آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سامنثا الفاتنة - بيتى نيلز - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          هلوساات غربتي .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          ضِّلْع فَضفَاض (الكاتـب : سوجاء فهد - )           »          طير في عدن - كاي ثورب - عبير الجديدة ( اعادة تحميل) (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          59 - دم الوردة - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-09, 09:24 PM   #11

زهرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية زهرة الأوركيد

? العضوٌ??? » 59088
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » زهرة الأوركيد is on a distinguished road
افتراضي


أهلين فيكم
بنت الخبر
بنوتة عراقية
دينا راغب
سيف 2003
و الله يسلمكم مشكورين على المرور
و عزيزتي دينا راغب أنا ما عندي فكرة إذا كانت للرواية اسم ثاني
و على كل حال في كثير من الروايات مكررة في عبير أو أحلام بس بإسم ثاني
و مشكورة حبيبتي على الملاحظة.


زهرة الأوركيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 09:25 PM   #12

زهرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية زهرة الأوركيد

? العضوٌ??? » 59088
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » زهرة الأوركيد is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني

صعقت ديانا و أحست بأن كارول كانت مترددة في تصريح خبر ما فقالت لها.
"إنني في عجلة من أمري ، هل لديك شيء تقولينه لي هاتي ما عندك".
"لا... لا شيء".
"بحق السماء يا كارول ، ماذا هناك قولي؟ إنني أفهم من كلامك بأن مارك كذب علي".
"إنني آسفة إذا أزعجتك ، فأنا لا أحب أن أكون سببا في جلب المتاعب".
و لكن ديانا التي تعرف كارول جيدا قالت لنفسها ، إن هذا ما تحبينه كثيرا ، ثم قالت لها بصوت مسموع:
"إسمعي يا كارول ، إذا كنت تعرفين شيئا الأفضل أن تقوليه الآن و سأكون شاكرة".
ترددت كارول بالإجابة ، و ظهرت عليها الحيرة ثم نظرت إلى ديانا تحاول أن تقرأ ردة فعلها عما ستقوله و بدت جادة.
"إن مارك كان بالحفلة".
صرخت ديانا بإستنكار:
"لا يمكن هذا غير صحيح".
و أخذت ديانا ترتجف من هول الصدمة ، و جف حلقها و غاب صوتها و بدا كأنه الهمس عندما سألت كارول:
"هل كان وحده؟".
"كانت معه سارة فريزر".
"لا أصدق".
"إنني أقول الحق و بإمكانك الإستفهام من أي سخص كان بالحفلة جميعهم كانوا موجودين ، إنني لم أرغب في إبلاغك هذا الخبر ، و لكنك أنت أجبرتني على ذلك اليس هذا صحيحا؟".
و سارت كل منهما في طريق ، ثم أخذت ديانا تفكر في هذا الحديث المشؤوم خاصة عندما تذكرت لهجة كارول الجادة ، و بالرغم من أنها تحسد ديانا لما لها من المعجبين منذ أيام الدراسة حيث كان معظم الشبان يدعون ديانا لحفلاتهم و سهراتهم أما كارول فقل ما نالها الحظ و دعيت لمثل هذه الحفلات و لذلك فإن كارول تحاول إغاظة ديانا كلما تقابلت معها في مكان ما ، تذكرت ديانا أن الكثير من الفتيات سوف يتكلمن في غيابها لفسخها هذه الخطبة ، و كانت ديانا ترى نظرات الحسد تطاردها كلما سارت إلى جانب مارك ، و تحس بالفخر و الإعتزاز لذلك ، و سارة إحدى هؤلاء الناس فلم تخفي إعجابها بمارك ، بل عملت دوما على تحين الفرصة للتحدث معه ، و أرتعدت ديانا لمجرد تذكرها هذه الأحداث و كانت قد وصت إلى إشارة المرور و شعرت بساقيها ترتجفان و خارت قواها ، فلم تصدق بأن مارك ألغى موعده في النادي ليأخذ سارة إلى الحفلة و ظنت أن كارول تتلاعب بعواطفها لتغيظها.
أضاء الضوء الأخضر و سارت ديانا إلى الطريق الخلفي تتصارع بنفسها الأفكار المفزعة غير عابئة بما يدور حولها و أخذت تفكر في خطة لتستعيد بها كرامتها المهدورة.
لم تعد ديانا تنظر إلى الأفق أو تنتظر رنين الهاتف بل قطعت الأمل ، و فكرت في التأني حتى يهدأ غضبها لئلا يصدر عنها ما تندم عليه ، فربما ندم مارك على فعلته و عاد إليها تائبا طالبا الصفح منها كما فعل في كل مرة ، كان الإنتظار يعذبها فكل ثانية تمر و كأنها شهر ، و لكن إيمانها بأنها أتخذت القرار الصحيح دفعها ألا تتنازل و تبادر لعمل أي خطوة منذ أن أعلمتها كارول بالنبأ ، و إيمانها كان يردعها بشدة كلما حاولت و فكرت بالاتصال بمارك حتى رأتهما في المكتبة العامة و رأت خاتمها الجميل يلمع في اصبع سارة ، تمنت ديانا لو أنها لم تولد ، كل هذه الأفكار مرت بخاطرها لا تزال سائرة في الشارع ، ثم أخذت تتخيل مارك و سارة يعيشان سويا كزوج و زوجته في ذلك المنزل الذي أشتراه مارك منذ مدة قصيرة ، لا تزال صورة كل غرفة في هذا المنزل ماثلة حية في ذاكرتها ، فأثاث غرفة النوم الذي أعجبها يوما أشتراه لها مارك في اليوم التالي لم يخطر ببال ديانا ذاك اليوم.
إن سارة هي التي ستمتلكها ، و إن أثاث المنزل الذي أنتقته بعناية سيكون لغيرها ، إن المنزل ليس ببعيد عن منزل ديانا و هناك إحتمال كبير بمقابلة العروسين في مكان ما ، و فجأة تذكرت أن سارة دعتها لحضور الفرح و قبلت هي الدعوة ، شعرت بالألم يعصر قلبها ، من المحال حضور الفرح ، فهذا الألم أكثر مما تحتمل فما عساها أن تفعل؟ خاصة و أن عائلتيهما صديقتان منذ زمن بعيد و حتما سيتلقون الدعوة لحضور الفرح و إذا لم تحضر ديانا فسوف يعتقد الجميع بأنها تتألم لأجله ، حاولت ديانا تهدئة حزنها ، و قد حضرتها فكرة ، عذر مقبول سوف تتظاهر بأنها تريد الإطلاع على شركة والدها في الخارج و تسافر قبل العرس حيث تذهب لقضاء هذه الفترة في فندق قريب من الشركة ، عليها الآن إعلام والدتها بالفكرة ، و توجهت ديانا إلى المطبخ حيث والدتها التي بادرتها بالتحية.
"أهلا حبيبتي إنني أحضر بعض السندويشات ، أرجو أن تملأي الابريق ماء و تضعيه على النار".
و بينما كانت ديانا تملأ الابريق قالت لوالدتها:
"أمي ، أريد الذهاب غدا للإطلاع على شركة والدي حيث أقيم في فندق قريب منها لفترة قصيرة".
جمعت ديانا كل حواسها لما ستقوله والدتها التي لاحظت حتما اصبعها الخالي من الخاتم و لم تسألها عنه بعد ، فليس هناك أي داع لتخمن أن الموضوع قد إنتهى ففي كل مرة يتشاجران فيها يتصالحان بعدها و تعود المياه إلى مجاريها و يعود الحب أقوى ، اللهم إلا إذا سمعت عن خطبة مارك و سارة حيث الاخبار تنتشر بسرعة ، عاجلا أم آجلا ، سوف تناقشها والدتها بالموضوع و لكن ليس الآن بل بعد أن يعود إليها هدوءها و تفيق من الصدمة فوجئت بوالدتها تقول لها:
"كنت أفكر بعرض هذا الموضوع عليك لكني لم أكن متأكدة من ترحيبك بها ، إنها فكرة جيدة يا حبيبتي أرجو لك التوفيق ، و بلغي سلامي إلى ابن خالتك".
ثم استطردت والدتها:
"هل تعلمين من قابلت اليوم؟".
"لا ، من قابلت؟".
"لقد قابلت بول ستيورات".
"حقيقة؟ متى عاد من السفر؟" كانت لهجة ديانا فاترة فهي غير مهتمة ، أجابت والدتها:
"منذ يومين ، و قد أتى ليسأل عنك".
هناك شيء خفي في لهجة والدتها التي تعرفها جيدا ، و فهمت ما تقصده.
"ربما كان أدبا منه أن يسأل عني ، و لكنه لا يهمني".
"كما تريدين يا ابنتي".
استدارت ديانا خارجة ، وهي تقول:
"سأذهب لأحضر حقيبة ملابسي و اتصل بابن خالتي جوني لأعلمه بحضوري غدا".
السيدة وارنز إمرأة طموحة و فخورة بنفسها و بابنتها و قد سرت لخطبة ابنتها إلى مارك الشاب الأنيق المليح الوجه و الأخلاق و الذي كان أبنا لأحد تجار النسيج في البلد و اعتقدت أنه زواج مناسب.
أما و قد سمعت بخبر خطبته إلى سارة مما جرح كبرياءها و أخفى مشاعرها ، فمن الممكن أن يرد اعتبارها إذا شوهدت ابنتها مع شاب آخر حتى يعلم هؤلاء الذين سمعوا بالنبأ أن ديانا هي التي فسخت الخطبة ، توقفت ديانا عن التفكير بما عنته والدتها عند هذا الحد ، بينما كانت تقوم بترتيب ملابسها بالحقيبة ، و لمعت برأسها فكرة مشاهدة مارك و الناس لها مع شاب آخر ، كأن تخطب أو تتزوج قبل عرس مارك ، ثم فكرت بأن هذه الفكرة لا يمكن أن تعطي المفعول المطلوب برد إعتبارها أمام الناس و إغاظة مارك إلا في حال كان المرشح المطلوب ذو بريق اجتماعي و وسامة يتفوق بها على مارك ، عند هذا الحد من التفكير اصابها الإحباط ، فهي لا تعرف مثل هذه الشخصية ، أخذت اسماء الشخصيات الكثيرة التي تعرفها المحتملين ، و وجوههم تمر بسرعة في مخيلتها ، فيما كان عقلها يرفضهم الواحد تلو الآخر ، لم تشك ابدا في قدرتها على حمل أي من هؤلاء على القبول بالزواج منها.
لكنها كانت تحتقر الذين يطرحون أنفسهم و تمنت ديانا بصمت ، لو بإمكانها العثور على زوج مؤقت يعجبها ، و يتمتع بالمواصفات التي حددتها له ، أكملت ترتيب ملابسها في الحقيبة و الفكرة تتردد في ذهنها.
رحب جوني بابنة خالته ديانا بحرارة و شوق أخوي اعتادت عليه منه ، و أثناء طريقهما إلى الفندق الفاخر الذي حجز لها فيه جناح ، سألها عن خطيبها فأخبرته القصة بالتفصيل حتى فكرتها الأخيرة و التي ما زالت تختمر في عقلها ، فما كان من جوني إلا أن ضحك و قال:
"مارك هذا لا يناسبك".
قالت ديانا: "لا يوجد من يناسبني أكثر منه فهو يفهمني".
قال جوني: "لو كان يفهمك فعلا ما كان ليتصرف بهذه الطريقة" و قبل أن تفتح فمها لتتكلم أضاف:
"على العموم لنحاول نسيان هذا الموضوع الآن ، ألا تريدين زيارة الشركة؟".
"قد أزورها و لكن ليس الآن".
"حسنا ، هناك حفلة تقام في قاعة التسلية في الفندق هذه الليلة ما رأيك هل تحضرينها؟".
فكرت ديانا بأن الترفيه قد يبعد عنها التفكير بآلامها فأجابت:
"لما لا".
"إذن سأحضر لاصطحابك إلى العشاء أولا ثم نتوجه بعدها إلى الحفلة ، و إلى ذلك الوقت تكونين قد أفرغت حقيبتك و أخذت حماما يريحك قليلا".
"أليس لديك مواعيد أخرى؟".
"ليس لدي سوى بعض الأعمال الخفيفة بالشركة سأنهيها و أعود إليك ، و قد اشتقت إلى طاولة النرد و التي ستتوفر بحفلة الليلة" ثم تركها و ذهب بعد أن اوصلها للفندق.
كانت الحفلة رائعة في الاتقان و الإبداع ، إلا أن ديانا لم تتمتع بها ، كان تفكيرها مركزا طوال الوقت على إيجاد حل لمشكلتها النفسية ، عندما مر جوني لمرافقتها إلى المطعم و منه إلى قاعة الاحتفال ، كانت عاقدة العزم على ترك أفكارها جانبا و التمتع بوقتها إلى أبعد الحدود.
أرتدت أجمل فساتين السهرة المتوفرة لديها ، و كانت تبدو غاية في الأناقة و الذوق ، و لما دخلت و جوني القاعة الرئيسية تحولت كافة الأنظار إليها ، الرجال بإعجاب و رغبة و النساء بحسد و غيرة أما إهتمام جوني تحول بسرعة إلى طاولات النرد الخضراء ، و ضعت يدها برقة على ذراعه ، فلحق بها مترددا و راحا يتجولان بين تلك الحشود الغفيرة ، كان الرابحون يصرخون بفرح و سعادة ، و الخاسرون يتأوهون و يتذمرون بأصوات عالية ، الذين يرتدون أجمل ثياب السهرة و أغلاها يحتكون بالذين يرتدون الثياب العادية لم يكن هناك سوى مكان واحد يفصل بين الأغنياء و الناس العاديين ، و علمت ديانا أن خطواتها ستقودها حتما إلى ذلك المكان المنفصل و شعرت بأن لعابها يجف و أعصابها تتحرك ، و هي على وشك الأشتراك في اللعبة المخصصة للطبقة الأرستقراطية الثرية ، تحب هذه اللعبة كثيرا و لكنها لا تتهور ، إذا ربحت تتوقف عن اللعب و إذا خسرت تتوقف أيضا عند حد معين فهي تعلم علم اليقين أنه طالما لديها تلك الأموال التي ورثتها عن والدها فهناك يوم آخر... و مجال آخر ، وقف جوني صامتا بقربها يتأمل بإعجاب و حسد برودة اعصابها ، راقبت ديانا بعينين خضراوين واسعتين و بأعصاب هائة ، بقية اللاعبين ، و أساليب لعبهم تجاهلت الشابات اللواتي تضعهن إدارة الفندق حول الطاولات لإضافة رونق ، و تشجيع اللاعبين و لكن دقات نبضها تسارعت عندما وقع نظرها على اللاعب الأخير ، كان شعره الأسود الجميل يلمع تحت الأضواء الناعمة ، و حاجباه يغطيان إلى حد ما عينيه السوداوين الجميلتين ، أعجبتها نظراته الفاحصة بوجهها بهدوء و إهتمام بالغين إلى الأوراق الموجودة أمامه ، أنفه حاد وجهه جذاب ، بشرته برونزية ، و فمه رائع و قاس ، رفعت حاجبيها بإعجاب واضح و حشرية بالغة ، لا يمكن أن يكون هناك شخصان متشابهان إلى هذه الدرجة ، نظرت إلى قريبها و سألته بهدوء:
"ماذا تعرف عن ذلك الرجل الذي يلس إلى يسار موزع الورق؟".
تطلع نحوها جوني بدهشة و استغراب ، لم تهتم ديانا أبدا في السابق بشخصيات اللاعبين أو اشكالهم ، و لكنه اطاعها كعادته و نظر نحو الرجل وضع يده على فمه لإخفاء دهشته ، عندما نظر ثانية إليها أصيب بدهشة مماثلة عندما شاهد ذلك البريق الغريب في عينيها ، قال لها:
"إنه دييغو ديكور. لم أره هنا منذ وفاة والده ، أنه لاعب عنيد و قاس ، أو على الأقل هكذا كان. صاحب حظ لا يصدق مع أنه لا يهتم كثيرا إن خسر ام ربح ، إفعل مثله و لن تندمي".
"لا يهمني كيف يلعب أو ماذا تكون نتيجة لعبه ، و لكني أريد أن أعرف كل شيء ممكن عنه ، يا جوني".
سألها عن سبب إهتمامها المفاجئ ، فنظرت إليه بطريقة جعلته يعتذر عن تدخله و يقول:


**************************


زهرة الأوركيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-09, 09:26 PM   #13

زهرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية زهرة الأوركيد

? العضوٌ??? » 59088
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » زهرة الأوركيد is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث

"إنك على الأرجح تعرفين عنه بقدر ما أعرف أنا. أني متأكد من أنك شاهدته أكثر من مرة في حفلات جيني في سان فرانسيسكو عندما كنت ترافقين والدك ، كان والده أحد أقوى رجال الأعمال في حقلي الاستيراد و التصدير ، و يعمل أيضا في شراء الأراضي و بيعها ، بالإضافة إلى مشاريع البناء و استصلاح الأراضي ، خسر كثيرا قبل حوالي سبع سنوات ، عندما خصص مبالغ طائلة لمشروع زراعي تعرض للفشل نتيجة عوامل طبيعية غير متوقعة ، و يقال أن الحادث الذي أودى بحياته لم يكن اتنحارا و لكن هذا الأمر لم يتأكد إطلاقا ، كان دييغو في الخامسة و العشرين من عمره ، و ورث عن والده... جميع ديونه ، و منذ ذلك الحين ، توقف عن المجيء إلى بريطانيا... و نوادي القمار ، سمعت أن الشيء الوحيد الذي تمكن من الاحتفاظ به ، باستثناء منزل أمه في سان فرانسيسكو ، بستان ليمون في وادي نابا أهمل والده ذلك البستان و معمل العصير القائم فيه سنوات عديدة ، و منزل و شركة شبه منهارة في اليونان ، و لذا فإني أتصور أن أي أرباح قليلة جناها منهما خلال السنوات القليلة الماضية ، أعاد انفاقها هناك لتحسين الشركة و البستان و تطوير المعمل الصغير فيه".
ابتسمت ديانا بخبث وضح ، و قالت لنفسها بمرارة مفرحة أن السيد المتعجرف المتغطرس بحاجة ماسة إلى المال ، ثم قالت لجوني:
"يبدو أنه رجل مستعد للقيام بأي شيء للحصول على بعض المال".
"لست متأكدا من ذلك ، و لكن يمكننا القول أنه قادر على أن يكون قاسيا إلى درجة كبيرة عندما يريد الحصول على مبتغاه".
"هل هو متزوج؟".
"دييغو؟ لا ، يا عزيزتي ، هل يبدو كشخص يقبل بالزواج؟" و ضحك جوني ثم مضى إلى القول:
"حاول عدد كبير من النساء إيقاعه في الشرك ، مع فارق وحيد هو إعتقاده الراسخ بأن وجود النساء على الأرض له هدف واحد ، و هو إرضاء الرجال جسديا أنا متأكد من أنه لم يجد بعد إمرأة تحرمه من تلك المتعة أو تتردد في تقديمها إليه".
تأمل وجه ديانا بعينين ساخرتين ، إلى أن شاهد نظرات قاسية و جدية تحل محل الهدوء و الإهتمام ، فسارع إلى القول:
"أوه ، لا ، يا ديانا. إذا كنت تفكرين ، كما أتصور فالأفضل لك أن تتخلي عن هذه الفكرة ، إنه رجل يختلف عن بقية الرجال الذين تعرفينهم".
شعرت ديانا للحظة واحدة بالخوف مما قاله جوني و أوصى به ، و لكنها استعادت ثقتها و تصميمها بسرعة ، و قالت:
"إنه يفي بجميع المتطلبات ، فهو ابن عائلة عريقة مرموقة ، مع أنها منيت بخسارة مادية كبيرة ، و هو بحاجة إلى المال ، ليس أمامنا إلا تحديد الثمن".
"فكري جيدا بالمبلغ الذي ستضطرين لدفعه ، يا ديانا".
سارت نحو طاولة اللعب غير عابئة بما قاله لها ، وجه إليها جميع الرجال ، بإستثناء دييغو ، نظرات الإعجاب و الترحيب الحار ، شعرت بأنه غير مهتم بها ، فقررت على الفور أن تبذل ما في وسعها لجذب إنتباهه ، انتظرته أولا كي يراهن ، ثم تصرفت عكسه تماما كان الحظ بجانبه ، إلا أنه حافظ طوال الوقت على هدوئه و رباطة جأشه ، لم تظهر معالم البهجة و السرور على وجهه ، كما أنه لم يبدي أي إهتمام على الإطلاق بطريقة لعبها أو مدى خسارتها ، أوقعت حقيبة يدها عمدا و تظاهرت بأنها تنتظر أحدا من السادة كي يلتقطها لها ، و ما أن هم بالإنحناء لإعادة الحقيبة ، حتى سبقته إلى ذلك و التقطتها بنفسها ، و بعد دقائق معدودة أخرجت سيجارة و وضعتها بين شفتيها... و انتظرت و عندما أخرج دييغو قداحته الذهبية من جيبه ، استدارت نحو رجل مسن في الجانب الآخر و طلبت منه بغنج أن يشعلها لها ، و نجحت بتجاهلها المتعمد ، في لفت إنتباهه إليها ، شعرت بأن المبلغ الذي خصصته لتلك اللعبة بدأ ينضب بسرعة ، فأمتنعت مؤقتا عن المشاركة و أرتاحت في كرسيها و هي تتابع اللعب بدون إكتراث ، أحست بأنه يراقبها ، فنظرت إليه بعينين تبرقان سرورا و بهجة بسبب دخولها المفاجئ في هذه اللعبة الجديدة ، سألها بصوت هادئ:
"هل تشربين معي فنجانا من القهوة؟".
ردت عليه ببرود و جفاف جارح:
"أنا لا أعرفك ، يا سيد".
"ليس هناك أي صعوبة لتصحيح الوضع القائم ، إسمي دييغو" أحست بطعم الإنتصار عندما وقف و بدأ يساعدها على النهوض من كرسيها ، و قالت له بهدوء:
"دايانا... ديانا وارنر".
أمسك بيدها و أخذها إلى زاوية بعيدة عن الضجيج تلفها أضواء خافتة ، لاحظت بإنزعاج بالغ أنه أطول منها بكثير ، لم يكن أي من الذين تعرفهم أطول منها و لا حتى مارك ، و لكن ذقن دييغو كانت أعلى من جبينها ، تصورته أولا نحيل الجسم ، و ذلك بسبب طوله الفارع ، إلا أنها أكتشفت لدى مغادرتهما القاعة بأنه ذو منكبين عريضين و جسم قوي ، أخافتها قامته الطويلة ، و سرت كثيرا عندما جلسا إلى الطاولة و لم تعد مضطرة لرفع عينيها إليه ، و كما أنه لم يسألها إلى أين تحب الذهاب ، كذلك طلب من النادل فنجانين من القهوة المرة دون أن يستشيرها إذا كانت تحب ذلك أم لا ، شعرت بالإنزعاج ، فمع أي شخص آخر ، و في أي ظروف أخرى ، كانت سترفض القهوة بمجرد إحضارها إلى الطاولة.
أما في هذه الحالة بالذات ، فقد سيطرت على أعصابها و قبلت القهوة بتهذيب و مجاملة ، أخرجت سيجارة من علبتها ، فظهرت أمامها على الفور القداحة الذهبية تشعلها لها ، و سمعته يقول بهدوء:
"أخبريني... هل أنت دائما هكذا؟".
"عفوا... لم أفهم ما تعنيه".
