آخر 10 مشاركات
الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-20, 08:12 PM   #11

Stella1

? العضوٌ??? » 452012
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 125
?  نُقآطِيْ » Stella1 is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبروك لك الرواية الجديدة وبداية موفقة
لك مني أجمل تحية......




Stella1 غير متواجد حالياً  
قديم 19-05-20, 11:07 PM   #12

M91

? العضوٌ??? » 379527
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » M91 is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك، اتمنى لك كل التوفيق❤️❤️

M91 غير متواجد حالياً  
قديم 20-05-20, 04:45 AM   #13

يامور__

? العضوٌ??? » 471914
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » يامور__ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث
.
.

‏بدت منكَ القطيعةُ والتجافي
‏بِلا عذرٍ تبالغ في بعادي !
‏و كان الحب أبيض كل شيءٍ
‏فصار اليوم أقربُ للرمادي
‏أُراسلكم و أنتم تقطعوني !
‏و أقطعكم وأنتم في فؤادي!
‏حبيبُ القلب ما ارتاحت عيونٌ
‏لها أنت البياضُ مع السوادِ
‏أجوب الارض ابحثُ عن رضاكَ
‏وأنتَ مخاصمٌ والوضعُ عادي!
‏كفى عبثا! بهذا القلب إني
‏مللتُ من القطيعةِ و التمادي
‏فليت الشوق ينزعني بعيداً
‏لكي لا تلتقي يوماً أيادي
‏و لا الذكرى تؤرقني فأرجع
‏حبيباً هائماً رغمَ ابتعادي
‏و لا الصدفُ المريره تلتقيني
‏بطيفك دون أطياف العبادِ
‏فجُبِ الدنيا تفتشُ مثل حبي
‏فلن تلقى الذي يُعطي مدادي
‏و خذ كُتب المحبةِ وافترشها
‏فلن تجدَ الحبيب سوى فؤادي.
‏- محمد السداني
.
.

في صباح اليوم التالي وتحديدا في القرية الصغيرة والبديعة.. كان صباحا باردا ممتلئاً بالضباب وقطرات الندى عقب ليلة ماطرة..
خرج (نواف) بعد ان تناول افطاره مع والديه واخوته وابناءهم.. خارجا بحجة الذهاب الى صديقه(ماجد) ولكن الحقيقة ان هناك موضوعا عليه ان يحله قبل اي شيء وقبل ان يحين موعد عودته غداً الى العاصمة..
توجه الى محل (مناحي) وسط القرية..
اوقف سيارته وترجل بهدوءه وثقله جسده الضخم منتصبا بتحفز .. في هذا الوقت من الصباح الباكر لم يكن الناس موجودين بكثره.. دخل المحل ملقيا السلام بصوته الرخيم وبنبرة تشي بالخطر..
رفع (مناحي) رأسه ثم ابتسم بارتباك وصاح مهللا ومرحبا-" ابو محمد الضابط نواف! ياهلا ياهلا شرفت ونورت تفضل تفضل "
ابتسم (نواف) بسخرية قائلا-"هلافيك" وهو يغلق باب المحل ويضع لوحة (مغلق) ثم يقترب من هذا العجوز بخطر ..عيناه تقدح شررا .. وبدون مقدمات..
-"سمعت ان خاطب بنت وافي الصغيرة؟"
ارتبك اكثر وقال-" هاه.. احم.. ايه.. خاطبها فيه مشكلة طال عمرك؟"
ابتسم اكثر وقال وهو يجلس بهدوء واضعا ساقه فوق ركبته ينظر للاسفل-" فيها مشاكل يامناحي.."
-"ليش وش المشكلة طال عمرك ؟ "
التقت عيناه الذئبية بعيني البغل الاحمق هذا المرتبك امامه بوجهٍ شاحب -" المشكلة انك مهدد ابوها بالدين الي قد استدانه منك.. فمقابل هالدين تبي بنته .. بنت الي تلاحقها من مكان لمكان.. بنته الي اصغر من بناتك حتى.. " وقف واقترب منه ثم قال بفحيح مقربا وجهه من وجه (مناحي)
-" بنته الي امس تطاولت عليها في بيت محمد الفيصل.. بدون احترام لحرمة البيت الي انت فيه بدون احترام ولا رحمة ولا ذرة رجولة.. "
بهلع اجابه-" مووو.. صحيح مو صحيح شهالكلام يانواف؟"
صحح بقسوة يرفع سبابته امام وجهه-" الضابط نواف.. الضابط.. والي يقدر يقلب حياتك هذي فوق تحت ويرميك في السجون تتعفن فيها"
-" حضرة الضابط .. مو صحيح الي تقوله كله كذب وغلط وو.."
صرخ يضرب الطاولة الفاصلة بينهما..-" ابلللع لساااانك ولا تبررررر ! اسمعني بنت وافي اسمع انك مفكر بس مفكر تقرب صوبها اذبحك يامناحي سامعني .. ودينك من وافي هذاه " رمى بمجموعة اموال على وجهه صائحا-" هذي فلوسك اخذها ولاعاد تهدد الرجال في نفسه واهله سامعنييي بنات الناس مو لعبة عندك وبنات هالقرية كلهم لو ماتحشهم وتحترمهم تندم يامناحي والله تندم"
ابتلع ريقه بهلع اطرافه ترتجف يده على صدره يحاول استحضار اي كلمة يرد بها على هذا الهائج-" انا.. احم .. اناا"
-" اششششش انت بتشيل فكرة الزواج من اطفال اصغر من بناتك وبنت وافي تنساها بالذات هالبنت تنساها سامعني ؟ هااا ايش ماسمعت وش ردك ؟"
بشجاعة زائفة او غبية لا يدري من اين اتى بها قال محاولا قلب الطاولة عليه-" ليش؟ ليش هي بالذات والا لايكون خاطرك فيها ؟"
توسعت عيناه من جرأة هذا العجوز النتن فاقترب يشده من ياقة ملابسه ثم لكمة باقوى مالديه على فكه .. وهو الذي حاول مسك اعصابه وعدم ضربه من البداية احتراما لعمره ولكنه خبيث دنيء وغبي لا يحترم نفسه فمالبيده هو ان كان هو بذاته يشتهي الضرب والاهانة.. لكمة اخرى القى بها كانت من نصيب انفه الي انفجر بالدم وصاح بوجهه-" اقطع واخس تحسب كل الناس مثلك يالوصخ.. ابلع لسانك يامناحي واتقي شري احترم نفسك عشان نقدر نحترمك شويه بس اتق الله في عمرك ياخي ولا تخليني اكسر فيك حاجة.. شيل من بالك هالبنت واي بنت وركز بشغلك لا والله حتى شغلك هذا تخسره سامعني؟ سسسساااامعنننني؟ "
هز رأسه بسرعة والهلع بلغ منه مبلغه-" سامع سامع"
" اسمع انك مهدد الرجال والله والله يامناحي لاتندم "
رماه بعنف فارتطم بالارفف خلفه فتساقطت بعض من بضاعته ثم سقط فرقها يلهث برعب ويحاول مسح الدماء عن وجهه
فتح (نواف) الباب ثم اغلقه بعنف ينفض يديه ويطقطق اصابعه ويديه يحاول ان يهدئ اعصابه.. مشى الى سيارته وقد تبقت وجهه اخرى عليه التوجه اليها الآن حتى ينتهي من موضوع هذه الموجعة.. الموجعة بحق..
استغفر في سره واتجه في طريقه..
اما (مناحي) فقد شتم وشتم وضرب الارض بقبضتيه مهددا وصائحا بخبث وقذارة-" والله لا تندمين ياموجعة انتي والحمار الي راسلته لي اذا ما قلبت الموضوع عليكم اثنينكم ما اكون مناحي"
***************************************

