آخر 10 مشاركات
506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-20, 04:26 PM   #41

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية


الفـــصل الخامس عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اربكته أسئلته المتعمقة حول شخصيته المقتضبة والمنحسرة عن ما حوله حين أخذه ضرغام لمكتبه بمخزن السيد مراد، تلجلج يوسف في الرد عليه لكنه حاذر في ذات الوقت، أثناء سؤال ضرغام عن زواجه رد نافيًا:
-إني مش متجوز
استغرب ضرغام واستفهم:
-والست اللي عايش معاها دي تبجى أييه؟!
ضغط على شفتيه متوترًا ثم برر:
-دي واحدة اعرفها من البلد حدانا، جيت إمعاها علشان اشتغل إهنه
ابان ضرغام استيائه من ذلك قائلاً:
-كييف رجولتك وتربيتك تسمحلك تعيش مع واحدة مفيش بيناتكم حاجة، دا أنت حتى صَعيدي يا جدع واكيد بتعرف في الأصول
تلعثم يوسف في الرد لكنه استجمع كلماته موضحًا:
-آني لسه واصل من البلد، وكنت هسيب السكن عنديها النهار ده، معاوزش تفهمني غلط، آني متربي ومهغضبش ربنا
اكتفى ضرغام بالتنبيه عليه مرددًا:
-كل رجالتي معليهمش غبار، وعاوزك زييهم، ولو مش لاجي سكن يا سيدي أنا هجعدك إمعايا في بيتي، أييه رأيك؟
نظر له يوسف بامتنان وقال:
-معرفش اشكرك كيف يا ريس ضرغام، وثجت فيا إكده وإنتي متعرفنيش
نهض ضرغام من مكانه ثم دار حول المكتب متجهًا نحوه، نهض يوسف ليقف باكتهاء أمامه فقال الأخير بتودد وهو يخبط على كتفه:
-أصل بافهم الناس من شكلهم، وإنت جلبي مرتاحلك جوي
ابتسم يوسف ولم يعلق، تابع ضرغام بتوجس مفاجئ:
-يلا إنت شوف شغلك برة مع العمال، وآني عِندي حاجة مهمة باعملها ومعاوزش اتأخر عليها
اومأ يوسف بامتثال فغادر ضرغام المكتب ليعود مرة أخرى للقصر مكملاً أوامر السيد له، خرج بعده يوسف وهو يستشف من رحيله هذا أن غزل لها علاقة، ارتجف قلبه خيفةً عليها كإنه يستشعر عذابها، تمتم بتألم:
-هانت يا غزل، آني جيت علشانك.............!!
___________________________________

جثا على إحدى ركبتيه أمامها منصتًا باهتمام لما سوف تسرده من معلومات ربما تفيده، ارتعبت غزل من نظراته نحوها لكن عليها النجاة من بؤسها الحتمي الذي وضعت فيه، اراحتها نظرات الشفقة المنبعثة من السيدة هدى نحوها لتحمسها على الكلام، بنظرات مهزوزة وتعثر في إخراج كلماتها قالت غزل:
-فيه ست كبيرة باين شوفتها قبل كده كانت بتكلم حسام وشريف لما كنت رايحة اشتري أكل ليهم وهما بيكلموها عادي و....
توقفت فجأة عن التكملة وشهقت بخوف حين مسح مراد على وجهه ظانة تعنيفه لها، أحست هدى بها وخاطبتها بلطف:
-كملي يا غزل متخافيش، مراد مش هيعملك حاجة
نظر لها مراد فلمح رهبتها منه، شدد في أمرها قائلاً:
-كملي
ابتلعت لعابها المختلط بدمائها لتجد المرارة تتعمق لجوفها، تابعت ببكاء وشيك:
-أنا كملت وروحت الكافتيريا ولما رجعت ملقتش الولاد، سألت في كل حتة ومحدش قالي حاجة، فقولت ارجع هنا تعرفوا تلاقوهم أحسن مني
هتف مراد بلهفٍ ظاهر:
-اوصفيها
أخذت غزل نفسًا ثم وصفت ملامح تلك المرأة وهي تحاول أن تتذكر كل تفصيلة بها وهما يستمعا لها باهتمام شديد، حين توقفت غزل عن الحديث بدا من ملامح هدى عدم كشفها لهوية السيدة تلك، لكن بكل هدوء نهض مراد ثم حدق أمامه بنظرات غامضة، وكان من الواضح لـ غزل الذي تترقب ردة فعله أنه شك في أحدهم، تحرك مراد دون كلمة ليدلف للخارج فتعجبت هدى لتخرج خلفه، ذلك جعل غزل تهدأ من انفعالاتها المختلطة بداخلها، رددت بتمن:
-يا رب اللي قولته يخليه يلاقي العيال، أنا خلاص مش قادرة استحمل ومش عارفة حاجة أكتر من كده....!!

سارت هدى من خلفه في الرواق المؤدي للقصر محاولة اللحاق به، سألته بجدية:
-مراد رايح فين، إنت عرفت حاجة من اللي قالته؟!
وقف مراد فوصلت السيدة إليه منتظرة اجابته، نظر لها قائلاً باقتضاب:
-خليهم يخرجوها يا ماما، خلاص عرفت ولادي فين!
ثم أكمل سيره تاركًا إياها مشدوهة غير متفهمة أي شيء، رغم ذلك عادت للغرفة التي بها غزل تغزو في خطواتها كي تنفذ ما طلبه منها وتنجد هذه المسكينة............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أظلمت عينيها وشرعت في التجسس على أختها وهي تهاتف شخص ما، توارت سميحة قليلآ خلف الستارة المعلقة أمام الباب، سمعتها تقول بعصبية خفيضة:
-قولتلك مش بإيدي اجبها، هو انا مش حكيتلك اللي حصل!
هتف من الناحية الأخرى بتبرم:
-هرّبيها يا قسمت، دي كمان مش بإيدك؟
صمتت متأففة من إلحاحه فهي لن تقوم بذلك بالطبع، لذا قررت الامتثال حاليًا لرغبته؛ كي لا يفتعل حماقة ما فليس الآن، ردت محاولة الهدوء:
-طيب هحاول، ومتقلقش قولت هجيبهالك
تسعّر فضول سميحة فتركت مخبئها ثم توجهت ناحيتها، سألتها بفضول جم:
-هتوديله أيه يا قسمت؟
انفزعت قسمت لتضع سماعة التليفون من يدها فورًا، التفتت لها قائلة باضطراب ملحوظ:
-بسم الله الرحمن الرحيم، مش تُكحّي قبل ما تدخلي، ولا حتى تخبطي
اقتربت منها سميحة متجاهلة ما تقوله، سألتها بتصميم مقلق:
-قولي كنتي بتكلمي مين وعاوزة تجيبيله أيه؟
تناوبت دقات قلبها من فرط توترها، ظلت قسمت للحظات صامتة لكن ردت بثبات مفاجئ:
-وإنتي مالك، هتفتحيلي محضر يا ست سميحة، ومن إمتى إن شاء الله بتتدخلي في حياتي، أنا اكلم اللي أنا عاوزاه
ثم أحدت النظر لها وتابعت بنظرات حانقة ضايقت الأخيرة:
-والمرة الجاية متعمليش مفتش وتتجسسي عليا، علشان اعرف عنك وعن جوزك اللي محدش يعرفه، ولو بس قولت لـ مراد حاجة واحدة من اللي اعرفها مش هتقعدوا ثانية واحدة في القصر
تخبطت سميحة بكلماتها المتعثرة لكن لامتها بتذلل:
-وتهون اختك عليكي يا قسمت
ابتسمت قسمت بثقة وغرور فقد قلبت الطاولة عليها، ردت بتعالٍ ممتزج بالدلال المصطنع:
-تهوني طالما هتقرفيني كده
التزمت سميحة الصمت، نظرت لها مطولاً كأنها تعاتبها، تحركت بعدها مغادرة الصالون فضحكت قسمت بتهكم، غمغمت بحنق:
-أصلاً كل اللي أنا فيه دا بسببكم..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
ولجت غرفة ابنتها مستشاطة من حديث اختها وتهديدها الصريح لها، تعمقت سميحة للداخل تنفث دخانًا راغبة في تأديبها على ذلك، قالت باغتياظ:
-أنا يا قسمت تقوليلي الكلام ده، خلاص نسيتي مصايبك اللي كنت ستراها عن الكل
ثم ضغطت على أسنانها بقوة، وهي في أوج انزعاجها لاحظت ابنتها جالسة على الأريكة غير منتبهة لها كأنها في وادٍ آخر، حدجتها بعبوس وخاطبتها:
-هو أنا كل أما أشوفك ألاقيكي قاعدة كده وسرحانة!
انتبهت هدير لها وارتبكت، نهضت قائلة:
-عاوزاني في حاجة يا ماما؟
تهكمت سميحة من وضعها ثم ضمت ذراعيها حول صدرها مرددة بدجنة:
-من وقت اللي حصل مع البت الخدامة وانتي مش طبيعية ومستنية مراد يخلص عليها
تزعزت أوتار هدير فتابعت سميحة بتحذير شديد:
-اوعي يكون ليكي دخل باللي حصل مع العيال، لو كده انا اللي مش هرحمك
ردت معترضة بضيق:
-لا معرفش حاجة، أنا بس مبحبش البت دي وخايفة مراد يلاقي ولاده قبل ما يريحني منها
دنت منها هاتفة بتشدد:
-ملكيش دعوة، عاوزة مراد هيكون ليكي، وتصرفاتك دي اللي هتخليه يبعد عنك، اعقلي كده وركزي في حياتك بس
ظل الخوف دائب في قلب هدير ولم تنكر ضيقها من غزل، ردت بطاعة محتمة:
-طيب مش هاشغل بالي يا ماما....................!!
_____________________________________

فتحت الخادمة له باب الشقة ولم تتحدث معه لعلمها بهويته المعروفة، خاطبته باحترام وهي تشير بيدها للداخل:
-اتفضل يا سعادة بيه
خطا مراد للداخل جامدًا في تعابيره وثابتًا في خطواته، كانت أذنيه صاغية لأن تسمع أي صوت من أحد أبنائه، مدح ذكائه وعقله المحنك حين استمع لأصواتهم منبعثة من إحدى الغرف، توجه مراد نحوها كابحًا لامتعاضة، المقلق بسمته الجانبية، وقف عند مدخل الصالون فوقعت عيناه على الولدين وجدتهما السيدة سامية تقدم لهما بمحبة الفواكه المقطع بالشوكة، تنبه زوجها السيد عاطف لحضوره ثم نهض مضطربًا، تدرج مراد للداخل حتى انتبهت له السيدة سامية هي الأخرى، نظرت له بجأش ظاهري لكن في داخلها خشيت ردة فعله، ركض الصبيان بتهلل نحو ابيهما الذي وضع ذراعيه عليهما ونظراته محدقة بالسيدة سامية التي نهضت، سألها بهدوء مريب:
-اسمه أيه اللي عملتيه ده؟
بررت مبتلعة ريقها في توتر:
-اولاد بنتي وجبتهم عندي، فيها حاجة دي
تماسك مراد ألا ينفجر فيها أو يعاملها بصورة تخالف تربيته، رد بانفعال رغم هدوء نبرته:
-تقومي تاخديهم بالشكل ده، اكيد وصلك إني بدور عليهم والدنيا مقلوبة، وحضرتك ولا في دماغك
كشرت السيدة من فظاظته معها فتدخل زوجها قائلا بتأنٍ:
-حصل خير يا مراد، أنا كنت لسه بلومها من شوية، بس قالت عادي اما يجوا عندنا ولينا حق فيهم
حديثه جعله ينزعج أكثر، هتف بهياج مدروس:
-حق أيه دول عيالي، ولم تعوزوا تشوفوهم يبقى بإذن مني
خرجت السيدة سامية عن صمتها لتعلن بحقد:
-طالما هتتجوز وتشوف حياتك يبقى حقنا ناخدهم، دول ولاد بنتي اللي استغنت عن حياتها علشان تجبهملك، وفي الآخر جاي بكل بجاحة عاوز تتجوز وتتبسط
استشف من ثورة غضبها أنها تعمدت أن تأخذ الولدين، نظر زوجها لها بعتاب فقد فضحت نفسها، رد مراد بجمود:
-كده كل حاجة وضحت، أنا كنت بخليكي تيجي تشوفيهم، واوقات كنت بجيبهملك، بس من دلوقتي دا مبقاش هيحصل
حدجته بغل وكراهية فتابع بحزم:
-وأنا هتجوز وهشوف حياتي، مش هحرم نفسي أكتر من كده، وبنتك اتجوزتها علشان كانت تعبانة وعلشان خاطر أمي الله يرحمها، اللي هي اختك!!
ثم امسك مراد بكلا ابنيه من ايديهما ليتحرك بهما نحو الخارج، هتفت السيدة باحتجاج وهي تسير بصعوبة خلفه:
-مش هتمنع احفادي عني، أنا مش هاسكت على كده
دلف مراد من باب الشقة ليستقل المصعد، وهي في الطريق توقفت مجهدة لكبر عُمرها، أسندها زوجها فقالت بحزن:
-ربنا ينتقم منك يا مراد، يا رب ما تفرح زي ما حرمت بنتي من شبابها وماتت صغيرة
تألم زوجها من دموعها التي انهمرت، خاطبها بتحنن:
-تعالي ارتاحي، مراد بيقول كده بس علشان متضايق، اكيد مش هيمنعك عنهم
انتحبت السيدة سامية وقالت ببؤس معارضة أن يُغيّر قراره:
-دا مجرم وقلبه قاسي ومبيرحمش حد، أنا عارفاه كويس.........!!
____________________________________

