آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-06-20, 03:06 AM
| #23 | ||||
|  الفصل الخامس . . عتبي عليكِ، على الزمان، على الهوى إنْ كنتِ حلماً عابراً: فتحققي أو كنتِ شمساً في ظلام متاهتي باللهِ فلتُنهي الظلامَ وأشرقي! -ماجد مقبل صباحا في شركة المجد.. تمشي بخيلائها وتكسرها الطبيعي بجانب والدها متجين الى مكاتبهما فلديهما اليوم العديد من الاعمال.. توقف والدها امام مكتب عمها حمود.. طرق الباب فاخبرته سكرتيرته بعد ان رأتهما من مكتبها قريبا من الباب بعد ان كانت في الاسفل ترتب بعض الملفات.. -" استاذ حمد، استاذة مسك .. صباح الخير" -"صباح الخير يابنتي حمود ماوصل؟" بأدب اجابته -" لا طال عمرك اتصل وقال بيتأخر شوي" -" عسى ماشر.. خير ان شاءالله.. يله بالتوفيق يابنتي" -" شكرا لك يومكم جميل استاذي" هز رأسه ومشى هو ومسك فقال محدثها باستغراب.. -" ميب عادته حمود يتأخر عساه خير ان شاءالله" مسك بهدوئها -" ان شاءالله مافي الا الخير دامه اتصل يمكن طرا له شغل خاص" هز رأسه واتجه لمكتبه.. ثم توقف وقال ملتفتا برأسه -" يمه مسك شوفي اذا ادم موجود والا بيتأخر هو بعد" بلعت ريقها وتمتمت ب-" حاضر" ثم اتجهت الى مكتب ادم.. وقفت قليلا.. هل تدخل ام لا؟ قررت سؤال سكرتيرته اولا.. توجهت الى مكتبها مبتسمة وبدلع فطري سألت -" صباح الخير سوسن.. ادم موجود؟" باستغراب لكونها لاول مرة تأتي الى مكتبه.. وبغيرة لا شعورية من هذه الجميلة جدا والقريبة جدا من مديرها فهي ابنة عمه! والمرشحة رقم واحد كزوجة.. يكفي انها ابنة هذه العائلة الغنية.. هه يالحظها تريد نصفه فقط! تجاهلت افكارها واجابتها بابتسامة عملية -" لا استاذة مسك اتصل وقال بيتأخر" تمتمت بالشكر وهي تمضي مبتعدة.. تدعو الله ان يكونو بخير! ذهبت الى مكتبها تعد لها قهوتها فرأسها يؤلمها قليلا.. لم تشرب قهوتها في المنزل اليوم.. مقررة ارسال رسالة لوالدها حين لمحت عميلا يدخل مكتبه حتى لا تقاطعه لامر بسيط.. ان شاءلله ! دخلت مكتبها وحضرت قهوتها ثم ارسلت لوالدها تخبره ان ادم ايضا لم يأتي وقد اخبر سكرتيرته بأنه سيتأخر.. -" عسى المانع خير" قالتها هامسة ثم انكبت على عملها تنجزه بهمة.. *************************************** في منزل حمود.. كان ادم في مكتب والده بعد ان اخبره فجرا بعد ادائهما للصلاة عن رغبته بالحديث معه حول موضوع مهم.. وهاهما الآن جالسين مقابل بعضها.. بينهما قهوة اعدتها لهما رقية.. تأملتهما بريبة فليس من عادتهما التأخر عن العمل.. لكن حمود اخبرها عن مشروع سري سيتحدثون حوله.. ثم يناقشون الموضوع مع حمد! صدقت كلامهما على مضض وخرجت تنجز اعمالها المنزلية المعتادة.. ارتشف حمود قهوته متمتما بذكر الله.. ثم نظر الى ابنه نظرة حادة مقيمة.. كان ادم مطرقا شاردا يفكر.. يغلق اصابع يده اليسرى ويفتحها مرارا.. حال ابنه غريب.. من عرجه الذي بات واضحا.. الى شحوبه وارهاقه.. الى شروده وتفكيره الدائم.. ابنه غامض جدا.. قد كان منذ صغره هادئا وكتوما ولكن منذ عودته من الخارج بات غريبا جدا عليه.. منكفئا على ذاته ! تنحنح ثم قال -" ادم.. ها يابوي وش فيك وش موضوعك الي بتخبرني عنه " رفع رأسه بانتباه ثم اجلى صوته قائلا.. -" اححم.. يبه مدري كيف اقولك.. لكن انا محتاجك ومتأكد رح تفهمني" باستغراب وهو يدقق النظر به عله يستشف قليلا من مكنونات صدره.. -" امرني يابوك !" اطرق برأسه-" مايامر عليك ظالم يبه.. الصراحة انا محتاج اسافر فترة ما اعرف كم يمكن شهر او اكثر" بضيق قال والده وهو يرجع ظهره الى الكرسي بعد ان كان متقدما -" لا يا ادم ياولدي ماصارت ! والشغل الي ورانا؟" -" يابوي صدقني مضطر.. احم اسمعني يبه هو اساسا فيه موضوع مخبيه عنك محد يعرف عنه بس صار لازم اقوله لك" باستغراب اشد وريبة -" ايش يابوك خوفتني وشفيه غير سفرك وبعدك عنا!" -" مو هو سبب سفرتي هالمرة.. احم يبه انا.. انا بعد في اخر سنة لما كنت برى ادرس.. كانت تجيني اعراض غريبة من ثقل برجولي واحيانا يدي اليسرى الى ارهاق وتعب ومرات ثقل بالكلام.. كانت خفيفة وتروح وتجي بين فترة وفترة" صمت قليلا يتأمل ملامح والده المتجهمة والمتحفزة " وو.. بعد ماخلصت دراستي وقدمت رسالتي.. قررت امر طبيب اشوف وش مشكلتي.. وقالي اني اعاني من مرض" شهق والده بخوف -" بسم الله عليك ادم ! وشفيك ياولدي ! وليش ساكت كل هالوقت ؟ عشان كذا الحين تعرج ووجهك تعبان دايم؟ وش نوع المرض يبه علمني لاتحرق قلبي!!" بله ريقه ورفع يده اليمنى مهدئا.. -" اهدى يبه ان شاءالله خير.. هو مو شيء خطير حيل لكنه مزمن وماله علاج.. يبه انا فيني مرض التصلب اللويحي.. هو يختلف من شخص لشخص ممكن يكون خفيف مع واحد ومع الثاني خطير مرة وتبان عليه الاعراض قوية.. هو مرض يصيب الاعصاب وطبيعة المرض ان الجهاز المناعي يبدا يهاجم نفسه باعتقاده انه فيه جسم غريب داخل الجسم.. ولما يهاجم نفسه تتأثر الاعصاب.. مما يؤثر" قاطعة والده ممسكا برأسه -" ادم اسكت اسكت.. شقاعد تقول ياولدي!" بأسف اجابه-" هذا الي صار يبه.. خلني اشرح لك طبيعة مرضي عشان تتفهم كل حاجة" وقف والده غاضبا ومتجهما -" اسكت مابي اسمع منك كلمة!! توك تقولي ياولد !! ليش انا مو ابوك وسندك ساكت ومتحمل لحااالك؟ لاتشرح لي شيء ! " وقف ادم بدوره والثقل قد اشتد عليه وقف قليلا مغمضا عينيه يحاول الثبات.. ووالده يتأمله بقهر وألم ! -" يبه لازم احكي وافهمك كل حاجة.. بعدين يوسف عارف وساعدني كثير" -" يوسف عارررف!! وانا ابوووك ماتقوله !" اقترب يمسك بيده اليمنى يقبلها ثم قال بألم -" حقك علي يالغالي بس اعذرني ماكنت ابي اضيق صدوركم علي طلبتك يبه اهدى واسمعني لاتنفعل الله يستر يرتفع ضغطك والا" سحب يده بعنف منه واتجه الى نافذة مكتبة المطلة على حديقة المنزل.. يوليه ظهره مفكرا بغضب وقهر وحسرة! ابنه مريض! ادم! فرحة عمره ونور حياته ابنه الوحيد.. ولم يعلم.. ابنه يعاني ويتألم امامه وهو اعمى احمق لا يرى ابعد من انفه.. كيف لم يفكر بكونه مريضا؟! صحيح ان ابنه بارع في الاخفاء ولكنه اب ! كيف لقلب الاب ان يغفل احتمالا