آخر 10 مشاركات
عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          482-خفقات مجنونة -ميشيل ريد (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عودة من الجحيم - ج2 ندبات الشيطان - قلوب زائرة - للكاتبة::سارة عاصم *كاملة & الرابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-20, 01:15 AM   #31

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


البارتات رووعة امل الحقيرة وغيرتها من غزلورضيت تعيش بالحرام المهم الفلوس باعت شرفها تستاهل الي حيجرالها ..يوسف التاني مجنون واناني المهم انه عاوز غزل حتى لو دمر عالمها وتعرف انها لقيطة بس المهم هو وامه الي ادت الحلق بتاع غزل لبنتها عيلة حقيرة مافيهمش غير الاب حسن الراجل الشهم الطيب غزل عيشة السرايات الي باهراها ياترى حتوصلخا لفين وخلعت حجابها ومعجبة بمراد الله يستر من الي حتشوفه ومراد شكله بدا ينتبه لها ..يزيد يستاهل الي حيجراله حد يوقع على شيك على بياض ..قسمت ياترى ناوية على ايه وغزل ياترى هل هي بنتك وبنت انيس انا حاسة انها بنتها وصاحبتها صباح هي الي سابتها لحد مااخذها يوسف وابوه عشان تخبي جوازها بالسر من انيس ..الاحداث مشوقة منتظرينك بشوق ودمتي بخير 😍

زهرورة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 01:35 PM   #32

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الحـادي عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

-وإنت داخلك أيه يا مراد؟!
التفت مراد لصوت هدير ابنة عمته متفاجئًا من وجودها، بينما ابتسمت غزل بمكر كونه يهتم بها وأيضًا يغار عليها لتضم ذراعيها حول صدرها لتتابع بابتهاج تلك المشادة القادمة، دنت هدير من مراد لتعيد سؤالها بصورة أكثر اغتياظًا:
-بقولك داخلك بيها أيه يا مراد تكشف شعرها ولا تحرقه؟!
رفع صوتها عليه جعله غير متقبلٍ ذلك ليخاطبها بحزم:
-إزاي تعلي صوتك عليا، مفكرة نفسك مين، دا ما اتخلقش اللي فكر يتكلم معايا كده!!
اتسعت بسمة غزل من عراكهما سويًا والذي حتمًا سينتهي بشيء مفرح لقلبها، ردت هدير برهبة:
-أنا خطيبتك، وإنت دلوقتي بتكلم الخدامة وشاغل نفسك بيها، من حقي اتضايق
رد بنبرة قاسية كسرت قلبها:
-أنا مخطبتش حد، ولو فيه بينا حاجة حالاً بنهيها
لم تتمالك غزل نفسها لتتراقص دقات قلبها مكتفية بهذه المشاهدة المسلية والممتعة لتظهر أسنانها من ابتسامتها العلنية، في حين لمعت العبرات في أعين هدير لترفض حديثه الأهوج قائلة:
-أنا خطيبتك يا مراد، إنت دلوقتي متعصب وبتقول كده، ومش علشان خدامة تتعامل معايا كده
نفخ قائلاً بعبوس:
-الخدامة دي بتهتم بولادي، ومن حقي كمان اهتم بيها
تابع وهو يمسك بيد غزل متجهًا نحو الدرج ليصعد بها:
-تعالي نتكلم فوق يا غزل!!
صرخت هدير باستنكار:
-لا يا مراد، مــــراد!
أفاقت غزل من نومها شبه تضحك وذلك حين هزتها خالتها؛ كي تصحو، نظرت لها غزل لبعض الوقت محاولة استيعاب أين هي وتفسير ما حدث قبل لحظات ثم تأملت خالتها مشدوهة، وجدت نفسها ما زالت في بهو القصر وتمسك بكتاب ما فقد غلبها الوسن لتغفو موصعها، قالت فتحية مبتسمة:
-كنتي بتضحكي وإنتي نايمة، سيبتك شوية بس طولتي قوي، قولت لازم أعرف أيه مفرحها قوي كده
تيقظت غزل جيدًا لتتأكد من أنها كانت داخل أعماق حلمٍ مثير أراده عقلها الباطن لتنام متمنية إياه أن يحدث، ردت بحذر:
-مافيش يا خالتي، أصلي كنت بذاكر ولقيت نفسي نمت وحلمت إني طلعت الأولى، كنت فرحانة بقى!
زمت فتحية شفتيها بعدم اهتمام لتخاطبها بملل:
-طيب قومي كملي نومك جوه أحسن ما حد يشوفك برة كده، وأنا هروح أشوف حاجة أشربها أصل خلاص مش جايلي نوم
ثم غادرت بعد أن اومأت غزل لتجمع كتبها الموضوعه في حجرها، لم تنكر اضطرابها ونبضاتها المرتفعة، استوقفها شيء تذكرته في حلمها وتوجست منه، ألا وهو عدم تقبل الأخير خلعها للحجاب، ثوانٍ من التفكير في ذلك جعها تنكر أن يهتم بها لتردد بسخرية:
-هو البيه ماله ومالي، مش معقول هيشغل باله بيا!!
ثم تأففت لتنهض من مكانها شبه تدعو بأن يمن الله عليها ويتبدل حالها، تنهدت بتعب لتلج غرفة خالتها ملقية بثقل جسدها على الفراش كي تكمل نومها متأملة أحلامــًا سعيـــدة.............!!
_____________________________________

في ظل تلك الأجواء الجديدة عليه والمختلطة ببعض الأصوات المنبعثة هنا وهناك ظل يوسف متيقظًا طيلة الليل، تارة يسير في ردهة الشقة وتارة أخرى يتحرك نحو النافذة مختلسًا بعض النظرات لكل صوت يسمعه من الخارج ولم يمر عليه من قبل، شرد في سبب حضوره قائلاً في نفسه:
-هوصلك إزاي يا غزل، أنا ما هعرفش غير رجم التلفون
ثم عض على شفتيه مردفًا بتعقل:
-آني هتصل بخالتي وهي تجولي على العنوان، بس مش هجولها إني عاوز غزل ترجع معايا
صمت ليتابع بحنكة جمة:
-ما هي زمامتها عرفت إحكايتها وإننا مش إخوات، وبكده هضمن أوصلها!
ثم حدق أمامه مكملاً التخطيط لخطواته القادمة وكيف سيخبر الأخيرة بكل شيء...؟!

دلفت نوال من غرفتها تتثائب وتتمطى بذراعيها ثم انتبهت له لتبتسم بمحبة، تحركت نحوه بجلبابها المنزلي قائلة ببشاشة:
-صباح الخير يا سيد الرجالة كلهم
جلس يوسف على الأريكة نافخًا باختناق لم يعرف سببه، جلست نوال بجواره متابعة بترقب:
-أيه اللي مضايقك، في حاجة عملتها زعلتك؟
رد بجهل ممتزج بالقلق:
-مش عارف، يمكن علشان الجو إهنه جديد عليا ومنيش متعود على إكده
تأملت ملامحه الوسيمة عن قرب المختلطة برجولة بحتة ناهيك عن نبرته الصعيدية الرائعة وصلابة جسده لتتمالك نفسها في عدم فعل شيء يضايقه لذا تحملت ألا تتدلل عليه، قالت بتمنٍ جارف:
-هنتجوز إمتى؟، أكلم المأذون يجي بعد العصر!!
رد بتلجلج:
-شوية إكده، ما آني جاعد إمعاكي أهو هروح فين!
تنهدت ببؤس فسألها بحرس:
-كيف هتكلمي جرايب ابنك في البلد؟
ردت موضحة:
-في تليفون القهوة اللي قدام العمارة
في نفسه تفهم يوسف الأمر ثم تنهد متعرفا على وجهته التالية، تذكرت نوال عدم تناوله شيء ليلة أمس فتابعت بلطف:
-طيب هروح أجيب لك فطار مصري يرم عضمك، زمانك جعان من امبارح أصلك ما كلتش
استفهم قاطبًا جبينه:
-فطار مصري اللي هو أييه؟
ردت ببسمة ذات مغزى:
-اللي هو الفول والطعمية..................!!
______________________________________

مر من خلال باب المبنى القاطن فيه بالحي الشعبي ثم صعد الدرج ليصل لشقته في الطابق الرابع وذلك بعدما امتدت السهرة أمس للصباح، حين وصل الطابق الثالث تفاجأ بمن تقف أمامه وتحدثه قائلة بخجل:
-صباح الخير يا ريس ضرغام
تمعن ضرعام فيها النظر ليتذكرها، رد باحترام محاولاً عدم النظر مباشرةً في عينيها:
-إصباح الخير يا ست، معلش آني انشغلت حبتين اليومين اللي فاتوا، زمانك زَهقجتي!
كانت على عكسه تتطلع عليه بنظرات اربكته، ردت باعتراض:
-لا ما زهقتش، الست فتنة قالت اقعد معاها لما عرفت إني وحيدة وماليش حد
ثم نكست رأسها بحزن جعله يشفق عليها، رد بعطف:
-معاوزكيش تشيلي هم، ومصاريف جعدتك مع الست فتنة آني متوكل بيها
نظرت له باعجاب من شهامته معها، ردت بامتنان:
-مش عارفة ارد جميلك ده إزاي؟، يا بخت مراتك وعيالك بيك
رد بحرج:
-آني مش متجوز ومعنديشي إعيال
اخفت ابتسامتها المسرورة من ذلك لتمثل البراءة قائلة بنظرات والهة:
-ربنا يخليك لصحتك يا رب
ازدرد ريقه في توتر قائلاً بتلعثم:
-طيب استأذن يا أ. أ. أ...
قاطعته بظلمة:
-قولي يا نسمة!
رد باقتضاب وهو يتابع طريقه للأعلى:
-فوتك بعافية!
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكاتها من خجله الزائد ثم رددت باستنكار:
-هو في راجل بيتكسف................!!
______________________________________

جلس على المقعد المقابل لجده متنهدًا بعُمق وعلى قسماته بعض من التضايق والأسى، دُهش حين وضع الأخير حقيبة صغيرة مفتوح سحابها على المنضدة أمامهما ليظهر منها الكثير من النقود، خاطبه السيد رشدي بمفهوم:
-خد دول يا مراد علشان تعوض خسارتك
نظر للنقود لثوانٍ ثم رد برفض:
-أنا معايا يا جدي لو احتجت
هتف السيد رشدي بتجهم:
-مش عاوزك تزعل، وأسعد حسابه معايا بعدين
وضح مراد باكفهرار:
-هو مفكر إن حضرتك ظلمته في الورث فهو بيعمل كده، مش حرام كل ده يروح بلاش!!
زفر السيد قائلاً بحنق:
-مظلمتوش، هو بس طول عُمره طماع، علشان أبينله حُسن نيتي جوزت بنتي لابنه، ودلوقتي هجوزك لبنته، اعمل أيه تاني علشان يحس إننا دم واحد
فكر مراد قليلاً ثم ردد بدهاء:
-أنا بافكر أبطل اتجوز هدير، وقتها هيحترموا نفسهم، كفاية يا جدي دور الراجل الطيب اللي حضرتك ببتعامل بيه معاهم، يا ريت ترجع زي زمان
-خلاص يا مراد كبرت، دا أنا شوفت ولاد ولادي، سيبت كل حاجة ليك إنت
لم يعلق مراد عليه ليصمت، تابع السيد بتفهم:
-وكمان جوازك من هدير مش بس علشان يتعدلوا، مش معقول هتفضل من غير جواز، هدير لسه عيلة وحلوة وإنت تستاهل واحدة مش بس لسه متجوزتش، صغيرة كمان!
حرك مراد رأسه موافقًا إياه الحديث، ابتسم له السيد بود مرددًا:
-هنعمل خطوبة تاني، وأنا هكلم سميحة وأخوفها من إنك ممكن ترفض بسبب عمايل أسعد، هتبلغ ماهر وأكيد هيبعدوا عنك
انتفض مراد من جلسته هاتفًا بتبرم:
-والله يا جدي لو سيبتني عليهم لهربيهم، أنا ساكت بس احترامًا ليك إن حضرتك مش عاوز يحصل بينا مشاكل
رد برزانة:
-إهدى بس وكل حاجة هتتحل، اللي عرفته إن أسعد مكنش عنده علم بالخطوبة، بس المرة دي أنا بنفسي هكلمه علشان يحضر
نهض مراد قائلاً بمعنى:
-هاقول اسلم على الولاد قبل ما يمشوا للمدرسة، وشيل حضرتك الفلوس وقت ما احتاجها هاقول
ابتسم له ثم تحرك مراد ليغادر فتذكر السيد ليبلغه قبل خروجه:
-نسيت أقولك، يزيد رجّع مراته للقصر...............!!
______________________________________

من الفيلا التي أعطاها لصديقته المقربة جلس بالأعلى ليتحدث عبر الهاتف بعدما استعادها منها، انتظر بتكهن أن يجيب أحد عليه حتى جاء صوت الخادمة، طلب أنيس منها أن يهاتف السيدة قسمت فاطاعته على الفور لتخبرها..
على الناحية الأخرى نهضت قسمت من تختها لتجيب عليه ثم أمرت الخادمة بحزم قبل أن ترحل:
-اقفلي السكة من هناك أنا خلاص رديت
بعد ذلك جلست مبتسمة بمكر فهي واثقة من تنفيذه لطلبها، ردت بثبات مزيف:
-يا ترى سبب الاتصال إنك وافقت على شرطي
رد بارتياح وتفاخر:
-مافيش حاجة صعبة عليا، أنا حتى بكلمك من فيلتها
-وسناء قبلت بسهولة كده؟!
سألته باندهاش فجاوب بعدم اهتمام:
-دي فيلتي، هي كان حيليتها حاجة، كله بفلوسي
رددت في نفسها بكره:
-وآنت في قلة الأصل مافيش زيك!!، يلا خليني اقلب الكل عليك
ثم انتبهت لحديثها معه لتزيف تودد قائلة:
-مش هرتاح غير لما عقد الفيلا ينكتب باسمي، بس مش عاوزة حد يعرف!
قالتها بتنبيه فرد بامتثال:
-زي ما تحبي يا حلوة
تابع بشغف دفين لكن لاحظته:
-هتجيبي غزل إمتى؟، مشتاق اضمها لحريمي
قهقهت عاليًا ولم تتوقف لشعورها بتلهفه على الأخيرة، في حين عبس أنيس ليظنها تتلاعب به منتظرًا ردها عليه، قالت قسمت بمماطلة:
-اكتب الفيلا باسمي الأول وهتكون عندك وعليها بوسة مني
تيقن من طريقتها بأنها ليست هينة كالماضي، رد بموافقة:
-طيب تعالي مستنيكي علشان نمضي العقد.........!!
_____________________________________

