آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-20, 10:30 PM   #11

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي




اوكي مرحبا جميعا
بالبداية بعتذر منكم جميعاً على التأخير وهاي البارت بين أيديكم
بس حابة لو نزيد التفاعل على الرواية يعني شو توقعاتكم بالنسبة للرواية
تاني شي حابة اسال عندكم مشكلة لو نزلت في رمضان ولا نقطع ونرجع بعد العيد راح أخد برأي الأغلبية


فتحت عيونها لتستقبل نور الشمس على عينيها الخضراوين ، كانت تتمنى أن تنام عدة ساعات إضافية ولكنها غيرت رأيها وهي تقول : لا يا سمر ، مريم اعتمدت عليك ، عليك أن تنتبهي لدروسك وعملك ، ارتدت ملابسها لتذهب إلى مدرستها بعد أن أرسلت رسالة إلى أشرف بأن يأتي ليأخذها من المدرسة ، أنهت ارتداء ملابسها وخرجت إلى الصالة لتجد سامي وعمر قد تجهزا
سمر : صباح الخير
سامي : صباح الخير
أمسك بعمر الذي قفز إلى ذراعيها وهو يقول : لدي اليوم احتفال وسأشارك فيه هل ستأتي ؟
سمر بحزن : لا أعتقد ذلك يا عزيزي لدي عمل
عمر بحزن: ولكن لن يأتي أحد منكم
سمر باستغراب : كيف ذلك ؟
عمر وقد بدأ بالبكاء : أمي وأنت قلتم أنكم مشغولين ، وسامي لديه تدريب وأبي لديه عمل ومريم مختفية
نظرت سمر لوالدتها وقالت : ماذا يوجد اليوم ليمنعنك من الذهاب ؟
قالت والدتها بهدوء : هناك لقاء بين سيدات الجمعية
سمر : طبعاً اللقاء الأسبوع لا تستطيعين التخلي عنه
ردت والدتها : كفى يا سمر ، أصبحت مثل أختك لست متفرغة
لم تجبها سمر بل التفت لعمر وهي تقول : حسنا أعدك أنني سأشاهد عرضك
عمر بفرح : حقاً ؟؟
سمر : بالتأكيد ، سأشاهد العرض ولكني سأغادر بسرعة هل اتفقنا ؟
عمر : حسناً اتفقنا
سمر : والآن هيا لقد أتت الحافلة المدرسية
ركض عمر بسرعة بعد أن ودع أخته وأخيه بقبلة
سامي : سمر ، لا تنسي اليوم ستحضر صديقتي
سمر : لا بأس عزيزي ، أهلا وسهلاً سأكون في البيت
ودعتهم سمر قبل أن ترحل إلى مدرستها ، وصلت إلى مدرستها بعد عدة دقائق ، لتفاجأ بما تراه أمامها ، عدة كاميرات تصورها ، أسئلة عديدة لم تستطع التركيز فيها ، حاولت المرور ولكنها لم تستطع
.....: آنسة سمر ، هل صحيح أنك أصبحت المسؤولة عن شركات العائلة بدلاً من أختك ؟
......: آنسة سمر ، لماذا هذا القرار ؟؟
.....: أين أختك السيدة مريم ولم هي مختفية ؟
عدة أسئلة ، لم تستطع مواجهتها حتى سمعت صوت ذكوري يقول : يا أصدقاء ، هذه مدرسة وأياً كانت أسئلتكم مكانها ليس هنا ، اعذرونا
وشد سمر من يدها ليبعدها عن التدافع الصحفي ، أما هي فلم تكن تعني لأي شيء ، عادت للواقع وهي تسمعه يسألها : هل أنت بخير يا آنسة ؟؟
رفعت رأسها لتراه ثم قالت له : من أنت ؟؟
ابتسم وهو يقول : أنا معلم في هذه المدرسة
نظرت بشك له وهي تقول : لا أنا في هذه المدرسة منذ سنتين لم أرك أبداً
ضحك وهو يقول : صحيح ، تم نقلي البارحة
سمر بهدوء : شكراً لك لأنك أخرجتني من هناك أستاذي
انسحب بأدب وتركها وهي تشعر بالغضب قبل أن تقول لنفسها : اهدئي سمر أختك تحملت كل هذه السخافات كثيراً تحمليها أنت أيضاً
كانت تذكر شيئاً كهذا حصل مع أختها هاجمتها الصحافة بقوة ، فهم يعتبرون عائلتهم من العوائل المهمة في المجتمع الذين يتم تتبع أخبارهم ، وهو ما جعلها لا ترغب بإدارة الشركة ، فهي بدون أي صفة عليها أن تكون أنيقة وبوضعية ملائمة عليها أن تتوقع بأي وقت أن هناك شخصاً يصورها ليضعها خبراً في مجلة أو جريدة و هو أمر يشعرها بأنها أسيرة لا تستطيع التصرف براحتها ، خرجت من أفكارها وهي تدلف إلى قاعتها الدراسية وتجلس في مقعدها
.....: أوووه من لدينا بالفصل ، الأميرة الصغيرة
هذا صوت شيطان ، هذا ما فكرت به سمر قبل أن تلتف له وهي تقول : ماذا هل اندهشت لهذه الدرجة يا عادل ؟
عادل باستهزاء : في الواقع نعم ، ظننت بما أنك حصلتِ على ثروة لك ، ستوقفين الدراسة
سمر باستهزاء : أعتقد أنك خلطت بيني وبينك .
لاحظت احتقان وجهه وعرفت أنها أغضبته لتلفت إلى كتبها باستمتاع ولكنها سمعت صوت أنثوي وهو يقول : لا تهتم بتلك المغرورة يا عزيزي
شعرت بالاشمئزاز منها والتفت لها لتريها مدى اشمئزازها وابتسمت عندنا لاحظت الكراهية المرسومة على وجهها
مايا فتاة وحيدة لوالديها مثل عادل ، أتلفهم الدلال وحصولهم على كل ما يريدون ، كانوا عديمين الشخصية ، يظنون أنهم يستطيعون فعل ما يحلو لهم فقط لكونهم أغنياء
.....: بماذا تفكرين ؟
ابتسمت سمر وهي تقول : هدى ؟ كيف حالك
ابتسمت هدى وهي تقول : بخير و أنت ؟
سمر : بخير
هدى : هل الإشاعات صحيحة ؟ بأن الشركة أصبحت لك ِ
سمر بأدب : لا أرغب بالتحدث إن ....
قاطعتها هدى هي تقول : لا بأس عزيزتي لن أجبرك ربما هو خاص
سمر : شكراً لتفهمك
ندى : والآن ماذا يريد ذلك الغبي ؟
سمر : يحاول استفزازي فقط هو مجرد تافه
ندى بخبث : أتعلمين ماذا قرأت ذات مرة
سمر بضحك : لم أكن أعلم بأنك تقرأين
هدى بصدمة : تباً لك
ضحكت سمر وهي تقول : ماذا قرأتي ؟
هدى بضحكة : يقال أن الرجل الذي يتصرف مع فتاة بطريقة فظة هو رجل قد كان معها على علاقة أو أنه يحبها ولا يستطيع امتلاكها
سمر بسخط : ماااذا ؟ أتسخرين
والتفت لترى مايا قد اقتربت لتطبع قبلة على خد عادل فقالت لهدى : والآن اعذريني يجب أن أتقيأ
وخرجت مسرعة إلى الحمام ، شعرت بأنها اصطدمت بشخص ما ولكنها لم تلتف ، دلفت الحمام وأخرجت كل ما بجوفها ، قبل أن تشعر بأنها هدأت قليلاً ، فبالرغم من حرية ملابسها وأصدقائها ولكنها كانت ترفض كل أنواع العلاقات حتى الصداقة مع الرجال وتلك المظاهر حقاً تشعرها بتقزز ، غسلت وجهها ويديها وخرجت لتتجه إلى فصلها كانت متأكدة أنها بدأت الآن ، طرقت الباب وهي تقول : اعتذر لقد كنت متعبة
التفت لها مدرسها وهو يقول : لا بأس تفضلي بالدخول
نظرت بصدمة ولكنها امتصتها سريعاً فهذا ليس مدرسها بل هو نفس الشخص الذي أخرجها من بين الصحافة ، توجهت لكرسيها وهي تشعر باستغراب
التفت لندى وهي تسألها : من هذا ؟
قاطعهم صوت المدرس وهو يقول : حسناً أنا الأستاذ سامر وتم نقلي جديداً بعد أن تم نقل أستاذكم القديم والآن لنتعرف عليكم
بدأ بالتعرف على التلاميذ حتى وصل لسمر ، وقفت وقبل أن تنطق سمعت صوت مايا من خلفها يقول : وها هي أميرة الصف
نظرت لها بحقد ثم تجاهلته وهي تقول : اسمي سمر ، وجلست في مقعدها
لتسمع صوت عادل يقول : مالكة لشركة كبيرة ولكنها تصر على الدراسة
سامر : حسناً ، هذا يكفي وأنت إلى الخارج
كانت لا تزال في مقعدها وتشعر برغبة في البكاء ، صدمها عندما طردها من القاعة ، خرجت بأدب بدون أن تلتف لأي شخص وهي تشعر بسخط كبير
لم تتحرك كثيراً قبل أن يناديها صوت مدرسها الجديد
سمر : أستاذ أنا لم أفعل شيء!
سامر بهدوء : أعرف ولكن يجب أن تغسلي وجهك لا تبكي ، اغسلي وجهك وعودي للفصل
سمر بصدمة وهي تمسح دموعها هل بكت في الفصل دون أن تشعر ؟
شعرت بالامتنان نحوه و شكرته قبل أن تذهب لتغسل وجهها وتتجه إلى فصلها مرة أخرى


أنهت عملها وأرسلت أهم الملاحظات لأختها لتعرف ما هي الأمور التي يجب الموافقة عليها والتي يجب أن ترفضها ، كانت قد اتفقت مع أختها على أن يكون بينهم حساب دون أي اشارة بأنها هي صاحبة الحساب فكانت ترسل لها المعلومات باعتبارها أحد العمال في الشركة ، نهضت عن مكتبها لتجد شيئاً تشتت فيه تفكيرها ، شغلت التلفاز لتشعر بغضب شديد عندما رأت هجوم الصحافة على سمر وأسئلتهم ، تباً لهم ما شأنهم ، أمسكت هاتفها لتتحدث مع أشرف
وبعد عدة ثواني وصلها الرد
أشرف : مرحبا؟؟
ابتسمت وهي تقول : هذا أنا يا صديقي
أشرف بلهفة : مريم ؟ كيف حالك ؟
مريم : بخير يا صديقي ولكن لا وقت لدي ، هل شاهدت الأخبار
شعرت باهتزاز وارتباك بصوته وهو يقول : نعم
لم تعطي أهمية لصوته وهي تقول : لتجد حلاً وتبعد أولئك الصحافة الفضوليين عن أختي هل أستطيع أن أعتمد عليك بهذا الشأن ؟
شهقت عندما سمعت صوت أكرم وهو يقول : لم لا تخرجين وتحلي هذا الموضوع بنفسك
اهتز صوتها ولكنها قالت بسخرية : ظننت أننا نلعب لعبة الاختباء ، ماذا أتريد أن أظهر وتنتهي اللعبة بخسارتك
أكرم بغضب : اسمعي أيتها الفتاة ، أنت تخاطرين بنفسك ، سأقتلك يا فتاة
مريم بسخرية : إذا في نهاية اللعبة سأموت ، لا مانع لدي ولكن ليكن في علمك بأنك لن تجدني بسهولة والآن أعطني صديقي
أكرم بغضب : لا داعي لأن تطلبي من أشرف شيء ، سأهتم أنا بأمر الصحافة ، وسأمنع وصول أي صحفي لمدرستها أما خارج ذلك تعرفين أنه مستحيل
مريم : شكراً لك زوجي العزيز
شعر بخفقان بقلبه عندما سمعها تلقبه بزوجها العزيز ولكنه قال : سأقتلك عندما أجدك يا ... زوجتي العزيزة
أغلقت في وجهه وهي تشعر بالتوتر ستكون حمقاء إن لم تكن تخاف منه ، يجب أن تعطيه حقه هو شخص يخاف منه ، ويجب أن تعرف بأنه لا يمزح حين يهددها بالقتل
جلست على الأريكة وهي ترى ارتجاف يديها وقدميها وأغمضت عينيها لتراه أمامها ذلك الطويل الأسمر ، كان سيكون من الجميل أن يكون هو ملاكها الحارس وحاميها بدلاً أن يكون هو جلادها ولكنها تعرف بأن لا حظ لها بشيء كهذا ، حتى في زواجها القديم كان يتعامل معها ....

نهضت مسرعة وهي تقول لنفسها : لا يا مريم ، لقد تخطيت هذا الأمر منذ زمن و أنت لا تهتمين بهذه الأمور ، أنت قوية وشجاعة وناجحة ، وهذه الأمور كلها تغطي عن عدم جمالك وذهبت لتجد شيئاً يخرجها من أفكارها لتلبس قفاز الملاكمة و تتجه للكيس وكل عقلها بجملة واحدة وهي " أنت لست جميلة "
*********

كان شعور الصدمة هو الغالب على معظم الحضور ، فذلك العشاء الذي هيأ له أفراد العائلة لاستقبال صديقة سامي كان أقرب للصدمة للكل ، فتلك الصديقة الذي كان من المفترض أن تكون طالبة بعمر سامي ، لم تكن سوى امرأة بعمر الثلاثينيات، حاولت سمر أن تخفي دهشتها لتستطيع استقبالها ، وتدعوها إلى المائدة ، كان الصمت والصدمة هو الوضع العام على الطاولة حتى قطعته والدة سمر بسؤال للفتاة : ما اسمك ؟
قالت بهدوء : ألم يخبركم سامي إنه رنا
صمتت والدتها فترة لتقول لها : كم عمرك يا فتاة ؟
ظهر الضيق على وجه سامي ورنا ولكنها أجابت :35 عاماً سيدتي
سمر بشرود : أنتِ أكبر من مريم أختي !!
سامي : سمممرر!
سمر بتهذيب : أعتذر لقد شردت لفترة
رنا وقد لفت يدها هو سامي وهي تقول : لا بأس أنا وسامي متفقين أن العمر ليس شيء مهم أليس كذلك يا عزيزي
لم يفت على سمر الجرأة التي تتعامل فيها الفتاة ولا خجل أخيها من حركتها ولكن كل ما يمكنها فعله هو أن تنتهي الساعة أو الساعتين القادمتان لتتحدث مع أخيها فيما بعد ، ولكن لم تشعر أن الوقت بطئ ، تمنت وجود مريم بينهم فمريم بالتأكيد كانت ستستطيع حل هذا الوضع بسرعة ولكن هي لا تظن ذلك ، وإن أرادت الاعتماد على أمها وزوجها ستكون مشكلة كبيرة ، لو تستطيع التواصل مع مريم لتخبرها بالأحداث ولكنها لا تستطيع فعلى الرغم من وجود إميل ولكن ذلك للعمل ويمنع التحدث بأمور شخصية ، هل تستطيع أن ترسل رسالة مشفرة إلى أختها هل ستفهمها ، ولكن من الممكن أن يفهمها أكرم أيضاً وتضع أختها في موقف صعب ، لا كانت التعليمات واضحة يمنع التحدث سوى بالعمل
قطعت أفكارها عندما سمعت صوت رنا يقول : ما هي مخططاتكم لاحتفال سامي الأسبوع التالي ؟
صمتت قليلاً لتقول : دعيها تكون مفاجأة لكلاكما
الأسبوع القادم سيبلغ أخيها السادس عشر من عمره ليستطيع اقتطاع هوية ويصبح مسؤول ، ولكن أكثر ما حزنت لأجله هو مريم غداً هو عيد ميلادها ستكون وحيدة كعادتها كل عام ، لم تتذكر أن أختها أعدت لنفسها عيد ميلاد بالرغم من أنه كل عام كان يقام احتفال لها ولسامي وعمر وحتى والدتها تقوم بشيء بسيط أما هي لم يعطها أحد هدية في عيد ميلادها أو يقام لها احتفال بل أنه كان يمر كأي يوم عادي
سامي : بما تفكرين يا سمر ؟
سمر بصدق : مريم ، غداً عيد ميلادها
والدتها بسخرية : وكأننا كنا نحتفل به
نظرت سمر لسامي وهي تقول : ربما هذه هي المشكلة ، لطالما اعتنت مريم بنا ولكننا لم نعتني بها إطلاقاً ، بل كنا نسبب مزيداً من المشاكل والإرهاق .
رنا : لا بأس هي فتاة كبيرة لن تحزن لأجل هذه الأمور
نظرت سمر لها لتشعر باشمئزاز ولكنها نجحت في إخفائه لتقول : ما هي أخر هدية وصلت لك ومتى ؟
رنا بفخر : سامي أهداني الورود قبل يومين
سمر : ولم يهدي أحد منا مريم أي شيء ، بل كانت تمر بعض أعياد ميلادها دون أن نتذكر أنه عيد ميلادها
عم الصمت المكان لحين مغادرة رنا ، دخل سامي بعد توديعها ليجد والدته وسمر بانتظاره
سامي : ماذا ؟
قالت والدته بحدة : ألم تستطع أن توضح لنا قبل حضور صديقتك عن ذلك التفصيل الصغير الذي يقول بأنك تحب فتاة أكبر من أختك الكبيرة حتى .
سمر بهدوء : أمي أرجوك الجميع متعب سنتحدث غداً ، هل اتفقنا يا سامي ؟
صرخت والدتها لتقول : اصمتي لي الحق في التكلم مع ابني كما أشاء هل فهمتي ؟
صمتت سمر تجنباً للمشاكل
سامي : ما المشكلة في عمرها يا أمي
قالت والدته : أكبر منك تقريبا ب 15 سنة ولا توجد مشكلة ؟ هل تريدون التسبب في مقتلي جميعكم ؟
سامي بحدة : أمي رنا هي الفتاة الوحيدة التي تفهمتني بعد مغادرة مريم
سمر بهدوء : أخي إن كانت علاقتك بها لأنك اشتقت لشخص صاحب خبرة بعد اختفاء مريم من حياتنا هذا خطأ وليس حب يا عزيزي
تركهم سامي بحيرة دون أن يتحدث متجاهلاً صراخ والدته
عرفت سمر أن الوضع لن يكون سهل ولكنها أجلت كل شيء حتى الوقت المناسب وصعدت لغرفتها كانت تنوي الاستلقاء على سريرها والغرق في نوم عميق ولكنها تذكرت أنه لديها واجبات مدرسية يجب القيام بها ، بدأت تشعر بالضيق
سمر : أنه اليوم الأول لي فقط يجب أن أتحمل قليلاً ، كما أنني لا أفعل شيء مهم أوقع على ما تقول لي أختي أن أوقع عليه لا شيء آخر والباقي تتكفل به أختها من خلال مراسلات تقوم بها مع رؤساء الأقسام لتوضيح الأمور
طردت الأفكار من رأسها لتبدأ في دراستها بجهد كما اعتادت

*******************************

فتحت عيونها لتستقبل أشعة الشمس على عيونها البنية ، نهضت من سريرها ورتبته لتدلف وتأخذ حماماً ساخناً ، لتخرج بعد عدة دقائق وهي مرتدية ملابس رياضية ، ركضت لمدة ساعة على جهاز المشي لترتاح قليلاً على الأريكة قبل أن تنهض وتتجه للمطبخ وتحضر لنفسها فطوراً
تذكرت وهي تتناول طعام الفطور الخاص بها كيف كان الوضع عندما كانت المسؤولة حسناً لم يكن لها وقت لأي شيء ، كانت تستيقظ لتأخذ حماماً وتتجه إلى العمل لتعود وتعتني بأخوتها ثم تكمل عملها على جهازها المحمول أما الآن يمكنها أن تنتظر لتتناول إفطارها وتلعب رياضتها يومياً بدلاً من السرعة التي كانت تسير فيها أيامها الماضية
مريم : والآن إلى العمل لدينا عمل كثيف هنا لتتجه إلى جهازها وتبدأ العمل
لفت انتباهها التاريخ لتقول لنفسها : حسناً كل عام وأنا بخير لقد بدأت في عامي التاسع والعشرين
سرحت بأفكارها مرت سنوات عدة وهي تحارب لوحدها وبعد أسبوع سيحصل أخيها على هويته ليصبح مسؤول عن ذاته ، ستعطي كل شخص حقه ، لم تكن ترغب بذلك ليس بهذه السرعة ، كانت ترغب أن ينهي أخوتها الجامعة لتعطيهم حقهم ولكن مع وجود أكرم يبدو هذا خطر ، لا بأس ستعطيهم حصتهم من الميراث ، ولكن يمكن أن تستمر بإدارة الشركة بتوكيل من أخوتها حتى ينهوا الجامعة وإن قتلت سواء من أعمامها أو أكرم ستكون قد نفذت وصية والدها وحافظت على أموال أخوتهم
خرجت من أفكارها لتشغل جهازها وتبدأ العمل لتصدم برسالة من أختها كان المحتوى كالتالي : "هناك خطأ في الحسابات ، يجب أن يتم تعديلها ، يجب أن نلتقي "
كشرت لتلغي الحساب الالكتروني كله ، لا بد أن أكرم عرف أن هذا لها لأن سمر لا تفهم شيئاً بالحسابات أو العمل وهو يعرف أن وظيفتها هي فقط أن توقع على الصفقات التي تقولها لها وبهذه الرسالة سيعرف أكرم أنها تتواصل مع أختها
مريم : اللعنة ولكن ماذا حدث حتى تتواصل سمر معي ؟ ما هو الخطأ المهم ؟
ارتدت ملابسها لتخرج من البيت بسرعة

أما سمر التي كانت في مدرستها ، كانت تشعر ببعض التوتر لم يجب أن ترسل تلك الرسالة ولكن سامي وضعه ليس بخير خرجت من أفكارها على صوت معلمتها تناديها
نهضت من مكانها لتقول بأدب : أعتذر لم أكن منتبهة
والتفت ورائها لتسمع عادل يقول : نعم ، لقد كانت تحسب كمية الأموال التي لديها
أخرجت كل غضبها فيه وهي تقول صارخة: لم لا تجد لنفسك لعبة أخرى فقط اتركني وشأني أيها المختل
وجلست في مكانها بشعور كبير بالغضب ليس تجاه عادل فهي تعرف أنه مجرد شخص تافه بل تجاه نفسها كيف فعلت هذا بأختها ماذا لو أمسكها أكرم خرجت من أفكارها لتجد أستاذها الجديد " سامر " ينادي عليها ، نهضت لتسمعه يقول لها : حضرة المدير يريدك ، استأذنت من معلمتها وغادرت مع أستاذها طرقت الباب لتسمع إذن الدخول ، دلفت الحجرة وبعدها سامر
سمر : هل هناك مشكلة سيدي ؟
سمعت صوت فتاة يقول خلفها : ربما يجب أن تخبريني أنت ما المشكلة
التفت لتجد مريم ركضت إليها وهي تقول بلهفة : أختي
احتضنتها مريم وهي تقول : كيف حالك يا عزيزتي ؟
سمر وهي تبكي : سيئة جداً
مريم بخوف : هل هناك شيء ما عزيزتي ؟
التفت لتجد مدير المدرسة ومعلمها موجودين
مريم : هل يمكنني البقاء معها قليلاً ؟
قال المدير : بالطبع سيدة مريم
وخرج ليخرج سامر من بعد وعلامات الاستغراب على وجهه من هي تلك الفتاة التي احترمها المدير كل هذا الاحترام ولم هي مهمة ، بل لماذا أتت لتتحدث مع أختها في المدرسة لم لا تذهب للبيت بل كان يمكنها أن تأخذ إذن المدير وتأخذ أختها ولكن لا بقيت في المدرسة
سمع المدير يقول له : هذه السيدة مريم من أهم سيدات الأعمال ومالكة لشركات عائلتها كاملة
سامر باستغراب : أليست سمر هي المالكة ولذلك كانت الصحافة أمس هنا ؟
المدير : لا ، سمر أصبح لديها توكيل ولكن لا أحد يعلم لماذا ؟
استأذن سامر منه ليتجه إلى فصله وهو يشعر بالحيرة من كلتا الأختين ، أما سمر ومريم فبعد خروج المدير عادت مريم لتكرر سؤالها : ماذا حصل يا عزيزتي
سمر : هناك مشكلة سامي
مريم باستغراب : ماذا حصل له ؟
سمر : لقد أحضر صديقته البارحة
مريم : ثم
سمر : الفتاة عمرها 35 عاماً
مريم باستغراب : ماذا ؟
سمر : حاولت التحدث معه صباحاً ولكنه قال لي بأني في عمره ولن أتفهمه أبداً
صمتت مريم قليلاً لتقول : أكتبي لي اسم الفتاة على ورقة سأتصرف
كتبت سمر اسمها على ورقة وأعطتها لأختها وهي تقول : لا أعرف رقم هاتفها أو عنوانها أنا أعتذر
مريم : لا بأس عزيزتي اعتني بنفسك حسناً
سمر : حسناً
كانت مريم على وشك الرحيل قبل أن توقفها سمر وهي تقول لها : آه بالمناسبة ، كل عام وأنت بخير
مريم بابتسامة : وأنت بخير عزيزتي
سمر بخجل : لم أكن أعرف بأنك ستحضرين وإلا كنت سأحضر شيئاً
مريم : يكفي أنك تذكرت ذلك عزيزتي والآن هيا لدروسك
قبلتها على خدها لتنطلق كل منها في طريقها ، طرقت سمر باب الفصل لتدلف بعد ثوان
سامر : يمكنك الدخول
جلست على كرسيها لتبدأ في درسها الجديد

أما عند مريم بمجرد مغادرتها من مدرسة أختها توجهت إلى مدرسة سامي لم يكن يهمها أن يمسك بها أكرم إن كان هناك مشكلة وقع فيها أخوتها ستضحي بنفسها لتنجدهم هذا ما اعتادت عليه دخلت مدرسة أخيها بعد نصف ساعة لتدخل غرفة المدير وتطلب رؤية أخيها وبعد عدة دقائق دخل سامي ليجد مريم أمامه
سامي بصدمة : أختي
فتحت ذراعها لتقول له : ألم تشتق إلي ؟
احتضن أخته وهو يقول : بلى كثيراً كيف حالك أين أنت طوال هذه الفترة
مريم : أنا بخير عزيزي ولكن يجب علي الاختفاء قليلاً
سامي : لماذا أكرم قال بأنه سيبدأ بإجراءات الطلاق إذا أردت لا داعي لهروبك
مريم : هل قال هذا حقاً ؟
سامي : نعم
مريم : إذن أريدك أن تخبره أنني لن أظهر إلا عندما يطلقني لترى ردة فعله ، أنه شخص خطير يا عزيزي وأنا مختفية لأحمي نفسي وأحميكم
سامي : لمتى ؟
مريم بصدق : لا أعرف ولكن الأسبوع القادم سأبدأ في تحويل الأملاك والأسهم لكم لأضمن أنني نفذت وصية والدي ثم ليحدث أي شيء لا يهمني
سامي :ولكني أخبرتك أنني لا أريد الأسهم ؟
مريم : حسناً ، ستوقع على الورقة وسآخذ توكيل بإدارة الشركة منكم هل اتفقنا ؟
سامي : حسناً
مريم : والآن ما قصة صديقتك
سامي : يا إلهي كيف عرفتِ ؟
مريم : هل تظن لأنني بعيدة عنكم لا أعرف أخباركم لا تقلق أعرف كل شيء
سامي : أنا أحبها
مريم : هل تحبها أم أنك بحاجة إلى شخص تتحدث إليه كما كنت تتحدث معي ؟
سامي : لا أعرف هي تقول أن ما بيننا حب
ابتسمت مريم لمعرفة أن أخيها ما زال يتحدث معها بأريحية وهذا ما يعني إمكانية إقناعه
مريم : وما الذي تظنه أنت ؟
صمت سامي قليلاً لتقول له مريم : أنا أعرفك يا عزيزي لن أقول لك اقطع علاقتك بها ولكن لا تخبرها كل شيء ، هل اتفقنا ؟
هز رأسه بموافقة لتحتضنه مريم وتقول له : أنت تعلم أنني دائماً معك أليس كذلك ؟
سامي : نعم أعرف
مريم : هل يمكنك أن تخبرني بمكان سكنها لصديقتك تلك ؟
سامي باستغراب : لماذا ؟
مريم ببساطة : أرغب بلقائها هل لديك مشكلة ؟
سامي بفرح : لا بالعكس لقد أسعدتني ولكنها الآن بالعمل سأعطيك عنوان عملها
وكتب لها العنوان بورقة لتربت على كتفه وهي تقول : والآن اهتم بدروسك يا عزيزي
سامي : أختي كل عام وأنت بخير
مريم : ماذا يحصل ، جميعكم متذكرون ليوم ميلادي
سامي بضحك : سمر هي من ذكرتنا بذلك
ضحكت مريم مع أخيها لتودعه بعد فترة وتتجه إلى العنوان المكتوب

بعد عدة دقائق نزلت من سيارة الأجرة لتتجه إلى معرض الأزياء الذي كتبه أخيها ، كان المعرض بسيط جداً في حي هادئ ، شكت مريم بأن المحل يستقبل عملاء نظراً للمنطقة التي وجد فيها المعرض
دخلت المعرض لتجد فتاة بيضاء البشرة وقوام جميل فكرت مريم : حسناً يمكن اعتبار تلك الفتاة أجمل منها لتقول لنفسها بعد فترة : أي فتاة هي أجمل مني ما هذا الذي أفكر به
بعد عدة خطوات وجدت الفتاة جالسة على طاولة وأمامها رجل يبدو بنهاية الثلاثينات أو بداية الأربعين يبدو أنه هو صاحب المعرض هكذا خمنت مريم خرجت من أفكارها على صوت الفتاة وهي تنهض عن الطاولة وهي ترحب بها : مرحباً ، كيف يمكنني مساعدتك ؟
لم يفت عليها التقارب بين الفتاة وصاحب المعرض كان من الواضح من وجهة نظر مريم أن تلك الفتاة تقوم بما هو لازم لتبقى على رأس عملها حتى لو كان يعني بأن تتقرب من صاحب المعرض
مريم بهدوء : أبحث عن الآنسة رنا
قالت الفتاة بهدوء : إنها أنا كيف يمكنني أن أساعدك
قالت مريم وقد شعرت بالتسلية : أنا مريم أخت سامي الكبيرة
شعرت مريم برغبة بالضحك عندما رأت ملامح الفتاة تتغير لتقول لها بعد فترة : سيدة مريم ، تشرفت بالتعرف عليك
لم تجبها مريم ولكنها تجولت قليلاً في المعرض ، كانت تعرف تماماً كيف توتر الشخص الواقف أمامها وتلك الفتاة بدا التوتر واضح عليها
قالت مريم بعد فترة : كيف تعرفت على سامي ؟
رنا بارتباك : أنا أخت صديق له بالمدرسة
مريم بسخرية : وهل تصادقين جميع أصدقاء أخيك أم الأثرياء منهم فقط ؟
ابتسمت مريم عندما لاحظت تجهم وجهها وسمعتها تقول لها : لا أسمح لك بإهانتي سيدة مريم
قالت بتسلية : وهل كنت تظنين أنني سأنتظر إذنك ، اسمعي لي الآن الأمر واضح جداً بالنسبة لي ، عرفت من أخيك عن طريق الصدفة بأن أخي سيمتلك ثروة بعد فترة ، قلت لنفسك أنه يمكنك خداع أخي وكان وقتك مناسب لأنني كنت غير موجود ولكن يجب أن تعرفي بأنني بعد الآن ستكون عيني عليك انتبهي ، كما أنني لا أنوي أن أعطي أخي شيء ارتاحي
وخرجت دون أن تسمع أي شيء منها
****************************************
دخل منزله بعد يوم متعب كان ينوي الاستراحة قليلاً قبل أن يبدأ ببعض الأعمال فكون الشخص معلم لطلاب لا يعني أن ينتهي دوامه بعد المدرسة ، تناول طعامه وتوجه لسريره ليستلقي عليه ولكن رنة هاتفه أوقفته ، أمسك هاتفه ليرى هوية المتصل كان ابن عمه تحدث قليلاً معه واتفق كلاهما على شرب القهوة في مكانها المفضل بعد ساعة ، عرف سامر بأن الاستراحة التي كان ينوي القيام بها اختفت جهز ملابسه وأخذ حماماً سريعا قبل أن يرتدي ملابسه ويخرج متجهاً إلى ابن عمه
دخل المكان ليستقبله أحد العمال باحترام ويتوجه إلى طاولتهم المعروفة وبعد عدة دقائق دخل قريبه ليسأل كل منهما على أحوال الآخر تناول سامر قهوته على مهل وهو يحاول أن يخرج موضوع سمر من رأسه ، شعر بضربة على رأسه ليرى ابن عمه يضحك
سامر : أنت حقاً سخيف
سمع ضحك قريبه عليه ليقول له بعد فترة : بماذا أنت مشغول
سامر : هناك شيء يشغل بالي ، حدث شيء ما بالمدرسة اليوم ولكني أشعر بأنني لا أفهمه
قال له قريبه : ما هو يمكنني مساعدتك إذا أردت
قال سامر بسخرية : طبعاً يمكنك أن تحصل على كل ما تريد
قال له قريبه بغموض : هناك شيء لم أستطع الحصول عليه يا صديقي ولكن لا تهتم سأجده وأهتم بأمره ، والآن أخبرني
قال له سامر عن سمر ومريم دون أن ينتبه لملامح قريبه التي تغيرت ، كان ابن عمه مصدوم بما يسمعه يشعر بأن هذه القصة قريبة جداً منه
قاطع قريبه وهو يقول له : ما اسم الطالبة ؟
سامر : ماذا ؟
قال له ابن عمه بسرعة : تلك الطالبة ما اسمها
سامر باستغراب : سمر
استغرب سامر عندما سمع قريبه يشتم قبل أن ينهض ويتحدث على هاتفه ، عاد بعد فترة وقد ظهر الغضب على وجهه
سامر بحيرة: لم أفهم ماذا حصل
قال بغضب : تلك الفتاة التي أتت لمدرستكم اليوم لتلتقي بأختها تكون زوجتي !
سامر بصدمة : زوجتك ، أكرم ماذا تقول ، متى تزوجت ولم لا تخبرني ، ولم كل هذا الغضب
أخبر أكرم سامر كل شيء عنها وعندما انتهى لمح ضحكة على وجه سامر
أكرم بغضب : لا تضحك
سامر بضحك : لا أصدق ماذا فعلت تلك الفتاة بك
أكرم : توقف
سامر بجدية : وماذا ستفعل إن وجدتها ؟
أكرم ببرود : سأقتلها
سامر : هل أنت جاد ؟ ماذا يعني أن تقتلها
أكرم : بعد كل ما فعلته بي ماذا تتوقع مني أن أفعل
سامر : لا أعرف ولكن تقتلها !!
قال أكرم ليغير الموضوع : كيف سمر لم تتعرف على اسم العائلة
سامر بهدوء : لأنني لم أخبر الطلاب باسم عائلتي أنت تعلم بأن عائلتنا معروفة وإذا عرفت على نفسي سأضع نفسي بموقف سيء من الأسئلة الشخصية
أكرم : لقد فهمت ، إذا عادت تلك الفتاة أخبرني
سامر : لا أظن ذلك
أكرم بغضب : لا تغضبني
سامر : سنرى حين تعود
***********************