كهذا! امسك برأسه يشعر بالحزن والوهن.. يشعر بانه قد شاخ فعلا! اقترب ادم .. قائلا ببحة صوته والتي ازاددت مع حزنه -" يبه الله يخليك اسمعني.. ادري زعلان وحقك بس اعذرني فعلا كنت خايف عليكم خايف اجرحكم وبدال لا اجي وافرحكم بالماستر اجي وارمي عليكم خبر مؤلم مثل كذا.. يبه لازم تفهمني وتسمعني لان يمكن الايام الجاية يزود علي ويمكن ما اقدر امشي لذلك انا محتاج ابعد مابي حد يشوفني بوضعي ذاك انا.." قاطعة والده ملتفتا ومشيرا الى الاريكة الطويلة باصبعه ثم اتجه وجلس عليها يمسك رأسه بكفه.. نادى عليه بوهن-" تعال اجلس وقولي كل شيء" ابتسم ادم بحزن واقترب يجر ساقيه جرا.. عينا والده تتأمل مشيته المثقلة.. وقلبه يبكي قهرا كيف لم يلاحظ؟! ياله من اب!! جلس ادم بصعوبة ثم قال وبحته تزداد -" يبه.. مثل ماقلت لك هذا المرض يصيب الاعصاب وكل فترة تجي هجمة بعدها ممكن ترجع طبيعي او ممكن تزيد الاعراض عندك يمكن تحصل صعوبة في المشي في الكلام في استعمال يدينك.. اول ما اكتشفت المرض كنت اعاني من هجمة عشان كذا قررت ما ارجع على طول وجلست سنة برى شهرين منها كنت تعبان لدرجة اني بسرير المستشفى مو قادر اخدم حالي.. دخلت العناية فقدت الوعي ايام.. لكن.. لكن الحمدلله بعدها مع الادوية والعلاج الطبيعي قدرت ارجع طبيعي الحمدلله ورجعت بعدها على طول.. وشفتني انت كنت بخير ومافيني الا العافية.. لكن لي شهر تقريبا حاس بثقل وتعب.. رحت امس للطبيب وخبرني انها هجمة جديدة.. ما اعرف اذا بطلع منه زي قبل طبيعي او بمشي بعصا او بعربية ما اعرف بس يبه انا مضطر ابعد.. بروح لألمانيا لدكتوري الي كنت اراجع عنده السنة الي فاتت.. واذا رجعت ان شاءالله ابيك تساعدني عشان نخبر امي صعبة ابقى مخبي عنها.. وبعد ابغى تغطي علي عند عمي وبنته.. مابيهم يعرفون الحين و" سكت حين لاحظ والده يهتز ببكاء صامت مهيب.. والده يبكي! يا الهي اقترب بجزع يده على كتف والده بارتباك -" يبه يبه حبيبي مافيني شيء انا طيب يعني مو شيء خطير بس يبه تكفى ارفع راسك وطالعني.. لاتضيق خلقك وخلقي يبه" حضنه والده بقوة يسكب دمعاته الرجولية على كتف ابنه المثقل.. حضنه ادم.. ولم يمنع نفسه ان يسكب دمعةً مسحها بسرعة شفقة على حاله وحال والديه.. وعلى احلامه الضائعة! ابتعد والده يمسك وجهه قائلا بقهر -" انا ابو ! كيف ولدي الوحيد يعاني وانا ولا داري! ياحبيب ابوك ليته فيني ولا فيك!" بجزع استغفر ادم وهو يقبل كف والده قائلا -" استغفرالله يبه شهالكلام الله يخليك لي تكفى هدي نفسك انا طيب بس احتاج ابعد الله يخليك لا تحرق قلبك " صمت والده يفكر وكفه تطبطب على خد ابنه.. ثم قال.. -" روح ياولدي.. روح والله يردك لنا بالسلامة.. اوعدني ترجع لي ولدي الي اعرفه تكفى يابوك لاتضعف ولا تفقد الامل" ابتسم ادم -" يبه انا مو ضعيف وانت تعرفني الحمدلله راضي بقضاء الله وقدره بس ماني مستعد احد يشوفني بموضع ضعيف بس" -" الله يرضى عليك ياولدي ويتمم عليك عافيته.. لا تشيل هم اي شيء روح توكل على ربك وارجع لي بالسلامة" قبل