27-05-20, 11:57 PM | #1 | ||||
| الفاجعة التي لم تعد تُفجِع! في الساعة الخامسة صباحًا ، كنت أبتسم ! في الساعة التاسعة صباحًا ، قامت عصافير مجهولة تمارس نوحٌ حماميٌ متقن ، رفرف هواء مشاغب فوق خدي فدغدغني ، و فتحت عدستيَّ فاتَّضح أن تلك العصافير هي النقاش الذي لم يسكت حتى بعد نومي !كنتُ نائمة ، و فجأة صحوت و ما إن ركَّزتُ على الفوضى التي أيقظتني ابتسمت بعينين كسولتين و وجه مغمور بالنعاس ، رأيت أشباح قديمة كنتُ أعرفها ، لا تفتأ تظهر في مثل هذه الأوقات الحافلة ، كانت تزمجر و وجوهها مكتسية رداء الألم و شيء من فاجعة كنتُ قد تخطَّيتها ، لكنَّها لم تستطع أن تتخطَّاها . لم أرد أن أجرحها بابتسامتي ، لكنني لم أستطع إلا أن أفعل ، و كلَّما أردت أن أُهدِّئ عضلات الإبتسامة تزداد اتِّساعًا ، في وجهي ملامح التهكُّم ، في كفي نبتت عبارات ساخرة لم أكتبها بعد ، و فيما بين عقلي و قلبي نقاش حاد ، الأوَّل يشجِّع تلك الإبتسامة و يعيد عرض ذكريات الفاجعة نفسها ، و يضيف بتهكُّم زوم للنهاية الساذجة كل مرَّة ، و الأخير يرفض الجرح ، و يصرُّ على أن الوجود يحتاج مثل هذا الحماس ، و أن الفاجعة هذه يجب أن تنال مستحقَّها من الخوف و الحزن ، و صوت الحواس صَمَت ، بعد أن همس بكسل : لنعد للنوم . و سرعان ما أطاعت عيناي فأُغلِقت ، و أُذناي فصُمَّت ، و كفاي فذبلت ، و سكن كل أعضاء الجسد ، عاد النوم يشلُّ جسدي المسجَّى ببرودة قارسة ، و بقي بداخلي دفءٌ ساخر من فوضى الجمجمة و النبض التي لم تسكت ... وجوهٌ شاحبة ، أعين متورِّمة تحدِّق بأشياء لا تمت للفاجعة بِصلة ، و عادت نفس الإبتسامة لشفتيَّ ، بخجل أخفيتها بذراعي ، لا أريد أن أؤذي أحدًا ، و لكن الموقف يستدعي هذه الإبتسامة حقًّا ... أن تعرف نهاية الفاجعة لهو سلاح ذو حدَّين ، حدُّ التهكُّم على المتفاعل معها ، و حدُّ اللاشعور بشراراتها ، و لهذا لا يعرف نهاية الفواجع كثير ، و لكنني كنتُ أعرف ، كنتُ أبتسم و كأنني أشاهد فيلمًا على محطَّة انتظار ، لا أعيره اهتمامًا لأنه في كل مرَّة يتوجَّب علي مشاهدته نفسه ، أبتسم عندما يبكي ممثليه لأنني أعرف أنهم سيضحكون في النهاية ، أبكي عندما يضحكون ، لأنني أعرف أنهم سيبكون في المرة التالية ؛ و فيما بين كل هذه الفوضى أمضي على دربِ الجنون ، في خطِّ سير قطار مهجور ، من خيال الحبِّ المهدوم ، و أسير دون شعور .. إلى أين ؟ لا يكفي ، أحتاج طريقًا لا ينتهي ، أبغي سبيلًا غير مسدود ، و أرمي كلَّ تلك الأحلام الفقيرة ، و أبكيها دون صوت ، دون دمع ، و أخنق قوى اللوم في حنجرتي ، و أعبر فاصلة مهملة ، و أغادر دون رجوع و لا ركوع . في الساعة الحادية عشرة مساءً أرسم ذكرى الفاجعة المزعوم ، الفاجعة التي لم تعد تُفجِع ، في ثوب مستور ، لونه أحمق كالأحمر الصارخ أو الوردي اللمَّاع ، لا زال اسمها فاجعة و إن لم تعد تفجع ، لهذا سترتها و جمَّلتها و نمَّقتُها و كأنها سجن على شكل قصر باذخ ، و في حقيقتها سحاب قاحل ، و زهر سام ، و لون صبح مستعار ، و زجاجة فاخرة فارغة ، و ساعة يد متوقِّفة ، و ظلم و ظلام كليل مستدام ، و كغسق سرمد على الأيام .. لا بدَّ ينفكُّ الحصار . | ||||