في بيت حمود ورُقية..
تحديدا في غرفة آدم بعد ان اسيقظ بصعوبة مصليا في المسجد مع والده والذي لاحظ ثقل خطواته فتحجج بتعبه الى ان عاد الى غرفته.. مستلقي على سريره يده اليمنى تمسد فخذه الايمن والذي يشعر به ثقيلا.. ايضا منذ ان استقظ يشعر بثقل في يده اليسرى.. يبدو انه ازداد الآن فبالكاد يستطيع رفعها الى مستوى كتفه.. اغمض عيناه متحسرا.. يبدو ان المرض عاوده بهجمة.. لابد ان يزور طبيبه اليوم الاعراض قد ازدادت منذ فترة ولكن في هذين اليومين بدت اكثر شدة.. والكل لاحظ عليه..
اتصل بعمه الاصغر يوسف وهو على استلقائه..
-" هلاااا آدوم وش جابنا على بالك في الصباح الباكر؟؟"
بكسله المعتاده -" هلا عمي "
قال مقلدا اياه بقهر -" هلا عمي " ثم صرخ-" شفيك انت حسسني انك ادمي شهالبرود صدق مو الكل له من اسمه نصيب ههههه"
اغمض عيناه يشتم نفسه ان اتصل بعمه الرائق على الدوام ولكن ماذا يفعل لا يملك سواه ذلك الاحمق المبتهج..
-" يوسف تراني مو رايق.. تعبان.. احتاجك تمر علي تقدر؟"
هدت نبرته وقال بجدية-" امرني آدوم شفيك زاد عليك شيء؟"
تنهد واجابه بهم -" ايه.. احس شكها هجمة جديدة لازم امر الطبيب.. رجلي من فترة راجع لها الثقل تشوفني انت كيف امشي.. واليوم .. اليوم صحيت يدي اليسرى ثقيلة.."
تنهد عمه ثم قال مشجعا-" ان شاءالله مافي الا الخير لا تقلق ادم.. يله اسمعني مسافة الطريق وجايك طيب.. لا تشيل هم الله يفرجها عليك حبيبي انت"
-" امين" خافتة رد بها على عمه ثم اغلق ينظر الى السقف بدون تعبير.. استعاذ بالله من شيطانه ويأسه.. تحامل على آلامه وثقل جسده الذي يعانده الى ان استقام.. يغير ملابسه الى بدله انيقة مكتفيا بالقميص بدون ربطة العنق فيده لا تساعد..
اخذ هاتفه ومفاتيحه.. ثم نزل من المصعد يحاول جاهدا اخفاء عرجه ووهنه وبطء خطوته ولكن.. يبدو اليوم جليا عليه مع الاسف !
من حسن حظه حين نزل كان والده قد سبقه الى الشركة.. ووالدته تحادث جدته على الهاتف.. خرج مسرعا يقف في حديقة المنزل قرب الباب متكئا على الجدار يلهث من فرط المجهود الذي قام به..
قليلا واتصل (يوسف) معلنيا عن وصوله..
بعزيمة استقام متجها الى الباب فتحه فوجد يوسف قريبا منه امسك به بقوة فقال ببرود-" مايحتاج عمي خلني"
تركه يوسف احتراما لابن اخيه الشهم القوي والذي يحاول اخفاء كسره والمه بشجاعة تستحق التصفيق.. اطمأن الى جلوسه.. ثم ركب في مكان السائق واتجها الى حيث الطبيب المشرف على حالته هنا في الوطن..
***************************************

امام بيت الوافي.. رن جرس المنزل البسيط بهدوء .. وانتظر قليلا.. فُتح الباب فاذا بتلك الموجعة تقف امامه ببهائها وبراءتها وارتباكها.. ماباله وكأنه يراها لأول مرة؟ ولكن الحق يقال كانت طفلة جميلة واصبحت امرأة اجمل واجمل بالرغم من كونها في الواقع مازالت طفلة بنظراتها وحمرة خديها وشخصيتها الهشة.. واعوامها الثمانية عشر..
تنحنح يوليها جانب جسده وقال بهدوء
-" السلام عليكم.. جاي اشوف الوالد هو موجود؟"
شهقت بخوف ثم قالت بهمس-" ايه .. موجود.. بس بس وش صار على الموضوع .. الي .. الي حكيت لك ام..س؟"
واجهها يضيق عيناه قائلا بلا اهتمام
-"نادي ابوك بسرعة"
بعبرة وهي تخفض رأسها -" ابوي..بالمزرعة ورى البيت"
باستغراب مدققا فيها.. مابالها تبكي على اي شيء ؟ -" بنت.. قلت لك امس لا تشيلين هم ليش تبكين الحين"
شهقة خافتة ويديها تمسح دمعات ابت الا النزول-" غصب.. علي.. اخاف منه"
قرب رأسه قليلا منها قائلا -" اذا مناحي.. لاتخافين حليت الموضوع معاه.. واذا ابوك هذاني رايح اكلمه وحتى بقوله على اقتراح"
رفعت رأسها بانتباه وملامحها حمراء من دموعها..
قال وشفقة تتسلل الى روحه فهذه الطفلة تذكره بحنان ابنة شقيقته وربيبته ..
-" بقوله انك تبغين الجامعة الي بتروح لها حنان بالمدينة وبلاها فكرة الطب والعاصمة ارضي نفسك وارضي ابوك اهم شيء تدرسين .. راح اقنعه تسجلين معها حتى تروحين وترجعين معها مع السواق .. تم؟"
ابتسمت بصدمة قائلة-" اكيد اكيد تم ! انا قللت سقف طموحي راضية اهم شيء ادرس"
وبخجل انزلت رأسها يديها تلعب باطراف حجابها..-" شك..را ششكرا نو..اف تعبتك معي "
ببرود قال-" مافي داعي الشكر انتي صديقة حنان وبنت هالقرية اي وحده بمكانك كنت بساعدها.. يله ادخلي الحين بروح لابوك "
مشى وبقيت هي تتأمل ظهره باعجاب تتمتم بالحمد والشكر ان اظهره الله في طريقها
-" يالله الله يسعده مدري وش كنت راح اسوي بدونه شكرا يارب"
بفرح ركضت تخبر اختها والتي تسكن لديهما مع ابنها سعد بعد وفاة زوجها أنس رحمه الله منذ ما يقارب الستة اشهر ..
***************************************

