـ إبتسامة ؛ وينها بنشوف بنتنا !
جابر ناظره وحط عينه بعين فيصل ؛ أبو هُمام !
سياف ناظر عمه ؛ عمي مضيع ، وكان بـ يكمل كلامه لحد ما شاف تعابير وجه أبوه ، وهو يسكت ~
ناظر فيصل لـ جابر بنظره كلها ذهول وصَدمة ، كان بيتكلم لكن يحس لسانه مربوط ولا قادر ينطق الحرف ~
جابر ضحك بسُخرية ؛ مستعجل على بنتي أشوفك ، حتى أنا والله بشوف ولدنا !
فيصل مسك ذراع جابر وهمس له بحدّة ؛ وش جاب الطاري الحين ؟
جابر وهو يبعد يد فيصل بكل هدوءه ، ويبتسم ببرود ؛ انا قلت ما عمرنا جبنا الطاري خلينا نذكره قبل لاننسى !
و كل هذا كان تحت أنظار الموجودين اللي مو عارفين أصل الموضوع من الأساس و فوقهم مليون علامة إستفهام ~
قام سياف لهم وهو يوقف جنب أبوه ؛ وش صاير ؟
جابر ؛ لو تسأل أبوك يمكن يجاوبك !
سياف ألتفت لأبوه وهو عاقد حواجبه ؛ يبّه وش فيه ، مين هُمام ؟
فيصل ناظر جابر و رَص على أسنانه بكل حدة ؛ فتحت لنا باب يا جابر ، ومثل مافتحته بتقفله !
جابر ؛ يعني أنت الحين بتمُّوت الرجَّال وهو موجود ؟ لو تشوفه وتسأل عنه !
فيصل أعتلى صوته وبغضب ؛ ما راح أشوفه ولا أسال عن أحد وأعتبره مات !
وكمّل بكل غضبه ؛ أو لا تعتبره ميت أعتبر ماله وجود من الأساس مثل ما أعتبر أنا !
يزيد ؛ فهمونا وش السالفة عشان نحلها معكم مو محتاج كل اللي تسوونه هذا !
أما بدر كان وضعه غريب بينهم ، وما تدّخل بشيء ~
كان جابر بيتكلم ، لكن من جاءه أتصال من هُمام ، ناظر لفيصل وقال بهدوء ؛ لو أنك رجال يا أخوي و واثق أنك مو غلطان تجلس الحين ، وأبيك تتذكر كلام أبوي الله يرحمه!
أبعد جابر بهدوء عنهم وهو يرد على هُمام اللي صار عند قدام بيتهم بالضبط ~
__
هُمام اللي كان بسيارته ويحس المسافة هذه أطول مسافة مشاها بحياته ، وتراكمت فيه المشاعر السلبية ، و أول المشاعر كان خايف ! فعلًا خايف من اللي ينتظره ولـ أول مره يخاف لهالقد ، ماتوقع أن هذه المشاعر بتكون مصاحبته لحد وصوله ، كان وده هالخوف يكون أمل ويروح وهو مرتاح لكن اللي واضح له مافيه الا خوف ، و إحباط ، و خيبة أمل ، وتوتر ، و فضول … يقنع نفسه بـ أن هالشيء عادي وما راح يخسر شي بعدهم بـ يكمل حياته ويقدر يعيش وعنده أهله اللي يحبونه من كبيرهم لـ صغيرهم ، لكن مُباشرة يتذكر لو رفضوه وهو مو متجهز لهالشيء وش بيكون موقفه ؟ ، و أخيرًا وصل للبيت وهو ينزل من سيارته ويتصل على جابر ، و ماهي الإ ثواني و جابر طلع له ~
سلّم عليه جابر وأبتسم ؛ ندخل ؟
__




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:13 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




هُمام بهدوء ؛ مين فيه ؟
جابر ؛ فيصل أبوك اللي بتعرفه تلقائي أصلا ، أخوك سياف ، وزوج أختك بدر ، يزيد يكون عمك !
هُمام بتعقيدة حاجب ؛ أخوي وأختي !
جابر ؛ لك أخو وأختين ، الحين لما تشوفهم بتعرفهم زين ~
دخلوا هُمام وجابر ، كان هُمام يحس رجوله ثقيله وبالموت يقدر يوصل للمجلس يحس دقات قلبه مضطربه ، اما جابر اللي كان مخطط كيف راح يتصرف ومايكسرون هُمام ~
__
- << في مجلس الرجال >> ؛
فيصل كان متوتر من جابر ونواياه ومتأكد أنه ما جاب الطاري من عدم ، و مصدوم لان بحياته ما اتوقع أحد بـ يجيب طاري هُمام ولده بعد كل هالعمر ، و غير سياف و يزيد اللي ضغطوا عليه عشان يعرفون وش أساس القصة ~
سياف ؛ يبه وش صاير ما احنا أطفال عشان ما تقولون لنا !
يزيد ؛ وش المشكلة اللي بينكم ؟
فيصل بحدة ؛ ما تعرف تسكت أنت وياه أ…
و قطع كلامه الشخص اللي دخل ~
هُمام كان واقف عند باب المجلس و بصوته الجهوري وبكل ثبات ؛ السلام عليكم !
ناظر فيصل وكأنه يعرف هالملامح زين ولا يغلط فيها ، ناظره وحط عينه بعين الشخص اللي قدامه ، ما كان يدري وش يسوي بس يحتاج أحد يقول له هذا ولدك ويقطع الشك بـ اليقين ~
أبتسم جابر ؛ يزيد قم سلم على هُمام !
وقتها تأكد فيصل لما ذكروا أسمه أنّ هو بنفسه ، وتحركت كل مشاعره ومو عارف يحددها لكن يحس بـ أن أحد مسك قلبه ويلعب فيه ، حتى أنفاسه كانت سريعة وهالشي واضح من صدره اللي يطلع وينزل ~
ما كان يزيد رابط الأحداث ببعض ومو مركز أن هُمام هو نفسه اللي يتكلمون فيه ، قام يزيد وهو يتوعد بـ جابر كيف يجيب رجال بهالوقت وشكله المعفوس ، وقف وعدل تيشرته ومشط شعره بـ يده ، ووصل لـ هُمام وهو يسلّم عليه ، يزيد ؛ أدخل تفضل !
أبتسم هُمام و أستغرب أن رحبّ فيه وعادي ، لكن بـ الأصل أن يزيد أصلا ما عرفه ولا يعرفه من قبل أساسًا !
كان سياف مو مرتاح ، و سياف عكس يزيد وعرّف هُمام اللي أبوه عصب عشانه ، وبالرغم من عدم راحته لكن تقدّم لـ هُمام وهو يسلم عليه وشد على يده بمعنى تحذير بشكل غير مُباشر ، ومن بعده سَلم عليه بدر طبيعي ، وكل هذا كانوا مايعرفون وش الموضوع أو مين هذا ~
رفع هُمام عيونه للشخص اللي قدامه واللي يتوقع أنه أبوه يبي يشوفه زين وبتفحص ، و من ناظر له توسعت عيونه بذهول من شكل وجهه وناظر بصدمة !
____

<< في قسم الحريم >> ؛
ما كانوا حاسين أو عارفين باللي جالس يصير عند الرجال ، وأخذتهم السوالف مع بعض ، لكن نجد كانت تتكلم دقيقة و تسكت عشرة تسمع لهم ، وتنتظر أبوها كانت مرتاحة صح لكن وجود أبوها غير ~
حنين ؛ تدرين يا نجد من زمان و أنا أقول لـ جابر ياخذني عندك أو حتى يجيبك ويرفض ؟
نجد هزت راسها بالإيجاب ؛ أعرف ، لإني دائمًا أطلبه أشوفكم بس بعد يرفض ولا أعرف ليش !
الجوهرة أبتسمت ؛ أعرفك بس صور ، وأذكرك وأنتي صغيرة
نغم ؛ وقت كانت عندنا بالمدرسة أذكرها ، كانت صغيرة ودخلت بدري وبعدها رحتي للكويت ولا عاد شفناك !
نوره قاطعتهم و بـ إستغراب ؛ الإ جابر وأخوانه وينهم تأخروا ؟
أزدهار ؛ الجوهرة روحي شوفيهم بالمجلس !
-
<< في قسم الرجال >> ؛
هُمام اللي توقف ونشف الدم بعروقه من شاف وجه أبوه ، ناظر لـ أبوه اللي واقف بمكانه وثابت حتى عيونه أبَتْ أنها ترمش ، وبعدها ناظر لـ جابر نظرة إستفسار ومُباشرة فهم جابر أن هُمام يبي يتأكد هذا أبوه أو لا ، وهز راسه بالإيجاب .
تقدّم هُمام بكل ثبات وبكل جراءة لـ أبوه ، ما كان ودّه يروح له بس رجوله أخذته غصب لحد ما صار قدامه واقف بالضبط وحط عينه بعينه وينتظر ردة فعل لكن مالقى منه إلا أن فيصل مشتت نظره بعيد ومن الأساس مو حاس بـ شي بدأت الدنيا تسود بعيونه ويحس درجة حرارته أرتفعت وضغط قوي عليه ، وفقد وعيه وطاح !
تقدم سياف لأبوه وهو يرتمي عند راسه وجالس على ركبه وبـ توتر ؛ أبوي !!!!، وجابر وبدر ويزيد تجمعوا عليه ، أما هُمام ما كان عارف وش يسوي يحس بشتات فضيع وده الحين هو اللي يفقد الوعي ولا يحس باللي حوله ، ما كان يسّمع إلا صوت سياف اللي يتوعد فيه ويرمي عليه تُهم !
سياف بغضب ؛ والله لو صار شي أنك أنت السبب !
مدد أصبعه بتهديد لعمه جابر ؛ و أنت معاه والله أني ما أخليكم و أوريكم نجوم الظهر
الجوهرة اللي دخلت عليهم وتشوف الرجال الواقف ، لكن اللي جذبها اللي بالأرض ومجتمعين عليه ، الجوهرة بصدمة ؛ أبوي !! ، تناست وجود هالرجال اللي ما تعرفه وهي تجي عندهم وتبكي ؛ وش فيه أبوي وش فيه ؟
بدر كان يناظر هُمام وبغضب منه ؛ أطلع من هناا
كانت الجوهره تتكلم على أبوها بـ بكاء بمحاولة أنه يقوم لكن فقدت الأمل وجلست تصارخ بـ أعلى صوتها وأجهشت بالبكاء ؛ وش فيه أبوووي ؟
بدر أخذها وطلعها برا لوجود هُمام ما كان يعرف أنه أخوها ويحس نار الغيرة بتأكله ، كيف تتصرف من دون وعي كذا ؟
_________
عند الحريم ، اللي من سمعت نغم صوت أختها قامت تركض وتنادي بالجوهرة ، وقاموا الكل من وراها ، حتى نجد معهم اللي ماتدري وش صار لكن صابتها الخريعة منهم ومن ركضهم وقامت معهم بعد ما كانت جالسه في آمان الله و هدوئها ~
ركضت إزدهار للجوهرة اللي كانت واقفه وسط الحوش وبعيد عن مجلس الرجال ، وتبكي مثل أم ضايع ولدها وكان بدر قدامها ويناظر لها بـ برود يقتل ، وقفت إزدهار عند بنتها وهي تناظر بدر ؛ وش فيها ليش تبكي ؟
ولحقتها نوره اللي كانت بطيئة بالمشي وخاصةً دون عكازها ؛ وش صاااير ؟
بدر وهو يشتت نظره بعيد ، و ناظر مكان وقوف البنات البعيد وسرّح فيهم ، صَد لما سمع صوت إزدهار اللي تناديه ، وقال بهدوء ووجه جامد جدًا ؛ عمي فيصل !
نوره أردفت بشكل سريع ؛ وش فيه ؟
بدر بهدوء ؛ مافيه شي لكن دَاخ !
شهقت نوره وكانت تحاول تمشي بسرعة وتوصل لهم لكن رجولها ما تساعدها ، و نَغم اللي وقفت بمكانها جامدة من سمعت أسم أبوها !
نجد تناظر لها وهي تحس نفسها بتبكي وبصوت مبحوح ؛ وش فيكم ؟
نغم ناظرتها وهي تحس أنها باقي مو مستوعبة ؛ نجد يقول أبوي طاح !
نجد بحركة سريعة مسكت يدها ؛ أدخلي طيب اتصرفي مو أنتي مُمرضة ؟
نغم وهي توها تصحا على نفسها وتستوعب وركضت للمجلس بالرغم من وجود بدر ، دخلت المجلس نغم ومن شافت هُمام واقف تغير موقفها ماتدري هي تدخل وتكمل أو تطلع ، لحد ما سمعت صوت عمها جابر ؛ أدخلي مافيه أحد غريب !
وأبعدوا عن نغم اللي جلست عند أبوها و تتفقده الحين بصفتها المُمرضة نغم ~
كان هُمام فعليًا منهار و متوتر و أول مره يحس بالتشاؤم لهدرجة هذه ، شتم اليوم واللحظة وكل الاوقات اللي كان يبي يشوف فيها أبوه وأهله ، ما كان قادر يسوي شي الإ أنه يشوف نظراتهم اللي بين ثانية وثانيه يوجهونها عليه وبتشب نار ~
راح جابر لأمه اللي تبكي عند الباب وتعبت كثير من المشي وهو يحاول يطمنها عليه ، وكانوا كلهم بحالة لا يحسدون عليها ، مايدري كيف يتصرف جابر وهو يسمع ناس تبكي و تتحلطم وين ما لف وجهه ، يشوف أمه ويشوف أزدهار زوجة أخوه ويشوف بنات أخوه ، باقي نجد قلبه اللي متأكد أنها خايفة معهم لكن مايدري وينها !
__
نغم أبتسمت بفرح من شافت أبوها فتح عيونه ، لإنها صدق خافت من بعد ما سوت له الإسعافات الأولية وهو باقي ما حس عليها ، نغم ناظرت سياف وأبتسمت ؛أبوي قام !
تنهد سياف براحة وأبتسم ، ناظر هُمام وهو يتقدّم له ومسكه مع ذراعه وعيونه تطلع شرار لو تتوزع على العالم أحرقتهم !
________


__

تنهد سياف براحة وأبتسم ، ناظر هُمام وهو يتقدّم له ومسكه مع ذراعه وعيونه تطلع شرار لو تتوزع على العالم أحرقتهم ، شد على ذراع هُمام ورص على أسنانه بحدة ؛ أنت مين ؟؟؟ هُمام كان وجهه خالي من اي تفاعلات و كان هادئ جدًا ، رفع يده ليد سياف اللي على ذراعه وهو ينزلها وبهدوء ؛ ما عندك احترام للضيف ؟
سياف تنرفز و عصب زياده وبحركة سريعة مسكه مع ياقته بقوة ؛ وش تبي بـ أبوي ؟
يزيد جاء عند سياف لإنه يعرفه إنسان متهور وممكن يسوي اي شي الحين ؛ سياف أتركه خلينا نفهم !
هُمام نزل يد سياف اللي عليه وبحدة ؛ لا تختبر صبري ، لا تسوي فيها الولد البار وأنت جيت تتهجم علي قبل ما تشوف أبوك وتتطمئن عليه !
فيصل وهو يمسك نغم اللي كانت بتسحب نفسها وتطلع من عندهم ، قال بهدوء وصوت مبحوح من التعب ؛ خليك !
ناظر سياف أبوه و بحدة ؛ هذا مين ؟
دخل جابر ودَخل أمه معاه وقال بسرعة ؛ هذا أخوكم هُمام !
يزيد ؛ جابر أنت تستهبل كيف ؟
نوره بعصبية وهي تناظره ؛ قطع الله هالطاري !! هُمام بادلها النظره بذهول ، وصبره وصل أخر مرحلة جالس ينّهـان كثير الحين وما أحد قادر يوقفهم عند حدّهم !
سياف يحس أحد أعطاه كف حار ، و ناظر أبوه بذهول ؛ أنت متزوج على أمي ؟
فيصل هز راسه بالنفي ؛ أنا تزوجت على أمه !
نوره وهي ترفع أصبعها بتهديد لهُمام ؛ أطلع مو مرّحب فيك هنا !
أسترسلت وهي تناظر فيصل ؛ وإذا دخل هالبيت أنا أطلع منه !
هُمام ناظرها و الواضح من عيونه الحادة وعقدة حواجبه بيقول كلام مايرضي الجميع ؛ و مين ق... قاطعه جابر اللي كان المهم عنده بـ هذا الموقف هُمام وما يبيه يقول حكي ويندم عليه ؛ إذا أنتم ما ترضون بـ هُمام أنا أرضاه زوج لـ بنتي !
نوره ؛ والله ثم والله يا جابر لو تسويها ما أنت ولدي ولا أنا أمك !
أنفعل جابر عليهم ؛ وهذا حل تدرين بحفيدك وما تبينه ؟
نوره بغضب ؛ ما نبيه والله لا يرّده !
هُمام ناظرها وبهدوء ؛ والله أنا اللي ما أبيكم ومع السلامة !
ومرر نظره على جابر ؛ يكفي مني لهالقد !
سياف ضحك بسُخرية ؛ تعرف الطريق ، شفت الباب اللي دخلت منه ؟ مثل ما دخلت بتطلع !
فيصل بحدة ؛ سياااف !!! سياف بسُخرية ؛ يعني الوضع الحين تدافع عنه ؟
سياف ناظر هُمام و أسترسل ؛ مبروك عليك أبو وعروسة !
نوره ناظرت جابر ؛ لو تدور رضاي بنتك ما ياخذها غيرنا وتزوجها سياف !
جابر وهو يناظر أمه ؛ وأنا طلعت منّا الحين ؟ هُمام ولد أخوي مثله مثل سياف
سكت لثواني وبعدها أردف ؛ والحين إذا طلع هُمام والله أني وراه أنا وبنتي !
يزيد ؛ و أنت مثل الأعمى تمشي وراه ؟
نوره بغضب ؛ محشوم الأعمى ، كلب وراعيه !
ناظر جابر أمه وهو مذهول تمامًا ، ما توقع لو واحد بالمية بتقلب الموضوع عليه ، أنصدم كثير وكل دقيقة جالسة تمّر عليهم مع بعض الحين يصعب الأمر أكثر ، كلهم بـ لحظة غضب و صدمة ~
هُمام ناظر جدته نوره وبهدوء ؛ أتوقع خلاص قلتي اللي تبين وما تركتي مجال لغيرك يتكلم أصلًا ! بس بقول لك أني محترم شيبات شعرك وتجاعيد وجهك و الإ نعرف نرد عليك رد مثل اللي تحبين وزيادة !
يزيد ؛ لا تمصخها زيادة حدّك عاد !!! سياف بسُخرية ؛ و أنا ما قلت لي شي ، محترم شبابي ؟
هُمام بنفس السُخرية ؛ أعتبرتك رجال والواضح العكس !
كان سياف بـ يرد عليه ، لحد ما سمعوا صوت بُكى نغم ،
نغم ؛ خلاص عاد والله حرام !
فيصل وهو يمسكها ويدخلها بـ حضنه ؛ خلاص لا تبكين ما صار شي !
نغم أبعدت عنه ؛ أنتم ليش كذا ما تعرفون تسامحون ما تعرفون تتفاهمون ؟
أنفعلت نغم وأعتلى صوتها ؛ أصلًا ما أحد يقدر يقول لكم شي بس معصبين وتدورون الزلة ، ناظرت هُمام ووجهت له الكلام ؛ أنت أخوي وما أعرفك صح لكن بـ أنصحك ، لا تجي عندهم والله ما عندهم رحمة !
نوره ؛ يا قليلة الأدب ، الحين صار ما عندنا رحمة ؟
ناظرت نَغم هُمام وهي تأشر على جدتها ؛ تشوف ؟ هذا أبسط مثال !
ناظرت جدتها وهي تجهش بالبكاء ؛ أذكركم بالرحمة وقت ما ضربني سياف أني دخلت التمريض ولا قلتوا شي ، تقولون أخوك خايف عليك ، وكأني جالسة أسوي معصية وأجاهر فيها ، وأنا حدّي قسم أحبه سعيت له !
ناظرها هُمام مصدوم ، وهو يشوف كمية التحجر والسطحية الحين فيهم ، ما توقع لـهدرجة وباقي ناس كذا !
سياف بهدوء ؛ طلعتي كل اللي بقلبك أرتحتي ؟
وكمّل بغضب وتهديد ؛ عيديها و بيجيك أكثر !
فيصل ؛ خلاص أتوقع أنتهى وجالسين نفتح صفحات قديمة !
أسترسل فيصل بتنهيدة عميقة ؛ نَغم نادي أمك وأختك وحنين ، و أجلس يا هُمام !
ناظرت نغم هُمام قبل لا تطلع ، مسحت دموعها وأبتسمت له بخفيف لإنها صدق رحمته وهي تسمعهم يجرحونه وهو ساكت و متحمل ، أما هُمام اللي من أبتسمت له رد لها أبتسامة عريضة وهو يحمد ربه أنه شاف أحد يعرف يبتسم عندهم ~
نوره ؛ الحين كذا تسوي ؟ أنت ما تشوف أمه تاركه لك شي غصب عنك تتعايش معه ! بس وش أقول طول هالسنين وأنا معاك بكل خطوة والحين هذا جزأي ؟ صدق الشيطان شاطر حتى وأنا أمكم ما أحد وقف معاي !

ـــــــــــــ




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:14 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




عند سُعـود ؛
أتصل على هُمام مليون مره ومستمر بالإتصال ، و هُمام بـ كُل مره يعطيه مشغول ، تتأقف بـ ملل و تضايق كثير من هُمام لإنهم متفقين يتواصلون لكن هُمام حتى ما فكر و أرسل له رساله وكان يفكر هذه بدايتها ينعاف تاليها ~
_
- في بيت نوره ؛
و عند نَغم اللي راحت عند أمها وأختها داخل ، دَخلت وهي مغمضه عيونها بقوة و ختمت كل الأدعية أن أمها ما تسوي شي مثلهم ، فتحت عيونها وطاحت عينها بـ عين أمها ، والواضح من ملامح أمها أنها سمعت كل شي ، كان وجهها أحمر بالكامل ، وعاقده حواجبها ، وتناظر بغضب ، و بجانبها أختها الجوهرة وكانت باقي تبكي وَ زاد عليها بدر اللي راح معصب و تركها ، وعندهم نجد اللي ملامحها جامدة وما فيها إنفعالات لكن داخلها مليون شي وتحاول تاخذ طرف خيط وتربط الأحداث ببعض لكن ما فهمت شي من اللي يصير غير أن هُمام أخ غير شقيق لهم وأستنتجت أن ازدهار زوجة عمها تعرف بـ موضوعه ، لإنها من سمعت أسمه رفضت تسمع الباقي ودَخلت البنات غصب عنهم عشان لا يسمعون بعد ! ، حنين كانت سانده راسها على الجدار ومغمضه عيونها وتحس بـ صداع قوي وهي ما تعرف تتصرف بالمواقف هذه ~
تنحنت نغم ، وبهدوء ؛ الجوهرة رحت و جيت وباقي تبكين ، بزر أنتي ؟
فتحت عيونها حنين وهي توقف وتتوجه لـ نَغم ؛ نغم وش السالفة مو فاهمه شي منهم !
وجهت نغم نظرها لـ أمها ، وبهدوء ؛ أمي أنتي تعرفين بـ هُمام أخوي ؟
أزدهار بحدة ؛ لا تقولين أخوي ! هذا مو أخوك !!
نَغم ؛ أبوي يبيكم كلكم داخل !
حنين ؛ يعني هو صدق أخوك ؟؟؟ نغم هزت راسها بالإيجاب ، حنين بذهول ؛ كيف طيب ؟؟؟ أزدهار بعصبية ؛ ليش تغير كلام أبوك الحين مو على أساس كان مايبيه ليش الحين غيّر رايه !! و كمّلت بنفس العصبية ؛ و وصلي لـ أبوك وخليه يختار يا أنا يا ولده المشكوك فيه !
نغم ؛ كسر كلام جدتي وما سمع لها ، تبين يسمع لك ؟
الجوهرة بـ رجاء ؛ يمه خلينا نروح لهم ، تعرفين أبوي لو يسمع هالكلام منك بـ يعاند أكثر !
ناظرتها إزدهار وكل الكلام صادقين فيه وما تنكر أنها خافت ، لكن حتى هي بتعانده ، تكتفت وهي تسند ظهرها على الكنبة براحة وبهدوء فقط ظاهري عكس اللي تحس فيه ؛ اللي عندي قلته ، أنتم شوفوا أخوكم وأشبعوا منه !
سكتوا من سمعوا جوال نجد يتصل ، رفعت نجد جوالها وكان أبوها وهي ترد ~
جابر ؛ ألبسي عبايتك و تعالي !
نجد همست لـ أبوها ؛ أبوي خلينا نرجع البيت !
جابر ؛ قلت تعالي و نادي اللي عندك !
وقفل منها مُباشرة ~
نجد بهدوء ؛ أبوي ويقول تعالوا ~
وفعلًا كلهم قاموا إستثناء ازدهار اللي ناويتها شر~
_____________________

في قسم الرجال ؛
نوره ؛ الحين كذا تسوي ؟ أنت ما تشوف أمه تاركه لك شي غصب عنك تتعايش معه ! بس وش أقول طول هالسنين وأنا معاك بكل خطوة والحين هذا جزأي ؟ صدق الشيطان شاطر حتى وأنا أمكم ما أحد وقف معاي ، ما أقول الإ حسبي الله عليهم !
هُمام والحين صدق وصل حده ومو مستحمل زيادة ؛ حتى الميت ما تحترمونه !!! ، مادري أنا لما جيت هنا وش كنت متوقع ؟ إذا كبيرتهم كذا كيف بيطلعون هم ؟؟ ما قالوا لك ولا علمّوك أن غيبة الميت أشد من غيبة الحي ؟؟؟ كمّل بنبرة صارمة وبعلُو صوت ؛ أنا مادري وش سوت أمي ولا أدري وش سوا ولدك لكن ما أسمح لك لا أنتي ولا أشباهك تتكلمين زيادة !
وأردف بتهديد ؛ أنا أحترمتك وأحترمت الكل هنا وأستحملت أسلوبكم الوصخ ، إذا أنتم متعودين ومتعايشين مع هالأسلوب أنا مو كذا ولا أرضى ، لو تحاولين تمسّين لي طرف أنتي ولا غيرك أقلب البيت حقك اللي فرحانه فيه على راسك أنتي واللي معك !
كانوا كلهم يناظرون مصدومين ما توقعوا يطلع كل هذا منه ، تكلموا و ما أحترموه ومن سكت لهم تساهلوا معه كثير ، لكن هُم ما يعرفونه زين ، لحد ما أنفجر عليهم ~
فيصل بعصبية وهو يأشر على الباب ؛ هُمام أطلع برا !!
هُمام بسُخرية ؛ معليش أنت لو تتوقع أجلس ثانيه بـ هالبيت تكون غلطان من غير مطرود أنا راح أطلع !
سياف ؛ شفـ…
قاطعه هُمام وبقرف ؛ أنت تسكت ولا كلمة !
يزيد بسُخرية ؛ صادقه أمي الشيطان شاطر !
فهم هُمام عليه مُباشره وقصّده أنه " هو الشيطان" ، أشر بحواجبه على يزيد وبسُخرية ؛ أيه يتعلّم من أبليس !
توتر جابر ؛ يا هُمام أذكر الله !
هُمام تركهم ومشى يبي يطلع ومن فتح باب المجلس ، كان قدّامه نجد و الجوهرة و نغم ، مرر نظره عليهم وتنهد وطلع ~
نغم بـ إستعجال ؛ هُمام !
ألتفت لها هُمام وهو ينتظرها تتكلم ، نغم بهدوء ؛ بتروح ما نشوفك ثاني ؟
أشر لها هُمام ؛ تعالي !
جت تركض عنده ، قال لها بهدوء وهو يهمس ؛ رقمي عند جابر إذا تبينه !
أبتسمت أبتسامه عريضة و قالت بهدوء ؛ عادي أسلم عليك ؟
ضحك هُمام وهو يمد يده ويصافحها ؛ خلاص أدخلي !
بعدّت عنه نَغم وهي مُبتسمة ، و مرتاحة له جدًا و ممكن تكون عكس مشاعر الجميع الحين ~
جاء بيطلع هُمام و أستوقفه صوت هادي جدًا : لو سمحت !
ألتفت هُمام وهو يناظرها كانت نـجـد ، قال بهدوء ؛ أسمي هُمام !
نـجـد تجمعت الدموع بعيونها وبصوت مبحوح جدًا ؛ هُمام أو غيره أنا سمعت كل كلامك اللي قبل شوي ، تكفى الحين أنا أطلبك مشكلة أبوي وش يصير فيها ؟
أردفت ودمعتها اللي تجمعت نزلت غصبًا عنها ..