عاونتها على الاستلقاء على التخت بحذر بعدما بدلت ثيابها لأخرى نظيفة، لكن تألمت الأخيرة فجسدها مليء بالكدمات الموجعة، تسطحت غزل على ظهرها بتعب شديد غزا هيئتها، طالعتها خالتها بنظرات حانية حزينة لما وصلت إليه، مدت فتحية يدها لتجلب حبة الدواء ثم قالت لها بعطف:
-خدي يا حبيبتي الحباية دي، هتخليكي كويسة دي مسكنة
بالفعل أرادت غزل أن لا تشعر بهذا الوجع، اعتدلت قليلاً بمساعدة خالتها ثم تناولتها مع ارتشافها القليل من الماء، ابتلعتها غزل ثم استلقت مرة أخرى، ابتسمت لها فتحية واستفهمت بألفة:
-مش عاوزة تقولي حاجة يا غزل؟
بعينين بالكاد تفتحهما ردت بوهن:
-تعبانة قوي
حزنت فتحية عليها وقالت:
-عارفة إنك استحملتي كتير، بس الحمد لله جات سليمة
تذكرت غزل ما فعله مراد معها فقالت بدموع متجمعة:
-كان هيموتني
ضمتها خالتها لصدرها لتهون عليها، مسدت على كتفها قائلة:
-ربنا يحميكي يا بنتي، مال حظك بس، من وقت ما اتولدت لحد دلوقتي
استكانت غزل في أحضان خالتها شاعرة بالأمان، دق الباب عليهن ثم ولجت السيدة هدى مبتسمة برقة، تحركت ناحيتهن قائلة بتواضع:
-أنا جاية اطمن على غزل
شكرتها فتحية بشدة:
-كتر خيرك يا ست هانم، أنا اديتها الحباية من شوية
وجهت هدى بصرها لـ غزل، سألتها باهتمام:
-كويسة يا غزل؟
نظرت لها غزل ولم ترد فحالتها تعلن عما تعرضت له من قساوة، تابعت هدى متفهمة:
-هتبقي كويسة إن شاء الله، ومش عاوزاك تزعلي من مراد، هو بس بيحب ولاده وهما كل حياته، وأنا ندمانة علشان كنت السبب إني خرجتكم في اليوم ده
أيضًا لم تعلق غزل لتظل واجمة تستمع لها فقط، أدركت فتحية ضيق غزل من أهل المكان بسبب ما تعرضت له من ضغينة لذا خاطبت السيدة بلطافة:
-هي تعبانة شوية ومش قادرة تتكلم، يمكن عاوزة تنام
اومأت هدى وابتسمت وهي تنظر لـ غزل بحنوٍ قائلة:
-طيب أسيبها ترتاح شوية
تابعت فتحية رحيل السيدة بنظرات محبة، التفتت لـ غزل القابعة في احضانها وقالت:
-الست هدى طيبة قوي، كتر خيرها جت تشوفك
كل ذلك لم يجعل غزل تتناسى تلك الفترة المشؤومة، ردت باقتضاب:
-عايزة انام وارتاح
ارضخت لرغبتها سريعًا وقالت:
-ارتاحي يا حبيبتي
ثم دثرتها جيدًا فاغمضت غزل عينيها ثم غطت في نوم عميق، وقفت فتحية تتطلع عليها لبعض الوقت، تذكرت مجيء يوسف وقالت بتأفف:
-نسيت اقولها على يوسف، يلا مش مشكلة أما تصحى...............!!
____________________________________

دُهشت وهي تراه يجمع متعلقاته في لفة من القماش، وقفت نوال بجانبه تسأله باستنكار:
-بتلم هدومك ليه يا يوسف، إنت رايح في حتة؟!
وضع يوسف ملابسه جميعها ثم عقد اللفة مرتين باحكام، رد وهو يجلس على الأريكة لينتعل حذائه:
-مينفعش أجعد إهنه أكتر من إكده، الناس عتاكل وشي
جلست بجانبه قائلة بقلق:
-واختارت تسيبني، مش اتفقنا نتجوز
لم يرد وكان لسكوته واقع سيئ في نفس نوال التي وثقت به، نهض يوسف وحمل حقيبته فنهضت نوال هاتفة برفض ممزوج بالتوسل:
-مش هتخرج يا يوسف، كده تسيبني بعد ما ساعدتك وعملت كل حاجة علشان نبقى مع بعض، دي أخرتها
ثم وقفت أمامه لتقطع طريقه ونظراتها تلومه، رد بحقارة:
-وآني معاوزش اتجوزك، وسيبيني أمشي
قال ذلك وهو يبعدها جانبًا كي يمرق فحملقت فيه بذهول وعدم تصديق فماذا دهاه ليتغير فجأة دون مقدمات، تحرك هو ناحية الباب فصرخت باهتياج:
-ندل وخسيس
اوقفته كلماتها الثائرة وترددت في أذنيه، تابعت نوال باغتياظ:
-عضيت الأيد اللي اتمديتلك، منظرك ده بفلوسي، هدومك اللي خدتها دي كمان من تعبي وشقايا
شعر يوسف بالخزي ثم استدار بجسده لها، أصابته نظراتها المستهجنة فألقى اللفة بجواره قائلاً بحرج:
-خدي حاجاتك أهي يا ست، ولما ربنا يجدرني واجبض هدفعلك تمن جعادي معاكي، آني راجل جوي ومهقبلش ست تصرف عليا
ضحكت بدموع، ردت مستهزئة:
-ولما توعدني وتخلف كده إنت راجل، جبتك معايا واتعودنا عليك أنا وابني وفي الآخر هتسيبنا من غير سبب كده إنت راجــل!!
ثم صرخت به ليجد نفسه في موقف مخجل، هو ظلمها معه وعليه الاعتذار، اكتفى بأن يقول:
-سامحيني، عن إذنك
ثم استدار مغادرًا على الفور قبل أن يجمعهما نقاش آخر، بكت نوال بمرارة وبجهل صكت على وجهها قائلة بعويل:
-يا بختك المايل يا نوال، أيه اللي غيره بس.................!؟
____________________________________

دثر الصبيّان جيدًا فقد غفوا في الطريق، ابتسم لهما مراد بحنان وظل واقف بين تختيهما يوزع نظراته عليهما، جاءت السيدة هدى من خلفه حاملة لصينية عليها كوبين من الحليب، قالت:
-أنا كنت جبتلهم الحليب
انتبه مراد لها، رد مبتسمًا وهو يأخذ الصينية منها ليضعها جانبًا:
-خليهم يناموا، أصلاً الوقت اتأخر
قالت هدى بحمد:
-ألف حمد وشكر على رجوعهم سالمين
تنهد مراد وقال:
-فعلاً الحمد لله، تصدقي يا ماما إن أول ما شوفتهم قلبي ارتاح قوي، كنت حاسس إني هتجنن وهما مش قدامي
لامست خده بيدها الدافئة، ردت بمعنى:
-الأهل أكتر ناس بتزعل على ولادها، ودول حتة منك
ثم صمتت لتتابع بتردد:
-طلع الولاد عند جدتهم، يعني شكك في أي حد كان ملوش لازمة، والبنت الغلبانة دي شالت الحمل لواحدها
تأفف مراد وانزعج مما فعله، رد بضيق:
-ماما لازم تعذروني، أنا مكنتش واعي باعمل أيه، كنت زي المجنون
ردت بتفهم:
-طيب على الأقل أبقى كلم غزل وحاول تـ.......
قاطعها باعتراض حين تفهم عليها:
-معقول عاوزاني أروح للخدامة وقولها آسف سامحيني، أنا مش ممكن أنزل للمستوى ده
هتفت بإنكار:
-كلنا من طين يا مراد، والتواضع من شيم الناس ولاد الأصول
نفخ بقوة ضجرًا، قال بامتثال مؤقت:
-طيبتك يا ماما بتخليني أنسى أنا مين، حاضر لو شوفتها هقولها كلمتين، بس مش هاعتذرلها
ابتسمت له بمحبة كونه يطيعها، انحنى مراد ليقبل يدها شاكرًا الله على زوجة أبيه الحنون، نظر لها وقال:
-ربنا يطولنا في عُمرك إنتي وجدي، وجودكم معايا أحلى حاجة في حياتي
ردت بأمومة:
-ويحميك يا حبيبي ويحفظلك ولادك.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،
سطعت الشمس بنورها لتخفي معالم الظلام وما كان يحمله الليل من نوائب كانت عند البعض قاتلة، لتتبدل بين ليلة وضحاها وتزول، لكن حاملة معها بعض الذكريات التي قبعت في نفوسهم المتألمة البائسة........
ببطء شديد سارت غزل للحديقة برفقة خالتها التي طلبت منها أن تعاونها لكن رفضت غزل معتمدة على نفسها، وصلن عند شجرة ما كبيرة، قالت فتحية مبتسمة بود:
-شمس الصبح حلوة وبتريح الجسم، اقعدي فيها شوية جسمك هيفُك
جلست غزل بحذر على الأرض تحت الشجرة، أسندت ظهرها قائلة براحة:
-أيوة حلوة
في هذا الضوء الساطع ظهرت الكدمات الزرقاء على وجهها وعينيها بوضوح، خشيت أن تتحدث فتحية عنها فتحزن الأخيرة، لكن نظراتها هذه جعلت غزل تستنتج ما بها، قالت بسخرية:
-وشي بقى وحش قوي كده!
هتفت فتحية نافية بكذب:
-لا يا حبيبتي، أنا بس زعلانة علشان شيفاكي تعبانة بالشكل ده
تجاهلت غزل كل ذلك وتنهدت، تحركت فتحية لتتركها بمفردها لكن أثناء سيرها تذكرت شيء، التفتت قائلة بشغف:
-نسيت أقولك، يوسف هنا.........!!

من شرفة غرفته وقف يتابع حديثها مع خالتها باهتمام، أحس مراد بأن زودها معها، تأفف فقد تحمّلت كثيرًا، فتاة غيرها كانت قد انتهت، دقق النظر في هيئتها المتعبة وشعر بالذنب، مكانته لم تسمح له بأن يعتذر لها، وبالأخير اعتزم أن يرفع من راتبها أفضل، بالتأكيد ستتناسى ما فعله، قال باقتناع:
-خلاص هديها مكافأة هتخليها تنسى، كلهم بيحبوا الفلوس........!!
x x x x x xx _________________________
x x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x x x ______________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-20, 12:06 AM   #42

تيلينجانا

? العضوٌ??? » 471660
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » تيلينجانا is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتي بخير🎉 ..الاحداث جميلة ومشوقة جدا اتمنى لك التوفيق🌷

تيلينجانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-20, 12:22 AM   #43

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عيد مبارك للجميع .💖.مسكينة غزل الكل طمعان فيها من انيس ويوسف النذل الي ضحك على الهام بعد ما وعدها .بس الكويس في وجود يوسف انه حيحبط خطة قسمت الي ناوية علبه حقيرة زي انيس وزي عمها اسعد عشام مصلحتها ممكن تعمل اي حاجة ومراد التاني شايف نفسه وقلبه قاسي اتمنى غزل تبعد عن الكل بس المسكينة حتروح فين ياريت بعد الي حصل تبطل اوهام ..الفصل جميل وسعدت انه حينزل بارت كل ايام العيد ..ربنا يوفقك حبيبتي ودمتي بخير 💞💞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-20, 08:10 PM   #44

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيلينجانا مشاهدة المشاركة
كل عام وانتي بخير🎉 ..الاحداث جميلة ومشوقة جدا اتمنى لك التوفيق🌷
عيدك مبارك وكل عام وانت بخير❤️


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-20, 08:12 PM   #45

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل السادس عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

البكتها حتى ألجمت لسانها وتوالت دقاتها حين دخلت من باب المبنى، حدقت نسمة فيها بوجوم لبعض الوقت متذكرة إياها، بينما لم تهتم نوال بحالتها فشاغلها الأكبر ليس هي، خاطبتها بتكهن:
-أنا جاية أقابل الريس ضرغام، هو موجود؟
تدريجيًا هرب الخوف من ملامح نسمة لتحل راحة جمة فقد ظنت أنها رأتها، تنفست الصعداء وقالت:
-أيوة فوق لسه ما رحش على شغله
ابتسمت نوال بتأمل وقالت:
-طيب هطلعله علشان عاوزاه في موضوع مهم قوي
أشارت لها نسمة قائلة:
-اتفضلي
تحركت نوال لتصعد الدرج فنفخت نسمة بقوة، ظهر الشاب الذي توارى تحت سلم العمارة، حدثها بهمس:
-مشيت؟
نظرت له شزرًا حانقة على مجيئه هنا، ردت بتحذير:
-يلا من هنا، وتاني مرة مش عاوزة أشوفك جايلي، ولو عايز فلوس هبعتلك أنا لوحدي
رد عابسًا:
-بس إنتي بتتأخري عليا وأنا الفلوس بتخلص بسرعة
هتفت بامتعاض وهي تسحبه ليدلف خارجًا:
-بطل السم الهاري اللي بتشربه وكل حاجة هتبقى تمام، ولو شوفتك تاني هنا مش هتشوف مني حاجة، يلا بقى
دفعته من باب المبنى ليرحل، قالت في نفسها بتوجس:
-محدش هيوديني في داهية غيرك أنا عارفة................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نهض من فراشه متذمرًا من دقات الباب في هذا الوقت المبكر من النهار، تحرك ضرغام نحو باب غرفته ليفتحه، هتف بتبرم وهو يتحرك نحو باب الشقة:
-دا مين اللي جل راحتي ده؟
ثوانٍ بسيطة وكان فاتحًا للباب، قطب جبينه وهو يرى هذه السيدة مرة أخرى، سألها بغرابة:
-فيه حاجة يا ست؟
ردت عليه نوال بحرج:
-أسفة يا ريس ضرغام إني جيتلك بدري كده، بس اعمل أيه أنا عاوزاك في موضوع مهم قوي!
كعادته لم يصد من طلب عونه ليخاطبها بانصات شديد:
-قولي يا ست أجدر أخدمك بأيه؟!
انشرح قلب نوال لتجده المعاون فيما ستطلبه منه، تحدثت بأريحية:
-كنت عاوزاك بخصوص يوسف، خليه يتجوزني................!!
____________________________________