في زاوية ما في ردهة الشقة جلس الصغير يلعب بسيارة ما، وفي ركن آخر جلس يوسف يتطلع على الورقة الصغيرة التي يحملها بين اصابع يديه والرقم مدون عليها، احتار كيف سيهاتف خالته ثم تأفف، لا يعرف سبب عجالته لكن تشوقه من دفعه لذلك...
تقدمت منه نوال القادمة من المطبخ حاملة صينية صغيرة عليها كوبين من الشاي، وضعتها بينهما على الأريكة قائلة:
-الشاي يا يوسف
زيف بسمة لها ثم ندم على استغلالها فهي لا تستحق كذبه عليها، خاصة انصياعها له في كل ما يريده، بداية من ارتداء ثياب محتشمة وتغطية شعرها أمامه بعدما كانت تظهر بعض منه كعادتها، تابعت باعجاب:
-البنطلون والقميص هياكلوا منك حتة
نظر لنفسه ثم انحرج ولم يعلق على ذلك كثيرًا، لم تخض نوال في التكلم عن ذلك كي تتركه مرتاحًا، بينما شرع يوسف في تناول القليل من الشاي ليخفي ربكته، قال بعدها بخداع:
-بفكر أخرج شوية اتمشى في الحارة، يمكن اتعود عليها
رحبت مرددة ببسمة متسعة:
-يا ريت!، المكان هنا هيعجبك، دا أنا متربية هنا والناس حلوة قوي وولاد بلد وجدعان
اكتفى ببسمة صغيرة ثم نظر أمامه شبه متوتر وهو يكمل كوبه، وضعه على الصينية بعدما أفرغ منه ثم نهض متجهًا ناحية الباب بخطوات متباطئة يرسم في هذه الدقائق ما سينتوي فعله حين ينفذ مراده، بنظرات عطوفة حانية رددت نوال التي تتابعه:
-يا رب ما يحرمني منك أبدًا، أنا مستعدة اعمل علشانك أي حاجة.....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،
سار يوسف وسط سكان الحارة يختلس لهم بعض النظرات كمن يقتله فضوله لمعرفة طريقة حياتهم، لم يخلو سيره المتفحص في البحث عن مكان القهوة، ابتلع ريقه حين وجدها ثم وقف للحظات يتطلع عليها، تابع تحركه نحوها وقد طغى عليه بوادر قلق وتردد، رغم ذلك أكمل ما انتواه ثم خطا بقدمه لداخل القهوة، لمحه القهوجي ثم ذهب إليه قائلاً بابتسامة مرحة:
-يا صباح الفل والرزق، اتفضل اقعد!
نظر له يوسف مطولاً قبل أن يسأله بنزق:
-إنت تِعرفني؟
رد الأخير مستنكرًا بسخط:
-اعرف منين يا بلدينا، بس شكلك مش من هنا، جديد على المنطقة
بدا القهوجي فضوليًا ليتفهم يوسف الوضع، رد بتوتر:
-آني مهشربش حاجة، آني بس عاوز اتكلم في التلفون
لوى الأخير فمه قائلاً بمعنى:
-بس استعمال التليفون بفلوس برضوه
سكت يوسف للحظات ثم بدأ في البحث عن أموال بحوزته سواءx داخل جيب بنطاله أو حتى في قميصه، وجد ضالته ليخرج ما قبض عليه وإذ بها جنيهات قليلة، رمقها القهوجي بظلمة ثم انتزعها من يده قائلاً بطمع:
-يدوبك تمن مكالمة، التليفون عندك أهو
أشار له عليه ثم تركه ليكمل عمله ليظل يوسف متعجبًا مما فعله فقد أخذ كل ما معه، تأفف بصوت مسموع ثم تحرك ناحية التليفون وهو يخرج الورقة، وقف متحيرًا أمامه كونه لم يعرف كيفية الاتصال، ردد باقتطاب:
-وهتصل كيف دلوق؟
ثم تلقائيًا بحث بعينيه عن القهوجي ليعاونه، هتف بطلب:
-تعالى يا أخينا...................!!
_____________________________________

اخفضت رأسها باحترام وهي تقف معهم وتبتسم بتهلل من حديث الولدين المادح عنها، تمعن مراد فيها النظر جيدًا ليجدها بالفعل مقبولة كي يتمسكا بها وقال:
-طالما الولاد بيحبوكي كده يبقى ملزومين منك، عاوزك متنشغليش عنهم
ردت بنظرات متقطعة له:
-متقلقش يا بيه، أصلاً مافيش غير مذاكرتي وبتبقى قبل ما أنام
استغرب مراد وانعقد بين حاجبيه متسائلاً:
-ليه؟، إنتي بتدرسي؟!
جاءت لترد فجاوب حسام عليه قائلاً بانبهار:
-غزل في ثانوية عامة يا بابا، والسنة الجاية هتدخل الجامعة
زاد اندهاش مراد مما يسمعه عنها ليستمر بالتحديق بها مما أخجل غزل، ردد كلمة واحدة معلنًا إعجابه بها:
-برافو!
ردت بكلمة فرنسية جعلته يبتسم بل يخفي ضحكة شاردة:
-ميرسي بوكو!!
تماسك ألا ينفجر ضحكًا ثم تنحنح بعدها قائلاً بمعنى:
-طيب يا غزل، ممكن لما أبقى أعوز حاجة أنا كمان اطلبها منك
باصبعها أشارت على عينيها وهي ترد بكل ترحاب:
-من عنيا
في تلك اللحظة تقابلت أعينهما لثوان صمت مرت كالبرق جعلت بشرتها تسخن من فرط حرجها لتخفض سريعًا نظراتها، انتبه مراد لنفسه ليقول بثبات مصطنع:
-طيب يلا علشان عندي شغل
ثم خطف قبلة على جبين كل ولد ثم غادر، وجهت غزل بصرها للولدين قائلة بامتنان:
-متشكرة أوي، تعرفوا النهار ده حبيتكم قوي
رد حسام بابتسامة ماكرة:
-إنتي حبيبتنا يا غزل، بس لازم تقدري كده
ابتسمت له فتدخل شريف ليقول بتنبيه:
-أي حاجة هتشوفيها هتكون بينا، ممنوع حاجة بتحصل بابا يعرف عنها حاجة!
-أنا مش هقول حاجة
-طيب نمشي إحنا
ثم تركوها واقفة تتردد جملة الولد في رأسها، قالت بتعجب:
-يعني أيه أي حاجة أشوفها مقولش عليها، مش المفروض يكون البيه عنده خبر بكل حاجة.................!!
_____________________________________

-أيه يا سناء، أول مرة أشوفك متعصبة كده؟
سأل توفيق الأخ الأكبر لـها حين جاءت لتمكث معه في منزله، بينما ظلت سناء تدخن سيجارتها بعصبية وتتجرع من كأس الخمر وهي تنفث دخانًا، قالت بعصبية:
-أنيس الندل أخد الفيلا مني
سأل بغرابة:
-وليه يعمل كده؟!
ردت بتحير بعدما أفرغت كأسها:
-مش عارفة حاجة، هتجنن خلاص، بس اللي مستغرباله إنه قالي هيجبلي فيلا تانية، بس ليه ياخد دي مني
تسعرت حيرتها مما يفعله لتتيقن أنه يفعل شيء دون علمها، قال توفيق:
-دا إنتي وكيلته في كل حاجة حتى لما كان مسافر، يعني المفروض ميخبيش عنك حاجة
ملأت كأسها مرة أخرى وقالت باغتياظ:
-هموت واعرف بيعمل أيه، دا كل أسراره معايا، وأقل سر يدخله السجن، ليه يخبي عني، أكيد فيه سر كبير!!
-أكيد!
هتفت بتوعد وقد انتوت:
-أنا بقى هفضحه
رد عليها بعقلانية:
-مش كده يا سناء، أنيس برضوه ليه مركزه وهو سبب العِز اللي إحنا فيه، اتكلمي معاه بالراحة كده وافهمي منه
كلماتها جعلت ثورة غضبها تهبط قليلاً، قالت بامتثال:
-طيب هسأله وأما أشوف هيرد يقول أيه..............!!
_____________________________________

رمقها بنظرات بذيئة وهي تخرج ملابسه من الخزانة لتضبها في حقيبة سفره، تحركت أمل وهي مكشرة وحاملة الملابس بين ذراعيها متجهة نحو التخت حيث الحقيبة، فبعد مغادرة أبنائه هاتفه أخيه السيد رشدي كي يأتي للقاهرة لحضور الخطبة فقوافق على ذلك، لامس أسعد ذراعها المكشوف قائلاً:
-المرة الجاية هاخدك معايا، بلاش المرة دي، دول كام يوم بس
ألقت الثياب في الحقيبة بانفعال ثم قالت:
-يعني السواج أحسن مني، معجول هتسيبني لواحدي كام يوم بحالهم
سحبها من معصمها لتجلس بجانبه قائلاً بود:
-يا بت أنا ليا غيرك، أنا بس مش عاوز أزعل حفيدتي في يوم زي ده، ولما الخطوبة تخلص هرجع على طول
تنهدت بقوة متضايقة بالفعل، قالت بدلال مصطنع:
-اوعاك تتأخر عليا، أنا مبجتش استغنى عنيك واصل، بجيت حتة مني
لف ذراعه حولها ثم شدد من ضمها ليداعب بيده الأخرى شفتيها المكتنزة قائلاً بنظرات فاحت منها الرغبة:
-يعني أسيب الجمال دا لمين، لو هختار حد يبقى إنتي يا أمل
ابتسمت بسعادة وهي تتأمله بحب وارتضاء، ثم جذبها إليه ليغرق معها في بحر الحــرام......!!
_____________________________________

تهلل وأضحى يدندن بنغمات غير مفهومة وهو يتوجه نحو البناية بخفة ونشاط منقطع النظير، وقف يوسف للحظات أمام باب العمارة محكمًا ثباته وانفعالاته كي لا ترتاب نوال في أمره، مرة ثانية دقق النظر فيما دونه القهوجي على الورقة من عنوان لهذا القصر الذي به خالته وغزل، تنفس بغبطة مرددًا:
-الحمد لله، كنت خايف خالتي ترد عليا ومعرفش أجولها أييه، حظي حلو إن الخدامة ردت
ثم نفخ بقوة مفرغًا بعض الهموم، خطا بقدمه ليلج كي يصعد بعدها الدرج لكنه سمع صراخ بعض النساء، التفت ليرى ماذا؟ فإذ به يرى رجلاً يحاوطه بعض الرجال الحاملين لأسلحة بيضاء مختلفة الأشكال، حثه الموقف المستفز على التدخل ومعاونة الرجل، لذا دون تفكير في النتائج كان متحركًا بخطوات ثابتة ناحيتهم، بعكس الكثير الذي ظل يشاهد فقط فالمعركة حامية، خاطب يوسف أحد الرجال من خلفه ويشهر سكينًا في وجه الرجل:
-عاوز منيه أيه يا أخينا؟
أدار عنقه له ليرد بنظرات محذرة:
-خليك في حالك أحسنلك
امتعض يوسف بشدة ليزيد من تدخله قائلاً بعناد:
-لع مهخلنيش إفحالي
ثار حنق الرجل ليلتفت له بالكامل كي يؤدبه لكن كان يوسف الأسرع ليأخذ حذره حين نزع السكين بخفة من يده ولوى ذراعه خلف ظهره بتمكن، استغل الرجل المحاصر من بينهم الفرصة ليؤدبهم حين شرع في ضرب أحدهم، زاد الهرج والمرج ليتدخل بعض من الشباب لفض الشباك فارتفعت أصواتهم المختلطة ليسمعها جميع من يقطن بالحارة حيث خرج الجميع ليتابع من نوافذ وشرفات بيوتهم....
من ضمنهن السيدة فتنة التي خرجت برفقة نسمة لتشاهد هي الأخرى، بعد وقت من متابعتهن الشغوفة والقلقة هتفت نسمة بتخوف:
-دا سي ضرغام........................................ .................!!
x x x x x x x ___________________________
x x x x x x x x x x ____________________
x x x x x x x x x x x x x _____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 02:36 PM   #33

تيلينجانا

? العضوٌ??? » 471660
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » تيلينجانا is on a distinguished road
افتراضي

الاحداث اصبحت مشوقة ويوسف اقترب من الوصول لغزل لكن مااعتقد يقدر يأخذها هي اصبحت متعلقة بمراد . منتظرينك لاتطولي علينا 💝💝

تيلينجانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-20, 07:01 PM   #34

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الثـاني عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

