آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          125 - الضوء الهارب - جينيث موراي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          73 - شاطئ الجمر - سالي وينتوورث (الكاتـب : فرح - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-20, 07:35 PM   #131

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية


الفـــصل الثـامن والخمسـون
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

علت دقات اليأس في نفوسهم ورفعت شعارها بينهم، وسكنت لذة التمتع بالحياة لمن تأثر فقط، ولمن طالته نار الفراق على من قبعت محبتهم في قلوبهم، واذعنوا لما حدث؛ لكن ذاك التواصل الروحاني، أثاب الأمل بداخلهم، وبقى فقط خيط رفيع منه، لربما ينفع استجدائهم، ويمن الرب عليهم ويتعطف..

فبعد مــرور يومـين، حالة من الأسى أصابتهم، وهي عدم العثور على الولدين بالأخص، لم يتحمل أحد هذه الفاجعة الدموية، ورسخت في داخلهم شفقة غير طبيعية، لم تكن موجودة من قبل!، وحتى تلك اللحظة يستجمع السيد رشدي قواه ويثبت وجوده في كل مكان، كان تفاؤله عجيب، وإصراره لم يكن له مثيل، فبمجرد بقاء حفيده المقرب إليه على قيد الحياة، دفعه ذلك للمثابرة، والبحث الدائب عن الأولاد، مشددًا على عدم التوقف مطلقًا..

وهو يسير ببهو القصر متكئًا على عصاه ومن خلفه يزيد، قابلته هدير ومعها سميحة ابنته، والتي قالت بتحنن:
-بالراحة يا بابا اتفضل، كنت خليك، هدى بخير!
تخشنت نبرته وهو ينهرها بتضايق:
-إنتِ اللي ملكيش مكان هنا، مش قولت عمك متسيبهوش لحظة
قبلت زجره لها ولم تعلق، فليكفي ما به، قالت مبررة بطلعة ما زالت تغطيها آثار الحزن:
-أنا جيت اطمن على هدى، هدير بلغتني إنها تعبانة!
أمرها باستياء:
-هدير هنا معاها، يلا ارجعي.
هتفت مستفهمة بفضول:
-طيب مافيش خبر عن العيال؟!
تكشّرت ملامحه تعبيرًا عن لا شيء، لذا أومأت متفهمة، امتثلت فورًا وقالت بصوت رفعته قليلاً ليسمعه:
-حاضر يا بابا!
ثم تحرك نحو الأعلى، وهو يصعد كان يجاهد على شحذ قواه، وبمجرد أن تعثر في إحدى الدرجات، أسرع يزيد الذي يتحرك خلفه بمساندته، وكذلك هدير التي أمسكت بمرفقه، نظر لهما السيد مطولاً، فشعوره بالعجز محزن، رضي بالأمر الواقع وتركهما، واتكأ عليهما ثم أكمل صعود الدرج بمعاونتهما، سألت هدير بتردد:
-هو حضرتك هتروح عند طنط هدى؟، أصلها نايمة.
بذوق طلبت منه هدير أن يترك الأخيرة تتلقى بعض الراحة، تفهم السيد هازًا رأسه، قال:
-خلوها نايمة ومرتاحة
تابع حديثه لـ يزيد:
-يزيد وديني أوضة المكتب عاوز اتكلم معاك ضروري
انسحبت هدير بهدوء متفهمة عدم رغبته في وجودها، مسحت حرجها وهي تقول:
-وأنا هاقعد جنب طنط هدى أذاكر شوية.
ثم تحركت تجاه غرفة السيدة، بينما تحرك يزيد بجده نحو مكتب مراد وهو يسنده..
عندما فتح يزيد باب المكتب وقف السيد على عتبته لبعض الوقت يتأمله من الداخل، تنهد ثم خطا بقدمه ليلج، أمره:
-اقفل الباب بالمفتاح!
دُهش يزيد من رغبة جده، لكنه نفّذ في صمت، بعدها جعله يزيد يجلس على الأريكة، قال السيد ممتنًا:
-متشكـر!
وقف يزيد باحترام أمامه، قال:
-أخليهم يعملولك قهوة
لوح بيده بمعنى لا، فشهيته لم تسوقه لتناول أي شيء، قال مجهدًا:
-كنت عاوز أقولك إن عملية مراد التانية محتاجة فلوس كتير، وعلشان كده أنا جبتك هنا
استنتج يزيد من كلامه ومن وجوده بغرفة المكتب أنه سيجلب مال، وعفويًا وجه بصره لمكتب مراد وبالأخص خزنته، قال ببديهة:
-هو حضرتك هتاخد من هنا فلوس
نظر السيد شزرًا لخزنة النقود، قال متهكمــًا:
-مافيهاش فلوس
تحير يزيد في أمره وبدا جاهلاً، قال السيد بحذر:
-اللي هقولهولك بيني وبينك، مراد فلوسه كلها هنا
قارن يزيد كلام السيد منذ قليل بما نطقه للتو، وزادت حيرته، قال:
-مش حضرتك بتقول الخزنة مافيهاش فلوس؟!
رفع السيد يده له دليل أنه يريد النهوض، أسرع يزيد في امساكها ليعاونه على ذلك، قال السيد بمعنى:
-تعالى معايا!
ثم تحرك يزيد معه نحو مكتبة معلقة على الحائط، وكان مندهشًا بشكل غريب، ويتساءل، ماذا يريد جده أن يخبره؟، بالفعل لم يتفهم وترقب فقط، وقف السيد أمام المكتبة وقال:
-في زرار هنا اضغط عليه
دله على مكانه باستخدام عصاه، تحرك يزيد ليضغط عليه مطيعًا له دون أن يناقش، وحين ضغط عليه تحرك الحائط، شهق يزيد بصدمة ثم وجه نظره للسيد مذهولاً، قال السيد بتفهم:
-محدش يعرف الغرفة دي غيري أنا ومراد، قالي عليها لما جيت عنده هنا!
عاود يزيد النظر للغرفة والحائط يتحرك، ثم انبهر بهذا الاختراع السري، قال السيد بجدية:
-يلا دخلني
أخذه يزيد من يده ليخطو داخل الغرفة، وبالطبع كان يحملق ببلاهة ممتزجة بالدهشة في محتويات الغرفة، وحينما ولجوا تحرك الجدار لينغلق عليهم، باشر السيد قائلاً:
-افتح النور ده بسرعة!
تحرك يزيد نحو مقبس النور الذي أشار عليه ثم ضغط، وعند تحركه ناحية السيد مجددًا وقعت عيناه على ما جعله يتجمد مكانه، وكانت هيئته تعرب عن رؤيته شبحًا أو ما شابه، تعجب السيد من ذلك ولا إراديًا وجه نظراته نحو ما يراه وبحث عنه، ضيق عينيه حتى لمح ذراع أحدهم، ارتعب داخليًا ظنًا بأنها جثة، لكن كلام يزيد المفزوع وهو يهرول ناحيتها جمده وهو الآخر، حين هتف:
-حســام، شريف!
اهتز السيد مكانه ولم يصدق ما يسمع، وبكل قوة وجدت به تحرك خلفه مضطربًا، حدق بـ يزيد وهو يوقظ الولدين بخوف وهلع جارف، كانت كلمة واحدة على لسان السيد سأله بها:
-عايشين؟!
فورًا تحسس يزيد نبضهما، انشرحت قسماتها وهو يقول:
-عايشين، عايشين يا جدي
ثم تابع بأنفاس متذبذبة:
-كانوا محبوسين هنا من وقت الحادثة باين
لم يهمه السيد شيء آخر جاء من أجله، سواهما، هتف بحزم:
-يلا خرجهم بسرعة
حمل يزيد حسام أولاً وبخفة توجه ناحية الحائط، كان السيد قبلها يستعد لفتحه، مجرد أن فُتح قليلاً، انسل ليخرج، ثم وضعه على الأريكة، وبسرعة أكبر كان يفعل المثل مع شريف، وهو يضعه بجوار أخيه هتف:
-هاتصل بالإسعاف يجوا
لم يأخذ الإذن بل يعلن فقط ما سيفعله بعد ذلك، وتوجه ناحية التليفون، تاركًا السيد بقلب ينبض بقوة، وهو يتأملهما براحة ظن أنه لن يجدها، ردد بلمعة حزن في عينيه:
-ربنا ما يحرمني منكم أبدًا.....................!!
__________________________________

استغلت وجودها في لبنان لتأخذ خطوة علاجها من الإدمان، بعيدًا عن من يعرف هويتها، ووجدتها فكرة سديدة لتعيش حياة طبيعية كغيرها، لكن عطّلها عن ذلك ما حدث لـ غزل، وملت من حزن زوجها الذي لم ينقطع عليها، أيضًا خالته التي تعيش بثياب سوداء حتى وهي نائمة؛ حزنًا على فراقها، تأففت ياسمين من كل ذلك، فقد ماتت وانتهى أمرهـا، فلما الجلبة إذًا..