مرت أربعة أسابيع طويلة على مريم التي حاولت بقدر الإمكان أن تجد شيء يشغل بالها
مريم : حسناً انتهيت من كل شيء يجب القيام به ، وأرسلت الإميل لأحد العاملين فكان هذا الإتفاق بين مريم وسمر بعد معرفة أكرم الإميل القديم ، كانت مريم قد أدركت أنه سيتحرى عن أي إميل يصل لها لذلك استعانت بأحد العاملين الموثوقين هي ترسل له وهو يريها لسمر ولكن ظل الحال كما هو عليه بعدم التكلم بالأمور الشخصية
خرجت من أفكارها وهي تقول : قبل أسبوعين كان عيد ميلاد سامي يجب أن أرسل له هدية ، اختارت هديتها من خلال الانترنت وطلبت إرسالها لعنوان منزلهم ، لتنهض بعد قليل وهي تقول لنفسها : أحتاج لبعض الحركة ، لتنتقل إلى الغرفة الرياضية التي أعدتها لنفسها وتبدأ تمارينها
ساعة كاملة تقضيها في تلك الغرفة ، لتخرج بعدها متعرقة لتذهب إلى الاستحمام
بعد ساعة ونصف كانت تدلف إلى الصالة مرة أخرى لتشغل التلفاز وتقضي بعض الوقت عليه ولكن وجدت إميل جديد من الموظف ، فتحتها لتجد فيها كلمة واحدة فقط " طارئ "
أدركت بسرعة أن تلك الرسالة من سمر
مريم : ماذا يحدث معهم ؟
أمسكت هاتفها لتتصل بأختها سريعاً
سمر : آلو ؟
مريم : ماذا حصل ؟
سمر : أختي كيف حالك ؟
مريم باستعجال : أنا بخير أخبريني ما الطارئ ؟
سمر بقلق : لا أجد سامي
مريم بصدمة : ماذا ؟
سمر : آسفة ، لا أدري أين ذهب لا ملابس له ولا شيء أخذ معه هويته الجديدة و جواز سفره
مريم : جواز سفر، متى أعده ؟؟
سمر : نفس وقت استخراج الهوية
مريم : ألم يفترض من أكرم أن ينتبه لكم
سمر : لا أعرف أنا لا أستطيع إدارة هذا كله وأمي تضغط علي أرجوك أختي
مريم بحزن : آسفة عزيزتي لقد حملتك هم كبير ، لا تقلقي لستِ مسؤولة عن شيء بعد الآن
سمر بصدمة : لا أرجوك أكرم لا ينوي الخير
أغلقت بسرعة لترتدي ملابسها ولكن ليست فضفاضة ولا شيء يخفيها بل كما كانت قديمة ، سرحت شعرها لتأخذ ورقة مهمة بالنسبة لها وخرجت وقد استقلت سيارة أجرة لتتجه إلى ملاكها
بعد نصف ساعة كانت أمام منزله ، طرقت الباب ليفتح بعد دقيقة
أشرف بصدمة : مريم ؟؟
مريم : كيف الحال يا صديقي ، سمعت أنك أصبحت أب
أشرف بخوف : هل أنتِ مجنونة ، ألا تعلمين أنهم يراقبوني
مريم : بلى ، ولكن يكفي هروب ، أريد منك شيئاً ما
أشرف : ماذا ؟
مريم : خذ هذه الورقة إن أمسك بي أكرم ، أعطها للصحافة
أشرف : ما هذه الورقة ؟
لم يجد رداً منها فقام بفتحها ليقول لها : أنت تمزحين أليس كذلك ؟
هزت رأسها نفياً لتقول له : لا ، والآن يجب أن أذهب لأحاسب أحدهم
وغادرت دون أن تسمع كلامه ، لتستقل سيارة الأجرة وهي غاضبة ، كانت تتمنى لو أخذت أشرف معها ولكنه والد ولديه طفل صغير ليعتني به ، لا يمكنها أن تضعه بهذا الموقف وبعد 15 دقيقة كانت واقفة أمام المبنى الضخم وهي مليئة بالغضب والحقد





كان في اجتماع مهم كانت تصله مكالمات عديدة من مساعديه ، لا يعرف ماذا يحصل هو يشعر بالغضب من آخر مرة عندما عرف أنها التقت مع أخيها وأختها بكل وقاحة واكتشف أنها كانت تتواصل مع أختها ، حاول أن ينسى كل شيء ليركز في اجتماعه فجأة وبدون سابق إنذار اقتحم أحدهم الغرفة محدثاً صوتاً قوياً للباب الذي فتحه ، رفع رأسه بغضب ليطرد ذلك الشخص الذي قام بحركته ولكنه تحول غضبه لصدمة ، فلم يكن ذلك الشخص سوى هي ، ماذا تفعل تلك المجنونة ؟ كيف تأتي إلي مباشرة ؟ نظر إليها ليسأل نفسه هل تعرف تلك الفتاة كم هي جميلة نظره إليها جعله غير منتبه لعصبيتها فبعد دخولها توجهت إليه مباشرة وصفعته بقوة لتقول له بصراخ : لقد وعدتني أن تعتني بهم ، لقد وعدتني أن تهتم بهم
كان لا يزال تحت تأثير الصدمات المتتالية دخولها فجأة صفعتها والآن تقول له وبكل وقاحة أنه وعدها بحماية أخوتهاولم يقم بحمايتهم هو يفعل ويبحث عن أخيها بل أنه على وشك إيجاده ، انتبه لها وهي ترفع يدها لتحاول صفعه مرة أخرى ليمسك يدها ويطرد الموجودين في القاعة ، بقي ممسك بكلتا يديها حتى خرج الجميع من قاعة الاجتماع وأغلق الباب ، ليرميها بكل قوته على الحائط المجاور وهو يقول : أنت حقاً فتاة وقحة ، كيف تجرؤين على القدوم هنا ، وضربي أمام موظفي
كانت لا تزال تشعر بألم في ظهرها نتيجة اصطدامها بالحائط ، وتناثر شعرها لتغطي بعض الخصلات وجهها
رأته يسير حولها ويرفعها من خاصرتها وهو يضغط بقوة عليها ، حاولت التملص منه ولكنها لم تستطع ، أما هو وجد يده الأخرى تمتد دون وعي على خصلات شعرها التي غطت وجهها ليزيحها ، شعر بارتجافها ليقول لها بسخرية : مرحباً بعودتك يا زوجتي ، ليصفعها على خدها ويجعلها تسقط على الأرض مرة أخرى ، رآها تنهض مرة أخرى وترفع شعرها عن وجهها وتنظر له بعدائية ، لتوجه له لكمة استطاع تفاديها بسهولة
أكرم بسخرية : إن انتهيت من اللعب ، هل أنت جاهزة للموت ؟
مريم : هل ستقتلني هنا ؟
أكرم : بالطبع لا
مريم : يجب أن أجد أخي
صمت قليلاً ليقول : حسناً سنبحث سوياً عن أخيك
بدت له مستسلمة وهو أمر أشعره بالضيق ، فتلك الفتاة مقاتلة
تجاهل أفكاره ليمسك بخاصرتها بقوة ويسحبها خارج الشركة
ركبت سيارته لتقول له بعد فترة بلهجة أمر : توجه إلى منزلي
التفت لها وهو يقول : أنت حقاً فتاة وقحة
ابتسمت لتقول له : أعرف هذا
نظر لتلك الابتسامة الساخرة ليوجه نظره على الطريق بعد فترة ، كان يعيش صراع بين أن ينفذ أمرها أو لا ينفذه ليزفر بعد فترة بقوة وهو يتجه لبيتها
كانت مريم تشعر بحيرة من سبب تنفيذ طلبها لقد اعتقدت أنه سيعاند ولكنه لم يفعل
كان الصمت يعم في السيارة حتى قال أكرم : أين كنت مختبئة ؟
التزمت الصمت رافضة أن تجيب على سؤاله ، لتسمعه بعد فترة يعيد نفس السؤال
فقالت له بسخرية : هل الاعتراف سيخفف من عقوبتي ؟
سمعته يضحك وهو يقول : لا شيء سيمنعني من قتلك يا فتاة
قالت له وهي تضحك : لا تكن واثق
فقال لها بتساؤل : هل تظنين أنني هش القلب ؟
قالت له بصدق : أشك أن فيك شيئاً هش
أكرم : إذاً ،ما الذي تعتمدين عليه ؟
قالت له وهي تبتسم : لا يمكنك التخيل حتى ، أنا نفسي لم أظن أنني سأفعل شيئاً كهذا
نظر لها وكان يريد قول شيء ولكنه تراجع ليعود الصمت مرة أخرى حتى توقفت السيارة أمام منزل والدتها ، لتخرج بسرعة وتتجه إلى منزلها ، تبعها أكرم بعد أن أجرى اتصال ، كانت تحتضن أخيها الصغير الذي كان يضحك فرحاً ، شعر ببعض الضيق الذي لم يعرف سببه من ذلك المشهد ، ليتجه إليهم ويفسد تلك اللحظة وهو يقول لعمر : كيف حالك ؟
توجه له عمر مسرعاً وهو يقول : هل أحضرت لي قطعة حلوى ؟
أكرم : ألا تكفي مريم ؟
عمر : بلى لقد اشتقت إليها ، حاول التخلص من يد أكرم ليتجه إلى أخته ولكن أكرم منعه وهو يقول : هيا أخبر سمر
ركض مسرعاً وهو يصرخ في البيت كله قائلاً : أختي عادت
توجهت عينان مريم نحو السلم الذي تجري عليه سمر ، رأت علامات الدهشة على أختها ثم الخوف عندما رأت أكرم خلفها
سمر بخوف : أختي لا ماذا فعلتي ؟
قالت لها مريم وهي تفتح ذراعيها : لا تفكري بشيء وتعالي فقط
ضمت أختها بقوة وربتت على كتفها عندما سمعتها تبكي وتعتذر لها
مريم : لا عزيزتي ، أنا من يجب أن يعتذر لم يكن يجدر بي أن أحملك فوق طاقتك مازلت في السابعة عشر من عمرك
سمر : كيف تحملت كل هذا لوحدك ؟
قاطع حوارهم صوت والدتهم : هل أتيت أخيراً ، أنت حمقاء يا فتاة ، لتذهبي وتجدي أخيك
نظرت مريم لوالدتها لتقول بسخرية : وأنا أيضاً اشتقت إليك
صرخت والدتها لتقول لها : أقول لكي أخيك مختفي اذهبي وابحثي عنه بسرعة
كان أكرم مصدوم من والدتها ليقول لها بعد فترة : لقد سافرا ، التحقيقات أخبرتني بأنه كانت معه امرأة
مريم بغضب : تلك اللعينة ، ألم يقطع علاقته بها ، أين ذهبا
قال لها :فرنسا
زفرت بغضب لتسمع والدتها تصرخ وهي تقول : يجب أن يعود أخيك هل فهمتي
نظرت لوالدتها وهي تقول لها : هو عمره 16 عاماً ليس صغيراً
قالت والدتها بغضب : بلى هو صغير
قالت مريم بصراخ : أنا حقاً أكره عمر 16 ، أنا حقاً أكره عمر 16
ضحكت سمر وهي تقول : نعم كلنا تمردنا في سن 16 ، هل هو شيء وراثي أم ماذا
ضحكت مريم على دعابة أختها وتوجهت لغرفتها ووجدت أكرم يتبعها لتقول له بغضب : ماذا ؟
أكرم : لا تتوقعي أن أتركك
فتحت الخزنة الخاصة بها لتأخذ جواز السفر الخاص بها وهي تقول : إذن ما رأيك بشهر عسل في فرنسا يا زوجي
وخرجت من غرفتها دون أن تسمع رده ولكنه سحبها وهو يقول : لا داعي
رفعت حاجبها وهي تقول : حقاً ؟ وعادت لتقول له بسخرية : ألا تريد أن نخرج سوياً ، يمكنني الذهاب وحدي
سحبها باتجاهه مجدداً وهو يقول : هو في طريق العودة
فتحت عيونها بصدمة وهي تقول : هل أرسلت رجال مسلحين ليعودوا بأخي ؟
حاول ابتلاع ريقه وهو يرى عيناها البنيتان حول نظره عنها ليقول : لا بالطبع لا ، لقد عاد بإرادته ، لا أدري ما الذي حصل هناك ولكنه في طريق العودة غداً صباحاً سيكون هنا
جلست على الأريكة بتوتر
سمر : أختي يجب أن ترتاحي أنها منتصف الليل تقريباً
هزت رأسها نفياً وهي تقول : ليس قبل أن أرى سامي ، اذهبي أنت لديك مدرسة صباحاً وأنت يا أمي يجب أن ترتاحي
خرجت كلتاهما ليبقى مريم وأكرم فقط ، كان الصمت يعم بينهم حتى قالت له : كيف ستقتلني ؟
نظر لها وهو يشعر بالشفقة ولكنه قال بسخرية : كنت أظن بأن لديك شيئاً سيمنعني من قتلك
قالت بهدوء : لدي ولكنه لن يكون لفترة طويلة ولا يبدو أنك من النوع الذي تنسى أعدائك
شعر بخوفها لذلك غير الموضوع وهو يقول : يجب أن تنامي
هزت رأسها نفياً وهي تقول : ليس قبل أن أرى سامي ، هل أنت متأكد أنه سيأتي هنا ؟
أكرم : لا ولكن هناك من ينتظره بالمطار
نهضت لتقول : سنذهب وننتظره نحن
أجلسها مرة أخرى وهو يقول : طائرته ستصل في السادسة صباحاً أين تذهبين الآن ؟
فركت يديها بتوتر والتزمت الصمت
حابة أعرف شو توقعاتكم بالنسبة للجميع
بانتظاركم


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:33 PM   #12

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت تركض ، تشعر بخوف هي دائماً تشعر بالخوف ولكنها تستطيع إخفاءه لما لا تستطيع إخفاء خوفها هذه المرة ، رأته أمامها لتزيد نبضات قلبها هلعاً ، رأته يحمل مسدساً ودون أي تردد أطلق رصاصته لتخترقها
صرخت بقوة وهي تصحو من ذلك الحلم ، لتراه أمامها بملامح تعجب ، كادت تسقط عن الأريكة ولكنها شعرت بيد جذبتها لتعود وتصطدم بصدره العريض ،شعرت بأن أنفاسها غير منتظمة ، أبعدته عنها في محاولة لتهدئة نفسها من الحلم ومن وجوده ومن قربه
قالت بعد فترة : كم الساعة
كان لا يزال تحت تأثير الصدمة من قربها ، تلك الحركة العفوية التي قام بها ليمنعها من السقوط ، قال لها بعد فترة : إنها الرابعة فجراً
شعرت بخفقان في قلبها مع صوته الأبح ولكنها نهضت بسرعة وهي تقول : هل أنت متأكد أن سامي سيصل في السادسة ؟
نهض وسار باتجاهها وقال متجاهلاً سؤالها : لماذا استيقظت خائفة ؟
رمشت عدة مرات قبل أن تجيب : كان كابوس سيئ
أصر عليها ليسألها : أهو بخصوص أخوتك ؟
قالت بغضب : لا شأن لك بي أو بأخوتي
قال بغضب : أنسيتي من أكون ؟
نظرت له وقالت : ربما لهذا السبب لا شأن لك ، وصمتت قبل أن تقول : ففي النهاية ستقتلني
نظر لعيونها وهو يحاول أن يركز فيما تقوله ، لم لا يستطيع التركيز بأي شيء
كانت تنظر له باستغراب تنتظر منه رد ساخر أو تهديد ، ولكنه جذبها ناحيته ليقبل شفتيها ، وقفت متجمدة دون أن تظهر أي استجابة ، تركها بعد فترة ليقول لها : اخرجي من هنا يا صغيرتي
هربت بسرعة خارج الصالة لتتجه إلى غرفتها ، ليتابعها أكرم بنظره ، لكم نفسه بقوة بعد ذهابها
ليقول لنفسه : ماذا تفعل ؟ كيف تفعل هذا ؟ لم يكن أن يحصل هذا ، هي مجرد فتاة يجب أن تموت بعد أن تلتقي أخيها صباحاً ، ولكنه لم يكن يرغب أن يخاطر بأن تموت قبل أن يعرف طعم شفتيها ، لماذا تمنى أن تتجاوب معه ؟ ولكنها وقفت كالتمثال وكأن أحداً لم يقبلها من قبل
عاد ليكلم نفسه مرة أخرى ليقول : كف عن الغباء هي مطلقة ، وكانت تحب شخصاً في عمر 16 ، هي فقط لا ترغب بي لذلك لم تتجاوب معي
سمع صوتها وهي تنزل عن الدرج ولكنها كانت بدلت ملابسها ، ضيق عينه ليسألها : إلى أين
تجاهلته وخرجت من المنزل ، ركض ورائها مسرعاً ليمسك يدها بقوة وهو يقول : إنها الرابعة والنصف فجراً إلى أين ؟
قالت له : سأنتظر أخي
رفعها وألقاها على كتفه ليعود إلى المنزل ووضعها على الأريكة ، كانت تريد قول شيء ولكنه قال : اخرسي ونامي لا تجعلينا نزعج النائمين قلت لك أخاك سيكون عندك
نظرت له بعدوانية ، ليشعر بالتحدي والسعادة فهذه هي الفتاة التي يعرفها الفتاة المقاتلة
قالت بعد فترة : سأصمت فقط لأن أخوتي نائمين في الأعلى
جلست على الأريكة ليجلس بجوارها في صمت تام ، بقي كلاهما صامتين لمدة نصف ساعة
اخترق أكرم الصمت وهو يقول : يجب أن تنامي
مريم : لا أشعر بالنعاس ، يجب أن أرى سامي
أكرم : أنتِ حقاً تحبين أخوتك ، لقد ظهرت فقط من أجل أخيك
لم تجبه وعادت لالتزام الصمت كانت تفكر بسامي ، ماذا حصل معه يا ترى ، لماذا ذهب ولماذا عاد ، ولم تشعر بنفسها عندما غفت على الأريكة
أما أكرم فقد كان ينظر إليها ، كيف تستطيع تلك الفتاة أن تشعره بتلك المشاعر المتعاكسة كيف يشعر برغبة و تقرف ، كيف يريد أن يحبها وأن يقتلها ؟
شعر بخفقان قلبه عندما تحركت لتنام على صدره ، وترفع ذراعها لتحيطها برقبته ، عاد لينظر إليها مطولاً قبل أن يقبل جبهتها ويغمض عينيه ليغرق في النوم

*********
أنهى إجراءاته كان يشعر بالتعب والإرهاق ، كان يتمنى لو كانت أخته موجودة يريد أن يقول لها بأنها كانت محقة ، لم يكن يجدر به أن يتعرف على رنا ، ولكنه شعر برغبة في أن تكون له تجربته الشخصية ، ولكنه اكتشف حتى أنه لا يعرف الحب ، كان يحتاج لشخص يتفهمه بدلاً من أخته التي اختفت فجأة وظن أن رنا هي أنسب شخص ولكنه كان مخطئ تماماً ، كان يشعر بالفشل فشل كبير وعجز
خرج من أفكاره على صوت رجل : سيد سامي ، أرسلتنا السيدة مريم والسيد أكرم لاصطحابك إلى منزلك
سامي : مريم ؟ أين هي ؟
قال له الحارس : في منزلك سيدي ، سنذهب هناك
ركب السيارة بسرعة ، ليدخل منزله بعد 15 دقيقة ، وجدها أمامه كانت نائمة بين ذراع زوجها ، ابتسم عندما رآها، هذه هي أخته التي اعتاد عليها يمكنه أن يقسم أن النوم غلبها وأنها لم تكن تنوي النوم وإلا كانت نامت في غرفتها وليس في الصالة ، توجه نحوها ونادها بصوت منخفض : أختي
أمسك كتفها وهزها لتفتح عيونها ، نظرت له قليلا لتلقي نفسها عليه : أخييي ، سامي هل أنت بخير عزيزي ؟ يا إلهي لقد شعرت بالذعر عندما عرفت الخبر ، أنا أعتذر يا عزيزي
استيقظ أكرم على صوتها ليجدها تحتضن أخاها ، كتم شعوره بالضيق وعدل جلسته وهو يشعر بألم بسبب نومه على الأريكة
سمع سامي يعتذر من أخته
مريم : ماذا حصل يا عزيزي ؟ لم فعلت هذا ؟
سامي : لا أرغب بالتحدث الآن
مريم : حسناً عزيزي يجب أن ترتاح
احتضنها وخرج من الصالة ليذهب إلى غرفته
رأت أكرم ينهض وهو يقول : سأذهب لمنزلي و لأغير ملابسي وأذهب للعمل
مريم بسخرية : ألا تخاف أن أهرب
قال لها ببساطة وهو يهز كتافه : أنت لا تعلمي شيء عن أخيك وماذا حدث ، لن تهربي قبل أن تعرفي كما أن هناك رجلين بانتظارك في الخارج لن يغادرا أبداً مهما فعلتي
نهضت ووقفت بجانبه وهي تقول : منطقي ، معك حق لن أفكر بالهرب قبل أن أعرف ماذا حصل مع سامي
ابتسم وهو يقول : أنت حقاً قصيرة يا فتاة
زادت ابتسامته عندما رأى الحقد في عيونها لتقول بعد فترة : لست قصيرة أنت الطويل جداً
قال بسخرية : كم طولك يا قطة ؟
رأى بعض الخجل في وجهها ولكنها عادت لتتجهم وهي تقول له : لا شأن لك
ضحك بقوة وهو يقول : يمكنني أن أراهن أنك بين 150 و 155 لن تكوني أكثر من ذلك
كان يشعر بالتسلية وهو يرى الاحتقان في وجهها ليقول لها : كما أنك نحيفة جداً ، ما هذا هل أنتِ في مجاعة
نظرت للأرض وهي تقول : نعم أعرف أنني لست جميلة ، ولكن إن انتهيت من نقدي يمكنك الخروج
جذبها ناحيته وقبل خدها ليقول : سأراك فيما بعد يا زوجتي العزيزة
وخرج بسرعة ، كان يشعر بالضيق عندما وصفت نفسها بأنها غير جميلة ، حسناً هي لا تمتلك مواصفات الجمال ولكن لما يراها الأجمل ، ركب سيارته وغادر بعد أن حدد بعض التعليمات لرجاله
أما مريم كانت لا تزال متجمدة من قبلته الثانية ، قالت لنفسها : اهدئي يا مريم هو لا يعرف شيء
بقيت تسير في الصالة بتوتر وهي تلمس شفتيها لتتذكر القبلة التي حصلت في الرابعة فجراً ، لم تشعر بسعادة ، ربما لأنها كانت ....
قطعت أفكارها على صوت سمر وهي تقول : صباح الخير
التفت لها وابتسمت لتقول لها :صباح الخير
سمر : يا إلهي لا أصدق أنك هنا
مريم : أعرف ، ولكن لا داعي لتوليك أي مسؤولية في الوقت الحالي
سمر بصدق : لن أقول بأنني حزينة
ضحكت مريم لأختها
سمر : حقاً ، كيف توليت كل هذا لوحدك ، الشركة ، أعمامي ، نحن ، دراستك
مريم : حسناً لم يكن سهلاً ولكن فعلته
سمر : لا أستطيع ، أنا حقاً مشتاقة لك أرغب في تقبيلك
اتجهت نحو أختها لتراها فتحت ذراعيها لها ، ضمتها وطبعت قبلة على خدها
مريم : يجب أن تتجهزي لمدرستك
سمر بضيق : نعم، يجب أن أرى عادل ومايا اليوم
مريم : هل مازالا يزعجانك ؟
سمر بثقة : لا تقلقي أستطيع تولي أمرها
مريم بضحك : أنا متأكدة من ذلك
التفتت كلاهما على صوت عمر الذي كان يركض ، ليتجه إلى مريم ويطالب سمر بالابتعاد عنها
ضحكت سمر وهي تقول : لا هي أختي
كان عمر على وشك البكاء وهو يقول : أنا الصغير هنا
ضحكت كلتاهما ، وابتعدت سمر عن مريم لتحتضنه
بقي بين ذراعيها وهو يقول : هل يمكننا اليوم التجول سوياً ؟
مريم : حسناً ، بعد المدرسة
ضحك فرحاً ليذهب ويرتدي ملابسه
سمر : لقد رأيت سامي يدلف غرفته ، هل قال شيئاً
هزت رأسها نفياً لتقول لها : ولكننا سنعرف
مسكت هاتفها و طلبت رقمه كالمعتاد
أشارت لها سمر بأنها ذاهبة لارتداء ملابسها
مريم : مرحبا يا صديقي
أشرف : كيف حالك يا مريم
مريم : أنا بخير ، أحتاجك في موضوع مهم
أشرف : ما هو ؟
مريم : هناك فتاة أريد أن أعرف عنها كل شيء ، سأرسل لك بياناتها في رسالة ، أتوقع أن تأتي اليوم أو غداً إلى المدينة عندما تصل أريد أن أعرف
أشرف : هل تريدين إحضارها
مريم : لا ، لا أريدها أن تعرف حتى أننا نراقبها
أشرف : حسناً ، بعد عدة ساعات سيكون أمامك تقرير عنها
مريم : شكراً لك
أغلقت الخط ، لتتجه إلى غرفتها وتأخذ حماماً سريعاً وتبدل ملابسها بشكل أسرع لتخرج وتتجه إلى عملها









دلف أكرم منزله ولديه شعور غريب بالسعادة ، توجه إلى غرفته وأخرج لنفسه ملابس ليتجه إلى الحمام ، استحم وخرج بدل ملابسه وجهز أوراقه ليتجه إلى المطبخ ، أعد لنفسه فطوراً بسيطاً ليجلس ويتناوله بهدوء ليخرج بعد فترة وشعور السعادة لا يزال معه


دخلت باب شركتها بثقة كما اعتادت ليقف جميع العاملين احتراماً لها ، مشت بالممر لتتجه إلى المصعد وتتجه لمكتبها ، خرجت من المصعد لترى ملامح الدهشة على وجوه العاملين ، استمرت في مشيتها لتصل إلى سكرتيرتها الخاصة
مريم : دينا ، أرسلي لي السيد إبراهيم
دينا : حسناً سيدة مريم ، وأهلاً بعودتك
لم تجبها مريم لتدخل إلى مكتبها ، سمعت طرق الباب بعد عدة دقائق لتدخل دينا وإبراهيم
دينا : هل ترغبين بشيء سيدة مريم
مريم بحزم : نعم ، كوبان قهوة لي وللسيد إبراهيم وأريد كل المعاملات والصفقات التي قامت بها سمر بغيابي .
دينا: حالاً سيدة مريم ، بعد إذنك
مريم : لدينا عمل كثيف اليوم سيد إبراهم
قال لها محاميها : لقد سعدت عندما علمت أنك عدت ، هل انتهت مشاكلك
مريم : لا ، ولكن لا تقلق والآن أريد منك أن تقوم بشيء قبل أن نبدأ العمل
إبراهيم : ما هو سيدة مريم
مريم : أريد أن أوزع الميراث ،أنت تعلم بالقصة فقد كنت محامي والدي
إبراهيم : بالطبع أعرف ، ولكن كنت أظن أنك لن توزعي شيئاً حتى يتخرج أخوتك من الجامعات
مريم : كنت أود ذلك ولكن يبدو أنني لا أملك كل هذا الوقت
إبراهيم : اعذريني سيدة مريم ، أنت تعلمين أنني أعتبرك ابنتي ، لذلك أشعر بأنه يجب أن أسألك إن كان هناك خطر تشعرين به أو شيء حصل معك
مريم : شكراً لك سيد إبراهيم ، لا تقلق أستطيع تدبر أمري ، والآن أريدك أن تقوم بحصر كل شيء الممتلكات ، المنازل ، الفنادق ، جميع أسهم الشركة في كل المدن
إبراهيم : هل هذا يعني أن السيد سامي سيصبح هو رئيس مجلس الإدارة
مريم : نعم بالطبع
إبراهيم : ربما يجب أن تتحدثي مع أخوتك بهذا الخصوص
مريم : هل هناك خطب ما ؟
إبراهيم : أفضل أن تسمعي من أخوتك
قطع كلاهما مع دخول المساعدة لتضع القهوة والملفات وتخرج
مريم : حسناً أجل ذلك للغد
وافقها إبراهيم ليبدأ كلاهما بالعمل
**********************
كان يعمل وشعور السعادة لا يزال مصاحبه ، تلك القبلة التي انتزعها من شفتيها حتى وإن لم تتجاوب معه كانت جميلة ، رائحتها أجمل ، جسدها الضئيل مقارنة بجسده يشعره بأنها طفلة وليست في التاسع والعشرين من عمرها ، أما عيناها البنيتان أشبه بقهوة على النار يجب أن يبقى كل تركيزه معها حتى لا تفور
خرج من أفكاره وهو يوجه لكمة لنفسه
أكرم بغضب : هذا يكفي ، لا تلك الفتاة لا تعني لي شيئاً
نظر لنفسه في المرآة التي يبقيها في مكتبه إذا أضطر يوماً لتبديل ملابسه بالشركة ليقول : أنا المنشار وفتاة كهذه يجب أن تموت
التفت للساعة ليجدها قد شارفت على الخامسة ، لديه عمل منهك يبدأه في التاسعة وينتهي منه في الخامسة أو السادسة ليعود ويكمل في منزله
أنهى عمله وأخذ الملفات التي يحتاجها في المنزل ليخرج من شركته ويركب سيارته ، وجد نفسه يتصل بأحد مساعديه وعندما آتاه الرد سأل مساعده : أين هي ؟
قال له مساعده : لا تزال بشركتها
قال بتعجب : لهذا الوقت
أغلق الخط ليغير مسار سيارته ، ظن أنه الوحيد الذي يبقى يعمل لهذا الوقت ولكن يبدو أن هناك شخص مجنون أكثر منك في العمل
وصل بعد نصف ساعة إلى شركتها لينزل من السيارة ويتجه إلى مكتبها ، كانت الشركة فارغة تقريباً لم يجد في طريقه سوى فتاة
أكرم : أين يمكنني أن أجد السيدة مريم
دينا: أنا مساعدتها هل يمكنني مساعدتك بشيء
أكرم بتهكم : أن تخبريني أين يمكن إيجادها ؟
شعرت ببعض الحرج لتعود وتسأله : هل لديها علم بقدومك
شعر بنفاذ الصبر ليتجاهلها ويتجه إلى الغرفة التي تقع في نهاية الممر
حاولت إيقافه ولكنه تجاهلها ليدلف إلى الحجرة
رفعت رأسها بتعجب نتيجة الصخب الذي حصل
دخلت دينا خلفه لتقول : سيدة مريم ، أنا آسفة لم أستطع منعه
مريم : لا بأس ، يجب أن تغادري لقد انتهى دوامك منذ فترة
دينا : حسناً ، وداعاً سيدتي
مريم : أراك غداً
خرجت دينا وأغلقت الباب خلفها لتعود مريم للورق الذي أمامها وهي تقول : ماذا أظننت أنني هربت ؟
أكرم : ماذا تفعلين حتى هذا الوقت ؟
مريم : يجب أن أراجع جميع الحسابات التي حصلت في الشركة
أكرم : هذا يكفي يمكنك أن تكملي غداً
مريم : لا
أكرم : لا؟
فكرت مريم ، كيف يمكن لكلمة بسيطة أن تحدث كل هذه الفوضى الصامتة
شعرت به يمسكها من ذراعها ويجرها
كانت الصدمة لا تزال تحتل وجهها من طريقته ولكن عليها اللعنة إن استسلمت بسهولة ، دارت حول نفسها لتخلص نفسها من ذراعه بعد شعوره بالصدمة وهوت بقبضتها على وجهه بكل قوتها
أسقتطه أرضاً ووقفت متحفزة للقتال
ابتسم أكرم وهو يقف ليقول لها : كأول لقاء بيننا
تذكرت تلك المرة التي ألقته بها أرضاً وابتسمت عندما لقبته بعمود الإنارة
لكن خرجت من أفكارها وهي تسمعه يقول لها : ولكن لنكن متفقين على شيء
نظرت نحوه باستغراب تنتظره أن يكمل كلامه
أكرم وهو يهوي على خدها بصفعة قوية أسقطتها أرضاً : أنتِ لم تستطيعي إصابتي إلا عندما تباغتيني
نهضت مريم بغضب وهي تلعنه لتتجه نحوه بقوة ولكنه رفعها بسهولة عن الأرض
أكرم بسخرية : من أين لك كل هذه الطاقة ؟
تجاهلته وهي تنتظر ليده التي ترفعها لتقترب منها وتضعها بين أسنانها بكل قوة
شعر بألم شديد في يده ليلقيها بقوة على الأرض ، لينظر إلى يده
نظر لها باستغراب ليقول لها بعد فترة : هل قمت بعضي ؟
ابتسمت وهي لا تزال تشعر بألم في ظهرها : نعم
كان يشعر برغبة في الضحك ولكنه كتم ضحكته ليسحبها خارج غرفتها
مريم :حسناً هذا يكفي ، سآتي معك ولكني سآخذ بعض الأوراق
تركتها لتتجه إلى مكتبها وتضع بعض الملفات في حقيبتها وتأخذها معها






يوسف: ماذا سنفعل الآن كل خططنا تفشل بسبب تلك الحقيرة
جمال : لا أعلم ماذا يجدر بنا أن نفعل ، ولكني أقسم إذا اضطر الأمر سأقتلها كما قتلت والدها
يوسف : لا تذكر ذلك الأمر ، كما أنه لا فائدة لقد بلغ أخوتها السن القانوني حتى وإن قتلناها ستوزع الورث على أخوتها وأمها لذا لا فائدة من قتلها الآن ، قلت لك كان ينبغي بنا قتلها عندما كانت صغيرة
جمال بغضب : أنها كالقطة بسبع أرواح أنسيت كم مرة حاولنا ، لا أدري كيف كانت تنجو بكل مرة
يوسف : يجب أن نفكر بحل
جمال : لدي خطة ولكن يجب أن أحصل على بعض الأوراق في البداية
يوسف : هل لا زال الجاسوس الذي بشركتها بين يديك ؟
جمال بخبث : طبعاً ، كاللعبة في يدي
يوسف : وما هي خطتك ؟
قطع كلامهم هاتف يوسف الذي رن ليتحدث قليلاً به وبعدما انتهى
جمال : هل هذا ابنك آدم
يوسف : نعم ذلك الغبي ، سيعود بعد فترة من أمريكا ويقول لي أن مريم وعدته بعمل في شركتها
جمال بغضب : أنا حقاً لا أفهم ابنك هذا
يوسف : دعك من ابني وأخبرني بخطتك
جمال بخبث : نعم استمع
ليبدأ بسرد خطته وسط ذهول أخيه

