آخر 10 مشاركات
هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          [ تحميل ] عابرات فـوق السنة النيران ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          577 - انتظار ديبورا - بيتي نيلز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-20, 11:26 PM   #31

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]




♥▄الـنـبـ«12»ــضــة▄♥


:
:
:


بـعــد أسـبـــــوع...~


تأملت جوالها للمرة الألف خلال الأيام الماضيه...تنتظر إتصاله...لكنه لم يتصل...
و لم يأتي..!!
لماذا...؟؟
حتى أنه لم يطلب منها الحضور لإجتماع خالاته في مزرعة جدته اليوم...و الذي علمت عنه بالصدفه حين اتصلت بأم فراس لتتحمد لها بسلامة الرجوع...
دعتها للحضور هي و والدتها...لكنها تحججت بإنشغالهم...لم تستطع أن تحضر من نفسها...وهو لم يطلب حضورها كم فعل سابقاً...

تذكرت حديثه معها ليلة الحفله...مشاعره التي صدتها هاربة منه...رغبة في أن يتمسك بها أكثر...
(أخاف يكون زعل..و ماراح يكلمني أو يجي يراضيني؟؟ طولتها و أنا أكثر وحده تعرف كيف مالك يعصب بسرعه و لايطيق أحد يعانده..أو يصغره...صار له أسبوع هنا..اليوم أو بكره بيوصل الخبر لأبوي و أكيد بيستغرب ليه ما جاء يشوفني؟)

طوال تلك الأيام...و هي تتذكر ما رأت في ذاك الدرج...تلك الذكريات الغابره...
تتذكر جدالهم تلك الليله...تبريراته التي بدت لها الآن مقنعه...و هي بعناد لم تصدقها...
رحيلها فجأه عنه...بدون إذنه...لا تعلم كيف قوت على ذلك و لم تخف منه...

و بعد كل هذا...عذرها...و لم يغضب كعادته...
أعطاها الحق لأول مره...بأن تسير حياتهما حسب مشاعرها هي...

حتى حين رآها كان هادئاً...مشتاقاً...متفهماً على غير طبيعته...
أحياناً تحس أنها لا تعرفه وهو بهذه الصوره الغريبه...

هل كان يجب أن تثور سابقاً لينتبه لها..؟؟

عنفت نفسها بلوم...(وش فيك يا عذاري؟ حلت لك اللعبه! انا غلطت كبرت الموضوع وهو مايستاهل..مثل ما قال...هو مو مهتم فيها..و هي كبرت و تغيرت و أكيد ناسيته..خلاص اللي بينهم انتهى)

تذكرت حياتها معه...بالرغم من صعوبتها...و جفاوتها...و قسوتها...
إلا أنها تحمل له الإمتنان و الحب...فأي رجل يصبر على زوجة لم تنجب له بعد كل تلك السنوات الخمس...و يتحمل أن ينتظر نتيجة تلك العلاجات...لتتنهد بأمل...(لو بس أقدر اجيب لك ولد يربطني فيك و يحسسني بالأمان..يمكن يلين قلبك شوي)


♥▓♥▒♥▓♥


كانت تجلس بجانب جدتها...سعيده...و هي ترى كل هذه الفرحه تسكنها بعودتهم...
حتى هي رغم قلقها...و ضيقها من هذه العوده...إلا أنها حال مادخلت منزلهم القديم...احست بالراحه...
لتزيد سعادتها الآن...و هي تجلس في مزرعة جدتها...معها و مع خالتها...
جميل أن تكون بين أهلك...بين من تحب...

احست بإهتزاز بجانبها...لتنتفض و هي تلتقط هاتف جدتها من تحتها...

دانه تضحك / يمه خوفني جوالك!_قطبت حاجبيها بإستغراب و هي ترى اسم أم منوه على شاشته_هاذي خالتي فاطمه

التقطت جدتها الهاتف من يدها...و هي تتأمل إبتسامتها الصافيه...إبتسامه اخبرتها أنها لم تعرف من تكون خطيبة ساري...

مزنه ترد على هاتفها / هلا.......هلا والله أم منوه.......الحمدلله بخير........وش أخباركم........ايه رجعوا......الله يسلمك.......لا وش دعوه حياكم الله أنا ما دقيت عليكم قلت يمكن مشغولين.......زين ننتظركم
اغلقت هاتفها / هاذي فاطمه..تقول بيمرون يسلمون عليكم يوم عرفت إنكم رجعتم
أم فراس / من متى هالذوق عندها؟ بعدين وش عرفها إننا رجعنا؟ و إننا طالعين؟ يا حب هالمره للقافه و التلزق....كان ما عزمتيها يمه والله مالي خلق عليها
مزنه / عاد قالت بأجي ما أقدر اقولها لا تجين
دانه بتسامح / يمه فيها الخير بتشوفنا..والله شكلها تغيرت..أول مره تهتم لنا..صح؟

تأملتهم بنظرات مستغربه...و جدتها و خالتها و ضي...يتبادلن النظرات بضيق...
و هن يعرفن سبب زيارة أم منوه و ابنتها...و لهفتهن لهذه الزياره...

أم مشاري بضيق / هاذي فاطمه..ما فيه شي تسويه للـه
دانه معاتبة/ خالتي لا تحطين بذمتك
أم مشاري تكمل رغماً عنها / هي جايه عشان تتميلح علينا بخطبة منوه و توصل لنا الخبر وهو واصل لنا
دانه ترفع حاجبيها دهشه / منوه انخطبت! والله؟ مين؟؟

التقت نظرات أم مشاري بوالدتها بتردد...و لم تقوى على إكمال الخبر...فالكل يعلم بالحب الذي تحمله لساري...
حين خطبها أول مره طارت من سعادتها...و حين رفضته والدتها...صمتت بألم...
و حبست داخلها ما كان يبين في نظراتها من حزن...وقهر...الجميع لاحظه و لكن أبت موضي أن تعترف فيه...
حتى حين خطبها للمره الثانيه...و جاهدت دانه في طلب وساطتها لتقنع والدتها بالقبول...كانت ترى لهفتها...و رغبتها القويه...بالموافقه...
لكن حتى موافقة موضي الجبريه...لم تستطع أن تأخذها عذراً لكي تمضي بحياةٍ تمنتها...

فكيف لها أن تكسرها بهذا الخبر..؟؟
لكنها يجب أن تعرف...أن تصدم أمامهم و تفوق من صدمتها...أفضل من صدمتها أمام من يتمنى لها الكسر...و الضيق...

لكن والدتها اكملت بدلاً عنها / ساري..اللي خطبها ساري


غام نظرها فجأه...حتى اصبحت لا ترى تلك الوجوه التي أمامها...و قلبها يلتوي ألماً...
جاهدت ملامحها كي لا تتأثر...رجت دمعاتها أن لاتهطل...
خسرته...و خسرت حبه...و حبها...و حياتها...
كل ما ترجوه الآن كرامتها...و عزة نفسها بينهم...
لا تريد أن يرى أحداً دمع الحسرة عليه...لا تريد شفقتهم...و حزنهم...

لكنها لم تستطع...جف حلقها عن أي كلمه قد تعبر عنها بلامبالاة كاذبه تدعيها...
ملامحها المتيبسه بوجع...رفضت الإسترخاء و التظاهر بعدم إهتمامها...

الكل يراقبها...و هذا ما يضايقها...و يخنقها أكثر...و أكثر...
تريد هذا الوجع حصراً لها...و بقلبها فقط...هل هذا كثير..؟؟

أم فراس / دانه روحي قولي للخدامات يسوون قهوه

ولو كانت حجه واهيه الكل يعرف سببها...لكنها تلقتها من والدتها بإمتنان كبير...
سيعرفون ببكائها...و ضيقها...و حزنها...لكن على الأقل لايرونها تهل الدمعات أمامهم...

غادرتهم سريعاً...لتلتفت أم فراس غاضبه لوالدتها...

أم فراس / و ما لقوا غير منوه يخطبونها؟؟ الطيور على أشكالها تقع..هاذي العنود دورت وحده بمستواها و.....
مزنه تقاطعها بعتب / موضي! و انتي ليه معصبه؟ الولد خطب بنتك مرتين و أنتي اللي ركبتي راسك و رفضتي..و ماراح تلقين لها واحد احسن من ساري
أم فراس بغضب / بنتي ألف من يتمناها..اللي مثله و اللي احسن منه_لتكمل لنفسها بضيق_(بس هي توافق)
مزنه / خلاص أجل وش معصبه عليه؟ الله يوفق الجميع
أم فراس بغيض / أنا بأقولك انهم خطبوا منوه عشان يقهروننا بس-لتكمل بهمس-قهروا البنت حسبي الله عليهم
أم مشاري تغير الحديث الذي ازعجهم / يمه..مالك مو جاي اليوم؟
مزنه / لا يقول عنده شغل..الله يهديه مو فاضي لشي هالأيام..حتى زوجته كل يوم اسأله هو راح لها يقول بعدين




مشت بين تلك الأشجار مبتعده عن الكل...آمله أن لا يلحق بها أحد...حتى تتلاشى تلك الغصه الخانقه...التي سكنتها...
(ليه منوه يا ساري؟ وش معنى هي بالذات! اعرفك و أدري إنها ما تناسبك و ما بينكم توافق بأي شي! فيه شيء ماعرفه..أنت تغيرت لهالدرجه؟؟..أو اخترتها عشان تقهرني..ليه تقهرني؟ و تقهرني عليك..ما تستاهلك والله ماتستاهلك)

رغم مرارة تلك الطعنه التي تلقاها قلبها بخبر خطوبته...إلا أنها رغم ضيقها تمنت الأفضل له...
ليرحل...يسعد بحياته...ينسى...فتجبر نفسها على نسيانه...
لكنه الآن قريب...مع زوجه لا تناسبه...
و هي ستبقى دائماً تسأل عن حاله معها...و عن هذا الزواج كيف سيتكافأ...


♥▓♥▒♥▓♥


منذ أيام وهو شارد عن جميع ما حوله يفكر...و يفكر...يبحث عن السبب..؟؟
لكنه يعجز أن يجد سبباً واحداً يجعل عمته تخفي ابنتها طوال تلك السنوات...أن تنفي حتى ذكرها...و يشاركها والده هذا النفي...
إن كانت عجزت هي عن الإحتفاظ بإبنتها...كيف يرضى والده الذي يخشى عليها من نسمة الهواء...أن تعيش طوال تلك السنوات مكلومة بفقدها...

يحاول جاهداً أن يتذكر الماضي السحيق...لا يتذكرها حاملاً...كل ما يذكره هو مرض كان يرقدها طوال اليوم في الفراش...
هل كان ذاك التعب بسبب حملها...وهو لصغر سنه لم يدرك ذلك..؟؟
طليقها كان...إبن عم غير شقيق لها و لوالده...يتذكر أنه سمع شيء كهذا خلال تلك السنوات...
و يذكر أكثر كره والده الشديد لهذا الإسم...لذا نفي من حياتهم و لم يذكر من جديد...
لكن أن ينفى مع هذا الذكر...طفله!!! و تحرم والدتها منها؟؟ كيف ذلك؟؟

بالكاد توصل لإسم ذلك الشخص...حتى وجده...
و سيبحث عنها...يجدها...يهدي عمته ما حرمت منه لسنوات أمام شرودهم عن أوجاعها...

كيف يحرمها والده من ابنتها أياً كان السبب..؟؟
كيف ترضى هي بذلك..؟؟
فيض الحنان الذي تغرقهم به طوال تلك السنوات لم شح على ابنتها..!!

مهما عظمت الخطايا...لا شيء يستحق حرمانها..حزنها...و أسى الآن بدأ يلمحه يستوطن قسماتها...

التقط هاتفه المحمول...ليجري إتصال يملؤه الرجاء...

تميم / مساء الخير
خالد / هلا والله..مساء النور..وش الأخبار؟
تميم / الحمدلله.._و بلهفه_ هـا خالد كلمت قريبك؟
خالد / ايه و لايهمك..يومين بالكثير و يكون عنوانه عندك
تميم يتنهد براحه / مشكور خالد ما تقصر
خالد / أفا عليك ما سوينا شي..خيرك سابق

اقفل منه على أمل...أن اسم والدها فقط.....كافٍ أن يوصله إليها...
يرجو الله أن لا تكون خارج الرياض لكي لا يصعب إيجادها...


♥▓♥▒♥▓♥


منذ دقائق و هي تجلس بجانبه في السياره...شارده...صامته...

سامي / ليه ساكته؟
كادي تلتفت إليه / سامي معليش ماأروح للمزرعه اليوم
سامي بإستغراب / عمتي مزنه عزمتنا..و جود بعد دقت تعزمك..ليه ما تبين تروحين؟
كادي / عشان سمو
سامي / هي قالت لك لا تروحين
كادي / لا بالعكس..هي قالت إنها ماراح تتضايق لو رحت لهم..و قويت علاقتي بجود..بس المهم ما أجيب طاريهم عندها
سامي يبتسم / خلاص أجل ليه متضايقه؟
كادي / سمو جالسه لحالها في البيت..حتى سلام ماراح تجي اليوم عشان ملكة بنت جيرانهم..مو هاين علي يوم جمعه و تجلس لحالها
سامي / وش دعوه! هاذي سمو يعني ما تعرفينها بتخترع لها شي يسليها
كادي بتردد / يعني أنا ما اخطيت؟
سامي / بإيش؟؟
كادي / احس إني نذله إني تركتها و رحت لجود..هاذي سمو يا سامي و أنت أكثر واحد تعرف هي وش سوت عشاني..كيف دائما معي بكل وقت..حتى لو تضايقت اطلع حرتي فيها و ما تزعل و ماتتركني
سامي / ما أحد ينكر اللي سوته..و ما فيه أحد مثلها..بس هي لها مشاعر تحركها..و أنتي المفروض تتصرفين حسب مشاعرك..مو مشاعر سمو
كادي / لا المفروض ما رحت
سامي / كادي......
كادي تقاطعه / تدري إن خالتي جواهر معزومه بعد..لكنها ماراحت عشان خاطر خالتي أم ساري مع إنها مستحيل تزعل عليها لو تروح...._تكمل كأنها تحدث نفسها_ليتني رحت لسمو
سامي / خلاص مو ضروري نجلس كل الوقت..اجلسي معهم شوي و أنا أقول إن عندي شغل ولازم ارجعك معي..أهم شي تسلمين عليهم و بعدها تروحين لسمو
كادي بفرح / واللــه! مشكووور يا قلبي

ابتسمت و هي تتأمل إبتسامته...
لتتذكر صبح...و إبتسامتها الدافئه...كم تناسبه تلك الفتاة...لتفتح حديثاً يقودها إليها...

كادي / الله يعين الأمتحانات بتبدأ
سامي / الله يوفقكم..فيه شي صعب عليك؟ تبين مدرسه؟
كادي / لا الحمدلله..الرياضيات كالعاده تراجع لنا سلام..و اللحين حتى الكيمياء تبرعت فيه صبح..بنراجع معها...كذا أحلى سوالف و مذاكره
سامي بإستغراب / مين صبح؟

و أخيراً ها هو المجال مفتوح أمامها...

