08-07-20, 10:06 PM | #421 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| بذات الوقت* هناك أناس بالقرب من كل منا... لا ندرك مقدارهم ولا القيمة التي نحصلها بهذا القرب، ولا مدى المخاطر التي كانت ستقع علينا لو كانوا على مسافة أبعد من هذه المسافة التي تفصلهم عنا... فالخطر دائماً في عدم وجودهم. شعور بالقهر الحزين قررت وضعه خلفها، أشياء صغيرة تافهة أو هكذا كانت تعتبرها... حتى حصل موقف كبير لم تستطع تخطيه، إلا في هذه اللحظة... تقف أمامه ترتدي الثوب الأشد جمالاً كما وعد باكراً هذا اليوم! عندما قبلت والدتها باعتذار: "آسفة يا ماما هترجعي في تاكسي." ربتت أمها على وجنتها بلطف: "روحي أنتِ وافرحي... واعرفي جوزك، يمكن تكوني الفرد السعيد في عيلة موافي يا حنين... متخليش حاجة توقف سعادتك." كلمات تواسيها وتبرر لها أشياء كثيرة لم تكن تلاحظها، بينما خرجت أريج من المعرض متأففة حاملة حقيبة بلاستيكية كبيرة تهتف في غير إدراك ووعي أن حنين لا تعرف بقصة الذي حدث: "أهي خيطته زي العفريت بس كان لازم ناخده... ناس هَمّ!". ناظرتها حنين لأول مرة بنظرة شرسة تكاد تمتزج بالاشمئزاز بينما عيون أريج الوقحة تستفسر... تتحرك نحو السيارة تتحدث بتبرير: "يعني كان لازم تجيبلنا من المخزن واحد تاني مش مقطوع، أنتِ عارفة أنا بحب الكمال." لتهتف حنين موقفة خطواتها نحو السيارة: "آه نسيت، وعربيتنا مش قد كمالك ولا كمال فستانك المقطوع... معلش هتضطري تاخدي عربية أجرة لحد قصرك الكامل." ثم ابتسمت لأمها ابتسامة سريعة مع قبلة ألقتها لها في الهواء... مهرولة نحو السيارة تحتل المقعد الأمامي تجاور زوجها، لقد اختلفت في عدة ساعات... كان إصرارها شديد وهي تجلس بالمقعد الخلفي... تجعل أمها تجاور أيهم متحدثة بتبرير عن ألم ركبتي أمها وتورم قدميها واحتياجها لمكان أرحب وأوسع. أما الآن... بعدما شعرت أنه يعجب أريج، لكنه لا يراها بل يتمسك بها هي... شعرت بأن الحرب من أجله حلال، إنها ستجعله أسعد رجل لو تفاهما... ستبذل من أجله قصارى جهدها، هذا ما وعدت به نفسها... ربما كانت تبخس حق نفسها وحقه من قبل، عندما علمت أنه بالفعل يريد سعادتها حتى لو بشيء مادي بسيط كـ ثوب... لكنه منحها قدرها. صوته الهاديء يكرر في غمرة سعادة بلمسة تغير بها: "هنجيبلك أحلى فستان مش لأنه هو الحلو... لكن يكفي إنك أنتِ اللي هتلبسيه يا حنين." ابتسمت مجيبة وداخل عينيها بريق جديد عليه: "أصلا الخامات في المعرض ده مش قد كده... اللي فيه غالي على الفاضي، أنا عايزة فستان أصيل فستان معمول بصنعة وحرفية عالية... فستان لما أشوفه أقول ده اتعمل ليا... بتاعي أنا." مدّ أصابعه ليأخذ أصابعها التي تتحرك بانفعال بحنان ناعم داخل راحته ثم وعدها بصوت جالب للثقة يمتاز برجولة: "وعد عليا يا حنين مخليش حاجة تؤذيكي أو حد حتى لو كنتِ أنتِ نفسك." كلاهما يدوران حول نفس الموضوع لكن بغموض شديد... فأحياناً فتح بعض الجراح يزيدها التهاباً، بدأ يدعم ثقتها فيه بإعترافه الجديد وقد لمس منها الارتياح ناحيته: "يمكن دي أول مرة تسمعيها مني بالشكل ده يا حنين... لكن أنا واحد من غير تجارب، وأنتِ أول تجربة في حياتي مع واحدة... لا