اسمه كان كالبلسم ليشفي ما طبع بها من اوجاع، أحست غزل بأنها قد شُفيت تمامًا لوجوده بالقرب منها، تلك العلاقة بينهما كانت الأقوى لتظل بسمتها على وجهها ولم تختفي، شيءٌ خفي جعلها تتوق لرؤيته لتترك النوم وتفيق منتظرة تلك اللحظة، جلست على طرف الفراش كامدة بعض الشيء فهي لم تعرف أين هو الآن؟، هذا لومها الوحيد لخالتها التي جهلت ذلك، تمتمت بقلة حيلة:
-يا ترى قاعد فين يا يوسف دلوقتي، جعان ولا شبعان، نايم ولا صاحي؟!
هذه الهمهمات الصادرة منها أدت لانتباه فتحية لها، دنت منها قليلاً وعينيها تتمعن في حالتها الزائغة، سألتها بصوت أبح:
-بتفكري في أيه يا غزل؟!
تنبهت غزل لها وقالت:
-شاغلني يوسف قوي، هموت واعرف هو فين دلوقتي، خايفة يكون تاه في البندر!
جلست فتحية بجانبها، ردت بوعي:
-يوسف راجل مش عيل، واللي خلاه يوصل لهنا أكيد عارف هيتصرف إزاي في بلد غريب عنه
تمنت في نفسها ذلك، رددت بعدها بابتهاج:
-أكيد وحشتهم وعاوزين يشوفوني
احتجت فتحية على ذلك فهي تعلم سبب حضوره، من أجلها فقط قد جاء!، ردت مبتسمة بزيف:
-أكيد وحشتيهم، وأنا باقول ترجعي عندهم أحسن، كفاية اللي شوفتيه هنا
لأول مرة منذ وطأت قدمها هنا تحبذ الرجوع، تاركة أحلامها خلف ظهرها فلن تجنيها بذُلها وقلة قيمتها، ردت مؤيدة قولها بألم:
-هرجع معاه، أصلاً كرهت هنا....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
حملت بنفسها بعض من ثيابها غالية الثمن التي ارتدتها قبل مرات ثم انتظرت أن يخرج من غرفته لتكمل خطتها الماكرة، فور لمحها له كانت متحركة في الرواق بقسمات بريئة مخادعة، تقابلت معه عمدًا فقالت بتفاجؤ مزيف:
-مراد!، صباح الخير، أيه اللي مصحيك بدري كده؟!
رد وهو يتأمل ما تحمله:
-صباح النور، رايحة فين بالهدوم دي؟
وجهت بصرها للثياب التي تحملها وقالت بسماحة شديدة:
-أصل بصراحة البنت الخدامة زعلت عليها قوي، قولت اديها حاجة من هدومي اصالحها بيها، خوفت تدعي عليك ويحصلك حاجة، دا أنا أموت فيها
لاح حبها له في جملتها الأخيرة مع نظراتها نحوه، ابتسم مراد من لطفها وقال:
-كل يوم باكتشف حاجات فيكي تخليني أعجب بيكي
ردت معترضة بدماثة:
-أنا عاوزاك تحبني مش تعجب بيا
تلاطفت معه في الحديث كما أمرتها والدتها، بالفعل وقفت سميحة التي تتنصت عليهما وتتابع ما تفعله ابنتها من تعليمات، مدحتها قائلة:
-أيوة كده يا هدير، امشي ورايا مراد هيحبك على طول..........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
رافقها عند ذهابها فتهللت أسارير هدير، طرقت باب غرفة فتحية بهدوء ثم نظرت لـ مراد مبتسمة برقة حتى أن تفتح الأخيرة، فتحت غزل الباب لتتفاجئ من وجودهما أمامها ثم وزعت أنظارها عليهما، للحظات ظهرت الشفقة في نظرات مراد وهو يتأمل آثار ضربه المبرح لها، بينما تشفت هدير فيها لرؤية تشوه جمالها بفضل الزرقة التي ملأت بشرتها، لاقصاء هذه اللحظة المؤسف قالت هدير برزانة:
-مش هتخلينا ندخل يا غزل!
كأنها تناست ما بها ظانة اعتذاره لها، قالت باحترام:
-اتفضلوا، بس الأوضة مش قد المقام
خطت هدير أولاً ومن خلفها مراد محرجًا قليلاً فقد أخطأ في حقها، وضعت هدير الثياب على التخت ثم رفعت بصرها لـ غزل قائلة بتودد مزيف:
-كلنا هنا زعلانين من اللي حصلك
تحركت نظرات غزل لـ مراد تلقائيًا ثم ابعدتهما، قال مراد محتفظًا بهيبته:
-أنا كان رد فعلي طبيعي، أول مرة تحصل إن حد ياخد الولاد كده، وملقتش غيرك قدامي اتهمه
بادرت هدير بتكملة حديث مراد حتى لا يعتذر لها وتتأمل هذه الخادمة حين قاطعته بلؤم:
-خلاص يا مراد غزل مش زعلانة
تابعت وهي تشير بيدها على الثياب:
-شايفة يا غزل جبتلك أيه، كل الفساتين الحلوة دي علشانك
نظرت غزل للثياب بقسمات واجمة ولم يصدر منها أي مؤشرات سواء بقبولها ذلك أو رفضها، أخرج مراد ورقة من فئة المائة جنيهًا، قال وهو يمد يده بها:
-ودي كمان علشانك، خديها متتكسفيش
تجمدت نظرات غزل الهادئة ظاهريًا على الورقة المالية التي لم تحلم يومًا أن تمسك بها، لكنها لم تمد يدها بها لتتناولها منه، أحست هدير بأنها قد استوت مما يحدث وابتسمت داخليًا، أمسكت هدير منه المائة جنيهًا وقالت:
-متكسفهاش يا مراد، حطها هنا مع الفساتين
ثم وضعتها هدير أعلى الثياب، كانت غزل تتابع حديثهما وودت أن تبصق في وجهيهما فقد أثاروا حنقها وشعرت بالاختناق، تابعت هدير وهي تمسك بتملك يد مراد:
-يلا إحنا بقى يا مراد، خليها تفرح بالفساتين والهدوم
استنكر مراد أن ذلك أسعدها فلم يرى أي ردة فعل وهو يتطلع على غزل الصامتة والتي لم تنطق ببنت شفة فقد قتله فضوله في معرفة درجة قبولها، تحركت هدير نحو الخارج وبيدها مراد تسحبه معه لتنهي هذا سريعًا؛ كي لا تمهله الفرصة لمعرفة أي شيء يخالج هذه الفتاة اللعوب، همست لـ مراد وهما يخرجا من الباب:
-خلاص عملنا اللي علينا متشغلش بالك......!

تابعت فتحية ما حدث عند الباب ثم اختبأت عند رحيلهما، ولجت الغرفة على غزل التي تحدق بما وُضع على التخت بنظرات تائهة، بالفعل كانت الأثواب تغري أي فتاة موضعها لتسعد بها وكما حلمت بأن ترتدي مثلها، لكن هل هذا ثمن اهانتها بهذا الشكل؟، لمعت عيناها بدموع وانقشع الألم المستتر بداخلها، دنت فتحية منها مستشفة ما بها، رغم ذلك قالت بتهلل زائف وهي تمسك بالثياب:
-فيها الخير الست هدير، دي فساتين حلوة قوي
التقطت فستان أخر حالته جيدة وتابعت:
-الله على الفستان ده باين عليه لسه جديد
عاودت النظر للتخت وأمسكت بالمائة جنيها، قالت ناظرة إليها بفرحة خارجية لتخفي حزنها عليها:
-مية جنية بحالهم، دول قد مرتبي كام شهر
وقفت غزل تحملق فيها باحتجاج عما تقوله هي، تساقطت عبرة من عينيها جعلت قلب فتحية ينتفض، اقتربت منها لتضمها مستفهمة كأنها لا تعلم السبب:
-ليه كده يا غزل، بقى مش فرحانة بالحاجات الحلوة دي؟!
دخلت غزل في نوبة بكاء شديد، ردت بقهر:
-دول جايين يذلوني تاني
ابتعدت عن خالتها وأكملت بنحيب:
-حتى متأسفش على اللي عمله فيا، بيعوضوني وراسهم فوق ولا هاممهم شكلي ده
ربتت فتحية على كتفيها قائلة بدراية:
-هما الناس الأغنية كده، متزعليش نفسك واللي يجي منهم أحسن منهم، أصل مش هتعرفي تاخدي حقك منهم، فنعيش ونرضى بنصيبنا
اعترضت قائلة:
-طالما كده يبقى آخد حقي بأي طريقة حتى لو مش هترضي حد، ويغوروا في ستين داهية
مسحت فتحية على شعرها لتواسيها، ردت غزل بيأس:
-أنا عاوزة امشي من هنا، عاوزة أروح عند يوسف...............!!
___________________________________

حين بزغ الفجر وهو مع العمال يحمل البضائع بمرونة ونشاط ولم يعلن لثانية تذمره، نظر له أحد العمال بعين الحسد وهمس لزميل له يحمل أحد الصناديق:
-الواد الفلاح ده بيشيل الصناديق ولا أكنه شايل حاجة
حمل الرجل الصندوق باذلاً أقصى جهوده، رد متأففًا:
-مش شايف شكله عامل إزاي، تربية صعايدة وسمنة بلدي
أحس يوسف بهمساتهم عليه لكنه لم يستطع أن يستنبطها، تجاهلهم ليتابع عمله مرددًا في نفسه:
-الشغل إهنه مهيتعبش، أحسن كَتير من شغل الأرض والفلاحة اللي مهتجبش غير ملاليم
ثم وضع الصندوق فوق ناظريه، لمح يوسف أحد زملائه الذي تعرّف عليه يتقدم منه فتوقف عن العمل لينتظره، حدثه يوسف بلهف:
-خبرني، وصلت الورجة للعنوان اللي جولتلك عليه؟
اومأ بالإيجاب قائلاً:
-وصلته للقصر ونبهت على سفرجي كان لسه داخل جوه يوصله للست فتحية
تنهد يوسف وامتن له:
-مش عارف أجولك أيه، شكرًا يا عبده
رد عبده بأخوة:
-خلاص يا يوسف مافيش فرق بينا، كفاية مساعدتك ليا امبارح لما كملت شيل بدالي
ابتسم له ثم تحركا لمباشرة العمل سويًا وهما يتبادلان الحديث.....

ترجل ضرغام من سيارته ثم توجه ناحية العمال فوجد يوسف يعمل بكد، ابتسم عفويًا وأخذ يتابعه لبعض الوقت معجبًا بنشاطه عن البقية، تذكر حديثه مع السيدة نوال فتنهد بقوة، رفع صوته لينادي عليه بصلابة:
-يــوسف!!
انتبه يوسف لصوته فترك ما بيده راكضًا ناحيته، رد بطاعة شديدة وهو خافضًا رأسه:
-تحت أمرك يا ريس ضرغام
-تعالى جوه عاوزك في موضوع مهم
هز يوسف رأسه ليمتثل له، تابع العمال ما يحدث فقال أحدهم بحقد رافعًا صوته:
-والله والفلاحين بقى ليهم قيمة، مبقالوش ليلة شغال والريس بنفسه طلبه معاه
هتف عبده بنفور:
-الريس ضرغام هو اللي جابه، تلاقيه بلدياته ملناش دخل
سخط الرجل على رده ولم يعلق، لكنه انزعج فهو يعمل هنا منذ سنوات ولم يُعامل هكذا يومًا........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
نظر له مطولاً وعقله يرتب كيف يحبك كلامه معه، فما قالته نوال جعله يشفق عليها وعلى ابنها، ترقب يوسف أن يعلن عن سبب طلبه له وهو يقف أمام مكتبه، بادر ضرغام بالحديث قائلاً بدهاء:
-للأسف يا يوسف، أنا كلمت مراد بيه عشان يشغلك إمعانا ورفض
بكل حسرة نظر له يوسف، قال بتوسل:
-آني عملت أييه يا ريس، شغلني الله لا يسيئك
رد بمفهوم مختلق:
-البيه جالي لازم تكون متجوز علشان تشتغل إهنه وسطينا، ديه شروط الشغل، جولت أيه؟
لم يدري يوسف ما هذا الشرط العجيب واستغربه، وبكل أسف كان ذلك يحبطه ووقف متحيرًا، كي لا يجعله ضرغام يفكر كثيرًا تابع بمكر:
-الجواز أمره سهل وآني ممكن أساعدك فيه لو محتار كيف تتجوز يعني
تبعثرت الكلمات من على لسان يوسف من فرط ما وضع فيه فهو يريد العمل هنا من أجل أن يكون بالقُرب من غزل، رد على مضض:
-طيب هتجوز
ادعى ضرغام التفكير في ذلك، قال باقتراح:
-ومش هندور كَتير ونتعب نفسينا، عندك الست اللي كنت جاعد حداها
تذكر نوال وما فعله معها، شعر بالحرج فكيف سيعود لها مجددًا، وجد بهذا الشرط أن يصلح ما افسده معها على غير رغبة، حين فطن ضرغام أنه سيوافق لا محال قال بجدية:
-بعد الغدا هاخدك ونروح نكتب الكتاب......................!!
___________________________________

التزمت غزل غرفتها كي لا يرى أحد وجهها وما حدث فيه، فأتت من قطع خلوتها تلك وهي إحدى الخادمات الأجنبيات، قالت لها بأمر:
-مدام قسمت عاوزك غزل فوق
اكفهرت غزل قائلة:
-هي مش عارفة باللي حصلي، أنا مش قادرة اعمل حاجة
ردت الخادمة بتصميم:
-تعالي كلمها علشان مش تضايق منك
بدت هيئتها متأففة وهي تنهض من على التخت، ارتدت حذائها ثم تحركت عابسة خلف الخادمة الأجنبية وتغمغم ببعض الكلمات الحاقة......