_____


أردفت ودمعتها اللي تجمعت نزلت غصبًا عنها ؛ الحين مين يحلها مو على أساس أنا و أنت ، تكفى أبوي لا يصير فيه شي !
هُمام وهو كان يناظرها لـ ثواني طويلة و وصله أحساسها وطلبها من نبرتها وعيونها اللي تلمع مثل لمعة النجم ، تنحنح وهو ينتبه على نفسه أنه بالشارع وهي واقفه عند الباب ؛ أدخلي !
نجد وهي طلعت للشارع زياده وصارت قدامه بالضبط ، كانت لابسه عبايتها وبـ حجابها المتعوده عليه ، وهي كل ما مسحت دُموعها زادت ؛ تكفى طيب ؟ هو طلب واحد ولا غيره طلب !
ناظرها هُمام بذهول وهو يمسكها مع ذراعها ويسحبها ويرجعها لمكانها ؛ الشارع بيت أبوك عشان تترجين فيه وتحلين مشكلتك ؟ صاحية أنتي بعقلك !
نجد رفعت نظرها له ، وعيونها مجتمعه فيها الدموع ، وتحاول تسحب يدها منه ؛ جالس توجعني أتركني !
ترك ذراعها هُمام و كشّر و هو مو طايق أحد فيهم ، و حس بوجود شخص و رفع نظره للشخص اللي واقف ، كان جابر و يرميه بـ نظرات أقل ما يقال عنه"نظرات نارية" ، توجه جابر لـ هُمام و سحب نجد بـ جانبه ؛ هُمام جالس تغلط و كثير لا تضحك باللي داخل و تصير مثلهم !
هُمام بحدة ؛ كل اللي جالس يصير بـ أكمله غلط بـ غلط !! جابر ؛ ما كان هذا أتفاقنا !
هُمام رفع كفوفه بعدم معرفة وقلة حيلة ؛ وش أسوي يعني ؟ تبيني أجلس و يقللون من قدري وأضحك معهم ؟ ، تبيني أرمي نفسي على ناس ما تبيني ؟ ، أنا مو مجبور أسوي كل هذا ، حاولت و ياليت ما حاولت !
سكت جابر من شاف نجد مسكت ثوبه وتشد عليه ، وما غاب عن هُمام شافها وشاف حتى الخوف بعيونها و يحس من داخله رَحمها كثير ، و لكن طلبها عشان أبوها و وقفتها عنده بحد ذاتها كانت شُجاعة ~
جابر وهو يهمس لـ نجد ؛ تدخلين عندهم ؟
نجد هزت راسها بالنفي ، ورفعت عيونها لـ أبوها ؛ ابي ارجع البيت !
شاف جابر عيون بنته اللي ذبلت كثير ، وهي من جَت عنده ما أرتاحت ، تنهد وهو يمسح على وجه ويستغفر ، و بهدوء ؛ طيب روحي السيارة !
راحت نجد للسيارة ، وهي مافيها طاقة لـ شي ، كانت أحلامها شي كبير و لكن واقعها صَدمها ، توها تحس بالنعمة اللي كانت عايشتها بالكُويت وبعيد عنهم مرتاحة ~
أما جابر اللي كان يتبّع بنته لحد ما ركبت السيارة ، وهو ضايق خلقه عليها ، و حتى هُمام أكل همّه ، ناظر جابر لـ هُمام وقال بهدوء ؛ يا هُمام وقت ما جيت وطلبتك الطلب ما كان قصدي أرمي بنتي على شخص ، كنت بعز الحاجة و لحد الحين ما أنكر أني بـ حاجتك ، دَخلتك عند أهلي وزعلت أمي عشانك ، وقفت معاك حتى بعد ما طلعت ، اللي بـ يصير لي مو سهل ! …



__


جابر ؛ اللي بـ يصير لي مو سهل ، لو ابي نجد وقتها بس تتزوج كان اليوم وافقت على سياف ، أو أي شخص غيرك ، بس أخترتك أنت من بينهم !
تنهد هُمام ، وهو ما يمر على باله الا طلب نجد وبكاها وهو يحس بضعفها جدًا ؛ لازم أقول لـ أبوي !
جابر ؛ أبوك يكون اخوي و أعرف أقنعه ، يعني من هالناحية لا تشيل هم !
ضحك هُمام بسُخرية ؛ وأنا من قال أقصد أخوك وشايل همّه بعد؟ ، أقصد أبوي !
ناظره جابر بـ إستغراب ؛ مين أبوك مو فاهم عليك ؟
هُمام شت نظره بعيد ؛ مو لازم تفهم كل شي !
جابر بـ تردد ؛ طيب مين البنت اللي كلمتها وقت أخذت نجد من المطار ؟
هُمام ركز عيونه بعيون جابر ؛ أنت ما تقول أنك بحثت عني وراقبتني قبل ؟
جابر ؛ عشان كذا ودي أعرف ما كان حولك بنات !
هُمام بسُخرية ؛ يعني ما بحثت عني زين ، أجتهد أكثر المره الجاية
جابر ؛ ما تعرف تجاوب على السؤال دون مراوغة !
هُمام بجدية ؛ أنت تبهرني حقيقي ، تبي تعرف كل شي و بسهولة ، و إذا سألتك سوال من حقي أعرفه ما تجاوب !
جابر ؛ وش تبي تعرف ؟
هُمام بهدوء ؛ اللي في وجه فيصل من أمي ؟
أمتنع جابر عن الإجابة وسكت ، هُمام شتت نظره بعيد ويحس أنه مخنوق جدًا ؛ وصلت الإجابة خلاص !
أسترسل هُمام بهدوء ؛ أنت وش قصتك ؟
تنهد جابر تنهيدة عميقة توضح كل الألم اللي بداخله ؛ تجي الايام وتشوف قصتي و النهاية ، ومن الحين أوصيك على نجد يا هُمام حتى لو ماهي بـ ذمتك أعتبرها أخت لك !
مشى جابر ، وهُمام دَخل بـ دوامة من الأفكار ، و بـ كل مره يتكلم مع جابر يهلكه التفكير ، يحس أنه بـ طريق طويل و فيه من المنعطفات كثير ، سمع صوت إشعار رسالة لجواله وكانت من سعود مكتوب فيها " أنا في بيت صالح أبوك تعال" ، تنهد هُمام بـ ضيق وهو يطلع لسيارته ، وناظر سيارة جابر اللي كان فيها جابر و نجد ، طَول النظر فيها وهو يفكر بحياته و راحم نفسه ، والحين راحم نجد معاه لإن الواضح حتى هي تعيش بـ كذبة ، من رفعت راسها وطاحت عينه بعينها وهو يصد بسُرعة و يركب سيارته ~
__
عند نوره :
كانوا مجتمعين كلهم ، و الوضع عندهم كئيب لا يُطاق ، و فيصل يحس نفسه بـ إستجواب ما باقي فرد من العائلة ما أستفسر عن الموضوع !
يزيد ؛ وضحوا لنا الموضوع ، مو جدران عندكم احنا !
فيصل ؛ ايش اللي بـ يوضح أكثر خلاص كل شي واضح !
سياف بشبه حدّة ؛ واضح بالنسبة لك ، تجي وتقول أن عندي أخو وتسكت كذا !! أردف سياف بعصبية ؛ لا وجاي بكل ثقة أن راح نستقبله بـ الأحضان !
نوره بنبرة حادة ؛ يخسى ما باقي الا هو !
حنين بـ إستغراب ؛ مادري هذا من وين طلع !
فيصل ؛ أسمه هُمام ، من زوجتي الأولى و ما أعرفه مثلكم !
يزيد بـ جدية ؛ أنت متأكد أنه ولدك ؟
فيصل ناظره بحّده ؛ تستعبط علي أنت ؟ ايه متأكد !
نغم ؛ فيه أبو ما يبي ولده ولا يعرفه ؟
فيصل وهو يبي يصرّف الموضوع بأي وسيلة ؛ كان عند خواله وما شفته .
أزدهار بـ أنفعال ؛ لا تكذب !!! فيصل ناظرها بحدّة ؛ نعم ؟؟ مين اللي يكذب ؟
خافت أزدهار ، لكن تصنعت الشجاعة ؛ أنت ماتبيه ، التشوهه اللي فيك ، مو من أمه ؟؟؟؟ ، ما كنت تدعي عليها وهي في قبرها ؟
فيصل وقتها جَنت جنونه ، هي صادقة لكن طول لسانها وقلة أدبها والوقت والمكان مو مناسبين ، ما كان حاس على نفسه الا وهو واقف قدامها و أعطاها كف لف وجها ، شقهت الجوهرة وهي تروح لـ أبوها وتمسكه ؛ لا تسوي كذا
سياف راح لـ أمه وهو يمسكها وبـحدة ؛ تضرب أمي ليش ؟ عشان واحد و أمه ؟ عشان كل اللي قالته صدق ؟ عشان ما تبي تذكرك بالماضي حقك ؟ عرفنا ان التشوهه اللي في وجهك بسبب حُرمة خلاص !
أجهشت أزدهار بالبكاء وهي تتحس مكان الكف بخدها تحسه حار و موّلع نار ، لكن اللي خفف عليها شوي أن الكل واقف معها والكل جالس يضغط على فيصل عشانها ~
نوره وهي تفرك ايدينها بـ بعض بسبب التوتر ، وكانت نبرتها تميل للعَتب ؛ ايه يا فيصل هذا لا قالوا لك أبو طبيع ما يجوز عن طبعه !
فيصل رجعته ذاكرته وكلامهم بـ أيامه أول ، وهو ما يبي يكررها ، أوجعه قلبه و أنبّه ضميره ، قال بنبرة مهزوزة و بهدوء ؛ هذا طبعي اللي يبيني حياه الله واللي ما يبيني يعرف الدّرب !
طلع من عندهم فيصل وملامحه ما تخفى عن أحد واضحة الضيقه عليه ، وهو يحس حياته من البداية غلط ، مايدري الحين يمديه يصلح أخطاءه أو فات الوقت والعُمر عليه وطارت الطيور بـ أرزاقها ~
__
عند هُمام :
اللي وصل لـ بيت أبوه صالح ، كان يفكر ويقارن بين العائلتين ، فيصل و أهله ، أهله بالدّم لكن معاملتهم معاه يحسها معاملة يهُودي مع مُسلم ، أما صالح كانوا أهله بالرّضاعة ، وكانوا غامرينه بالحُب ، وطول عُمره ما أحس بالنقص وهو معهم ، نزل من سيارته وهو يدخل عند صالح و سعُود ، رمى عقاله وشماغة على الكنبة وهو ينسدح بتعب ~
صالح ؛ وش صار معاك ؟
تنهد هُمام بضيق ؛ عائلة متخلفة ، مافيه أحد منهم صاحي الإ أنا !
سعُود ؛ عديت نفسك ضُمنهم ، يعني صرت منهم ؟
تعدل هُمام بجلسته و بهدوء ؛ لا شفت مني تَخلف ولا تصرُف خايس لا تلوُمني دام عمامي الفيصل !
صالح بهدوء ؛ نلومك ، لإنك تربيتي ، و لإنك ولدي ، ولإني ما أرضى عليك الغلط !
سعُود ؛ ايه وش سويت ؟
هُمام ؛ ما صار شي يتنافسون بقلة الأدب ، لكن لقيت وحده غير عنهم !
سعُود بعقدة الحواجب ؛ مين ؟
هُمام زم شفايفه ؛ نَغم ، يقولون أنها أختي !
سعُود ؛ على بالي زوجتك المستقبلية !
صالح بـ إستغراب و تساؤل ؛ زوجته المستقبلية ؟
سعُود ناظر هُمام ؛ ما قلت لـ أبوك ؟
فرك حواجبه هُمام وهو يحس أنه "توهق" ، ومو عارف من وين يبدأ !
صالح عقد حواجبه و بـ شبه حدّة ؛ هُمام قول لي كل شي من البداية ، الحين !
تنهد هُمام ، وهو بدأ يقول لـ أبوه كل شي و بدون ما ينقص حَرف ، لحد ما وصل لـ أخر كلامه مع جابر ~
هُمام وهو يناظر أبوه ؛ أنت وش رايك ؟
صالح وهو يحط عينه بـ عين هُمام ؛ تسألني عن رأيي ؟ لا يا هُمام لا ومليون مره أقول لك لا بـ تندم !
سعُود ؛ ليتك تفهم من أبوك الحين !
صالح ؛ من الحين أنصحك أطلع من السالفة ، ما أحد أستقبلك الإ جابر ومو عشان سواد عيوانك ! عشان مصلحته ، مايبي الا يورطك !
هُمام ؛ وصاني على بنته ، و أنا الصدق مو مرتاح !
سعُود ؛ أنت لا تحسب كل الناس تفكر مثلك وبـ حسن نية ، لا توثق بـ أحد !
هُمام بـ جدية وهو يناظر لـ سعود ؛ طيب تدري عن التشوهه اللي في وجه فيصل من أختك ؟
بلع ريقه سعُود ، كان ينتظر أصلًا متى الموضوع يوصل له ، شتت نظره بعيد و بـ كذب ؛ لا مادري !
ناظره هُمام بـ شك ؛ طيب أنا أبي أدري كيف و ليش ؟
سعُود ؛ طيب يمكن يكذبون ؟
هُمام ؛ ترا طفشت من الكذب والصدق خلاص ، جالس أغرق دون بحر ، أحد يقول لي شي واحد عشان أرتاح !
كان سعُود يعرف كل شي ، لكن مستحيل يقول له ويطلع الكلام منه ، يخاف من ردة فعل هُمام ، يخاف أنه يفهمه خطأ ، يخاف أنه ما يوصل له الكلام بالشكل المطلوب ، يخاف أنه يكره أمه ، يخاف يصير مايزور قبر أمه مثل دائمًا ويدعي لها من كل قلبه وكل هذا وهو ما يعرف عنها الإ صورها يكّن لها كل هالحُـب !
صالح وهو يناظر لـ هُمام و حز بخاطره كلام هُمام وهو مو متعود يشوف كل هالضعف و الإستسلام بسُهولة ؛ أنت اللي قول لي سبب واحد يقنعني ليش تبي تتزوج نجـد وأنت شايف كل هالرفض من العائلة ؟
هُمام رفع كتوفه بعدم معرفة ؛ مادري ، صدق مادري ! أبي شي يوضح لي لو شي بسيط ، أبي أعرف وش ذنبي أنا لما جيت و هم أهلي ؟
صالح بجدية ؛ مايبونك طيب ، تذكر وش قلت لك أنا ؟
هُمام ؛ ما نسيت اللي قلته " اللي ما يبيك أنت لا تبيه و بيعه بـ رخيص" !
و أسترسل هُمام بهدوء ؛ اللي ما يبيني ما أبيعه بـ رخيص ، أعطيه مجانًا ! بس على بنت جابر أعطيته كلمة ولا أبي أكسرها ولا أبي أكسر شخص شفت و ألتمست الصدق بكلامه و عيونه !
صالح ؛ رجال وما أوقف بـ طريقك ، هذه حياتك وعقلك برأسك ، سوي اللي تبيه !
هُمام يحس أنه شايل كل هُموم الدنيا ، شايل جبال على كتوفه ، قام و بـ هدوء ؛ أبي أدخل أشوف أمي !
__
في بيت جابر :
كل مسافة الطريق في السيارة كانوا هاديين وملتزمين الصمّت ، لحد ما وصلوا نزلت نجد من سياره ركضت لغرفتها ، قفلت عليها الباب و أنهارت بُكاء وهي ما تعرف وش السبب بس أنها تحس أرخصت نفسها لما كانت تترجا هُمام وفوق كل هذا تترجاه عشان يتزوجها وهي بذاتها ما تعرف السبب كل هذا عشان خاطر أبوها اللي مو راضي ينطق الحرف ، كانت تحط يدها على فمّها تمنع شهقاتها اللي تطلع غصب عنها ، تحس بشعور مؤلم كثير !
وقف عند بابها جابر وهو يحس نفسه عاجز وقليل حيلة ، كان يسمع صوت بكاها وتجي على قلبه كأنها أسُهم وصابت الهدف ، دق عليها الباب مره ومرتين وثلاث ما كان منها رد بس باقي يسمع صوتها اللي يزيد ، جابر ؛ أفتحي لي الباب !
أردف بغضب ؛ والله اذا ما فتحتي الباب بـ أكسره !! فتحت الباب نـجـد وعيونها حمراء وذابلة كثير ، وصوتها مبُحوح من كثر البكاء ؛ فتحته !
جابر وهو يمسك يدها ؛ تعالي معـ…
ما كمّل جملته من حركتها ، سحبت يدها منه بقوة وهي تبعد عنه بـ مسافة ، و قالت بصوت عالي ؛ لا تمسكني ، أبعد عني ما أبيك !
جابر وقتها ضاقت الدنيا عليه بوسعها ، هذا أخر شي توقعه حتى وقت طلبها تتزوج هُمام كانت ردّة فعلها هادية جدًا ، أما الحين صابته الدهشة من كلامها ومن حركتها ماهي نجد اللي يعرفها ، جابر ؛ وش فيك ؟؟؟ نجـد شتت نظرها بعيد ؛ متى أرجع الكويت ؟
جابر ؛ ما تبيني خلاص ؟
أنفعلت نجد ؛ ما أبيك ، ما أبي اللي يبيعني أنا ، أنت جالس تضحك بوجهي ومن ورا تخطط علي عشان تقضي حاجاتك !
جابر ؛ لا تفهميني خطأ ، قلت لك أني بحاجتك ، وكل اللي أسويه عشانك !
نجـد ؛ معاك أسبوعين بس هذه الأسبوعين تخلص كل أشغالك معاي تبي تزوجني زوجني ، وبعدها مثل ما زوجتني تطلقني منه ، حل مشكلتك وخلصني !
جابر ناظرها بذُهول ؛ لهدرجة ما تبيني ؟
نجد ودموعها تمردت على خدها ؛ أنا ما أبيك ، أبي أبوي اللي عرفته وعهدته !
أردفت ؛ هالأسبوعين كثير بعد أحمد ربك !
دخلت غرفتها وهي تقفل الباب عليها , تسللت يدها لـ نحرها وهي تمسكه تحس أنها مخنوقة ، ومو قادرة تتنفس ، وكل تفكيرها أن هذا مو أبوها اللي تعرفه !
و ما كان جابر أقل منها بالشُعور ، وهو كان بداخله يقول "الموت ولا تروح نجد للكويت" ~
__
في بيت نوره ؛
جالسه أزدهار وعلى يمينها سياف اللي حاضنها و تبكي و يسارها الجوهرة ماسكه يدها ، وفيه نَغم و نوره وحنين ~
الجوهرة ؛ خلاص تكفين لا تسوين في حالك كذا مايصير !
أزدهار ؛ يعني يرضيك أبوك يسوي فيني كذا وبوجودهم ، أهاني و ما أحترمني عندهم ؟
قَبل سياف رأس أمه ومسك كفوفها بـ يدينه ؛ وش يرضيك و أبشري به ؟
مسحت دموعها أزدهار ؛ أنا خلاص ما أبيه !
نغم ؛ يمّه من جدك ؟ بعد كل هالعُمر ؟
نوره ناظرت أزدهار ؛ والله يا أزدهار أنك بـ مقام بناتي سوسن وحنين بس لا تتسرعين ، وماعليك ولدي وأنا اعرفه بيرجع ندمان ويتعذر !
حنين كانت تحاول تغير الموضوع ؛ الإ نجد وينها ؟
نوره فركت كفوفها بتوتر ؛ قليل الأصل جابر هو وفعايله حتى بنته ما تهنينا بها !
سياف ؛ ما بتتهنون فيها خلاص ، بيزوجها هُمام ؟
نوره ؛ أنا مادري من وين تجيه هالأفكار ، أكيد قليل الأصل الثاني لعب بعقله !
__
في الليل عند هُمام :
كان منسدح على فخذ أمه وهي تلعب بشعره ، وتحس فيه أنه مكّتم و من جاء ما تكلم وساكت وهادي أكثر من اللازم ~
فاطمة بـ حنية ؛ وش فيك ؟
هُمام رفع عيونه لها بتساؤل ؛ لما يكون فيه شخص ضَرك وتكلم عليك ويتهمك كذب ، كيف تردِينها لها ؟
فاطمة وهي تمسح على شعره ؛ أدفع بالتي هي أحسن ! ما أصير مثلهم ، ما راح تزيد العداوة الا الشدة عشان كذا أصبر !
هُمام ؛ وإذا تعبتي من الصبر ؟
فاطمة ؛ ما أتعب من الصبر ، كل ما أتذكر جزاء الصابرين ، ربي بيعوضني على صبري بالدنيا والأخرة ، وراح أخذ أضعاف ما أتمنى وصبرت عليه أن شاءالله !
تعدّل هُمام بجلسته وهو يناظر أمه ؛ وين نور ؟
فاطمه أبتسمت له ؛ طلعت مع بنت عمها هند ، ومعهم صديقتهم
هُمام بتردد ؛ أمي ؟
فاطمة وهي الحين جالسة تصبر عليه لحد ما يطلع كل اللي فيه ؛ لبيه ؟
هُمام ؛ تزوجيني ؟
ضحكت فاطمة و أتسعت إبتسامتها ؛ أزوجك كل الأربعة بعد ، من تبي ؟
عدل هُمام شعره المُبعثر ، وهو يضحك ؛ ما أبي الأربعة !
تنهد بهدوء ؛ أبي بنت عمي !
فاطمة وهي تضرب كفوفها بـ بعض وضحكت ؛ تبي هند صح ؟
أستغرب هُمام وهو يناظرها ، قالت فاطمة بضحكة ؛ حتى أبوك يقول ناويها لك من زمان !
هُمام بجمود ؛ أبي نـجـد بنت جابـر الـفيصـل !
________



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:23 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



