آخر 10 مشاركات
402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          594-الرجل الملائم - ماري فيراريلا -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          47 - تسرقين العمر - آن هامبسون (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          هوس القلوب... * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : هند صابر - )           »          403 - حبيبي المجهول - ماغي كوكس (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          417 - لمن يسهر القمر - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-21, 04:08 AM   #681

أم البنيين

? العضوٌ??? » 479509
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » أم البنيين is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم اغاني قلتي آخر الفصل الثاني

كم باقي على نهايته


أم البنيين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-21, 05:50 AM   #682

amana 98
alkap ~
 
الصورة الرمزية amana 98

? العضوٌ??? » 319272
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » amana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير
روايه جميله
والشخصيات متفاوته
بعضها تنحب وبعضها لا
اكثر شخصيه تقهرني هي شخصيه ساري
ماادري بس مااؤمن بالعشق او الحب اللي ماينتسى
مشهد انه يتامل الحلى لانه صنع دانه تمنيت اني اكون موجوده معهم عشان اكسر الصحن على راسه🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🍽️🍽️🍽️ 🍽️
ومالك وسلام امممممممممممنم🤔🤔🤔🤔🤔
مااشوف لهم مستقبل يجمعهم ليه؟؟؟؟ ماادري🤷‍♀️
كيف راح تحلين وضع هالشخصيات؟؟؟ ماادري🤷‍♀️
انتظر باقي الروايه بشوق
ويعطيك الف عافيه 🌹🌹🌹🌹🌹


amana 98 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-21, 11:59 PM   #683

duaa.jabar
 
الصورة الرمزية duaa.jabar

? العضوٌ??? » 395763
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 945
?  نُقآطِيْ » duaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
الروايه رائعه جدا بمشاعرها واسلوبها وقصتها المختلفه نوعا ما حبيت كون الابطال بشر يخطئون ويصيبون وبعيدون عن المثاليه هذا يعطيها حس بالواقعيه
مالك احب لكن بداخله احساس بالذنب كونه خان الامانه المعهوده اليه لكن بالنهايه هو بشر لماذا نلومه على انحراف مشاعره ونطلب منه مثاليه غير موجوده في معظم البشر وبالنهاية هو حاول ان يحافظ على سلام باسلم طريقه ارتأها خصوصا مع جموحها اما عذاري فصحيح هي انظلمت لكن تبقى الاقدار والنصيب هم امر اساسي اولا والعوض الجميل من الله تعالى لكن لاينفي كونها لم تستطع محو سلام من قلبه لأفتقارها للنديه في تعاملها معه بعض النساء اذا صار من تتمناه نصيبها تتناسى نفسها وتمسح شخصيتها في سبيل الحفاظ عليه ومالك شخص احب سلام بغرورها ووقاحتها وانطلاقها وبالتالي هو شخص يحب التحديات والنديه في التعامل وهذا ماافتقرت اليه عذاري جدا اما احساس جلد الذات اللي تعيشه سلام فهو واقعيا امر غير صحي لكن نظرتي للامور وهي ليست دفاعا عن كليهما ان سلام لديها الكثير من النبضات المختزنه لمالك لكن احساسها بالجرح والنبذ والكسر جعلها تتناسى ذكره هذا يعني ان الجرح داخلها لايزال لم يشفى والا كانت تعاملت معه باقل قدر من القبول اما انفجارها مع يوسف كان من الممكن ان يحصل مع اي شخص لأنها في حالة تعذيب لضميرها مستمره فالانفجار متوقع وتقبل يوسف او رفضه يعتمد على كمية الثقه والقدره على التعامل مع ماضيها
ساري مشاعره تجاه دانه ومحاربته في سبيلها في حين محاولات دانه كانت خجوله كان بالامكان ان توصله خبر برفض والدتها وغصبتها على القبول او اعتذار على عدم قدرتها عصيان امها وهي الاخلاق التي لاجلها احبها ساري لكن هي اكتفت بالرفض والانسحاب اما منوه فهي شخصية لا تعرف ملامح نفسها بسبب ماضيها والضغوط اللي تعرضت لها وبالتالي فعدم احساسها بالامان طبيعي جدا وخصوصا وهي تدرك ان ساري اشفق على وضعها ولذلك تقبلها لكن قرائتها لشخصيته لن تضفي الا الالم لها لان مشاعره لدانه حيه اتمنى ان تخرج من دائرة ساري لتنظر لنفسها نظرة مطوله وترى ماالاصلح لها فعلا وتتجه نحوه بقوه
سمو شخصيه قويه جميله وطيبه احتوت كادي المضعضعة المشاعر وتبنتها محاولتها مع فراس كانت بسبب غيضها على اخوها وتبدل حاله لكن هي محاوله طفوليه للانتقام اما كادي فاحس انها مدلله اكثر من اللازم وتحتاج لمعاملتها والتفاهم معها بدون طبطبه زايده لانها تحتاج ان تنضج وترى الامور بواقعيه فوالدها لازال بصحته وروايه انسانه خلوقه لم تسيء لها فلما هذا التعنت تجاهها
سامي بالمقابل شخصيه جميله تجيد الاحتواء احتوى اكثر شخصيتين مضعضعتين (شوف الفصاحه 😏🙈)في الروايه باسل وكادي 🙄 وتعامله مع راويه كان قمه في الذوق وهو لا يحتاج صبح بقدر احتياج باسل الموهوم بكبريائه وتفرده (يااختي روايتك خلتني احس نفسي اديبه😅)فهي ارته نفسه بشكل احبه باسل يفتقد للمبادره بالخير الجميع وضعوه في قالب وصدق هو نظرتهم اليه لكن هو شخص ابسط واكثر وحده وقابليه للتطويع اما سامي فهو باستطاعته احتواء الجميع وضحى كشخصية خجوله وليست بقوة وحزم صبح الذي تحتاجه لتربية باسل ان شاء الله تحتاج لهكذا نوع من الحنية في التعامل
الجوهرة قصتها مؤلمه وبنتها حياتها سلسله من المعاناة في هكذا حالات افضل المصارحة التامه للاثنين بماضيهما لتظهر الجروح قيحها وتتعقم وتبدأن بمرحلة جديده لكن هذه الخطوه تحتاج قوه لا اعتقد توفرها لديهما في الازمه الحاليه
تميم ابو قلب الطيب والروح المحبه عسل الروايه حبيت خفة دمه ومواقفه فهو لم يستطع ان يبقى مكتوف اليدين لكن حاول جهده اصلاح حياة الجوهره وهذه نقطة تحسب له
ضي مغروره وسارت في طريق خاطيء ناسيه ان هناك الكثير من الجميلات في العالم يكن غير مرغوبات اطلاقا بسبب الغرور والكبرياء واذا كانت جميله هناك الكثير اجمل منها
جود بعد ان خربت الدنيا كان لها فائده في ايقاف انتقام سمو الجهنمي
واعذريني تعبت اصابعي من الطباع وتسلم اناملك ويسعد قلبك لأن اسعدتينا بهذه الروايه وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال في هذا الشهر الكريم


duaa.jabar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 01:08 AM   #684

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البنيين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اغاني قلتي آخر الفصل الثاني

كم باقي على نهايته

وعليكم السلام والرحمة..
تبقى لنا الفصل الثالث و الأخير..و بيكون سبع نبضات


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 01:13 AM   #685

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amana 98 مشاهدة المشاركة
مساء الخير
روايه جميله
والشخصيات متفاوته
بعضها تنحب وبعضها لا
اكثر شخصيه تقهرني هي شخصيه ساري
ماادري بس مااؤمن بالعشق او الحب اللي ماينتسى
مشهد انه يتامل الحلى لانه صنع دانه تمنيت اني اكون موجوده معهم عشان اكسر الصحن على راسه🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🙆‍♂️🍽️🍽️🍽️ 🍽️
ومالك وسلام امممممممممممنم🤔🤔🤔🤔🤔
مااشوف لهم مستقبل يجمعهم ليه؟؟؟؟ ماادري🤷‍♀️
كيف راح تحلين وضع هالشخصيات؟؟؟ ماادري🤷‍♀️
انتظر باقي الروايه بشوق
ويعطيك الف عافيه 🌹🌹🌹🌹🌹

مساك ورد و رياحين
هههه ساري كان يستاهل ينكسر على راسه الصحن..ليتك بردتي حرة منوة فيه
اسعدني تواجدك..كوني دائماً بالقرب


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 01:23 AM   #686

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa.jabar مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
الروايه رائعه جدا بمشاعرها واسلوبها وقصتها المختلفه نوعا ما حبيت كون الابطال بشر يخطئون ويصيبون وبعيدون عن المثاليه هذا يعطيها حس بالواقعيه
مالك احب لكن بداخله احساس بالذنب كونه خان الامانه المعهوده اليه لكن بالنهايه هو بشر لماذا نلومه على انحراف مشاعره ونطلب منه مثاليه غير موجوده في معظم البشر وبالنهاية هو حاول ان يحافظ على سلام باسلم طريقه ارتأها خصوصا مع جموحها اما عذاري فصحيح هي انظلمت لكن تبقى الاقدار والنصيب هم امر اساسي اولا والعوض الجميل من الله تعالى لكن لاينفي كونها لم تستطع محو سلام من قلبه لأفتقارها للنديه في تعاملها معه بعض النساء اذا صار من تتمناه نصيبها تتناسى نفسها وتمسح شخصيتها في سبيل الحفاظ عليه ومالك شخص احب سلام بغرورها ووقاحتها وانطلاقها وبالتالي هو شخص يحب التحديات والنديه في التعامل وهذا ماافتقرت اليه عذاري جدا اما احساس جلد الذات اللي تعيشه سلام فهو واقعيا امر غير صحي لكن نظرتي للامور وهي ليست دفاعا عن كليهما ان سلام لديها الكثير من النبضات المختزنه لمالك لكن احساسها بالجرح والنبذ والكسر جعلها تتناسى ذكره هذا يعني ان الجرح داخلها لايزال لم يشفى والا كانت تعاملت معه باقل قدر من القبول اما انفجارها مع يوسف كان من الممكن ان يحصل مع اي شخص لأنها في حالة تعذيب لضميرها مستمره فالانفجار متوقع وتقبل يوسف او رفضه يعتمد على كمية الثقه والقدره على التعامل مع ماضيها
ساري مشاعره تجاه دانه ومحاربته في سبيلها في حين محاولات دانه كانت خجوله كان بالامكان ان توصله خبر برفض والدتها وغصبتها على القبول او اعتذار على عدم قدرتها عصيان امها وهي الاخلاق التي لاجلها احبها ساري لكن هي اكتفت بالرفض والانسحاب اما منوه فهي شخصية لا تعرف ملامح نفسها بسبب ماضيها والضغوط اللي تعرضت لها وبالتالي فعدم احساسها بالامان طبيعي جدا وخصوصا وهي تدرك ان ساري اشفق على وضعها ولذلك تقبلها لكن قرائتها لشخصيته لن تضفي الا الالم لها لان مشاعره لدانه حيه اتمنى ان تخرج من دائرة ساري لتنظر لنفسها نظرة مطوله وترى ماالاصلح لها فعلا وتتجه نحوه بقوه
سمو شخصيه قويه جميله وطيبه احتوت كادي المضعضعة المشاعر وتبنتها محاولتها مع فراس كانت بسبب غيضها على اخوها وتبدل حاله لكن هي محاوله طفوليه للانتقام اما كادي فاحس انها مدلله اكثر من اللازم وتحتاج لمعاملتها والتفاهم معها بدون طبطبه زايده لانها تحتاج ان تنضج وترى الامور بواقعيه فوالدها لازال بصحته وروايه انسانه خلوقه لم تسيء لها فلما هذا التعنت تجاهها
سامي بالمقابل شخصيه جميله تجيد الاحتواء احتوى اكثر شخصيتين مضعضعتين (شوف الفصاحه 😏🙈)في الروايه باسل وكادي 🙄 وتعامله مع راويه كان قمه في الذوق وهو لا يحتاج صبح بقدر احتياج باسل الموهوم بكبريائه وتفرده (يااختي روايتك خلتني احس نفسي اديبه😅)فهي ارته نفسه بشكل احبه باسل يفتقد للمبادره بالخير الجميع وضعوه في قالب وصدق هو نظرتهم اليه لكن هو شخص ابسط واكثر وحده وقابليه للتطويع اما سامي فهو باستطاعته احتواء الجميع وضحى كشخصية خجوله وليست بقوة وحزم صبح الذي تحتاجه لتربية باسل ان شاء الله تحتاج لهكذا نوع من الحنية في التعامل
الجوهرة قصتها مؤلمه وبنتها حياتها سلسله من المعاناة في هكذا حالات افضل المصارحة التامه للاثنين بماضيهما لتظهر الجروح قيحها وتتعقم وتبدأن بمرحلة جديده لكن هذه الخطوه تحتاج قوه لا اعتقد توفرها لديهما في الازمه الحاليه
تميم ابو قلب الطيب والروح المحبه عسل الروايه حبيت خفة دمه ومواقفه فهو لم يستطع ان يبقى مكتوف اليدين لكن حاول جهده اصلاح حياة الجوهره وهذه نقطة تحسب له
ضي مغروره وسارت في طريق خاطيء ناسيه ان هناك الكثير من الجميلات في العالم يكن غير مرغوبات اطلاقا بسبب الغرور والكبرياء واذا كانت جميله هناك الكثير اجمل منها
جود بعد ان خربت الدنيا كان لها فائده في ايقاف انتقام سمو الجهنمي
واعذريني تعبت اصابعي من الطباع وتسلم اناملك ويسعد قلبك لأن اسعدتينا بهذه الروايه وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال في هذا الشهر الكريم