"إنني أتحدث عن مسألة اشعال سجائرك ، استخدمت أسلوبا مزعجا و مهينا لجذب إنتباهي إليك ، و لكنك نجحت بصورة تامة".
لم يكن النور كافيا لتشاهد ملامح وجهه بوضوح لكنه بدا من صوته و لهجته أنه يجد لعبتها مسلية ، تنحنح قليلا ثم مضى إلى القول:
"ديانا وارنر أعتقد أنني سمعت إسمك من قبل".
"محتمل جدا ، ربما يذكرك بإسم والدي ستيورات وارنز الذي توفي منذ سنتين".
رد عليها بسخرية أزعجتها و جعلت أعصاب وجهها تتقلص بسرعة:
"أرى أنك حزينة جدا و تتفجعين عليه كثيرا".
"أعتقد إني سمعت عنك من قبل يا سيد كوردوبا ألم يكن والدك ذلك الرجل القوي الثري في سان فرانسيسكو قبل... قبل وفاته المبكرة؟".
توقفت لحظة في تلك الجملة ، لتثبت له أنها تعرف أكثر من ذلك ثم أضافت:
"أتصور أن لديك شركة و بستان حمضيات و معمل في وادي نابا ، أليس كذلك؟".
"يبدو أنك تعرفين الكثير عني ، يا آنسة".
قالت له بنعومة مزعجة:
"قليل من هنا و قليل من هناك ، كيف يسير عملك؟".
اقترب دييغو منها ، فألقت الشمعة بعض الضوء على وجهه ، و أظهرت ابتسامته الساخرة ، تأملها لحظة ثم قال لها بلهجة خبيثة إلى حد ما:
"لدي شعور غريب بأنك ستصابين بخيبة أمل لو قلت لك أن الأمور تسير على ما يرام".
ثم نظر إليها بعينين قاسيتين و قال بصراحة أزعجتها و أفزعتها:
"يبدو أنك لست متحمسة كثيرا للحصول على مفتاح غرفتي في هذا الفندق ، فلماذا لا تخبريني عن السبب الحقيقي لقبولك دعوتي المتواضعة هذه؟".
"إنك محق تماما ، أنا أكره إضاعة الوقت بأمور تافهة و جانبية ، أريد أن أعرض عليك شيئا ، يا سيد دي كوردوبا ، إنه عرض تجاري ، فلا يوجد سبب لرفع حاجبيك استغرابا!!".
لم يصدر عنه أي ردة فعل فوري ، حاولت ديانا إخفاء إمتعاضها المتزايد إلا أنها لم تنجح تماما و قالت بشيء من :
"أظن أنك تفتقر حاليا إلى سيولة كافية ، و أنك بحاجة لبعض المال كي تجري تحسينات على شركتك و معملك ، أنا مستعدة لتزويدك بما تحتاج إليه يا سيد دي كوردوبا".
"عرض مثير للإهتمام ، و لكني أتساءل بدهشة عن سبب اختيارك أعمالي أنا كي تستثمري فيها أموالك ، من المؤكد أن هناك ما تريدين الحصول عليه مقابل ذلك ، فماذا تريدين يا آنسة؟".
"أريد زوجا" ضحك الرجل و قال:
"لا شك في أن هناك عدد كبير من الرجال الراغبين في الزواج الذين سيقفزون فرحا إذا سنحت لهم فرصة ذهبية كهذه ، الزواج من شابة جميلة و ثرية مثلك ، و لكن أتذكر إني سمعت مرة عن علاقة تربطك بشخص يدعى جان كارتر ، فلماذا لم تتزوجيه؟".
"جان؟".
تذكرت ديانا بسرعة صورة الرجل الطيب ذي الشعر البني الفاتح ، ثم أضافت قائلة بلهجة توحي بالإشمئزاز:
"إنه شخص ضعيف و غبي كان يدور حولي كقطة صغيرة جائعة ، و كانت يداه دائما تتصببان عرقا".
"هل تعلمين أنه حاول الإنتحار عندما إمرته بالإبتعاد عنك؟ أعتقد أن تلك المحاولة وقعت قبل حوالي سنتين و نصف".
"كان عملا يتسم بالرعونة ، و ضعف الشخصية ، و من الواضح أنه لم يكن قادرا حتى على النجاح في محاولته تلك".
شعرت ديانا بأن الحديث عن جان كارتر ممل للغاية ، و يبعدها عن الهدف الحقيقي لوجوده مع دييغو ، و أضافت بنبرة قوية و هادئة:
"لن يكون زواجي المقترح إلا لفترة مؤقتة ، و لهذا فضلت التعاطي مع شخص غريب تماما".
"هل أنت حامل؟".
"طبعا لا" ، جاء نفيها حادا و قاطعا و غاضبا ، فتأملها دييغو قليلا ، ثم ابتسم و قال لها بسخريته المعهودة:
"إنه السبب المعتاد و المعروف الذي يدفع النساء للزواج بهذه السرعة ، و على هذا النحو المدهش و المثير للاستغراب ، أخبريني يا آنسة ، ما هو السبب الحقيقي إذن لرغبتك في الزواج من إنسان غريب؟".
ردت عليه بتحد قاس ، و هي تتمنى لو أن في إستطاعتها صفعه بقوة على وجهه لإزالة تلك النظرة الحادة و اللاذعة التي كان يوجهها إليها فقالت:
"أعتقد أن إتفاقنا سيكون تجاريا ، لذا أفضل أن أحتفظ بالسبب لنفسي" ثم قال بمرح:
"واو ، أتراك تحاولين إيهامي من خلال إتفاق تجاري بوجود أسباب وهمية لإيقاعي بشرك الزواج؟".
"يا لك من متغطرس ، هل يبدو علي أني متيمة بحبك كي أقدم على هكذا خطوة؟ في هذه الحالة سأقول لك أن السبب هو أني أريد رد إعتباري ، و قطع أي أمل يراود خطيبي السابق بفسخ خطبته الجديدة و العودة إلي ، و ذلك بإعلان زواج قبل نهاية الأسبوع ، فيقتنع تماما بأني محوته من حياتي إلى الأبد".
"و هل محوتيه فعلا؟".
"أعتقد أن عرضي هذا هو جوابا كافيا".
أشعل سيجارة أخرى فبدت على ضوء القداحة عيناه قاسيتان ملتهبتان ، سألها ببرود أعصاب أثارتها و ضايقتها:
"ما هو المبلغ الذي تريدين دفعه ، فيما لو قبلت إقتراحك السخيف هذا؟".
"يعتمد الأمر كثيرا على ما تحتاجه أنت".
"يتطلب تزويد المعمل بالمعدات و تحسين وضع معين بالشركة حوالي ثلاث مئة ألف دولار ، فما رأيك".
عضت ديانا على شفتها بقوة لتمنع نفسها من توجيه أقبح الشتائم إليه ، ثم قالت له بهدوء مصطنع:
"إنك رجل مرتفع الثمن".
"ستحققين انت مأربك ، و أتوصل أنا إلى الغاية التي أصبو إليها ، حريتي غالية جدا ، بالنسبة إلي يا ديانا".
ثم ابتسم و سألها بنعومة صادقة:
"لماذا إخترتني أنا بالذات؟" تذكرت ديانا كلام جوني عن حفلات جين ، التقته في إحداها و كان جان كارتر آنذاك قد بدأ يزعجها و يضايقها ، تركها لحظة و ذهب ليرحب بالرجل الطويل القامة الذي وصل لتوه ، حاول إقناع دييغو بالإقتراب منها لتقديمها إليه ، و لكنه رفض ذلك بإصرار ، و تذكرت أيضا أنها سمعته صدفة يتحدث إلى أشخاص آخرين.
لم يكن رجلا يمكن تناسيه بسهولة ، اغاظته بعض النساء آنذاك لأنه يتردد في التعرف إلى صديقة جان الجديدة...
إليها هي ، فقال لهن بغطرسة الرجل الذي يحصل دائما على ما يريد و يشتهيه.