وهي في طريقها لتصعد الدرج لمحها أسعد فتمعن فيها النظر، قال برأفة:
-مش دي البت المظلومة اللي ضربها مراد؟
ردت هدير الجالسة بجانبه بخبث دفين:
-هي يا جدي، صعبانة عليا قوي
هتف أسعد باعجاب وهو يعاود النظر إليها:
-البت حلوة وجسمها أحلى، فرسة ماشية على الأرض
اغتاظت هدير بشدة من مدحه لها فنظرت لوالدتها وهي تصر أسنانها بقوة، تدخل أكرم ليثنيه على رأيه فيها:
-والله بتفهم يا جدي، غزل دي كرباج
رمقته والدته وهي توبخه بحدة:
-احترم نفسك يا ولد، أيه كلام بتوع الشوارع ده
هتفت هدير باستهجان ظاهر:
-حتة خدامة فلاحة هنقعد نتكلم عليها، سيبكوا منها أهو دا اللي ناقص
رد أسعد عليها باعتراض أظهر ذوقه:
-مش معاكي، دا مافيش أحسن من الخدامين الفلاحين.............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،
صُدمت حين رأت وجهها، هتفت بضيق:
-أيه اللي حصل في وشك ده؟
سخرت غزل في نفسها من سؤالها الأرعن، ردت باحتقان داخلي:
-أصل وقعت يا ست هانم على وشي
أدركت قسمت كذبها فهي تعلم ما حدث، ردت بتنهيدة:
-كل ده هيروح بس محتاج شوية وقت، وكمان بشوية مكياج مش هيبان
ردت غزل بحزن زائف:
-معنديش مكياج
وقفت قسمت ثم اقتربت منها قائلة:
-هديكي كل حاجة، وكمان همكيجك بنفسي
سألت باستغراب:
-ليه كل ده، معقول صعبت عليكي؟
ردت بمحبة مزيفة وهي تمرر يدها على كتفها وخصرها:
-لا أصل عاوزاكي معايا في مشوار كده، متأكدة إنك هتنبسطي فيه قوي
تأججت غرابة غزل من حديث السيدة وتوالت اسئلتها ومنها:
-ليه أنا يا هانم،؟!
توترت قسمت وقالت بتبرير:
-أصلي حبيتك يا غزل، وبصراحة مش بطيق حد هنا، حتى سميحة اختي!
زاغت غزل في طلبها فتحركت قسمت لتجلب ثوب سهرة أسود اللون مزخرف بتطريزات لامعة، عاري الكتفين وطويل، تجمدت نظرات غزل عليه فقد سلب عقلها، لم ترى مثله أبدًا فحتى ما جلبته هدير لها لا يقارن به فهذا الأروع، قالت قسمت وهي تحمله بين ذراعيها:
-الفستان دا علشانك، جبته من بلاد برة، مش خسارة فيكي
تناولت الثوب منها وهي تتأمله بعدم تصديق، وضعته على جسدها وابتسمت فيبدو أنه صُمم من أجلها، هتفت قسمت بانبهار:
-شايفة، طولك بالظبط، ولسه لما هتلبسيه يا غزل
نظرت لها غزل بامتنان وتوقفت الكلمات على لسانها بفضل فرحتها تلك، تابعت قسمت بمفهوم:
-الليلة هتلبسيه يا غزل، وهنخرج نسهر أنا وإنتي في أحلى بارتي
لم تستفهم غزل أكثر فداخلها يريد ذلك فقد أحبت الثوب، احتضنت الثوب بقوة وقالت هازة رأسها بامتثال:
-حاضر يا هانم....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،
هبطت الدرج حاملة الثوب في كرتونته الخاصة متهللة داخليًا، في تلك الأثناء ولج مراد برفقة أبنائه، اللذان ما أن رءوها حتى توجهوا ناحيتها، هتف شريف بذهول:
-حصلك أيه يا غزل؟
ألقت غزل نظرة لـ مراد ثم ردت على الصبي:
-أنا وقعت من على السلم
اعترضت حسام مرددًا:
-مش معقول السلم يعمل كده!!
أيضًا وافق شريف حديث أخيه ليظل مراد محرجًا ومتأففًا في ذات الوقت، بينما ابتسمت غزل باستهزاء قائلة:
-عندك حق، أيه رأيك نخليها وقعت من الدور التاني
نظروا لها بعدم فهم فظلت بسمتها على وجهها، تحركت لتتركهم فتعقبها مراد بشفقة فهي بالفعل قد قاست كثيرًا، هتف شريف بود وهو يخاطبها:
-متنسيش اللبن بتاعنا يا غزل، هيخليكي جامدة، قصدي هيخلينا جامدين
ثم غمز لها فرغمًا عنها ابتسمت، أحب مراد مصادقة الولدين لها وابتسم، في حين أخذت غزل قرارها أن لا تهتم بهم من الآن، ردت بأسى:
-أنا تعبانة، الخدامين كتير هنا وممكن ياخدوا مكاني
ردت بأدب عليه وهذا ما اكمد الولدين، ناهيك عن عبوس مراد لعلمه بالسبب، اكملت غزل سيرها نحو الغرفة فحدثهم حسام باستنكار وتّر مراد:
-حصلها إزاي ده، غزل بنت طيبة ومتستهلش حاجة وحشة.....................!!
____________________________________

تزينت من أجله حين ملأت شفتيها باللون الأحمر القاني وورّدت وجنتيها لتبدو جميلة، فلم تصدق أنه تم عقد القران إلى تلك اللحظة، أخذت تقترب شيئًا فشيء من يوسف الذي يجلس في زاوية الغرفة على مقعد مضطربًا مما حدث ويحاول أن يتحاشى النظر إليها، شلحت الروب من عليها لتلقيه على التخت ثم عنده جثت على ركبتيها فلا إراديًا نظر لها، ما ترتديه جعل انتفاضته تتسعر فلم يرى هكذا من قبل، مدت نوال يدها لتنزع حذائة فأرجع قدميه للخلف قائلاً برفض:
-بتعملي أيه؟
ردت بدلال وهي تعيد سحب قدميه:
-هخلعك الجزمة، اومال يعني هتنام بيها
تركها تفعل ذلك وهو معقود الجبين، حين انتهت نهضت لتكمل ما تريده حين وضعت يدها على قميصه، هنا أمسك يدها معترضًا:
-مهخلعش خلاجاتي
تذمرت قائلة:
-اسمه أيه الكلام ده، إحنا اتجوزنا ومش عيب
نهض يوسف مرتبك، رد موضحًا:
-أصل آني أول مرة يعني وخجلان شوية
ابتسمت بمكر ثم وقفت أمامه مباشرةً، لامست صدره من فوق قميصه بتمريرات مغرية كونها فطنة كيف تحثه على قبولها، ردت بتمنٍ:
-مش عاوزاك تنكسف مني خالص، إحنا بقينا واحد
ثم طبعت قبلة على خده وجاهدت على اغوائه بأن يعاملها كزوجته بحركاتها ودلالها المتعمد، بفضل درايتها وزواجها مسبقًا دفعته لأن يتمادى معها، لم يُحرم يوسف ذلك فهي زوجته فتأملها ليرى غزل فيها، لكنه في تلك اللحظة تناسى كل شيء ليفكر في شهوته كرجل متمنيًا أن تكون غزل محلهــا..............!!
____________________________________

-هتعملي أيه يا غزل؟
استفهمت فتحية بفضول من غزل التي ترتدي ملابسها وتتأهب للخروج، هتفت غزل وهي تمشط شعرها أمام المرآة:
-وحشني ولازم أروح أشوفه دلوقت
قالت فتحية باستنكار:
-الست قسمت مش بتقولي هتخرجي معاها وجيبالك فستان، ما تستنى للصبح حتى!
ردت غزل وهي تخفي بعض من الكدمات:
-بلا قسمت بلا زفت، يوسف عندي أهم، وكمان انا هرجع معاه
ثم تحركت نحو التخت لتتمم على متعلقاتها، لم تنسى أيضًا أن تصطحب الثوب معها، ابتسمت له ثم وضعته باهتمام داخل كرتونته، التفتت غزل لخالتها ثم ودعتها قائلة:
-أنا هامشي يا خالتي، هتوحشيني قوي
احتضنتها فتحية بحرارة ليؤثر فيها هذا الرحيل فقد تعلقت بها، لكن ذلك يصب في مصلحتها، قالت بتحنن:
-توصلي بالسلامة يا غزل، وسلميلي على سعاد وحسن وأمل
ابتسمت غزل ثم ابتعدت عنها، قالت باستعجال وهي تحمل اشيائها وكرتونة الثوب:
-همشي أنا بقى قبل ما قسمت دي تاخد بالها
اومأت فتحية بتفهم ثم تأملتها بحب، وضعت غزل قبلة على جبينها ثم تحركت بخطوات زموعة نحو الباب المعاكس المؤدي للحديقة، كانت تسير برشاقة كبيرة وهي تختلس النظرات هنا وهناك متخذة حذرها، حين انطلقت من بوابة القصر اختفت ملامح توترها واتسعت فرحتها..............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
وضعت أحمر الشفاة على المرآة ثم توجهت لترد على الهاتف، كان صوت أنيس فابتسمت، حين انتبهت أن أحدهم فتح السماعة من الناحية الأخرى قالت بحزم:
-أنا رديت اقفلوا السماعة
انصتت أن السماعة قد أُغلقت فخاطبته بثقة:
-جهز نفسك علشان محضرالك مفاجأة
ادعى عدم معرفته ليستفهم بجهل مصطنع:
-بأحب مفاجآتك يا قسمت ومستنيها على نار
صنعت الخطة باحكام وسوف تنال انتقامها منه تلك الليلة، فما علاقة غزل بذلك؟، قالت في نفسها بحقد:
-استنى يا أنيس، أنا كمان مستنية اللحظة الو**** دي من زمان
انتبهت له عبر الهاتف فقالت بكراهية لم تصل حد نبرتها الودودة:
-يلا ساعة وهكون عندك أنا والمفاجأة.................!!
_____________________________________

توجهت للعنوان المدون لكن قابلتها نسمة أولاً لتخبرها برحيله لمنزل آخر، طلبت غزل منها العنوان فاعطتها إياه، لم تلبث غزل كثيرًا حتى حولت طريقها لذاك العنوان...
وصلت للمبنى الذي لم يبعد كثيرًا عن الآخر ثم خطت للداخل وبقلبها تلهف جارف لرؤيته، صعدت الدرج وابتسامتها تصل لأذنيها وفور وصولها للطابق المنشود طرقت الباب عدة مرات متتالية محدثة نغمة متهللة معبرة عن حالتها الآن، دلف يوسف من الغرفة وهو يرتدي قميصه وفزعًا من ذلك، من خلفه كانت نوال مزعوجة ثم شرعت في ارتداء روبها وهي تقف منتصف الردهة تراقب من على مقربة.
فتح يوسف فوقعت عيناه على ما لم يتخيلها مطلقًا، لم تتحدث بل طوقت عنقه بذراعيها لترتمي عليه ممتصة منه الأمان، لم يجد يوسف سوى ضمها إليه بقوة فرددت باشتياق:
-وحشتني
ضمته لها اعربت عما يشعر به وهي بين يديه، قال بنبرة تائهة:
-باحبك
ابتسمت غزل ليظلا هكذا تحت نظرات نوال المحتقنة بعدم رضى، جذمت هذا الموقف المستقبح قائلة بانفعال:
-أيه قلة الأدب دي إن شاء الله؟!
ثم تجهمت بالكامل وهي تتحرك نحوهما، ابتعدت غزل عنه حين استمعت لها وأفاق يوسف ليعي الواقع المؤلم، نظرت غزل لها محاولة تذكر أين رأتها، شهقت بصوت مسموع حين تيقنت أين رأت هذه السمجة وكذلك عرفتها نوال فهي فتاة سليطة اللسان، امتعضت غزل حين لاحظت ما ترتديه، وجهت بصرها ليوسف تلومه فمتى تدنى بأخلاقه إلى هذا الحد؟، خاطبته بعتاب:
-إنت يا يوسف، أنا مش مصدقة عنيا
تدخلت نوال قائلة بتهكم:
-دا جوزي يا حبيبتي ما تفهميش غلط
احتدت نظراتها المصدومة عليه فوجدت في قسماته ما يؤكد صدق حديثها، هتفت باحتقار وهي تشير على نوال مما ضايقها:
-إنت يا يوسف تتجوز دي....................................!!x x
x x x xx ___________________________
x x x x x x x _____________________
x x x x x x x x x xx _____________

هنا بس اقدر اقولكم ابتدت الأحداث الساخنة وتوقعاتكم من أول بارت غلط واوعدك هنا مافيش توقع😄😘


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-20, 01:08 AM   #46

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ايوة كدة اخيرا فاقت غزل واتمردت وهربت وراحت ليوسف ويوسف اتجوز ههههه وحتقول لنوالده اخويا. ومشحيقدر ينكر يستاهل بس برضه خيحميها وقدرت تهرب من قسمت الحقيرة ..الولاد اتعلقوا بيها ومراد مفكر انها بفلوسه ممكن تنسى الاهانة والضرب والحقيرة التانية قال جايبالها فساتين ..مستنية بشوق نشوف حيعمل ايه مراد لما يعرف انها سابت القصر ..الاحداث ولعت💃💃 منتظرين الجاي بشوق ودمتي بخير ياقمر 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-20, 08:58 AM   #47

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الســابع عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

تضع الكوب بغيظ على الصينية فما قالته تلك اللعينة بحقها أضرم غضبها، كزت نوال على أسنانها بقوة وحدثت نفسها وهي تجلب العصير البارد من الثلاجة:
-آه يا خوفي لا تقلبوا عليا الحرباية دي وتخليه يسيبني تاني، ما أنا عارفاها مش بانزلها من زور
صبت العصير لها وتابعت:
-بالسم الهاري إنشالله أما اوديهولها تطفحه
ثم أخذته لها وهي ما زالت محتقنة من وصفها ونظراتها المحتقرة لها...