وصلا إلى البيت لتنزل مريم من سيارته
مريم : لا أفهم كان يمكنني القدوم مع سائقي الخاص
أكرم بسخرية : ما لا أستطيع فهمه هو كيف أنك لا تملكين رخصة قيادة ؟
مريم : ومن قال لك بأنني لا أملك رخصة قيادة
أكرم : لماذا لا تقودين سيارتك بنفسك إذا ؟
رمشت أكثر من مرة واهتز صوتها وهي تقول : لا شأن لك
دلفت إلى منزلها بسرعة ليدخل خلفها رأت عمر يركض نحوها ويلقي نفسها بين ذراعيها وهو يقول : هيا بنا يجب أن نخرج لقد وعدتيني
أكرم بضيق : فيما بعد أنها متعبة
التفت له بسرعة : لا لست متعبة هيا يا عزيزي اذهب لتبدل ملابسك
ركض عمر بفرح ليبدل ملابسه ، في حين شدها أكرم ناحيته ليقول بغضب : لماذا تفعلين هذا ؟
نظرت له بعم فهم وهي تقول : ماذا ؟
أكرم بغضب : ماذا قضيت من 9 إلى الخامسة في العمل وبمجرد عودتك تأخذين أخاك للتنزه لتعودي وتعملي بالملفات يلي معك ثم تستمعي لأخيك سامي عندما يكون متفرغ وتري سمر إذا كانت بحاجة لشيء ، يمكنني أن أراهن أنك لم تتناولي أي طعام
رمشت أكثر من مرة وهي ترفع رأسها لترى وجهه لا تدري لما أحبت ذلك ، أن يهتم شخص بتفاصيلها أن يعاتبها على ما تفعله بحياتها، أن يطالبها أن تخصص وقت لذاتها ولكنها قالت : يجب أن أعتني بأخوتي
وتركته لتمسك يد عمر الذي نزل عن الدرج
أكرم : لن أتركت وحدك يا فتاة
مريم : لا تقلق لن أهرب ولكن يمكنك القدوم
سار كلاهما ومشى بينهما عمر وهو يمسك يد كلاهما
****************************
نهض من سريره ، كان يتمنى لو يبقى نائم لا يريد المواجهة ويشعر بالخجل مما فعله ويشعر بانفطار قلبه ، كان يتذكر ما الذي فعله ليخرج من أفكاره على صوت أمه وهي تقتحم غرفته عنوة لتقول له بغضب : هل تنوي أنت وأخوتك أن تقتلوني ، ماذا تفعل
قال سامي بهدوء : أمي أرجوك لا أريد التحدث بأي شيء
صرخت في وجهه : ستتحدث وستخبرني بتفاصيل ما حدث معك ، أريد أن أعرف فكرة من السفر وماذا حصل هناك
سامي : أمي ، أرجوكِ لا تفعلي
زادت بصراخها وهي تلعنه وتتهمه بعدم المسؤولية
نهض بغضب وتوجه نحو حقيبته التي لم يفرغها ليحملها ويتجه خارج غرفته
سمع والدته تصرخ وهي تقول : أين ذاهب
صرخ فيها ليقول : في مكان لستِ فيه
خرجت سمر على صوت الصراخ لترى أخاها : سامي ، ماذا يحصل
سامي باختناق : أين مريم ؟
سمر : خرجت قبل ساعة مع عمر ستعود قريباً ، أترغب أن أتصل بها ؟
سامي : نعم الآن لا أرغب بالجلوس في هذا المنزل دقيقة واحدة لقد مللت
صرخت والدته وهي تقول : وأين ستذهب ؟
سامي : لا شأن لك
دخلت مريم وأكرم مع عمر لتسمع صوت الصراخ
مريم : عزيزي هيا اذهب لتناول طعامك
وأشارت لمربيته أن تأخذه بسرعة
صعدت بسرعة على الدرج وهي تشعر ببعض الدوار ، كان أكرم محق عندما قال بأنها لم تأكل شيء ، طردت كل الأفكار من رأسها بمجرد أن رأتهم
مريم بخوف : ماذا يحصل هنا ؟
سامي : لا أريد الجلوس هنا لقد تعبت منها
صرخت والدته : تعبت مني ، وأنا ماذا أقول عنكم وعن تصرفاتكم
مريم بهدوء : أمي أرجوك اهدئي
قالت والدتها : لا أريد أن اهدأ ، أريد أن أعرف كل ما حصل مع تلك الفتاة ، دعوني مستعدة لو أتت تلك الفتاة وقالت سيأتي حفيد لي
قالت الثلاثة أخوة سوياً : أميييي
مريم : حسناً سأتحدث أنا مع سامي ، ولكن لا داعي لاستعجاله ، سيتحدث بالوقت الذي يرغب به
قالت والدتها بعدائية : لا سيتحدث الآن وسيتحدث معي أنا وليس معك أنا والدتك
حمل حقيبته ليغادر ولكن أخته أوقفته وهي تقول : إلى أين ؟
سامي : لا أستطيع البقاء هنا
كان شعورها بالتعب يتزايد ولكنها تماسكت لتقول : حسناً عزيزي ، هل يمكنك البقاء حتى الغد ؟
سامي : وماذا سيختلف ؟
مريم وهي تنظر لوالدتها : سنعود لقصر أبي
قالت والدتها : لا تستطيعين ذلك
مريم : لم لا ؟ كلا من سمر وسامي الآن مسؤولان لا تستطيعين فرض سيطرتك
قالت والدتها بغضب : لا يمكنك أن تجبري أخوتك على تركي
مريم : لن أجبر أحداً ولن نقاطعك سنأتي إليك ولكن لا أرغب بالبقاء هنا أو بقاء سمر هنا لا أعرف ماذا يمكن أن يحصل لي مستقبلاً لذلك لا أرغب أن تبقى سمر هنا
قالت والدتها بغضب : أما زلت في خيالات التافهة تلك ؟
قالت بهدوء : لن أتحدث الآن في الموضوع
شعر أكرم بأنها تجهز كل شيء قبل موتها ولكن لماذا لا تريد البقاء هنا أو بقاء أختها ماذا يحصل في حياة تلك الفتاة ؟ كانت إشارات الاستفهام تزيد حولها ؟ لا يفهم عنها شيء
قطعت أفكاره عندما سمع سمر تقول : نعم وأنا أريد المغادرة
سامي : حسناً ، غداً فقط
مريم : حسناً والآن بعد إذنكم أريدكم في موضوع مهم هل يمكنك أن تأتوا جميعكم إلى الصالة ؟ سأبدل ملابسي وآتي
كان أكرم يريد الصراخ بها وبعائلتها كيف لم ينتبه أحد إلى الإنهاك الذي يبدو على وجهها ؟ كيف لم يقل لها أحد بأنها يجب أن ترتاح
لحق بها إلى غرفتها ولكنها منعته وهي تقول : سأبدل ملابسي لن أهرب
كان يرغب بأن يقول بأنها تحتاج إلى الطعام ولكن لا يريد أن يظهر اهتمامه بها
أكرم بخشونة : لا تتأخري كثيراً ، هل فهمتي؟
أغلقت على نفسها لتبدل ملابسها وهي تشعر بالتوتر ، كل شجاعتها تذهب عندما تسمع صوته الأبح ولكنها لا تعرف لماذا ، أنهت ارتداء ملابسها وكانت تهم بالخروج قبل أن تنظر لنفسها في المرآة وتلمس شفتيها لتتذكر قبلته رمشت عدة مرات وهي تشعر بالتوتر قبل أن تزيل الأفكار من رأسها وتخرج من غرفتها متجهة إلى الصالة ، دلفت الصالة وجلست على الأريكة لتسأل باستغراب : أين أكرم ؟
قالت سمر : لا أعرف ربما ذهب عند عمر
مريم : جيد لا أرغب أن يكون هنا ، والآن حدث شيء اليوم
انتبه الجميع لها لتكمل : لقد تحدثت مع المحامي لنبدأ إجراءات نقل الملكية لكم ولكن المحامي رفض وقال أنه يجب أن نتحدث سوياً في البداية هل هناك شيء ينبغي أن أعرفه ؟
قالت والدتها بسرعة : لا شيء
أما سمر وسامي نظرا لبعضهما قبل أن يومئ سامي لسمر
مريم : ماذا هناك ؟
سمر بتوتر : لقد اتفقت مع سامي على شيء
مريم : ما هو ؟
سامي : سنقبل توزيعك للورث بشرط واحد فقط
مريم بابتسامة : لا تقلقوا سأبقى على رأس العمل حتى تنتهوا من الجامعة
سمر بابتسامة : لا هذا كان اتفاقنا بالبداية لا نرغب بأن يكون لنا أي صلاحيات إلا بعد الجامعة ولكن هناك شيء آخر
مريم : إذن تحدثوا لقد قلقت
دخل أكرم في هذه اللحظة وعليه علامات الشرود
مريم : بعد إذنك هذا اجتماع عائل...
قاطعها ليقول : سأذهب الآن
وغادر دون أن يستمع لشيء
لم تنتبه مريم له والتفت لأخوتها لتقول لهم : ماذا يحصل ؟
سامي : لقد قررت أنا وسمر أنه إن كنتي تريدي تقسيم الحصص سنقبل فقط بما أعطاه لكي أبي
مريم : أبي أعطاني كل شيء
سمر : لا ، نقصد أنه سنقبل تقسيم الممتلكات والأراضي وحتى الشركة ولكن فقط فروع الشركة التي في الدولة ، أما الفروع العالمية أنتِ من أنشأتها وليس أبي ولذلك هي لك
كانت تحاول استيعاب ما يقصده أخوتها لتسمع والدتها تصرخ قائلة : لا لست موافقة على هذا الاتفاق ، أتعلمون ماذا يعني ذلك
نظرت لسامي بغضب لتقول : يعني أنها ستبقى هي رئيسة مجلس الإدارة وأنت ستبقى مجرد مالك لبعض الأسهم
سامي : أختي هي من كبرت الشركة ومن حقها أن تبقى على رأس أعمالها ولولاها ما كانت هناك أي فروع خارجية
سمر : سامي معه حق وغير ذلك يا أمي لن نقبل سوى بذلك وإن لم تقبلي سنتنازل عن كل شيء لها لتبقى على رأس عملها
صرخت والدتها لتقول : ماذا هل تهددوني ؟
قالت سمر ببساطة : لا نهدد ولكن كما لكي الحق في التصرف بحقك ونحن لنا الحق بالتصرف بحقنا
صمتت والدتهم وهي مغتاظة من فرض أبنائها رأيهم عليها ، أما مريم كانت لا تزال تحاول استيعاب ما عرضه أخوتها لا تدري هل تفرح أم تشعر بالفخر هؤلاء هم من ربتهم ولكنها لم تشعر بأنها ستظلمهم بهذه الطريقة هذا حقهم كما أنها لا تضمن أن تعيش لفترة طويلة الورقة التي أعطتها لأشرف يمكن أن تعطيها سنة لا أكثر وماذا بعد ؟
خرجت من أفكارها على سمر وهي تمسك كتفها وتقول لها :لا تفكري بشيء ، لنا الحق بأن نقرر
سامي : نعم نحن مقتنعون تماماً بقرارنا لذلك أبلغنا المحامي
ابتسمت لهم وهي تقول : أنا حقاً لا أعرف ماذا يجب أن أقول ؟
ابتسم كلاهما ليقول سامي : لا تقولي شيء لقد اتفقنا على هذا منذ وقت طويل
سمر :والآن اعذروني يجب أن أذهب للدراسة
سامي وقد عاد لحزنه :وأنا أيضاً سأذهب لغرفتي
ربتت على كتفه لتقول : لا تقلق سنحل ذلك الموضوع أيضاً
ابتسم لها وتوجه لغرفته وخرجت والدته بسرعة خلفه وهي تشعر بالغضب
كانت مريم تود لو تتحدث مع والدتها ولكن رن هاتفها لتجيب عليه
مريم : أشرف هل يوجد جديد ؟
أشرف : نعم ، الفتاة التي طلبتي مني معلومات عنها لقد أرسلت لك ملف
مريم : حسناً شكراً لك سأراجعه بعد قليل
أشرف : كما أن الفتاة وصلت قبل ساعة والآن هي في منزلها أترغبين أن نحضرها ؟
مريم : لا دعها تراجع حساباتها لأرى ما هي مخططاتهم كما أنه يجب أن تشعر ببعض التوتر فهي ستظن أنه سأتصل بها بمجرد وصولها لأسألها عن علاقتها بأخي ولكني لن أفعل
أشرف : حسناً كما تريدين
مريم : شكراً لك أشرف أوصل سلامي لزوجتك
أغلقت الخط وهي تشعر بالإنهاك توجهت للمطبخ لتعد لنفسها شيئاً بسيطاً لتأكله وتتجه لتقرأ الملف الذي أرسله أشرف وتعمل قليلاً قبل أن تنام

دلف إلى منزله وهو يشعر بالضيق من نفسه ، لا يجب أن يحصل كل ذلك لم تعني له كل هذا ، هل هو صعب لهذه الدرجة أن يطلق رصاصة عليها ويقتلها ، جلس على أريكته وهو يتذكر الموقف التي وقع فيه اليوم ، عندما أخبرته أنها ترغب بأن تبدل ملابسها وظنت أنه نزل للأسفل ولكنه بقي يراقبها ، شعر بقلبه يخفق لرؤيته لها ، رآها وهي تتحسس شفتيها ، شعر بصعوبة في ابتلاع ريقه أو حتى رمش عيونه ، دخل غرفة سامي عندما رآها انتهت ولم يخرج منها حتى استطاع تمالك نفسه ليغادر بسرعة ويتجه نحو منزله
لكم الحائط بقبضته عدة مرات متتالية حتى نزفت قال لنفسه وهو يلهث : لن تقابلها أبداً بعد اليوم ، حتى اليوم التي يجب أن تقتلها فيها
وذكر نفسه بعمله حتى يخرجها من أفكاره ليتجه إلى غرفة العمل ويدفن نفسه بين أوراقه

بدي منكم كبشة توقعات
شو رايكم بقرار الأخوة
مريم وأكرم شو وضعهم
شو خطة أعمامها
شو رأيكم بقرار مريم بتوظيف ابن عمها
شو راح يصير بين مريم ورنا حبيبة سامي ؟

lolitaas likes this.

هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:44 PM   #13

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا جميعاً في البداية شكراَ كتير الكم على ردودكم الحلوة لا تحرموني منها بجد كل ما أقرأ تعليقاتكم بتحفز أكثر وببدأ بالكتابة فبجد شكرا الكم
تاني شي حابة أحكيه أرسلت صور لبعض الأشخاص المشاهير يلي برأيي أنهم بيشبهوا أبطالي بتمتنى تعطوني رأيكم فيه
تالت شي حابة أحكي في انه في صديقة حكتلي أنه روايتي بتشبه مسلسل رمضاني اسمه البرنس بمثل فيه محمد رمضان فحابة أوضح انه هاي فكرتي أنا والرواية نازلة من قبل رمضان يعني ما عندي أي علم بالفكرة فبتمنى ما تفكروها مسروقة وهلقيت بسيبكم مع البارت
كانت تسير غاضبة في شقتها القديمة ، كانت تتمنى لو كان لها وضع أفضل ، خرجت من أفكارها على صوت صديقتها : أنا لا أفهم ما الذي حصل بالضبط ألم تسافري مع ذلك الطفل
صرخت رنا : نعم ولكنه عاد لوحده ذلك المدلل لا أعرف لماذا ولم يتحدث معي أي شخص لي أسبوعين هنا ولم يتصل بي أحد ، ماذا ألا يريدون أن يعرفوا شيء ألا يريدون أن يعاقبوني
قالت صديقتها : تحدثي مع سامي
رنا بغيظ : لا يجيب على اتصالاتي سيدفعوني للجنون
التفت بحدة عندما سمعت جرس المنزل لتتجه مسرعة وتفتح الباب ، سمعتها صديقتها تتحدث مع شخص لتعود بعد فترة
قالت صديقتها : هل كان سامي ؟
رنا : لا بل أحد العاملين عند أخته الكبيرة
قالت صديقتها بصدمة : السيدة مريم ؟؟
رنا : نعم تلك اللعينة
قالت صديقتها بفضول : وماذا يريدون ؟
رنا : أنا مدعوة لطعام العشاء الليلة
قالت صديقتها بفرح : حقاً ، هذا رائع
رنا : نعم يجب أن أجهز نفسي
وتوجهت لغرفتها لتختار ما يجب أن ترتديه
كان في مكتبه غارق في عمله ، دخل عليه مساعده ليعطيه بعض الأوراق التي يجب التوقيع عليه ليتركه بعد لحظات ليعود ويغرق في الملفات التي حوله ، تأفف بقوة ورمى القلم التي كان بيده وينهض عن كرسيه ، كان يشعر بالغضب من نفسه يغضب من نفسه لأنه اشتاق إليها لم يراها منذ أسبوعين لا يدري كيف صمد طول هذه الفترة ، فك ربطة عنقه عندما شعر ببعض الاختناق ، سمع طرق الباب ليأذن له بالدخول
دخل ابن عمه وهو مبتسم : أكرم ما حالتك هذه ؟
أكرم : بل ما حالتك أنت ما هذه السعادة
سامر : لا أعرف لدي شعور بأن شيء جميل سيحصل
أكرم : ألم تكن متفائلاً دائما ، إنها صفة أحسدك عليها
ضحك سامر ليقول له : أنت تفكر كثيراً فقط
أكرم : وكيف أخبار التعليم ؟
سامر : كالعادة
أكرم : هل عرفت سمر أنك ابن عمي ؟
سامر ببساطة : لا لم أرى داعي لإخبارها
أكرم : هذا شأنك ، متى ستتزوج ؟
سامر : لا تذكرني بهذا لقد تركت عائلتي بأمريكا لهذا السبب
أكرم : هيا ، لا أظن أن الزواج بهذا السوء
سامر بضحك : ويعطيني النصيحة شخص ينوي قتل زوجته
أكرم : هذا ليس زواج ، وأنت تعرف القصة كاملة
سامر ببرود : ولم لا تطلقها ؟ طلقها واقتلها ؟ لم يكن هناك داعي للزواج
أكرم : أنت غبي ؟ في البداية تزوجتها لأعذبها فترة ولكن بعد هروبها وتصرفاتها يجب أن تدفع ثمن تحديها لي
سامر : ما لا أفهمه هو لم قبلت الزواج منك
أكرم : بسبب سمر
سامر : وما علاقة سمر ؟
أكرم : أعمامها كانوا ينوون خداعي وقالوا لي أن سمر هي مريم وهي صاحبة الشركات وهي عندما أتت لتنقذ أختها أجبرتها على الموافقة
سامر : إن سمر محظوظة بأن لها أخت مثلها تركض لها
أكرم : نعم ، هي كذلك
سامر : هل تحبها ؟
أكرم بغضب : لا ، كل ما أريده هو قتل تلك الوقحة
سامر : هل يجب عليك أن تقتلها أنت لم تقتل أي شخص من قبل
أكرم بعناد : أنا المنشار
سامر : كلانا نعرف بأن لقب المنشار اكتسبته لأنك تدمر خصومك بهدوء ولا تستعجل عليهم مثل المنشار ، أنت لم تقتل أحداً
أكرم : لكل شيء مرة أولى
سامر : أرجوك فكر بهذا جيداً
أكرم : لا داعي للتفكير والآن اعذرني يجب أن أعود لعملي
سامر : حسناً إلى اللقاء
خرج سامر وهو يشعر بالضيق منه تاركاً إياه في صراع كبير مع نفسه

عادت لمنزلها مبكراً هذه الليلة ، دلفت إلى قصر والدها الذي انتقلت إليه مع أخوتها ، وجدت والدتها بالصالة مع عمر
ابتسمت وهي تقول : مرحباً أمي كيف حالك ؟
قالت والدتها بعدائية : شكراً لأنك دعوتني لأحضر تلك المناسبة
مريم : أرجوك أمي لا تفعلي
قالت والدتها بغضب : هذا ما تفلحين به ، وكيف تريدين مني معاملة تلك الفتاة
قالت مريم باستمتاع : بالطريقة التي ترغبين فيها
واتجهت لغرفتها لتبدل ملابسها ، كان لديها شعور بالفراغ بعد اختفاء أكرم من حياتها فجأة لا تعلم ما الذي حصل
نظرت لنفسها في المرآة لتقول : تقبلي الأمر أنتِ لستِ جميلة وهو شعر بالاشمئزاز منك ولا يرغب برؤيتك إلا عندما تكوني ميتة
بدلت ملابسها ببطء شديد ، سمعت جرس المنزل رن لتعرف بأن تلك الحية قد وصلت ولكنها تجاهلته وأكملت ارتداء ملابسها ببطء

***********************
دلفت رنا بفخر وغرور لتتجه إلى الصالة ، طلبت منها الخادمة أن تنتظر قليلاً حتي تأتي السيدة سمر ، جلست رنا على الأريكة لتفكر بطمع : غداً سيكون كل هذا ملكي
بقيت تنتظر حتى شعرت ببعض الغضب عندما طال انتظارها
رنا : ماذا يحصل هنا إنني هنا منذ عشر دقائق وأجلس لوحدي ، هذه وقاحة
دخلت والدة مريم إليها لتبتسم رنا وتمد يدها للترحيب فيها ، تجاهلت والدتها اليد الممدودة وجلست بغرور على الكرسي ، فكرت رنا بمدى روعة الملابس التي ترتديها تلك المرأة وكم يمكن أن تكون قد كلفت
كتمت رنا غيظها وجلست مقابلة لها لتحاول فتح حديث ما ولكن والدة مريم لم تكن تجبها
استمر الصمت خمس دقائق قبل أن يدلف سامي الغرفة لتتجه له رنا وتحاول احتضانه
رنا بمكر : كيف حالك عزيزي ماذا حصل لك ، هل أختك هي من أعادتك من السفر
أبعدها عنه بدون أن يحتضنها ليقول لها بجمود : لا لقد عدت لوحدي ، ستتأخر أختي قليلاً وطلبت مني تقديم العصير هل هناك شيء ترغبين به ؟
رنا بدلال: أنت تعرف أنني أحب القهوة أكثر
نادى سامي على الخادمة ليطلب منها إعداد القهوة
رنا بمكر : سامي أنت تعرف كيف أشرب قهوتي أليس كذلك ؟
سامي ببرود : لا ، لا أعرف يمكنك أن تخبري سونيا بطلبك
كتمت غيظها لتطلب من الخادمة قهوة بسكر خفيف
جلست مرة أخرى بدون أن تحاول فتح حديث بعد ما رأت برود سامي ، فكرت للحظة ما الذي يمكن أن يكون قد دفعه للعودة ، إذا لم تكن أخته قد أعادته أي سبب يجعله يعود لوحده بقيت على هذا الحال حتى شعرت بالملل لتقول : إن الخدمة لديكم بطيئة أي قهوة التي تأخذ كل هذا الوقت
لم يجبها أحد في حين نادت والدة سامي على سونيا
دلفت الخادمة بأدب وهي تقول : أمرك سيدتي
قالت والدة سامي بهدوء : أعدي لي كوب من القهوة السادة بسرعة
كانت رنا تحترق من الغيظ ولكنها شهقت بقوة عندما دلفت سمر الصالة ، كانت جميلة بحق وقد اختارت ملابسها بعناية لترتدي فستان باللون الأخضر ليبرز لون عيونها بشكل لافت ، صفر لها سامي بإعجاب
سمر بضحك : هو فستان قديم ربما سأعطيه لشخص آخر وأشتري بدلا منه
قالت والدتها بسخرية : لقد أعجب رنا يمكننا إعطاؤه إياه
طفح الكيل فيها لتقول بغضب : ما هذا أنا ضيفتكم ما هذه الإهانة ، لا أريد منكم شيء
دخلت مريم في تلك اللحظة وهي ترتدي فستان أسود بدون أكمام وقد صففت شعرها
مريم : اسفة على التأخير لقد كنت أتحدث مع المحامي الخاص بي
فكرت سمر بسرها إذا ما تعمدت أختها ذكر المحامي لترهب رنا به ولكنها قالت : تبدين جميلة
ابتسمت مريم لتقول لها : شكراً على المجاملة ، أنتِ من تبدين رائعة اليوم
فكرت رنا إذا كانوا قد تعمدوا إظهار مدى ثرائهم لها ليشعروها بأنها لا تليق بهم
قالت مريم : تفضلوا الطعام جاهز
تعمدت رنا أن تجلس بجانب سامي على المائدة ، بقي الوضع صامت على الطاولة بدون أن ينطق أحدهم بأي كلمة ، لتشعر رنا بغضبها يزيد حتى تنفجر غاضبة وتقول : ما هذا ؟ أنا حقاً يتم إهانتي في هذا البيت
مريم بهدوء : ولم لا تغادرين ؟
رنا بصراخ : لماذا حتى أثبت لسامي أنني أتخلى عنه بسرعة
حاولت مد يدها لتحيط بسامي ولكن سامي منعها من ذلك
رنا بصراخ : أتظنون أنني لم أنتبه أنكم تعمدتم أن تبدوا بغاية الأناقة لتجعلوني أستصغر نفسي
مريم بهدء : أتمنى أن تهدئي ولا تفسدي عشاء عائلتي
ضحكت رنا بهسترية لتنهض مريم وتسحبها من ذراعها ولكن رنا تملصت منها وهي تقول بخوف أين تأخذيني ؟
مريم : قلت لك لا أرغب بأن تفسدي عشاء عائلتك سنذهب للحديقة
خرجت مريم وقد اخذت رنا معها لتلقيها ع الأريكة في الحديقة
مريم بحقد : استمعي لي أيتها الأفعى ، إن أردت أن ألحق بك الضرر ، كنت فعلت دون أن أحضرك إلى هنا ، ولكني لا أود أن ألوث يدي بك
رنا بخوف : ولكني لم أفعل شيء ، لقد أحببنا بعض فقط ولا أريد شيء
مريم بسخرية : حقاً؟ حسناً ألم تتسائلي لماذا عاد سامي من مغامرتك الصغيرة ؟
رنا بتلعثم : أنت .. أنت من أجبرته على العودة
مريم بنفي : لا ، لم أفعل ، لقد رآك في السرير مع شخص ما ، لقد حطمت قلبه
رنا بذعر : لا لا يمكنني توضيح ذلك لسامي
نهضت بسرعة ولكن مريم أعادتها لكرسيها مرة أخرة لتقول لها : لنتفق يا فتاة أنت تريدين المال وأنا أريدك بعيدة عن أخي ما رأيك بعشرين ألف دولار ؟؟
رنا بتلعثم : لا لقد فهمتي مقصدي بشكل خاطئ
مريم : لا كلانا نعرف أن هذا صحيح سأعطيك أربعين ألف دولار لن تأخذيهم دفعة واحدة سأوردهم على حسابك بأربع سنوات بشرط ألا تقتربي من أخي خلال هذه الأربع سنوات وإن فعلتها لا تلومي سوا نفسك أفهمتي ؟
رنا : وما بعد الأربع سنوات ؟
مريم : سيكون سامي قد نضج أكثر وهذا شأنه لا شأني ولكن نصيحتي لا تجعلني عيني تراك بأي وقت قريبة من أخي هل فهمتي ؟
رنا بإيماء : نعم لقد فهمت
مريم : حسناً ، جيد والآن إذهبي لإحضار حقيبتك وغادري منزلي
ركضت رنا لتأخذ حقيبتها وتخرج في حين بقيت مريم مكانها ، كانت قد طلبت من سمر مسبقاً أن يتركوها لوحدها عندما تغادر لتفكر بما يحدث معها ، ولكنها لم تفكر بشيء بقيت تنظر إلى السماء ولمعان نجومها ، فكرت مريم أنه مر وقت طويل على مشاهدتها للسماء ، كانت تحيط نفسها بذراعيها لتشعر ببعض الدفء وبعض الحب الذي تفتقده ، لا تعرف كم مضي من الوقت وهي تنظر للسماء حتى شعرت بمعطف على كتفيها ، ابتسمت وهي تقول : شكراً لك سامي ، إن الجو حقاً بارد
سمعت صوته الأبح وهو يقول لها : ولم أنت جالسة هنا إذا كان الجو بارد
شعرت بشعور غريب وهي تسمع صوته ولكنها قالت : فكرت أن أموت بالبرد بدلاً من أن أموت برصاصك
أكرم : أفترض بما أنك انتهيت من قصة أخيك إنك جاهزة للموت ؟
مريم : لا أعرف ، ما الشيء الذي تريد تحقيقه قبل موتك ؟
أن تحبيني ، هذا ما خطر في بال أكرم ولكنه قال بسخرية : لا أدري كل ما يخطر ببالي أحققه ، هل هناك شيء ترغبين به ؟
مريم : لا ، لقد نفذت وصية أبي وأخوتي لديهم الممتلكات وإن لم يستطيعوا الحفاظ عليها فهذا شأنهم
أكرم : حتى قبل موتك تفكرين بهم
مريم : يمكنك أن تقول بأنني اعتدت على هذا ،
أتت الخادمة لتسألها إن كانت بحاجة إلى شيء ما
مريم بسخرية : هل يمكننا شرب بعض القهوة قبل أن أموت
كتم رغبته بالضحك ليوجه كلامه إلى الخادمة : قهوة سادة لي
خرجت سونيا لتأتي بعد عدة دقائق وهي تحمل كوبين من القهوة وهي تقول : قهوة سادة لك سيدي ، وقهوة بسكر خفيف لكِ سيدتي
شكرتها مريم لترتشف بعض القهوة بهدوء ويشاركها بها أكرم ، شعر بأنها غير مستسلمة له ، لا تبدو كفتاة تنوي الموت ، ما الذي تخطط له يا ترى بقيت الأفكار تدور في عقله حتى أنه بدأ يشعر بدوار طفيف وبدأ جفناه يتساقطان
ليقول بصوت متخاذل : ماذا فعلتي ؟
مريم بسخرية : بعض المنوم لا تقلق عندما تستيقظ لن تجدني
كان يريد الشعور بالغضب ولكنه لم يستطع ليغمض عينيه تماماً ويسقط في نوم عميق
نظرت مطولاً له قبل أن تنهض وتتحرك باتجاهه وتضع عليه معطفه لتغادر المكان ولكن ما إن خطت بضع خطوات حتى عادت لتلامس وجهه وتطبع قبلة على جبينه وتغادر من باب الخدم بعد أن أحضرت الحقيبة التي جهزتها مسبقاً


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:46 PM   #14

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي

استيقظ من النوم وهو يشعر بصداع رهيب ، بدأت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً ، ليجد سامي واقفاً عند رأسه وهو يبتسم : هل استيقظت ؟
نهض بغضب وهو يقول : أين هي ؟
سامي بابتسامة : أنت تعرف أنها لن تخبر أحداً منا أين هي
أكرم : تلك اللعينة
سامي بسخرية : لا داعي لكل هذا ، لن تدعك تقتلها بسهولة
أكرم : ستندم أختك كثيراً على فعلتها تلك
وغادر وهو يشعر بالغضب الشديد
***************************************
دلفت إلى مدرستها وهي تفكر بأكثر من أمر منها توليها للشركات التي ما زال عليها الاهتمام بها بعد أن اختفت مريم مرة أخرى هي تدرك تماماً أن أختها لن تتركها وحدها وستجد وسيلة تواصل ولك هذا لا يعني بأنها لا تشعر بأن عليها العديد من الضغوط
خرجت من أفكارها وهي تدلف غرفة الفصل لتجدها فارغة ، نظرت حولها بتعجب
مريم : ماذا يحصل هنا ؟ أين الجميع ؟
سارت حتى وصلت لمقعدها ووضعت الحقيبة عليه وقالت : حقاً هذا غريب ؟ أين الجميع
سمعت صوتاً خلفها يقول : في المعمل أنسيت أننا اليوم لدينا درس في المعمل
التفت بسرعة نحو الباب وهي تقول : عادل ، لقد أرعبتني
عادل بسخرية : آسف أيتها الأميرة
كانت تنوي المغادرة ولكنه بقي واقفاً عند الباب
سمر بصبر : أريد الخروج يجب أن أذهب للمعمل
عادل : وما مشكلتي أنا ؟
سمر بغضب : ابتعد عن الباب
شعرت بأنه بدأ يقترب منها فبدأت بالرجوع إلى الخلف وهي تقول : عادل ، ما بك
عادل : ألم تعرفي بعد ؟
استمرت بالرجوع إلى الخلف وهي تقول : لا تقترب مني
اصطدمت بالحائط لتحاول الهرب في طريق آخر ولكنه أمسك بها ليجعلها بين الحائط وبينه
سمر ببكاء: أرجوك ، أرجوك ابتعد عني
عادل : اهدئي ، أنا أحبك
هزت رأسها بقوة وهي تقول : لا لا أنت تحب مايا
عادل : لا تلك فتاة سخيفة ، ألا تدركين أنني أحبك
استمرت بالبكاء وهي تقول : أرجوك ابتعد عني ، لن أخبر أختي بأي شيء ولكن أرجوك ابتعد
عادل بغضب : هل تظنين أنني أهتم بأختك
اقترب منها ولكنها استمرت بدفعه عنها صرخت بقوة ولكنه كتم فمها ، حاولت الهرب ولكنه أمسك بها ليرفعها عن الأرض بقيت تتخبط وتتلوى لتحاول أن تفك قيدها ، أنزلها مرة أخرى ليهوي على خدها بصفعة ، بكت بهستيريا وهي تدفعه عنه ، هربت منه ولكنها تعثرت لتسقط على الأرض ، شعرت بألم في جسدها ولكنها حاولت الهرب لتجده واقفاً فوق رأسها
بكت بقوة : أرجوك عادل ، أرجوك لا تفعل هذا بي
صرخت طلباً للمساعدة ولكنه عاد ليكتم صراخها ،وفجأة انتهى كل شيء أحست بأحدهم يرفع عادل عنها ، وبمجرد أن شعرت أنها تحررت هبت واقفة لتجد أستاذها سامر ، ممسك بعادل ولكنها لم تكترث بأي شيء بل هربت خارجة من الفصل كله وهي تبكي ، لم تعلم أين تذهب ولكنها بقيت تركض بين أروقة المدرسة لتخرج منها بشكل نهائي ، بقيت تركض مبتعدة عن الفصل ولكنها عادت وتعثرت حاولت النهوض ولكنها لم تستطع ، رأت يد ممدودة لها لتقول وهي تبكي : أرجوك ابتعد عني ، أرجوك لا تقترب
زاد بكاءها عندما رفعها عن الأرض وجعلها تنظر إليه وهو يقول : أنا الأستاذ سامر هل أنتِ بخير ؟
بقيت تبكي وهي تقول : أرجوك ابتعد أخرجني من هنا
هربت منه وهي تعرج لتدلف حمام الفتيات وتخرج هاتفها وتتصل برقم ليرد عليها بعد لحظات
قالت وهي تبكي : أشرف ؟
قال بقلق : آنسة سمر ؟ هل أنت بخير ؟
بكت بهستيريا وهي تقول : أرجوك خذني من المدرسة ، تعال بسرعة أرجوك
أشرف بقلق : أنا في الطريق لن أتأخر خمس دقائق ولكن هل أنتِ بخير ؟
استمرت في بكائها وهي تقول : لا ، أنا في حمام الفتيات عندما تأخذ لي إذن خروج من المدير أخبرني لأخرج
انهت المكالمة وبقيت تبكي بهستيريا
**************************
زاد من سرعته بخوف ، لن يسامح نفسه إن حصل لها شيء ، وصل مدرستها بعد 3 دقائق وجهز مسدسه ليدلف بسرعة إلى غرفة المدير ، تم استقباله بطريقة حسنة فالجميع يعرفونه هنا وأكثر من مرة يأتي ليأخذ سمر ، أخذ إذن الخروج بسرعة واتصل بها لتقول له بأن يقف عند باب الحمام ، توجه هناك مسرعاً ليجد شاب في اواخر العشرين واقف قريباً من هناك ، شعر بأن له يد في الموضوع ولكن الهدف الأساسي هو إخراجها ومعرفة ماذا حصل ؟ ومن ثم سينال من أبكاها عقابه ليس منه بل من مريم
دق على الباب ليقول : سمر أنا هنا
خرجت بسرعة وهي تبكي : أشرف ، شكراً لك
أمسك بها وهو يقول : لا داعي يا عزيزتي ، هل أنتِ بخير ؟
سمر : لا لستِ بخير ، أرجوك أخرجني من هنا ، اعتقد أنني كسرت قدمي
أحاط بها وساعدها على المشي حتى السيارة تاركاً سامر في دهشة شديدة