وضعت ياسمين ثيابها بخزانة الملابس ثم توجهت ناحية الفراش مستعدة للنوم، صعدت بجانبه لتجلس، ثم نظرت له قائلة:
-هتفضل كده لحد إمتى؟!
لم يرد يوسف وظل كما هو يحدق بالفراغ وشاردًا، لم تُعجب بوضعه فقالت متصنعة الحزن:
-عُمرها كده، ادعيلها بالرحمة، هي عند اللي خلقها!
فجأة عاد يبكي من جديد، وضع يوسف يده على وجهه ليخبئه، فهو رجل وقليل ما يبكي الرجل على شيء، رغم أن ياسمين غارت من حبه العظيم للأخيرة أشفقت عليه، متمنية أن يكن لها مقدار هذا العشق، شهق يوسف ببكاء وقال:
-مش مصدق إني خلاص مش هاشوفها، دي كانت كل حياتي، حرمت نفسي من كل حاجة علشان أشوفها بتضحك بس
ثم بكفه مسح دموعه، قالت ياسمين موضحة:
-أنا قبل ما آجي اتأكدت من موتها، ومتقلقش هما عملولها اللازم، ودفنوها في مقابر عيلتهم
حرك رأسه للجانبين وقد تناوب بكاؤه، ردد بعشق:
-حبيبتي يا غزل، معقول تسيبيني من غير ما أودعك
لم يدرك يوسف بأن حزنه الشديد ومدحه للأخيرة يزعج ياسمين، لكن احتفظت بذلك في نفسها، فلا يهم إعلانها مشاعر الغِيرة أو توجيه اللوم له، تابع بمرارة:
-أول مرة اتمنى أموت، علشان نفسي أروح عندهـــا............!!
_________________________________

رفضت هذا الهراء الذي يفعله بداخل الفيلا، وجلست بالحديقة مبدية عدم موافقتها على تصرفه الطائش دون أن يلجأ إليها، دلف جاسم من باب الفيلا متجهًا نحوها، وكان على علم بأنها غير متقبلة ما فعله، حين وصل إليها تصنع الابتسام، جلس بجانبها يتأمل أناقتها وشعرها الأبيض اللامع، قال:
-You look pretty Mom.
-تبدين جميلة أمي!
تجاهلته عمدًا ولم تتأثر بمدحه لها، سأل بتردد:
-What's your?
-ما بكِ؟!
نظرت له بجهامة، متهكمة من سؤاله، تابع متنهدًا بعُمق:
-This girl is your niece, She lost concsiousness and brought her.
-هذه الفتاة هي ابنة أخيكِ، حدثت معها غيبوبة فقررت أن آتي بها إلى هنا
هتفت مستنكرة:
-After Anis death, She was told that She was not his daughter, just a mistake
-بلغني بعد وفاة أنيس أنها ليست ابنته، مجرد خطأ!
توتر داخليًا وهو يختلق سبب آخر لوجودها:
-My mom got attached to her, and she is now sick
and has No one but me, should i leave her?
-لقد تعلقت بها أمي، وهي الآن مريضة وليس لها أحد سواي، هل أتركها؟!
قطبت جبينها لتقول بعقلانية:
-Put she in hospital, you get better care here, but not here.
-أودعها بالمشفى، تتلقى هناك عناية أفضل، لكن ليس هنا!
قال معللاً:
-I don't have her papers now, When I'm done, I'll do it, only temporarily I prepared her room upstairs
-ليس معي أوراق خاصة بها الآن، حين انتهى منها سأفعل ذلك، مؤقتًا فقط جهزت لها الغرفة بالأعلى
مطت شفتيها مفكرة، وبدت متقبلة ذلك إلى حدٍ ما، استفهمت بجدية:
-What her illness?
-ما علتها؟!
ردد ما قاله الطبيب له:
She got in to a coma, because of a psychological condition, May be it goes on, No body knows
-دخلت في غيبوبة بسبب حالة نفسية، ربما تطول، لا أحد يعرف
شعرت السيدة بالشفقة عليها وقالت:
-Oh my good, poor girl
-يا إلاهي، مسكينة هذه الفتاة!
قال مؤكدًا بحزن طفيف:
-Of cource Mom
-بالطبع أمي!
تذكرت وقت رأتها حين جاءت، قالت مادحة إياها:
-She is distinctive and attractive
-ملامحها تروق لي، مميزة وجذابة
ابتسم جاسم فهذا صحيح، واتضح أن رأي الجميع فيها لا يختلف، استفهمت السيدة باهتمام:
-What's her name?
-ما اسمها؟!
-Gazal......!!
-غـــزل..................!!
__________________________________

بعد مرور ثـلاث أســابيعٍ..
كانت بُشرة افاقته، وبالأحرى تعافيه لا تقدر بثمن، فتح عينيه منذ الحادثة كان بمثابة أفراح تضيء معالم ابتهاجها في قلوبهم، لدرجة بكاء السيد رشدي وتقافزه تهللاً، ولم يتوانى حتى توجه للمشفى المستوطن فيه من فترة..
دنا السيد من السرير الراقد عليه مبتسمًا بمحبة، مسرورًا برؤيته يفتح عيناه وينظر إليه، عاونه يزيد على الجلوس على المقعد بجوار السرير، قال:
-أخيرًا يا مراد، حمد الله على سلامتك!!
فقط تزمّت مراد ليخرج من وعورة ما تعرض له، كان متعبًا وبادي ذلك على أعينه وقسماته، تابع السيد بمسرة كبيرة:
-الولاد بخير يا مراد، كانوا عايزين يجوا يشوفوك بس قولت بلاش دلوقت، لما تتحسن أكتر
كأن جده يفهمه، حقًا أراد مراد معرفة أخبارهم، انتظر أن يتحدث عن غزل وهذا ما تفهمه السيد، سأل بوهن:
-وغزل؟!
تردد في إخباره ثم نظر لـ يزيد، الذي رد بدلاً منه بتعقل:
-غزل بخير، هي مع الولاد
تعجب مراد من عدم حضورها للإطمئنان عليه، المفترض أن تكون أول الحاضرين، قال بعدم رضى:
-معقول.. متجيش تشوفني؟!
اختلق يزيد حجة لغيابها فقال بتوتر:
-أصلها قاعدة جنب ماما، هي تعبانة قوي من بعد اللي حصلك
رغم أنه عُذر مقبول؛ لكنه أرادها بجانبه، تشدد من أزره، لم يعاتبها لربما هناك من شغلها، قال السيد بتودد:
-قوم إنت بالسلامة يا مراد، كلنا بندعيلك
شعر بوجع في أنحاء جسده، خاصة ساقه، قال عابسًا:
-تعبان قوي، ورجلي مش حاسس بيها
نظر السيد لـ يزيد بنظرات مهزوزة، وذلك ما جعل الشك يخالج مراد، استفهم بجدية:
-أنا عندي حاجة؟!
بنبرة سريعة قال السيد بنفي كاذب:
-إنت بخير، إحنا كنا فين وبقينا فين
لم يقتنع مراد وشك أنه ليس بخير، سأل:
-هخرج إمتى؟!
هتف يزيد بدراية:
-الدكتور بيقول أسبوع بالكتير وهتخرج من المستشفى
ارتضى مراد بذلك، فهو لن يتحمل البقاء هنا كثيرًا، استفهم متذكرًا:
-عرفتوا مين اللي حاول يقتلني؟
رد السيد بجهل:
-للأسف لأ، دا حتى الشرطة مستنية تاخد أقوالك بعد ما تتحسن شوية
قال ساخطًا:
-أنا معرفش حاجة، ومش فاكر اللي حصل
لاحظ السيد انفعاله وهذا خطأ، قال بقلق:
-متتكلمش كتير يا مراد، صحتك يا حبيبي!!
هدأ مراد مجبرًا، لكن فكره ظل مشغولاً بمن حاول قتله، وتلقائيًا وجه اتهامه لأعمامه، فمن غيرهم، لم يذيع ذلك وتأنى، حتى يخرج ويواجههم، زفر بخفوت وقال:
-كلموا غزل تيجيني، عاوز أشوفها..................!!
___________________________________