رأسه مرتاحا فوالده كما قال يوسف خير من يساند ويقوي.. -" يبه بس امي.. مابيها تدري الحين بس ارجع اكلمها انا وياك.." -" قلت لك لا تشيل هم وامك عندي ركز بنفسك.. واسمعني شغلك في الشركة عندنا لكن شغلك في المكتب في اشياء تبيني اسويها او شي؟" بامتنان اجابه-" لا يبه كل موظفيني فاهمين الشغل زين وموصيهم انا كلشي تمام" تمتم والده مطرقا.. -" ان شاءالله ان شاءالله .. ومتى رحلتك؟" قال بتردد-" بكرا المساء.." هز والده رأسه مجيبا-" بهالسرعة! يله خير ان شاءالله" لحظات صمت والده مطرقا شاردا بهم وادم يتأمله بأسف و تمتم ب" الحمدلله على كل حال" ثم قال رغبة في الخروج من جو الحزن هذا -" هاا ابو ادم نروح الشركة ؟" ابتسم والده يتأمله باعجاب لقوته وصبره.. -" ايه انا بروح تلقى حمد مستغرب ليش تأخرت وانت كيفك بتجي والا مسموح رتب امور سفرتك" بشجاعة وقوة استقام خلف والده يجر ساقيه قائلا -" لا بجي معك بخلص كم شغله ضرورية اشطبها قبل اسافر" ابتسم والده فخورا.. ومتحسرا.. يضع ذراعه على كتفي ابنه.. والحزن ينهش قلبه.. متمتما بخفوت -" الله يرضى عليك ياولدي" *************************************** منتصف الدوام.. خرجت مسك من مكتبها بتعب شديد كان يوما حافلا بالاعمال الورقية ااه كم تشعر بالتعب.. قررت النزول الى مقهى الشركة تتناول شيئا ثم تمشي في الحديقة قليلا فقد اتعبها الجلوس من اول النهار.. مشت باتجاه المصاعد.. وقفت تنتظره ان يفتح.. انتبهت حواسها لصوت خطوات ثقيلة خلفها.. ورائحة عطر مميزة.. ثم نبرة مبحوحة يهتز لها قلبها محدثا احد الموظفين.. لاتدري متى وصل فيها الى هذي المرحلة؟ متى توغل في روحها؟ احيانا تشعر انها ولدت تحبه! وقف بجانبها مائلا بكسل وجهه جهة اليمين يفتح اصابع يده اليسرى ويغلقها مرارا بلا اهتمام ظاهري.. رمقته باطراف عينيها ثم قالت بغرور -" السلام لله" توقفت اصابعه لثوان بسيطة ثم اكمل تمرينه قائلا بسخرية -" سلام " ردت بغرور وهي تدخل المصعد قبله -" وعليكم " اقبل يريد الدخول.. فمدت كفها في وجهه تقول ببرود وغرور .. -" عذرا مابي احد في المصعد معاي" واغلقته امامه ! وقف مصدوما بفم مفتوح.. يسأل نفسه -" من متى ؟! " عقد حاجبيه قليلا يفكر ان كان قد استقل المصعد معها يوما لوحدهما.. لا يذكر! نعم كيف يذكر وهو يتجاهلها دوما كأنه يرى جهنم ان اتت من مكان مشى لآخر.. في الواقع.. هربا من جنة لم تكتب له! تنهد بتعب وضغط على زر المصعد.. يحتاج الخروج من هنا بسرعة.. من اي مكان يحمل عبقها.. هذا مهلك.. اصلا لديه من العمل الكثير فعليه ان يمر مكتبه ينجز بعض العمل الضروري ثم يعود الى المنزل يجهز اموره تماما ويبحث عن اي حجة لوالدته.. اعانه الله على بكائها ! وصبر قلبها وقلبه! .. رأته اثناء انتظارها طلبها يمشي ببطء وثقل يده اليمنى على فخذه الايمن.. رغم كل هذا التعب والثقل المحير بالنسبة لها.. هي تراه يمشي كالنخلة ببهائها طويل وشاهق وصلب.. ووسيم! بحق الله كم هو وسيم ألا يعلم ؟! ان النساء هنا قد اكلنه بنظراتهن ! تبا له هي لا تهتم اصلا.. نعم تحب.