كانت جالسة تعمل مع شعور بالضيق ، لا تعرف ما بها ولكنها تشعر بأنها متضايقة ، حاولت أن تلهي نفسها بالعمل ولكن لا فائدة
مريم : اهدئي قليلاً يا مريم اهدئي قليلاً ، لا يوجد شيء فقط لأنك تركت أخوتك لا شي مهم
فكرت أن تتصل بهم ولكنها تعرف أن أكرم يمكن أن يمسك بها لذلك فضلت ألا تتعجل و عادت لتشغل نفسها بالعمل
************************************
دخلت إلى منزلها وهي تعرج يسندها أشرف ، رآها سامي ليركض لها وهو يقول : سمر هل أنتِ بخير ؟
سمر بخفوت : نعم أنا بخير لقد التوى كاحلي فقط
سامي بقلق : كيف حصل ذلك ؟
سمر وهي تنظر لأشرف لتراه يومئ لها : لقد سقطت في المدرسة واتصلت على أشرف ليأخذني
نظرت لها والدتها لتقول : كيف سقطتي ؟ هل أنتِ حمقاء ؟ أخبرتكم مئة مرة يجب أن تكونوا حذرين لا أحد يعلم إن كان هناك أحد ما يصورك لينشرك خبراً
سمر وهي تشعر بالاختناق : أنا بخير أمي لا تقلقي علي
وتركتها لتستند على سامي وهي تقول : أريد أن ارتاح
سندها سامي ليصعدها الدرج ووضعها على سريرها ليقول لها : هل ترغبين بأي شيء
هزت رأسها نفياً وهي تقول :أرغب بأن أنام فقط
تركها وأغلق الباب خلفه لتغرق في موجة بكاء حتى نامت

***************************************
دلف منزله وهو يحاول أن لا يشغل باله بما حصل ، أعد لنفسه الطعام ولكن لم تكن له أي شهية للطعام ، سمع هاتفه يرن ، توجه إليه وأجاب
سامر : مرحباً أكرم
أكرم : هل يمكنك القدوم إلى مكاننا المعتاد ؟
سامر : هل تشعر ببعض الضيق ؟
أكرم بغضب : بل الكثير من الضيق ، أشعر بالاختناق
سامر : حسناً ، سأكون عندك بعد نصف ساعة
أغلق الهاتف وخرج من منزله ليتوجه إليه ، رآه على طاولتها المعتادة ، أشار في طريقه للنادل بإحضار فنجان قهوة له ليجلس أمامه
سامر : ماذا يحصل معك لم تكن أبداً كذلك
أكرم بحنق : لا أدري ماذا يحصل ، كيف لفتاة مثل تلك أن تتلاعب معي هكذا ؟ إنه يشعرني بالاختناق أنا المنشار ألا تخاف مني
سامر بتفكير : لو أردت رأيي هي تخاف منك كثيراً ، لذلك تهرب تعرف أنك لن تتردد في تنفيذ تهديدك
أكرم : لقد كانت تقول بأن لديها ورقة رابحة ستمنعني من قتلها
سامر بتعجب : وما هي ؟
أكرم : لا أعرف إنها المرة الأولى في حياتي التي لا أعرف فيها شيئاً أنا حقاً أجهل عنها العديد من الأمور
سامر : هدئ من روعك ستحل كل المشاكل ، أما بالنسبة للورقة ربما أجلت استخدامها
أكرم : حتى متى ، ومتى سأمسك بها ، لقد أصبحت أتخيلها بكل مكان
سامر : هل تحبها ؟
صمت قليلاً ليقول بجمود : لا
بقي كلاهما صامتاً لفترة ليقول أكرم : ما بالك أنت بماذا تفكر
بقي سامر على صمته لعدة لحظات ليقول بعد فترة : إذا كنت تريد مساعدة فتاة ما ، ولكنها رفضت ذلك واستعانت بشخص غيرك ماذا يعني هذا برأيك
أكرم ببساطة : أنها تحب الشخص الآخر
قال سامر وهو يرى صورة سمر مع أشرف ليقول : نعم ، تحب الشخص الآخر
أكرم : ما مناسبة السؤال ماذا حصل ؟
سامر : أخت زوجتك اليوم
أكرم بتعجب : سمر ما بها ؟
سامر : حاول أحد الطلاب الاعتداء عليها
أكرم بغضب : ماذا ؟ كيف حصل هذا ؟ ولم لا تخبرني ؟
سامر : اهدأ ، أعتقد بأن حبيبها سيحل كل شيء
أكرم بتعجب : حبيبها ، إنها لا تعرف أي أحد ، هذا ما أعرفه أنا
سامر : بلى ، لقد حاولت مساعدتها وقمت بإبعاد الطالب عنها ولكنها هربت مني وعندما لحقت بها كانت ملقية على الأرض أمسكت بها ولكنها بقيت تصرخ وتركتني لتذهب لحمام الفتيات وبقيت هنالك حتى أتى رجل وأخذها
أكرم : رجل ؟ من هو يا ترى ؟
سامر : أعتقد أن اسمه أشرف
أكرم بضحك : أه أشرف نعم أنا أعلم أشرف
بقي صامتاً لينفذ صبر سامر وهو يقول : هل هو أخيها ؟
قال أكرم بسخرية : لا
سامر بغضب : وهل تنوي أن تقول لي ما صلة القرابة ؟
أكرم باستمتاع : هل تنوي أن تقول لي سبب اهتمامك ؟
سامر : ليس اهتمام هو فضول فقط
أكرم بسخرية : الفضول سيء تخلص منه بسرعة
نهض بغضب وهو يقول : أنا المخطئ لأنني أتيت إليك
أمسك به أكرم وهو يضحك : اهدأ هو فقط مساعد أختها ومطلوب منه أن يحميها في الوقت الحالي ، كما أنه متزوج ولديه ولد
صمت سامر قليلا ً مع شعور بالارتياح ليقول له : لا يهمني
ضحك أكرم وهو يقول : أعرف ذلك ، وماذا حصل مع الطالب الذي حاول الاعتداء عليها
سامر بهدوء : اتضح أن أبيه رجل مهم قال أنه سينهي الأمر مع السيدة مريم وفقط لأن الأمر حدث في المدرسة لقد تم فصله لمدة أسبوعين
قال كلامه ليبدو عليه الغضب وليعود كلاً منها إلى صمته


مضى يومين بقيت سمر في منزلها رافضة الحديث مع أحد ، أخبر أشرف كل شيء وطلبت منه إيجاد طريقة لإخبار أختها ولكنها تعرف جيداً إن أرادت أختها الإختفاء فلن يستطيع أحد معرفة مكانها حتى تظهر ، كانت الحالة النفسية لها محطمة تمنت كثيراً لو أنها تستطيع إخبار أخيها أو أمها ولكن سامي لن يستطيع فعل شيء فقط سيشعر بالعجز لأنه لا يستطيع مساعدتها أما أمها ستخبر الجميع بالأمر ولن تفعل شيئاً ، إن كان هناك شيئاً سيأخذ حقها كما تريد فهي مريم فقط
تنهدت لتسمع طرق الباب ،مسحت دموعها بسرعة لتقول : تفضل
دلف سامي إلى الغرفة ليقول : أختي هل أنتِ بخير ؟
سمر بهدوء حتى لا تبكي : نعم ، فقط أشعر ببعض الصداع
سامي : هل تريدين أن أحضر لك مسكن ؟
هزت رأسها نفياً لتقول : لقد أخذت قبل قليل
سامي : آسف ولكن أشرف ينتظرك بالأسفل
نهضت بسرعة لتنزل الدرج وتدلف إلى الصالة وهي تقول : هل من أخبار عن مريم ؟
أشرف : للأسف لا يوجد ، هل تريدين مني التصرف
سمر : أنت تعرف بأنني لن أضعك في هذا الموقف
أشرف : لكن يجب أن ينال عقابه
سمر بهدوء بعكس ما بداخلها : لا تقلق سيناله
أشرف : هل أعطيتي آدم وظيفة في الشركة ؟
سمر : نعم
أشرف : ولكن تعرفين الوضع مع أعمامك
سمر : لقد سمعت مريم تتحدث معه ذات مرة وقالت له عندما تنهي دراستك في الخارج سأوظفك عندي وقد أتى
أشرف : لا أدري ولكن مادام مريم تريد توظيفه ربما تعرف شيئاً
سمر : هذا ما قلته
غادر أشرف لتعود سمر إلى سكونها في غرفتها ، بقيت على وضعها حتى شعرت بأن الباب فتح فجأة لتنهض وهي خائفة
سمر : ماذا يحصل ؟
قالت أمها بغضب : بل أنتِ ماذا يحصل معك ؟
سمر بتلعثم : لا شيء لا يوجد شيء
قالت والدتها : ولم تغيبت عن المدرسة ليومين
سمر : أرجوكِ أمي اتركيني
صرخت والدتها وهي تقول : لدي الحق أن أعرف ماذا يحصل لكم
نظرت لوالدتها وهي تشعر بالاختناق وتوجهت إليها لتضمها وتنفجر في بكاء ، لا تعلم ما الذي فكرت به ولكنها أرادت الشعور ببعض الحنان والأمان ، صمتت والدتها لحظة لتحيطها بذراعيها وهي تقول بصوت هادئ : سمر ، ماذا يحصل معك يا عزيزتي
نبرة والدتها الحنون جعلتها تبكي بشكل أسوأ وهي تحتضن أمها بقوة
قالت بعد فترة : أرجوكِ لا تسأليني لماذا أبكي ، لا أرغب بالتحدث
بقيت والدتها صامته وهي تربت على كتفيها لتقول لها : لا بأس يا عزيزتي اهدئي فقط لم تبكين أنتم جميعاً أقوياء ، هذا ما ربتكم عليه مريم ، يجب أن تكونوا أقوياء
لم تجبها سمر لتستمر بالبكاء حتى نامت بين ذراعي والدتها
عدلت والدتها من وضعية نومها لتتركها وتأخذ عمر وتعود لمنزلها إلى زوجها
************************
كانت تشعر بالارتياح ، مر زمن طويل لم تشعر به بمثل هذه الراحة ، كانت تسير على شاطئ البحر كما اعتادت قبل أن تحمل كل تلك المسؤولية ، نظرت للبحر لتنظر إلى غروب الشمس ولكنها وجدت بدلاً من ذلك أختها سمر ، كانت تغرق ، شيئاً ما يبتلعها حاولت أن تساعدها ولكنها لم تستطع حتى شاهدتها تغرق ، استيقظت بهلع وهي تتصبب عرقاً ، لم تستطع الاحتمال ، نهضت بسرعة لترتدي ملابسها وتتجه إلى بيت والدها الذي استقروا فيه حديثاً ، فكرت بأنها أكثر شخص كان سعيداً بعودتهم إلى ذلك المنزل فهي أكثر من تملك ذكريات فيه ،ولكنها وعلى الرغم من ذلك لا تستطيع البقاء فيها ، فتحت باب المنزل بمفتاحها لتدلف في الوقت الذي اتصل أحدهم ليخبر أكرم بأنها موجودة في المنزل
أكرم : هل هناك جديد ؟
قال مساعده : السيدة مريم في المنزل الآن
قال أكرم بتعجب : في منزلها ؟ هل أنت متأكد ؟
قال مساعده بتأكيد : لقد رأيتها تدلف إلى المنزل الآن
أكرم : أنا في مكان بعيد الآن أحضرها لي وإياك أن تهرب هل فهمت هذا ؟
قال مساعده بخوف : لا تقلق سيدي ، ستكون عندك بعد ساعة
أما مريم فدلفت بصمت لتتجه إلى غرفة سمر ، دخلتها بهدوء لتجدها نائمة نظرت لها مطولاً وهي تشعر ببعض الارتياح ، فكرت وهي تنظر لسمر كم أنها تحبها لا أحد يعلم بأنها تحب سمر كثيراً فسمر هي النسخة التي كانت عليها مريم يوماً ما فتاة مدللة لديها ثقة بنفسها لديها ذوقها الخاص بها ، وكانت مريم حريصة جداً على أن لا تكون أختها مثلها
توجهت نحوها لتقبل جبينها ولكنها لاحظت انعقاد حاجبيها وكأنها تحلم بكابوس لتتمم قائلة : لا أرجوك ابتعد عني لن أخبر عنها
عقدت مريم حاجبها بخوف لتهز كتف سمر وتيقظها من كابوسها ، استيقظت سمر بخوف ونظرت لأختها قبل أن تمتلئ عيونها بالدموع وترمي نفسها بين ذراعيها
مريم بهلع : سمر ، عزيزتي ماذا يحصل ؟
قالت سمر ببكاء : أين أنت لقد احتجت إليك كثيراً ، أنا انتظر حضورك منذ يومين
مريم بخوف : يومين ، ماذا حصل يا صغيرتي
قالت وهي تشهق : لا أرغب بالتحدث اسألي أشرف
ابتسمت وهي تقول : يمكنني سؤال أشرف ولكن يبدو أن الموضوع يخصك أنتِ ، هيا تحدثي سنستطيع حل الأمر
صمتت قليلاً لتلاحظ مريم ارتجافها فربتت على كتفها لتنظر لها سمر وتبدأ الحديث ، بقيت ملامح مريم جامدة وهي تقول : هل هو عادل ابن سعيد ؟
أومأت برأسها لتأكيد
احتضنتها مريم لتقول لها : لا تقلقي سآخذ حقك منهم جميعاً ليتعلم هو ووالده كيف يمكنهم العبث مع أختي
سمر : ولكن والده لا يعلم
مريم : ولكن المدرسة بالتأكيد أخبرته لماذا لم يعتذر ؟
صمتت سمر وبقيت بين ذراعي أختها لتقول لها مريم بعد فترة : أنتِ قوية ، لا يجدر أن تكوني هكذا ، من الغد يجب أن تنتبهي لدروسك هل فهمتي ؟
سمر بابتسامة : حسناً ، وشكراً لكِ
مريم : لا شيء مهم أنتِ تعلمين أنني أحبك
سمر بغيرة : ولكنك تحبين عمر أكثر
فكرت مريم كم هي مخطئة بظنها ولكنها قالت بابتسامة : هو طفل صغير يا غيورة
توجهت لتنظر للنافذة وقالت : سمر ، هل يمكنني أن أطلب منك شيئاً ما ؟
سمر : بالتأكيد ، أي شيء
مريم : إن لم أتصل بك بعد نصف ساعة تواصلي مع أشرف وقولي له أن يستخدم الورقة
سمر بتعجب : أي ورقة ؟
مريم : فيما بعد يا عزيزتي ، والآن يجب أن أهرب
سمر : لمتى ستستمرين بالهرب ؟
مريم بضحك : من يعلم ؟
لتخرج بسرعة وهي تقول : لا تنسي نصف ساعة من الآن
وخرجت بسرعة ، حاولت الخروج بهدوء من نفس المكان الذي هربت منه مسبقاً ولكنها لم تستطع ، وجدت أمامها رجلين عرفت على الفور أنهم رجال أكرم ، رفع أحدهم السلاح ليقول لها بتهديد : سيدة مريم ، لا تجبرينا على استخدام العنف أرجوكي تعالي معنا
اقتربت منه مريم فجأة ليصبح المسدس ملاصق لجبينها وهي تقول : هيا أطلق النار
رأت ارتباكه لتعطيه ضربة قوية في بطنه باستخدام قدمها وتقفز بسرعة مبتعدة عن الرجل الآخر الذي جهز نفسه للقتال ، بقيت مريم تنظر له لفترة حتى يبدأ بينهم القتال ، حاول مساعد أكرم إمساكها ولكنه كانت تعطيه اللكمات حتى يفقد وعيه وتستطيع الهرب ولكن قبل أن تفعل ذلك شعرت بألم شديد في رأسها نتيجة اصطدامه بشيء ، التفت لتجد المساعد الأول قد ضربها بمسدسه في رأسها، شعرت الأرض تدور حولها قبل أن تسقط مغشياً عليها
قال المساعد الثاني بذعر : ما الذي فعلته
رد عليه وهو يقول : ماذا ألم تسمع الأستاذ أكرم يجب إحضارها بأي ثمن وتلك الفتاة مقاتلة ، هل سنبقى نتعارك معها ، هيا بنا
حملا مريم بسرعة ليتجها بها إلى منزل أكرم
وضعاها في منزله بعد أن سمح لهم الحراس بالدخول ليضعوها على الأريكة ويخرجوا ، ليتقابلوا مع أكرم عند الباب
أكرم : هل أحضرتها ؟
قال المساعد بفخر : طبعاً سيدي
ركض بسرعة ليدلف منزله ولكنه توقف قليلاً عندما لم يسمع أي صراخ
أكرم : إنها واحدة من اثنتين إما أنها استسلمت أو أنها تدبر لشيء جديد ، وبما أنني أعرف أنها لن تستسلم فبالتأكيد تخطط لشيء جديد ، دخل منزله وهو متحفز ليسير بعض خطوات ليراها نائمة على الأريكة ، نظر بتعجب لها ليقول : لا لا يمكن أن تكون نائمة
سار نحوها بحذر ولكنه تأكد أنها لا تتحرك أمسك بها بتعجب ليفكر بأنها أجمل بكثير عندما تكون هادئة ،نظر لجسدها الضئيل مقارنة بجسده ، تلك القصيرة كيف لها أن تسبب لها كل هذا الارتباك خرج من أفكاره وهو يشعر بسائل لزح على رأسها ، عقد حاجبيه ليرى يده ملطخة ببعض الدماء ، حينها بدأ يفهم ، أولئك الأوغاد لقد آذوها
خرج مسرعاً ليناديهم ، تقدم كلاهما بثقة وهما يظنان أنها سيحصلان على مكافأة ولكنهم شعروا بالذعر عندما أمسك بهم ليقول : من منكم ضربها ؟
قال المساعد بخوف : لم نكن نشأ ذلك يا سيدي ولكنها هاجمتنا وأنت قلت لنا بأن نحضرها بأي ثمن
كتم ضحكته وهو يفكر : نعم يمكنها أن تهاجم تلك القطة الشرسة تفعلها
أكرم بغضب : ولكن هذا لا يعني بأنني طلبت منكم إيذائها ، أحضرا طبيب بسرعة
ركض كلاهما بخوف ليحضر الطبيب بعد ربع ساعة ويضمد رأسها ليطمئن أكرم أنها بخير ولن يصيبها أذى ، خرج الطبيب ليجلس أكرم على الأرض بجوارها وينظر إليها ، ها هي بجواره لكن لماذا يشعر بأنه ليس سعيد بأنه انتصر ، نظر لوجهها مطولاً ليقول بكبرياء : ستكون خسارة أن أجبر على قتلك يا قطتي الشرسة ، ليقبل شفتيها ويخرج بسرعة
************************
بقيت سمر مستيقظة تنتظر اتصال أختها ولكن لا يوجد أي نتيجة ، أمسك هاتفها لتتصل بأشرف
رد بسرعة وهو يقول : آنسة سمر ، هل أنتِ بخير ؟ هل يوجد شيء؟
سمر بخجل : لا لا ، آسفة على إزعاجك بمثل هذا الوقت ولكن لقد أتت مريم
أشرف بصدمة : مريم ؟ هل هناك شيء
سمر : لقد تحدثنا سوياً وقالت لي بأن أنتظر اتصالها وإن لم تتصل بي بعد نصف ساعة يجب أن أتواصل معك وأخبرك بأنها تطلب منك أن تستخدم الورقة
أشرف بصوت مهتز : هل أنتِ متأكدة ؟
سمر : نعم ، ولكن ما هي هذه الورقة
أشرف : في الواقع هي ليست ورقة بل اتفاقية ، اتفاقية تعني أن مريم ستتخلص من خوف قتلها لفترة لتعيش رعب آخر
سمر : ماذا يعني هذا ؟
أشرف : غداً ستعرفين ، عن إذنك يجب أن أتصرف سريعاً
وأغلق الخط

يلا يلا يلا
بدي منكم كبشة توقعات وكبشة آراء
شو رأيكم بتصرف مريم مع رنا
وشو رأيكم بهروب مريم للمرة التانية
شو رأيكم بالفستان تبع مريم وسمر أهم سؤال
برايكم شو هي الورقة
شو وضع آدم ابن عمهم
أكرم بعد ما صارت مريم عنده شو هيصير ؟؟؟؟؟
بانتظاركم

lolitaas likes this.

هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:49 PM   #15

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا مرحبا
جاهزين لبارت جديد
متحمسة كتيييييير لمعرفة ردودكم على البارت هاد
بس بعد ما فشل الكل بمعرفة شو الاتفاقية أو الورقة يلي مع مريم بتمنى ما تشتموني كتير بعد ما تعرفوا أوكي
يلاااااااااااااااااااا

بقي مستيقظاً طوال الليل ، لم يصاحبه النوم طوال تلك الليل ، كيف ينام وهي بالأسفل نائمة ، وبخ نفسه طوال الليل عندما كانت تراوده أفكار بأن يذهب إليها لم يستطع الانتظار حالما بدأت الشمس بالشروق ، غادر سريره سريعاً ليأخذ حماماً طويلاً يضيع به بعض الوقت ، ليخرج ويرتدي ملابسه وينزل بسرعة ، نجح بالتظاهر بالجمود ليقف عند رأسها ويهز كتفها وهو يقول بفظاظة : هيا ، ألم تكتفي من النوم
فتحت عينها واحد تلو الأخرى لتنظر للمكان الذي تنام فيه ، بقيت عينيها تدور حتى استقرت على أكرم قالت بألم : أشعر بصداع
شدها من يدها وهو يقول : سأخلصك من كل آلامك الآن
حاولت التخلص من بين يديه ولكنه كان يمسك بها بقوة ليرمي بها في قبو منزله ،ويمسك أحد أسلحته ليوجهه إلى جبينها وهو يقول بسخرية : هل من وصايا ؟
قالت بجدية : أخوتي
لتغمض عينيها لتفكر هل نجح أشرف يبدو أنه لا ، لو نجح ما كانت ستكون في هذا الموقف ، سمعت صوت سحبه لصمام الأمان لتغمض عيونها بخوف لينتهي كل شيء فجأة
عند أكرم
كان يجهز نفسه للقضاء عليها ، كان يفكر بأنها حتى لو كانت تعني له شيئاً ولكنه لن يتنازل وقد قال أنه سيتقتلها وسيقتلها
قال أكرم لنفسه : نعم أصوب عليها وأقول لها أحبك وأطلق النار لينتهي كل شيء
سحب صمام الأمان ليراها تغمض عيونها كقطة مذعورة وقبل أن يطلق ، اقتحم أحد مساعديه القبو ليقول بذعر : سيدي عليك أن ترى هذا
أكرم : فيما بعد
قال مساعده بإصرار : لا يا سيدي ، الموضوع متعلق بها
نظر لها بعد جملة مساعده ليرى عينيها قد عاد لهما بريق التحدي الذي يعشقه مع ابتسامة سخرية
نظر لها ليقول بغضب : ماذا فعلتي ؟
قالت باستمتاع : لم لا تنظر بنفسك ؟
أمسك بها ليسحبها بقوة ويصعد ليشاهد ما يريده مساعده ، كان تلفاز ، أو بالأصح تلفازه ، لقد كان خبر جعل أكرم يقف بذهول وهو لا يعرف هل يستمتع بعقلها الذي يعمل مثل السم ، هل يجب عليه الشعور بالحنق لأنها كسبته ، أم يشعر بالسعادة لأنه لن يقتلها حالياً ، فما كان أمامه لم يكن إلا خبر كانت تظهر الإعلامية بابتسامته المشرقة وهي تقول : صدمة ، صدمة ، صدمة ، الوسط التجاري يتهز ، خبر وصلنا من مصدر موثوق يؤكد زواج السيدة مريم من السيد أكرم كلاهما صاحب شركات ضخمة ،ولكن ومن المتعارف أنه لم يكن هناك صفقات بينهما ، مما يوجب علينا التساؤل هل هذا زواج لصفقة عمل ، أم هو مجرد حب ، هل سيتم دمج الشركتين بعد الزواج ، هل يجدر على الشركات الأخرى أن تخشى المديرين المتزوجين
أطفأ أكرم تلفازه بغضب لينظر إليها ليجدها تنظر إليه باستمتاع
نعم تلك هي الورقة التي أعطتها لأشرف ، تلك الورقة لم تكن سوى عقد واتفاقية زواجهما ، لن يستطيع قتلها الآن فخبر زواجهما حديث الموسم الآن خرجت من أفكارها عندما قال بهدوء محاولاً أن يخفي غضبه : فكرة جيدة أن تعلني زواجنا، الكل لديه تساؤلات الآن لا أستطيع قتلك لأن كل الأنظار علي أنا وزوجتي أليس كذلك ؟
شعرت بارتعاش عندما نادها زوجتي ولكنها قالت بسخرية : ماذا أفعل هل كان يجب أن أستسلم ؟
نظر لها وهو مبتسم : لقد فعلتِ بنفسك شيئاً أسوأ من الموت
كانت تدرك هذا ولكنها بحاجة لبعض الوقت لتضمن وضع أخوتها في الشركة لتموت فيما بعد
نظرت له لتقول : هل ستعذبني ؟
قال لها باستمتاع : تبدو هذه الكلمة بريئة بالنسبة لما أفكر به
قالت وهي تنظر بتحدي : ولكن لا تتوقع مني الاستسلام
قال لها بسخرية : لن يكون للأمر أي معنى إن استسلمت والآن بما أن سمعة شركتينا على المحك لنعقد اتفاقية
اعتدلت ووجهت كل انتباهها له لتقول: ما هي ؟
قال أكرم : أنت زوجتي أمام الكل ، مما يعني أنك ستحضرين كل الاحتفالات باعتبارك زوجتي ، ستجربين على احترامي أمام الآخرين
قالت وهي تقترب منه : وأتوقع منك الشيء ذاته
أكرم : ولكن ، يجب عليك أن تعرفي ، لقد أوقعت نفسك بجحيم خطير
قال جملته ليصفعها بكل قوة ، لتسقط على أثرها من الأريكة إلى الأرض
قالت له بألم : نعم أعرف ذلك ولكن هذا لا يعني أنك ستعيش في النعيم
رفست قدمه بكل قوتها ، الأمر الذي جعله يفقد توازنه قليلاً دون أن يسقط ، لينظر لها بغضب وهو يقول : كلما اشتدت المقاومة ، اشتدت المعاناة
نهضت لتصفعه بقوة لتقول بغيض : أفضل أن أموت مقاتلة
أمسك بها من شعرها وسحبها بقوة ليصعد بها السلم ليسمعها تصرخ : ابتعد عني
قال بسخرية : اهدئي يا قطتي المتوحشة
دخل غرفته ليرميها على السرير ويقفل الباب خلفه
نظرت غير مصدقة لما يحصل لتقول بعد فترة : هل سجنني بالغرفة ؟
ركضت نحو الباب لتحاول فتحه ولكن لا فائدة استمرت بركل الباب مدة من الزمن دون نتيجة، كان من الواضح أنه تركها ، التفت لترى الغرفة لتحاول التفكير بشيء ما

كان يجلس ويتناول طعامه وهو مستمتع لسماع صراختها وركلاتها على الباب ، أنهى طعامه ليجدها قد هدأت ، ابتسم وتوجه للخارج ليزيد الحراسة فلا يريد منها الهرب ولا يريد لصحفي متطفل الدخول لحياته الآن ليس قبل أن يتفقا على كل شيء مثل ظروف زواجهم أسباب الزواج فأي خطأ يجعلهم سخرية للرأي العام وهو شي لا يريده في الوقت الحالي
خرج للحديقة ليلقي بعض التعليمات ليرى حراسه يسيرون كخلية نحل لتنفيذ أوامره ،التفت ليعود إلى المنزل ولكن ظهرت الصدمة واضحة على وجهه وهو يراها ، لم تكن على الأرض لا بل في الشرفة ، كانت تتسلق سياج الأمان لتقفز
أكرم بصراخ : هل أنتِ مجنونة
التفت لتصرخ في وجهه : أيها الحقير سأريك معنى أن تسجنني هنا
قال ولديه نوع من الخوف : عودي للغرفة حالاً
مريم : لا لن أسجن أبداً هل فهمت هذه الفكرة
سار بعض خطوات ليكون أسفلها و قال : سأفتح الباب هيا يجب عليك العودة لا نعلم إن كان هناك صحافة في المنطقة
تمتمت بحنق : أكره عندما تكون محقاً ، فبما أنها بدأت لعبة الزواج يجب أن تلتزم بها لسمعتها وسمعة شركتها
عادت أدراجها لتدخل مرة أخرى ليركض هو مسرعاً ويفتح الباب ، سرعته جعله ينسى مع من يتعامل حيث أنه بمجرد دخوله تلقى لكمة منها
أكرم بغضب : أنتِ تستعجلين على أجلك
قالت بسخرية : لا زال لدينا وقت طويل جداً حتى يصبح خبر زواجنا خبر قديم
قال لها بجدية : أنت حقاً فتاة وقحة
قالت بسخرية : تلك واحدة من مواهبي
جلس ليقول : يجب أن نتفق على ملابسات الزواج
قالت بهدوء : كلانا نعرف كيف تزوجنا
أكرم بصبر : وهل تنوين إخبار الصحافة بطريقة زواجنا
كان هناك وميض يحذرها منه ولكنها تجاهلت هذا الوميض لتقول بسخرية : هل تنوي الكذب ؟
عاد ليمسك بها من شعرها ويصفعها عدة مرات متتالية ليجعلها تشعر بالندم لتجاهلها وميض التحذير ليقول لها : اسمعي إياك أن تفعلي أي شيء قد يدمر عملي حقاً لن أرحمك وقتها هل فهمتي ؟
بقيت صامتة ليلقيها على الأرض وهو يقول : فتاة غبية ، سأرسل شخص يتحدث مع الإعلام شاهديه واحفظي كل كلمة منه وإياك أن تقولي شيئاً غيره لو سألك أحد هل فهمتي ؟
كان تشعر بالإنهاك والتعب والألم الشديد فبقيت مكورة على الأرض دون جواب ليخرج ويصفع الباب خلفه


كانت تشاهد الأخبار وهي مصدومة ، لم تتوقع شيء مثل هذا من أختها ، كان أشرف محق عندما قال لها بأن أختها ستتخلص من قتلها لتعيش جحيم آخر ، جحيم مع المنشار الذي لطالما تمنى قتلها ولن يستطيع الآن بسبب لعبتها ، شعرت بأحدهم يمسكها من كتفها التفت لتجد سامي يقول لها : لا تقلقي هي أقوى منا جميعاً إن فعلت ذلك لا بد أنها تعرف ماذا تفعل
شكت سمر بذلك ربما يمكنها أن تكون متأكدة أن أختها فعلت ذلك لتكسب الوقت و لتطمئن عليهم فقط لتستطيع أن تموت فيما بعد
قالت له : نعم أعتقد ذلك
أمسك بها سامي ليقول : ألن تذهبي للمدرسة اليوم
شعرت بألم في معدتها عندما تذكرت عادل ولكنها تذكرت أختها فقالت : بلى سأذهب
وخرجت معه .
وصلت مدرستها لتودع سامي وتذهب ، كانت تشعر بأن الجميع ينظر إليها مما جعلها تشعر ببعض الخوف قابلت صديقتها هدى التي حالما رأتها قالت بصدمة : هل صحيح ذلك الخبر ؟
فكرت : هل عرفوا بما فعله عادل ؟
تلعثمت وهي تقول : ماذا .. ماذا حصل ؟
هدى بتعجب : أختك وزواجها هل هو صحيح ؟
سمر بارتياح : أختي ، أه نعم هو صحيح
هدى : مبارك ، لكن كان أمراً غريباً ظهوره فجأة أليس كذلك ، هل هم متزوجان منذ فترة
كانت سمر تعلمت خلال حياتها كيفية التخلص من الأسئلة لتقول بتهذيب : أنت تعرفين من حق الجميع عيش حياة طبيعية
قالت لها صديقتها بنبرة معاتبة : هل تظنين أنني من الصحافة ؟
سمر بابتسامة : أنت لا ولكن من يعلم من يستمع إلينا
هدى باقتناع : أنتِ محقة فأنتم لستم أي عائلة ، اسبقيني للفصل سآتي بعد لحظات
أمسك بها بشدة وهي تقول : لا لنذهب سوياً
هدى بتعجب : ماذا يحصل ؟ سأذهب لحمام الفتيات قليلاً
سمر : سآتي معك ونعود سوياً
كانت صديقتها تهم بقول شيء ولكن سمعا صوتاً خلفهما يقول : آنسة سمر ، هل يمكنك أن تأتي قليلاً إلى غرفتي
التفت لتجد أستاذها سامر في وجهها لتقول بخوف : لماذا ؟
قال لها بجدية : لقد تغيبت يومين عن المدرسة
هدى : هيا اذهبي سنلتقي بالفصل
سارت خلفه بهدوء حتى وصل مكتبه ، دلفت خلفه لتترك الباب مفتوح
جلس على مقعده لينظر إلى عينيها وهو يقول : هل أنت بخير؟
شعرت أنها ستبكي لو تحدثت فأومأت برأسها بنعم
عاد ليسألها : هل ترغبين بالتحدث عن ما حصل ؟
هزت رأسها نفياً دون أن تتحدث
سامر بهدوء : يمكنك الخروج
كانت متوجهة للخارج قبل أن تلتفت له وهي تقول : أستاذ سامر
نظر لها وهو يقول : ماذا ؟
قالت بتلعثم : هل سيكون بالفصل ؟
سامر : لا ، لقد فصل لأسبوعين
سمر : هل أنت من بلغت عنه
سامر : بالطبع أنا ، أنا أستاذ في هذه المدرسة
سمر : شكراً لك و ..
صمتت قليلاً لتقول بعد فترة : وشكراً لك على ما فعلته ذلك اليوم وأعتذر على تصرفي
سامر : لا داعي لم تكوني في وعيك يومها ، هيا إلى فصلك
خرجت بسرعة لتتجه إلى فصلها وتحاول أن تتناسى ما يحصل معها