عمري بعت جواب في السر ولا حتى اتمنيت غيرك، أنتِ غير كل البنات عندي... مش عارف ده الحب أو لأ، بس لو ده مش حب هيكون أكيد إعجاب على الأقل... خلينا نبتدي من الدرجة دي، انسي أي كلمة قلتهالك قبل النهاردة... خلينا نبتدي من هنا، من درجة الإعجاب... أهي أول درجات الحب إعجاب، أنا معجب بيكِ يا حنين." حددت داخلها صدقه وشعرت به لأول مرة، عيناها تلونت بلون الحنين ثم بدأت ترتب لإجابة مطولة... لكنها لم تجد من المقبول قول أكثر من عبارتها القصيرة: "المهم إنك صادق يا أيهم." أصابعه تلف أصابعها... ثم همسته تجيبها: "أيوة، يمكن متعرفينيش من قبل... لكن بالنسبة لمشاعري ناحيتك؟ أيوة يا حنين، أنا صادق... وإعجابي بيكِ صدق... ووعدي ليكِ صدق." تنهد ثم قاد السيارة بهدوء وروية حسب قواعده، بينما ترى حنين من المرآة الجانبية صورة أمها تبتعد عنهما تتحرك تشير لسيارة أجرة، بعد منعها حركة أريج المندفعة نحو سيارة أيهم.... لابد لها من التعافي من تلك الأخوة القاهرة... هي تربت وحدها مع أمها، لم يكن هذا الأب الحاني عليها... منذ ذلك الحادث الوحيد الذي تذكره له عندما أعادتها أمها لنفس المنزل مع أريج وهم صغار، كان جدها مازال حياً ولم تكن تدرك أن أمها في حالة غضب زوجية... كانت افتقدت أباها كثيراً وعندما سمعت من أريج هتافها: "حنين بابا جه ياخدنا البيت تاني! أنا كنت بسلم عليه وأبوسه دلوقتي." هرولت بساقيها وهي لا تزال صغيرة في أعوامها السبع ودلفت لغرفة الاستقبال يصدح صوتها الطفولي: "بابا... حبيبي!!". لم تكن تعرف معنى عبارة نافذ الصبر، لكنها هي الوصف لحالتها وحالته!.. هرولت نحوه بقوة ليوقف طريقها بنفس القوة ولكن بجمود، مدّ كفه نحوها يمنعها التقدم فاصطدم كفه بصدرها، قائلاً بصوته الخشن: "روحي لأمك تلبسك... يلا احنا ماشيين." ومنذ ذاك اليوم لم تعد تهرع نحوه، طريقته الجافة معها جعلتها لم تعد تقبل عليه... بل ازدادت تمسكاً بأمها وتباعداً عنه فلم يكن يسأل، ربما نسيها كما أصبح لا يشكل بعده لها فارقاً... عندما أخذتهما أمها مرة أخرى بعيداً عنه لم تتعذب ببعده، عكس أريج كانت تهاجم أمهما من أجل أب يشكل لها كل شيء... تركيبة غريبة لحياة عائلية! صوت أيهم الحاني اقتلعها من جذورها القديمة ليعيد لها ترتيب جذور جديدة يجب أن تنمو على أساس سليم: "المعرض ده كبير، أكيد فيه فستان مميز ينفع لعروس مميزة." اغتصبت ابتسامة من داخل غياهب ذكرياتها، فمازالت تتوجع في صمت... لكنها نفضت رأسها في محاولة منها لتكون قوية: "أيوة... هشوف اختيارك هيكون إيه يا أيهم." ابتسم لها ببشاشة ولم يستفسر إن كانت علمت أو أن هذا محض صدفة، لكنه يشعر أنها قد تبدلت معه فجاة... كانت تعامله وكأنه روتين في حياتها، والآن يشعر أنها تتمسك به وبوجوده وهذا بالنسبة له كافٍ... بل أكثر من كافٍ. عاد يعدها من جديد بما يبهجها وبما تستحق: "هيكون فستانك أجمل فستان لأنكِ أنتِ العروس." خجل ناعم حط على ملامحها لمجرد إطرائه عليها، خاصة مع وجود أريج في القصة... فطالما شعرت أن أباها يفضل أريج، جميع أصدقاء والدها كانوا يفضلون الحديث معها عندما يحضرون لمنزلهم... وربما هذا عزز ثقتها بنفسها في هذه اللحظة، أن إيهم الوحيد الذي فضلها على أريج! إن شعور التنافس مؤلم... لكنه مبهج عندما تكون أنتَ المنتصر فيه! ********************* | ||||||||||