ه لا بل كانت نعم كانت وعليها ان تعالج نفسها من هذا المرض والغباء ! ستفكر جديا بعرض ماهر ابن امجد.. ستثبت لنفسها انها قوية امامه ولا تهتم به وقلبها وان آلمها او اعترض! ستخرجه وتطعمه للكلاب ! ماحاجتها بلقب يتعلق بمن لا يراه حتى ! تنهدت بقهر تهز رأسها تنفض أفكارها.. تناولت طعامها واتجهت مقررة تناول غداءها في الخارج.. كم تشعر بالضيق ! *************************************** في اليوم التالي.. صباحا في شركة المجد كانت مسك متجهة الى مكتب والدها فلديهم ما يناقشونه جميعهم اليوم حيال احدى مشاريعهم.. طرقت الباب ودخلت مبتسمة.. وجدت والدها وعمها فقط جالسين حول طاولة الاجتماع.. فقالت بهدوءها -" السلام عليكم صباح الخير، شكلي مو بس انا الي تأخرت ههه" ردو السلام وقال عمها مبتسما -" لا فعلا انتي الي تأخرتي بس ادم مارح يحضر.." بمحاولة لاظهار عدم الاهتمام لكنها لم تستطع فسألت بعملية وهي ترتب اوراقها على الطاولة -" ليش.. سلامات؟" -" ابد يابوك مافي الا الخير طرا له شغل برى وبيسافر اليوم.. " رفعت رأسها بهدوء تبلع ريقها ثم انزلت رأسها و-" اها" خافتة تخرج منها.. قال والدها -" هو بيطول ياحمود؟ تعرف الشغل ووجود ادم حيل مهم كل امورنا القانونية اهو المسؤول عنها" حمود-" الحقيقة ما ادري ماعطاني وقت يقول من شهر ويمكن اكثر.. لكن ياخوي لاتشيل هم الشغل عندي وبعد المحامين الي مشتغلين معاه معلمهم كل حاجة مهمة" تمتم والدها حمد بغير رضا -" وش نقول الله يسهل دربه ولو اني ماني راضي" ابتسم حمود -" ماعليك ياخوي خله على راحته وشغلنا بعيالنا والا بدونهم احنا عارفينه صح والا لا ؟ لكن شكل ادم خذا مكاني عندك" ضحك حمد مجيبا -" والله ياخوي انت العضيد مالنا غناة عنك لكن ادوم يبرد الخاطر ونعم الولد عز الله انه شايل هالمكان شيل معانا رغم شغله بمكتب مستقل" قال والده ولمحة حزن تسيطر على نظرته.. -" الله يرضى عليه ويسهل دربه" مسك بمحاولة لتغيير الموضوع فهذا الادم متعب جدا ان بحضوره وان بغيابه.. فهاهو والدها يثني عليه ووالده مفتخرا به وهي! .. هي لا يحق لها شيئا سوى السلام والدعاء بخفوت ان يحفظه المولى ويرده .. بلعت ريقها.. ثم قالت بحماس تطرد افكارها العقيمة.. تصفق فأولاها والدها وعمها اهتمامهما الكامل والجدية تكسو نظراتهما -" يلله ياحلووين انتباه خلونا نخلص اشغالنا.. زي ماقلنا قبل اذا احنا حابين نتوسع بمشروع السينما ويشمل معاه مول تجاري ومكتبة كبيرة وو..." وانكبت منهمكة تشرح بتركيز تام متجاهلة اي منغصات غير مرغوب بها.. *************************************** منتصف النهار..وفي منزل رُقية.. كانت تمسح دمعاتها..