آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          248 - ليل القرصان - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          [تحميل] عند المغيب / للكاتبة طعون ، فصحى ( جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] يراقصها الغيم ، للكاتبة / طعون " مميزه " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-20, 11:06 PM   #11

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26




خفوق الشوق

نجمة مساء

تغريد

أبها

سعيدة بكم جداً...

اعتذر بصدق عن كل الإنقطاعت السابقة..
لكن الظروف اجبرتني..و الحمدلله على كل حال
منذ فترة عدت للكتابة من جديد..لكن لم أبدأ بإنزالها حتى تأكدت أني سأكملها بإذن الله
اعدكم ان اصل فيها معكم هذه المرة لبر الأمان..
الرواية تبقى لها أقل من النصف
ما إن انهي تنزيل الأجزاء الجاهزة لدي..حتى أكون قد اكملت الباقي ان شاءالله
ارجو ثقتكم..و متابعتكم الغالية على قلبي


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-20, 11:09 PM   #12

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل الأول..(لا أمان في نبض القلب)



♥▄الـنـبـ«3»ــضــة▄♥

:
:
:

اجتمعن في الصالة بعد أن غادرهما والدهما و فجر للنوم...
كانت ضحى و سلام مشغولتان بما تستذكرانه من دروسهما للغد...بينما صبح جلست بالقرب من والدتها يتحدثان بخفوت كي لا تزعجانهما...

تعالت نغمة هاتف ضحى...لتأخذه و تعقد حاجبيها بإستغراب...فتضغط زر إيقاف الصوت...و تعود لكتابها مجدداً...

صبح / مين؟
ضحى بلامبالاة / رقم غريب..ما أعرفه
سلام تتذكر..لترفع رأسها عن مايشغلها / يمكن سمو..أنا عطيتها رقمك و قالت إنها بتدق تشوف أخبارك..عطيني الجوال اشوف الرقم

مدته لها ضحى بإستغراب...لتأخذ سلام هاتفها...و ترجعه لها بعد أن تأكدت من الرقم...

سلام / ايه رقمها..عاد مالقت تدق إلا هالوقت! والله هالبنت ما عندها حسن توقيت
ضحى بإستغراب / ليه تدق؟
سلام / بتشوف أخبارك مع ثالث
صبح مبتسمة / ما تقصر..فيها الخير الله يوفقهم جميع
ضحى بضيق / استحي اكلمها..ما اعرفها! من متى ما شفناها من سنين
أم صبح / عيب عليك..البنت بتسأل عنك و عن أخبارك..و انتي ما رديتي عليها..يله كلميها
ضحى / يمه استحي والله مادري وش أقول لها
أم صبح / وش تستحين منه! بنت بسنك..اللي يهمك يهمها..و بسنه وحده..يعني كأنها وحده من صديقاتك
ضحى / ايه بس............

انقطع كلامها...حين تصاعدت نغمات هاتفها من جديد...برقم سمو...

أم صبح / يله ردي عليها
ضحى تتركهم / زين

تبعتها أم صبح بنظراتها حتى اختفت داخل أحد الغرف...

أم صبح / الله يعين هالبنت على هالحياء اللي فيها!
سلام تضحك / أما ضحى أحياناً تبالغ.. تذكرت يوم تتعب و اروح معها..كل ماسألها الدكتور عن اللي يوجعها سكتت و رديت أنا..لين زهقته و قال هو من فيكم العيان أنتي و إلا هي
صبح / بالعكس حياء ضحى حلو..و إن شاء الله ماراح يضرها بشي..الرسول صلى الله عليه و سلم
/ و عليه الصلاة و السلام
صبح تكمل / (الحياء لا يأتي إلا بخير )






عادت إليهم ضحى بعد دقائق...

سلام / غريبه! سمو خلصت قرقتها بدري!
ضحى / سمعت أحد يناديها..و قالت إنها بتدق بكره تكمل سواليفها

مع أن سمو لمحت أنها ستتحدث مع ضحى...قبل أن يتحدثا عن يوسف...
لكنها تعلم ان فضول سمو عنه...ازداد...و تخشى أن يكون لسانها الفلتان قد زل بشيء عنه...
فتلك الفتاة نادراً ما تفكر قبل أن تتكلم...

سلام / وش قالت لك الخبله؟
ضحى / سلمت..و سولفنا شوي عن الدراسه بعدين سكرت_ترى ساعة الحائط_يووو الساعه صارت وحده..بأروح أنام عسى اشبع نوم و أنا مانمت الظهر...تصبحون على خير
/ تلقين خير

و قبل أن تذهب...توجهت لوالدتها لتقبل رأسها...و تجلس بجانبها...كعادتها إن فعلت ما يغضبها...أو لم تفعل...

ضحى / يمه مسامحتني؟
أم صبح مبتسمة / ايه مسامحتك_تلتفت إلى صبح بعد أن غادرتهن ضحى_سلام و جالسه تذاكر اللي عندها..و أنتي يا صبح وش مسهرك؟ ليه ما تنامين..أنا بأجلس عند سلام لين تخلص
صبح بمودة / لا دامكم سهرانين بأسهر معكم..سلوومه وش رايك بعصير ليمون و نعناع
سلام تبتسم / من يدينك..أكيد ماراح أقول لا..ما يرد الكريم إلا اللئيم



♥▓♥▒♥▓♥



فـي الغـد..(يـوم الأحــد)..~


انعكس الحال بلحظة...من تركيزهن...و سكونهن...و الصمت الذي خيم عليهن طوال الحصة...
إلى صخب...و حركة...و إزعاج...فور خروج المعلمة من الفصل...


وسط فوضى زميلاتها...و أصواتهن العالية...و ضحكاتهن...
كانت تجلس في مقعدها...وحدها...ساكنة...على غير عادتها...
خدها يتوسد كفها المقبوضة...و أفكارها تغادر المكان...لتلك الغالية التي تفتقد جلوسها بجانبها...


سجى / ياااربي على هالفيلم الهندي اللي تسوينه كل ما غابت كادي..يا أختي وش حادك تجين غيبي
سمو تمط شفتها بحزن / أبي القى عذر عشان اروح لها المغرب..اسوي نفسي اشرح لها اللي فات عليها
أميره / لاااا ما أصدق إنك أنتي تدورين سبب عشان تروحين لكادي؟
سمو بشرود / اليوم غير



♥▓♥▒♥▓♥



/ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..الحمدلله الذي جعلنا نسلك طريقاً نلتمس به علماً و تعلماً بالنور براقاً و الصلاة و السلام على رسولنا الحبيب و معلمنا الأول محمد صلى الله عليه و سلم....أما بعد يسعدني أن اجتمع بكم اليوم لأشكر جميع المعلمات على ما بذلوه من جهد في العام الماضي..و ارحب بمن انضممن لروضتنا هذه السنه..آمله لي و لكم بعطاء لا يتوقف و نتاج مثمر جميل..نجتمع اليوم لمناقشة بعض الملاحظات و الإحتياجات.............

تترأس الطاولة التي اجتمعن حولها...
لتناقش خطة العمل لهذه السنة...بكل حماس...و حب...
أيامها الجميلة في هذه الروضة...التي تعطيها من مشاعرها الكثير...تخفف العبء الذي تحمله بصدرها منذ سنوات...
لكن ذاك الحنان الذي يفيض منها...تحس بالوجع لكبته...و المرار لإهداره...


انتـهى الإجتمـاع..~
و خرجن المعلمات من مكتبها...


/ الحمدلله..كنت خايفه من يوم انتقلت هالسنه من المديره..والله تعقدت من المديرات
/ لا..عاد الأستاذه جواهر غير عن الكل..أخت مو مديره
/ والله الرجال انعموا..و إلا وحده مثل جواهر ما تتزوج؟!
/ مين قال لك عمى بالرجال..هي كثير انخطبت و للحين تنخطب بس هي ترفض
/ حرام وحده مثلها تعنس! ليه ما تبي تتزوج؟
/ ترى هي مو عانس..مطلقه
/ والله! ليه؟ أكيد البلاء فيه هو
/ والله مادري من زمان متطلقه.. يقولون تزوجت و هي صغيره و تطلقت بسرعه..يمكن تعقدت



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت من غرفتها بهدؤ...ترتدي جلابية بلون الرماد...ملامحها ساكنة...و لكن الروح داخلها تتفتق من الحزن...

تسير بخطوات متمهلة...هادئة...أقدامها تتثاقل الخطى...
كأنها تخشى خرق السكون من حولها...فتزيل رهبة هذا اليوم...

نزلت درجات السلم...لتقف بمنتصفها تجول أنظارها في منزلهم...
صباح كغيره...يعبق برائحة الحزن...و الحرمان...ليكسو الجدران بحنين أصفر شاحب...

دخلت المطبخ لتحضر الدخون...لوالدها و سامي...
اليوم كعادتهم...في أول يوم...من كل شهر...
سوف يذهبون للمقبرة لزيارة قبر والدتها و الدعاء لها...

تنهدت بعمق و هي تسمع أصوات خطواتهم تدوي بسكون البيت الموجع...و ابتلعت غصة آلامها...لتخرج لهم...
تتقدم لهم بصمت...يلفهم جميعاً...ينتشر الحزن بملامحهم...يحاربه النسيان و لكن هيهات...
لترى والدها بثوبه الأبيض الناصع و غترته البيضاء...يطابقهما شحوب الحزن بوجهه...
و يقف بذات الحزن أخيها بجانبه...نسخة مصغرة من أبيها...تحمل ذات الوجع...و الحنين...

اقتربت من أباها...لا يحيل بينهما سوى تلك الخطوط المتموهة الواهنة...تعبق برائحة كانت تعشقها أمها...و تسكن جدران البيت طوال تلك الأيام التي كانت بينهم...


أبوسامي بفخر حزين / الله يعافيك يا بنت جميله


حاولت أن ترد...لكن كلماتها خنقت بتلك العبرات التي سدت حلقها...و اكتفت بإبتسامه هزيلة...لا تقنع أياً منهما...
و لكن من يبحث اليوم عن الفرح...
اليوم اعلنوه ثلاثتهم للحزن...للذكرى...للألم...

التفتت لسامي...لتملأه أيضاً بذكرى تلك الغالية...ليضع يده على كتفها و يشد عليها مواسياً بلا كلمات...لتطمئنه بذات الإبتسامة الباهتة...

خرجت معهم تحمل المدخن...و بقايا دخان هزيل يتصاعد لاهثاً منه كأيامها بعد رحيل تلك الغالية...
وقفت عند باب المدخل الرئيسي...لتتبعهم بعد ذلك بنظرات...كلما خلت من أطيافهم امتلأت مآقيها بوابل من الدمع...
لتهطل أول دمعة احرقت وجنتيها و فتحت مجراً سخياً للدموع بعدها...

عادت إلى المنزل وحيدة...تشهق أوجاعها...و أحزانها...مع كل نفس تجره...
لتصعد إلى غرفتها...تتوضأ...و تخرج من حمامها لتأخذ تلك السجادة الزرقاء التي طالما شهدت سجدات أمها...و دعواتها...
كبرّت لتصلي...و ترفع يديها لخالقها...تدعو لها بالرحمة و المغفرة...و ترجو لهم الصبر و السلوان...


يغرق وجهها الصافي...بنهر من الدموع الساخنة...يفيض من عينيها الحمراوتين...
هذه لحظة صدقها...حيث تفك قيوداً تكبل مشاعرها...فتهب أحزانها...و تنثر حرمانها...


رحلت شمس كانت تتوسط صدر حياتها...من كانت تهبها الدفء...و الأمان...و الحب...
فكسرتها الأيام من بعدها...و بين الضلوع سكن قلب ينازع هذا الوجع...و البرد...و الخوف...

تلك الحياة التي رسمتها لها...في قصص طالما روتها في ليال احتضنتها فيها...باتت لوحات شاحبة ذابلة الألوان...لا روح فيها...
تفتقد وجودها بكل سعاده تمر بها...
تحتاجها في أحزانها...
تتقاذفها أيادي الخوف...و الأسى...
فتخشى الضياع بعدها...

تبحث بمسامعها عن بقايا صوت لها...ترسم بعينيها صورة ملامحها لترسّخها...و تجمع أشلاء الذكريات في خيالها...
لا تريد أن تنساها...أن تنسى لمحة لها...نبرة صوتها...ذكرى بسيطة عابرة...
تسترجع كل شيء دوماً...و أبداً...
ستظل ذكراها معمرة داخل روحها...لن تسلب منها بمرور الزمن...






كانوا يجلسون كعادتهم كل يوم...تلك الجلسه العصرية...التي تصر عليها والدتها...و لا تسمح لأي أحد ان يتغيب عنها...

فوالدها لا يذهب لعمله...إلا بعد هذه الساعة التي يقضيها معهم...سامي أيضاً لا يخرج مع أصحابه إلا بعد إنقضاء تلك الساعة...

كانت تتابع مسلسل على التلفاز...و هي تجلس بينهم...تستمع لأحاديثهم...و تشاركهم الكلام أحياناً...
تجذبها رائحة شاي النعناع الذي تحب ان تشربه والدتها كل عصر...

التفتت إليها...تنتظر سامي يفرغ من حديثه لتخبرها...أنها تحتاج أن تذهب إلى السوق ينقصها أشياء كثيرة لسنتها الثانوية الأولى...
و تريد أن تقص شعرها ايضاً...هل سوف ترضى على تلك القصة القصيرة التي اختارتها...

مجرد ثواني مرت على تلك الخيالات...التي بدت لها و هي ترددها بينها و بين نفسها...و كأنها أشياء روتينية...ستحدث بدون تفكير أو جهد...

لكنها بلحظة باتت سراب...و أحلام عالقة في ذهنها...لتبقى خيالاً خادعاً لا يصدق...و لا يتحقق...

لحظة بين إنتهاء سامي من حديثه...و إنفراج شفتيها للتحدث...

لحظه أغمضت فيها تلك الحبيبة عيناها...و ارخت رأسها على كتف زوجها الجالس بجنبها...ليجفل...


استمر فاهها مفتوح بكلام لم تنطقه...و لن تنطقه...
و هي ترى محيا والدها...يغيم بالقلق...ليرفع يده الأخرى لوجه والدتها...و يسأل ما بها...

هـــل تمازحهم؟؟
هــــل ناااامت؟؟
هـــــل هي مريضه؟؟

أسئله تتدافع بقسوة...لتضج برأسها...و هي ترقب اللحظة التالية...لتنتهي هذه اللحظة...
و يولي الرعب الذي ينتشر بروحها على مهل...


لكن جسد والدتها...تهاوى من أقل لمسة من يد والدها...
لترقد بسكون في حضنه...و شبح إبتسامة ما زال يسكن شفتيها...


رحـلـــت..!

كـــانت لحظة رحلت فيها...
بدون وداع...
بدون كلام...
من أمام أعينهم...للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥



لفحة من هواء العصر الساخن...هبت تلامس وجهها...و خصلات شعرها القصير تلتصق برقبتها...جعلتها تضيق ذرعاً من هذا الحر...و منه...
و تندم على خدمة توصيل كأس العصير له...بعد أن طلبه منها وهو يجلس على حافة المسبح...حين رآها تمر بالصاله التي لا يفصلها عن المسبح سوى باب زجاجي كبيـر يطل عليه...
لكن مشادة في الكلام بينهما...و سخرية يتبادلانها من بعضهما كالعادة...جرتها لهذا الوضع...


كان يمسك بها بياقة بلوزتها...بيد واحدة و بيده الأخرى يرتشف ما تبقى من عصير...و هي تتأرجح فوق المسبح...
قدميها بالكاد تتشبث بحافة المسبح لكن شده لها جعلهما مرخيتين بلا قوه تستند عليها...و يداها تطيران بالهواء...فتتشبث بيده الممسكة بها...بخوف...و رجاء...
لحظة فقط يفلت أصابعه عنها...لتجد نفسها وسط الماء...


سمو بحنق / تميييييم حراااام عليييك فكني
تميم يرخي يديه مهدداً / تبيني افكك
سمو صارخة برعب و تشد بيديها على يده / لاااا..مو تفكني..ارفعني..أوووف تميم يا شينك لا صرت رايق..خلاص تكفففى.._و بعجز_آآآآعشان خاطر إبتسام


ضحك في خاطره عليها...لابد أن حيلتها قد انقضت لتتذكر تلك الحبيبة الغابرة...و تراهن بغلاها في قلبه للآن...
لا تعلم أنه تبعها قصتان...و كلاهما لا قى نفس المصير...


تميم بسخرية / البنت تزوجت و جابت عيال و أنتي تبيني أرااعي خاطرها و.......

قااطعته صرخة ساري / تميـــــم!!

التفت إليه بفزع من ظهوره المفاجيء خلف الباب الزجاجي...ليشد سمو بسرعة و تعتدل في وقفتها لاهثة برعب...

ساري يتقدم قليلاً و في عينيه نظرة لا تلين / أنت صاحي؟ طيرت عقل البنت وهو مو ناقص

سمو تلتصق بجانب تميم الصامت...و كأنها هي مذنبة أيضاً...لتهمس...

سمو بخفوت / كأنه يسبني!
تميم يكتم ضحكته ليرفع صوته لساري / امزح معها
ساري بإستنكار / هذا مزح؟ و صراخها واصل لآخر البيت! على بالك تلعب مع واحد من أخوياك؟؟ شوف وجهها راح منه الدم

تميم يلتفت لسمو الملتصقة به... وللآن متشبثة بيده بقوة...ليسأل ببرائة غير مصدقاً...

تميم / والله خفتي؟؟
سمو ببلاهه / مادري؟؟

هز رأسه مستخفاً بحالهما...
ليثبت نظرات حازمة...غاضبة لتميم...وهو يراه يرتدي شورت...و منشفته تتدلى على كتفيه...


ساري ببرود / متى ناوي تروح تفحص الموقع؟
تميم يلتقط ساعته الملقاة على الطاوله / امم بعد ساعه
ساري / اخترت المقاول؟
تميم / لا..اللحين بأجتمع معهم
ساري / يعني ما خلصت الدراسه الأوليه للمشروع؟ و حنا عندنا إجتماع بكره الساعه تسع؟؟
تميم / لا تخاف أنا تقريباً حاط عيني على المقاول اللي بأسلمه المشروع بس كنت بأقولك إن...
ساري بغيض / يعني شايف هالمكان مناسب نتكلم فيه عن الشغل؟
تميم ببرود و إبتسامه / وش دعوه يا أبوسعود؟ ترانا اخوان في بيت واحد مو ضروري اكلمك في مكتبك و بكامل الزي السعودي؟؟

أكمل حديثه عن أرض المشروع...و تكاليف دراسته الأولية...مجبراً ساري على الإستماع...

و هي تقف بالقرب من تميم الذي نسي وجودها...كما لا يهتم له ساري...
الإثنان يتحدثان عن العمل...و هي تراقبهما بصمت...
كلاهما...و أخاها باسل يعملون في شركة والدها...
لكن لا أحد منهما يجد في عمله بكل دقيقة و ثانيه كما يفعل ساري...
لا تدري لما...لم يكن كذلك قبل عدة سنوات..؟؟
أهو في تحدي مع نفسه؟؟ أم غيره؟؟
أو في محاولة للنسيان؟؟



♥▓♥▒♥▓♥


خرجن من آخر محل بعد أن انهين تسوقهن لشوق من أجل ملكتها...لتكرر شوق كلامها مرة أخرى...

شوق / الله يخليكم لي يا بنات..تعبتكم معي والله ما قصرتم
صبح بموده / وش دعوه يا شوق حنا خواتك..الله يتمم لك على خير
شوق / عقبالكم ياااارب..تسمعين يا سلووم نبي نفرح فيك عاد
سلام / وش فيكم علي؟ قبل كم يوم فجر و أنتي اللحين..ترى صرت اشك إني عنست
شوق تضحك / لا بس احسك ضايعه هدر بدون زواج
صبح تضحك معها / الظاهر أحمد فتح نفسك و تبين الكل يتزوج معك
شوق / أخ بس لو له أخو كبير كان زوجـ....

و قطع حديثها رنين هاتفها الذي تصاعد...

شوق تلتقط هاتفها من حقيبتها / هذا يوسف لحظه يا بنات

أخذت تعبث بالأكياس التي بين يديها بتوتر...لا تعلم لما بات يحرجها ذكره أمامها...
بالأمس حين تحدث عنه والدها...كانت تظن أن الجميع يراقبها...و تخشى أن يرتسم توترها...و خجلها على ملامحها...
تنهدت بضيق...(ليه كل هذا مو فاهمه؟ عشانه شافني؟؟ أو من كلام سمو!)

انتبهت لشوق التي وضعت يدها على ذراعها / يله سلووم
سلام تمشي معهم منقاده / يله

لكن ما إن وصلت للمواقف...حتى ثقلت خطواتها فجأه...لتقف و قلبها يتخبط داخلها...

صبح / بسم الله عليك وش فيك؟
سلام بفزع / وين أبوك؟؟
شوق / يوسف كان فاضي قال أنا اجيبهم عنك

كانت ستصرخ بلااا...
و خطر لها أن ترفض الركوب معهم و تتصل بسائق والدتها...رغم كراهية والدها لذهابها معه...
لكنها لم تجد أي سبباً لذلك...و خشيت من تفسيرهن لهذا التصرف...و أكثر خشيت مما سيفكر به هو...

لتقود خطاويها الثقيلة...المرتجفة...المجبرة ...معهن إلى سيارته...
تلتصق عيناها في الأرض...تخشى أن تلمحه...و يخجلها أن يكون يراقبها الآن...
هل يعقل أن يكون يراقبها..؟؟

كم تكره طولها...لابد أن يكون شكلها مضحك بين شوق و صبح المتساويات في الطول...و اللتان تقصرانها بكثير...
تأخرت عنهن قليلاً لتمشي خلفهن...آملة أن تتوارى عن نظره قليلاً...

وقفن بجانب السيارة...لتتبعثر دقات قلبها وهو يترجل منها متوجهاً لمؤخرة السيارة ليأخذ الأكياس من شوق...
التي لا تذكر هل اعطتها الكيس الذي كان معها أو رمتها به قبل أن يقترب منهن...

ركبت السيارة على الفور...و هي تشكر نزوله منها...آملة أن تلتقط أنفاسها المتسارعة...و تلم شتات توترها قبل رجوعه...

صبح تركب معها..و تلتفت لها بقلق / سلومه فيك شي
سلام برد سريع لا يفضح ارتجاف صوتها / لا

و لم تتكلم أكثر حين دخلت شوق السيارة...


أما هو فكان يضع الأكياس على مهل...لكي يأخذن راحتهن في الركوب بدون إحراج لوجوده...
و يتسائل عن السبب الذي جعله يؤخر موعده مع صديقه أحمد...من أجل أن يرجعهن فقط...

هل عادت تحتل قائمة إهتماماته من جديد؟؟


توترت أنفاسها أكثر...ما إن رأته يفتح الباب ليستقل مقعده...
اغمضت عيناها بضيق...كان قريباً جداً كما تخيلته...
لامت نفسها لأنها لم تجلس في المقعد الذي تشغله صبح...و الذي كان خلفه...كانت تعتقد أنها لا تقوى على الجلوس خلفه مباشره...
و لكن ذلك كان ارحم من جلوسها هنا...تحس إنه بإلتفاتة صغيره لشوق...يمكنه أن يراها...