******************
يتبع....


زهرة الأوركيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-09, 12:17 PM   #14

زهرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية زهرة الأوركيد

? العضوٌ??? » 59088
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » زهرة الأوركيد is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع


"إنها ليست من النوع الذي أحب ، أو الذي يثير إهتمامي ، لن أضيع وقتي مع شقراء باردة تخاف أن تفسد مداعبة الرجل لها تسريحة شعرها ، أفضل فتاة ذات قلب أكبر و نار أقوى ، صديقة جان باردة كالثلج".
استعادت ديانا بسرعة ذكرياتها عن تلك الحفلة ، ثم اختارت كلماتها بدقة و عناية قبل أن تقول له:
"أخترتك أنت ، يا سيد دييغو ، لأنك ابن عائلة عريقة و مرموقة... و لأن الناس الذين أعرفهم ينظرون إليك بشء من الإحترام و التقدير ، على الرغم من مصاعبك المالية ، لست فتى غبيا مدللا لا يعرف شيئا ، و لا يقدر على إتخاذ قراراته بنفسه يعجبني فيك عنفوانك ، و تصميمك على تحقيق أهدافك بغض النظر عن المصاعب و الأهوال التي قد تواجهك ، أنت الآن بحاجة للمال ، و أنا قادرة على تزويدك به".
خيم الصمت فترة طويلة ، و عندما تحدث دييغو كان صوته هادئا و لهجته مرحة.
"يبدو أنك تنظرين إلي بإحترام كبير ، يا آنستي".
"لا أعتقد إن نظرتي إليك تهمك ، يا سيدي".
"و ما هو شعورك بالنسبة للحب؟".
"الممارسة أم الاحساس".
قبلت السيجارة التي قدمها إليها و هي تنظر إليه ببرودة جافة ثم أضافت:
"لا يهمني أي منهما" تأمل وجهها و جسمها بعينين فاحصتين ثم قال:
"كم تريدين أن تدوم فترة زواجنا؟ لا أعتقد أقل من سنة ، قد أتمكن خلال السنة التي ستمضيها معي من أن أجعل للحب قيمة كبيرة بنظرك" ثم هز كتفيه كدليل اللامبالاة ، و أضاف:
"و لكن... ربما ستثبتين لي إنك تلميذة صعبة المراس و قد أضيع وقتي معك عبثا".
أجابته بلهجة قاسية لتؤكد له نهائيا حقيقة ما تصبو إليه و تريده:
"يسرني جدا أنك تشعر هكذا ، لأن الزواج المقترح ليس سوى مجرد صفقة تجارية".
"صحيح".
"هل أفهم منك أنك تقبل عرضي؟".
"و ما هي شروطك يا سيد دييغو؟".
"أولا مبلغ الثلاث مئة ألف دولار ، هي لي و أفعل به ما أريد و كما أشتهي ، إذا استمر زواجنا أسبوعا أو شهرا أو سنة ، فالمبلغ لي أتصرف به كما أشاء ، لأنه ثمن منحك إسمي" إبتسم عندما شاهد ملامح الإهانة على وجهها ، و مضى قائلا:
"ثانيا ، سوف تتصرفين معي طوال فترة زواجنا كزوجة حقيقة.. تعيش معي حيثما أعيش ، و تنفق حسبما يمكنني انا أن أوفر لها من نفقات ، أؤكد لك إن منزلي مريح للغاية ، و طاولتي جاهزة دائما لاستقبال الضيوف ، و أخيرا ، أنا مقتنع تماما بأن عنفوانك و عزة نفسك سيفرضان عليك عدم الإفصاح لأي شخص آخر بأن زواجنا المرتقب ليس إلا صفقة تجارية تم التوصل إليها لأهداف مختلفة ، و لذا أتوقع منك أن تحاولي التصرف أمام الأهل و الأصدقاء على الأقل ، كزوجة محبة و عاشقة".
بذلت جهودا جبارة لإخفاء حنقها و غضبها المتزايدين و سألته بإستخفاف:
"هل هذا كل شيء؟".
"لا ، أريد أن أعرف الطريقة التي ستعلنين بها الزواج لرد إعتبارك".
"ليس أكثر من زيارة أمي أولا لإعلامها و تتعرف عليك و من ثم إعلان الخبر لأصدقائي".
"إذن ، هناك شيء آخر ، لا تتوقعي مني أن أسير معك في شوارع معينة أو نقوم بزيارة أصدقائك ، ليتفرج الناس على كلبك الحارس".
"هل هذا يشعر غرورك و عنجهيتك كرجل بالإرتياح و الرضى؟".
"في الوقت الحاضر نعم ، متى سيتم الزواج؟".
تأملت ديانا تلك السعادة الشيطانية الخبيثة في ملامحه ، و تمنت لو أن بإمكانها مضايقته بنظرات الإزدراء التي كانت توجهها إليه ، و التي كانت عادة تحطم قلوب الرجال ، و لكن اللعين ظل مبتسما بادي الإنشراح ، فقالت له و هي تتنهد في مقعدها بأنفة و كبرياء:
"بأسرع وقت ممكن".
مد يده لمصافحتها و قال:
"سأقوم غذن بالترتيبات اللازمة".
وضعت يدها في يده و هي تتساءل إذا كانت هذه المصافحة التقليدية رمزا للاتفاق بين طرفين ، أم أنها في الواقع دليل على بداية مستقبل غامض يبشر بالعذاب و الألم ، نظر دييغو غلى يديها و تمتم قائلا:
"يا للغرابة ، يدك باردة جدا يا عزيزتي".
"حاولت سحب يدها لكنه أمسك بها بقوة و منعها من ذلك قالت له أنها تستغرب ملاحظته و لا تجد لها داعيا فنظر إليها بعينين تشعان بنار ماتهبة و قال ضاحكا:
"ألم تسمعي الكلمة المأثورة عن أن صاحبة اليدين الباردتين تكون عادة ذات قلب دافئ و عاطفة جياشة؟".
"إنها جملة سخيفة ما زالت ترددها بعض الزوجات الغبيات" أفلتت يدها من يده و بدأت تعود إلى قاعة اللعب فقال لها بعد أن اقترب منها بسرعة و أمسك ذراعها:
"سأكون حريصا جدا لو كنت مكانك ، أيتها العزيزة ثمة جانب دافئ و حنون فعلا في قلبك ، قد تشتعل ذات يوم نار حارقة تذيب البقية الباقية".
"إني محصنة تماما بالنسبة لنوع الإشتعال الذي تتحدث عنه و توحي به".
إبتسم بخبث و قال لها:
"هذه النقطة أريد إطلاعك عليها ، فأنا على العكس منك ، لست محصنا ، و بما أنه من الواضح جدا أن زواجنا لن يكون إلا إسميا ، فإني آمل مخلصا في أن تكوني متفهمة لوضعي و رغباتي ، و لا تنتظري مني أن أحرم نفسي رغباتها".