و عليكم السلام والرحمة
ردك الرائع..قدم لي طاقة إيجابية اشكرك عليها
ماشاءالله عليك أديبة و نص
حبيت تحليلك للأحداث..و تفهمك للشخصيات حتى و إن اخطأت..
(أحياناً إذا كنا خارج إطار المشكلة سهل علينا ننتقد الأفعال الخاطئة و نعطي نصائح..و نختار الحل الأصح رغم صعوبته..لكن الأشخاص اللي تمسهم هذي المشكلة بيتدخل بقراراتهم مشاعر و ذكريات تتحكم بأفعالهم!)
..سعيدة جداً بتواجدك كوني دائماً بالقرب..


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 07:29 PM   #687

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيـرر ,

وتسجـيييل دخـووول
حمـاااس للفصل 👏💃🏻😭❤

:heeheeh::heeheeh:


منـال مختار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 08:47 PM   #688

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


غالياتي..

نبضتنا اليوم هي النبضة الأخيرة التي ستنزل في رمضان,
فالعشر الأواخر مقبلات..ملائكة تتنزل..و رقاب تعتق..و حسنات تتضاعف..
لا تفرطوا فيها أحبتي,, بلغني الله و إياكم ليلة القدر و جعلنا فيها من الفائزين و العتقاء من النار.

:

ادعو الله لي و لكم أن نكون في هذا الشهر المبارك
ممن صام فاتقى..و قام فارتقى..و من ينابيع الرحمة استقى..

:

اذكروني بدعواتكم...و لنا لقاء قريب بإذن الله...~


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 08:50 PM   #689

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل الثاني..[ ♥x..لـن أتمـســك بـ..قلب لآ ينبض~لــي ..!!


♥▄الـنـبـ«13»ــضــة▄♥

:
:
:


بـعـــد أسـبــوع...~

خرجت من المستشفى كما لم تكن تظن...على عكس أحلامها...فهي ما زالت على قيد الحياة...
لكن بخسائر لم تتخيلها...خسرت حياتها التي عاشتها بكل زيفها...و تجردها من المشاعر...
خسرت طفلها الذي كانت أحلامها كلها تفزعها...أنها هي من ستتتركه....
كانت تشعر بالراحة رغم الخوف...و هي تشعر أنها ستغادر الحياة...بعدما تركت للانا شقيقاً...يساندها...و يحميها...
و ليتها اعطته هذا العمر الذي لم ترده يوماً...

وصلت إلى هذا المنزل معها...لتراقب بعينين فارغتين من أي مشاعر...ذاك القصر الكبير...!
و تتذكر بلحظة كل تفاصيل ذاك اليوم التي دفنتها بروحها منذ سنوات...و نستها و كأنها لم تكن...

حين وقفت هنا تراقبها بذات المكان..!!
حين تنازلت عنها بكامل إرادتها...بعدما تشبعت أوردتها...بوجع نكرانها...و جحودها...
ظنت أنها انتصرت لنفسها المجروحة...حين قطعت بنفسها أي صلة ستربطها بها...
لكن رهانها كان خاسراً...لتجحدها تلك الحياة التي اختارتها أيضاً...
و تعود لذات المكان الذي نبذها...بشعورٍ نبذ أقوى...



قبل ست سنوات..~

دخلت إلى غرفة عمها في المستشفى...بعدما أوصاها في آخر زيارة البارحة أن تأتي له في الغد بمفردها...
كانت تجهز له بعض الأغراض...و تسأله عن حاله...حين طلب منها أن تترك كل شي...و تأتي لتجلس قريباً منه...

عمها / جرح بأقول لك كلام مهم بس قبل طالبك بكل زين زينته لك في يوم أبيك تحلليني..و تحللين أبوك..عسى ربي يغفر لنا و يتوب علينا..مابي أموت و.....
جرح تقاطعه بجزع / الله يطول بعمرك يا عمي..لا تقول هالكلام و تخوفني..أنا بعد أبوي مالي غيرك بهالدنيا
عمها بضيق و ندم / إلا يا جرح..لك أمك
جرح بحزن / تكفى لا تجيب لي هالطاري يا عمي! أي أم هاذي اللي ما دري عنها 18سنة..وين اروح أدورها؟
عمها/ أمك هنا في الرياض
جرح بصدمة / هنا؟ في الرياض! رجعت؟؟ أبوي قال لي إنها متزوجة و مسافرة!!

مد لها ورقة...تحوي عنواناً...لكنها عجزت أن تمد يدها له لتأخذها...

جرح مازالت تردد بصدمة و هي ترى بذعر تلك الورقة بيد عمها / أبوي قال متزوجة! و مسافرة! سنين وهو يقول لي هالشيء!!
عمها / جرح أنتي تعرفين إن أبوك كان على خلاف معها..و مع أخوانها..انسي اللي راح كله..و اللي سمعتيه من أبوك و الله يرحمه و يغفر له
جرح دمعاتها تسقط من عينيها فمحتها بسرعة حين رأت تأثر عمها و ضيقه من هذه الدموع / ليه ما قلت لي بعد وفاة أبوي؟
عمها / الله يهديه وصاني ما أقول لك..حطك أمانه برقبتي..قال لي بنتي ما يهتم فيها غيرك..بس اللحين أنا مو ضامن عمري بعد هالعملية..أبغى اسويها و أنا مرتاح..لو الله أخذ أمانته إني كفرت عن ذنبي و ذنب أبوك

جرح صمتت لا تدري بماذا تجيب!!
داخلها طوفان من مشاعر متشابكة...و معقدة...

عمها يكمل بتعب / جرح...فهد خطبك مني..بس أنا مابي اظلمك أكثر و تحسين انه خيارك الوحيد و لازم توافقين عليه...تبغين ترجعين لأمك أو توافقين على فهد و تبقين عندنا

خرجت من عنده بروحٍ مثقلة بالحيرة...تتدافع داخل قلبها المذهول أسئلة...لا تجد لها إلا إجابات جارحة...مشبعة بالنكران...

لم تتزوج..!!
ليست بعيدة..!!
انها قريبة...و قريبة جدا منها..!!
إذن لماذا لم تبحث عنها؟
أي سبب منعها من العودة إليها..؟
التعرف عليها..؟؟

خرجت من المستشفى...و فكرة واحدة تتضخم برأسها...بصدى مزعج...و قاسي...
لذا حالما ركبت السيارة...اعطت السائق العنوان الذي اعطاها إياه...و ذهبت إليها...

::

كانت تجلس في السيارة غير قادرة على الحركة...أو الكلام...
و هي تفتح النافذة و تتأمل طويلاً الحي الفاخر...منزلهم المترف...و تتعرف على الحياة التي تعيشها...

قريبتان للغاية من بعضهما...و ثمانية عشر سنة لم تلتقيا..!!!

..لم تجدها و هي طفلة مبعثرة بين زوجات أبيها اللاتي لا يكملن سنة قبل أن يتخلين عنه
و هي تضيع بين وجوه الأمهات اللاتي كانت على آخر رف من اهتمامهن..!
..لم تحس بها حين نامت وحيدة في المستشفى بسبب سؤ التغذية..و تلك الممرضات يتناوبن الإهتمام بها رأفة بتلك الطفلة التي لا يهتم بها أحد...
..لم تعرف كيف كانت سنواتها الدراسية الأولى صعبة...متخبطة...و هي تخطو للعالم بلا ترتيب...معلمة تستقبلها صباحاً لترتب شعرها...و أخرى تناديها بمنتصف اليوم لتعطيها إفطاراً...و غيرها يعطيها مريولاً بعد الذي مزقته في إحدى خلافاتها مع زميلاتها...و مازالت ترتديه لأن والدها لم يعد من سفره بعد..!
تنجح فلا أحد يفرح...ترسب فلا أحد يهتم...
تعيش بجهد في منزلها و هي تهتم بكل شي...و تكافح في مدرستها لتفهم الناس قبل دروسها...
..لم يصلها صوتها و هي تبكي وحيدة في المنزل بعد أن سافر والدها...و نسي أن يخبر أخاه أن يأخذها عنده في منزله...ليلةً كاملة تبكي وحيدة في المنزل بإنتظار شخص يفتقدها...حتى طلع الفجر و تجرأت أن تخرج إلى الشارع تقف أمام المسجد تنتظر جارهم ليأخذها إلى منزل عمها...
..لم تتخيل كيف كانت أحاديث زميلاتها تعبث بها...و هي تحاول أن تستوعب التغيرات التي تصيبها و هي تنتقل من طفولتها إلى صباها..

ألم تفتقدها..؟؟
ألم تفكر بها..؟؟
ألم تبحث قليلاً عنها..!!
...في حين كل ما يفصلها عنها مسافة نصف ساعة فقط..!!!

انتفض قلبها...حين لمحت تلك البوابة تفتح...لتخرج منها سيارة...
رأت فيها امرأة مع فتاتين وصل إليها حديثهم الصاخب...و هم يمرون بتلك السيارة المتواضعة...التي لم تلفت إنتباههم...

جرح بصوت مرتجف / ألحق السيارة هذي

و لحقت بالسيارة...و قلبها ينتفض بوحشة...أفزع من أعوام وحدتها...و يتمها...
مشت خلفهم في طريق بدى لها طويل جداً...بطول تلك السنوات التي سقطت من عمرهما...
تفكر بأسى...هل هي التي في تلك السيارة حقاً..؟
هل سترى تلك الأم القاسية التي رمتها منذ اللحظة الأولى..و لم تهتم!

كم كانت تتمنى سراً أن لاتكون هناك..يتملكها منذ الآن الذعر أن تراها...و تتعرف أخيراً لوجه حقيقي لها...
أن تسمع صوتها..لتعيش حرمان أقسى... من حرمانها السابق و هي مجرد خيالات لأم...لا حقيقة لها...

و رغم كل مخاوفها...حينما توقفت السيارة أمام أحد المولات الضخمة...لم تستطع إلا أن تنزل...
بخطوات ثقيلة كانت تجر أقدامها و تمشي خلفهم تماماً...تستمع لأحاديث الفتاتين و ضحكهما...
و صبرها...يشتعل كالفتيل بإنتظار أن تتحدث هذه المرأة...أن تعرف هويتها...