و تسأل نفسها بحنق...
هل هو مهتم فعلاً أن يراها؟؟ أم هي تغرق نفسها بخجلٍ...و توتر لا سبب له..؟؟
و ترتد عليها ذات الأسئله مرارا...
هل مازال يفكر بها؟؟
هل كانت خطبته لها تحمل أكثر من مجرد رغبته في الزواج؟؟
هل كانت هناك مشاعر خاصة لها؟؟
و هل ما زالت تسكن قلبه؟؟

خروجه أغلب الأحيان في نفس وقت خروجهن صباحاً..هل كان مصادفة أم عن سابق ترصد؟؟
هل كانت هي السبب فقط في رغبته في الزواج؟؟
هل يعقل أن يفكر فيها حتى بعد رفضها؟؟

منذ سنتين خطبها...
منذ سنتين لم ينسها...
منذ سنتين مازال يفكر بها...

سلام / سنتين!!

عضت على شفتها بغيض بكل قوة...حتى احست بطعم الدم...و قبضتاها تشتدان بعنف...و هي تغمض عينيها بقوة...راغبة أن تكون في أي مكان بالعالم إلا هنا...
لااااا..لا يعقل أنها نطقت بهذه الكلمه جهراً...
لا يعقل أن تأتيها تلك العادة الغريبة في الكلام بما تفكر به فجأة...الآن بالذات...


دوت كلمتها في صمت السيارة...
و لم تعلق شوق التي كانت تكتم ضحكتها عليها...لكي لا تحرجها أكثر...لأنها تعلم بأي حال هي الآن...
أما صبح التي التفتت مستغربة من صدور صوت سلام...عادت بأنظارها مبتسمة ليداها اللتان سكنتا حجرها...لتكمل تسبيحها...


هو فقط...من لايزال معلقاً بتلك الكلمة...و ذاك الصوت...
سنتين!!
تلك الكلمه كانت تتردد داخله...(وش هالسنتين اللي شاغله تفكيرك يا سلام؟)


هل يأمل أن تكون نفسها..ما يعيش فيها أيامه الماضيه بعد ذاك الرفض؟؟
هل يعقل ذلك؟؟
لقد رفضته..أم أن هناك شيئاً تغير..؟؟
نعم فهي كل يوم تتغير أكثر...لما لا يتغير رأيها أيضاً...
تنهد بحيره...(رجعنا يا يوسف؟ رجعنا!)


حانت منه إلتفاتة لشوق...التي مدت له هاتفها ليحدث والدته لأنه نسي هاتفه في المنزل...ليرى يديها المعقودات بشده في حجرها...

عاد بنظره إلى الطريق سريعاً...وهو يحدث والدته...
ليصلها صوته الهادي...الرزين...فتنساب الدموع التي كان يحبسها القهر...



♥▓♥▒♥▓♥


كان يجلس في الصالة وحده...لا يصاحبه سوى صوت التلفاز العالي الذي لا يعيره أي إهتمام...وهو يقلب بين يديه هاتفه النقال يتصفح بعض المواقع التي تهمه...

احس بأحد يدخل إلى الصاله...ليسمع صوت عمته...

جواهر / مساء الخير
باسل بدون ان يرفع رأسه عما يشغله / مساء النور
جواهر تجلس / وش أخبارك؟ لي يومين ما شفتك
باسل بنصف إبتسامه / بخير

أرادت أن تسأله عن أخباره...تطمأن عليه...
اكثر...تسأله عن سامي...
لكنه بدى مستغرقاً بما يقرأه...و لا يريد أي تطفل عليه...
التفت للتلفاز بصوته المزعج...لتأخذ الريموت الملقى على الطاوله...

جواهر / تشوف شيء أو أغير القناة

هز رأسه بلا مبالاة...لتبدأ هي بتقليب القنوات باحثة عما يسترعي إنتباهها...لكنها تركت إهتمامها به...و هي تستقبل أم ساري بإبتسامة...

أم ساري / السلام عليكم
جواهر / و عليكم السلام
أم ساري / هلا يمه..وش أخبارك؟
باسل يلقي عليها نظره سريعة / بخير
جواهر / وينها سمو؟ مريت غرفتها مالقيتها
أم ساري / راحت عند كادي..و أكيد الليله بتنام عندها..تعرفين اليوم كيف بتكون حالة كادي...الله يرحمك يا أم سامي و يسكنك فسيح جناته
جواهر تتمتم بحزن / الله يرحمها
أم ساري / باسل..وش أخبار سامي اليوم؟
باسل يزفر بضيق / ما شفته
أم ساري / كل يوم مع بعض..إلا اليوم اللي المفروض تكون معه فيه....


تأفف باسل بكدر...فهو لا يطيق هذا اليوم...و لا الحالة التي يصبح بها سامي بعد زيارته للمقبرة...
ألا يكفي التغيير الذي صابه بعد وفاة والدته...و يتزايد دوماً بهذه الزيارات...
يكره كيف أصبح جاداً...ساكناً...ضعيفاً...
طيباً...و تقياً زيادة عن الحد من وجهة نظره...
ابتعد عن إهتماماته السابقة التي كان يشاركه بها...اختلفت أفكاره...و أطباعه...
و يخشى أن لا يبقى ما يربطه به مع مرور الأيام...


باسل بقهر / مو ملاحظين إن أبوسامي بالغ بحزنه زياده عن الحد الطبيعي..كل شهر يجر سامي للمقبره و يعيشه الحزن و القهر من جديد..مو مخليه ينسى و يعيش حياته..حتى بنته للحين مو طبيعيه و لا هي قادره تنسى..المفروض بعد هالسنتين تزوج و نساها و خلاهم ينسون..عشان يعيشون حياة عاديه مثل باقي هالناس..أو ناوي يعيشهم بظل الموت كل عمرهم

جواهر كانت تنظر له بصدمة...و عيناها تمتلأ بالدمع...و أم ساري تراقبها بضيق...

أم ساري بإستنكار / باسل! وش هالكلام؟؟ هاذي عمتك اللي تتكلم عنها..حتى ما ترحمت عليها و مستكثر عليها دعوة عيالها لها..عمتك اللي كانت تحبك مثل ولدها
باسل بضيق / و أنا ما خطيت بحقها..الله يرحمها..بس الحي أبقى من الميت..و هي أكيد ماكان يرضيها حال عيالها اللحين.....
أم ساري تقاطعه لكي لا تسمع المزيد / الله يهديك بس..حلفت عليك تسكت و لاتتكلم بهالموضوع قدام سامي..ماراح تحس باللي يحسه لين تجربه


تعالت نغمته...ليجدها فرصه يخرج من عندهما سريعاً...
رأى اسمها على شاشة هاتفه...شد شفتيه ممتعضاً لا يعلم هل يرد عليها أم لا...لكن لشعوره بالملل...و الضيق...قرر أن يجيبها...

و خرج من الصالة...ليتوجه إلى الباب الزجاجي الواسع المطل على المسبح...ليفتحه و يخرج هناك...


باسل يجيبها / نعـم
ضي / مساء الخير
باسل يتنهد بضيق / اهلين
ضي / وش فيك؟
باسل / ملان و لا لي خلق شي
ضي بإستغراب / غريب رديت علي؟ حاس إنك مزعلني و....
باسل بغضب / ضي اقولك زهقان لا تزهقيني زياده..أنتي لو مو عارفه إنك سخيفه و تزعلين بدون سبب كان ما أخذتي يومين و دقيتي من نفسك
ضي بعتب / وش دعوه لو ما دقيت بتدق
باسل مهدداً / ضي!
ضي / اوكي خلاص..بس قولي انت وين؟
باسل يتأفف / في البيت
ضي بحب / وش فيك زهقان؟ ما عاش الزعل يومه ينكد عليك....


كورت الورقه التي كتبت فيها ما كانت تنوي قوله له...منذ الأمس ترتب أفكارها و تشحن قواها...لتعاتبه...
لتجد طريقة تقنعه بها أنه دوماً المخطيء بحقها...و هي دوماً من تعتذر...
لكنها تعرف حالته التي يمر بها الآن من السأم...و تدرك أنه في أبعد حال عن تقبل حرف منها...

لتقلب حالها...و كلامها بثواني...و تلغي نفسها كما تفعل دوماً من أجله...
لتختلق ألف حكاية و حكاية...الغرض منها تسليته...
أن تتغنج...و تتدلل...و تغرقه مدحاً...و حباً...تعرف أنه سيحسن مزاجه...

بهذه الطريقه كسبته...و تعلم تعلقه بها...و إن لم يعترف...و لن يعترف....
لكنه ما كان ليبقى سنة كامله يحادثها...لو لم يرتاح لها...و يجد لديها ما يريده...



♥▓♥▒♥▓♥



وصلتا إلى المنزل...
و ما إن دخلت سلام مسرعة إلى الصالة...و رأت خالتها و أخواتها...
حنى ترددت للحظة...كانت ستنطلق كما كانت تفكر إلى غرفتها...لكنها لم تستطع تجاهلهم...

سلام / السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه

القت كلمتها على عجل و هي ماتزال ترتدي غطائها...و اتجهت على الفور إلى الدرج لتصعده راكضة...تلاحقها نظرات إستغرابهم...

دخلت بعدها صبح بهدؤ...و هي تنزل غطاء وجهها لتقابلهم مبتسمة...

صبح / السلام عليكم ورحمة الله
/ و عليكم السلام والرحمه
لتكمل والدتها بقلق / وش فيها سلام؟
صبح بتوتر / ليه! وش فيها؟
ضحى / طااارت على فوق بسرعه..زين سلمت علينا و شكلها متحسفه بعد!
صبح لا تعرف بما تجيب / آآ......
أم صبح تضحك / يعني وش بيخليها طايره كذا
ضحى تضحك معها / هههه هذا كله من عصير الفراوله اللي مدمنه عليه..بالله كم كاس شربت؟

صبح لم تجبهم سوى بإبتسامة...فقد اعفوها من أن تبحث بخيالها عن كذبه تغطي بها حالة سلام...

صبح / يله أنا بأبدل..و انزل






دخلت خلفها لغرفتها...لتجدها كما ظنت...تجلس على سريرها و الدمع يبلل خديها...

صبح بإبتسامه / سلوومه ترى ما تسوى كل هالدموع
سلام تنفجر / وشو اللي ما يسوى؟ و أنا كأني مجنونه اتكلم مع نفسي.....(لا و مالقيت غير هالكلمه انطقها؟!)
صبح / موقف و يصير يا قلبي..انسيه

مستعدة أن تنسى...و لكن هل تضمن لها أن ينسى هو تلك الكلمة...و الأهم أن لا يصل إلى ذهنه معناها...

سلام بقهر / والله فشلـه!!
صبح / يله عاد سلوومه تعيشين و تآخذين غيرها..لا تضايقين نفسك
سلام تفش غلها بالتهديد / لا تقولين لضحى..أدري بتعلق علي..و أدري لو بتعيد هالشي قدامي ذبحتها
صبح / و لا يهمك ماراح اقول شي
سلام / و دقي اللحين على شوق قوليلها ما تقول لرهف هالخبله تروح تقول لضحى
صبح / من عيوني



♥▓♥▒♥▓♥



صمتت بعد أن جف ريقها من كثرة الكلام الذي لم يجد أي حماس منها...و تناولت كأس العصير لتشرب منه...و هي تتأملها بضيق...و حزن...

لم تعاتبها على المقلب الذي فعلته اليوم بمعلمة الرياضيات..
لم تضحكها كالعادة مشاحناتها مع تميم...
لم تهتم لتلك الواجبات التي صفتها أمامها...

أياً من كلامها الذي هذرت به لساعات لم يلقى آذان صاغية منها...


سمو / كدو وش رايك نراجع الـ.....
كادي تقاطعها و هي تقف / سمو صاحيه بدري و بأنام أجلي كل شي بعدين
سمو / بس ما كملنا الواجب و...
كادي بعصبيه / أووف سمو قلت لك بأنام..يله روحي لبيتك
سمو تقف / زين بس احلفي إنك تنامين صدق
كادي تتجه لسريرها..و بغضب / شوفيني نمت خلاص روحي
سمو / يله نامي و إذا غطيتي في النوم رحت
كادي بعصبيه تدفع بها دموعها / سموو خلاص ترى زهقتيني وش شايفتني عندك بزر ما أعرف أنام لحالي..سكري النور و اطلعي
سمو / خلاص خلاص بأطلع..تصبحين على خير


كادي لا ترد عليها...لأن عبراتها تسد حلقها...كلمة أخرى و تنفجر باكية...و هذا ما لاتريده...فلا ذنب لسمو لتشاركها هذا الحزن دائماً...

تنهدت بإرتياح حين تناهى لسمعها إقفال الباب...و رفعت الغطاء عن وجهها...و هامت عيناها في الظلام حولها..
لحظه قبل أن ينفتح الباب من جديد...لتطل سمو بإبتسامة...


سمو / كنت بأروح..بس بأقولك لا تزعلين لأنك زعلتيني..لأني ما زعلت

تظاهرت أنها سوف تخرج...حتى سمعت صوتها...

كادي بهمس باكي / سـمـ ـ ـووو

ما إن سمعت ندائها الذي كانت متأكدة منه...حتى ركضت إليها لتضمها بين يديها...
تحتضن همها...و تحمل معها أحزان...و حنين يثقل قلبها...
ليلة طويلة...من أنين موجع...و دموع ثقيلة بصمتها...
حتى يكون ختامها...ركعتان يصليانها معاً على ذات السجادة...لتتلو عليها سمو بعد ذلك بعضاً من الآيات العطرة...حتى تغفو...لتغفو هي أيضا بجانبها...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يجلس بين والدته...و شقيقتاه...و شوق تنثر تسوقها أمامهم بفرح...و خجل...

و يسمعها تدخل من بين أحاديثهن...كالعاده...
هذا ذوق سلام...
سلام قالت هذا...
سلام فعلت ذاك...
اسمها...أو اسم أياً من أخواتها لا يمكن أن يغفل في هذا البيت ولو ليوم واحد...
و قربه من شقيقتيه...جعله قريباً من أحاديثهن...و منها...

لهذا أحبها...
لهذا لم يستطع نسيانها...
لهذا كانت تكبر يوماً عن يوم في فكره...و قلبه...

شوق تريهم طقم الذهب الأبيض المرصع بقطع من الألماس / و هذا هدية من البنات
رهف بإنبهار / واااو روووعه..فخم فخم
شوق / والله انحرجت منهم ما بغيت آخذه..بس خفت يزعلون لو ما قبلته
أم يوسف / كثر الله خيرهن ما قصرن..لو إن الواحد يستحي ياخذ هديه يعرف إنه مو راد لهم مثلها
رهف بلا مبالاة / تلقينها سلام اللي شاريته..يعني عندها عادي هالشي

شرد بأفكاره...وهو يقلب بين يديه تلك القلادة الثقيلة التي مدتها له شوق من ذاك الطقم ليراها...

كيف يفكر بها؟؟
إنسانة حين تهدي شخصاً كهذه الهدية..مالمفترض أن تهدى هي حين تتم خطبتها؟؟
دائما يراها..ابنة لجابر..المعلم فقط...و يتناسى وجود تلك الوالده الفاحشة الثراء...



♥▓♥▒♥▓♥



غـــد آخـــر..و مـكــان آخــر..~


أوقف سيارته قريباً من البوابة...و نزل منها بإستعجال...
مشى بخطوات سريعة على الدرجات الرخامية...يتنهد بضيق...من حرارة الجو...و هذه الرطوبة الخانقة...سعيد أنه قريباً سوف يتخلص على الأقل من الرطوبة...
خمس سنوات عاشها هنا...في جده...لم تتركه يعتاد عليها...


دخل إلى الصالة الواسعة...و عيناه تبحث عن أثرٍ لها...
و بفكـره خاطر يجول...كيف ستكون بعد الخلاف الحاد الذي دار بينهم بالأمس...
هذا الصباح صحى متأخراً...و ذهب سريعاً لإجتماع في عمله...و هي مازالت تقفل على نفسها في حجرتها التي اعتكفت بها منذ خلافهما...

صعد إلى الغرفه...لابد أنها هناك...و تنهد بإرتياح وهو يرى الباب مفتوح...ليدخل...

لكنها لم تكن هناك...

كان سيخرج سريعاً ليبحث عنها...لكنه بلحظه استدرك ما أصابه بصدمة...
الغرفة لم تكن خاوية منها فقط...بل من كل شيء يخصها..؟؟

دارت عينيه في المكان بغضب..!!
صورتهما التي كانت بجانب السرير اختفت...و منضدة الزينة...خلت من جميع حاجياتها...و عطورها...

تقدم قليلاً وهو مازال ينظر حوله بصدمة تتحول لغضب...فرأ الورقة التي تركتها على السرير...
ليلتقطها ويسرع بفتحها...
و رأى خطها المستعجل على السطور القليلة التي كتبتها له...

[مالك أنا قلت لك لو رجعنا للرياض ماراح ارجع معك..خالي كان في جده و رجعت للرياض معه بأجلس عند أهلي و أبيك تطلقني]

رمى الورقة بغضب شديد...بعدما اعتصرها بقوة بقبضته...و كأنه يخنق شخصاً ما...

لكن ليست زوجته التي هربت بعيداً...هي من تستحق الخنق...
لأنه ولو لم يعترف يوماً...و لن يعترف...لكنها لا ذنب لها...
أو ذنبها الوحيد...أنها لم تصدق إدعائاته...رفضت العيش في الحياة الكاذبة التي نسجها لها...و له...
رفضت مشاعره التي مثلها حتى صدقها...لكن هي لم تصدقها...و ها هي ترمي تلك الكذبة في وجهه...

تلك من تستحق الخنق بين يديه...حتى يرتاح حينما يراها تلفظ أنفاسها الأخيرة...


كان يظن أنه طهـر قلبه من حبها...
سيطر على مشاعره...بعيداً عن إعصاراتها...
انتهى من مواسم الجنون التي مرت عليه معها...

لكنها مازالت هناك...بذاك الجزء منه...الذي يقع في صدره...
اغتصبت ذاك القلب عنوة...و استوطنته...حتى بات يرفض إستقبال سواها...

خرج من الغرفة غاضباً...أنفاسه ثائرة...و ذكرياته الكريهة عنها...تتصارع بداخله...


كم يكره تلك المشاعر التي غرستها بأعماقه...
يكره كيف افقدته عقلانيته...و بددت رزانته...و ألغت أي شيء يهـم...سواها...


خرج من بيته الذي بالكاد دخله...و ارتمى بداخل سيارته...بدون أن يدير محركها...
يجب عليه أولاً...أن يعرف كيف سيدير حياته من اليوم...
كيف سيعيد زوجته...كيف سيتعلم حبها...ولو لم يتعلم لا يهم...
بل الأهم أن تصدق هي أنه يحبها...

كيف سيري تلك الـ....
أن عودته...لا تعني مطلقاً رجوعه تحت سيطرتها...أو حتى تقبله لمشاعرها...
لن يكون لها أدنى حيز بتفكيره...فكيف بقلبه...
إن كانت ذاقت هجرانه مسبقاً...فستتجرع الآن هجران أقسى...
بعد كل ما فعلت...بعد تدميرها لحياته...سوف تدفع ثمن هذا الفشل الذي يعيشه...
سيرفضها...و يعلم كم سيؤلمها هذا...
سيظهر رأيه الحقيقي بها...و لا يهمه هذا المره...كيف ستجن من ذلك...
لا يهمه حتى لو قتلت نفسها من أجلـه...

ستعرف أنها لن...و لم تمتلك منه شيئاً مطلقاً...
لا في الماضي...و لا في حاضرها القادم...
و تلك الملكية التي ادعتها...كانت محض إفتــراء...

رتب أولوياته بشكل آلي...و أهمها الآن...إسترضاء زوجته...
و سارع الإتصال بها...على أمل أن تكون للآن في بيت خالها...و لم تغادر إلى الرياض...
يريد أن يرجع معها...ليبين لتلك...أنها لا تعني له شيئاً...و انه يعيش مع زوجته سعيداً...


تهادت لمسامعه...رنات كثيرة...و لكـن بلا مجيب!!!



♥▓♥▒♥▓♥



وصلت للطابق العلوي لا هثة بعد ركضها على الدرج...و بخطوات متعجلة تجاهلت غرفتها...لتذهب إلى غرفة شقيقتها...
و بدون أن تطرق الباب فتحته بحماس...و أطلت عليها...


كانت تجلس على سريرها...تسند ظهرها على وسائدها الوثيرة...و تمدد ساقيها اللتان تضع عليهما (اللابتوب) و تسستغرق في قراءة شيء ما...


جود / أووف يا لحر!! والله ربي منعم عليك بهالراحه و البراد


رفعت رأسها مجفلة...لأختها التي اكتسحت غرفتها...و إنسجامها...
كانت ما تزال ترتدي زي مدرستها الثانوية...و حقيبتها بيدها قبل أن ترميها على الأرض...و تتقدم لسريرها و تجلس جانبها...


جود بحماس / دريتي؟؟
دانه ببرود يناقض حماسها / عن؟
جود / هو فيه أهم من رجعتنا للرياض؟؟


تتنهد بضيق...غيّم على ملامحها الجميلة...و ذكريات حزينة...و سعيدة...تترادف لها مع كلمة الرياض...


دانه بشرود / يعني تبين نرجع؟
جود / و أنتي عاجبتك عيشتنا هنا..بعيد عن أهلنا..و إنقطاعنا عنهم؟؟
دانه و نظرات للبعيد / يمكن كذا احسن
جود / لا مو أحسن..ما أحد يرتاح بعيد عن أهله
دانه / لنا خمس سنين هنا..صعب تتركين المكان اللي تعودتي عليه..و الناس اللي تعرفتي عليهم
جود / صح بأفقد صديقاتي هنا..و جاراتنا..لكن بعد فرحتي برجوعنا للرياض أكبر..يكفي ادرس هالسنه مع كادي و....


بترت جملتها...و هي تتذكر ما تلمح له دانه منذ وقت...لكن فرحة الرجوع انستها...


دانه تلتفت لها بضيق يتعاظم / أنتي على بالك بترجع حياتك مثل أول..وش خلانا ننتقل هنا غير المشاكل اللي صارت..البعد كان اريح..بترجعين؟؟
تبين نفس المدرسه اللي هم فيها؟؟ كادي بتتقبلك لأنك ما نقطعتي عنها و كنا نشوفها في الاجازات هي و سامي..لكن سمو؟


صمتت و الألم الذي سكن تلك السنوات بمفعول البعد..عاد ليلتهب بقرب الرجوع...


جود بحزن طمس معالم فرحتها / يعني تتوقعين بيرجع نفس الحال؟ منقطعين عنهم؟ العزيمه اللي يحضرونها ما نحضرها حنا..لا نكلمهم و لا يكلمونا؟

تشرد دانه من كل هذا الضيق...بسؤال تتمنى عدم إجابته...مع أنه اتضح الجواب منذ أيام...لكنها تأمل بحدوث شيء يغير هذا المصير...

دانه / خلاص أكيد بنرجع؟
جود ببرود / ايه..أبوي و اخواني تحت يتكلمون عن الأوراق اللي لازم يخلصونها هنا قبل نرجع....و خالد بيرجع قبلنا عشان يجهز كل شي قبل ننتقل



♥▓♥▒♥▓♥



في السيارة حيث ابتدأت رحلة طريقها في إبتعادها عنه...و الذي لا تعرف أين سوف ينتهي بها...

كانت الدموع الساخنة تتدفق من عينيها بصمت...و هي تميل رأسها للنافذة مدعية النوم...

يصل لها صوت خالها يتكلم مع زوجته بخفوت...و لكنها لا تعي ما يقول...

فكل فكـر يسري في عقلها...كان تحت تأثير تلك الذكرى الأليمة...التي تتقاذف صورها أمام عينها بوضوح...و كأنها رأتها بالأمس...
لكن مهما طال بها الزمن...كيف ستنسى تلك الفتاة الوقحة التي شاركتها ليلة...كان من المفترض أن تكون ليلة عمرها الخاصة بها..؟؟
كيف لطخت حلمها الأبيض الجميل بذاك الظهور الصعب...القاسي..؟؟
لتقف بكل جرأه بينها و بينه رافضةً هذا الزواج...و كأنه يحق لها..!!