______


__
عند نور ، بالكـوفي :
جالسة هي و هند ، وينتظرون صديقة هند الُمقربة اللي عرفتها من فترة قصيرة جدًا وَ حبتها كثير ، رفعت عينها هند لصاحبتها اللي وصلت لهم ، قامت لها وهي تسلم عليها ، وسلمت عليها نور بـ إبتسامة ~
هند وهي تمسك يد صديقتها ؛ وش فيك تبين تشوفيني بسرعه ؟
نَغم بـ حماس ؛ تخيلي شفتي بنت عمي جابر اللي أقول لك عنها بالكويت جت لنا !
هند أبتسمت ؛ أخيرًا ، غير يوم نطلع معاها !
نَغم ؛ ومو هنا الشيء اللي بقوله ، تخخيلي طلع عندي أخو !
هند ناظرتها لثواني ، و بـ إستغراب ؛ يعني غير سياف ؟
نَغم ؛ بلا غباء أكيد غيره !
هند وهي تستوعب وبدأت تنجذب للموضوع ، وبـ ذهول ؛ كيف ؟
نور ؛ يعني أخوك مو من أمك ؟
نغم هزت راسها بـ الإيجاب ؛ أيه ، يعني أنا حبيته و وجهه مُريح أصلًا !
نور ؛ يعني جاء و قال أنا أخوكم !
نغم ؛ ايه ! ، وخَفت نبرة الحماس اللي فيها و زمت شفايفها ؛ بس أهلي وجدتي ما يبونه !
هند ؛ يمكن يكذب ؟
نغم هزت راسها بالنفي ؛ لا ، أبوي يعرفه ، و عمي جابر يعرفه !
هند زمت شفايفها بـ إستغراب ؛ غريب وضعكم !
نغم ؛ الغريب مو هنا بعد ، الغريب أن عمي جابر يعرفه أشد المعرفة ، ولما لقى الصد من عمامي قال بيزوجه نجد ؟
قاطعم صوت جوال نور ، وهي تبتسم وترد ؛ أهلًا
هُمام ؛ أهلين ، وينك ؟
نور ؛ طالعه بالكوفي مع البنات !
هُمام تنهد بضيق ؛ خليني أجي أخذك ونطلع !
نور حسّت بصوته و أستغربت ، قالت بهدوء ؛ تمام أنتظرك !
ومن قفلت ، أبتسمت هُند وهي تغمز لها ؛ الحب شكله ؟
ضحكت نور ؛ لا ، هُمام !
ناظرتها نغم بذهول ؛ أسم اخوي هُمام بعد !
نور ناظرتها وهي تبتسم ؛ مو زي هُمامنا
هند سكتت لثواني تحاول تسترجع ذاكرتها شوي لإن تحس فيه خطأ بالموضوع ، ناظرتهم بذهول ؛ وشلوووون ؟
أردفت بسُرعة ؛ هُمام الفيصل ، و نغم فيصل ؟؟ كيف ما كنت مرَكزة ، مستحيل كل تشابه الأسماء تكون صدفة !
ناظروها بـ إستغراب لثواني !
هند وهي تمسك يد نور ؛ طلعي صورة أخوك بسرعة !
فتحت جوالها وهي تدور له صوره ، ومو فاهمه منها شي ومن كلامها ! طلعت الصورة وهي تعطيها لـ هند ، أخذت الجوال هند وقالت لـ نغم ؛ نفسه هو ؟
ناظرت نغم بـ هدوء و تحاول تستوعب لو شوي وماهي الإ لثـواني وسعت عيونها بذهـول وشقهت من غير وعي و إدراك ؛ كيف نفسه والله نفسه هو !!!!!
نور ناظرتها بـ إستغراب ، و مو مأخذه الوضع جد ؛ كيف يعني هو ؟
نغم ؛ أخوي هذا أخوي اللي أقول لكم هُمام !
نور بـ إستنكار ؛ عليك حرارة أنتي ؟
نغم هزت راسها بالنفي ؛ لا ، مو هُمام فيصل الفيصل ؟ ، أنا نغم فيصل الفيصل !
ناظرتها نور وهي مو عاجبها الوضع ، و رّن جوالها كانت بتأخذه ، لكن سبقتها يد نغم وهي تمسك يد نور ؛ تكفين خليه ينزل أبي اتأكد ، لو تقولين أسمي بيعرفني والله !
سحبت يدها نور وهي ترد على هُمام ، جاها صوته المبحوح ؛ أطلعي أنا عند الباب !
نور بهدوء و تردد ؛ هُمام ، تنزل عندي شوي ؟
هُمام ؛ فيك شي ؟
نور ؛ لا مافيني شي بس أبيك شوي تعال !
قفلت منه ، ونغم من قالت نور "ما فيني شي " وهي متأكدة أنه سألها عن حالها ، حست بشعُور الإهتمام البادر منه ، و شتمت حظها على سياف اللي إذا أتصل يكون جاف معها ولا يقول كلمتين على بعض ~
دَخل هُمام للـمكان الموجودة فيه نور ، وهو يعدل شماغه وعيونه تّدَور بـ نور ، لكن نور كانت عيونها على جوالها مو منتبه له ، و اللي كانت تنتظره على أحر من الجمر نغم ، لإنها بتموت بتعرف كيف هذا أخوها ، وكيف يختلف جذريًا عنهم بكل شي ، و بـ طبعها ما تحب شي حولها و يخصها ما تعرفه ~
نغم وعيونها على هُمام و بـ أنفعال ؛ نور جاء جاء !
رفعت نـور عيونها لهُمام اللي شافها ، وهي تأشر له وكان مستغرب منها جدًا ، كيف تبيه يجي وصاحباتها جالسات ؟ لحد ما قامت له نُور و وقفت عنده بالضبط ، و قالت بهدوء وهي تناظر نغم ؛ اللي جالسة تقول أنك تعرفها !
ناظر هُمام لـ نور بـ دهشة وبعدها كشر بوجها ؛ لا تصدقين يمكن وحده من طالباتي !
نور بهدوء ؛ تقول أنها أختك نغم ؟
هُمام بردت ملامحه من الصدمة ، وهو يناظر لـ نغم لثواني طويلة !
نور عقدة حواجبها ، و هي تحس كله كذب و تأليف ؛ أختك صدق ؟
هُمام ؛ ناديها لي !
ناظرت له نور بذهول ، وهالشي يثبت أنه أختها أو وحدة يعرفها ، أشرت لـ نغم ببرود وهي تجي عنده مُباشرة ، كانت هند تراقب الوضع بـ صمت ، وتناظر لـ هُمام أنتبهت له من جاء وكيف عدل شماغه وكيف واقف وفخامته تخلي القلب يميل له غصب عن اللي ما يرضى !
ناظر هُمام نور وبعدها نغم ؛ أنتم كيف تعرفون بعض ؟
نور ؛ أقول لك بالسيارة ، نمشي ؟
ميل هُمام شفايفه بخفيف وهو يناظر نغم ؛ تجلسين لحالك ؟
ناظرت له نغم وهزت راسها بالنفي ؛ أجي معاك ؟
هُمام مستغرب منها ومن تصرفاتها وجراءتها اللي ما توقعها منها ، عادي وما راح يرفض لكن أنصدم منها هي كيف بهالبساطة طلبت منه ، وهي ماتعرف الا الشيء البسيط عنه حتى ما كمّلت يوم كامل وهي تعرفه ، كيف قادره تضمنه ، تجاهل و قال بهدوء ؛ ما يزعل أبوك ؟
نغم أبتسمت ؛ مايزعل على أخر العنقود !
لف هُمام على نور كانت واقفه و متكتفه تنتظرهم يخلصون و يوضحون لها شي ، هُمام أشر في حواجبه على هند ، وهو عرفها أساسًا ؛ نور، بنت عمي سلطان لا تجلس لحالها خليها تجي معنا !
همست له نور بخفيف ؛ ثاني مره تعال في باص عشان يمدينا ناخذ كل الموجودين !
ناظر لها هُمام لثواني ، و ضحك ؛ وش فيك معصبة ؟
ناظرت له بطرف عينها ، وراحت تنادي هنـد ، اللي ما منعت انها تجي وفعلًا جت معاهم ~
هُمام طلع لسيارة و معه نور وهند و نَغم ؛ ما أخذتي رقمي ؟
نغم أكتفت بـ هز راسها بالنفي ، أبتسم وهو يعطيها رقمه ، و بالسيارة كانت نور بجانب هُمام ، وهند وراها وجانبها نغم ~
نور وهي تناظر هُمام اللي يسوق بهدوء تام ؛ وش صاير اليوم ؟
تنهد هُمام وهو طفش من السالفة اللي كل شوي يقولها ، و المشكلة ما يدري وش يسوي سعود وأبوه و أمه كلهم عتبانين عليه ، لما قال لـ أمه أنه يبي نجـد زوجه له شاف وجها المصدُوم ، وجلست ثواني طويلة عشان تستوعب الأسم ، وحلفت عليه غير يقول لها كل شي وكيف يعرفها وهو قاطع العلاقة معهم ، لكن ما قال لها الإ شي اللي يبيها تعرفه ما قال لها أنهم تكلموا عليه ، ما قال لها أنه لأول مره في حياته ينطرد من مكان ، لإن وقتها بتنكسر ما ترضى على هُمام أبسط الضرر ، قال لها عن صدمته وقت ما شاف أبوه مشوهه بـ مختلف الأماكن في وجهه ، قال لها عن دموع نجد وكلام جابر ، ردة فعلها كان فيها عتب و زعل واضح عليها ، عتبانه عليه ليش ما قال لها من أول ؟ و وضح لها أنه خاف تاخذ الوضع من الناحية العاطفية وترفض يروح وهو ما يحب يخالف كلامها ، كان جالس يقنعها لساعات طويلة ، وهو اللي كان يتكلم وما أعطاها مجال تحكي الحرف من بدأت تلين عليه شوي خاف تغير رأيها ، وسكت من مسكت كفوفه وقالت له بحنيتها اللي تعود عليها " أنا ما أقدر أرفض لك طلب ، لو تروح ترمي نفسك بالنار طبيت وراك ، أنت صح كبرت في بطن عزيزة ، لكن أنا كبرت في قلبي " ، وكل ما يتذكر كلامها وحُبها يؤمن أن في الحياة المهم " الأقربون قلبًا لا دماً "
نور لاحظته مسّرح وما جاوب عليها ، مسكت ذراعه و هي تهزهه بخفيف ، حس عليها وألتفتّ لها بجمُود ، قالت بهدوء ؛ وين وصلت ؟
هُمام ناظرها و هو يستعبط عليها ؛ بيت عمي سلطان !
هند بصوت هادي ؛ شُكرًا ما قصرت تعبتك معاي
هُمام ؛ العفو ما سويت شي !
ونزلت ولحد ما دخلت باب البيت وهو يمشي ، و نغم ملّت من الهدوء اللي بالسيارة ، قالت بتردد ؛ هُمام إذا وصلنا بيت أبوي بتنزل معاي ؟
أما نور اللي كانت كل شوي تنصدم من طلباتها ، و اللي فَهمته أنها اليوم عرفته ، وتصرفاتها كأنها تعرفه من دَهر !
سحب هُمام نفس عميق وهو يزفره ، وبهدوء ؛ يا نغم صعب علي ، لا !
نغم برجاء ؛ أبوي والله طيّب ، و بـ يحن ما يقدر !
هُمام ؛ حضرتي كل شي أنتي ، شفتيه طردني كيف بـ يحن ؟ أنا ما أروح لـ أحد و أرمي نفسي عليه !
شهقت نور ؛ كيف طردك ق…
قاطعها هُمام بسرعه ، لإنه يعرف نور تمامًا لسانها في اللحظات هذه يتبرأ منها ؛ ما طردني أسكتي بس !
نور ؛ هُمام من جدك بتسكت ؟
هُمام بـ شبه حدة ؛ نور خلاص !
سكتت نور وهي تناظر الطريق قدامها و تتأمل بـ شوارع الرياض بهدوء تام لكن من داخلها معصبة من كل شي سمعته اليوم وهي مو فاهمته و غير برود هُمام اللي يقتل و ينرفز ، و نغم كانت جالسه تراقبهم بـ صمت هي تبـنِي ونور تِهـدم و ما حبت الوضع أبد ، زمت شفايها نغم بـ إستغراب من شافت شارع بيتهم ، قال بهدوء ؛ هُمام تعرف بيت أبوي ؟
هُمام بهدوء ؛ أيه ، أبتسمت نغم بداخلها وهذا يدل أن هُمام قابل أبوها من أول أو أن هو اللي جاء ويبيهم ويبي القرب منهم ~
وقف هُمام عند بيت فيصل وهو يشوف جابر طالع من البيت ومعه فيصل ، نغم بذهول ؛ أبوي ! الحين يشوفني !
هُمام ؛ مو على أساس مايزعل منك ؟
نغم ؛ أخاف يعصّب ، ما توقعت أشوفه بسرعه لهدرجة ما جهزت مبرر !
التفت هُمام للخلف وهو يناظر نغم بطرف عينه ؛ طالعه و أبوك ما يعرف ؟
نغم هزت راسها بالإيجاب ؛ و مايدري أني معك !
تنهد هُمام وهو يرجع يناظر قدامه ~
أستغرب جابر من شاف هُمام نازل من السيارة ، وبردت ملامح فيصل من شاف نغم نزلت معه !
تقدم جابر لـ هُمام و خلفه فيصل ، فيصل بحدة ؛ نغم !! تنحنح هُمام ؛ نغم معاي !
فيصل ؛ الخوف أنها معاك ، وهو يأشر على نغم ؛ أدخلي حسابك بعدين !
دخلت نغم للـبيت ، وهُمام كان يحاول يتمالك نفسه أولًا لإنهم بالشارع ، ثانيًا عشان خاطر نور اللي بالسيارة ، ثالثًا ما كان له خلق لـ شي ، ناظر لـ فيصل بطرف عينه وسكت !
جابر ؛ فيصل ايش أقول لك من اليوم أنا ؟
فيصل ناظره و صد عنهم ، كان جابر يقول له عن هُمام وكيف ألتقى فيه عند باب البيت قال له ؛ هُمام رجال تشوف كم من العمر مر عليه ؟ وباقي وده بـ أهل ما نساكم وهو ما يعرفكم ، لا تقابله بالصد ، أحلف لك و أراهن لو أنه عايش حياة الملوك دون الأهل يبقى شي مفقود ، كيف يطاوعك قلبك تسوي بـ ولدك كذا ، لو يصير له شي بـ تندم طول عُمرك ، أبوي وصاك عليه ألف مره قبل لايموت الله يرحمه ، وهذه وصية أبوي قدامك ، وجاي بنفسه لك ويبيك ، تقابله كذا ؟ حرام ، أمي تعاقبه على فعايل أمه ، هو ايش ذنبه ؟" وكمّل له جابر " ما أضيّع أنا واحد معدنه أصيل وذهب ، أبيه لـ بنتي ، تدري يا فيصل أن نهايتي مو معروفه ، ظهري بـ ينكسر لو أروح من هنا وما أعرف مصير بنتي ، أبيه لها اليوم قبل بُكره "، كان كلام جابر كله لامس قلبه ، وكَبره فوق عمره عشر ، قال له جابر أنه مو قادر يعيش بالخطأ والذنب تعب منهم لو بدم عُمره يبي يرتاح ، قطع كل تفكيره صوت جابر وهو يتكلم مع هُمام ~
جابر ؛ هُمام ، فاضي بكره ؟
هُمام ؛ بُكره فاضي ، وبعده كله مشغول !
جابر زم شفايفه ، وهو يحس أنه يستحي من هُمام كثير ، خجل من كثر ما يطلبه وهُمام ما يرفضه ؛ فَكرت زين بكلامي ؟
هُمام ؛ فَكرت ، وتم !
جابر أبتسم أبتسامه عريضة ؛ بُكره ينفع موعدنا ؟
هُمام فهم قصده مُباشرة "قصده بكِتب الكِتاب" ؛ ينفع !
جابر ؛ تجي لحالك ؟
هُمام ؛ مادري يمكن أبوي معاي !
فيصل راوده إحساس غريب لما نطق بكلمة أبوي ، لكن من تذكر أبوه بالرضاعة أختفت كل الأحاسيس ، تنحنح فيصل وهو يفرك حواجبه ؛ أبوك صالح قصدك؟
ناظره هُمام و مارد عليه ، وصَد ، قال جابر بهدوء ؛ وش سالفة الأب ؟ ، و أشر بحواجبه على سيارة ؛ والبنت اللي بالسيارة ؟
فيصل ؛ أبوه بالرضاعة مو حقيقي !
هُمام عقد حواجبه ؛ مو حقيقي ! يعني مين الحقيقي أنت ؟
فيصل ؛ أنت فاهم قصدي !
هُمام بحدة ؛ صالح أبوي ولا أعتبر غيره أبو ويكفيني عن مليون أبو !
جابر ؛ و البنت هذه ؟
هُمام ؛ كل هالأسئلة عشان بنتك وخايف عليها مني ومن هالبنت اللي معاي !
أسترسل هُمام بهدوء ؛ هذه أختي نور ، و أسال نغم تعرفها وأشبع فضولك !
تفشل و أستحى جابر للمره للميون من هُمام وهو كل مره يكبر بعينه ، كان يظن نور زوجه له أو حتى معه دون زواج ، جابر بـ هدوء ؛ كيف العائله هذه جات ما شفتك تروح بيت غير بيتك أنت وسعود ؟
فيصل ؛ جيرانهم ، الجدار على الجدار !
هُمام تجاهل فيصل و ودّع جابر فقط ، وكان بيمشي لكن أستوقفه صوت فيصل وهو يلتفت له ، جاء عنده فيصل كان متوتر واللي يخليه يتوتر زيادة هُمام والبرود اللي بعيونه ، وده يتكلم معه يحس قلبه مَال له وضعف عنده ، أبتلع ريقه وبهدوء ؛ وش أخبارك ؟
هُمـام ؛ أنت مالك حق تعرف أخباري ، لو كل هالدنيا أقول لهم أخباري أنت مالك حق !
فيصل بهدوء ؛ هُمام أنا…
هُمام بحدة ؛ أنت إيش ؟ أنت أبوي ولسوء حظي ، و أكبر خطأ أن أحد يطلق عليك أسم أبو !
أردف هُمام ؛ لو ما جيتك سألت عني ؟ فكرت فيني ؟ قلت وش يسوي ؟ يمكن أنا الحين من ضمن الأموات ؟ ما فكرت ما قلت ولدي ؟؟ الشيء الوحيد اللي بسويه اذا صرت أب ما أصير مثلك !
مشى هُمام وركب سيارته وتركه ، أما فيصل اللي ناظر لـ جابر اللي واقف عنهم بـ مسافة قرب له فيصل وقال بهدوء ؛ عادي أجي بُكره ؟
ضحك جابر ؛ تعال وجيب اللي تبي معاك !
رَتب فيصل على كتف جابر وهو يدخل للبيت ، فيصل من بعد كلام هُمام أنكسر ظهره لإن هُمام صادق بكل كلمة ، ما توقع أنه يحن و يلين بالسرعة هذه ، ما يدري بس إحساسه الحين أن هُمام باقي طفل وجاء له بعد إنتظار ، يحس أنه ما يستاهله ، بس مقتنع أن مو كل اللؤم لازم ينرمي عليه ، مو بس هو الغلطان بـ هذه الحكاية ، تنهد بضيق وهو يناظر غرفة نغم المقفلة ما يبي يتناقش الحين وهو مو بالمزاج أبدًا ، كان يمشي في بيته وهو مظلم وهادي ، الجوهرة عند زوجها ، وإزدهار مع سياف اللي مايرد على مكالماته ، ونغم بغرفتها ، حس بـ ضيق شديد كيف البيت فجاء يصير موحش ؟
_
في شقة الجوهرة :
كانت بالصالة و تنتظر بدر ، مايرد عليها و ماتدري وش السبب اللي زعله من الأساس ، واللي يخليه لـ نص الليل وباقي برا البيت ، فَزت من سمعت صوت الباب وأبتسمت ومن دَخل عندها مثلت العدم و أنها مو هامها ولا منتبه له ، رمى أغراضه على الطاولة وهو يجلس عندها ويمسك كفها ، أبعدت الجوهرة عنه وهي تقوم للغرفة بهدوء ، تنهد وهو يقوم وراها دخل وقفل الباب ~
بدر بهدوء ؛ نلعب توم و جيري إحنا تنحاشين وألحقك ؟
الجوهرة ؛ مو مجبور تلحقني !
بدر ؛ مجبور ، أنتي زوجتي !
الجوهرة ؛ لاتسوي شي بـ الإجبار ، سويه بالحب !
بدر قرب لها ، وما حست على نفسها وهي الإ أرتفعت رجولها عن الأرض ، شالها ورماها على السرير وأنسدح جنبها ، قال بهدوء ؛ أنا المفروض أزعل مو أنتي ؟
الجوهره بنفس هدوئه ؛ تزعل مني ! وش سويت أنا ؟
بدر وهو يرفع شعرها عن وجها ؛ ليش تدخلين عند الرجال وفيه أحد ؟

الجوهرة زمت شفايفها ؛ طيب و أبوي ؟
بدر ؛ احنا عنده ، مو محتاجك !
الجوهره حطت يدها على كتفها وتبي تبعده ؛ قوم عني !
مسكها بدر وشد عليها بكل قوته وقرب وجهه عند أذنها و همس لها ؛ مشكلتي أغار وغيرتي شينه !
أبعدت يدها عنه وهي بالكامل أرتخت ، و أستسلمت له …~

عند إزدهار :
ما وافقت تروح بيتها ، و أصرّت عليها نوره تجلس عندها ، لكن رفضّت أشد الرفض ، و أخذها سياف لفندق بس لـ يوم عشان تهدأ وتفكر بـ هدوء ، حَست بالإهانة كثير ، بعد كل هالعمر والعشرة يضربها ؟ و ليش ؟ عشان واحد كان يقول بـ عظمة لسانه أنه ما يبيه هو و أمه ، وكل شي يهون الإ أن ضربها قدام عيالها وقلل من إحترامها قدامهم ، وغير عيالها كل أهله فيه ، خافت منه كثير ، وهي من أول كانت تخاف ولما صارت عادي ، الحين رجع لها الخوف ، و من كلمته الاخيرة اللي قالها " هذا طبعي اللي يبيني حياه الله واللي ما يبيني يعرف الدّرب " حست كأنها يطردها أو مايبيها أو قادر يتخلى عنها بكل هالسهولة ، لكن سياف كان لها علاج وبلسم الروح ما فارقها ولا لحظة ، و ما كان يردد على لسانه الإ " اللي تبينه أبشري فيه " ، " حقك و بـ يجيك " ~
__
الساعة ٥ الفجر ، عند نجد :
ما نامت ، وهي من جت هِنا ما نامت زين ، بس المرة الأولى كانت كلها روح مليانة حماس ومشاعر حلوة ، هالمّرة ما نامت كانت كئيبة وكل مافيها يبكي ، و زادت بُكاء وقت ما جاء لها جابر وقال لها بكره ملكتك ، وطلبها ما تقول لـ خوالها و تكمل جميلها ، أنهارت وكل مشاعرها أنهارت معها ، كانت تحس أول أنها بـ لعبة و بـ تخلص ، وكل اللي يصير خيال وما هو حقيقة ، لكن الخبر لها مثل الفاجعة ، ويطلبها ما تعلم خوالها بعد ؟ ضحكت بسُخرية وهي تفكر أن أبوها خايف من خوالها لو عرفوا لإنهم ما راح يسمحون لها تعيش تجربة مثل كذا وبالطريقة هذه ، ما طلعت من غرفتها وهي جالسه تحسب الثواني والدقايق والساعات لرجعتها الكويت عشان ينتهي كل شي معه ، أشتاقت لـ ثُريا بالرغم أنها ترسل لها وما وقفوا رسائل ، أوهمتها أنها عايشة بـ أحسن مايكون وأفضل حال ، وهي داخلها وخارجها تبكي ~
جابر كان جالس على الأرض عند باب غرفتها ، وقلبه وضميره يوجعونه ، مو قادر يتركها وهي حالها كذا ، دقيقة يحس أنه أجرم بحق طفلته المدُللة ، و الدقيقة الثانية يحس هذا الأفضل لها وكل اللي يسويه عشانها !
__


______


عند هُمام :
وهو شعور الخوف وعدم الراحة ما تفارقه وملازمته حتى عند نومه هذه الفترة ، حتى هو ما نام ويفكر بحياته كلها وكيف التغير اللي يصير فيه ، يحس أنه بـ يشيّب وهو بعُمر الزهور وعز شبابه ، داخل سجن الأفكار ومافيه مَهرب ، مايدري كيف وصل لـ هالمرحلة ؟
قام من على سريره وكعادته رايح لسعُود ، كان سعُود جالس بالصالة ومعه إيجارات البيت اللي اليوم أستلمها وجالس يحسبها بـ تركيز ، جلس جنبه هُمام وهو يفرك حواجبه و متوتر ، قال بهدوء ؛ سعُود تروح معي ؟
سعُود وهو كل تركيزه مع اللي في يده ؛ ايه ، وين ؟
ضحك هُمام ؛ خلاص خليك قد كلمتك ، وتجهز لـ الليل !
سعُود ؛ تمام ، بس وين ؟
هُمام ؛ لخطبتي !
ناظر سعُود لـ هُمام بجمود ؛ ما تعبت استهبال ؟
كمّل يحسب الفلوس وقال بهدوء ؛ لا تكذب حرام !
هُمام ؛ ما أكذب ، أنت لو تركز معاي تدري أني ولا عمري أستهبلت وكل اللي اقوله أفعله !
وقف سعُود وجمع الفلوس اللي معاه ، وهو يرميها بحضن هُمام و بحّده ؛ أجل خذ هذه هدية زواجك ، ولا عاد أشوفك قدامي ولا تطلبني شي !
و راح عنه وهو يشوف هُمام مو بـ عقله هذه الأيام والسبب هم وأفعالهم ، يحس وده يفجر فيهم كلهم من كبيرهم لـ صغيرهم ويمحي أثرهم من الوجود ، و هُمام كان يناظر حضنه واللي فيه بـ ذهول جمعها وحطها على الطاولة اللي قدامه ، و أسرع لـ سعُود ؛ يا سعُود !
سعُود بـ غضب ؛ أبعد عني ، جاي وتطلبني بكل وجه بارد أروح معك ؟ أروح للي سجنوا أختي وبعدها كانوا يضحكون ؟ أنت ما تحس هذه أمك ! أمممك اللي سجنوها ، تدري مين أعدائي يا هُمام ؟
أسترسل وهو يأشر على هُمام ؛ عمامك ، عمامك هم أعدائي !
هُمام ؛ تخليني لحالي ؟ أمشي لـ هالطريق لحالي ؟ تبيني أروح ويقولون ما معاه أحد كلهم مايبونه ؟
سعُود ؛ أيه روح لحالك و خليهم يقولون لحاله وما عنده أم ولا أب ولا أخو و وحيد ، هذا واقعك المُر يا هُمام !!
أردف سعُود بهدوء ؛ مشيت معك للأخر أنا هِنا أوقف !
هُمام ناظره بـ ذهول كلام سعُود أوجعه كثير ، وصل لـ أعماق قلبه و أجرحه ما كان كلام كثر ما كان مثل طلقة رصاصة توسطت قلبه و أوجعته وأنزفته ، لو هالكلام ما جاء من سعُود لو جاء من أحد ثاني ما حركت فيه شعره لكن من سعُود كذا كثير عليه وعلى قلبه ، قال بهدوء ؛ ‏مرات بعض المُر يا سعود خيره .