كادي / أخت سلام من أبوها..أصغر منها بسنتين
سامي / وعادي بتروحين لها و أنتي توك تعرفينها؟ و إلا عشانها من طرف سمو
كادي / لا صبح غير..احس لو شفتها بأي مكان بأحس فيها نفس الإحساس..أول مره أحب بنت من قبل حتى اكلمها..أول ما شفتها دخلت قلبي..و يوم كلمتها و جلست معها عرفت إن احساسي فيها كان صح..طيبه و حبوبه مثل النسمه..و ذوق و أخلاق و دين..كامله ماشاء الله عليها

يستمع بإبتسامه حانيه لكلامها...الذي انطلقت به بعفويه...و حماس...
و يرسم لها صورةً مكبرة من تلك الطفله الصغيره التي رآها...


♥▓♥▒♥▓♥


اعتدلت بوقفتها و هي تنهي آخر لمساتها على مكياج شوق لتضع كفيها على أكتافها تلفها للمرآة التي حجبتها عنها سابقاً...

سلام بإبتسامه/ اللحين شوفي عروسنا القمر
شوق تتأمل ملامحها تحت مكياجها الأنيق الناعم / تسلم يدينك ياقلبي..عقبالك ياااارب

انهت جملتها بدخول بقية الفتيات...ليركضن جميعاً لها...يقبلنها...و يباركن لها...

شوق بخجل / عقبالكم أجمعين
رهف تتنحنح / سمعتي يا سلام اختي تبي تفرح فيني
سلام تدعي عدم الفهم / إن شاء الله نفرح فيك بعدي أنا و صبح..يعني خلينا نمشي حسب العمر
رهف / لا والله! يوقف نصيبي على حسابكم
أم يوسف تدخل مكمله حديثهن / ما يوقف نصيبك إن شاء الله سلام ألف من يتمناها..و صبح اللي يتمناها عندنا

اتسعت عيناها بصدمه...و ملامحها تبهت بتلك الخيبه التي رميت بها...
لتتعاقب أمامها تلك اللحظات الغبيه التي نزفت فيها توترها...و خجلها...و إهتمامها...بلا معنى...
أيام مرت...وهو يترأس كل فكره تخطر في خيالها...تلمحه بأحلامها...بين مشاعرها...أحبت كل شيء مر معه...و خيالها يصور لها أنه على ذات الإحساس...
لكنها نسجت الكذبه كالبلهاء...بدايه من صدفه...فكلام سمو...فلقاءات كانت تجعل رأسها يدور...وهو غافل عن كل هذا...

إذن صبح من تهمه..و إلا لن تتحدث والدته بهذه الثقه أمامهم؟؟

صبــح!! و كيف لها أن تقارن نفسها بها..؟؟

نعم فصبح هي من تليق بشخص له طيبة يوسف و إحترامه...
ليست هي...بذاك الماضي الذي تدعي أنها تخلصت منه....و هناك من يذكرها به...هناك دوماً ما سيثيره...و تخشى بكل دقيقه أن تعود إليه...

لم تكن تسمع ما تبقى من حديثهم...و نظرها يرتكز على نقطة في الأرض لا تبرحها...
صبح كانت تنظر إليها بين لحظة و أخرى...بعد أن غيرت موضوع الحديث على الفور...و حمدت الله أن ام يوسف لم تعاود الكلام فيه...
لتضيق أكثر...و هي تحس بالضيق الذي سكن أختها بسببها...
لن تفكر فيه أبداً وهو قد ملك ولو ذرة إحساس من قلب سلام...لن توافق...و لكنها تعلم أن حديثاً كهذا جرح قلباً رسم حلم عذري...تقف الآن على حطامه...
هي أيضاً كانت تتمناه لها...و تراهم لبعض منذ تلك الخطبه التي رفضتها...

بذات الضيق...كانت تراقب شوق صمت سلام...و شرودها...
و ذاك الحزن الذي يكابر ظهوره على ملامحها الأنيقه...وشى بقدر خيبتها...(الله يهديك يمه! وش اللي قلتيه؟؟)

صمتن رهف...و ضحى...بعد أن انتبهن لصمت الثلاثه المتبقيات...و عدم مشاركتهن الحديث منذ خروج أم يوسف...

رهف / هيييي سلامات..وش هالصمت الجماعي؟

رفعت سلام نظراتها لصبح...لتنبؤها النظره التي باغتتها بها...أنها تعلم ما يجول بخاطرها...
تعرف هذه النظره المهتمه بعينا صبح...

أما شوق فتداركت مشاعرها قبل أن تنتبه لها سلام...و رسمت على شفتيها إبتسامه...لكي لا تزيد ضيقها و إحراجها...

صبح تقطع الصمت لأنها تعلم أن سلام لن تفعل الآن / يله حبيبتي شوق..عماتك كانوا يسألون عنك


♥▓♥▒♥▓♥


تمرر يدها على تلك التنوره الرقيقه...و هي تهز ساقاً عاريه و ضعتها فوق الأخرى...و يدها الأخرى تلعب بخصلها المنسدله من تسريحتها المتكلفه...

تجلس بينهم رغماً عنهم...لكن تلك التربيه و الأخلاق التي يتباهون بها...تمنعهم من طردها...أو تركها لوحدها و النهوض عنها...مهما سمعوا منها من كلام لا يطيقونه...
لكنها الآن ستنتقم...ستستفزهم اكثر...
تملك اليوم سلاحاً أقوى ضدهم...تعلم بغيضهم المكبوت داخل صدورهم...بالأخص تلك التي تدعي الطيبه...و اللامبالاة...

منوه بدلع / صح بنات هذا لبسي يوم الشوفه..من بعد ذاك اليوم حبيته قلت البسه مره ثانيه اعيش نفس الشعور..وش رايكم؟؟
جود بإستحقار/ بس ما تلاحظين إنه فاضح بالحيل تطلعين فيه على واحد غريب
منوه بغرور / يمكن لأني متأكده إنه بعد ذيك اللحظه ماراح يصير غريب..-تركز نظراتها على دانه و تكمل بدلال-بعد قلبي ساري له سنين صايم صايم استخسروا فيه الهناء قلت خليه اللحين يفطر على شي يسوى

كادت ضي أن تتكلم...لكن نظرة من دانه جعلتها تتراجع...و تصمت بغيض...
و هي تتذكر تلك المحاضره الطويله...التي سردتها عليهم بعينان تحتقنان بالدمع...
لا تريد أي جدال معها...يعطيها ما تريده...إستفزازهم...و إنزالهم لمستواها...

لــذا صمتن جميعاً عنها...
و هي تبتسم بغرور و تسند نفسها على ظهر مقعدها...و نظراتها لا تغادر وجه دانه بتحدي...و إنتصار...و شماته...

فلم تستطع ضي كبت غيضها أكثر...فنفست به سخريةً منها...

ضي / إلا ما قلتي يا منوه وش شعوركم يوم خطبك ساري..أكيد مو مصدقين للحين

كانت تراها بسخريه و تحدي...بينما كادي و جود يراقبن بترقب...و دانه تستمع بصمت...

حسناً...سوف تزيد الحديث تشويقاً...و تحلي لهذه الدانه تلك الجراح التي تسكن قلبها...و تدعي نكرانها...
لكنها واضحه بتلك الدموع التي تتلألأ بعينيها و إن لم تسكبها...

منوه / اللي مثل ساري أي وحده تفرح فيه مهما تكون..اممم بس تدرون بيني و بينكم يعني..استغربت من تهور ساري!

ابتسمت بمكر و هي ترى أنظارهن الفضوليه...المترقبه...
حتى دانه رمقتها بنظرة إهتمام بالكاد تخفيه...

منوه تكمل / اللي كنت اسمعه عنه منكم إنه رزين و ثقيل..لكن يوم دق علي و طلب يكلمني حتى قبل الملكه استغربت..بس ما قدرت اكسر بخاطره و أنا اشوفه متلهف علي
كادي بإستنكار / تكلمينه؟؟
منوه / وش فيها؟ خطيبي..و مالنا في هالدنيا رجل غيره لازم يعرف بكل شي يصير لنا..هذا اللي قاله و اقنعني اكلمه..يبي يعرف وش يصير بكل شي يخصني..و عشان كذا استعجل بالملكه يبي نشوف بعض بدون حواجز مثل ما يقول

جميعهن صدمن مما يسمعن...حتى عجزن عن التعليق...
ملامحهن مشككه...بين مصدقه...و رافضه التصديق...

و استغلت صمتهن لتكمل لهن كذبتها بكذبات أخرى...
كيف انبهر بها...تغزّل بها...
لهفته عليها...وعوده لها بحبه...و رعايته...و إهتمامه...

منوه تكمل أكاذيبها / كان خاطري اعزمكم لملكتي الخميس الجاي..يعني أنتم أهلي و أنا لي حق اخليكم تحضرون ملكتي...بس مابي اضايق خالتي أم ساري..و ساري و اخرب فرحتهم بهاليوم..يعني تعرفون الوضع بينكم.........

لكنها قطعت كلامها و هي ترى دانه...وقفت لتغادر...بالتأكيد لن تقوى على سماع المزيد...لتبتسم بمكر...إذن لقد صدقتها...

منوه تتصنع البرائه / وين رايحه دانه؟_تكمل بدلع_ كأنك متضايقه؟؟
دانه تقف لتغتصب إبتسامه / لا متضايقه و لا شي بأروح اجيب العصير

و راقبتها منوه بشماته و هي تصد بعينان قد يطفح دمعهما بأي لحظه...لتغادرهن...بالتأكيد بقلب ينزف...




بعد دقـائــق...~

دخلن الغرفه جميعاً ليجدنها...تلوذ بحزنها بتلك الزاويه بجانب النافذة الواسعة...تضم رجليها بيديها...و تسند ذقنها على ركبتها...
وعيناها تشرد خارجاً...لتلك المساحات الخضراء الممتدة أمامها...
انتبهت لوجودهن...لتعدل من جلستها و تمسح آثار دمعة أخيره تهاوت على خدها...

دانه / ليه جايين كلكم و تركتوها؟ أنا كنت بأرجع لكم بس......
ضي بغضب / من زينها هي و جلستها..و الله حنا الغلطانين اللي معبرينها و حتى سلمنا عليها..ما تستاهل اللي يجاملها..أووف غثى بالله وش لاقي فيها ساري!! الله يقرفه ما عنده ذوق

صمتت بعد أن رأت نظرات عتب...من جود و كادي...

ضي تكمل/ لا تخافين ذلفت هي و امها..أصلا مادري وش جايبهم؟ يقالك بيسلمون عليكم..والله لو مو ساري خاطبها كان ما شفناهم هم بس......
دانه تقاطعها بملل / خلاص يا ضي اتركيها فحالها وش دخلك فيها

لا تريد الحديث عن هذا الموضوع أكثر...بل لا ترغب بالحديث مطلقاً...لذا تنهدت براحه...و إتصال من صديقتها ينقذها من كلامهن...

دانه / هاذي صديقتي بأكلمها و ارجع لكم

تركتهن...لتقف ضي لتغادرهن أيضاً...

ضي / نكدت علينا هالسخيفه..أنا مادري كيف ما طلعت حرتي فيها عشان ارتاح

كادي تلتفت لجود / وش فيها ضي اليوم..شكلها مو رايق
جود / صح..أنا سألتها بس تقول ما فيها شي..تعرفين ضي ما تقول أي شي خاص فيها لأحد..الحمدلله إنك جيتي و إلا كان طفشت منها..و اللحين حتى دانه مو رايقه

تذكرت كادي أنها كانت على وشك أن تتصل بسامي...ليعودا كما اتفقت معه...
لكن كلام جود و ضيقها...جعلها تؤجل إتصالها قليلاً...

كادي / تعالي نطلع نتمشى و نشوف تعديلات عمتي في المزرعه


♥▓♥▒♥▓♥


دخل لغرفتها...بعد أن رأى الباب مفتوحاً...
و رآها تجلس على الكرسي...أمام منضدة الزينه...و هي تبحث في أحد أدراجها المفتوحه...

تميم / مساء الخير
سمو تلتفت إليه / مساء العسل طمطم
تميم يحدق بوجهها برعب مصطنع / ياااكــااافي وش مسويه في وجهك؟؟
سمو تعود لمرآتها...و تتأمل عيناها التي رسمت لكل واحدة منهما كحلاً...و ظلالاً مختلفين...
سمو / اجرب وش بأسوي لملكة ساري
تميم بسخريه / وعسى هذا اللي طلع معك! لا تقولين موضتكم اللحين يالبنات كل عين شكل! الواحد يندم إنها ما تزوج قبل يخربون الحريم
سمو بتفاخر / لا يا ذكي اسوي كذا عشان أقارن أي أحلى علي_تلتفت له و هي تضع يداً على أحد عيناها_أي أحلى هذا.._تحجب عينها الثانيه_أو هذا
تميم يغايضها/ آسف..ما أعرف أقيم الصوره إلا و هي كامله

جواهر تدخل الغرفه / مساء الخير
/ مساء النور
جواهر / تميم أنت هنا؟ ما طلعت؟
التفت إليها و عيناه تمسحان وجهها بلحظه...قبل أن يهرب بنظراته إلى سمو...
يعجز أن يرى تلك العينين والحزن الذي يلونهما...يكره أن يتذكر غفلتهم عنها طوال تلك السنوات...

هو بالذات أقرب شخص إليها...كانت له أماً ثانيه أكثر من بقية إخوته...
هو من يحدثها بأموره الخاصه...بمشاكل أصحابه...يسرد عليها دائماً كل ما يمر بيومه..أياً كان...متعباً...أو مضحكاً...أو مملاً...
دوماً تستمع له...تشاركه بكل شيء...وهو يغفل عن أهم شيء تحتاجه..!!

تميم و عيناه تهرب لأي شيء سوى وجهها / اللحين بأطلع..تآمرون على شيء
جواهر / سلامتك

و تركهما بدون أن يرفع عيناه لها...فما بداخله يخصها...شيء لا يقوى على إخفائه عن اهتمامها...و معرفتها الدقيقه بما يشغله...

جواهر تتبعه بعينين قلقتين / وش فيه تميم؟
سمو بلا إكتراث / وش فيه؟ متعافي و سعيد كعادته
جواهر / اذكري الله بسم الله عليه
سمو تضحك / ههههه وش دعوه عمتي كل هالخوف من عيني!
جواهر / ولو قولي لااله الا الله
سمو / لا اله الا الله..ما شاء الله..و لا حول و لا قوة الا بالله..والله يخليه دوم فرحان و مبسوط و صحيحاً معافى..خلاص اوكي كذا
جواهر تبتسم / ايـه..و الشدو اليمين احلى عليك
سمو ترجع لمرآتها / والله؟ أنا احس كذا بعد

و جواهر تفكر بإستغراب...و هي تتذكر حاله طوال الأسبوع الماضي...(مو على بعضه تميم..أكيد فيه شي شاغل باله)

و أقرب فكرة كانت لها...أن أحد أصدقائه يمر بضائقة ما...وهو يشاركه الهم...
فحياة تميم الخاليه...و مشاعره البسيطه التي لا تتكلف الحزن...و الضيق...
جعلته يتبنى مشاكل الآخرين على عاتقه...فهو لا يقوى على أن يرى الغير في ضيق...بدون أن يمد يد المساعده له...