و الآن تسأل نفسها...هل حقاً كان بينهما...ما يكسبها حق الإعتراض..؟؟

أغمضت عينيها بقوة...و الدمع ينساب منها ساخناً...موجعاً...
و تلك الغرفه المزينه بالورود...ترتسم أمامها...






كانت تنتظره بفرح...بشوق...و خجل...بأحلام نسجتها ليالي طوال لتحققها في هذا اليوم...
تراقصت دقات قلبها طرباً...و هي ترى الباب يفتح ليطل عليها...بهيبته...بكامل أناقته...و حضوره الطاغي...
لتطرق نظراتها خجلاً...ما إن رأته يخطو للداخل خطوة...

كانت اللحظة ساحرة...ملهمة...و الإحساس الذي يملأها لا يوصف...و كأنها تطير لتلامس الغيوم...
لكنها مجرد ثواني فقط مرت...قبل أن تنعم بإحساسها...
ما إن اجتاحهم ذاك الإعصار الأسود...


ذُهلت...و استفاقت من حلمها...على صرخة تلك الفتاة بإسم مالك...زوجها...
تنطقه أمامها قبل أن يتسنى لها هي ان تنطقه أمامه...

شخُص بصرها بذاك المشهد الذي يحاك أمامها...و هي غير قادره على أي حركه...أو كلمه...
لا شيء سوى نـار تضطرم بقلبها...و قهر يخدر أطرافها...

تشبثت تلك الفتاة بيده بلا حياء...و كأنها اعتادت على ذلك عدة مرات...
تمتليء نظراتها بالغضب...و الرجاء...و الوجع...و التهديد...
ذهلت هي من المشاعر التي تتعاقب بوجه تلك مع كل كلمة...
و هي تأمره أن يرجع معها...
تهدده بفضح ما بينهم...
بقتل نفسها...
ترجوه أن لا يتركها...

كانت ثورتها عنيفة...بلغت حـداً...ظنت هي أنها ستحترق بهذه اللحظة...
لم تنوي أن تهدأ لحظة...أن تسمع ما يحاول أن يقوله...
أن تهتم لمن قد يسمعها و تتسبب بفضيحة لها...و لهم...
أن تلتفت للحظة و تحس بتلك العروس التي تطالبه بتركها...
ثوره ظنت أن لا نهاية لها...بل تتفاقم كل لحظة...

حتى هوت يده بعنف على خدها...
لتخرسهـا بلحظـة..! لتهمـد..! و يموت صوتها..!

فيتحول كل الغضب الأسود لوجهه هو...حتى ارتجفت أوصالها هي من حدة الغضب الذي كاد أن يطلق الشرر من عينيه...
و صارت هي نفسها تخشى على تلك الواقفه منه..!!

لكن تلك رفعت عينين كسيرتين لوجهه...بنظراتها أوجاع تحتضر...و ملامحها ذبلت...و انطفأت...
متجاهله كل السحب السوداء التي تظلله...ترتعد شفتيها غير قادره على النطق بما كانت تريد أن تبوح بـه...

كانت هي ترقب ردة فعل تلك...محبوسة الأنفاس...
لكنها سحبت نفسها بهدؤ...كان لوقعه صخباً أكثر من دخولها العـاصف...
لتتحول بلحظة النيران المتأججه بمالك لرماد باهت...
انطفى و كأنه لم يشتعل للتو غضباً كاد يحرق من حوله...

حتى ظنت أن ما حدث للتو...للحظات...هو من جنون خيالها...

خبت أحاسيسهم التي شحنت الجو حولها...ليعود قلبها لخفقانه الطبيعي...و بدأت تستوعب معنى ما حدث...
و كأنهم الآن تركوا لها المساحة خالية لتكتب هي إحساسها...


حرقه تتعاظم بصدرها...و دموع هطلت من عينيها...و هي تتخيل القصه التي جمعتهما...
و إن كان حدة الحب بينهما تماثل حدة الغضب الذي اشعلهما للتو...

هل تنوح؟؟
أم تغضب و تصرخ هي الأخرى؟؟
أم تترك بهدؤ هذه الحياة قبل أن تبدأها؟؟

لكنها أفاقت من وجع تلك اللحظة...
على سحر كلماته...و مواساته...و إعتذاراته...
ليكن كالبلسم يطفيء كل غضبها...و حزنها...و شكها...
كان صادقاً...رقيقاً...مهتماً...فه� �أت...و اعادت كل الموقف الذي رأته...و لكن!! بترجمتـه هـو...
و نست كل شيء عن تلك العاشقة الصغيرة...التي توهمت حبه لها...كما قال...






تنهدت بأسى...و هي تعود لواقعها...و تفتح عينيها لتلك الصحراء الممتدة أمام نظرها...يعاكسها الضيق الذي يسكن داخلها...

لا يعقل أن يكون هذا حب من طرف واحد كما ادعى منذ سنوات...لقد أحبها هو أيضاً...
لكن هل مـازال..؟؟

هل أخطأت حين استجابت بغباء و سهوله لكلماته...و تبريراته...و وعوده..؟؟
هل كان يجب أن تعرف أن فياضانات تلك الأحاسيس التي تفجرت أمامها...ما كانت لتنضب أو تجف..؟؟
هل كان يجب أن ترضى بإبن عمها العاشق لها..و تختاره على من عشقته هي؟؟


♥▓♥▒♥▓♥







توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 08-06-22 الساعة 10:10 AM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-20, 11:11 PM   #13

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل الأول..(لا أمان في نبض القلب)



♥▄الـنـبـ«4»ــضــة▄♥

:
:
:

صحت من غفوتها لتفتح عيناها بتثاقل...و هي تحس بيد صبح على كتفها...تهزها بلطف...


صبح / يله سلومه صحصحي..وصلنا ياقلبي
مطت يديها للأمام لتحرك عضلاتها المتشنجة / أووف يالصداع..أنا ما أحب نومة السياره بس كله من حنين
حنين مغمضه عيناها / وش دخل حنين اللحين؟ حالفه عليك تنامين!
سلام تضحك و هي تلملم بعجله كتبها المتناثره حولها / لا شكلك و أنتي دايخه و نايمه..يشهي الواحد للنوم
قاطعتهم مي / بنات..بنات شوفوا رجلنا

تسارعت دقات قلبها..قبل حتى أن تلتفت لتراه...
تعرف من تقصد مي...بتعليقها الدائم كلما رأته...
كانت دوماً تردد أنه معجب بواحدة ممن يستقلون هذه السيارة...و في كل يوم تهديه لواحدة منهن...أو لنفسها...


مي / شكلي بآخذه أنا عشان أصير جارتكم..وش رأيكم؟
صبح مازحه / خلاص اكلم لك أمه العصر..اشوف وش رايها
مي بحماس / ايه تكفين صبح..عاد امدحيني عندها..أنتي شهادتك ثقه


ضحكن البنات لمزاح مي ما عداها...
توقفت السيارة...و سلام مازالت تراقب نظرات مي المحدقة بيوسف...دوماً تستمع لذات التعليق منها مبتسمة...
لا تدري لما اليوم لم تضحكها هذه التعليقات...


انتبهت لنزول صبح...فلحقتها بسرعة...و توترها يزداد...
كانت تتمنى لو يغادر قبل أن تنزل...لكن كما توقعت...لمحته مايزال في سيارته...
ضمت الكتب التي بين يديها لصدرها...و عيناها لا تفارق الأرض...
حتى وصلت إلى باب منزلهم...الذي خُيل لها أن المسافة بينه و بين السيارة كانت أطول مما تقطعه دائماً...


دخلت المنزل...و هي تغلق الباب بسرعة...لتستند عليه و تتنفس براحة...


صبح تلتفت لتراها تستند على الباب / سلوومه وش فيك؟
سلام تنتبه لوقوفها فتتحرك / لا ما فيني شي! بس حررر اليوم
صبح ضاحكة / دامه حر..ادخلي وش موقفك بالشمس!


دخلتا معاً...لتقابلا في الصالة أم صبح...و فجر...


/ السلام عليكم
/ و عليكم السلام و الرحمه


بعدها انطلقت سلام لغرفتها تنشد سريرها و قيلولتها...بينما اتجهت صبح للجلوس معهم...


صبح تجاور فجر / فجووره ليه مانمتي؟
فجر / عندنا تسميع..و بأحفظ هاللحين..عشان اروح العصر مع أمي للسوق
صبح / ربي ييسر لك حفظك..خلاص إذا صحيت اسمع لك_تلتفت لوالدتها_يمه جارتنا أم محمد طلعت من المستشفى؟
أم صبح / ايه..الحمدلله الصبح دقيت عليها و تحمدت لها بالسلامه
صبح / وش أخبارها؟ إن شاءالله بخير
أم صبح / لا الحمدلله..تقول صارت احسن بكثير
صبح / أجل بكره نروح نقهويها..و نسلم عليها
أم صبح / إن شاء الله
صبح تقف لتغادرهم / تمسـون على خير



♥▓♥▒♥▓♥



خرج من غرفته وهو يغلق هاتفه...شاكراً لصديقه الذي أصر عليه للغداء معه...فهو حتى الآن لا يقوى على الجلوس في البيت لساعات طويلة...
مازال لا يطيق هذه الجدران التي تشاركه النواح عليها...ليعظم فقدانه لها أكثر...و أكثر...


لكن ما إن نزل إلى الصالة...و لمح جسدها الضئيل يسترخي على أحد الكنبات...بإنتظار...حتى احس بالضيق لخروجه و تركها لوحدها...


أبوسامي / كادي
كادي تفز..و تتعدل في جلستها / هلا يبه_تتأمل ملابسه_ بتطلع؟ ماراح تتغدى؟
أبوسامي يجاوبها بسؤال/ وين سامي؟
كادي / دق من شوي و قال إنه بيتأخر
أبوسامي / أنا معزوم على الغداء..ماراح يرجع سامي؟
كادي تداري خيبتها عن عيناه / لا بيتغدى برا
أبوسامي بحنان / خلاص أنا اجلس اتغدى معك و اتعذر من.....
كادي تقاطعه / لا يبه اطلع..أنا مو مشتهيه الغداء و ما نمت أمس زين..ميته من النوم بس كنت بأتغدى معك عشان ما تآكل لحالك
أبوسامي بتردد / تنامين و أنتي ما أكلتي؟
كادي كاذبه / اكلت أول ما رجعت من المدرسه
أبوسامي يبتسم لها بمحبه / زين يبه..أجل روحي ارتاحي


تركته...لتصعد الدرج...وهو يتبعها بنظرات حزينة...
كم هي مظلومة تلك الفتاة الصغيرة...بيتمها...و وحدتها...
لكن يداه مكبلتان عن تعويضها...بما يعوضها...و الخساره عظيمة...
كيف يعوضها في حين أنه لا يقوى على تعويض نفسه..؟؟


خرج من المنزل...و الأفكار تهاجمه كعادته...لتأخذه شوارده دوماً نحوها...
زوجته...حبيبته...و أخته...و رفيقة دربه...و جميع أهله...
من رضت به رغم ثرائها...و جمالها...على كثرة خطابها في ذاك الزمن...فضلته هو...
تغربت معه خلال سنوات دراسته...تركت أهلها لترحل معه في بلاد الغربة...
تحتويه...بحبها...و إهتمامها...و تغرقه بحنانها الفياض...
كانت معه في كل خطوة من حياته...قاسمته أحزانه...و أوجاعه...و أفراحه...حتى أوصلته لنجاحه...
سعدت بشهادة الدكتوراة التي نالها أكثر منه...فتعبها يساوي تعبه في نيل هذا النجاح...إن لم يكن أكثر...

كيف تتركه بعد هذا لترحل...بلحظه..!!
فقدها في لحظه...لم يفق من صدمتها للآن...






وصلت إلى غرفتها...لتدخلها بخطاوي تجرها بحزن...و أسى...و ضيق...
لا تعلم لما كذبت..؟؟
لكنها لا تريد أن يبقى في البيت و حيداً من اجلها فقط...
لتهاجمه كما تهاجمها...ذكريات عما كان يرفل به هذا البيت من حب...و حنان...


كادي بهمس خافت / آآه يـمـ ـ ـ ـه


ما إن نطقتها...أو تمتمت بها...حتى انسكب الدمع من عيناها ساخناً...
تشتاق لهذه الكلمه...و تخشى أن تنطقها بصوت عالي...فيتعاظم فقدها...و أساها...حتى يخنق بأصابعه الغليظة أي نفس لحياة تجاهد أن تعيشها بعدها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست تسند مرفقيها على طاولة المطبخ...تنتظر صبح حتى تنتهي من غسل الأطباق لتجففها هي...
و دخلت ضحى المطبخ...مع إحدى كتبها المدرسية التي أصبحت لا تفارق يداها هذه السنة...


ضحى / كنت اكلم رهف..طاير عقلها بالهديه اللي جبتوها لشوق..خساره كنت أبي اشوفها
صبح / هدية سلام أكيد بتكون حلوه
سلام مصححه / هديتنا
صبح / أنتي اللي دفعتي قيمتها كلها..و ما رضيتي ادفع شي
سلام بإنفعال / أنا و أنتي واحد..و إلا عندك كلام ثاني..بعدين أنتي اللي اقترحتي نشري لها طقم ذهب


ابتسمت صبح موافقه لكي لا تغضبها...و اكملت عملها...
غريب كيف أن مستوى سلام المادي المرتفع يحسسها بينهم بالنقص...
فهي دوماً ترى نفسها مختلفة...بعيدة عنهم...لهذا السبب...


تصاعد رنين هاتفها...ليقطع حديثها مع ضحى...و أفكار صبح عنها...


سلام / اهلين سمّوي
سمو بحماس / سمّوي تبي تزورك اللحين وش رايك؟


فجأه هكذا و بدون مقدمات..!!
تعلم سر هذه النبرة المتحمسة بصوتها...ذاك التخطيط أن تعرف أكثر عن قصة تتوهمها مع ابن الجيران...
أكثر من ذلك تعرف حق المعرفة فلتان لسانها...و كيف تتمادى بحديثها حتى تسبب كارثه...


سلام / لا معليش غير مره تزورينا..كلها كم يوم و اجيك أنا ما يحتاج تتعبين نفسك
سمو تتصنع العتب / أفااا تطرديني؟
سلام / عادي أمون عليك..مو فاضين حنا تجين و....


تستمع لكلامها الذي لم يعجبها...لتتقدم منها و تلتقط هاتفها من يدها على غفلة منها...


صبح / اهلين سمو
سمو بإبتسامه / هلا..مين؟ ضحى أو صبح أو بالليل هههه
صبح تضحك / لا صبح..و لا يهمك من سلام حياك الله ترى فاضين و ما عندنا شي..و انا مسويه سينابون بتاكلين اصابعك وراه تعالي اذوقك عمايل يدي
سمو بحماس / ونعــم ببنت جابر مو أختك النخله الهبله..خلاص بأجيب لكم كوفي و أنا جايه عشان السينابون..لا تخافون ماراح تنتظروني كثير نص ساعه و أنا عندكم
صبح / إن شاء الله ننتظرك يا قلبي

أغلقت الهاتف و مدته مبتسمة لسلام...التي التقطته منها ساخطة...

سلام / اللحين اصرفها..و تروحين تفتحين لها أبواب البيت على مصارعها؟
صبح / حرام عليك سلومه..أختك و بتزورك تسوين فيها كذا؟
سلام تمط شفتيها بضيق / مو رايقه لهبالها اليوم..و عندي تقارير لازم اخلصها
صبح تضحك / معليش هي كلها كم ساعه..خليها تجي نتسلى مع بعض..بعدين والله ارحمها في البيت لحالها
سلام / تروح لكادي
صبح بإستدراك / صح خساره ليتني قلت لها تجيبها معها..عاد هالبنت يا قلبي تكسر الخاطر من جد في بيت طويل عريض لحالها..الله يرحم أمها و يسكنها الجنه
سلام ممازحه / صبووح وش رايك أي وحده في بيتها لحالها و ماله نعزمها كل عصر
ضحكت ضحى و هي تقف / حلو نلقى أحد نسولف معه كل عصر..يله بأروح أبدل ملابسي و اكشخ لأختك



♥▓♥▒♥▓♥



أفاق من قيلولته متأخراً...فهو لم يعتد أن يصحو من نفسه...كانت هي دائماً من توقظه...و تهتم بكل شيء في هذا البيت...
جال بصره في الغرفة المضائة بخفوت...فها هو النهار بدأ يهجرها...ليظلم بها المساء...كما اظلمت حياته بعد رحيلها...
لأول مره منذ خمس سنوات عاشها معها...يصحو من نومه من غير أن يراها بجانبه...تنتظره بشوق...و تطلب رضاه...و تغرقه حباً...


لم تركته بعد كل هذا..؟؟


إن كانت صدقته في بداية الأمر...و هي تشاهد كل شيء أمام عيناها...لما الآن مجرد ذكريات حبيسة...فجرت غضبها...و صبرها..؟؟
هل كانت تحس بشيء و هذه الشعرة التي قصمت ظهرها..؟؟
هل سمعت عنها شيء لم يسمعه..؟؟
هل حدثتها تلك و لفقت لها الأكاذيب..؟؟

لم ترد على إتصاله طوال الأمس...فتركها مجبراً لعل و عسى أن تهدأ ثورتها قليلاً...

و هاهو الآن يتأمل الغرفة الخاوية من وجودها...ليعتدل جالساً و يمد يده إلى هاتفه و يعاود الإتصال مجدداً...و الذي أيضاً لم يلقى أي إجابه منها...


ألقى بنفسه من جديد على السرير بضيق...و قهر...لولا هذه الأشغال العالقة...و التي يجب أن ينجزها بسرعة...لأسرع إليها...
يعلم أنه لو رآها لأستطاع إرجاعها بسهولة...

التقط هاتفه الذي رماه للتو بجانبه...ليقوم بإرسال رسالة لها...علها تجد لديها صدى لم تجده مكالماته...

كتب و محى...و كتب و محى...حتى استقر على تلك الكلمات...

[اعرف إنك زعلانه..بس ردي خلينا نتكلم]

ترددت أصابعه كثيراً...لا يعرف هل يزيد على هذه الكلمات شيء أم يكتفي بها...(لا كذا يكفي..لو كانت بترد بترد كلمتين زياده ماراح تقنعها)

أرسل كلماته الشحيحة...بأمل أشح أن ترد عليه...و اغمض عينه و أسند رأسه...ليغفو قليلاً...

لكن على عكس توقعاته...احس بالهاتف يهتز بيده...ليصحو مجفلاً...يفتح رسالتها بعجل...

[الموضوع أكبر من إننا ننقاشه على التليفون]

زفر بغضب...و ضيق...(على الأقل نست طاري الطلاق)
اغمض عيناه...و ذكرى الأمس تعاوده..!!






عاد بوقت متأخر من الليل...بعد يوم طويل...من الإجتماعات...و المناقشات...

دخل إلى الفيلا يعجبه وقع الهدؤ على مسامعه...ليسترخي باقي جسده براحة...
و لا يعلم أن بإنتظاره...إجتماع أصعب مما كان يعقده طوال اليوم...و قرارات عليه أن يتخذها بلحظة...لتقرر مصير مشاعر لطالما عاشها بحيرة...و تجاهلها طوال تلك السنوات...
حتى باتت كالأشباح...يعلم أنها تسكنه و لكن لا يحسها...


تجاوز الصالة...التي امتلأت بتلك الصناديق التي بدأوا بجمعها إستعداداً للإنتقال...
كان يتولى أمور الشركة...و عذاري ترتب مع الخدم ما يجب أن ينتقل معهم من المنزل...


صعد الدرج...و الراحة التي احس بها لثواني خادعة...تتبدد توجساً...وهو يرى نور مكتبه مضاء...


قادته خطواته الحذرة...السريعة...المثقلة بالشك...متجهاً إلى المكتب...
راجياً أن لا تكون هناك منذ وقت طويل...على الأقل...ليس الوقت الكافي لتصل لذاك الدرج المنسي بما يحويه...

وقف أمام الباب...ليراها تقف أمام مكتبه توليه ظهرها...
كانت على مايبدو من مظهرها...مستغرقه بجمع شيء ما بين يديها...


أزاح نظراته عنها لذاك الدرج البعيد في آخر مكتبته...لتهدأ نبضاته المتسارعة...وهو يراه يهجع بسكون تام كما كان طوال تلك السنوات...لا يفضح عما بداخله...
حتى خرقت فرحته الموهومة...شهقة انفلتت منها...ليتعالى صوت بكاء...اخرس راحته...

قبل أن يتسنى له الوقت بفكرة...بكذبة...أو سبب...لما رأت...

رآها تلتفت إليه لتصدم بوجوده...و يصدم هو بما تناثر بين يديها...

تلك الصور...الرسائل...الذكريات...� � غبار عشق يغطيها...!!


انسلت نظراته عنها...لتلك الحكايا المهاجرة...المهملة...
تلك الذكريات التي يتنساها...و لا ينساها...
هنا ارتكب العشق...الهوس...الكره...الحقد. ..

خمس سنوات رقدت حكايته هنا...
يخشى نبشها كالقبر...كي لا تثور الأرواح الكامنة داخلها...و تبدأ بالتنفس داخله...


مازال يحدق بتلك الحياة المنسية...
تاق للمسها...ليحسها...ليسألها عن ذاك العشق الذي استوطنه زمناً...ليردمه و يبني فوقه مدناً من أحاسيس مختلفة...


لمــا تحيي ما خشي على رده للحظات حتى بينه و بين نفسه..؟؟
ليتنفس الآن أمام ذهوله...و على مرأى منها..!

صرررخت به...ليستفيق من جموده...و شروده...و تضارب المشاعر في داخله...


عذاري باكيه / تكلــم! ليه ساكت؟ وش هذا يا مالك؟؟


تبعثر بيدها الرسائل...لتتبعثر معها المشاعر داخله...
يحاول كبح جماح المشاعر التي تتسابق للظهور على ملامحه...
ليركنها على جنب...و يملأ شعوره بالغضب...ليتقدم متجاهلاً تلك الأوراق التي تصيح بما يملأها...
و يقف أمامها...سامحاً لنفسه أن يغضب...


مالك بعصبيه / تدريييين إني ما أحب أحد يلمس أغراضي الخاصه..و لا يفتش وراي؟؟
عذاري تصرخ أيضاً / أنا كنت اجمع أغراضك..مــااافتشت فيهن عن قصد!!
مالك يصرخ / قلت لك المكتب أنا ارتبه لا.....


لكنها رفضت هذه المرة أن يخدعها...و يحور الكلام لصالحه...أن يبدأ بالهجوم لتتخذ موقع الدفاع ناسيةً حربها هي...


عذاري تبكي بقهر / لااا تغير الموضوع..(من بين شهقاتها) حرام عليك يا مالك! حرام عليك تسوي فيني كذا!! انا صدقتك صدقتك..و أنت تكذب علي!!


تهاوت على الكرسي بجانبه...و منظرها هذا...أنساه أوراقه...و ذكرياته... لتتعلق مشاعره بهذه الإنسانة أمامه...و بحياته التي توشك أن تنهار...
بعد أن استمات صبراً في المحافظة عليها...


عذاري بإنفعال غاضب / ليه محتفظ فيهن؟؟ لهالدرجه تهمك!! للحين تفكر فيها؟؟ كنت تحبها؟؟ _تكمل بتأكيد_كنت تحبها و كــذبت علـــي!!