فتحت الباب على مصراعيه لتستقبله باضطراب بدني وذهن مترقب كيف ستكون حالته الآن؟، أطلقت نسمة صرخة مفزوعة لتفاجئها به ينزف، هتفت بغيظ:
-منهم لله اللي عملوا فيك كده!
عاونه يوسف على صعود الدرجات المتبقية وهو يتحرك بجانبه ممسكًا بجزئه العلوي ليصل به لباب الشقة مترددًا في الدخول به، توقف عند الباب أمام نسمة ثم بكل توتر قال:
-فوتكم إبعافية آني
ثم جاء ليتركه فباشر ضرغام بالرد عليه عائبًا بمغزى:
-طيب ما تكمل جَميلك وتطلِعني، ولا هتسيبني أكمل لوحدي
ابتسم يوسف بحرج ليكمل صعود الدرج فقد ظن أن هذه شقته، كانت نسمة قد لازمتهم من خلفهم تاركة السيدة فتنة بالأسفل تتعقبهم بنظراتها المقتطبة، غمغمت بعدم رضى:
-إزاي تطلع مع الرجالة كده، البت دي بتعمل حاجات متصحش لازم افهمهالها بنفسي
ثم ولجت لترتدي ملابس للخروج كي تخلفهم الصعود......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،
جلس ضرغام بتعب طفيف على الأريكة بمعاونة يوسف ثم تنفس بعُمق، اردفت نسمة حديثها المستاء:
-ربنا ياخدهم مافيش في قلبهم رحمة
ثم بطرف طرحتها المحاوطة لعنقها مالت عليه لتجفف الدماء من على وجهه فارتبك ضرغام من ذلك، ابعدها قائلاً:
-ملوش إلزوم يا ست نسمة دي حاجة بسيطة
أخفت بسمة متهللة من ذكره لاسمها، قالت في نفسها وهي تتأمله باعجاب:
-يا حلاوة اسمي وهو طالع من بوقك!!
أشاح ضرغام نظراته من عليها ليتطلع بـ يوسف، خاطبه بامتنان:
-متشكر جوي على اللي عملته تحت إمعايا
رد يوسف بذوق:
-دا واجب عليا، أي حد مكاني كان عمل إكده
قبل أن يتابع ضرغام حديثه لاحظ قطرات من الدماء معلقة على حاجب يوسف الأيسر، قال بقلق:
-باين اتصابت
تلقائيًا وضع يوسف يده على جرحه الخفيف قائلاً بلا مبالاة:
-حاجة بسيطة، مهتوجعشي يعني!
لم يخفي ضرغام إعجابه ببنيته القوية وثباته في الوقوف الجرئ أمام أي أحد ليظل يطالعه بنظراته تلك حتى توجس يوسف منها، قبل أن يستأذن بالرحيل كانت قد وصلت نوال للشقة وهي تولول بتهويل، ولجت للداخل فإذا بهم أمامها، تحركت شبه راكضة نحو يوسف وهي تهتف بقلق متلهف:
-عملوا فيك أيه يا يوسف، وأيه الدم ده؟!
توتر يوسف مما تفعله ليرد بصوت خفيض:
-آني كويس وسليم جِدامك أهو
-تلاجي مرتك جلجانة عليك، خبرها إنك إمنيح وكنت كيف الأسد
اختلج من وصفه لها بزوجته وأراد أن يعدل ذلك، لم تعطيه نوال الفرصة لتتفاخر به قائلة:
-هو فيه حد زي سي يوسف، ربنا يديه الصحة
لم يعلق يوسف والتزم الصمت فربما حديثه يثير ضيق أحد كونه يمكث معها دون علاقة تجمعهما فتصرف بتعقل، استطردت بنظرات ودودة:
-يلا يا يوسف نروّح، وكمان احطلك حتة تلج على التعويرة دي
هز رأسه بموافقة ثم تنحنح محدثًا ضرغام:
-فوتك إبعافية
-الله يعافيك
رد عليه بتودد ثم تابع سيره مع المرأة بنظرات مبهمة، أخرجه من حالة الشروط هذه نسمة التي خاطبته بحزن:
-كل ده بسببي، هما بيعملوا كده معاك علشان أنقذتني منهم
نظر لها قائلاً بجدية:
-حُوصل خير، عاوزك متخافيش منيهم، محدش هيجربلك طول ما إنتي في حمايتي
لمعت عيناها بوميض فرح إثر كلماته المبهجة، قالت بلطف:
-طب قوم علشان إنت كمان تستحمى وتغير هدومك اللي مليانة دم دي، وكمان تاكلك لقمة ترُم عضمك
هنا قد وصلت السيدة فتنة التي انزعجت من حديثها السلس معه لتنضم للحديث بينهما قائلة باستياء داخلي:
-يلا إحنا يا نسمة، وحمد الله على سلامتك يا سي ضرغام
اكتفى بالابتسام لها فقالت نسمة له:
-أنا هدخل المطبخ اعملك الأكل على ما تطلع
نظر لها ضرغام باستغراب فردت السيدة فتنة مسرعة:
-قصدها عندنا تحت
ثم رمقت نسمة بعتاب لتتأفف داخليًا فقد أرادت أن تعده بمنزله، استطردت السيدة بحرج:
-عن إذنك إحنا
سحبتها السيدة فتنة من يدها وهي تخرج ثم تنهد ضرغام بقوة متجاهلاً ما حدث قبل لحظات، لكن ظل في فكره شيء واحد وهو من هذا الشاب الذي عاونه؟ والذي يدعى "يـــوسف"........!!
_____________________________________

-يوسف....... يوسف!!
انتفض قلب سعاد وهي جالسة موضعها وزوجها حسن يردد اسم ابنهما الأكبر ويهذي ببعض كلمات غير مفهومة نتيجة ارتفاع حرارته، وضعت قطعة القماش المبللة بالماء في الطبق ثم اقتربت منه قائلة بتخوف:
-فيك أيه يا حسن ما كنت البارح إكويس
أخرج أنين من داخله لكن بعدها خرج صوته ضعيفًا:
-عاوز أشوفهم حواليا
لم تستفسر عن من يريد رؤيتهم؟ لتفطن بمفردها، لم يكن بيدها سوى أن تحقق له رؤية أمل، ردت بأعين حزينة:
-متعزلش نفسك يا حسن، يوسف هيرجع ومهيغبش، وآني هجيب أمل إتشوفك
ثم تأملت وجهه الذي ذبل بين ليلة وضحاها لتتوجس من أن يصبه مكروه أو يتركها، ابتعدت تدريجيًا عنه بعدما ذهب في غفوة، همست لنفسها بألم:
-إوعاك تسيبني يا حسن، أنا مليش غيرك دلوق
تساقطت بعض العبرات رغمًا عنها ثم تركته بداخل الغرفة وحده، وقفت أمام الغرفة تشكي همها، لاعنة أيضًا الظروف التي فرقتهم بسبب وجود غزل بينهم، تمتمت بامتعاض:
-معرفاش ادعي عليكي ولا اعمل أيه، بس كله بسببك
بعدها وضعت سعاد الشال على كتفها وهي تنعي وضعها، منتوية التوجه لابنتها كي تساندها وربما تخفف عنه، ولسان حالها ما زال يلوم الأخيــرة............!!
_____________________________________

في إحدى الزوايا جلست على مقعد ما تتابع ما يفعله شريف مع مدربه من حركات متقنة، لم تتوانى أيضًا في إصدار كلمات التشجيع له بين فينةٍ وأخرى مستغلة أنها بمفردها، جاء أحدهم ليجلس بجانبها متعمدًا أن يلتصق بها، انزعجت غزل منه حين ادركته لترمقه بتأفف ثم ابتعدت قليلاً،xاقترب ثانيةً فتعصبت ونفخت بقوة، ما ضايقها هو عُمر الصبي، يبدو من ملامحه أنه في الثالثة عشر من عُمره!، لكن بنيته وطوله على النقيض، وقفت غزل مقررة التوجه لمكان آخر لكن بكل قلة ذوق أمسك الصبي يدها، خاطبها وهو ينهض بمغزى:
-هو حسام وشريف أحسن مني ولا أيه؟
عقدت حاجبيها من حديثه المستهجن، نفضت يده قائلة بامتعاض:
-احترم نفسك يا واد إنت!
صوتها المألوف جعل حسام الذي يتمرن بمفرده ينتبه لها، أيضًا جعل شريف يتوقف عن تمرينه ليوجه نظراته لها، أسرع الصبيان نحوهما ونظراتهم تخرج سيل من السهام نحو الصبي، استطردت غزل ذمه:
-جرا أيه يالا، مبقاش غير العيال كمان، تلاقيك لسه بتعملها على نفسك
صر أسنانه بغضب وجاء ليعنفها لكن سبقه شريف ليدفعه بيده قائلاً بهياج:
-مالك بيها يا هاني؟
ابتسم هاني باستخفاف جعل شريف يغتاظ منه، وقف هاني قبالته يتطلع عليه بثقة وقال:
-كنت بقرب منها أصلها عجباني، وريني هتعملي أيه؟
انضم حسام لأخيه يسانده كون الآخر يتمتع بطول يفوقه ووزن زائد، زاد الطين بلة حضور ثلاث فتيان من خلف هاني بنفس هيئته متقاربين في العُمر، توجس شريف وحسام منهم وتزعزعت قوتهما، في حين خشيت غزل أيضًا على الأولاد أن يحدث لهم شيء بعد تخلي المدرب عنهما ورحيله المستفز فتدخلت هي على الفور، وقفت حائلاً بينهم قائلة بتلطيف:
-خلاص يا حبيبي محصلش حاجة، أنا مش زعلانة منك
نظر لها هاني بخبث وقال:
-بجد حبيبك؟!
ثم أمسك ببعض من خصلات شعرها يعبث بهم، ود الولدين الفتك بهذا الوقح فانفجرا مما يفعله وبدت نظراتهم تحمل الغل، كان وقوف غزل أمامهما يمنعها من العراك معهم، لم يبالي هاني ليواعدها بحقارة:
-عاوزين نشوفك لواحدك
تفهمت غزل سفاهته المنبعثة من عدم تربيته لترد بتماسك:
-طيب هابقى آجي لوحدي المرة الجاية
حملق فيها الولدين باستياء ثم بشدة أمسكت بيديهما ليغادروا المكان أمام نظرات هاني والبقية، هتف شريف بعدم رضى:
-غزل!!
استمرت في سحبهما من المكان وهي تردد:
-هشششش.......!

اقترب ياسر منه قائلاً باعجاب:
-أنا قولت مافيش غير هاني اللي هيجيب حقي
وجه هاني بصره له ثم قال بغرور:
-هو أنا شوية ولا أيه، دي بس قرصة ودن ليهم علشان يلزموا حدودهم، واعرفهم إنهم ميقدروش يحموا واحدة
رد ياسر بغيظ:
-كنت عاوزك تضربهم، أصلك مشوفتش عملوا معايا أيه، وكل ده قدام البت نانسي
-متخافش هاخد حقك علشان العيال دي شايفين نفسهم
خبط ياسر على كتفه مسرورًا به، بينما فرك هاني أسفل ذقنه قائلاً بنظرات مظلمة:
-ولو مجتش الحلوة دي أهو هيكون هناك اللي هيخلينا نرخم عليهم براحتنا...............!!
___________________________________

عند الميناء وقف مراد منتظرًا أن يحمل الرجال البضائع التي استوردها من الخارج، كان معه يزيد يدون كل شيء في أوراق مجمعة، في أثناء ذلك استغل يزيد وجوده معه وقال:
-جدي أسعد جاي النهار ده
نظر له مراد وابتسم بسخرية، ردد كلماته باستنكار:
-جدك أسعد!!
ثم صمت للحظات متابعًا بتهكم:
-دا واحد عايش طفولة متأخرة، مفكر نفسه لسه صغير، متقولش يا جدي ليزعل
تنحنح يزيد وقال بمعنى:
-مش المفروض نكون في انتظاره وهو جاي
-مش فاضيله
رد مراد بكلمة مقتطبة أظهرت رغبته في عدم الحديث عنه، صمت يزيد ثم تابع عمله، بطرف نظراته لمح تقدم بعض الرجال فلفتوا انتباهه ليدقق النظر فيهم، تلقائيًا قال مضيقًا نظراته:
-مش دا موسى القاضي!
حين سمع مراد اسمه أدار رأسه فقط ليتطلع عليه، ثوانٍ فقط وكان مشيحًا نظراته عنه ليتجاهله، لكن عاود النظر إليه حين لمح بجواره ما لم يتوقعه، قست نظراته نحو ما رأى ليغمغم من بين اسنانه:
-يونـس!
انتبه يزيد لحالة أخيه التي تبدلت واستغرب، لكنه توجس من رده فعله في التعامل فهو يعرفه عنيفًا بطبعه، تحير مراد في وجوده مع هذا الرجل فبضاعته التي سُرقت كانت بحوزة أسعد جده، هذا يعني تعامله مع هذا المتدني، شعر مراد بالخزي من أقاربه وابتسم بغضب، اقترب موسى منه ليحييه لكن أسرع مراد بالرحيل متعمدًا التقليل منه حين حدث يزيد بصريمة:
-حمل البضاعة ومتتأخرش أنا رايح اغير هدومي
ثم بخطوات زموعة كان مبتعدًا مسافة معقولة من موسى الذي وقف مع يزيد ويتابع رحيله بضيق داخلي، بينما تنفس يونس بغبطة مستطيرة، لعدم تفهم يزيد السبب الأصلي خاطبه مزيفًا بسمة:
-أهلاً موسى بيه، خير!
نظر موسى لـ يونس ثم ابتسم له، فقد أراد أن يبعث لـ مراد برسالة من حضوره ونجح، انتبه لـ يزيد ثم رد بمكر:
-خير أكيد.............!!
_____________________________________