عيناها تتابعان ابنها ادم يضع ملابسه في حقيبة سفر ثم يتوجه الى مكتبه يحمل بعضا من الملفات الضرورية.. ويتأكد من حاسبه واجهزته وجواز سفره مدركا لنظرات والدته الغاضبة ولدموعها التي تسكبها بلا ملل.. وقف باجهاد حين اكمل عمله.. التفت اليها متنهدا بتعب وثقل.. رآها تقف امام خزانة الملابس متخصرة وهالة غضب قاتلة تشع منها.. ابتسم بطفولية ابتسامة نادرة جدا لا تظهر الا لها.. وقال مقتربا يحادثها بدلال -" رُقية يرضيك قلبك اروح وانتي زعلانه ومقدر احضنك ؟" مدت يديها توقفه فقال بمسكنة -" ام ادم.. بروح ويمكن اطول شلون بتصبرين بدون لا تحضنيني هاه خليني احضنك يله عاد فكيها صدقيني مضطر والا انا اقوى ابعد عنك؟" بكت بقهر تمسح دمعاتها وتتجه لتجلس على فراشه المرتب -" اسكت ياقليل الادب متى برتاح من سفراتك متى بشبع منك ؟ كل فترة والثانية طالع لي بسالفة وش فيها ديرتنا ماتقر فيها؟" ضحك بكسل واقترب يجلس بجانبها يحاوطها بذراعه قائلا ورأسه ملقاً على كتفها.. -" يمه صدقيني غصب عني هالمرة عاد مو مطول بروح اخلص اشغالي وارجع يعني شهر شهرين ما اعرف بس مارح اطول اكثر ان شاءالله" والدته وهي تضرب رأسه ثم تحضنه بقوة -" وشهر وشهرين شويه ؟! لاحول ولا قوة الا بالله الله يعيني عليك ياولد معذبني " بشهقة مصطنعة وهو يبتعد عنها ممسكا بوجهها الجميل المدور.. يمسح دمعاتها بإبهاميه ثم يقبل رأسها بحنان يخصها به وحدها.. -" انا معذبك يا رُقية؟ والله مافي مثلي ولد بهالزمن احمدي ربك بس " ضحكت وقالت تمسك وجهه بيديها -" اي والله يا ادومي انك ونعم الولد بس لو تترك عنك السفر والروحة والرجعة قر ياولدي تعبت اشتاق لك حرام عليك ماعندي غيرك انا" ضحك بكسل وبحة على دلالها عليه واجابها -" ياقلبي يمه اوعدك تكون هذي المرة الاخيرة بس خلاص لاتضيقين صدري ابي اروح وانا عارف انك مرتاحة موب تبكين من وراي كأني مهاجر.. طيب ؟" بغير رضى اجابته -" طيب طيب" وبتهديد -"بس مثل ماوعدتني ياويلك تطول زيادة عن اللزوم ! " قبل رأسها ثم وقف يحمل اغراضه -" ابشري ياتاج راسي" -" انتظر ياولدي مو رجلك تعورك خلني انادي الخدامة تشيل اغراضك لين تحت" حمل حقيبة ملفاته وجهازه المحمول.. بعد ان ارتدى معطفه ثم قال -" زين يمه خليها تنزل شنطة ملابسي تحطها عند سيارتي.. تأخرت لازم امر المكتب قبل اطلع للمطار" -" مين بيوصلك للمطار؟" -" محد ابوي قالي وقلت له يوسف يوصلني بس يوسف طلع عنه عملية ضرورية اليوم فبوقف سيارتي عند مكتبي واروح بتاكسي لا تشيلين هم " -" زين زين على خير تروح وتوصل بالسلامة ياقلبي انت استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه" احتضنها بخفة امام الباب واجابها -" يله لا تطلعين وراي يمه ادخلي وعيني خير.. بحفظ الله" تأملت مشيته وعرجه الذي بات يشغل عقلها هذه الآونة.. داعية في سرها ان يحفظه الله من كل مكروه.. فآدم فرحة عمرها ابنها وسندها وصديقها ايضا.. ياله من ابن بار وطيب هنيئا لمن سوف تفوز فيه زوجة كم هي محظوظة على رجل مثالي مثله.. صحيح انه بارد ظاهريا ولكن داخله شعلة من حنان وحب.. ااه لو تتحقق أمنيتها وتجمعه بتلك المسك! تشعر أنها الوحيدة التي تليق بابنها الحبيب.. تأملت خروج سيارته.. واغلاق الباب اتوماتيكيا .. فتمتمت بحب وقلق امهات لاشعوري "استودعك الله ياولدي" *************************************** (بعد