تأمل وجهها مبتسمًا بمحبة وسألها:
-لساتك زعلانة، مهطقش أشوفك إكده!
هتفت بنظرات حادة نحوه وهي توبخه:
-اتجوزتها يا يوسف، دي واحدة مش مظبوطة وكانت متجوزة ومخلفة، إزاي ترضى بكدة فهمني؟!
اطرق رأسه في صمت ولم يتجرأ عن قول سبب زواجه؛ كي لا يضايق نوال إذا علمت، فهو هنا من أجلها ولن يبوح بذلك، انزعجت غزل من وجومه المستفز هذا وبداخلها لم تحبذ ذلك، قالت بتصميم حانق:
-طلقها!
في تلك اللحظة حضرت نوال حاملة العصير لها، شهقت قائلة باستياء:
-حرام عليكي دا إحنا لسه متجوزين، دا بدل ما تنصحيه يخلي باله من بيته ومني
هتفت غزل بسخرية ممزوجة بالاستهجان:
-عملتي أيه علشان يتجوزك، يوسف يوم ما يتجوز هتكون أحلى وأصغر منك، انطقي اشترتيه بكام؟!
رد يوسف عليها بعدم قبول وقد تبرم:
-غزل مهسمحش بإكده، كييف يعني اشتراتني!
تابع وهو يوجه حديثه لـ نوال:
-نوال سيبينا لوحدينا
نظرت له نوال كابحة هياجها، لم ترد بل انسحبت وهي تلعن من بين شفتيها، نهضت غزل من جلستها قائلة بخيبة أمل:
-وأنا اللي فاكرة إنك جاي علشاني، طلعت متجوز بالست هنا، سيبت كل حاجة وجيت معاها، عاوز يعني تفهمني إنك بتحبها
قام هو الآخر ممتعضًا مما وصل إليه فكرها، هتف بحذر وهو يمسك بيدها:
-إنتي فاهمة غلط لساتك إصغيرة، إجعدي نتكلم
نفضت يده هادرة فيه بنفور:
-متلمسنيش، أنا همشي ومش عاوزة أشوف وشك تاني، تلاقي أبوي وأمي اتبروا منك لما عرفوا
ثم توجهت لتحمل ما جاءت به، منعها قائلاً باحتجاج:
-مهتمشيش، أنا ما صدجت شوفتك!
جذب متعلقاتها من يدها فهتفت بانفعال وهي تعيد ما أخذه:
-مفكر هاقعد معاك إنت وهي، أنا همشي
أخذت كل ما يخصها وتابعت بحنق:
-اشبع بيها
جاءت لتتحرك فخلفها مستنكرًا، ردد بعدم رضى:
-هتروحي فين؟، مشيفاش شكلك ولا أييه!
كأنه تناسى كل شيء لينتبه لهيئتها المتبرجة، عقدت جبينها متسائلة:
-ماله شكلي إن شاء الله؟!
رد باحتدام:
-شعرك المكشوف ده
تذكرت ذلك لتبتسم، ردت بنبرة مثيرة للحنق:
-أصل خلعته ومش هلبسه تاني
رمقها بنظرة قاتلة وانفعل عليها قائلاً:
-تبجي جليلة الحية، وآني مهسمحش بالمسخرة دي
تجاهلته لتكمل سيرها راحلة من المكان، أوقفها حين قبض على عضدها بقوة فتألمت، شدها ناحيته فنظرت له برهبة فنظراته الشرسة تخيفها فلأول مرة يتطلع عليها هكذا، خاطبها بتنبيه:
-هتلبسيه، ومهتطلعيش بالشكل ده
لتتحاشى بطشه الحتمي بها اومأت بطاعة، ردت بتلعثم:
-حـ حـ حـاضر
تركها يوسف آمرًا إياها بتهكم:
-روحي لخالتنا على ما أجهز حالي إهنه علشان نعاود كلياتنا
ردت بامتثال وهي تخفي شعرها بشال خفيف:
-طيب
تابعت بتجهم كامل:
-بس مش معنى إني بسمع كلامك هكلمك تاني، هروح عند خالتي وملكش دعوة بيا
زفر يوسف بقوة فعليه الهدوء فقد تعقد الموضوع كثيرًا، رد بتأنٍ:
-خلاص هوصلك، الوجت ليل
لمعرفتها بشخصه لم تعترض، ردت موافقة على مضض:
-ماشي
ثم تحركت نحو الخارج وهو أمامها يحمل متعلقاتها، دلفت نوال التي كانت تتجسس عليهما من غرفتها، هتفت باغتياظ:
-البت دي مخوفاني، اعمل أيه بس علشان ميفكرش يسيبني.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وهو يهبط الدرج سألها بفضول:
-أييه الحاجات دي، كنتي رايحة فين؟!
ردت بنظرات منزعجة لم يراها لكنه أحس من نبرتها:
-كنت جاية علشان أروّح معاك
ابتسم ليتوقف عن الهبوط، التفت لها مستفهمًا بحب داخلي:
-يعني معاوزاش تجعدي إهنه وحابة تعاودي معايا؟
ردت بطريقة أحزنته:
-كان الأول، بعد اللي عملته لأ، ويلا بسرعة رجعني
تنهد بكمد ليُكمل السير حتى دلفا من المبنى، وهي تسير بجانبه في الحارة ابتأست فسوف تعود لمن أذوها وعبست، لكن في ذات الوقت أحبت الرجوع فقد تخلت عن حجابها ويروق لها الأمر، فكيف إذا كانت معه؟، بالطبع سيعارضها كما حدث، رددت في نفسها باذعان:
-هرجع وأمري لله.
ومن ناحية يوسف لا يدري ماذا يخبئ له القدر معها، مجرد أن يخبرها بعلاقتهما ستتبدل الأوضاع، ناهيك عن شعورها بالوحدة إذا علمت كيف وجدوها؟، لم يستطع أن يلعن مشيئة الله متمنيًا فقط أن تكون له، وجد صعوبة في معرفتها بحقيقتها الخفية فتريث حتى يُمهد الأمر بينهمــا، تذكر والديه وكيف تركهما ليحاول جاهدًا أن يعود سريعًا لهما، قال في نفسه بتأمل:
-تلاجي أمل بتسأل عليهم وما هتسيبهمش ...........!!
____________________________________

بكل ألم غزا قلبها قبل جسدها الضعيف ولجت المنزل تجر قدميهاxمن شدة التعب الذي انهال عليها فلم تكف عن العمل طيلة اليوم لتجلب الطعام، توجهت سعاد لغرفة زوجها وهي تحمل بين يديها بضع أرغفة من الخبر الجاف وعليه قطعتين من الجبن الأبيض المصنوع بالمنزل، فتحت عليه الغرفة ثم تحركت للداخل، ألقت الشال من على كاهلها جانبا ثم تأملته بتمعن، تنهدت بتحسر ثم دنت منه، جلست بجانبه وقالت ووجهها له:
-جبتلك أكل يا حسن، جوم ناكل سوا
استجاب لها حين فتح عينيه بضعف، ابتسمت بود له قائلة:
-زمانك جعان، آني جبت أكل
بداخله فقد اهتمامه بكل شيء، حثه فقط شوقه في سؤالها بوهنٍ جم:
-جولتلك عاوز أشوف العيال
طغا أسى سافر عليها من امنيته التي فشلت في تحقيقها، ردت بقلة حيلة محاولة اختلاق سبب يرضيه:
-يوسف هيجيب غزل جريب، وأمل راحت مع جوزها عند أهله وجالت هتاجي تشوفك، أعمل أييه تاني؟
وجد حسن غموض في كلامها بل ربما تخفي شيء عنه لكن جهله، تابعت بمحبة وهي تقرب الطعام منه:
-الأكل يا حسن، كل علشان تعبان ولازم تتجوت
لم يرغب بتناوله فأدار وجهه للناحية الأخرى، اردفت باستياء:
-طول اليوم حيلي مهدود علشان أجيب الأكل ده، وتيجي في الآخر معاوزش تاكل
تجشم من رده عليها لذا صمت، حركت سعاد رأسها للجانبين حزينة لا تتحمل أكثر من ذلك، رغم جوعها طرأت عليها حالة عدم الاشتهاء في الأكل، وضعته جانبًا ثم نهضت، تحركت للنافذة ثم فتحتها، رفعت رأسها للسماء وتأملت سواد الليل ثم اجهشت بالبكاء الصامت، وجدت القمر أمامها فطالعته بشرود، قالت:
-يا بختك، كل الناس بتشوفك في كل مكان مهما بعدوا عن بعض..................!!
____________________________________

وقفت عند باب الغرفة ثم وزعت أنظارها حولها وفي أي مكان تقع عينيها عليه؛ فقد توجست من رؤية أحد لها في هذه الساعة المتأخرة من الليل، أخذت قسمت نفسًا عميقًا ثم طرقت الباب بهدوء حذر، حين استجابت فتحية لها سألتها بترقب:
-فين غــزل؟
قبل أن تخرج فتحية حرفًا ردت غزل وهي تتقدم ناحية الباب:
-جاهزة يا هانم
صُدمت قسمت من طلعتها الملفتة وتجمدت موضعها مذهولة، مررت نظراتها على الثوب الذي استنكرت أن يكون عليها بهذه الروعة، جسدها الممشوق وطولها السابغ زادها حُسنا، أيضا شعرها الأسود الطويل وملامحها الصغيرة، كذلك عينيها السوداء اللامعة والتي تتحدث مع كل نظرة تصدر منها، اقتربت قسمت منها ثم بيدها أمسكت بخصلة من شعرها تتحسسها، قالت باعجاب:
-حلوة يا غزل
ثم وجهت بصرها لشفتيها وتابعت باعتراض:
-الروج مش كتير، حطي أكتر
نظرت غزل لخالتها التي تكبت انزعاجها مما يحدث، ناهيك أنها لم تشرح لها غزل حتى الآن سبب رجوعها ثانيةً وقبولها الذهاب مع السيدة، التفتت غزل للسيدة قائلة:
-حاضر هكتر منه
ابتسمت قسمت برضى من طاعتها تلك، توجهت غزل لتضع من أحمر الشفاة ذي اللون الأحمر بكثرة حتى زادتها اغراءًا، هتفت قسمت بمفهوم وهي تشير على الباب المؤدي للحديقة بداخل غرفة فتحية:
-يلا العربية مستنيانا، هنخرج من الباب ده أحسن
هزت غزل رأسها بطاعة ثم دلفت خلفها، انفجرت فتحية لتنفخ بصوت عال، سألت نفسها بانفعال:
-وخداها فين الست دي أنا قلبي مش مطمن...............!!
____________________________________

ارتشفت من كوب الشاي ثم قطبت جبينها مستفهمة بتطفل:
-يعني الست دي جالتلك إنها لساتها مرته؟
ردت زينب عليها مؤكدة وهي تشرب من كوبها:
-أيوة ياما، جالت كمان دا دبح بتهم، الراجل المفتري دهو
ارتعبت والدتها واستفهمت:
-مجالتش ليه، فيه حد يجتل ضناه
ثم تخوفت على ابنتها، واستها بتحسر:
-يا ميلة بختك يا بتي، دا إنتي نصيبك أسود ومجندل، مهنتش عليه بته هتهوني إنتي عليه
حزنت زينب وقالت:
-خايفة ياما يعرف إني مش حبلة
خاطبتها بتنبيه شديد:
-اوعاكي تغلطي جدامه ولا تخافي وتجولي الحقيقة، اعملي بس اللي الست الداية جالتلك عليه
أحست أن ابنتها لن تتحمله كثيرًا بل وربما سيحدث لها مكروه، تابعت بغيظ ظاهر:
-كله من أبوكي الطماع، باعك للراجل الشايب ده
ثم تأملت ابنتها الصغيرة بحسرة وبالفعل لم ترغب زينب في معاشرة هذا الرجل فهي تمقت مجرد رؤية وجهه، تنهدت والدتها لتسألها باهتمام:
-والست دي جالتلك حاجة تانية، يعني ليه حابسها في الأوضة دي؟!
قالت موضحة:
-لا ياما، باين لساتها خايفة مني ليكون باعتني ليها، بس مهسكتش، هروح ليها تاني واديها أكل وأشوف طلباتها علشان ترتاحلي
-شاطرة يا زينب، بس حاسبي تعملي حاجة تخلي جوزك يعرف إنك بتتحدتي معاها
ردت بعقلانية:
-الخدامين في السرايا مشاهم لحد ما يرجع، سايب بس الغفر جدامها، ومحدش يعرف باعمل أييه جوه
اكملت زينب بتحير:
-طيب بعد ما عرفنا جصتها الست دي هنعمل أيه ياما؟!..............
____________________________________

وزع رجاله في كل مكان حول العمارة التي تخصه ويقطن بإحدى الشقق بها كمان يفعل كل ليلة لحراستها، ابتدت السهرة من ساعات قليلة، جلس أنيس على بار المنكرات خلال تلك الفترة شغوفًا في حضور الفتاة الريفية للمكان، ذلك ما أبلج نظرات سناء حوله، مالت عليه وسألته بتهكم:
-قد كده البت دي حلوة؟!، ما أنت يوميًا بيجيلك بنات من كل شكل ولون
نظر لها مبتسمًا باستفزاز وقال:
-دي غيرهم، هتيجي وتشوفيها، فلاحة بس تحل من على المشنقة
ثم تجرع الكأس حتى أفرغه، فتحت سناء شفتيها لتذمه على ذلك لكنه انتبه لحضور قسمت فنهض هاتفًا بلهف:
-قسمت وصلت
بخطوات منكتلة وصل سريعًا ليستقبلها فضحكت بغرور، فسحت الطريق لتظهر غزل من خلفها كلها فأصابته حالة من عدم التصديق، بينما اضطربت غزل من وجودها هنا فهذا الرجل لم يرتاح له قلبها، استفهم أنيس بنزق وهو يتأملها بتمنٍ:
-هي دي غزل؟
ردت قسمت بخبث:
-أيه رأيك، قولتلك هتتفاجئ
أمسك بيد غزل لتلج فاقشعرت، حدثها بلطافة:
-اتفضلي يا غزل هانم المكان مكانك
وجدت غزل نفسها تمرق للداخل ونظراتها تجوب المكان بتذبذب، لم يروق لها ما ترى فوجهت بصرها للسيدة قسمت متسائلة بقلق:
-إحنا هنا علشان أيه؟
ردت قسمت بابهام وقد تغيرت قسماتها للبرود:
-البيه بنفسه هيقولك إحنا هنا ليه!
تعجبت غزل من ردها وتركها لها بمفردها معه، طوق أنيس خصرها بيده ثم سحبها قائلاً بتودد:
-تعالي يا غزل نشرب حاجة، دي حفلة ولازم نشرب في صحتها
لا مجال لها لتعارضه وهي تتحرك معه حيث يأخذها، تناوبت عليها نظرات الرجال المعجبة حتى سخر أحدهم منه بصوت مرتفع:
-جامدة عليك يا أنيس، وكمان طويلة قوي
ثم قهقه الرجل برفقة من معه، تجاهلهم أنيس ثم أخذ غزل التي لم تتفهم ماذا يحدث؟ لمكان منزوي، راقبتهما سناء بأعين كالصقر وقد استشاطت، افزعتها قسمت التي خاطبتها بتشفٍ من خلفها:
-خلاص راحت عليكي يا سناء
استدارت لها ثم رمقتها بكراهية، بادلتها قسمت النظرات باحتقار ثم التفتت للبار كي تشرب نخب انتصارها، بينما انتزعت الفرحة من قلب سناء لوجود من سيحل مكانها، عاودت متابعة أنيس مع الفتاة باهتمام شديد لترى نهاية ما يحدث...