و تحدثت أخيراً..!!
بصوت رقيق...نبراته تحمل حباً و حناناً...و عباراتها الدافئة تتسرب إلى قلبها لتشعرها بإهتمام وعطف كبير تحمله لتلك الفتاتين...
خيبة كبيرة ملأتها...لتسترخي مشاعرها التي كانت على وشك الإنهيار و هي تنتظر...
بالتأكيد هذا المرأة بعطفها...و حبها...و إهتمامها...ستكون والدة هاتين الفتاتين...
تباطأت خطواتها خلفهما...تنوي الرجوع...فحتى لو كانوا أقارب لها...لا رغبة لديها بمعرفتهم...

لكن الخطوة...باتت أقسى و أصعب من أن تكملها...حين عصف بقلبها...ذاك الإسم..!!

/ عمتي جواهر..هذا المحل اللي أقول لك..خلينا ندخله قبل يأذن

الإسم دك قلبها...لتهز الصدمة جسدها كله...لتقف لاهثة...بالكاد تقوى على أخذ أنفاسها...تلتفت لترى ظهرها...و هي تبتعد لتدخل ذاك المحل...
سحبت قدماها...التي احست أنهما ككتلتي حديد...لكرسي قريب لتتهاوى بضعف عليه...و عيناها ما تزال تراقب ذاك المحل...الذي دخلته...لتردد بذهول يرتد بذعر في قلبها...

إنها هي..!!!
إنها هي..!!!!!

::

بعد نصف ساعة...كانت تقاسي شعوراً لا تعرف له وصفاً...و لا لوجعه مصدراً...
لا تدري بأي قلب تتحمله...و بأي قوة امتلكتها حتى تلحق بها إلى هنا...
...كانت تجلس في المصلى أمامها مباشرة...أنفاسها الشحيحة تكاد تتوقف و هي تشعر بها قريبة إلى هذا الحد الموجع...فيتكثف الهجران بروحها...و تتجرع مرارة النبذ...حتى تشعر بنفسها عديمة الوجود أمامها...

هوى قلبها...و صدرها يعلو و يهبط بنبضات مؤلمة...و هي تراها تبعد النقاب لتكشف عن وجهها..!!!
تماوج وجهها العذب...ليتلاشى من طوفان الدمع الذي بدأ يكتسح نظراتها...
لتغمض عيناها بقوة...أملاً أن ينتهي هذا الدمع الذي يتدفق بمرار من عينيها...
و هي تشاهد وجهاً حرمتها منه لسنوات..!
بدت لها جميلة جداً...أنيقة...ملامحها المترفة تدل على دلال تنعم به...كانت صغيرة حتى على أن تكون أماً لها!!
هي المشعثة...صاحبة البشرة الشاحبة...شديدة النحافة...بعيناها الفارغتين...و شفتيها المتشققتين...
طافت عيناها طويلاً على وجهها...درست كل لمحاتها...لتلاحظ الفرق الشاسع بين حالهما أكثر...
و هي تتأمل ذاك الحذاء الفاخر الذي ترتديه...تلك العبائة المنسدلة برقي على جسدها...يديها المخمليتين...و الساعة الباهضة التي تزينها...
لا إرادياً سحبت قدميها للخلف...لتخبيء حذاءها المهتريء...المتسخ...تتفحص يديها الجافة من كثرة الغسيل...لتضمهما معاً...تخبئهما بقماش عبائتها الباهت...

أدركت هذه اللحظة...بؤس عمرها الماضي بدونها...
أدركت تلك السنوات التي ضاعت من عمرهما...و ستضيع غيرها...
أدركت عمق الفجوة بينهما...
فلكل منهما حياة لا يجب أن تلتقي بالأخرى...

تلك الدمعات التي كتمتها طويلاً...أصبحت كخنجر ينصل في صدرها...لتضيق بها الأنفاس...
و لا يصلها الهواء من حولها...حتى كادت تختنق...و هي تتنفس بصوت عالي....
لفتت الإنتباه...لتقترب منها المرأة التي كانت بجانبها...تمسك كتفها و تسأل عن حالها بوجل...
كانت تحاول الكلام و لم تقوى...تريد أن تخبر أحداً أنها تتلاشى...تختنق...أن قلبها المنبوذ يكاد يتخلى عن نبضه...و عنها...

قبل أن تسري بجسدها قوة غريبة...حين رأتها تهب من مكانها لتجلس بجانبها...تلتقط يدها بين يديها الدافئتين...يصلها صوتها الحاني...و هي تهدئها...و تسمي عليها...

نفضت يدها من يديها بقوة...لتنهض مبتعدة عنها بقدر ما تستطيع...دون أن تلتفت لحظة للوراء..!!

::

بالكاد عادت إلى المنزل الصغير...الملحق ببيت عمها...الذي كانت تسكنه مع والدها...حين أدخل نفسه بعدة تجارات خاسرة...
و بعد وفاته أصبحت تسكنه وحيدة...منعزلة أغلب يومها...عن العالم...و عن عائلة عمها...

كانت قدماها ترتجفان بشدة...لا تدري تعباً...أو غضباً...حزناً...أو يأس...
رمت بعبائتها...و حذائها...و دخلت إلى سريرها...لترفع الغطاء فوق رأسها...لعل برد النكران الذي يلتحف جسدها يجد الدفء...تريد الإبتعاد عن كل شيء...حتى عن نفسها...
لكن وجه تلك المرأة...والدتها!! أبى أن يبتعد و كأن تلك القسمات عاشت بخيالها لسنوات...
صوتها...! حديثها...! نظرتها...! هالة الدفء و المودة التي تحيطها..!
لم ترسم أبداً لتلك الأم التي تخلت عنها يوماً هذه الصورة...
تخيلتها...بل أرادتها امرأة قاسية...أنانية...جافة من أي مشاعر إنسانية...
كان يجب أن تكون إمرأة بلا إحساس قادرة على رمي طفلة رضيعة من يومها الأول...

لكن!! أن تكون بكل هذا الحنان و تتخلى عنها؟؟!!
ترميها..!!
لا تبحث أبداً عنها!!
لماذا؟؟؟ لماذا؟؟؟
فقط لأن والدها كان أقل منها مكانة!! لأن إخوتها لم يرضوا على هذا الزواج؟؟
إن كانت تكرهه إلى هذا الحد! إذن هي تكرهها أكثر لترمي بها معه! و لا تحن لها طوال تلك السنوات..!!

بكت طويلاً...بقدر كل تلك السنوات الجحاف التي هدرت دمعها فيها...
حتى توقفت في لحظة...و لم تعد قادرة على البكاء أكثر..
تلاشت في وعيها هذه الذكرى الجارحة...
تجرد قلبها من كل شعور...
انطفى ذاك الحنين لطفولة لم تعشها...
تخلت عن تلك الذكريات التي لم تكن لها يوماً...
حتى الوهم الذي كانت تنتظره يوماً...تبدد...

و نهضت بعزم و تبلد...التقطت هاتفها ببرود...و أرسلت له...[فهد أنا موافقة]



عادت من أفكارها البعيدة...حين دخلت السيارة لتلك الباحات الواسعة...لتقف عند المدخل الرئيسي...
هناك فرق بين ذاك المساء...و هذا...!!
هل كانت ستكون حياتها أفضل...لو أنها تخطت مشاعرها...و خذلانها...و حتى جروحها...و كرامتها...
و تخطت تلك البوابة...لتفرض وجودها عليها...كما تفرضه هي عليها الآن..؟!



♥▓♥▒♥▓♥



وصلت باكراً...إلى بيت عمتها مزنة...و التي اتفقت مع كادي و جود على تجهيز حفلة وداعية عندها...لضي...
التي قررا والداها فجأة...أن يذهبا لمدة سنة للعيش في جدة...كان قراراً كما سمعت من والدتها...
ربما رغبةً منها في تغيير حالة ضي النفسية السيئة...التي تعاني منها منذ أسابيع...و الكل يجهل السبب...

حين نزلت من السيارة...لمحته يخرج ليقف قريباً منها أمام المدخل...ينظر إليها من أعلى الدرج...

سمو بهمس لنفسها..(أسوأ توقيت بالحياة!!)
ماذا تفعل؟؟ هل تمر من جانبه بصمت! فلا داعي لتسلم عليه أو أن تسأل عن حاله!
لكن إن فعلت هذا...فهي تعترف أمامه أنها مذنبة!
و هي لم تفعل ما يسيء إليه...نيتها فقط التي كانت سيئة...و لن يجرؤ أن يلومها على نيتها..!!

كانت تسب كادي و جود في نفسها...و تلومهما على ثرثرتهما أمامه بكل شيء!!
حين التقيا في منتصف الدرج...وقفت بإرتباك للحظة ليبادرها هو السلام...

فراس / هلا سمو وش أخبارك؟
سمو تتظاهر بالثقة / الحمدلله بخير..جود جايه معك؟
فراس / ايه داخل..سلمي على عمي و عمتي
سمو/ يوصل

تركها...ليبتسم حين وصلته...تنهيدتها العالية...إذن كانت قلقة من ردة فعله..؟!
كان حواراً بسيطاً بينهما...غير الذي كان يخطط له منذ معرفته بخداعها..!
لكنه أدرك بعد تفكير... أن لا شيء حدث بينهما يستحق...العتب..أو الاعتذار...
كان مجرد عبث من طفلة..وهو الذي اخطأ بإنجراف مشاعره...و تأثره بسرعة بها...

ليعترف لنفسه أنها مازالت تملك تأثيراً عليه...يربك قلبه بوجودها...
لكن يجب أن ينتهي من هذه المشاعر سريعاً...فلا طاقة لديه بإختلاق ضجة في حياته...لو فكر فقط أن يعلن اسمها أمام والدته...
إن كانت قوة الحب التي يحملها ساري لدانة لم تصمد أمام تلك الخلافات العتيقة بين والدتهما...
من هو ليأتي و يختلق تلك المشاجرات من جديد...ليتصدع ذلك الصلح الواهي...الذي بالكاد يتماسك بينهما...



♥▓♥▒♥▓♥



مازال يغفو في الصالة...على غير عادته...
منذ أيام وهو لا يخرج...لا يتحدث...و أصبح حتى لا يريد أن يبقى وحده مع نفسه التي تضيق به أكثر فأكثر...
يسرقه الوقت ببطء...شيئاً فشيئاً تتخلى عنه ذاته التي لطالما اعتادها...و اعتدّ بها...

يكاد يفيض شوقه لها من كلماته...فيصمت...
يخشى أن ينسى ملامحها الرقيقة...الساكنة في مخيلته فيغمض عيناه طوال الوقت...
يتخيلها...يسترجع طمأنينته...وهويحفر ملامحها في ذاكرته...و يملأ سمعه بصدى صوتها الباقي بروحه...

نسي بأيام...كيف كان يعيش عمره كل تلك السنوات من غيرها!!...
و لا يذكر إلا كيف كان معها...و كأنها عاشت عمرها كله في قلبه...

أم ساري تراقب سكونه بقلق...و هي تراه يغفو في هاجسٍ بعيد...هاتفه يهتز كل لحظة و أخرى فلا يهتم حتى بإلقاء نظرة عليه...
تجاوره هي منذ نصف ساعة فتراه لا يكاد يحس بوجودها...و ينسى أحياناً حتى الرد على ما تحادثه به...