08-07-20, 10:07 PM | #422 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| دلفت للقصر الفاره بفخامته، لكنه بارد برود جليد سيبريا... فتحت أريج الباب الداخلي تجر قدميها جراً، تركت دليل إدانتها وأنانيتها يسقط على الأرض كثعبان طويل يزحف أرضاً وحقيبة يدها تجاوره... ثم اقتنصت قوتها مهرولة نحو أول مقعد تريد السقوط عليه، كما سقطت اليوم في كل شيء. مازالت لا تصدق أفعالها الغبية! أين كان عقلها عندما فضحت نفسها أمام أمها؟! لا... هي السبب، لولا تمسكها بالمنزل القديم وتمسكها بحنين... لما تركتها هي وحيدة تعاني بيد أبيها الذي لا يهتم سوى بالمال... يريد ويريد... يريد كل شيء مقابل أن يجعلها تنعم مع عاكف! مازال منع حنين لها التواجد في محيطها يؤرقها، ضج عقلها بضحكات مفرقعة كانفجار قنابل داخل رأسها يسخر منها: ماذا كنتِ تتوقعين؟!! أن تهدي لك زوجها ومعه تهنئتها؟! ثم لماذا أيهم؟؟... أيهم أم عاكف... أم صرت تريدين أي رجل؟! رفعت كفيها تصمت هذا الصراخ داخل رأسها، لا... كفى! صراخ داخل عقلها يزداد نحيباً حتى صدح صوتها: "لأ.. مش قادرة!". تحرك في هذه اللحظة برشاقة جسده هابطاً درج القصر الفارغ، وجه لها نظرته هادراً من حيث هو على الدرج البعيد: "أخيراً جيتي! كنتِ فين أرّوج؟!!". لوت عنقها ناحيته مع الحفاظ على النظرة البائسة، تنظر له... كل ما فيه لا يعلن أنه أب! مَنْ يراه لا يمنحه سوى سن الأربعين فقط. غمغمت بصوت مسموع: "يهمك؟؟ عايز تعرف بجد؟!!". حرك كتفيه بلامبالاة يعنيها فهو لا يهتم سوى بأنور الموافي، اقترب منها مستفسراً ناظراً للثوب الملقي أرضاً داخل كيس بلاستيكي شفاف: "طيب طالما مش عايزة تقولي مش مهم... بس ليه رامية الفستان ده كده، خديه أوضتك." لم تجد سوى الصمت، لن يفهم... لو انهارت وأعلنت له ما فيها، لن يفهم. لكنه فاق توقعاتها عندما قال: "كويس إنك جبتيه أبيض... خلاص عاكف بقى في إيدي، بكرة هروح أقابل زهرة... عشان تعرفي إن أبوكي طالما قالك حاجة يبقى خلاص هتتنفذ." سألته بلا أدنى اهتمام، لكن سعادته هي ما جعلت الاستفسار مهم: "هتقابل طنط زهرة ليه؟ أنتَ قلتلي عاكف بيحبك والراجل حبه مبيموتش... وإني طول ما أنا بسعى وراه هو هـ يلين، هو فيه إيه بالظبط؟". ابتسم لها وهو يلوح بأصابعه خلف ابتسامته... شيء سخيف: "لا مفيش، أنا مش راجع النهاردة... تقدري تكلمي صحباتك يسلّوكي ويباتوا معاكي." صرخت بضيق وقد ضاقت ذرعاً من كل شيء... من أمها الصامتة ووالدها اللامبالي: "استنى هنا... ماما سابت البيت ليه؟!! من حقي أعرف هي بعدت هي وحنين عننا ليه!!!". لم يستدر حتى نحوها بل ظل على ثباته للحظة ثم قال بصوت نبرته ملولة: "روحي اسأليها بنفسك... ولمي الفستان ده من الأرض بلاش قرف!". عاد صوتها يعلو بغير تصديق: "القرف ده... هو أنا!! القرف اللي عملته النهاردة، كسرت فرحة أختي... رحت لبست فستانها بس عشان غرت منها، غرت إن حواليها ناس... غرت إني هنا لوحدي!!". التفت نحوها يتحدث ببروده المعتاد وكأنما هي لا تشق قفصها الصدري وتلقي محتوياته تحت أقدامه هنا! "ما أنا قلتلك اتصلي بصحباتك ييجوا عندك يسلّوكي... أنا ورايا شغل يا حبيبتي." ثم بدأت خطواته تبتعد، خطوة خلف أخرى... ومع كل خطوة، تدرك أنها وحيدة كلياً... إلى متى ستظل هكذا! وحيدة بلا شخص يهتم بها... إنها لم تكن تدرك أنها الوجه الآخر للأنانية كما والدها تماماً! ******************* | ||||||||||