♥▓♥▒♥▓♥


مضى وقت على وصولهم...و حين عادت دانه و ضي لطبيعتهما...قررت كادي الإتصال بسامي لينفذ ما اتفقا عليه...فذهبت تبحث عن حقيبتها لتتصل عليه...
لتصدم و هي ترى حقيبتها مفتوحه...و جميع ما بداخلها انتثر بجانبها...
تذكرت دفترها الذي لا يغادرها بأي مكان...و ركضت بسرعه لتبحث بين اغراضها عنه...فلم تجده...

ضي تتبعها / وين رحتي؟
كادي تكاد تبكي / لقيت شنطتي مفتوحه و اغراضي متثره و نصها مالقيتها
ضي بغضب / هاذي اكيد رنا المفعوصه..تموت و تفتش بشنطنا
كادي / وينها؟ اكيد دفتري معها..ضي تكفين دوريها الدفتر فيه اشياء خاصه اخاف احد يشوفه




في مكان قريب...جلست تلك الصغيرة و ألعابها تنتشر حولها...و ما التقطته من تلك الشنطة...

فراس/ رنو وش تسوين؟
رنا/ اصحح الواجب
فراس يضحك وهو يجلس بجانبها / أي واجب؟
رنا/ شوف دبدوبي كتب كل شي صح..صحح له أنت بعد و اكتب شاطر

و مدت له دفتراً ازرق صغير...و قلم كحل تعبث به...ليقلب الدفتر بين يديه بشك...وهو يتأمل تلك الأغراض التي انتشرت بين ألعابها...

فراس / من وين جايبه هالاغراض؟
رنا بتملك / حقاتي

تأمل الدفتر بإستغراب...و رائحة العطر الانثويه الذي تفوح منه...انبأته بكذبها...
ليفتح الصفحه الأولى منه...فيتبعها بالثانيه...فالثالثه...........




ستبكي...على وشك البكاء...و هي تنتظر ضي التي ذهبت لتبحث عن أختها الصغيره...
تتخيل أن أحداً يتطفل على ذاك الدفتر...فيكشف كل احاسيسها...و مشاعرها...و أيامها...

لكنها زفرت براحه...و هي ترى ضي تعود ملوحه لها بدفترها وشنطة مكياجها الصغيرة...و رنا تمشي خلفها باكيه...و يبدو أن ضي افرغت بعضاً من عصبيتها بها...
لكن عيناها كانت تتعلق فقط بذا الدفتر الصغير ..

ضي / لقيتهن معها..اخذته مع ألعابها و تلعب فيه
كادي تلتقطه بسرعه / وين لقيتيها؟ أخاف أحد شافه
ضي / سألتها تقول ما أحد شافه..احمدي ربك هي كانت رايحه عند ابوي بس تقول شافها فراس و رجعها عندنا

قلبت كادي أوراق دفترها بعجل...لتتنهد براحه و هي لا ترى به إلا شخبطات بالكحل...


♥▓♥▒♥▓♥


تنهد بشرود و هي تحتله من جديد...لتسرقه من عالم نفاها منه...
رغم مرور السنوات...و البعد...و الجفاء...لا يصدق تغيرها...
هل يقولون تغيرت؟؟ كبرت؟؟ سكنت!!
و هل ذاك العشق من الممكن أن يردعه أياً من تلك الحواجز..؟؟
هل رجوعه لن يفتح لقلبها أبواباً يعرفها..يسلكها..لتنتهي به..؟؟
هل زال عشقه..حتى بقاياه..؟؟
عاش سبعة عشر عاماً في قلبها..هل خمس سنوات فقط..تقوى على محيه..؟؟


يتذكر بداية تحول الطريق بينهما...
ظهورها المربك أمامه ذات عيد...صبيه فاتنه تتلمس خطى الأنوثه الأولى...بفستانها العسلي الضيق...يحيط شعرها بوجهها كالغمامه المتموجه...
لتعترف بجرأه صدمته...و عذوبة اخرسته...بحبها...بعشقها...و قسمها أن تهب ذاك القلب الفتي بعمره...له...

ليتجاهل إنتفاضة قلبه الملبيه لها...يجاهد الخدر الذي يسكن أطرافه لرؤيته لها...
يبحث عن غضبه الطاغي ليصفعها به...عله يردعها...
لكنها هي...عشقها...جنونها...عذوبتها. ..لا تردع...و لا تصد...

يتذكر إمساكه بعضدها الرقيق...العاري...ليهزها...لع� � عقلاً لم تعرفه يهتدي لتفكيرها...
نهرها...و بخها...هددها...فهددته بالأعظم...
تحبه...و إن لم يقبل...ستهب هذا الحب لغيره...إن باعها فستبيع قلباً لا يرغب به لغيره و إن كان برخص...
لتخدعه...أو هو من ارتضى خداعه لنفسه التي تاقت إليها منذ حرم منها...فيقبل...

كان يعتقد أن الأمر سيقف على مجرد مشاعر ستسكن قلبيهما خفيه...لكن كل شيء بينهما تقدم سريعاً...
إهتمامها بكل شيء يخصه...
و رسائلها التي يجدها كل صباح في سيارته...
ثم مكالماتها له في كل وقت...
حتى طمعت بأكثر...وهو مد هذا الطمع بأكثر من ما يلزم...
حتى ألغيت بينهما كل الحدود...غاب العقل...و ما تبقى سوى هوس الحب...و جنونه...

و حين عاد لعقله...و تفكيره...و إتزانه...تعاظم بها هي جنونها...
فتشبثت به أكثر عنفاً...و جرأه...و وقاحه...
اتصالاتها به...بمنزله...بزوجته...رجائات� �ا...و تهديداتها...اوصلته لتغيير رقمه و مقاطعة أهله لفتره...

خمس سنوات مرت وهو ينتظرها بلا وعي...
يخمن بأي وقت سيكون إتصالها...
لم يستبعد حتى ظهورها في جده أمامه...
فمن كان يعرفها حين يتعلق الأمر به لا يردعها أي شيء...

فتاة كهذه تتغير..؟؟
هل ينقطع أخيراً ذاك الوصل الروحي...الأبدي...بينهما..؟؟

لا..لا يصدق...كما لم يصدق للآن سكونها طوال تلك السنوات...
هناك شيء مجهول...لابد أن يتأكد منه...



♥▓♥▒♥▓♥



رمى هاتفه بعد أن قطع مكالمتها العاشرة خلال ساعة واحده...لتصله منها رسالة...يفتحها بملل...

[باسل حرام عليك ليه ما ترد علي..ما يسوى الموضوع تكبره لهالدرجه..خلاص باقولك مين البنت]

تنهد بإنتصار...و إنتظار...
و لم يتصل بها...حتى اتصلت به بعد بضع دقائق...

ضي / مرحبا
باسل / وش تبين تدقين؟ مو واضح لك إني مابي أرد؟

كانت تتمنى أن تسأله...إذن لما أجبت الآن...لكنها خشيت أن تستفزه فلا يرد عليها بعد ذلك...

ضي بعتب / للحين زعلان؟
باسل بتكابر / عسى بأزعل عليك يعني!
ضي بحزن..و عتب / ليه مو مهمه عندك لهالدرجه؟
باسل / تبين تصيرين مهمه..خليك مثل ما كنتي مطيعه و تسمعين كلامي لا تعيدين حركتك الأخيره مره ثانيه..و لا تعانديني
ضي بإستسلام / أوكي
باسل بأمـر / قولي مين البنت؟

غضبت أنه سأل...لما للآن تشغل أفكاره...فتاة مثلها..!!

ضي مجـبــره / من خوات سلام

صمت بصدمه...و خياله يحاول إسترجاع ملامحها النديه...
لترتسم نظراتها الخائفه...المصدومه...الغاضبه ...أمامه من جديد...
حتى عطرها البسيط...كان يتذكره...
يحس برائحة الفانيليا...كأنها تنتشر في مساماته...
يحس بإرتجافها...و كأنه مازال يمسكها بيدها الضئيله...قريبةً منه...

انتفض من خيالاته الحمقاء...متجاهلاً سؤالاً يدور في داخله...

كيف لايزال عطرها منتعشاً بصدره..؟؟
كيف مازل يتذكر كل تلك التفاصيل الصغيره بها...هو من لا يتذكر وجوه بعض أصحابه..؟؟


باسل بهدؤ / مين؟
ضي تعجز عن كبت غضبها / بعد لازم تعرفها بالإسم!
باسل بتهديد / ضي!
ضي بقهر / صبـح..اسمها صبح ارتحت اللحين

(صبـح..صبـــح)

ردد الإسم بداخله...وهو يسترجع من جديد ملامحها...
لكن بمشاعره التي يعرفها...أحاسيسه المتكبره...و غروره المتجذر...
ليراها كما رآها أول مره...تلك الفتاة البسيطه...التافهه...و تعود له أسبابه لمعرفتها...

باسل / هي شافتك؟
ضي / لا
باسل / يعني ما عرفت مين كنت بأشوف هناك
ضي بتاكيد / أكيد لا

ابتسمت برضا...و غباء...هل هذا ما يهمه...أن لا تكون عرفت عنها شيء..؟؟
لهذا كان يسأل..و هي بغباء شعرت بالغيره من تلك...


♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-07-22 الساعة 01:37 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-20, 11:52 PM   #32

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... كل عام وانت طيبة وبخير وصحة وسلامة....

عندي سؤال في عنوان المشاركات تكتبين الفصل الأول وداخل المشاركات مرقمات ب النبضة رقم كذا وانا في البداية نسقت الروابط في أول مشاركة من الرواية على أن الترقيم الموجودة في جملة (( النبضة رقم كذا )) هو ترقيم اجزاء الفصل الأول لكن الآن وصلنا النبضة 12 فهل معقول ان الفصل الأول له 12 جزء؟ بانتظار ردك حتى افهم كيفية تنسيقك للفصول والنبضات....

في آمان الله ورعايته....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 30-05-20, 12:31 AM   #33

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة.... كل عام وانت طيبة وبخير وصحة وسلامة....

عندي سؤال في عنوان المشاركات تكتبين الفصل الأول وداخل المشاركات مرقمات ب النبضة رقم كذا وانا في البداية نسقت الروابط في أول مشاركة من الرواية على أن الترقيم الموجودة في جملة (( النبضة رقم كذا )) هو ترقيم اجزاء الفصل الأول لكن الآن وصلنا النبضة 12 فهل معقول ان الفصل الأول له 12 جزء؟ بانتظار ردك حتى افهم كيفية تنسيقك للفصول والنبضات....

في آمان الله ورعايته....
كل عام و أنتي بخير و سعادة و رضا

عذراً إن كنت سببت لك أي لخبطة
تنسيقك صحيح..نحن مانزال في الفصل الأول(و بيطوَل حبتين)

الرواية أربعة فصول..و لكل فصل عدد غير متماثل من النبضات
لأني قسمت الفصول حسب الوقفة التي سأختتم بها نهاية كل فصل
و ليس بحسب عدد النبضات
:
:

شاكرة لك مجهودك الجميل...


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-20, 12:47 AM   #34

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة
كل عام و أنتي بخير و سعادة و رضا

عذراً إن كنت سببت لك أي لخبطة
تنسيقك صحيح..نحن مانزال في الفصل الأول(و بيطوَل حبتين)

الرواية أربعة فصول..و لكل فصل عدد غير متماثل من النبضات
لأني قسمت الفصول حسب الوقفة التي سأختتم بها نهاية كل فصل
و ليس بحسب عدد النبضات
:
:

شاكرة لك مجهودك الجميل...

لا توجد مشكلة لكن خفت اني منسقة خطأ، مشكورة على الرد....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 30-05-20, 06:52 AM   #35

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

يا حلوكم وانتم تنسقون وحنا نقرأ......شدو حيلكم نبغاها رواية مميزه وقرائها بالالاف😍

تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-20, 08:04 PM   #36

ام خلاد1440

? العضوٌ??? » 449315
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ام خلاد1440 is on a distinguished road
افتراضي ماحاك بالقلب خاطر

الغايب عذره معه

بعدين مصر تعيدو مش مثلنا محجورين. اكيد مرهقه بعد العيد


ام خلاد1440 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-20, 08:05 PM   #37

ام خلاد1440

? العضوٌ??? » 449315
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 107
?  نُقآطِيْ » ام خلاد1440 is on a distinguished road
افتراضي

غلطانه بالنمره ليش جيت هنا عذرا أغاني

منتضرين بشوق الاحداث


ام خلاد1440 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 12:02 AM   #38

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
افتراضي الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]

♥▄الـنـبـ«13»ــضــة▄♥


:
:
:


بـعــــد أسـبـــوع..~

كانت تجلس مع سمو في الصاله...فاليوم مميز لهم...
لملكة ساري فرحة كبيره رغم رأيهم بتلك الزوجه التي اختارها...
فرحه جعلتها تتناسى خوفها...و ضيقها اللذان سكناها منذ دخولها لهذا المنزل...
و فكرة أن يتواجد هو أيضاً في هذا اليوم...كانت تجعل أطرافها مخدرة غير قادرة على الحركة بحرية...و إسترخاء...
لكنها سمعت أن العمه مزنه ذهبت مباشرةً لبيت والدة منوه مع ابنتها أم مشاري...لذا لا يوجد سبباً لمجيئه هنا...
أو هكذا هي اقنعت نفسها...ترجو الراحة...

/ مساء الخير

أفاقت من شرودها...لترى باسل يدخل إلى الصاله...
سلام و سمو / مساء النور_تكمل سلام_عقبالك يا باسل

ابتسمت و هي ترى إمتعاض سمو الذي ترسمه بطريقه مضحكه على وجهها...
و باسل لم ينتبه لها...

باسل يجلس..ليسألها بغرور / ولو أفكر اتزوج..عندك أحد يستاهل؟
سلام تضحك و هي ترى صدمة سمو / يعني ناوي؟!
باسل بتلاعب / ليه لا؟
سمو / الظاهر ساري فتح نفسكم

كان سيجيبها بإستكبار...أنه لا يمكن أن يختار لنفسه زوجه كالتي فكر بها ساري...
لكنه تراجع...و عاد لحواره الذي رسمه منذ لحظه...

باسل / يمكن..هآآ سلام عندك وحده تناسبني؟
سلام تفكر / اممم لا عاد أنت يا باسل لا زم نسوي دراسه و تحليل عشان نطلع وحده تعجبك
باسل بغرور / لهالدرجه ما فيه أحد قريب منك يسوى؟
سلام تبتسم بعتب / كل اللي اعرفهم فيهم خير..بس مو من ذوقك
باسل يصر / و لا وحده من خواتك..صبح مثلاً

التفتتا عليه بصدمه...
وهو يتسائل بإستغراب...لما هذا الحديث الذي فتحه...لكنه وجد الجواب...
نعم...ليعرف إن كانت تلك الصبح قالت لسلام شيء عنه...و عن مواعدته لفتاة وسط منزله...