وصل الى المزرعة واقفا امام البركة لا يرى احدا فصاح مناديا
-" ابو مرام.. ابو مرام"
خرج من خلف احدى النخلات مستغربا..
واقترب ينزل ثوبه الذي كان معقودا على خصره.. قائلا بترحيب واستغراب لا يخفى
-" نواف بن محمد ؟ ياهلا تفضل حياك عسى ماشر الوالد فيه شيء الاهل فيهم شيء؟"
-" لا ابد كلنا بخير عساك بخير جاي بكلمك على موضوع يمكن يكون خاص لكن.. عرفت عنه بالصدفة وماقدرت ما اتدخل سامحني"
عقد حاجبيه واشار اليه الى مقدمة المزرعة حيث توجد طاولة من الخشب وكرسيان بسيطان.. جلسا وقال بهدوء وتوجس
-" تفضل يابوك اسمعك"
تنحنح ثم قال -" ابو مرام انا عرفت انه فيه دينك بينك وبين مناحي وابي اقولك اني سددته مانت مضطر الحين تستجيب لابتزازه"
بغضب وقف صائحا-" وليش يانواف مين قالك تتدخل الله يهديك بس ما ارضى هذي مشكلتي وانا احلها!!"
وقف مهدئا اياه..-" اذكر الله ياعمي ماصار شيء ولا ضرني بحاجة واذا مانت مرتاح خلاص تقدر ترجع الفلوس لي انا متى ماقدرت ولو مارجعتها مسموح المهم انك ترتاح من مناحي وبلاويه"
اطرق مفكرا بأنفاس لاهثة.. ثم بعد دقائق صامتة اشار له بالجلوس مجددا وقال
-" طيب .. اسدد لك انت غير كذا ما اقبل"
-" تم الي يريحك"
-" وانت شلون عرفت؟!"
-" عرفت وبس ياعمي مو مهم المهم انك ارتحت الحين منه ومن مطالبه القذرة"
ضيق عيناه ثم قال متنهدا..
-" الحقيقة انه هم وانزاح .. الله يرضى عليك ياولدي هالمناحي كان حقير وضيقها علي الله لا يسامحه"
-" خابره خابره.. الا ياعمي فيه موضوع صغير بعد"
ابتسم ابو مرام بارهاق واجابه -" امرني ياولدي عز الله انك انقذتني"
ابتسم بثقل-" لاتقول كذا ياعمي.. مايامر عليك ظالم.. الي بقوله احم حنان بنت اختي رفيقه بنتك الصغيرة.. والسنة الجاية بتروح الكلية فهي قالت لي انك رافض دراسة بنتك وانها تبغى العاصمة وتدرس تخصص مدري وش هو بالضبط لكن.. الي بقوله انه اقترح على بنتك بعد رضاك اكيد انها تدرس بنفس كلية حنان الي بالمدينة حولنا تصير تروح وتجي معها وانت مرتاح ومطمئن ومستقر في بيتك وديرتك.. وش رايك ياعم؟"
سكت بمفاجأة يفكر ويفكر.. ثم قال..
-" الحقيقة انا ماكنت رافض تماما بس الوضع صعب وشغلي هنا وديرتي صعب اتركها وانقل وبنفس الوقت البنت تحب الدراسة ومعلقه حياتها فيها.. الا كذا بكون مرتاح على قولك وهي مرتاحة.. الله يرضى عليكم ياولدي والنعم فيك وفي بنت اختك كثر الله خيركم.. راح اكلم البنت واشوف"
ابتسم براحة ووقف مصافحا اياه..
-" على خير ياعمي.. تقدر تتفق مع بنت اختي ويضبطون امورهم ولا تخاف السايق نعرفه من سنين ومحترم مامنه خوف .. "
صافحه بحرارة متمتما بالشكر الجزيل والمدح والثناء له ولوالده واهله فنعم العائلة هم اغدقو القرية واهلها بخير الله الذي رزقهم عوضا عن مساعدته هذه الذي يقسم انه وكأن جبلا وانزاح من صدره ..
اوصله الى سيارته مسلما بحرارة.. ثم تنهد براحة شديدة
***************************************

خارجة من الاجتماع المهم مع احدى الشركات الاجنبية القادمة من اجل الاستثمار عن طريق تشغيل احدى مشاريعهم..
تطرق الاسياب بغضب.. فتحت مكتبها ودخلت تغلق الباب متجهة الى حقيبتها.. امسكت هاتفها.. واختارت اسم (آدم) بدون تفكير.. شهقت بصدمة.. لقد اغلق الخط في وجهها!!
تبا له تبا لماذا لم يخبرها عن عدم حضوره وبالامس لم تؤكد عليه لعملها بأنه حريص جدا على عمله وقد يسخر منها ايضا ان هي ذكرته..
ترى مالذي استجد!
هدأت فورة غصبها تحكم عقلها قليلا.. نعم لقد وقعت في موقف محرج مع الاجانب وهم ينتظرون مقابلة الاسطورة (آدم المجد) مما جعلها تؤخر الاجتماع قليلا لكنها شعرت بأنه لن يأتي! فأكملت الاجتماع بالرغم من نظرات عدم الرضى كان مهما بالنسبة لهم مقابلتنا نحن الاثنين..
عضت شفتها السفلى تفكر .. لقد كان متعبا بالأمس.. هل يعقل أنه لم يتمكن اليوم من الحضور لكونه مريضا! ولكن عمها لم يخبرها بشيء وكان مبتهجا كعادته..
اتصلت على عمها (يوسف) ربما يعلم عنه شيئا فهو مقرب منه جدا كما انه لن يصاب بالهلع مثل لو اتصلت على والدته او اخبرت والده..
تمشي في مكتبها تنتظر وصول صوت عمها
-" هللاااا مسك الحلوة هلا حبيبتي "
ابتسمت.. يالابتهاجه.. كم تحبه هذا العم.. لقد اشتاقت اليه..
-"هلا عمي يوسف هلا فيك شلونك عمي؟"
-"بخير ياعمري انتي شلونك؟ وكيف الشغل معاك كالعادة نصيحتي اهرررربييي من ابوك وعمك ترا ماعندهم يمه ارحميني هاه فكري فيها"
ضحكة قصيرة وهي تفكر مع نفسها انها يجدر بها الهرب من (ادم) الحقيقة وليس من ابيها وعمها..
-"مشكور على النصيحة ههههه احم طيب عمي بسألك.. تعرف عن ادم؟"
-"ليش؟"
-"اليوم اجتماعنا مع الاجانب لمشروع وعلى اساس كان بيحضر ما اعرف وامس ما اكدت عليه لاني اعرفه حريص بالشغل ولو ذكرته تمسخر علي.. المهم انه ماحضر والاجانب ماعجبهم كانو حابين يقابلونا كلنا.."
تنحنح عمها وهو يرى جانب وجه ابن اخيه مفكرا.. نظره على نافذته الجانبية..
ثم قال-" مادري يمكن طرى له شغل مهم اكيد مارح يتركك بوضع صعب الا انه مضطر"
بلعت ريقها ثم قالت بحذر
-"همم اي صح بس يمكن يكون تعبان؟"
-"ليه سامعة شيء انتي؟"
باستغراب وهي تعقد حاجبيها
-"ايش بسمع؟ لا انا امس كنت عندهم وكان تعبان وو.. مدري مشيته ثقيلة يمكن زاد عليه ارهاقه ما اعرف.. "
-"شوفي حبيبتي لا تشيلين همه هذا قرد ماعليه الا العافية ركزي في نفسك طيب؟"
تنهدت..
-"طيب عمي شكرا عطلتك عن شغلك"
-"مسسسك باي وقت حبيبة عموو وتراي مشتاق لك احتمال امركم اليوم بكرا هاليومين اوكي؟"
بفرح حقيقي اجابته..
-"اوووكي عمي وانا مشتاقة لك.. انتظرك بأي وقت.. مع السلامة "
-"بحفظ الله"
تنهدت.. ثم توجهت الى ماكينة القهوة تعد لها قهوتها محاولة تجاهل التفكير فيه وحوله وعنه.. فلديها العديد من العمل ينتظرها..
***************************************