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 16-05-20, 10:56 PM   #16

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت لا تزال ملقية على الأرض ، لم تعرف كم مضى من الوقت على بقائها هناك ، كانت تتمنى لو تبقى على الأرض ، كانت تشعر بالإنهاك الشديد ، تظاهرت بالنوم عندما سمعت الباب يفتح ، عرفت أنه هو لذلك فضلت التظاهر بالنوم ليس لها القدرة لجولة قتال أخرى ،
أما هو فدخل ليراها ما زالت مكانها ، كان يشعر بالغضب منها بسبب لعبتها ووقاحتها وسخريتها الدائمة ولكنه بنفس الوقت كان يشعر بالشفقة عندما رآها مكورة على الأرض ، نظر لها لفترة ثم سار حتى وصل إليها لينحي ويحملها عن الأرض ، وضعها على السرير بلطف لينظر إليها وهو يقول : أنت أفضل عندما تكونين هادئة
انحنى نحوها ليقبلها ولكنه توقف عندما سمعها تقول : لا تقترب مني
ابتسم ابتسامة جانبية وهو يقول : كان الأمر يستحق المحاولة
شعر بارتجافها ، ليبتعد عنها وهو يقول بغيظ : أحياناً تبالغين في التمثيل لدرجة أنك تصدقين نفسك
نهضت بسرعة لتقف وهي تقول : أمثل ؟
قال لها : نعم تتصرفين كمراهقة وكأنك لم تتزوجي ولم تكوني على علاقة بأحدهم بعمر 16
نظرت له بحقد وهي تقول : أنت حقير
أجابها بسرعة : وأنت وقحة
قالت بعد فترة : أحتاج أن أذهب إلى منزلي أريد بعض الثياب
أكرم : حسناً سأوصلك ، سأغيب ساعة ثم أعود لك
مريم بسخرية : ألا تظن أنني سأهرب
أكرم بلامبالاة : بعد أن وضعتي اسمك في كل مكان لا أظن
مريم : منطقي
عدل كلاً منهما ملابسه ليقول أكرم بسخرية : جاهزة للمواجهة يا زوجتي العزيزة
مريم : كيف يفترض بي أن أتصرف ؟
أكرم : كأي امرأة متزوجة حديثاً ، كأن الشمس تشرق وتغرب من عيني
ابتسمت لتقول : إذا أنا جاهزة يا زوجي العزيز
أمسك بيدها الصغيرة بحنان لم تعتد عليه ، شعر بارتجافها ليظن أنها متوترة ولكنه تجاهلها ليسير خارج منزله ويتخطى حديقته ليصل إلى سيارته ، فتح لها باب السيارة وأدخلها ليجلس بجانبها على كرسي السائق وينطلقا متجاهلين جموع الصحافة التي تكومت على المنزل
مرت لحظات صمت بعد التخلص من الصحافة لتقول مريم : كان هذا مخيف
ابتسم أكرم ليقول لها : حقاً هو كذلك ولكن أنت من ورطت نفسك بهذا
مريم : هل جهز المتحدث الرسمي الخاص بك قصتنا ؟
أكرم : لا ، لم أطلب منه
مريم : لماذا ؟
أكرم : بعد التفكير لا أريد أن يعرف أشخاص كثيرون بالقصة الحقيقة لذلك يفضل أن نرويها نحن
مريم : حسناً ، حدثني عن نفسك قليلاً
أكرم : ألا تستطيعين التخمين ؟
صمتت مريم قليلاً لتفكر لتقول بعدها بصدق : بعد التفكير أظن أنك كنت رجل عصامي أي اعتمدت على نفسك لتصل لهذا المستوى ، لا أستطيع أن أوقف نفسي عن التفكير بأنك كنت رجل عصابات في يوم ما كنت قائد في حرب شوارع أو شيء من هذا القبيل قبل أن تقرر أن تسير مع القانون لا ضده ، نظفت أعمالك في نقطة ما من حياتك لتبدأ حياة شريفة
صمتت لفترة لتقول : حسناً ، لا يمكنني أن أقول شريفة تماماً
تمتم قائلاً بعد أن سمعها : حسناً هذه نصف الحقيقة
نظرت له لتقول : عفواً لم أسمع
أكرم : لا شيء مهم ، هل هذا فقط ما تفكرين به ؟
مريم : أظن أنك تبحث عن شيء ما
أوقف السيارة فجأة ليقول لها : شيء ؟ مثل ماذا ؟
مريم : ماذا حصل ؟ لم أوقفت السيارة ؟
أعاد تشغيل السيارة ليبدو طبيعياً وهو يقول : لم تظنين أنني أبحث عن شيء ما ؟
قالت بصدق : الطريقة التي أصررت بها على إمساكي وإيجادي جعلتني أشك بأنك تعرف جيداً ما تفعل أي أنك كنت تبحث عن شيء قبلي
لم يجبها لتعود وتسأله : هل أصبت في شيء ما ؟
قال لنفسه : بل في الواقع أصبت بكل شيء ولكنها تبقى نصف الحقيقة يا قطتي الشرسة
قال لها : ليس تماماً ، ولكن علي أن أعترف لديك خيال واسع
صمتت قليلاً لتقول : إذا حدثني عن نفسك
أكرم : لا شيء مهم سنركز على قصتنا ولن نروي غيرها كيف تعرفنا وكيف قررنا الزواج ولم قررنا إخفاء الزواج ، فكري بكل هذا وعندما أعود لك سنتفق
انتبهت بأنها وصلت لمنزلها لتقول له : حسناً اتفقنا
نزلت من السيارة لينطلق مسرعاً ، دخلت منزلها ، كانت تعرف بأن لا أحد بالمنزل في هذا الوقت فأخوتها في المدارس وجدت خادمة المنزل لتقول لها : سونيا هل يمكنك أن تجمعي لي حقائبي من فضلك
سونيا : حسناً سيدة مريم ، سأبدأ الآن ، وبالمناسبة تهاني لك لقد سعدت بالخبر
ابتسمت مريم وهي تقول : شكراً سونيا
صعدت خادمتها لتبدأ بتوضيب الحقائب أما مريم اتجهت للمطبخ لتعد لنفسها بعض القهوة

دلف إلى إحدى المراكز ليستقبله الرجل باحترام وهو يقول : سيد أكرم مرحباً بك
أكرم : أهلا بك
قال الرجل بابتسامة : مبارك لقد سعدت بذلك الخبر ، أعتقد أنك قادم إلى هنا من أجل ذلك
أكرم : صحيح ، هل أجد لديك شيئاً ؟
قال الرجل : بالتأكيد ولكن كيف تريده ؟
أكرم بلا مبالاة : يكفي أن يظهر للصحافة
ضحك الرجل وهو يخرج مجموعة جميلة من الخواتم
فكر أكرم : إن كان لا بد لنا من إظهار الزواج فلا بد من خاتم زواج
نظر قليلاً لمجموعة الخواتم الألماسية ليقول بعد فترة : أريد شيئاً مميز أكثر
قال الرجل بحيرة : مثل ماذا ؟
أكرم بسخرية : بشيء يليق بامرأة مقاتلة
نظر الرجل له قليلاً ليخرج خاتم ألماسي بسيط للغاية بدون أن زينة أو إضافات على شكل رأس قلب ليقول له : أتعلم شيئاً ؟
نظر له أكرم وهو يقول : ماذا ؟
قال له الرجل : خذها نصيحة مني ، الفتيات اللواتي يظهرن أنفسهن قويات هن الأضعف ولكن يجبرن على حماية أنفسهم ، لا توجد امرأة قوية ، توجد امرأة تفتقر الحماية وبالغالب يكن أكثر مشاعر ولكنهن يخفينها، خذ هذا الخاتم أنا متأكد أنه سيعجبها
فكر أكرم بسخرية : ليس قطتي الشرسة للأسف فهي حقاً قوية
أخذ الخاتم لكي لا يقع في نقاش ودفع ثمنه وغادر ليعود إليها
**************************
أنهت شرب قهوتها لتصعد وتساعد سونيا ، أنهت توضيب حقائبها ليخطر في بالها شيء ما نزلت الدرج مسرعة لتفتح غرفة العمل الخاصة بوالدها
نظرت لها مريم وهي تقول : مر زمن طويل للغاية لم أدخل فيه هذه الغرفة
توجهت لخزنة والدها لتفتحها ، كانت متأكدة أنها تعلم كلمة السر ، فتحتها لتجد بها بعض الأوراق وعلبة قرمزية صغيرة ، أخذت العلبة وفتحتها لتجد بداخلها خاتم ماسي أخضر ، كان خاتم جدتها وقد اعتاد والدها أن يقول بأن هذا الخاتم سيكون هدية زفافها ، لم تلبسه في زواجها الأول وكانت تتمنى ألا تلبسه الآن ولكنها تحتاج لخاتم ولن تطلب من أكرم أن يحضر لها خاتم
ارتدته ليكون بنفس مقاس اصبعها ، سمعت صوت سيارته فوضعت العلبة الفارغة في جيبها وأعادت الأوراق للخزنة لتغلقها وتخرج بسرعة
دخل المنزل بعد أن فتحت سونيا له الباب
أكرم : هل انتهيت ؟
مريم : نعم ، لقد انتهيت
ضيق نظره على الخاتم الذي ترتديه في اصبعها فقال بغضب : أرجوكِ ، لا تقولي لي بأن هذا خاتم زفافك القديم
قالت بتلعثم : بلى ، هو كذلك
شتمت نفسها بغضب لم كذبت يا ترى ؟
سار نحوها لتعود للخلف بخوف ولكنه كان قد أمسك بها وجذبها نحوه
فكرت مريم : اللعنة لم أشعر بالخوف ، هل هذا بسبب ما حصل في الصباح ؟
نظر لها وهو يشعر بمدى ضآلتها مقارنة به ليقترب منها ويقبلها بعنف ، كان غضبه قد زاد عندما وجدها قد وقفت متجمدة ولا تستجيب له ، كان غضبه يتضاعف عندما يشعر بأنها تفضل زوجها القديم عليه أو أنها لا ترغب به
خرج من أفكاره وهو يشعر بها تبتعد عنه ولكنه عاد ليجذبها ويسحب الخاتم من اصبعها ، ليقول لها بهمس قريب من إذنها : إن كنت تريدين خاتم زفاف سأحضره أنا ، لا زوجك القديم
كان قد وضع خاتمه في اصبعها و رمى الخاتم الذي كانت ترتديه في السلة المجاورة له
دفعته بغضب وهي تقول : هل أنت مجنون ؟ من أعطاك الحق بأن ترمي خاتمي
جذبها بغضب وهو يقول : ليس خاتمك بل خاتم طليقك ماذا أتريدين أن يقولوا أنك ترتدين نفس الخاتم
أبعدته عنها لتجثو على قدميها وتفرغ السلة وهي تقول بغضب : إنه من والدي وليس من زوجي السابق أيها الغبي
شعر ببعض الراحة عندما علم أنه خاتم والدها ولكنه قال : لا يهمني سترتدين هذا الخاتم
كانت قد أخرجت خاتمها من القمامة لتقول : أنني أفضل أن أرتدي خاتمك ، فزواج مزيف يحتاج لخاتم مزيف وليس هدية حقيقة من والدي
قالتها لتصعد غرفتها بغضب
بقي ينتظرها عدة لحظات ولكنها لم تأتي ، صعد إلى غرفتها وطرق الباب ليأتيه صوتها : سأنزل في الحال
تركها ونزل في الأسفل لتنزل خلفه ، أمسك حقيبتها وهي تقول له : أنا جاهزة
نظر لها وتوجه ليأخذ الحقيبة وهو يقول : تبالغين في الاعتماد على نفسك
قال جملته وخرج لتتبعه ، بقي كلاهما طوال الطريق صامت دون أي كلمة ليفكر كل شخص كان أكرم يفكر بما سيحصل تالياً أما مريم فكانت تنظر لخاتمها الذي أعطاها إياه فكرت كم هو جميل وكم سيكون أجمل لو كان قد أعطاه لها بحب ولكن من هي حتى تحصل على الحب ، كانت محتارة كيف أحضر شيء كهذا أعتقدت أنه سيحضر شيئاً ليظهر للصحافة وليس شيء بقلب ولطيف كان يناسبها ويناسب شخصيتها المختفية منذ زمن
دلفا إلى المنزل بعد 15 دقيقة من القيادة ، جلس على الأريكة ونظر لها ليراها تتجول في المنزل سألها بفضول : ماذا تفعلين بالضبط لا أعتقد أنك ستهتمين بالمنزل
قالت بصدق : أرى المكان لأعرف في حالة خضت حرب معك ما هي مناطق القوة التي يمكن الاعتماد عليها وما مناطق الضعف التي يجب أن أبتعد عنها
ضحك ضحكة رنانة ليقول بعدها بسخرية : تفكير استراتيجي لا غبار عليه
شعرت بقلبها يخفق عندما سمعت ضحكته لتعاتب نفسها وهي تفكر : اهدئي مريم ستعيشين معه لفترة ثم يقتلك لا يجب أن تتأملي كثيراً
أكملت جولتها في المنزل وعادت له بعد فترة لتقول : منزلك نظيف جداً
أكرم : لا ، ليس كذلك ، أنتِ فقط أتيت في يوم جيد فالبارحة كانت مدبرة منزلي هنا ولكن ما أن تأتي نهاية الأسبوع يصبح البيت كأنه كارثة عالمية
نظرت له لتفكر : كيف يمكن أن يسخر بهذه البساطة
غيرت الموضوع لتقول : أين سأنام ؟
أكرم : بالطبع في غرفتي
مريم بحدة : لن أنام بجانبك
شعر ببعض الغضب لرفضها الصريح ولكنه قال بسخرية : صدقيني كثير من الفتيات قالوا أنني ....
قاطعته وهي تقول باشمئزاز : لا تذكر علاقاتك السابقة لي لا أهتم ، أين سأنام
عاد ليقول : بغرفتي ، إن لم يكن على السرير ، ستنامين على الأريكة ولكن ستبقين في غرفتي
قالت له بسخرية : هل سيكون عذابي أن أنام على الأريكة ؟
أكرم : صدقيني لا تحتاجين أن تحرضيني عليك فلدي مشاريع كثيرة لك
صمتت فترة وهي تشعر ببعض الخوف لتسمعه يقول : هل جهزتي شيء بخصوص زواجنا؟
مريم : تعارفنا في أحد الحفلات السنة الماضية وأعجبت بي لنستمر باللقاء وبعدها أخذنا قرار الزواج ، أما إخفاءنا للزواج لأننا لم نشأ أن نكون خبراً لأننا نحاول أن نعيش حياة طبيعية
أكرم : فقط ؟
مريم بصدق : أحب البساطة ولم أكن أنوي أن أجعل قصة حبنا المزيفة ملحمية
أكرم : حسناً من سيتحدث ؟
مريم : لسنا مجبرين للتحدث مع الصحافة ، سنقول هذا للأشخاص الذين يسألونا فقط
أكرم : حسناً هذا أفضل
فتح التلفاز ليشاهد بعض الأخبار ليسمع المذيعة تقول : السيدة مريم أقوى امرأة أعمال تتزوج السيد أكرم الذي لا يرحم في عالم الأعمال ، هل كانت السيدة مريم بحاجة للزواج ، هل هو بدافع حب أم هو مجرد صفقة تجارية ، العديد من الآراء تتردد على الساحات وفي الوسط الإعلامي ، أغلبها يقول أن السيدة مريم تزوجت من السيد أكرم لكي تكتسب المزيد من القوة لشركتها ، ولكن هل كانت مخاطرة تستحق مع السيد أكرم المعروف بزير النساء
غير القناة بغضب ليسمع خبراً أخر :
السيد أكرم دخل قفص الزوجية ، هل ستكون هذه نهاية سهراته الليلية أم أنه سيستمر بها بعد زواجه من السيدة مريم المعروفة بقوتها وجمودها في عالم الأعمال
أغلق التلفاز لينظر لها وهو يقول : حسناً كان هذا سيء
كانت لا تزال جالسة وهي متكتفة قالت بدون أن تنظر له : لا بأس يمكنني الاعتياد
نهضت بعد فترة لتقول : يجب أن أوضب ملابسي
أكرم : في غرفتي ، إنها الغرفة التي كنتِ فيها صباحاً
خرجت مسرعة لتصعد الدرج وتدلف الغرفة لتشمر عن يديها لتجد أن يدها قد أصبحت زرقاء ، كانت هذه عادة سيئة لها فبدلاً من أن تبكي تقرص نفسها لتخفي ألمها
بقيت تنظر ليدها للحظات لتقول بعد فترة : اهدئي يجب أن أتحمل قليلاً حتى أضمن أن لا أحد من أخوتي سيعيش أياً من هذا
سمعت صوت أكرم لتخفي البقعة الزرقاء في يدها وهي تقول : ماذا ؟
أكرم : لم تأكلي شيئاً من الصباح ، أترغبين بشيء ؟
مريم : لا سأوضب ملابسي وأتوجه للشركة هناك العديد من الأمور التي يجب القيام بها
تركها بدون رد ليخرج ويتجه لعمله
أما هي أنهت توضيب ملابسها لتخرج بعد أن اتصلت بسائقها الخاص لتذهب لعملها وتنهي موضوع عادل ووالده
يلا يلا
شو رأيكم بالبارت بالبداية ؟
مريم هل كان قرارها صائب بأنها تكشف زواجها عشان تكسب الوقت ؟

سمر وسامر فكركم شو هيكون وضعهم ؟
شو هتعمل مريم بعادل وأبوه ؟
وشو رأيكم باللي عمله عادل بسمر ؟
برايكم شو هو الأشياء يلي توقعتها مريم في حياة أكرم وهل بدور ع شي عنجد ؟

كيف هيعيش أكرم ومريم مع بعض ؟؟؟

lolitaas likes this.

هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 17-05-20, 02:54 AM   #17

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا
اسفة جداً على التأخير في تنزيل البارت بعتذر منكم كتير بس كانت عندي ظروفي الخاصة يعني الصراحة حتى هاد البارت كان مفروض يكون أطول من هيك بس شو راح نعمل
سامحوني مرة تانية
وراح أنزل بارت أكبر من هيك في أيام العيد اتفقنا

كانت تعمل بجهد مضاعف ، فعليها تعويض الأيام التي لم تأتي فيها ، دلفت مساعدتها الخاصة وهي تقول : الهاتف لا يتوقف عن الرنين
مريم بضيق : هل بسبب خبر زواجي ؟
دينا باحترام : نعم ، سيدة مريم
مريم : لا تعطي أي تفاصيل وقولي أنني غير متفرغة
دينا: حسناً سيدتي ، هذه الملفات التي طلبتها
أخذت الملفات لتلتفت للباب عندما رأته يفتح
مريم : أشرف ، هل هناك خطب ما ؟
نظر لمساعدتها ليقول لها : إنه شيء خاص
مريم : دينا شكراً لك تستطيعين الخروج
خرجت مساعدتها لتنظر مريم لأشرف وهي تقول : لقد أقلقتني ماذا يحدث ؟
أشرف : يجب أن تري هذا
مدت يدها لتأخذ المظروف من يده ولكنه سحبه وهو يقول : إن فيه شيء صادم ، حاولي أن تتماسكي
نظرت له بخوف وعقلها موجه نحو أخويها لتأخذه بسرعة وهي تقول : أنت حقاً أرعبتني
فتحت المظروف لتنظر لمجموعة الصور التي بداخله لفترة ثم وضعتها على الطاولة وهي تقول بسخرية : لقد ظننت أن هناك شيئاً مهماً
نظر لها أشرف بصدمة وهو يقول : وهذه الصور غير مهمة ، هل تعرفت على الشخص الذي بالصور
قالت بلامبالاة : نعم
أشرف بصدمة : لا أعلم ما هذه اللامبالاة ، منذ أن وصلتني الصور وأنا مصدوم
قالت لتضيع الموضوع : كيف حصلت على هذه الصور ؟
أشرف : من بعض المعارف ، أنا حقاً مستغرب منك
مريم بسخرية : لماذا ؟ زوج والدتي مع نساء وفي نوادي ليلية ، ذلك الرجل حاول أن يتحرش بي لم أصدم عندما أرى ذلك ؟
صمت أشرف وهو يشعر بالأسى عليها ليقول بعد فترة : وماذا ستفعلين ؟
نظرت للصور مرة أخرى لتقول : سأخبر أمي إن أرادت تصديقي جيد إن لم تشأ هذا شأنها
صمت قليلاً ليقول : أه بالمناسبة هل رأيتي آدم ؟
نظرت له بصدمة لتقول : آدم ، ابن عمي آدم ، هل عاد من السفر ؟
أشرف : نعم ، وسمر أعطته وظيفة قالت أنها سمعتك يوماً تقولين له عندما يعود ستعطيه وظيفة
أمسكت هاتفها وهي تشتم ، رنت على مساعدتها لتأتيها بعد لحظات
دينا : كيف أساعدك سيدة مريم ؟
مريم بسرعة : في أي قسم يعمل آدم ؟
دينا : من آدم ؟
مريم بغضب : ابن عمي ، الذي وظفته سمر عندما لم أكن موجودة
دينا بخوف : لا أعلم ، سأرى أين وأعطيكي إجابة
مريم : بسرعة
خرجت مساعدتها ليسألها أشرف : هل هناك مشكلة ؟
بقيت مريم صامتة ليتجه إليها وهو يسألها : هل أخطأت سمر بتوظيفه ؟
مريم : بالطبع ، اللعنة لم أعلم أنه سيعود في وقت غيابي
أشرف بخوف : ولكنك كنتِ ستوظفينه
دخلت دينا وهي تقول : سيدة مريم ، لقد وظفته السيدة سمر كمدقق حسابات في الفرع الرئيسي
مريم : أي أنه يعمل هنا ؟
دينا : صحيح
مريم : استدعيه لي
دينا : لقد طلب إذن لساعتين وسيعود
مريم : حالما يصل استدعيه
دينا : حسناً سيدة مريم ، هل يوجد أمر لآخر
مريم : لا ، أكملي عملك
خرجت دينا لينظر لها أشرف وهو يقول : هل تنوين إخباري ماذا يحصل ؟
مريم بضيق : لم أكن أنوي أن أعطيه منصب كبير في الشركة
أشرف : لماذا ؟
مريم بسخرية : بربك ،أنه أفعى ملمسه ناعم ولكنه سام ، ظن أنه سيخدعني بحركاته بأنه تشاجر مع والده وأنه يرفض ما يحصل
أشرف : ولكنه بالفعل تشاجر معه
مريم : صحيح ، إنه يريد المال لنفسه لا لوالده ولعمه ، إنه مجرد مخادع
أشرف : ولكنك قلتي أنك ستعطيه منصب في الشركة
مريم ببساطة : ابق عدوك قريباً منك لتعرف فيما يفكر
أشرف : وماذا ستفعلين الآن ؟
مريم : سأقول له أنني أريده أن يبدأ من الصفر
أشرف : وإن رفض ؟
مريم بسخرية : إنه يسعى لتدميري لذلك سيبقى
أشرف : كما تشائين ، يجب أن أذهب
مريم : أين ؟
أشرف : ابني مريض ، وهاني قال لي أن أحضره
مريم بابتسامة : هاني ، لقد اشتقت إليه حقاً أوصل سلامي له
أشرف : حسناً وداعاً
ودعته لتعود لعملها
****************************
كانت خارجة من مدرستها مع صديقتها
هدى : سمر : ما بالك اليوم أنت لست طبيعية ؟
سمر بتلعثم : لا شيء ، أشعر بالإرهاق
هدى : انظري لذلك الشاب
رفعت نظرها وهي تقول : أنتِ حقاً لا تطاقين و ....
صمتت عندما رأته ، كان يتجه نحوها ليقدم لها وردة حمراء
نظرت له سمر بتعجب وهي تقول : ما هذا ؟
ضحك ليقول : اعتبريها هدية شكر أنك وظفتني بالشركة يا مديرتي
أمسك وردته لتلقيها على الأرض وهي تقول : لا يحق لك أن تأتي إلى مدرستي وتعطي انطباع سيء عني أمام أساتذتي وأصدقائي ، كما أنك إن أردت أن تشكر أحداً فأنا متأكدة أن أختي بالشركة حالياً
نظر لها ليقرص خدها وهو يقول : اهدئي يا صغيرة ، لا بأس بذلك كنت أظن أنه يمكننا أن نكون أصدقاء ولكن يبدو الوضع صعب مع وضع أهلي
التفت لتحزن سمر عليه وهي تقول : لا علاقة لوضع أهلك ، ولكنك فقط أحرجتني أمام أصدقائي
توجه إليها وهو يقول : حسناً أعتذر سنلتقي في مكان آخر هل اتفقنا
ابتسمت وهي تقول : حسناً اتفقنا
غادر مسرعاً ، لتلفت إلى صديقتها وهي تقول : إنه ابن عمي آدم
هدى بمكر : وهو وسيم حقاً
سمر : اصمتي
ضحكت صديقتها لتتركها سمر وتستقل سيارتها
************************
دلف إلى مكتبه ليعود لعمله ولكنه بمجرد جلوسه ، قدمت إحدى الفتيات لتخبره أن السيدة مريم تستدعيه
نهض مسرعاً ليستقل المصعد ، كان يفكر فيها كيف يمكن أن يجعلها تثق به بشكل أكبر هو يحتاج لمنصب أكبر من ذلك ولكن لا بأس ببعض الصبر ، توجه إليها ليطرق الباب ويرسم ابتسامة مزيفة على وجهه
دخل عندما سمع الاذن ليقول : كيف حال ابنة عمي ؟
نظرت له مريم وهي تقول : أنا هنا السيدة مريم ولستُ ابنة عمك ، احذر
شتمها في سره ولكنه قال : لا بأس أعتذر سيدة مريم
أشارت له بالجلوس لتسأله : أترغب ببعض القهوة ؟
آدم : سادة
أمسك هاتفها لتطلب القهوة لتقول له بعد فترة وهي مبتسمة : إذن أنت هنا
ابتسم ليقول : كما ترين ، لقد أنهيت دراستي وأتيت
مريم : لم أكن أعلم أنك موظف في الشركة
تصنع الصدمة ليقول : حقاً ، لقد وظفتني سمر
مريم : لقد علمت ذلك ولكن يجب علي الاعتذار
آدم بتعجب : لماذا ؟
مريم : أعتقد أن سمر لم تستطع فهمي بشكل كامل بشأن توظيفك
آدم : عفواً لم أفهم أنت قلت لي ستوظفيني عندما أتخرج
مريم : صحيح وما زلت عند وعدي ولكن لا أحد يأخذ منصب سريع في هذه الشركة ، للأسف عليك أن تبدأ من الصفر
صمت قليلاً وهو يشعر بالحنق ليقول بعد فترة متظاهراً بالحزن : إذن ، ستأخذين مني عملي
مريم : آسفة ولكن لا أريد أن يقول أحد أنني فضلت ابن عمي ، ولكن إن لم ترغب أن تبدأ لدي من الصفر يمكنني أن أدبر لك منصب مثل هنا في مكان آخر
كان يتمنى قتلها في تلك اللحظة فحينما هو كان يظن أنه سيصل لمراتب عليا ، هي تريد أن تنزله ولكنه قال : لا بأس ، أحب أن أعمل معك
كتمت ضحكتها وهي تقول : حسناً ، توجه لمساعدتي دينا ستخبرك عن مكان عملك الجديد
كتم غيظه وهو يقول : حسناَ
وخرج بغضب
*************************************
دلف لمكتب ابن عمه وهو يقول: أخبارك في كل مكان
نظر أكرم له وهو يقول : لعبتها الجديدة لتمنعني من قتلها
سامر : فتاة ذكية
أكرم بغضب : لا تذكرني بها
سامر : لا يبدو لي بأنها تفارق عقلك
أكرم : سامر اصمت
ضحك سامر ليقول : هيا ، ألست سعيداً بأنها ستبقى معك
أكرم بغضب : اخرج بسرعة
ضحك سامر ليخرج من مكتبه ، ليبقى أكرم مكانه وهو يتذكرها ، نهض مسرعاً عن كرسيه ليقف أمام النافذة وهو يقول : لا يجب أن يحدث هذا ،لا تجعلها تؤثر عليك
نظر لساعته ليجدها قد أصبحت الخامسة مساء ، جمع الملفات التي يحتاجها ليضعها في حقيبته الجلدية ويخرج .
كان يسير في مكتبه الذي كان شبه فارغ ، تذكر جنونها بالعمل مثله كان متأكد أنها ستكون في مكتبها الآن ، رفع هاتفه ليتواصل معها ولكنه تذكر أنه ليس معه رقمها، خرج من أفكاره على رنة هاتفه ، نظر لاسم المتصل بضيق ليرد بعد فترة
أكرم : مرحباً
أتاه صوت أنثوي وهو يقول : أنا حقاً لا أصدق أنك تزوجت
أكرم :ولم لا تصدقين يا سارة
سارة : كنت أظن أنني أنا من سأتزوجك
أكرم : لا للأسف لست أنت
سارة : أنا أمزح معك ، هل ستأتي لاحتفال الغد
أكرم : نعم ، سآتي
سارة : إذن نتقابل هناك
أغلق أكرم بسرعة دون أن يودعها
ركب سيارته ليتجه لبيته ، فكر أن يذهب إليها ولكن غير رأيه ليتجه إلى منزله
دخل منزله ليتجه إلى مطبخه ، أخرج طعامه من الثلاجة ليسخنه ، وضعه في الفرن ليخرج ويصعد ليبدل ثيابه ، انتهى من تبديل ملابسه لينزل إلى المطبخ ويخرج طعامه ليبدأ أكله
أنهى طعامه ليضع الصحون المتسخة في الحوض ويخرج ليذهب إلى غرفة عمله ويكمل عمله
بقي ساعة مشغول بأوراقه ، سمع صوت باب منزله عرف بأنها وصلت ، نظر للساعة ليجدها السابعة ، ضيق حاجبيه ليخرج من مكتبه ليجدها عند السلم نادها لتلتفت إليه وهي تقول : ماذا ؟
أكرم : ألهذا الوقت في عملك ؟
قالت بفظاظة : وما شأنك ؟
توجه إليها ليقول بغضب : أجيبي على سؤالي
شعرت بالخوف ولكنها قالت بسخرية : لا لقد كنت أتسكع في الشوارع مع أحد الرجال و...
قاطع كلامها عندما جذبها بقوة ليصدمها بالحائط ويقترب منها وهو يقول لها بغضب : إياكِ، أنتِ لي فقط
أبعدته عنها وهي تقول بألم : لست ملكاً لأحد ،
أكرم بحنق : لا يحق لكِ أن تتحدثي بهذه الطريقة أمامي
أبعدته عنها لتصعد الدرج وهي تقول : كان يوم متعب لي ، أريد أن أرتاح
جذبها ليضعها في الصالة ويجلسها على الكرسي وهو يقول بسخرية : آسف ليس وقت النوم
نظرت له بعدم فهم وهي تقول : عفواً ؟
أكرم : لن تنامي هذه الليلة إلا عندما أسمح لك
نظرت له بغيظ وهي تفكر ، ذلك اللعين يعلم بحاجتها للنوم وقد اختار تعذبيها بهذه الطريقة ، كانت تتوقع أن يكونا في حرب دائمة ولكنه اختار حرب باردة
قالت بهدوء : وإن نمت ع الأريكة
أكرم : ستجدين بعض الماء يسكب عليك ، لا أدري إن كان مثلج أو حار
نظرت له بحنق وهي تقف لتقول : وتتوقع أن أبقى هنا مستيقظة
حاولت المغادرة ولكنه عاد ليجذبها بعنف ويصفعها لتقع على الأرض
نهضت بغضب وهي تقول : أيها الحقير
وجهت لكمة قوية له تفادها بكل سهولة ليمسك يدها الممدودة ويثنيها بقوة
صرخت بقوة وهي تشعر بالألم وهي تقول : اترك يدي
بقي يمسك يدها بضغط كبير ليقول : إن سمعت الكلام ستتعذبين بشكل أخف
كانت ترغب بالبكاء ولكنها منعت نفسها بقوة لتقول : لا تتوقع مني الاستسلام
شعرت أن ضغط يده قد خف حاولت أن تجذب يدها ولكنها لم تستطع نظرت له لتراه ينظر بصدمة للبقع الزرقاء التي بيدها
دفعته بقوة لتبعده ولكنه عاد إليها بعناد ليشمر عن ملابسها ويراها ليقول : ما هذا ؟
كانت تشعر بالاختناق وهي تراه يتفحص عيوبها فقالت بفظاظة : لا شأن لك ، ابتعد عني
أكرم بجمود : من فعل هذا بك ؟
قالت بسخرية : آسفة ، هل ظننت أنك أنت الوحيد الذي يرغب في إيذائي وقتلي إن الأشخاص الذين يرغبون بموتي أكثر من الأشخاص الذين يحبوني
صمت قليلاً لينظر إليها شعر بشفقة عليها ولكنه تدارك نفسه ليلقيها على الأريكة وهي يقول : ابقي مكانك لا نوم لك اليوم
بقيت ساكنة في مكانها لا استسلام ، بل كان شفقة على نفسها ، كانت ترغب بالبكاء ولكن عوضاً عن ذلك ضمت يديها لتقرص نفسها بقوة كانت تدرك أنه سيسبب المزيد من البقع الزرقاء ولكن لا بأس طالما أنها لن تبكي
نهضت بعد فترة ليقول لها : أين ؟
قالت : سأعمل قليلاً على الملفات التي أحضرتها معي ، هل لديك مشكلة بهذا؟
أكرم باستمتاع : نعم ، فقد انتهى دوامك ، اجلسي مكانك
لم تستمع له لتنهض وهي تتجاهله لتتجه إلى حقيبتها
شعر بالغضب من تجاهلها ولكن لفت انتباهه خبر في التلفاز ، رفع الصوت ليسمعه بوضوح
أما مريم فقد تعجبت من عدم لحاقه بها ، التفت لتجد تركيزه على التلفاز ، أمسكت حقيبتها وعادت لترى ما الشيء الذي صرفه عنها ، ابتسمت بسخرية حالما رأت الشاشة
كانت المذيع يقدم بنشرته الإخبارية ليقول : السيد سعيد ، صاحب شركة *****، يعاني من وضع مالي متأزم بعد أن سحبت السيدة مريم دعمها من شركته ، إذا استمر الوضع على ما هو عليه سيتم اعلان إفلاس السيد سعيد رسمياً ، الأمر الذي يجعلنا نتسائل عن سبب سحب الدعم في الوقت الحالي خاصة بعدما تم تأكيد العديد من القروض على شركة السيد سعيد الأمر الذي قد يعرضه للمسائلة القانونية وربما السجن في حال لم يستطع إدارة الأزمة ، من الجهة الأخرى السيدة مريم المعروفة بجمودها في عالم الأعمال لم تدلي بأي تصريح عن سبب سحب الدعم ، السيدة مريم كما اعتدنا منها الصمت وعدم التواصل مع القنوات الإخبارية أصبحت لغزاً كبيراً في يوم وليلة ففي الصباح بعدما تم تأكيد زواجها من السيد أكرم والليلة مع سحب دعمها لشركة السيد سعيد الأمر الذي يجعلنا نتسائل ما هي الخطة التي تفكر بها السيدة مريم ؟
أغلق أكرم التلفاز بهدوء ليقول لها : هل هذا بسبب ما فعله ابنه في أختك ؟
التفت له بصدمة وهي تقول بشك : ما أدراك بشأن أختي ؟
كان سيقول لها عن سامر ولكن تذكر رغبته بإبقاء الأمر سراً ليقول : لدي مصادري
نظرت له بغضب لتقول : لا شأن لك بأخوتي ، ابتعد عنهم
أكرم : أنت لا تعلمين بأي طريقة سأختار تعذيبك
شعرت بالاختناق وهي تقول : افعل بي ما شئت ولكن ابتعد عنهم
نظر لها لفترة ، لم تفهم مريم مغزى نظرته بدا كأنه غارق في أمر ما ولكن تجاهلت الأفكار لتتحفز للقتال ولكن هو ابتعد عنها ليأخذ مفاتيحه ويخرج من منزله
وقفت لحظة مصدومة وهي لا تفهم ما الذي حدث ، لماذا تركها وما تلك النظرة التي وجهها لها ، ولكنها استغلت خروجه لتعيد حقيبتها لتنام ، صعدت الدرج وهي تقول بسخرية : إن كان يتوقع أن أنام معه في نفس الغرفة سيكون غبي ، فتحت إحدى الغرف التي بجانب غرفته ، كانت مرتبة ، ضبطت جهاز التكيف لتذهب إلى غرفته وتبدل ملابسها لتعود إلى غرفتها التي اختارتها ، وضعت نفسها للسرير لتغرق في نوم عميق .
*******************************
كانت ترتب مكتبها بعدما أنهت دراستها ،لتنهض بعدها وترتمي على فراشها بإرهاق وهي متعبة ، أمسكت هاتفها لتعبث به قبل أن تنام ولكن نهضت بسرعة عندما قرأت الخبر ، اتصلت على أختها فوراً ليأتيها ردها بعد لحظات
مريم بنعاس : سمر ، هل أنت بخير ، هل كل شيء على ما يرام
سمر بخجل : أختي أعتذر لم أنتبه للساعة هل كنت نائمة ؟
مريم : لا بأس ماذا حصل ؟
سمر : لقد قرأت الخبر المتعلق بوالد عادل ، هل كان عليك ذلك ؟
مريم بحزم : لم أنتهي منهم سآتي غداً لمدرستك لأتأكد أنه سيتم طرده نهائياً من المدرسة ولن تقبله أي مدرسة لمدة سنة ، بل سأحول حياتهم لجحيم حتى يغادروا البلد كلها
سمر : ولكن أختي أليس هذا كثير ؟
مريم : لقد آذوك ولن أسامح أي شخص يؤذيك
سمر : ولكن رنا قد آذت سامي لم تتصرفي معها كذلك
فكرت مريم أن تقول لها أنها تحبها كثيراً ولن تتحمل إيذائها قط ولكنها فضلت أن تعطيها السبب المنطقي : سامي كان مشترك مع رنا بالخطأ سافر معها بإرادته ، أما أنت لا ذنب لك
سمر : شكراً لكِ أختي
مريم بحب : اعتني بنفسك جيداً عزيزتي
سمر بخجل : أعتذر عن إيقاظك عودي لنومك
مريم : أي وقت عزيزتي ، هيا إلى اللقاء سآتي غداً
أغلقت الخط من أختها وهي تشعر بالأمان ، شعورها بأن هناك شخصاً يركض إليها ويحميها كان يريحها دائماً ،ولكنه بنفس الوقت يجعلها تشعر بالحزن على أختها لأن لا أحد يحميها
خرجت من أفكارها على صوت هاتفها ، نظرت لتجد أنه رقم غريب ، أجابت عليه وهي تقول : مرحبا
أتاها صوت ذكوري وهو يقول : سمر ، كيف حالك ؟
سمر بتعجب : بخير ولكن عفواً مع من أتحدث
سمعته يقول : أنا آدم
ابتسمت وهي تقول : آدم ؟ كيف حالك ؟
ضحك وهو يقول : بخير
سمر بتعجب : من أين أحضرت رقمي ؟
آدم : أحضرته فحسب ، رغبت أن أسمع صوتك
سمر بخجل : لا يجب أن تتحدث معي بهذه الطريقة
آدم : حسناً أنا آسف
بقيت تتحدث معه لمدة ساعة قبل أن يغلق ، عادت لتحاول النوم وهي تشعر بنوع غريب من السعادة فلم يهتم بها أي رجل بهذه الطريقة كانت ترفض الحديث معهم ولكن لا تعلم لماذا تتحدث مع آدم ، بقيت تفكر حتى غرقت في نوم عميق
*******************************
كان يسير بسيارته على غير هدى، أوقف السيارة فجأة ، ليفتح النافذة المجاورة له ويفك أول أزرار قميصه ، كان يتذكر شكلها وهي ترجوه أن يبتعد عن أخوتها ، صفع نفسه بقوة ليقول : اهدأ يا أكرم إنها ليست هي ، هذه مريم أما تلك فأنت لا تعرفها أساساً ، إنها ليست هي
بقي يكرر كلامه لفترة قبل أن يشغل سيارته ويعود لمنزله ، دخله ليتجه إلى غرفته ، أشعل الأنوار متعمداً إزعاجها ولكن ضيق عينيه عندما لم يجدها في غرفته
أكرم بغضب : تلك الفتاة حقاً لا تهتم لأمر نفسها
بحث عنها في الغرف وهو يفكر أنه كان من الجيد أن يزيل كل مفاتيح الغرف ، دلف غرفتها ليجدها نائمة ، بقي فترة ينظر إليها ليقول : أنت حقاً تشبهينها
خرج من أفكاره ليمسك كأس الماء المجاور له ويلقيه دفعة واحدة عليها
فزعت من نومها لتنظر له وتجده ينظر لها باستمتاع لتقول : أنت حقاً حقير
كشر ليرد عليها بسرعة ، وأنت وقحة ، ألم أقل لكِ بأنك ستنامين على الأريكة التي بغرفتي ؟
قالت بسخرية : وهل قلت أنني موافقة ؟
أمسك بها بقوة ليسحبها ويجرها إلى غرفته ، ألقاها على الأريكة ليقول بتعب : يكفي هذا لليوم أريد أن أنام إن كنتِ تريدين النوم ، نامي هنا
حاولت أن تقول شيء ولكنه منعها ليقول : واحذرك أن نومي خفيف لا تحاولي الهرب عندما أنام
تركها ليدخل حمامه ويبدل ملابسه
أما مريم كانت تشعر بالإرهاق ، استلقت على الأريكة بتعب لتعود إلى نومها العميق بسرعة ، خرج أكرم بعدما بدل ملابسه ليجدها نائمة ، استغرب من استسلامها السريع ولكنه قرر عدم التفكير بشيء فقد كان يشعر بإرهاق كبير ، استلقى على سريره لينظر إليها قبل أن ينام ، أغلق عينيه لينام وهو متأكد أنها ستكون في حلمه