وجدته يجلس على مصطبة أمام باب حظيرة البهائم ويقوم بلف سيجارة يدويًا، على الفور كانت متحركة نحوه ثم قالت بنهج:
-فينك يا عوض وفين أمل؟، أنا خبط على باب الدوار ملجيتش حد فيكوا
ببرود شديد نظر لها عوض لبعض الوقت، عاود متابعة ما يفعله ثم رد بسخط:
-خير يا حماتي؟
ثم ضحك بسخرية مردفًا:
-حلوة حماتي دي!
حملقت فيه بغرابة من ردة فعله، سألته بترقب:
-فين بتي يا عوض؟
وجه نظراته الضيقة نحوها ثم رد مبتسمًا باستهزاء:
-بتشوف شغلها اللي اتجوزتني عشانه، هتكون بتعمل أييه يعني
دُهشت من غموضه لتستفهم باهتمام:
-تجصد أيه؟!، انطج وديت بتي فين؟
نظرة وجع لاحت عليه وهو يجد نفسه في وضع قبيح كهذا، أجل فزوجته التي تحمل اسمه أمام الجميع لم تكن في احضانه بل مع آخر، تذكره لما كان يزعجه لذا رد على الأخيرة بنفور:
-معرفش، بتك الفاجرة طفشت
شهقت بصدمة مما سمعته أذنيها واجتهدت أن لا تصدق، هتفت بانفعال:
-بتي متربية أحسن ترباينة يا راجل يا ناقص، كيف تحكي عنها إكده؟
نهض من مكانه ثم دعس على سيجارته قبل أن يشعلها قائلاً باحتقار:
-أومال هي فين المحترمة يا ست، لاكون مخبيها في خلجاتي
ابتلعت ريقها متخوفة من صدق حديثه فهذا يعني جلبها للعار، تسارعت أنفاسها وشعرت بوخزة جعلت قدميها لم تقدر على حملها، أكمل بكراهية:
-يلا من إهنه معاوزش أشوف وشك جدامي
شحذت سعاد قواها وهي تسير تاركة إياه خلفها يبصق أرضًا، سارت سعاد كالمغيبة لتتيقن بأن أبنائها قد ضاعوا منها، جاء حسن على ذهنها لتقول ببكاء وشيك:
-هجول أيه لـ حسن، دا يروح فيها
صمتت لتكمل ببكاء وهي تجر قدميها:
-فينك يا يوسف، تعالى شوف اختك واللي عملته وأبوك واللي جراله..................!!
_____________________________________

ربت على فخذ والده وهما في طريقهم للقصر قائلاً بفرحة:
-القاهرة نورت يا بابا، مش مصدق إنك معانا هنا
ابتسم أسعد بود وقال:
-لو مش خطوبة هدير مكنتش جيت، أصل عيشة الفلاحين عجبتني ومبقتش حابب هنا
التفت له منتصر الجالس بجانب السائق برأسه ليقول بتلميح:
-أيوة حد يسيب السمنة البلدي والقشطة
كشر ماهر ليلوم والده بنزق:
-الحاجات دي تضر صحتك يا بابا
كتم منتصر ضحكته فما يقصده شيء آخر، رد أسعد بعدم اقتناع:
-أنا مبسوط كده أنا لسه شباب، والحاجات دي حلوة
هتف منتصر بمغزى ضايق والده الذي تفهم عليه:
-بس يا خسارة مجبناش قشطة وسمنة وإحنا جايين، معنى كده إن بابا مش هيقعد كتير ويرجعلها
رمقه أسعد باستشاطة فهو يعرف جميع أسراره، قال ماهر بألفة:
-القصر هينور يا بابا دا كان ناقص وجودك معانا، سميحة مستنية تشوف حضرتك قوي وكمان العيال
رد أسعد بتودد:
-كلهم وحشوني ونفسي أشوف، وبالذات قسمت!
اسمها جعل قلب منتصر يدق بشدة، تذكر ماهر أن أخيه يميل لها ثم قال بمكر:
-دا أنا نسيت أقول لحضرتك إنها رجعت من برة، أصلها اطلقت
جحظ منتصر عينيه وادار رأسه نحو أخيه ليحدجه بنظرات قاتلة خاف ماهر منها لذا تابع سريعا بمفهوم:
-أنا نسيت أقول، أصل موضوع سرقة مخازن مراد شغلني
ثم نظر لأخيه بتوسل جعل منتصر يمر الأمر، ابتسم أسعد قائلاً:
-كويس قوي، بالمرة أشوفهم كلهم مرة واحدة...........!!
____________________________________

وهي بداخل سيارتها وتجلس بالخلف لمحتها تستقل سيارتها وتقف بها على الرصيف، زين ثغر قسمت بسمة خبيثة ثم أخرجت من حقيبتها أحمر الشفاة لتضع منه بكثرة وتمسك بمرآة صغيرة، كل ذلك وهي تنظر بطرف عينيها للأخيرة، تنهدت بعمق ثم وضعت ادواتها في الحقيبة، خاطبت السائق بحزم:
-خليك واقف هنا، أنا هتأخر جوة شوية متروحش في أي مكان
-تحت أمرك يا هانم
ترجلت قسمت من السيارة ببطء متعمدة التدلل، سارت بأناقة داخل الفيلا التي ستصبح لها وهي تعي حالة التي تراقبها من بعيد لذا أوقفت السائق خارجًا كي تراها بوضوح، ولجت بمفردها للداخل وبعدها لم تتحمل سناء البقاء بداخل سيارتها لتترجل هي الأخرى وهي تفوح غلا، هتفت باحتقان:
-بتضحك عليا ورجعتلها، يا ترى أيه اللي غيرك يا أنيس دا إنت كنت مستغني عنها
ثم وقفت تفكر في خطوتها القادمة، بعد وقت قررت مواجهته بمفرده أفضل لتتفهم منه، حاولت الهدوء والتريث لتركب السيارة ثانية، قالت بعزيمة وهي تستعد للرحيل:
-اصبري يا سناء أما تسمعي منه أحسن.................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
وضعت توقيعها أسفل الورقة بجانب توقيع الأخير، بعد ذلك بدأ الشهود في التوقيع ثم اتسعت بسمة قسمت بعد أن انتهوا، قال أنيس:
-ألف مبروك يا قسمت هانم
نظرت له لترد بتهلل داخلي:
-الله يبارك فيك
أخذ محاميها الذي حضر الأوراق معه ليسجلها ثم رحل، غادر الشهود ولم يطيق أنيس الانتظار لذا سألها بتلهف:
-قولي بقى هتجيبيها إمتى، الوشوش اللي عندي عاوزة تتغير
وضعت ساق فوق الأخرى وقالت:
-بكرة هتكون عندك وهجيبهالك بنفسي
أخذ نفسًا عميق وقال:
-مش خسارة فيكي الفيلا
تابع متسائلاً بجدية:
-يعني متأكدة محدش هيسأل عنها وإنها يتيمة؟
ردت بثقة:
-عيب!!، البت حلوة واحسن حاجة فيها إني متأكده إن ملهاش أهل، يعني محدش هيسأل عنها
ارتاح أنيس من مخاوفه ليقول برغبة ضايقت قسمت:
-لازم أخدها أنا الأول، وبعدين اشغلها مع الحريم
مرة أخرى يزعجها ويستفزها بحديثه فسبق وفعل معها هذا، ابتلعت كل ذلك كي تكمل لعبها به وانتقامها منه، ردت بغموض:
-أنا مستعجلة تجيلك أكتر منك، علشان يهمني قوي أشوفك مبسوط...........!!
_____________________________________

لاحظت ضيقه منذ أن جاؤوا من الخارج لذا زاد فضولها، جلست نوال بجانبه على الأريكة لتسأله بجدية:
-من وقت ما جيت وإنت قاعد كده، حتى مرضتش اعملك حاجة لجرحك ده
ظل محدقًا بالأرض عابسًا فنظرت له بتعجب وهي تخاطبه باستياء:
-رد يا يوسف، عملت حاجة زعلتك؟!
رفع نظراته لها وقال باكفهرار:
-فيه إن الراجل اللي كنا عنده افتكر إنك مرتي
ردت باستنكار:
-وفيها أيه؟، ما احنا هنتجوز
لم يبوح يوسف بحنقه من الموضوع برمته فقد توصل للعنوان خالتها وكان على وشك الذهاب إليها، رد بتردد:
-افرض عرف دلوق إننا مش متجوزين، دا ممكن يجتلنا والناس إهنه مهتسيبناش إفحالنا
لم تهتم بما قاله لتقول ببرود:
-إنت فاكر نفسك في البلد، إنت في البندر يعني الناس هنا بيلبسوا اللي عايزينه ومحدش ليه دعوة بالتاني، وكمان مين هيقوله ولا هيعرف منين؟!
لم يجد ما يقوله وتأفف داخليًا، تبهجت نوال من ضيفه التي كانت ترفضه لتأتي فرصتها، قالت باقتراح:
-طالما خايف كده يبقى نتجوز، وكمان أنا برضوه خايفة حد يعرف
تخوف من حديثها وفي نفس الوقت عارضه، ابتسمت نوال بتأمل وهي تحثه على القبول:
-هنكتب الكتاب ونعزم الكل علشان يعرفوا إننا متجوزين
نظر لها وهو يفكر ويبدو عليه أنه لم يتهيأ الآن لذلك، فتح شفتيه ليتراجع قائلاً:
-آني باقول أ......
دقات الباب منعته من التكملة لتنهض قائلة:
-هشوف مين وأجيلك
هز رأسه فقط فتحركت كي تفتح، وجدته صبي القهوة فقال لها:
-ضرغام بيه مشيعني أقول للأستاذ يوسف يروحله بعد العِشا
نهض يوسف من مكانه مضطربًا وهو يبتلع ريقه، تلجلجت نوال في الرد وتوترت وقالت:
-قوله طيب هيجي
رحل صبي القهوة فاغلقت الباب، تحرك نحو يوسف فقال بقلق:
-ودا يعرفني منين علشان يطلب يجابلني
ردت محاولة خفض رهبته:
-تلاقيه عاوز يشكرك، إنت ليه خايف كده!
هتف باختناق:
-ما خلاص العركة خلصت واتفضت، آني حاسس إنه شاكك إفحاجة ومهيرتحش لوجودي في الحارة
نفخت نوال بضجر من استمراره الحديث في ذلك قائلة:
-روح يا يوسف شوفه عاوز أيه متكبرش الموضوع، ولو لسه خايف خلينا نكتب الكتاب دلوقتي
قالتها بتكهن وحب جلي جعله يرتبك، تلعثم في ذلك مرددًا:
-نـ نتجوز... دلوق............!!
_____________________________________

طرقت الباب بهدوء وانتظرت أن تدخل بعدما قالت:
-البدلة يا بيه
حيث وقفت غزل أمام الغرفة حاملة حلته السوداء التي جلبها البائع لتعطيها له وهي تبتسم، لحظات ورد مراد من الداخل:
-ادخل!
فتحت الباب ثم خطت بقدميها مكررة:
-البدلة يا سـ
ثم بحثت بنظراتها عنه فلم تجده، قطبت جبينها ثم تعمقت أكثر لتبحث عنه، انتبهت للمرحاض مفتوح بابه فتقدمت منه بحذر، بالفعل وجدته بالداخل لكن صدمها حين رأت المرآة محطمة وهو يستند بكفيه على الحوض، أصابها القلق حين وجدت يده تنزف، وجه مراد بصره لها ثم خاطبها بحنق:
-هتبوصيلي كتير، هاتي حاجة امسح الدم ده
انفزعت من نبرته لتحرك رأسها بطاعة، تحركت لتضع البدلة على الفراش ثم توجهت نحو المرآة لتبحث عن قطن وضماده، وجدت قطن فقط ثم أخذته له، حين وصلت إليه انتزعه مراد من يدها ليكتم الدماء، دلف من المرحاض وهي من خلفه تنتظر أوامره..
لم تتجرأ لتسأله عن السبب لذا وقفت ساكنة، حدثها بهدوء مقلق:
-فيه شاش في صيدلية الحمام هاتيه علشان تربطي إيدي
ركضت نحو المرحاض لتجلبه وفي غضون ثوانٍ كانت حاضرة، جثت على ركبتها أمامه ثم شرعت في تضميد الجرح، انحنت برأسها لتقطع الشاش باسنانها فهتف باعتراض:
-هاتي مقص
كانت قد انتهت ثم قالت مبتسمة بعدم اهتمام:
-عادي يا بيه
ثم اكملت ما تفعله، سألها باطراق:
-الولاد رجعوا؟
ردت بتأكيد:
-أيوة يا بيه واتغدوا كمان
-خلي بالك منهم
اومأت بانصياع ثم انتهت قائلة:
-كويس كده يا بيه؟
ابتسم هازًا رأسه برضى، نهضت قائلة بلطف:
-هروح أنضف الحمام قبل ما حد يشوفه كده
نظر لها باعجاب من تفهمها الوضع وتصرفها المحنك لتتحرك هي ناحية المرحاض وتشرع في تنظيفه..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تأملتها بنظرات متفحصة وهي تسألها:
-لابسة كده ورايحة فين؟
ردت وهي تنهي تمشيط شعرها:
-رايحة عند مراد
دنت منها سميحة مستفهمة بفضول:
-هتروحيله ليه، طلب يشوفك؟
التفتت لوالدتها قائلة بتكشر قبل أن تلقى فرشاة الشعر:
-مراد طالب يشوفني!، هو يعرفني أصلاً، إن مقربتش أنا منه ممكن ينساني
ثم تحركت لتجلس على طرف تختها فتابعتها سميحة لتقف أمامها مرددة بضيق:
-ينساكي دا أيه، أومال الشبكة اللي جتلك دي بتاعة أيه، وجدك اللي جاي يحضر خطوبتكم دا كمان لعب عيال
وقفت هدير لترد بعبوس:
-طيب هروح اتكلم معاه شوية في أي حاجة، أشوف هيعاملني إزاي وأيه رأيه فيا على الأقل
ردت عليها مبتسمة بحنوٍ:
-روحي يا حبيبتي واتكلمي معاه، دا ابن عمك مش غريب برضوه
تنهدت هدير بقوة ثم دلفت للخارج ذاهبة إليه...
طرقت هدير الباب مرة واحدة ثم ولجت، وجدته يبدل ثيابه فخجلت لتطرق رأسها سريعًا، قالت بأسف:
-باعتذر، مكنتش اعرف إنك بـ...
قاطعها بنبرة قاسية:
-لو كنتي استنيتي لما اسمحلك تدخلي كنتي هتعرفي إني بغيّر هدومي!
ارتدى كنزته على عجالة فردت بهدوء حزين:
-يعني اخرج تاني و....
انتبهت ليده المصابة فاقتربت منه قائلة بقلق:
-مراد إنت متعور؟!
ثم أمسكت يده بحرس لتراها فسحبها قائلاً بلا مبالاة:
-مافيهاش حاجة
نظرت له قائلة بتودد:
-أنا خايفة عليك يا مراد، مش ابن عمي وهتبقى جوزي
نظر لها للحظات ثم وضع يده على خدها ليلامسه فاقشعر جسدها، رد بلطافة:
-طيب يا هدير، أنا بس كنت متعصب فماتزعليش
ابتسمت له وسعدت فلأول مرة تراه يعاملها هكذا، في تلك الأثناء دلفت غزل من المرحاض ورأت ذلك فتجهمت وتأففت، لم تتحمل مشاهدة المزيد لتنطق بحنق دفين:
-أنا خلصت يا بيه
امتعضت هدير من وجودها بالغرفة لتسألها باستشاطة:
-إنتي هنا من إمتى وكنتي بتعملي أيه؟
ردت غزل بعملية مصطنعة:
-بنضف الحمام يا هانم
ثم تحركت لتغادر فحدجتها هدير بنظرات نارية، وجهت بصرها لـ مراد قائلة بانزعاج:
-يعني بتغيّر هدومك وهي في أوضتك وأنا عاوزني استأذن علشان أشوفك
تضايق مراد من حديثها الجارح وهتف:
-كانت في الحمام بتنصفه وانا بغير هدومي برة، يعني هتبوصيلي مثلاً
ردت بغيظ:
-وليه لأ؟، هتمنعها تبص عليك، وكمان البت دي مش مستريحالها وباين لعبية
قال بتأفف:
-مش ناقص كلامك ده، متعمليش فيها مراتي من دلوقت، أنا بزهق بسرعة وممكن افضها سيرة
ثم توجه ليقف أمام الشرفة فنظرت له بحزن، تحركت خلفه قائلة بابتئاس:
-أنا بغِير عليك حتى لو مش مراتك، أنا باحبك يا مراد
ازعجها بتجاهله لها ثم وقفت دون كلمة تتطلع عليه ليلاحظ ذلك، قال وهو يستدير لها:
-هدير أنا مش باحب تصرفات الستات علشان بتخنقني، يهمني قوي الست المطيعة اللي تسمع الكلام بس
نكست رأسها قائلة بامتثال:
-حاضر، بس كلمني حلو وحبني زي ما باحبك
رد مبتسمًا بمغزى:
-طماعة، مش مكفيكي إني هابقى جوزك............!!
____________________________________