أم ساري تعود لتسأله بإهتمام / باسل متأكد إنك مو تعبان؟
باسل يرد بهمهمة وهو مغمض العينين / ايه
أم ساري لا تصدقه / أكيد ما تحس بشيء؟ طيب فيه شي مضايقك؟
باسل بضيق/ لا

عرف أن حاله سيناقض أي إجابة كاذبة يريدها أن تصدقها...لذا فتح عيناه أخيراً و التقط هاتفه ليهرب من أسئلتها...
و يدعي الاهتمام...بما يراه...لتتركه و شأنه...
و حين صمتت عن تلك الأسئلة...ارتاح و بدأ يقلب بلا إهتمام الإتصالات الواردة...فالرسائل...
قبل أن يقفز قلبه لهفة...وهو يرى اسمها في اشعارات الرسائل الواردة..!!

روحه تنتفض شوقاً لحروفها...أياً كان ما كتبته...فتح رسالتها بترقب...يملأه الشوق...و القلق...
لكن عيناه اتسعت صدمة وهو يقرأ كلماتها القليلة...
[تعال للبيت ضروري نتكلم اليوم...انتظرك]

بلا تفكير كغريق أعادوه إلى الحياة بعدما طال اختناقه...و كادت تتلاشى أنفاسه...
هب واقفاً فجأة...يبحث بعجل عن مفاتيحه...

أم ساري ترى تخبطه بإستغراب / وش فيك يمه؟ وش تدور؟
باسل/ مفاتيحي!
أم ساري / هذا هم جنبك ع الكنب
باسل يلتقطهم وهو يتحدث مع نفسه/ وين جوالي؟
أم ساري بدأت تدرك أن خطباً ما أصابه / بسم الله عليك هذا هو بيدك
باسل بإرتباك / اي صح
أم ساري و هي تراه يهم بالخروج/ بتطلع
باسل بالكاد يجيبها وهو يخرج سريعاً / ايه
أم ساري تستدركه لأنها علمت أنه ليس بوعيه/ بلبسك هذا؟ ماراح تبدل؟

وقف للحظة...قبل أن يلقي نظرة على حاله...وهو يرتدي شورت و تيشيرت قطني...لينتبه لنفسه...

باسل يتظاهر بإرتباك غير مقنع / لا أكيد... كنت بأروح ابدل



♥▓♥▒♥▓♥



عاد إلى المنزل ليجده كحاله أغلب الأيام...غارقاً بالصمت...بالهجران...بالوحدة.. .
ليجلس في نهاية الدرج...يسند رأسه للجدار...يراقب بعينين مشتاقتين...جدران منزله و زواياه التي ترفل بالحنين لها...و لحياة سعيدة..مطمئنة...ما عرفها يوماً من بعدها...
كما فقد هذه الحياة...فقد حتى نفسه و روحه بعدها...

ليرى نفسه الآن يجاور أبناءه...و زوجته...بلا أي تأثير بهم...أو بحياتهم...
حقاً لقد افسدته جميلة بحبها...و دلالها له...حتى بات لا يجيد أي شيء من بعدها...
حتى معرفة مشاعره...أو البوح بها..!

و ها هو بدأ يبتعد عن الجميع...خوفاً من أذيتهم بإنهزامه وسوداويته...التي يعجز أن يخرج منها...
و يهاب الكل إنتشاله منها...كأنها صارت شخصية له...يعرفه الجميع بها...حتى أصبحوا يستنكرون عليه غيرها...




خرجت من غرفتها...لتعد عشائها المبكر على غير عادتها...
كانت تمشي بصمت المنزل...الذي في أغلب الأحيان لا يتواجد به غيرها...
لتفكر بحنين...كم هو فرق عظيم بينه و بين منزل أهلها المليء بصخب إخوتها...و بناتهم و أبنائهم...

قبل أن تنزل وقفت بأعلى الدرج للحظة...تراه بذعر وهو يرتمي على آخر عتبات الدرج...
لتنزل راكضة له...و ألف هاجس مرعب يرتسم أمامها...جلست قريباً منه...تضع يدها على قلبه...لتتأكد من نبضه.....

راوية و هي تهمس بخوف / طلال!!

لم يرد...لتتجمع العبرات بحلقها تكاد تخنقها...تضع يدها الأخرى على خده...لتضربه بخفة...و أنفاسها تتهدج بصدرها...

راوية تصرخ / طلاااال!!

أفاق من غفوته مفزوعاً على صرختها...ليفزع أكثر وهو يرى وجهها القريب من وجهه...
و يحس بيدها الرقيقة التي مازالت تستريح على صدره...

راوية لا تتحرك...و لا ترمش حتى...وهي تتأمله بكثب و قلق/ وش فيك؟

غرق للحظة بعيناها التي تحاصره بنظراتها المهتمة....مأخوذ ببريق دمع كادت تذرفه من أجله..
كم تخطف أنفاسه بهذه الملامح...تعبث برماد قلبه...لتكشف عن جمر مازال يتقد كلما لمح وجهها...

أبوسامي / مافيني شي غفيت بدون ما احس

ضربت صدره بقوة و هي تبتعد قليلاً عنه...لتجلس بجانبه على الدرج...

راوية تطلق تنهيدة غاضبة / أحد يغفى كذا على الدرج!

وضعت يدها على قلبها الذي مازال يعصف بنبضات قوية...و هي تلتقط أنفاساً ثقيلة لتهدأ نفسها!

تأملها بإبتسامة هزيلة...لتتبدد كل إنكاراته...و يعترف بما يراه واضحاً بكل خلية منه وهو مازال يتجاهل و ينكره...
يحبها...نعم يحبها و لا يعلم كيف سكنت قلبه العامر بالفقد..!!
و كأنه كان ينتظر فقط أن تخطو نحوه نصف خطوة...ليشرع لها أبواباً ولهى تتوق أن تطرقها...

لقد انقذت عمره باللحظة الأخيرة...قبل أن ينتشله الموت...الذي كان ينساب ببرودة لمشاعره...و قلبه...

أبوسامي يتجاهل كل ما بقلبه لها..و يختار حديثاً بارداً معها / أنا آسف يا راوية

التفتت إليه لتراه بضيق..كانت تعلم أنه سيعتذر لها...عاجلاً أم آجلاً...كانت تدرك أن تصرفاته تلك ليست من طبعه...
و لا تعلم سبب تأخر هذا الإعتذار...و لما يأخذ كل هذا الوقت لينطق به؟؟
هل كان يحس حقاً بالذنب إتجاهها..؟؟ أم يرتاح أكثر وهو يتحاشى حتى الحديث معها..؟؟

راوية تقف / يا كرهي لهالكلمة منك يا أبوسامي

ابتسم بأسى وهو يقف معها...لا تنطق اسمه إلا حين تكون غاضبةً منه...
لكن حين تهدأ...تعود لتضع حواجزها بذكر كنيته...
تذكره بفرق العمر الكبير بينهما...تذكره أنه في قاموس حياتها مجرد أخ بديل لإخوة افتقدتهم...
قالت له ذات مرة أنها تحترم هذا الحزن الكبير الذي يملأه على زوجته...لكن بدأ يدرك أنها ترتاح له لأنه أبعده عنها...لأنها تعلم أنه لن يقترب منها أبداً...
هل هي مطمئنة معه لهذا السبب..؟؟

رآها و هي تغادره...و عيناه تتبعها بحسرة...
على تلك المشاعر التي تملأه لكنها لن تجد السبيل إلى قلبها يوماً...
هو حتى لا يدرك إن كانت ستبقى في حياته...أو ترحل؟؟
و متى تنوي الرحيل؟؟
و ماذا ستبقي له من قلبه بعدها؟؟



♥▓♥▒♥▓♥



عاد إلى المنزل...و لم يجد والدته ولا عمته في الصالة...ليتسآئل...هل مازالت في المستشفى؟؟
لكنها اخبرته اليوم باكراً أنهما ستخرجان منها اليوم...
ذهب مباشرة إلى غرفة عمته...فهي منذ ساعة لا تجيب على هاتفها...
ليبتسم بفرح غادر...فرغم شعوره بالحزن على ما أصابها...و رغم سؤ ما حدث...
لكن سعادة لا يستطيع أن يخفيها...تلوح بوجهه وهو يرى ابنتها أخيراً قريبة منها...

طرق الباب منادياً عليها...و انتظر للحظات...

و حين لم تجب...ظن أنها لم تعود من المستشفى للآن...ففتح الباب ليتأكد...
لتتسع عيناه بصدمة...وهو يراها تقف أمامه...ترتدي عبائتها و تقف وسط الغرفة...قريباً من الباب...و حين التفتت لترى القادم...

تميم يتلعثم بإرتباك / آسف...مادريت....كنت.....

لا يعلم لما عجز أن يتراجع خطوة و يغلق الباب...
لما لم يستطع تكملة جملة واحدة بشكل صحيح أمامها...
هل هو إرتباكه..؟؟وهو يتفاجأ بها هنا..! أم تلك النظرة الشرسة التي وجهتها له...و زعزعت ثباته...

عيناها التائهتان تبدلتا بلحظة لتقسى...و تغرقاه بتيارات لوم...و إتهام...و حقد...
أهدابها التي تكاتف فوقها جيش من دمع...و خذلان...هزمت كل فرحته...

تراجع أخيراً خطوة إلى الوراء...ليغلق الباب بينهما...
لكنه ظل مكانه عيناه تحدقان بالباب بقوة...و كأنه مازال يقف أمامها...
تحاصره تلك النظرة التي اعلنت الحرب عليه...لتتركه أسيراً للوم...بدل فرحة نصرٍ كان يتوهمه..!



♥▓♥▒♥▓♥



كانت تجلس في غرفتها طوال اليوم...لا يفارق هاتفها يدها للحظة...
تنتظر...و تنتظر...كما كانت تنتظره بيأس طوال تلك الأيام التي مضت...

هل يحتاج للوقت لكي ينسى...هي على استعداد أن تمنحه كل ماتبقى من العمر؟؟
هل يحتاج أن يتأكد من حبها...هي ستحبه أكثر من أي وقت؟؟
فقط ليريها وجهه...ليسمعها صوته...تحتاج أن تقرأ فقط حرفاً واحداً منه لتطمأن...
تحتاج رداً...يذيب خوفها و وحدتها...و يلملم شتاتها من بعده...

ليتضخم في قلبها سؤال تخشى إجابته...أيهما سيتغلب عليه...حبه؟؟ أو وجعه؟؟

سمعت طرقات خفيفة على الباب...قبل أن تطل عليها صبح بوجهها المرهق...الشاحب...

صبح / سلام باسل راح يجي..أبي اتكلم معه-تبتسم لها بإعتذار-بأقول لأمي و أبوي انه كان جاي عشان يشوفك
سلام/ تمام يا قلبي..صبح أنتي بخير؟
صبح تبتسم لتطمئنها / بخير لا تشغلين بالك..أهم شي أنتي تكونين بخير
سلام تتنهد و تبتسم مرغمة / ادعيلي
صبح تتأملها بضيق / ربي يشرح صدرك و يبعد عنك كل ضيق

تركتها...لتعود و تقلب رسائلها...التي لم تجد أي ردٍ منه...و تكتب رسالة أخرى له...جميعها تنادي فيها اسمه...و تعجز أن تكتب حرفاً واحداً غيره...أصبحت حتى تخشى من كلماتها عليه...و لا تمتلك الثقة لتكتب ما تتمنى أن يعيده لها...

رأت ضحى تدخل عليها...و تجلس جانبها تتأملها بحزن...

ضحى / ما كلمك؟
سلام/ لا..و لا يرد على مكالماتي!
ضحى / طيب ارسلي له
سلام/ ارسلت حتى الرسايل يفتحها بس ما يرد...و الرسايل ما راح توصل له الاعتذار اللي ابيه يحسه بصوتي..ماراح اتطمن و أنا ما سمعت صوته..وش بقى لي بقلبه وش خسرت؟!..ما كلمتي رهف؟
ضحى / للحين مثل ما قالت قبل.. بإجازة و مسافر

سلام تنتبه أن ضحى كعادتها تشغلها بالحديث عن يوسف و لا تمس مالك...و لا تلك الذكريات التي نثرتها أمامها بحديثها أبداً...
و صمت يوسف أرعبها...لتساورها الظنون و الشكوك حول ضحى أيضاً...