علم أن الغضب لن ينفعه هذه المرة...فحاول جاهداً كبته...و لم شتات ما تبعثر مع تلك الذكريات...


مالك ببرود بالكاد يمثله / لو بتسمعيني بعقل بنتكلم..ما تبين تصدقين إلا اللي شفتيه..ماله داعي اتعب نفسي و...
عذاري تقاطعه / واللي شفته له معنى غير اللي وصلني؟ له معنى غير إنك كذبت علي و كنت تحبها_و بقهر_وللحين تحبها..و ما نسيتها!!
مالك يصيح بغضب / كيف تسأليني و تنتظرين مني أجاوب و أنتي جالسه تفترضين من عندك و مو معطيتني فرصه اتكلم
عذاري تقف بحنق / هذا أنا سكت..سمعني وش عندك؟؟ قول؟؟


تنهد مالك بعنف...ليتقدم إلى الكنبة التي تتوسط الجدار أمامها...و الأهم بعيداً عن ما انتثر معها...
رمى بنفسه...و نظراته لا تغادر نظراتها المتعلقة به بجرح عميق تحمله...


مالك صادقاً / هالدرج عمري ما فتحته من سنين..و....صدقيني..صدقيني...كن� � ناسيهن


يأمل أن يكون عذراً مقنعاً...و يأمل أكثر أن يكون حقيقه...


عذاري محتجة بغضب / و ليه يكونون فيه من الأساس؟؟ ليه تآخذهم معك؟ ليه تحتفظ فيهم؟؟


تسأل سؤالها ببساطة...وهو الذي مرت عليه سنوات يرتصف فيها حيرته...و تساؤله عن الأسباب...
غادرها برغبته...
كرهها عن قناعة...
لكن لم يستطع محو بصماتها عنه...


مالك ببرود / لقيتهم مع الأوراق..(أكمل كاذباً) ما انتبهت لوجودهن..جمعتهن هنا و نسيتهن
عذاري بسخرية حزينه / تبيني اصدق اللي تقوله و.....
مالك يقاطعها بعد أن تلفت أعصاب كان يمسك بزمامها..ليقف بغضب / عذاااري خلصنا..تدرين إني ما أحب هالتنكيدات و التحقيق و أنتي......
عذاري تقاطعه بقهر / ماراح نرجع للرياض يا مالك..لو كانت ما تهمك خلنا نجلس في جده..خلك في الفرع اللي هنا مثل ما كنا طول هالسنين..ليه تترك الشغل اللي تعبت فيه..هناك كل أعمامك في الشركه مو ضروري وجودك
مالك بغضب / و أنا من متى امشي على شورك؟-بتهديد- اسمعيني......


و قبل أن يتم تهديده قاطعته بصراخ باكي...


عذاري و هي تتركه / لوو رجعنا الرياض بتطلقني..ماراح اجلس معك و هي.......
مالك يقاطعها بغضب عاصف / بترجعين غصب عنك و ......

لم يتم كلامه...لأنها خرجت بسرعة صافقةً الباب خلفها...لأول مره قبل أن يتم كلامه...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس بينهم في صالة البيت مسرورة...يسعدها هذا الشيء الذي يدل على أنها ليست غريبة...لم تأتي لهذا البيت منذ سنوات...و تكاد لا تعرفهن إلا من أحاديث سلام عنهن ..
لذا اسعدها أكثر إستقبالهم المرحب بها...حتى والدتهن حين سلمت عليها قبل رحيلها لم تتضايق من وجودها...لا تدري لما خطر لها أنها قد تتضايق...


سمو / وناااسه البيت اللي فيه بنات كثار..الله لو لي خوات و......
سلام تقاطعها / قدامي و تقولين كذا! ما مليت عينك أنا؟؟
سمو / ماليه عيني و قلبي..بس انتي احسك أخت بالإيجار..يعني طالعه علي بالساعات بس


ضحكن صبح...و ضحى...لتتكلم سلام بغضب مصطنع...


سلام / الله يخليني لك غصب عنك
سمو / و انا قلت شي..الله يخليك لنا
صبح / كادي وش أخبارها؟ ليه ما جبتيها معك؟
سمو تلتفت لها بحماس / لا توصين حريص فكرت بهالشي بس دقيت عليها ما ترد..و استغربت رحت ادق على الثابت و ردت علي خدامتهم الخبله و قالت إنها نامت..حتى ما تغدت الكوكو..تقول إن الغداء ما أحد أكله..شكل أبوها و سامي طلعوا وهي نامت
سلام معلقه / ما تعرفين تختصرين!
سمو / لا لازم الذمه في نقل الأحداث
صبح / يا قلبي والله كان ودي اشوفها
سمو بحماس / الجايات اكثر..ليه ما تعزمون خوات يووسف أبي اتعرف عليهم


هــا قد بدأت..!!
رمقتها سلام بغضب...و هي تراها تبحث سريعاً فيما أتت من أجله...و ضحى و صبح يرمقانها بإستغراب...


ضحى تضحك ساخرة / و أنتي اللحين عارفه اسم اخوهم و لا تعرفين أسمائهم؟؟


عضت لسانها بإدراك...و هي تتهرب من نظرات الغضب في عيني سلام..بعد ان أدركت خطأها في السؤال مباشرة عنه...


سمو / آآ لا بس شايفه مسلسل بدوي..و فيه البنت تفتخر بإسم اخوها_تبتسم بغباء_تصدقون البنات ملغين اسمائهم يعني أنا أخت ساري هم خوات يوسف..ووو كذا
ضحى تنساق مع كلامها / يااا قلبي يا حنا..ما عندنا أخو وش يقولون لنا؟؟
سمو تهذر لتنسي سلام ماقالته / عادي بإسم أبوكم يعني أنتم بنات جابر..يا قلبي عليه أبوك عاد يستاهل..اذكر يوم كنت صغيره و جيت مع سلام اخذني البقاله و شرى لي آيسكريم..كان حلو للحين حلو؟؟
سلام مهددة / سمو شوي من العقل ماراح يضرك
صبح / حرام عليك خليها على راحتها
سمو / صح لا تكبتيني بعدين اتعقد


انشغلتا سمو و ضحى في التحدث عن المدرسة...و سنتهما الأخيرة...لتستأذنها صبح للذهاب لإحضار الشاي...و تلحق بها سلام بعد أن ظنت أن نظرة التهديد كافية لردعها عن فتح ذاك الحديث مجدداً...
لكنها سمو و فضولها لا يردعه شيء...


سمو تسحب يد ضحى لتهمس لها / وين بيت يوسف؟
ضحى بإستغراب / مين يوسف؟
سمو تضربها بخفة / ولد جيرانكم..يعني مين؟ قولي هو اللي قدام بيتكم أو اللي جنبه؟ كأني اتذكره بس نسيت
ضحى مازالت مستغربة / اللي جنبنا
سمو تصفق يديها بحماس / هو اللي سيارته لؤلؤيه صح؟
ضحى / ايه....أنتي وش تبين فيه؟
سمو / لا لا ولا شي..اسأل من باب العلم بالشيء و لا الجهل به فقط...(خساره ليته كان طالع و شفته)






بعـد ســاعه..~


كانت ترتدي عبائتها...لتخرج لتميم الذي كان ينتظرها خارجاً...


صبح / هاذي ما تعتبر زياره..لازم تجينا مره ثانيه أنتي و كادي وقت اطول
سمو / لا المره الجايه أنا باعزمكم يا بنات جابر.._ترفع نظراتها لسلام بحذر_آآ سلوومه بااااااي
سلام تقبلها لتقرص اذنها..و تهمس لها / لا تشوفين أفلام عربي كثير
سمو تخرج لباحة المنزل مغنية بصوتها المزعج / ذاااكرررني و إلا نااااسي..رد الذكرررى قربهااا..أنا ااحبك الأوووول يا قااااسي..بنت الجاااار اللي تحبهااااااا
سلام تصرخ بغضب / سمووو و وجع اسكتي فضحتينا


لوحت لها بيدها مودعة و ضحكتها تتعالى...قبل أن تخرج من المنزل...

جلست بجانب تميم...و عيناها لا تفوتان ذاك الشاب الذي خرج من منزله للتو و يقف الآن عند سيارته...ليهتز جسدها حماساً مكتوماً...(هذا يوسف..هذا يوسف..يوو لا يكون سمعني! بيوتهم قريبه لبعض!! ياويلي من سلام بتذبحني)


تحرك تميم...و رفع يده ملقياً بسلام سريع وهو يمر بالقرب من يوسف...و هي مازالت مستغرقة بالنظر إليه..
وجهه الدقيق الملامح...يوحي بسكينته...و سماحته...نظراته الصافية...تذكرها بوصف سلام له...لا تدري لما ترى روحه الطيبة تغطي ملامحه...
كانت تميل رأسها للخلف تتأمله...حتى احست بأصابع تميم التي نقرت جبهتها بعنف...


تميم / وش مطيره عيونك فيه ياللي ما تستحين!!
سمو تفرك جبهتها بغيض / آآآي
تميم / عشان تتأدبين
سمو تتدارك حرجها / هذا يوسف أخو شوق
تميم ساخر / لا والله..و يعني؟؟
سمو بحرج / آآ بأشوفه عشان اعرف إذا شوق حلوه أو لا
تميم / ليه توأم؟
سمو تهذر / لا بس إذا كان حلو أكيد هي حلوه بعد..مو معقول ما أخذت من ملامحه شي..و هي مولوده بعد..أكيد بقى منه شي من هنا و إلا من هنا و اخذته
تميم ساخرا / اسكتي اسكتي..صدق اللي يكلمك لازم يرمي نص عقله عشان يستوعب وش تقولين






وقف في مكانه...يراقب تلك السياره الفارهة...و ذاك الثراء المرتسم بهيئة أخاها...
أهذا كان سبب رفضها؟؟
هل تراه دون مستواها؟؟
هل تطمح للأفضل مادياً؟؟


و هرب من تلك الأفكار التي تخنقه...إلى الخيال الذي يهنأ له العيش على كذبه...
وهو يتذكر كلمات تلك الأغنية التي سمع فتاة ما تصيح بها قبل قليل تعالى صوتها إلى منزله...

لما على الصدف أن تجمعه بها...إن كانت لن تكون له يوماً؟؟
تلك الكلمات التي تصل إلى سمعه...ما معناها؟؟
تعنيه؟؟ أم أن خياله يصور له ذلك؟؟
لما يحس أنه يستمع لدقات قلبها...يحس بتوترها...و إرتجافها حين يراها؟؟
هل هذا حقيقة..أو وهم من خيـاله..؟؟






سلام تدخل الصالة هاتفة بحنق / فضحتنا هالخبله..سمعتي باب الجيران يتسكر أكيد سمعـ....آآ سمعوها

لم تنتظر تعليق...و هي تصعد الدرجات تتحلطم بغضب...

ضحى تضحك / والله خبله هالسمو..تونـّس


ابتسمت صبح...و هي مازالت تحدق بالدرج الذي صعدته سلام غاضبة...
تراجع في خيالها سؤال سمو عن يوسف...و الغضب الذي حقن وجه سلام بصمت...و غضبها الآن الذي سببه أنها تعرف أنه هو من خرج من منزله...
تتذكر توتر سلام...و هما يركبان معه السيارة...بكائها على تلك الكلمة التي فلتت منها...
و نظراتها التي اصبحت لا تترك الأرض حين يذكر اسمه في حديثهم...(من بعد خطبة شوق و هي على هالحال! قبل كانت عادي..ما ألاحظ عليها كل هالتوتر! صار شي؟ معقوله أحد كلمها عنه مره ثانيه؟؟)

إحساسها يؤكد لها...أن هناك شيء قد جد...
لكنها لن تسأل...حتى تخبرها سلام بنفسها إن كانت ترغب...



♥▓♥▒♥▓♥



تعتكف في غرفتها منذ وصولها بالأمس...تتقاذفها الحيرة...و الضيق...و الحزن...
تقف على مفترق طرق...لا تعلم في أي طريق صالحها...لتكمله...

بالأمس...حين تركته ثائرة...كانت تجزم أنها ما إن تصل إلى البيت حتى تخر باكية في حضن والدتها...طالبة أن يطلقوها منه...

لكنها التزمت الصمت...و لم تخبر أحداً بما حدث بينهما...و لا خلافهما...
تعذرت بوصولها أولاً...أنها ارادت الرجوع قبله لأنهم سوف يبيعون المنزل...وهو يكمل ما تبقى له من أعمال هناك و يلحق بها...


لا تدري لما؟؟
هل مازالت تطمح لحياة معه بعد كل هذا الكذب..؟
هل ستصدقه هذه المره أيضاً..و تكذب ما رأت...و ما تحس به..؟
هل تريده أن يسترضيها..لترضى....و هل سيفعل هو..؟
عدا إتصالاته...و رسالته...ماذا يمكن أن يفعل بعد ليرجعها..و مالذي يمكن أن يرضيها لتعود إليه؟؟


الآن و هي بعيدة عنه...لا تعلم حقيقة شعورها نحوه...
بعد كل ما عرفت...بعد إسترجاعها لتلك الذكرى...و إستعراضها لحياتها تلك السنين معه...

مالك...كم بدى لها كفارس أحلام خيالي حين خطبها...
رجولتـه...هيبته...قوة شخصيته...مستواه الإجتماعي...
لكن ما أصعب العيش معه...
قسوته التي لا تلين...سيطرته التي لا تنفك...غضبه العاصف...و عصبيته المرعبة...


لأول مره تتأمل نفسها من بعده...تقارن نفسها بما كانت عليه قبل سفرها معه...
كم تغيرت...انسلخت عن شخصيتها...
عن كل ما تحب لما يحبه هو...
عن كل ما يرضيها إلى ما يرضيه هو...
نفى نفسه و نفاها معه...و لم تشتكي...
هذا كان الحل الأسهل لتعيش معه براحة...و حب...

نعم كانت تريد حبه...و إرضائه...
لكن أكثر كانت ترتعب من غضبه الكاسح حين يتملكه...و لا تقوى أن تتعامل معه...
لا تأمنه...و لم تأمنه أبداً...


و الآن تسأل نفسها...
ما هي الحياة التي عاشتها معه؟؟ ماهي المشاعر التي جمعتهما؟؟

كانت تلهى في عملها نهاراً...وهو في شركته...لتكمل ما ينقصها للعمل مساء حتى يعود...
ليجدها بكامل أناقتها...بكامل مشاعرها...لا تطلب سوى رضاه و حبه...
لا تتكلم إلا حين يرغب...لا تتحرك إلى حين يأمر...

ضحت كثيراً من أجله...تحملت...صبرت...و سامحت...
و بعد كل هذا...تجده يعيش مع ذكريات لسواها...
تلك التي أنكر حبها...و ادعى أنه من طرف واحد...

تذكرت صورها التي تناثرت بين يديها...رسائلها...و أغراض كثيره لها...إسوارة...شال...مشبك شعر...
أي مهووس من جمع كل تلك الأشياء...و احتفظ بها طوال تلك السنوات..؟؟


لم تتخيل مالك أبداً أنه من هذا النوع...لم تعرفه هكذا...و لم يكن معها يوماً هكذا...(لكن لو كان يحبها كل هالحب..ليه تركها؟ ليه تركها و هي تبيه؟؟ ليه تزوجني؟؟ ليه ابعد عنها؟؟ معقوله يكون حب في الماضي و انتهى من قلبه صدق!!)



♥▓♥▒♥▓♥



عادت لتوها من التسوق...لتدخل إلى الصالة...تتبعها الخادمة بأكياس مشترياتها...


جواهر مبتسمة / مساء الخير
أم ساري / مساء النور


كان يجلس مع والدته...يشاهد برنامجاً إقتصادياً...يأخذ كل إهتمامه...لذا لم يتكلف الرد عليها...


جواهر / وين سمو؟
أم ساري / راحت عند سلام..خواتها عزموها على القهوه
جواهر / ياحليلهم والله..عاد حنا مقصرين معهم ما عمرنا عزمناهم

استمرتا بالحديث...وهو يرمقهما بنظرة ضيق...و جواهر تخرج من أحد الأكياس ما اشترته لوالدته...
زفر بتأفف...وهو يرفع الصوت أكثر ليستمع بوضوح...(من صدقهم بينثرون أغراضهم هنا! ليه؟ ما فيه غرف؟؟)


جواهر / ايه و شفت بجامات حلوه..و اخذتهن للبنات..وينهن؟_تفتش بأكياسها لترمق الكيس بالقرب من باسل_باسل عطني الكيس اللي جنبك


بالكاد التفت ليراه..و دفعه بقدمه لها...
لتتغضن ملامح والدته بضيق من تصرفه...و جواهر تلتقط الكيس بتنهيدة عدم رضا...
لم يبدين إستيائهن...لأن الجميع اعتاد على هذه التصرفات منه...

أما هو..فكان كم من لم يفعل شيء..مستغرق فيما يراه و لم يحس أنه اخطأ...بالعكس يراهم عديموا الذوق بإزعاجه بكل تلك الخربشات...و الأحاديث التافهة...


دخلت سمو راكضه بحماس / وااااو أكيد عمتي اللي رايحه السوق_تحشر نفسها بجانبها_وش جبتي لي وش جبتي لي؟؟

هذا ما كان ينقص...إزعاج تلك التي لا تهدأ...

سمو ترتدي بيجامتها فوق ملابسها / باسل وش رايك؟
باسل بسخرية / أول مره تلبسين بجامه على هالفرحه؟؟
سمو بحماس / لا هاذي هديه..يعني غير اللي اشريها أنا-كشرت بملامحها و هي تصد عنه لعمتها-يسلمو عمتو يسلمو


وقف ليغادرهم بدون أي كلمة...ليتابع البرنامج في غرفته...براحة...و دون إزعاج...
و لم يحس أحداً بخروجه...خاصة مع فوضى سمو و إزعاجها...

سمو تطل بالأكياس / وش جبتي بعد؟
جواهر / هاذي بجامات للبنات.. الزرقاء لكادي..و الموف لسلام

جمعت بين يديها تلك الملابس...و نهضت...

سمو / بأروح اكلم كدويــه..يمكن صحت..ما كلمتها اليوم..نامت ماتغدت و من عرفت و أنا حاسه بالجوع معها ههههه
جواهر مبتسمه / الله يخليكم لبعض



♥▓♥▒♥▓♥



خرجت لباحة منزلهم...و هي تحمل صحن الفواكة...
لتلتحق بجمعتهم...على ذاك المستطيل الصغير الذي غطاه العشب الأخضر...
كانت مساحة متواضعة لا تقارن بحديقة منزل والدتها...
لكن لا تعلم لما تراه...أجمل...و أقرب لنفسها من تلك الحديقه...

هنا كانت سهراتهم معاً...أو مع جاراتهم...
هنا ليالي قضينها بالمذاكرة في أيام إمتحاناتهن...
هنا يتناولون عشائهم يومياً مع والدها...يحادثونه...و يمازحهم بمودته...


ابتسمت و هي تصل إليهم...ليقابلها والدها بذات الإبتسامة المثقلة بحنانه...

أبو سلام / الله يعافيك يبه..تعالي اجلسي جنبي


توسطت والدها...و زوجة أبيها التي تحركت فوراً لإفساح مكاناً لها...و ذات الإحساس بالإمتنان يكتسيها...
كلما رأت حنان والدها...و رضا زوجة والدها بهذا الدلال الذي يخصها به من بين أخواتها...
تعلم أن والدها لا يقصر بحنانه على أي واحدة منهن...لكن هي لها مكانة خاصة لديه...
و أي زوجة كانت لتغضب من هذا الحب الذي يقتص من نصيب فتياتها...
لكنها امرأة لا تشبه أحداً بأخلاقها...بصبرها...و طيبتها...
خالتها كتلة طيبة و مراعاة ليس لها إلا نسخة واحدة...نسخة من روعتها و تفوق...إنها صبح...


أبوسلام / وينك ما شفناك على العشاء؟
سلام / ما شتهيته...و عندنا تقرير قلت اخلصه..سمو العصر كانت عندنا و راح الوقت ما سويته
أبوسلام / الله يوفقك يبه..أنتي و خواتك


اجلسها بجانبه...و كعادته بدأ يسألها عن أحوالها...عن كل صغيرة و كبيرة تعنيها...
يغرقها بدلاله...و حنانه...و إهتمامه...
ليعوضها عن تلك الطفولة القاسية...و السنين المجحفة التي كان يسلط عليها بها غضبه...


كان يشد عليها بتصرفاته...يغضب و يثور عليها من أقل خطأ قد يقع فيه أي طفل...يضيق الخناق على أفعالها...يحرمها من حنانه...
فيعلم أنها تبتعد عنه لتقترب من والدتها...و يملأه القهر...

أن تكتسب حبها تلك بما لديها و ينقصه...هذا ما كان يغضبه أكثر...ليقسو عليها أكثر...

كان يفرغ غضبه منها بطفلتها...متناسيا أن من تعاني...هي طفلته أيضاً...
لم يكن حباً لها...بل كان إحساس مر بالخيانة حتى و إن لم تكن تقصدها...أو قصدتها...


علم أنها أجبرت على الزواج به...فسكت و لم يحملها أكثر...
لم تحبه أبداً...فرضى أن يعيش بمجرد الاحترام و تلبية الواجب بينهما...
حتى حملت بين أحشائها ما ظن أنه سوف يربطهما للأبد...و يوجد بينهما المودة...و المعزة...ولو لم يخلق الحب...


ليصدم بعد ذلك بذهابها إلى بيته...
بيت طليقها...و أب أولادها...متحججة أنها لا تذهب إلا وقت خروجه...لتقف جانب صديقتها...و من تعتبرها أختها...بمحنة رفضت أن تشرح له كنهها...
ليخبرها بعدم رغبته لذهابها هناك أبداً...فترفض...و يعظم الخلاف بينهما...
تركها تذهب إلى بيت عمتها...طلقها تهديداً لها لترجع عن إصرارها...لكنها لم تهتم...
ارخصته...فأرخصها...و انقضت عدتها بوضع حملها مبكراً...فانتهى ذاك الزواج بلا قرار من كلاهما...

ليصدمه رجوعها السريع لزوجها الأول...فيستبد به الغضب...ويتزوج هو أيضا سريعاً من أخرى...


و بذات السرعة التي تزوج بها...ملكت أم صبح قلبه...و عقله...
و أخرجت العنود سريعا من تفكيره...لا بل تأكد أنها لم تكن يوماً قريباً من إحساسه...



♥▓♥▒♥▓♥



وصل إلى...(الإستراحة)..التي يجتمع فيها مع أصدقائه...ليفاجأ...بمواقفها خالية من أي سيارة...(وين الناس؟ معقول ما أحد فيه!)

ترجل من سيارته...و توجه إلى البوابة...ليدخل و لا يرى إلا العاملين يقومون بواجباتهم فقط...

تميم / صلااااااح
أتى إليه العامل راكضاً من بعيد / أهلاً يا أستاز تميم
تميم / وين الشباب؟ ما فيه أحد؟؟
صلااح / ماحدش حضر منهم النهرده
تميم / زين كمل شغلك يعطيك العافيه

أخرج هاتفه المحمول من جيبه...وهو يصعد درجات الدكة الحجرية الخارجية...التي صفت عليها الوسائد الوثيرة...ليجلس متمدداً على أحدها...


اتصل على طلال ليخبره أنه في زيارة لأهل زوجته...
و اتصل بهم واحداً تلو الآخر...الجميع لديه ما يشغله هذا اليوم...الذي لا يوجد لديه هو أي عمل...(ليييش العالم انشغلت يوم صرت فاضي؟ وش هالكلام الفاضي!!)
و أعاد الإتصال بتركي...الوحيد الذي لم يجب على إتصالاته...لكنه لم يجب أيضاً...