خيّم الحزن عليهما بعد معرفتهما برحيلها، لتأتي ومضات خاطفة لتضحيتها من أجلهما، فهي سبب وجودهما حتى الآن، بكاؤهما المتواصل جعلهم غير قادرين على تهدئتهما، ولبثوا في غرفتهما مكتربين، حتى السيدة هدى لم ينفع حديثها معهما، حين ملت من هذا الوضع صاحت بنفاذ صبر:
-لحد إمتى هيفضلوا كده، أنا مصدقت عيني شافتهم تاني وكانوا بخير
ربتت هدير على ظهرها قائلة بتفهم:
-هما عارفين إن غزل ضحت بحياتها علشانهم، فهما زعلانين عليها ودا طبيعي، الله يرحمها، مكنتش اعرف إنها ممكن تضحي بالشكل ده
جلست السيدة تنتحب، قالت:
-ومراد فاق، وبيسأل عليها، هنقوله أيه هو كمان
قالت حسب تطلعها على الأمر:
-مكنش لازم تخبوا عليه، هو مسيره يعرف
ردت بقلة حيلة:
-بابا هو اللي قال مش دلوقتي، لما يخرج ويتحسن أفضل ليه، علشان يخف بسرعة
لم تناقش هدير ذلك وسكتت، فتابعت السيدة بوجع:
-بقى دي نهايتك يا غزل، أنا لحد دلوقتي مش مصدقة، وقلبي وجعني عليها، فغمضة عين اتحرم منها كده
توالت شهقات السيدة ألمًا، متذكرة أيضًا رحيل أسرتها، اردفت:
-أهي راحت عند مامتها، وماشفتش يوم حلو في حياتها
حزنت هدير هي الأخرى عليها، رغم بُغضها لها سابقًا، فما فعلته علا من شأنها ورفع من قيمتها، قالت بصدق:
-الله يرحمها، ويصبر مراد......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
تودد لهما بعطفه الزائد، فرؤيتهما بصحة جيدة تدخل السرور لقلبه، توسطهما السيد رشدي حين جلس على تخت أحدهما، ضمهما بألفة إليه وقال:
-كنت باصلي وبادعي كل يوم تقوموا بالسلامة، مش مصدق إنكم قدامي وكويسين
ما حدث لهما زعزع فيهما الثقة، وجعل الخوف ينبض بداخلهما، ناهيك عن عدم تناولهما الماء والشراب لمدة يومين، حقًا ساءت حالتهما، ورأفة الرب بهما سبب وجودهما لتلك الساعة، وبقى ما فعلته غزل راسخًا في عقلهما، قال شريف بنبرة شاجنة:
-غزل هي اللي خبتنا، كنا جوه زعلانين منها قوي، علشان نسيتنا ومسألتش عننا، وبعدين عرفنا إنها بتخبينا من المجرمين، واتقتلت هي.
كلما تذكر شريف بكى، خلفه حسام البكاء بائسًا، كل ذلك جعل السيد يدعو لهذه الفتاة من قلبه، ويندم أنه رفضها زوجة لحفيده في يوم؛ لكن بات مجبرًا لينسى وينسيهم أيضًا، لذا قال بتماسك:
-طيب مش مبسوطين إن بابا بخير وهيرجعلكم
نظروا له فبادر شريف بالقول:
-بابا لما يعرف هيزعل قوي، أصل غزل كانت بتحبنا، وإحنا حبيناها قوي
ابتسم السيد بحزن له، فهتف حسام بنبرة موجعة:
-عاوزين نزورها يا جدي، عاوز ادعيلها وأقول كلام كتير...........!!
__________________________________

بعدما أشبع عينيه من التطلع عليها يوميًا كعادته حين يزورها بالمشفى، قرر التوجه لغرفة الطبيب المعالج، حين قابله جاسم كان مزعوجًا بشكل ملحوظ، هتف:
-إلى متى ستظل هكذا، مر شهر وهي بتلك الحالة؟!
رد الطبيب بجدية قوية:
-السيدة إميليا تتلقى رعاية ممتازة، وما نفعله معها سيفيد بالتأكيد، لأن من الواضح أنها مرت بأمور أثرت في نفسيتها إلى حد كبير
تجهم جاسم بالكامل، وظن أنه يتلاعب به، قال:
-أريد أن أنقلها لمشفى آخر، أو بلد مختصة بنفس حالتها
هتف الطبيب معارضًا:
-سيدي، لن تجد أفضل من هنا، وما ستفعله ربما يعرضها للخطر، لا تقلق فالسيدة بصحة ممتازة، وأنت تراها يوميًا، ربما تكون زيارتك سببًا في شفائها
نهض جاسم ولم يحصل على إفادة كعادته منذ جلبها هنا، غادر دون سلام حانقًا، وهو يسير بالرواق، يقتله شغفه بها أن تفيق وتعيش معه، وتخوف داخليًا أن تطيل فترة نومها تلك..
توجه لسيارته، ولاحظ بداخلها فتاة رقيقة تبتسم له، أخذ يقترب منها إلى أن تعرف عليها، هتف وهو يفتح الباب:
-ماري عزيزتي، كيف حالك؟
ثم ركب خلف عجلة القيادة فاقتربت منه لتضع قبلة ودية على وجنته، قالت:
-أخبرتني عمتي أنك هنا، فحضرت فورًا، أراك تتهرب مني
هتف محتجًا:
-ليس كذلك، أنتِ فقط فتاة مشاغبة، تحبين السهر والخروج كثيرًا، أما أنا فـ لا.
قلبت شفتيها كالأطفال، قالت مستاءة:
-من الواضح أن الفتاة المريضة سلبت عقلك، وجعلتك جادًا في معاملتك، حتى معي
ضحك بقلة حيلة وقال:
-لقد يئست ماري، لم تتحسن حالتها، كما هي
قالت متذكرة أمر ما:
-لا تقلق، لن تجد أفضل من ألمانيا، فقد كان لدي صديقة نفس حالتها، تركها حبيبها فدخلت في غيبوبة استمرت عدة أشهر، وفاقت حاليًا، وكان السبب وجود أسرتها حولها، والتي دعمتها لتقاوم ثُباتها هذا
كلامها كان مستحيل ليفعل مثله مع غزل، فبالطبع لن يجعلها تلتقي بأي أحد سواه، نفخ بقوة ثم حدق أمامه، قال في نفسه:
-لو وقف الموضوع على كده، تبقى مش هتفوق..............!!
_________________________________

بيده دفع المعدات الطبية من جواره حتى سقطت أرضًا محدثة ضجة، كان ثائرًا بشكل مدروس وهو لم يستطع الوقوف على قدمية، جلس مراد على طرف السرير غاضبًا حزينًا، يكبح ألمه بداخله، ولم يستطع تقبل هذا العجز بتاتًا..
وقف يزيد على مقربة منه حزينا لرؤيته يعاني، نظر له مراد بقساوة، هتف:
-فين غزل؟!
كان ذلك سبب معرفته بما حدث لـ (رجله)، تعجبه من عدم حضورها أغضبه، رد يزيد بتريث:
-المهم دلوقتي إنت يا مراد؟
اهتضب في الحديث هادرًا:
-أنا في داهية، غزل مش بتيجي ليـــه؟!
تقلقل يزيد وهو يرد باندفاع:
-غزل ماتت يا مراد
اهتز بؤبؤي عينيه وقد خبا اتزانه، هتف:
-إنت بتقول أيه؟!
رد يزيد مطرقًا رأسه بابتئاس:
-اللي كانوا عاوزين يقتلوك، فعلوا مع الولاد وغزل زيك، بس غزل حمت الولاد منهم، وضحت بعُمرها علشان يعيشوا
ما يهذي به جعله يوصفه بالأحمق، وكان غير طبيعي وهو يستمع لهرائه، في لحظة تهور نهض قائلاً:
-عاوز ارجع القصر
ثم تلقائيًا تعثر وسقط، سريعًا تقدم يزيد منه ليرفعه فضربه مراد ليمنعه، صرخ بصوتٍ جهوري:
-سيبنـــي!
حاول الوقوف ولم يستطع، يأس من محاولاته الفاشلة فافترش الأرض حزينًا، يريد البكاء؛ لكن بداخله رفض تصديق كل ما قاله، همد فجأة ليأمره:
-عاوز أخرج من هنا، مش قادر.................!!
___________________________________

فيمــا بعد، كانوا جميعهم من حوله، مترقبين ردة فعله، والغريب هدوءه المقلق، نظر له السيد بحسرة وهو يمسك بـ عكاز ليمشي به، وبدت نظرات الشفقة تنبثق من البعض، لكن منتصر لم يحثه قلبه على الاشفاق مطلقًا، ولم يتشفى أيضًا، سوى أنه وجده انتقام على طمعه، وسريعًا نفض ذلك فهو فقد من أحبها هو الآخر، ولقى مصيره..
فتح السيد الحديث قائلاً:
-مراد فيه دكتور كويس أنا أعرفه، كلمته على حالتك وقال بإذن الله تتعالج
رد بيأس:
-مش عاوز اتعالج!
عاتبه السيد بألم:
-ليه يا مراد، إنت صغير وولادك محتاجينك
وجه بصره لأولاده، فرح في نفسه كونهم بأمان وبخير، كان يجاهد في عقله أن لا تأتي غزل على فكره، كلما جاءت كان يفكر بشيء آخر، مجرد تذكرها سيقتله داخليًا، قال:
-أنا عاوز أرتاح واقعد مع نفسي
ثم اتكأ على العكاز لينهض، لم يجيد مسكه، لذا سار مجتهدًا في التحرك، لم يساعده أحد؛ كي لا يتعصب أو ينفعل من جديد، تركوه يصعد بمفرده، فتتبعته السيدة بأعينها الباكية وقالت:
-مراد صعبان عليا، بعد دا كله هيبقى كده، عاجز
ثم التفتت للسيد تخاطبه بتكليفٍ متوسل:
-اتصرف يا بابا، مراد لازم يتعالج ويخف، مش لازم نسيبه كده
قال بجدية أعربت عن تأكيده لذلك:
-هيتعالج، وهيسافر أحسن بلد كمان، بس سبوه شوية على ما يرتاح نفسيًا بسبب اللي حصل....!!
______________________________________