سلام تضحك بإستنكار / لا عاد إلا صبح ما تنفع لك
باسل بشك / ليه؟ وش معنى هي لا؟!
ليزيد إستغرابه..و سمو تشاركها الإستنكار / اتخيل صبح و باسل مستحييييل
باسل بإستكبار / لهالدرجه قليله علي
سلام مدافعه / صبــح! أمي داعيه لك و ربك كاتب لك خير لو تاخذ وحده مثلها
باسل بإستخفاف وهو يتذكرها / و ليه وحده مثلها؟ ليه مو هي
سمو بتهور / لا حرام البنت ما ظنيت سوت بحياتها شي غلط نعاقبها فيك
باسل بغيض / نعم!!
سمو تكمل بحماس / والله تحس إنك ترمي ورده بيضاء ناعمه وسط شوك..لا لا ما تنفعون
باسل يدرك معنى كلامهن بصدمه / يعني اللحين أنتم مستخسرينها هي..فيني!

سمو صمتت بعد أن رأت غضبه المكبوت بنظراته...لتستنجد نظراتها بسلام...لتعدل ما قالته...

سلام / لاآآ مو قصدها يا باسل..بس .. يعني صبح..صبح..ما تصلح لك

لكنه كان يرى عكس كلامهما...واضحاً بعينيهما...
زاد حنقه الذي راح يكبته بنظرة إزدراء لهن...لكنه لم يحتمل أكثر...وقف ليغادرهن بصمت...
خرج من الصاله...يردد بداخله و فمه يميل بإستهزاء...(صبح! حتى اسمها سخيف مثلها)

وقف و يده تقبض بشده على درابزين السلم...وهو يغمض عيناه ليراجع ملامحها...
اصبحت صوره باهته...يتذكر بها القليل...و من ما يذكره...فتاة لا ترقى أبداً لمستواه...
كان فضلاً منه عليها...أنه اختارها زوجه...لو لمجرد المزاح...حتى تنهال عليه تلك الإعتراضات...
ما بالهم؟؟ هل أصابهم العمى..تلك يرونه هو لا يستحقها..!!

أم ساري / باسل! بسم الله عليك..وش فيك؟؟

أفاق من شوارده ليرى والدته...تنزل درجات السلم تحدق به بإستغراب...

باسل بإستخفاف / بناتك..مستخسرين فيني صبح..يقولون ما استاهلها
أم ساري بصدمه / و..و..أنت...تبي صبح؟؟

ابتسم بغرور...طبعاً فوالدته ستقف بجانبه...
حسناً سيرضى بدعم والدته على الأقل...طالما أخواته مصابات بالعمى مؤقتاً...أو قالتا ذلك فقط لإغاضته...

باسل ببرود / ولو فكرت وش رايك؟
أم ساري ترفض الفكره بسرعه / ما تصلحلك..ما تناسبك
باسل يبتسم بخيلاء / ليه؟
أم ساري / البنت أفكارها و شخصيتها و حياتها كلها ماتركب عليك_تكمل بشرود_الله يرزقك بوحده مثلها

حتى والدته !! أعماه القهر...

باسل منتقماً / ليه؟-و بنبرة ذات معنى-عشانها بنت جابر يعني؟

لم تصدق أنها سمعته يقول هذا...أي وقاحه في هذا الولد..!!

أم ساري تتعداه غاضبه / بنت جابر أو غيره وحده مثلها ماراح ترضى فيك



♥▓♥▒♥▓♥



كان في سيارته...عائداً إلى المنزل...حين تلقى الاتصال الذي ينتظره منذ أيام بفروغ صبر...

تميم / هلا خالد..بشـّر
خالد بتردد / والله مادري وش اقولك يا تميم بس.....
تميم بقلق / وش عندك يا خالد قول
خالد / اللي تسأل عنه متوفي من تسع سنين
تميم بصدمه / متوفي؟؟!

تلك الفتاة التي حرمت من والدتها...قد حرمت من أباها أيضاً...
أو أنها شاركته الرحيل..؟؟

تميم بتردد / و بنته؟؟ هو له بنت...ما تدري وش صار فيها؟؟
خالد / لا أنت ما قلت لي هالمعلومه..بس يمكن عند عمها..أنا اخذت لك عنوان أخوه لو تبيه..قلت يمكن تسأله عن......
تميم يقاطعه بلهفه / ايه عطني العنوان

أخذ العنوان...ليغير طريقه بسرعه...لذاك الحي...
يجب أن يعرف...تلك الفتاة مازالت على قيد الحياة...أم لا...

وصل لذاك الحي...هدأ من سرعته وهو يدخل الشارع الضيق...
كان في عجلة من أمره...رغبته في التأكد تقتله...و الوقت يداهمه برغبته في الرجوع إلى المنزل بسرعه لمشاركة ساري هذا اليوم بأكمله...

لم يكن ينقصه تلك المرأه التي تتمشى في وسط الشارع تجر بيدها تلك الطفله الباكيه...
و التي لا يلقى بكائها أي إحساس منها...

وضع يده على المقود...أراد أن يطلق بوقاً يصحيها من غفلتها...لكنه اشفق على تلك الصغيره من أن تفزع...
و حين توقفت عند أحد المنازل...ورأى بطنها المنتفخ...ارتاح أنه لم يفزعها و هي بهذه الحال...

مر بعيناه على المنازل المتلاصقه...ليفيق من إنشغاله بمراقبتها...يبحث عن رقم المنزل الذي يقصده...
و لصدمته كان نفس المنزل التي وقف أمامه تلك المرأه...
تقدم بسيارته حتى وقف أمام ذات الباب الذي تطرقه...لتلتفت إليه بإستنكار...و يهدأ بكاء صغيرتها التي تتأمله بوجل...

أراد أن يسألها...أن يتأكد...قبل أن يعود ليتحدث مع عم تلك الفتاة و يسأله عنها...

تميم / أختي لو سمحتي..هنا بيت عابد سعد الـ
/ ايـه..من تبي؟
تميم بتهور عجز أن يكبحه / بنت أخوه علي ساكنه عنده؟؟
بصدمه و غضب / و أنت وش تبي فيها؟؟ من وين تعرفها؟؟

الآن فقط ادرك غباء سؤاله عنها...
لأنه يعرف أنها ابنة عمته لم يرى في السؤال عنها أي خطأ...
لكن هذه المرأه لا تعرف...كيف ستفسر سؤاله...
لم يجد سوى الحقيقه قد تفلح في تصليح ما تهور به...

تميم/ أنا قريبها من طرف أمها..ولد خالها
بعد صمت طال..صرخت بوجهه / هذا مو بيتهم..انتقلوووووا..سااافرو وووا

راقبها و هي تدخل إلى المنزل صافقة الباب خلفها بعنف...ليردد بعدم تصديق...(انتقلوا!!)



♥▓♥▒♥▓♥



خرج من المنزل وحيداً...يعلم أن لا أحد سيرافقه من أخواته لهذه المناسبه...فقط هو و أخاه و والده...من سيحضرون تلك (الملكه)...
رغم قرابتهم الشديده لهم من كلا الطرفين...فساري ابن عمهن...و منوه ابنة خالتهن...

جذبه صوتها قادم من ذاك الكرسي في الحديقه الجانبيه...

دانه بإبتسامه ممازحه / أووف وش هالأناقه؟ على وين؟؟
خالد يقف قريباً منها بصدمه / ما تدرين؟؟
دانه تضحك / عن ايش لا يكون اليوم عرسك؟

زادت ملامحه عبوساً...وهو يتأمل وجهها الهاديء...
لم يخبرها أحداً من اهله...مع أن الجميع يعرف...
هذا أكبر دليل يؤكد له أنها لازالت تحمل إحساساً ينبض لساري...(الله يسامحك يا خالتي)

خالد بهدؤ / اليوم ملكة ساري

يعلم أنه طعنها بما قال و لا يريد أن يكون الشخص الذي يخبرها...لكنها يجب أن تعرف في وقت ما...و يكره أن يكذب عليها كذبة لن يمر اليوم قبل أن تكتشفها ...
تنهد وهو يرى وجهها الذي غام بالحزن...و نظرتها التي أظلمت...لترخي أهدابها عنه...

دانه تغتصب ابتسامه و بصوت خافت لا تفوته الارتعاشه فيه / آآ مـبـــروك عليه
خالد تركها وهو لا يجد ما يقوله ...

تركها و رحل...بعد أن ركز في القلب رمحاً...و جرحاً...
يستنزفها ما تبقى من تماسكها...
كم تتمنى لو تظهر بمظهر أقوى من هذا...لكن الخدر يشلها حين تسمع بإسمه يرتبط بأخرى...
مع أن منوه اخبرتها بهذا الموعد...لكنها ظنتها تستفزها لا أكثر...لم تتخيل أنه يتعجل للزواج منها بهذه الدرجه...

ابتسمت بمرار...و نسيم الليل يعبث بخصلة انسلت على وجهها...و هي تتذكر...

تلك الأيام التي عاشتها معهم...و مع حبه...
صداقتها مع سلام...التي كانت مجنونه تلك الأيام...
تتذكر تلك التعليقات التي ترميها عليها على مسمع منه...تتذكر إبتسامته الدافئه حين يسمعها...
و النبضات التي تضج في صدرها خجلاً...و حباً له...
سلام كانت لا تغفل تعليقاً...أو نظرة منه إلا و نقلتها لها...
كذلك لا تخفي تفصيلاً...أو حدثاً يمر بها هي إلا و تسرده رغم توعداتها عليه...
ذكريات ليالي الصحراء و التخييم...تلك النظرات الصامته...لحظات السعاده...الضحكات...و الإبتسامات...

لم يتبقى لها منها سوى أنين الذكرى يتررد داخلها...
رذاذاً يلطف هجير حرمانها بعد ان هدمت تلك القصور بنفسها...أمام عينيها...

أما آن الأوان أن تضع حداً لهذا الحنين المؤلم...و تنساه..؟؟



♥▓♥▒♥▓♥



يجلس بينهم بكامل أناقته...ينسدل ثوبه الأبيض الناصع على جسده المديد بزهو...بتلك الـ(الترسيمه) الفاخره الأنيقه...و لحية خفيفه مشذبه حديثاً...تبرز ملامحه الجاده...
و تلك النظره البارده...المسترخيه...تعطيه مظهرا غامضاً...مهيباً...

يراقب بسمة صادقة تسكن وجه أبيه...و عمته...و أخيه...
حتى والدته تناست تحفظاتها على تلك العروس و اشتعلت فرحاً هذا اليوم...
..إذن لما لا يجد داخله صدى لأي فرح...أي بسمة...أو حماس...يجاريهم به...

انتبه لتميم الذي يمد له فنجال القهوه مبتسماً...

تميم / تقهوى و كيّف يا عريس..عساني أقهويك بجية سعود..و بعده تميم
ساري يبتسم ببرود / أنت سميت عيالي بعد!
تميم / عساك تلحق جزاي..شوف يوم ملكتك ما أحد من اخوانك متحضنك من الصبح غيري..وصلت لك ثوبك إلى غرفتك و رايح احلق معك و ضبطتك تشوفك العروس تقول كبرها ما تدري إنك شايب..و اللحين أقهويك..و أنا اللي بأوصلك بنفسي لبيت العروس..وش تبي بعد؟

ابتسم بتقدير له...و هو يمسك الفنجال الدافيء...لتتسرب حرارته لأصابعه الجامده...و رائحة الهيل تختلط بعطره الفاخر...
لترسم لوناً...و شعوراً لهذه الليله...



♥▓♥▒♥▓♥



/ يمــــه ويـــ....

صوتها كان كطلقة رصاص اخترقت شرايينه...لتنصل في قلبه و توقد إحساسه ناراً...
تسري حتى أطرافه...لتلهبها...

التفت بسرعه إليها و كأن به مس...
بادل نظراتها المذعوره...التحديق بذهول...و إمعان...
انحبست أنفاسه...و عيناه تطوفان عليها بنهم...يشرّح بنظراته كل تغيير نقشته عليها تلك السنوات التي غابها...

منذ خمس سنوات وقفت أمامه...
بذاك الفستان الأسود...الضيق...القصير...
و شعرها المموج الطويل بلونه الغجري خصلاته تتمرد من تسريحتها بعبث...و فوضى...

لكن اليوم...

ها هي تقف أمامه بنضج أنثوي خلاب...بطول إزداد أكثر...بجمال اعذب...
فستانها البرونزي الأنيق المحتشم...يلتف على طول جسدها الممشوق بأناقه...و بساطه...
و شعرها عاد للونه الأسود الطبيعي...الذي لم يراه منذ ودعت طفولتها...
ينسدل على أكتافها بجاذبيه و نعومه...رفعت جانباً منه بوردة ذهبيه لتتدلى منها خصلاة حريريه تلثم عنقها الطويل بإغراء...

كل شيء تبدل فيها...صب الذهول على وجهه..!

انقلبت رأساً على عقب...
لكنها ما زالت تحتفظ بتلك النظره...التي كانت أعذب من قصيدة غزليه...
ما زالت تحمل الإغراء العفوي بكل سكناتها...و حركاتها...
ما زال جمالها الرقيق يخــدّر أحاسيسه..!

لكن نظراته استفاقت سريعاً من خدر هذا الجمال...لتلمح ما ورائه...
و تلتقط ذاك الذعر الموحش الذي مازال يستبد بنظراتها...و يجمّد ملامحها...
حتى صدم مما خالطه من لمعان النفور بعينيها...

خطوه بالكاد همّ بها...كانت كفيله بأن تيقظها من جمودها...و يلمح بعينيها رغبتها بالفرار...

لكنه تدارك ذلك...و هب مسرعاً إتجاهها...
ليقطع المسافه القصيره الفاصله بينهما بخطوتين عريضتين...
و ما إن صعدت الدرجه الأولى...حتى أطبقت أصابعه القويه...البارده...على معصمها...
لتنتفض بذعر و شهقتها تكاد تصم أذنيه...محاولة بسرعة و بكل قوتها...أن تنتزعها منه...


لكن قبضته ظلت كما كانت دوماً على ما يملك...محكمه...و عنيده...


تزعزعت الأرض تحت قدميها من جذبه لها...
اقشعر جسمها...و جمدت أحاسيسها...و راح قلبها يقصف بداخلها كالرعد...
و هي تحاول جاهده ان تعي قربه منها لهذه الدرجه...
و وجوده يصبح حقيقه لا تتخيلها...لا تعرف كيف تتعامل معها...
شعرت بالجنون هذه اللحظه...لا تحتمل كل ما يجيش داخلها...
لا تحتمل قربه هذا...و لا تلك اليد التي تطبق على يدها...
و كأنها اطبقت على عنقها...لتزهق أي نفس ينجيها...

انتزعت صوتها من كل الإنهيارت داخلها...
من شتاتها...و خوفها...لعل هذا الوجع الذي أسرها ينتهي...

لتصرخ بشراسه / اااتـــرررر كــنــي!!

صرختها...رجفة الرعب بصوتها...بددت ذاك الإحساس العذب الذي غلفه بحضورها...بقربها...

مالك مايزال يحكم قبضته على يدها / سلام اسمـ.....

جاهدت حنجرتها المقبوضه بألم...و من بين أنفاسها التي تثاقلت قاطعته بحده...

سلام بإستهجان ملأ صوتها / اترركني! وش تبي فيني حرام عليك؟؟ أهلي كلهم في البيت أنت ما تستحي؟؟
مالك ببرود احرقها / خلاص تعالي بمكان ما أحد يشوفنا فيه أبي أكـ....