تميم يصرخ عالياً / صلااااح عطني القهوه


مضت ساعة...وهو يجلس لوحده...يرتشف قهوته بإستمتاع...و هدؤ...
جعل ذكرياته تثور في هذا السكون الذي يلفه...يستعرض حياته...و المشاعر التي مرت به...
أربع قصص مرت عليه...ولا واحدة منها...أوصلته لذاك القفص الذهبي..!!
الأولى...أحبته و أحبها...لكنه تركها...
الثانية...أحبها و جن بها و بالأخير احبته...لكنها تركته...
الثالثة...أعجب بها..كل ما فيها كان فخماً راقي و رائع يناقض بساطته و مع ذلك أحبته...لكن الظروف حالت بينهما...
الرابعة...لا يعرف أي قصة جمعتهما...و أي مشاعر حملها لها...حب لم يحمل أي نظرة...أو كلمة...أو لحظة بينهما...

حين انقطعت أفكاره...انتبه لنفسه...كان قد صب أربعة فناجيل صفها أمامه...ملأها بالقهوة على حسب قوة ذاك الحب...و مدته...


ابتسم وهو يتخيل أن يرجعن إليه كلهن في وقت واحد...في ذاك الوقت...من سوف تتغلب على غريماتها...و تكسب قلبه..؟؟
من منهن أحبها أكثر..؟؟
فكل واحدة منهن لا تشبه الأخرى بشيء أبداً...

مد يده للفنجال الأول...ليبعده عن البقية...و الذي كان به قليل من القهوة...
تلك كانت عبير...أول حب عرفه بسنوات مراهقته...حادثها بالهاتف بعد إتصالها الخاطيء عليه...أو قد تكون تعمدت هذا الخطأ...
كان حينها في سنته الثانوية الأولى...فأكتشف معها لذة الحب...و عرف شقاء السهر...و معاناة الشوق...
كانت فتاة مجنونة...جريئة...خفيفة الظل...و مرحه على الدوام...
ضحك بإستخفاف...وهو يتذكر تلك المحادثات الليلية الطويلة...و سخافة تلك الأحاديث التي يحكونها...و الخلافات التي يتنازعون بها...و تلك الأغاني التي يغنيها لها لتكمل معه بصوتها المزعج...(الله يغفر لنا..و يستر عليها..عساها كبرت ذيك البنت و عقلت و تركت هالدرب)

تركها بعد سنتين على علاقتهما...لأنه ادرك أن كل ما يقومان به خطأ...
ابتسم بحرج وهو يتذكر تلك الليلة التي دخلت بها عمته جواهر عليه...بعد أن استمعت لمحادثته معها...لتلقي عليه محاضرة طويلة عن تلك المكالمات المحرمة بينهما...و ما يمكن أن تجرها عليهما...
فاقتنع و تاب...و صارح عبير برغبته في قطع العلاقة...لتغضب...و تبكي...و تملك الجرأة لتدعي عليه...ظناً منها أنه يتركها لأنه تعرف على غيرها...و كانت تلك آخر مكالمة بينهما...
و بالكاد اعتاد على فراغ أيامه...بعد أن كانت تملأها بفرحها...وشقاوتها...و حبها...و أحاديثها التي لا تنتهي...


بعد مرور سنتان... أدرك أن عبير لم تكن حباً صادقاً حقيقياً...فالمشاعر معها لا يمكن أن تقارن بعمق أحاسيسه التي ارتبطت بإبتسام...ابنة الجيران...في منزلهم القديم...
تلك الفتاة العذبة...الرقيقة...الحالمة...� �لحنونة...صاحبة العينان الناعستان...و الجمال الباهر...
شغلت تفكيره من لقائه الأول بها...صدفة جعلته يدخل إلى غرفة عمته بعد عودته من رحلة تخييم...لتلتفت إليه بحماس...مستعرضةً نفسها بدلال...تسأل عن رأيها بشكلها...ظناً منها أنه عمته...
ليقف مشدوهاً وهو يراها بقمة جمالها و أناقتها...بفستان حريري أزرق يظهر تقاسيمها الأنثوية الفاتنة...و خصلات شعرها العسلية تسترسل على كتفيها كشلال من الشهد الصافي...

لم يستطع أن يتحرك...أو أن يرمش بجفنيه للحظة...خوفاً أن يحرم نفسه من هذا الجمال الذي ارتسم أمامه...
حتى احس بيد عمته التي شدته بقوه للخارج...لتقفل الباب عليها...
تحدث معها...حتى عرف من تكون...و تركها ليذهب إلى غرفته...لايحتل ناظريه إلا صورتها العذبة...الجميلة...
ليصدم حين يقف أمام المرآة و يرى شكله الذي وقف به أمام ذاك الحسن ...
كان بثوب أسود أغبر...وجهه لوحته الشمس و الهواء حتى زادت سمرته...و ذقنه الذي طال لم يشذب و لم يرتب...حتى غترته التي ناقضت سمار بشرته...كان قد لفها على رأسه بعشوائية...

كان هذا أول لقاء...تبعه لقاءات صدف تعمد أغلبها...و مشاعر أصبحت تسكنه إتجاهها لتزداد عمقاً يوماً بعد يوم...الكل من اهله عرف بحبه لها...فهو لم يستطع إخفاء إهتمامه بها...و شوقه...و لهفته...
و سلام و سمو كانتا حمامتي السلام لها...ينقلن كل أخبارها له...كل ما يرغب بمعرفته...و كل ما جعله يتعلق بها أكثر...و أكثر...

حتى أتى ذاك اليوم...يوم تخرجه الجامعي الذي ظن أنه بداية الفرح...بداية الطريق لها...
فبعد تخرجه...و عمله...لا شيء يمنعه من الزواج بها...
لكنه صدم بخبر خطبتها...و الذي صدمه أكثر موافقتها...و الذي صدمه أكثر...و أكثر...
سبب زواجها...تزوجت بزوج أختها المتوفاة لكي تربي أولادها...و لا تتركهم بين يدي غريبة لا تعلم كيف ستتصرف معهم...ذاك الزوج الذي يكبرها بسنوات...
لكنها كانت دوماً الأم الثانية لأولئك الأيتام...و حين فكر والدهم بالزواج كانت هي خياره الأول...لتوافق رغبته...إهتمامها و محبتها لهم...لتوافق أيضاً...

يوم زواجها...ذاك اليوم ظن أن نهايته تكتب فيه...ذاك الوجع الذي أذاب قلبه...ذاك القهر الذي صهر روحه...و حزن و لوعة شلت أطرافه...
ظن أنه نهايته...و نهاية قلبه...بل نهاية العالم...
فلم يطيق الوقت...و الحي...و الناس بعدها...فقرر السفر لإكمال دراسته...أراد أن يبتعد عله ينسى...
و ابتعد...و نسى..!!


في سفره...و غربته...الذي شاركه بهما صديقه طلال...
كان دوماً هادئاً...شارداً...لا مبالياً بأحد...حتى قابل ساره...
لم يحبها سريعاً كما أحب إبتسام...بل كانت تدخل إلى قلبه رويداً رويداً...حتى سكنته...و بلت جميع عروقه و نفت أي ذكرى لسواها...
بداية أعجب بشخصيتها القوية...ثقتها...ثقافتها...جد� �تها...
رغم تناقض شخصياتهما...لكن حوارهما دوماً كان ممتع...شيق...دوماً ما تنتصر فيه بالأخير...لتقنعه بوجهة نظرها...
كانت تدرس الطب...و تسكن في نفس الحي الذي يسكنه...مع عائلتها...والدها المقعد... والدتها...و أخوتها الصغار...كانت الفتاة الكبرى...و التي تحمل أعباء تلك الأسره على عاتقها...
فأصبح كتفاً تستند عليها في غربتها...اهتم بأخوتها و مشاكلهم معها...يأخذ والدها لمواعيد المستشفى أثناء إنشغالها...يساعد الكل في ذاك المنزل...حتى أصبح كأنه فرد منهم...

لكن نقاشاتهم الصغيرة...بدأت بالتحول لإختلافات تكبر يوماً عن يوم...

كانت محجبة نعم...و لكنه أرادها بستر أكثر...ستر لا يكشف للغير ما سيصبح حق له وحده...
تملك الكثير من الزملاء الشباب...حتى و إن كانت العلاقة بينهم في غاية الإحترام...لكن غيرته كمسلم...لا تحتمل تلك المحادثات...و الجلسات...و الإتصالات بينهم...
اختلفا حتى على مجال عملها...اختلفا على مكان إقامتهم إذا تزوجا...فلكل منهما منطقة مختلفة سيعود إليها...

رفضت أن تغير بها شيئاً واحداً من أجله...و رفض أن يتنازل هو أكثر...فافترقا رغم عمق المشاعر التي تجمعهما...

ليتقابلا صدفةً...في مصعد...أو شارع...أو محل...كغريبان...
تحرقهما النظرات...و لكنهما لايستطيعان الكلام...
طيران يحومان حول بعضهما...مجروحان...حزينان...
عادت قبله بأسابيع...لتتركه أياماً في وحدة يعيشها بعدها...وهو يرى أطيافها في كل زاويا الشوارع...في كل الآماكن...في كل الوجوه...


كان مشغولاً دوماً بأفكاره عنها...حتى آخر ليلة له قبل عودته...و هجره لأرض الغربة...
حين عاد لشقته مساءً...ليجد مغلفاً أصفر عند بابه...
التقطه بإستغراب...و استغرب أكثر وهو يرى اسمه مكتوب عليه...بخط أنثوي...أنيق...

دخل إلى الشقه مسرعاً...ظناً منه أنه قد يكون من ساره...فهو لا يعرف لها خطاً بالعربية...كل مارآها تكتب كانت تكتب بالإنجليزية...
جلس في الصالة وحيداً فطلال كان قد عاد منذ أسبوع...بعد ولادة طفله الأول...أما هو فبقى حتى ينهي كل ما تبقى له هنا...

ليسهر تلك الليلة الطويلة...مع ذاك الدفتر الأصفر أيضاً من مجهولة...حتى صفحاته كانت صفراء باهتة...
و خطها الأنيق...الفخم...يملأ تلك السطور بلون أسود حاد...حالك...

فتاة دونت هنا مشاعرها...غيرتها التي عنونت لون الدفتر و صفحاته بها...قهرها...عشقها...حزنها...
كتبت تلك الأيام...و الذكريات...و المشاعر...بلغة فصحى مؤثرة...و عميقة...
سطرت سنوات أحبته فيها بصمت...كانت ترصد له كل حركة...أو كلمة...أو حال يمر به...
عاد يعيش أيام غربته من جديد في هذه الصفحات...ليست أيامه فقط...بل حتى مشاعره...و أحاسيسه...
و كأنها كانت تعيش بقلبه...تتمشى بأوردته...تسكن فكره...و ملامحه...لتكتب عن أدق تفاصيل عاشها...

كتبت عن وصوله منكسراً...حزيناً...غريباً...
كتبت كيف أصبح يتبدل يوماً بعد يوم...
كتبت أول صديق كسبه بالحي...
كتبت أول ضحكة رأته فيها حين كان يقف مع طلال بأحد محلات القهوة و علق عليه طلال أنها أول ضحكة له منذ وصولهم هنا...
كتبت عن أول نظرة ألقاها على ساره...إحساسها المر الذي أخبرها أنها لن تكون مجرد نظرة عابرة...
كتبت عن أول لقاء له بها...و الغيرة التي أذابت قلبها و هي تحوم حولهم كالهواء الذي لايمكن لأحد أن يراه...رغم وجودها الدائم أمامه...ادركت أنه يحبها قبل أن يعرف حتى هو بوجود هذا الحب في قلبه...
كتبت عن كل تلك المشاعر التي ارتسمت بوجهه حين يحاورها...يقابلها...و إستغرابها كيف لا تنتبه ساره و لا هو...لكل تلك المشاعر العذبة التي تسكن ملامحه بوجودها...و تغير حتى نبرة صوته...فلصوته نبره خاصة لا تظهر حتى يحدث ساره...
كتبت عن أول خلاف لهما مع بعض...خلاف احتارت مشاعرها فيه...بأي صف تقف...هل تفرح....كما هو متوقع...
لكنها لم تفرح...فهي تعيش هذه القصة معهما و تسكنها مشاعرهما...
لم تفرح بخلافاتهما...و لا بفراقهما...لم تستطع أن تفرح و كل هذا الحزن يسكنه...ليسكنها أيضا...
حتى ختمت صفحاتها...بإعتذارات طوال...
إعتذرت عن حبها العميق...الغريب..له...
إعتذرت عن مراقبته تلك السنوات...و نبش أدق تفاصيله...و العيش على إحساسه...
إعتذرت عن خجلها...و صمتها...و حظها الذي لم يسعفها لتعترف...أو لتكتب لحظةً حقيقية بينهما...
أخيراً...إعتذرت عن إرسال هذا الدفتر...و لكنها كرهت أن تكون دوماً الفتاة التي تقف بالظل في حياته...كرهت أن لايعرف أنه سكن كل زوايا روحها...كرهت أن لا يعرف أنه بنى له بيتاً بقلبها سيسكنه طوال عمرها...
كرهت أن يمر العمر و تنساه...وهو لم يعرف أبداً بحبها...


مع طلوع الفجر...انتهى من ذاك الدفتر الزاخر بمشاعرها...و أيامه...
بعد أن رأى زرقة السماء...هب يصلي الفجر سريعاً...و عاد لدفتره...
جلس بشرود...وهو يراجع في خياله وجوه كل الفتيات اللاتي مر بهن تلك السنوات...
الحي الذي يسكنه...مليء بالسعوديين...الخليجيين...الع رب...
هناك العشرااات من الفتيات اللآتي يعرفهن...اللآتي مر بهن...اللاتي حدثهن...
أي واحده هي؟؟ أي واحده..؟؟؟


كانت طائرته مساء اليوم...لحظة فكر بهذا الشيء...ليخرج سريعاً بذات الملابس التي كانت عليه بالأمس...و التي سهر بها طوال الليل...
لا يعلم أين يذهب...كيف يعرف...من يسأل..؟؟

لكنه مشى بكل شارع قد مشاه سابقاً...بفرق واحد...أن عيناه تدقق النظر بكل وجه أمامه...أو يمر به...عله يعرفها...
زار كل المحلات...القريبة...و البعيدة...ليمسح وجوه الفتيات...و مشاعرهم...يتحدث مع الكل...ليعرفها...
حتى الأصدقاء...و الأسر...الذين تعرف عليهم...ذهب لوداع الكل رغم أنه سلم عليهم مسبقاً...لكنه أراد أن يراها...أن يعرفها...
صاحبة ذاك الإحساس العميق...الذي فاض دفئه من الصفحات...ليغمر صقيعاً اسكنته به ساره بعد رحيلها...

عاد إلى شقته منهكاً...خائباً...و قد تبقى على موعد طائرته ساعه واحده فقط...
ليجد كرت أحمر...و وردة بيضاء...علقت على الباب...
ركض إليه سريعاً ليأخذه...و يفتح الكرت على عجل...و لا يجد به سوى جملة واحده بذات الخط الفخم...الجميل...(شكراً لأنك بحثت عني)

تنهد وهو يحرك فنجاله الرابع...فنجالها...الذي لم يضع به سوى نقطة من القهوة...ضائعة في وسطه...كضياع ذاك الحب من نصيبه...


انتهى من الحب...استهلك جميع مشاعره...
فقد أحب...و اعجب...و عشق...
سهر...و تعذب...غار...و اشتاق...و فارق...
لم يسمع عن شعورٍ لم يسكنه...!

لذا انتهت صلاحية قلبه...و مشاعره...فلا يظن أنه سيلتقي بأنثى ستسكن قلبه...بعد كل تلك القصص التي عاشها...
إلا لو وجد أنثى تختصر كل تلك النساء بها...مرح عبير و طفولتها و ظرافتها و شقاوتها...رومنسية إبتسام و جمالها العذب و رقتها...ثقافة ساره و قوة شخصيتها و أناقتها...حتى تلك المجهولة و فيض محبتها...و صبرها...و عمق أحاسيسها و صدقها...

هل سيجد تلك الأنثى التي يدفن فيها كل تلك النساء..؟؟


/ مسكــون!!..من تقهوي أنت؟؟

انتفض من خيالاته...على صوت تركي و ضحكته...ليراه يقف أمامه مع خالد...


تميم يضحك / أحد قال لكم تخلوني لحالي..توحدوا فيني أربع جنيات
تركي يجلس أمامه / المهم إنك ما فشلتنا ببني الجن..قهويتهم و ضيفتهم-يرى الفنجالين الثاني و الثالث المملؤات بالقهوه - بس ليه ماتقهون هالثنتين؟
تميم يجاريه ساخراً / مالهن بالقهوه العربيه..يبون كابتشينو
خالد يضحك / والله إنكم مو صاحين

مد يده ليأخذ الفنجال الرابع...الخالي من القهوه...ليخطفه تميم من يده بسرعه...

تميم / عندك فناجيل هنا وش كثرها..وش تبي بهالفنجال! هذا ما حصل لي اشربه أنا عشان تشربه أنت
تركي يقهقه ضاحكاً / والله إنك مسكون صدق!_و يلوح بيديه للهواء معتذراً_آسفين يا جنيه..سامحي خالد مايقصد يشرب فنجالك



♥▓♥▒♥▓♥



كان على آخر عتبات الدرج...حين سمع صوتهما قادم من الصالة...فذهب ليلقي عليهما السلام قبل أن يخرج ليلقى أصحابه...


كان حوارهما على غير العادة...بصوت مرتفع...و كلام والدته يحمل نبرة عدم رضى...
و ما سمعه قبل أن يدخل إلى الصالة بخطوه...جعله يتوقف للحظة...ليس هو فقط بل نبض قلبه أيضاً كاد أن يقف...


جواهر / اللـه يصفي القلوب..أكيد أم فراس تغيرت بعد كل هالسنين
أم ساري / ما ظنيت قلب أم فراس يصفي علي العمر كله..أنا ما أقول إني كارهه رجعتهم يعيشون في الرياض..بس........


تراجعت خطواته لا إرادياً هاربة إلى الخارج...قبل أن يشعر أحداً بوجوده...
لأن تلك الثقة...و البرود التي طالما تأكد أنها تعتلي ملامحه الجادة...غير متأكد من وجودها الآن على وجهه...

خرج من المنزل...ليرى ما يصد نظراته يومياً مجبراً...دائماً عنه...

منزله الذي يقبع أمامه الآن...الذي بناه في ذات الحي مع منزل أهله...
منذ أربع سنوات لم يدخله...و لم يقوى على بيعه...
منذ تأكد من حرمانه منها للأبد...
منذ رفضها له للمرة الثانية...

توقف لحظات يتأمله بمزيج من غضب و أسى...حتى قادته خطواته إليه...ليتوقف أمام الباب...
يشتاق أن يدخله...يتجول فيه...لكن يخشى ما سوف يشعر به...

رغم ذلك انسلت يده إلى جيبه ليخرج مفاتيحه...و يتأمل ذاك المفتاح الذي يتحاشى النظر إليه دائماً...
و الآن يمسك به...ينوي أن يفتح تلك الجراح من جديد...آملاً أن يجدها قد ضُمدت...و تعافت...


دخل إلى المنزل...و رأى باحته الواسعة مغطاة بالتراب...و أوراق الشجر المصفرة...اليابسة...تناثرت بكل مكان...
حلمه الوحيد الذي لم يحققه دفن بالكامل تحت هذا الركام...

كل شيء حوله استقر عليه غبار كثيف...كالذي يستقر على قلبه...و أحاسيسه من بعدها...

زفر بأسى...وهو يتقدم و يجلس على عتبات المدخل...ليتذكرها...
لأول مرة منذ سنوات يسمح لنفسه بتصفح أوراق قد خط فيها من المشاعر ما هو حصر لها...لكنها مزقت كل شيء برفضها...


كانت قد غفت مشاعره إتجاهها...دنت من الموت داخله...
رحيلها أعطاه المساحة...لينسى...ليداوي جرحه...
لما كان عليها أن تعود بفترة النقاهه..؟؟
كيف يرجع لزحام المشاعر الذي كان يضج داخله...بعدما ارتاح لسكونه..؟؟

وقف سريعاً غاضباً من نفسه...و من كل شعور يسري بداخله...
نفض الغبار عن ملابسه...كما نفض أي حنين قد يرسله ذكرها إلى قلبه...
لن يسترجع تلك الذكريات...
لن يستعرض مشاعر طمرت من قلبه...
لقد تعلم الصيام عن كل ما يتعلق بها...و رجوعها لن ينقض إمساكه..!!


لا يريد أن يرجع من جديد أحداً يتدخل بشئونه...
لا يريد أن يعايش نظرات مترقبة لأفعاله...و مشاعره...
و لا نظرات متحسرة على على ما تمنى و لم يتحقق...
لم يعد راغباً بالمزيد من الحرمان...و الألم...و الشوق...و الخذلان...
لم يعد يحمل هم قلبه...كبر و شاخت مشاعره على الحب...
ليس كمن تركته...
ليس من عرفته...
لقد حبس قلبه بصدر بارد...لا تمسه أنامل الذكرى...لا تداعبه الأحلام...و لا تغريه الأوهام...
و لن يسمح لها بزيارة قلبه الذي حبسه بزنزانة إنفرادية...تحفظه قضبان الجمود...عن أي حياة قد تنادي بإسمها...قد تطالب بإستئناف حبها من جديد...
ليعود إليه ذات الوجع بالحكم المؤبد لحرمانه منها...

خرج من المنزل سريعاً ليستقل سيارته...و يبتعد عن كل هذا الشوق العتيق...

لقد تعب من التحليق في سماء نسيانها مجروح الأمل...
سيهبط و يداوي جرحاً لا يدمل...ليغلقه للأبد...
سيبدأ قصة جديدة تنهي من داخله قصة موته معهـا...
في بعدها كان يتناسى كل ذكرى لها في داخله...
لكن و هي تدنو منه بهذا الشكل القاسي...المفاجيء...
يجب عليه أن يجتهد بنسيانه أكثر...


نعم لقد نساها...لا تأثير لعودتها عليه...سوى صدمة ستتلاشى بعد وقت...
صدمة جعلته يفيق من سكونه...ليبدأ يفكر في المرحلة الثانية لنفيها من داخله للأبد...



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 08-06-22 الساعة 09:50 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-20, 07:11 AM   #14

ام خلاد1440

? العضوٌ??? » 449315
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ام خلاد1440 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم مادري صحيح رجعتي اغاني. رجعت قريت القصه انا من متابعينك القداما

ام خلاد1440 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-20, 11:07 PM   #15

منو6

? العضوٌ??? » 404248
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » منو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا اهلا اغاني
كنت متابعه لروايتك من سنوات وقطعتي ورجعتي وقطعتي يارب تكون هذي اخر الغيبات

ايما حسين likes this.

منو6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 03:06 AM   #16

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
:jded:

منو
أم خلاد

هلا بالمتابعين القدامى..و إن شاءالله هالمرة بأعوض صبركم خير

لامارا likes this.

أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 03:10 AM   #17

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]



♥▄الـنـبــ«5»ــضـــة▄♥

:
:
:

فـي الـغـــــد..~


دخلت لجناحهما الواسع...لتجده في صالته...يجلس على ذاك الكنب الطويل و بين يديه كتاب يقرأ فيه...

ابتسمت له بمودة و هي تتقدم منه...و بين يديها صينية تحمل كوباً من الشاي الأخضر الذي يحب أن يشربه كل مساء حين يعود من عمله...