شهر خلّفه أخر، وكل شيء لم يتغيّر في أحوالهم، التناسي جاء من عند الله، فربط على قلوبهم، عقد خلالها يزيد قرانه على هدير، واقتصر على الهدوء وفيما بينهم فقط، وفي تلك الفترة ألحّ السيد على مراد بضرورة السفر والعلاج، لكل وقت يتأخر فيه تقل فرصة شفائه، امتثل في النهاية ليوافقه الرأي، فلن يكمل بقية عمره عاجزًا هكذا..
وقف مراد بجوار تخته يجمع متعلقاته الخاصة من داخل الكومود استعدادًا للسفر، وكان السيد جالسًا على المقعد خلفه يتابعه باطراق، حين استدار مراد باستخدام عكازه وقد أتقن امساكه، قال السيد:
-كان نفسي آجي معاك
رد مراد برزانة وهو يجلس أمامه:
-ملوش لزوم، أنا لوحدي كفاية
قال السيد بمفهوم:
-الدكتور إدريس، هو مصري وعايش في ألمانيا، هتروح عليه، هو عنده مستشفى شركة مع طبيب ألماني، وبيفهم في الحالات اللي زي بتاعتك، وخف كتير على إيده، عقبالك يا مراد
قالها السيد بدعاء، اومأ مراد متفهمًا، قال:
-الولاد يا جدي أمانة عندك
أدرك السيد أنه ما زال يتذكر الحادثة الملعونة، قال:
-إزاي لحد دلوقت مش عارفين مين عمل كده، مين عدونا بالشكل ده؟!
في البداية كان يشك مراد في عمه، لكن نفض هذا الهاجس من رأسه، وانتزح بفكره لبعيد، حد أنه شك بـ جاسم، لربما جاء وانتقم، فرك مراد رأسه متحيرًا وهو مقيد غير قادرٍ حتى عن كشف من فعل به هذا، ومن شتت أسرته وأفسد حياته لهذا الحد، من طلعته تيقن السيد أنه يفكر فيما مضى، لذا بكل تعقل طلب منه:
-إنسى يا مراد، خليك في اللي جاي
نهض مراد قائلاً باستعداد:
-يلا أسلم عليكم، علشان متأخرش على الطيارة...............!!
___________________________________

تخضب فجأة، فلحظته المترقبة قد أتت، شهور من الانتظار الدؤوب، وها قد جاءت لحظة وعيها، ما يوتر جاسم حين علم باستعادة وعيها أنها ربما تبغضه، تنفر منه وتحدث ضجة بسبب وجودها، أو تتذكر ما فعله وتقلب الأوضاع..
وبالتأكيد ذهب ليراها، رغم دقاته العنيفة، ووقف عند باب غرفتها لبعض الوقت، متردد في رؤيتها له، وردة فعلها حينها، تنفس بهدوء وحاول تهدئة نفسه، ثم أخذ القرار بالدخول.
عند فتحه للباب نظر له الطبيب، دعاه للدخول بإشارة مش يده، خطا جاسم للداخل ببطء وهو يتأمل غزل التي تخفض رأسها وتجلس على التخت مستندة على الوسادة خلفها، وهو يقترب منها قال الطبيب:
-Mrs. Amelia Who has regained consciousness Mr Jassim, and she is well
-السيدة اميليا استعادت وعيها سيد جاسم، وها هي بخير
ازدرد جاسم ريقه، خاطبها بتلعثم:
-غـ... أ.. إميليــا!!
لم ترد عليه وكأنه يتحدث مع أخرى غيرها، مناداته لها مجددًا دون رد منها، جعلت الطبيب يقترب منها ليجعلها تنتبه له، قال:
-Lady Amelia, do you hear me?
-سيدة اميليا، هل تسمعينني؟!
حدق بها جاسم متوترًا حين رفعت رأسها، نظرت بتوهان فيما حوله وجسدها متعب، رددت بلغة لم يتفهمها أحد سوى جاسم:
-أنا مين، أنا فين؟!
مط الطبيب شفتيه غير متفهم ما قالته للتو، بل اشتبه في اللغة قائلاً:
-I thik she speake Arabic
-اعتقد تتحدث العربية
ضيق جاسم نظراته وتمنى من قلبه أن تفقد الذاكرة، خاطبها بشجاعة:
-هو إنتِ مش فاكرة حاجة؟!
نظرت له باعياء، قالت:
-لأ، أنا مين؟!
تهلل جاسم واتسعت بسمته علنًا، حدث الطبيب محتفظًا بفرحته داخله:
-She does not remember any thing
-هي تقول أنها لا تتذكر أي شيء
انتصب الطبيب في وقفته، وبدا أنه كان متوجس من هذه النقطة، قال:
-The situation has become difficult
-أصبح الوضع صعب الآن!
هتف جاسم بلا مبالاة:
-Why,x Themost important, That she is good
-لماذا؟، الأهم أنها على ما يرام وفاقت
أرجعت غزل رأسها للخلف شاعرة بدوار ما، وراغبة في بعض الراحة، تخوف جاسم من عودة غيبوبتها، فقال الطبيب بعملية:
-She is okay, We'll just take She to dox some important checks and analyzes
-هي بخير، فقط سنأخذها لعمل بعض الفحوصات والتحاليل المهمة............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سار برفقة الطبيب في الرواق يتحدث معه حول حالته، أعجب مراد بذكائه وثقته العالية في نفسه، وتفاءل كثيرًا، قال الطبيب إدريس باطلاع:
-مرت علينا حالات أصعب من حالتك وبأمر الله خفت وبمجهوداتنا
استفهم مراد بتمنٍ:
-يعني اطمن
-خليك واثق في ربنا، إحنا عوامل مساعدة
ابتسم مراد وارتاح من مقابلته له حين وصل، قال:
-طيب في إجراءات هاعملها النهار ده ولا راحة
قال مبتسمًا بسماحة:
-من بكرة هنبتدي، إنما دلوقت هنقعد في مكتبي نستنى دكتور جون وتفهم منه هيحصل أيه
ثم وقف به الطبيب إدريس عند باب مكتبه متأهبًا لدخوله، فتحه ثم خطا أولاً، أشار لـ مراد بالدخول وقبيل ذلك لمح مراد عفويًا فتاة على مقعد متحرك وتدفعها ممرضة، لفتته هيئتها لأن ينظر لها، لم تكن ملامحها غريبة، وتخيل أنه رأها من قبل، وحين تمعّن النظر وجدها آخر شخص يحلم أن يراه، ما أدهشه أن الفتاة تشبهها بتطابق عجيب، مرت من أمامه وملامحه تظهر له، تأججت غرابته حين لم تنظر إليه، هذا يعني أنها ليست هي غزل، ناداه الطبيب متعجبًا:
-مراد بيه، فيه حاجة؟!
تخبط مراد ولم يعرف يذهب خلفها أو يدخل مكتب الطبيب، اضطربت أنفاسه وهو يراها، ولم يكن يتوهم، حقًا مطابقة لها، رغب في التحرك نحوها؛ لكن ناداه الطبيب مرة أخرى، نفخ مراد ثم التفت له، ولج مكتبه وهو مشغول بها، قال معتذرًا:
-آسف، حسيت بصداع مفاجئ.........................!!
xx _______________________________
x x x xx _________________________
x x x x x x x xx _________________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 07:37 PM   #132

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل التـاسع والخمسـون * الأخير *
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