___________


المغرب ، عند جابر :
كان مجهز كل شي وبس باقي وصولهم ، والشي الوحيد اللي مو جاهز والأهم " نـجـد" ما شافها من أمس وبين فترة وفترة يطق عليها الباب أحيانًا ترد وأحيانًا تتجاهل ، جالسه تحس أنها تدفن حية وتموت ببطئ شديد ، طلعت من غرفتها وأخيرًا وكانت حالتها يرثى لها ، رافعه شعرها على فوق وكان مُبعثر ، ولابسه بجامتها وحاطه السماعات في أذنها ، وغير عيونها الذابلة الحمراء من كثر البُكاء ، شافها جابر ونغزه قلبه عليها لكن مو وقت أنه يضعف وهو تعب على هـ اليوم ، حاول يكلمها لكن تجاهلته بكل ما فيها ، تنهد بضيق وهو يتصل على فيصل ودقايق وجاءه الرد من فيصل ، وتكلم بهدوء ؛ فيصل أنت جاي ؟
فيصل ؛ أيه الحين أبي أطلع !
جابر ؛ معاك أحد ولا لحالك ؟
فيصل ؛ لحالي ، تبي شي ؟
جابر ؛ جيب نَغم معاك ، ضروري !! قفل جابر ، و راح فيصل لـ نغم وتكلم بهدوء ؛ اليوم كتب كِتاب هُمام و نجد ، وعمك جابر كلمني يبيك تجين !
نغم ناظرت بـ ذهول ؛ كيف بالسرعة ذي بـ يزوجها ؟
فيصل ؛ لا تكثرين أسئلة و أخلصي علي معاك ربع ساعة وأطلعي !
كمّل وهو يرفع لها أصبع السبابة بـ تهديد ؛ ما نسيت أمس ولا بـ أنسى ! وطلع و تركها ~
زمت شفايفها نغم وهي ما تدري وش تسوي الحين ، اخذت جوالها وهي ترسل لـ حنين وتقول لها ، وسرعان ما جاء الرد من حنين " أنها بتجي هي ويزيد بعد وما احد يدري " وطلعت تجهز مُباشرة ~
__
عند هُمـام :
سعُود ما يرد عليه ولا شافه من الصُبح ، و أبوه طول اليوم وهو يتكلم عليه يتراجع قبل لا يوقع و يتدبس فيهم خلاص ، و نور ما كانت تكلمه من أمس ، و كل الناس تقسى عليه وتراضيه فاطمة ، هي الوحيدة اللي قابلته بـ إبتسامة ، عارف أنها ما ودها بـ نجد ولا ودها يرتبط فيهم ، لكن عشانه تضحك و تفرح له غصب عنها حتى لو ماتبي تحاول عشانه ، كان واقف قدام المرايا ويلبس الكبك ، وبعدها لبس ساعته ، وتعطر ، وعدّل شماغه ، وكذا صار تمامًا واصل أعلى مراحل الفخامة والهيبة ولا أحد ينافسه فيها ، كان يفكر بداخله لو ما كانت هذه الظروف كذا ؟ ، لو أخذ وحده من أختيار أمه و بيقتنع فيها أشد القناعة عشانها ، كان الحين سعُود واقف جنبه ، وأبوه رايح معاه وهو يضحك و فرحان عشانه ، كانت نور تبكي من فرحها لأجله ، كان راح يوقع عقد زواجه بكل حُب وبكل المشاعر الحلوة اللي ممكن تصاحب الشخص ، لكن كل هذا عكسه ، ما يشوف أحد مبسوط ، ولا يشوف أحد فرحان ويبكي من فرحه ، لإن هو بشخصه وذاته مو فرحان لـ هالشيء ويحسها لعبة أطفال جالسة تصير ، طلع من غرفته ، ناظر مافيه أحد الا هو بالصالة تنهد بـ ضيق وهو يجلس ، وما هي الإ دقايق و جت له فاطمة وجايبه معها البخور ، وقف لها من شافها ، و أبتسـم لها ، قالت بـ إبتسامة ؛ كيف عريس دون بخُـور مايجي ؟
ضحك هُمام وهو يبوس راسها ، و قال بـ عَتب ؛ وين الناس ما أشوف أحد ؟
فاطمة بـ إبتسامة ؛ أبوك الحين يجي ، و نور بغرفتها !
أردفت بهدوء ؛ يا هُمام لا تزعل ! ، دامك فَكرت زين وأستخرت وأرتحت توكل على الله ، أدري الوضع بينكم مو زين ، بس من ناحيتنا لـ نجد مايجي مننا ضرر لها ، دامها بـ تصير زوجتك يعني أنت وياها واحد ، اللي يضرها يضرك وأحنا ما نبي الا سعادتك !
وكمّلت ؛ و بالأخير أنت الحين في فترة خطبة بتعرفها أكثر وتزين أموركم وتلين قلوبكم ، ولما تكون متجهز تمامًا نسوي لك زواج يرضيكم !
شتت نظره هُمام بعيد وهو مو عارف وش يرد وهو يتنهد بـ ضيق ، ضحكت فاطمة ؛ نقول أن شاءالله زَواجة الدهر ولا ؟
ومع كلمتها دَخل صالح و بهدوء ؛ لا تقولين ولا تدعين !
هُمام و الفرح وَضح عليه جدًا ، عيونه كانت تلمّع من الفرح لإنه شاف أبوه بالثوب والشماغ ؛ جاي معاي ؟
صالح بعقدة حاجب ؛ أخلي ولدي لحاله يعني ؟ أجي قبلك بعد
ضحك هُمام ، ومو ضحكة عادية من كل قلبه ضحك ، تقدم لـ أبوه وهو يضمه بـ شدة ، بادله صالح وهو يشد عليه ، أبعد عنه هُمام بـ راحة وهو مبتسم إبتسامة كلها رضا ، شعور أن يكون فيه شخص وراك ويمشي معاك كل خطوة كان شعور غير و مُختلف ، صالح بهدوء ؛ أنا بـ روح معاك وما يصير الإ اللي يرضيك ، بس فيه طلب لا تَردني!
هُمام وهو يناظر ساعته و ما باقي شي على موعدهم الا القليل ، قال بـ إبتسامة ؛ لك اللي تبيه ، بس نمشي الحين !
__
في بيت جابر :
دخلت نغم ومعاها حنين لـ غرفة نجد ، كانت الغرفة ظَلمة بالكامل ، وباردة برودة لا تُطاق أبدًا تقشعر الأبدان ، و نجد بفراشها متغطية ولا جزء لو بسيط منها ظاهر ، أستغربوا نغم و حنين ، وهمست لها حنين ؛ وش وضعها نايمة يوم مِلكتها ؟
زمت شفايفها نغم ؛ مادري ، لكن شكل عمي ما قال لها !
فتحت نَغم الإضاءة ، ومن فتحتها قامت نجد مفزوعة جت عندها نغم وهي تهديها ؛ أنا نغم !
مسحت نجد على وجهاً وناظرت نغم ومررت نظرها على حنين ، قالت بهدوء ؛ كيف دخلتوا ؟
حنين بـ إبتسامة ؛ ما ودك فينا ، نطلع ؟
نجد بـ بحة ؛ لا ما قصدي كذا ، عادي
نغم وهي تناظر نجـد وتشوف حالها أنقلب بين ليلة وضُحاها ، تشوف حال هُمام وتشوف حال نجـد أثنينهم يكسرون الخاطر تتمنى أن نجد تداوي جروح هُمام ، و هُمام يكون لها الظهر اللي تستند عليه ، تتمنى أنهم يكونوا لبعض "السُكر في مرارة الأيام" ، تنهدت نغم وهي تناظر نـجد ، مسكت كفها ؛ ليش ما جهزتي ؟
نجد تجمعت الدموع في محاجرها ، وكانت ترفع عيونها للسقف تحاول ما تنزل دمُوعها و تخفيها ، همست لها نغم ؛ ما أعرف وش صاير بينكم ، بس هُمام ما يستاهل كذا أعرفه من أيام ، لكن أنا أشهد بـ طيبته !
نجد ناظرتها وعيونها غرقانه دموع ؛ ما يستاهل كذا ! طيب أنا ما أستاهله لا يأخذني !
حضنتها نغم ، ومن حضنتها أجهشت نجد بالبُكاء ، نغم همست لها ؛ أنتي مجبوره عليه ؟
ما ردت نجد وهي حاضنتها وتبكي لحد ما طلعت صُوت شهقاتها ، حنين أوجعها قلبها عليها ماتدري أيش فيه ، وليش بالسرعة ذي بيأخذها ؟ تقدّمت لـ نجد ؛ ما يأخذك ! ما يستاهل كل الدمُوع هذه عشانه ؟
ناظرت نغم حنين بطرف عينها ، و أبعدت عن نجد وهي تناظرها ؛ قومي ألبسي ، أنتي حلوة ما يحتاج لك شي أصلًا !
نجد هزت راسها بالنفي ؛ مالي خلق والله !
نغم ؛ لو سمحتي ، ما تعرفين أن هُمام أخوي ؟ و أنا أبي زوجة أخو تحب الكشخة ، يلا قومي وأنا أطلع لك لبس !
أستجابت لها نجد وقامت بتكاسل فضيع دَخلت تتحَمم ، و نغم اللي كانت تحوس بـ أغراض نجد تدور لها شي تلبسه ، ناظرت لها حنين ؛ نغم ، جابر يجبر البنت حرام عليه !
نغم وهي تناظرها ؛ واللي أستغربته أكثر موافقة هُمام ولا عارض !
حنين زمت شفايفها ؛ وكل هذا عشان هُمام ، تنهدت وبهدوء ؛ خلينا نشوف وش يطلع من هُمام عاد !
دَخلت نجـد عندهم و وراها الخادمة جايبه أكواب قهوة ، جَلست نجـد على الأريكة وتشرب قهوتها وهي شوي تعدل مزاجها و رَوقت ، قالت بهدوء ؛ أكتشفت أن ما أحد يستاهل الحُب الإ القهوة !
حنين ؛ و أبوك ؟
تجاهلت سؤالها نجد وتعكر مزاجها ، و حسّت عليها نغم وهي تقوم لها ؛ سوي شعرك ، و مكياجك ، و ألبسي الفستان اللي طلعته يلاا !
نجد ناظرتها بجمُود ؛ ليش أسوي كل هذا وش الفايده ؟ ترا ما أحد بيشوفني !
نغم ؛ أنا أشوفك قومي يلا !
سمعت نجد لها ، وقامت تسوي شعرها ، و رفضت تسوي لها مكياج لكن أصرّت نغم وسوت لها هي ، شافت نجد الفُستان اللي طلعته نغم لها ؛ هذا ما أرتاح له ما أبيه !
كان فستان أسود على الجسم وقصير لحد الركبِة والظهر مكشُوف بسبب القماش اللي يوضحه و أكمام ، نجد وهي ماسكه الفستان ؛ نغم والله مـ… ، قاطع كلامها صوت الرجال اللي صاروا تحت ، تحس بطنها مَغصها و أنها بتفقد الوعي !
نغم ؛ نجد ألبسي بسرعه هم تحت !! ناظرتها نجد بـذهول وهي ماتدري وش تسوي أرتبكت كثير ، طلعوا وصارت بـ لحالها وصار يراودها شعُور تسحب عليهم كلهم وترتاح ~
__
عند الرجال :
دَخل هُمام وهو ماسك يد أبوه وسانده عليه وبيده الثانية عكازته اللي مايحتاجها بـ وجود هُمام ، معاه أبوه لكن يحس فيه شي ناقص دون سعُود ، دخلوا للمجلس وأناظر فيصل كانت كلها على هُمام وكيف مهتم بـ صالح لوهلة كان بيحسده عليه ، قطع تفكيره صوت جابر اللي أستقبلهم ورَحب فيهم من كل قلبه ومن وراه يزيد سلم عليهم ، ناظر هُمام اللي خلف يزيد كان فيصل مو عارف يحدد موقفه يسلم عليه عادي ولا يتجاهله ، لكن أساسًا جاء لعنده فيصل وهو يمد يده له بيصافحه ، صافحه هُمام بـكل جمُود لكن قرب فيصل له وسَلم عليه زين ، كان صالح يناظرهم وكان يتمنى أنه ما يلقى سلام بهالحفاوة هذه من فيصل لـ هُمام ، أبعد فيصل عن هُمام وراح لـ صالح وسلم عليه بهدوء وَ أبعد ، جلسّوا كلهم وهم ينتظرون المُملك "المأذون"،كانوا فعلًا هاديين وما أحد حاول يسبب مشكلة أو يرمون كلام لـ بعض ~
تنحنح صالح ، بهدوء ؛ يـ أبو نجد ، أنت تعرف ليش جايين اليوم والسبب ، طلبني هُمام وأنا ما عارضت رغبته ، و بنمشي على ما تعودّنا بعاداتنا ، و نطلب بنتك نجـد لـ ولدي هُمام !
أبتسم جابر لـحد ما وضحت أسنانه العُلية و السُفلية ؛ هُمام أصله ولدنا ، و جوابي و جواب بنتي ما يحتاج واضح ومعروف للكل ، ولو الود ودي أمدح في هُمام واللي تَربى على يده من هِنا لـ بُكره !
هُمام ؛ ما تقصر والله !
صالح أبتسم مجاملة ، و من طرأ في باله فكرة أبتسم بخفيف ؛ يـ أبو نجد ، عندنا طلب ثاني ؟
جابر ؛ أبشر به ، آمرني ؟
صالح ؛ ما يأمر عليك عدو ، لكن هُمام طلبني و بيشوف نجد قبل !
ناظر هُمام أبوه بـ ذهول ، كيف ومتى طلب مايدري ؟ ، همس لـ صالح بهدوء ؛ يبّه ، وش تسوي ؟ مين قال لك بشوفها ؟
صالح همس له ؛ أسكت وأنا أبوك حقك هذا !
__
عند البنات وهم ينتظرون نـجد اللي تأخرت وما نزلت ~
نـغم ؛ تأخرت كثير ؟
حنين ؛ متوترة ، لما جابر يناديها بـ تجي !
نجد اللي كانت في غرفتها ، المره هذه نفذت أول فكرة جات في بالها " ما بيصير شي ما تبيه " كانت بكامل أناقتها لكن بتنفذ فكرتها وترتاح من كل شي ، بتسويها وما بتفكر بالعواقب ، لبست عبايتها وحجابها ، شافت نغم و حنين جالسين بغرفة فوق يعني ما بيشوفونها ، نزلت على أطراف أصابعها بكل هدوء وهي تطلع لحديقة بيتهم ، وطلعت مع الباب الخلفي اللي فيها ، خافت بكل مافيها لكن…
________________________




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:24 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



______________

وطلعت مع الباب الخلفي اللي فيها ، خافت بكل مافيها لكن هيهات خلاص ما بتسكت ، وبالنسبة لها " و بـ منظورها " هذا الأحل الأنسب ، طلعت بكامل هدوءها وقلبها يرقص من الخُـوف ، ناظرت الشارع العام اللي قدام باب بيتهم بالضبط ، مليان ناس وين بتروح وهي حتى ما تعرف أحد ؟
__
عند جابر ؛
اللي وافق أن هُمام يشوف نـجد ودَخل يشوفها ، شاف نغم و حنين جالسين ، قال بـ هدوء ؛ نـجد ما جهزت ؟
حنين بـ حزن ؛ جابر ، طلبتك لا تجبرها على شي حرام عليك ، هذه بنتك اللي تحبها و تنتظرها طول السنين ؟ تسوي فيها كذا ؟
جابر عقد حواجبه ؛ بنتي ما تتدخلين فيها ! أنا أعرف وش الصح والخطأ لها ، أتمنى ما عاد أشوف خشمك طالع لنا بكل سالفة !
شافت نغم الوضع بادي يتكهرب زيادة و قالت بسُرعة ؛ الحين أنادي نجد ، أمشي معاي حنين ! ، و سَحبت حنين من ذراعها غصب عنها ، وهي طقت الباب على نجد و نادتها وما ردت ، طقت مره ثانيه وبشكل أقوى وما كان لها رد ، فتحت الباب بـهدوء وناظرت أرجاء الغرفة كاملة مافيها أحد !
طلعوا نغم و حنين لـ جابر وناظروا له بـ ذهول ، قالت نغم ؛ الغرفة مافيها أحد !!!! جابر وصلته رساله من المُملك أنه صار على الباب ، ويقولون بنته مو موجودة ؟ كان في موضِع الغبي ! ما صدقهم ، وقال ؛ شفتي كل مكان زين ؟ ، هزت نغم راسها بالإيجاب ، ناظر جابر حنين ؛ والله يا حنين وربك أن لو أدري أنك لعبتي في راسها وغيرتي رايها ما تلومين الإ نفسك وقتها !
ناظرته حنين بـ دهشة وهي ماتدري وش سوت و إيش قالت عشان يحط اللوم عليها ؟
راح جابر دورها بـ كل الغُرف ، ومالها آثر ! خاف على نـجد كثير وين راحت ؟ الحين ما يهمه لا خطبة ولا زواج ولا هُمام ولا أي شخص !! لكن بنته وينها ؟ طلع للحديقة وهو زَل عقله و أنهبل بدونها ! ناظر الحديقة ولفت نظره الباب المفتوح رجف في مكانه من فكرة أنها هَربت صدق ! وهو السبب بكل اللي صار !! طلع للشارع يدورها مثل المجنون ويدعي من كل قلبه أنه يلقاها ومافيها شي ، ما كان فيه ولا أثر لها يحس بداخله نار مايعرف وش يسوي مستحيل الأرض أنشقت وبلعتها ؟! و توتر من الإتصالات اللي تجيه أكثر ! مره من فيصل ومره من يزيد ، والرساله أن المُملك فيه !
_
عند سعُود :
كان نازل من سيارته وساند ظهره على باب السيارة ، ويدَخن لعاشر مرة ، واقف في أول الشارع وهو يشوف القصر الكبير اللي قدامه ، وسع عيونه على كبرها من شاف بنت طالعه مع الباب و تركض بكل مافيها ، رَكب سيارته وهو يلحقها بسرعة عالية ، ما راحت مسافة بعيدة عن البيت ، لكن هي تعبت ركضت بكل قوتها و وقفت بـ تعب ، سحب فرامل و وقف السيارة قدامها بالضبط ، غمضت عيونها من ضوء السيارة العالي اللي تسلط عليها و ناظرت بخوف ، نزل سعُود من السيارة ؛ أنتي مين ؟
نجد وهي نفسها أنقطع من الركض قالت بتعب ؛ أبعد عني ما تشوف جيت تصدم فيني !
سعُود بحدّة ؛ أقول مين أنتي ؟
نجد بـ إنفعال ؛ أنت اللي مين ؟؟؟ أبعد عني
رفع عيونه سعُود لـ جابر اللي طلع من البيت يدور عليها ، أستنتج أنها نجـد تلقائيًا ، و تراوده فَكرة الحين عشان يوقف المهزلة اللي تصير ، قال بـ إستعجال ؛ أبوك جاء !! ألتفت نجد و بهتت ملامحها من شافت أبوها يركض وهو باقي ما شافهم ، ناظرت لـ سعُود ؛ تعرف أبوي ؟
هز راسه سعُود بالإيجاب ؛ أبوك جابر ، أركبي معاي وأساعدك !
هزت راسها نجد بالنفي وكل أنظارها مع أبوها خايفه يجيها ؛ ما أقدر أوثق فييك ما أقدر !! سعُود ؛ ما تشوفين أبوك معصب ؟ بيذبحك لو يشوفك أخلصي علي !!! ما لقى منها رد ، قال بهدوء ؛ كيفك أجلسي بـ نص الشارع لو يذبحك أبوك ما يهمني يا نـجـد وش دخلني أنا ؟ بس كنت شفقان عليك وين بتروحين ؟
راح عند سيارته وهو يركب ، كانت نجـد واقفة ورا عمُود لإجل ما يشوفها وأنصدمت لما قال أسمها وعرفها ، شافت أبوها فصخ شماغه ورماه على الأرض وهو الحين يوصل لها ويشوفها ، خاافت وتحس قلبها مو بـ مكانه ، قالت بـ إستعجال ؛ أجي معاك أنتظرني تكفى !
سعُود ؛ يلا بسرعة طيب ؟ ، رَكبت نجد ورا وهي تحس قلبها بـ إيدها ، و تنتفس بسُرعة من المشي والتعب ، وهي تدعي ربها أن يصير الخير لها وما يسوي لها شي الرجال اللي معها ، قالت بهدوء ؛ وين بتأخذني ؟
سعُود ؛ لا تخافين مـ…
نجد وهي ميته خوف منه ، قاطعته بكذب ؛ ما ني خايفة منك !! تنهد سعُود وهو يفكر وش المصبية هذه اللي كنت بتاخذها يا هُمام ؟
كان يسوق بهدوء وفعلًا ما يدري وين ياخذها ، لكن أهم شي يضيع الوقت وما يمدي هُمام يتزوجها ، فكر لـ ثواني وكأن عقله رجع له الحين ، بيزعل هُمام ويعصب منه و ما يرضى عليه يمكن لو يقدم له الدنيا كلها ، هربت منه نجد والحين بيقولون لـ هُمام ويعايرونه على نجـد اللي ماتبيه وهربت ، ناظر سعُود لـ نجد من المراية وهو يشوفها حابسة دموعها و وجها أحمر بالكامل ، يفكر أن الحين أكيد أبوها خايف عليها والبيت منقلب فوق تحت عشانها ، و أكيد هي بـ لحظة تهور وطيش هربت والحين ندمانه ، شاف الطريق اللي قدامه وهو ما أبعد عن البيت كثير يمديه يتراجع وما يضيع نفسه ولا البنت اللي معه ~
__

في بيت جابر :
نغم و حنين قالوا لـ فيصل ويزيد أن نجد مو موجودة ، بردت ملامحهم وجلسوا يدورون عليها بكل مكان في البيت وفعلًا مو فيه ، يتصلون على جابر وما يرد عليهم ، و هُمام وصالح داخل مايدرون وش السالفة ، أما الممُلك اللي كانوا يعرفونه أساسًا فـ دخلوه وبـ حكم ماعنده شغل بعدين جالس عندهم و أخذته السوالف ، هُمام اللي حاس أن فيه شي ما كان مرتاح ، جاءه أتصال من سعُود وهو يستأذنهم ويقوم ، سعُود بهدوء ؛ هُمام ! ، وسعت عيونها نـجد من سمعت أسمه وأنه يعرف هُمام والحين أكيد بيقول له ، وهي أساسًا بطنها مغصها وتوترت من رجع طريق بيتهم ! قالت بـ رجاء ؛ لا تقول له شي تكفى !
سعُود تجاهلها ؛ هُمام ، كيف الوضع عندك ؟
تنهد هُمام ؛ مادري مو مرتاح !
سعُود همس له ؛ نجـد هربت من عندكم !
هُمام سكت وهو مو قادر يتكلم من الصدمة ! ، أسترسل سعُود ؛ معاي بـ جيبها لك !
هُمام بحدّة ؛ جيبها ، وتعال بسرعة !
دَخل جابر للبيت وهو يشوف هُمام يَكلم ، رفع نظره هُمام لـ جابر وقال بهدوء ؛ وينك ؟
بلع ريقه جابر وهو يمسح على راسه ؛ هُمام نجد مو لاقيها !
هُمام ناظره بـ جمُود ؛ الحين تجي !
جابر وصوته واضح فيه الغصة ؛ كيف راح تجي ؟ كيف مادري وين راحت ! وأنا السبب يا هُمام أنا !
هُمام ؛ أهدأ الحين تجي !
أنتهى من جُملته ، وفعلًا أتصل عليه سعُود يقول له أنه عند الباب ، طلع هُمام وهو يحس عقله ما يستوعب كل اللي جالس يصير يكفي لهالقد من المشاكل و المفاجاءات اللي صارت يوميًا يطلع له شي يصدمه ويشيب بشعره ، ما يدري يلقاها من تراكم عمله ودوامه ولا من هالعائلة ، وقف عند سيارة سعُود و نظراته كانت على نجد بكل حدة ، ما تكلم مع سعُود ولا حرف ، فتح باب نجد وكان جابر وراه ، قال بـ أمر ؛ أنزلي !
هزت راسها نجد راسها بالنفي وهي ماسكه دموعها ، هُمام بكل عصبية ؛ قلت أنزلي ! تبين معه يعني ؟ ما ردّك لي !
تكلم بعلو صُوت وبكل حدة ؛ أنززلي قلت !
أرتعبت من حدّة صوته ونزلت بكل طواعية ، ومشت وهي ما حطت عينها بعين أبوها ولا حاولت و دخل أبوها معها ، هُمام اللي تنهد بكل تعب وهو يفرك حواجبه بتعب، تقدّم له سعود وهو يرتب على كتفه قال بهدوء ؛ خلاص أتركها !
ناظر هُمام سعُود وبشبه حدّة ؛ أقطع الأمل ! لا تحاول بالموضوع هذا أنتهينا كل ما تحاول تقنعني بـ أعاند زيادة !
سعُود بـ هدوء ؛ مو ناقصك شاهد لـ زواجك ؟
ناظر له هُمام بطرف عين ؛ ناقصني ، بس ليتك كاشخ على الأقل !
ضحك سعُود ؛ ماعليه أهم شي العريس كاشخ !
دَخلوا لـلمجلس وما كان فيه أحد الا صالح والمُملك ، سلم سعُود عليهم وهو يجلس ~ '
__

عند نـجد :
مسكها أبوها مع ذراعها بشدة ، و همس لها بحدّة ؛ جيتك بالطيب و هربتي ، الحين بالغصب والإجبار !
أردف بهدوء ؛ خيبتي كل ظنوني !
نجد كانت تسمع كلامه ومافيه مَفر الحين خلاص كانت جسد بلا روح ، حسّت كل الأنظار عليها من الموجودين وهالشي حَزنها أكثر ~
تكلم جابر بصوت جهوري ؛ الحين ندخل على الرجال وكل شي بـ يتم مثل ما أبي !
ما حاولت نجد تمانع ولا حتى نزلت دموعها ، مافيه شي يهمها الحين لو تموت عادي وبالعكس يمكن ترتاح منهم ~
_

دخل جابر عند الرجال ومن وراه فيصل ويزيد ، شاف سعُود فيصل ويحس بكل مافيه يقول له أذبحه وأرتاح من شوفته ، جاء له فيصل يبي يسلّم عليه ، وصَد عنه سعُود ورفض ، وعشان هُمام بـ يسكت لكن بداخله شتمه بكل الأنواع من العيار الثقيل والخفيف ولعنه وحتى دَعى عليه ، همس لـ هُمام ؛ أحس بـ غثيان من اللي جالس بقدامي !
هُمام ؛ ما تعرف تسكت أنت ؟
وسكتوا كلهم من بدأ المُملك يتكلم ويخلص إجراءات عقد القِران اللي ما كان فيها أي شروط ، و وصلوا لـ جابر اللي يحس قلبه ينقبض مع كل كلمة ، قال بهدوء وهو يناظر هُمام ؛ زوجتك إبنتي نـجـد ، على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم !
هُمام ؛ قبلت ! ، وَ وقع هُمام بكل جمُود ~
الممُلك وهو يناظر جابر ؛ باقي هي توقع !
قام جابر لـ نجد ، و أعطاها توقع بكل هدوء وما قال لها ولا شي ولا هي تكلمت معاه ، شافت الزوج هُمام فيصل الفيصل وتوقيعه ، تنهدت لثواني وهي تشوف أسمها بجانبه بصفتها الزوجة ، وقعت وهي تحس فيها غَصة ، دَعت على سعُود اللي طلعت معاه ورَجعها ، تحس أنها عصفور مكسور جناحه ، أو حتى عصفور بـ قفصه وممنوع من الحُرية ~
جت لها نغم وهي تضمها ، و بادلتها بكل برود ، نغم بـ إبتسامة ؛ مبروك خطيبة أخوي !
أبتسمت لها مجاملة وكانت بـ تصعد الدرج ، و أستوقفها صوت أبوها ؛ الحين تدخلين عند هُمام يشوفك !
_
عند الرجال :
هُمام اللي كان يسمع التبريكات من كل الموجودين ، وهو يحس أنهم يضحكون على بعض الكل يعرف أنها مجبورة ، وهو ما كان أقل منها بالشعور ... صالح وهو يرتب على كتف هُمام ؛ الله يوفقك ويسعدك !
سعُود وهو كاتم ضحكته ؛ منك المال ومنها العيال !
ناظره هُمام بجمود وهمس له ؛ أنت وش وضعك ؟
دخل جابر وبهدوء ؛ تعال يا هُمام نجد داخل !
قام هُمام معاه بكل هدوء ، وهو يدخل للصالة و يشوف نغم ، اللي جت له تركض وبضحك ؛ أنت مننا و فينا !
كان قصدها ، أنت مننا يعني وَلدهم ومافيه مجال للشك ، و فينا لما تزوج بنت عمه ~
أبتسم لها هُمام وهو يسلم عليها ، وكانت حنين جالسة بعيد عنه لكن ما جت له ولا هو أهتم لها ، رفع عيونه للي نزلت مع الدرج وبالرغم من إجبارها كانت بكامل زينتها ، بنفس الفُستان الأسود اللي يأخذ العقل ، و محرره شعرها اللي واصل لأخر خصرها ، حتى الروج الأحمر لفت أنتباهه ، و وصل لـ أدق التفاصيل لـ خلخالها ، وصوت كعبها اللي يزّن في أذنه ، شتت نظره بعيد وبلع ريقه بـ توتر ، ومن شافوها حنين ونغم طلعوا وتركوهم ، وصلت لـهم وهي توقف قبالهم ، مسك ذراعها جابر وهمس لها ؛ أتمنى ما تسوين شي يسود وجهي !
نجـد بعدم أهتمام ؛ أنت تتمنى ما أسود وجهك ! و أنت سوَدت وجهي من جيت هِنا ولا هامك !
قرب لها جابر وهو معصب من حركاتها الطفولية اليوم ، كان بيضربها لحد ما سحبها هُمام بجنبه و مسك يدها و قال بحّده ؛ ما تضربها ! ما تضربها وهي بذمتي و بـ وجهي !
ناظره جابر وهو أنسحب من عندهم ويحس كل الشياطين توسوس له بـ نجد ، كل هذا لإنه بـ لحظة غضب ومو حاس على نفسه !
شدت نجد يدها اللي بـ يد هُمام ، ورفعت نظرها له وعيونها مجتمعه فيها الدموع ، قالت بصوت مهزوز ؛ خذني معاك ! لا تتركني هنا بـ يضربني !
ناظر لها هُمام وبهدوء ؛ وين تبين أخذك ؟
نـجد ودمعتها تمردت على خدها ؛ عندك في بيتك ، لا تتركني !
______________