شحب وجهها من البروده التي يتحدث بها...من تحديقه السافر بها...
من قربه...من ما يطلبه...
و تلك الحروف التي تلملمها بدأت تتبعثر منها...و هي ترتجف بيده غاضبه...خائفه...مصدومه...
لا تصدق وجوده رغم التصاقه بها!!
لا تتخيل ماذا يريد منها؟؟
و لا تفهم ماذا يجب أن تفعل كي يتركها؟؟

سلام بصوت خفيض من بين أنفاسها الثائره يهتز سخطاً و ألماً / بعمرك لا تفكر إن أي شي من اللي صار بيتكرر..انسى كل اللي تعرفه عني و انساني كلي_ضربت بقوه ذراع تلك اليد التي تمسكها_ اتركني بحالي ما أقدر اكرهك أكثر ما اكرهك اللحين و اكره نفسي

لم يكن بسبب ضربتها رغم قوتها...لكن قبضته أفلتتها...
لتركض بسرعه نحو خلاصها منه...و عيناه تتابعها بشده حتى كادتا تجريان خلفها... إلى أن اختفت...

اشتد ضغطه على فمه بغضب...يكاد يسحق أسنان يرصها على بعضها بحنق...
وهو ينسخ صورتها في خياله...
ما سمعه و عجز عن تصديقه...رآه اليوم ينضح بوجهها...و صوتها...و نظراتها...

لمح بعينيها سنين انتهت!! عشق رحل!!
نجوم أفّلت ليغطي سمائها نسيان أظلم..!
لا وجع كان يتخيله يمزقها..
لا عتب يطفر عينيها بالدمع..
و لااااا حـب.....!

ملامحه توحي بالجمود وهو يتأخر خطوتان للجدار خلفه...ليسند ظهره و ذهوله إليه...
و عيناه تتعلقان بتلك البقعه التي شهدت انفصالهما أكثر من ما تشهد عليه تلك السنوات الخمس...ليردد بصدمه...(نستني؟؟ نسيتيني يا سلام؟؟؟ لاااا مو بس نستني و تكرهني بعد!!)

راح صوتها الساخط يتردد بذهنه...مثيراً موجات عاصفه تهدر بداخله...
لتيقظ كل إحساس كان يهجّعه عنوه بنـوم عميق...فينفخ الرماد عن الجمر المتوقد بقلبه...
تلاشت هذه اللحظه أكاذيبه...حتى اندثرت...و فكره يتشربها كالأرض الجرداء...

سنوات بعدها مضت...يلطّف حرمانه الظامي...
بكذبة نسيانها...
بأكاذيب كرهه لها...
بغرام بارد...باهت...تقمصّه لزوجته...

لكنه كان يثق أن هناك قلباً ينبض له...
يثق أنه كل ما يكرهها أكثر...ستحبه أكثر...

/ مالك وش فيك؟

انتبه لعمتـه الواقفه أمامه...قريباً جداً منه...و بالكاد أفاق من شروده...
ليجيل النظر إليها...محاولاً معرفة ماذا تريد؟؟ ماذا كانت تقول؟؟ و بما يجيب؟؟

جواهر بقلق / مالك! بسم الله عليك وش فيك؟
مالك يتنحنح بعد صمت / ما فيه شي..ما فيه شي
جواهر تحدق به بشك / متى جيت؟

مالك يعتدل بوقفته و عيناه لا إرادياً تهرب لذاك المكان الذي كانت تقف به...
مسترجعاً نظراتها المذعوره...الموجعه...

مالك يتمالك نفسه/ آآ من شوي..وينكم؟ ليه البيت فاضي؟
جواهر / كلنا في المجلس..(ابتسمت بحب و فرح) نسلم على العريس..تعال معي



♥▓♥▒♥▓♥



جلستا على بعد قليل من إجتماع تلك النساء...في الصاله الواسعه نسبياً...
و لكنها تغص بذاك الكنب الضخم...و التحف المحشوره بكل زاويه بلا ذوق...

ضي / بيتهم مو حلو..حتى ذوق بتنسيق الأثاث و الديكور ما عندهم..شوفي شوفي أبي تحفه وحده تحسينها مناسبه لمكانها
كادي / مثل عادتهم يبون يبينون انهم احسن مننا لو فوق طاقتهم هالشي
ضي تشهق / شوفيها نزلت

و ظهرت العروس المرتقبه...ظهور خاص...لا يستوعبه إلا جنونها هي و والدتها...
شعرها مرفوع بتسريحة فخمه...متكلفه...تتدلى منها خصل طويله متموجه...تنساب على فتحة صدرها الواسعه...العميقه...لتشير للعيون عن غطرسة تلك المفاتن التي أظهرتها...
يتعلق فستانها الأحمر الحريري...بأكتافها...بخيطين رفيعين...ليلتف بشده على خصرها النحيل...و وركيها...لتنسدل بعد ذلك ثنايات من قماش خفيف منفصله...تظهر ساقيها أثناء مشيها...و ظهر عاري بأكمله...

ضيء بإشمئزاز / حشى قميص نوم مو فستان!!
كادي بضيق / الله يهديها خالتك أم فراس..مو لو هالليله لدانه و ساري كان الواحد فرح من قلب
ضي / اللي صار عاد..بس قولي لو ساري آخذ وحده تسوى مو هاذي! والله غريبه كيف رضوا أهله؟ و ليه اختارها هي بالذات؟
كادي / سمو تقول أصر عليها بالإسم..و بعد استعجل في الخطبه و الملكه
ضي / تدرين شكلها صادقه يوم تقول اكلمه..لكن اكيد هي اللي تلصقت فيه..تلقينها هي و أمها جايبين أي بلوه و مكلمينه لين شبكوه و ورطوه فيهم
كادي بشك / يمكن..بس عندي احساس إن هالزواج ماراح يطول..أو يمكن ما يتم من الأساس..والله ما يركب ساري بالذات على منوه..مستحيل يجتمعون
ضي / صادقه شوفي اللي ما تستحي كيف تتميع و تتدلع قدامنا..أجل قدامه وش تسوي؟
كادي تضحك / يمكن هذا اللي سحره فيها
ضي / من زينها..هي و كيلو هالمكياج اللي على وجهها
كادي ترفع معصمها لترى ساعتها / تأخروا!
ضي / يمكن رجع لعقله..و بيتركها
كادي تضحك / لا تتأملين..بأدق على سمسم اشوف ليه تأخروا..بس اسمعيني ضي لا تقولين لسمو شي عن اللي قالته منوه
ضي / ليه؟
كادي / تعرفين منوه و أمها يمكن كانت تكذب..أخاف ينكرون هالشي و يقولون إننا نبي نفرقهم عن بعض..مو حلوه يطلع علينا هالكلام..خاصه عشان دانه



♥▓♥▒♥▓♥



بالكاد أوصلتها قدماها اللتان احستهما مثقلتان بالرصاص...لغرفتها...
و الدموع تحرق عينيها بجمر يتوسد أجفانها رافضاً أن يرمد...

هرعت لذاك الدولاب تتخفى بين ملابسها...
تتخفى عن نفسها...عن ماضيها...و عن أحاسيسها...و رعبها...

احتضنت ركبتيها المثنيتين بيديها لتهديء ارتجافها الشديد...و دقات قلبها تسيطر على جسدها كله...

كانت لحظه قصيره جمعتها به...لكنها استنزفت عواطفها...و قواها بشده...
و زعزعت سكينة تلك السنوات التي عاشتها...و ثقتها بنفسها...و نسيانها...
لوثت طهراً كانت تتلبسه...ظنت أنها تليق به...

طفرت الدموع من عينيها حالما التحما جفناها ببعضهما...و هي تحس باللهب يقيد مكان لمسة يده...
التي تقبض عليها الآن بكفها الآخر بكل قوه...
و كأنها تخشى أن يتفشى الإحساس به...لكل جسمها...ليصل لقلبها فينحره...

اجهشت بالبكاء...و شهقاتها تكتم بيدها...
تحاول أن تتماسك...أن تقوى على خوفها...و ضيقها...لكنها لم تستطع...

أن تردد نسيانه...و عدم تأثرها برجوعه و هي بعيده عنه شيء...
و أن تقتنع بتلك الأقاويل و تتصرف بها أمامه شيء آخر...
عجزت عنه...و ستعجز دوماً...

هناك في بيت والدها...بالقرب من كلام صبح و طمأنينتها...
كان كل شيء بسيطاً رغم الوجع الرابض في قلبها...
لكن الآن كل شعور داخلها يكبر...كل الضياع...و الندم...و القهر...

سلام تنتحب باكيه / وش يبي فيني؟؟ ليه ما نساني؟؟ هو متزوج اللحين!! للحين يبيني بذاك الرخص؟؟ أنا تغيرت...كيف هو ما تغير و نسى؟؟ كيف يبيني ارجع لنفس الخطأ و الجهل؟؟ هو اللي تركني !! وش يبي فيني اللحين؟!_تصررخ بقوه_ووووش تببببي فييينييي؟؟؟




مالك كان يجلس معهم في المجلس...مدعياً إنسجامه مع من حوله...
لكن فكره...يعيد بتكرار كلماتها التي سمعها...و لا يستوعبها للآن...

سمو تقف بالباب مرتعبه / يمــــه سلام مااادري وش فيها؟؟
أم ساري تقف بقلق / وش فيها؟؟؟
سمو بصوت مرتجف / مممنهااااره..تصيح بقوووه و لاااا.......

لم تحتاج أن تكمل ما بدأته...
و لم ينتظر أحداً حروفها المهتزه لتكتمل...

هبت أمها تركض خارج المجلس...ليتبعها كل من كان هناك...لا يخلفّون ورائهم...غيره...
واقفاً و خيبه قويه تنشر سهاماً موجعه في شرايينه...(لهالدرجه يا سلام! لهالدرجه خايفه مني أنا؟؟ تكرهيني أنا؟؟ أنا مالك يا سلاام..مــالك..-و بغضب-كيف تنسين؟؟)




اندفعت والدتها لغرفتها بذعر...تلحق بها جواهر...
تقدمت لها بقلق...و هي تسمع نحيبها يصدر من دولابها...حتى انحنت أمامها...

أم ساري / سلام يمه وش فيك؟؟

رفعت عينيها الغارقتين بحرقة دموعها...و هي ترى مالم تكن تريده...
الكل علم بتبعثر روحها...و أساها...
و لقد علم هو أيضا...
هو من أرادت أن تبدو قويه أمامه..تتتصدى له...و لكل ما فعلته معه...
لتلك الذكريات السوداء...تلك التي بدت تطفو على أفكارها...بعدما طمرتها بالأعماق...و عاشت بصفحة هادئه...بيضاء...تفخر بها...

قلبها يرتجف بوجع...ارتجاف امتد لجسمها...
فلم تجد ما يهديء روعها غير أحضان والدتها الحبيبه...لتقف و ترمي بنفسها بها...

جواهر تمسح على رأسها / بسم الله عليك يا يمه..هدي نفسك..اذكري اللـه

صحبتها مع والدتها...تسنداها حتى اجلستاها على سريرها...و والدتها تحتضنها بين يديها...

دخل في هذا الوقت...بقية أخوتها...

ساري يتأمل نحيبها بضيق / وش فيها؟

ترفع جواهر كتفيها بقلق...مشيره لعدم معرفتهم بالأمر للآن...

تميم تقدم ليجلس على ركبتيه أمامها / سلالم وش فيك؟ أحد قال لك شي؟

هزت رأسها بلا...و حاولت لم ما تبعثر داخلها...
تريد قوة كانت تظن أنها تتحلى بها...تريد ثباتها...تريد نسيانها...

لكنه عـاد...عـــاد...و بعد كل ما فعل...بعد كل هذا الوقت...
يخالها للآن كما كانت...!!

سلام بصوت مهزوز / ما فييييني شششي
أم ساري بضيق / كل هذا و ما فيك شي..يمه تكلمي رجفتي قلبي
سلام تردد لتقتنع / ما فيني شي..ما فيني شي
تميم يمسح دموعها المنهمره على خديها و يمازحها / آها أجل هاللوحه الملخبطه اللي في وجهك ميك أب سبشل عشان ملكة ساري؟
سلام ترسم ابتسامه شاحبه / والله ما فيني شي..بس حسيت بضيقه_رأت نظرات عدم التصديق بأعين الكل..فأكملت كاذبه_آآ وحده نعرفها في الكليه توفت و...

لم تجد كلاماً تكمل به كذبتها...بهذا الصوت المرتجف...و هذا الفكر المشتت...
لكنها ارتاحت و هي تسمع الكل يتمتم بدعوة..الله يرحمها...

تميم / يمه ترى تأخرنا على الناس ما يصير..أنتم روحوا اللحين..و أنا و عمتي ننتظر لين تهدأ سلام و نلحقكم



♥▓♥▒♥▓♥


كان يجلس عند سامي...بعدما غادر بيت أهله غاضباً...غير عابيء بتلك الفرحه التي تشغلهم...

سامي / أنت وش فيك من يوم جيت و أنت تنافخ
باسل بلا مقدمات / عرفت مين البنت اللي شفتها في العزيمه
سامي يلتفت عليه بإهتمام / مين؟
باسل / وحده من خوات سلام
سامي بصدمه / كيف عرفت؟ سلام قالت لك شي؟؟
باسل / لا ضي اللي قالت لي
سامي / يعني تتوقع هي ما قالت لسلام عن اللي صار؟
باسل ببرود / لا..نظرات سلام و تصرفاتها تقول إنها ما تعرف شي
سامي بضيق / الله يهديك يا باسل قلت لك هالشوفه غلط..و شوف وش جابت لك..زين اللحين نظرة البنت لـ.....
باسل بإستحقار / و أنا وش علي منها و من نظرتها! هالصبح اللي طايرين فيها مادري على ايش..من زينها عاد
سامي بصدمه / صبح!
باسل بإستغراب / وش فيك مستغرب؟ تعرفها يعني؟
سامي / لا بس كادي تكلمت عنها
باسل / وش قالت؟
سامي / ما قالت شي كثير بس أول مره كادي ترتاح لأحد و تحبه بهالسرعه
باسل بسخريه / والله هالبنات مادري كيف يفكرون..ما تسوى هالبنت كل هذا
سامي / و أنت وش عرفك إنها ما تسوى؟
باسل / يعني كأني ما شفتها
سامي / يعني هو بس بالشكل! الإنسان باللي داخله مو منظر بس و....
باسل يقاطعه بملل / اسكت تكفى يا سامي ترى واصل حدي من هالبنت..تتخيل إن سمو و سلام حتى أمي مستخسرينها فيني انا!!
سامي بإستغراب / و أنت وش دخلك فيها؟
باسل يبرر / أنا قلت لهم إني بأخطبها..كنت أبي اجس نبض سلام لو هي قالت لها عن اللي صار
سامي يضحك / و ما لقيت إلا هالطريقه؟!
باسل بغرور / تخيل..أنا تنازلت و اقولهم افكر فيها..و كل وحده عيونها قبل كلامها تقول إنها خساره فيني..هالبنت التافهه
سامي / أنا و أنا ماعرفها ما احس إنكم لبعض أبدا..يمكن هذا قصدهم إنكم ما تتوافقون بشي
باسل بقهر / لو أمي تقول هالشي بعد مالومك يوم تفكر أنت كذا..بس تدري هالصبح اللي طايرين فيها..و يشوفونها و مو مصدقين..بأخليها هي اللي تتمناني..و يعرفون إني لو بغيتها بتطير من فرحتها..و أنا اللي كثير عليها مو هي
سامي بقلق / باسل أنت وش ناوي عليه؟؟
باسل / اقولك هالبنت بتحبني..و بتتمنى افكر فيها..و أنا اللي ارفضها مو هي...تتحدى؟؟
سامي يقف / لا ما اتحداك و لاشي..باسل بنات الناس مو لعبه تتسلى فيهم..و هاذي أخت أختك لا تحرج سلام و تسوي مشكله.....
باسل يقاطعه بثقه / و أنت ليه ضامن رفضها؟ ليه ما تقول إنها بتطير من الفرح لو عرفت إن واحد مثلي يفكر فيها

لا يستوعب ما يقوله...و يعلم أنه لو حاول إقناعه أكثر لتمسك بفكرته أكثر...
لذا صمت و كله امل أن تكون هذه فكره طارئه بسبب غضبه...و تتلاشى من إهتمامه لاحقاً...
أيظن أن كل الفتيات...ضي...ينسحرن بوسامته...و مستواه...و غروره...
ليسوا كل الفتيات لا يملكن عقل...و مما سمعه عن صبح...بالتأكيد هي آخر فتاة قد ينجح معها باسل بهذه الطريقه...