08-07-20, 10:08 PM | #423 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| وقفت هلال تنظر للشتلات الجديدة التي غرستها منذ قليل... تعيد تثبيتها وريّها، فخورة هي بما فعلته... ستصلح حال هذه الحديقة المنهكة القوى، كلها عدة فسائل سحبتها من حديقة الشارع... لتعيد غرسها كما كانت أمها تفعل مع جذور النعناع، سمعت صوت الإنتركوم القريب بصوت السيدة أم المهندس عاكف: "هلال... هلال... أنتَ قريب؟". نفضت كفيها في جلبابها الأزرق تجيب بصوت ذو بحة صبيانية خشنة: "أيوة يا ستنا الحاجة... أيوة إهنيه." تنهيدة تم إعلانها للتو من خلال الطرف الآخر ثم صوت السيدة: "طيب ادخل أنا هفتحلك." حضر صوت هلال مبتعداً: "طيب أجيب الولد بس وهآجي." تحركت عدة خطوات داخل غرفتها تحمل الصغير الغافي الذي كان متيقظاً طوال النهار ثم عادت قافلة نحو المنزل الكبير بعد أن أحكمت غلق غرفتها، نادت بصوتها وهي تضغط على الزر الصغير للهاتف الداخلي: "أنا جيت يا ست الحاجة." لم تسمع صوتاً غير صوت أزيز جعلها تدفع الباب ثم تعاود غلقه بإحكام خلفها قاصدة الدرج المنتصب أمامها لتصل للطابق العلوي، أجلت حنجرتها بسعلة تقلد فيها أبيها... فكل ما تفعله استقصاء للماضي، وعند باب الغرفة المفتوح طرقت عارض الباب... سمعت صوت الحاجة: "ادخل يا هلال، اتفضل يا ابني." دلفت في فتحة الباب تنظر بعينيها في اتجاه غير الفراش تتمنى ألا تكشفها المرأة الكبيرة بينما السيدة تتحدث بهدوء: "فيه ضيف هييجي بكرة بالليل... مش عايزة حد يشوفه." انتفضت هلال وعقلها يدور في عدة اتجاهات، ثم صرحت بسخرية قاطبة: "وده ع يكون كيه؟ ع نلبسه طاقية الإخفا؟؟ هييجي وأدخله لحضرتك وأنتِ ونصيبك بجى... حد شافه أو محدش، دي أنا هعمل بيها إيه!". انتفضت السيدة انزعاجاً من الطريقة: "افهم... لو عاكف عرف إنه جه هنا هيصور قتيل!". سألت هلال وهي ترفع كفها تحك جبينها: "يعني أكيد أي عامل يمكن يشوفه فـ يجول للباشمهندز أو عم منجي يطلع عليه ويجول، أنتِ كده بتجطعي عيشي يا ست الحاجة!". أخرجت السيدة كيس نقودها الجلدي من تحت الوسادة وأخرجت مبلغاً ومدت يدها به نحوه، لكن هلال لم تتحرك نحوه هامسة بوجع: "يا ستنا... أنا مش بتاع فلوس، أنا خايف عليكِ وعلى الباشمهندز... يعني تدخلي راجل غريب بيته وهو مش موجود، ده شغل عاطل وأنا هنا أمنع حد يدخل غير اللي يجول عليه الباشمهندز." ارتفع صوتها عليه بغتة: "أنتَ هنا بواب وبس... أنا قلتلك يدخل بكرة!". أطرقت هلال في صمت موافقة على الأمر المباشر، وعقلها يدور حول هذا الزائر الغريب وماذا يريد من السيدة الوقورة... وما نوع المشكلة بينه وبين المهندس، أنصتت لصوت السيدة: "لما ييجي متسبناش لوحدنا... تطلع هنا معاه وتعمل نفسك مشيت بس استنى قرب الباب، فاهم." عاودت حك جبينها بحيرة