*****************************************
استيقظت من نومها وهي تشعر بالإرهاق بسبب نومها على الأريكة ، تمددت قليلاً لتنهض بعدها بسرعة وهي تقول: حسناً سيكون يوماً طويلاً يجب أن تحضر اجتماعين ، قبل أن أراجع بعض الملفات وأذهب لوالدتي لتتحدث معها بخصوص زوجها ، كما أنني يجب التحدث مع سامي وسمر فكلاهما منزعجان من بقائي هنا ، ويجب أن أخذ عمر في جولة فقد وعدته وأمارس الرياضة التي لم أمارسها منذ وقت
التفت بذعر عندما سمعت صوته الأبح وهو يقول : هذا حقاً يوم صعب
مريم بلامبالاة : أحد أيامي المعتادة
أكرم بصدق : لديك حياة بائسة
صمتت دون أن ترد كانت تعرف أنه صادق ولكن ما يهمها أن يحظى أخوتها بالحياة التي يريدونها
خرجت من أفكارها وهو يقول : أضيفي لجدول أعمالك أننا اليوم لدينا احتفال عند الخامسة
كشرت مريم وهي تقول : هل هو مهم ؟ ألا ترى أنني مشغولة
نهض من سريره وهو يقول : أول احتفال بعد خبر زواجنا وأذهب لوحدي ، حقاً
صمتت مريم وهي تقول : حسناً ، هل يمكنك أن تأخذني من منزل أخوتي ، سأحاول أن أتجهز في منزلهم لأختصر الوقت
أكرم : أنا حقاً متعجب منك ، لديك رخصة ولا تقودين ؟
أنهت إخراج ملابسها لتحملهم وهي تقول : ليس من شأنك
قالت جملتها وتوجهت بسرعة للحمام لترتدي ملابسها دون أن تعطيه فرصة للرد
أما أكرم فبقي صامت لفترة وهو يقول : أنا حقاً لا أستطيع إيذائها ، ماذا يحصل معي ؟
وقف أمام المرآة لينظر إلى نفسه وهو يقول : عليك أن تفعل ، لا يمكنك أن تصمت على وقاحتها ولعبتها السخيفة
خرجت من الحمام بعد فترة لتجده واقف أمام المرآة لتقول بسخرية : أتعرف أنك تشبه التمثال بوقوفك هكذا
باغتها بصفعة قوية على خدها ليوقعها أرضاً ، ليعود لها ويرفعها من شعرها وهو يقول : أفضل أن تبقي صامتة هل فهمت
كانت لا تزال مصدومة مما يحدث ولكن حالما استوعبت سددت له لكمة قوية في معدته لتسمع صوته وهو يشتمها ليعيد جذبها وهو يقول : لا تعبثي معي
صرخت قائلة : قلت لك أنني لن أستسلم
نظرة التحدي في عينيها جعلته يشعر بنوع من السعادة ، يسره التحدي بينهما ولكنه سحبها بقوة ليجعلها تصطدم بالحائط بقوة ووقف ليمنعها من التحرك
تأوهت بألم وهي تقول : أنت حقاً حقير
قال لها : لقد قلت لك أنك وضعت نفسك بجحيم وهذا لا شيء بعد
لم تستطع تمالك نفسها فنظرت له برعب وسألته بعفوية : هل ستؤذيني كثيراً
نظر لها لفترة قبل أن يقترب منها وهو يقول : كثيراً سأجعلك تتمنين الموت
أنزلت عينها بالأرض لتقول : أنا حقاً أتمناه ولكن لدي أخوتي
رفع رأسها لينظر لها قليلاً قبل أن يقبل شفتيها ليقول بعدها : اخرجي بسرعة يا قطتي الشرسة
هربت بسرعة بعد أن أفلتها لتمسك حقيبتها وتخرج بسرعة قبل أن يبقى واقفاً لفترة لتبقى رائحة شعرها معه ، لكم نفسه بقوة قبل أن يذهب ليتجهز ويخرج لعمله

يلا يلا
شو التوقعات
بالنسبة لمثلث سمر وسامر وآدم
أكرم ومريم
شو راح يكون موقف أم مريم من يلي راح تحكيه مريم
وبرايكم شو هيكون دور سارة في الرواية ؟
مين هاي يلي أكرم بشبهها بمريم
وكيف هيكون وضع اول حفلة للكابل الشرس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وانتو ضيفو شو عندكم توقعات لكل شخصية بانتظاركم

lolitaas likes this.

هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 01-06-20, 06:29 PM   #18

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا جميعا
أخباركم
كل عام وانتم بخير بعرف متأخرة بس يلا مش مشكلة
الصراحة كنت عايشة باكتئاب صغير بعد ما البارت الأخير ما لقى تفاعل يعني متل ما كنت متوقعة بس بسيطة
هي البارت الجديد بين إيديكم بتمنى تحكولي رأيكم فيه وشو توقعاتكم

وبعتذر لأنه هيكون صغير بس بتعرفوا يعني صعوبة الواحد يكتب






كانت تؤنب نفسها كثيرا، فكرت أن تصدم رأسها بالنافذة التي بجانبها
قالت لنفسها بحنق : كيف تسمحين لنفسك بأن تخافي ، لا يجدر بك أن تظهري خوفك
خرجت من أفكارها على رنة هاتفها
مريم : مرحباً
سمعت صوت صديقها وهو يقول : لقد بدأت أشعر بأنك تتجاهليني
ابتسمت وهي تقول: أشرف أنت تعلم لماذا بدأت أبتعد عنك ؟
أشرف : كوني أصبحت والد لا يعني بأنن...
قاطعته قائلة بصرامة : كونك أصبحت والداً يعني أن ولدك يحتاج إليك أكثر مني
أشرف : وماذا يعني هذا يا مريم ؟
ضحكت وهي تقول : لا تقلق ، لن تكون بعيداً أنت ذراعي الأيمن لا أستطيع التخلي عنك
أشرف : حسناً ما الذي تريديه مني في الوقت الحالي ؟
مريم بجدية : في الواقع أمران
أشرف بانتباه : أنا مستمع
مريم : أول شيء سيتم تعينك مدير الأمن لدى مجموعة الشركات لدي عليك أن تراجع وسائل الأمن والحماية سواء في الشركات أو حول أخوتي
أشرف : وأنت ؟
اهتز صوتها وهي تقول : لا داعي لحمايتي أستطيع حماية نفسي
قال بجدية : سأعتبر نفسي لم أسمع هذا ، ما الشيء الآخر ؟
صمتت قليلاً وهي تقول : أريد منك أن تجد لي كل المعلومات عن أكرم
أشرف : هل هناك شيء تخططين له ؟
قالت بصدق : لا ، أريد فقط أن أعرف مع من أتعامل
أشرف : حسناً
مريم : كل شيء يا أشرف ، شركاته ، مصدر أمواله ، حياته الشخصية ، طفولته ، عائلته ، أريد معرفة كل شيء
أشرف : سأحاول بقدر الإمكان
قالت عندما رأت سيارتها تقترب من الشركة : حسناً سأقفل لدي العديد من الأعمال
أنهت المكالمة ، لتنزل من سيارتها متجاهلة حشود الصحافة التي تسألها عن زوجها بأكرم وعن سبب سحب دعمها لشركة سعيد والد عادل
دخلت شركتها ببرود لتسير في الممر وتنطلق بالمصعد لتصل إلى مكتبها ، رأت مساعدتها تغلق الهاتف الذي كانت تتحدث به لتسير نحوها مسرعة لتخبرها بجدول أعمالها
دينا : بعد نصف ساعة من الآن لدينا اجتماع من الوفد الألماني بخصوص شركتنا هناك ومن المتوقع أن يستمر لساعة ، ثم من المفترض أن تلتقي بالسيد إبراهيم محاميك الخاص لتتشاوروا في بعض العقود الشهرية ، ومن ثم هناك اجتماع آخر لمدة ساعتين، وعليك مراجعة حسابات الشهر الماضي فقد كان فيها خلل ، وطلبت رؤيتها بعد التعديل، ومن ثم....
قالت مريم بسرعة وهي تدخل غرفتها : ربما يجب علينا أن نعيد جدولة اليوم يا دينا
دينا باحترام : هل هناك أمر يجب أن أضيفه
مريم : يجب أن اغادر اليوم عند الرابعة فلدي احتفال مع أكرم على الخامسة
دينا : حسناً إذن سنكتفي اليوم بما أخبرتك به وباقي الأمور سأعيد توزيعها على باقي الأيام
مريم : شكراً لك
دينا: هذا واجبي ، هل تريدي شيئاً آخر
مريم : في الواقع إن كان بإمكانك أن تحضري لي شيئاً لأتناوله فأنا لم أتناول الطعام طوال البارحة ، مع فنجان قهوة كبير
دينا : أمرك سيدتي
خرجت بسرعة لتبدأ مريم بمراجعة أوراق الإجتماع ،استمرت في المراجعة لمدة 15 دقيقة قبل أن تدخل مساعدتها وهي تحمل صينية تحتوي على شطيرتين جبن مع القهوة لتضعهم أمامها على الطاولة
دينا: هل هناك شيء آخر
مريم : شكراً لك
كانت دينا تهم بالانصراف قبل أن تنادي عليها مريم لتلفت لها وهي تقول : نعم سيدة مريم
مريم بجدية : في المرة المقبلة أتمنى أن لا تتحدثي مكالمات شخصية في العمل
نظرت لها دينا قليلاً قبل أن تقول بصوت مهتز : كيف عرفت سيدتي ؟
مريم بصدق : ذلك الهاتف الذي أقفلتها بسرعة عند وصولي لذلك الطابق لا تستطيعين أن تقفلي بهذه السرعة إن كان أحد العملاء المهمين
ضيقت عيناها قليلاً لتقول بانبهار : أنت حقاً قوية الملاحظة
مريم : هل كان شيء مهم ؟
دينا: لا ولكن أنت تعرفين أنني أوشك على الزواج ولدي بعض الأمور التي يجب أن أقوم بها
مريم : هل يؤخرك الدوام ؟
دينا : في الواقع قليلاً
ابتسمت مريم لتقول : كان عليك أن تخبريني ، قومي بإعلان بأننا بحاجة لمساعدة واطلبي من خالد بشؤون الموظفين أن يبدأ باستقبالهم غداً وفي نهاية الأسبوع ستكون هناك فتاة تساعدك
قالت دينا بتوتر : ولكن يا سيدة مريم لا أحت...
قاطعتها لتقول بضحك : لا تقلقي لن يتأثر راتبك هي فقط لتساعدك
دينا : شكراً لك سيدة مريم
مريم : هيا اذهبي لعملك
خرجت لتمسك مريم شطيرتها وتتناولها وهي تقرأ الملفات
*************************************



كانت تدرك أن ما تفعله خاطئ ، ولكنها لا تستطيع التوقف
آدم : بماذا تفكرين ؟
سمر : أفكر بأننا مخطئين
تصنع التعجب وهي يقول : كيف ؟
سمر : لا أدري لا أظن أن فكرة خروجنا فكرة صحيحة ، خاصة بأنني من المفترض أن أكون بالمدرسة الآن
آدم : لا تقلقي لن يعرف أحد
سمر : وماذا لو صورني أحد من الصحافة ؟
آدم بتأفف : هيا سمر لا تكوني جبانة ، قلت لك هذا مكان ليس للأغنياء والصحافة لا تأتي هنا ولن يعرف أحد أنك تغيبت عن المدرسة اليوم وكل ما لدي هي نصف ساعة لأراك قبل أن أعود للعمل
سمر : ولكن لماذا لا نخبر مريم ؟
آدم بتمثيل : سنخبرها ، بالتأكيد سنخبرها ولكن يجب أن نتأكد من مشاعرنا
سمر باقتناع : أنت محق
أمسك يديها ليقول : ولكن علي أن أعترف بأنك أجمل مما كانت والدتي تصفك عليه
ابتسمت بخجل وهي تقول : أنا لم أرى والدتك منذ فترة طويلة
آدم : أعرف ولكن سأحاول بقدر الإمكان أن أصلح العلاقة
سمر بصدق : أتمنى ذلك
نظر لساعته قبل أن ينهض وهو يقول : يجب أن أغادر
قرص وجنتها وهو يقول : وداعا
لوحت له بيدها وهي تقول : وداعاً
غادر مسرعاً وهي يضحك ، لتبقى هي وحيدة لم تعرف كم جلست لوحدها قبل أن تشعر بأن أحدهم جلس بجانبها
التفت له بغضب وهي تقول : ما الذي .....
بقيت تنظر بصدمة للوجه الغاضب أمامها
قالت بعد فترة : أ. أستاذ.. أستاذ سامر ؟
بقي ينظر لها من دون كلام ليزيد من ارتباكها
عادت لتقول : في الواقع ....
قاطعها ليقول بغضب : من هذا الذي كان يجلس بجوارك
صمتت قليلاً لتقول بغضب : وما شأنك أنت ؟؟
رفع حاجبه وهي ينظر لها ليعود لها الارتباك لتقول بعد فترة : إنه ابن عمي
بقي صامت لفترة قبل أن يسألها : لماذا تغيبت عن المدرسة اليوم ؟
قالت بتوتر : أنت لست أستاذي هنا ، لا يحق لك أن تسألني كل هذه الأسئلة
قال لها بسخرية : أترغبين أن أنتظر للغد حتى تأتي للمدرسة بإمكاني الانتظار ، ولكن إن انتظرت للغد سأستدعي ولي أمرك ليبرر لي سبب غيابك
قال بسرعة : لا لا ، لا تفعل ذلك
سامر بابتسامة نصر : إذن هل ستتحدثين الآن
صمتت قليلاً قبل أن تقول له كل ما يتعلق بآدم
كان يشعر بنوع من الضيق لا يدري سببه ولكنه تجاهله ليقول لها : هل تظنين أنه حقاً لا يستغلك ؟
سمر : بالطبع لا يستغلني إن أراد أن يستغل أحداً يجب أن يذهب لأختي مريم وليس لي
سامر : وهل من السهل خداع أختك ؟ أنت هي الحلقة الأضعف
سمر بغضب : هل تقول أنني غبية لدرجة أن يخدعني شخص مثل آدم
سامر : لم أقل أنك غبية ، أنت ضعيفة وما زلت صغيرة لا تعرفين الأشخاص
ضحكت بصوت عالي وهي تقول : ولم هذه الغبية لم تنطلي عليها خدعتك ؟
نظر لها بتعجب وهو يقول : أي خدعة ؟
وضعت يديها على الطاولة لتقول بسخرية : أنت قريب أكرم زوج أختي ، هل وضعك لتراقبني ؟ هل كنت تظن أنني لن أعرف ذلك
ابتسم لفترة ثم قال بجدية : الأمر لا يتعلق بك بل باسم عائلتي ، أتمنى ألا يعرف شخص اسمي الكامل ، يمكنك إخبار أختك فأكرم لم يضعني هناك بل كانت مجرد صدفة
نظرت له لفترة ثم قالت : ومن المفترض أن أصدق هذا
سامر : أن تصدقي أو لا تصدقي هذا شأنك ليس شأني أنا لم أكن أعرف أن أكرم قد تزوج إلا بعدما أتت أختك لزيارتك في المدرسة
كان لديها شيء يخبرها بأنه يقول الصدق كانت تهم بأن تقول شيء ما ولكن سبقها ليقول : وإن أردت أن تلتقي بحبيبك مرة أخرى لا تأتي هنا فأنا وأكرم نأتي كثيراً هنا ربما يصطحب أختك في يوم
نظرت له لفترة قبل أن تقول : أختي ، يا إلهي من المفترض أن تكون الآن في بيتنا يجب أن أغادر
أمسكت حقيبتها لتغادر بسرعة ليبقى سامر في مكانه يتابعها بنظره وهي تستقل السيارة وتنطلق ، بقي فترة ساكن وهو يفكر بأن ما يفعله خاطئ لا يجدر بذلك أن يحصل هو أستاذ وهي طالبة لا يجدر به الإعجاب بها ، هذا غير المعركة التي بين أكرم ابن عمه وبين أختها
خرج من أفكاره عندما رأى عامل الكافتيريا يقترب منه ليقول له بتعجب : عذراً سيد سامر ، أين الشخصان اللذان كانا هنا؟
سامر : لقد غادرا
قال الموظف بتعجب : كيف لم يتم دفع الحساب ؟
سامر : لا بأس أنهم أصدقائي سأدفعه أنا ، أريد كوب قهوة
غادر الموظف مسرعا ليبستم سامر وهو يقول : هذا يؤكد لي أن نيته ليست سليمة ، إنه يستغل مالها
عاد لتفكيره ليجد طريقة تجعل سمر تصدقه .............
***************************
كانت تشعر بالتعب ولكن كانت تدرك أنها يجب أن تنهي هذا الورق بسرعة لتذهب لأخوتها ، سمعت صوت هاتفها يرن أمسكته بتعجب وهي ترى رقم أجابت عليه ليصلها صوته الأبح : لا تنسي لدينا احتفال بعد ساعة ونصف
مريم : كيف عرفت رقمي الشخصي ؟
أكرم : عندما كنت في الحمام اليوم لقد اتصلت على رقمي من هاتفك ليبقى لدي ، لا تنسي الاحتفال
مريم : لم أنسى سأغادر بعد خمس دقائق وأتجه لأخوتي لا تنسى ذلك
أكرم : لم أنسى
مريم : هذا جيد
أغلقت الخط لتعود لعملها ، لتنهض بعد فترة وتحمل بعض الملفات معها وتغادر
نهضت دينا فور رؤيتها
مريم : سأغادر الآن ، يمكنك المغادرة
دينا : حسناً سيدة مريم ، يوم سعيد
تمتمت قائلة : أشك بذلك
دينا بتعجب : عفواً لم أسمعك
مريم : لا يهم ، هل أخبرت خالد بأننا نحتاج مساعدة
دينا :نعم وسيبدأ غداً المقابلات ثم سيرشح لك أربع أشخاص لتختاري بينهم الأنسب
مريم : هذا جيد ، وداعاً
خرجت مسرعة ، لترى سائقها الخاص يفتح لها باب السيارة دلفت بسرعة لتقول له عندما صعد : إلى منزل أخوتي
نزلت من السيارة بعد 15 دقيقة ، لتدخل المنزل وهي تقول : أين أنتم يا أصدقاء
سمعت عمر وهو يقول : أختي
قفز عليها لتعانقه بحنان وهي تقول : عمر لقد اشتقت إليك
عمر : وأنا أيضاً
مريم : إذن سأحاول في يوم أن أخذك معي ما رأيك
قفز وهو يقول : حقاً سأكون سعيداً
ابتسمت لتسأله : متى أتيت مع أمي ؟
عمر بحزن : في الليل لقد تشاجرت أمي مع أبي وخرجت
نظرت له بحزن وهي تقول : لا بأس يا عزيزتي سأرى أمي الآن ما رأيك أن تذهب وتلعب الكرة في الخارج
هز رأسه موافقة لينطلق بعدها
دخلت إلى الصالة لتجد والدتها جالسة بأناقة كعادتها
ابتسمت وهي تقول : مرحباً أمي
نظرت لها بجمود لتقول بعد فترة : مرحباً
جلست بجوارها وهي تقول : هل أنت بخير ؟
قالت والدتها بصدق : لقد تشاجرت مع زوجي
مريم : هل ترغبين بالتحدث ؟
قالت لها : أنا حامل
بقيت مريم جالسة كالبلهاء لفترة قبل أن تضطر لكي تقرص نفسها لتقول بعدها : هذا حقاً خبر صادم
نظرت لها والدتها لتقول مريم بابتسامة : ولكنه خبر جميل صدقيني ، هل حقاً سيكون لدينا أخ جديد ؟
قالت لها والدتها : زوجي يريد مني إجهاضه يقول أنه لن يتحمل طفل آخر وأنني كبيرة بالعمر
أمسكت يدها لتقول : تعرفين أنه لا مشكلة مالية لدينا أما بالنسبة لسنك سنراجع الطبيب وإن أخبرنا بأن هناك خطر عليك سنجهضه غير ذلك لا داعي وستبقين طوال فترة حملك متابعة عند طبيب خاص
نظرت لها والدتها لتقول : وماذا عن زوجي
مريم : في الواقع لا أعرف الآن إن كان يجب أن أخبرك بهذا أو لا
قال لها والدتها بخوف : ما هو ؟
أخرجت مظروف من حقيبتها لتقول لها : إنه حقاً سيء يجب أن تتماسكي
أمسك والدتها المظروف بتردد لتفتحه بعد فترة وترى ما بداخله ، بقيت فترة صامتة قبل أن تقول : من أعطاك إياه
قالت مريم بصدق : أشرف
تركت والدتها الصور لتقول : وماذا يجدر بي أن أقول ، أنني يجب أن أتركه ، لدي طفلان الآن يا مريم
قالت بسرعة : أنت تعرفين أننا نستطيع العناية بهم هنا ، الجميع سيساعدك
هزت رأسها نفياً وهي تقول : ماذا عن الصحافة ، صديقاتي
نهضت مريم لتقول : لست هنا لأملي عليك ما تفعليه إن كان بقائك مع رجل مثله بسبب أنك ترفضين أن يطلق عليك المجتمع لقب مطلقة هذا شأنك أنت
نهضت لتخرج من الصالة لتجد سونيا أمامها
مريم : أين أجد سامي ؟
سونيا : أنه في القاعة الرياضية سيدتي
مريم : ماذا عن سمر ؟
سونيا : لم تأتي بعد سيدتي
مريم باستغراب : أين هي ؟ ، حسناً عندما تأتي اطلبي منها أن تأتي للقاعة الرياضية
سونيا : حسناً سيدتي
نزلت بسرعة عند أخيها ، وجدته يقف أمام كيس الملاكمة ، ويلكمه بقوة
قالت ضاحكة : أيها البطل
التفت لها مبتسماً ليقول : أختي مرحباً
مريم : هيا ساعدني في ارتداء قفازي
أخرجت قفازها من الخزانة الخاصة ليساعدها بارتدائه قبل أن تقف وهي تقول : ابدأ لأرى كيف تسير تمريناتك
سدد عدة لكمات ليديها قبل أن تقول : هل هذه هي قوتك أم أنك تخشى علي ؟
ضحك ليقول: بالطبع أخشى عليك
أشارت لكيس الملاكمة لتقول : هيا سدد هناك
تركته يستمر في تمرينه لتتجه إلى كيس أخر وتسدد عليه عدة مرات استمرا في ذلك حتى سمعا سمر وهي تصرخ : ما هذا ؟ هل حقاً كان يجب أن نجتمع هنا
ضحك كلاً من سمر وسامي ليتجه كلاهما لها وهما يخلعنا القفازات
مريم : أين كنت
قالت بتوتر : مع صديقتي
نظرت لها لفترة قبل أن تغير الموضوع قائلة : ما الذي كنتم تريدونه ؟
نظر سامي وسمر لبعضها قبل أن يقول سامي : لا يجدر بك البقاء مع ذلك الرجل
أكملت سمر بتأكيد : نعم فقد أراد قتلك نحن لا نشعر بالاطمئنان عليك
ابتسمت مريم وهي تقول : هذا حقاً رائع بأن أشعر بأنكم تهتمون
سمر : بالبطع نحن نهتم أرجوك ، تعالي هنا وسنجد حلاً
قالت بكذب : ولكن أنا وأكرم اتفقنا أن نعطي أنفسنا فرصة
سامي : هل تتوقعين منا أن نصدق هذا
قالت بإصرار : بالبطع ، أنت تعرف الظروف التي تزوجنا بها والظروف التي أعلنا بها زواجنا ولكن فيما بعد خطر لنا أن نعطي أنفسنا فرصة ، لا تقلقوا علي سأكون بخير معه
اقتربت منها سمر وهي تقول بهمس : هل أنت متأكدة ؟
ابتسمت لأختها وهي تقول : بالطبع لا تقلقي علي
سامي : حسناً ، نحن فقط نرغب بأن تكوني سعيدة
قالت لتغير الموضوع : والآن يجب أن أستعد فلدي احتفال مع أكرم الليلة
سمر : حقاً ؟
مريم : نعم نحن مدعوان لاحتفال
سمر : إذن هيا يجب أن أساعدك في التجهيز
مريم : لا بأس يمكنني ارتداء أي شيء
سمر : بالطبع لا ، أنت متزوجة حديثاً والجميع سينظر لكم يجب أن تكوني جميلة
مريم : ولكني لست جميلة
سمر : أرجوكِ يجب أن تكون لديك ثقة بنفسك أكثر من هذا ، والآن هيا
هزت كتفيها باستسلام لتقول لها : حسناً هيا
صعدت كلتاهما غرفة سمر لتفتح خزانتها بسرعة وهي تقول : من الجيد أننا بنفس المقاس
بدأت بتقليب ملابسها وهي تفكر : مممممم حسناً ماذا يمكننا أن نوفر لك ؟
أخرجت فستان أسود لتضعه على جسد مريم وهي تقول : ربما يكون هذا جميل ولكن لا أعتقد يمكنني أن أجد شيئاً آخر
عادت لتقف أمام ملابسها لتخرج ثوباً أحمر اللون لتضعه على جسد أختها وهي تقول : هذا سيكون رائع
نظرت مريم لنفسها لتقول بتردد : لا أعرف مضى وقت منذ أن ارتديت هذه الألوان
صمتت سمر لفترة لتقول بعدها : أعتقد أنني أعرف الثوب المناسب الآن
مريم : ماذا ؟
عادت سمر لخزانتها وهي تقول : لحظة فقط
استمرت في البحث لتخرجه بعد فترة وتضعه على جسد مريم وهي تقول : هذا حقاً في غاية الجمال
نظرت لها مريم وهي تقول : حقاً تمزحين معي
سمر : لا بالطبع لا هل توجد مشكلة فيه ؟
مريم : نعم ، لونه
سمر : وما خطب لونه سيكون رائع ، ألم تقولي أنك وأكرم اتفقتم
اعترفت مريم بذكاء سمر في تلك اللحظة ولكنها قالت : نعم ، لا بأس يمكنني أن أرتديه
دخلت الحمام لترتديه وهي تسمع سمر تقول : سأجهز حذاء جميلاً له وحقيبة ، ويجب أن تنتهي بسرعة لأضع لك بعض مساحيق التجميل
قالت مريم بغضب : لا ، أريد استخدام مساحيق التجميل
ضحكت سمر وهي تقول : للأسف أنا المديرة هنا ولست أنت
انتهت من ارتداء ملابسها لتخرج وهي تقول لسمر : حقاً ، هل يجب أن أضع مساحيق التجميل
كانت سمر تقف بانبهار وهي تقول : إنه حقاً رائع ، يليق بك كثيراً
وقفت أمام المرآة لترى نفسها كانت ترغب بأن ترى نفسها جميلة ولكن كانت هناك جملة تتردد في عقلها بصوت زوجها السابق كانت تسمعه يقول : أنت لست جميلة ، لا يمكنك أن تكوني أبداً
قالت بعد فترة : لا بأس به ، والآن هل يجب أن أضع مساحيق التجميل
أجلستها سمر على الكرسي لتقول : لا تقلقي لن أضع الكثير
أسندت رأسها على الكرسي وهي تقول : أتمنى ذلك
استمرت سمر في العمل لمدة 10 دقائق تقريباً قبل أن تعلن بانتصار : لقد انتهيت
نظرت لنفسها في المرآة لتسمع تردد جملة " أنت لست جميلة " في عقلها ولكنها ابتسمت لتشكر أختها وهي تقول : حقاً شكراً لك
كانت سمر تنظر للنافذة لتقول : لقد أتى زوجك
نهضت مريم لتقول : هل انتهينا
أشارت لحذاء موضوع وحقيبة ووشاح بنفس لون الفستان لتقول لها : ارتديهم وستكوني جاهزة ولكن لحظة اجلسي قليلاً
جلست مريم وهي تقول : ماذا ؟
دخل عمر ليقول : أكرم ينتظرك بالأسفل
سمر : أخبره أننا نحتاج 15 دقيقة
نزل عمر
لتنظر لها مريم وهي تقول : ماذا
لم تجبها سمر لتمد يدها نحو مشبك الشعر الذي تضعه وتزيله من رأسها قبل أن ينسدل شعرها البني ليصل إلى منتصف ظهرها
قالت سمر وهي تتجه لإحدى الخزانات : لقد طال شعرك كثيراً ، كنت معتادة على جعله قصيراً
مريم : نعم في الفترة التي هربت فيها لم أقصه ربما بعد فترة أقصه
سمر : لا ، لا تفعلي ، إنه حقاً جميل
فكرت مريم بأنها لا تريد لشعرها أن يكون عائق في حال خاضت حرباً مع أكرم ولكنها لم تتحدث
رأت أختها قد أخرجت مصفف الشعر قبل أن توصله بالكهرباء وتبدأ بتصفيف شعرها ، استمرت بتصفيف شعرها ل 10 دقائق تقريباً قبل تطفئه لتقول : لقد انتهينا ، ابقيه منسدلاً ، سيكون جميلاً
أنهت كلماتها لتتجه لخزانة أخرى بجوار المرآة قبل أن إسوارة ماسية وتضعها في يد أختها
مريم : سمر ، لا داعي لذلك ، إنها لك
سمر : بلى ، اعتبريها هدية زفافك
عانقتها مريم بمحبة لتقول سمر بعدها : هيا ارتدي حذائك ووشاحك وحقيبتك لا بد أن أكرم ينتظر
وتركتها لتتجه إلى الأسفل
أما عند أكرم
فكان ينتظر بغضب كان يفكر عندما أغلقت الهاتف في وجهه في الصباح كان يود لو يعيد الاتصال بها ، ولكنه يحب أن يتقاتل معها وجهاً لوجه ، والآن تجعله ينتظر
كان عمر يجلس بجواره وهو يقول : أتعرف أن أختي مريم أخبرتني أنه يمكنني أن آتي وأنام عندكم
رفع حاجبه وهو يقول : حقاً ، هل قالت ذلك ؟
هز رأسه بفرح وهو يقول : نعم
أكرم : هذا جيد
سمع دخول سمر وهي تقول : نعتذر لأنه لم يكن هناك أحداً في استقبالك فأمي متعبة قليلاً وسامي لديه تمرين وأنا كنت منشغلة مع مريم
نظر أكرم بشك لهم فكان يتوقع منهم عدم الاحترام بعد معرفتهم بالقصة الحقيقية ولكنه قال : لا بأس ليست مشكلة
سمر بابتسامة : هل قدموا لك مشروباً
أشار لقهوته وهو يقول : نعم شكراً لكِ
سمعت سمر صوت حذائها لتقول لعمر : هيا عزيزي ، هل تلعب معي
أمسك بيدها ليخرج كلاهما ، أما أكرم فقد عقد ساعديه أمامه واستعد للمواجهة ، قبل أن يفتح عينيه على وسعهما ويفك ساعديه ليتمتم قائلاً : لا بد أنها تمزح معي
بقي ينظر لها وهي تنزل عن الدرج كانت مرتدية ثوباً أبيض ، ثوب أبيض طويل ، بتموجات من الخصر حتى الذيل وحذاء فضي كان يبرز طرفه من تحت الثوب وشعر بني منسدل ، بقي يتابعها بنظره حتى وصلت إليه لتقول بجمود : توقف عن النظر
ابتسم ابتسامة جانبية قبل أن يتمتم لنفسه : لا تستطيع البقاء صامتة ، لا بد أن تفسد اللحظة
قالت بفظاظة : توقف عن التمتمة
وضع يده على ظهرها ليقول : لا يجدر بنا الشجار الآن ، فلدينا احتفال ، هل أنت جاهزة للتمثيل
ابتسمت وهي تقول : جاهزة
وارتدت وشاحها الأبيض
سارا معاً للخارج قبل أن تنادي والدتها عليها لتلفت مريم وهي تقول : أمي
نظرت لها قليلاً لتقول : افعلي الصائب في ذلك الموضوع
ابتسمت مريم لها وهي تقول : إذن يجدر بك البقاء هنا من بعد الآن
هزت رأسها موافقة لتقول بعدها : تبدين جميلة
مريم : شكراً لك
والتفت لتكمل سيرها مع أكرم ليفتح لها باب سيارته بلباقة ، دخلت السيارة ليغلق أكرم الباب ويتجه لمكان السائق لينطلق ليقول بعد عدة لحظات : أي موضوع ذلك الذي قالت عنه والدتك ؟
قالت بفظاظة : وما شأنك أنت ؟
زفر بصوت عالي وهو يقول : لا تختبري صبري
كررت كلامها قائلة : لا شأن لك بأمور عائلتي الشخصية
قال ليستفزها : إذن اللون الأبيض ؟
زفرت لتقول : سمر من اختارته رأته مناسباً لكونه أول ظهور لنا علناً بعد إعلان الزواج
صمت قليلاً ليقول بصدق بعدها : ولكنك حقاً تبدين جميلة
قالت له بضيق : شكراً على المجاملة
نظر لها لفترة قبل أن يعيد نظره نحو الطريق ويصمت كلاهما حتى وصلا
غادر سيارته ليتجه إليه ويفتح لها باب السيارة لتخرج منه ويضع يده خلف ظهرها ليسيرا معاً متجاوزين حشود الصحافة والأسئلة الكثيفة ، دخلا المكان لتقول بصدق : ذلك كان حقاً مخيف
أكرم : لا بأس سنعتاد على ذلك
خلعت وشاحها قبل أن تعطيه لأحد العاملين ، كانت تهم بقول شيء ولكن سمعت صوتاً أنثوي خلفهم يقول : أنتما حقاً صامتان ، كل تلك الأسئلة ولم تجيبا على أي منها
نظرت لمريم لتكمل كلامها قائلة : لو كنت مكانك لوقفت وألقيت خطاباً يعبر عن مدى حبي له واستمعت بقليل من الشهرة
قالت مريم بمكر : لكل منا مفهومه عن الحب والشهرة كما أنك وللأسف لستِ مكاني
ابتسم أكرم ليتمتم قائلاً : هذه هي الفتاة ذات اللسان اللاذع
أمسك معصم مريم بهدوء ليقول : مريم هذه سارة أهم المنظمين لجميع الاحتفالات
مريم : نعم أعرفها ، أستقبل منها دعوات كثيرة
كان من الواضح أن مريم استطاعت أن تغضب الفتاة فقد بدا الانزعاج واضح عليها قبل أن تقول بهدوء : وها أنت أخيراً في إحدى الحفلات التي نظمتها
قالت مريم بسخرية وهي تشير لأكرم : لقد أتيت من أجل زوجي لا من أجلك
ضغط أكرم على يد مريم ليقول بتهذيب : حسناً سارة سنراك في الأرجاء
ليسحب مريم التي بدا عليها استعداد كامل للمواجهة بعيداً عنها
بقي يسير معها في الحديقة التي يقام فيها الحفل ليقول لها بابتسامة بعد أن وقفا بجانب إحدى الطاولات : أرجوكِ ، حاولي ألا تضربي أحداً هنا
ضحكت مريم وهي تقول : هل تشعر بالندم لأنك أحضرتني معك ؟
اقترب من إذنها ليهمس وهو يبتسم : لم يكن لدي خيار آخر
ابتسمت دون أن تجيب لتوجه نظرها نحو الاحتفال : لطالما كرهت هذه النوعية من الاحتفالات ، حتى الاحتفالات الخيرية لم تكن من مؤيديها فكانت ترى أنهم ينفقون على الحفلة الخيرية أكثر مما يتم التبرع به ، إن أرادت أن تتبرع بشيء ستتبرع به بصمت
قال لها أكرم بعد فترة : بماذا تفكرين ؟
قالت بصدق : بمدى كرهي لهذه الحفلات
قالت أكرم بجدية : يجب أن تعتادي عليها ، ألم تحضري أي من الاحتفالات ؟
مريم : حضرت ولكن عدداً قليلاً منها إن لدي بعض العملاء اللذين يجب أن أتحدث معهم خارج إطار الشركة
أكرم : فهمت ، والآن وبما أننا في حفلة خيرية يجب أن نلقي نظرة على المعروضات
مريم : حسناً
اصطحبها معه كانت تلقي نظرة على الإكسسوارات المعروضة بلامبالاة
أكرم : هل ترغبين بشراء شيء ؟
لم تجبه فلتفت لها ليعيد سؤاله ليجد نظرها مثبت على إسوار ماسي لطيف
لمس ذراعها بلطف لتلفت له وتعيد لنفسها هدوئها
أعاد سؤاله ليقول : هل ترغبين بشراء شيء
قالت بهدوء : ربما سأزايد على شيء ما أليست حفلة خيرية
أمسك معصمها بقوة ليقول بها : إياك ِ أن تفعلي ذلك أنت زوجتي ولن أسمح لك باستعمال مالك الخاص هل فهمت ؟
كانت تدرك أن أي جملة قد تشعل حرباً تؤدي لفضيحة فقالت : لا أرغب بشيء يمكنك شراء ما تريده
نظرت مرة أخرى للسوار وهي تفكر كيف وصل إلى هنا ، هي تذكره جيداً فقد أهداه والدها لها عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها ولكنها فقدته في إحدى المرات أو بالأصح عندما خرجت غاضبة من والدها بسبب قتل حصانها وتعرفت على سليم يومها ، نعم تذكره جيداً لقد كان بيدها عندما خرجت ولكنه لم يكن بيدها عندما عادت وقالت لوالدها فيما بعد أنها لا تعرف أين أضاعته
خرجت من أفكارها لتبحث عن أكرم وجدته قد انشغل بحوار مع أحد رجال الأعمال ، أكملت نظرها للمعروضات
سمعت صوتاً خلفها يقول : أرى أنك مهتمة بالمعروضات
فكرت مريم بأن تلك الفتاة الشقراء تمثل إزعاج حقيقي ، التفت وهي مبتسمة لتقول : وأرى أنك مهتمة بي ، هل أنت مهتمة دائماً بحضورك أم الأشخاص اللذين ترينهم لأول مرة
قالت سارة بوقاحة : في الواقع أنا مهتمة به
أشارت لأكرم لتنظر لها مريم وهي تقول : مهتمة بزوجي ؟؟
قالت سارة بلامبالاة : خاتم الزواج بيد الرجل لا يزعجني
قالت مريم بسخرية : ولكن وقاحة النساء تزعجني
بدى الغضب واضح على وجه سارة لتقول : أنا حقاً لا أعرف لماذا اختارك ؟
نظرت لها مريم لتقول : عفواً ؟
قالت سارة : لست بهذا الجمال ، كما أنه ليست لديك علاقات مع الوسط الاجتماعي كثيراً
قال مريم بسخرية : ربما من أجل مالي
شعرت بيد أكرم الذي اقترب منهم بدون أن ينتبه له أحد تحيط بخاصرتها ليقول ببلاهة : ما هو هذا الذي من أجل مالك ؟
قالت سارة بضحك : نتحدث عن إحدى الصفقات ، لديك زوجة قوية جداً
قالت أكرم بسخرية : نعم أعرف أن زوجتي قوية ولكن لم أعرف أبداً أنك مهتمة بالوسط الاقتصادي والصفقات
زاد غضب سارة لتقول بعدها : عن إذنك يجب أن أرى بعض الأشخاص
بقي أكرم صامتاً ليقول بعد فترة : سيطري على نفسك يا زوجتي العزيزة
قالت مريم بوقاحة : خطيبتك السابقة حقودة
ابتسم أكرم ليقول : لم تكن يوماً خطيبتي
أعادت جملتها قائلة : حبيبتك السابقة حقودة
ضحك ليقول : وزوجتي الحالية ذات لسان لاذع
ابتعدت عنه لتجلس أمام بركة السباحة لوحدها ، بقيت لوحدها لعدة دقائق قبل أن تسمع صوتاً ذكورياً يقول : مرحباً
نظرت له بتعجب كان يبدو شاب في مثل عمرها أي نهاية العشرينات ألقت عليه التحية لتعيد نظرها إلى البركة
سمعته يقول : في الواقع أنا أعرف معظم الأشخاص الذين هنا ولكني لم أرك من قبل
قالت : لست معتادة على هذه الأجواء
قال لها : وأنا أيضاً
نظرت له بشك ليقول بسرعة : لا صدقيني ، أنا جديد في عالم الأعمال وكل الشخصيات أعرفها من التلفاز
بقيت صامتة ليقول لها : ويبدو أنك أنت أيضاً جديدة ، فأنا لم أرك من قبل
ابتسمت مريم لجهل ذلك الشاب لتقول له : دعني أعطيك نصيحة
نظر لها الشاب باهتمام لتقول له : يجب أن تعرف مع من تتعامل ، لا تعتمد على وسائل الإعلام هي كاذبة
وقالت عندما رأت أكرم قادم لناحيتها : ونصيحة أخرى ...
رفعت يدها لتشير إلى خاتم زفافها قائلة : وابتعد عن النساء المتزوجات
نظر الشاب بصدمة لخاتمها ليقول : اعتذر لم انتبه
مريم : هيا غادر
تركها بأدب لتعود وتنظر للبركة بلامبالاة
أكرم : من ذلك الشاب ؟
مريم بصدق : أحد الأشخاص لقد ألقى التحية
حاوط خاصرتها لينظر لها ويبتسم ليقول شيئاً لم تستطع سماعه بسبب بدء الفرقة الموسيقية بالعزف ، ولكن نظرته وابتسامته جعلوها تنظر له كالبلهاء وتبتسم له
أبعدها عنه بعد فترة ليقول : ولقد جعلنا ذلك الصحفي يأخذ صورة رائعة
التفت حوالها لتجد صحفي يسير بعيداً لتستوعب الأمر كان أكرم يقول لها أن تنتبه لأن هناك صحفي يصورهم
خرجت من أفكارها لتسمعه يقول : ولم ننتهي من قصة ذلك الشاب ولكن علينا أن ندخل الآن فسيبدأ المزاد
ذكرتها كلمة المزاد بإسوارها ولكنها سارت بصمت لتجلس بجواره بهدوء وهي تتابع المزايدة حتى وصل لسوارها كانت تود أن تشارك بالمزاد وتشتريه ولكنها تعلم أن أكرم محق لا يمكنها فأكرم هو زوجها أمام هؤلاء وستخشى أن تزايد وينافسها أكرم سيلفتون الانتباه بدأت المزايدة لتنظر لأكرم بدا كأنه غير مهتم مما جعلها تفكر ، هل يمكنها أن تزايد عليه وإن سألها الأفراد ستقول أنه من مال أكرم وهي رغبت به كانت تهم بالمزايدة قبل أن تسمع صوتاً يقول : 80 ألف
نظرت بصدمة لصاحب الصوت الذي كان بجوارها يدعي عدم الاهتمام طوال الوقت
مريم : أليس المبلغ كبيراً ؟
فكر بأن يقول لها بأنه رأى رغبتها بالإسوار منذ البداية لا يعرف لماذا ولكن يبدو أنه أعجبها للغاية ولكنه قال ببساطة : الأموال ستذهب لمستشفى سرطان الأطفال
لم يزايد أحد فوقه ليكون هو صاحب الإسوار ، اصطحبها معه ليتوجه ويستلم ما اشتراه ، أخذ الإسوار ليمد يدها ويحاول فك الإسوار الذي ترتديه ، سحبت يدها لتمد يدها الأخرى وهي تقول بابتسامة : هذه السوار أهدته سمر لي اليوم
ابتسم لها ووضع السوار في يدها الأخرى لتشعر بضوء قوي في عينها ، العديد من الصحافة التقطوا صور هذا المظهر
جذبها أكرم بعد أن شعر بانزعاجها ليقول : أترغبين بالعودة للمنزل
مريم بصدق : أكثر من أي شيء
سار معها نحو الباب ليساعدها بارتداء وشاحها الذي خلعته ليهمس بإذنها ويقول : لم أتوقع أن تكوني تتمنين العودة إلى منزلي
لم تجبه ، أكملا مسيرتها ليفتح لها باب السيارة ويركب وينطلقا
قال بعد فترة : أنت صامتة
مريم : أشعر بالصداع لم أعتد على هذه الحفلات
أكرم : تبدو وسيلة تعذيب مناسبة لك
مريم بوقاحة : تباً لك
ضحك ليقول : سيكون العديد من الاحتفالات يجب أن تكوني مستعدة
قالت بغضب : لا بد أن هذا هو الجحيم الذي وعدتني به
ضحك ليقول : ربما
كان الصداع في رأسها يزيد ، كانت تشعر بأن رأسها ينفصل عن باقي جسدها ، وبدأ جفنيها بالتساقط فقد كانت مرهقة حقاً
سمعته يقول : لقد وصلنا
دخلت المنزل بسرعة لتتجه لغرفتهم وتخرج ملابس لتتجه إلى الحمام وتغسل وجهها وتبدل ملابسها ، خرجت لتجده هو أيضاً قد بدل ملابسه ويمسك في إحدى يديه كوب ماء وفي الآخر حبة دواء
جلست على الأريكة عندما رأته يمد لها الكوب والحبوب ويقول لها : تناولي هذا سيساعدك
كانت تتمنى لو استطاعت الاعتراض وتقول له بأنه لا تثق به ولا تعرف نوع الدواء ولكن صداعها كان في تزايد تناولت الحبوب وشربت بعض الماء لتستلقي على الأريكة وتستسلم لنوم عميق .
نظر لها قبل أن يقول : ما الذي تفعلينه بنفسك يا فتاة ،
كان متأكد أنها لم تتناول شيئاً طوال اليوم أو الأمس فهو لم يرها تأكل بعكسه هو ، قرص وجنتها قبل أن يتجه للسرير وينام .
*******************************
أوكي بانتظار رأيكم على أحر من جمر
شو رأيكم بأكرم ومريم ؟
لوين متجه العلاقة بينهم ؟
برأيكم شو كان ماضي مريم مع زوجها ؟
شو كان ماضي أكرم يلي راح يجيبه أشرف لمريم ؟
شو وضع سارة بالأحداث ؟
مريم شو راح تعمل بزوج أمها ؟