فور وصوله للقصر كان قد توجه مباشرةً لغرفة أخيه الأكبر، اقترب أسعد منه لينحني مقبلاً إياه بأخوة مزيفة، قال وهو يبتعد ليجلس بجواره:
-مالك يا رشدي شد حيلك كده؟
رد مبتسمًا بتهكم:
-كفاية إنت شادد حيلك
اغتر أسعد من نفسه لكن أظهر استيائه حين قال:
-ما فيش حد قابلني ولا مستنيني
تدخلت سميحة في الحديث قائلة:
-واحنا شوية يا عمي، دا القصر نوره زاد
سأل بسخط:
-فين مراد ويزيد، مش معقول مش عارفين إني جاي؟
سبقت سميحة الجميع في الرد قائلة:
-مراد مع هدير، بعتلهم خبر إنك حضرتك وصلت
زم ثغره ليتطلع على أخيه، وجده واجم فسأله:
-مش عاوز تقولي حاجة يا رشدي؟
تنهد قائلاً برزانة:
-لا يا أسعد، كل اللي عاوزوه إنك تحضر خطوبة احفادك، هدير ومراد
شدد السيد رشدي في نطق اسم مراد فرد أسعد:
-وأنا جيت عشانهم، ويا ريت مراد يحط هدير في عنيه، مش مجرد جواز كده وخلاص، هدير بنت ابني وغالية عندي
-حياتي أنا وهدير محدش ليه دخل بيها
قالها مراد باقتطاب وهو يلج برفقة هدير، هتف أسعد بعدم رضى:
-هي دي حمد الله على السلامة بتاعتك
سار مراد ناحيته ثم انحنى ليقبل يده، اعتدل قائلاً بتشفٍ داخلي:
-طبعًا حمد الله على السلامة، دا أنا حتى زعلت من حريق مخازن حضرتك واللي حصلك
ارتبك أسعد قليلاً وقال:
-منه لله اللي كان السبب
ابتسم مراد باستهزاء ثم القى نظرة لجده فبنظرة أخبره الأخير أن يمر كل شيء فليس وقته للجدال، تدخل ماهر ليقول مغايرًا الموضوع:
-ما تقربي يا هدير تسلمي على جدك..........!!
_____________________________________

هبطت الدرج بعدما وصلها خبر أن زوجها الصوري يريدها، تحركت أمل نحوه قائلة بعدم قبول:
-عاوز أيه يا عوض؟
مرر نظراته عليها ليجدها قد تغيّرت للأفضل بل ازدادت جمالاً وتمتعت بمظهر ملفت، قال مستغلاً حضور والدتها كي يراها:
-أنا جاي من عند أمك وكانت عايزة تشوفك
تأففت قائلة:
-ودي عاوزة أيه، أنا مش هخرج من السراية لحد البيه ما يرجع
لم يستغرب حقارتها وقال:
-يعني أجولها إنك معيزاش تشوفيها
ردت بنفاذ صبر:
-أيوةx معاوزاش أشوف حد، وحسك عينك تجولها حاجة من اللي بيناتنا
قال بنظرات حانقة رغم التزامه حدوده:
-متخافيش مجولتش حاجة، أنا حتى جولتلها إنك صاينة بيتك
ضمت ذراعيها حول صدرها منتظرة أن يغادر فقد سئمت من وجوده، تحرك عوض ليرحل لكنه توعد بفضحها بين الناس ليثأر لنفسه، زفرت أمل بقوة وهي تقول:
-هما عاوزين مني أيه ما يسيبوني بجى إفحالي، مهيكفهمش الفجر اللي عيشت فيه معاهم
ثم تأملت نفسها وما صارت عليه لتتابع براحة جمة:
-أنا لازم انساهم كلياتهم، معاوزاش ارجع للجرف اللي كنت فيه، هما دول أهل...............!!
x x xx _____________________________
x x x x x x ________________________
x x x x x x x x x __________________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-20, 05:29 PM   #35

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الثـالث عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

واربت النافذة قليلاً كي تتمكن من مراقبته حين استقل سيارته وقرر السفر للقاهرة، حيث جلس جعفر داخل سيارته يتحدث مع أحد رجاله لبعض الوقت ويملي عليه بعض المهام، فور تحرك السيارة تنفست زينب بارتياح، فتحت النافذة كاملة وقالت:
-يا باي عليك راجل، أنا كنت حاسة إني في سجن
تحركت لتقف بالقرب من الفراش ثم نزعت الوسادة الصغيرة التي وضعتها على بطنها، القتها باهمال لتتحرك دون قيود، توجهت للمرآة كي تمشط شعرها وهي تتأمل وجهها باعجاب، لم تجحف جمال ملامحها وهي تردد بتأفف:
-مش خسارة الجمال ده يبجى مع الراجل العجوز ده، دا يخلف أبوي!
تركت الفرشاة لتتبدل قسماتها للتذمر، دفعها تفكيرها المتأمل لتتخيل نفسها مع شاب أصغر منه، بالطبع ستكون حياتها مقبولة وممتعة، ابتأست وهي تستعيد بذهنها ما يفعله معها هذا الطاعن في السن، كيف ستنجب منه؟، ابتسمت قائلة بسخط:
-هيضيع عمري هدر، دا أيه الحظ ده، بس أنا مهسكتش ولازم أنفد بجلدي ومكونش زي بقية البنات اللي جتلهم
انجلت عليها عزيمة شيطانية لتحارب من أجل البقاء، وهي تحدث نفسها جاءت المرأة التي حبسها في القبو على بالها لتظلم عينيها، شهقت قائلة بتذكر:
-دي فرصتي علشان اعرف أيه حكايتها وليه حابسها.....؟!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بيدها المرتعشة أمسكت قطعة الخبر لتأكلها بضعف، فاليوم جلب لها كثيرًا من الطعام على غير العادة، مع كل لقمة تلتقمها لم تبخل دموعها في الظهور، متحسرة بائسة مجهدة!، بها كل شيء يمكن تخيله، تأكل لتعيش ولو بيدها لتخلصت من حياتها، لكن هناك من دفعها لتظل كما هي تقاوم، أصوات أقدام انبعثت من أمام غرفتها الكئيبة جعلتها تنتبه وتهتم، وجود من يفتح الباب جعلها متأكدة بأنه قد عاد ليذيقها من عذابه الحارق لفؤادها، تصلبت نظراتها على الباب وألقت ما بيدها من طعام....
دهشت من رؤيتها لفتاة صغيرة بالعُمر وقطبت بين حاجبيها لتستفهم في نفسها، بينما أخذت زينب وقت لضعف الضوء حتى وقعت عيناها على عزيزة التي تستقر في إحدى الزوايا المظلمة، رجف قلبها مما ترى وتخوفت من نظرات المرأة المباشرة لها، لم تستطع زينب أن تستجمع كلماتها غير بعض لحظات من وقوفها المذهول، تشجعت قليلاً ثم خطت للداخل بضع خطوات وخاطبتها بحذر:
-آني جاية علشان أعرف جصتك أيه، مش يمكن أجدر أساعدك
ضيقت عزيزة نظراتها نحوها لبعض الوقت، لم ترى طيلة السنوات الدابرة وجه أحد سوى جعفر، تفهمت أنه ربما بعث لها بهذه الفتاة لتستدرجها في الحديث، هيهات فقد أخذت احتراسها، تابعت تناول طعامها وتجاهلتها فتعجبت زينب، قالت بنبرة مترددة:
-آني مرت جعفر بس مهحبوش واصل، أنا زيك بالظبط
توقفت عزيزة عن مضغ الطعام ووجهت بصرها نحو الفتاة، ابتسمت الأخيرة لها وتابعت:
-احكيلي متجلجيش من حاجة
لم ترتاح عزيزة فما مرت به جعلها ترتاب في كل شيء من حولها، ابتلعت الطعام لكنها التزمت الصمت، أدركت زينب أنها لم تتقبلها لذا حدثتها بألفة مزيفة:
-هجيلك تاني يمكن تحبي تتكلمي معايا، وكمان دي فرصتك علشان سي جعفر مسافر، فكري وبليل هعدي تاني عليكي
ثم صمتت للحظات وجدتها كما هي لم ترغب في الحديث، تنهدت زينب بيأس لتتحرك نحو الخارج موصدة الباب خلفها بالمفتاح الذي اختلسته من الآخر، توترت عزيزة من زيارة الفتاة وتوجست، لكن هناك من حثها بأنها ربما فرصة أتى بها الله لها لتنجدها مما هي فيه، وفكرت في ما ستنتوي فعله........؟!
____________________________________

دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل وهي جالسة على الأريكة تتطلع من النافذة وتنتظر عودته بين المارة في الحارة، ضجرت نوال من تكهنها الذي دفعها للقلق عليه فقد تأخر وهذا ليس بجيد، ظلت على وضعها لتترك تفكيرها في النوم فهو أهم، ساعة أخرى على هذا المنوال حتى لمحته يسير في الحارة برفقة ضرغام ويتحدثا بدماثة جمة استغربتها، نهضت لتفتح له حين غادر الأخير وولج هو لداخل المبنى.
فتحت الباب شغوفة في معرفة ما حدث معه وانتظرت صعوده الذي لم يأخذ دقيقة، حين وصل هتفت بتلهف:
-كل ده يا يوسف، كان عاوزك في أيه الراجل ده؟
مرق من جوارها قائلاً بتثائب:
-يا ريت نتكلم بكرة علشان جعان نوم ومجدرش اتحدت مع حد
اوصدت الباب وسارت خلفه عابسة وقالت:
-ما انت كنت تحت بتتكلم معاه وكنت زي الحصان
جلس على الأريكة ثم انحنى لينزع حذائة، رد وهو يتمدد غير مبالي بثرثرتها وتطفلها:
-تصبحي على خير
صرت أسنانها بقوة حين اغمض عينيه وقالت على مضض:
-وانت من أهله
ثم تحركت لغرفتها التي تجمعها بابنها، حين سمع يوسف غلقها للباب فتح عينيه، لم يكن ناعسًا بل تحاشى الحديث معها وبالأحرى لم يُرِد أن تتحدث في موضوع زواجهما، حدق بالأعلى وهو يفكر بتعمق فيما قاله له السيد ضرغام، ابتسم عفويًا فلم يتخيل أن يتودد مع أحد، خاصة اعلان الأخير عن محبته له وأنه يريده أن يعمل معه، أحب يوسف الأمر ووجدها فرصة له وتناسى كل شيء، قطب قسماته فجأة فم يكن هذا ما جاء من أجله، قال في نفسه بانتواء:
-من بكرة هروح لـلعنوان ده، مش ناجص تفتح سيرة الجواز تاني إمعايا وما هحبش حد يعرف باللي بيناتنا
توتر فجأة حين تخيل نفسه يجدد لقائه برؤيتها التي تشوق لها، لاحت فرحة في عينيه السوداء ليأخذه لهفه في معانقتها حتى ألصقها به كي لا تفارقه، قال بوله:
-وحشتيني، وحشتيني جوي
ثم ثقلت أنفاسه واعتزل ما حوله لتظل هي فقط مسيطرة على عقله، في لحظات كان سابحًا في أحلامه وغفا على حالته حتى أتته في أحلامه بضحكتها الشقية وجرائتها حين تتحدث.......!!
_____________________________________