سلام / و أنتي يا ضحى ليه ساكته؟ ليه ماتعلقين على كل هالبلاوي اللي قلتها لك
ضحى / حسيتك كنتي مخنوقة و تبين تفضفضين..و مادري لو تبين نتكلم و نتناقش باللي قلتيه..أو تبين تنسين!
سلام تصد عنها بأسى / يعني كل اللي سمعتيه ممكن تسمعينه و تسكتين عنه؟ لا مابي تسكتين يكفي سكوت يوسف بيذبحني... قولي اللي بقلبك بعد اللي سمعتيه_اكملت و هي تطرق برأسها لأسفل_أنا كل ما اشوفك كيف تتحاشين تتكلمين عنه..احس إني مو قادرة ارفع عيني بعينك
ضحى بعتب / سلام..أنا لو بألومك على شي بألومك أنك تحملتي كل هالشيء لحالك..لدرجة كل يوم تتعبين بين يدينا و حنا مو عارفين وش فيك؟و موقادرين نساعدك بشي! كل اللي قلتيه ما همني و لا أثر فيني..و مستحيل يغير نظرتي فيك أو محبتي لك..و لا يمكن ألومك على شيء خلاص راح و انتهى..و لا تكلمت عنه و سألت..لأنه صفحة و انطوت من حياتك...بس لو يريحك نتكلم عنها أنا مستعدة اسمعك كل يوم لحد ما تنتهي حتى من قلبك و عقلك
سلام تردد بحزن/ صفحة و انتهت! كيف و أنا لليوم اتعذب فيها كل لحظة!!
ضحى / قبل أي شيء بسألك يا سلام ليه قلتي ليوسف كل شيء؟ ليه كنتي خايفه من زواج مالك برهف؟ لهالدرجة هو إنسان سيء بيقول ليوسف عن اللي بينكم..أو بيعذب رهف عشان ينتقم منك!!
سلام بصوت مليء بالندم / لا..ماراح يقول شيء..أنا يوم كنت أضره و اخرب حياته ما تكلم..أكيد ماراح يتكلم اللحين
ضحى لا تفهم / أجل ليه تكلمتي؟ ليه قلتي ليوسف يرفضه! دام هو صفحة و انطوت..ليه ما نسيتي كل شي و كملتي حياتك و ما فكرتي فيه..يسوي اللي يسويه!!
سلام تبحث عاجزة عن أسباباً تقنع نفسها بها قبل أن تقنع ضحى / لأنه رفض يبعد عن حياتي..و أنا ما اتحمل اشوفه كل يوم..و اتذكر اللي سويته معه أو فيه..حتى اللي سواه هو فيني..كنت كل ما اشوفه احس بالذنب اتجاه يوسف أكثر و أكثر..ما فهمت ليه على كثر البنات يخطب رهف بالذات! ليه ما يبعد عشان كل واحد يقدر يعيش حياته مرتاح..مادري وش كان ناوي عليه؟ وهو يوظف يوسف عنده! و اللحين يخطب رهف بعد!
ضحى / بس سمو قالت لي إنها هي اللي قالت له عن رهف..و إلا هو يعني كيف بيعرف عنها..
سلام تسند رأسها بيديها بتعب...و حيرة... وفجأة تجد كل شيء من حولها يحدث بلا سبب / تعبت يا ضحى تعبت..و مادري ليه تكلمت..انشل تفكيري..خفت إن رهف تعيش اللي عاشته عذاري و آخذ ذنبها هي بعد! يمكن تكلمت لأني احس بالذنب كل ما شفت حب يوسف الكبير لي و أنا عارفه إني ما استاهل هالحب لأني غير الصورة اللي هو رسمها لي..يمكن كنت أبيه يعرف و يسامحني عشان أقدر اسامح نفسي
ضحى / هذي مشكلتك يا سلام أنتي تناسيتي ما نسيتي..كنتي دافنة كل هذا بقلبك و رجعة مالك خلتك تتذكرين كل شيء!!

صمتت و لم تكمل حديثها...لأنها لا تعلم ما ستقول لها...و هي تراها ضائعة بهذا الشكل...
لا تفهم من حولها...و لا تعي سبب تصرفاتها...
كانت تريد أن تسأل سؤالاً واحداً...لكنها خشيت على سلام...قبل نفسها من إجابته..؟؟!!

ففي كل حديثها...و تلك الشكوك التي تملأها...اتجاه أسبابه...و ندمها...و خوفها...
كان هناك شيء أكيد تعرفه...و لا تشك به...و إن كانت لا تعي ذلك...
وهو أن مالك لا يزال يحبها..!! لذا تحس بالذنب اتجاه عذاري..لذا خشيت على حياة رهف معه..لذا ارتعبت أن تبقى قريبة منه!!
لكن هل هي نسيت هذا الحب حقاً..؟؟
أو مازالت مجروحة منه..؟؟
أو لا تريد الإعتراف به..!!



♥▓♥▒♥▓♥



عاد إلى المنزل مساءً...باكراً على غير عادته...وهو يشعر بالحماس...لا يدري إن كان من ترقبه لمفاجأتها...
أو إهتماماً لتعويضها على مايكسره بها...بسهواته...التي يفعلها من غير قصد...
بعد زيارتهما لعمته مزنة...و ما حدث...كان يترقب منها إنفجاراً على ما فعله...
غضباً...حزناً...أو حتى أي تغير يؤثر عليها...كما كانت تفعل سابقاً...
لكنها لم تتغير معه أبداً...نست الموضوع و كأنه لم يكن...أو تناسته...؟؟

ابتسم بحزن...حين أدرك أنها بدأت تسيطر على مشاعرها...و تعلمت كيف تخفيها عنه...
كانت واضحة جداً أمامه...بثوراتها...و إنفعلاتها...يقرأ كل مشاعرها ككتاب مفتوح...
لكن الآن يعجز أن يعرف ما وراء نظرتها...أو قلبها الذي رفعت حصونه عالياً...

لذا قرر أن يضغط على نفسه أكثر...ينتبه لشوارده...قبل يقظته...
يجب أن يبعد عن تفكيرها...و إنتباهها...أي هاجس قد يقلقها...
حتى يأتي اليوم الذي يظلله النسيان...كما ظللها هي...

دخل إلى منزله ليجدها تجلس في الصالة...ليقترب منها و قبل أن تلتف تراه...أغلق عينيها...

منوة / ساري!
ساري / لا غيره..و أحسن منه جايبلك معه هديه حلوة..تبيني أو تبين ساري؟
منوة تضحك / أبي ساري..بس تصير معه هدية حلوة بعد
ساري يترك عيناها..ليجلس بجانبها / يعني ما تبغيني بدون مصالح!

و أعطاها كيساً...يحتوي على عدة أوراق...

منوة بترقب / وش هذي؟
ساري يبتسم لحماسها / شوفيهم..و اختاري

تصفحت بإندهاش...باكجات السفر التي وضعها بين يديها...و سعادة و حماس تتلألأ بنظرات عينيها و هي تسأله...

منوة / بنسافر! ليه؟
ساري/ رفضتي تسوين عرس! بعد ماتبين شهر عسل_يبتسم بإعتذار_حتى لو متأخر
منوة تبتسم معه بشدة / لا طبعاً..شهر العسل أبيه



♥▓♥▒♥▓♥



حين وقف أمامها...زفر بعمق...و راحة تمتنع عن الوصف تنتشر بأوردته...وهو يشعر بحضورها المختلف دوماً داخل روحه...

كانت تقف أمامه بفستان بلون القهوة...تلف جسدها النحيل بشال صوفي عاجي...يشابه شحوب بشرتها من آثار التعب...
شعرها الحريري...ينساب على إحدى كتفيها...و نظراتها الغاضبة...رغم عتبها كانت تحمل دفء كم اشتاق له...
و يريد أن يرمي به جليداً اهلك روحه من بعدها...

بدت له رغم ضعفها بمظهر ملكي لتؤكد سيادتها على قلبه...و تفكيره...و حياته...
بوله كانت عيناه تحلق في سماوية ملامحها...يتلهف لإنفراج شفتيها الغاضبتين...يتعطش لسماع صوتها...
لمعرفة ما ستخبره به...
وقف طويلاً ينتظرها...بكل حب و صبر أوجده الله في قلبه لها فقط....

صبح بعتبٍ مرير / مر أكثر من أسبوع..ليه ماطلقت؟

ثقلت الأنفاس في صدره...وهو أخيراً يبعد عيناه عنها غير قادر على أن يرفعها أمامها...
وقف أمامها كالمذنب...لايدري بأي كلمات يعتذر...
ماذا عساه أن يقول ليقوى أن يرجو عفوها...و يمحو جرح نكرانه...
لكنه رغم كل الكلمات التي كان يختنق ليحكيها لها...لم يقوى إلا أن يبقى صامتاً...

صبح / ماراح تطلق صح؟ _و حين طال صمته و يأست أن يجيبها اكملت_تعال اجلس

كان قلبه رغم عتبها يترنم بكل كلمة تنطقها...ينسكب حديثها داخل روحه كالشهد...سعيدٌ جداً بسماع صوتها فقط...
لذا حين اخبرته أن يقترب أكثر...بدأت تزيد قرعات قلبه كالطبل و يتردد صداها بعنف في صدره...

اقترب منها ليجلس منصاعاً لأوامرها...لكن حين جلست بجانبه...بدأت السعادة تنتشر داخل روحه...أكثر...

ألن تتركه..؟؟
ألن تطلب هي الإنفصال..!!

بدأ يتأملها بأمل كبير و هو يشعر بقربها أكثر...بالكاد يلتقط أنفاسه المعبأة بشذى تلك الوردة النقية بجانبه...

صبح / افتح جوالك..أكيد عندك قروب لأصدقائك..أو ارسل رسالة جماعية لكل أحد تعرفه..قول لهم إنك ملّكت..

يشعر أنه مأخوذ بها تماماً هذه اللحظة..تملكه أكثر مع كل حرف تنطق به...
تحاصره بأوامر يفعلها بلا تفكير...هذه اللحظة لو طلبت حقها في إنهاء عمره لأعطاها ذاك الحق سعيداً بتلبية طلبها...

اخرج هاتفه من جيبه...ليفتحه...و يكتب تلك الرسالة بآلية...و يرسلها...
لحظات...حتى بدأت تنهال على هاتفه الرسائل...و الإتصالات...

صبح بسخرية مريرة / رد على الرسائل..أخاف بعدين تقولهم جوالك تهكر بعد!

كادت أن تبتسم رغم غضبها الشديد منه...و هي تراه يصدق سخريتها...و يفعل ما تخبره على الفور...
كم يبدو لها لطيفاً...و ساذجاً...هذه اللحظة..!
لا يشبه تصرفاته الحمقاء...المتكبرة...لا يشبه كل ما تعرفه عنه...وهو بعيد عنها...

صبح تختبر إجابته السريعة لتنفيذ كل ما تقوله / رد على الإتصال

و بالطبع فعل مثلما قالت...له...
ليخفق قلبها أكثر...و هي أخيراً تسمع صوته يتحدث...بتكلفه المعتاد... يعقد ملامح وجهه برسمية و تعالي شديدن...حتى على شخص اتصل ليبارك له...حديثه مع غيرها لا يشبه أبداً حديثه معها...
لتمد يدها...تضغط بإصبعها على خده ليجفل...و يقطع حديثه للحظة...وهو يغرق بالنظر إليها...
لترسم له بإصبعها على وجهها...إبتسامة...