سامي / أنا اقول طلع هالبنت من راسك دامها على قولتك ما تسوى
باسل بإصرار / أنا متأكد إنها ماتسوى..بس بأخليكم كلكم تعرفون إنها ما تسوى
سامي يقف / لا حول و لا قوة إلا بالله..أنت ما تسمع إلا نفسك..عن اذنك بأروح أبدل ملابسي
التفت إليه باسل / بتروح؟؟
سامي / أكيد..أنت للحين على عنادك..باسل هاذي ملكة أخوك و........
باسل يقف أيضاً ليغادر / سامي بتروح بكيفك..بس لا تفتح لي محاضره



♥▓♥▒♥▓♥



يجلس بجانب أخيه...سعيداً...مفتخراً...و الإبتسامة تشد شفتيه طوال الوقت...
سعيد أن أخاه اتخذ خطوة أولى نحو الحياة...فإغراق نفسه في العمل...و الجدية...و البرود الذي يعيشه...لم تكن حياةً أبداً...

حين يذهب حب...لا يمحوه إلا حب آخر...تلك القاعده لطالما نفعت معه...
و ساري بزواجه هذا سيقلص مساحة ذاك الحب في قلبه...
أيضاً يسمع ان تلك العروس و والدتها يطمعن بالكثير...و كله أمل أن تطمع بقلب ساري فتلغي كل قديم فيه...لتتسيده...
لا يهمه ما يقال عنها...المهم أن ساري اختارها...وهو يقتنع بحكمة ساري...

ساري يهمس بإبتسامه / اللي يشوفك يقول أنت العريس..ليه فرحان أكثر مني؟
تميم بذات الهمس / راسم لك فيس ماشي مع هالمناسبه مو احسن من أخوك..شوفه شوفه كيف مكشر و سرحان اللي يشوفه يقول في عزاء..و إلا طالع من هوشه
التفت ساري بإستغراب إلى مالك المتجهم...و الذي بدى أنه في عالم آخر بعيداً عنهم...

و تميم يعاود الإبتسام...الذي لم يمحى حتى وهو يتذكر تلك المرأه...(كيف تقول انتقلوا؟ أجل ليه سألت إن كنت اعرفها؟ ليه انصدمت و بان القهر عليها؟؟)

متاكد أنها كاذبه بما قالته...فتوتر صوتها...و إغلاق الباب بتلك القوه...لا يدلان على أنها شخص بعيد عن هذا الموضوع...
تلك المرأه الحانقه...لمحة الغضب بعينيها التي صوبت نظراتها بحده إليه...
ما إن ذكر قرابته لإبنة علي أمامها...

من هي تلك المرأه التي انكرت الحقيقه أمامه...
لما أرادته أن يذهب بعيداً و تقطع أي علاقه لها بهم...




مالك كان يجلس بينهم جسداً هامداً...و روحه بعيده كل البعد عن هذه الفرحه من حوله...
بعيداً عن أحاديثهم...
بعيداً أكثر عن نفسه التي كان يظن انه يعرفها...

يعيد بخياله مراراً...وجع ذاك اللقاء الذي ارعبها...و افقده نسيانه...
ليعترف أخيراً بعد دهرٍ من الإنكار...كم ارهقه إبتعاده عنها...حتى خمدت الروح بداخله...و خمدت المشاعر...و خمدت الحياة...

هي في حياته كالشمس...ما إن تغيب حتى تشرق و تملأه من جديد...
لتعانق مشاعراً امتلكتها...و توقظ حنينا افتقدها...و تنشر شعاع عشقها على أراضيه المتجمده...

تلك المشاعر التي تورات لسنوات بأعماقه يدرك الآن أنها لم تدفن...و لن تدفن...
لا بكراهيته...و لا بنسيانه المزعوم...
نعم لم يكرهها...لم ينساها...بقدر ما كان يخشى ذكرها...
كل شيء عنها كان مخدر فقط...حتى ثار برؤيتها ليعود...أصعب...و أقوى...و أقسى من الماضي...

خمسة أعوام من الإنكار...و التناسي...انهكت روحه...و صبره...و الانتظار...
تعب من مواصلة حياته وهو يجاهد ليقصيها عن تفكيره...عن مشاعره...عن عالمه...
حتى زواجه...و حياة كامله اشغلته مع عذاري...لم تستطع نزعها من قلبه...
ذاك الزواج...كان مجرد إنتقام...لإيلامها لعدم قدرته على كرهها...
و لقهر ابن عم عذاري الذي علم برغبته فيها...و حين اختلفا بالعمل...خطبها هو قبله...
زواج بأهداف كهذه...كيف كان من الممكن أن ينجح..؟؟
خضوع عذاري...و سلبيتها...و إنقيادها الكامل له...لم يجعله ينساها...
عدم إنجابه لأي طفل...قد يأخذ القليل مما اخذته هي...لم يجعله ينساها...

هي إبنة قلبه...الطفله الوحيده التي لم يكتب له أن يحب...و يرعى...غيرها...
تلك الطفله التي مازالت...و ستظل...تسكن في طيات قلبه...
كان يعتمد على جنونها بأنه سيعيده إليها...و لم يتخيلها تكبر...
فكيف لها أن تكبر على حبه..!!



♥▓♥▒♥▓♥



جلسن ثلاثتهن بصمت...و هن يراقبن تصرفات منوه و والدتها...
و سمو تراقبها و تعجز أن تجمع بينها و بين ساري...(ما اتخيل كيف ساري اختارها؟ و لا اتوقع يقدر يتحملها؟؟)

ضي / ما قلتي يا سمو..وش رايك بمرة أخوك
سمو تبتسم مناقضه أفكارها / تهبل كأنها عارضة ازياء بس لو تاخذ طول سلام ههههه
ضي بإشمئزاز / قصدك تمثال..لو توقف اشك إن أحد بينتبه إنها انسانه....والله فرحانه؟ يعني مو مستخسره ساري فيها؟
سمو تتصنع الصدمه / ليــه؟؟
ضي بصراحه / لانها ما تستحي و طماعه
سمو / طماعه احسن من الخاينه..على الأقل لها وجه واحد واضح تتصرف فيه..مو تطلع بوجه و إذا تمكنت طلعت الوجه الثاني..ناس ماتدرين متى تطعنك..صدق الأقارب xxxxب
كادي بعتب / سموو
ضي / خليها..يعني انا مو عارفه لسان هالبنت
كادي تتركهما لتراقب سلام / وش فيها سلام؟ شكلها تعبانه مره!
سمو / ايه..تقول وحده يعرفونها من الكليه توفت..يمكن انصدمت من الخبر..لو شفتي كيف خوفتني أول ما دخلت عليها غرفتها..اذكرها طلعت من عندي بتشوف ساري جاء أو لا..يوم تأخرت رحت ادورها لقيتها بغرفتها تصيح و هي ترتجف بخوف..مادري بس غريب كل هاللي فيها عشان وفاة وحده حتى مو من صديقاتها!!
كادي / الله يرحمها..يمكن طريقة موتتها مؤثره..أو اللي قالت لها الخبر صدمتها فيه
سمو لا تقتنع / يمكن ما حبيت اسألها خفت تتضايق أكثر

و التفتن جميعهن يرمقنها بإستغراب...و هي تجلس بجانب والدتها ساكنه...هادئه...ضائقه...
نظرتها شارده بعيداً...و ملامحها تنطق بهمٍ تكتمه...




هذا كان حالها...مجهده...منهكه...
قلبها ينبض بألم...و تثاقل...يستعصي عليها التظاهر بالفرحه حتى من أجل أخيها...
و هي تغرق في لجة أحزانها الصاخبه...منذ أن لفها وميض ذاك الماضي الأسود من جديد...ليتغلغل في جدران سكونها فيتصدع...و تنهار...

للآن تشعر ببرودة القهر تسري بأوردتها...
غاضبه...خجلى...من وقوفها أمامه بذاك الشكل...بذاك القرب...من ذاك الحوار...

تحاول أن تتذكر كيف كانت تشعر بقربه في الماضي...كيف كانت أجرأ..؟؟
بأي شعور...فعلت كل ما فعلت..؟؟
فلا تجد داخلها...أي شيء من تلك الأحاسيس التي طالما ساقتها بجنون إليه...

تغيرت...تغير كل ما بداخلها إتجاهه...
لا تجد أي شيء يربطها به...خزي تلك السنوات محت كل شيء من داخلها...
فلما لم يتغير هو للآن..؟؟

هو من قام بخيانة ذاك الجنون...هو من عاد إلى عقله قبلها...هو من ادرك قبلها أن كل ما فعلاه خطأ...
هو من ذهب ليبني حياته بعيداً مع أخرى...مازالت معه...
فماذا يريد الآن؟؟؟

تذكرت ملامحه...و إرتجاف قوي يعصف بقلبها...
كم تغير كثيراً...كثيراً...أو هي من تغيرت نظرتها له...
بدا لها كبيراً أكثر من سنه...أخافتها ملامحه الحاده القريبه...زعزعتها نبرة الامتلاك...و الثقه في صوته...نظرة الإصرار في عينيه...

زفرت بقوه...و الدمع يقف على عتبات اجفانها...يحسره الضيق و الخوف...
تحاول أن تتماسك...و تتناسى جاهده ما مرت به...
تريد محيه قبل أن يعلق بذاكرتها...لأنها ترتعب من مجرد إسترجاع تلك اللحظه...



♥▓♥▒♥▓♥



بعد أن غادروا أهله...و والدتها التي لم يهدأ حماسها...و حديثها...للحظه...
تجمل فتاتها بعينه...توصيه بها...تدعي حباً و تقديرا لأهله يعلم أنه زائف...
تتحدث عن ما تكبدته من أجل هذه الليه...طبعاً آملة في التعويض...

اغمض عيناه براحه بعد هدؤ تلك الازعاجات...ليفتحهما و ترتد نظراته إلى من تجلس قريبةً منه على ذات الكنبه الطويله...

بشكلها هذا...كان يكفيه الإحراج أمام والدته...و عمته مزنه...
حمد اللـه كثيراً...لأن والده رفض الدخول معه...
هو نفسه كان محرجاً من النظر لوالدتها التي بالغت بلباسها...و كأنها تنافس ابنتها...بإبراز مفاتنها...
يالهذه الفتاة و والدتها...ألا يملكون عقل للتفكير...حتى و إن كانوا طمعى يريدون إغوائه بهذا الجمال...ألا يطمعون بذكاء..و برويه؟؟

تناسى إعتراضاته عليها...ليحبسها بداخله بعيداً عن تعبيرات وجهه البارده...و يتأملها بإبتسامه متكاسله...مستخفه...

ساري / مبروك
منوه تعبث بخصلات شعرها المنسابة بدلال..وعيناها تملأها الفرحه / الله يبارك فيك

لترخي نظراتها مدعية الخجل...و هي تتلمس بيدها تلك الإسواره الماسيه التي اثقلت يدها...

منوه / رووعه الشبكه..يسلم لي ذوقك..ربي ما يحرمني منك
ساري يجاريها / ماراح ينقصك شي من اليوم..اللي تحتاجينه تطلبينه مني

انتظر إعتراض...لكن ما أتاه فرحة...و موافقه اكيده...

منوه بدلال / و حنا مالنا غيرك..الله يخليك لي

هكذا بدايه...لم توجد بداخله الرغبه لبدء أي حديث آخر معها...ليس الآن على الأقل...
عليه أن يستعد نفسياً لهذا التغيير الذي أطرأه على حياته...
يكفيه اليوم تأكيد هذا الإرتباط الذي سيلتزم به مدى العمر...إن كتب له ذلك...
مدى العمر!! تردد صدى هذه الفكرة بداخله بجمود...
هل يعقل أن يعيش عمره مع فتاة كهذه..؟؟

منوه بغنج / أنا بأروح اللحين..يعني بعد اذنك فيه....

و قبل أن تورد أسبابها...وافق سريعاً...
ساري / على راحتك..

نظرة عيناها التي التقطها له...أنبأته بصدمتها...أو خيبتها...
هل أملت أن يرجوها للبقاء بجانبه...
حسنا أيتها الطامعه الصغيره...هذا واحد من ألف لتلك الأشياء التي سوف تطمعين بها و لن تجديها...

منوه تغادره بمشيتها المتهاديه..لتلفت عليه بإبتسامتها المغريه...

منوه / اشوفك على خير

ساري / انتظري

لا يعلم متى غادر مكانه...
و كيف وقف بهذا القرب الشديد منها...
و حين التفتت لتجيب ندائه كان لا يفصلها عن وجهه إلا فارق الطول البسيط بينهما و هي ترتدي هذا الكعب العالي...مد يده يعانق خصرها النحيل...
اتسعت عيناها بصدمه...قبل أن ترفرف أهدابها بخجل تهوى تمثيله و يستنكره عليها...
لكن لما لا...و هي اليوم ترتدي قناع الخجل تظنه يصدقها...لا تعلم أنه يدرك تمثيليتها منذ البدء...
وهو برضاه يسمح لها بلعبها عليه...لأنها تناسبه...

لا يعلم لما أراد أن يختبر إتقانها لدورها...أو أن يعرف أي ردة فعل ستمثلها...
وهو يقترب من وجهها ليطبع قبله عميقه على خدها...و يهمس بأذنها...

ساري / اشوفك قريب

بالكاد ابتعد عنها...و ارتخت يده قليلاً عن مرفقها...قبل أن تختفي من أمامه راكضه...
مالت شفتيه بضحكة مستهزئه...مشمئزه...وهو يزفر أنفاسه بقوه...بعد أن تشبعت رئتيه برائحة عطرها الساحر و الذي أسرفت به كثيراً...(الظاهر ما جهزت لهالحركه ردة فعل مدروسه)

تنهد بضيق وهو يخرج ليكمل دور العريس السعيد...
فهذا فقط أول الطريق...الذي رسمه لنفسه بلحظة قهر...