آدم وسمر وسامر لوين راح يوصلوا برأيكم

وشو رأيكم باختيار سمر لفستان أختها ؟
واكتبو أي توقعات تانية إزا حابين
بانتظاركم


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 04:06 PM   #19

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي


ه
ااااااااااااااااااي
مرحبا جميعا
كيفكم وكيف أوضاعكم يا رب تكون بخير
أول شي حابة اعتذر لاني حاسة حالي مقصرة بتنزيل البارتات بس صدقوني أنا بعمل يلي بقدر عليه لأني أنا حكيت إلكم من البداية أنه الرواية قيد الكتابة وهاد يلي بتقرأوه أنتو بربع ساعة أنا بضل أسبوع بكتب فيه وبراجع فيه فبعتذر كتتيييييييييييير منكم

وشكراً كتير على رأيكم الحلو ونقدكم للرواية بسعدني جداً
وشكر خاص لكل الناس يلي بفقدوني وبرسلوا رسائل على الخاص بيطمنوا عليا لما أتاخر
وهي البارت بين ايديكم
قراءة ممتعة
كانت تجلس في مكتبها غارقة بين ملفاتها كالعادة ، لفت انتباهها التلفاز الموضوع أمامها ، ليزيد من شعورها بالضيق ، مضى على تلك الحفلة التي حضراها سوياً أربعة أيام وما زالت وسائل الإعلام تتحدث عنهما ، رأت الصورة التي جمعتها مع أكرم في الحفلة والتي قالت لها سمر بأنها رائعة الجمال ، لتنتشر الأخبار عن إهدائه سوار اشتراه من الحفل لها وعن فستانها الأبيض الذي رأت الصحافة فيه إعلان عن زواجهما، لم تكن تحب أن يتعرف الكثير عليها ولكن ها هي في كل وسائل الإعلام ، لاحت في عقلها ذكرى اليوم الذي بعده ، استيقظت وقد زال الصداع من رأسها لتنظر له وهو نائم ، بقيت ساكنة في مكانها دون حراك لمدة دقيقتين قبل أن تنهض بنشاط لتفتح خزانتها وتبدل ملابسها ، سمعته يقول : تبدين نشيطة بالنسبة لفتاة كانت تشعر بالصداع البارحة
قالت له بحذر : ربما بسبب ما أعطيتني إياه
نظر لها قليلاً ليقول : لم تتوقعي أن أعطيك شيئاً خطيراً كان مجرد مسكن آلام
صمتت لتقول : لم أعتد أن يتعامل الناس معي بطيبة
قال بسرعة : ربما لأنك لم تنتقي الناس من حولك
تمتمت قائلة : لم أختر أبداً
جهزت ملابسها لتدخل الحمام وتغتسل لتخرج وهي جاهزة
قال لها : يجب أن نتحدث
قالت وهي تنظر للنافذة : سائقي لم يأتي بعد
قال بسخرية : لم لا تقودين سيارتك بنفسك
نظرت له بغضب لتقول : لا شأن لك ، ما شأنك ؟
نهض من سريره ليقول مغيراً الموضوع : من ذلك الشاب ؟
فتحت عيونها على وسعها نظرت له قائلة : أي شاب ؟
قال بغضب : لا تفعلي هذا
كان يقصد توسيعها لعيونها ولكن هي ظنت شيئاً آخر لتقول : ولكني لا أعلم عن أي شخص تتحدث
عاد لموضوعه ليقول : ذلك الشاب الذي كنت تتحدثين معه عند البحيرة أمس
تذكرته مريم لتقول : آه ، إنه مجرد شاب مبتدئ كنت أعطيه بعض النصائح
قال بجمود : وهل نصحته بالابتعاد عني ؟
قالت مريم وهي تحمل حقيبتها وملفاتها لتستعد للخروج : نصحته بالابتعاد عن جميع النساء المتزوجات بشكل عام ، والآن يجب أن أغادر
تركته دون أن تسمع منه أي رد أو ترى ابتسامة السخرية تتحول لارتياح
عادت من أفكارها على صوت طرق الباب ، لتسمح بصاحبه بالدخول ، دلفت مساعدتها لتقول : سيدة مريم يجب أن تبدأ الآن بإجراء المقابلات لمنصب المساعدة
مريم : حسناً ، كم شخص في الخارج
دينا : إنهن 5 فتيات سيدتي
مريم : حسناً لنبدأ
استمرت في مقابلتها للفتيات ما يقارب الساعة قبل أن تنادي على دينا
دينا : تفضلي سيدة مريم
مريم : هل انتهينا
دينا : تبقت فتاة واحدة سيدتي
نظرت لساعتها لتقول : حسناً ولكن يجب الانتهاء سريعاً فأشرف قادم وهناك شيء سري لا أريد لأحد الاطلاع عليه
دينا : حسناً ، سأدخلها
نظرت مريم لملف الفتاة الشخصي لترى خالد مدير شؤون الموظفين قد وضع اشارة عليه ، وهي تعلم بأنه يرشح هذه الفتاة أكثر من غيرها بوضعه هذه الإشارة ، سمعت طرق على الباب لتأذن لها بالدخول ، دلفت فتاة طويلة ، بيضاء البشرة ، صاحبة شعر أسود فاحم ، وعيون عسليتان ، كانت تسير بتهذيب ، رأت مريم أنها مفتقدة للثقة قليلاً لسبب ما ، كما أن هندامها لا يشير إلى أنها صاحبة وضع اقتصادي جيد ، ولكنها كانت أنيقة على الرغم من ذلك
أشارت للفتاة بالجلوس أمامها قبل أن تنظر للملف الذي أمامها وهي تقول : حسناً يا ملك ، لديك شهادات كثيرة ومثيرة للإعجاب ، كما أنك تطوعت وتدربت في العديد من الأماكن وعملت أيضاً في شركات كثيرة
قالت الفتاة بصوت واضح ولكنه مهتز : نعم ، سيدة مريم
نظرت لها مريم لتقول : لم تركت عملك الأخير ؟
قالت بهدوء : لكي أعمل عندك سيدة مريم
نظرت لها مريم قليلاً لتقول بعد فترة : عفواً ؟
ملك : لطالما رغبت بالعمل لديك يا سيدة مريم وبمجرد أن رأيت أنك طلبت مساعدين ، قدمت طلبي وهي ليست المرة الأولى التي قدمت فيها طلبي هنا
مريم : حقا ؟ ولماذا ترغبين بالعمل لدي ؟ ما الشيء المميز لدينا دون بقية الشركات
قالت الفتاة بسرعة : أنت يا سيدة مريم
شعرت مريم بالحيرة لتقول للفتاة بشك : هل يمكنك أن توضحي لي ؟
نظرت ملك لها قليلاً لتقول بعد أن أنزلت رأسها لتنظر إليها يديها : أنت صاحبة فضل علي وأنا ممتنة لك
قالت مريم : عفواً ، هل نعرف بعضنا ؟
قالت الفتاة بصدق شعرت به مريم : أنا أعرفك ولكن أنت لا
مريم : هل يمكنك التوضيح لي ؟
هزت رأسها إيجاباً لتقول : أنا اسمي ملك ، فتاة يتيمة نشأت عمري كله في ملجأ أيتام ، كنتِ دائمة الدعم له ، ولكن كانت الكارثة الكبيرة بالنسبة لي عندما بلغت السن القانوني دون أن يكفلني أحد لذلك كنت مضطرة للخروج من الميتم ، كنت يومها بالصدفة في الملجأ وسمعتِ عن قصتي لتتكفلي بدراستي الجامعية ومكان سكني ، كان أعظم شيء في حياتي ، بدون أن تلتقي بي قررتِ مساعدتي ، لم تجبريني على جامعة أو تخصص أعطيتني حرية الاختيار لتتكفلي أنت بكل شيء ، هل تذكرتني ؟
شعرت مريم بموجة سعادة ورغبة بالبكاء لم تشعر بهم قط لتقول بعد أن تماسكت نفسها بصوت مهتز : أووه ، بالطبع أذكر هذه الحادثة ، يا إلهي لقد سعدتِ جداً بلقائك
ملك : وأنا أيضاً سيدة مريم
قالت مريم لتصحيح سوء الفهم : صحيح أنني لم ألتقيك أبداً ، وذلك لأنني لم أرغب أن تشعري بأي مشاعر سلبية
قالت ملك بتفهم : بالطبع أنا أفهم هذا سيدة مريم
قالت مريم بطيبة مستعيدة شخصيتها القديمة : لن أحتمل أكثر أرغب في عناقك
نهضت كلتاهما ليتعانقا بصدق وكأنها صديقتان مقربتان
قالت مريم : حسناً يمكنك البدء منذ الأسبوع المقبل
شكرتها ملك لتغادر سريعاً ، تاركة مريم في موجة كبيرة من السعادة ، لم تكن تستطيع منع نفسها من الابتسام ، دلف أشرف مكتبها ليراها مبتسمة ، نظر لها بحيرة ليقول : متى أخر مرة رأيتك سعيدة فيها هكذا ؟
نظرت له لتقول : أشرف ، لن تصدق من كان هنا اليوم
نظر لها وهو يقول : من الذي جعلك سعيدة لهذا الحد ؟
قالت مريم بابتسامة وصوت يتضح عليه الفرح : ملك
قال بتعجب : من ؟
مريم : أتذكر تلك الفتاة التي ساعدتها في ملجأ الأيتام ، وجعلت لها حساب بنكي لتختار الجامعة التي تريدها والمكان الذي تريده ، لقد كانت هنا قبل قليل وترغب بالعمل عندي ، اسمها ملك ، يا إلهي السعادة جعلتني أشعر بجوع كبير ، هيا لنذهب لتناول الغداء
نظر أشرف لها ومد يده ليأخذ ملفها قبل أن يتفحصه قليلاً ليقول : ولكن يا مريم ، الفتاة التي تساعديها تدعى ندى وليست ملك ، كما أنها لا يتشابهان في أي شيء فبالرغم من أنك وضعت للفتاة حساب خاص بها وترسلين لها المال ولكني سمحت لنفسي بمعرفة أوضاعها ، هي تدرس القانون ، كما أنها تحدثت مع السيد إبراهيم لتأتي وتتدرب هنا في الشركة وأنا متأكد من هذا
خبت فرحة مريم بسرعة لتتحول لكتلة برودة لتقول بصوت متلعثم : و . ولكن .. تلك الفتاة أخبرتني القصة كاملة
نظر لها أشرف بأسف ليقول : الجميع يعرف بالقصة يا مريم ، لقد انتشرت في وقتها على وسائل الإعلام
نظرت له لفترة لتقول بعدها : أشرف ، أريد الذهاب للمنزل ، دعنا نؤجل اجتماعنا للغد
نظر لها ليمسك بها ليسير معها ويطلب من دينا إلغاء كافة مواعيدها لليوم والغد ، نزل معها بالمصعد ليضعها بالسيارة ويقودها عائد بها لمنزل أكرم ، لم تتكلم مطلقاً ، كان يعرف شعورها جيداً ، فهي تحب مساعدة الأشخاص جداً ولا بد أنها تفكر بسبب فعل تلك الفتاة ، فكر أشرف بأن هذا ما عليه اكتشافه ، نظر لمريم ليفكر بأن القصة انتشرت صحيح ولكن لا أحد يعلم بأن مريم لم تلتقي بالفتاة أبداً وأنها وضعت حساب خاص بها وهذا يعني وجود أحد يسرب أخبار مريم ولكن من هو ولمن يسربها ؟
كان طوال الطريق ينظر لها ليزيد شعوره بالشفقة، كانت تسند رأسها على الزجاج وقد تبددت كل السعادة التي كانت في عينيها
سألها أشرف : هل ترغبين بتناول شيء ما ؟
قالت بصوت مختنق : لا أشعر بالجوع ، قالت جملتها وكأنها لم تكن قبل عدة دقائق ترغب في تناول الطعام
وصل إلى منزلها لتنزل منه دون أي كلمة ، كان أكثر ما يشعرها بالراحة عدم وجود أكرم في ذلك الوقت في المنزل فهي تعرف أنه مثلها يقضي وقتاً طويلاً في العمل
دخلت المنزل لتلقي بحقيبتها وسترتها أرضاً ، عند المدخل لتصعد السلم وتتجه لغرفتها ، غافلة عن العيون التي كانت تراقبها بتعجب وصدمة
كان أكرم الذي كان قد شعر بالممل وقرر العودة لمنزله على غير عادته جالساً على الأريكة يقرأ بأحد الملفات عندما دخلت المنزل ، كان ينوي أن يقول شيء ساخر لها ولكن كانت نظرة الحزن طاغية على وجهها لدرجة أنها لم تره أبداً رآها وهي تلقي سترتها وحقيبتها على الأرض ليزيد تعجبه فهي منظمة وتحت الترتيب ولا تلقي أغراضها أبداً صعد بسرعة خلفها وبداخله شعور سيء فهو لم يعتد أن يراها بهذا الحزن والعجز ، دلف غرفتهم ليبحث عنها ولكنه لم يجدها ، سمع صوتاً من ناحية الحمام ليتوجه إليه ، ركز بالصوت ليرتد للخلف خائفاً ، فذلك الصوت لم يكن سوى بكاء ، كان شعوره بالقلق والخوف يزداد ، ليقرر أخيراً أن يطرق الباب ويخرجها ، ولكن الباب كان مفتوحاً ، ليراها كانت جالسة في حوض الاستحمام تسند يديها على ركبتيها ، وتضع وجهها بين كفيها وتبكي بشدة ، أشعره هذا المظهر بالضيق فتلك الفتاة عرفها قوية ما الذي يجعلها تبكي هكذا ، كان يريد أن ينادي عليها ولكنه عدل رأيه ليغلق الباب بهدوء ويقف عند باب الغرفة لينادي عليها بصوت عالي
سمع صوت المياه في الحمام بمجرد مناداته لها لتقول بعد فترة بصوت مهتز : أنا أستحم سأخرج بعد قليل
خرجت بعد خمس دقائق وهي ترتدي روب الاستحمام وتلف فوطة حول شعرها ، كان مظهرها مغري بالنسبة له وتمنى لو يبقى ويتأملها ولكنه قال بعد فترة : لماذا عدت باكراً
قال بسرعة : أنهيت أعمالي وأنت ؟
أكرم : شعرت بالممل
قالت بشك : كيف عرفت أنني في المنزل ؟
نظر لها قليلاً ولعينيها المتورمتين : لقد استغربت أنكِ ألقيت ملابسك على باب المنزل سترتك وحقيبتك
مريم : آه ، آسفة كنت أشعر ببعض الإرهاق
قالت جملتها وتوجهت للأريكة لتستلقي عليها
قال أكرم بصدمة : هل ستنامين ؟؟
مريم : قلت لك أنني مرهقة
خرج أكرم من الغرفة وما زال شعور القلق ينتابه ، كان يفكر بأنها كانت فرصة جيدة للغاية ليعذبها ولكنه لا يجرؤ ، خطر في باله طيف امرأة ما ليقول: مريم التي رأيتها تبكي تشبهها حقاً
أما عند مريم ، فلم تكن ترغب بالنوم ، ولكن أرادت البقاء لوحدها قليلاً ، لم تشعر بمثل هذه الخيبة من قبل ، لو قالت لها تلك الفتاة أنها بحاجة لعمل ، لساعدتها بالطبع ، لكن كان أكثر من يشعرها بالحزن هي تلك السعادة التي سحبت منها ، لم تكن يوماً تنتظر الفتاة التي ساعدتها ولكن عندما وقفت أمامها تلك الفتاة وقالت القصة ، شعرت مريم بفخر كبير في نفسها ، لأنها ترى نتائج أعمالها ، كانت لديها سعادة ذكرتها بوالدها جعلتها ترغب في القول " أنا هي الفتاة التي ربيتها يا أبي "
وكان سرعة الحدث له تأثير سيء عليها ، تمنت لو أنها لم تعلم الحقيقة من أشرف ، نهضت لتقول : سأجن إن بقيت هنا
نهضت لتنزل إلى الطابق السفلي وتدخل القاعة الرياضية ، لتجد أكرم يمارس الرياضة التي رأى أنها أنسب حل لتشتيت أفكاره
توقف حالما رآها لينظر لها
قالت بصوت متعب : أريد أن أضرب شيئاً
نظر لها قليلاً ليتجه إلى الخزانة ويخرج قفازات ويساعدها في ارتدائها ليقول بسخرية محاولاً استخراج الفتاة القوية ، هل هذا اللون مناسب ؟
قالت بهدوء : أنا لا أمازحك
قال بهدوء مماثل : للأسف
أمسك كيس الملاكمة ليسألها : تضربيه بدلاً من من ؟
فكرت بالفتاة لتفكر بعدها بأن تلك الفتاة أرسلها أحدهم إليها لتقول بعد فترة : لستِ متأكدة
قال لها بأمر : فلتبدأي إذن
وجهت عدة لكمات إلى الكيس مفرغة كل شعورها بالغضب والحنق والحزن ، ورآها أكرم تسمح دمعتين نزلا رغماً عنها بسرعة كيلا ينتبه
استمرت في اللكم قبل أن تشعر بأنها ارتاحت قبل أن تخلع القفاز وتتجه إلى جهاز المشي وضعته على سرعة متوسطة لتبدأ السير لتغير سرعتها بعدها وتضع بسرعة عالية لتركض ، لدرجة جعلت أكرم يبقي نظره عليها خشية أن تسقط ، أوقفت جهاز المشي لتنزل عنه و تتجه إلى بركة المياه لتقفز فيها برشاقة وتسبح عدة أشواط الأمر الذي جعل أكرم يفكر بمدى براعتها والتزامها بالتمرينات التي تقوم بها ، حول نظره عنه ليتجه ويمسك مسدساً ليضع سماعة على أذنيه ويبدأ بالإطلاق
كانت تسبح في البركة تفكر في ما حصل اليوم ، دون أن تنتبه أنها أنهكت نفسها بالتمرينات ، شعرت بالذعر عندما اكتشفت أن قدمها قد أصيبت بتشنج ، لم تستطع تحركيها لتبدأ بالتخبط والغرق ، كانت تسمع صوت إطلاق أكرم للنار ، وتدرك أنه لن يسمعها ولكن نادت عليه بصوت عالي عدة مرات دون أي نتيجة لتستمر في التخبط في الماء
أما أكرم الذي كان يطلق النار ببعض الغضب ، كلما تذكر مظهرها وهي تبكي ، يرغب حقاً بمعرفة من كان سبب بكاءها ، شعر برغبة في الاطمئنان عليها ، التفت ليرى بركة السباحة ولكنه لم يجدها
خلع السماعة عن أذنيه ليقول بتعجب : هل غادرت ؟
سار بعض خطوات لينظر إلى الباب ليجده مغلق ليقول لنفسه : يبدو أنها أنهت تمريناتها
والتفت ليعود إلى سلاحه ، ولكن نظرة عابرة ألقاها على البركة من قرب أشعرته بالرعب الحقيقي ، ليراها لا تزال تتخبط في أسفل البركة ، وعلى الرغم من هلعه وخوفه إلا أنه قفز بسرعة ، فقد عاش حياة أدرك فيها أنها يجب أن يكون متحفز دائماً
سبح نحوها ببراعة ، ليسحبها ويخرجها من أسفل البركة ، بمجرد وصولها إلى السطح أخذت نفساً طويلاً لتأتي بعدها موجة سعال ، أخرجها أكرم من خارج البركة ليضعها على الأرضية ويجلس قبالتها ويقول بهلع : هل أنتِ بخير ؟
لم تستطع الإجابة بسبب موجة السعال التي تعرضت لها ، أما هو فلم يكن يدري أين عقله ، جذبها نحوه بخوف ليعانقها وهو يقول : أرعبتني ، ماذا حصل معك ؟
أبعدها عنه ليرفع بعض الشعر المتناثر عن وجهها ،ليعود ويعانقها مرة أخرى
أبعدته هي عنها هذه المرة لتقول بصوت مهتز : أنا بخير ، لا تقلق
وضع يديه حول خاصرتها ليقول : ماذا حدث ؟
قالت : لقد تشجنت قدمي ولم أعد أستطع السباحة
لمس شعرها المبتل وهو ينظر إلى ارتجافها ، ليكتشف أنها كانت جذابة حتى بمظهرها هذا ، اقترب منها ليقبلها بهدوء ، ولكنه شعر بالصدمة والسعادة في وقت واحد عندما وجدها ولأول مرة تتجاوب معه وتبادله قبلاته ، كان يدرك أنها ليست في وعيها تماماً ولكنه لم يستطع إجبار نفسه على التوقف ، شعر بيديها تحيطان رقبته ، ولكن وبعد عدة لحظات انتهى كل شيء ، أبعدته عنها فجأة وهي تقول : ما الذي تفعله ؟
نظرت له لتقف وتخرج وهي مبتلة تماماً وغاضبة ، كانت تدرك أنها غاضبة من نفسها أكثر من غضبها من أكرم لأنها تجاوبت معه ، قالت بغضب : هذا اليوم يجب أن ينتهي
وضعت نفسها على الأريكة لتنام ، دخل خلفها بعد عدة دقائق ليقول : هل نمت ؟
قالت بسخرية : نعم ، أكلمك الآن من حلم جميل أنت لست فيه
تمتم قائلاً : ها قد عاد لسانها اللاذع
ثم عاد ليرفع صوته ويقول : يجب أن تتناولي بعض الطعام
قالت بصوت هادئ : لا أرغب سأتناول شيء في الصباح
حاول الحفاظ على هدوئه ليقول : منذ أن دخلتِ هذا المنزل لم تتناولي فيه الطعام أبداً
قالت بسخرية : هذا يعني أنني لا أريد تناول طعامك
كان صبره قد نفذ ليتجه إليه ويسحبها بقوة ليخرج من الغرفة
صرخت وهي تحاول التخلص منه لتقول : ماذا تريد ؟ ابتعد عني
لم يجبها ليكمل مشيه وهو يمسك يدها
كان صوتها يتعالى لتقول بصوت حاد : ابتعد عني ، لا أريد تناول الطعام كما أنني....
صمتت عندما وصلت مع أكرم لمطبخ منزله ، كان أشبه بخراب العديد من الصحون غير نظيفة ، المطبخ تغلب عليه الفوضى وعدم الترتيب والنظافة
قالت بعد فترة : ما هذه الفوضى ؟
قال لها بلامبالاة : بعد يومين ستأتي مدبرة المنزل وترتبه لا تقلقي
صمتت قليلاً لتتذكر حوار حصل بينها في أول يوم لها في المنزل