عند الرجال :
أنتظروا صالح و سعُود هُمام لما صارت ساعة كاملة وهو باقي ما جاء ولا حتى لمحوا جزء منه ، كان على أساس يدخل دقائق ويطلع ، صالح ناظر بـ سعُود ؛ هُمام أعجبه الوضع والواضح بـ ينام عندهم ! ، رَتب على فخذ سعود وبهدوء ؛ نروح مع بعض أمشي !
أستجاب سعُود له وهو يقوم وكل تفكيره مع هُمام ، وليش تأخر كل هالمُدة ؟ وعلى أساس أنهم مجبورين على بعض ؟ ، تنهد وهو يقوم بعد صالح اللي سبقه و طَلع من عندهم ، طلع سعُود دون ما يودع الموجودين ولا يكلمهم وهو طول هالمُده بس ينتظر وقت يخرج من عندهم ، طلع للحوش وكانت واقفه فيه بنت وتكلم بـ الجوال وَقف وناظر لثواني طويلة واللي جَذبه أنها تتكلم بـ هُمام و سمعها وهي تقول " سمعت نجد بتروح معه ؟ ، شكلها الحين بتروح بس مادري وش صار !" ألتفت البنت وهي تناظر اللي وراها ، ناظرها بـ تركيز و تفحص ، كانت من هول الصدّمه واقفة ما تحركت ، ناظر لها زين وهو يعقد حواجبه بـ إستغراب ، و تنحنح وصد عنها ، قال بحدة ؛ أبي أطلع ! ، أبعدّت عنه وعن مكان تواجده قالت بصُوت واضح فيه الرجفة ؛ أطلع خلاص ! ، طَلع سعُود مُباشرة ، وهي تناظره لحد ما غاب زوله عن عينها ، ما عرفت مين هو لكن يشبه هُمام بشكل كبير سحبت هواء و زفرته بهدوء وهي تدخل ، أما سعُود كان كل تركيزه مع كلمتها جالس يصير اللي هو خايف منه ، يتمنى أنه سمَع خطأ وأن نجد بتروح مع أحد ثاني مو هُمام ~
__
عند هُمام :
جالس على الكَنبة وهي قدامه شابك يدينه في بعض ومركز ذراعه على ركبته و ما ناظرها أبدًا كل أنظاره على الأرضية والسيراميك اللي حفظه من كثر ما ناظره وتأمل فيه ، يفكر وهو كل ما جاء عند أحد طَلبه شي ، وأصلًا لو ما طلبوه شي وقتها بـ يستغرب ، كان يفكر بـ طلبها وهو الحين صدق يؤمن أن مافيه أحد صاحي بـ هالعائلة ، ميل شفايفه بـ خفيف و عدل جلسته و سند ظهره على الكنبة و تنحنح لإجل تنتبه له ، لإن وضعهم واحد حتى هي ما كانت تناظره و مشتته نظرها بعيد وضامه كفوفها لها ، رفعت نظرها له وطاحت عينها بـ عينه شتت نظرها بـ حركة سريعة ، قال بهدوء ؛ أنا ما عندي بيت لحالي ! وش نسوي الحين ؟
نـجد ما كانت قادرة ترفع نظرها له ، و تحس أنها عاجزة عن الكلام رَفعت كتوفها بـ عدم معرفة ، هُمام بهدوء ؛ ناظري لي طيب كيف أتفاهم معك ؟
ما كانت ترد عليه ، وكانت ترجف بـ شكل واضح ، رَحمها كثير وهو يحس أنها مو بعيدة عن حاله و وضعه ، قام لها بهدوء وهو يجلس عندها ، ناظرته بـ ذهول وهي تبعد و كانت بـ تقوم لحد ما مسك يدها وهو يرجعها مكانها ، و بحدة ؛ لا تحاولين تروحين !
تنهد وهو يترك يدها لما زادت رجفتها ؛ أنتي خايفة أبوك يضربك ؟
هزت راسها بـ الإيجاب ، قال بهدوء ؛ ليش كنتي بتهربين ؟
نجد همست له وصوتها بالكاد يطلع ؛ أبوي هذه الأيام أخاف منه كثير ، وتجمعت دموعها بعيونها ؛ يسوي حركات ما أحس أنه أبوي اللي أعرفه !
أستغرب هُمام ؛ مثل ايش الحركات ؟
نجد وهي تحط كفوفها على وجهها وبكت ، ما أستحملت أكثر ، و إستجواب هُمام يضغط عليها ، راح بال هُمام بعيد وجاء على باله الحركات اللي ما ترضي ربه ولا إنسان عاقل ، ناظرها بـ ذهول وهو يحس أنه تورط الحين ، قال لها بـ حنية ؛ لا تبكين طيب ! بـ أخذك معاي ولا أحد يقدر يقرب لك !
زادت بُكاء وهو مايدري وش يسوي مو قادر يقرب لها و يهديها بالشكل الصح ، ولا هو حاب منظر شخص يبكي قدامه بشكل مؤلم جدًا ، فرك حواجبه بـ توتر و قَرب لها لحد ما صار كتفه مُلاصق كتفها ، وصارت ترَجف بشكل ملحوظ وهو يحس فيها ، الحين حنية هُمام طاغية على كل شي مسكها مع كتوفها وحضنها ومسح على شعرها بحنية عظيمة ، حاوطها بـ ذراعه وأختفت بداخل حضنه من فرق البُنية الجسدية ، زادت بُكاء و حضنها بشكل أقوى لحد ما طاح عقال شماغه ، قرب راسه عند أذنها وهمس لها ؛ لا تبكين جعل الله يبكي من يبكيك !
حس فيها سكتت و أرتخت أبعدت عنه بخفيف رفعت نظرها له وكانت المسافة معدومة بينهم ، وشاف عيونها اللي مليانه دموع أوجعت قلبه كثير ، حطت يدها على صدره لإجل تبعده عنها ، وناظرت ثوبه اللي أمتلأ من دموعها ، وعقاله اللي طايح جنبها ، رَفعت له عقاله وهي الخجل معتريها بالكامل وحتى من خجلها أحمّرت خدودها ، أخذ منها العقال وكان منبهر من نفسه كيف حضنها و هو مو حاس مالقى نفسه الا وهي داخل حضنه ، رجعت شعرها الأسود لخلف أذنها و وقفت بـ هدوء ودون ما تناظره ~
هُمام بـ إستعجال ؛ وين ؟
ناظرته وماتدري كيف تتكلم تحس نفسها ناسيه كل الحُروف الأبجدية ولغُتها ؛ فوق !
هُمام بهدوء وهو باقي العقال في يده وما لبسه ؛ أجهزي بـ تروحين معاي !
ناظرته بـ ذهول كانت بتتكلم ، لحد ماتذكرت أنها هي اللي طلبته وهي من كل قلبها ما تبي تجلس عند أبوها اللي تعبت منه ، و من تذكرت كلامه أول مره وهو كان يحكي لها عن مصيبة كبيرة صابته ، غمضت عيونها بـ قل حيلة وهي ماتدري صدقه من كذبه ، هُمام ميل شفايفه بخفيف ؛ أجي معاك ؟
وَسعت عيونها وهي تناظره بـ طرف عين ؛ الحين أجي ماله داعي !
كتم ضحكته من فهمته خطأ وكان قصده اذا قابلت أبوها ورَمى عليها كلام بـ يكون معها ~
راحت ، ولما وصلت عند الباب بـ تطلع ، لفت عليه بهدوء وناظرته ؛ وين بـ نروح ؟
هُمام وهو يعدل شماغه وكانت أنظاره عليها ، وأنتبه لـ شعرها اللي من لفت تحرك معاها تأمل فيه لثواني طويلة وما أعطاها جواب سَرح معه وهو حرفيًا لفت نظره وعاجبه ، حس على نفسه و تنحنح ؛ أنتي أجهزي وما عليك ، هزت راسها بـ الإيجاب وهي تطلع وتتركه ، و هُمام يفكر وين يروح مو مستعد لـ هالشيء ولا واحد بالمية ، ما يقدر ياخذها عند سعُود ، و عند صالح ضامن فاطمة ما بتقول لها شيء لكن مو ضامن صالح بيستثقل الوضع وما يعجبه ولا وده يضايقه زيادة ، تنهد بضيق وهو يمسح على ذقنه بـ تفكير ، دَخل عنده جابر وهو يجلس قدامه ، و سأل بهدوء ؛ بتأخذها ؟
هُمام ؛ طلبتني وما أردها ! ، لكن بس قول لي ليش هي خايفة منك لـ هالقد ؟
جابر رفع كتوفه بعدم معرفة ؛ مادري عنها ، حساسة !
هُمام عقد حواجبه ؛ تَحملها فوق طاقتها ، وتحط اللوم عليها وتقول حساسة ؟
أسترسل هُمام بجمُود ؛ عالعموم نـجد معاي ، وكذا أحسن لك لإجل تمشي خطتك مثل ماتبي !
جابر ؛ خذها ، و هي عندك أمانة وتحت مسؤوليتك !
ناظره هُمام وهو الحين يحس صدق بـ المسؤولية ، مو مستوعب أنه فعلًا الحين تزوج ما عنده أي مشاعر من فرح و حزن ، لكن من كلام جابر حس بـ جدية الأمر والمسؤولية اللي صارت معاه ~
جابر بهدوء ؛ هُمام ، صار اللي صار وأنتهى وهي معك و مثل ما قلت أنت ! هي بـ ذمتك ، لكن لاتجبرها على شي ما تبيه !
هُمام رَكز عينه بـ عين جابر ؛ أنا مو مثلك ! ما أجبر أحد !
دَخلت عندهم نجد وهي جاهزة تمامًا لكن ما ناظرت ولا بـ طرف عينها لـ هُمام ومتوترة منه كثير ، قام جابر لها وهو يمسك يدها و همس لها ؛ ما كان ودي تروحين كذا ، ولا ودي زواجك يكون بـ هالطريقة ، لكن والله يابنتي والله وأنا أحلف بـ ربي أني خايف عليك من الدنيا !
ناظرت له نجد وهي كل ما يحكي لها أبوها شي ترجع تضعف وتنكسر ، لكن تحس بـ قهر وكله منه لو يقول لها شي ويطمنها ، قالت بهدوء ؛ أخر مره أطلبك ؟ قول لي وش صاير معاك وأنا أوقف معك و أوقف بـ وجه اللي يضرك ولا أسمح له يسوي شي !
هز جابر راسه بالنفي ، وكانت بـ تبعد عنه ، لحد ما سحبها لحضنه وشد عليها بكل قوته وما حس الا دموعه خانته و نزلت، و كانت هذه أول مره تنزل دموعه اللي من سنين وهو حابسها جمعت كل مشاعره ، من
تأنيب ضمير لكل خطأ ندم عليه ، ولكل اللي سواه لـ بنته ، واللي يصير لـ بنته كله منه وبسببه ، من خوفه على المستقبل اللي بـ يجيه ، ومن عذاب الماضي اللي مَر عليه ، كان يبكي وهو حاضنها مثل طفل أخذوا منه لعبته المفضلة ، يبكي مثل وداع أبدي دون لقاء…ضمته نجد لها وبكت معاه ، وهُمام كان حاضر كل اللي يصير ، أنصدم من بُكاء جابر اللي ما كان ورا كل هالدُموع الإ مصيبة قوية و قهر عظيم ، و من نجـد اللي توها تشكي له من أبوها الحين تبكي معه و بـ حضنه ، أبعدَت نجد عن أبوها و بـ صوت مهزوز ؛ لا تخوفني أكثر جالسة أموت من خوفي !
مسك جابر وجهها و مسح دموعها بحنية عظيمة ، و همس لها ؛ لا تخافين و وراك رجال !
تركها وقال بهدوء ؛ لا يوصل لـ خوالك شي !
نجد ناظرته بـ تركيز ؛ خوالي مسوين لك شي ؟
ناظر جابر هُمام وهو تجاهل سؤالها ؛ تطلعون الحين ؟
ومن تجاهل سؤالها أثبت لها أن مشاكل أبوها من خوالها ، تحس أنها ضايعة وتاهت طول عمرها عايشة عند خوالها وما يضرونها وقدموا لها كل شي تحتاجه ، وحُب أبوها لها تشوفه بعيونه ، ماتدري مين تَصدق وتكذب ~
هُمام وهو يوقف جنب نجد ؛ أنا برا أنتظرك !
جابر مسك ذراعه قبل لا يطلع ؛ أنتبه لها يا هُمام ، والله أنها أغلى من عيوني !
نجد والحين جاء الصدق و بـ تروح معاه وبالذات بـ الوقت هذا ما تبي تقابله تحس حرارتها ترتفع كل ماشافته ، عضت طرف شفايفها السُفلية بـ توتر والواضح أبوها ماعنده مشاكل تروح معه ، همست لـ أبوها تذكره لـعله يتراجع ؛ أبوي الاسبوعين قَربت تخلص ورجعتي للـ كويت قريبة !
فهمها جابر مُباشرة وهي تبي تضربه على الوتر الحساس أنها تجلس عنده عشان ما يندم لما ترجع ، بس هي ما تدري عن كل أفكاره واللي في باله ، والصَدق أنه أرتاح أكثر أنها بكل بساطة بتـروح مع هُمام والطلب جاء منها بعد ، تنهد بهدوء ؛ يصير خير وقتها !
أستغرب هُمام وهنا بالنسبة له " جزء من النص مفقود" ايش الأسبوعين ؟ ، ورجعتها للكويت ؟ ، هِنا كثرت عليه الأسئلة وخاصةً أنه لازم يعرف موضوع جابر كله وبالتفصيل لإنه من الأساس مايعرف عنه شي ، ضحك بداخله بسُخرية على نفسه و وَضح له أن " كل النص مفقُود" لإنه مايعرف شي ~
تَذكر جابر غرض كان من زمان وده يعطيه لـ نجد ، لكن لو يتكلم مع نجـد الحين بترجع دموعه تخونه و تنزل غصب عنه ، تنهد بـ ضيق ؛ هُمام تجي معي المكتب ، أبيك بشغله ؟
ناظرتهم نجـد بـ إستغراب وعقدة حاجبها ، و هُمام أكتفى بـ هز راسه بـ الإيجاب و…
____


___________



تَذكر جابر غرض كان من زمان وده يعطيه لـ نجد ، لكن لو يتكلم مع نجـد الحين بترجع دموعه تخونه و تنزل غصب عنه ، تنهد بـ ضيق ؛ هُمام تجي معي المكتب ، أبيك بشغله ؟
ناظرتهم نجـد بـ إستغراب وعقدة حاجبها ، و هُمام أكتفى بـ هز راسه بـ الإيجاب و مشى معاه ، دَخل مكتب جابر اللي كان فخم وأنيق وكبير بـ شكل يناسب مقام أبو نجـد ~ جاء عنده جابر وهو يفتح الخزنة اللي كانت جنب هُمام بالضبط ، كان فيها ورق بالكامل وكيس صغير ، أرتبك جابر لما شاف هُمام طاحت عينه على الورق وصار يحاول يخيبها عن عينه لحد ما أنتثرت كلها في الأرض من فرط توتره ، ناظره هُمام بـ إستغراب وجابر وضعه مو طبيعي وحس أن هذه الأوراق فيها بلاء ، التوتر ورجفة يد جابر وهو يحاول يلمها ما كانت تبشر بالخير ، يشوف جابر وهو يحاول بسرعة يلمها لكن ما ساعده ولا بالقليل ولا حاول ، أنحنى وكان بيأخذ الورقة اللي عند رجله فقط ، وأستعجل جابر له وهو يسحب الورقه قبله ، أبتسم هُمام لـ جابر إبتسامة إستفزازية ؛ ما شفت شي ، لا توتر !
كانت إبتسامة هُمام كفيلة بإنه يخليه يشك شافها ولا لا ، قال وهو يتصّنع الهدوء ؛ عادي مافيها شي .
هُمام ميل شفايفه بـ خفيف و جالس يلعب بـ أعصاب جابر الحين ؛ أنصحك تغير رمز الخزنة شفته ، سرّك لا ينكشف !
دخّل جابر الورق وَ طلع الكيس ؛ هذا لـ نجد !
هُمام بهدوء ؛ أنتبه يمكن فيه شي طاح بالغلط !
بحركة لا إرادية وكانت عفوية من جابر فتح الكيس وهو يناظر فيه زين ، ضحك هُمام ؛ خايف من إيش ؟ ليتك تخاف من ربي قد ما تخاف من شوفتي للورق !
طَلع هُمام وهو يأخذ الكيس وعلى وجهه إبتسامة مايدري وش مصدرها ، كانت نجد جالسة بالصالة ومن شافته قامت قالت بـ إستعجال ؛ وش يبي أبوي ؟
وهُمام باقي مرسومة على وجهه إبتسامة ، رفع لها الكيس وهو ماسكه بـ أصبع واحد ؛ من أبوك
ناظرت له بـ طرف عين ، وهي مستغربة من وضعه ، أخذت الكيس وكانت بـ تفتحه ، قاطعها ؛ بالسيارة مو الحين ، وراي دوام والوقت تأخر !
من طلع من الباب وركب السيارة تلاشت إبتسامته و رَجع وضعه طبيعي ودَخل دوامة الأفكار اللي ملازمته دائمًا و أبدًا ، ركبت نجـد معه السيارة وهي تفرك إيدينها في بعض من التوتر ، ولَصقت في باب السيارة عشان ما تقرّب له ولا شوي ، من حَرك من عند بيتهم كان الوضع بالسيارة هدوء ، ناظرت له نظرة سريعة وصدت مُباشرة من ملامحه اللي فجاءة أحتدت لا شُعوريًا ولا عارفه السبب ، شافته مسرّح و حاله أنقلب ما هو اللي قبل شوي يضحك ، كان عاقد حواجبه وكل تركيزه و نظره مع الطريق ، وَقفوا عند الإشارة وهو يفتح الشبابيك يحس بـ كتمة مو طبيعية وتنهد من كل قلبه ، ما كان مستوعب أن فيه أحد بالسيارة معه أصلًا من هدوءها ، لف نظره له وهو يشوفها لاصقه في الباب ، قفل الباب من عنده وبهدوء ؛ قفلته أخاف تفتحين الباب وتهربين !
نجد ناظرته بـ ذهول ؛ أنت نفسية و متخلف !
ناظرها بـ جمُود وهو يصد عنها ، وقال بكل هدوءه ؛ ما فتحتي الكيس ؟
نجد ؛ مالك شغل !
ناظرها بكل حدّة ، ومن شافت نظرته خافت ، و وضحت له العكس قالت بـ شبه حدّة ؛ أفتح الباب أبي أنزل ما أبي أركب معاك !
كان يسوق بكل هدوء ، و ما ناظر من الطريق شي كل أنظاره عليها ، عجز يفهمها من البداية ! انحاشت منهم ، ثم طلبت تجي معه ، تشكي له من أبوها وتبكي له وعشانه ، والحين تبي تنزل ! ، متناقضة وغامضة صعبة الفهم ، وَقف على طرف الشارع و بـ جمُود ؛ أنزلي !
ناظرته بـ ذهول و ماتوقعت يسويها ويسمع لها صدق ، قالت بـ إنفعال ؛ أفتح الباب طيب !! هُمام وأنظاره على الشارع اللي قدامه ؛ تقدرين من عندك أفتحيه ، بسرعة أنزلي وراي دوام ومو فاضي !
ناظرته بـ صدمة وناظرت الشارع اللي قدامها و تالي الليل وقفها بـ حي فاضي مافيه الإ ضوء القمر و نجومه أنتفضت من الخُوف ، لكن ما همها الإ كبرياءها وكلمتها فتحت الباب و كانت بـ تنزل حقيقي ، لحد ما مسكها هُمام مع يدها وهو يرَجعها توقع حركتها هالمّرة لإن الواضح له أنها "مُتسرعة" ، مسك خصرها وثبتها ؛ والله ثم والله لو تحركتي أن ياويلك مني ، تبهريني دائمًا من جدك بتنزلين ؟
نجد وهي تحاول تبعد يده ، تكلمت بعُلو صوت ؛ تقول لي أنزلي يعني طردتني وتبيني أجلس أبعد !!! هُمام تجاهلها ، شغل السيارة ويد ماسكتها واليد الثانية يسوق فيها ، كانت تتحرك وحركتها كثيره لإجل يبعد يده عنها ، قال بهدوء ؛ أهجدي ولا أجلسك بـ حضني و أسوق لإجل تهجدين ؟
أرتخت من كلمته وهي تخاف من كلامه وحتى أفعاله ، أبعد يده عنها و عارف كيف يسكتها ناظر لها وهو يحسها بـ تبكي لف نظره لـلطريق ؛ يا نجـد ، يا بنت الكُويت أسمعي لي ، ما بسوي لك شي وأنتي أمانة أبوك عندي ، أرتاحي والله أني لـ أحفظ الأمانة و أصونها ، لا تتعبيني ولا أتعبك ! لف نظره لها وكانت هادية تمامًا ودموعها عالقه بـ عيونها تحاول ما تنزل ، كمّل هُمام كلامه بهدوء ؛ أحساسي يقول وضعنا واحد ، واللي نعيشه واحد ، أصبري وخلينا نشوف نهايتنا !
وَقف عند فُندق وقال بهدوء ؛ بنجلس هِنا اليوم !
ناظرت الفُندق اللي جابها له والواضح أنه من أفخم و أكبر الفنادق ، لفت له وصوتها مبحوح ؛ ليش فنـدق ؟
ناظر لها بجُمود ؛ ليش فندق ! عرسان خلينا نأخذ فندق وبكره أوديك شهر عسل لاتزعلين !
كتم ضحكته من شافها تناظر بذُهول ، مسكت يده بحركة سريعة ؛ هُمام لا تكفى لا ! ما ابي تكفى !
حط هُمام يده فوق يدها ، وبهدوء ؛ وش اللي ماتبين ؟
ناظرت له وهي حتى عيونها تتطلبه و تترجاءه ، وحَس على نفسه ومن كثر ما تمصخر على عائلتهم اللي مو صاحية يحس نفسه صار منهم متخلف ويسوي حركات مو من طبعه ، قال بهدوء ؛ أنزلي مو صاير شي و بس اليوم ، جوالي مغُلق وما أعطيت أهلي خبر !
لف لها وهو يناظرها بـ تركيز ؛ قلت لك أنتي أمانة عندي ما أسوي شي !
نَزل وهو يفتح لها الباب ؛ يلا أنزلي ، نَزلت وهي ترجف من الخُوف منه أخذ الكيس حقها و مشى قَبلها ~
__
دَخلوا لـ جناحهم و أثنيهم ما يناظرون بعض ، شال هُمام عقاله وشماغه وتركه على الكنبة وجلس ، و نجـد باقي واقفه عند الباب ولا تحركت رَفع عيونه لها وهمس بخفيف ؛ تعالي !
جت عَنده وسمعت كلامه مو حُبًا لـ طاعته لكن خُوف منه ، جلست على طرف الكنبة ، و هُمام كان بس يراقب حركاتها وتصرفاتها كانت كل شوي تعدل حجابها ، تجاهل وفَتح جواله وكان فيه مُكالمات كثيرة من سعُود وصالح وفاطمة وحتى نُور كانوا مُستغربين من إختفاءهه والسبب ، أتصل على سعُود و ماهي الإ ثواني وَ رد عليه سعُود مُباشرة كان ينتظره ، قال بـ إستعجال ؛ خير وينك ؟
هُمام و كانت كل أنظاره على نجـد ، قال بهدوء ؛ وش تبي ؟
سعُود بـ إنفعال ؛ والله أنك أخذتها ما أكون سعُود لو أنها مو معك !
وسع عيونه هُمام بـ صدمة ؛ وش دراك أنت ؟
سعُود ؛ سمعت البنت تقول !
هُمام بـ عقدة حاجب ؛ أي بنت ، وش تقصد ؟
سعُود ؛ اللي يزيد على هيئة بنت !
هُمام ضحك بـ ذهول ؛ خير يالطّيب ، وش جابك لها ؟
سعُود ؛ أنا مالي شغل فيها ، لي شغل فيك
هُمام كتم ضحكته وأبتسم بخفيف ؛ وش وضعك تغار علي زوجتك أنا ؟
سعُود بـ إنفعال ؛ تخسى ! ، خلي زوجتك اللي عندك تنفعك الحين ، قفل بـ وجهه وهُمام ناظر جواله بـ صدمة ؛ وش فيه هذا يقفل بـ وجهي ! ، ناظرها و شاف وجهها اللي باقي حتى ما رفعته له ، تنهد وهو يرسل رسالة لـ أبوه وقفل جواله و رماه على الطاولة اللي قدامه ، عَدل جلسته و ناظرها قال بهدوء ؛ حجابك تقدرين تشيلينه ، كانت تنفذ أوامره من دون وعي أبعدت حجابها بـ حركة سريعة وتناثر كل شعرها الأسود على كتوفها ، ألتفت له وشافته يناظر لها بتركيز ، حس على نفسه وتنحنح ؛ الكيس حقك يلا أفتحيه !
نجد كانت ناسيته من الأساس لما ذَكرها فيه أخذته بـ عفوية وهي تتربع على الكنبة ، فَتحته وكان فيه كرتون متوسط الحجم بـ اللون الأحمر ، فتحته بـهدوء رغم كل الحماس اللي فيها والفضُول لأجل تشوف وش فيه ، ناظرت اللي داخله وكان فيه ألبوم صُور و علبة صغيرة ، وهي رَجعت لذاكرتها ومُباشرة تذكرت أن فعلًا أبوها وعدها أنها من تجي السعُودية وتجي عنده وفي بيته بـ يعطيها صُور له ولـ أمها ولها وهي صغيرة ، لكن اللي أستغربته العلبة الصغيرة بـ اللون الأسود ، فتحتها بـ هدوء وناظرتها بـ تمعُن وكانت قِلادة ذَهب بحـرف "n” بـ الإنجلـيزي ، وكانت من أمها من قبل ولادتها ومن حددوا أسم "نـجـد" لها جابته ، وكانت أمها تحديدًا هي اللي أختارت لها الأسم و بـ كل حُـب ، من حبها لـ السعُودية والرياض تحديدًا سَمتها "نـجـد"، كل هذه التفاصيل كانت مكتوبة في ورقة لـ نجد ، تجمعت الدمُوع في محاجرها وَ رفعت نظرها لـ هُمام اللي كان مقابلها تمامًا وجالس مثل جلستها ، قال بـ هدوء ؛ وش فيك ؟
نجـد رفعت له القِلادة ، وبـ صوت مُبحوح ؛ هذا من أمي ، و أمي ماتت وقت ولادتي !
سحبت نفس وأزفرته بـ هدوء ؛ يوم ميلادي ، يوم وفاة أمي ! ، نزلت راسها ودموعها خانتها ونزلت ؛ يعني أنا السبب ومافيه غيري !
أبعد هُمام الكُرتون على جنب ، وضم كفوفها بـ يده ؛ مالك ذنب ، كله مكتوب عند ربي ولا إعتراض على المُكتوب !
بكت بشكل أكبر ولكن هذه المره هي اللي بادرت وحضنته دفنت وجها بـ كتفه وبَكت كانت تحتاج أحد حرفيًا ، بادلها مُباشرة لكن كان مصدوم منها ، حَس فيها بدأت تهدأ ، همس لها ؛ نشترك بـ نقطة ، أمي ما شفتها الإ بـ الصُور ، أنتي في يوم ولادتك ، وأنا بعد ولادتي بـ أسبوع وكله لإنها عانت وقت ولادتي وتعبت بس ما حطيت اللؤم علي !
أبعدت عنه بهدوء وهي تمسح دموعها بـ عفوية و خجل فضيع ، وقالت بهدوء ؛ أبوي وعدني أنه يعطيني هذه الصُور و وعدني أنه يشوفها معي ! بس حتى ما كلف على نفسه وأعطاني أياها بـ نفسه !
أبتسم هُمام بـ خفيف ؛ أنا أشوفها معاك !
سكت لـ ثواني وقال بـ تردد ؛ إذا تبين يعني !
ما ردت عليه وهي ترَفع الألبوم من الكرتون وفتحت أول صفحة فيه ، عَدلت جلستها وهي باقي بالعباية وناظرته وقالت بهدوء ؛ شُوف ، عدل هُمام جلسته وصار كتفها ملاصق كتفه ، همست له ؛ هذه أمي شيخة !
وبدأت تمشي بـ صور الألبوم وكانوا يعلقون على كل صُورة ، وكان لـ نجد صور كثيرة وهي صغيرة حتى مع جميع عائلة الفيصل معه الإ هو ، لكن ما كان لـ خوالها ولا نصف صورة ، وَقف عند صوره و من شافها أبتسم لـ حتى ما شاف تعبيرات نجد ماعجبتها الصُورة ضحك من كل قلبه ، كانت نجـد بـ عمر السنتين ولابسة بس شـورت دون التيشرت وماسكه شـعر جدتها نوره بـكل قوتها وتبكي ، ضحكته الصورة مايدري يمكن لإن نجـد ما كانت تبي نوره وتعابيرها توّضح هالشيء ، أو لـ نجد لإنها ماسكه شعر نوره بكل قوتها ، قال بـ ضحك ؛ الحين أنتي من يومك بس تبكين ؟
نجـد ميلت شفايفها بـ خفيف وهي ترفع عيونها له ؛ تظلمني ، أحب الحياة و أحب دائمًا أضحك لكن البيئة ما تساعد !
أبتسم هُمام وناظر ساعته وكانت الساعة ٤ الفجر ، وَسع عيونه ؛ عندي دوام ما نمت ! ، قومي يلا !
نجـد ؛ وين أقوم ؟
هُمام ؛ للغرفة ، يمين يسار ماعندي ! قومي مؤدبة أصير مؤدب !
تركت نجد أغراضها وهي قامت معه بـ تردد كبير ، دَخلت الغرفة ودَخل وراها وقفل الباب بـ المفتاح ، قالت مُباشرة ؛ ليش بالمُفتاح ؟
هُمام كتم ضحته ؛ والله ماني مستعد تهربين مره ثانية !
نجـد ناظرته بـ طرف عين ؛ تبي تذلني يعني ؟
هز هُمام راسه بـ النفي ؛ لا ، يلا أنسدحي !
نجد بـ ذهول ؛ كيف يعني بـ تجي معي !
هُمام ؛ إذا تبين ما عندي مانع !
نجد ؛ لا أطلع
هُمام هز راسه بالنفي ؛ أطلع مستحيل ، أنا على الكرسي وأنتي على السرير وإذا كثرتي كلام ما تشوفيني الإ جنبك !
نجد جلست على السرير وهي مو عارفة تسوي شي بـ وجوده ، قال هُمام ؛ تنامين بالعباية أنتي ؟
شدت نجد عبايتها لها ، شتت نظره بعيد عنها وهو حاس فيها وأنها مو ماخذه راحتها لكن بـ يسوي اللي يشوفه صح ؛ عبايتك مالها داعي !
نـجد ؛ لا تعطي أوامر !
هُمام ناظر لها و تقدم ؛ اللي تبين ، ما نعطي أوامر و نفعل اللي نبيه بـ أنفسنا !
نجد بـ إنفعال ؛ لا ! قامت بكل إستعجال وهي ترمي عبايتها ، وأنسدحت بالسرير وعطته ظهرها ، أنبهر من سرعتها اللي بـ أقل من دقيقة سوت كل هذا لإجل بس مايجي عندها ، قفَل الإضاءة من عنده وجلس على الكرسي ~
_________________