في سيارة يوسف عائدين من زيارة الطبيب المتابع لحالته هنا في الوطن.. وبعد مكالمته مع ابنه اخيه (مسك)
صمت يوسف قليلا بعد انتهاءه يتأمل بروده وكأن المكالمة للتو لم تكن عنه.. ومن من؟ من تلك الي قد توغلت في انفاسه ومازال ينكر ويتجاهلها..
صاح بغضب-" انت ياللوح ليش ماخبرت البنت انك مارح تحضر قلقانة عليك"
بسخرية دون ان يقابله فذهنه شاردا بما سمعه من الطبيب..
-" قلقانة على صورتها العملية"
يوسف ونظره تارة على الطريق وتارة يتأمل فيه جانب وجهه
-" مدري مين قايلك انها جدار مثلك ماتحس.. اقولك تقولي امس كان تعبان يمكن زاد عليه بس هو انت كفو حشيمة والا احترام معذب حالك ومعذب بنت اخوي معك"
قابله بنظراته الباردة.. واجابه بكسل
-" انا اشوف ياعمي انك عايش بعالم الاحلام.. تشوف شيء غير الي نشوفه"
شد على اسنانه بغضب
-" محد يعرفكم الاثنين قدي انا.. وانا اقولك البنت تهتم فيك اما انت" بسخرية شديدة -" انت غرققاااان لراسك بس تكابر"
بهدوء القى بنظره على نافذته
-" ما اكابر عمي.. انا مشغول ولاهي بحياتي ليش اعلق بنت عمي معاي وانا حياتي متقلبة وتحت رحمة مرض"
-" استغفرالله العظيم.. تحسسني انها اخر الدنيا والا الي فيك مرض يمنع من الزواج والحياة هييي ادم شفيك "
بغضب نادر ان يفلت عقاله فلطالما كان هادئا باردا لا يظهر انفعالاته.. وحين علمه باصابته بهذا المرض احترف فن اخفاء مشاعره بل ومرضه وتعبته وألمه.. وكسرة روحه.. ولكنه امام صاحبه الوحيد.. عمه يوسف.. فلينفس قليلا مما يجيش في صدره
صاح مواجها اياه -" عميييي انت كنت معاي وسمعت كل حاجة.. الفترة الجاية ممكن اواجه صعوبة في المشي وحركة يدي وبرضو الكلام.. جايتني هجمة ما اعرف هل بتعدي مثل الاولى وبرجع طبيعي او بخسر رجل او يد او استغفرالله " بلع ريقه.. يلهث بانفعال
-" عمي انا مريض بمرض مزمن ماله علاج وكل ماله يتطور اكثر فيني .. يبدا حبة حبة لكن مع كل هجمة ممكن ما ارجع امشي مثلا! ممكن امشي مع عصا.. صح مع العلاجات تخف الاعراض ومع التمارين لكن.. هذي حياتي باختصار بتكون تحت رحمة هالمرض.. هل اطلع منها طبيعي او لا؟ بربك مين تبغى تتورط بانسان ممكن تجيه ايام مايقدر يخدم نفسه؟؟" صرخ بقهر
-" جاوبتي يادكتووور يوسف... بنت اخوك بالذات هذي .. الي الي.. ليش اكذب على نفسي الي الكل يتمناها.. بتترك فرص مثالية وتختار انها تبقى معاي؟" ضحك بألم وسخرية مريرة-" تختار انها تخدم عاااجز ما تنخدم وتعامل كأميرة مثل مايليق فيها؟"
كان يوسف مستمعا.. رغم صدمته الا انه ارتاح ان نفس قليلا من غضبه وحسرته فربما الكبت قد يزيد من حالته .. او يقتله!
-" حبيبي ادم.. حبيبي انت انا اشوف انك قوي ومقاتل وتقدر تتخطى كل هجمة تجيك باقل الاضرار انت ماوصلت مرحلة الي تكون فيها مثل ماتقول عاجز او تنخدم انت تستبق الاحداث وتدمر حياتك بنفسك مو من هالمرض"
تنهد يمسك رأسه بكفه فالصداع قاتل..
-" انت قلتها اقل الاضرار بس تبقى اضرار مابي اي شفقة يا يوسف مابي ، مابي بنت اخوك ترضى تكون معاي عشان ابوي او ابوها اساسا مابي اورطها معاي.. مابي اورط اي احد خلاص هذي حياتي ومشكلتي وبواجهها باذن الله انه مو يائس او ضعيف بس انا مابي اتعب احد معي او او اشوف شفقة بعيون احد خصوصا الناس الي .. يهموني"
قال يوسف مقررا انهاء هذا الجدال العقيم فآدم لن يقتنع وهو لن تعجبه ابدا وجهه نظره والمهم انه قد اخبره بقليل من شعوره.. يكفيه هذا الآن
-" الله يشرح صدرك آدم ويقويك رغم اني ما اقتنع بوجهة نظرك بس انا معاك بكل خطوة وعندي طلب صغير ممكن؟"
بسخرية وابتسامة طفيفة ممتنة الحقيقة لوجود هذا اليوسف بجانبه رغم انه يستفزه ويخرجه عن طوره الهادئ..
-" امرني"
بابتسامة واسعة قال له
-" بس اتصل فيها طمنها عليك تحاتيك مسكينة هي "
بغضب لف رأسه
-" والله انا الي ببدا احاتيك انت على هالتخاريف.. وصلني الشركة بس"
ضحك يوسف
-" تخاريف تخاريف.. المهم تكلم معها لا تتجاهلها مثل ماتسوي دايم"
ببروده الذي عاد اليه
-" ماشاءالله ولا امها على هالمحاتاه محسسني انها منهارة الحين تلقاها تمشي بغرور رايحة جاية وانظار الكل عليها"
بصدمة تأمل جانب وجهه ثم انفجر ضاحكا بقووة
-" ياويلي عنك يا ادم " يضحك ويضحك
وادم يرمقه بقرف غاضبا من ضحكه هكذا ياله من كريه
-" بس اعصابك لاتموت"
من بين ضحكاته
-" انت.. انت الي اعصابك بس من نظرات الكل عليها مقهور بالله وش بتسوي اذا انخطبت ؟"
بلع ريقه وهاقد وصلا اخيرا نزل بتحامل على تعبه ثم انزل رأسه
يشتم عمه بشتيمة بذيئة مغلقا بابا السيارة بقوة.. مخلفا وراءه عمه الذي انهار ضاحكا بشدة..
ثم تنهد مع بقايا ابتسامة تحولت الى حسرة وهو يراه يمشي بعرج بات واضحا.. وبثقة شديدة يدخل بوابة الشركة..
تمتم بالدعاء له وتوجه الى عمله في المستشفى فقد تأخر اليوم بسبب هذا البغل الذي ان اراد حياته لاعطاه.. كم يحبه !
***************************************