لكن ذاك الدور بدأ منذ الآن يصعب عليه...
وهو يقابل أول شخص خالد...أخاها...و يحمل من ملامحها القليل...
أو هو من يتوهم هذا الشبه ليذكرها فقط...

خالد / مبروك
ساري / الله يبارك فيك..عقبالك
خالد / لا..تو الناس..العروس للحين ما افرزوها
ساري / هههه وش هذا زواج جديد
خالد / ايه عندي بالقائمه ثلاث..بس الفرق إني مو أنا اختار بينهم.. لا انتظر وحده منهم تختارني
ساري بإستغراب / أنت صادق؟
خالد / ايه..تعرف إن جدي أبو أمي الله يرحمها..حالف لازم ناخذ من بنات خوالي..بدر ماشاء الله عليه أخذ بنت خالي الكبير وحيدته وارتاح..أنا خالي الثاني عنده ثلاث بنات..و احتاروا فيني من تاخذني و أنا للحين انتظر ههههههه

صحبه ساري وهو يضحك...و يستفسر أكثر عن هذا الزواج الغريب...
سعيد بأنه وجد ما يشغله...و يبدد الضيق الذي يسكنه بعد رؤيتها...



♥▓♥▒♥▓♥





توقف النبـض مؤقتاً✖】♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-07-22 الساعة 01:36 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 12:05 AM   #39

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الـفـصـــل الأول..[لا أمـــان فـي نـبـــض الـقـلـب..♥]




♥▄الـنـبـ«14»ــضــة▄♥



فـي الـغـــد..~

فتحت عيناها بتثاقل...و هي تحس بصداع رأسها...بعد نوم متقطع...و كوابيس مزعجه...
لم تستوعب عيناها النور الذي اشتعل أمامها فجأه...و قلبها يفزع و هي تتبين ذاك الثوب الأبيض الواقف بالقرب من سريرها...لتنطلق صرختها قبل أن ترى وجهه...

تميم يجلس بجانبها بقلق / سلام وش فيك؟
سلام تلهث بأنفاسها..و هي تتأمل وجهه / تميم!_تنفست براحه_حرام عليك خوفتني
تميم / هذا و أنا مقدر حسك المرهف..و مصحيك بهدؤ..أجل لو استعملت طريقتي مع سمو وش بتسوين؟
سلام تبتسم و هي تجلس بسريرها / الله يعينها..أنا اشوف البنت صارت مرجوجه..أثاريك انت اللي مفزعها
تميم / الله يسامحك حطمتيني..أنا قلت بتقول وش هالوجه الصبوح اللي تصبحت فيه..أكيد يومي بيصير حلو..مو تصرخين!!
سلام بإعتذار / قمت من الحلم أساساً مفزوعه..و ما ستوعبت وش اشوف قدامي
تميم بمحبه / خير إن شاء الله..الساعه وحده بعد الظهر..أمي و عمتي مسوين قضيه لأنك ما تعودتي تنامين إلى هالوقت..فقلت أحل المشكله و اصحيك
سلام تبتسم / ما نمت زين..بس ما قلت لي كيف تصحي سمو؟
تميم يضحك / تذكرين القناع اللي جبته يوم سافرت
سلام بإشمئزاز / أبو شعر أبيض
تميم / ايه
سلام / عسى تخوفها فيه..لك سنه جايبه!!
تميم / ايه..و خوفتها فيه مية مره..و للحين تخاف كل ما تشوفه
سلام / حرام عليك تميم..مو زين تسوي فيها كذا..تفززها من نومها على ذاك الوجه
تميم يبدو متفهماً / خلاص و لايهمك أدور طريقه ثانيه اخوفها فيها..أصلا أنا مليت اخوفها فيه و هي للحين ما ملت تخاف

ضحكت بيأس أن يأخذ كلامها بجديه...و ابتسمت و هي تستمع إليه...
هذا ما تحتاجه لتتخلص من ضيقه مازالت تسكنها من الأمس...صباح مرح بنكهته...



♥▓♥▒♥▓♥



دخل إلى غرفتها ليجدها تجلس على مكتبها...مستغرقه بترتيب أوراقها...و كتبها...و ملخصاتها...

سامي يضع كوباً من الشاي على مكتبها / صباح الإجتهاد
كادي تبتسم / صباح العسل لو إننا اللحين الظهر_تاخذ الكوب منه_..تسلم يدينك
سامي يجلس/ عاد هالأسبوع لا تضيعين وقت....
كادي تقاطعه بتذمر / لاااا سامي عاد مو تصك علي من اللحين..الامتحانات بعد اسبوع
سامي / ايه راجعي بهالأسبوع..عشان ما تتعبين
كادي بحماس / ايه صح..اتفقنا مع سلام الخميس الجاي..نروح أنا و سمو لبيت أبوها عشان نراجع معها و مع صبح
سامي يضحك / و تاخذين اذن من اللحين؟
كادي / ايه متحمسه اشوفهم مره ثانيه..حبيتهم ضحى و صبح..حتى فجووره_لتكمل شارده بهمس_ياليت عندي أخت كبيره مثل صبح
سامي يبتسم بحزن / عندك سمو ما تكفي
كادي بصراحه قلما تتحدث بها / سمو نصي الثاني..نضحك و نستهبل مع بعض..بس اتمنى عندي أحد أكبر مني اشاورها باللي يحيرني..اقولها اللي يصير معي..هههه تحسني غيوره عشان شفت صبح كيف مهتمه بخواتها..أبي أصير مثلهم..؟
سامي يمازحها ليخرجها من ضيقها / مو كل الخوات الكبار طيبات..يمكن تخنقك و تتحكم بتصرفاتك..خليك علي احسن نص سوالف البنات ما اعرف فيها عشان كذا ما وقفتلك على الوحده
كادي تضحك / الله يخليك لي..و تتزوج و تجيب لي أخت كبيره

ضحك سامي وهو يغادرها...دائماً كانت شديدة الغيره...و التملك...عليه هو والده...
لأول مره تصرح برغبتها لدخول شخص جديد لعالمهم الخاص...
هل غيرت صبح وجة نظرها...و أفكارها لهذه الدرجه...و من لقاء واحد فقط...!!

تذكر ما سمع عنها...و تذكر ما سيفعله باسل...
يضايقه أن يتطاول على فتاة كهذه...و يكره أن تتشوه صورته أمام أحد ليأخذ عنه فكرة سيئه...
لكن ما يريحه أن باسل...لن يتنازل ليفرض عليها نفسه بطريقة واضحه...لن يلاحقها إن صدته بإلحاح...
فلابد لكرامته...و غروره...أن تمل هذا التحدي بسرعه...



♥▓♥▒♥▓♥



كان يجلس في الصاله لوحده...يقلب تلك القنوات باحثاً عن شيء يقطع مللـه...
حين تصاعدت نغمات هاتف على الطاوله القريبه منه...
نظرة إنزعاج لمحها به...ليخطر في باله شيء...(هذا جوال سلام!)

مد يده ليلتقطه...و كما تمنى رأى ذاك الإسم يلوح على الشاشه...
ليبتسم بإستكبار وهو يضغط ببرود.. و ثقة .. على زر الإجابه...
سيحدثها...متعللاً بإعتذاره عما حصل...
لم يسبق له أن اعتذر لأي شخص...و لا يعلم كيف ستخرج منه تلك الكلمه...لفتاة مثلها...
و لكنها الطريقه الوحيده للبدء معها...و لابد من التنازل...

صبح / السلام عليكم

حين سمع صوتها الهاديء...نبرتها الدافئه...لا يدري لما خيل إليه أنها تحدثه و هي تبتسم...
انفرجت شفتاه ليتحدث...لكنه لم يجد ما يقوله...أو يبدأ به...
لابد أنه بسبب الإعتذار...هذا شيء بالتأكيد صعب عليه..!!

صبح بإستغراب / سلومه قلبي ليه ما تردين؟؟
باسل يتنحنح / اللي معك مو سلام..أنا اخوها باسل
صبح بقلق..و خجل / آسفه أخوي..بس سلام فيها شي؟
باسل / لا ما فيها شي..بس أنا يوم شفت اسمك رديت..كنت أبي اكلمك عن الموقف اللي صار يوم.......

صمت بصدمه...بعد أن اصبح على الهاتف وحده...
لم تستمع إليه...أقفلت الخط بوجهه ببساطه...حتى قبل أن يبدأ بحديثه...ليرمي الهاتف بغضب...(احسن مين قال انك تستاهلين الواحد ينزل نفسه و يعتذر منك لو تمثيل بس)

غادر مكانه بغضب...يملأه القهر...من عجز تفكيره...و أطباعه...عن التقرب لأحد...
لكن داخله رغبه غبيه تقوى في أن يثأر لكرامته...و مقارنته بها...بل و تفضيلها عليه...



♥▓♥▒♥▓♥



استيقظ من نومه عصراً...متأخراً...
و كآبته تستيقظ معه...بعد شرود النوم منه البارحه مع ملاحقته لأطيافها...
لا يعلم إن كان نام أم لم يغفو مطلقاً...
صورها التي تناثرت داخله...هل كنت خيالات...أم أحلام...

تردد داخله طوال ليلته...صدى ذاك اللقاء الذي انتظره بلا شعور لسنوات...
لكن لم يتصور أبداً له هذا الحوار...و هذا الشعور...و هذا الألم...
أه منها...ملامحها القديمه...ملامحها الحاليه...أياً كان شكلها...و بأي حال...مازالت تقيد نيران قلبه بلحظه...

جلس بسكون الصاله وحده...يتذكر نظراتها المذعوره...إرتجافها...خوفها.. .
كرهها الصريح بنبرة صوتها...و نظرتها...
كيف استطاع تركها...بدون أن يسمع تفسير لتلك الحاله التي تتقمصها..؟؟
أن يعرف أين هو من كل هذا؟؟

لا يصدق أنها تنساه ببساطه...رغم كل التأكيدات من حوله...رغم تأكيدها هي نفسها...

هل تتخيل نفسها تغيرت...كرد فعل على غيابه؟؟
هل أصبحت تخشى جنون أمواجه...التي طالما هوت الغرق بها...
هل صحى قلبها...الذي طالما غفى عمره في حبه...و عشقه...
حبه المتجذر كل عمرها داخلها...هل اقتلعت جريان تلك الدموع أساسه..؟؟
كم ليلة جرحت بدموعها سوادها الحالك..؟؟
كم من ليلة نادته فيها...لتيأس هكذا منه...و من عشقه..؟؟

هل صدقت خيبتها به..؟؟
هل ظنت أنه بكل بعد الدنيا سينساها حقاً..؟؟
هل آذاها ببعده لهذه الدرجه..؟؟
هل افتقدته بشده..؟؟ لتنسج لها شخصية..و حياة..و مشاعر لا ترتبط به..؟؟
عهدها قويه...قاسيه...عنيده...ستتحمل هذا البعد الذي لم يقوى هو عليه...
و هـا هو يعود...فمتى سوف تستوعب هذا الرجوع لتعود كما يعرفها...كما يعشقها...
متى سترجع لنفسها..؟؟
لقلبها الذي يعشقه..؟؟
لجنونهم...لعشقهم...لتفقده الوعي مجدداً لبقية حياته...

مزنه تدخل الصاله / مالك..صحيت؟
مالك يفيق من خيالاته / مساء الخير يمه
مزنه / يمسيك بالنور.._تنزل عبائتها التي كانت بيدها_أقولهم يسوون لك قهوه؟
مالك و فكره تقفز لخياله / لا بأطلع_ينتبه لها_ يمه وين بتروحين؟
مزنه / بأروح أجيب أغراض البيت
مالك / و ليه تروحين أنتي؟ اكتبي اللي تبين لوحدة من الخدامات و هي تجيبه
مزنه / لا ما أحد يعرف للي أبي إلا انا
ابتسم مالك / وش عاد هالشي اللي ما يعرفه غيرك يمه؟
مزنه / بأروح اجيب كاكاوات للبنات إذا جو عندي..اللي عندي خلصن..تعرف هالبنات مالهن بالتمر
مالك يضحك / يمه هذا الكل يعرفه
مزنه / لا ما أحد يعرف اللي يحبنه البنات غيري
مالك يمازحها / يعني بتقنعيني إنك تعرفين أساميهن؟
مزنه تضربه بخفه / تضحك علي إيه أعرف سمو تحب ذاك أبو كرتون أزرق و ضي تحب الحلاو الملون اللي في العلبه و....
مالك يضحك وهو يقف / خلاص يمه يكفي يكفي ما ينخاف عليك مثبته الألوان..البسي عبايتك أنا بأوصلك و اطلع
مزنه / لا يمه روح لمشوارك أنت..أنا وخدامتي بنروح مع السواق

لم يصر عليها أكثر بسبب فكره المشتت...و صعد للأعلى بخطوات عجلى ليبدل ملابسه...وهو يتذكر أنها لابد أن تكون هناك...في منزل والدتها...
يجب أن يذهب..يحاول رؤيتها...لعل الصدف التي طالما خدمتها...تخدمه هو أيضاً هذه المره...



♥▓♥▒♥▓♥



كان في سيارته...شارداً...وهو يقف عند تلك الإشاره المروريه...التي لا يبدو أنها ستعطيه الضوء الأخضر قريباً...
تعالت نغمة هاتفه...ليرمقه بإهتمام...خفت وهو يرى إسمها...
و يتذكر تلك الورقه التي دستها والدتها بيده...مدعية معرفتها بخجل ابنتها على الإتصال به...آمله أن يتصل هو بها...
لكنه لم يتصل...لتأكده الشديد من إتصالها هي به...لكن لم يتوقعه بهذه السرعه...

هاهو إتصالها الثاني خلال هذا اليوم...فالإتصال الأول لم يجيبه وهو لديه ما يشغله...
لكن الملل في هذه اللحظه جعله يرد..

ساري / هـلا
منوه برقه / مساء الخير قلبي

رفع حاجبيه مستنكراً...(قلبي!!)

ساري / مساء النور..وش أخبارك؟
منوه بدلع / اسأل عنك لو طيب أنا طيبه
ساري ببرود / واضح إنك بخير
منوه تضحك بغنج / أكيد دام اسمع صوتك

و استمر حديث لا معنى له بينهما...
يسمع كلامها...و بالرغم من همسها الدافيء لكنه لا يحس بشيء منه...
تصف الكلمات الرقيقه على مسامعه...تبين إهتمامها به...لكنها كلمات من الواضح أنها مفتعله لم تخرج من قلبها...و بالتأكيد لن تصل إلى قلبه...
فجميع كلماتها مستهلكه...متصنعه...مبالغ بها...تسردها عليه و كأنها نسختها من قصيده..أو اقتبستها من فيلم ما...

حسناً...فلتنسج تلك الكلمات على مسامعه...لترددها عليه يومياً...لتقنعه بها...
علها تملأ ذاك الفراغ بروحه...تزرع له قلباً كاذباً مثلها...يجاريها به...


♥▓♥▒♥▓♥



وصل إلى بيت والده...لتصل دقات قلبه لذروتها...
ذاك القلب الذي لم يحس بنبضه هكذا لسنوات...
ذاك القلب الذي ظن أنه سيطر عليه...
أراد بكل جنون كبته تلك السنوات...أن يلج البيت بفروغ صبر...و شوق...باحثاً عنها...
لكن عقلاً قليل مازال يتشبث به...نهاه...ليجر خطاه إلى المجلس...و يتصل بسمو...