في بيت نـوره ، الساعة ٩ الصبّاح :
دَخلت نغم من إنتهى دوامها بـ المُستشفى و أرسلت لها أمها أنها عند في بيت نوره و تبي تشوفها ، كانوا الكل جالسين مع بعض سَلمت عليهم وجلست عند أمها و أبتسمت ، قالت إزدهار ؛ صحيح أنك رحتي لـ خطبة ولد عزيزة ؟
فهمتها نغم مُباشرة وهزت راسها بـ الإيجاب ، قالت نوره ؛ وش أستفدتي لما رحتي الحين ؟
نَغم ؛ ما أستفدت شي ، بس شفت نجـد وأنتم ماشفتوها أحسن
نوره ؛ وش سوت نجـد ياويلي عليها ، جابر أكيد غاصبها
أعتدلت بـ جلستها نغـم وضحكت بـ صوت عالي ؛ مين قال لك ؟ تخيلي طلبت من هُمام هي بنفسها تروح معه ، واضح دَخل قلبها الله يخليهم لـ بعض !
شهقت إزدهار ؛ و أخذها ؟
أبتسمت و هزت راسها بالإيجاب ، سياف كشر ؛ هذه نهاية اللي ما يتربى عندنا والله ، كم مره قلت لـ عمي يجيبها وتكون عنده !
إزدهار ؛ يا قلة الأدب ، وش تترجي منهم يعني ؟
نغم ؛ وش فيها يعني ؟ أنا تربيت معكم و عندكم وتقولون ما تربيتي زين !
يزيد ؛ ايه انتي طالع لك عرق لـ أخوك هُمام
حنين ؛ على فكرة إذا ما تدرون ترا هو أستاذ بالـجامعة !
نوره بـ سُخرية ؛ نهايته معلم يعني ؟
نغم ؛ وش فيه المعلم أن شاءالله ؟ وبعدين هذا مو أي معلم!
سياف بـ شبه حدّة ؛ نغم أحترمي جدتك !
نغم ؛ ترا مو بس أنا اللي رحت للـ خطبة حتى حنين و يزيد !
ناظرتهم نوره بـ ذهول وتحولت نظرتها لـ حدة ؛ ليش ما عندي علم أنا ؟
ناظروا يزيد وحنين في بعض وبعدها ناظروا نغم وهم يتوعدون فيها ، ضحكت نغم بـ تجاهل وطلعت وتركتهم ومع خروجها ، قابلت في وجها عمتها سوسن ناظرتها نغم بـ ذهول و لـحد ما تقدمت لها سوسن وأبتسمت أستوعبت نغم وصرخت بكل حماس وهي تركض لها وتضمها بـشدة؛ من متى ما شفتك !! سوسن ضحكت وهي تشد عليها ؛ يا قلب قلبي أنتي !
أبعدت عنها نغم وهي تبتسم ؛ تعالي ندخل !
وأسترسلت بهدوء ؛ طولتوا كثير ، لكن الحمدالله على السلامة
حاوطت سوسن كتوفها بـ ذراعها وهي تشدها لها ؛ الله يسلمك
نغم بـ نفس الهدوء ؛ جيتي لحالك ؟
وهي تنتظر إجابة سوسن وقلبها يرجف من الإجابة اللي ما وصلتها للـحين ، أبتسمت سوسن ؛ أنا و سامي !
أبتسمت نغم ، و حاولت تخفي إبتسامتها قد ما تقدر لكن مافيه مَفر إبتسامتها واضحة وضوح الشمس وسطوعها ، دَخلت سوسن عندهم وأعتلت أصواتهم من المفاجاءة الحلوة ، قاموا سَلموا عليها الكل وهم يتحمدون لها بـ السلامة ونوره اللي كانت فرحانة و راضية الحين أشد الرضا بـ قدوم سوسن ، قاطع حديثهم وحماسهم صوت من عند الباب ، فَزت نوره من مكانها وهي مو حاسة على نفسها ؛ هذا سامي !
و نغم بـ كل مره يفز قلبها من طاريه كانت ودها تشوفه بـ أي طريقة بس تبي تشوف كيف صار شكله بعد كل اللي واجهه ، ومن سمعت نوره تقول ؛ نحفت كثير ، نَغزها قلبها وهذا اللي كانت تتوقعه شخص هزيل ضعيف ، ضمته نوره لها وهي تبكي و تتحمد له بـ السلامة ، و أبعدت وتقدم له سياف وحضنه أشد الحضن وهو يرتب على ظهره ؛ تقريبًا ثلاث سنين ؟ كثير علينا والله !
سامي بـ هدوء ؛ أسالني أنا عن الثلاث السنين هذه ، أبعد عنه سياف وهو يبعد الكاب اللي بـ راس سامي ويضرب على صلعته ويضحك ؛ حلوة والله
يزيد بـ ضحك ؛ تخيل شكلي وأنا أصلع ، ما أجي حلو كذا مثلك
ضحكت حنين بـ ذهول من شافت سامي ؛ أوه نيو لوك !
أبتسم سامي مجاملة وهو ياخذ الكاب من سياف ويرجعه ، تقدمت له حنين وهي تحضنه ؛ يا حبيبي أنت والله أشتقت لك !
سامي فقط أكتفى بـ إبتسامة و أبعد عنها بـ هدوء ، يحس نفسه ناسي كيف يتعامل مع الناس تعود على وحدته وعلى وجود أمه و أخوه وليد حوله فقط ، ناسي لمّة العائلة الحلوة ناسي الشعُور من كثر التعب اللي حَصل له ، ناظر لهم كلهم وكان موجود أمه واقفه من بينهم وجدته نوره ، التؤام الأحب لـ قلبه ، سيـاف ، كلهم فرحانين ومبسوطين و واضح عليهم لإنهم معهم الحين ، قال بهدوء ؛ عمي فيصل وجابر وين ؟
حنين ؛ هذول الأثنين بالذات لهم حياة ثانية !
سوسن عقدة حواجبها ؛ وش صاير ؟
كانت حنين بـ تتكلم ، و قاطعتها نوره بـ نظرة كلها حدّة لإجل تسكت ، وقالت بـ إبتسامة ؛ ولا شي مشغولين مع الدنيا !
هزت راسها سوسن بالإيجاب وتجاهلت الموضوع ، ميل شفايفه سامي وهو ما كان فاقد شي ولا كان يدور بعيونه الإ شخص واحد تنهد بـ ضيق وسكت ~
سياف بـ إبتسامة ؛ وين تبي تجلس آمر بس ؟
سامي ؛ عادي بالصالة ~
سياف هز راسه بـ الإيجاب ؛ حنين قولي لـ أمي ونغم يطلعون بـ نجلس داخل !
سامي وهو ينتظر طاريها من زمان ، تزاحمت عنده المشاعر و مو عارف كيف يعبّر ؛ عادي خليها جالسة ، حنا نطلع !
ناظره سياف وفهم عليه مُباشرة بـ " خليها جالسة" عارف مين المقصود والكِل هِنا يعرف ، شتت نظره بعيد عن سامي ؛ خلاص نمشي للـمجلس
كانت نغم بتموت وهي تسمع صوته وما تقدر تدخل ، لبست عبايتها وكانت على الأساس بـ تروح البيت لكن مَقصدها هو ، طلعت لهم بـ إستعجال من أختفت أصواتهم لكن ما كان فيه أحد راحوا للمجلس قبل ماتطلع ، تنهدت بـ ضيق وهي ترجع لـ أمها قالت بـ حزن واضح عليها جدًا ؛ أمي تعالي معي البيت ، يكفي تعبت لحالي !
أزدهار وهي فاهمة بنتها وعارفة نبرة صوتها وسَببها ؛ أجي معك أنتظريني برا !
طلعت نغم وهي تحس تتمنى لو شافته لو طرف منه بـ ترضى وما تكون طمَاعة ، راحت بـ هدوء وعلى أطراف أصابعها مشت ودون ما أحد يشوفها لـ قسم الرجال وهي تناظر المجلس كان الباب مفتوح نصه لكن مو واضح لها الإ سياف و يزيد ، خافت يشوفها سياف ورَكضت داخل وطلعت من الباب الرئيسي رَكبت في السيارة بـ خيبة أمل و دقائق وجت أمها وركبت ومشت سيارتهم ، كان سامي برا وبـ نفس مكانها وجانب سيارتهم لكن كان بـ داخل السيارة ناسي جواله وبـ يجيبه وما أنتبه لها لإنها ركبت مع باب الطرف الثاني مو من طرفه مشت السيارة وماهي الإ ثواني نزل من السيارة و راقب سيارتهم بـ عيونه لحد ما أختفت يعرف أنها سيارة لـ سواق عمه فيصل و يحس بداخله نار وقهر من أستوعب أن ممكن تكون نـغـم فيها وهو حتى ما حصل له الشّرف و سَمع صوتها هالمّرة بعد غياب وشوق كثير مو شوي عليه ، أنقبض قلبه من أسمها و أرتبك وضاعت علومه كيف لا شاف عيونها و سمع صوتها العذب و هذا سامي مثل ما هو ومثل ما عهَد نفسه يحبها وعايش على طاريها ومتشوق لشوفتها دَخل عندهم و بـ إنكسار عظيم يحتله الحين ~
وما مرت عليهم الإ عشر دقايق من جمعتهم وجلستهم ، دَخل جابـر عندهم و وجهه مكتّم و أخلاقه قافله لكن من شاف سوسن وسع عيونه بـ ذهول قامت له سوسن وهي تضحك من تعابير وجهه سَلم عليها بـ حرارة ومن بعده سَلم على سامي ؛ نسيت ملامحكم الواحد ما يقول عنده أهل يجي يزورهم ؟
ضحكت سوسن ؛ ظروفنا واضحة ، لكن المفروض أنتم اللي تجون عندنا !
ناظر جابر لـ سامي وهو يرتب على فخذه وأبتسم ؛ أن شاءالله أحسن ؟
سامي و أبتسم إبتسامة باهتة جدًا ؛ الحمدالله على كل حال !
نوره وهي تناظره بـ طرف عين ؛ جاي لحالك !
أبتسمت سوسن ؛ متى عمره جاء ومعه أحد ؟ ، غمزت له و أردفت ؛ ولا الأوضاع متغيرة دون ماندري ؟
جابر ضحك وبعدها ناظر لـ أمه ؛ إذا تبينها ما تجي لحالها
صَدت نوره عنه بـ عتب وناظرته سوسن بـ ذهول وضحكت لا شعُوريًا ، سياف بـ سخُرية وهمس مو واضح الإ لـ سامي ؛ طيور الحُب وعرسان الغفلة !
ناظر له سامي بـ تركيز , و بـ نفس الهمس ؛ مين العرسان ؟
سياف همس له ؛ ما بقى شي على حاله من رحت ، أنتظر وشوف بـ نفسك !
ميل سامي شفايفه بـ خفيف و إستغراب لكن عادي ما أهتم للـوضع ~
__
قبل ساعات ، عند هُمام و نجـد :
كان هُمام جالس عند نجد بالغُرفة ينتظرها تنام ، لا هو نام ولا هي قادرة تنام كان يشوف ضوء جوالها اللي طالع بشكل خفيف ، و لما أختفى ضوء جوالها عَرف أنها نامت قام لها بـ هدوء و خفة لإجل ما تحس فيه وهو يبعد الجوال عنها و حطّه بالطاولة اللي جنب راسها غطاها زين و نامت بـ عُمق من التعب ما حست فيه بالرغم من نومها الخفيف ، طلع من عندها وجلس على كنبة الصالة وسند راسه على ظهر الكنبة وتنهد بـ تعب ، عارف أنه ضغط عليها كثير اليوم لكن بعد عارف بـ أنها بـ تتمادى أكثر لو ما كانت هذه طريقته ، جلس معاها ساعات قليلة أحيانًا يفكر أنه فهمها و فهم حركاتها بُسرعة و أحيانًا يتغير تفكيره من يتذكر تناقضها ويحس أنها ما تدري وش تبي بـ الحياة وكل ثانية لها رأي ! هي "مُختلفة تماماً" وما ينطبق عليها الإ أبو نوره لما قال "غامِضة مره.. و مره مثل النور"! ، مرت عليه الساعة كاملة ومو عارف ينام لو دقايق منها ، لحد ما غطا عيونه بـ ذراعه و أنحنى بـ خفيف على ذراع الكنبة يبي يغفي قبل أذان الفجر اللي ما باقي عليه الإ القليل ~
-
عند نجد :
فتحت عيونها بـ خفيف و فَزت وهي تلتفت حولها كانت لحالها و هُمام ماله أثر ، نامت بس ساعة لكن قامت مروقة و أكتفت فيها ، ناظرت جوالها وكان مأذن الفجر ، دَخلت لـ دورة المياه -أكرم القارىء- غسلت و عدلت شكلها وطَلعت بتشوف وينه أخذت عبايتها بـ تلبسها لكن ضحكت على نفسها بـ سخُرية وهي ترميها على السرير وتطلع ، فتحت باب الغرفة وطلعت بكل هدوء وشافته على الكنبة وبـ نفس حركته و بـ ثوبه ما بّدل والإضاءة كلها مفتوحة ، تقدمت له بـ تردد وهي تناديه بـ هدوء ؛ هُمام ! ، ما حس عليها قربت منه زياده و نغزته بـ أصبعها على كتفه أكثر من مره وكررت عليه مُنادىء ، حس عليها هُمام و فَتح عيونه بـ خمول أعتدل بـ جلسته وقال بـ صوت واضح فيه النوم ؛ فيك شي ؟
نجـد هزت راسها بالنفي ؛ لا ، بس أذن الفجر !
مسح على وجهه هُمام واليوم صباح الأحد يعني دوام وبـ كل حياته ما تغيب عن دوامه الإ بـ وفاة جدته -أم سعُود- لكن اليوم واضح الظروف ما بتسمح له حتى يتحرك من السرير ، قام وهو يرفع أكمام ثوبه يتجهز للـ وضوء و نجد تناظر له بـ هدوء أستنتجت من تعقيدة حواجبه أنه مو بالمزاج ، وعيونه و وجهه تدل على عدم نومه ، طلع من دورة المياه وكان شعره مبلول وحتى وجهه ينقط مويا ، فرش سجادته وكبّر وبدأ يصلي وكل هذا تحت أنظارها لحد ما خلص من صلاته ، كانت جالسه وجاء و رمى نفسه بـ جانبها وغمض عيونه وصلته إشعار رسالة و فتح عيونه بـ إنزعاج أخذ جواله وشافها من فاطمة وكانت تقول له " قال لنا سعُود وينك تعال أنت و حرمك ، أفطروا عندنا كلنا صاحيين بـ أشوفها " رمى جواله بعيد عنه وهو يتنهد ، نجد بهدوء ؛ وش فيك ؟
ناظر لها هُمام و كان صوته مبُحوح جدًا ؛ أمي تبي تشوفك !
عقدت نجـد حواجبها بـ إستغراب ؛ ليش تكذب ؟
هُمام ناظر لها بـ طرف عين وأعتدل بـ جلسته ؛ متى كذبت عليك ؟
نجد ؛ ليش تقول أمك متوفيه و ما شفتها ! بس عشان تسكتني ؟
هُمام عقد حواجبه ؛ ليش أسكتك ؟ هذه أمي بالرضاعة !
ناظرت له نجـد بـ تركيز و ودها الأرض تنشق وتبلعها خجلت منه كثير صَدت عنه وهي تعض طرف شفتها السُفلية بـ توتر ، ناظر لها هُمام وضحك بداخله من حركتها ، كتم ضحكته وهو يوقف ؛ قومي نروح لها !
نجد بـ ذهول ؛ بـ هالحزّة ؟
هُمام وكان يقلدها بـ نبرة صوتها ولهجتها ؛ أيه بـ هالحزّة صاحيين كلهم قومي !
نجـد ؛ كيف أروح ؟ حتى مو لابسه زين ولا أعرفهم !
كانت لابسه بنطلون جينز أسود ، وتيشيرت أبيض ~
هُمام ؛ عادي لابسة زين و حلوة قومي ، و إذا مُصرة أنك تبدلين خوذي من نور!
نجد ؛ ومين نور ؟
هُمام سكت لـ ثواني ، وناظر لها ؛ أم عيالي !
نجد وسعت عيونها وأنعقد لسانها ، قالت بـ ذهول ؛ كيف أم عيالك ؟
هُمام ؛ وش هالسؤال ؟ يعني أم عيالي واضحة !
نجـد ؛ عندك عيال أنت ؟
هُمام كان واقف بالمرايا و يلبس بـ شماغه ، أبتسم ؛ أيه ولد و بنت وفيه بالطريق واحد !
لف لها و هو يناظرها ويشوف وجهها اللي تغير لونه وفوقها مليون علامة إستفهام ؛ يلا مشينا ؟
دخلت الغرفة نجد وهي تاخذ عبايتها وطلعت بـ هدوء تام من هول الصدمة و وصلوا لـ السيارة وهي بكامل هدوءها ، تنهد هُمام ؛ أحس ظهري منكسر ورقبتي متشنجة من الكنبة ومافيني حيل أسوق !
ناظرت له نجد ؛ أنا أسوق !
هُمام ؛ بايع عُمري أنا ؟
نجد وهي تطلع من شنتطها رخصتها القيادة وحطتها قدام عيونه ؛ أنا اللي بـ أكون بايعة عمري إذا ركبت معاك وأنت بـ تنام !
سحبت المُفتاح من يده وهي تركب السيارة ، و واقف يناظر لها بـ ذهول للمرة الألف تصرفاتها تُبهره ، فتحت الشباك وهي تتكلم ؛ تركب ولا أمشي ؟
هُمام ؛ أمشي وما ترجعك الإ الشرطة من طريقك !
تجاهلت كلامه وهي تقفل الشباك وتناظر قدامها ، ركب السيارة بهدوء جنبها ؛ ما توقعت بـ حياتي تسوق فيني بنت !
ضحكت نجد بـ ثقة ؛ أنا الأولى والأخيرة !
ناظر لها هُمام و بسُخرية ؛ قصدك بـ تذبحيني ؟
تنهدت نجد و قالت بـ جدية ؛ أنا شلت هم زوجتك ، إذا ما تعرف عني الحين بـ تتزاعلون وهي حامل و بـ تتضايق ، لو أدري أنك متزوج و بـ أخرب بيت كان هربت صدق !
كتم ضحكته هُمام ، وهو يعدل المرتبه ويسدحها و غمض عيونه قال بـ هدوء ؛ لا ماعليك متفاهمين !
__
وَصلو لـ بيت صالح :
نزل هُمام و نجد ، ناظر لها هُمام ؛ ما توقعت تعرفين تسوقين لكن أعجبتيني كل مشاويري عليك !
أبتسمت نجد بخفة ، وهي تناظر البيت من برأ وتتأمله كان قديم حيل ، قالت بهدوء ؛ أنت ساكن هنا ؟
أكتفى بـ هز راسه بـ الإيجاب ، و شافها مترددة تدخل تقدم لها وشبك كفه بـ كفها وشد عليها وقال بهدوء ؛ اللي بـ تدخلين عندهم الحين أنا أضمن لك أنهم أحسن ناس تقابلينهم !
نجد شدت على يده لكن سُرعان ماتذكرت زوجته اللي أوهمها فيها وهي تحاول تترك يده لكن شدته أقوى منه بـ كثير ، همست له ؛ هُمام زوجتك حرام !
ناظر لها هُمام وحط عينه بـ عينها وهمس لها بالمِثل ؛ أنتي زوجتي !
رجفت من كلمته و توترت ، دخلوا لـ داخل وشاف فاطمة بـ إستقباله ترك يد نجد وهو يتقدم لـ فاطمة و قَبّل راسها ، فاطمة بـ حدة ، همست له ؛ ليش ما تقول لي شي أنت ؟ وش فيها لو قلت أن زوجتك معك !
أبعدت فاطمة عنه وهي ما سمعت رَده ، وتقدمت لـ نجد بـ إبتسامة وسلمت عليها بـ حفاوة و أشد الترحيب ، و نجد كانت من توترها رجفتها واضحة ، ومن طلعت نُور و نادتها فاطمة بـ أسمها ، كان عندها فضُول تشوفها ، طلعت لها نُور وناظرتها نجد بـ ذهول وهي تشوف جمالها وأنوثتها بَشرتها شعرها القصير ومن شافتها توترت أكثر وعضت طرف شفتها و أستغربت لما شافت أن الحمل مو واضح عليها أبدًا ، كانت نُور واقفة عند هُمام وتتكلم معه وبعدها جت لـ نجد وأبتسمت ؛ أنا نور ، أخت هُمام !
ناظرت نجد لـ هُمام وهي تشوفه كاتم ضحكته ، فهمت لعبته مُباشره وهي تصد عنه بـ غضب !
فاطمة لاحظت وجهه هُمام الضحوك ، أبتسمت بداخلها ؛ هُمام أطلع لـ السطح لما أبوك يجي ، أنا بالمطبخ أجهز الفطور
وألتفت لـ نجد ؛ أطلعي وشوفي مكانه المُفضل !
نجد بـ إستعجال ؛ لا عادي بـ أساعدك !
فاطمة ؛ لا والله ! خذها يا هُمام
أبتسم هُمام وهو يوقف جنبها ويهمس لها ؛ تعالي ، و قبلي بعد !
مشت معاه دون ما تعارض ، وصعدوا الدرج لـ حد ما وصلوا للسطح ، قابلها باب بُني كبير يوصلها لـ مكان هُمام المُفضل ، تأملت كامل المكان بـ إبتسامة مليانة رضا ، كان فيه سريرين خشبية متفرقه عن بعض بـ مسافة ، و بـ جانب السرير نَبتة ، أبتسمت لـ حد ما بان صف أسنانها العُلية ؛ هُمام المُكان قد ما هو بسيط الإ أنه حلو و مريح !
أبتسم هُمام وهو ينسدح على مكانه المُعتاد ، ناظرت له نجد و بهدوء ؛ لمين السرير الثاني ؟
أبتسم هُمام بخفيف ؛ لك !
نجد ناظرته بـ طرف عين ؛ سويت مُسلسل قبل شوي زوجتك وعيال ومادري أيش !
قام هُمام لها وهو يجلسها على السرير وهمس لها ؛ ما قلت لك ؟ أنتي زوجتي !
قرب لها وهو يفك أزرار عبايتها الأول بـهدوء وينزل منديلها من على كتوفها ويطلع شعرها من العباية ، أبعدت نجد عنه بـ مسافة ، وقالت بـ إستعجال ؛ هُمام ننزل ؟ الشمس قوية !
كانت بتقوم ومسكها هُمام و قربها له ؛ وين ؟ ، الشمس مُفيدة تاخذين فيتامين أجلسي
نـجد وهي تحاول تبعد عنه لكن كان شاد عليها بكل قوته ، همست له ؛ هُمام !
هُمام بهدوء ؛ عيون هُمام ؟
نجد بلعت ريقها بـ توتر ؛ شفيك ؟ أبعد
هُمام ؛ الإ تعالي تقولين الشمس قوية ؟ الكويت شمسها أقوى متعودة يعني !
نجد بهدوء وهي تشتت نظرها بعيد ؛ هُمام تخوفني !
تركها هُمام و أبعد عنها قامت مُباشره وهي تطلع من عنده تحس أنها ذابت لكن قناعاتها تقول أن سبب ذوبانها شمس نجد الحارة ، مايدري هُمام يضحك من حركاتها ولا تحز بخاطره من خوفها ؟، تنهد وهو ما ينكر أن المشاعر سيطرت عليه ومو حاس على نفسه كان بـ حالة "اللاوعي" ، نزل وراها ومُباشرة شاف أبوه اللي صد عنه ، تنهد هُمام ؛ وش فيك ؟ ما تعبتوا من الصد ؟ ذابح لكم أحد أنا ؟
صالح بـ عتب ؛ ليش تأخذها يـ هُمام ما كان كذا كلامنا ، ترا مو راضي على حركتك هذه !
هُمام ؛ و إيش اللي يرضيك ؟
صالح ؛ تذكر لما قلت لك عندي طلب ، أنت قلت ما بتردني ؟
هُمام ؛ أيه تذكرت !
صالح ؛ الطلب اللي بـ أقوله بـ يكسر خشوم الفيصل كلهم !
.
.
______




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:26 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