رفع رأسه عن الوسادة غير قادر على النوم، ثم اعتدل ليجلس وفكره مأنوس من الأفكار المتناوبة التي تلاحقه، صورتها طُبعت في عقله ولم تختفي، دق قلبه كثيرًا، وهذا يعني تواصل عجيب بهذه الفتاة التي رآها اليوم، اضطرب من فرط شغفه لمعرفة الكثير عنها، ولن يرتاح مطلقًا حتى يعرفها، وبقى معلقًا في ذهنه سؤال واحد، ماذا سيفعل لو لم تكن هي؟، رد مبتسمًا برضى:
-حتى لو مش هي، أنا خلاص اتعلقت بيها، كلها غزل وهتعوضني عنها.
تصلب فجأة وهو يتساءل في نفسه بقلق، ماذا لو كانت هي؟، تزعزع داخليًا، وكان يستنكر ذلك، فالأخيرة حسب رؤية أهله ماتت، لم يجاوب على ذاك السؤال، بل بشغف سحب التليفون من على الكومود، وطلب أن يتصل بمصر الآن..
انتظر مراد وبداخله حيرة جمة، فهو قد صدّق بحديث أهله دون أن يتأكد، وعليه الآن معرفة ما حدث بالتفصيل، خاصة من والدته، ثم انتبه لها ترد عليه، ابتلع ريقة وقال:
-مساء الخير يا ماما!
اعتدلت السيدة في رقدتها، قالت بصوت رخيم:
-مساء الخير يا مراد، حمد الله على سلامتك، طمني عليك؟
قال بتوتر بعض الشيء:
-الحمد لله، وصلت وهبدأ العلاج من بكرة
ثم تابع متسائلاً بتردد:
-ماما هو حضرتك كنتِ بتقولي شوفتي غزل لما لقيوها ميتة، كانت هي؟!
اندهشت السيدة من معاودته فتح الموضوع، قالت:
-مراد مالك، إنت كنت مش عاوز حد يتكلم عنها قدامك، وقولت مش عاوز تفتكرها علشان متزعلش، أيه غيرك؟!
تقطب وجهه وهو يرد ببؤس:
-ماما أنا عمري ما نسيتها، أنا كنت باعمل كده علشان محدش يشوفني ضعيف، أنا مكنتش بنام من كتر ما بفكر فيها
ابتأست السيدة من حالته، فقد أدركت ذلك ولم تقول، استفهمت باهتمام:
-طيب ليه بتسأل عن موتها؟!
تردد في إخبارها أو من عدمه، لكن حاذر الآن وقال:
-قوليلي لو سمحتي اللي حصل؟
اشفقت السيدة على وضعه، ووجدت أن ما ستقوله سيحزنه أكثر، لكن اضطرت لتجاوبه قائلة بتوضيح مبسط:
-وهما بيفتشوا على غزل والولاد بين الجثث، لقيتهم بيقولوا في واحدة من هدومها، إن هي هانم مش خدامة، جرينا نشوف وفعلاً كانت هدوم غزل
سأل بسخرية:
-هو بالهدوم عرفتوها ولا أيه؟!
تابعت موضحة أكثر ما صار حينها:
-ما هو للأسف الجثة اللي لقيوها كانت مشوهة خالص، بس هدومها كانت سليمة مافيهاش حاجة، ودا كان غريب جدًا
انتبه مراد لهذه النقطة، وبدا غير مقتنع، ومرتاب كثيرًا، قال:
-ممكن متكونش هي، وتكون واحدة تانية لابسة هدومها
لم يأتي ذلك التخمين على ذهنها، لتبدأ في مرحلة القلق والتوجس، رددت:
-معقول الكلام ده يا مراد؟
نهض من تخته منفعلاً، هتف:
-ليه لأ يا ماما، اشمعنا هي الوحيدة اللي حصل معاها كده، ما كان ممكن يدبحوها زي غيرها
قالت السيدة بتحير:
-ومين يعمل كده؟، أنا مبقتش فاهمة حاجة يا مراد، حتى مافيش سرقة للقصر وكله تمام
سار مراد حاملاً التليفون، وحثه شيء داخلي أن الأمر مريب، ورؤيته لهذه الفتاة اليوم جعله يرجح أن تكون هي، لكن من جاء بها إلى هنا..
وهو في أوج ذهوله وعدم فهمه، جاء شخص واحد على فكره، هو جاسم، لربما افتعل هذه المجزرة لينتقم منه ويعيدها له، تذكر مراد أنه كان يقطن في بلد أجنبي، جحظ عينيه مصدومًا فهذا التوقع أجزم أنه الأصح، وبالأحرى من شدة تمنيه لذلك رجحه، استمع للسيدة تخاطبه:
-مراد إنت روحت فين؟!
رد بتيه عجيب صدمها:
-أنا شوفت غزل يا ماما.................!!
_________________________________

استغلت أنه ليس بالبيت كعادتها حين تكون بمفردها، واختلت في غرفة نومها، وأخذت تتذكر ما تعرضت له، تبكي، تتألم، تيأس من حياتها، رغم أن الله عوضها بشخص آخر، كان الحزن والانكسار بداخلها، لربما حالة نفسية، جعلها لم تستطع مواكبة زواجها الحالي، أو تتأقلم معه، وتعلم أن ذلك سيجعل حياتها متذبذبة، رغم أن يزيد لطيف معها ويتركها على راحتها، تشعر أنها مقصرة في واجبها تجاهه..
تنهدت مكتربة، وقالت:
-قولتله بلاش نتجوز دلوقت، هو اللي أصر نتجوز يبقى يستحمل
ثم نهضت من جلستها لتفعل أي شيء لتقضية يومها، وهي تخرج من غرفتها انتبهت لمن يفتح باب الشقة، ركزت حواسها عليه وأيضًا جاءت الخادمة، ولج يزيد حاملاً علبة كبيرة من الكرتون ومعها حقيبة ورقية، تحركت الخادمة فوًرا صوبه لتساعده وحملها عنه، بينما تقدمت هدير منه ببطء متعجبة من حضوره المبكر، ابتسم يزيد لها وأعطى الخادمة ما يحمله عدا الحقيبة، قال وهو يقترب منها:
-مساء الخير
تنحنحت قائلة بتوتر طفيف:
-مساء النور، لسه الساعة واحدة، راجع بدري ليه؟!
زيف الحزن قائلاً بعتاب:
-مش عاوزة تشوفيني ولا أيه؟!
قالت مبررة بأسف:
-أسفة مش قصدي، أصلها أول مرة
اتسعت بسمته فجأة حتى برزت أسنانه، هتف بمرح:
-أصل فيه مفاجأة عاملهالك
عقدت بين حاجبيها مستفهمة:
-خير؟!
رفع الحقيبة أمام أعينها فنظرت لها بغرابة، قال:
-جبتلك هدية!
تلقائيًا ابتسمت من تودده لها، اخذ يزيد يخرج ما بها، فقالت وهي تتابعه:
-بمناسبة أيه؟!
أخرج من العلبة الصغيرة بداخلها مشبك ذهبي (بروش)، أعجبت هدير به فقال:
-جايبهولك بمناسبة عيد ميلادي
لامت نفسها على عدم تذكرها يوم كهذا، وانطفأت فرحتها بهديته، قالت مكشرة:
-سامحني علشان ما افتكرتوش
هتف عائبًا عليها:
-متزعليش، أنا أصلا مش متعود اعمله، ما إنت عارفه
ابتسمت قليلا له فبادلها البسمة، علق المشبك (البروش) على صدرها فتأملته باعجاب، حين انتهى قالت:
-المفروض أنا اللي أجبلك
رد بعدم اهتمام:
-المهم نفرح سوا، وأنا وإنتِ واحد
لطفه الدائم عادةً من يندمها على عدم اسعاده، قالت برقة:
-كل سنة وانت طيب!
رد بنظرة اربكتها:
-وإنت طيبة!
شعر بحرجها منه فغيّر الموضوع قائلاً:
-جبت تورتة كبيرة علشان نحتفل، يلا تعالي
ثم سحبها من يدها ناحية الطاولة، حيث تقوم الخادمة بفتح قالب الكعك، وقفت هدير مبتسمة وهي تشاهد احتفاله المتواضع بعيد مولده، علا شأنه في نظرها وبدأت تتودد هي الأخرى له، حين وضعت قبلة على وجنته صدمته، قالت:
-عقبال مية سنة
نظر لها متفائلاً مما فعلته ولاح العشق في نظراته، وتيقن أنها سريعا ستعتاد عليه، قال:
-وإحنا مع بعض...............!!
______________________________________