دخل الشركة وتوجه مباشرةً الى الدور الثاني حيث مكاتبهم..
وصل الى مكتبه.. وقبل ان يدخل قرر ان يذهب اليها اولا..
طرق الباب فسمع "تفضل"
بنبرة صوتها المميزة..
فتح الباب ودخل بهدوء.. رآها منكبة تعمل على حاسوبها بجانبها كوب قهوة..
القى السلام بصوته المبحوح.. فارتجف قلبها..
رفعت رأسها مسرعة ثم وقفت..
تتأمل وقوفه المائل والارهاق البادي عليه.. اشارت الى الكرسي امامها.. فمشى ببطء وجلس بهدوء وثقل
ثم التفت اليها قائلا بكسل وبرود..
-"وش صار على الاجتماع ؟"
رفعت حاجبا مستاءا ثم جلست مكانها بغرور
-"لو يهمك كنت حضرت"
ببرود
-"طرالي شغل اهم"
بنظراتها الهادئة وحاجبها المرتفع تتأمل عيناه الباردة.. قال محدثا نفسه " هل لانفراط الموج في عينيك ياسمراءُ جرف"
يالجمال عينيها.. يا لجمالها كلها.. ويالوجعه وخسرانه..
قالت بعملية توزع نظراتها في الارجاء بعد شعورها بشيء غريب في نظراته!
-"احم.. عموما مازالو موجودين الآن اثنين منهم.. في مكتب ابوي ومعاهم عمي كمان اذا حاب تنضم لهم .. "
وقف.. امام نفسه يرى انه قد سمح خاطرها بادعاءه للاهتمام بهذا الاجتماع.. ولكن في خفايا روحه هو لم يأتي الا ليملأ عينيه منها..
وببحة-" ممتاز.. اجل عن اذنك بنضم لهم"
مشى باتجاه الباب.. فأوقفه صوتها المميز..
-"آدم"
اغمض عيناه مستشعرا بكل حواسه كيف لاسمه من فمها ان يبدو كمقطوعة موسيقية..
ثم تنحنح والتفت ببرود..
بلعت ريقها وقال بعملية مدعية عدم الاهتمام ولكنها لم تستطع ان تراه امامها.. متعبا مائل المشية والوقفة.. ولا تسأله عن حاله.. رغم علمها بانه لن يعيرها اي اهتمام
-" كيفك اليوم ؟"
ابتسم بخفة واجابها بعملية مماثلة.. وبهروب اجابها
-"الحمدلله" ثم خرج مغلقا الباب خلفه..
تاركا انثى سمراء بعينين زرقاوين وحجاب ابيض ابرز جمالها.. واقفة على اثره.. تستوعب بهاءه.. وتشتم رائحة عطره المميزة..
ومدركة لتجاهله التام لها.. التام حرفيا..
اغمضت عينيها تتجاوز تأثيره عليها الذي لن تعترف به ابدا حتى بينها وبين نفسها..
وعادت تغمر نفسها بالعمل لعلها تنسى او تتناسى قليلا..
.
.
نهاية الفصل الثالث


يامور__ غير متواجد حالياً  
قديم 20-05-20, 06:34 PM   #14

Stella1

? العضوٌ??? » 452012
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 125
?  نُقآطِيْ » Stella1 is on a distinguished road
افتراضي

باااااااااارت راااائع
ننتظر البارت القادم بفارغ الصبر
لك مني أجمل تحية.....


Stella1 غير متواجد حالياً  
قديم 22-05-20, 07:42 AM   #15

Sooooo2

? العضوٌ??? » 420794
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 101
?  نُقآطِيْ » Sooooo2 is on a distinguished road
افتراضي

استتتتمممممممممررررررررري يييييييييي مبدعه في الكاتبه ، اتحمست وش بيصير بين ادم و مسك ؟ و مناحي وش بيسوي في نواف ، الله يستر لا يقتل موجعه ، الجاي حمماس 😍😍😍.
** ملاحظه ليت تكبرين حجم الخط بس لانو مره صغير 👌🏻♥♥.


Sooooo2 غير متواجد حالياً  
قديم 22-05-20, 10:44 PM   #16

shoagh

? العضوٌ??? » 340962
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 414
?  نُقآطِيْ » shoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond repute
افتراضي

حماسسسسسسس متى البارات الجاي 😍🥺🥺

shoagh غير متواجد حالياً  
قديم 22-05-20, 10:52 PM   #17

#أرجوان#

? العضوٌ??? » 254
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,851
?  نُقآطِيْ » #أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

#أرجوان# غير متواجد حالياً  
قديم 26-05-20, 01:43 AM   #18

M91

? العضوٌ??? » 379527
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » M91 is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتِ والجميع بخير وفرح يارب، تسجيل دخول بانتظار بارت اليوم❤️

M91 غير متواجد حالياً  
قديم 26-05-20, 05:05 PM   #19

يامور__

? العضوٌ??? » 471914
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » يامور__ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
كل عام وانتم بخير جميعا وربي يعوده علينا وعليكم بأحسن حال❤
قبل انزل الفصل الرابع والي ممكن يكون قصير شوييي لكن حسيت كذا تسلسل الاحداث المناسب..
حبيت اعتذر عن الاخطاء الاملائية وبرضو كم مرة اخطيت بالاسماء مع اني اراجع بس مدري كيف فاتتني لكن لاني اكتب من جوال فالموضوع صعب شوي..
فبحاول اراجع اكثر واقلل منها قدر الامكان..
وشكرا لكلامكم اللطيف وطيب قلوبكم جدا استعدتوني ❤


يامور__ غير متواجد حالياً  
قديم 26-05-20, 05:08 PM   #20

يامور__

? العضوٌ??? » 471914
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » يامور__ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع
.
.
"ماذا عليّ إذا أتَيتُ لأسألكْ؟
‏و شكوتُ قلبًا بعد هجرك قد هلك
‏من يقنع الآمال أنك لستَ لي؟
‏أو يقنعُ الآلام أني لستُ لك؟
‏وعدتني بأن صدركَ منزلي..
‏إذا الليالي السّود أغلقنَ الفّلك
‏ها هُن سودٌ مُقفراتٌ جِئنَ لي
‏أين الوعودَ و أين عنّي منزلك؟"