صبح تهمس / ابتسم شوي

لم يبتسم فقط...كانت تكتسحه سعادة تطير به أمتاراً فوق السماء التي اعتادها...
بأي حسنة قد يكون فعلها...ليكسب قلباً أبيض كقلبها..؟
كم يريد أن يرجع بعمره للوراء ليكون أفضل من أجلها..!
كيف نسيت ما سمعته؟!
كيف سامحته وهو لم يجرؤ أن يطلب العفو حتى!!
كيف اعطته حق لم يمنحه لنفسه..!
و كيف بعد كل هذا بتنازلاتها...و عفوها...و تسامحها...يراها أرفع منه بكثير..!

تكبر خارج حدود يستطيعها قلبه...فتعجز مشاعره المتحجرة أن تجد ما يليق بها من حديث...
ادهشته...و اذهلته...حتى لم يعد يرى في نفسه ما يستحق أمامها...

صبح تقف بصلابة أصبحت تدعيها حين أنهى اتصاله / خلاص خلصت اللي أبي..و دامك ما تكلمت للحين أكيد ما عندك شي تقوله..تقدر تروح

وقف لكن ليس ليرحل...
بل ليخطو خطوة...واحدة...واسعة...ليقف قريباً جداً منها...
و بكل الحب الذي يفيض لها من قلبه...و بكل شوقٍ أثقل الأيام من بعدها...و بكل احترام و إمتنان لها...

اخذها بين ذراعيه...ليضمها إلى صدره بقوة وهو يتنهد تنهيدة عميقة...
لتنتشر أكثر داخل روحه رائحة عطرها المزهر...
فتملأه طمأنينة و سكن...كرائحة المطر الذي تملأنا دوما بالطمأنينة و الخير...

يعلم أنها احكمت قيدها على حياته...و قلبه...و مشاعره...
وهو يتوق لهذا السجن الذي يسكنه قلبها للأبد...
فيجد دائماً له محل في قلبها الكبير يكن ملجأ له من نفسه السوداء...


كانت تتظاهر بالقوة طوال الوقت...متحفزة...للهجوم.....لم? ?ادلته...
للدفاع عن كرامتها...و للحجج القوية التي تملكها...
لكنه أتى ملوحاً راياته...مستسلماً...لا يتحدث...و لا يجادل...و لا يبرر...
لم يعطي نفسه الحق حتى بالإعتذار...
لذا لم تجد داخل قلبها...أي مشاعر تغطي بها...تلك الخفقات المرتبكة...التي تهدر بصدرها من قربه...

سمعت إغلاق الباب الخارجي يعلن وصول والدها...لتبعده بقوة...
لكنه ظل ممسكاً بمرفقيها...عيناه تطوفان بشغف على ملامحها الخجلى...المرتبكة...

صبح تنبهه بهمس حين لم يتركها / أبوي جاء

يعرف ذلك...و يريد أن يبتعد...أن يلبي ذاك الرجاء في عينيها...لكنه لم يقوى على ذلك...
ارتفعت يداه عن مرفقيها ليضم بكفيه...وجهها...و يغرق بها أكثر...
إلى أن سمع صوت باب المدخل القريب منهما يفتح ليبتعد عنها قليلاً...و تدفعه هي بقوة...ليبتعد أكثر...

لحظة لترى أباها عند الباب...و تبتسم له...غير قادرة على الحديث خوفاً من إرتجافة صوتها...

أبو سلام يدخل مرحباً / باسل عندنا..يالله تحييه
باسل يسلم عليه / هلا عمي..معليش جيت بدون موعد بس كنت باتكلم مع سلام
أبو سلام يعاتبه / البيت بيتك و أنا عمك حياك الله بكل وقت_استغرب حين لم يرى أي ضيافة..ليلتف لصبح_وين القهوة يبه؟
صبح تبتسم بمحبة و صفاء لوالدها / سم يبه اللحين اجهزها

كان يتأملها براحة...يرى المودة و الفخر تطغى على حديثها مع والدها...
ستراه يوماً بتلك النظرة...المفتخرة...المليئة بالحب...و الإحتياج...
لا زال يجهل كيف أحبها إلى هذا الحد...لكنه ادرك الآ ن كم يحتاجها...

انتصاره الحقيقي كان هزيمته أمامها..ليجد كفايته بقربها...و سلامه برضاها...و يرى معها طريقاً تقوده فيه إلى الجنة...



♥▓♥▒♥▓♥




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 09-07-22 الساعة 03:49 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 08:51 PM   #690

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26 الفصل الثاني..[ ♥x..لـن أتمـســك بـ..قلب لآ ينبض~لــي ..!!





بعد نصف ساعة...دخل عليها المطبخ...ليراها تصف بعض المقادير أمامها...و عيناها تركزان بإهتمام في شاشة جوالها...

أبوسامي / كأن ما عندكم عشاء اليوم!
راوية ترفع نظراتها له / سامي قال بيتعشى برا..و كادي يقول راحت لعمتها..و الطباخة كانت تعبانه و خليتها ترتاح ما كنت عارفه انك بترجع بدري_ابتسمت فهوت بقلبه بكل بساطة_أنا بأسوي العشاء..بس لا تتخيل شيء واو..ترى مهاراتي بالطبخ متواضعة

تنهد وهو يجلس على طاولة المطبخ...يفتح زجاجة الماء يشربها وهو يراقبها تتحرك في المطبخ...بأناقة...
كم يريد أن يخبرها أن لا شيء حولها...متواضع..!!

أبوسامي يقف ليخرج لكنه سأل من باب المجاملة / تبين أساعدك بشيء؟

راوية تتقدم منه بحماس...و كأنها لم تصدق أن يسأل...
فتربكه حين اقتربت منه بشدة و سحبته من يده...لتوقفه أمام لوح التقطيع...
و تقول وهي تربت على كتفه / ايه دامك دكتور و متعود على هالمناظر..قطع الدجاج

ابتلع ريقه بصعوبة...و رائحة عطرها تتماوج حوله حتى بعد إبتعادها...
أخذ نفساً عميقاً...يملأ قلبه بوجودها السهل..الصعب...
هذا مايجعله يبتعد عنها...لأنه حين يقترب..! تعامله بعفوية...و ود....كثيرة على قلبه الي يتوق لحبها...

و كانت ليلته بقربها طويلة جداً...تنهك قلبه...و هو يراها تحوم حوله...تتحدث...و تضحك...
غير آبهة...بما تُحدث في روحه من إنقلابات..!

::
::

بعد ساعة..~

بدأ يجهز المائدة التي اوصته بها...و هي ذهبت لتستحم و تبدل ملابسها...
كان يبتسم بشدة وهو يسترجع في خياله وجهها و إنفعالاتها وهو يقوم بالتعديل على وصفتها المليئة بالكريمة...و تلك التوابل الكثيرة التي تملأها...ضحكاتها العذبة مازال صداها يتردد بهيام في سمعه...و هي تخبره أنها الليلة ستفسد رياضة أسبوع كامل قام بها...

تنهد بعمق و شذاها الساحر يصله قبل حتى أن تصل إليه...وقفت قريباً منه...تراقب تجهيزه للطاولة...

راوية / كل شيء تمام؟ باروح أجيب العشاء

راقبها عن قرب بتلك البيجاما البيضاء...التي ارتدت فوقها روباً التف على جسدها النحيل...
و غطت بقبعته خصلات شعرها التي لا تزال مبتلة...لا تضع مكياجاً سوى لمعة مشمشية جعلت لشفتيها بريق ساحر...
بدت له بهذا الشكل أصغر...و أضعف...ليحس بالذنب مما تمر به بسببه...
شعر بالذنب حتى من أفكاره حولها..!


و أخيراً جلسا على مائدة الطعام لأول مرة...لوحدهما في هذا المنزل...
كالعادة حينما كانا معاً في تلك المرات الشحيحة...يتحدثان عن كل شيء...إلا نفسيهما...

أبوسامي / راوية ممكن نتكلم بموضوع مهم
راوية تقاطعه بمزاح / وش دعوة أبوسامي! يعني بتقول إن كل هالوقت صدعت راسك على خرابيط
أبوسامي يبتسم / طبعاً لا..و عارف إنك فاهمة قصدي و تبغين تتهربين! بس إلى متى يعني يا راوية
راوية تتنهد بضيق/ ما يكفي إننا مرتاحين كذا! وش تبي بالله بوجع الراس؟
أبوسامي / أبي يرتاح قلبك بعد
راوية بعناد / لا تخاف مرتاح
أبوسامي / مو مرتاح..و لا أنا مرتاح! وش تبيني افكر و انا اشوف راوية القوية اللي ماتهتم و لا تزعل من أي شيء..مقاطعة اخوانها اغلى الناس عندها! و مو قادرة تسامحهم..كل ما اشوف وش كثر زعلانه عليهم كل ما اعرف وش كثر كارهة الحياة معنا و نادمة عليها!
راوية/ أنا ما اندم إلا على قراراتي اللي اخذتها و صارت خطأ..لكن هالزواج أنت تعرف إنه ما كان قرار مني..و الواقع اللي انفرض علي إذا ما قدرت أغيره تعلمت أتقبله..ماراح اطلع حرتي فيكم و أنتم مالكم ذنب

الخطوة الأولى نحوها إن كان سيخطو يوماً...إصلاح علاقتها بأهلها...
يجب أن يكون لديها حق الإبتعاد عنه...العودة لحياتها التي أرادتها...ليعرف حقيقة قرارها...

أبوسامي/ حنا مو مهم مو محور الحديث هنا..أنا اتكلم عنك أنتي..عن مشاعرك اللي تتجاهلينها..عن حياتك..
إذا كنتي سامحتيني بدون حتى اعتذر على كل اللي قلته لك و كل اللي اسويه! كيف هالقلب الكبير قاوي يزعل على أهله؟؟

انزلت الملعقة من يدها...فلم تعد قادرة على التظاهر باللامبالاة أكثر...وهو يضرب على أوتارها المجروحة...المشتاقة...
رمشت أكثر من مرة...لتبدد تلك الدمعات التي بدأت تتعلق بأهدابها الكثيفة...

أبوسامي يكمل / كلنا نخطي يا راوية..نخطي مو عن قصد..لكن من كثر مانهتم..نبغى نسوي الصح نبغى نحمي اللي نحبهم لكن أحياناً تكون طريقتنا خطأ...أو يمكن بنظرنا كانت صح بس هالطريقه ما كانت صح بنظرهم..و اخوانك شافوا الأمر وقتها خير لك..تدرين كل يوم واحد يجيني منهم يسوي معي تحقيق مباشر و غير مباشر عشان يتطمنون عليك..يتأكدون كيف حياتك معي..يلمحون بكل كلمة إن مالي حق اظلمك أو ازعلك لانك ما تشوفينهم و لا تقولين لهم عن اللي يصير هنا

أكمل حديثه معها بشجن...و كأنه يلقي عليها وصية وداعه...
كان يرى في دمعاتها التي تساقطت على خديها...ماكانت تكتمه عنه منذ زواجهما منه...رأى رفضها لهذه الحياة معه الذي لم ينتبه له وهو مشغول برفضه لها...رأى ظلمه لها قبل ظلم إخوانها...
لينكر على نفسه أي حق له بالإقتراب منها...بموافقته أجبرها على هذه الحياة معها...لتخسر أهم قراراتها...
و إن بقيت معه...بعد عودتها لأهلها...فبأي شكل تتخذه لهذه الحياة بينهما...سيتماشى معها...
و لن يجبرها على مشاعره...لن يفرض عليها حياتها معه...و لن يضغط عليها أكثر...



♥▓♥▒♥▓♥



في الغــد ...~


كان طوال الأيام الماضية...يقلب رسائلها...بشوق...و جرحٌ ينزف بقلبه مع كل حرف ترسله إليه...
عاجزاً أن يعود إليها كما كان...و خائفا أن يخسرها من جديد...

يعيد حديثها ألف مرة...لعله يقتنع أن هناك أملاً له معها...
أن هناك مساحة له في قلبها...يعتمد عليها ليحارب مشاعرها الساكنة داخله منذ سنوات...