ردت عليه بهدوء مع إنها لم تحاول إخفاء إشمئزازها:
"لا يهمني أبدا كم ستقيم من هذه العلاقات الغرامية الحقيرة و المقززة ، و لكن أرجو أن تكون لديك لياقة للإبقاء على مثل هذه العلاقات طي الكتمان ، و الآن إعذرني ، ابن خالتي ينتظرني في الجانب الآخر".
لم يعترض دييغو على ذلك بل قال لها بنعومة و رقة:
"حسنا ، سأتصل بك في تمام العاشرة لأبلغك عن موعد زواجنا و مكانه و بعدها نزور والدتك ، في أي غرفة تقيمين؟".
أعطته ديانا رقم الغرفة و هي تنظر إليه بإزدراء و غضب ، لأن نظراته إليها توحي بأنه يقدم إليها خدمة عظيمة ، رفعت رأسها بكبرياء و توجهت بسرعة إلى جوني الذي كان غارقا في اللعب ، أبعدته عن طاولة اللعب ثم أخبرته عما اتفقت عليه مع دييغو دي كوردوبا ، أصيب جوني بصدمة قوية ، و أعلن لها صراحة إنه ضد هذا الزواج المقترح ، كان يعرف عنه أكثر بكثير مما قاله لها سابقا لم يذكر لها إلا بعض المعلومات العامة ، لأنه لم يكن يتصور أن دييغو سيقبل بمثل هذا الغرض المستهجن أو حتى أن يبحث فيه ، ضاعت تحذيراته هباء ، عندما حاول إفهامها بأن دييغو رجل قاس لا يعرف الرحمة و الشفقة و بخاصة فيما يتعلق بتحقيق مآربه أو الوصول لإهدافه.
قال لها أن دييغو يحطم من يعارضه ، و أنه لا يتردد في إيقاع الناس في شباكه ، لا يهمه إن كانت المرأة متزوجة أم لا ، راغبة أم لا ، مع أنه نادرا ما يواجه إمرأة غير راغبة ، و لكن ديانا أدارت له أذنا صماء لأنها كانت واثقة من قدرتها على مواجهة أي مشكلة و معالجتها بالأسلوب المناسب ، تعلمت في حياتها التي لا تتجاوز الأربع و عشرين سنة ، كيف تصد الرجال عنها ، قد يكون دييغو دي كوردوبا منافسا عنيدا و خصما قويا ، و لكنه ليس سوى رجل تعرف كيف تديره و تسيطر عليه ، إنه ليس كما يحاول جوني تصويره ذلك الشيطان الشرس ، الذي لا تقوى إمرأة على مواجهته و مقاومته ، حتى و لو كانت ديانا وانر لكنه ليس ذلك الشخص الذي لا يقهر ، قد يثير أعصابها و لكنها ستكون بالتأكيد قادرة على معالجة أموره طالما أنها لا تسمح لغضبها أن يحل محل الهدوء و برودة الأعصاب و أهم من ذلك كله أنها سترد إعتبارها ، و كل شيء فيما عدا ذلك تافه و ثانوي.
أصيبت تلك الليلة بأرق شديد ، و لم تتمكن من النوم إلا في ساعات الصباح الأولى ، أيقظتها طرقات متعددة و متتالية على باب غرفتها ، فتحت عينيها بصعوبة و قامت بتثاقل و كسل لتفتح الباب ، إنها العاشرة إلا ربعا ، و لا بد أن يكون الطارق نادلا يحمل لها فطور الصباح ، أرتدت عباءة زرقاء جميلة فوق ثياب النوم الشفافة و فتحت الباب ، حدقت بذهول بالغ إلى الرجل الطويل الأسمر ، ثم رفعت يديها بطريقة لا شعورية لتضعها على صدرها ، حياها دييغو ثم دخل الغرفة دون أن ينتظر منها دعوة أو إشارة ، حاولت أن تتحدث معه بطريقة عادية و لكن صوتها المرتجف أظهر بوضوح دهشتها و خجلها ، قالت له متعلثمة:
"قلت إنك ستتصل بي في تمام العاشرة".
جلس في أحد المقاعد المخملية الزرقاء و قال لها بلهجة تدل على قلة الإكتراث:
"غيرت رأيي و قررت أن أحضر لمقابلتك عوضا عن الاتصال بك هاتفيا".
تظاهرت بأن جوابه لم يهمها إطلاقا سيطرت على نفسها و أعصابها بدرجة كبيرة ثم أشعلت سيجارة بيدين قويتين ثابتتين لم تفضحا أبدا الرعشة التي كانت تهزها في الصميم و سألته بهدوء:
"و هل غيرت رأيك أيضا بالنسبة إلى الزواج؟".
تأملها بروية من رأسها حتى أخمص قدميها ، ثم ركز نظراته على صدرها و قال باسما:
"لا ، أبدا ، أردت أن أعرف كيف تبدو عروستي الجميلة في الصباح ، تعجبني هذه العباءة كثيرا ، لأنها مثلك ، شفافة و رقيقة و مثيرة للرغبة بطريقة إستفزازية".
حدقت إليه ببرودة ثم جلست في مقعد مقابل و هي تضم العباءة إلى جسمها كأنها درع واق يحميها من نظراته القوية الجائعة إبتسم ثانية و قال:
"إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكتشف الآنسة الكاملة ، على طبيعتها ، دون استعداد أو تبرج ، أنت في الصباح ، كأي إمرأة عادية أخرى".
نظرت ديانا بسرعة و بطريقة لا شعورية إلى المرآة فشاهدت وجها أصفر يحدق فيها بغضب و استياء ، لا حظت أيضا بقعا حمراء على خدها لأنها كانت تسند وجهها بيدها طوال ساعات الصباح ، أما شعرها فكان بحالة يرثى لها ، قالت لنفسها بحنق:
"اللعنة ، لماذا أتى ليشاهدها على هذا النحو المزعج؟".
علت ثغره إبتسامة ساخرة خبيثة زادت من غضبها و إنفعالها ، مع أنها حاولت جاهدة ألا تبدو متضايقة ، أو مكترثة إلى درجة كبيرة.
"لماذا أتيت يا دي كوردوبا؟".
لم تختف الإبتسامة المرحة عن وجهه عندما أجابها بهدوء مزعج:
"أنا زوج المستقبل يحق لي ما لا يحق لغيري ، و أتصور أن الذوق السليم يحتم عليك أن تناديني بإسمي الأول ، يجب أن تعتادي على ذلك من الآن".
أشعل سيجارة و نفث دخانها بإتجاه ديانا ، ثم تابع قائلا:
"سنحصل على وثيقة الزواج صباح اليوم ، أما الاحتفال بزواجنا الموفق ، فقد أعددت له الترتيبات اللازمة كي يتم في الثانية بعد الظهر و سوف نتمكن عندئذ من مغادرة هذه المدينة لزيارة والدتك و إعلان الخبر لأصدقائك و بعد نتوجه في أي طائرة تقلع بعد الساعة الخامسة".