مبكــرًا، توجه للمشفى لمقابلة الطبيب المختص بحالته، لم يهتم مراد بتلك المقابلة قدر ما قتله شغفه في رؤيتها مجددًا.
قصد الاستقبال أولاً ثم أخذ يعطي وصف لملامحها، دلته على قسم ما بالمشفى فذهب إليه يستفهم، كان مراد حذرًا بدرجة كبيرة، يخفي هيئته قليلاً حين ارتدى نظارة شمسية، ويراقب ما حوله باهتمام، سيره متكئًا على العكاز كان بسيطًا، حيث شددت رغبته في معرفتها من قوته.
ذهب هنا وهناك يسأل، فشل في إيجادها في أي مكان، وقف يخاطب نفسه:
-مش معقول تكون مشيت، دي كان باين عليها التعب
اغتم مراد ثم ترك المكان يائسًا، توجه لغرفة الطبيب إدريس ليراه وأيضًا يسأل عنها، عله يساعده.
حين ولج مكتبه وقف الأخير مرحبًا، صافحه مراد ثم جلس، قال الأخير ببشاشة:
-صباح الخير يا مراد بك، دكتور جون شوية ويوصل، أصل عنده حالة صعبة قوي
لم يعلق مراد على ذلك، بل قال باحتراز:
-كنت عاوز الأول اسأل على حاجة؟
انصت له الأخير قائلاِ:
-اتفضل!
توتر مراد وهو يخبره بتلجلج:
-فيه واحدة امبارح شوفتها، وكنت بشبه عليها وحسيت إني أعرفها
مط الأخير شفتيه ثم سأل:
-اسمها أيه؟
رد بجهل:
-معرفش، ممكن يكون اسمها هنا غير ما هقولك، يعني تكون مش هي اللي اعرفها
قال بعد تفكير خاطف:
-طيب شكلها أيه، أو معاك صورة ليها؟!
لفت الطبيب نظره لذلك، وتذكر مراد أنه يحمل صورة له معها في حافظة نقوده، قال بلهف وهو يخرجها:
-معايا!
ثم سحب مراد الصورة وناولها للطبيب، قال:
-كده هتعرف توصلها؟
رد الطبيب وهو يتمعن فيها النظر:
-إن شاء الله
ثم تابع باستشفاف:
-باين قريبتك قوي علشان تتصوروا مع بعض كده
انحرج مراد وقال معللاً:
-هي مراتي!
نظر له الطبيب بتعجب، ولم يخض في أمور خاصة، فقال بلطافة:
-طالما شوفتها هنا، فأنا بصورتها دي هقلبلك المستشفى عليها
تفاءل مراد وتتوق لذلك، ثم انتبه لدخول أحدهم المكتب، نظر له مراد مخمنًا أنه الطبيب جون، بالفعل هو وأكد إدريس ذلك وهو يخاطبه بالإنجليزية:
-دكتور جون، تفضل
ولج جون برزانة متجهًا ليجلس مقابل مراد، صافحه قائلاً:
-أنت السيد مراد، هل أصابت التخمين؟
ضحك مراد وقال:
-هالو دكتور جون، سعدت بلقائك!
خاطبه إدريس بمفهوم:
-أخبرت السيد مراد على نجاحات، وطمئنته أنه سيكون بخير تحت إشرافك
ابتسم جون ثم حدث مراد بثقة:
-لم تمر حالة عندي إلا وقد تعافت، فلا تقلق ودع الأمر لي، حالتك بسيطة، لقد تعاملت مع أصعب منها
رد مراد بتمنٍ:
-إن شاء الله، أنا متفائل خير!
لمح جون عفويًا صورة موضوعة أمام إدريس، نظر لها دون انتباه لمن حوله، لفت ذلك نظر إدريس واستغل ذلك ليساله:
-هل تعرف هذه الفتاة؟!
ترقب مراد ما يحدث باهتمام، شاكرًا في نفسه إدريس لمساعدته، قال جون وهو يتأملها عن قرب:
-أجل أعرفها، إنها فتاة فاقدة للذاكرة، كانت في غيبوبة قبلها من عدة أشهر
انتصب مراد في جلسته وهو يقول هذا، وبديهيًا أجزم أنها هي غزل، سأله باضطراب:
-هي فين؟، عاوز أشوفها
رد جون محاولاً التذكر:
-أمم، أعتقد أن دكتور بيتر هو المسؤول عن حالتها، هذا ما علمت به في قسم الفحص حين رؤيتها
وجه مراد بصره لـ الطبيب إدريس، هتف:
-هي، لو سمحت وديني عندها، عاوز أعرف حصل معاها أيه
قال إدريس بهوادة ليخفف من توتره:
-إهدى مراد بك، لكن اشرحلي اللي حصل بالتفصيل علشان نفهم
اعتزم مراد إخبارهم بالحقيقة كاملة، ليكونا على دراية بالأمر، ومن ثم يحصل على مساعدتهما له، هتف بحماس:
-هقولكم على كل حاجة، بس ساعدوني أوصلها.................!!
__________________________________

اطعمتها الممرضة بهدوء وكان جاسم يتابع ذلك مبتهجًا من تقبلها ما حدث، وسكون ملامحها، كم أراد أن يخرج بها من هنا، ولم تأتيه لحظة من رغبته في أن تستعيد ذاكرتها، اضطر لأن يتركها هنا فترة قصيرة حتى تستطع المشي، تأنى فهي معه هنا والأمر غير مقلق..
قالت غزل برضى:
-شبعت!
لم تتفهم الممرضة وسريعًا ترجم لها جاسم:
-فليكفي لهذا الحد!
اومأت الممرضة ثم حملت الطعام ودلفت، نظرت له غزل وكانت تجهل هويته، تحرك جاسم ليجلس مقابلها على طرف التخت، قال:
-باين مش مرتاحة هنا يا حبيبتي، أيه رأيك نرجع سوا بيتنا
نظرت له غزل لبعض الوقت، محاولة تذكره، لكن لا شيء، قالت بصوت أبح:
-أنا مش فاكرة أي حاجة، حتى بعد ما حكيت ليا كنت عايشة معاك إزاي
قال بخديعة:
-مش قادر أصدق إنك نسيتي حياتنا سوا، أنا وإنتِ كنا بنحب بعض قوي، بس الحادثة اللي حصلتلك كانت السبب
كانت بلهاء وهي تستمع له، ولم تعي أي شيء مما يقوله لها، وبداخلها لم تستشعر أي محبة تجاهه، كأن روحها لا تتقبله، تابع بلؤم دفين:
-لما نرجع سوا هتفتكري كل حاجة
ردت بقلة حيلة:
-بس أنا مش قادرة أمشي خالص
هتف بحماس:
-هجبلك ممرضات يعملولك علاج طبيعي، إنتِ كويسة، بس رقدتك فترة طويلة، هي السبب!
اقتنعت بكلامه، وبالأحرى سلمت نفسها له، فهو من يعرفها بينهم، كذلك لا تعرف غيْره، سألت:
-إنت قولت اسمي أيه؟!.....................
________________________________

أطرق رأسه وبدأ في بكاء صامت، متحسرًا على ما علم به للتو، فاق الأمر تحمله ولم يسيطر على مشاعره، نظروا له مبدين تعاطفهم معه، قال إدريس بتهوين:
-الحمد لله مراد بك، وجودك هنا من رحمته إنك تشوفها، يعني لو بتزعل على رجلك، كانت سبب تيجي وتقابلها، ربنا رحيم.
ردد مراد بألم وهو يمسح دموعه:
-يا حبيبتي يا غزل، كله دا يحصل معاكِ
ربت إدريس على كتفه ليحثه على التماسك، قال:
-الموضوع فعلاً خطير، وإحنا هنا هنساعدك، مش ممكن نوافق على المهزلة دي في المستشفى بتاعتنا
نظر له مراد ممتنًا، قال:
-هتساعدوني أرجعها مصر معايا؟
قال بامتثال:
-إن شاء الله، طالما هي في خطر هنساعدها، ونخلصها من المجرم اللي جابها هنا
لم يكن جون يتفهم لغتهم، لكن بحثه استشف الحوار، قال:
-سنفعل ما بوسعنا سيد مراد، ولن نترك الأمر يمر هكذا
أضاف إدريس على كلام جو:
-ولو وصل الأمر هندخل الشرطة، بس باقول بلاش الخطوة دي علشان هو معاه الجنسية الألمانية وممكن ينكر أو يحاول يأذيها، خلينا نتعامل معاه زي ما عمل مع مدام حضرتك
قال مراد بفضول:
-يعني هنخطفها؟!
هز إدريس رأسه وقال:
-هنخطفها، من غير ما حد يحس، دا اللي نقدر نساعدك بيه لحد ما ترجعها معاك، إنما جاسم مش هنقدر نتهمه بحاجة، لأنها أصلاً فاقدة الذاكرة، ومغيّر اسمها وكل حاجة عنها، ودلوقتي متعرفش غيره!
رد بعدم اقتناع:
-ما هي لو رجعت مصر معايا هتلاقيني غريب عنها، وتفكر خطفتها منه
رد مبتسمًا باستنكار:
-هناك حاول تفكرها، وريها حتى صورك معاها، وشوية شوية هتفتكر، الموضوع شخصي أكتر
ارتضى مراد بذلك فالأهم له أن تكون معه، ابتهج وظهرت سعادته، قال:
-خلاص هاخدها معايا وارجع بيها
وجه إدريس الحديث لـ جون، سأله:
-هل يمكنك مساعدتنا في تجهيز أوراقها لتستطع المغادرة معه؟!
فرك جون أسفل ذقنه وقال بدراية:
-هذا أمر سهل، أغلب رجال المافيا يهربون بأسماء وهمية
سأل مراد باهتمام:
-ربما ترفض السفر معي، ماذا سنفعل؟!
رد جون بتذكر:
-ما علمت به هو حضورها إلى هنا فاقدة للوعي، فلنفعل ما قام به هذا جاسم!
من هيئته ظهر أن مراد انتوى لرحيله معها، وهذا ما ادهش الطبيب إدريس، الذي سأله:
-طيب يا مراد بك إنت جاي هنا علشان علاج رجلك، هترجع كده
رد بلا مبالاة عجيبة:
-مش مهم أنا، المهم مراتي ترجع معايا ودلوقتي
التمس إدريس له العذر، فالأمر خطير، ولن يتحمله إحد، تنهد قائلاً:
-يبقى لازم نستعجل في كده، قبل ما تخرج معاه ويبقى صعب الموضوع.
قلق مراد ووافقه الرأي، قال بحماس شديد:
-يلا نخطفها دلوقت.................!!
_________________________________