مساءا في القرية..
كان (نواف) برفقة عائلته بجانب والدته (شيخة) واخوته جميعهم متواجدون مقررين ان يمضو هذا اليوم في بيت والدهم حتى يجلسو معه للمرة الاخيرة فغدا سيعود الى العاصمة ومن يدري متى ستسمح ظروفه بزيارتهم ثانيةً؟
كانت حنان بجانب خالها نواف تمازحه وتعلق على غيابه بكونه قد يبدو متزوجا.. تحرض جدتها شيخة عليه..
حنان-" جدتي شيخة ترا ولدك مو خالي صدقيني شهور شهور يجلس في العاصمة مسوي شغل تلقينه متزوج ومخبي عنك"
شهقت شيخة بخوف وقالت تمسك يده
شيخة-" لا ياولدي يانواف ماتسويها وتتزوج بدون علمي هاه انا الي بخطب لك وبنقي لك زينة البنات انت بس اشر"
ضحك مقبلا يدها ثم التفت الى الحمقاء الشقية بجانبه وضربها على مؤخرة رأسها قائلا
نواف-" يابنت اعقلي شوفي فتحتي الموضوع الي ما ابيه"
ضحكت بشقاوة فقالت والدتها أماني
أماني-" لا صدق نواف ماودك تتزوج وتستقر يعني صعبة تجلس شهور لحالك هناك تزوج واخذ لك بنت توسع صدرك وتقضي امورك هناك"
بابتسامة وثقل اجابها
نواف -" ياأماني ابدا شايفتني عاجز ما اقدر اقضي اموري مرتاح بحالي الحين وابد اذا قررت اتزوج بجيكم على طول تخطبون لي ارتاحو انتم بس لاني مرتاح بحالي"
اطرقت والدته بعدم رضى
وقال والده
محمد-" ياولدي ماعليك منهن هالحريم استمتع بحريتك بس وش زين العزوبية قبل تجي حرمة و" صمت حين رآى الانظار تتجه نحوه من زوجته وبنتيه وحفيداته وحتى زوجات ابناءه
-" بسم الله شفيكم اقصد ان الزواج مسؤولية الله يهديكم بس والا انتم تاج على روسنا والا ياعيالي "
ضحك ابناءه وبناته
وقالت شيخة-" ايه بعد حسبالي يابو ناصر"
ضحك ممازحا
محمد-" لا ابد خصوصا يوم تكون زوجتك مثل شيخة البنات عز الله انك بخير ونعمة"
امسكت بابتسامتها تحوقل وتصدد وجهها عنه
قائلة
شيخة-" لااا ابوكم كبر وانهبل"
ضحك الجميع بشعور بالراحة والسعادة يغمر قلوبهم في مساء دافئ رغم برودة الطقس في الخارج.. الا ان وجودهم جميعا معا ادفأ قلوبهم..
***************************************

في الغد.. باكرا في طريقه الى العاصمة بعد ان ودع والدته وخواته وبناتهن بالدموع والاحضان..
ووالده واخوته بالابتسامات الفخورة..
توكل على الله وانطلق في طريقه.. ولم ينسى ان يؤكد على حنان اهتمامها بصديقتها وتسجيلهم في الجامعة مما اثار شكوك الاخيرة.. فضربها على مؤخرة رأسها كالعادة..
سرح في الطريق امامه.. وفجأة ظهرت ملامحها بارعة الجمال من بين كل افكاره ومشاغله.. ماباله؟ انها طفلة بكاءه فماباله يفكر بها كثيرا في يومين.. وكأنه الآن استوعب وجودها في حياته بالرغم من كونها موجودة فعليا منذ طفولتها.. فهي صديقة لحنان ودائما ماتزورهم او تلعب مع حنان في ازقة القرية..
تذكر مناحي.. ذلك اللعين لا يأمن جانبه ابدا فهو مكار كالثعلب لابد ان يتأكد من ابتعاده عن طريقها للأبد.. ولكن كيف؟
هو حقيقةً ينتظر أي زلة فعلية وسوف يرميه في السجون رمية الكلاب.. ولكنه لا يملك أي دليل على خبثه فليس الخبث السبب الوحيد للقبض على الناس.. ماهو متأكدٌ منه أنه لا يخلو من أعمال قذرة.. هو فقط كان متجاهلا إياه أما الآن وبعد جرأته على بنات الناس..
سيركز انظاره عليه.. بانتظار أي هفوة.. وحينها سيندم ذلك البغل أشد الندم..
***************************************

دخلت حنان ببشاشتها المعتادة بعد ان استقبلتها موجعة في منزلهم.. حاملةً معها جهازها المحمول قائلةً
-" هللللووووو موجعة هاه جهزتي المؤونة ورانا عملية صعبة "
ضحكت موجعة
-" اي جاهزة يالدبة بس همك بطنك يله تفضلي بس"
-" اي طبعا اهم شيء بطني اجل مقابل وجهك المخيس"
-" اقول لايكثر يالغيورة" وبدلع مصطنع -"غيرانه من جمماااللي"
حنان بقرف وهي تشير على وجه موجعة بكفها
-" ووووعععع مو لايق ياشين السرج على البقرة"
شهقت موجعة
-" انا بقرة يالعنز"
ضحكة لطيفة متزنة صادرة من باب الصالة.. حيث مرام تقف متخصرة
-" بس خلاص نفختو راسي كنكم اطفال.. دخلي البنت ياموجعة عن السيب وبعدين تهاوشو"
حنان بضحكة وهي تقبلها على خدها
-" هلووو مرومه كيفك حياتي.. ايه علميها السنع قليلة السنع هذي"
ضحكت مرام
-" ياهلا فيك حنان الحمدلله انتي كيفك وكيف الوالدة وجدتك اليوم؟"
-" لا الحمدلله بخير"
موجعة وهي تدفع حنان صوب الاريكة البسيطة
-" اف ياكثر هذرتك اجلسيي يابنت ابي اتنفس شوي "
حنان بغرور ولا مبالاة وهي تجلس براحة تامة وتتناول قطعة من الحلا
-" وش تبين تنفسي محد ماسكك.. يممي لذيذ اكيد مرام مصلحته"
مرام بضحكة
-" ايه انا.. بالعافية حبيبتي مايحتاج اقول خوذي راحتك بس صدق خوذي راحتك البيت بيتك"
موجعة بضحكة وهي تسكب القهوة لهن..
-" مايحتاج شايفتها تبارك الله وجه مغسول بمرق"
ضحكت مرام مبتعدة بعد ان سمعت بكاء ابنها (سعد) ذو السنتين..
حنان تضحك وتتناول قطعة اخرى
-" اقووول موجعة لا يكثر الا تعالي ماحكيتي ابوك عن اسمك خليه يغيره بالله ترا يعور القلب من قبحه"
شهقت موجعة بقهر
-" وانتي ماعندك الا اسمي اافففف مالك دخل" وبقهر اشد "مسميني على جدتي الله يرحمها ياحلوي اقوله غيره كان يغير ملامح وجهي"
حنان تضحك بشدة وتتناول فنجانها بأريحية..
-" المهم ياموجعة.. ها ايش فكرتي بتخصص"
بحماس تجيبها
-" حنان صدق صدق مدري وش اقولك او اقول عن خالك الله يسعدكم"
حنان بنغزة
-" الا تعالي.. على طاري خالي وش بينك وبينه ؟!!!"
موجعة بصدمة وارتباك
-" ايش ايش بيننا وش قصدك؟"
حنان ونظراتها تضيق اكثر وبتحقيق
-" انتي الي قولي وش قصدي ؟؟ حتى قبل لا يسافر اكد علي عشان موضوع دراستك.."
موجعة بشرود
-" اما سافر ؟ "
حنان بسخرية
-" ايه سافر عندك مانع؟ وش بينك وبيننننه اخلصيييي؟"
موجعة بخوف
-" حنانوه اسكتي وجع لو فيه ابوي وسمعك ؟ وش بيني وبينه ساعدني وساعد ابوي مع مناحي.. وبس الله يساعده ويفرج همه"
-" ومن وين عرف مشكلتك؟"
تبلع ريقها وبمحاولة لتغيير الموضوع
-" افف حنان مادري مادري وش وش بيدريني .. اسمعي اقولك فكرت بتخصص ادارة اعمال"
حنان بتجاهل للموضوع رغم انها لم تقتنع ! فخالها غريب! بالرغم من انها سعيدة جدا لتخلص صديقتها من ذلك النتن ذو الكرش مناحي.. لكن هذه الغبية يبدو انها تخفي امرا ما..
-" ليش تقلديني يع ماعندك شخصية؟!"
موجعة بضحكة وتناسي تام للموضوع
-" يمه منك يامحور الكون اسمعيني بس مادام الطب مو حاصل لي قلت ادخل تخصص مو صعب حيل وعليه طلب في سوق العمل ومهم كثير والاهم من هذا كله اني بكون معك طول الوقت زي الهم على قلبك شرايك؟"
حنان بكِبر رغم فرحتها الشديدة بكونها ستكمل معها مشوارها وبنفس التخصص ايضا .. يالسعادتها..
-" اوووف الله يعيني عليك ماكو فكة منك"
موجعة تضحك وتقترب تحضنها من جنبها
-" ابدا ابدا مافي فكة معااااك للابد "
ضحكت حنان واكملن قهوتهن.. ثم بدأن في تسجيل رغباتهن في موقع الجامعة واخترن الرغبة الاولى"كلية الاقتصاد وادارة الاعمال"
متمنيات ان يكون طريقهن مكللا بالتوفيق والنجاح..
قليلا وانضمت اليهن (مرام) بهدوءها وجمالها الناعم.. وابنها الصغير سعد..
***************************************

