2 - دماء على الرصيف(سلسلة رجل الأسرار)شريف شوقى _ مع رابط التحميل حصريا على روايتى

[MooNy87]

نظر له باستغراب للحظة قبل أن يقول :
فولكس 2000 زرقاء ورقمها 922
وهل كان منير صديقا للطرفين كما هو الحال بالنسبة لك ؟
كلا منير كان صديقا لـ أمجد فقط .. ولم يكن يرتاح لـ على كثيرا ويراه دخيلا علينا وعلى النادى الذى ننتمى إليه
ربما يفسر هذا تدخله لمساعدة المجنى عليه أثناء تظاهره بمحاولة فض الشجار بينهما
فقد ذكرت أنه قام بشل حركة على ليتيح لـ أمجد أن يضربه ..
هز رأسه قائلا :
لا أظن
تقول هذا لأنه صديقك ؟
أعتقد أنه كان يحاول إبعاده فقط عن مهاجمة أمجد
توقف حاتم عن السير ليقف فى مواجهة عماد مباشرة وهو يسأله قائلا :
هل تعتقد أن على هو من قام بقتل أمجد ؟
صمت للحظة قبل أن يجيبه قائلا :
لا أستطيع أن أتهمه بارتكابه لجريمة كهذه
لكن وفقا لما قلته فالاحتمال الأكبر أن يكون هو الجانى .. خاصة مع هذا الكم من العداء والكراهية بين الطرفين .. ثم ذلك الشجار العنيف بينهما قبل الوفاة ببضع ساعات .
ومع ذلك فهذا اتهام خطير لا يمكننى ان اتهم به صديقا أعرفه وأعرف أنه مهما بدا عصبيا ومنفعلا فلا يمكن أن يصل به الأمر إلى حد ارتكاب جريمة قتل

[MooNy87]

عقد حاتم يديه خلف ظهره وهو يواصل السير مع الشاب قائلا :
أظن أن أمجد كان له صديق آخر من النادى يدعى عمر صدقى ؟
أجل .. وهو صديق لنا أيضا .. لكنه كان وطيد الصلة أكثر بـ أمجد
وهل كان صديقا لـ على أيضا ؟
كان يعتبره مجرد زميل له فى النادى
لا بد أنه كان منحازا ضده لخلافاته المتكررة مع امجد باعتباره صديقه المقرب ؟
ليس بقدر انحياز منير .. هو حاول التدخل عدة مرات ليصلح بينهما لكنه لم يفلح فهو بطبيعته شخص مسالم بعكس منير الذى كان يبدى كراهيته وتحيزه الواضح ضد على .
ألم يأتِ عمر إلى الكافيتريا فى هذه الليلة ؟
كلا فهو لا يتردد كثيرا على الكافيتريا مثلنا .. ولا يهوى السهر لوقت متأخر
عاد حاتم ليتوقف عن السير وهو يربت بيده على كتف الشاب قائلا :
حسنا .. أشكرك على هذه المعلومات القيمة .. تستطيع أن تعود لمواصلة تمرينك .. لكن قد يقتضى الأمر أن أستدعيك لزيارتى فى مكتبى قريبا
أومأ برأسه قائلا :
أنا تحت أمرك يا فندم
ظل حاتم واقفا فى مكانه وهو يتابعه بنظراته إلى أن ابتعد حينما رن جرس هاتفه ليحدثه المقدم نافع قائلا :
قبضنا على المشتبه به على عبد الرازق
هذه أخبار طيبة تحفّظ عليه حتى آتى إليك

[MooNy87]

وذهب إلى الكافيتريا التابعة للنادى ليجد عمر جالسا بين اثنين من زملائه وهم يتحدثون ويضحكون .
فاختار لنفسه مائدة تبعد عنهم بضعة أمتار , حيث حضر النادل ليسأله عما يطلبه .. فطلب منه أن يحضر له فنجان قهوة وأشار إلى عمر طالبا منه أن يخبره برغبته فى الحديث معه .
استمع عمر إلى النادل وهو ينظر لـ حاتم باستغراب .. ثم ما لبث أن استأذن من زميليه ليذهب إليه .
حيث وقف أمامه قائلا :
حسن أخبرنى أنك تريد التحدث معى .. اية خدمة ؟
أشار حاتم إلى المقعد أمامه قائلا :
تفضل بالجلوس
فجلس وهو يرمقه بنظرة متساءلة :
أعرفك بنفسى , أنا العقيد حاتم الصاوى من المباحث الجنائية
ارتبك الشاب قليلا وهو يغمغم قائلا :
أهلا وسهلا
أنت عمر صدقى .. أليس كذلك ؟
بلى
تابع حاتم قائلا :
السن سبعة وعشرون عاما .. متخرج حديثا من كلية الزراعة واستلمت وظيفتك منذ بضعة شهور فى إدارة البحوث الزراعية
قال له منزعجا :
صحيح .. لمَ كل هذا ؟ هل أنا متهم بشئ ؟