انتهت السيدة من وضع طلاء الأظافر ثم نفخت فيها برقة كي تجف، تأملت هدير أظافرها برضى لتنميقهم، قالت سمية الجالسة بجانبها:
-مش مصدقة إننا هنبقى سلايف، لازم نبقى أصحاب علشان الكل يحسدونا على علاقتنا الحلوة
هذا سبب مجيء سمية لها وهو ملاطفتها للأخيرة لتصنع علاقة جيدة مع الجميع كما أوصاها والدها، تصنعت هدير الابتسام وقالت بمكر:
-أكيد، بس لازم تعرفي إني هابقى مرات مراد، ومش محتاجة أقولك مين هو مراد!
ابتلعت ريقها من فرط بغضها وردت:
-عارفة، بس مهما يكن إحنا سلايف ويزيد ومراد أخوات
اكتفت هدير بهز رأسها لكن اغتاظت سمية في نفسها حين تيقنت تفاخرها بالأخير، قالت بلؤم لتثير اهتزازها:
-لازم تكوني زي مراد، مش معقول هيتجوز واحدة شخصيتها ضعيفة وبكلمة منه تحس إن وجودها في حياته مالوش قيمة
كلماتها القاسية تلك جعلت نظراتها تحتقن بشدة وهي ترمقها، شعرت بأنها تستخف بها مقارنةً به لذا قالت هدير بسخرية:
-مراد راجل وكلمته ماشية على الكل، حتى على جوزك، دا بكلمة منه ممكن يخليه يسيبك، وحصل ولا نسيتي
ثأرت هدير لنفسها بردها الذي أوقف تلك المتطفلة عند حدها، سريعًا كانت سمية مختلقة تبرير يُحسن علاقتهما وهي تعدل عن حديثها:
-أنا أسفة لو فهمتيني غلط، قصدي إن مراد يحبك إنتي وبس ومافيش حاجة تخليه يستغنى عنك و....
قاطعتها قائلة بتأفف:
-خلاص كفاية كلام في الموضوع ده، ومراد يوم ما اتجوزوه أكيد هيبقى ليا وبس، أنا بنت عمه ودمنا واحد واكيد هيخاف عليا
زيفت سمية بسمة بصعوبة وهي تثنيها على عقلها:
-برافو عليكي، خليكي عاقلة وفاهمة كده
ردت هدير بغرور وهي تتأمل أظافرها المطلية ببراعة:
-فكراني عيلة صغيرة، أنا كبرت من وقت ما قالوا هيجوزوني مراد .....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
توجهت للغرفة التي مكث فيها لتقابله فهو عمها ورغم وجود أزمات بينه وبين والدها لكنها تحبه، ولجت دون استئذان فوجدته ما زال غافيًا، تحركت صوبه مبتسمة باتساع ثم دنت من تخته لتخاطبه بمحبة شديدة وهي تهزه بلطف:
-عمي، أسـعد
نطقت اسمه كونه يحب ذلك، فتح عينيه ببطء لتتضح صورة وجهها المألوف أمامه، ابتسم واضعًا يده على وجهها ليلامسه قائلاً بمودة:
-قسمت!!
تأملته بتوق فتابع:
-الحمد لله إني شوفتك، لو كنت اعرف إنك هنا كنت بعتلك من زمان، ليه مجيتيش البلد كنتي بتحبي تزوريني
جلست على طرف التخت بملامح جامدة، لمح حزن في عينيها فسألها:
-فيه حاجة كبيرة مزعلاكي، مالك يا حبيبتي؟
لم ترغب في تقليب ما مرت به فذلك يخنقها، قالت مبتسمة بزيف:
-أصلي اتطلقت، أنا مبسوطة بس نظرات الناس مش حلوة
رد بحنان وهو يحاوط كفها براحتيه الدافئة المجعدة:
-ولا تزعلي إنتي حلوة والعُمر قدامك
ابتسمت له بألم وقالت:
-العُمر قدامي!، أنا عمري جري مني ومحققتش أي حاجة من اللي كنت باحلم بيها
أحزنته بردها اليائس وفتح شفتيه ليحمسها لكن جاءت النصيحة من منتصر الذي ولج عليهما قائلاً:
-المفروض تقولي الحمد لله، محدش بياخد أكتر من نصيبه
نظرت قسمت له بتوتر بينما حملق فيه أسعد باستهزاء من إيمانه المفاجئ، خاطبته بخجل طفيف:
-أهلاً يا منتصر
تقدم منهما لكن عينيه جرت عليها، مد يده ليصافحها مرددًا:
-يوم الحفلة لو كنت اعرف إنك وصلتي كنت حضرت مخصوص، بس الحظ بقى
وجدته كما هو يكن لها الحُب فقد حارب ليتزوج بها لكن لم يحدث لأسباب كثيرة جعلته يخفق في أن ينالها، وتساءلت هل ما زال يحبها؟، نظراته نحوها جعلتها تجد الإجابة وابتسمت، تذكرت عدم انجابها للأطفال وتحسّرت على نفسها، تماسكت ألا يلاحظوا عليها شيء ثم اردفت بود:
-يلا علشان نفطر كلنا تحت...............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
صعدت درجات السلم الخشبي ببراعة كونها معتادة على مثله حين كانت تعمل في البلدة، نظرًا لطولها طلبت إحدى الخادمات الأجنبيات منها أن تعلق الستارة الجديدة موضعها فرحبت غزل، بخفة قامت بتركيبها ثم ابتسمت حين انتهت وقالت:
-خلاص ركبت
اومأت الخادمة بتفهم ثم باشرت غزل بالنزول، فجأةً وجدت السلم يتمايل بها دون مقدمات فأطلقت صرخة، حين اختل توازنها أدركت أنها ستسقط لا محالة فاستسلمت لذلك مما جعل هدير الوقفة منتصف الدرج تبتسم بانتصار فقد خططت لذلك بالاشتراك مع خادمتها...
أخذت غزل نفسًا ملهوفًا حين وجدت من يقبض عليها بذراعية ويحيل دون سقوطها، وجهت بصرها نحوه فإذا به السيد، ظلت النظرات معلقة بينهما للحظات مما جعل هدير تستشاط وتحتد نظراتها عليها، كانت منتظرة أن تسقط ولكن اجهض هو وقوعها، قطع مراد وضعيتهما تلك بحديثه المتريث قائلاً:
-متخافيش مش هتقعي
أرادت الاستفادة من تلك اللحظة القدرية التي جعلتها تقترب منه وتشتم عبق رائحته التي سحرت عقلها، مثّلت أنها مرتعبة وسوف تدخل في حالة إغماء مرددة:
-خلاص هموت!
هتف مراد بقلق وهو ما زال يحملها:
-حصلك أيه، قولتلك مافيش حاجة هتحصلك إنتي بخير
فور إنهاء حديثه كانت هدير بجواره تهتف بحنق:
-نزلها يا مراد
ارتبكت غزل بشدة من وجودها فوجه مراد بصره نحوها فوجد بشرتها حمراء وعينيها يظهر عليها الغضب، بكل هدوء أفلت قدم غزل لتقف عليهما لكن ظل يسند جزأها العلوي، خاطبها بلطافة:
-حاولي تقفي
انفجرت هدير من رقته معها فحدثتها بقساوة:
-يلا يا بت إنتي بلاش قلة أدب، كان حصلك أيه يعني
ازدردت غزل ريقها في توتر ثم قالت وهي تقف بنفسها:
-شكرًا يا بيه، لولاك كان زماني متكسرة
ابتسم قائلاً:
-دا حظك
كلمته جعلتها ترى أن القدر معها، قالت في نفسها بتهلل:
-حلو، حظ حلو زيك بالظبط
ثم وجهت بصرها لـ هدير وقالت:
-عن إذنك يا ست هانم
تحركت غزل نحو المطبخ ومراد يتابعها، خبطت هدير على ذراعه لينتبه لحضورها، التفت لها فقالت بضيق:
-مراد مش أول مرة ألقيك جنب البت دي
زوى بين حاجبيه وهو يستفهم:
-قصدك أيه؟
ردت بتردد:
-هي حلوة وممكن تكون بتبوصلها
حدق بها لبعض الوقت ثم ضحك من قلبه وقال:
-مجنونة، بتقولي حاجات غريبة
وضحت باستياء:
-إنت لقيتها عيب تشيلها فنزلتها لما شوفتني
نفخ هادرًا بنفاذ صبر:
-تاني يا هدير، قولتلك اللي على مزاجي باعمله، أنا نزلتها علشان إيدي متعورة ووجعتني
ثم دنا منها فانكمشت خائفة منه، تابع بجدية قوية:
-ولو عايزها محدش هيمنعني أخدها، لا إنتي ولا أي حد
ثم حدق بعينيها كتنبيه منه لها، تركها مصدومة متخوفة بشدة فتصارعت ضربات قلبها، رددت بغيظ:
-البت دي مش لازم تقعد هنا مش مستريحة لوجودها، أنا لازم اخلص منها اليوم قبل بكرة....................!!
_____________________________________

بكاء حارق لم يفارقها منذ علمت بفعلة ابنتها الشنيعة، رغم حالتها المزرية لم تصدر سعاد صوت كي لا ينتبه زوجها، لكن ليته يعي ما يحدث، لكنه لم يفق لتظل حالته لا جديد فيها، قالت بوجع:
-جوم يا حسن شوف بجينا كِيف، شوف ولادك ضاعوا ومعرفاش هما فين
لم يجب عليها ولكنه ربما سمعها ليأن، انتبهت له ثم اقتربت منه لتستجيب له، قبل أن تعاود التكلم معه وجدت نفسها تتحسس حرارته فوجدتها لا تطاق، مرتفعة للغاية وربما خطرًا عليه، انفزعت قائلة:
-حرارتك رجعت تاني، لتكون حُمة!!
تراجعت مرتعدة ثم قررت أن تجلب المزين (الحلاق) ليتفحصه، لم تتوانى حيث خرجت لتأتي به لينجده.....

دقائق معدودة وكانت عائدة وهو معها بعدما استجدته، ولج خلفها ليتفحصه بأدواته المخصصة لذلك ثم قال بمفهوم:
-حرارته عالية جوي، أنا هديله حاجة تنزلها شوية
وقفت تتابعه بقلق وهو يعطي زوجها الدواء، سألت بعد أن انتهى:
-هيخف إن شاء الله
رد بمعرفة وهو يضع الدواء في حقيبته القماش:
-إن شاء الله، ولو فضل إكده لازم يروح المستوصف، يمكن عنده حاجة عاوزة كشف
ضاق ذراعها فمن أين ستأتي بالمال وقلقت، نهض المزين قائلاً:
-تلاتة إجنية
شهقت بصدمة من المبلغ وقالت:
-كَتير جوي
رد بامتعاض:
-دا أنا علبة الدوا بجيبها بالشيء الفولاني، وبعدين تلاتة إجنية مش كَتير
فكرت من أين ستجلب المال فهذا المبلغ لم يكن بحوزتها، أخرجت من صدرها منديلاً معقودًا، فكت العقدة لتجد جنيها فقط كان سيكفي إطعامهما إلى أن تحصل على عمل، مدت يدها به له وقالت:
-مش إمعايا غيره
نظر للجنية بعبوس ثم قال لها بفظاظة:
-هاخده، بس اتصرفي والباقي يوصلني النهار ده
حركت رأسها بامتثال فدلف وهو يغمغم:
-الواحد هيكشف شُكك باين
عاودت سعاد البكاء ثم تأملت زوجها المسجور الذي لم يتحرك، سألت نفسها بقلة حيلة:
-هجيب فلوس إمنين، حتة الحلج اللي كان حيلتنا خدته قليلة الحيا
ثم تنهدت بتعب متحيرة من أين تقترض المال، تذكرت الحِمار الخاص بهم ثم وجدت السبيل، رددت بانفراج:
-الحمــار...................!!
____________________________________

سألت الجميع عليها وفشلت في إيجادها، دلفت لحديقة القصر لربما تجدها، لكن لا فائدة، زفرت بضيق فالأخير ينتظر أن تُحضرها له اليوم، وقفت قسمت في الحديقة توزع أنظارها هنا وهناك بحثًا عنها إلى أن وجدت من يخبط على كتفها من الخلف ويقول:
-بدوّري على حاجة؟
التفتت قسمت لها مضطربة، قالت بتوتر:
-هدى!
ابتسمت الأخيرة لتعيد سؤالها:
-بدوّري على مين؟
تنحنحت بخفوت ثم ردت بحرس:
-كنت عاوزة غزل في حاجة كده
تفهمت هدى وقالت بابتسام:
-يا ريتك كنت سألتني قبل ما تتعبي نفسك ودوّري
نظرت لها قسمت بعدم فهم فتابعت هدى بتوضيح:
-أصل بعتها هي والولاد النادي، أهو يتسلوا شوية
امتعضت قسمت في نفسها لكن ذلك لم يمنعها من الاستفهام:
-وهتيجي إمتى؟
ردت بجهل:
-مش عارفة، منين ما يخلصوا
زمت شفتيها لتهز رأسها، قالت بحنق دفين:
-طيب هروح أنا آخد حمام على ما ترجع
ابتسمت هدى لها ثم تحركت قسمت وهي تسب في سرها، لكن وقفت هدى تتطلع أمامها كأنها تفكر في شيءٍ ما غامض، قطع وقفتها الخادمة تردد:
-مراد بيه بيسأل عنك يا هدى هانم..................!!
_____________________________________