لكن بكل ذكرى له معها...كان يرى ذاك الحب الأزلي يلقي بظلاله بينهما...

أي حب تنكره هذا الذي كان قادر على أن يأخذها من بين يديه...في لقائهما الأول..!
قادر على أن يهدم فرحها...و تماسكها بلحظة...لا يعلم ماذا حدث فيها..!

لا لم تنساه...كيف تنساه وهو يؤثر بها بهذه الشدة..!!
كل ما تريده هو تناسيه...و لا يعلم إن كانت ستقوى على ذلك أم لا..؟؟

و أخيراً بعد تردد طويل...حسم أمره...ليتصل بها...

سلام بلهفة / هلا يوسف..أنت بخير
يوسف تتلاشى أنفاسه حين سمع صوتها..ليجيب بإقتضاب / ايه
سلام بعد صمت طال بينهما / يوسف أنا......
يوسف بصوت منهك / لا تقولين شي يا سلام...أبيك تسمعيني...
سلام تصمت بإستسلام و أملها به يتبدد / ...........
يوسف / سلام تأكدي لو يمد عمري بعمر ثاني بأبقى أحبك..و ماراح أحب احد مثلك..هذا إذا قدرت أحب أحد بعدك..لكن أنا كنت بالقوه اجمع ثقتي قدامك و قدام أهلك و اخوانك..اغمض عيوني عن كل الفوارق اللي بيني وبينك..عن اللي ما أقدر اعوضك عنه..كنت أبي اصدق إننا لبعض..كنت احاول اتماسك..و ما كنت مستعد اسمع و اعرف اللي عرفته...أنا معك مليان هواجيس و قلق...ماراح اتحمل الشك بعد..أنا مصدقك يا سلام..بعقلي و قلبي مصدقك..لكن هالحب اللي عاش بقلبك سنين و سنين..اللي للحين قادر يسرقك من بين يديني و تتوهين فيه...ما عندي القوه أحاربه..اعذريني يا سلام...اعذريني
سلام بصوت متهالك/ أنت ما خطيت يا يوسف..كل الخطأ مني أنا..أنا

اعتذر أكثر...وهو ينهي ما بينهما...كما انهى هذا الإتصال سريعاً...
تاركاً كومةً موجعة من الكلمات علقت في حنجرتها قبل أن تبوح له بها...

كان التمام لكل شيء أرادته لنفسها الجديدة...
كان النهاية السعيدة التي حلمت بها و هي تودع ماضيها الأهوج...
كانت مشاعره التي ينشرها فيها هي الوحيدة القادرة على محو تلك الذكرى القاسية البعيدة...
كانت لترمي بعده كل شيءٍ كان...و لا تذكره...

لكن انهزامه أمامها...جعل الأمل بالتمسك به ماءً تسرب من بين يديها بلحظة...
ليتلاشى صوته من سمعها...
و يتلاشى الأمان الذي كانت تستمده روحها...من حبه...

تبددت حياتها التي تخيلتها...صورتها التي احبتها في عينيه...رحلت تلك الإنسانة التي تستحق حبه...
بعدما خذلته...وخذلت نفسها...و خذلت علاقة الأخوة التي طالما جمعتهم بجاراتهم...
ليتركها تائهة...من جديد...
لا تعرف بأي نفس ستعيش..؟
من هي الإنسانة التي ستكون..! بعدما أخذ تلك التي احبها معه..!

::
::

بعد لحظات دخلت عليها ضحى...و هي ترى وجهها الشاحب...و عيناها التي تفيض دوماً بدمع لا ينضب...
ركضت إليها لتجلس بجانبها...تسأل بقلق...

ضحى / سلام وش فيه؟ صار شي!
سلام تردد بصدمة / راح!! راح يا ضحى..طلقني و راح...؟!!



♥▓♥▒♥▓♥



أغلق الهاتف...بعدما أكد له مدير القسم أن يوسف لم يحضر اليوم أيضاً...كما لم يحضر منذ عدة أيام...ليدرك أنه بالفعل لن يتراجع عن قرار غضبه...و ترك العمل..!!

خرجت من صدره آهة ثقيلة...تحمل يأسه و إحباطه منها...وصل به اليأس ليرضى بأي مسمى له في حياتها...
لكن الأقسى من هذا...ما يعجز أن يجد له تفسير...أو أسباب...هو رغبتها بنفيه و محوه من حياتها و حياة من حولها...رفضها أي وجود له...حتى بين أهله...و كأنه لايستحق العيش من بعدها..!!


ليدرك بمرار أن عمره كُتب عليه أن يعيش فيه وحيداً...
أن تلك السنوات التي سرقها منها...كانت و ستكون دوماً هي آخر فرحه...
و هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه...لخيانته...

فقد عاش عمره لسنوات غادره...يوثق فيها حقاً...أدانه والده به...
لتأتي هي اليوم و تنكر عليه حتى حق إسترداده...و حتى حق العفو منه...

قالت له يوماً...إنها دخلت روحه و لن تخرج منها...إلا وقد صحبتها معها...و كان كما قالت..!!
كل كلماتها المتملكة التي كانت تضحكه...أصبحت اليوم كلعنة عليه...يأبى الخلاص منها..!

يحتاج قلباً جديداً غير هذا الذي اعطبته...
يحتاج عالماً لم تطئه ذكرى معها...كي يعرف كيف يعيش بعد أوجاع ملأته بها...

رباه...كم وجعاً على قلبه أن يلتطم به...ليفنى هذا الحب منه..!!
لتيأس منها روحه...التي مازالت أطيافها تحوم بها..!

من أين بدأت هذه الأوجاع معها...و مع حياته...لا يعرف..؟؟



..الوجع الأول..

كان الخطأ معها منذ البداية التي زُج بها...و لم يكن يجب عليه أن يرضخ لها...
حين أتى إلى بيت والده صغيراً...بعهدٍ مع خالته أن يطرد تلك الزوجة و ابنتها...كان يجب أن يبقى على ذلك العهد بينهما و لا يخلفه...
ليت الله زرع بقلبه القسوة...ليكرههما...و ينكد عيشتهما كما كانت الخطة..
ليتها ظلت عدوة فيتخلص منها بسرعة...لكان عاش عمره بهناء...
ليت قلبه لم يرق لدموع تلك الطفلة الصغيرة...التي تعلقت به بشدة...حين رميت بين ذراعين بالكاد كانت تقوى على حملها...

يتذكر ليلته الأولى التي قضاها معها...بعد رجاء العنود له أن يهتم بها لعدة ساعات فقط...امتدت لليل كله...
كان يريد أن يرفض...لكنها لم تنتظر إجابته...و هي تدفع به برجاء و توصيات إلى غرفة تلك الصغيرة...و تغلقها عليهما لتذهب مع عمته المنهارة إلى المستشفى...

وقف غاضباً من جرجرتها له...لوقت طويل وهو يستند على الباب...لا يرغب الإقتراب من طفلتها...
لأنه مكبل بقيود كرهها...و مرهونٌ بعهد أُجبر عليه من خالته....
كان خائف إن اقترب منها...من توعدات خالته موضي التي املتها عليه...أن ينتقم لها منهما...
فقد ملأته بالكره و الحقد...و أرسلته بهما قنبلة موقوتة أرادت أن تفجر بها حياة سرقت منها كما كانت تظن...

و ليتها لم تعطه دوراً كان أكبر من أن يتحمله..في عمره هذا !!

وقف وحيداً...حائراً بما طلبتاه كلتاهما منه...خائفاً أن يتركها...و خائفاً أن يقترب من تلك الصغيرة...
ليدرك أنه كان يبكي..!!
..يبكي وفاة والدة لم يعرفها رغم ذلك يحن إليها مما سمعه فقط من حديث جدته عنها...
هي فقط من تحدثه عنها...من تتذكرها...من جعلته يدرك أن له والدة عظيمة قد رحلت...
و من حوله يتوهون عنه بصراعات...و خلافات لاتعنيه...
..يبكي خيبته و خذلانه من تلك الأم التي رمت به...من أحضانها...
ليتها لم تفرط فيه...ليته ظل ذاك الإبن الذي ضمته بحنان و حب من بعد رحيل أختها...
كان يرغب بشدة البقاء بجانبها لأنها الأم الأولى التي عرفها...و كم ترجاها لذلك...أن تنسى كرهها و تستعيض به...
لكنه كان كما يبدو ثمناً قليلاً..! لايرضيها كسبه من حياة سعود فقط...
كانت تريد أكثر...إما أباه...أو الشقاء الطويل للعنود...
وهو كان مجرد وسيلة إنتقام تعبث بها لا أكثر..ليدرك اليوم أن كل ذاك الحنان و الحب كان كذبة..!!

لم تقوى قدماه على حمله أكثر...ليتهاوى و صوت بكائه يعلو...وحيد...يشعر بالنبذ و عدم الإهتمام ممن حوله...
قبل أن يسمع صوتها الصغير يشاركه البكاء...ليصمت...
وهو يراقب بعينين تغيمان بالدمع...ذاك السرير الوردي الصغير... الذي و ضع على الأرض...

هل يتركها و يغادر الغرفة..؟
لا يجب عليه أن يهتم ماذا سيحدث بها..؟فلتعود لها والدتها..و تهتم بها..!

وقف ينوي مغادرة الغرفة...لكنه تردد كثيراً وهو يضع يده على مقبض الباب...حائراً بين أمرين..!
كان يخشى أن تتأخر والدتها في المستشفى...فماذا سيحدث لهذه الصغيرة..؟قد تتأذى..؟؟؟
لكن لو تأذت سيسعد هذا خالته...ألن يجعلها ترضى عليه و تتأكد أنه يحبها...و قد تجعله أيضاً يعود إليها..؟؟

خرج من غرفتها و أغلق الباب...وهو يستحسن فكرته الأخيرة...
لكنه مازال يعجز أن يخطو مبتعداً خطوة واحدة...
وهو مازال يستمع لذاك الصوت الذي بدأ يبح من شدة البكاء...
نفض رأسه بشدة...يخشى أن يصيبها مكروه...حتى لو كان هذا سيسعد خالته...لكن سيرعبه هو..!!

لذا سيخرج ليخبر إخوتها أن يهتموا بها...
ركض يبحث عنهم في الصالة التي كانوا يلعبون بها فلم يجدهم...
ليبحث في باحة البيت...حافي القدمين...يلهث بخوف...و آثار الدمع مازالت تبلل أهدابه...و تثقلها...
ليجدهم أخيراً في الشارع يلعبون الكرة مع أولاد الجيران...

مالك يقف عند الباب / ساري تعال سلام تصيح
ساري يربط حذائه استعداداً لبدء اللعب / وش دخلني؟ روح قول لأمي
باسل / مين سلام!
تميم يضحك / أختك يا خبل..اللي تحطها أمي بالغرفة البعيدة
باسل يكشر / اللي بس تصيح!
مالك بغيض/ أمك راحت مع أبوي و عمتي للمستشفى..تعالوا انتبهوا لها
ساري يركض مبتعداً / ما أعرف لها
تميم / و لا أنا

ليبتعدا راكضين إلى الملعب...و يبدأون اللعب بلا إهتمام بما قال لهم..!

وهو يقف بعجز و حيرة...يريد الخروج هو أيضاً...و لا يقوى على ذلك...
كان يشعر بالذعر...و يريد الهروب من كل شيء...و ليته ابتعد ذاك اليوم و لم يهتم..!!

لكنه عاد بخطوات ثقيلة...و دمعه يتساقط على الأرض...ليدخل تلك الغرفة مرة أخرى...
و يقترب بقلب يلهث...من تلك الصغيرة...و يراها للمرة الأولى...و صوت بكائها يملأ المكان من حوله...

جلس بجانبها على الأرض...مد يداً مرتجفة ليهدهدها...حتى انخفض بكائها قليلاً...
و عيناها الغارقتين بالدمع تتعلق بوجهه برجاء...لكنها مازالت تبكي...