[MooNy87]

انتظر حاتم حتى وضع النادل فنجان القهوة أمامه وانصرف ثم تحوّل إليه قائلا :
لقد كنت صديقا للمرحوم أمجد عارف أليس هذا صحيحا ؟
بلى .. كنا صديقين حميمين .
ألم يحدث بينكما بعض الخلافات طوال فترة صداقتكما ؟
بالطبع حدثت بيننا بعض الخلافات والخصومات أحيانا .. لكنها كانت مجرد خلافات بسيطة يحدث مثلها بين معظم الأصدقاء ولم تكن تستمر طويلا
هذا يعنى أنه كان يطلعك على الكثير من اسراره .. ولا بد انك كنت على دراية كافية بطباعه
بالطبع
يقال إنه كان عصبى المزاج ؟
بالعكس كان أمجد اجتماعيا ومرحا وودودا
ومستهترا وعابثا ايضا
تبدلت ملامح الشاب وهو يقول له بنبرة استياء :
لا استسيغ سماع هذا الوصف عنه خاصة بعد وفاته
تناول حاتم رشفتين من فنجان قهوته قبل أن يكمل قائلا :
أنا أقول لك ما سمعته .. ألم يكن له رصيد كبير من العلاقات العاطفية ؟
كانت له بعض العلاقات مثل أى شاب .. لكنه لم يكن عابثا على النحو الذى يصوّره البعض
عرفت أنه كان مرتبطا بخطبة مع فتاة .. أظن تدعى .. نهاد .. أليس كذلك ؟
بلى

[MooNy87]

لكن خطبته هذه لم تمنعه من الاستمرار فى علاقات عاطفية من وراء ظهر خطيبته
أطرق عمر صامتا دون أن يعقب بشئ
بينما قال حاتم مردفا :
ربما اثار كلامى استياءك .. لكننى هنا للبحث وراء مقتل صديقك أمجد وأعتقد أنك مهتم مثلى بالوصول إلى القاتل
هل أعتبر أسئلتك هذه بمثابة تحقيق رسمى معى ؟
عاد حاتم لتناول قهوته قبل أن يقول :
لم يأتِ أوان التحقيق الرسمى بعد .. اعتبرها مجرد محاورة بيننا
ووضع فنجان القهوة على المائدة مستطردا :
هل كان أمجد على علاقة مستمرة بفتاة تدعى ريهام ؟
أجل .. لكن ما عرفته منه هو أنه أنهى هذه العلاقة بعد خطبته .
ومع ذلك فالبعض يؤكد أن هذه العلاقة استمرت قائمة بينهما إلى ما قبل وفاته بوقت قصير .
ارتسمت ملامح الازدراء على وجه عمر وهو يقول :
ريهام هذه ليست سوى مجرد فتاة عابثة تحب أن تكون موضع اهتمام وملاحقة الجميع .. أؤكد لك أنها هى التى كانت تسعى دائما لجذب اهتمامه وفرض نفسها عليه .

***

[MooNy87]

الفصل الثالث




نظر إليه حاتم باهتمام قائلا :
لكنها كانت مرتبطة ارتباطا عاطفيا بشخص آخر حسب معلوماتى ؟
هذه الفتاة ليست من النوع الذى يمكن الوثوق به فهى لا تقيم وزنا للمبادئ والارتباطات العاطفية المخلصة .
تفحصه بنظراته :
يبدو انك تكرهها كرها شديدا ؟
إنها لا تعنينى فى شئ لكنى أقول ما أعرفه وما سمعته عنها
ولا بد أنك تعرف بالطبع عن ذلك الشجار الذى وقع بين أمجد وصديق لكما من النادى يدعى على عبد الرازق فى نفس الليلة التى وجد فيها أمجد مقتولا .. وأن السبب وراء هذا الشجار كان محوره تلك الفتاة بالتحديد وعلاقة المجنى عليه بها ؟
الكل يعلم بذلك لكنى لم أشهد واقعة الشجار بنفسى .. وإن كنت قد تدخلت من قبل لفض عدة مشاجرات بينهما فكلاهما كان يكره الآخر خاصة بسبب هذه الفتاة اللعينة .
وأين كنت حينما وقع ذلك الشجار الأخير ؟
كنت فى منزلى
تراجع فى مقعده وهو ينظر إليه مليا قائلا :
أتظن أن هذا العراك الأخير بينهما ربما يعد دافعا من جانب على لتقل أمجد ؟

[MooNy87]