مساءا في منزل (حمد المجد)
كان عائدا قبل ابنته من الشركة جالسا في صالة المنزل يشاهد التلفاز وامامه قهوته والعديد من الملفات يراجعها وينجز بعض المهام..
كانت الساعة تشير الى الثامنة..
دخلت ابنته (مسك) تمشي بثقة وغرور فطري فيها تأملها مبتسما..
اقبلت عليه تنزع حجابها وتبتسم بحب.. قبلت رأسه ويديه وحضنته بقوة..
ثم ابتعدت تجلس بجانبه قائلة
-" وحمودي الحلو كيفه؟"
بحب اجابها وعينيه تتأملان جمالها.. كم تشبه والدتها حبيبته المرحومة كثيرا !
-" طيب انتي كيفك ياقلبه وحياته؟"
-" حبيبي الحمدلله بخير الله يخليك لي"
-" وكيف العشاء مع صحباتك؟"
-" الحمدلله يجنن يوووه صدق غيرت جو من الشغل ومشتاقة لهم حيل"
-" حلو الحمدلله.. زين يبه عندي موضوع بحكيك عنه"
عقدت حاجبيها وبانتباه اجابت
-" امرني يبه"
-" مايامر عليك ظالم.. امس مو كنت عند بين صاحبي امجد؟"
بتحفز
-" ايوه"
-" قبل امشي من عنده كلمني عنك يبغاك لولده ماهر"
بلعت ريقها.. هاقد عدنا مجددا.. من اين ظهر هذا الماهر الم يكن في الخارج يكمل دراسته؟!
-" احم .. يبه بس انت عارف رأيي"
بضيق اجابها
-" لا يبه ماعرف ابيك ماتقررين الا بعد ماتفكرين وتستخيرين"
قالت منزعجة تبحث عن مفر كعادتها
-" يبه حبيبي انا ما افكر بالعرس الحين لاهيه بشغلي وحياتي وبعدين وين اروح واخليك لحالك؟"
-" يابنتي شهالكلام وش تخليني الا ان فكرتي فيها خليني ارتاح واتطمن عليك فبيت زوجك قبل الله ياخذ امانته"
شهقت بجزع واقتربت تحضنه صائحة
-" بسم الله عليك يبه شهالكلام عسى عمرك طويل لا تضيق خلقي تكفى ما احب هالكلام"
حضنها بحنانه ويده الاخرى تمسح على شعرها القصير المموج بنعومة
-"يابنتي هذا حق وكلنا مع هالطريق .. خليني اتطمن عليك برضاي عليك يامسك تفكرين هالمرة وماتخليني ارد الناس على طول هذا صاحبي من عشرة عمر فكري زين يبه ممكن؟"
ابتعدت عنه قليلا تغتصب ابتسامة وقالت تحاول ارضاءه.. رغم ان الموضوع بالنسبة لها منتهي تماما هي لا تفكر في الزواج الآن هي لا تفكر به أبداً! وكيف تقدر ؟!
-" شكل الولد عاجبك يبه؟ مو هو كان برى يكمل دراسته؟"
-" ايه كان برى يدرس وخلص بداية السنة ومن 4 شهور وهو مع ابوه في الشركة.. حاب يستقر ويكون بيت"
بحاجب مرفوع
-" ومالقى غيري؟"
ابتسم والدها وقال بفخر-" وهو لاقي احسن منك ؟ "
ابتسمت بدلال ووالدها يشعرها بكونها أميرة فعلا..
ثم قالت بعد لحظة تفكير سريعة..
-" وانت تعرف ماهر زين يبه؟ انا اذكره من طفولتنا بس "
-" الحقيقة ما اعرفه لكن ابوه ونعم وما جاني يخطب اميرتي وهو عارف بغلاها عندي الا وهو ضامن ولده"
-" زين يبه.. زين راح افكر واستخير وارد لك.. ولو ولو وافقت ما ابغى نستعجل ابغى وقت اتعرف عليه ويعني خطبة طويلة"
ابوها براحة وهو يقبل رأسها
-" انتي وافقي بس وكل الي تبينه يصير ريحيني الله يريحك"
بزعل -" لهدرجة تبغى فراقي ياحمد؟"
ضحك والدها قائلا-" الا والله الله يعيني على فراقك لو رحتي يابنتي بس هذا حال الدنيا لازم اتطمن عليك في بيت زوجك "
ابتسمت.. وجهت انظارها الى التلفاز شاردةً تفكر.. هي تريد من اعماق قلبها ان تريح والدها.. ولكن ليس على حساب قلبها ومشاعرها.. فإن كان من تريده لا يفكر فيها.. فهي في غنى عن جميع الرجال.. هي لا تقدر ان تكون لأحد إلا له.. فإما هو أو فلا.. وطبعا هذي الحقيقة لا يعرفها سواها هي ولن يعرفها احد.. لكن.. هي انتظرت مبادرته منذ سنوات من ايام الجامعة.. وحتى حين عاد من دراسته من الخارج حاملا شهادة الماجسيتر قبل سنة.. ولكن ما رأته هو التجاهل التام والبرود الشديد
فهل يعقل ان تبقى على اطلاله ؟ تنتظر سرابا؟ هي مسك المجد الف من يتمناها.. هل يعقل ان تبقى هكذا كالجذع الوحيد من اجل سواد عينيه التي لا تنظر اليها حتى!
همم .. يبدو ان عليها التفكير بجدية في العروض التي تأتيها.. فربما حين تكبر اكثر قد تقل هذه العروض او تكون ممن هم ليسو أهلا لها بحجة العمر.. هي لا تهتم كثيرا في امر الزواج ولكن مالعمل كما قال والدها هو سنة الحياة ولكي يطمئن والدها.. وحتى لا تبقى هي وحيدة دون صاحب او ابناء في حياتها الباقية.. تمتمت في سرها وهي تشاهد التلفاز مع والدها رغم انها ابعد مايكون عن اي شيء يعرض فيه.. -" يارب الخير والخيرة والصبر لقلبي"
***************************************