جلس على الأريكة ونظر لها ليراها تتجول في المنزل سألها بفضول : ماذا تفعلين بالضبط لا أعتقد أنك ستهتمين بالمنزل
قالت بصدق : أرى المكان لأعرف في حالة خضت حرب معك ما هي مناطق القوة التي يمكن الاعتماد عليها وما مناطق الضعف التي يجب أن أبتعد عنها
ضحك ضحكة رنانة ليقول بعدها بسخرية : تفكير استراتيجي لا غبار عليه
شعرت بقلبها يخفق عندما سمعت ضحكته لتعاتب نفسها وهي تفكر : اهدئي مريم ستعيشين معه لفترة ثم يقتلك لا يجب أن تتأملي كثيراً
أكملت جولتها في المنزل وعادت له بعد فترة لتقول : منزلك نظيف جداً
أكرم : لا ، ليس كذلك ، أنتِ فقط أتيت في يوم جيد فالبارحة كانت مدبرة منزلي هنا ولكن ما أن تأتي نهاية الأسبوع يصبح البيت كأنه كارثة عالمية
خرجت من أفكارها لتقول بصوت هادئ : هذا ما كان يقصد به كارثة عالمية إذن
نظرت له لتقول بقرف : لن أتناول الطعام في هذا المكان ، وأعتقد أنه يجب عليك أن تطلب من مدبرة المنزل أن تحضر مرتان في الأسبوع لأن مرة واحدة لا تكفي
قال لها بسخرية : إن لم يعجب عليك تنظيفه
قال بصوت حاد : لن أنظف منزلك
تجاهلها ليقول : ستجدين بعض الطعام في الثلاجة سخنيه وأحضريه لنا لنتناول بعض الطعام
قال بصوت حاد : لن أعد لك الطعام ، إن أردت أن تأكل جهز لنفسك ما تريد
أمسك يدها بقسوة ، ليضغط عليها ويقول بصوت حاد : اسمعي أيها الفتاة ، لدي العديد من الأمور في رأسي اليوم وكلها متعلقة بك لا تجبريني على القيام بشيء سيء
بقيت صامتة وهي تنظر إليه ليزيد ضغطه على يدها وهو يقول : أتوقع أن يجهز الطعام بعد ربع ساعة
ليكمل بصوت عالي : هل فهمتِ
تركها بقسوة جعلتها ترتد خطوتين وتصدم بالحائط الذي خلفها ، لتراه يخرج دون أن ينتظر إجابته
جلست على الأرض وهي تشعر بالاختناق كان اليوم سيء بالنسبة لها وما يزيده سوءاً هو شعورها بالخوف الدائم منه ، وبعض المشاعر التي لا تفهمها عندما يكون قريباً منها
سقطت دمعتان على وجنتيها لتقول بسخط : اللعنة ، لماذا أبكي بسرعة اليوم ؟
نهضت مسرعة عندما سمعته ينادي عليها لتمسح دموعها وتقف بشموخ كعادتها
نظر لها أكرم الذي رآها وهي تبكي عدة مرات قبل أن يقول بفظاظة متجاهلاً كل أفكاره : هل تعرفين كيف تستخدمي الفرن ؟
صمتت قليلاً لتنظر له بتعجب قبل أن يتحول كل ما في قلبها لموجة ضحك ، استمرت في الضحك عدة دقائق قبل أن تستعيد هدوئها لتقول : ماذا تظني ؟ أنا بالطبع أجيد استخدامه لست في الخامسة من عمري
كان ينظر لها ليغادر دون أن يجيبها ، جلس على الأريكة وهو مشتت التفكير والعواطف ، ما رآه اليوم يفوق الاحتمال ، تلك الفتاة الجامدة التي تزوجها رآها تبكي بهستيرية بالسر ورآها تشعر بالضعف وهي تغرق وفي نفس اليوم تضحك ، فكر بأن أجمل حالة رآها بها هي عندما تضحك ، تغلق عيناها وترفع رأسها لأعلى وتغلق فمها بيدها ، أغلق عينيه ليتخيلها مرة أخرى كشاب مراهق ، لا يعرف كم استمر على هذا الحال قبل أن ينهض ويقول بغضب : لا لا ، هذا لا يجوز ، لا يجب أن يحدث هذا ، تلك الفتاة هنا ليتم تعذيبها ليس لأمر آخر
بقيت الأفكار تراوده حتى شعر أنها تأخرت ، توجه للمطبخ ليجدها قد أعدت الطعام كما طلب ولكن لشخص واحد ، كانت جالسة وتتناول طعامها بهدوء
أكرم بغضب : ما هذا ؟
مريم بسخرية : طعامي
أكرم : ألم أطلب منكِ تحضير الطعام لي ؟
نظرت له لتقول بجدية : ألم أقل لك أنني لن أعد لك الطعام ؟
توجه إليها ليسحب الطعام من أمامها ويتناوله
نهضت لتقول : كنت قد شبعت يمكنك أن تتناوله
لتخرج دون أن تقول له أي شيء ، كانت لا تزال جائعة وبحاجة للطعام فهي منذ عدة أيام لم تتناول إلا شيئاً قليلاً ولكنها لا تريد المزيد من الحروب فقد تعبت في هذا اليوم توجهت لغرفتها لتفتح حاسبوها وتدفن نفسها بالعمل ، أما أكرم تناول القليل من طعامها لينهض ويتجه إلى غرفة العمل الخاصة به ، كان يدرك أنه بحاجة إلى إلهاء عنها فاختار العمل ، استمر كلاهما بالعمل عدة ساعات ، قبل أن تقرر مريم أن توضب أغراضها وتغرق في نوم عميق ، نظرت للساعة لتجدها تشير إلى 9 مساء ، وضبت أغراضها بترتيب ، لتتجه نحو خزانتها وتخرج ملابس للنوم ، كانت لا تزال تفكر في الذي حدث معها طوال اليوم ، لدرجة جعلتها لم تنتبه أنها تبدل ملابسها في منتصف الغرفة ، عادت لوعيها عندما سمعت صوت الباب يفتح لترى أكرم أمامها ، شعرت بالخجل من نفسها لكنها قال بفظاظة : عليك أن تستأذن قبل أن تدخل
قال بفظاظة مماثلة لأنه لم يعد يحتمل أي مواقف بينهم : اخرسي ، الغرفة لي وأنتِ زوجتي
قال جملته ليتجه إلى الحمام لكي يعطيها فرصة لترتدي ملابسها ، ارتدت ملابسها على عجل ورفعت شعرها على شكل ذيل حصان لتتجه إلى أريكتها وتستلقي عليها لتنام ليتبعها أكرم ويتجه لسريره دون أدنى كلمة .

************************
كانت سمر جالسة على سريرها وهي تتنهد ، لم تكن تعرف في ماذا تفكر بالضبط ، فقط كانت تتذكر آدم ، كيف يتعامل معها بلطف وكيف يفهمها بسرعة ، أشعرها بالارتياح عندما قالت له أنها تشعر بالضيق من وجودهما معاً دون إعلام مريم ، بدأت تتذكر تفاصيل الحوار
كانت تجلس في إحدى المقاهي البسيطة بعيداً عن أعين الصحافة و عين معلمها المتطفل ، تشرب العصير الذي أحضره له النادل لتقول بعد فترة : آدم ، أنا حقاً أشعر بالضيق من نفسي
مثل التعجب وهو يقول : لماذا ؟
قالت ببعض التردد : لم أعتد أن أخفي شيئاً عن مريم ، إنه يشعرني بالضيق
قال لها بسرعة : من حقك أن تكون لك حياة خاصة ، ليس عليك أن تخبريها كل شيء
قالت له معترضة على كلامه : إنها لا تفرض علي شيئاً ، هي فقط تقلق علي
قال لها وهو يحاول إنشاء صراع بين الأخوة : لذلك تقوم بمعرفة كل ما تقومون بشرائه عبر بطاقاتكم
قالت له بحدة : بالطبع لا ، يا إلهي آدم كيف تتحدث كذلك عنها ، ظننت أنك تحبها
قال لتهدئة الموقف : لا مشكلة لدي مع مريم على الجانب الشخصي ولكن فقط لا تعجبني تصرفاتها معك ومع سامي
قال سمر بهدوء : إن كنت تقول عن موضوع البطاقات وإنها تعرف كل شيء نشتريه فلقد فعلت ذلك لأنها ترى بأننا نحمل نقود أكثر من اللازم ولا تريد منا أن نتصرف تصرفات خاطئة
كتم غيظه ليقول بهدوء عكس ما بداخله : حسناً لقد فهمت وجهة نظرها ، أنا أعتذر
صمتت قليلاً لتقول : لنعد للموضوع الأساسي يجب أن أخبر مريم بما يحدث بيننا
قال لها بابتسامة : لقد تفهمت جداً يا عزيزتي ولكن ماذا ستقول لها
قالت بحيرة : ماذا تعني ؟
قال بمكر ليربكها : هل أنت متأكدة من مشاعرك تجاهي ؟ هل ستقولين نحن أصدقاء أم حبيبن ؟ عليك أن تكوني متأكدة من مشاعرك تجاهي لتخبريها ، لنعطي بعضنا فرصة ما رأيك شهر واحد ؟
صمتت قليلاً لتقول بعد فترة : حسناً لنرى ماذا سيحصل
خرجت من أفكارها لتقول : لا أعرف كيف سأخفي الموضوع شهر عن مريم
لتتمدد على سريرها وتغرق في نوم عميق
*****************************
بعد مرور شهر ..........
كانت تجمع أغراضها بسرعة لتجنب التأخير ، كانت هناك العديد من الأفكار برأسها منها المساعدة المخادعة التي أبقتها عندها لتعرف كل شيء عنها وحان الوقت لقص رأسها، وتفاصيل حياة أكرم التي تتوقع من أشرف أن يحضرها اليوم ، والاجتماع الذي يجب أن تنجح به ليفتح مستقبل كبير لشركتها في مجال السياحة فمنذ فترة قررت بالإضافة لسلسلة الفنادق التي تملكها في أنحاء العالم أن تأخذ من السياحة جانباً كتنظيم جولات ومرشدين سياحين في المناطق وليس فقط سلسلة فنادق
خرجت من أفكارها عندما سمعت صوته الأبح ليقول : يبدو أن لديك عمل كثيف اليوم
نظرت له لتفكر كيف استمرا في العيش معاً دون أن يقتل إحداهما الآخر ، بل كيف بدأت تعتاد الحياة معه
قالت بعد فترة : لن يأخذ وقت طويل لكنه سيكون وقت مثمر
قال لها بعد فترة : هل ما زلت تتذكرين الحفلة التي يجب أن نحضرها اليوم
قالت بضيق : نعم ، مع أنني لا أرغب بذلك
قال لها بابتسامة : هيا ، سيكون رائعاً ، إنه لإسعاد الأطفال الأيتام
نظرت له لتقول : تم تجهيز حفل ليكون أقرب لحفل خيالي من مجموعة من أميرات وأمراء ديزني
أليس من الأفضل أن تتوجه تلك التكلفة مباشرة لدعم تعليمهم بدلاً من أمور تافهة
نظر لها ليقول : من حقهم أن يستمتعوا قليلاً ، أن ترى الفتاة نفسها ولو لليلة بأنها أميرة خيالية ، كما أننا تكفلنا بطفل وطفلة لنحضر لهم ثيابهم
صمتت قليلاً لتدرك أنه محق كان من حق الأطفال أن يتستمتعوا سمعته يقول : ما هي مشكلتك الحقيقة
نظرت له لتقول : أنني سأضطر لارتداء نفس الفستان الذي تختاره الفتاة الصغيرة
نظر لها ليقول ببساطة : وأنا أيضاً سأكون نفس الشخصية التي سيختارها الطفل الذي سأحضر له ملابسه
قالت بضيق : لا أرغب بأن أكون أميرة
تمتم قائلاً : ولكني أراك أميرة
عاد ليقول بسرعة : هل عرفت الشخصية التي ستختارها الطفلة خاصتك ؟
أجابته قائلة : لا ، لم تختر بعد ، طلبت من سمر مرافقتها اليوم لتساعدها على الإختيار وستحضر ثوبي إلى المنزل ، هل تستطيع أن تأخذني من منزل أخوتي
نظر لها ليقول : حسناً لا بأس
أمسكت ملفاتها لتقول : والآن وداعاً يجب أن ......
انتابتها دوخة لم تستطع السيطرة عليها ، لتشعر بأنها ستسقط قبل أن تشعر بيدين قويتين تحيطان بها وترفعانها
أجلسها على الكرسي ليقول : هل أنت بخير ؟
بقيت صامتة لفترة لتقول بعدها : أنا بخير لقد شعرت ببعض الدوار فقط
ساعدها على الوقوف ليقول بعدها : أنت لا تأكلين بشكل جيد ، إنه أمر طبيعي
أعجبها الاهتمام وأعجبها أكثر قربها بجانبه ، حاولت أن تشغل أفكارها بأي شيء بعيداً عن مدى وسامته ورجولته ، كانت تحاول فهم نفسها إنها لم تعش مثل هذه المشاعر حتى مع زوجها السابق الذي كان زواجهما أقرب للمصلحة من أي شيء آخر ، ولكن هذا الرجل الذي تنظر إليه حاولت جاهدة أن تكرهه ولكنها لم تشعر بنفسها سوى أنها تضع يدها على صدره العريض وتقترب منه وهي ترى ملامحه المصدومة لتقبله دون أي اعتبار لما سيقوله
مضت عدة ثواني على أكرم وهو يحاول استيعاب ما يحصل قبل أن يجذبها إليه ليبادلها قبلتها ، كانت هذه المرة الثانية التي تكون متجاوبة معه ولكنها المرة الأولى التي تكون هي المبادرة
ابتعدت عنه بعد فترة وهي تشعر بالندم والإحراج ، لاحظ كلاً من مشاعرها ليقول بسرعة مانعاً إياها أن تخدش كرامته بأي جملة ستقولها : لا بأس لدي بالاستمتاع معك قبل أن يصبح خبرنا قديماً ، ولكن لا تتوقعي أن تكون فتاة مثلك في قلبي فإن أردت الزواج الحقيقي ، سأختار فتاة جميلة ليس لديها تجارب وليس فتاة متزوجة من قبلي
ليغادر مسرعاً تاركاً إياها مصفرة الوجه محطمة القلب ، تشعر بالخزي والندم يتآكلها ، جمعت أغراضها لتخرج مسرعة وهي تكبت دموعها
دلفت إلى سيارتها بهدوء لتنطلق وهي لا تزال تشعر ببعض الدوار والصداع والرغبة بالبكاء
دخلت مكتبها بعد حوالي 15 دقيقة من التفكير بمدى سخف ما فعلته مع أكرم وتأنيب الضمير ، صفعت نفسها بقوة لتقول : أنا حقاً فتاة غبية ، هل ظننت أنه سيكون بيننا أي شيء ، هل سيتجاهل انتقامه فقط لأنه شعر بأنك تميلين إليه إنك مخطئة ، هو فقط سيستغل لحظات ضعفك ليستمتع فقط
جلست على مكتبها وفي داخلها غضب كبير ، سمعت طرق الباب لتدخل دينا وهي تقول : السيد أشرف يرغب في لقاءك
نظرت باتجاهها لتقول : دعيه يدخل وأحضري فنجان قهوة لي وبعض الشطائر
خرجت دينا ليدخل بعدها أشرف بلحظات وهو يحمل مستند بيده
قالت بسرعة : أرجوك ، قل أنك تحمل أخبار جيدة
نظر لها ليقول بأسف : لا يمكن اعتبارها جيدة تماماً
نظرت لتقول بخوف : لماذا ؟ ماذا وجدت في حياة أكرم ؟
صمت قليلاً ليقول : في الواقع لا شيء ؟
نظرت نحوه لتقول بحيرة : ماذا تعني بلا شيء ؟
صمت قليلاً ليقول وهو يعطيها بعض الأوراق : ها هي حساباته في البنوك ، وها هي فروع شركاته كلها وها هو التاريخ الخاص به
تجاهلت الأوراق جميعها لتمسك المستند الخاص بتاريخه لتقرأ : أكرم ....... ظهر في عالم الأعمال من عمر 25 عام ، لم يتم التعرف على مصدر أمواله أو مموليه ، أثبت جدارته في عالم الأعمال ليبدأ الاكتساح والوصول إلى الصدارة في عمر الثلاثين وحالياً أنشأ أحد أهم الوكالات السياحية في العالم في عمر 35
نظرت بحيرة إلى التقرير الذي أمامها لتمسك ورقة أخرى ، وجدت فيها أسماء الفتيات اللواتي صادقهن أكرم أو كان على علاقة بهن رأت صورة سارة آخر صورة بمعنى أنها كانت الأخيرة قبل أن تظهر مريم في حياته ، صاحبها مغص شديد عندما خيل إليها أن أكرم يسخر منها ولا يزال على علاقة بها
حاولت إبعاد الأفكار عن رأسها لتقول : لا يوجد شيء عن طفولته عن أسرته
قال لها وهو يشعر بالحيرة والأسف : كأنه لم يكن موجود قبل عامه 25 لم أستطع الحصول على أي شيء من تاريخه الأسري أو طفولته للأسف
صمتت قليلاً لتقول بعدها : لديه قريب ، سمر أخبرتني أن أستاذها في المدرسة يكون ابن عمه هل تستطيع البحث عن ابن عمه ؟
صمت قليلاً ليقول : حسناً سأتصل بسمر وأحصل على اسمه ولكن هذا غريب
نظرت له لتقول : ما هو الأمر الغريب ؟
قال لها : كان يفترض أن يظهر ابن عمه في السجلات التي معي ولكن هذا يعني بأن أحدهم يسعى دائماً ليبقى تاريخه منسي
فهمت ما يعنيه لتقول : لا أدري ما الذي يجب فعله
نظر لها ليقول بحنان أخوي : اهتمي بنفسك قليلاً ، وكوني حريصة
كانت تهم يقول شيء قبل أن تسمع طرق الباب وتدخل ملك المساعدة الجديدة وهي تحمل القهوة وبعض الشطائر لتضعهم وهي تقول : هل يوجد أمر آخر سيدة مريم
نظرت لها مريم لفترة وهي تقول بسخرية موجهة كلامها لأشرف : أعتقد أنه قد حان إنهاء هذه القصة
وجهت نظرها للفتاة المحتالة لتقول لها : أريدك أن تلتقي بشخص ما
رفع أشرف هاتفه المحمول ليتصل على شخص ما ليقول بعد فترة : هل يمكنك أن تأتي لمكتب السيدة مريم
أغلق الخط بعد فترة لتقول ملك : من هو الشخص الذي يجب أن تلتقيه
ابتسمت مريم بسخرية لتقول : أحضرت لك أعز صديقة كانت لك في الملجأ
كانت ملامح الهلع واضحة على الفتاة قبل أن تسمع طرق الباب وتدخل فتاة طويلة بقوام ممشوق ومشية تعبر عن الثقة بالنفس وشعر أسود فاحم قصير وعينين بنتين وبشرة حنطية توجهت مباشرة إلى مريم وهي متجاهلة الفتاة المصابة بالهلع لتسلم عليها بحرارة وهي تقول : سيدة مريم ، لقد سعدت جداً بأنك سمحت لي بالتدريب هنا ظننت أنني سأكون عبئاً عليك
نظرت لها مريم لتقول بهدوء : لا بأس يا علا ، أنت مرحب بك دوماً والسيد إبراهيم سيسعده بأن تكون هناك محامية تساعده في بعض الأمور
نظرت لها لتقول : والآن أنت تعرفين ملك بالطبع
قالت علا ببرودة قاسية : نعم ، إنها الفتاة التي انتحلت شخصيتي أليس كذلك ؟
كان قلب ملك يهوي عندما سمعت الجملة ، واصفر وجهها لتقول بتلعثم : ما . ما الذي تق. تقصدونه بهذا الكلام ؟
نهضت مريم لتسمك بها بقسوة لتقول : لم يكن يجب عليك أن تخدعيني ، لقد كشفتك من اليوم الأول ولكن سمحت لك بالبقاء لأعرف ما الذي تنوين الحصول عليه أتعرفين ما الذي وجدته ؟
لم تجبها الفتاة لتقول مريم بقسوة : لقد كنت مهتمة جداً بفكرة المشاريع السياحية التي سأقيمها أليس كذلك ؟ لمن كنتِ تعطي المعلومات ؟
بقيت الفتاة صامتة لتقول مريم بقسوة : إن لم تكويني تنوين الإجابة يمكنني استدعاء الشرطة لتحصل على الإجابة التي أريدها
قالت الفتاة برجاء : لا لا أرجوك يا سيدة مريم لقد هددني بأختي الصغيرة ، ليس لي أحد سواها ، أرجوكِ سيدة مريم
نظرت لها مريم لتقول: من هو ؟
هزت ملك رأسها نفياً رافضة الإجابة
أصرت مريم وعادت لتقول : يجب أن تخبريني من هو ؟ حتى أساعدك
اقتربت منها ملك لتهمس لها : يوجد جاسوس غيري في الشركة وسيخبره أنكِ اكتشفت الأمر
قالت مريم بحدة : ماذا تعنين بجاسوس آخر
قالت ملك : لا أعلم من هو الجاسوس الآخر ولكنه كان مساهم بشكل كبير في وجودي هنا ولا أعرف كيف
صمتت مريم لتقول : إذن من هو رأس الحية ؟
عادت الفتاة لتقول : ولكن أختي ؟
شدت مريم على يد الفتاة لتقول : أعدك سأحميك أنت وأختك ، سأنقلك إلى منزل أخوتي لن يمسك شيء
صمتت الفتاة لتقول : كنت جالسة في منزلي ، أخبرتك بأنني فقط لدي أخت صغيرة ، وتوليت أنا مسؤوليتها ، كنت أخدم في البيوت لأوفر بعض النقود بالرغم من أنني خريجة جامعية ، وهو كان أحد الأشخاص الذين أخدمهم في منزلهم وفي يوم كان في منزلي عندما عدت ، موجهاً سلاحه لأختي وطلب مني أن ألتحق بالوظيفة وأنني يجب أن أنالها وأخبرني أن أمثل بأنني الفتاة التي ساعدتها في الملجأ وقال لي بأن المعلومات الخاصة بأنك لم تلتقيها وأنك أعطيتها حساب خاص بها لا يعرفها أحد مما يعني أنك ستصدقي القصة وكنت مضطرة لذلك لحماية أختي أرجوك يا سيدة مريم لا تجعلي مكروه يمس أختي أنها في عمر 3 سنوات فقط
قالت مريم بتعاطف : لن يمسك أو يمسها شيء فقط أخبريني
أجابتها وهي تبكي : عمك جمال هو من طلب مني
ابتسمت مريم بسخرية لتقول : لماذا لم أستغرب يا ترى ؟
نظرت لأشرف لتقول : توجه معها بسرعة نحو منزلها وأجعلها تحضر أختها وتوجه إلى منزل أخوتي وإن سألك أحد قل لهم بأنني سأمر بعد قليل وأشرح كل شيء
قال أشرف بعد لحظات : حسناً ولكن سأسبقك أنا وستجديني على أول الطريق في سيارتي ، لأن أياً كان الجاسوس سينتبه إلينا ونحن خارجين سوياً
غادر بعد جملته لتطلب مريم من الفتاة أن تتظاهر بالإعياء وتخرج دون التحدث مع أحد
لتخرج بعدها علا وتبقى مريم وحيدة في صراع بين عدة أفكار ، لا تعرف كم مضى من الوقت قبل أن تدرك بأن لديها اجتماع مهم بعد قليل وعليها التجهز له
***************************************
كان يشعر بالغضب من نفسه ، كان يدرك بأنه حطمها في الجملة التي قالها لها ولكن كان عليه أن يفعل ، فهو لن يسمح لها بإهانته بهذه الطريقة لن يجعلها تمثل بأنها تحبه لفترة لتسخر منه بعدها
قال بغضب : إنها حقاً فتاة خطيرة ، تلعب بالنار ولكن اليوم بعد الحفل سأريها معنى النيران الحقيقية
صمت قليلاً ليفكر بأن هذا لا يعني بأن لديه مشاعر ومشاعر قوية نحوها لو أنها ابتسمت اليوم بدلاً من الندم الذي رأيته بعينها لأصبح الأمر مختلف
خرج من أفكاره بدخول مساعده ليبلغه ببدء اجتماعه لينهض مسرعاً ويتجه نحو غرفة الاجتماعات
**********************


هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
قديم 12-06-20, 04:07 PM   #20

هاجر جوده

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية هاجر جوده

? العضوٌ??? » 402726
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond reputeهاجر جوده has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت تسير مسرعة لتستطيع اللحاق بموعد الفتاة الصغيرة ، فقد طلبت منها مريم أن تذهب للمتجر لتساعد الفتاة الصغيرة التي كفلتها أختها في انتقاء ثوب ، كانت حفلة رائعة بالنسبة لسمر حفلة من الأساطير كان على كل مدعو أن يكفل طفل النساء يكفلن شراء ثوب للفتيات والرجال يكفلون الأطفال وعل كل مدعو أن يرتدي نفس الفستان الذي اختاره الصغير ، لذلك لم تتردد سمر في قبول الدعوة عندما استلمتها وستذهب مع سامي أخيها فقد كفل كل منها طفل وطفلة وقد عرفا الشخصيات الخاصة بهم
وصلت المتجر الذي يعرض الملابس لتدخل وتسأل عن الفتاة ، صافحتها سمر بود وأعطتها بعض الشكولاتة لتقول بمكر : اجلسي قليلاً وتناولي بعض الشكولاتة وسأحضر بعد قليل
جلست الفتاة ببراءة لتتجه سمر نحو الفتاة المسؤولة عن المعرض وهي تسير بثقة لتقول : مرحباً
التفت الفتاة لها لتقول بترحيب : آنسة سمر ، أهلاً بك لقد سعدت جداً بوجودك ، هل توجد أي مشكلة في ثوبك أو ثوب الفتاة الصغيرة
أجابتها بود حتى تصل لمرادها : لا الأمور على ما يرام ولكن الطفلة التي كفلتها أختي مريم لم تختر ثوبها بعد وقد حضرت معها لأساعدها
قالت الفتاة بابتسامة : هل ترغبين بأي مساعدة ؟
قالت سمر بمكر : في الواقع واحدة ، وسأكون شاكرة لك إن فعلتها كما أن أختي أي السيدة مريم طلبتها خصيصاً
قالت الفتاة بطاعة : طبعاً آنسة سمر أي شيء يمكن تقديمه للسيدة مريم فقط أخبريني
قالت سمر بمكر : في الواقع أنت تعرفين أن أختي تزوجت حديثاً وتنوي الذهاب إلى هذا الحفل مع زوجها لذلك فكرت بأن تكون هي وزوجها متقاربين في الأزياء لذلك أتمنى أن تخبريني الزي الذي اختاره طفل أكرم زوج أختي لأخذ فستان أميرته لأختي مريم ويكونان كأمير وأميرة في الحفل
صمتت الفتاة لتقول سمر مسرعة : هيا أختي لا ترغب بأن تكون هي سندريلا مثلاً وزوجها أمير ذات الشعر الطويل يريدان أن يكونا من القصة نفسها
قالت الفتاة بعد فترة : ولكن أرجوك لا تخبري أحداً
قالت سمر بسرعة : بالتأكيد وأنا متأكدة أن مريم ستكون شاكرة لك هذا المعروف
بحثت الفتاة عن اسم أكرم في الحاسوب لتقول بعد فترة : أوه لقد أخذ ثوب الوحش
كتمت ضحكة في داخلها لتقول بعدها برومانسية : أوه قصة الأميرة والوحش ، هذا حقاً رائع ، هل لا زال لديكم ثوب الأميرة الأصفر
قالت الفتاة : طبعاً يوجد ولكن لا يجب إرغام الطفلة على الثوب
قالت سمر بمكر : فقط احرصي على أن لا يأخذ الثوب شخص آخر
توجهت بسرعة نحو الطفلة لتقول لها : هيا أميرة هل أنت جاهزة
قالت الفتاة بمرح : نعم
قالت لها سمر : والآن أي أميرة ترغبي أن تكوني هذه الليلة
صمتت الفتاة قليلاً لتقول بعد فترة : سندريلا
صمتت سمر لتقول : أوه هذا رائع ، سندريلا أميرة معروفة للغاية أنا متأكدة أن معظم الفتيات الصغار سيكونون بزي سندريلا اليوم
صمتت الفتاة قليلاً لتقول بعد فترة : ولكن لا أرغب بأن يرتدي أحد مثلي
صمتت سمر قليلاً متظاهرة بالتفكير لتقول : يمكن أن نعطيك ثوب أميرة رائع حقاً ولكن لن يكون منها الكثير في الحفلة
قالت الطفلة بسعادة : حقا ً من هي ؟
قالت سمر : الجميلة ما رأيك بزي الجميلة ؟
قالت الفتاة بانبهار : الجميلة والوحش ، أتقصدين الثوب الأصفر اللامع
قالت سمر بمكر : نعم الثوب الأصفر اللامع والمنتفخ والذي يحتوي على لمسة سحر
قالت الفتاة مسرعة : أريد هذا الثوب
سمر : إذن هيا بنا
ابتاعت سمر الفستانين وخرجت مع الطفلة لتتوجه إلى منزلها فلديها عمل كثيف اليوم ، لديها الطفلة التي كفلتها والطفل الذي كفله سامي ، والطفلة التي كفلتها مريم ، كما أنها يجب عليها الاهتمام بنفسها وبمريم ، كانت سمر متأكدة بأن مريم تكذب عليهم عندما قالت بأن الأمور تسير بينهم على ما يرام ، ولكنها وعلى الرغم من كل المشاكل التي بين مريم وزوجها ترى بأنها يليقان ببعضها لذلك تحاول جاهدة أن تقربها من بعضهما البعض
انتهت أفكارها عندما وصلت المنزل لترى مريم تصل بعدها ، لتدخل كلتاهما بعد أن صافحت مريم الفتاة بحرارة وهنأتها على اختيارها لتقول الفتاة مشيرة لسمر : كان اختيارها لقد ساعدتني
نظرت مريم لسمر وهي تقول : شكراً لك
ليدخل الجميع ويبدأ الاستعداد للحفل

شو رايكم بالبارت بشكل عام ؟
وبرأيكم شو راح تعمل مريم بعمها يلي بحاول دايماً يأذيها
وشو راح يصير بملك وهي ببيت مريم
وبرأيكم مين الجاسوس يلي بالشركة
شو توقعاتكم بالنسبة لماضي أكرم وليش بحاول يخفيه
شو راح يصير بالحفلة برأيكم
والأهم شو رأيكم بتصرف سمر
سمر وآدم شو راح يصير معهم بالآخر
وشو مريم راح تعمل بزوج أمها والطفل يلي لسا ما نولد
بانتظار رأيكم وتوقعاتكم

lolitaas likes this.

هاجر جوده غير متواجد حالياً  
التوقيع
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم." ❤




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.