ثم همست بخشونتها المعتادة: "إيه فاهم... هبقى جريب." ثم تحركت بعد هذا لتغادر هامسة بخفوت بدأت تهبط الدرج: "إيه ده ياختي ده... عايزة الراجل وشكلها خايفة منه! يلا يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبجى ببلاش!" نظراتها تتجه نحو الصغير كأنها تحادثه: "رأيك إيه يا جوهر في الواجعة المربربة دي؟". ضحكة رجولية قوية جعلتها تنتفض وتتراجع للخلف فسقطت على قاعدتها فوق الدرجة العليا العريضة... مما زاد عاكف من ضحكه قبل أن يهمس وهو يكمل صعوده: "شكلك زي المجانين بتكلم نفسك وبتكلم الواد الصغير.". لتجيبه وهي تعاود الوقوف: "الدنيا مش سايبة حد... كلها مشاغل." فأجاب عاكف بمشاكسة: "طيب يا ناصح، فيه شنط بره في العربية... خد المفتاح وهاتها." أخذ المفتاح من يد عاكف وهرول لأسفل ثم اختفى قليلاً، كان عاكف قد جلس جوار والدته في تلك الدقائق القليلة... عندما سمع صوت طرق باب غرفة والدته فنظر نحو هلال الذي كان يقف حاملاً حقيبة واحدة صغيرة، وفي يده الأخرى أخوه الصغير: "أحطها فين يا باشمهندز؟". ضج عاكف بالضحك: "يخربيتك يا هلال... أنتَ هتجيبهم واحدة واحدة! كده هتاخد الليل كله، سيب أخوك وروح هاتهم كلهم هنا... عايز أورّيهم لماما." احتارت هلال أين تترك أخاها، إنها لن تتركه أرضاً... دلفت للداخل تضع الحقيبة أمام عاكف وتأخذ أخاها تضعه بين يدي عاكف الذي فوجيء بهذا التصرف فلم يجد سوى أنه تلقى الصغير بين يديه... وقبل أن ينطق كان هلال يهرع للخارج!! ظل عاكف ينظر للصغير الذي بدأت شفتاه تلتويان وكأنه في دهشة من الوجه الذي أمامه، مما جعل عاكف يقف في محاولة لبث الصغير الاطمئنان، وبدأ يضمه لصدره ويربت على ظهره... كما رأي هلال يفعل. بعد دقائق، كانت تحمل حقائباً كثيرة بين كفيها وضعتهم أمام عاكف أرضاً، ثم مالت نحو أخيها تأخذه وهي تشكر عاكف على إنسانيته: "مشكور مشكور." كانت تريد المغادرة حتى لا تشعر أنها تخون هذا الرجل في الاتفاق بينها وبين أمه، لكنه نادي يوقفها: "استنى يا هلال..." التفت هلال إليه فأشار عاكف بأصابعه نحو حقيبة بلاستيكية: "الشنطة دي ليك يا هلال، بدل الجلابية." فلم تمتد يد هلال نحو الحقيبة وهو يعتذر بصوت قوي: "لع مش ع أدل خلاجاتي، ده لبسي مش ع أبدله... مشكور يا باشمهندز." قبل أن تهرع خارجة، إنها تدرك أن حمايتها في هذه الملابس... بكل ما فيها من اتساع وخشونة، فلتدعها تواري جنسها المختفي.... حتى تجد خلاصها! *********** | ||||||||||
08-07-20, 10:08 PM | #424 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| "أيوة يا أريج، لا مش هعرف آجي... أخويا مازن هنا جاي في أجازة، ما تيجي أنتِ فيه بارتي يجنن... رقص للصبح." فلم تجد أريج غير الالتحاق بإحدى الصديقات لتواري وحدتها... لكن ما أن أغلقت أريج الهاتف، نظرت روان للشاب العارى فوق الفراش هاتفة: "عيب عليك إنك تشكك في قدراتي، أهي جاية... بس أنتَ غيّرت كلامك ليه؟ مش كنت خلتني أقولها إني رايحة لها؟؟". ابتسم مازن وهو يعيد لها ما سبق وذكرته لها: "أنتِ مش قولتي عايشة مع أبوها لوحدها وأبوها غني جداً؟... خلاص نكسب لينا شوية منه، كم صورة في الحفلة وخوف من الفضيحة،" مد يده نحو درج المنضدة الجانبية: "خدي دي بس حطيهالها في إزازة العصير... والفلوس جاية جاية." هتفت مصفقة: "يخربيت دماغك دي... أروح أتصل بالعيال ييجوا عشان يبان إنها حفلة بجد!" عقب عليها وهو يسحبها نحوه: "أهو أنتِ كده بقيتي بتفكري صح." ثم طبع قبلة شغوفة على شفتيها المصبوغتين قبل أن يخرج من هذا الفراش المتغضن دليل ليلة حميمية شبقة. ************ كعادته يجلس في شرفته، ينفث دخان سيجارته في الظلام الدامس كما يحب... دوماً يعمل على إظلام الشرفة، حين رأى شبح يتحرك تحت ستر الظلام... قادماً من المبنى الجديد الذي بدأ عودة العمالة إليه!! انتفض عاكف واقفاً... إن العمال يغادرون بالخامسة مساءاً، والآن الحادية عشر! تحرك الخيال يتلفت حوله بارتباك.... نحو غرفة البواب... نحو... هلال!! انتهى الفصل السابع قراءة ممتعة للجميع | ||||||||||
08-07-20, 10:15 PM | #425 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| شكراااااااااااااااااااااا اااااااااا للقمراية كينج Kingi على احساسها العالي وخاطرتها الرائعة يارب يعجبها التصميم شكراااااااااااااااااااااا ااااااا لايزل أشك على التصميم الروعة | ||||||||||
08-07-20, 11:01 PM | #427 | |||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
08-07-20, 11:21 PM | #428 | ||||
| الله يا ايمو الفصل قبض قلبي سكينة وسذاجتها راح توقع ضحية محت كنت بتمنى تسمع ملام جندي أخوها بحبها وعارف مصلحتها قبل ما توقع الفاس بالراس هل ممكن بساطتها تقودها لطريق خطأ ما بتمنى اريج وكم الأنانية يالي ما فكرت غير بحالها ونزعت عا أختها فرحتها بس رب ضارة نافعة حنين اكتشفت خبثها وبنفس الوقت تمسك أيهم فيها بس جملتكوأنو ما بتعرف حنين هاليوم راح يغير حياتها خوفتني انور وانانية غير طبيعية وطمع ربى اريج عليه رجاء شكلها بتعرف انو قتل اخوه لهيك تركتو بس عاشو اتفق مع زهرة وهل ممكن زهرة لحماية ابنها عاكف تغلط غلط ما بيتصحح مازن وروان وخطة للايقاع باريج راح نشوف كيف هلال وطيبة ونفس نقية افكارها ودتها لمطرح تاني من طلب زهرة لهلأ عاكف ما عرف انو هلال بنت هل القفلة راح.تكون السبب مين ياللي كان باخر مشهد ياريت عرفنا هلأ لأعصابناةللاسبوع الجاي انشالله ابدعت حبكة وسرد واحساس وتصوير تسلم ايدك ❤❤وشكر لايزو حبيبتنا عالتصميم ول كينج خاطرة رووعة م❤ | ||||
08-07-20, 11:53 PM | #429 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 17 والزوار 25) Just Faith, jojo123456, الوفى طبعي الوفى, باااااااارعه, عبق السنين, عبير اللورد, مون شدو, Ektimal yasine+, Saro7272, سوسو1415h, نور علي عبد, مزوووووون, نجمة القطب, Rawaa k, المثقفه في انتظار رأيكم | ||||||||||
08-07-20, 11:59 PM | #430 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| ياجماعة الخير معلش اسمعوني يعني انا ماشاء الله متقبلة العدد الحلو قليل قليل ولكن والله راضية لكن ولا رد من البعض ما تشجعونا لنكمل مش طالبين كلام كتير بس رد رقيق يكفيني شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا | ||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|