مالك / مساء الخير
سمو بفرح / مساااء العسل..و الملكه..و خلية النحل كلها
مالك يضحك / أنا في المجلس تعالي
سمو تصرخ بحماس / واللــــــه!!

ابعد الهاتف عن اذنه منزعجاً...و اغلقه بإبتسامه تنتظرها...
و لم تمر لحظه إلا و رآها تدخل عنده...

سمو تلهث / لا قول و فعل يا شيخهم..عشانك جيت أمس توقعت ما اشوفك إلا بعد أسبوع
مالك / مو اقولك بتملين مني
سمو / ايه تكفى زهقني فيك..كل يوم تعال عندنا
مالك / وين العيال؟ ما فيه أحد؟؟
سمو / باسل يطلع ما يقول وين..و ساري معزوم على العشاء عند أصدقائه..بس تميم راح يوصل سلام و اتوقع بيرجع


(ذهـبـت) !!


سمو / يمه والله ما قلت شي خطأ
مالك يتدارك خيبته / وش تقولين؟
سمو / اقول وش فيك كأنك تبي تذبحني؟
مالك يتصنع ضحكه / ياكثر كلامك..مو ناويه تقهويني؟
سمو / أفا عليك أحلى قهوه..و أحلى ضيافه لخاطر جيتك..تعال في الصاله
مالك يتنهد بضيق / باتمشى شوي في الحديقه..و الحقك

تركته...ليجر خطوات خيبته...يتلمسها في أماكن تزخر بها...
إبتعاده...فعودته... جعلاه يدرك بشكل أقوى من هي بحياته...لا بل إنها هي كل حياته...
كان بعيداً عن كل شيء...
بعيداً عنها...
عن مشاعرها...
عن ذكرياتها...
حبسها داخل أقاصي روحه لسنوات...و هاهو يستعيد كل شيء عنها بقسوة واحده لتتدافع من داخله بقوه...
ليثور بركان اخمده طوال تلك السنوات..و هاهي حممه تحرق كل ما بداخله من تناسي...و صبر...

فيستعيد تفاصيل حكايتهم...
يتذكر فرحه...فيتذكرها هي...
يتذكر حزنه...فيتذكرها هي...
سنينه...سنينهم...المغلفه بجنونها...

كانت أقرب له من أصدقائه تعرف كل تفاصيله...وهو يحدثها كأي صديق له...
تستمع لما تفهم...و ما لا تفهم...المهم أن يتحدث...و المهم أن تسمع...
و الأهم أنهما معاً...

::

مالك يتمدد على المقعد الخلفي لسيارته يثني ساقيه الطويلتان في المساحه الصغيره المتبقيه من جلوسها بجانب الشباك..و رأسه يرتاح على حرير بجامتها البيضاء / الشركات اللي مقدمه عروضها قويه و محتار مين اختار
سلام ترخي وجهها لتنظر إليه و هي توزع الكريم على وجهها و تدلكه / امم قولي اسمائهم و أنا اختار
مالك يضحك / مالك في الشغل يا بنت و لا تتدخلين فيه
سلام / أجل ليه مزهقني من ساعه تتكلم فيه..خلنا نتكلم بشي ثاني
مالك تصله رائحة كريمها الطفوليه / اراجع أفكاري معك بس
سلام تفتح النافذه منتقمه..لتتطاير على وجههما قطرات المطر الذي كان يتساقط خارجاً بشده / هههه صحصح عشان ترتب أفكارك زين..طال عمرك
مالك يرفع يده ليقبض على يدها بقوه / مجنونه! قفلي الشباك لا يسمع أحد صوتك
سلام تراقب باحة المنزل المظلمه في المكان الذي ركن فيه مالك سيارته / الدنيا ليل و برد و مطر مين مجنون غيرنا يترك دفاه و نومه و يطلع
مالك يتأملها بحب..وهو يقبل يدها التي ماتزال بيده / اللي ما يلقى دفاه إلا معك

كانت أعمق شعور في قلبه...لتتحول قسوته بين يديها رخاء...و لين...
ليعطيها بلا حساب من نفسه...و وقته...و حبه...
و صبر يستوعب حتى إتصالاتها به في كل ليله تسرد عليه كل ما لا يهم...فيغفو فيها على صوتها...

سلام / ألو..ألــو..ماااالك...نايم؟؟
مالك بصوت اثقله النعاس / ايه
سلام لا تهتم / ليه ما جيت اليوم بيت أمي..انتظرتك ثلاث ساعات..كنت بأقولك عن اليوم المفتوح اللي عندنا بكره..تدري بألبس الجاكيت اللي جبته لي و.................

لتهذر لساعات...تفاصيل فتيات سخيفه لا تهمه...مع ذلك يستمع لها...ما دامت بصوتها...

::

ابتسم بشرود معترفاً...
لا يعرف أن يعيش إلا مع أنثى تحمل تناقضاتها...جنونها...
لقد حاول خلقها في عذاري...لكن سكونها...و سلبيتها...أبت...أن تكون حتى مرآة تشبهها...
فعــاد ليعشقها أكثر..
ليشتاقها أكثر...
ليجن بها أكثر....

و هاهي تهجره قسوته...و ثباته...و رجاحته...فيسري كطفل هائم على وجهه يبحث عن ماضاع من أمومة عشقها...

فـيصل بجنونه لمنبع عذابه...ليرجوه...لعله يجد لها بقايا عطر ليتنفس شيء منها...
شعره انسلت من خصلات حريرها...لترقد كما كانت دوما بمكانها الطبيعي بين أصابعه...
شيء من حبر هدرت به لعنة...أو دعوة عليه...

لكن بينه و بين كلها الباقي هنا...كان باب غرفتها المقفل...

ليدرك بعد سنوات فداحة جهله...و خطأه...
كيف اقتلع نفسه منها؟؟
و كيف يعيد إليه ذاك الوطن..؟؟

سمو تخرج من غرفتها..لتراه في الممر بإستغراب / مااالك وش جابك هنا؟
مالك يتدارك صدمته..و بثبات خارجي فقط / كنت ادورك..وحده من الخدامات قالت إنك فوق

هذا ما كان يهرب منه...كيف تسوقه بلا شعور...بلا عقل...لكل شيء لها...
تسكنه...و تسري به أينما تشاء...كجنيةٍ صغيره كانت و مازالت تعبث به...



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس على سريرها شارده...ساكنه...منذ الأمس و هي صامته...تستثقل الكلام...و الحياة...
لإرادتها فعل عكسي على مشاعرها...
في كل مره تعزم على نسيانه...تتذكره أكثر...
في كل مره تبعده طوال اليوم جاهده عن تفكيرها...تجده في وسائد حلمها يسكنها...

لتتسائل بلا رغبة منها...
هل اختتم ليلة البارحه...بفرحة حديثهما الأول..؟؟
أي نبضة سكنت قلبه؟؟
أي نشوه سكنت نظرته؟؟
أي شعور اختلجه بلمسة يدها..أم إنه طال منها أكثر؟؟
كم بقي عطرها منتعشاً في روحه؟؟
كم من الوقت فكر فيها؟؟

ما هو طعم تلك الليله معك..؟؟
كم كتبت ذاك السيناريو من مرات..صاغت مشاهداً له...تخيلت حواراً له...لتفوز بالبطوله سواها...

آه...لو تقوى على نسيانه.؟
لما يسكنها..؟؟ كيف لها أن تعجز عن تخطيه..؟؟
و هي حتى لم تحدثه يوماً صوتاً لصوت...
ألإن ما بينهما كان صمت حب...مازال صداه أبقى..
يتوق للكلمه كيف كان من المفترض أن تكون بينهما...بأي همس ستحكى...بأي لذة ستنسكب داخلها...

هذا هو حبها...مات...بل قتلته...مجهول النكهة في روحها...
فلينتقم منها...بأي شيء...إلا أن يبقى هاجساً...يسكن شواردها يستعصي على نسيانها...مدى العمر...

أفاقت حين احست بأختها...ترتمي على أريكتها...و تتأفف بضيق...

جود / تدرين..كان معك حق لو ما رجعنا احسن
دانه..و كأنها لا تتمنى ذات الشيء / ليـه؟
جود / فرحه ناقصه..و بتم ناقصه و هذا حالنا
دانه تتنهد / ما بيدنا شي نسويه..لو كان بيدنا شي كان ماصار كل هذا..صعب تتشرهين و تزعلين و أنتي تعرفين إنك أنتي الغلطانه..و ما تقدرين تعتذرين و أنتي ماراح تصلحين الأمور بعد هالإعتذار
جود / ليه ما نكلم أمي..يمكن........
دانه تتقاوى على الذكرى و الحنين / ما عاد يهمني الموضوع..و لا أبي اضايق أمي عشانه..بينهم عمر طويل من المشاكل..مو بكلمتين بتحلينها
جود بغيض / دااانه ليه هالسلبيه؟ لو فكرتي تسوين شي كان ما خسرتي.....
دانه تقاطعها / مو سلبيه..بس كل شي و أهم شي..إذا قارنتيه برضا أمك بيرخص بعينك.......مهما يكون
جود بعجز / و أنا مابي زعلها..بس بعد أبي ترجع علاقتنا أنا و كادي و سمو زي قبل..حتى عمتي جواهر أبي اشوفها..بس هي و أمي بعد متهاوشات..و ناسيتنا..احس كأنها عمة عيال عمي سعود بس..ما كأننا بنات اخوها
دانه / أنتي وش عندك على هالسالفه؟ كادي قالت لك شي؟
جود / لا بس يوم اشوفها في المزرعه و كل ما اكلمها..احسها ضايعه بيني و بين سمو..و أخاف بيوم تجبر إنها تختار..و أكيد بتختار سمو و ...........

صمتن و فراس يدخل الغرفه...

فراس / مساء الخيـر
/ مساء النور
فراس يجلس متأمل ملامحهن / سـلامات..وش فيه؟
دانه / ما فيه شي
فراس / لا والله! أنتي من الصبح ساكته..و الأخت اللحين ماده بوزها شبرين
جود / أنت شفت عمتي جواهر؟
فراس / ايه أمس بملكة ساري سلمت عليها هي و خالتي فاطمه..ههه لا تسمعني أمي
جود بغيض / وش دعوه بتقولك شي! أنا أبي اعرف ليه حنا البنات علاقتنا انقطعت..و أنتم لا..ليه أمي ما تهاوشك إذا كلمت أحد من عيال عمي سعود...........
فراس يقاطعها بإستغراب / أنتي للحين متهاوشه مع سمو؟؟ أجل مين تكلمين كل يوم؟
جود / والله إنك مو عايش بالدنيا...كادي بس اللي اكلمها
فراس ببساطه / زين تصالحوا..وين المشكله؟
جود بضيق / أخاف أمي ما ترضى..و سمو مو مهتمه إننا نتصالح
فراس يقف / و أنتي من غبائك بتسألين أمي معليش اكلم سمو..خلاص تراضي معها و كلميها و أمي ماراح تعترض

جود تطالع دانه بتساؤل...لتجيبها نظراتها بأنها لا تعلم نتيجة ما يقول إن فعلته لدى والدتهن...

جود و كأنها تتذكر / بس سمو للحين شايله علي
فراس بثقه / قولي لكادي تجمعكم مع بعض..هي قريبه منها أكيد بتقدر عليها..ما يصير تتفرقون على شيء مالكم دخل فيه

غادرهن و جود تغرق بأفكارها...لتفيق بعد لحظه...

جود / إلا وش عنده يسال و مهتم! أول مره يصير ملقوف
دانه بتفكير / يمكن يهمه أحد بهالسالفه
جود / وش تقصدين؟
دانه / يوم كنا في المزرعه كنت اتمشى بعيد وشفته واقف مع رنا و بيده دفتر يقراه..لدرجة إنه ما انتبه لي..يوم قربت منه عطاه لرنا و خلاها ترجع لقسم الحريم قبل اقرب منهم..أنا ذاك الوقت ما شكيت و لا اهتميت لحركته..بس يوم سمعت بسالفة دفتر كادي عرفت إن اللي معه كان دفترها
جود بصدمه / كادي تقول فيه أشياء خاصه!
دانه تبتسم / وشكله اخوك الملقوف قرأ هالأشياء الخاصه
جود بشرود / عشان كذا مهتم بسالفتنا؟؟_تكمل بغضب مصطنع_من زينه و أنا على بالي يسأل عشانه شافني متضايقه



♥▓♥▒♥▓♥



عاد لذاك الحـي من جديد...بعدما تأكد من صحة معلوماته...
و الآن وهو يقف بسيارته أمام ذات المنزل الذي زاره بالأمس...بدأت تتقاذفه الأفكار...و الأسئله...
أي حياة عاشتها تلك الفتاة...و أي فتاة هي...و أي أناس هم أقاربها..؟؟
و الأهـم من ذلك...كيف سيكون إستقبالهم له؟؟

تنهد بعمق وهو يطفيء سيارته...و التوتر و الترقب يسريان بكل اطرافه...
ليترجل منها...و بخطوات بين عزم و تردد يقترب من الباب...ليدق الجرس...

انفتح الباب... ورأى طفل صغير أمامه...قد يكون في الخامسة من عمره...

تميم بإبتسامه واسعه / أهلين يا بطل..أبوك فيه؟

/ ايه..ادخل

زفر بقوه...وهو يدخل لهذا المنزل المتواضع...و يشير الصبي له نحو الطريق الذي يسلكه...حتى تركه في مجلس بسيط...

ليتركه راكضاً / اللحين أناديه

لحظات طويله مرت به...قد لا تكون طويله...لكن ترقبه جعلها تمر كساعات...
حتى دخل عليه شاب بملامح منعقده...يرمقه بإستغراب...
و حين انهى السلام عليه...و السؤال المعتاد عن الحال...

فهد / تفضل
تميم يجلس و يتحدث بالموضوع مباشرة / كنت أبي اشوف عابد الـ
فهد بإستغراب / والله الوالد متوفي من سنين
تميم بحرج / الله يرحمه..أناااا قريب بنت أخوه..كنت أبي......
فهد يقاطعه بصدمه / جرح! _يتأمله بحده_أنت تقرب لأمها؟
تميم توترت دقات قلبه / ايه..ولد خالها
فهد بإستخفاف / أمها للحين عايشه؟
تميم بضيق من هذه البدايه / ايه
فهد بإستهزاء غاضب / واللحين فكرت تسأل عنها؟ بعد كل هالسنين!
تميم / عفواً..بس ما عرفت أنت مين؟ وش تقرب لها؟؟
فهد / أنـا ولـد عمـهــا..و زوجـهـــا



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-07-22 الساعة 01:36 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 12:12 AM   #40

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد& مشاهدة المشاركة
يا حلوكم وانتم تنسقون وحنا نقرأ......شدو حيلكم نبغاها رواية مميزه وقرائها بالالاف😍

الحلو وجودك ياتغريد..و ان شاءالله تكون الرواية مثل ماتتمنين


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات سعودية.رواية.رواية رومانسية.بين نبضة قلب و أخرى.روايات أغاني الشتاء.روايات مكتملة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.