حضرت لشقته التي شهدت على جميع المحرمات التي يفعلها، ولجت بعد ثبوت هويتها للحرس ثم تدرجت للداخل وهي تمرر نظراتها على ما يحدث من قذارة، لم تهتم سناء لتتحرك في الناحية التي يجلس بها، رأته مع إحدى الفتيات جالسًا على المقعد وهي على فخذه في وضع مخجل، ابتسمت بسخرية ثم تقدمت منه، لمحها أنيس فاعتدل، جعل الفتاة تنهض وهو يقول:
-يلا على شغلك
امتثلت له الفتاة لتغادر، خاطب سناء التي جلست أمامه بود زائف:
-فينك يا سنسن، مبتجيش الشقة ليه
نظرت له بقتامة للحظات جعلته يرتبك، ردت بتبرم:
-اللي بيعجبني فيك إنك تعمل العملة وتقول فيه أيه
أدرك انزعاجها بسبب أخذ الفيلا منها لذا قال بسخافة:
-لو تقصدي الفيلا دا أنا كنت هجيبلك أحسن منها، يعني مش واثقة في أنيس
أرادت أن تضحك على تبريره المستفز لكن قالت بنظرات مزعوجة رغم هدوئها:
-بقى تفضل قسمت عليا أنا، تخرجني من الفيلا وتديهالها
صدمته بمعرفتها لذلك واحرجته، رد بتلعثم:
-دا علشان الشغل بتاعي، مفكرة عملت كده علشانها، لا طبعًا كله علشان شغلنا
ضيقت عينيها مما أربكه أكثر فتابع مؤكدًا:
-لما يحصل اللي اتفقت معاها عليه هتصدقيني
رغمًا عنها قررت تصديقة إلام تصل للنهاية، دعاها لتقترب منه حين مد يده لها فنهضت لتجلس محل الفتاة على فخذه، مرر يده حول خصرها مرددًا:
-حبيبتي يا سناء، دا إنتي إيدي اليمين، قسمت مين بس دا راحت عليها من زمان، سبتها وهي صغيرة وهاجي أبُصلها بعد ما شابت وشعرها بتصبغه!
ثم سحبها لتقع في احضانه، تنهدت قائلة باستسلام:
-أما أشوف يا أنيس................!!
____________________________________

-يعني هتتجوز في فيلتك وهتسيب القصر!
قالت السيدة هدى هذه العبارة بعدما استشفت ذلك من حديث مراد معها، أكد الأخير:
-أيوة يا ماما، مش معقول هنقعد كلنا مع بعض، وكمان هستقل بحياتي أنا والولاد شوية، من زمان مخنوق من الجو ده
طالعته بنظرات ودودة وقالت:
-ربنا يسعدك يا ابني، عارفة إنك تعبت كتير ولازم تجني ثمار تعبك ده
رد بقناعة:
-الحمد لله، أنا مش عاوز غير الحلال في كل حاجة
أعجبت بفكره الذي ربته عليه وتنهدت بغبطة، انتزعت جلستهما الودية حين استمعا لصوت مستغيت يأتى من الأسفل، نهض مراد مفزوعًا ثم استفهم:
-خير يا رب، يا ترى حصل أيه؟!
ثم توجه للخارج والسيدة من خلفه قلقة ومرتاعة في نفس الوقت.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
هبط مراد الدرج بخفة شديدة حين وجد غزل منتصف البهو تبكي وتنتحب والجميع من حولها، استفهم بحزم:
-أيه اللي بيحصل هنا؟
جاوب ماهر عليه مدعي الحزن:
-ولادك يا مراد كانوا مع الخدامة وبتقول اتخطفوا
لاح الغضب عليه ليلتفت لـ غزل التي تبكي بمرارة، تحجر قلبه ولم يرأف بحالتها قط ليقترب منها، لم يشفع لها شيء ليقف أمامها بنظراته الضروسة، سألها بنظرة ارعبتها:
-ولادي فين؟
ردت مبتلعة ريقها بخوف:
-مش لقياهم يا بيه ودورت عليهم كتير، كانوا معايا ومرة واحدة ملقتهمش
صفعة رنانة هبطت على خدها الرقيق جعلتها تسقط أرضًا أمام قدميه، نظرت له بعينين مرتعبتين وهي تستند بكفيها على الأرضية وأسنانها تصطك ببعضهما، كانت ملامحه جامدة وهو يرمقها بقسوة، كان هناك من يقف وينظر لها بمسرة، وهناك من يشفق عليها ويبكي من أجلها، ومن غيرها خالتها!، ردد بنبرة جعلت بدنها يرتجف:
-ولادي خط أحمر، ولما حتة خدامة تهملهم بالشكل ده يبقى مصيرها عندي حاجة واحدة
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنتفض رهبةً منه، خرج صوتها المرتعد لتدافع عن نفسها قائلة:
-محصلش يا سعادة البيه، أنا من وقت ما جيت باحافظ عليهم
صاح بصوتٍ رن صداه بالقصر:
-أومال أيه اللي حصل يا غبية، ولادي اتخطفوا وهما معاكي
ثم دنا منها ليجذبها من شعرها فصرخت مستغيثة، لكن بمن؟، فالجميع واقفون من حولهما في ردهة القصر يتابع في صمت، جرّها ناحیته كشيءٍ حقير ذليل من شعرها ثائرًا من إهمالها لهما، ثم جعلها تقف مستخدمًا شعرها بكل سهولة كون جسدها ضئيلاً أمامه، صفعها مرةً أخرى فشعرت بتشوشٍ في الرؤية، هنا تدخلت والدته قائلة بعقلانية:
-اللي بتعمله دا مش هيرجع الولاد
تجاهل حديث والدته ليهتف بتوعد لها جعلها تدرك بأنها ميتة لا محالة:
- اللي هتشوفيه مني هيخليكي تبوسي رجلي علشان اموتك بس
ثم دفعها لتسقط ارضًا متابعًا صراخه الآمر لحراسه:
-خدوها على البدرون على ما أجيلها
فورًا ركض الحراس ليجروها ناحية القبو تحت نظراته الشرسة، ابتسمت ابنة عمه بمكرٍ وهي تتابع ما يحدث من الأعلى، حدثت هدير نفسها بصوتٍ خفيض متشفٍ:
-وأخيرًا هخلص منك يا ست "غزل"...................!!
x x x x x ____________________________
x x x x x x xx _______________________
x x x x x x x x x xx _________________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-20, 03:15 AM   #36

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-20, 11:52 PM   #37

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يوسف حيوصل لغزل عن طريق ضرغام بس عيب عليه يوعد سعاد وبعدين يخلا بيها صحيح انه مغلطش معاها بس وعدها بالجواز ..اما امل فنهايتها سودة وهي راضيه تعيش بالحرام زامها كمان تستاهل لانها مراعتش ربنا في البنت الغلبانة غزل وكمان راحت ادتها الحلق الي من حق غزل ..قسمت ياترى هي ام غزل وانيس ابوها الله يستر من الي ناوياه ..غزل تستاهل هي اتساهلت مع عمايل ولاد مراد وقعدت تحلم حلم اكبر منها ومتأكدة ان هويدا هي وراء اختفاء الولدين عشان تخلص منها ..الفصول جميلة ومشوقة اتمنى لك التوفيق والسعادة واتمنى ماتطولي علينا 😍وعيد مبارك زكل عام وانتي بخير 💐💐

زهرورة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 12:34 PM   #38

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الـــرابع عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

وقف بحديقة القصر يصرخ برجاله حتى اجتمعوا حوله في غضون لحظات كانت كفيلة بإصابتهم بنوبة قلبية إثر صوته المترع بالغضب المخيف، مرر مراد نظراته الحادة عليهم وأمرهم بصوت جهوري:
-النادي تروحوه دلوقتي ومتسيبوش حد فيه غير لما تسألوه ولادي خرجوا منه وراحوا فين
هزوا رءوسهم بطاعة جلية فتابع صراخه الحازم:
-دلوقتي يلا
تبخروا من أمامه لتنفيذ أوامره فوقف مراد لثوانٍ يتألم من داخله، ناداه جده فالتفت سريعًا له، اقترب الأخير منه متكئًا على عكازه ويده تمسكها السيدة هدى فبادر مراد بتقصير المسافات كي يخفف عنه طول المسافة بينهما، دنا منه قائلاً بنبرة محتقنة رغم هدوئها:
-نعم يا جدي!
ربت السيد رشدي على كتفه وتحدث بعقلانية:
-بلّغ يا مراد عن اختفائهم، دا هيساعدك تعرف هما فين
تابعت السيدة هدى حديث السيد مؤكدة:
-مين يتجرأ يخطف ولادك يا مراد، سنين ومحدش فكر يعملها، تلاقيهم تاهوا من غزل
احتدت نظراته وهتف بضراوة:
-تاهوا أيه يا ماما، ولادي مش عيال علشان ميعرفوش يرجعوا، قلبي حاسس إن البت اللي جوه دي ليها يد في اللي حصل مع ولادي
ردت هدى باستنكار:
-غزل دي بنت طيبة وجاية من الصعيد مع خالتها، لحقت تعرف منين حد تتفق معاه علشان يخطف الولاد
ابتسم بسخط وقال:
-البت دي أنا ملاحظ إنها اتغيرت من وقت ما جت، دي قلعت حجابها وخدت بسرعة على الجو هنا، أكيد حد وراها وهو اللي خلاها كده
زعزع فكر السيدة هدى ناحيتها فهي من كانت السبب في ذهابهم للنادي، قالت بتأنيب:
-أنا السبب، كل ده حصل علشان انا اللي قولتلهم يروحوا
رد عليها السيد رشدي بعتاب:
-خلاص يا هدى ربنا عاوز كده، بس المفروض منسكتش
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لـ مراد الذي يغلي بداخله حتى طفح حنقه على هيئته المتبرمة، رد بتوعد قاسي:
-فعلا أنا مش هاسكت، عن إذنكم
لم يلبث مراد موضعه بعد أن أنهى حديثه معهما ليتحرك داخل القصر يطلق بعض السباب والوعيد، تطلعت هدى بالسيد وقالت بتخوف:
-مراد عصبي وممكن في لحظة يخلّص على البنت اللي جوه دي، أنا حاسة إنها ملهاش ذنب، كانت عرفت منين إنها هتخرج معاهم!!
اقتنع السيد بحديثها وقال:
-مراد مش ممكن يأذيها علشان عاوز يعرف منها عياله فين
ابتلعت السيدة غصة في حلقها ثم خاطبته بتردد:
-طيب وحضرتك فين، يا ريت تتصرف و....
أشار بكفه كي تصمت فنظرت له منصتة، قال بجدية:
-خلاص فكرتوني قعدت مش هتصرف، لا يا هدى كلمت ناس في الأمن وزمانهم اتحركوا
كلماته للسيدة هدى جعلت فتحية التي تتنصت عليهما تدعو في نفسها لهذه الفتاة متعثرة الحظ وفي الظاهر ابنة أختها، قالت وهي تنتحب في صمت:
-يا رب أظهر الحق يا رب، أول مرة أندم إني جبتها هنا..............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
بنظرات متعجبة رمقت ابنتها المستهترة وهي تراها تبتسم بحبور حين ذهبت إلى غرفتها، عنفتها سميحة بامتعاض:
-إنتي مبسوطة علشان العيال اتخطفوا!، دا بدل ما تقعدي تعيطي على بختك المايل
استنكرت هدير أن تتضايق من ذلك وهتفت:
-وما انبسطش ليه، كفاية إنه هيربي البنت قليلة الأدب دي، أنا من زمان مش مرتاحة ليها ومتأكدة إن عنيها من مراد وعاوزة تاخده منه
دُهشت والدتها من سخافتها لتهدر فيها بحنق:
-مش كنتي مستعجلة على جوازك منه، كده بقى مافيش أي حاجة غير لما يلاقي الولاد
ردت بنبرة مثيرة للحنق وهي تنظر لعين والدتها بتشفٍ:
-مش مهم، المهم عندي إنه يخلّص على البت دي ويريحني منها، مش كانت عاملة مهتمة بالعيال، يلا خليها تشيل، مالهم الخدامين الأجانب، ناس شيك احسن منها
تجهمت سميحة وقالت بصوت خفيض كي لايسمعها أحد:
-يعني بالعقل كده حتة البت دي هتخطف العيال، دا لو هي مكنتش عتبت القصر برجليها، نسيت مراد اللي قطع أيد الحارس اللي حاول يضرب حسام، مراد الكل عارفه وقت الغضب
حدقت هدير أمامها وقالت:
-حتى لو ملهاش علاقة، اللي يهمني إني مشوفش وشها
نظرت لابنتها بدجنة جمة لترتاب بأن لها علاقة بذلك، فالواضح أنها كانت تنتظر ذلك، سألتها والدتها بنبرة جعلتها تتوتر وتنظر لها بتذبذب:
-بس على الله يا هدير ميكونش ليكي يد في اللي حصل ده، علشان مراد لو عرف مش هيرحمك............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
تبللت ملابسها كليًا وكذلك شعرها بفضل المياة التي ألقاها عليها الحرس كنوعٍ من تعذيبها، ناهيك عن ركلها دون شفقة حتى فقدت الوعي لتتسطح على جنبها غير واعية لما حولها، عند ولوج مراد كان الشر في عينيه كالسهام المتهيئة لأن تنغرس فيها لكن حين رآها بتلك الحالة أصابته رعشة بداخله فملامحها قد شحبت وجسدها قد سكن!!
باشر بالتقرب منها وقلبه يخفق بفزع، ظنها مراد فارقت الحياة فجثا على ركبتيه أمامها وشرع في فحصها، أخذت الأخيرة أنفاسها كما هي ليطمئن من بقائها على قيد الحياة، تحولت نظراته نحوها للبغض والعدائية، هزها بقسوة كي تفيق فلم تستجيب، استمر بهزها من كتفها وخبطها أيضًا على وجنتها مرات، تنملت وهي تأن بوجع غزا كل جسدها المنهك، هذيت بنبرتها الصعيدية:
-بعدوا عني، مخبراش حاجة
هتف بصوته الغاضب:
-فوقي
فتحت عينيها بهلع من نبرته التي تعرفها جيدًا، رغم ظهور الخوف على وجهها ونظراتها نحوه لم تقوى على الاعتدال لتظل ممددة كما هي، بقلب ميت قبض على شعرها ليتولى من خلاله جعلها تجلس فصرخت مرددة برعب:
-سيبني، أنا ماليش دعوة
صرخت من صفعه لها حتى تجددت نزول الدماء من فمها ولم يهتم هو، اجفلت عينيها من فرط ما يفتعلوه فيها فهزها من شعرها كي تفيق وهتف:
-متستعجليش على موتك، أنا لسه بتسلى
تمنّت في تلك اللحظة أن تموت بدلاً من هذا العذاب، تابع مراد باستباحة وهو يلامس بشرة ذراعها المكشوف:
-الرجالة عندي جاهزين يعملوا أي حاجة أطلبها منهم، يعني لو بس قولتلهم ينبسطوا معاكي ما هيصدقوا، أصلك حلوة وهتعجبيهم قوي
ارتجفت بشدة وتخضبت ملامحها من تخيُلها الأمر فقط، فكيف إذا حدث؟، ردت بتوسل:
-متخليش حد يقرّب مني أبوس إيدك
تقوس فمه ببسمة متسلية وقرر استغلال نقاط ضعفها، حدثها بمعنى:
-قولي على كل حاجة وأوعدك هرحمك وهسيبك تعيشي ومش هخلي حد يلمس ضافر رجلك
ثم ترقب أن تقول شيء فبكت غزل من قلبها كونها لا تملك أي شيء تقوله، ردت بجهل مختلط بنحيبها المؤلم:
-أنا روحت أجبلهم أكل... رجعت ملقتهمش، صـ صدقني يا بيه معرفش غير كده
كانت تثير هياجه بردها الغير مُجدي والذي لم يخفف من خوفه على أولاده، لذا عاود صفعها عدة مرات حتى فقدت الوعي ثانيةً، في تلك الأثناء ولج الضابط برفقة ماهر ورجل آخر ليأخذ أقوالها، حين رأوه ثائر هكذا أسرع المحقق بالركض ناحيته ليبعده عنها قائلاً بأمر:
-مينفعش كده يا مراد بيه، افرض ماتت في إيدك
ثم فك قبضته بصعوبة من شعرها لتمسُك مراد به فسقطت هي أرضًا، نهض مراد وهو يتنفس بانفعال ثم تطلع على الضابط بعدم رضى لوجوده، تفحص الضابط نبضها فوجدها تتنفس، نهض مخاطبًا مراد بعملية:
-لو سمحت سيبني معاها علشان آخد أقوالها
هتف مراد بتشنج:
-أنا مطلبتش من حد يساعدني أرجع ولادي، يلا اتفضل
امتعض الضابط من فظاظته لكن تحكم في نفسه، تدخل ماهر وقال موضحًا:
-جدك اللي كلمهم يا مراد، يلا نسيبهم يشوفوا شغلهم
احتدت نظرات مراد نحوه وكور قبضته، وجه بصره نحو غزل التي لا حول لها ولا قوة وتأملها مطولا، لم يرد بل تحرك نحو الخارج تاركًا الغرفة فتحولت نظرات الضابط نحوها ثم أمر معاونه:
-فوقها خلينا نخلص..................!!
____________________________________