__________

صالح ؛ الطلب اللي بـ أقوله بـ يكسر خشوم الفيصل كلهم !!
رفع هُمام حاجبه بـ إستغراب ؛ إيش ؟
شتت نظره صالح بعيد ؛ تزوج هند بنت أخوي !
هُمام ما أستغرب لإن توقع منه هالطلب اللي كان من زمان صالح وده فيه أصلًا ، قال بـ هدوء ؛ حتى لو تزوجتها عادي ما بـ يضرهم ولا بـ يفيدهم ؟
صالح ضحك بسُخرية ؛ يضرّهم وكثير ، أسمع لي نجد حلالك الحين و أنت أدرى وش بـ تسوي !
سكت لـ ثواني وأردف بهدوء ؛ الفيصل … يعني عمامك ! لازم يعرفون أنها هي اللي تبيك و طلبت تجي معاك وهذا الصدق ! لما تلعب لعبة زواجك صح وقتها تأخذ هند !
هُمام ناظره بـ طرف عين ؛ و أطلق نجد وقت ما أخذ اللي أبي ؟
فيصل هز راسه بالنفي ؛ لا ، هذه لعبتك ما تطلقها لكن مو معاك !
ناظره هُمام وقال بـ هدوء ؛ قصدك عمامي بـ يعصبون ويتضايقون لإني هجرت بنتهم و ضايقتها ؟ ، و أكون وقتها كذا أنا أنتصرت عليهم ؟
كان بـ يتكلم صالح ، لحد ما قاطعه هُمام بـ تكشيره ؛ أبوي بالله أسكت ، كل ما تكلمت بـ تغرق زيادة إذا كان هذا تفكيرك !! أسترسل هُمام ب حدّة وصوت خافت لإجل ما أحد يسمعه ؛
إذا أخذت هند وسويت لها مثل كذا ما بترضى على بنت أخوك صح ؟ نخلي هند على جنب ! نـور زواجها باقي عليه ثلاث أيام ، ما تخاف تدور الدنيا وترجع على بنتك تفكيرك وخططك ؟
صالح ؛ يا هُمام الوضع يختلف ، نور أعطيتها دون لف ودوران وزواج كله خطط وجاء من صدفة ! ولما قلت لك هند واثق فيك ما تسوي فيها كذا !! هُمام ؛ إذا سويت بـ نجد كذا أعرف وقتها أني أقدر أسوي لـ عشرة غيرها ولاتوثق !
أسترسل بـ حدة ؛ أنا ما أكسر أحد جاء يحتمي فيني و اللي عطيته وعد ما أخلفه ! نجد مالها شغل بـ كل المشاكل اللي جالسه تصير لا تدخلها حرام ، وش الفرق بينها وبين هند أصلًا عشان تختلف المعاملة بينهم ؟
صالح ؛ هند تقدر تاخذها وتكمل دراسة برا ، أما نجد زوجتك لكن عارفين وش الأوضاع بينكم !
هُمام ؛ هذه المشكلة وهذا الفرق ؟ دراستي ! وقت بـ أكمل دكتوراه خليك واثق مثل معرفتك لـ أسمي ما أحد بيوقفني لا نجد ولا هند ولا أنت ولا هالعالم الموجود !
عَصب هُمام ويحس كل الشياطين فوق راسه من كلام أبوه و تفكيره ، صالح هو اللي رباه وما ينكر فضله أبد وهو اللي شجعه على تعليمه و هو اللي غرز فيه كل هالقيم والأخلاق ، لكن الحين جاي يناقض كل التربية اللي كان يبنيها من وهو طفل صغير والحين هُمام رجال و عقله بـ راسه لكن ظنهم أنهم باقي قادرين يلعبون بـ عقله ويغير تفكيره و مبادئه عشانهم ، هُمام ما كان تفكيره مثلهم أن يعيش الحياة كلها حرب بـ حرب و أنتقامات ما تخلص لو العُـمر يخلص ! صحيح أن أعطى جابر وعد أنه يتزوج نجد بـ وقت غضب كان من سعُود و صحيح أنه دخل عند عمامه من الفضول اللي يلازمه من الصغر ، لكن وقت نجد بكت عنده لإجل أبوها ، وبكت وهي تشكي له ، و أحتمت فيه وطلبته ، ما كان قادر يكسرها وهو يشوف ويلتمس الصدق فيها ، وبعيد عن كل شي كان يفكر حتى بـ نجد وأنها أكيد مظلومة معه وبـ قصة طويلة جدًا ، تنهد بـ ضيق وهو ما يبي يسمع كلام صالح أكثر طلع من عنده ومَر على الصالة اللي جالسه فيها فاطمة ، و نور ، و نجـد ، لمحهم فقط لمحة وأن نجـد جالسة ومافيها شي وكان بيطلع لحـد ما أستوقفه صوت فاطمة ؛ هُمام ، وين بتروح ؟؟ رَجع لها هُمام و واضح على وجهه الضيقة أصلًا ؛ سعُود بالبيت بـ روح له !
فاطمة ؛ ما أكلت طيب ؟
هُمام ؛ ما أبي ، بشوف سعُود !
توترت نجد وكانت تهز رجلها بشكل واضح من التوتر ، ما تبي تجلس لحالها أبد بالرغم من طِيب أهله ، و صح وضع هُمام بالنسبة لها مو طبيعي من حكيه اليوم اللي كل ما تذكرته تشع نور من الخجل ، لكن متاكدة مليون بالمية أنه أحسن من غيره وهدوءه وحنيته لحالها توضح ، وغير هذا شافت معاملته مع أمه ونور اللي كانت مُختلفة وكل شي فيها حلو ، من حُب وإحترام وعفوية و بساطة ، قالت بـ تردد وبعد ترتيبها للـ كلام بـ عقلها ؛ هُمام !
ألتفت لها بـ جمُود وهو يشوفها متوتره ونبرة صوتها تفضحها أصلًا ولا قدرت تكمل كلامها ، مسح على وجهه وهو يتقدّم لها ويجلس جنبها بـ هدوء ، فاطمة ناظرته بـ طرف عين ؛ قابلت أبوك "صالح" ؟
أكتفى هُمام بـ هز راسه بـ الإيجاب ، و عرفت فاطمة سبب ضيقة هُمام أكيد صالح قال له كلمة ما ترضيه و عصب هُمام ~
نور وهي تتأمل هُمام اللي جالس جنب نجد وحاط رجل على رجل وعاقد حواجبه وكل شوي يناظر نجد وبعدها يصد عنها ، ضحكت نور ؛ هُمام مو لايق مرا !
هُمام بـ نفس عقدة الحاجب ؛ إيش ؟؟
نور و تحاول تكتم ضحكتها ؛ أنك شخص متزوج وجالس عندها بعد !
توترت نجد من كلمتها و أبعدت عنه بـ مسافة بعد ما كان لاصق فيها و رجعت شعرها خلف أذنها بـ توتر ...
ضحك هُمام من كلمة نور ؛ أيه أنا مو لايق ، طيب أنتي وش بـ تسوين بعد ثلاث أيام ؟
نور ميلت شفايفها بحزن ؛ لا تذكرني طيب جالسه أنسى !
فاطمة بـ حزن ؛ وش أسوي إذا رحتي يا نور ؟
هُمام وهو يتأمل ملامح فاطمة ، و نور اللي كانت على وشك تبكي ؛ الحين تبكي البزر !
سكت من وصلته رسالة ، وعرضت إبتسامته من المحتوى ، كانت من بسّام خطيب نور ، كان مكتوب فيها " مو مداوم اليوم وش صاير بالدنيا ؟ ، تكفى لا تموت و زواجي قريب أخاف يأجلونه إذا توفيت " ؛ الطيب عند ذكره بسّام !
نور ناظرت له بـ طرف عين وبـ تردد ؛ وش يبي ؟
هُمام ناظر لها بـ تركيز ؛ وش دخلك بـ صديقي ؟؟ كشرت نور وهي تصد عنه ، ألتفت هُمام لـ نجد اللي كانت هادية تمامًا ؛ بـ أطلع لـ سعُود أنا !
نجد همست له ؛ أجلس لحالي ؟
هُمام ؛ كل اللي بالبيت وتجلسين لحالك ؟
أردف بـ إبتسامة وثقة ؛ يعني أنا كل الناس من حولك ؟
نجد بـ شبه حدّة همست له ؛ هُمام عاد !
أعتدل بجلسته هُمام ؛ سعُود خالي ما يحتاج أعرفك من هو ، تعرفينه أتوقع اللي رَجعك لي ، بيته اللي جانب البيت هذا !
نجـد ناظرته بـ عصبية من جاب طاري هروبها وصدت عنه ، كمّل هُمام بهدوء ؛ ما فيه أحد بـ يضايقك لكن إذا أحد يعني لاسمح الله أتصلي علي سجلت رقمي بـ جوالك وقت نومك !
نجـد ناظرته بـ ذهول ؛ وش دخلك بـ جوالي ؟
تجاهل هُمام و هو يوقف وتقدّم لـ فاطمة قبّل راسها كـعادته ، وهمس لها ؛ أنتبهي لـ نجد ، أبوي لا يضايقها مو ضامنه !
ضحكت فاطمة ؛ ماعليك هذه عندي ، و أنت واضح بـ تموت نوم لا تنام عند سعُود وما تقوم بعدين !
أبتسم لها ، و هز راسه بـ الإيجاب وطلع لـ سعُود اللي كان ينتظره عند الباب ضحك هُمام من شافه ؛ والله أنت حبيبي ، ما أحد ينتظرني كثرك !
كشر سعُود بـ وجهه ؛ مين قال أنتظرك ؟
هُمام ؛ طالع بـ الحر ليش ؟
سعُود وهو فعـلًا من شاف سيارة هُمام واقفه طلع ينتظره يبي يشوف أخر أخباره ، تجاهل سؤاله وقال بـ جدية ؛ وش سويت ، كيف شعُور العريس ؟
شتت نظره هُمام ؛ مافيه شعُور ، بس أحس بالمسؤولية أكثر
سعُود ؛ تستاهل نصحتك من أول ! بس مين يسمع لي أنا ؟
هُمام أبتسم ؛ ما صار شي يخليني أندم و أتذكر نصيحتك !
سعُود تنهد ؛ الله يعينك بس ، مادري وش تبي بـ هالناس اللي بدون عقل !
كمّل بهدوء ؛ وترا طالع عندي دوام مو عشانك ، و الحسنة الوحيدة من زواجك أن اليوم ما داومت !
هُمام ضحك ؛ بـ أموت وأداوم، لكن النوم ضيف و أنا راعي واجب .
ضحك سعُود ؛ الله يقويك ، مع السلامة !
دَخل هُمام عندهم بـ تعب ، و مُباشرة راح لـ غرفته بدّل ملابسه ، رمى نفسه على السرير و من غمض عيونه دَخل في نوم عميق مُباشرة من الإرهاق ~
__
عند نجد :
ما حست بالساعات عندهم وكيف مشت بسُرعة ، جالسة عند فاطمة و نـور ، كانوا يسولفون لها عن تخطيطاتهم لـ زواج نور القريب ، وأنها لازم تحضر و لازم ما تحس نفسها غريبة وكانت جملة فاطمة تتكر على مسامعها " دامك زوجة لـ هُمام ، يعني بنتي " و كانت تطلبها بعد ما تروح نور عنهم تجلس هي عندها لإنها مو متعودة بدونها وما خِليت الجلسة من بعض المشاعر ، دموع من فاطمة وبعدها نور ، لكن كانت نجـد تفكيرها مع أبوه صالح اللي ما شافته كان بالبيت والحين طالع بس حتى ما لمحت له طرف حسّت أنه رافض ولا وده فيها ، لكن تعرف أنه جاء لـ " كتب الكِتاب" إذا كان رافض ليش جاء ؟ ، قاطع تفكيرها رسالة من أبوها يسأل عنها ومن ضمنها يسأل عن هُمام كان يتصل عليه وما يرد و ردت عليه بـ أنه نايم ، و رد عليها جابر " فيه شخص يتمنى يشوفك الحين ، ليت تجين مع هُمام لكن إذا رَفض أنا بـ أجيك ، أعطيني خَبر " ، زمت شفايفها وهي تفكر مين باقي ما شافت قالت بهـدوء ؛ نور عادي أطلبك ؟
نور أبتسمت ؛ آمري ؟
نجـد أبتسمت لها ، و بـ تردد ؛ ما يأمر عليك عدو ، قومي هُمام ، أبوي يبيني لازم أمشي الحين !
نور ؛ أصعب شي تطلبينه ، هُمام ما يقوم بـ سهولة بس بـ حاول !
قامت نور و كان الباب مفتوح نصه فتحته بالكامل ، قفلت المكيف ، فتحت الشبابيك لإجل يدخل عليه ضوء الشمس ؛ هُمام قوم نجد تبيك ! ، كررت عليه أكثر من مره لكن هُمام شخص ما ينام وإذا نام ما قام ، طلعت نور لـ نجد بـ قلة حيلة ؛ قلت لك مستحيل !
نجد بهدوء ؛ عادي ، الحين أقول لـ أبوي يجي
نور ؛ أمشي مع السواق إذا كان ضروري وإذا لا أجلسي عندنا !
فاطمة هزت راسها بالنفي ؛ لا ، نجد بالأول أنتي شوفيه ، نور ما تعرف أصلًا !
نجد أشرت على نفسها بـ ذهول ؛ أنا ؟
فاطمة ؛ أيه عادي ، إذا حس فيك أصلًا !! أستغربت نجد وهي اليوم قومته لـ صلاة الفجر وما تعبها بالشكل اللي جالسين يتكلمون فيه ؛ طيب نور تعالي معاي !
قامت نُور معاها ، و دَخلت نجد للغرفة وهي تشوفه نايم منسدح على بطنه ، وحاضن الوسادة ودافن وجهه فيها ، ناظرت نجد لـ نور وهي تتكلم بـ همس ؛ وش أسوي ؟
نور ضحكت ؛ قوميه ، لكن إذا كان هذا همسك ما يقوم مستحيل !
كانت نور واقفه عند باب الغرفة ما دخلت ، و تقدّمت نجد لـ هُمام همست له ؛ هُمام !
جلست على طرف سرير وهي تقرب له أكثر لحد ما شعرها الطويل الناعم من كثر إنحناءها وقربها منه لامس خلف رقبته وظهره اللي طالع ، وهي حالفه غير هي تقومه مثل ما قام معها اليوم بـ كل هدوء ، مسكت كتفه وهي تهزه بـ خفيف وتهمس له ؛ هُمام !! و أخيرًا فتح هُمام لكن نص عين و وسع عيونه من شاف قربها الشديد منه و كانت تهمس له قريب أذنه بالضبط ، ناظرت له وهي تحس أنها أنتصرت لما قام بسرعة ، قامت من عنده بـ حركة مستعجلة و توتر من أستوعبت حركتها ، وَ لفت أنظارها للباب لـ مكان وقوف نور و أرتاحت من عدم تواجدها ، رفع هُمام يده لا شعُوريًا لـ خلف رقبته مكان شعرها اللي لامسه ، قال بهدوء ؛ وش تبين ؟
نجد بـ توتر ؛ أبي … أبي أروح لـ أبوي وديني !
عَدل هُمام سدحته لـ ظهره و عقد حواجبه ؛ ليش تبين أبوك وش صاير ؟
نجد ؛ هو ناداني ، ويبيك معاي !
هُمام بـ إستغراب ؛ صاير شي ؟
رفعت نجد كتوفها بعدم معرفة ؛ ما قال لي الإ أن فيه شخص جديد بـ أشوفه !
هُمام هز راسه بـ الإيجاب ؛ طيب ، الحين أجيك !
طلعت نجد مُباشرة بـ خطوات سريعة وكأن أحد يلحق فيها ، تحس نفسها بـ غرفة أشبه بالفُرن بـ أعلى درجة حرارة كانت داخلتها ، أي مكان يكون متواجد فيه تكون تحت ضغط مُرتفع عالي جدًا ~
__

أخر العصر في السيارة ، عند هُمام و نجد :
يسوق هُمام ونجد بـ جانبه ، كانت تحاول فيه أنها هي تسوق ، لكن كان رافض الحين بـ شدة وما قدرت تتجادل معه أكثر ، إستنتجت وقت ما يقوم من النوم يكون شخص ثاني بـ حدته و جمُوده حتى العناد وإصراره على رأيه يزيد ، ألتفت هُمام لها بهدوء ؛ وين ؟
نجد ؛ بيت جدتي ..
ناظرها هُمام بـ تركيز و أحتدت نظرته بس من طاري نوره صد عنها وهو يناظر الطريق ، قال بـ هدوء ؛ ما قال لك مين الشخص ؟
نجد هزت راسها بالنفي ، هُمام بـ هدوء ؛ عيلتهم ما تخلص كل يوم طالع لنا أحد جديد ؟
نجد ؛ مشاءالله ، الحين يموتون كلهم من كلامك
هُمام ضحك بسُخرية ؛ مايفرق خليهم يموتون
نجد بـ تردد ؛ وش صاير .. بينكم ؟
هُمام ؛ علمي علمك ، ما أعرف وش صاير لكن متأكد أنك بـ تسمعين عني كلام من تأليفهم وقصص من خيالاتهم !
نجـد ؛ طيب عادي أسال سؤال ثاني عنهم ؟
هُمام هز راسه بالنفي ؛ لا ، يخرب يومي منهم
نجد ميلت شفايفها بـ هدوء ؛ طيب سؤال مو عنهم ، عنك أنت !
هُمام ؛ إيش ؟
نجـد ؛ أمك ونور يقولون نومك ثقيل ، لكن أنت تقوم معي بسرعة كيف كذا ؟
ناظرها هُمام وهو فيه إجابة في باله ، لكن بـ يخالفها ؛ لإني أقوم على الأشخاص اللي مو متعود عليهم !
ما ردت عليه وألتفت للـ شباك تناظر الطريق من حولها ، وسكتوا لدقائق طويلة لحد ما قطع هُمام الهدوء اللي بـ السيارة ؛ ما أنتي ناوية تتغطين زين ؟
نجد ناظرته بـ إستغراب ؛ كيف ؟
هُمام ؛ يعني وجهك لا يطلع !! نجد ؛ أنا متعودة كذا !
هُمام ؛ بس كـ صفتك زوجة لي ، ما أحب زوجتي تطلع كذا وكل الناس يشوفونها !
نجد ؛ وش دخلك فيني ؟ أتحجب أكشف شافني العالم ذنبي علي !
هُمام هز راسه بـ الإيجاب ؛ ايه ذنبك عليك صح ، لكن الحين لو يشوفني أحد وأنتي معاي ؟
نجد كشرت لا شعُوريًا ؛ متفشـل مني يعني ؟؟؟؟ هُمام أبتسم بـ خفيف ؛ بالعكس ، مابي الناس يشوفون أن زوجتي حلوة !
ناظرت له و رمشت أكثر من مره بـ محاولة إستعياب كلامه ، صَدت عنه و رجعت تناظر الطريق وتفرك إيدينها بـ توتر ، أبتسم هُمام من شكلها ، وهم صاروا قدام البيت تمامًا ؛ وصلنا ، أنزلي
نجد ؛ أنتظر أبوي يجي ، أنت ما تنزل ؟
هُمام هز راسه بالنفي ، وأنظاره على جابر اللي جاء له نزل من سيارته ونجد معاه وسلم عليه جابر و راح لـ نجد وحاوط كتوفها بـ ذراعه ، أبتسم ؛ هُمام ترا بـ تدخل حتى أنت لازم تعرف الشخص هذا !! هُمام هز راسه بالنفي ؛ دَخلنا مره وشفنا والحين توبّنا ندخل خلاص !
جابر ؛ حلفت والله ، بـ تدخل بس الحُوش إذا ما ودك ، الشخص تعني له كثير !
تنهد هُمام بـ إستسلام وهز راسه بالإيجاب ؛ بس الحوش غيره لا !
ضحك جابر بـ داخله وهو يدخل معهم ، دَخل هُمام وناظر بـ ذهول لإنهم أساسًا كلهم جالسين بالحُوش ناظر لـ جابر بحدّة ، أشر جابر بيده بمعنى "أهدأ" ، لف هُمام وكان بـ يطلع و أستوقفته نجد اللي أبعدت عن أبوها و جت لـ طرفه ، وكان كل هذا تحت أنظار الجميع ، عرضت إبتسامتهم من دخلت نجد وتلاشت من جاء وراها هُمام ، كانت سوسن تراقب الوضع وهي ما تعرف نجد الإ بالصور والحين ذاكرتها ما تسعفها ما عرفتها ، ناظرت لـ نوره ؛ مين اللي جاء ؟
وقفت نوره بـ صعوبة ، وقالت بعُلو صوت ؛ لا مرحبًا ولا هلا يا جابر !
سوسن وقفت مع أمها ومسكت كفها وهمست لها بـ إستغراب ؛ يمه وش فيك ؟
جابر ، تقدم لـ نجد ومسكها مع كتوفها وصارت قدامه ؛ يا سوسن هذه بنتي نجد !
شقهت سوسن بـ فرح وهي تتقدم لها ، وسلمت عليها و حضنتها ؛ حلوة مثل ما هي صغيرة !
نجـد توردت ملامحها بـ خجل ، قالت سوسن ؛ كيف جيتي ؟
جابر ؛ أنا جبتها !
ناظرت سوسن لـ هُمام ؛ وهذا ولدك ما نعرف عنه يا جابر ؟
جابر ضحك بخفة ؛ هذا هُمام ولد فيصل يا سوسن.
وَسعت عيونها على كبرها وهي تناظر هُمام ؛ شلون ؟
وكان هُمام واقف يناظرها و يبي يشوف ردة فعلها ، ما حس على نفسه الإ لما حضنته ، ناظر هُمام بذهول لها وهي محاوطه رقبته ، وألتفت لـ نجد اللي كانت مبتسمة وعيونها تلمع ، رَفع هُمام يده بـ جمُود وتردد وهو يحضنها بـ برود تام ، واللي أستغربه أكثر أنها كانت تبكي وكل الأشخاص الموجودين ما منعوها عنه وتكلموا عليه كـ عادتهم ، أبعدت سوسن عنه وهي تمسك خده بكفها ؛ ولد عزيزة !
نزل يدها هُمام اللي كانت على خده وكل ملامح وجهه تدل على ذهوله وصدمته ، جابر بـ إبتسامة ؛ عمتك سوسن يا هُمام !
سوسن ؛ مو بس عمتك صديقة عزيزة أمك !
ألتفت لـ ورا وهي تناظر مكان الجالسين وما بقى أحد وكلهم دخلوا تجاهلت وهي تشوف سامي لحاله ؛ تعال يا سامي هذا هُمام ، و بـ يوم ما كان سامي بـ أحد مواعيده بـ المُستشفى وكانت أمه معه قالت له قصة هُمام وكيف أنها تتمنى تعرف لو خبر عنه وغير كل هذا يكفي من كل هالـحكاية أنه أخو لـ"نـغـم" تقدم سامي بـ إبتسامة وهو يسلم عليه ؛ أمي ما تعرفك وكانت بس تتكلم فيك على فكرة ! ، أبتسم جابر ؛ و هُمام ما هو بالنسبة لي بس ولد أخو ، ترا هُمام زوج لـ بنتي !
سوسن شهقت ؛ لا تعطي الأخبار ورا بعض ما أتحمل !
أسترسلت بـ ضحكة ؛ اللي ما كنا نعرفهم صاروا مع بعض الحين !
ألتفتوا لـ الباب اللي أنفتح بـ وقت غروب الشمس وآذان المغرب ، و دَخل منه فيصل وأهله و معهم الجوهرة بعد ، دخلت أزدهار وسحبت معها الجوهرة من شافت هُمام ما تبي تقابله أبد لكن ما قدرت لـ نغم ، نغم بـ إنفعال ؛ هُمام هِنا ، تقدمت له بسرعة وهي تسلم عليه ، ومن شافت سامي اللي كان قدامها و يتفحصها بـ نظره زين حست بطنها مغصها و قلبها رجف ، رفعت عيونها له وطاحت عينها بـ عينه وما أقدرت تبعدها من شافت شكله اللي تغير كثير ، صار أضعف وملامحه باهته و لابس الكاب تجمعت الدموع بـ عيونها ، سامي وهو يحس بـ غصة ودموع عيونها لحالها كثيرة عليه و أقوى من الأمراض ، أستجمع نفسه بـ صعوبة وبلع ريقه بـ توتر وتقدم لـ عمه فيصل وسلم عليه بـ حفاوة وكان يـ تحمد له بالسلامة ، و نطقت نغم و مخارج الحروف بـ صعوبة طلعت منها ؛ الحمدالله على سلامتك … سامي !
عرضت أبتسامته لو أنها من أول تحمدت له ما كان حس بـ أدنى آلم ، و أسمه منها يحبه حُب الورد لـ ساقيها ؛ الله يسلمك يا نغم الروح !
فيصل بحدّة ؛ ولد ! أنت ما تعقل ؟
نغم خجلت منه كثير وهي رجعت ورا ظهر هُمام ، ألتفت لها هُمام ؛ وش وضعه هذا ؟
سوسن ضحكت ؛ وش تبون بـ ولدي خلوه يعبر عن مشاعره !
هُمام ناظر جابر ؛ أنا بـ أروح !
سوسن ؛ وين ؟ ما شفتك زين
هُمام هز راسه بالنفي ؛ تشرفت فيك ، مره ثانية أن شاءالله
نجد رفعت نظرها له ، و همست له ؛ هُمام !
نزل نظره لها وضحك بـ خفة وهمس لها بالمِثل ؛ عيون هُمام ؟
تنرفزت منه نجد وقالت بـ إنفعال ؛ وضعك مو طبيعي !
ضحك هُمام ؛ وش كنتي تبين ؟
جابر كان يتأمل هُمام و نجد وكيف يتهامسون يحس بـ ورود أزهرت في قلبه ؛ هُمام أنتظر لا تروح !
هُمام رفع نظره لـ جابر و بـ حدة ؛ قلت لك ما أجلس في مكان مو مرحب أنا فيه !
سوسن ناظرت له بـ ذهول ؛ ليش مو مرحب فيك ؟
ناظرت لـ فيصل ؛ ما قلتوا له شي ؟
بلع فيصل ريقه بـ توتر وهو يشوف نظرات هُمام له كانت كلها تساؤل و لو تولع نار ما قصرت و تحرق جميع من في الأرض ؛ لا !
سوسن بـ عصبية ؛ هذا اللي باقي والله ! ، أحمدوا ربكم أن خواله سكتوا عليكم ، وتسوون فيه كذا ؟ هذا المثل اللي يقول "جزاء المعروف سبعة كفوف"
كمّلت سوسن ؛ كل شي بـ كفة و موت أبو عزيزة من قهره على بنته بـ كفة ثانية !
فرك فيصل حواجبه بـ توتر ، وناظر هُمام اللي وجهه صار أحمر من شدة الغضب ؛ هذا ماضي وكلنا غلطنا ، وربي يسامح أن شاءالله !
هُمام ناظره بـ حدة و بـ نبرة صارمة وكلها غضب أعتلا صوته ؛ وش اللي صاااارر ؟؟ فزت نجد اللي كانت بـ جانبه من نبرته ، وناظر لها وهو يرخي نفسه و نبرته و يحاول يهدأ و يمسك أعصابه ، ناظر لـ نغم ؛ أدخلوا !
سحبت نغم نجـد غصب عنها ومشت معاها وكانت تلتفت لـ ورا وأنظارها على هُمام و هي خايفة ، هُمام ناظر لـ سوسن ؛ وش صار ؟
سوسن ؛ أنا أقول لك وش صا…
فيصل بحدّة ؛ سوسن أدخلي !
هُمام ؛ لا تتدخل أنت ! ناظر لـ سوسن ؛ وش صار غير أن أمي بالسجن غير الحرق اللي في وجه أخوك قولي شي غيره !
سوسن ناظرت فيصل وتجاهلته ، ومسكت يد هُمام ؛ فيصل كان يضرب أمك !
_______________________


________


سوسن ؛ فيصل كان يضرب أمك !
وسع عيونه هُمام وحتى عيونه أحمّرت بشكل مُرعب وعروق رقبته و ضحت بشكل بارز ، هذا كان أخر شي متوقع يسمعه ، بالرغم من وجوده عند سعُود وعيشته عند خواله لكن للأسف كان يتوقع ما يبونه عمامه والسبب خطأ صَدر من أمه وكانت هي السبب بـ هالبعُد ، ما عُمره قال و حتى لـ أقرب شخص أنه كان يظن السبب الأساسي منها ولا عُمره تكلم عن أمه اللي ما شافها بسوء و فوق هذا وظنه أنها هي السبب لكن الله غارس حب أمه بـقلبه و بـشدة وكأن كل هالحُب اللي مو فاهمه كان يوضح له أنه أمه مالها ذنب بـ كل اللي صار ، لحد الحين اللي سمعه من سوسن مو راضي يتقبله سبب له شتات فضيع رَمى شماغه اللي عليه على الأرض وفتح أول أزرارين من ثوبه و رَفع نظره لـ أبوه بكل حدة ، ما يعرف السبب ليش كان يضرب ؟ بس يكفي أنه مَد يده عليها هذا سبب كافي لـ تقوم جنون هُمام ، تقدّم لـ صالح بكل هدوء عكس المشاعر اللي تجتاحه الحين والعواصف العنيفة اللي جالس يمر فيها ، مسك فيصل مع رقبته وهو يشد عليها بكل قوته و بكل غضبه اللي يزيد بالثواني ، رَص على أسنانه و بـ حدة ؛ والله لو أمي عندي الحين لـ أبوس أيدينها وقت ما حرقت وجهك والله !
كان فيصل يحاول يبعده عنه وهو يحس نَفَسه بـ ينقطع وما عاد قادر يسحب أكسجين ونفس زيادة لـ درجة وجهه تغير لونه للـ بنفسجي من شدة قبضة هُمام على رقبته ، أسرع سامي له وهو يسحب هُمام عنه لكن دون جدوى ولا فائدة هُمام الحين قوته أضعاف الموجودين وقت عصبيته يتحول لـ إنسان ثاني ما أحد يقدر يسيطر عليه ، و أسرع جابر له وهو يبعده بـ كل قوته ؛ هُمااااممم خلااص !
أردفت سوسن بـ خوف ؛ بـ يموتت هُمام !
ناظر هُمام أبوه بـ قرف ؛ ليتك أنت اللي ميت مو أمي !
كمّل بحدة ؛ والله ما يبرد قلبي الإ هالعقال اللي على الأرض لا صار على ظهرك !
فيصل كان ماسك مكان قبضة هُمام اللي بـ رقبته اللي تغير لونها لـ أحمر ويتنفس بـ صعوبة ؛ هُمام أسم…
هُمام رفع أصبعه السبابة بـ تهديد و بعلو صوت قاطعه ؛ أسكت !!!! ما ابي أسمع لك نفس !
كانت سوسن ناوية تقول له كل شي بـ التفصيل لكن خافت من هُمام بـ هاللحظة خافت من كل قلبها ، ما توقعت بـ يعصب كذا وهو ما عرف الإ هالشيء ، لو عرف بـ الباقي يمكن يذبحه دون أي تردد ~
ناظر هُمام فيصل ؛ على أيش أنت ما تبيني ؟
كمّل بـ حدة ؛ على ايييشششش ؟ وش عندك زيادة عشان ما تتشرف فيني ! لكن تدري الحمدالله أن ما أحد يعرف أنك أبوي لإن أنت فضيحة ! و الحمدالله ما عشت عند عقلية متخلفة مثلك أنت واللي معك !