*************************
يتبع....


زهرة الأوركيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-09, 03:29 PM   #15

lafloufa
 
الصورة الرمزية lafloufa

? العضوٌ??? » 58937
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 846
?  نُقآطِيْ » lafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة ياريت تكمليها الله يعطيك العافية

lafloufa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-09, 06:25 PM   #16

سيف2003
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 52363
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 511
?  نُقآطِيْ » سيف2003 is on a distinguished road
افتراضي

:icon30: في انتظار البقية بشوق تسلم ايدك

سيف2003 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 08:32 PM   #17

زهرة الأوركيد
 
الصورة الرمزية زهرة الأوركيد

? العضوٌ??? » 59088
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » زهرة الأوركيد is on a distinguished road
افتراضي

هلا و غلا فيكم
lafloufa
سيف2003
و لعيونكم جبت الفصل الخامس إنشاء الله تستمتعوا فيه


***********************


الفصل الخامس

فوجئت ديانا بالسرعة الفائقة التي أعد بها كافة الترتيبات الضرورية ، و لكنها أدركت دوافعه و أهدافه فقالت بمرارة لاذعة:
"يبدو إنك متحرق كثيرا ، لوضع يدك على البلغ المتفق عليه اليس كذلك؟".
رفع حاجبيه تحديا ، و قال ساخرا:
"يمكنك أن تعيدي النظر في قرارك ، أيتها العزيزة".
أطفأ سيجارته ثم وقف و قال لها بلهجة تدل على أنه تعب من اللعب على الكلام:
"سألقاك في بهو الفندق خلال نصف ساعة ، يمكننا إستلام الوثائق الضرورية هناك ، ثم سنتناول طعام الغداء و نتوجه إلى إتمام مراسم الزواج".
توترت أعصابها كثيرا بسبب نبرته الآمرة ، توافقه تماما في الوقت الحاضر على أنه يجب تسوية الأمور بأسرع وقت ممكن ، و لكنها لن تدعه يعتقد بأنه سيكون الآمر الناهي و الزوج المطاع ، فهي مثله قادرة على إعطاء الأوامر ، قالت له بلهجة حازمة صارمة:
"حسنا ، إحجز لنا مقعدين على الطائرة المتوجهة إلى سان فرانسيسكو أو اليونان بعد ظهر اليوم ، سنذهب غدا صباحا إلى المصرف حيث أحول لك المبلغ المطلوب".
إبتسم دييغو و لم يبدو عليه أي أثر للإنزعاج أو الانقباض بسبب الأسلوب المتغطرس الذي إستخدمته معه ، هز رأسه موافقا و كرر لها الجزء الأول من جملته السابقة لها:
"سألقاك في البهو خلال نصف ساعة ، لا تتأخري".
غادر غرفتها دون أن يضيف كلمة أخرى ، أو حتى أن يلتفت إليها ، تفحصت ديانا برقة الشعر الأسود الكثيف ، و الحاجبين اللذين يظهران عينيه كقطعتين من الفحم الحجري كان يرتدي قميصا أبيضا و سترة خضراء و يقود سيارته بشموخ و أنفة ، هذا هو زوجها دييغو دي كوردوبا ، كان الأمس تربح أو تخسر وفقا للارقام التي تختارها ، أما الآن ، فالربح و الخسارة يقررهما توقيعها على وثيقة الزواج ، صحيح أنها ردت إعتبارها ، و لكنها ماذا ستخسر مقابل ذلك؟ هل تحوي ذلك الشعور الحزين الذي تملكها عندما توقفت سيارة الأجرة في اليوم السابق أمام مقر الزواج؟ هل يمكنها أن تنسى إنزعاجها الفائق أثناء المراسم؟ ألم تقل لنفسها آنذاك أن القسم و التعهد اللذين أدلت بهما لا معنى لهما إطلاقا؟ تذكرت بإنقباض شديد السيدة التي وقفت قربها كشاهدة.
تذكرت أيضا صوت دييغو كان هادئا و صافيا أثناء المراسم في حين أن صوتها هي كان خافتا و متوترا ، و يظهر أن السيطرة القوية التي كانت تحاول ممارستها أثناء الكلام ، كادت تفقدها و تعود عن قرارها عندما أضطرت للتعهد بأنها ستحترمه و تطيعه ، و تألمت عندما تذكرت عينيه و هما تضحكان ، بمجرد أن وضع الخاتم الذهبي حول إصبعها.
و أثناء تبادلهما قبلة الزواج ، تذكرت أيضا ترحيب والدتها بهذا الزواج و إعجابها الكبير بدييغو ، فهو عرف كيف يكسب إعجاب والدتها و التي بدورها أعلنت عن زواج ابنتها من رجل مرموق بفخر و إعتزاز للأصدقاء ، و لكن الغريب في ديانا ، هو أن تفكيرها لم يكن منصبا على إعلان الزواج و أسلوبه بقدر تفكيرها بالأسلوب الذي يجب أن تتعامل به مع دييغو ، و لم تعد متحمسة لمعرفة رأي أصدقائها بزواجها أو بردة فعل مارك.
شعرت بإحباط لم تدر سببه ، لم يتوقف عن مضايقتها و إذلالها ، أصر أثناء حجز مقعدين على الطائرة إلى الإشارة إليها كمجرد زوجته السيدة دي كوردوبا ، حتى أن المدير صديق قديم لعائلته لم تعد ديانا وارنر! أصبحت زوجة دييغو.
أصر طوال الوقت على تأكيد تلك الحقيقة المرة فشعرت نحوه بكره.
يقع منزل دييغو في اليونان في واد ملئ بأشجار الصنوبر و يشرف على نهر كلادوس في هذا الوادي كانت تقام الألعاب الأولمبية منذ ألف سنة.
الضاحية هادئة و مليئة بالأشجار توفر الخشب من جبل كرونيو ، ذهلت ديانا عندما شاهدت المنزل ، حيث أنها كانت تتوقع منزل متواضع جدا ، كان المنزل جميلا و الحديقة رائعة ، المنزل يقع في المثلث المكون من ملتقى النهرين ، و جبال الصنوبر الضخمة كانها برج شاهق هناك.
أوقف دييغو السيارة و نزل ليفتح باب ديانا ، إبتسم بشيء من الإستهزاء عندما شاهد ذهولها و استغرابها اللذين أخفيا غضبها ، هذا ليس منزل رجل فقير!! قالت:
"إنتظرت أن يكون المكان أكثر وحشية ، و المنزل جميل جدا و بعيد كل البعد عما جعلتني أتصوره!!".
"و لكنك لم تطلبي مني أن أؤكد أو أنفي معلوماتك أنا لست بحاجة للمال إلا لتحسين الشركة و تزويد المعمل بمعدات حديثة".
حمل دييغو الحقائب و سار بإتجاه البيت لحقت به ديانا و مشت تحت قنطرة حجرية تفضي إلى حديقة جميلة جدا هناك عريشة كبيرة تحمي من أشعة الشمس المحرقة.
مزروعات فنية منوعة تحيط بها حجارة بشكل فني و نوافير المياه ترسل رذاذ الماء إلى الزهور اليانعة في كل مكان من الحديقة ، المنزل مربع مطلي بالدهان الأبيض و به غرف واسعة في الطابق العلوي قد فرشت بأحدث الأثاث الثمين.
مريم بستوس مدبرة المنزل أخذت ديانا لتريها غرفتها ، مريم و زوجها جورج يعملان عند دييغو في تدبير شؤون المنزل و الحديقة نظرا إلى ديانا بدهشة و استغراب عندما عرفهما دييغو بها.
و كأنهما يتوقعان زواجه من إمرأة أخرى ، و يتساءلان عما ستقوله المرأة الأخرى عنهما ، و تاقت ديانا للتعرف إلى المرأة و التي بالتأكيد هي صديقة زوجها الحميمة ، غرفتها تشرف على الحديقة و على جبل كرنيون الذي تكسوه أشجار الصنوبر ، منظر ساحر.
قالت ديانا مخاطبة مريم:
"هل هناك حمام؟".
أشارت مريم إلى غرفة ملاصقة ، أخبرتها مريم ان الطعام سيكون جاهزا خلال نصف ساعة لقد أمر دييغو جورج بتحضير الوجبة و ستذهب مريم لمساعدته ، بقيت ديانا وحدها في غرفتها تتعرف إليها.