قامت الخادمة بتوزيع المشروب البارد لكل واحد، وجلسوا يتسامروا فيما بينهم، كان السيد رشدي يتوسط أولاد حفيده، ومعه السيدة هدى، والتي قالت بانشراح:
-مش عارفة مفاجئة أيه اللي مراد محضرها، دا مبقالوش يومين مسافر، معقول لحق يعمل العملية!
تحير مثلها وأكثر، قال:
-مش عارف يا هدى، بس هو أكيد ملحقش يعمل العملية
عاد حديث مراد معها يدور في ذهنها، قالت:
-مراد مش طبيعي يا بابا، أول يوم سافر فيه اتصل بيا وكلمني عن غزل، وبيقولي شوفتها، أنا خايفة من زعله عليها يكون...
لم تكمل كلامها واكتفت أن يخمن هو، تفهم السيد وقال:
-أنا عارف إنه زعلان وبيخبي، وهو لما يجي هشوف فيه أيه، ولو كان مش طبيعي زي ما بتقولي، أنا هفضل وراه لحد ما يعيش حياته وينسى
تدخل شريف في الحديث قائلاً بتردد:
-آسف يا جدي، بس غزل مستحيل ننساها، كفاية اللي عملته علشانا
رد السيد عليه بسماحة:
-مقصدتش حاجة يا حبيبي، أنا بس باقول العشق ليه حدود، هي خلاص ماتت، المفروض نفتكر الخير ليها، والحياة مبتوقفش على حد!
تابع حديثه لـ هدى:
-أنا باقول إنتِ كمان لازم تخلي بالك من صحتك يا هدى، كفاية إنك كنتِ تعبانة ومخبية علينا
ردت محرجة:
-ما أنا بتعالج، وخبيت مش قصدي حاجة، مكنتش عاوزة أقلقكم عليا!
لم يقتنع البته بهرائها، بينما أرادت السيدة مغايرة الموضوع أفضل، سألت بمفهوم:
-سميحة كانت بتسأل، المحامي قالك أيه؟
قال منتبهًا:
-قال ممكن ياخد خمس سنين، بس وعدني يخفف الحكم عليه أكتر
قالت محتجة بشدة:
-بس دا بيدافع عن شرفه، واللي اعرفه دفاع الشرف مبياخدش حاجة وبيطلع منها
رد بجدية:
-أصله مقتلهوش وقتها، قتله بعد الحادثة، ودا بيتصنف قتل عمد، بس الدلائل اللي معانا كلها بتخفف الحكم عليه
قالت بامتنان:
-الحمد لله على كل حال، حصلنا حاجات كتير، بس ربنا بيربط على القلوب بجد.............!!
_________________________________

اختلت اعضاؤه وهي بين يديه، وهو يشتم رائحتها بالقرب منه، إحساس عجيب جعل جميع مآسيه تتبخر، والابتسامة لا تفارق ثغره، وشكر من تعطف معه وعاونه، وها هي الآن معه على متن طائرة خاصة، وراقدة على سرير مجهز بعدما تم تخديرها، ضحك مراد بخفوت وهو يستلب بعض القبلات على وجهها، في حال عدم وجود أحد، عبّر عن فرحته برؤيتها هامسًا لها بعشق:
-وحشتيني قوي
نطقها باشتياق لم يخفيه، وهو يتأمل وجهها، وشعرها الذي ازداد طوله، وظل يعبث به طوال الرحلة، تأملها بشفقة على ما واجهته، وهو يتذكر وقت أنقذت أولاده، تألم مراد ولم يخفي غيظه من جاسم، توعد بصوت مسموع مقهور:
-واللهِ ما هسيبك، عاوزك ترجع مصر تعمل حاجة تانية، مش هرحمك، ومش هرتاح غير لما أدفعك التمن.
كان مراد لآخر تحمل بداخله يخفي غضبه، فقط لأخذها لبر الآمان، ويأخذ حيطته من هذا القذر..
استمر مراد يحارب في أفكاره ويتوعد، ولم ينسى أن يتلطف مع زوجته حبيبته، ولم يخفي هذه المشاعر الجياشة نحوها سوى حين هبطت الطائرة، هنا اضطر مراد لتركها معهم لإتمام مهمة وصوله بها، وتحرك خلفهم بهدوء وبطبيعية..

لاحقًا، بعد ساعتين من مطالعة الأوراق وغيرها، هدأت أنفاسه حين استقل السيارة مع أخيه، الذي يقف مكانه يتابع دخولهما بصدمة علنية، وضع مراد رأسها على فخذه، ثم انتبه له، خاطبه بضيق:
-يلا يا يزيد من هنا، واقف كده ليه؟!
تلعثم في رده وسأل ببلاهة:
-لقيت دي فين؟!
ظنه خطفها للشبه الكبير بينها وبين غزل، خاطبه مراد بتهكم:
-على فكرة دي غزل!
فغر فاهه غير مستوعب، هتف:
-مش معقول، واللي دفناها؟!
تأفف مراد من نزقه، هتف بنفاذ صبر:
-خلينا نمشي من هنا الأول، لما نوصل نتكلم
أسرع يزيد بركوب السيارة بجانب السائق وهو ما زال مشدوهًا، بينما دق قلب مراد فرحًا وهي بين يديه، طوّقها بذراعيه كشيء ثمين يخشى فقدانه، ولم يهتم بردة فعلها حين تستيقظ، فليكفي أنها معه..!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،

فيما بعـد، حين وصل بها، كانوا في انتظاره، خاصة وقوف أولاده في الأمام لاستقباله، وعندما تقترب السيارة منهم رفع نظراته المتهللة لهما، ناهيك عن بسمته المتسعة، فظنوا أنه بخير، أو ربما تعافى دون علاج، ترجل يزيد أولاً، ثم فتح لـ مراد الباب، أقتربوا من السيارة في وقت يرفع مراد غزل ويعدل من جلوسها، تثبتوا موضعهم مصدومين، ولم يخيل لأحد أن تكون هي بالفعل، تجاهل مراد ما بهم، بل خاطب يزيد بقبول:
-شيلها يا يزيد، الضرورة تحكم.
كان يزيد متردد، خاصة أن مراد لن يقدر على حملها، امتثل لأخيه ثم بحذر حملها بين ذراعيه، بينما هتف السيد باندهاش عظيم:
-مين دي يا مراد؟!
ترجل مراد باجهاد وهو يستند على عكازه، قال:
-هتكون مين يا جدي!
ركضت السيدة هدى نحو يزيد، تأملت وجهها ومررت نظراتها على جسدها قائلة بعدم تصديق:
-غزل!
خاطب مراد أولاده مبتسمًا:
-دي غزل، مش عاوزين تسلموا عليها
وقف الأولاد متذبذين، غير مدركين لما يحدث فابتسم مراد متفهمًا حالتهما، نظر لجده وقال:
-دي غزل يا جدي، كانت مخطوفة في ألمانيا
دُهش السيد من هذه الصدفة العجيبة، بينما شعرت السيدة بالمرارة من أجلها وأخذت تُقبل وجهها، أمر مراد أخيه بمفهوم:
-طلعها فوق يا يزيد، خليها ترتاح أحسن
ولج يزيد من الباب ومن خلفه السيدة ترشده، هتف السيد بحيرة:
-مراد أنا مبقتش فاهم حاجة، تعالى احكيلي جوه...........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
حل المساء، وحان وقت استيقاظها، ولم يفارق مراد الغرفة منذ جاء معها، فقط جلس على المقعد يحدق بها، يقرأ أحيانًا، يفكر أكيد فيما بعد ذلك، تقدمت السيدة منه بوجه يضحك، قالت:
-الحمد لله، شوفت الصدف يا مراد، فعلاً ربنا ليه أحكام
ابتسم ولم يعلق، فتابعت:
-وإنت اللي مكنتش عاوز تسافر، المفروض تشكر جدك
رد بهدوء:
-ربنا ما يحرمنا منه
قالت مبتئسة وهي تجلس على طرف التخت:
-منه لله الكافر ده، بقى كان المجرم بيفكر فيها، وجاي ينتقم منها، حسبي الله ونعم الوكيل فيه
قال بتعقل حمل التحذير:
-غزل هتفضل هنا مش هتخرج، ومحدش هيعرف عنها حاجة غير لما ذاكرتها ترجع
تلك النقطة أحزنت السيدة، قالت
-يا حبيبتي من كل اللي شافته، مافيش يوم عدل مر عليها، اتعذبت كتير الله يكون في عونها!
أنّت غزل بخفوت وهي تتنمل في رقدتها، نهض مراد منتبهًا له ويخفي انفعالاته المتضاربة، بينما اقتربت منها السيدة مبتسمة، ظانة حين تفيق ستتعرف عليها، فتحت غزل عينيها ببطء ثم رمشت عدة مرات، وضعت أناملها على مقدمة رأسها وقد ألمها صداع ما، ابتسم لها مراد حين نظرت له، كان بشوشًا وطلعته مريحة، قال:
-حمد الله على سلامتك!
ظنت غزل أنها عادت لبيتها برفقة جاسم فابتسم له بواجب ولم ترد، هتفت السيدة بتهلل:
-باين عرفتك يا مراد
استنكر مراد ذلك، لكن سألها بترقب:
-غزل افتكرتيني؟!
جاهدت على الجلوس فعاونتها السيدة، خاطبتهما غزل بجهل:
-هو جاسم فين؟
وضعت السيدة يدها على فمها معترضة، لامتها:
-دا قاتل يا غزل، معقول تسألي عنه؟!
كبح مراد غيظه، قال:
-غزل إحنا أهلك، مش هو، دا خطفك مننا
شهقت قائلة بضياع:
-طيب أنا مين، أنا حتى معرفوش؟!
نظر مراد لوالدته، والتي ردت عليها بلطف:
-إحنا هنا يا غزل أهلك، أنا خالتك ومراد جوزك
فور اشارتها على مراد نظرت غزل له، لم تنكر إعجابها به، وخجلت في ذات الوقت، ابتسم لها فتابع عن السيدة:
-عندي ألبوم صور خاص بيا أنا وإنتِ، هتتأكدي منه إنك بجد مراتي ومن العيلة
سألت بغرابة:
-يعني جاسم طلع كداب؟
للمرة الثانية يكبت غضبه من سماعه لاسم الأخير، قال:
-أيوة، وقاتل وكان خاطفك
لاحظت السيدة من نبرته أنه سينفعل، قالت هي بتريث:
-غزل هتعيشي معانا وهتشوفي قد أيه إحنا طيبين، وفي وسطنا هتفتكري كل حاجة، إحنا معاكِ ومش مستعجلين........!!
________________________________