28-05-20, 02:25 AM | #2 | |||||||
مشرفة منتدى عالمب ..خيالي قسم الديكور والأدبي وفراشة الروايات المنقولة وشاعرة متألقةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشارك في puzzle star وقلم فضي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل ومشارك مميز بأسماء
| لابدَّ ينفكُّ الحصار وتنتهي الفاجعة وينسدلُ الستار وتتوقفُ تلك الاستعراضات الساذجة As.wy قلمٌ مميز .. دام عطاؤه | |||||||
28-05-20, 03:09 PM | #3 | ||||||
عضو ذهبي
| غريبة هي الحياة فدائما تدور بنفس النهاية ونفس الاحداث ونفس الفاجعة لذلك ترى البعض منا ينظر بسخرية للنهاية لانه كان يتوقعها بحذافيرها فترتسم الابتسامة الساخرة لاحداث سارت كما توقعناها بالضبط لا تيأسي حبيبتي فالله موجود واكيد سوف ياتي اليوم الذي تنتهي بنهاية اخرى حينها سنطلق عليها نهاية سعيدة دام جمال تعبيرك واسرار سردك لان القارئ لا يستطيع فهم محتوى كلماتك الجميل من اول مرة تحياتي حبيبتي | ||||||
28-05-20, 03:49 PM | #4 | |||||
| اقتباس:
ستتوقف بالطبع ، و سيضحكون بينما أبكي على عودتهم من جديد باكين ... هي دورة الحياة التي مهما اختلفت مواقعها إلا أنها نفس الحكاية تعاد ، و تكرَّر بنفس الرتابة ، شيء من التمعُّن و سيتَّضِح أن كل شيء متكرِّر قديم . سلمتِ على الإطراء الذي أخجلني و أسعدني ، تواجدك مشرِّف كثيرًا لي ، سلِمت يا جميلة .🌸 لك مني خالص الودِّ و المحبَّة سما 💙 | |||||
28-05-20, 03:56 PM | #5 | |||||
| اقتباس:
وردة لو تعلمين كم أسعد بك ، كم أفخر بأن ذائقة كذائقتك جرَّبت نصِّي الصغير ، و نصوصي التي تولد بلا تاريخ ولادة و في لحظة منسيَّة من هذا العالم الكبير ، وردة لكم أحبك ❤️️ هل تتوقعين هذا .. بصراحة دائمًا أفكِّر هكذا ، و أحذِّر نفسي من توقُّع لم أتوقَّعه ، و في نفس الوقت أعرف أنني مهما توقَّعت فلن أحيط بالتوقعات تفكيرًا ، بل سأُذهل كعادة البشر المبهورة بالجديد دائمًا ، على الأقل يومًا ما .. مهما بَعُد سلام لعينيك ، و تحيَّة خالصة لقلبك الأطهر هنا🌼 | |||||
28-05-20, 10:03 PM | #6 | |||||||
عضو ذهبي
| اقتباس:
وانا احبك ايضا ويارب تدوم المحبة وانا لا اجاملك ولكن انت فعلا لديك طريقة متفردة في الكتابة ومع ان الامر ليس سهلاً في زمن الغالبية يكتب واصبحت وسائل التواصل مكاناً يغص بالكتاب على اختلاف مستوياتهم ولكن انت فعلا موهوبة وسيأتي اليوم الذي تنالين فيه استحقاقك من الابداع والشهرة وصدقيني انا لا اجاملك تحياتي ومحبتي | |||||||