أردف هُمام ؛ أنت وأمك جالسين تعيشون الدور كذبتوا الكذبة وصدقتوها أنتم مو مظلومين أنتم ظالمين ! و أنا اللي ما أبيكم ولا بـ شوف وجهك أنت واللي معك ، و تخسى كانك أبوي كثيرة عليك كلمة أب أنت !!! أتجهه هُمام للباب و قام وراه فيصل بـ إستعجال مسك ذراعه وهو يلفه لـ ناحيته ؛ ندمان والله ندمان !
نفض هُمام ذراعه منه بـقوة لدرجة أن فيصل طاح على الأرض من شدة هُمام ، ناظر هُمام فيصل اللي طايح وضحك بـسُخرية ؛ أجلس هِنا هذا مستواك !
وكمَل بـ يطلع ، وأستوقفه صوت فيصل ؛ اللي تسويه يُسمى عقوق والدين يا هُمام فيصل !
رجع هُمام لف أنظاره بكل حدّه ؛ أكرر و لـ أخر مرة تخسى تكون أبوي ، لو أقدر وحلال أغير أسمك اللي بعد أسمي ما ترددت ولا ثانية و أول شي بـ أسويه !
مد يده جابر لـ فيصل عشان يرفعه ، و رفض فيصل وحاول يقوم بـ نفسه ناظر لـ جابر وبـ نبرة كلها إنكسار وضعف ؛ لا يروح يا جابر مثل ما جبته لي أول مره الحين أنا أبيه الحين !!
جابر طَلع مُباشرة ورا هُمام مو لإجل طلب فيصل، عشان هُمام بـ نفسه خاف عليه صدق ، و سوسن اللي كانت خايفة من فيصل و واقفه عند سامي ، ناظر لها فيصل بحدّة ؛ كله منك أرتحتي ؟
سوسن هزت راسها بالإيجاب وهي تمثل القوة و الشجاعة ؛ طبعًا ، لإن حرام اللي تسوونه وأنا ما أرضى !
كمّلت بهدوء ؛ و يكفي ترمي سيئاتك وأغلاطك على غيرك يكفي ! تحمل مسؤولية الشيء اللي تسويه و خليك قده مو بعدين تندم !!!!!
-
عند نجد :
أخذتها إزدهار و ما تفوت فُرصة مثل هذه جلستها جنبها و حتى عبايتها باقي عليها ، وبدأت إزدهار تعدد كل السيئات اللي "تتوقعها" في هُمام وكانت مجرد توقعات و أحساسيس منها و مالها بـ الصحة صِلة ، و نوره اللي ما قصرت طبعًا ، أزدهار وهي ماسكة كفوف نجد ؛ أنتبهي منه ، أنا أنصحك لإنك صغيرة وضاحكين عليك ، ترا أحبك مثل بناتي وخايفة عليك !
نُوره ؛ ما تدرين هذا من جلس عنده وكيف عاش وهو صغير وأثر على عقله !
إزدهار ؛ إذا ما تتدرين أمه كانت مُجرمة بالسجن !
نوره هزت راسها بـتأكيد لـكلامها ؛ صادقة ، أمه مجنونة مو صاحية ، أكبر دليل ماتت وهي بالسجن وش تبين أكثر ؟
إزدهار ؛ أكيد ولدها م…
قاطعتها نجد بـ غضب ، بالرغم من صَدمتها باللي جالسة تسمعه و ماتدري هو صدق ولا بس لإجل تكرهه ؛ أنا وش دخلني بـ أمه ؟؟ أنا تزوجته هو مو أمه !
إزدهار بـ إستعجال ؛ إيه وأنا أقول لك أكيد طالع على أمه !
نغم عقدة حواجبها ؛ يمه وش دخل أنا مو مثلك ؟
نوره ؛ أنتي أسكتي يا طول لسانك قلة أدب !!

أبعدت نجد يد إزدهار عنها وهي صدعت منهم ومن كلامهم ولا سمحوا لها بـ فرصة تتكلم بـحرف ، كان كثير كلامهم وباقي ما أنتهى لو تجلس زيادة بـ تنفجر ويجيها صُداع مؤبد ، قامت من عندهم بـ إستعجال لا يجبرونها تجلس مره ثانية وهي تبي تشوف أبوها وهُمام و إيش صار معهم ، طلعت و ماتشوف الإ فيصل وسوسن وسامي تحس قلبها طاح مستحيل راحوا و تركوها هِنا لحالها ، رفعت سوسن نظرها لـ نجد وهي تشوف الضياع اللي في عيونها و واضح أنها خايفة ؛ تعالي نـجد ! ، جت لـ عندها نجـد وبـ توتر ؛ أبوي و هُمام وين ؟
سوسن ؛ الحين جابر يجي واقف برا
نجد ناظرتها بـ طرف عين ؛ و هُمام وين ؟
سوسن ؛ مع جابر !
جت بـ تطلع لهم ومسكها فيصل ؛ وين بـ تروحين الشارع ؟
نجـد هزت راسها بـ الإيجاب ؛ أيه ، أتركني !!! أبعدت يد فيصل عنها وهي تمشي لـ الباب وتجاهلت أنهم ينادونها ، لفت نظرها لـ الشماغ والعقال اللي على الأرض ناظرته لـ ثواني ومشت وتركته ، طلعت و وقفت عند الباب بـ هدوء وهي تتأمل بـ جابر و هُمام ، هذه أول مره تشوف هُمام بـ الشكل هذا والعصبية واضحة بشكل عظيم ، كان يناظر حتى لـ جابر بـ قرف مو طايق منهم ولا فرد من عائلة الفيصل وكان جابر يقنعه يدخل ورفض تمامًا و أقنعه يأخذ حق أمه لو يبي بـ الضرب لكن يدخل ولا يطلع وهو بـ العصبية هذه لـحد ما أنفجر عليه هُمام وصرخ عليه لا يتدخل فيه ولا يزود الميانة معه ، كان مستعد يصرخ عليهم لـ سنة قدام ويهاوش فيهم حتى يبرد خاطره ، رَفع نظره لـ نجد اللي واقفة عند باب الشارع وما حس فيها سحب نفس عميق وأزفره بـهدوء ، ألتفت جابر لـ مكان ما يناظر هُمام وكانت نجد ؛ تعالي نجد !
ناظره هُمام بكل حدة ؛ وين تجي ؟ تبيها تجلس بالشارع !
تجاهلته نجد وهي تجي لـ أبوها شافت وجهه هُمام اللي أشتدت عصبيته أكثر من مخالفتها لـ كلامه وعقدة حواجبه اللي ما فكها اليوم ، بلعت ريقها بـ توتر وهي ما تدري وش صار معهم قبل شوي لكن الأكيد شكل هُمام بالنسبة لها مُرعب ، قالت بـ تردد ؛ وش صار ؟
جابر أبتسم لها ، وحاوط كتوفها بـ ذراعه ؛ ما صار شي !
ناظره هُمام بكل حدة ؛ أنا بـ أمشي !
فتح باب سيارته وعلى وشك أنه يركب ، و أستوقفه صوت نجد الهامس ؛ هُمام ؟
رفع أنظاره هُمام لها و سكت ينتظر منها تكمل كلامها ، عرفت أنه معصب من ما أستفزها ورد عليها " عيون هُمام ؟" ، جابر همس لها بـ هدوء ؛ لا تتهورين وتروحين معاه وهو بالشكل هذا !
نجد أبعدت يد أبوها عن كتفها وهي تتقدم لـ هُمام ؛ وين بـ تروح ؟
هُمام بـ هدوء ؛ وش يخصّك هالشيء؟
نجد عضت شفايفها بـ توتر ونزلت نظرها للأرض ما توقعت بـ تكون هذه إجابته ، هُمام ؛ بـ أمشي تبين شي ؟
نجد هزت راسها بـ الإيجاب ، و بـ تردد ؛ أيه !! هُمام عقد حواجبه بـ إستغراب و تقدم لها و وقف قدامها بالضبط ؛ وش تبين أطلبي ؟
نجد رفعت نظرها له و ماتدري كيف بـ تقول هالشيء لكن متاكده أن مزاجه بـ يتغير ، سكتت ثواني وهمست له بصُوت بالكاد أنه ينسمع ؛ عيونك ..
ناظرها هُمام بـ ذهول و تركيز وصدمته كلمتها ، يبي يتأكد من اللي سمعه ؛ عيدي وش تبين ؟
لفت نجد وجهها تلقائيًا لـ ورا تبي تشوف أبوها موجود ولا لا ، وكان باقي موجود ويناظرهم بـ تركيز وبـ طرف عينه توترت من أبوها ومن كلمتها اللي ما تدري كيف طلعتها ، رَجعت ناظرت هُمام ؛ أبي أروح معاك !! هُمام بـ شبه حدة ؛ نجد مو وقتك أبدًا بـ أزعلك !!! نجد ؛ هُمام عادي أزعل بس أروح معاك !
هُمام شتت نظره بعيد ؛ أركبي السيارة
أبتسمت نجد وعرضت إبتسامتها لوحت بـ يدها لأبوها من بعيد وهي تركب السيارة ~
____
في بيت نوره :
كانوا يتناقشون وأصواتهم مره تعتلي و مره تنخفض و سوسن قلبت عليهم الوضع و عصبوا عليها و بـ الأخص فيصل اللي تعب و ضغطه مُرتفع، وسياف اللي كان نار و شرار وتوعد بـ هُمام بـ أشد الوعود ، طلعت نغم من عندهم وهي منزعجة و بالذات لإنها تحب هُمام ولما وضحت لها السالفة زاد حبها لـ أخوها أكثر صحيح أنها تضايقت كثير من عرفت أنه كان تقريبًا بـ يذبح أبوها و هم يوصفون عصبيته وشدته أنصدمت منه لكن يبقى هُمام غير ، مشت لـ حد ما وصلت للـ مرجيحة اللي كانت موجودة بـ خلف الحُوش و جلست فيها وكانت تتمرجح بـ خفيف وهدوء ، لـحد ماشقهت بـذهول من لقت نفسها طايرة فوق من سرعة المرجيحة ، ألتفت وكان سامي وراها ويضحك بقوة وكل شوي يدفها بـشكل أسرع من اللي قبل ، صرخت نغم بـ أسمه ؛ سامي خلاص وقف بـ أطيح !
ثبتها سامي وكان واقف وراها بالضبط ، توترت نغم منه ومن قربه الشديد منها ، أنحنى سامي لـ قرب كتفها بـ مسافة بسيطة وهمس لها ؛ أشتقت لك !
أبعدت نغم عنه بـ إستعجال وكانت بـ تمشي لـحد ما ناداها سامي ؛ نغم وقفي !! وقفت نغم وتلقائيًا دموعها أجتمعت في عيونها وهي تحاربها ما تنزل و تحارب الشوق معها ، وقف قدامها سامي ويشوف عيونها اللي تحاول قد ما تقدر ما تناظر له ، سامي ؛ ناظري لي ، شوقك يموت أكثر من المرض !
رفعت نظرها له وهي ترجف ، أبتسم سامي بـ حزن فضيع وعيونها الناعسة ما كانت له الإ هلاك ، قال بـ إبتسامة ؛ له نظرةٍ لا هي سَرابٍ ولا مَيّ !
نزلت نغم دموعها غصب وهي تنهار من كثر الشوق وتنهار من كثر التفكير فيه و أنهارت أكثر من هالحُب اللي شايلته من صغرها ، سامي غمض عيونه بـقوة وفتحها ويحس بكاها يتبعه كثير ؛ لا تبكين يا نغم الروح ، لا بكت عينك قلبي يبكي !
نغم بـ إنفعال وهي تبكي ؛ ليش ما ترد علي ؟ ليش تركتني ؟ ليش تخليني كل يوم أسمع أخبارك من جدتي وسياف ؟
سكت سامي وهو يشوف إنفعالها ، و كمّلت نغم ؛ رحت وأنت تعبان وجيت وأنت تعبان ! وش اللي تغير ليش الحين تتكلم معاي و وأول لا ؟ تحسب أني لعبة عندك !! سامي ؛ تفهمي وضعي ، ولا تتعبيني زُود !
نغم وهي تمسح دموعها بـ عفوية ؛ تدري محادتثك اللي أرسلتها أخر مره ما حذفتها عندي وكل ما رجعت أشوفها أكرهك !
سامي أبتسم لها وعارف أن كل هذه لـحظة مشاعر تطلعها من عتبها عليه تجاهل وقال بـ هدوء ؛ شعرك قصيتيه ؟
كانت نغم بـ حجابها و مو واضح ولا شعره من شعرها ، قالت بـ حدة ؛ أيه مو بس قصيته حلقته مثلك !! ناظرها سامي بـ ذهول ؛ ليش ؟؟؟
نغم شتت نظرها بعيد ؛ لإنك تحبه !
سامي هز راسه بالإيجاب ؛ أحبه أكثر منك !
ناظرته نغم بحدة وهي تمشي وتتركه ، ضحك سامي ؛ بس ترا أحبك حتى أنتي !
ألتفت وهي تناظره بـ حدة ؛ قصّر صوتك ، بـ يجي سياف و يذبحك !
أستعجلت بـ خطواتها من شافته يقرب لها و إبتسامته العريضة تسبقه ، ومن صارت بعيدة عنه بـ مسافة أبتسمت وخجلت منه ومابعد إبتسامتها الإ ضحكة قوية منها بـعدم تصديق أنها شافته وقدامها ويحبها مثل قبل و حتى هو الشوق ذابحه ، تحس أنها رجعت تدخل العالم الوردي والفراشات حولها بعد ما أنتهى من وقت يقارب الثلاث سنوات ~
__

عند هُمام و نجد :
ما تكلموا ولا بـكلمة وحدة ، وهُمام ما ترك شارع من شوراع الرياض ما لفّه ، قادر الحين أنه يبصّم بالعشرة ختم كل شوارعها وأحياءها ، نجد تحس نفسها داخت من كثر ما لف فيها والهدوء كان يقتلها ؛ هُمام تعبت خلينا نرجع البيت !
هُمام بـ هدوء ؛ أنتي اللي تبين معاي وجيتي بـ طلبك ، ولا أنا غلطان ؟
نجد تأففت بـ ملل ؛ والله ندمت خلاص !
هُمام ألتفت لها ؛ تبين عند أمي ولا فُندق ؟
نجد ميلت شفايفها بـ خفيف ؛ فـ…
قاطعها هُمام ؛ مافيه فندق لما تتغطين زين !
نجد بـ حدة ؛ ليش تسألني طيب ؟
تجاهلها هُمام ومشى لـ طريق بيت صالح ، قال هُمام بـجمُود ؛ قالوا لك شي عني ؟
نجد سكتت لـ ثواني وقالت بـ هدوء ؛ لا !! كان يناظرها بـ تفحص يبي يشوف هي بـ تكذب و لالا ، وعرف مُباشرة أنهم قالوا لها ومتأكد مو شيء الإ أشياء ، يحس دمه جالس يغلي ومايدري كيف يتصرف معهم ، تنهد بـ ضيق من وصل لـ بيت صالح وهم ينزلون ، فتح الباب و دَخلوا وكان هدوء والإضاء طافيه بالكامل والبيت ما أحد موجود فيه ألتفت هُمام لـ نجد وهو يفتح الإضاءة ؛ طالعين !
نجد شالت عبايتها و وقفت قدام مرايا المدخل تعدل بـ شعرها وكان هُمام يناظرها بـ هدوء ، أرتبكت وتلعثمت من شافته مركز فيها ؛ وش نسوي الحين ؟
هُمام ؛ أغير ملابسي و نطلع السطح ، مشى هُمام ودخل غرفته وجلست بالصالة تنتظره و تفكر فيه ، وما كانت الإ دقايق بسيطة و طلع من غرفته وهو يأشر لها تجي وقامت وراه مُباشرة ، رمى هُمام نفسه على سريره اللي بـ السطح و يحس بـ صداع شديد وكأن عصفور ينقر بـ منقاره على رأسه ، كانت تناظره نجد وتتأمل حركاته غمض عيونه ، مره يغمض بـقوة ومره يرخي ، قالت بـ هدوء ؛ أبعد بـ أجلس !
فتح هُمام عيونه وهو يشوفها واقفة جنبه ؛ وين ؟
نجد وهي تأشر بـ عيونها لـ نفس مكانه ، ناظرها بـ إستغراب ؛ أجلسي بـ الثاني ! ضاقت يعني الا حقي ؟
نجد ؛ هذا مادري مين له ، أما اللي أنت عليه حقك وهذا شي يكفيني فـ أبعد !
ناظرها بـ إستغراب و زاح هُمام عن المكان بـ شكل بسيط وهي فعلًا جت و أنسدحت جنبه ، كان يناظرها بـ ذهول ؛ أنتي اللي وضعك مو طبيعي ؟
تجاهلته نـجد و أبتسمت ؛ تدري أحب النجوم مرا ، وأحب الليل ، أحس المكان مناسب أني أجلس وأتأمل !
تنهد هُمام بـ ضيق ؛ تدرين يا نجد أنهم كسروا ظهري ؟
رفعت نجد أناظرها له ، و كمّل بـهدوء ؛ تدرين أني تعبت و ودي أهرب من كل هالعالم !
نجد ناظرته بـ طرف عين ؛ شكلك تقصدني بالهرب ؟
هُمام ناظر لها بـ تركيز و جمُود ، وعرفت من نظراته أنه يتكلم جد ومو وقت تستهبل عليه ، قامت أعتدلت بـ جلستها وهي تتربع ؛ وش سويت اليوم ؟
قام من مكانه وهو ينسدح بـ حضنها دون ما يتكلم وبـ كامل هدوءه ، بردت ملامح وجهها من أنسدح بـ حضنها جمّدت في مكانها ومو قادره تتحرك حتى عيونها رفضت أنها ترمش ، نزلت نظرها له وهي تشوف عيونه حمراء وما يدل الا أنه حابس دمُوع وكاتم في نفسه أشياء كثير ، حطت يدها لا شعُوريا على شعره وبـ حنية ؛ هُمام ؟
صد عنها وهو يعتدل وينسدح على بطنه وهو باقي بـحضنها ، نجد بـ هدوء ؛ هُمام شفيك ؟
هُمام وصوته بالكاد يطلع ؛ أحس بـ قهر العالمين ولا أدري وش أسوي ؟

ما تكلمت من شافته بدأ يقول اللي فيه ، و كمّل ؛ تخيلي أني كنت أظلم أمي أنها مسويه شي والا ليش كل هـ العمر ما احد فكر يسأل عني ؟
أعتدل بـ جلسته وناظرها ؛ قولي لي فيه أحد ما يبي ولده ؟ أنا أبوي مايبيني والمشكلة لا أنا و لا أمي غلطنا ، كل الغلط منه يا نجد !
مسكت كفوفه نجد وهي ترجف من كلامه ونبرة صوته المبحوحة ؛ هُمام لا تسوي كذا !
ناظر لها هُمام ؛ كان يضرب أمي مستوعبه ؟ كنت بـ أذبحه اليوم !
هُمام ناظرها بـ تركيز ؛ كيف قادرة تكونين مع واحد منبوذ و مكروه من أهله ؟
نجد وهي تتأمله وكلامه طالع من أعماقه ؛ هُمام ، إذا هم مايبونك ، أهلك هِنا صالح وفاطمة ونور كل جلستهم يسولفون عنك وكأنك ساحرهم !
هُمام بـحدة ؛ كيف ما تخافين مني ؟ أقول لك كنت بـ أذبح أبوي يعني عمممك !! من حست فيه بدا ينفعل وهي مُباشرة قامت له وكانت جالسة على رُكبها ، حاوطت عنقه بـشدة وهمست له ؛ مين اللي تقدر تجلس مع رجال وهي ما تعرفه الإ أيام قليله ؟
كمّلت وهي تهمس له عند أذنه بالضبط ؛ أنا قدرت ! ما أصدقك لما تقول بـ تقتل أحد ، أنت يا هُمام أحن من الأب على بنته !
أرتخى هُمام من همسها وكلامها ، و رفع يده لها وهو يحاوط ظهرها وشد عليها بـ كل قوته ودفن وجهه بـ شعرها ، ما يدري وش يوصف الأحساس اللي جاء له من بعد كلامها الإ أنه كان فيه جروح كثيرة و كلامها الدواء وعلاجه ما كان وده تسكت ليتها تتكلم بـ هالشكل طول الدهر ، نجد كان ظهرها يوجعها لإنه شاد عليها بـشكل مؤلم حاولت تبعد لكن قوته ما تسمح لها ، همست له ؛ تقدر تتركني الحين ؟
هُمام هز راسه بالنفي ، وهو باقي بـنفس حركته دافن وجهه في شعرها و بـنفس شدته ؛ ما ودي !
سكتت نجـد ومرت ثواني طويلة على وضعهم ؛ هُمام خلاص ، طيب نعسانه وأبي أنام ؟
أبعد هُمام عنها وهو يناظرها ويتأمل بـ أدق تفاصيلها ، مدت يدها نجد لـ شعره المُبعثر وهي تعدله له أبعدت عنه بـ إبتسامة لكن الخجل معتريها بالكامل وهي تحس نفسها زودتها شوي ؛ أنا أبي أنزل تحت !
هُمام ومركز عيونه فـ عيونها ؛ و أنا أبي أجلس هـنا أجلسي معاي !
نجد من شد التوتر ، وأنظاره اللي أكلتها زادتها أكثر ما كانت تدري كيف تتكلم وتعارض ما ودها تخضع له وتسمع كلامه بالسُهولة هذه لكن هو يجبرها بسبب حركاته وتصرفاته وأسلوبه وكل شي منه يجبرها أنها توافق بـ كل هدوء و طواعية …
أنسدحت على السرير و رَجع هُمام أنسدح جنبها ، السرير صغير وكانوا لاصقين في بعض لدرجة كف يده ملامس كف يدها ، تحس قلبها بـ يوقف وأعتلت دقاته اللي من قوتها تحس أنه يسمعها ودها تبعد لكن عاجزة عن الحركة فعليًا وكأنه مقيدها ، مرت عليها نسمة هواء باردة كسرت عليها حرارة الجو اللي كانت تحسه هي لوحدها ، ضمت نفسها لها تلقائيًا ، و رفعت عيونها لـ هُمام اللي كان سرحان ومشتت نظره بعيد ، وهي ما تبيه يفكر ويجهد نفسه أكثر من كذا ، قالت بـ تردد ؛ بـرد صح ؟
نزل نظره هُمام لها ؛ لاتحاولين ما بـ ننزل تحت
رفع نفسه لـ ظهر السرير وهو يفتح ذراعه اليسرى لها ، قال بـ هدوء ؛ تعالي !
هزت نجد راسها بالنفي لا شعُوريًا ، وماحست فيه الإ وهو ساحبها مع خصرها لناحيته وثبتها وحاوط كتوفها بـ ذراعه ، و ركز يدها على بطنه ؛ ما عرفت لك مرا الشمس بـ تحرقك و مرا من الهواء بـ تطيرين ؟
كانت ساكتة تمامًا ، وما تبي تشوف وجهه ولا تسمع صوته من كثر الخجل اللي فيها ، وضح لها من تصرفاته أن جريئ كثير لكن ملامح وجهه وهدوءه ما يُظهر هالشيء أبدًا ، كان حاط ذقنه على راسها وضامها له بـ كل قوته ما ينكر أن هالشيء عاجبه وعدم مُعارضتها ورفضها بالذات شي كبير بالنسبة له ، يحس أنه هُمام ثاني مستغرب من نفسه ما تعود يكون بـ الحركات هذه ، ما تعود يكون أحد بـ كل هالقُرب له غير فاطمة مايدري كل اللي يصير فيه لإنه متأكد أنه زوجته وحلاله لإجل كذا يتعامل معها بـ كل هالبساطة والأريحية ، يدور في باله سؤال " لو تزوج وحده غيرها بتكون مثلها ؟" ، وهو يحسها تخفف عنه أشياء كثير ، يكفي لما تعصب منه وعلى أبسط الأشياء يجلس مبسوط ولا عارف السبب لكن عصبيتها تضحكه ، كان هُمام فعلًا يستعد أنه ينام هِنا وهي بـ حضنه ، عكسها هي اللي على بالها دقايق وتقوم من عنده ، رَفعت نظرها له بـ تردد من إستغرابها من هدوءه وعدم حركته وشافته فعلًا نايم قالت بـهدوء ؛ هُمام ؟ ، مارد عليها وهي عرفت أنه نام ناظرت وجهه وشافت السكون والهدوء اللي فيه مو كأنه هو اللي قبل شوي كان بـ كل أنفعاله ، و غضبه ، وحزنه ، و صدق الحين ما باقي لها شي وترجع الكويت ومن داخلها تتمنى ما ترجع لـ حد ما تنتهي قصته مع أهله ، هُمام شخص كتوم وصبُور ، وإذا عصّب يسوي أشياء وهو مو حاس على نفسه ، ما ينفع يكون لوحده أبدًا وبالذات أنه شخص يرفض المساعدة من الناس ولا يفضل يتكلم لهم ، ماتدري كيف أخباره توصلها لما ترجع ، و ماتدري وش بتكون ردة فعل خوالها ، تنهدت بـ ضيق وكانت بـ تقوم من عنده لـ حد ماسمعت صوت باب السطح ينفتح …
.
.
.
______________



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.