ناولها أنيس كأسًا مليء بالكحول وقال مبتسمًا وهو يجلس بجانبها:
-اتفضلي
نظرت غزل للكأس وجهلت هوية ما به، سألته بحيرة:
-عصير أيه ده؟
رد محركًا رأسه باعتراض:
-هنا مافيش أسئلة، تسمعي الكلام وبس، واحدة في مكانك لازم تكون مبسوطة إنها هنا
بتردد تناولت الكأس من يده، بالفعل هي محظوظة أن ترافق أمثالهم، قال أنيس بنظرات جائعة لم تعيها:
-اشربي مستنية أيه
رفعته لفمها وتذوقت القليل، قالت بنفور:
-مش حلو
بيده رفع الكأس وهي تمسك به لفمها وقال:
-في الأول بس، وبعدين دا يتشرب كله مرة واحدة
جعلها تشربه كاملاً وبدت غير متقبلة ذلك، شعرت به غير مستساغ بالمرة، قالت وهي تزدرد ريقها:
-حاسة هرجع
مرر يده من بين شعرها ليحاوط عنقها المكشوف قائلاً برغبة دفينة:
-هتبقي كويسة متخافيش، عاوزك بس تسترخي كده
تماسكت غزل ألا تفرغ ما في جوفها وكشرت، قالت بصوت مبحوح:
-مش عاوزة منه تاني
انصاع لرغبتها قائلاً:
-براحتك، إنتي تؤمريني
وجهت غزل نظراتها نحو هؤلاء البشر واستشفت رفاهية حياتهم مستنكرة حتى اللحظة وجودها معهم، تملك منها صداع مفاجئ فضعف نظرها، لاحظت أنها لا ترى قسمت لتستنجد بها فاستفهمت:
-فين قسمت هانم؟!
رد أنيس بدهاء وهو ينهض بها حين بدأ مفعول المخدر في العمل:
-تعالي نروحلها
ثم سار بها نحو إحدى الغرف، هذا ما أبهج صدر قسمت التي تتابع ذلك بانتشاء، رددت بكُره:
-اللي بتعمله لازم يطلع عليك........................!!
____________________________________

تحلقوا حول الطاولة للعب القمار، في لحظة انسجامهم لاحظ جعفر تحدث أسعد عبر التليفون وقد طال الوقت، جمع السيد حمدي الورق وقال وهو يفرقه مجددًا عليهم:
-باين أسعد مشغول بمكالمة مهمة، خلينا نلعب دور على ما يجي..

استغل أسعد أنه بعيدًا عن القصر ليتحدث بأريحية، هتفت أمل بتذمر شديد:
-جولتلي يومين وهتعاود
كان أسعد جالسًا ويضع ساقًا فوق الأخرى، رد بهدوء:
-آخر الأسبوع هتلاقيني في البلد، حصل ظروف هنا أخرت الموضوع
استجدته أمل بنبرتها المحببة لقلبه:
-مجدراش على بعادك، آني جاعدة لوحدي وزهجت، حتى الجنينة محرج عليا اطلعها
حافظ على اطراقه الملازم له وسألها:
-عاوزة أجبلك أيه معايا
امتص مللها بسؤالها الذي رفع من معنوياتها، ردت بشغف:
-هاتلى فساتين حلوة اللي بيلبسوها المصرين، وكمان حاجات ألبسهالك تكون فرايحي إكده ومشخلعة
ضحك على طفوليتها قائلاً بمغازلة لا تليق بعمره:
-هجبلك كل حاجة، بس عاوزك يا حلوة تبسيطيني لما أرجعلك، علشان القشطة وحشتني قوي..

افرغوا من لعبهم بدونه، ناداه حمدي بسخط:
-ما كفاية حب يا أسعد وتعالى نلعب، ولا علشان بتخسر
انتبه أسعد له ثم ختم حديثه مع أمل، وضع السماعة ثم نهض، قال بتأفف وهو يتحرك نحوهم:
-مبحبش الحاجة اللي تخسرني، لحد دلوقتي خسران خمسمية جنية ومش مستعد أزود
ثم جلس فضحك موسى عليه وقال:
-هي دي فلوس يا أسعد بيه، أومال مراد يعمل أيه، دا خسر عشرين ألف في غمضة عين
للحظات انزعج أسعد من تعاونه معهم ضد حفيد أخيه، لكن تذكره بأنه سيبتلع كل إرثه من والده جعله يقول بجمود:
-أصل اللي ياخد حاجة من أسعد يخسر قبالها كتير
سكب يونس المشروب في كوب كل واحد يجلس على الطاولة فنظر له منتصر وقال بمدح:
-يونس راجل أصيل، وخلاص بقى من رجالتنا
ابتسم يونس قائلاً بامتنان:
-ربنا يخليك لينا يا بيه
صمت ليتابع بتوجس:
-بس يا ريت تحموني من مراد بيه، أصل تقريبًا باعت حد ورايا يراقبني
هتف منتصر بضيق:
-مقولتش ليه، إفرض عارفين إن كلنا هنا
سارع يونس بالتوضيح:
-لا يا بيه باخد بالي كويس
أشار له بأن يغادر، ردد بغل:
-ضرغام دا راجل مش سهل، موضوع نخلص منه مش سهل، هو اللي نبه مراد بمكان بضاعته
جهل أسعد اهتمام ابنه الشديد بـ ضرغام، قال جعفر بعدائية:
-ليه يوم وميعاد هنخلص منيه فيه، أصل المشكلة إن ثجة مراد فيه كبيرة جوي
رد منتصر باحتقان:
-لازم الحق يرجع لصحابه، وكمان مش يجي واحد أصغر مني يكوش على كل حاجة، وسنين من عمرنا كنا بنشقى وسطيهم
اكفهر أسعد من ضياع حق أبنائه بسبب طمع أخيه لكنه لم يعلق، بينما أحب الآخرين هذا الدُبور بينهم لحقدهم على مراد وما هــو عليه.......................!!
____________________________________

أضحى المكان مفعمًا بصراخ النسوة في المكان بسبب الهجوم الشرس عليهم، محاوطة المكان وخاصة منافذ الخروج جعلتهم يفقدوا السبيل في الهروب، كان خوفهم لا يضاهي هلع قسمت مما يحدث لتستنبط هجوم أمني على الشقة، وقفت موضعها ترجف وقلبها ينتفض فحتمًا فضيحة في الانتظار، هتف الرجال بصوت جهوري:
-طلعوا لكل اللي في الأوض...
ازدردت ريقها بصعوبة وأحست بأن قواها ستخبو وهم يقبضوا على ما حولها وحالة الهرج والمرج تلك تسعر ارتباكها، جاء دورها ليمسك أحدهم بذراعها فأمرته بضعف ممتزج بالتوسل:
-سيبني، أنا معملتش حاجة!!
أمره صوت مألوف لها بجهامة:
-سيبهــا!!
التفتت لهذا الصوت الذي أنكرت أن يكون هو، حين رأته أمامها ذابت أوصالها وتمنت أن تنشق الأرض وتخفيها من أمامه، سار مراد نحوها بثبات بعكس ما بداخله، حين وقف أمامها كانت نظرات احتقاره لها تقتلها، حدثها باشمئزاز:
-عمتي!، مش عيب على سنك حتى
خرج صوتها معارضًا رغم زعزعته:
-أنا معملتش حاجة، أنا معزومة هنا
صمتت لتتابع بتشدد:
-وإزاي تكلمني كده، نسيت ابقالك أيه ولا خلاص هتكبر عليا
مرر نظراته المحتقرة عليها وقال:
-للأسف علشان متربي مقدرش حتى أمد إيدي عليكي، لكن لو بإيدي كنت دفنتك مكانك علشان اللي زيك عار علينا
ضايقها بكلماته التي تقلل منها، اعتزمت أن تلقنه درسًا على حديثه هكذا معها لذا رغم ارتجاف جسدها مدت يدها لتهوي بصفعة مباشرة على وجهه، حدجها بنظرات هائجة وقد تحكم في نفسه، لكن غضبه منها لم يمنعه أن يجرها من يدها بعنف لتتحرك معه، تصارعت أنفاسها ولم تخفي رفضها على معاملته السيئة لها، دفعها نحو أحد رجاله عند باب الشقة ثم خاطبها بحنق:
-جايين دلوقتي يلموا كل اللي هنا، عملت بأصلي وجيت الأول علشان أحافظ على الباقي من سمعتنا
ثم وجه حديثه للحارس وأمره بنبرة مخيفة:
-روّحها على ما أرجع، وإياك تخليها تبعد عن عنيك أو تهرب منك
اطاعه الحارس ثم أمسك بها كي تسير برفقته، اغتاطت قسمت أكثر منه وهي تعود ذليلة هكذا متمنية أن تعاقبه على هـذا......

تحرك مراد في الردهة من بين الجميع وهو ينظر حوله باحثًا عن أنيس، جاء ضرغام ليخبره بأسف:
-فص ملح وداب يا مراد بيع ولد المركوب ده
أطلق مراد سبابًا لاذعًا من بين شفتيه فقد فر اللعين، هتف بغرابة:
-لحق يهرب إمتى رجالتنا في كل مكان، وكمان فين الناس المهمة اللي بلغوني إنهم هنا
قال ضرغام بتخمين:
-العمارة ملكه، تلاجيه هُرب وياهم من باب سري
بالفعل ذلك ما حدث فلم يوجد تفسير آخر، سمع مراد صوت سيارة الشرطة فأمره باكفهرار:
-خد كل الناس دي وسلمهم خليهم يتربوا، كويس جينا بدري قبل ما يجوا ويشوفوا عمتي
نفذ ضرغام أمره بإحضار كل سيدة ورجل من كل مكان في الشقة لينالوا جزائهم على ما اقترفوا................!!
____________________________________

تأخر الوقت ولم تغفو حتى الآن، ظلت للحظات تتابعها وهي تمرر صفحات ألبوم الصور وتسترجع ذكرياتها، انتبهت أنها تتوقف عند إحدى الصور وتبكي، شعرت بوخزة في قلبها ثم تدرجت نحوها، قالت بصوت دافئ:
-بتعيطي يا ست هدى؟!
مسحت هدى عبراتها سريعًا، ردت بصوت أبح:
-لأ يا نعمة، أنا بس مجاليش نوم قولت اتسلى واتفرج على الألبوم
جلست نعمة بجوارها وقالت:
-عارفة إنك بتحبي تقضي وقت هنا معايا، بس دا كله بيجي على صحتك يا ست هدى إنتي تعبانة، مرت سنين والحزن على اللي راح مش هيرجعوا
لم تتحكم هدى في دموعها حتى بكت ثانيةً، قالت بألم:
-شيء فظيع اللي حصل ده، يا ريتها موتة طبيعية كان قلبي ارتاح شوية
تلك النقطة جاءت على وجع نعمة لتضع يدها على وجهها الذي تشوه بفضل الحريق حينها، أدت لفقدانها عينها وترى بالأخرى بصعوبة فقد نجاها الله بأعجوبة، قالت بأسى:
-الله يرحمهم
هتفت هدى بنبرة مغلولة:
-منه لله اللي عمل فيهم كده، أنا عارفاه ومش هسيبه، هفضل وراه لحد ما أجيب حق كل عيلتي اللي راحوا
علمت نعمة بما يخالجها وتدري حالتها، رغم سماع هدى رواية نعمة خادمة أسرتها لما حدث في تلك الليلة المشؤومة خاطبتها بحماس:
-احكيلي يا نعمة تاني كل حاجة حصلت
تنهدت نعمة لتحكي لها رغم أن ذلك يعود بها لسنوات وليلة سوداء قد دمرتها ودمرت كل شيء.....................!!
_____________________________________

تحدث مراد مع الضابط بشأن ما حدث، شكره الضابط قائلاً:
-متشكرين يا مراد بيه
رد مراد بهدوء ظاهري:
-بحاول أخدم، أصل ما أحبش الحرام
صافحه الضابط ثم جمعهم بسيارة الشرطة وانطلق، نفخ مراد ثم تحرك ليستقل سيارته، تقدم منه ضرغام قبل أن يتحرك فقال له:
-روّح إنت يا ضرغام، معلش قلقت نومك
رد بنبرة ودودة:
-معجول يا مراد بيه تجولي إكده، طول عُمري خدامك
ابتسم له بود وقال وهو يتحرك بسيارته:
-تصبح على خير
-وإنت من أهل الخير
انطلق مراد بسيارته ثم توجه ضرغام ليغادر هذا المكان هو الآخر، أثناء سيره تخلل لأذنيه صوت أحدهم، توقف موضعه ليستمع له ولم يجد شيء فقد توهم، قال وهو يكمل سيره:
-أما أروح أحسن أنام الكام ساعة دول...............!!
____________________________________