ارتشف القليل من كوب القهوة ثم وضعه على المنضدة أمامه، تأجج فضوله في معرفة مع من تتحدث قسمت بهمس عبر التليفون، بقى كما هو يتطلع عليها تارة ويرتشف من قهوته تارة أخرى، حين وضعت قسمت سماعة التليفون تكهن أسعد أن تخبره هي، لكن لتوترها من تلك المكالمة فقد كانت من أنيس الذي يعاتبها، جلست قائلة بتضليل:
-مصممة أيه بس اللي عاوزة تقيسلي الفستان، مش كفاية اللي إحنا فيه
مط شفتيه ليجد الأمر غير مهم، سألها بتحير:
-هيكون الولاد راحوا فين؟
ردت بمغزى:
-مراد اعداؤه كتير قوي
نفض أسعد التفكير في ذلك واستنكر قائلاً:
-مش معقول توصل لخطف، هي مش سايبة علشان حد يتجرأ يعمل كده، من إمتى رجال الأعمال بيتصرفوا بالشكل ده
هتفت مبتسمة بتهكم:
-الناس بقت بتعمل أي حاجة دلوقتي
صمتت للحظات وهي تطالعه بنظرات غير مفهومة، تابعت بمكر:
-يعني حضرتك متعرفش؟
لعلمها بما يكنه تجاه مراد سألته، أيضًا هو لتفهمه عليها رد بمصداقية:
-أنا اعمل أي حاجة، بس عند الولاد مقدرش، ولو اعرف اللي عمل كده مش هسكت
تأملته لبعض الوقت وهي تبتسم، قالت بظلمة:
-سمعت إنك اتجوزت
رد بخبث:
-أثبتوا، أنا متجوزتش حد
ضحكت بخفوت وقالت:
-مش قصدي جواز، لسه بتتشاقى يعني
غمز لها ورد بجراءة:
-مبقاش أسعد لو ما اتشاقيتش وعملت اللي على مزاجي
حركت رأسها بمعنى لا فائدة منه فاكمل باقتراح أوجع كل ذرة في جسدها:
-ارجعي البلد معايا يا قسمت، بقالك سنين غايبة عنها، ذكرياتك كلها كانت هناك.............!!
____________________________________

ارتعدت أعضاؤها حين أخبرها الحارس بأن أحدهم يريد رؤيتها، ظنت إنه سيتم استجوابها كما غزل، ظلت فتحية ترثي حالتها وحالة الأخيرة حتى وصلت لبوابة القصر الخارجية، وقت خطت للخارج بحثت عن زائرها المجهول، شهقت بتفاجؤ حين وجدت يوسف أمامها، اختلطت مشاعرها ما بين الفرح والتوجس لكن الآخر كانت مشاعره واحدة، فقط متهللة؟!، تقدم منها ليحتضنها قائلاً باشتياق:
-خالتي، اتوحشتك
ضمته فتحية بحرارة لكن بداخلها لم تعرف سبب زيارته الغامضة، ابتعدت عنه مستفهمة بفضول:
-عرفت منين مكاني، هو فيه حد قالك تيجي؟
سؤالها الأخير كان بشك في أمر حضوره من قبل أصحاب القصر، رد باستغراب:
-آني جيت لواحدي، جيت علشان أرجع غزل إمعايا
تفهمت تعلقه بها فهي تعلم أنه ليس بأخيها، ردت بتوتر:
-يا ريت كان ينفع
أدرك إنها لا تريده أن يأخذها، لذلك تمسك برغبته مرددًا باصرار:
-آني مهرجعش غير وهي إمعايا
تجمعت العبرات في عينيها فاندهش، اجهشت بالبكاء قائلة:
-غزل في مصيبة، محبوسة جوه ويمكن يموتوها
انفطر قلبه من هول ما سمع، زاد قلقه واستفهم:
-ليه يا خالتي؟
قصت له موجز ما حدث وما تعرضت له غزل، كذلك ما ينتظرها، توقدت أعين يوسف بنيران الغضب ليثور هاتفًا:
-عاوز ادخل أشوفها
ثم تحرك ليمرق لداخل القصر عنوة فمنعوه الحراس وسدوا الطريق بأيديهم، جاء يوسف ليتشابك معهم فمنعته فتحية قائلة بتعقل وهي تجذبه من ذراعه بقوة كي يتراجع:
-تعالى يا يوسف أنا مش مستغنية عنك، إنت مجنون علشان تدخل، دا ممكن يقتلوك جوه ومش هيبقالك دية
رد بقسمات مرتعبة على الأخيرة:
-غزل لو حصلها حاجة هموت، ساعديني يا خالتي اوصلها واخدها من إهنه
قالت بقلة حيلة:
-مش بإيدي حاجة، الموضوع كبير قوي، مافيش غير إننا نستنى
كز على أسنانه بقوة يريد تحطيم من كان السبب فيما تعانيه حبيبته، وقف متحيرًا مكتوف الأيدي، نصحته فتحية كي يتراجع الآن وذلك في مصلحة غزل، اجبر نفسه على الانتظار، خاطب خالته بضياع:
-خلاص يا خالتي ادخلي إنتي وحاولي تطمني عليها
اغتبطت من عقلانيته، سألته باهتمام:
-هترجع البلد ولا هتروح فين؟
رد باقتضاب:
-آني أهنه متشغليش بالك بيا، ومهرجعشي غير وغزل إمعايا
رغم أنها عاونت والديه في حضور غزل للقاهرة لكن حاليًا أحبت رجوعها قائلة:
-خدها معاك، إنت اللي هتحافظ عليها
ثم ولجت فتحية بعدما ودعته ليتحرك يوسف بضع خطوات بعيدًا عن البوابة، تطلع على القصر من الخارج وقال:
-معجول جوه ومعرفش أوصلك
جذم وقفته الحزينة وحديثه مع نفسه صوت ضرغام المتعجب:
-يوسف!
التفت يوسف له ليجد السيد ضرغام يترجل من إحدى السيارات، تعجب مثله ووقف ينظر له، سار ضرغام نحوه متسائلاً:
-بتعمل أييه إهنه؟
تلعثم يوسف في إيجاد الرد المناسب، لكنه حاذر في الرد ليسأله هو:
-إنت اللي بتعمل أيه إهنه؟
رد بتوضيح:
-بشتغل عند مراد بيه صاحب القصر ده
تلقائيًا كان يوسف رابطًا علاقة ما حدث لـ غزل بعمله هنا، تردد طلب ضرغام بأن يعمل معه، شكر يوسف القدير وامتن للقدر، قال بعزيمة:
-طالما إكده يبقى نفذ كلامك إمعايا وشغلني معاك، أصل كنت جاي إهنه أدور على شغل...................!!
_____________________________________

غابت الشمس وحل الليل ليظل كل شيء كما هو دون جديد، كان الجميع مجتمعون في بهو القصر ينتظرون أي خبر عن الأولاد، اختلطت الجلسة بأحاديثهم الجانبية والمتسائلة، عاد مراد من الخارج مع أخيه الذي تحايل كي يرجع معه لمكوثه بقية النهار يبحث في الشوارع، لم يتحدث أحد معه ليتركوه بحالته، وقف في زاوية ما بمفرده كئيبًا، حزنت هدير وهي تستشعر من هيئته أنه يريد البكاء، تعلم محبته للأولاد لذا اقتربت منه كي تواسيه ببعض الكلمات، وقفت أمامه قائلة بتردد:
-إن شاء الله هيرجعوا، اطمن يا مراد
نظر لها بشجن وقال:
-أيوة هيرجعوا، وكل واحد اتسبب في اللي انا فيه دلوقت هيشوف مني مراد تاني خالص
نبرته في مخاطبته لها اربكتها، تشفيها في أمر غياب الولدين جعلها تندم، خشيت أن ذلك ربنا يوتر العلاقة بينهما وقلقت، قالت بحقد دفين:
-كله من البنت اللي جوه دي، لازم تشد عليها يا مراد، أنا لو منك اقطع رقبتها
حثتها هدير على ذلك لتتحول ملامحه للقساوة، ابتسمت في نفسها فواقع كلماتها عليه نفذت المطلوب، أرادت قبل عودة الولدين أن يتخلص من هذه الفظة، تابعت بغيظ ظاهر:
-اقتله ومحدش هيلومك.....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
في الغرفة التي وضعت بها غزل جلست شبه مغيبة وبالأحرى ترغب في عدم البقاء، أسندت ظهرها على الحائط وجسدها يرتعش كون ملابسها مبتلة، لم تتخيل العنف الذي صدر منه نحوها، كاد أن يقتلها!، بكت بمرارة على نفسها وقالت:
-طول عمري حظي وحش
انتحبت لتتخوف من حديثه معها، فسوف تنتهي إذا جعل أحد يتقرب منها، انتفض قلبها وحركت رأسها رافضة واردفت:
-لا لا، يا رب أقف معايا، مش ممكن حد يلمسني، أنا كده هضيع
عصرت ذهنها لتتذكر كل ما كان في لحظة وجودها مع الولدين، تعمقت بفكرها لتعيد أحداث هذه الفترة العصيبة، قالت بقهر:
-افتكري يا غزل، مش بعيد تلاقيه داخل وممكن يقتلني
ثم جابت ما حدث مرات كثيرة لتتذكر أي شيء ولو صغير، في ظل انهماكها في ذلك تذكرت حديث الولدين مع سيدة حين توجهت لتبتاع بعض المشتريات، هتفت بتلهف:
-ممكن الست دي تكون خطفتهم
بالفعل تيقنت غزل ذلك، لا يوجد تفسير لاختفائهما بعكس ذلك، تحمست في إخبارهم فجاهدت أن يخرج صوتها عالي وهي تهتف بتأمل:
-أنا عاوزة أقول حاجة، حد سامعني
كررت ذلك عدة مرات حتى فتح الحارس الباب عليها، خاطبته بشغف:
-نادي البيه، فيه حاجة مهمة افتكرتها وعاوزة أقولها............!!
x x x x x x _________________________
x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x x x ____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-20, 02:15 PM   #39

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عيد مبارك وكل عام وانتي بخير💐💐 ..البارت صغير مراد متوحش عذب غزل وهي ملهاش ذنب ..الحقيرة هدير هي وراء الخطف اتمنى تنكشف وينفضح امرها الحقيرة ..يوسف المجنون فاكر ان غزل ممكن تتجوزه وهي بتعتبره اخوها ..اسعد طالب قسمت تروح البلد ياترى لو شافت الحلق في ودن امل حتفتكر حاجة ..البارت قصير جدا اتمنى تنزلي لنا اكثر من بارت بمناسبة العيد ودمتي بخير 💖💖

زهرورة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-20, 04:25 PM   #40

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
عيد مبارك وكل عام وانتي بخير💐💐 ..البارت صغير مراد متوحش عذب غزل وهي ملهاش ذنب ..الحقيرة هدير هي وراء الخطف اتمنى تنكشف وينفضح امرها الحقيرة ..يوسف المجنون فاكر ان غزل ممكن تتجوزه وهي بتعتبره اخوها ..اسعد طالب قسمت تروح البلد ياترى لو شافت الحلق في ودن امل حتفتكر حاجة ..البارت قصير جدا اتمنى تنزلي لنا اكثر من بارت بمناسبة العيد ودمتي بخير 💖💖
وانت بخير عزيزتي وعيدك مبارك، تمام يوميا طوال العيد🌹


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.