كان في الغرفة سرير مزدوج و أثاث مريح و مرآة واحدة فوق طاولة الزينة و هناك فرشاة للشعر في صينية فوق طاولة الزينة ، فتحت درجا في الطاولة و لمحت ثيابا رجالية داخلية ، اجفلت و أغلقت الدرج بسرعة.
"ماذا تفعلين هنا؟" كان دييغو في الغرفة و ينظر إلى حقيبة ديانا التي حملتها بنفسها.
"آسف طلبت من مريم اخذك غلى غرفتك ، و لم أحدد لها المكان ، كان من الطبيعي أن تحضرك إلى هنا ، فأرجو أن لا يسبب لك ذلك إزعاج".
كانت لهجته ساخرة ، رمقته ديانا بنظرة حادة لم يأبه لها قالت و هي تحمل حقيبتها بيدها:
"ربما تتكرم و تريني غرفتي" كانت غرفتها تشرف على المناظر نفسها التي تشرف غرفته عليها ، و كذلك حمامها يشبه حمامه و لكن السرير في غرفتها كان سريرا منفردا إبتسمت ديانا و هي تتساءل ، ماذا ستفكر مريم في هذا الوضع الغريب ، قال دييغو:
"أعتقد أنك متعبة يمكنك الأستراحة بعد الطعام إذا رغبت".
ثم نزل إلى غرفة الجلوس و لحقت به ديانا ، جلس دييغو يتصفح مجلة و يرفع رأسه من وقت لآخر ليرمقها بنظرة ثم يعود لمجلته ، كانت ديانا تنظر و تتساءل: متى سيزور فتاته لقد غاب عنها فترة ، هل ستقبل نبأ زواجه بهدوء؟.
كان دييغو مشغولا بالقراءة و لا يعيرها أدنى إهتمام و بدا غضبها يتفاقم ، لم يسبق أن تجاهل وجودها أي رجل من قبل ، دائما كانت موضع إهتمام الجنس الآخر ، فقررت ديانا أن تجعله ينظر إليها و يترك مجلته سألته:
"هل ستتأخر الوجبة؟".
"و كيف لي أن أعرف إسألي مريم" أجابها دييغو دون أن ينظر إليها و أكمل قراءته ، إمتعضت ديانا من معاملة دييغو لها صرخت:
"أنت تجهل مبادئ حسن الضيافة؟".
"أعتقد إننا متفاهمان؟ تعيشين هنا و تفعلين ما يحلو لك ، بحق السماء لا تنتظري مني أن أسليك لدي أشياء أكثر أهمية أفعلها".
"و هل حديثك معي يجعل منك كركوزا؟".
لمعت عيناه بشكل غريب و قال:
"هل هناك ما تودين الحديث عنه بشكل خاص؟".
"لا ، لا يوجد شيء معين" ثم أضافت:
"أنت شغوف بطاولات النرد ، مع أن الربح و الخسارة متعادلان عندك فماذا ربحت منها غير إضاعة وقتك الثمين؟".
"ربحت زوجة... و أية زوجة؟".
"كفى أعرف إني لا أروقك ، و أنت كذلك لا تروقني و لكنني لا أكرر ذلك على مسمعك ، و أكون شاكرة لو تلجم لسانك أيضا عن تكرار ذلك؟".
"لماذا يا ديانا أنت مستاءة؟ النساء مغرورات و يؤلمهن قول الحقيقة ، هل يؤلمك أن أقول إنك لست جذابة؟".
"أنا لست جذابة بالنسبة إليك فرأيك ليس قاعدة عالمية ، لقد خطبت مرة و تلقيت عروضا للزواج مئة مرة ، اليس ذلك دليلا واضحا على جاذبيتي؟".
طوى مجله و نظر إليها بفضول قائلا:
"بل ذلك دليلا واضحا على إنك لم تتعرفي بعد إلى رجل حقيقي" نظرت إليه بإزدراء قائلة:
"أتصور أنك تظن نفسك رجلا حقيقيا".
"قد أقرر يوما أن أثبت لك ذلك ، يا ديانا".
"لا تحاول إضاعة وقتك".
"أنا لا أضيع وقتي أبدا... و لكن ليس لدي الرغبة لذلك".
دخلت مريم في هذه اللحظة لتعلن بأن الطعام أصبح جاهزا ، خرج دييغو بعد إنتهائه من تناول الطعام فأصبحت ديانا وحيدة قرأت قليلا في مجلة ثم قررت أن تقوم بجولة في الحديقة ، و بينما كانت تمر بجانب المطبخ كي تصل للباب سمعت الخادمة تقول لزوجها:
"كيف ستكون ردة فعل كارولين عندما تعلم بزواج دييغو من إمرأة أخرى؟".
قال زوجها: "من يدري ربما أخبرها" فكرت ديانا أن تكهناتها كانت صحيحة بشأن صديقة حميمة له ، و قد يكون ذهب لإخبارها الآن كي لا تفاجأ بذلك فيما لو حضرت لزيارته فجأة ، و بينما كانت غارقة بأفكارها انتبهت فجأة لتوقف سيارة أمام المدخل الرئيسي و نزل سائقها منها ثم راح يحدق بديانا الواقفة على الشرفة رفضت قدماه إطاعة أوامر عقلية القاضية بعدم التحرك قبل سماع أي دعوة أو كلمة ترحيب ، سار نحوها بهدوء و هو يردد اسمها ، نظرت إليه بذهول ، فيما راحت عيناه تتأمل وجهها و شعرها ، مد أصابعه الطويلة الرفيعة و أمسك بيدها ، تسمرت مكانها و هي تنظر إلى جان كارتر ، الشخص الذي تحدثت عنه مع دييغو بكثير من الاستخفاف ، لم تحاول حتى أن تسحب يديها من يديه ، نظر إليها بوله و إعجاب واضحين ، و قال:
"ظننت أني أرى شبحا ، لم أصدق عيني عندما شاهدتك على هذه الشرفة ، ماذا تفعلين هنا؟".
فتحت فمها لتشرح له ما حدث ، و لكنه أسكتها بهزة من رأسه و قال:
"لا سبب لأن تقولي شيئا ، أظن إنني أعرف ، دييغو أحضرك غلى هنا" حاولت مرة أخرى أن توضح له ما جرى ، إلا أنه ضحك بسرور و مضى يقول:
"لم أعرف صديقا مثله من قبل ، يا ديانا ، لا يمكنك أن تصدقي الأمور التي قام بها نحوي ، عندما قلت لي أن لا تريدين رؤيتي مرة أخرى ، شعرت بأنني تحطمت ، كرهت العالم كله و لكن دييغو كعادته ، يساعدني و يعيد إلي الثقة بنفسي ، علم بالتأكيد أني لا أزال أحبك ، هذا هو الأمر اليس كذلك ، أحضرك إلى هنا كي تكوني معي؟".
"جان ، توقف" شعرت بالشفقة عليه و بالخجل منه هذا الرجل و الوسيم الذي لم يثر في نفسها قبلا إلا الإزدراء و عدم الإكتراث.
"كيف يمكنني أن أتوقف و أنا بمثل هذه السعادة؟".
حاول ضمها إليه ، و لكنها أبعدته عنها و هي تصرخ قائلة:
"إنك لا تفهم ، ليس الأمر كما تتصور إطلاقا".
جمد جان في مكانه ، عندما سمع صوتها الحاد و شاهد نظرات الألم في عينيها ، عقد جبينه و سألها بقلق:
"ماذا تعنين؟" استعادت شيئا من الهدوء ثم قالت:
"لم أعرف أنك كنت قادما إلى هنا".
ضحك جان و قال: "أراد اللعين أن يفاجئنا معا ، اليس كذلك؟" ثم تأملها مليا و أضاف قائلا:
"إنك أجمل بكثير مما كنت أتذكر".
قالت له بهدوء و هي تحاول إبعاد نفسها عنه:
"لا أعتقد يا جان أن دييغو هو صديقك إلى هذه الدرجة التي تتخيلها".
"يا له من أسلوب رائع تستخدمه زوجتي بمجرد أن أدير لها ظهري لأول مرة".



***********************************

يتبع.....


زهرة الأوركيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:33 PM   #18

New writer
 
الصورة الرمزية New writer

? العضوٌ??? » 9368
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » New writer is on a distinguished road
افتراضي

Sweet
kmlyha PL'z


New writer غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 05:17 PM   #19

lafloufa
 
الصورة الرمزية lafloufa

? العضوٌ??? » 58937
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 846
?  نُقآطِيْ » lafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية رواية رائعة يا ريت تكمليها

lafloufa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 06:04 PM   #20

عقد الجمان

? العضوٌ??? » 11614
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » عقد الجمان is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي يارب
نستنى البقية
لاتتأخري ياقمر


عقد الجمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.