مالك يسألها / ليش تصيحين؟ ما أعرف اشيلك! شي يوجعك؟ خايفة؟ أو جوعانة؟

بدأت نظراته تراقب أشيائها المرتبة من حولها...ليتذكر كلام العنود الذي لم يكن يهتم له...
قالت شي عن إرضاعها...ليبدأ البحث بين تلك الأشياء عما سيطعمها إياه...
في حين بدأ صوت بكائها يعلو من جديد حينما غاب وجهه عنها...
ليعبث بأغراضها بعجل...و توتر...حتى وجد زجاجة الحليب الدافئة...التي اخبرته عنها...لابد أن يكون هذا هو طعامها...
عاد إليها ليهدأها بكلمات...لا تعلم معناها...و لكنها حين سمعت صوته يتحدث إليها...بدأت تهدأ...
و حين وضع تلك الرضاعة قريباً من فمها...يبحث عن الطريقة المناسبة لإطعامها...
تعلقت يديها الرقيقتين بها...و بيديه وهي أخيراً...تصمت و تبدأ بالشرب...
ابتسم بسعادة...وهو يرى نفسه أخيراً نجح بإسكاتها...ليتأملها و هي تشرب بنهم...ليدرك أنها حقاً كانت جائعة...

ليفكر وهو يراقب عيناها المتعلقة بوجهه كم تبدو مثله...
وحيدة...مهملة...لا أحد يحبها...لا أحد يهتم بها...لا أحد يتذكرها...
تلك الفكرة جعلته يبقى بجانبها طوال الليل...لا يستطيع تركها...تنام و يدها الصغيرة تمسك بإصبعه طوال الوقت...

و لم تكن ليله هزت قلبه فيها فقط...بل كانت ليال طوال...اعتاد أن يكون فيها دائماً قربياً منها...
ليالي و أيام...لم يعرف أنها ستمتد لعمرٍ طويل...ليدور كونه من حولها...فلا يصل أبداً لحدود قد تخرجه عنها...



..الوجع الثاني..

ابتدأ من نظرة والده الغاضبة...التي عرّت حقيقته أمام نفسه...جردت جريمته من كل الأغطية التي كان يتستر بها عنها...
حين نطق أخيراً بذاك العشق الخفي بين قلبيهما...أمام أحد غيرهما...رأى الأمر أخيراً...كما سيراه الجميع...
جرم لا يغتفر..!
أياً كان المسمى الذي كان يدثره به...و قف مكسوراً...ذليلاً...لا يقوى أن يعطي والده إسماً واحداً يقنعه به...

خرج من عنده و قد انصهرت عزته و كرامته داخله بسكونٍ موجع...
تهشمت كل الحقائق التي كان يصدقها في ذاته...تعالت صيحات اللوم في مسامعه تؤنبه...
و تلوثت الذكريات بعواصف قاتمة بعثرتها داخل روحه..
ليتكدس داخله الإنكسار و المرار...و قهر شامخ يجثم على صدره بقسوة...

بكل يأس حاول أن يعود معها إلى خط البداية...كي يتوهم أن تلك الذنوب بينهما لم تُقترف...
بدأ يرفض مقابلتها بإختلاق ألف حجة و حجة لم تقنعها يوماً أياً منها...
بالكاد يرد على رسائلها التي تهطل عليه كل ساعة...راجياً أن ترضخ لهذا التباعد...شيئاً فشيئاً...
ليواجه بإبتعاد كان يرجوه...كل عناد زرعه فيها منذ طفولتها...فهو الذي جعلها هذه الجامحة التي لا يرد لجنونها أي طلب...و كان عليه أن يتجرع كل ما ملأها فيه...

سلام ترسل له...[مالك حججك و كذبك مليت و أنا امشيها لك بالغصب كل يوم..لو ما شفتك اليوم بالمزرعة بمكاننا..والله أجيك في بيت عمتي مزنة و تعرف إني اسويها..بأشوفك اليوم يعني باشوفك]

و رضخ لها...لأنه يعلم أن جنونها قادر على أن يفعل ما تهدده به...و قابلها...راجياً أن يكون آخر لقاء...

كانت تقف أمام بكل ثورتها...و عيناها محملتان بالشك...و الريبة...و هي تراه يتصرف معها بطريقة غير ما اعتادت عليها معه...

سلام / وش فيك؟ ليش متغير؟ ماتبي تشوفني! و لا ترد علي و لا على رسايلي! ما سويت شي يخليك تزعل..حتى لو سويت تكلم صارخ هاوشني مثل ما كنت تسوي..بس ليه تبعد كذا!!

مالك يعترف لنفسه قبلها بضيق/ مو أنتي اللي مسويه شي خطأ..اللي بيننا كله خطأ
سلام لا تفهم / وش تقصد؟
مالك يحاول أن يبدأ عهداً جديداً معها / سلام ماراح نتقابل بعد اليوم..و لا راح نتكلم..خلينا.....
سلام تثور بغضب لتقاطعه / و ليه كل هذا إن شاءالله؟؟!
مالك بإزدراء لحالهما / سلام ما يحتاج أقول أسباب! شوفي حنا وين متخبين؟ قولي لو أي أحد جاء اللحين و شافنا وش بيكون موقفنا؟؟
سلام بعناد و صلابة / ما يهمني..محد منهم يهمني..أنت اللي تهمني و بس
مالك برجاء / لو أهمك اسمعي كلامي
سلام تعاند أكثر..لترتجيه / لو تحبني أنت لا تتغير..لا تقهرني...تدري إني مستحيل أبعد عنك
مالك بعطف / ماراح أبعد عنك والله ما راح أبعد..و لا أقدر..ارسلي بأي وقت لو ألف رسالة بالدقيقة بأرد عليك_يكمل بتنبيه_بس رسايل
سلام لا تصدقه و تبدأ الشكوك و الخوف بقلبها تزداد من تغيره / كأني بأصدقك! من كم يوم ماتبي تشوفني! واللحين ماتبي تسمع صوتي! بكره حتى تطفش من رسايلي و لا ترد!! لا تظن إني صدقت كل هالحجج الي كنت تقولها..و أنا بأعرف بنفسي وش اللي غيرك!!

دفعته من طريقها بقوة...لتغادره...
لكن قبل أن تتجاوزه...بلا وعي...بلا إرادة لا يمتلكها حين تكون بقربه...أطبق كفه على رسغها بقوة...
لتقف للحظة...تتداعى كل قوتها و تحديها التي كانت تتلبسها أمامه...ليتغلب عليها قلبها المفجوع بما سمعه...و تبدأ بالبكاء...

زفر بعجز...وهو يضمها إليه...حتى تهدأ...
لكنه كره نفسه بتلك اللحظة...وهي تعود به إلى ذات الجرم من جديد...
وهو أصبح لا يستطيع أن يبقى فيه كما كان...و لايستطيع الخلاص منه كما يريد..!!

مالك بإنهاك / سلام تكفين..افهمي اللي قلته و فكري فيه زين و.....
سلام تبعده..و بنظرات مهددة / و لا بأحلامك اخسر معك أي شي..افهم أنت

تركته غاضبة...ليقف وحيداً...خائباً بقرار لم يقنعها فيه...يائساً أن تقوى على بعد هو بالكاد يتجلد ليقوى عليه..!
و رائحة عطرها العالقة فيه...بعد أن كانت تعبر كالشذى بحنايا أوردته...أصبحت كحمم بركان تحرقها...

ليس هنالك مجال للإعتدال...مع عشقه...و جنونها الجامح...!!

لذا كان عليه الإنتهاء من كل شيء...الإبتعاد حد الحرمان منها...ليطهرها من ذنبٍ ساقته إليه...
هذه هي النهاية التي يجب أن يقف عندها...كي يلتقيها في عمرٍ يليق بها...بعيداً عما تدنس بينهما...

لكنها لم تكن لتخضع..!
لتتحول حتى لفتاة لم يعرفها يوماً..!
كان يظن أنه بإبتعاده...و رفضه...سيستثير كرامتها...لتنجرح و تبتعد...
لم يتخيل أنها...ستشهر كرامتها سلاحاً يثور في وجهه..!

سلام ترسل له.. [أنا من الأول ما كنت مصدقه كل كذبات اللي صفيتها قدامي! أدري انك مليت مني..ما صرت تحبني..أكيد تحب وحده ثانيه! هذا السبب الوحيد اللي يخليك تبعد عني؟]

...و لم يرد على رسالتها...لتبدأ حتى بتهديده...!

[لا تفكر إنك بتعيش بعدي مرتاح! أي وحده بتعرفها أو بتخطبها بأروح أقولها على كل شي صار بيني و بينك ]

...ثار جنونها..و رسائلها لا تجد أي رد منه..؟؟

[رد علي..مو على كيفك تقرر لحالك و تنهي كل شي! إذا ما رديت علي هالأسبوع ترى بأروح و أقول لأهلي عن كل شي بيننا..]
[حتى لو ما تحبني أنت عارف إنك ما تقدر تبعد عني..غصب بترجع لي..و بتشوف كيف ارجعك]

و إن لم تقوى على تنفيذ تهديها الأول...و تفضح مابينهما...
إلا أنها نفذت تهديدها الآخر...ليجدها تعود و ترسل إليه يومياً عشرات الرسائل...تخبره فيها كيف كان يومها...كم فكرت فيه...كم تفتقده...
لا يكاد يختلي بنفسه بمكان...حتى يراها تأتي إليه...لتتحدث معه بصوت رقيق...لا يشابه قسوة النظرة المنتقمة في عينيها...

لم يعد يفهم مشاعرها نحوه...و يحتار بمشاعره إتجاها...
فقد الثقة بعشقهما الصافي...فقد الثقة بنفسه و إلتزامها بعهده...و فقد الثقة بحبها له...
لذا وجد في تحديها...درعاً حامياً لقلب بدأ يضعف...و يرضخ لتهديداتها...

صار يواجه قسوتها...بقسوةٍ أشد...
يقابل عنادها...و تهديدها...بتهديدٍ أسوأ...
و في جرحها له وجع...و في جرحه لها ألف وجع...
حتى وصل به التعب...إلى حد توهم كرهها و العزم على الرحيل بعيداً...لعل تلك الطعنات بينهما تنتهي...



..الوجع الثالث..

منذ أن عاد...وهو يحوم حولها...يبحث عن ملجأ له في قلبها الذي كسره رغماً عنه...
تخلى عن حياته...مراهناً بحبها الأكيد له...ليرى أن رهانه كان خاسراً...
لم تعامله يوماً بشكل طبيعي...استفزه هروبها منه...أرهقه بعدها...شطره خوفها منه لنصفين..!
لتملأه الظنون...و الشكوك حولها...و حول حياتها من بعده..؟
و حين أشهرت بوجهه نسيانها صبيحة ذاك العيد...كان يكفي هذا لقتله...
لم يكن يجب عليها...أن تضرب على قلبه الميت...بتلك الخناجر المسمومة...بكرهها...بإحتقاره ا له...بذنوب اقترفها و لم يقترفها...
و أن تصل بروحه للقاع...لتخبره أنها ترتقي عنه مع رجل غيره...

تمزقت روحه لأشلاء...كاد يتصرف لحظتها بلا وعي...و بالكاد برحمة من الله لملم شضايا نفسه بوجع...و رحل...
لتتركه بعد نبذها ركام لا يتقدم و لا يتأخر...بقايا لوهمٍ تعثر...يملأه نقصان لا يتمه أي شيء..!!



♥▓♥▒♥▓♥






توقف النبـض مؤقتاً××♥
ღ بإنتظـار ღ إنعـاشكـم ღ




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 09-07-22 الساعة 03:51 PM
أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات سعودية.رواية.رواية رومانسية.بين نبضة قلب و أخرى.روايات أغاني الشتاء.روايات مكتملة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.