في جانب اخر تحديدا في غرفة ادم.. بعد منتصف الليل.. كان قد تناول عشاءه مع والديه على مضض ثم استأذن مدعيا حاجته للنوم.. وهاهو منذ ثلاث ساعات يحاول النوم عبثا.. يشعر بحاجة ملحة للهروب فقد يستيقظ قريبا ليجد نفسه غير قادر على المشي.. ولكن ما العذر الذي سيخبر به والده وعمه؟ بل ووالدته المسكينة.. كم تقلق بشأنه كثيرا فكيف لو علمت مابه من تعب..
مر بباله هاجس.. لماذا لا يخبر والده؟ فلطالما كان نعم الاب والصديق.. سيساعده ويسانده.. وبل وسيمهد الموضوع لوالدته فهو ان اخفى مرضه لسنتين حتى الآن هذا لا يعني ان بامكإنه الاحتفاظ به سرا للأبد..
جلس متكئا على ظهر السرير.. يفكر ويفكر.. لقد اهلكه التفكير!
قرر الاتصال بيوسف فليحدثه قليلا افضل من هذا الارق اللعين وهذه الافكار المؤلمة.. رأسه وكأن مطرقة تطرقه بقوة.. هل يأخذ مسكنا ما؟
امتدت يده الى هاتفه واختار رقم عمه منتظرا.. مغمضا عينيه يحرك اصابع يده اليسرى محاول ابعاد الثقل عنها..
بصوت ممتلئ بالنوم اجابه يوسف
-" نعم ؟ انت مافي فكة منك لا صبح ولا ليل يعني اوكي منفصل عن زوجتي بس مو معناته تتصل علي بنص الليل يا ****"
ضحك ادم بكسل واجابه
-" ياحظك نايم وانا صارلي ساعات اتقلب يهب عليك"
بفجيعة وشهقة مبالغ بها
-" اذكر الله على عمك يالقرد اعوذ بالله صدق الاقارب xxxxب"
ضحكة اخرى خافتة ثم قال بهدوء ولمحة حزن تتغلغل صوته..
-" عمي.. محتاج ابعد شوي"
بجدية استقام يوسف مستعما اليه بكل حواسه ومجيبه بهدوء
-" تبعد من مين ولوين؟"
-" من كل حاجة.. وما اعرف اي مكان.. ابي اتعامل مع حالتي الحين بعيد عن اي عين مهتمة او فضولية.. وافكر بعدها اخبر امي وابوي"
-" بس وش بتقول لابوك وعمك وشغلك كيف بتتركه؟"
-" اي هذا الي محيرني.. تدري؟ شكلي بخبر ابوي من الحين حتى يغطي علي ويوم ارجع احكي لامي كل شيء"
-" من زمان وانا اقولك خبر ابوك راح يساندك حمود مافي مثله"
-" مابي اعور قلبه"
-" الشكوى لله وش تسوي ادم ؟ مايصير تكتم في نفسك وتاكل بعضك واصلا .. صار بين عليك ادم صار لازم تلقى تبرير لمشيتك وتعبك الملازمين لك بهالفترة"
شد شعره.. وبتعب
-" ايه هذا الي مخليني صدق اقرر اخبرهم ماعاد يمديني اخبي اكثر يمكن ارجع لهم بعصى ويمكن يطول الوضع وما اقدر امشي الفترة الجاية لازم يعرفون شفيني بالضبط"
-" اولا فال الله ولافالك.. قول خير ويقوله الله ان شاءالله بتعدي الفترة الجاية وبترجع مثل اول مرة بسم الله على قلبك زي الحصان"
ابتسم -" الله يسمع منك"
-" تأكد ادوم اني معاك انت مو لوحدك سواء قررت تخبر اهلك او تسكت انت مو لوحدك ربي معاك وانا يوسف المجد بهيبته معك"
بسخرية باردة وهو في الحقيقة ممتن لهذا العم الطيب
-" اوكي يالهيبة ماتقصر.. يلا عاد فارق كن جاني النوم"
بقهر صرخ -" ياويلك تنام بعد ماصحيتني وش اسوي بحالي الحين هييي ولد"
اجابه وهو يستلقي على ظهره ويأن بخفوت..
-" فارق يوسف فارق بنوووم"
-" نااااامتتتت عليييككك طوفة يالقرد "
اغلق الخط في وجهه وبقي يتأمل السقف بشرود.. مقررا ان يخبر والده غدا ثم يمضي..
في الجانب الاخر كان يوسف يغلي ويشتم ادم بقهر.. حاول العودة للنوم عبثا.. ثم قرر ان ينهض يرى ابنه (تيم) ذا التسع اعوام والنائم لديه هذا الاسبوع..
دخل عليه بهدوء.. وابتسم بحب له وهو يسحب الغطاء الملقى ارضا يغطيه جيدا.. ويخرج مفكرا بأي نشاط يقضي فيه ماتبقى من الليل شاتما ادم مجددا
***************************************

في شقة (نواف) الذي دخلها اخيرا بعد منتصف الليل..
عند وصوله الى العاصمة صباحا توجه مباشرةً الى عمله يراجع سير قضايا وكلت اليه وينجز بعض الاعمال التي تراكمت ولم ينسى ان يوكل احد الموظفين لديه ان يراقب (مناحي) واعماله ونظافتها.. هو قد اقسم ان لا يتركه ان وجد زلةً صغيرة..
وهاهو اخيرا يدخل بيته.. متجها بتعب الى المطبخ يشرب كأس ماء.. مفكرا بقضية تشغل باله كثيرا.. عن خلية ارهابية وصلهم اخبار من احد اعضائها قبل اسبوعين بعد ان ضاق ذرعا بافعال شركائه مقررا ايقافهم بأي ثمن.. لكنهم وجدوه بعد يوم في ذات المكان الذي اخبر عن وجود الخلية فيه.. بالتأكيد علمو بوشايته عليهم فقتلوه مباشرةً..
مما اخبرهم به.. ومما يؤكد صدق مقولته هو قتله بطريقةٍ وحشية بعد 18 ساعة فقط من مكالمته.. ولكن كيف عرفو باتصاله؟ وبنوعية وأهمية الاخبار التي يملكونها؟ هل يعقل ان يكون احد موظفيه خائنا؟!
كان مما اخبرهم به عن وجود مخططات لتفجير مساجد في العاصمة وتفجير مراكز شرطة.. مساء اليوم الذي اتصل فيه بعد مايقارب 12 ساعة من اتصاله.. وصلتهم رسالة يدوية مشفرة.. بعد تفكيكها كان فحواها يخبرهم فيها عن وجود مخزن ذخيرة في مستودع مهجور على جبل جنوب البلاد.. من الاسلحة التي فيه سيقومون بعملياتهم الارهابية.. مازالت عمليات البحث قائمة فإن لم يتوصلو للخلية فليتوصلو الى الذخيرة اذا وليؤخرو من عملياتهم حاصلين على المزيد من الوقت للعثور على الخلية.. فهم يبدو حين علمهم بوشاية صاحبهم عنهم الى السلطات يبدو انهم قد قررو التراجع والاختباء لفترة فهذه اذا فرصتهم للعثور على المستودع..
..
تمتم بخفوت -" ربي اجعل هذا البلد آمنا"
حك شعره بعنف ينفض افكاره ومشاغله.. توجه الى الحمام يغتسل بعد يوم طويل ومتعب.. ثم استلقى نائما على سريره بتعب..
.
.
نهاية الفصل الرابع


يامور__ غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.