احس بخطواتها تقترب منه..و رفع رأسها ليبتسم لها بهدؤ...و يغلق كتابه...ليزيح لها مكاناً بجانبه...


جلست و ناولته الكوب / قرت عينك برجعة مالك..و أبو بدر
أبومالك يبتسم بحزن / لو إنها متأخره هالرجعه..بعد قطيعه مالها سبب..بس الحمدلله اللي ردهم بيننا
أم ساري مواسية/ ما قطعوا فيك يا سعود..هذا أنت كنت ترو......
أبومالك يقاطعها بقهر / ايه أنا..لو مو أنا اروح لهم هم ما يجون لنا لا بعيد و لاصلة رحم..لا بفرح و لابحزن..أبوبدر الله يهديه مطاوع مرته و مبعد عيالنا عن بعضهم ولو مازرته كان مازارني_بغيض أكبر_و مالك كأنه حالف ما يطب الرياض و لايزورنا حتى عزى عمته من سنتين تحجج بالسفر و لاحضر!!
أم ساري تحاول أن تمتص حزنه / يعني أنت تكره نجاحهم..و تقدمهم؟
أبومالك / يا بنت الحلال ما اكره لهم الخير..بس الشغل عمره ما كان سبب عشان الناس تقطع بأهلها..على هالقطيعه كأنهم مسافرين آخر الدنيا..مو في جده كلها كم ساعه و هم عندنا!!
أم ساري منهيه حديثاً ضايقه / الحمدلله على رجعتهم..و كل شي يتعوض.._و بأمل تعلم أنه لن يتحقق_و الله يلم القلوب على بعضها مثل أول و احسن


تنهد...وهو يرتشف من كوب الشاي الذي بين يديه...
و أفكاره تتركز على أخاه و عودته...و أكثر على تلك الخلافات التي احتدت بينهم حتى سببت القطيعة لهم...

حتى بعد تلك السنوات الطوال...و انجابهم كل هؤلاء الأولاد...و من المفترض أن يكون لديهم الآن أحفاد...
و حقد موضي و كرهها لم ينضب...أو يخف..!!

حين عاد لأهله منذ سنوات كانت قد تزوجت بمساعد بعد وفاة زوجته والدة طفليه...لا يريد أن يجزم أنها لو لم تكن حاملاً منه بطفلها الأول...لفكرت أيضاً بالطلاق من أجله...

لكنها أصبحت ساكنة لاهية بحياتها عنه...حتى عادت إليه العنود...فتجددت برؤيتها كراهيتها...
حتى و هي تبني عائلتها...و تعيش بهناء...حرمت عليهم الراحة...و الصفاء...

استمرت تلك الخلافات بين مد و جزر...حتى شتت صبر أخيه و أثارت غيرته...و غضبه...
لكن حقد موضي و كرهها لا يردعه شيء..فابتعدت...و ابعدت أبناءها...عن أبنائه...لتلحق أخيراً أخيه أيضاً...

هذه أسباب أخيه لهذا البعد...
لكن ابنه...مالك...لا يجد أي تفسير لبعده...لمقاطعته زيارتهم نهائياً...



♥▓♥▒♥▓♥



ما إن اغلقت هاتفها و رمته على السرير للحظة...حتى عاود الرنين مرة أخرى...

قفزت بلهفة إليه...على أمل أن يكون هو المتصل...لكنها تلقت ذات الخيبة كلما رن هاتفها و تخيلت أن يكون هو...


ضي / هـلا بدور
بدور / لي نص ساعه ادق عليك مشغول..مين كنتي تكلمين؟؟
ضي / امم
بدور بصدمه / لا تقولين باسل؟!
ضي / ايه
بدور بقهر / و لا تقولين إنك أنتي اللي دقيتي عليه
ضي بتردد / .....ايه
بدور / أنتي غبيه؟ اللحين يزعلك و يقفل الخط بوجهك بعد الكلام اللي سمعه لك..و تدقين ما يرد..و بعد كل هالوقت تروحين تدقين عليه؟؟ ليه ما انتظرتي لين هو اللي يدق؟؟
ضي بحزن / لأني متأكده إنه ماراح يدق
بدور بغيض / أنا مو فاهمه أنتي وش عاجبك بهالباسل؟ وش تحبين فيه؟ غير شكله والله ما فيه شي يسوى..يا ربــي مغرووور! مادري كيف تتحملينه؟
ضي بضعف / وش اسوي؟ احبه..حتى غروره علي يعجبني..مادري؟ بس معه اتحداه و اتحدى نفسي..تذكرين يوم كنت اكلمك عنه..كنتي تقولين لو تموتين ما يحس فيك و لا يعبرك..لكن اللحين شوفي وش صار؟
بدور / الله يعافيك وش صار يعني؟ تكلمينه و بعدين؟؟ ارخصتي نفسك على الفاضي ولو ما فكر فيك قبل ماراح يفكر فيك اللحين بعد هالمكالمات
ضي بعصبيه من هذا الموضوع / بدوور كم مره قلت لك لا تقارنين اللي بيني و بين باسل بمكالمات المعاكسات
بدور بسخريه / لا والله! وش الفرق؟
ضي / الفرق إن باسل ولد عمي و سمعتي من سمعته و ماراح يضرني بشي..و مكالماتنا كلها ما فيها أي قلة حياء أو كلام يتعدى الحدود..أنا حتى كلمة يا عمري ما قد قلتها له
بدور تتنهد / بس والله مالها فايده هالمكالمات اللي بينكم..غير تعلقك فيه على الفاضي..و بصراحه ما ظنيت لو بيتزوج بيفكر فيك
ضي / بدووور قولي كلام زين أو باسكر احسن..لا تغثيني
بدور / خلاص اغير لك الموجه..بس برضو عن باسل..حنا مو اتفقنا بعد زعلتك ما تدقين عليه..تخلينه يفقدك..يحس بقيمتك..بوجودك...ضي حرام عليك غيري اسلوبك معه..خليه يراعي إحساسك لا تخلينه يغلط عليك و انتي كل شي تمشينه له!


كلامها يلامس وتراً حساساً...لطالما تجاهلت أنينه...
نعم كانت بين خيارين...باسل أو كرامتها...فاختارت باسل...

لكن لا أحد يفهم ذاك المغرور سواها...
تعلم بوحدته...ببعده عن أهله...بعده عن المرح...و الضحك...
و متأكده أنه وجد في كلامه معها متنفس له...رغم لا مبالاته...رغم تجريحه لها...تعلم أنه يحتاجها...و سيدرك ذلك يوماً ما...أو هذا ما تتمناه...



♥▓♥▒♥▓♥



سكـان جده سيعودون...بعد خمسة سنوات...من غياب...و قطيعة لا سبب لها...

قد تجد أسباباً لعمها و أولاده...و إن كانت غير مقنعة...

لكن مالك...أخاها الأكبر...لما كان غيابه؟؟ لأي سبب إنقطاعه؟؟


زواجه السريع...المفاجيء...من فتاة بعيده عنهم...
بعدها رغبة مفاجئة بفتح فرع لشركته هو و أعمامه في جده...ليرحل...و يوافقه الرحيل عمها و أولاده...

فلا يكتفي بهذا الغياب فقط...ليقطع أي إتصال بينهما بالأخص...


و الآن يعود..!!


لكن مالذي غادر معه؟؟ و مالذي سوف يعود به؟؟

سؤال لا تريد طرحه...عن ذاك الماضي...
هل يذكره ليعودا كما كانوا سابقاً أخته الوحيدة...و فتاته المدللـه...
أم أن عليها الآن إتخاذ صورة جديدة تسحق بها تلك القديمة...
فتكون له...مجرد أخت غير شقيقة...يربط بينهم الدم لا أكثر...


انقطعت تساؤلاتها...و ذكرياتها...لينتشلها من شرودها صوت نغمات هاتفها...
لتقوم من سريرها بتثاقل...تلتقطه من مكتبها...و تبتسم و هي ترى اسم (توأم روحي) يلوح على شاشته...


سمو تتصنع مرحاً لاتحس به / مررحبتين يا كلي
كادي / هلا بالغلا..وش أخبارك؟
سمو / تمام
كادي بفرح / أكيد وصلتك الأخبار؟
سمو بتنهيده / ايه
كادي بإستغراب / و ليه مو متحمسه؟
سمو بسخريه تخفي فرحتها / و لمين تبين اتحمس؟


صمتت كادي بعد أن تذكرت...ما غاب عنها في ظل حماسها...


كادي بهدؤ / جود دقت علي..متحمسه لرجعتهم..و قالت لي اسلم عليك
سمو بضيق / تسلمين علي!!...لا والله ما قصرت..سلامها ما أبيه يومها ما تكلفت هي تدق تقوله؟
كادي بتردد / واللـه تكلمنا بهالشي و هي تتمنى ترجع علاقتنا مع بعض مثل أول..بس خافت إنك تصدينها..لا تنسين إنك أنتي اللي انقطعتي عنها......
سمو بقهر / مثل عادتها ماتغيرت تحب تحط الغلط علي!..تذكرين بعد هوشات أمي و أمها..اتفقنا إن هالشي ما يأثر علينا..بس كل ما رحت لها في البيت سمعتني أمها كلام يقهرني..و تسب أمي قدامي..مابي أرد عليها و ما أقدر اسكت بعد عنها..و يوم قلت لها هي بس اللي تجي لأني متأكده إن أمي ماراح تضايقها..بعد ما أعجب أمها تجي عندي..و هي ما ترضى اقول عن أمها غلطانه و أمها هي كل الغلط..وش كنتم تبوني اسوي..نبعد عن بعض احسن و نريح أمها..يكفي اللي تحملته أمي من أمها..و يكفي كسرة خاطر ساري من أختها..حتى عمي تغير و مو مهتم فينا من هالعقربه أمها_تكمل بغضب_تدرين ليتهم مارجعوا مو مرتاحه لهالرجعه..و غيري الموضوع لأني مابي اتكلم عنهم أكثر و اخسر حسناتي
كادي تغير الموضوع / زين و مالك مو متحمسه لرجعته بعد؟
سمو و عيناها تطفر بالدمع مع ذكره / مــادري! صدمتني رجعته.. تصدقين خايفه
كادي بإستغراب / من ايش؟؟
سمو / احسه تغير..احس حتى ناسينا..كارهنا..أو ما كان قطعنا كذا! لو شفته مادري وش بأشوف فيه..أخوي اللي اعرفه و أحبه..و إلا اعود نفسي على أخو جديد
كادي بتعاطف / أكيد بترجعون مثل أول و احسن..و إلا نسيتي مالك
سمو تمسح دمعة انسلت / ما نسيت و لا عمري نسيت..بس شكله هو اللي نسى



♥▓♥▒♥▓♥



عاد باسل إلى المجلس...بعد أن انهى مكالمته...التي كانا يسمعان أغلبها بلا إهتمام منه...
ليستمع لذات التعليقات من طارق...عن تلك الفتاة التي يحادثها...
من هي التي تجاوزت حصنه المنيع لتدخل إلى شيء من اهتمامه...

و سامي يسمع على مضض...تلك التعليقات و يكتم غيضه...في حين باسل يكتفي بإبتسامة متعالية...و تعليقات مستخفة عنها...

لا يعلم كيف يرضى أن تكون ابنة عمه حديثاً في مجلسه...حتى لو لم تُعرف هويتها...يكفي أن الكلام الذي يقال يطال شيء من شرفها...تهاونت به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت ستخرج من غرفتها...حين أعادها رنين هاتفها مرة أخرى...لتلتقطه من السرير مبتسمة و هي ترى اسم أختها على شاشته...جلست على طرف سريرها لتجيبها...


سلام / أهليــن
سمو / سلااااام
سلام تضحك / تسلمين علي أو تناديني؟؟
سمو تضحك معها / والله إن اسمك مشكله..السلام عليكم يا سلام
سلام بإبتسامه / و عليكم السلام و الرحمه
سمو تتنهد بقوه / عندي خبر مفاجيء..لا مو مفاجيء إلا صدمه..ماتتوقعينه
سلام بحماس / وش عندك؟
سمـو / مالك و عمي أبوبدر خلاص بيرجعون يسكنون في الرياض و...........


مــــــــــاااالك..!!!


اكملت سمو كلامها...و فرحتها...و عتبها...و خوفها...

لكنها لم تكن تسمعها...يصلها صوتها مجهول المعنى...و المفردات...
تصلب عامودها الفقري و تجمدت أطرافها...التي عجزت عن أي حركة..!!
حتى الهواء حولها بدأ يثقـل...لم تعد تستطيع التنفس...و هي تشعر بضيق يتعاظم سريعاً في حلقها...ليخنقها...


أعادها الوجع إلى الوراء...
لتلك الأيام المجحفة...التي ظنت أن السنين طوتها بالنسيان...
حتى باتت تسترجعها الآن...و كأنها لـم تعشها هي...
لم تلعب دور البطولة بنفسها..!!

لم تكن هي تلك الصبية العابثة التي تهوى اللعب بالنيران...
و التي هامت به بجنون...فثارت بها عواطفها...لتغويها عن أي عقل...
لقد تعلقت روحها فيه...حتى صارت لا ترى الدنيا إلا به...و معه...
أرادت أن تمتلكه لوحدها...بكل شعوره...و كل وقته...
اصبحت أجمل له...أجرأ له...أجن به...
هامت لسنوات بربوع غرامه و بنت قصوراً من سراب..حتى زرعته في كل ركن داخلها...و أملكته نفسها كلها برضا...


قصة حب جائرة...طائشة...عابثة...عاشته? ? بالخفاء...
ما كان لقلبها الصغير أن يحتويها...فتدنس حياتها...و برائتها...بكل ما قترفته...معه...و من أجله...


ابتلعت غصتها الموجعة...تجاهد إرتجافاً داخلياً ينبيء بإنهيار...
حاولت أن تتكلم...أن تجد حروفاً موزونة تحمل معنى ترد بها..على أختها التي ادركت للتو انها تنادي بإسمها بإستغراب...
لكن لم يستجب أياً منها لها...
سوى تمرد إبهامها لتضغط على زر الإقفال...مرتاحة من تساؤلات سمو...و ندائاتها...


رمت هاتفها على السرير و قفزت مبتعدة عنه...و كأنه سلاحاً يذكرها بتلك الجريمة التي اقترفتها...

تحركت من مكانها بخطوات مرتجفة...مشتتة...تذرع غرفتها ذهاباً و إياباً لترسل الحياة لأطرافها المجمدة...
لتتأكد أنها قادره على الحركة بعد أن شلها ما سمعته...


تصاعدت نغمات هاتفها من جديد لترمقه برعب...فذهبت حانقة لقفله...و رميه بعيداً...


ارتمت على سريرها ضائقة...مرتجفة...بأنفاس ثائرة و بركاناً يهدر في صدرها...و أعاصير ذكرياتٍ مخجله تتقاذفها...
كانت قد رمت بها في هوة سحيقة بأقصى نسيانها...و لم تتصور أنها قد تستعرضها من جديد حتى بينها و بين نفسها...

لقد مشت درباً طويلاً بعده...بعد أن ازاحها من طريقه و قمعها من حياته دون رحمه...
تغيرت و غيرت كل شي...
تلك الليالي التي قضتها...باكية...مريضة...نائحة على بعده...لقد طهرتها منه...و من عشقه...
تعيش الآن حياة جديدة...و روحاً جديدة...


لم عليـه أن يعووود..؟؟
لـم عـليــه أن يـعـوووود..!!



♥▓♥▒♥▓♥


دخل إلى الصاله ليجدها كالعادة...تجلس هناك وحيدة...شاردة...
مشى بخطوات هادئة...من خلفها...ليغمض عيناها...

سامي / مين أنا؟
كادي تضحك / ما اعرفك
سامي يترك عيناها ليقرص اذنها مازحاً / من كثر اخوانك يوم تنسيني
كادي ترد عليه بخبث لايشبهها / من كثر ما اشوفك يوم اذكرك
سامي يجلس جانبها / كأنها سمو اللي تتكلم!
كادي تبتسم لذكرها / من عاشر القوم
سامي / وش أخبار الدراسه؟
كادي / الحمدلله كل شي تمام..ادرس عني و عن سمو
سامي يبتسم / عرفتي إن خالي أبوبدر بيرجع يسكن هنا
كادي ببرود / ايه
سامي بإستغراب / كأنك مو فرحانه؟
كادي / والله كنت فرحانه..بس تضايقت عشان سمو
سامي / وش فيها سمو؟
كادي / تعرف كيف العلاقه بينهم مقطوعه..و أنا أبي نجتمع أنا و سمو و جود..لكن سمو ما تبي تسمع عنها شي...ماتعودت اعرف أحد ما تعرفه سمو..لو اروح لهم اطلع معها..كيف و سمو.....؟؟


يستمع لها بصمت...يراقب ضيقتها...و حيرتها...
يحمل إمتناناً عظيماً لسمو...و وجودها بكل وقتها...و إهتمامها...بجانب شقيقته...
فهي الوحيدة التي تخرجها من أحزانها...و وحدتها...لتشعل الحياة فيها...
لكن لا يعجبه...كيف تلغي كادي شخصيتها خلف سمو...كيف تعتمد عليها بكل صغيرة و كبيرة...لا تتحرك خطوة بدونها...لا تعرف إلا من تعرف هي...
حتى حين تختلف معه على أمر...تذهب لتشتكي لسمو...فتتصل سمو لتعاتبه بدلاً عنها...


سامي / بس جود بنت خالك مثل ما سمو بنت خالك..ادري إن سمو اقرب لك من كل الناس..بس ما يصير تقاطعين جود عشان سمو مقاطعتها..المفروض تحاولين تصلحين بينهم
كادي / حاولت بس سمو ما عطتني فرصه حتى أبدأ
سامي / أنتم قريبات لبعض..يعني بتعرفين كيف تقنعينها
كادي / مستحيل..أنت ما تعرف سمو إذا حقدت على أحد..بعدين أنا ما أعرف اقنعها لو اتكلم من هنا إلى سنه..عكسها بكلمه وحده تقنعني بأي شي



♥▓♥▒♥▓♥



تجلس في غرفتها...على مكتبها الصغير...محنية ظهرها للأمام بتركيز...و عيناها تتبع خطوات تلك المسألة الحسابية...لتنتج حلاً لها...
لكنها تعقدت أكثر...لتصل لنقطه تكتشف فيها خطأها...
تأففت بعجز...و هي تفتح صفحة أخرى لتبدأ الحل من جديد...


صبح / لاحول و لاقوة إلا بالله


انشغلت من جديد بتلك المسألة...لكن سرعان ما شتت إنتباها...إندفاع فجر المفاجيء للغرفة...


فجر / السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..خوفتيني أحد يفتح الباب كذا؟؟
فجر / آسفـه


ابتسمت صبح بمحبة...لذات الأعوام العشرة...و التي تتشبه بها بكل قول...أو فعل...


صبح / خلاص مسموحه يا قلبي..وش كنتي تبين؟
فجر / بأقولك النشيد اللي بأقوله بكره بالإذاعه..قولي حلو أو لا؟؟

صبح تترك إهتمامها بما أمامها...و تلف بكرسيها الدوّار لها...


صبح / يله سمعيني


تقف فجر مستعده...ملوحه بيديها و هي تنشد / الإنساااان المؤمـــن الشيطاااان ماااايخلييييه..
يآآكل قلبـه هم هم هم..يحرررق دمــه تشش تشش تششش
وبذكر اللـه الشيطان يخنس ويصيرصغير صغير صغير
صغر النمله نمله نمله
كبر الذرره ذرره ذرره
صبح تصفق لها / ماشاء الله حلوه
فجر بفرح / صدق؟ بأروح أقولها لسلام

ركضت خارجاً...لتعود هي مبتسمة إلى مسألتها...
لكن القلم لم يبدأ بالكتابة...حتى توقف بالهواء صدمه..!!

هل هذا الذي تسمعه صوت سلام الصارخ...الغاضب..؟؟
منذ سنوات لم تسمع تلك النبرة له...لا...لابد أنها تتوهم..!!

لكن وجه فجر أطل عليها بعد لحظة...بشفتين مرتجفتين تميلان للأسفل...و دموعاً تملأ عينيها البريئتين...لتنزلق على خدها حين بدأت بالكلام...


فجر / سلام صرخت علي..و طردتني


تركت صبح كرسيها وتقدمت لها بسرعة...لتستند على ركبتيها لتساويها طولاً...و تمسح دمعتها...

صبح مواسيه بقلق يملأها / ما عليه يا قلبي..لا تزعلين بس يمكن مشغوله و....
فجر بضيق / لا أنا مسامحتها..لأنها هي كانت زعلانه و تصيح
صبح بقلق يتعاظم / تصيح؟؟!
فجر بإهتمام / ايه..روحي لها صبح
صبح تبتسم مطمئنة لها / خلاص فجووره أنا اروح اشوفها..بس أنتي لا تقولين لأحد
فجر / إن شاء الله


غادرتا الغرفه معاً...و ما إن رأت فجر تغادر الممر...حتى طرقت باب سلام بقلق...
لكن لم يأتها أي جواب...


صبح تكرر الطرق / ســلام..ســـلام

لم ترد...و لن تنتظرها...
فتحت الباب بهدؤ...و أطلت بنصف جسدها في الغرفة...لتقطب جبينها و هي لا ترى لها وجوداً بغرفتها...رغم أنها لم تسمع بابها ينفتح بعد مغادرة فجر التي كانت للتو...

قبل أن تخرج...لمحت قدميها تمتدان...من وسط دولابها المفتوح...
تأملتها للحظة بإستغراب...منذ زمن تركت سلام عادة البكاء في دولابها...
مالذي يضايقها لتلك الدرجه..؟؟


تقدمت لداخل الغرفة...بعد أن أغلقت الباب بهدؤ كما دخلت...لتقف قريباً من الدولاب...و تطرق عليه...

لم تفتها الحركة الصادرة من وسط الدولاب...لابد أنها فاجأتها...اطلت عليها برأسها...لتراها بين ملابسها...و آثار دمع سخي بلل وجنتيها...تمسحه على الفور لحظة ظهورها...

اطرقت رأسها للأسفل...ساكنة...لتجلس صبح أمامها تستند بيديها على ركبة سلام...


صبح تتأملها بقلق / بسم الله عليك..سلوومه وش فيك؟؟ أحد كلمك؟ صاير شي؟؟
سلام مازالت مطرقه برأسها..لتهمس / أكره نفسـي..أكرهها


تنهدت صبح بقلق...لما هذا الشعور المفاجيء...الذي طالما كررته تلك السنوات...و لما الكره..؟؟


صبح بحنو / سلوومه ما فيه أحد كامل..لو كل واحد فيه عيب أو اثنين..أو غلط غلطه..كره نفسه كان الكل عقد حياته..(أكملت ضاحكه) بعدين ماراح اسمحلك تكرهين أكثر وحده أحبها
سلام تبكي بضيق / ليه كنت كذا؟؟ أنا تربيت معك بنفس البيت..ليه ما كنت مثلك..مثل ضحى..حتى سمو مو مثلي؟؟ ليه كنت أسوي اللي أسويه..ليه غلطت بحقي..و بحقكم..ما احترمت أحد و ما احترمت حتى نفسي....وين عقلي؟ كيف كنت أفكر!!


صبح تنصت لها بصمت مستغرب...
مالذي حدث لتتذكر تلك الأيام...بهذا الندم...و كل هذا اللوم..؟؟
لكنها لم تسأل...لن تفتح جروحها أكثر و هي تثور...
ستبرد الجرح...حتى لو لم تعرف سبباً لإلتهابه...