28-05-20, 11:22 PM | #7 | ||||||||
نجم روايتي ونبض متألق بالقسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين
| هناك صراع دائم بين القلب و العقل بين هذا الألم و ذاك, هناك دوماً فجوة مضيئة بينهما بينما العقل يستذكر بعض الآلام بقسوة, يرفضها القلب كذلك بقسوة موجعة أو يوهمنا إحساسنا بضرورة عيش الألم مجدّداً كي ننفّس عنه و لكنّه في الحقيقة إحساس مخادع, فنبقى محاصرين من كلا الجانبين بين هذا الطّريق أو ذاك و عندما نحتار أو بالأصحّ عندما نبقى عالقين, نقابل كلّ ما يضرب وجوهنا ببرود و ابتسامة لكنّ هذا لا ينفي أنّنا نُجرح و نُنقتل في كلّ مرّة تحضر ذكرياتنا الشّوهاء. و الأكيد من كلّ هذا هو النّور المنبعث الذي نتشبّث به بشدّة كخيط نجاة نصارع لكي نخرج من ظلمات ظلماتنا إلى النّور المطلق. دام قلمك المبدع عزيزتي آس استمتعت كثيراً بقراءة ما تسطره أقلامك الملوّنة دمـتِ بخيرٍ غاليتي و دمتِ متلألئة كنجوم الخريف السّاطر 🌺🌺🌺❤❤❤ التعديل الأخير تم بواسطة jourouh ; 28-05-20 الساعة 11:39 PM | ||||||||
29-05-20, 07:09 PM | #8 | |||||
| اقتباس:
يا رب تدوم 💞 لا أدري كيف أشكرك ، كم سُعِدتُ بكلامك ، كم أنا ممتنة لك ، منذ الأمس و أنا أحاول انتقاء الكلمات و لكن لا جدوى ، لقد أخجلتيني جدًا ، فلا أملك سوى أن أشكرك بكل الحب الذي أكنُّه لك💛 قبلاتي ، و سلامي الخاص لقلبك و لك كل طقوس الإمتنان 🌷 | |||||
29-05-20, 07:19 PM | #9 | |||||
| اقتباس:
جويرية الغالية لقد صدقتِ تمامًا ، بشكل استوقفني و كأنني للمرة الأولى أدركه ، كل هذا لا ينفي أنّنا نُجرح و نُقتل في كلّ مرّة تحضر ذكرياتنا الشّوهاء . إننا نرفض الضعف بكل ما اوتينا ، قلبنا يذكِّرنا بضرورة الشعور و عقلنا ينبِّهنا من غرق مكرَّر لا يسمن و لا يغني من ضعف ! شكرًا لتواجدك الجميل ، شكرًا لكلماتك الحُلوة ، سلَّم روحك المولى🌷 | |||||
30-05-20, 04:11 PM | #10 | |||||||
نجم روايتي و كنزسراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرةوقاصة هالوين وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي
| جميلة جدا.. كل ما أقرأهُ لكِ جميييل ☺♥️ أتعلمين كلماتك في كل مرة اقرأها يعتريني شجن غريب ومشاعرٌ غريبة تراودني ... بالفعل اشعر بكلماتك لطيفة بكل قوتها تذوب بالفؤاد معبرة بأعظم المشاعر ... لحظة سكون اجتاحتني بعد قراءتي للنص ..وكأنني اتذوق تلك المشاعر بكلماتك الراقية ... ليس لدي قول لأكتبه سوى ...انني اعجز حقاً عن قول شئ... انتِ مبددعة بالفعل ... واتمنى ان ارى هذا الإبداع يرتقي عاليا... ليدم قلمك الجميل ينضخ بكل المعاني الرائعه ... تقبلي مروري واحترامي عزيزتي ♥️🍃 ل | |||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|