شهر) دخل نواف الى عمله متجها الى مكتبه يمشي بهيبة وسرعة مرتديا ثوبا اسودا وشماغا احمرا.. دخل مكتبه بهدوء وطلب قهوته ثم انكفأ على الملفات المتكدسة والي تتكدس يوميا بلا حل لها.. ينجزها اولا ثم يرى سير القضايا التي يعمل عليها بما انه حين سأل رجاله عن اي شيء استجد فاخبروه بلا يوجد شيء اليوم.. بعد ساعة دخل صاحبه ومن يعمل معه على حل القضايا (بدر) قائلا -" بو محمد فيه خبر حلوو" -" بشرني تكفى طقت روحي وكل يوم لا جديد" جلس مرتاحا وقال بتفكير -" اسمع الرجال الي وكلتهم يتابعون مناحي.. اتصلو علي تو بعد ما حصلو جوالك مغلق.." باستغراب اخرج هاتفه فوجده مغلقا.. ضرب جبهته متمتا-" كيف نسيت اشحنه!" بدر بتركيز - ماعلينا اسمع يانواف.. الرجال قالو ان مناحي من شهر وهو يلتقى مع شخصين.. بس ماقدرو يصيدونهم بكل مرة ينحاشون منهم.. ودايما يقابلهم بأماكن مو مشبوهه مرة وبين الناس فيختفون بسرعة.. المهم اليوم الفجر قابلهم ورا محله وقدرو يلحقونهم.. يقولون انطلقو مسافة 80 كيلو جنوب القرية وبعدين دخلو لمكان بين جبلين كأنه كهف.. والرجال للحين يراقبون المكان.." نواف وابتسامة مكر تتسع.. وقال بخبث -" تفكر فيها يابدر؟" -" افكر فيها.. وش قولك يداهمون المكان والا نروح بنفسنا ؟" وقف نواف بحماس.. -" الا نروح بنفسنا ونتأكد بدر اذا فعلا هذا المستودع الي حكى عنه المخبر قبل شهر فياسلام بنأخر عملياتهم وقت طويل ! وبنكسب وقت اكثر نحصلهم فيه خصوصا اذا عرفو اننا حصلنا الذخاير كذا بيتخبطون بقهر واكيد راح يغلطون او يتخفون!" بدر يمشي حذوه خارجين من المكتب -" الله الله يانواف نقول يارب تمشي مثل مانبغى.. ويارب فعلا هو المستودع" -" يله توكلنا على الله.. جهاد" نادى على سكرتيره فوقف بارتباك يبلع ريقه -" امرني طال عمرك " -" انا ماشي اليوم لو فيه اي شغل ضروري عندك انت هاه والغي اجتماعاتنا انا وبدر بكرا بنكون موجودين" -" حاض..ر" وقف بصدمة يتأمل اختفاء الاثنين كالعاصفة من امامه! . . نهاية الفصل الخامس | ||||
|
|
04-06-20, 06:34 AM
| #25 | ||||||
| يامور ،، بداية موفقة ما شاء الله، وأسلوب سلس، نحن موعودون بقصة تحمل في طياتها مواقف متنوعة، للاصرار والتحدي،،، في مواجهة الصعاب. اصرار وتحدي موجعة وحنان،، في شق طريق العلم والمعرفة . اصرار أبطال الوطن في معركة القضاء على المفسدين، نراها في شخصية نايف والعاملين معه. الاصرار للتغلب على المرض، والاستمرار في رحلة الحياة، تظهر في شخصية آدم. ويبدو أن هناك الكثير الممتع الذي ينتظرنا .. 😊 أرجو لك التوفيق . 🌷🍃 | ||||||
|
|
|
07-06-20, 11:17 PM
| #28 | |||||
| اقتباس:
صح الاجزاء قصيرة بحاول اشتغل على هالنقطة اما المواعيد تعتبر ثابتة لاني انزل كل اسبوع يوم الثلاثاء ولو جهز قبل راح انزله شكرا مرة ثانية | |||||
|
|
|
07-06-20, 11:18 PM
| #29 | |||||
| اقتباس:
وان شاءالله الجاي ممتع ويعجبكم باذن الله | |||||
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