صبح / سلومه يا قلبي كنتي مراهقه و شي طبيعي....
سلام تقاطعها / لا موو طبيعي..ما فيه شي من اللي كنت اسويه طبيعي..أنتي كنتي مراهقه ما سويتي اللي سويته سمو ضحى اللحين مراهقات ما سووا اللي كنت أسويه..مااا...مااا.....


لم تستطع أن تكمل...مع أن ما بداخلها يتوق للإنفجار...
لكن كيف تنثر سواد خزيها...أمام طهر مسامع صبح...
و هي التي يرعبها مجرد التخيل أن أحداً قد يعرف بما كانت تفعل تلك السنوات...


سلام تكمل بلا شعور / أخاف ارجع مثل ما كنت..._صمتت مرتجفه_
صبح بثقه / ماراح ترجعين


تأملتها بعينين مذعورتين...غارقتين بدمع الندم...
لو تعلم أن السبب الأوحد لجنونها ذاك قد عاد..؟؟


صبح بهدؤ / سلام..لا تفكرين باللي راح..أنتي عوضتي الكل عن اللي سويتيه ذيك الأيام..محيتي الصوره بصوره أحلى..هي حقيقتك و هي اللي نشوفها اللحين و بنتذكرها دائما..سلوومه لا تحملين نفسك الذنب..كنتي مراهقه ذيك الفتره كلنا مشاعرنا تصير فيها مضطربه و حساسه..و أنتي متشتته بين بيتين..و هالشي مو سهل لأي أحد..حنا كنا بعيدين عنك و أبوي كان قاسي شوي معك..التفاهم بيننا كان صعب و.....


اكملت كلامها...و سلام تبتسم لها من بين دموعها...(تركبين نفسك الغلط يا صبح عشاني؟ لا أنتم كنتم قريبين بس أنا اللي كنت أبعد عن الكل و مابي غيره)


قطعت أفكارها بذعر قبل أن تنساق إليه...و إلى أي ذكرى لها معه...
لتزفر بألم...محاوله طرد الضيق من داخلها...ستقوى على هذا الوجع...على هذا الماضي المخزي...
لا يعنيها رجوعه...
لا يعنيها أبداً...
لقد قطع كل وصل بينهما...مزق القلب و أوردته..و رحل ليبني حياة مع غيرها...و عودته بالتأكيد لا تعنيها...


نعم لن ترجع لما كانت عليه أبداً...
لم تعد تحبه بعد اليوم...
ايقنت ذلك الآن...
مات ذاك العشق المجنون بقلبها...
نسيته الآن كما نساها...
تكرهه الآن كما تعلم أنه يكرهها بعد ما فعلت...
لن تتذكره و لا تظن أنه يرغب بتذكرها...
كل ما يجمعها به الآن الكره..الندم..القهر..الخزي...? ? الخوف...
لقد تشوه كل ما كان جميلاً...و بريئاً بذكرياتهما...
لا شيء يهم بعودته من جديد..
سوى ذاك الخزي الذي سيثقلها و هي ترى زوجته...بعد كل ما فعلت أمامها...و بها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلست في الصاله...تقرأ كتاباً في التربية...وهو يتمدد بإسترخاء بجانبها يشاهد فيلماً كوميدياً...تقاطعه ضحكاته بين حين و آخر...

سمعا وقع خطواته على البلاط...ليلتفتا منتظرين دخوله عليهما كعادته...
لكن تلك الخطوات توجهت لأعلى بدون أن تمر عليهما...


جواهر بإستغراب / هذا ساري؟
تميم / أكيد ما بقى غيره مارجع للبيت
جواهر / غريبه! ما مر علينا؟
تميم / يمكن تعبان و يبي ينام
جواهر بعد صمت / .......ساري عرف إن أبوبدر بيرجع؟
تميم يترك فيلمه ليلتفت لها / مادري؟ اليوم عرفت برجعته..و من عرفنا ما شفت ساري...ليه؟
جواهر بنظره ذات مغزى / .........
تميم يرفع حاجبيه مستنكراً / يعني تظنين للحين يفكر بدانه؟ ما اتوقع
جواهر / ليه هو قالك هالشي؟
تميم / مايبي لها قول..خطبها مرتين و رفضت..و مرت اللحين اربع سنين..تبينه للحين يفكر فيها..أكيد لا.._يكمل محدثاً نفسه_وش هالغباء!!


عاد لفيلمه...و جواهر مازالت تفكر بساري و حلم تمنى أن يكتمل مع دانه و لكنها أبت...
تفكر بحاله الذي تغير...بروده...و سكونه...و جديته...
لقد تغير من بعدها...فهل ستؤثر عودتها عليه...
أم أنه نساها كما يقول تميم...الذي يستبعد أن يفكر فيها بعد تلك السنوات...

لكن ساري ليس كتميم...فتميم يأخذ الحياة...و المشاعر...ببساطة...بسطحية...ب? ?ناسي...
يمل من تعظيم الأمور...من الحزن...و الخلاف...و الذكرى...
فكل شيء عنده بسيط...و واضح...لا يعقد الأمور أبداً...


لكن ساري...كان عميق بكل شيء...و تتسائل لو لا يزال كما كان...



♥▓♥▒♥▓♥



صعدت درجات السلم...و الضيق يتعاظم داخلها حتى يحبس أنفاسها...
لم تشتهي لقمة واحدة مما ابتلعته...لكنها نزلت للعشاء معهم فقط إرضاء لصبح و لكي لا تقلقها عليها...
ما إن خطت للردهة الصغيره التي تجمع غرفهن...غرفة ضحى مقابلها غرفة فجر...فغرفتها هي مقابل غرفة صبح...و في آخر الردهة حمامهن المشترك...
حتى سمعت صوت صبح العذب...كعادتها...تذيب سود لياليهن...بتلك الآيات العطرة التي تتلوها على مسامعهن قبل النوم...
لتتنهد براحة...و هي تبتعد بنور تلك الآيات عن أفكارها المظلمة...
مرت بغرفة ضحى التي فتحت بابها على إتساعه...كي يصلها صوت صبح...أما فجر فقد جلست على الأرض على سجادتها قريباً من الباب و بين يديها مصحف...تتلو الآيات مع صوت صبح بهمس خافت...


كانت ستفتح باب غرفتها...لكنها تراجعت...الليلة بالذات لا ترغب أن تبقى لدقيقة وحدها...
تلك الذكريات التي كانت تقيدها بأغلال نسيانها...لن تعطيها حرية التجول في خاطرها...مرة أخرى...
لتضعفها...لتكسرها...و تشوه صفحةً بيضاء كتبت بها حياتها و مشاعرها...و ظنت أنها طهرتها من كل ما قد شابها...


تراجعت و دخلت إلى غرفة صبح...و استلقت على سريرها...و اغمضت عيناها مستمعة بعمق لتلاوتها...و أنفاسها تخرج ببطأ و تثاقل...و عيناها تذرف الدمع ما إن اطبقت جفناها...

حقاً تخشى الغد...
تخشى عودته و ما ستحمله من وجع...و ذل...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفتها المظلمة...و أقفلت الباب...استندت عليه والغرفة تغرق في الظلام...
أيام فقط و يعودون...تعود قريبة منه...من أخباره...ليعود يتجسد بأفكارها...و هي التي حاولت جاهده نسيانه...
لكن هو...هل نساها..؟؟
هل سامحها على رفضها..أو سيسامحها يوماً..؟؟


تنهدت بضيق...و هي تشعل الأنوار و تذهب لترتمي على سريرها...
كم تتمنى لو تبقى هنا...تسكن عند أخيها الذي تزوج و استقر هنا...
لكنها انهت دراستها و إلا كانت تحججت بها للبقاء...و لا عذر يبقيها هنا...و لابد من الرجوع...



♥▓♥▒♥▓♥



في الغــد....~


مشت بين أروقة الجامعة صباحاً...لأول مرة منذ سنوات...وحيدة...
لقد دخلت الجامعة...و سلام في سنتها الثانية بها...اعتدن على الذهاب سوية...الجلوس مع نفس الصديقات...حتى لو غابت إحداهن...فالأخرى تتثاقل الذهاب بدونها لتشاركها الغياب...(مدري كيف بأداوم السنه الجايه بدونك يا سلومه)


تنهدت بقلق...و هي تتذكر ثورة أحزانها بالأمس...
نومها المتقطع الذي احست به وهي تنام معها على ذات السرير...تنهيداتها الثقيلة...و دموعها التي كانت تمسحها بين دقيقةٍ و الأخرى...
حتى هذا الصباح حين صلت الفجر...و ذهبت إلى غرفتها لتدفن نفسها في سريرها...بدت مرهقة...خامدة...لا حيوية اعتادت عليها تسكنها...نظرة إنكسار غريبة سكنت عيناها...تشبه تلك النظرة التي كانت تسكنها منذ سنوات...(وش صار لك يا سلومه؟ ربي يبعد عنك هالضيقه و يشرح صدرك)


/ صبوووح...


وقفت لتلتفت بإبتسامة...لزميلتها التي كانت تتقدم نحوها...حتى و صلت إليها...


/ السلام عليكم
صبح / و عليكم السلام و الرحمه..هلا والله وش أخبارك؟
/ الحمدلله تمام..وين أختك الحلوه؟
صبح بإبتسامه / ما جت اليوم
/ ليه عسى ما شر؟
صبح / الشر ما يجيك يا قلبي..بس تعبانه شوي
/ سلامتها..سلمي عليها..ايه صح اليوم فيه درس بالمصلى..تجين؟
صبح / إن شاء الله..جزاك الله خير ياعمري
/ ويااااك



♥▓♥▒♥▓♥



رأتها تدخل الفصل و تتقدم منها...فأقفلت دفترها الأزرق الصغير..الذي يحمل رسمة لغيمة بيضاء نقش عليها...أول حروف اسمها...و الحرف الأول لإسم سمو...و الذي يصاحبها دوماً...و بكل وقت...


و بداخله دونت مشاعر مختلطة...فرحها...أحزانها...أم? ?نيها...أيامها...كل ذكرياتها هنا...


سمو تجلس / تدرين إني أغار من هالدفتر..و شكلي شكلي بديت اكرهه! ما يشفع له إلا إن حرفي عليه
كادي تضحك / لا تصيرين ملقوفه..عطيني مساحه خاصه...(تمثل الغضب) كل شي بحياتي داخله فيه غصب!
سمو بإصرار / إلا هالدفتـر
كادي بهدؤ / خلاص إذا مت اسمح لك تقرينه


سمو تضربها بقوه آلمتها...


كادي / آآي اوجعتيني!!
سمو / احسن..من زينك أنتي و دفترك..خلاص مابي اقراه..ولو متي بأدفنه معك
كادي بدلال / قولي إنك تخافين علي
سمو تضحك / وش اسوي بعدك؟ ما عندي أحد أربيه هههههه



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن صلت العصر...جلست في الصاله تنجز تقريراً دراسياً ستقدمه في الغد...و ضحى و فجر يشاهدن التلفاز بالقرب منها...

لم تصدق و هي ترى سلام...تدخل الصالة مسرعة...تحمل بين يديها...عبائتها...و حقيبتها...و وجهها مازال يحمل ذبوله...و إرهاقه...

الجميع التفت ينظر إليها بإستغراب...فهي منذ الأمس لم تغادر سريرها...


ضحى / ويــن؟؟
سلام ترد عليها بسؤال / وين أبوي؟؟
فجر / في المجلس


كانت ستذهب له بسرعة...لكن أوقفها سؤال صبح...و نبرة القلق التي تملأه...


صبح / سلام خير وش فيك؟ إخوانك فيهم شي؟؟
سلام تقف لتلتفت إليها / لا ما فيه شي..بس ساري يبيني بموضوع


تركتهم بقلق...و سؤال مازال يلح في خاطرها...لترتجف أطرافها بحثاً عن جواب له...
مالذي يجعل ساري يطلب أن يراها...
بهذا الإلحاح؟؟
بهذا الوقت؟؟
لوحدهما؟؟


ذهبت إلى المجلس لتستأذن والدها للخروج...و ما إن خرجت منه حتى اتصل بها ساري يخبرها أنه الآن أمام المنزل...فارتدت عبائتها بيدين مرتجفتين...و ذهن مشتت...


حالها...إرهاقها...نفسيتها...ه? ? أبعد ما تكون اليوم برغبة للكلام مع أحد...
كيف و إن كان مع أحد أخوتها...لكنها لم تستطع رفض الخروج معه...وهو يطلب منها هذا للمرة الأولى...بذاك الإصرار...


فكرت برعب...هل يعقل أنه سمع شيئاً من مالك عنها...(اهدي يا سلام اهدي..أنتي بس اللي خايفه من هالموضوع و تذكرينه..مالك و عذاري أكيد عاشوا حياتهم و نسوا بعد كل هالسنين..مو معقول يوم رجعت بتتكلم عن اللي صار! يآآآرب)


تنهدت بقوه قبل أن تفتح باب سيارته...و تجلس جانبه...


سلام تزفر بتوتر / مساء الخير
ساري يبتسم بهدؤ / مساء النور


كانت تراقب ملامحه من خلف طرحتها التي انزلتها على عينيها...ارتاحت مبدئياً لإبتسامه بوجهها...
لكنه ساري...مهما عظم الموضوع تعلم أن لا شيء مما في داخله سيظهر على ملامحه...
حقاً كم يتقن إخفاء كل ما يدور في عقلـه...و قلبـه...


ساري بعد أن أدار المحرك / وش أخبارك؟
سلام / الحمدلله تمام..بتروح البيت؟
ساري بإقتضاب / لا
صمت للحظه...و لكنه عاد ليسأل / وش فيه صوتك؟
سلام / تعبانه شوي..و ما نمت زين امس
ساري بضيق/ كان قلتي إنك ما تقدرين تطلعين و.....
سلام تقاطعه / لااا مو لهالدرجه..-و تصنعت المرح و هي تكمل-بعدين مو كل يوم تعزمني عشان افوت هالطلعه


صمت...و عادت ملامحه للجمود...
و هي لم تعد تطيق هذا التوتر الذي بدأ يظهر حتى على صوتها...
هناك شيء...بالطبع لن يكون هذا الطلب...لمجرد شوقه لها...أو للتنزه فقط...و كأنه يملك الوقت...أو الرغبة لذلك...
ستسأل...نعم ستتجرأ و تسأل...


سلام بقلق / وش فيك ساري-و بصراحه انفلتت-خوفتني؟؟
ساري يبتسم بهدؤ / وليه تخافين؟ ما يصير اتكلم مع أختي يعني؟
سلام لا تخفي دهشتها / يوم في وسط الأسبوع..و أنا عارفه إنك مشغول..أكيد هالموضوع مو عادي!!
ساري / أول خلينا نروح لكوفي نجلس فيه..أو تبين نتكلم في السياره؟


تنهدت بقلق...و ضيق...و صمتت مجبرة على الإنتظار...






بعد نصف ســاعه..~


كانت تنظر لكوب القهوة أمامها...و تحرك بيدها الملعقة داخلة...مدعية تحريك السكر...
لكنها حقيقة لم تستطع أخذ رشفة منه...و هي ترى ملامح ساري تطغى عليها هذه الجدية...و الضيق...

رفع نظراته الباردة إليها...لتبادله التحديق بخوف...و تساؤل...


ساري بلا مقدمات / قررت اتزوج


كان من المفروض أن ترتاح لأن الموضوع بعيداً عنها...و عن ما يرعبها...
لكن ذهولها من ما سمعته انساها قلقها...تعبها...و مخاوفها...


سلام بدهشه / تتزوج!


ربط خيالها بسرعة...بين هذا الطلب...و رجوع دانه...
أيعقل أن يكون.....؟؟


سلام / وش معنى اللحين؟
ساري بهدؤ / و ليه مو اللحين؟؟.._اكمل بإستهزاء بارد-المفروض كنت متزوج من زمان..عمري اثنين و ثلاثين..أصدقائي اللي معه ولد و اللي اثنين..و أنا.....


ترك جملته معلقة في الهواء...و لكن سلام اكملتها عنه...بداخلها...(و أنت ضيعت سنين عمرك تحب وحده ما قدرت هالشي)


سلام تبتسم بحب و راحة / زين اجل اقول مبروك من اللحين..و مين سعيدة الحظ؟؟


تريد أن تعرف...إن كان ساري للآن متعلق بذاك الحب...و لم يفقد الأمل...
و هي مازالت مستغربة أيعقل أنه سيخطبها من جديد..؟؟


ساري / هاذي عليك عاد..أبي تدورين لي وحده تناسبني
سلام بدهشه / أنـا؟؟!
ساري ببرود / ايه..مو أختي الكبيره مين بيخطب لي غيرك؟؟
سلام مفكره / بسسس..يعني أمي و عمتي جواهر.....!!
ساري بلامبالاة / ماراح يعترضون هم بيفرحون إني بأتزوج و ماراح يهتمون بشي ثاني..و.....


تردد قليلاً...و احست هذا بصوته...
بالتأكيد هناك سبب لهذا الطلب منها بالذات...و بهذه السرية بينهما...


سلام / كمل ليه سكت؟
ساري / أنا قلت لك أنتي تدورين لي..عشان اخطب بسرعه..لو قلت لأمي و عمتي بتمر أسابيع و هم يتنقون..و يتشاورون..و يطلعون الحلوه و الأحلى
سلام / و هذا المفروض كم ساري عندنا؟ عشان نزوجه أي وحده
ساري ببرود / ما يهمني..أنا المهم بالكثير نهاية هالأسبوع أكون خطبت و خلصت
شهقت سلام / تبني أدور لك بيومين بس؟!!
ساري بتأكيد / ايه..و وحده تكونين ضامنه موافقتها..و بسرعه
سلام / ما يمدي و .....


انقطع صوتها...و المعنى يصل متأخراً قليلاً لذهنها...
كل هذا بسبب رجوعها بالتأكيد...
كانت تظن أن أخاها للآن يأمل بذاك الحب الذي ينشده منذ سنوات...
لكن اتضح لها أنه تغير...كما تغيرت...

فساري المحب...الحساس...الذي يملك رومانسية تحلم بها أي فتاة...
تحول لذاك الرجل...البارد...العملي...الج? ?د...
تلاشى إحساسه...قل كلامه...و قل إهتمامه بكل شي عدا عمله...
وبالتأكيد...لا يريد أن ترجع و تراه للآن غارقاً في أطلال حبه المرفوض...


مهمة صعبة أوكلها لها...
ليس فقط لأنها لن تستطيع تنفيذها...أو قد لا تجد عروس بهذه السرعة...
الأصعب من ذلك...أنها ستختار له حياة تتحمل مسئوليتها...حياة تراه يقدم عليها بكل برود...و لا مبالاة...
و حياة إنسانة أخرى ستأخذ على عاتقها ذنبها...و هي تخطب لها شخصاً روحه ما زالت مجروحة...معلقة بفتاة لم يحصل عليها...


و هذا ما جعل تلك الفتاة تقفز لمخيلتها...
تعلم أنها هي بالذات مستحيلة...
لكن قلبها لم يطاوعها على خذلان ساري حين لجأ لها بهذه اللهفة و الحاجة لتساعده...
أيضا لأنه زواج بالطبع لن يتم...لن يرضى هو بها...و أكثر من ذلك لن ترضى بها والدتها لساري بالذات...و الكل سيعارضه...
و هي بذلك تكون قد ساعدته...لكنها متأكدة أن هذا الزواج لن يتم...


سلام بعد صمت / ما فيه غيرها..مِنوَه..أكثر وحده تناسب طلبك..و بتوافق على طول


تجعد جبينه مفكراً...يحاول أن يتذكر هوية لذلك الإسم...
بالتأكيد ليس غريباً عنه...لقد مر على مسامعه...


و تذكرها...!
ليرفع نظرات مصدومة...غير مصدقه...لسلام..!!



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥

ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-06-22 الساعة 09:58 AM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 03:11 AM   #18

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]

♥▄الـنـبـ«6»ــضــة▄♥

:
:
:

أغلقت هاتفها و هي تزفر بضيق...و شفتيها تتكور بخيبة...لترفع رأسها إليهما...


أم يوسف / وش فيك؟
شوق / سلام ماراح تجي معنا..تقول صبح إنها تعبانه


ذات الخيبة انتقلت لصدر أخاها...لكن بتأثير أكبر...
منذ الأمس وهو يعد الساعات للقائها...ليصحبها مع شقيقته عدة دقائق...
تكون فيها قريباً منه...داخل حدوده...ممكنه لأحلامه...


قربها في الأيام الماضية...جعلها تتركز في أفكاره أكثر...
لا ليس أكثر...و لا أقل...
هي دائماً كانت موجودة...لكن هو من يتشاغل عن ذكرها...

و الآن ها هي...تعاود عاداتها...مالبثت أن ابتعدت عنه مجدداً...
حتى و هي مجرد حلم...و خيال له...
رفضت تلك الدقائق التي يخدع بها نفسه...و تأمل بها أحلامه...


يعلم أن تعبها مجرد حجة...لا يدري مالمقصود منها..؟؟
و يخشى أن يكون هو..!!
فقد رآها قبل ساعتين فقط عائدة مع أحد أخوانها...(تدري إني بأوصلهم عشان كذا ما جت؟ ليه؟ يوترك وجودي؟ أو اللي في قلبي باين و أنتي مو قابله فيه؟؟)


عاد من أفكاره ليتابع حديث والدته...و شوق...


أم يوسف / بتروحين لحالك؟
شوق / لا صبح بتروح معي
أم يوسف تبتسم بحب / ما تقصر صبح عمرها ما ردت أحد_تلتفت ليوسف بنظرة ذات مغزى_عساي اشوفها من نصيبك يارب


اتسعت عيناه دهشة...و صدمة...
دائماً يسمع تلميحات والدته...نحو سعيد الحظ الذي سيمتلك زوجه كصبح...
دوماً تمتدح أفعالها الصغيرة...و الكبيرة...
لكن لم يظن أنها تأمل أن يكون ابنها...هو ذاك الزوج المرجو لصبح...

نهض سريعاً بعد هذا التصريح...قبل أن يسمع عرضاً حقيقياً للموضوع...يستوجب منه الرد...


يوسف يصد عن نظرات والدته لشوق / أنا في المجلس إذا جهزتي عطيني خبر

تركهما و شوق تتبعه بنظراتها...ليقطعها حديث والدتها...


أم يوسف / وش فيه قام مثل المقروص! لا يكون استحى؟
شوق بحذر / أو يمكن ما يبيها
أم يوسف بإستنكار / و مين اللي ما يبي صبح..أنا دائماً المح له إني أبي له وحده من بنات جابر وهو ما قد رفض


شردت شوق بأفكارها...(وحده من بنات جابر ايه..لكن مـو صبح يمه)


الآن تدرك حقيقة شكوكها...
دائماً كانت تحس بإهتمامه الخفي بأي حديث يتعلق بسلام...تلك النظرات التي تشرد لبعيد مع ذكرها...
لتختم حديثها عنها بتنهيدة عميقة تصدر منه...تشعر بها و لا يشعر هو...و إلا كان حتماً سيخفيها...

لكنها رفضته سابقاً...و لا تعلم إن كانت سوف تغير رأيها الآن...
كم تتمناها زوجة لأخيها...صحيح أن صبح تستحقه كذلك...لكن لا تدري لما...ترى سلام تناسبه أكثر...



♥▓♥▒♥▓♥


كان في طريقه إلى لمنزل مساءً...باكراً...على غير عادته...
بعد مقابلته لسلام لم يعد إلى الشركة بل توجه إلى المنزل مباشرة...
أنهى ما لديه من أعمال على الهاتف...مؤجلاً بعضها للغد...كي يلقى والده و والدته...و يحدثهم بموضوع زواجه...