ارفد مراد للقصر مثابرًا فكل شيء يقع على عاتقه وبات الملزم بكل ما يدور حوله، ترجل من سيارته ثم اوصد الباب، حين تحرك نحو باب القصر لمح الخادمة فتحية تجلس على الأرضية في الحديقة وتنتحب بصوت مسموع، عكس طريقه ليذهب لها، سألها باندهاش وهو يقف أمامها:
-بتعملي أيه هنا في الساعة دي برة؟
نهضت بخفة ثم ردت ببكاء:
-غزل يا بيه مرجعتش لحد دلوقتي
عقد جبينه وهو يستفهم بفضول:
-متعرفيش هي راحت فين؟
ردت شارحة من بين بكائها المتواصل:
-سألت الست قسمت عليها قالتلي راحت في داهية
لم تجاوب عليه لكنها قالت ما جعله ينصدم، سأل باستنكار:
-وقسمت مالها بـ غزل؟!
انتحبت بشدة ثم ردت بحزن جارف:
-أصل الست قسمت خدتها معاها وهي خارجة ورجعت من غيرها..............................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،
فركت أناملها في توتر وخشيت أن يفضحها وسط العائلة، والدها إذا علم سيموت قهرًا، قالت محاولة التخفيف من رهبتها:
-مراد أكيد مش هيقول لحد، دا بيحب جده وهيخاف عليه
ثم تنفست بهدوء وجلست على طرف تختها تتذكر إذلال مراد لها، لم تخفي أنها باتت تكن له الكراهية فقد تطاول عليها وأشعرها بالدونية، تابعت باغتياظ:
-أنا يا مراد تتكلم معايا بالشكل ده، لو مفكر هاسكت ولا هخاف منك تبقى غلطان
ثم قطمت أظافرها بأسنانها منتظرة بخوف ظاهر أن يحدث أي شيء، سمعت أبواق سيارته تدلف وبحسها علمت أنه هو، انكمشت في نفسها ورددت:
-والله لأحاسبك على خوفي ده
لحظات من توعدها له وحنقها من تصرفه اخترق أذنيها صوته الهائج يردد اسمها حين ناداها، نهضت وقلبها ينتفض فقد خالف توقعاتها، عاود مراد مناداتها رافعًا التكلفة:
-قســـمت.................................... ................................!!
x x x x x ___________________________
x x x x x x x x _____________________
x x x x x x x x x x ________________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-20, 05:29 PM   #48

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يالهوي😨 غزل ضاعت منك لله ياقسمت حقيرة ..ياترى مراد حيقدر يرجعها ..يوسف اتجوز الهام وهو مغصوب وتمم جوازه هو فاكر الجواز لعبة وغزل الي عملته غلط حتى لو مش عاجباها الهام مايمكن تكون تابت ازاي تقوله طلقها وكمان مرضيتش تقعد معاه وبغباءها مفكرتش ليه قسمت عاوزاها تلبس وتتزين وليه رضيت تشرب ورضيت تقعد في مكان مش مستريحة له غبية والله يستر من غباءها ..انا قلت البنت عقلت منتظرين الفصل القادم بشوق 😍نشوف مصير غزل 😞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 06:26 PM   #49

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
يالهوي😨 غزل ضاعت منك لله ياقسمت حقيرة ..ياترى مراد حيقدر يرجعها ..يوسف اتجوز الهام وهو مغصوب وتمم جوازه هو فاكر الجواز لعبة وغزل الي عملته غلط حتى لو مش عاجباها الهام مايمكن تكون تابت ازاي تقوله طلقها وكمان مرضيتش تقعد معاه وبغباءها مفكرتش ليه قسمت عاوزاها تلبس وتتزين وليه رضيت تشرب ورضيت تقعد في مكان مش مستريحة له غبية والله يستر من غباءها ..انا قلت البنت عقلت منتظرين الفصل القادم بشوق 😍نشوف مصير غزل 😞
يوسف اتجوز نوال، الهام دي انا الكاتبة😅
ومظنش اكتب اسمي في رواياتي🤗


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 06:28 PM   #50

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الثــامن عشر
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

لآخر فرصة لها أمامه احتفظ ألا يتهور عليها، ففي غضون لحظاتٍ قليلة كان مراد صاعدًا لغرفتها فقد خشيت قسمت الخروج ومواجهته ثانيةً، بقيت تطالعه بثبات ظاهري وهي واقفة أمامه مضمرة مشاعرها المتضاربة من خوف وكراهية ورهبةٍ منه؛ كي لا يتسنى له أن يتطاول مرة أخرى عليها، سألها بانفعال مكبوت:
-فين غزل؟
تبدلت قسماتها للاستنكار من اهتمامه بأمر الفتاة وكذلك استغربت، ردت باستفزاز:
-وإنت مالك ومالها؟!
مجددًا جاهد أن يكون هادئًا، عاود السؤال بنبرة حانقة:
-فين غزل؟، ولا عاوزاني أعلي صوتي وأخلي الكل يسمع باللي عملتيه يا عمتي يا محترمة؟
رمقته بتجهم جلي فمن حظها الجيد لم يوجد أحد غير اختها والسيد رشدي، قالت بتبرم:
-احترم نفسك معايا يا مراد، وعيب عليك لما تهتم بالخدامة وهتتجنن وتعرف هي فين؟
دنا منها بغتةً فتراجعت خائفة، رد صارًا أسنانه بغضب:
-مش هسأل تاني، هاعمل اللي ميخطرش على بالك بس!
ابتلعت ريقها وردت مخففة من حدة انفعالاته:
-معرفش، هي كانت معايا علشان تشيلي شنطتي
ابتسم بتهكم وقال ساخرًا:
-يعني هي مختفية ومعاها شنطتك
ثم وجه بصره لحقيبة يدها الملقاة على التخت، توترت قسمت وبدا من نظراته المستشاطة نحوها أن تحترس من مراوغته، قالت بتردد جم:
-مع أنيس!!
تصلبت نظراته المدهوشة عليها، لم يستفهم ليستشف هو من ردها كيف هي معه؟ فقد قدمتها له، بهتت تعابير قسمت ولم تستطع أن تقف في موضع كهذا، قال مراد بجمود مقلق:
-كلميه واعرفي منه هما فين؟
استفهمت بفضول:
-هو مش اتقبض عليه؟
رد بطريقة فظة:
-هرب الـ *******
قالت وهي تتنفس بهدوء:
-أنا هاتصل بيه على فيلته
-مش عارفة مكان تاني، دول بيدوروا عليه، هي مش دي شقته وباسمه؟
سألها بصوت منفعل فردت بتذبذب:
-طيب اعمل أيه أنا معرفش مكان تاني بيروح فيه؟، هي معاه روح شوفه فين وهاتها!!
ضغط على شفتيه السفلية بقوة لاعنًا في سره جميعهم، رن التليفون والحوار على أشده فسارع بالإجابة هو قبل أن يسمعه أحد من القصر، لم يرد مراد بل رفع السماعة فقط ليستمع لصوت المتصل، كان أنيس فدعاها بأمر للرد عليه مرددًا:
-هو!
تحركت لترد قائلة له بتوتر:
-شوفت يا أنيس اللي حصل؟
دنا مراد من السماعة ليسمع بأذنيه حوارهما، رد أنيس مكفهرًا:
-دا شغلك يا قسمت، بس لعبتك فقستها
هتفت باعتراض ونبرتها متقطعة:
-أنا مليش دعوة، مـ مراد لقيته قدامي، معقول يا غبي هقوله تعالى مكان زي ده
تحير أنيس بشدة ثم سألها:
-طيب والبت اللي جبتهالي روحت معاكي ولا خدوها مع اللي اتقبض عليهم
تفهم مراد أنها ليست معه فاغتبط، ابتعد عن قسمت ثم طالعها باحتقار، تحرك مراد بعدها ليغادر وقد عرف وجهته للبحث عنها، بينما وضعت قسمت السماعة لتحدق بطيف مراد الذي كان أمامها، حدثت نفسها قائلة:
-بقى دا مراد العيل، فعلاً من حقهم يخافوا منك، بس أنا اللي مش هاسكت على اللي عملته معايا...................!!
____________________________________

اتسعت فرحة نوال وهي تتناول منه ما جلبه من هدايا بمناسبة الزواج، هتفت بترحيب حار:
-اتفضل يا سي ضرغام، ليه بس تتعب نفسك
ابتسم وقال بود وهو يخطو للداخل بحرج:
-دي حاجة بسيطة، ولا مؤاخذة جيتلكم بدري، أصل عندي شغل ومهبجاش فاضي
ردت بعتاب:
-تشرفنا في أي وقت
قابله يوسف مزيفًا ابتسامة، عانقه ضرغام قائلاً:
-مبروك يا عريس، صحيتك من النوم!
لم يعلق يوسف واكتفى بإماءة خفيفة، تحرك معه للداخل حتى جلسوا على الأريكة، هتفت نوال بتهلل:
-ثواني والحلو يكون جاهز
ثم أسرعت بإحضار ما لذ وطاب فهو من كان السبب في زواجها بالأخير، التفت ضرغام لـ يوسف الذي استنبط من هيئته أنه غير راضٍ عن زواجه، خاطبه بمكر:
-يا ريت إتكون رفعت راسنا!
نظر له يوسف مطولاً ثم رد بابتئاس:
-خايف أظلمها إمعايا، مكنتش عاوز إكده يحصل
ربت على فخذه قائلاً بتعقل:
-طالما وعدتها بالجواز لازم إتنفذ، هتجل جيمتك في نظرها
لثوان لم يستوعب يوسف كيف علم بوعده لـ نوال؟، عقد بين حاجبيه واستفهم بدهشة:
-وعرفت إمنين إني وعدتها بالجواز؟!
ارتبك ضرغام فردت نوال التي حضرت بتوتر وهي تتحرك نحوهم حاملة الصينية:
-يعني كنت قاعد معايا كده علشان أيه، مش علشان هنتجوز، ولا عاوز سي ضرغام يقول عليك قاعد كده مع واحدة
ثم وضعت الصينية أمامهما فشعر يوسف بالخجل، بينما ابتسمت نوال لـ ضرغام بعدما أنقذت الموقف، مدت يدها بطبق من الحلوى قائلة:
-اتفضل
تناوله منها مبتسمًا، حدث يوسف بمفهوم:
-أيه رأيك يا يوسف تبجى إمعايا، يعني بلاش الشيل اللي هيهد الحيل ده
سأل بجهل:
-يعني هاشتغل أييه؟
جلست نوال برفقتهم تتابع حديثهم مسرورة من ذلك، رد ضرغام موضحًا:
-هتبجى دراعي اليمين، منين ما أروح تكون إمعايا!!
أعجب يوسف باقتراحه ووافق مرددًا:
-موافج يا ريس، كفاية إنك هتأمنلي
هتف بنبرة حملت الألفة:
-إحنا من بلد واحدة، وجولتلك جبل سابق آني نظرتي متخيبش في اللي جدامي
تدخلت نوال لتشكره:
-متشكرين يا سي ضرغام وربنا يوقفلك ولاد الحلال
وضع ضرغام الطبق أمامه وقال وهو ينهض:
-هسيبك مع مرتك دلوق، بس يوم الخميس لازم تكون إمعايا علشان مراد بيه هيخطب
نهض يوسف ثم استفهم بفضول دفين:
-هحضر الفرح في جصره يعني؟!
رد بتأكيد أثلج صدر يوسف:
-هتحضر الفرح وتجهز كل حاجة إمعايا، لازم أعرفك على البيه كمان...................!!
_____________________________________

وزع رجاله حول المبنى للبحث عنها، حيث تعثر على مراد إيجادها داخل الشقة أو بداخل مخفر الشرطة التابع للمنطقة، لم يجد سوى العودة لنفس المكان فلربما تكون هناك واختبأت..
بعد فترة ليست بقليلة في البحث حتى انبلج النهار وهو يمشطوا البناية عاد أحد الرجال راكضًا نحوه، خاطبه بنهج:
-لقينا واحدة باين مغمي عليها يا بيه في سلم الخدامين
انتفض مراد وتحرك مسرعًا نحو المكان، حين وصل تفاجأ بفتاة ترتدي ثوب أسود جذاب وشعرها يغطي وجهها وكتفيها العارية ليسترها، تأكد مراد أنها ليست هي من ملابسها المختلفة، تقدم ببرود من الفتاة ثم أزاح الشعر من على وجهها، ألجم لسانه مصدومًا من كونها هي، بعد فترة صمت قال:
-غـزل!!
بالفعل كانت هي، لم يفق مراد من صدمته وهو يتطلع عليها باعجاب ممتزج بعدم التصديق، وجد نفسه يحملها لا إراديًا ليتملك منها وهو يعتدل، خاطب رجاله بحزم:
-خلاص مهمتكوا انتهت
ثم سار بها نحو الخارج قاصدًا سيارته، عند وصوله وضعها على مقعد الراكب بجواره وهو ما زال يتأملها، دار حول سيارته ليستقلها ثم جلس، التفت لها ليدقق النظر فيما ترتديه وكيف هي؟، قال بشرود:
-عمتي دي مش ساهلة، إزاي عرفت تخليكي كده وتوديكي مكان زي ده
مد يده ليبعد شعرها للخلف؛ كي يظهر وجهها، ابتسم فقد أخفت الكدمات الزرقاء ليظهر جمال ملفت، عفويًا لامس خدها حتى أسفل ذقنها وعينيه تجوب جسدها مسترقًا بعض من النظرات المباحة، تصلبت على شفتيها التي غطتها الحمرة، تاه لبعض الوقت وهو يتخيل أشياء غير مستحبة إذا أعلنها، دق قلبه وابتلع ريقه، عاد لوعيه سريعًا وقد توتر حين تنملت لتغفا مرة أخرى، قال متنحنحًا:
-أيه ده اللي بفكر فيه ده؟
تنهد بقوة وهو يشيح نظراته من عليها فهذه ليست أخلاقه، شرع مراد في قيادة السيارة نافضًا ما يسحبه عقله الأرعن في تخيله من أمور مرفوضة.............!!
_____________________________________