تعالى صوته بالمشفى زاجرًا جميع من فيها، خاصة مديرها الذي نعته بالأحمق، صاح بهياج:
-أين زوجتي؟!
وقف جون ليتصدى له، قال:
-زوجتك هربت من المشفى، والأمر لا يعنينا
رد عليه بأنفاس غاضبة:
-كيف ذلك وهي لا تتذكر شيء، واتفقت معي على المغادرة اليوم لمنزلنا؟!
رد جون ببرود مستطير:
-السيدة ليست هنا، نحن فقط مسؤلون عنها إذا كانت بيننا هنا، غير ذلك ليس من شأننا!
هتف بجدية:
-كلف الحرس بالبحث عنها، ربما تكون في مكان ما
قال ببسمة سخيفة:
-نفعل ذلك، وبالطبع سنخبرك بوجودها، والأفضل لك أن تبحث عنها، لربما تذكرتك وعادت لمنزلك!
في جملته الأخيرة قالها جون بسخرية لم يعيها جاسم، والذي قال بتوعد:
-سأشتكي عليكم
ثم وجد أن وقوفه من عدمه، لذا هرع ناحية الخارج يبحث عنها في كل مكان، عندما وصل لسيارته قال:
-هربت إزاي، معقول افتكرت كل حاجة
حرك رأسه باستنكار، تابع:
-مش معقول بالسرعة دي، أومال حصل أيه بس؟
ركب سيارته واتخذ القرار بالبحث عنها، لمعرفة أين هي؟، ولن يترك إدارة المشفى دون معاقبة، خاصة أنه ارتاب في أمر مديرها، انطلق بالسيارة وهو ينتفض غضبًا، ردد:
-إنت فين يا غزل، فيــن؟!.................
_________________________________

وهما في شرفة الغرفة، استحيت من قربه الشديد منها وهو يطلعها على ألبوم الصور، خاصة في الصور الحميمية بينهما، كان يخاطبها بطريقة أخجلتها، ابتسم مراد فقد تغيّرت عن السابق، هدوئها أعجبه، وخجلها كذلك منه، قال:
-شوفتي كنا بنحب بعض إزاي.
ابتلعت ريقها وقالت على استحياء:
-شوفت، بس مش فاكرة
تعمد مراد أن يلتصق بها فتوترت، قال:
-ما هو لما نفضل مع بعض هتتعودي وتفتكريني
حاولت أن تبتعد عنها ولو قليلاً، لكنه لم يسمح، قالت مرتبكة:
-بس أنا مقدرش اعيش معاك على إنك جوزي وأنا مش فكراك
رد بعدم رضى:
-كده مش هتفتكري، لازم نقرب من بعض، وقوي كمان
ثم شدها إليه فاضطربت، قالت بتردد:
-ما إحنا هنبقى مع بعض، بس مش على أساس متجوزين
علق بسخرية على كلامها:
-اومال على أساس أيه، اوعى تقولي إخوات؟!
نفت بأعصاب مشدودة:
-لأ، مخطوبين!
سكت مراد وفقط نظر لها بعدم قبول بالطبع، قلقت من ردة فعله وقالت:
-مش كتير خطوبة، على ما اتعود عليكم مثلاً
هتف باحتجاج علني:
-مش ممكن أوافق على كده، باقولك إنتِ مراتي، حاجة تانية مش هوافق عليها
عصبيته وترتها أكثر، مثّلت التعب وأنها ستفقد وعيها؛ كي يتراجع عن تشدده، رغم ضيق مراد تخوف عليها، سألها:
-مالك، حاسة بأيه؟!
ردت بوهن مزيف:
-تعبانة قوي، وكلامك تعبني أكتر
تأفف مراد في نفسه، وتراجع عن تشدده، بينما سألته غزل بعبوس:
-شكلك كنت عصبي معايا قبل ما أفقد الذاكرة، وباين كنت بتزعلني كتير
انتصب في جلسته واستغل أنها لا تتذكر، قال بكذب:
-دا إنتِ مشوفتيش الهنا غير معايا، عمري ما حتى رفعت صوتي عليكِ، أنا الوحيد اللي بيعشقك في الكون ده!
جملته الأخيرة نطقها من قلبه، فتحيرت غزل في شخصيته العاشقة، المناقضة لانفعالاته المتكررة، ظنها لا تصدقه فقال بلؤم:
-اوعى تكوني مش مصدقاني، أنا كنت مدلعك
مطت شفتيها ثم زفرت بقوة، استفهمت:
-طيب ليه اسمي غزل وفي الورق أميـرة؟!
رد متأففًا:
-دا موضوع طويل قوي!
-احكيهولي، علشان افتكر!
وجدها مراد محقة، رغم أن الأمر يخنقه ويمل منه، قال بظلمة:
-هحكيلك، بس خليكِ متعاونة معايا وقربي مني
ثم وضع ذراعه على كتفها، انحرجت لكن استسلمت حتى تستمع له، أخذ مراد وضع الاستعداد ليحكي لها، قال بطريقة سرد الحدوتة:
-شوفي يا ستي، كان يا مكان، كنتِ مع ست غير مامتك، سافرت بيكِ لمكان بعيــد، وبعدين.................
.................................................. ........!!
x xxx x x x x ___________________________
x x x x x x x x x x x ___________________
x x x x x x x x x x x x x xx ___________



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 10-02-21 الساعة 09:06 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 10:54 PM   #133

hanaa85

? العضوٌ??? » 55639
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,649
?  نُقآطِيْ » hanaa85 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hanaa85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 11:39 AM   #134

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thannnnnnnnnnnnnnnnks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-20, 11:16 AM   #135

defne

? العضوٌ??? » 37300
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,246
?  نُقآطِيْ » defne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

defne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 12:25 PM   #136

defne

? العضوٌ??? » 37300
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,246
?  نُقآطِيْ » defne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond reputedefne has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

defne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 12:52 AM   #137

dolly kamal

? العضوٌ??? » 415303
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 113
?  نُقآطِيْ » dolly kamal is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك على روايتك الجديده

dolly kamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 02:28 AM   #138

روهانى

? العضوٌ??? » 480261
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » روهانى is on a distinguished road
افتراضي

🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰

روهانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 05:16 PM   #139

نها صلاح

? العضوٌ??? » 413792
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 161
?  نُقآطِيْ » نها صلاح is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميله جدا و مميزه تسلم ايدك

نها صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-21, 06:50 PM   #140

أزهار الفل

? العضوٌ??? » 476182
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 252
?  نُقآطِيْ » أزهار الفل is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووو وشكراً لكم على الرواية 💚💚🌴🌴🌴

أزهار الفل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.