لا أستطيع ان أجزم بذلك بالطبع .. لكن المنطق يقول ذلك .. خاصة وأنه حسب ما أعرف فإن أمجد لم يكن له أعداء سوى هذا الشخص الذى كان يمقته بشدة .
هل أنت واثق أن أمجد لم يكن له أعداء آخرون ؟
كما قلت لك أمجد كان محبوبا من الجميع
عقد حاتم ذراعيه فوق صدره وهو يتراجع فى مقعده قائلا :
حسنا .. قل لى متى عدت إلى منزلك فى تلك الليلة ؟
حوالى الخامسة مساءا ولم أغادره إلا صباح اليوم التالى فى الثامنة تقريبا
ومن الذى يعيش معك فى المنزل ؟
والدى ووالدتى وهما طاعنان فى السن
ألقى حاتم نظرة خلفه وهو يبتسم قائلا له :
أرى أن صديقيك قد بدآ يقلقان بشأنك وها هو أحدهما يلوح لك
حسنا يمكنك أن تعود إليهما وربما تتاح لنا الفرصة للتحدث مرة أخرى
نهض عمر واقفا وهو يقول له :
أمجد كان صديقا عزيزا لدى .. وارجو أن ينال الجانى عقابه سريعا
قال حاتم وهو يضع ساقا على ساق :
أعدك بذلك

[MooNy87]

وسأل عن الصديق الثالث منير رمزى فعلم أنه غير موجود بالنادى فغادره ليركب سيارته فى طريقه إلى مكتبه وقد قرر استدعاءه ليحضر إليه .
لكنه غيّر رأيه فجأة وهو فى الطريق مقررا الذهاب إلى منزل نهاد وجدى خطيبة المجنى عليه فى زيارة سريعة .
رن حاتم جرس الباب لتفتح له الخادمة حيث سألها قائلا :
الآنسة نهاد موجودة ؟
نقول لها من حضرتك ؟
قدم لها كارتا لتعطيه لها قائلا :
أعطيها هذا الكارت
وانتظر للحظات قبل لأن تعود الخادمة قائلة له :
تفضل .. الآنسة نهاد ستأتى حالا
وقادته إلى حجرة استقبال أنيقة حيث بقى واقفا ليتأمل محتوياتها قبل أن تأتى الفتاة لمقابلته قائلة فى وجوم :
أهلا وسهلا .
التفت إليها .. كانت على قدر كبير من الجمال رغم مظهرها الحزين لكنها كانت تحاول أن تبدو متماسكة .
ولاحظ أن عينيها كانتا محتقنتين من أثر البكاء .
صافحها قائلا :
أرجو أن تتقبلى عزائى وأسقى لاضطرارى طرح بعض الأسئلة عليك فى تلك الظروف المؤلمة

[MooNy87]

قالت له بصوت واهن وهى تدعوه للجلوس :
أنا مستعدة لتقديم أى مساعدة يمكن أن تساهم فى القبض على المجرم الذى تسبب قى قتل أمجد
نظر إليها بتمعن قائلا :
كنت تحبينه ؟
لم يكن هناك شخصان متحابان مثلنا
ظل يتأملها مليا وهو يتساءل عما إذا كانت هذه الفتاة بهذا القدر من السذاجة بحيث لا تعرف ما يقال بشأن علاقات خطيبها المتعددة وعدم إخلاصه لها على نحو ما تظن أم أنها كانت تعرف وتغاضت عن ذلك بسبب ما تحمله له من حب أو لأنه كان من البراعة بحيث استطاع ان يقنعها بإخلاصه لها .
قد تبدو بعض أسئلتى قاسية بعض الشئ بالنسبة لك لكن ...
قاطعته بحزم قائلة :
قلت لك إننى مستعدة لكل أسئلتك
أتظنين أن خطيبك كان مخلصا لك بالشكل الذى تظنينه ؟
أجابته بثبات :
بالطبع وليس لدى أدنى شك فى ذلك
تردد لبرهة قبل أن يقول :
لكنى سمعت إشاعات كثيرة تدور حوله وتشير إلى عكس ذلك ؟

[MooNy87]

إذا كنت تقصد بعض الهفوات البسيطة فقد كنت على علم بها وكان باستطاعتى دائما أن اغفرها له خاصة أن أغلبها قد حدث قبل ارتباطنا جديا .. ولأننى كنت واثقة فى النهاية أنه لم يحب أحدا سواى
كل تلك النزوات التى عرفها فى حياته انتهت أو كانت فى طريقها لتنتهى حين ارتبطنا لأن حبنا كان اقوى من كل شئ .
هز رأسه مبتسما وهو يقول :
منتهى الحكمة منك .. فكم هو صعب لفتاة أو امرأة أن تتغاضى أو تغض الظرف عن نزوات من تحبه بهذه البساطة حتى لو كانت مجرد هفوات صغيرة كما تسمينها , لكنى أريد أن أسألك بشكل محدد عما إذا كنت على علم بعلاقة خطيبك الراحل بفتاة تدعى ريهام ؟
قالت له بثبات :
أعرف أنه كان على علاقة بها قبل ارتباطنا لكنها انتهت بعدها .
لكن بعضهم أكد أنها لم تنتهِ وأنهما كانا يتقابلان من آنٍ لآخر وأن ...