مرق بسيارته من البوابة ليجد فتحية في مواجهته كأنها تنتظر بفارغ صبر عودته، وهو يتحرك من أمامها لمحت غزل جالسة بجواره فأشرقت طلعتها ثم أغذت في السير خلف السيارة لتلحق بها، توقف مراد بالقرب من باب المطبخ ثم ترجل، جاءت فتحية راكضة ناحيتها، هتفت بامتنان ومسرة:
-ربنا يخليك لينا يا بيه
ثم انحنت بجذعها لتجد غزل عبر النافذة نائمة، قلقت عليها فخاطبها مراد بدراية:
-دي نايمة متخافيش
هزت رأسها له ثم قال وهو يتجه نحوهن:
-أنا هدخلها جوه
لم تعارض فتحية رغم حرجها، حملها مراد بين ذراعيه وبداخله أحب ذلك، دلف من الباب وفتحية من خلفه تدله على الطريق، تحرك مراد ليضعها على الفراش بهدوء، اعتدل قائلاً بصلابة مصطنعة:
-سيبيها نايمة، ولو ما فاقتش كلميني
ردت بلطف وهي تدثرها بالغطاء لتستر سائر جسدها:
-حاضر يا بيه، أنا بس خوفت عليها، الست قسمت خدتها معاها وأنا مش فاهمة ليه
خاطبها مراد بتنبيه شديد:
-مش عاوز حد يعرف بكل ده، لو حد سألك فيه أيه قولي مافيش، فاهمة يا فتحية!!
ردت بطاعة:
-فاهمة يا بيه، أنا كمان مش هخليها هنا وهرجعها البلد، قعادها هنا باين هيجبلها مشاكل وبهدلة
تفهم مراد أنها تلمح له عما اقترفه معها، انحرج قائلاً:
-طيب اللي تشوفيه
ثم تحرك ليخرج لكن من الباب الداخلي للقصر، انعقد جبينه وهو يجد هدير بانتظاره، سألها بتردد:
-واقفة كده ليه؟
سألت بجمود حمل الاستياء:
-كنت بتعمل أيه جوه؟
أكمل سيره ليصعد الدرج، أثار حنقها قائلاً:
-ملكيش دعوة
ثم صعد الدرج وهي من خلفه، هتفت هدير بسئم:
-مراد مالك؟، دي مش أول مرة ألاقيك بتتعامل مع البت دي وفيه بينكم حاجات مش فهماها
لم يتوقف ليتابع تحركه نحو غرفته وهو متجاهلاً هرائها، اردفت بنزق:
-فيه بينكم حاجة؟
هنا توقف مراد منتصف الطريق ليدير جسده لها، رمقها بنظرة غاضبة لم تؤثر فيها فهي جديًا منزعجة، قبل أن يوبخها مراد وجد عينيها تستجمع العبرات، زفر بضيق وقال:
-أنا منمتش من امبارح، ومش فايق لخيابتك دي
ثم استدار ليرحل فسارعت بضمه من الخلف وهي تشدد من القبض عليه، دُهش مراد من جراءتها معه فقالت هدير بتتيم:
-باحبك يا مراد، باغير عليك كمان واموت لو بقيت لحد غيري
استنكر عُمرها الصغير بأن تعترف له هي بكل هذا، ببطء أمسك بقبضتيها كي يبعدهما، التفت لها وهو ما زال يمسك بيدها، تفاجأ بدموعها تنهمر لكن بوجوم محزن تعجبه، بأنامله مسح دموعها، قال بهدوء:
-هدير بلاش كده، لو بتحبيني بجد بلاش تضايقيني بكلامك ده
هتفت بشهيق:
-طيب عاوزة اطلب منك طلب تنفذه لو عاوزني ابطل كل ده
مط شفتيه مفكرًا، رد بانشراح:
-قولي وموافق عليه!
اتسعت بسمتها فحين يوعد يوفي، قالت دون تردد:
-يوم الخطوبة نكتب كتابنا، قولت أيه يا مراد؟! ......
_____________________________________

ابتدت طقوس الحفل من تقدم المدعوين كالمرة الماضية، لكن ازدادوا بحضور جعفر الذي دعاه أسعد، تضايق مراد لكن تجاهل ما يثير انفعاله، ومنها عدم السماح بتناول الخمور في المكان..
على أريكة صغيرة جلس السيد رشدي عليها بمفرده ومن حوله بعض من رجال الأعمال، اختلط بالحديث معهم فمنهم من تفاخر بذلك لسمعته الطاغية في مجال التجارة، راقبه أسعد الجالس من بعيد ثم تنهد بقوة، في الماضي كان يثار، لكنه مؤخرًا بات يتفرغ لإسعاد نفسه فضيقه سيضر صحته، وبداخله لم يتنازل عن حقوقه المسلوبة، خاطبه جعفر بمغزى:
-واكل الجو إهنه، دا مافيش حد جه سلم عليك وتلاجيك متضايق
وجه أسعد نظراته نحوه، رد بهدوء غامض:
-أنا اللي مضايقني إن مافيش حاجة عدلة نشربها، ولازم تعرف ميهمنيش حد، أنا جيت علشان بنت ابني
صمت جعفر متعمدًا فليس الوقت مناسب ليحرك غيظه، مرر نظراته على النسوة من حوله وطالعهن بسفاهة مما يرتدين، مسح على شاربه كنوع من الرغبة في تذوق هذا النوع الراقي، وقعت عيناه على إحداهن فبقت عينيه عليها، وهي تقترب خطوة في خطوة تجذبه، تلاشت قسماته المبهورة لتحل المصدومة، دقق النظر فيها جيدًا حتى تأكد من كونها هي، أجل ابنة السقا، تمتم بلهف ظاهر:
-هي بنت المركوب، دا آني ربنا بيحبني بجى، لعندي وجيتي
تناسى ما حوله ليحدق بها فقط، ولم ينكر فضوله في معرفة لما هي هنا؟، رغم ذلك ابتسم فها هي قد عادت إليه، نهض جعفر وأنفاسه مضرمة ليقصدها دون أن يضيع ثانية...

ارتدت غزل أحد الثياب التي جلبها لها مراد لتشارك في الحفل، حيث أعطاها حريتها في هذه الليلة لتفعل ما يحلو لها فلم تتناسى كيف اعتذر لها، بحثت عنه وسط الحضور مبتسمة ومتكهنة ردة فعله حين يراها بثوبها هذا، اضطربت حين قبض أحدهم على ساعدها، التفتت للشخص ثم شهقت مصدومة، رددت بعدم تصديق:
-إنت!!
بحقارة تحسس ذراعها بطريقة مزعجة، قطبت غزل تعابيرها وتذمرت لتنفض يده، هيهات من ذلك فقد شدد من امساكه لها، خاطبها بقلة حياء:
-أيه يا حلوة، مخبية دا كلاته فين، بس أنا عندي نظرة جوية لما قولت عليكي فرسه وجسمك كيف الملبن
ثارت غزل من سفاهته وعبست، قبضه المههوس عليها وابتسامته الصفراء جعلتها لا تريد أن تلفت الأنظار لهما، حدثته باحتقار:
-عيب على سنك يا راجل يا *****، فاكرني سهلة، ولا إنت ولا غيرك يطول شعرة مني
كز أسنانه بقوة وهتف:
-عارفة بتتكلمي مع مين؟
ردت بنفور:
-أيوة عارفة، راجل و****، وخسارة فيك كلمة راجل
رفع يده ليصفعها فور وصفها له بذلك، لكن أمسك مراد بيده بقوة، لم يظهر امتعاضه بل خاطبها مزيفًا ابتسامة مجاملة للتمويه عما يحدث:
-خد بعضك وامشي على رجليك بل ما هتمشي بطريقة مش هتعجبك
كان لتهديده المباشر له أثرًا سيئًا حيث حدجه جعفر بعدائية وسأل:
-الكلام دا ليا يا مراد بيه؟
هز مراد رأسه فقط باستفزاز وما زالت بسمته تزين ثغره، ابتعد جعفر عن غزل ثم نظر لها بتوعد ولم تنكر خوفها منه، ألقى جعفر نظرة أخيرة على مراد، خاطبه بحنق:
-خليك فاكر يا مراد بيه كلامك دا كويس، علشان هتدفع تمنه
ضحك مراد بسخرية فلم يتحمل الأخير إهاناته فغادر الحفل سريعًا، نظرت غزل لـ مراد ثم قالت ببراءة مُخادعة:
-هما عايزين مني أيه، كله طمعان فيا، اعمل أيه في نفسي، مش ذنبي إني حلوة، اموت وارتاح يعني
ثم مثلت الحزن فهتف مراد بعطف:
-غزل متزعليش، محدش هنا يقدر يزعلك، إنتي حلوة ولازم تكوني مبسوطة من كده، وولادي حبوكي أوي
ردت بحزن مزيف:
-أنا كمان باحبهم قوي وبخاف عليهم
مرر نظراته على هيئتها قائلاً:
-شكلك حلو والفستان طلع مقاسك، أنا مش عارف هدير القصيرة دي إزاي تديكي هدومها
كتمت غزل ضحكتها فتابع مراد بجدية:
-أيوة انبسطي بالحفلة وسيبك من كل حاجة تضايقك....

توارت قسمت خلف الحضور لتراقبه هو بالأخص، ابتسمت بغضب وهي تراه يتودد للخادمة، قالت لنفسها بسخط:
-هي عجباك إنت كمان يا مراد، يا فرحتك يا سميحة بالجوازة!، دا من شكله هيموت عليها
تنفست باهتياج داخلي لتبدل خطتها السابقة لأخرى، لم تتوقع قسمت أن تتخذ قرار كهذا، تابعت بعزيمة عجيبة:
-لازم الكل يعرف حقيقة البت دي، لازم أبعدها من هنا، وبالذات عنك يا مراد............!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
لم يصدق عينيه وهو يتابع حركاتها بين الناس معارضًا ظهورها بهذا الشكل الفاضح فقد ضربت بتحذيراته لها عرض الحائط ليتوعد، وضع ما بيده من طلبات للحفل في أحد الزوايا ثم دلف للخارج وهو يختلس لها النظرات الحانقة.....

بينما وقفت غزل تشاهد عقد القران الذي يتم أمامها بحزن مفاجئ، ملاطفة مراد لها جاءت متأخرًا، أنكرت أن تجمعها علاقة بالسيد قائلة:
-بتفكري في أيه يا غزل، معقول البيه هيبوصلك، مهما كنتي حلوة الناس مقامات، وهي بنت عمه
تكبدت عناء فقرها الذي حرمها الكثير، أدركت في تلك اللحظة أن فرصتها انتهت لذا تحركت للحديقة رافضة أن تكمل الحفل معهم...
انتهى عقد القران فقبّل مراد بأناقة يد هدير، خاطبته بابتهاج:
-أنا بقيت مراتك
رد متصنعًا الابتسام:
-أيوة، نفذت طلبك يا ريت بقى ما توجعيش راسي بكلامك
ابتسمت لتومئ بانصياع، سخر مراد من سذاجتها فقد ظنت أنها احتفظت به لنفسها، فلم يمنعه أحد من تنفيذ ما يحلو له، فورًا كانت أعينيه تجوب المكان بحثًا عنها، لا يعرف لماذا؟ لكنه أراد ذلك، لم يجدها فتأفف، حدثته هدير بحب ظاهر:
-يلا نرقص سوا يا مراد....................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
اختنقت من أجواء الحفل التي بعثرت ما بداخلها من تمنيات ومنها إفساد هذا اليوم الذي سبب لها تخمة فورية، فور خروجها للحديقة سحبت بعض الهواء ثم زفرته دفعة واحدة، هتفت بحقد:
-باين كل حاجة هتبقى ضدي، بقيت حتى أكره جو الحفلات ده
هبطت الدرج لتقف على أرضية الحديقة وهي ترفع فستانها قليلاً كي لا يتسخ، نظرت حولها سئمة تريد إسعاد روحها فما حدث اليوم أنبت الجفاء تجاه أي أحد، لمحت المرجوحة أمامها فابتسمت، توجهت نحوها وهي تخطو بين الحشائش بكعب حذائها العالي، وصلت إليها ولم تتأخر في الجلوس عليها، قبل أن تشرع في تحريكها تفاجأت بمن يمسك بكفيها القابضة على الأحبال ويقول:
-ودي تيجي برضوه يا هانم
انتفض كل عضو بجسدها من صوته الذي لم تتوقع أن تسمعه هنا، أدارت رأسها له ثم جحظت عينيها بقوة ارتعادًا منه، مال عليها برأسه فاضحت المسافة ضئيلة، ابتلعت ريقها بصعوبة وسألته بتشدد مزيف:
-إنت هنا بتعمل أيه؟
فرق نظراته الغامضة على شعرها مرورًا بفستانها الذي حدد تفاصيلها وهذا ما أبلج ضربات قلبها ولم تتخلى عن رهبتها منه مترقبة في أي وقت انفعاله عليها، قبض على فكها فشهقت، سارعت بالتبرير له:
-أنا طايشة سامحني
ابتسم بجمود وهو يحدق بها فأرخى يده من عليها، استنكرت نظراته التي تحولت فجأة نحوها، لمحت نظرة رفض عقلها أن يصدقها فكيف؟، هو أخيهــا!!، ناهيك عن اقترابه الوخيم منها وتطلعه على ملامح وجهها، رد ببرود عكس ما توقعت:
-متخافيش، دا أنا بشم الهوا شوية، ولا ممنوع؟..........
x x x x x xx ________________________
x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x xx _____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.