تنهد بضيق...و تردد...لأول مرة يحس بهما وهو يقبل على فعل شيء...
لكنه بالكاد اقنع نفسه بفكرة الزواج...التي اتخذها فجأه...و إبتداء حياة جديدة...و إلتزامه بشخص آخر...يشاركه حياته...و يضيق عليه وقته...

لكي يجاهد الآن مجدداً لإقناع نفسه بتلك الزوجة بالذات التي اختارتها سلام...
لما كان عليها أن تقترحها هي بالذات...أمام جنوح أفكاره...ليقبل بها..؟؟


منذ أن عرف بعودة دانه من جديد...كره أن تراه...و يراه الكل مازال يعيش على وجع البعد...و الرفض...
أكثر من ذلك يعلم أن لا نصيب سيجمعهما أبداً...لذا يرغب أن يصرف كل إهتمامه عنها...و يقطع كل طريق قد يؤدي به للرجوع إليها...
حتى هي....لابد أن تدرك أنه محاها من حياته...و بدأ من جديد...

لكن يعلم أن في إختياره لمنوه بالذات...طعنة لها..!!

هل كان من الأفضل لو ابتعد قدر الإمكان عن ما له صلة بها...
لكن عناده طغى على تردده...ليقنع نفسه...(و من متى منوه و أمها لهم صله بأحد؟؟)

صحيح...فبالرغم من أن والدتها أخت غير شقيقه لبنات عمة والده...إلا أنها دائماً بعيدة عنهم...كارهة...حاقدة...طامعة...
و هي الوحيدة كما قالت سلام...التي يضمن موافقتها السريعة...على الخطبة...و على كل ما سوف يطلبه...


أن يتزوج بإبنة خالتها...كيف سيشعرها ذلك..؟؟
هل هو نفس الألم الذي صفعه وهي ترفضه بعد أن سلبت بعلمها كل مشاعره؟؟


كانت تحبه...و قد لا تزال...لكنها رفضته إستجابة لرفض والدتها له...
قد يجد عذراً لها في هذا...لكن بعد أن سافر لها مرةً أخرى...و خطبها للمرة الثانية...و الكل اقنع والدتها بالقبول حتى قبلت...
لم رفضتــه هي..؟؟؟


هذا ما يغضبه..!!
هذا ما لا يعرف سببـاً له..!!
هذا ما أماتها في قلبه و لن يسامحها عليه...






بعـد ســاعـة..~


كان يجلس بين ثلاثتهم...و يرى الفرح يتراقص مع الصدمة على ملامحهم بعد أن اخبرهم برغبته في الزواج...
لكنه يعلم سرعان ما تخمد هذه الفرحة وهو يسكب على مسامعهم هوية العروس...التي يسأله الجميع عنها الآن...


ساري بثبات خارجي فقط / منوه


انتصبت نظرات مستنكرة عليه...من والدته...و عمته...
في حين تجعد جبين والده مستفهماً...


أبومالك / مين منوه؟ تعرفونها؟؟
ساري يجيب بعد صمتهن / بنت فاطمه..أخت بنات عمتي مزنه


الآن والده يشاركهن الإستنكار...و الصمت...
أما هو فينتظر تلك الإعتراضات التي سوف تنهال عليه...و التي جهز رداً لكل واحدٍ منها...



والدته كانت ماتزال مصدومة...صدمة أن يقرر ساري الزواج كانت وحدها كافية...ليزيدها بتحديد تلك العروس بالذات...

لما منوه..؟؟
بالتأكيد لم يسمع طوال تلك السنوات شيء حسن عنها!
لم يفته شخصياتهم الحاقدة..الكارهة..الطامعة التي طالما سمع عنها!

ادركت أن هدف ابنها ليس الزواج فقط...
و إلا لكان طلب منها أن تختار له عروس...و يدرك أنها سوف تختار الأفضل...و الأجمل...من تستحق بكرها الغالي...

لكن أن يختار منوه بالذات...فهو بالتأكيد يسعى لقهر من تسبب بقهره...أن يرد الألم...و الوجع...
فمنوه و أمها...بينهم عداوة بغيضة مع مزنة و بناتها بالرغم من تواصلهم أحياناً...لكنه تواصل كما تصرح عمتها...كان من الأفضل لو لم يكن...لأنه بحدوثه يجر مشاكل...و خلافات أكبر...
فتسبب بعد أرواحهم...أكثر من بعد أجسادهم...


لا تريد أن توافق...و أكثر لا تريد أن يتزوج ابنها من تلك..!
و لكن الأصعب من ذلك...أن تقف هي بوجهه هذه المرة...
لما يجب أن يقف دائماً أحد في وجهه لتحقيق ما يرغب به..؟؟
حتى لو كان الثأر لوجعه..!!


أم ساري بإبتسامة مغتصبة / الله يتمم لك على خير يمه_كانت دعوة من وراء قلبها_لو وافق أبوك نروح نخطبها لك


تراخت أعصابه المشدودة...و خدر يسري داخله...لا يعلم إن كان راحة...أم خيبة...

حتى والدته...ندمت على موافقتها فور تلفظها بها...لكن أملها الوحيد أن لايتم هذا الزواج...
برود ساري...و إمتعاض أبيه...و عدم استحسان جواهر للفكرة...
كلها أشياء تجعلها تتأمل إلغاء هذه الخطبة قبل بدايتها...



♥▓♥▒♥▓♥



عادت من مشوارها مع ابنة الجيران...و قبل أن تدخل غرفتها لتبديل ملابسها...التفتت بضيق للباب المقابل لها...لتتجه خطواتها القلقة إليه...
فتحت باب غرفتها بهدؤ لتطل عليها...و تراها على سريرها...كما كانت منذ الصباح...لا تنام و لا تتحرك منه...

لم تتحرك من سريرها إلا لذاك المشوار مع أخيها منذ ساعات...لتعد كما كانت...أو اسوأ...
من بعد تلك الضيقة التي اصابتها بالأمس...و التي لا تعلم لها سبباً...لا ترى سوى نتائجها تزداد...


تقدمت منها بهدؤ...حتى وقفت تستند على طرف سريرها...
لتلتفت إليها بعينين ذابلتين...و ملامح مهمومة...


صبح تجلس على طرف سريرها / وش أخبارك اللحين سلومه؟
سلام / الحمدلله احسن.....حلو فستان شوق؟
صبح / ايه الحمدلله..لابق عليها ماشاءالله...سلومه ليه ما ننزل تحت و.....
سلام تقاطعها / مصدعه..و مالي خلق اتكلم..خليني ارتاح شوي
صبح بقلق / سمو كلمت ضحى امس و قالت إنها كانت تكلمك و فجأه قفلتي بوجهها..صاير بينكم شي؟
سلام تكرر الكذبة التي قالتها لسمو / لا الجوال فضت بطاريته و أنا مانتبهت
صبح لاتصدقها / على راحتك..لو حبيتي نتكلم أنا بأسمعك بأي وقت
سلام / صبح يا عمري لا تشغلين بالك..هي ضيقه بدون سبب جت و تروح إن شاء الله
صبح تبتسم / إن شاء الله..بس وش اسوي فاقدين صوتك في البيت و ما أحب اشوفك إلا و أنتي تضحكين..قومي يا قلبي صلي لك ركعتين و اقري قرآن و ربي يشرح صدرك و يبعد عنك هالضيقه
سلام / إن شاء الله
غادرتها صبح لتقف عند الباب / بأسوي قهوة عبال ما تصلين...ولو كنت غاليه عليك انزلي اجلسي معنا..مسويه لك حلى النسكافيه اللي تحبينه


خرجت و اغلقت الباب...لتطلق سلام تنهيداتها بضيق...
لا تعلم مالذي أصابها..؟؟
سلبت كل طاقتها...و راحتها...و سكينتها...
افزعها قدومه...مقابلة زوجته...مواجهتها لما كانت عليه يوماً و تحمل النتائج...

تردد كثيراً أنها تغيرت...و ما عادت تهتم...لكن عودة كل شيء بهذه السرعة صعب عليها...


مالك سيعود..!!
عجباً كيف يرعبها هذا الخبر..!! و لا تعلم لما..؟؟


لقد كان دوماً جزءً لا يتجزأ من حياتها...منذ عرفت الحياة عرفته...
كان أباً...أخاً...حامياً...و بطلاً...كان المهم و الأهم بحياتها...

لكن..تلك السنوات الثلاث المخزية...لطخت كل شيء..


سلام تقاطع أفكارها / استغفر الله العظيم..لا حول ولا قوة إلا بالله


و نهضت بعزيمه ترجو أن لا تخذلها يوماً...ترجو ثباتاً كانت تعيشه...

نعم كانت عابثة لكنها تغيرت...
لقد محت كل شيء...تابت...و بدأت من جديد...
لن ترجع لتلك الأفكار و الذكريات...لن تستعرضها بخيالها مجدداً...
ستمحو ذاكرة يمر فيها أي شيء يعنيه...ستكمل الحياة التي ارتضتها لنفسها...و لن تسمح للوساوس أن تعكرها...



♥▓♥▒♥▓♥



استلقت بجانبه على السرير...و هي تتنهد بضيق...ليترك الكتاب الذي كان بين يديه...و يحتضن كفها...

أبومالك / وش فيك؟
أم ساري / ما فيني شي......
أبومالك يقاطعها / هي عشرة يوم يالعنود! يعني ما أعرفك إذا ضايقك شي؟
أم ساري تعترف بضيق / يعني هو فيه شي غيره..خطبة ساري
أبومالك بإستغراب / دام البنت مو عاجبتك ليه ماعترضتي؟ ليه ما عرضتي عليه غيرها..أنتي وافقتي على طول
أم ساري تبرر / يعني ما تعرف ساري..لو كان مقتنع فيها ماراح يغير رايه أحد
أبومالك / بس أنتي ما سألتيه..ماتدرين لو كان مقتنع فيها أو لا..و ليه اختارها هي بالذات؟
أم ساري / لو ما كان يبيها هي بالذات..كان قال لنا حنا نخطب له..ما حددها إلا لأنه يبيها..و بصراحه أنا فرحتي بزواجه صدمتني و لا خلتني أفكر زين


صمتت و فكرها يشرد...مازالت تتسائل لما منوه بالذات..؟؟
كيف خطرت على باله..؟؟إلا إن كان هدفه الانتقام كما تخيلت...
و إن كان جن ليفكر بها كإنتقام...كيف تجن هي و توافق بهذه السهولة...كيف توافقه على العبث بحياته...فقط لرد القهر لأولئك...


أم ساري / و أنت وش رايك؟
أبومالك / والله مادري..أنا ماعرف البنت و لا أمها إلا من كلامكم عنها_يكمل مبتسماً_عاد أنتم يالحريم ما يعرف صدقكم من كذبكم
أم ساري بعتب / الله يسامحك..طلعتني كذابه..بعد بتطلع عمتك مزنه كذابه؟
أبومالك / محشومه أنتي وعمتي..بس أنا اقول يمكن المره تغيرت يمكن بنتها احسن منها..و يمكن هالنسب يصير وجه خير عليكم و يقربكم من بعض..الله يكتب اللي فيه الخير..دام ساري يبيها
أم ساري / إن شاء الله..بس تتوقع عمتي مزنه ما تتضايق؟
أبومالك / عمتي عقلها كبير..و ما ترد الخير عن أحد..بالعكس هي كل هالسنين حارصه على وصلهم...و مقربتهم منها حتى لو ما بغوا هم هالشي


شردت أفكارها من جديد...و الضيق لا يفارقها...
تلك الفتاة و والدتها...لا يهتمان لا بقرابة...و لا زيارة إلا لسبب...أو مصلحة...
تخشى أن تكون موافقتها...و مساندته في هذا الأمر سبباً لإفساد حياته...

و لما لا يكون يريد الفتاة لسبب غير ما طرأ في أفكارها...و هي التي تخيلت هذه الفكرة..؟؟

أياً كان سببه...تتمنى أن لاتتم هذه الخطبة...و بدأت تلوم نفسها على تلك الموافقه السريعة...

تعلم أن تلك الوالدة تستعرض فتاتها في كل عرس...أو حفلة تذهبان إليها...
ليتها تمت خطبتها...و تنتهي من الأمر قبل أن يبدأ...



♥▓♥▒♥▓♥



دخلت إلى غرفة أختها...التي لم تنزل للعشاء...لتراها تجلس على سريرها شاردة...


دانه / جود..ليه ما نزلتي تتعشين؟
جود / مالي نفس
دانه تستغرب ملامحها المنعقدة / وش فيك؟
جود / اجلسي
تقدمت لتجس معها على السرير / وش فيه؟
جود / قبل شوي كلمت كادي
دانه تتنهد / ايه
جود / سألتها عن سمو..أنا يوم كلمتها قبل كنت أبيها تجس نبضها..قلت لها تسلم لي عليها......بس..بس كادي تقول إنها رفضت تتكلم بالموضوع و خلتها تغير السالفه..ما فرحت برجعتنا..و لا اهتمت من الأساس
دانه بعد صمت / شي طبيعي..جود كان بين أمهاتنا خلافات كثير بعدها انقطعنا عنهم و حنا بينهم..و بعدها رحنا عنهم خمس سنين..تبينها أول ما تعرف إنك راجعه تفرح و تدق تقولك تجين بالسلامه!!
جود بضيق / يعني أنا الغلطانه اللي أفكر فيها! إني مهتمه نرجع مثل أول..قبل كنا صغار كنا بإبتدائي و عقولنا كبيره ماتهمنا خلافات أهلنا..اللحين يوم كبرنا بنصغر عقلنا و نبعد عن بعض؟
دانه / أنا ما أقول إنك غلطانه..بالعكس فرحانه إنك مهتمه ترجعون مثل أول رغم كل هالسنين..و كل هالبعد..بس لا تلومينها من أول موقف..لازم تحاولين كثير..و تبينين لها إهتمامك
جود بعناد / و هي؟ مو لو أهمها حاولت تسامح و تنسى..حاولت .......
دانه تقاطعها / موقفها غير يا جود..لا تنسين حنا اللي اخطينا عليهم مو هم..أمي الله يهديها هي اللي مو طايقه أمها..حنا اللي ابعدنا..و حنا اللي قطعنا
جود / يعني بتآخذني بذنب أنا مالي دخل فيه
دانه تتنهد / دائما متسرعه يا جود..تلومينها على كلام يمكن قالته من ورى قلبها..و إلا من زعلها..و أنتي حتى للحين ما تدرين أمي وش بتقول لو طلبتي تروحين لسمو..لو أمي رفضت..بتكسرين كلامها و تروحين؟
جود بصدمه / تتوقعين أمي ترفض اكلمها أو اروح لها؟؟
دانه بشرود / مـادري..مادري



♥▓♥▒♥▓♥



زفرت نفساً قوياً مرتجفاً...و يدها تمتد لمقبض الباب لتفتحه...
هبط قلبها بين جوانبها...حين تنفست رائحة عطر والدتها الذي كان و مازال يسكن جدران هذه الغرفة...

لا تدخلها إلا نادراً...و لا تخفاها رغبة والدها أن لا تدخل أبداً في إختلائه الزاخر بها...
دخلت للغرفة بعد أن أضاءت النور...و مع كل خطوة تخطيها داخلها يتفجر بروحها صخب الحزن...و الحرمان..

بدأت تتمشى بمهل...تتنفس كذبة وجودها...و تستجدي خيالاتها أن تمر بخيالها...

لم يتغير في الغرفة الكثير بعدها...رغم فقدها الأعظم لوجودها...
ولو وقف الأمر على والدها...لحبس كل شيء له كما كان...
لكن سامي من احضر خالتها جواهر...لترحل بأغراض تلك الحبيبة...آملاً أن يخف الوجع الذي يكسر نظرات والدها في كل مره يخرج بها من هذه الغرفة...


لكن حتى ولو تلاشت أغراضها...بعض ملابس...و قطع أثاث...و غيرها...
كيف تمحى آثارها العالقة بكل شيء..؟؟
ذكرياتها بينهم..؟؟
إهتمامها بكل شيء..؟؟
حبها...عطائها...حنانها الفياض...و صفاء روحها..؟؟

لا....فمازالت تسكن قلوبهم...و أرواحهم...قبل أن تسكن ذكراها جدران هذا المنزل...و هوائه...


/ كاااادي

أولته ظهرها...و هي تمسح دمعة هطلت بثقل مايحمل قلبها من حنين...و تنحنحت تبعد الغصة التي تتضخم في حلقها...و هي تتجه إلى دولابه...


كادي / سم يبه
أبوسامي / وش تسوين هنا؟
كادي تلتفت إليه بإبتسامة شاحبة / اجهز شنطتك..بعد كم ساعه موعد طيارتك..يبه تكفى المره الثانيه لو بتسافر علمني قبلها بوقت..عشان تستعد نفسيتي..و.....

أبوسامي يبتسم بحنان وهو يقترب منها...ليداعب شعرها بلطف...

أبوسامي / ليه عشان نعيش المناحه اللي سويتيها قبل شوي أيام كثيره؟
كادي تبتسم بعتب / ياربي اللحين دمعتين سويتوها أنت و سامي مناحه!


جلس على السرير...يراقبها بحب يخالطه كثير من أسى...و هي ترتب ثيابه في شنطته...و تسأله عن ما يريد أخذه معه...
تلك الدموع التي تطل من شرفة عيناها...و تحجبها عنه...
ذاك الدور الكبير الذي تتلبسه للعناية بهما...و هي أحوج منهما للرعاية...و الحنان...

و الفقد الذي يعكس صداه على حرمانه ليتعاظم فلا يسعه حزن...و لا شوق...ولا وجع...


كادي تغلق الشنطه / خلصنا صح؟
أبوسامي يقف / يسلم ربي هاليدين..و لا يحرمنا منك يابنت جميله

اتسعت إبتسامتها...هذا الإسم الذي يطلقه عليها...يمر على جفاف روحها ليروى...ولو كان بسراب...

اقتربت منه لتعلو بأقدامها تقبل جبينه / الله يسلمك يالغالي..بأخليهم يجهزون العشاء دامك تخلص شاور


خرجت مسرعة...لتنثر دمعاتها بعيداً عن أوجاع لا تحتمل مزيداً من اللهب لتشتعل...
وهو يراقبها حتى اغلقت الباب...و تركته في الغرفه وحيداً...

كحاله كل ليلة...حين يستضيف الشوق سهاده...يناجي أطيافاً تسكن في زوايا خياله..
فتزحف ساعات الليل الطويل في أرق متعب...وهو يرجو نومه ليقابل من توسدت جميع أحلامه...
هذا حاله بعدها...يتعلق على آثار خطاها الراحلة...مشلول الوجود...يتداوى بالنسيان ليذكرها...
فراقها أحدث به شرخاً يستعصي على الإلتائم...ولولا روحاً لها تنبض بتلك الفتاة اليتيمة...لا ستجدى الموت أن ينبض بجسده ليرتاح...

وقف متنهداً...يحمل حنينه و وجعه رابضاً بين أوردته...ليكمل رماد هذا العمر بعدها...



♥▓♥▒♥▓♥



جلسن ثلاثتهن بعد العشاء...و صعود والدهن للنوم...والذي تحججن له بعدم نزول سلام...أنها نامت مبكراً...

أم صبح بضيق / والله مادري وش صاب هالبنت..الله يبعد عنها الضيق و الكدر..مو المفروض نعلم أبوك أخاف يعرف و يزعل إننا ما قلنا له
ضحى / سلام حلفتنا ما أحد يقوله عنها شي
صبح / تعرفين سلام يمه..لو تضايق عشانها بتتضايق أكبر و يزيد اللي فيها..بالعكس لو ما عرف يمكن تتشجع تنزل بس عشان يشوفها
ضحى بشرود / من زمان ما جتها ضيقه كذا..الله لا يعيد ذيك الأيام


تنهدت بضيق و هي تتذكر ذبول ملامحها...إنطفائها...حين دخلت عندها قبل قليل آملة أن تقنعها بالنزول...
ظلمة إنكسار...و وجع...تغيم على نظراتها...هي ذات النظره التي تذكرها تسكنها تلك السنوات...

ذات النظرة التي جعلت قلبها يرق عليها...بعد كل ما عانته منها...
فلم تهن عليها رغم كرهها لها...و هي ترى ذاك الوجع يرسم ملامحها...


فحزن سلام...و إنكسارها...
يرسم صورة حزينة عميقة توجع القلب...و تثير أحزانه...و ضيقاته...
جعلها تنسى سلام التي كرهتها...سلام الوقحة...القاسية...التي كانت تثير رعبها...
و تتقبل تلك الأخت الجديدة...و التي كانت أفضل...و أجمل...


و التقطت أفكارها...ذكرى تلك الليلة...المشابهة لليالي كثيرة...كانوا يعانونها بسبب سلام و جنونها...






نزلت الدرج لتجدهم في الصالة...مرت عليهم كعادتها...بلا سلام...أو كلام...
تتجاهلهم بغرور...و إستحقار...و هي تتمايل بخطواتها...و خطوات كعبها العالي ترن على البلاط...
لتتغضن ملامح ضحى إستحقاراً و هي تشاهد تلك التنورة الضيقة...القصيرة...التي تكشف معظم ساقيها...


توجهت إلى المطبخ...لتغيب هناك لفترة...
و يرتعبن و هن يسمعن صوت والدها يعود إلى المنزل...


أم صبح / ليتها راحت قبل يرجع أبوك..الله يستر لا يشوف لبسها و......


قطعت كلامها بدخول والدهن...الذي كتب له لسؤ حظهن أن يتوجه على الفور إلى المطبخ...
فيصلهن صوته الغاضب...الصارخ...و بنفس الحدة...و العصبية يتعالى صوت سلام عليه أيضاً...بلا إحترام له...و لا حياء من تلك الكلمات التي ترد عليه بها...

لتخرج من المطبخ ثائرة كعاصفة هوجاء...لا تحتاج ذكاءً ليخبرها أنها تلقت الضرب من والدها...
وقفت تتأملهن بعينان مليئتان بدموع الكره...و القهر...و الغضب...


سلام صارخه بوقاحة / أنتم اللي علمتوه يااااحسوداات.....
أم صبح تخشى أن يسمعها زوجها فيأتي ليكمل عليها / يا بنتي الله يهديك......
سلام تصرخ بوجهها / لا تقولين بنتي..من زينك أنتي وبناتك أصير مثلكم..ادري إنكم تكرهوني..غايرين مني..تبوني البس هالخلاقين اللي لابسينهن بناتكم القرويااات


و حدث ما كانت تخشاه والدتها...و يضايقهن جميعاً...سمعها والدها ليأتي غاضباً و يكمل ضربها أمامهم...


سلام تهرب منه صاعدة الدرج وهي تصرخ / اكررررهكم..اكررررهكم



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 28-06-22 الساعة 11:39 AM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 07:41 PM   #19

ام خلاد1440

? العضوٌ??? » 449315
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ام خلاد1440 is on a distinguished road
افتراضي بين نبض قلب واخرا

السلام عليكم ورحمة الله

ام خلاد1440 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 07:46 PM   #20

ام خلاد1440

? العضوٌ??? » 449315
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ام خلاد1440 is on a distinguished road
افتراضي

ياهلا بأغاني من جديد

انا متابعه من اول مانزلت القصه ماصدقت يوم قالت اختنا أبها انه رجعت ًمن جديد

متحمسه للقصه. زواج ساري الغريب يتم

سلام ومالك وش نهايته معه مايبي العبث. وهو يدور حوله

صبح

موضي. وحقده وأخيرا. متحمسه لعمتهم وحزنه

القصه ممتعه


ام خلاد1440 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات سعودية.رواية.رواية رومانسية.بين نبضة قلب و أخرى.روايات أغاني الشتاء.روايات مكتملة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.