آخر 10 مشاركات
لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-20, 08:38 PM   #1

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثْواب حريرية*مميزة ومكتملة *





السلام عليكم متابعين، بإذن الله دا تالت عمل ليا على المنتدى وبجاهد لنشر كل أعمالي معاكم، اتمنى العمل يعجبكم ولا تبخلوا في إبداء آرائكم

بإذن الله الرواية هتكون يومين في الأسبوع(الثلاثاء، الخميس)



***



المقدمة
******
هي مغصوبة الحقوق و مُرهفةُ المشَاعِر
لتمُر عليها أجمل سنوات عُمرها محرومة بلا ساتِر
حرمان من ملذاتِ الحياة وإنكسار نفسها والقلبُ لها فاطِر
راسمًا هو أمامها طباعه القــاسية وللعشقِ لها ضَامِــر
جذبتها أثوابؒ حريرية لم تلامِس يومـًا جسدهـَا
ليُغدقهـا هو بالمزيـــد منها فابتهجت روحهــَا
ولعِلمهــا بـ حُبه هذا أصبحت به تتلاعب!
فهل سيخضع واجتياحه لها غالِب؟

"فتاة لم تجد حظًا في الحياة لتجرفها مشيئة القدر لتنشأ في فقرٍ مدقع، حرمت من كل شيءٍ لتجذبها حياة المرفهين، متمنية أن تكون موضعهم، أخذتها أحلامها الوردية لرسم ما كانت تحلم به، لكنه بقسوته يخرجها منها وقتما يشاء، تخشاه كغيرها، ترجف من سيطرته المعتادة وسطوته في التعامل، بطبيعتها الهادئة وقوة شخصيتها أمامه جذبته، لكنه متقلدًا دومًا بجبروته ومخفيًا لهذا العشق، معطيًا إياها ما تشتهيه نفسها، لتنعم في ملذاتِ الحياة"
أثْواب حريرية
(للعشقِ حدود)
للكاتبة إلهام رفعت
ملحوظة:
الرواية في فترة زمنية ماضية، يعني فيكوا تعتبروها بالأبيض والأسود😅






***


روابط الفصول

المقدمة .... اعلاه
الفصل 1، 2 .... بالأسفل

الفصل 3، 4 نفس الصفحة
الفصول 5، 6، 7، 8، 9، 10 نفس الصفحة
الفصول 11، 12، 13، 14 نفس الصفحة
الفصول 15، 16، 17، 18 نفس الصفحة
الفصل 19
الفصل 20
الفصول 21، 22، 23 نفس الصفحة
الفصول 24، 25، 26، نفس الصفحة
الفصول 27 ج(1، 2)، 28، 29
الفصل30
الفصل 31، 32
الفصل 33
الفصول 34، 35، 36، 37، 38، 39
الفصل الأربعون
الفصول 41، 42، 43، 44، 45، 46، 47
الفصول 48، 49، 50، 51، 52، 53 نفس الصفحة
الفصول 54، 55، 56، 57
الفصول 58، 59، الأخير


***

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 10-02-21 الساعة 09:02 PM
الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-20, 10:53 PM   #2

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف الف مبروووك روايتك الجديدة ياقمر ..باينة مشوقة متابعينك واتمنى لك التوفيق 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-20, 12:53 AM   #3

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الف الف مبروووك روايتك الجديدة ياقمر ..باينة مشوقة متابعينك واتمنى لك التوفيق 💖💖
حبيبتي الله يبارك فيكي، هي قديمة ليا بس بانشر قصصي على المنتدى، اتمنى تعجبك لما تتابعينها معايا وهانتظر توقعاتك🤗


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 12:51 AM   #4

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الأول
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

بعد منتصف الليل؛ الواحدة تقريبًا، وقف أحد الصبية ذي الأحد عشر عامًا والتي لطمت أنسام الهواء الباردة وجهه ليزمجر ويغمغم بتذمر، ظل يتابع ما يفعله والده في ري الأرض ويكد في ذلك، كلّ وبدا عليه التعب إلى حدٍ ما ليخاطب والده بقسماتٍ عابسة:
-فاضل أيه تاني يابا، مش رَوينا الأرض خلاص، بتعمل أيه تاني أنا زهجت وعاوز أعاود للدُوار؟!
انتصب والده في وقفته وهو ينهج محاولاً التقاط أنفاسه، مسح حبات العرق بأكمام جلبابه البسيط والذي رفعه قليلاً كي لا يتسخ، وجه بصره لابنه قائلاً بوجهٍ سمح:
-طيب يا يوسف، أنا كمان تعبت
ثم نفض الطين من يديه ليتحرك بعدها نحو ابنه ليقول يوسف له بمعنى:
-تعالى نتسبح في المية إهناك
ألقى والده نظرة أخيرة على الأرض ثم تحرك برفقته نحو ينبوع الماء العذب، أثناء سيرهما هتف يوسف بنفور:
-متى بجى نرتاح من وجع الجلب ده؟، بنتعب ونعافر طول اليوم في حاجة مش مِلكنا، صحاب الأرض نعسانين في العسل وإحنا خدامين أبوهم نشجى وفي الآخر منخودش غير ملاليم منيهم!
نظر له والده نظرة رضى وهو يرد بعقلانية:
-محدش إبياخد غير اللي ربنا رايده ليه، قول الحمد لله إحنا مستورين!
لم يقتنع يوسف بذلك ليظل على وتيرته الغير قنوعة، بعد وقت ليس بقليل اغتسل الاثنان في ينبوع الماء ليرتديا نفس الثياب فلم يكن معهما غيرها، مسح يوسف شعره ليرجعه للخلف ثم حاوط ذراعيه حول صدره شاعرًا بالبرودة فالشتاء قريب، قال والده وهو يتحرك لإحدى النواحي:
-هجيب الحمار وأحط عليه البردعة علشان نركبه سوا
هز يوسف رأسه وهو يحاول تدفئة جسده ليحضر والده برفقة الحمار فامتطاه يوسف أولاً، لم يسع المكان لركوب والده والذي ابتسم بسماحة مرددًا:
-خليك إنت راكب وأنا هسحب الحمار
تبدلت تعابير يوسف لعدم القبول فنزل فورًا وهو يهتف برفض:
-ميصوحش يا بوي، بجى أركب وإنت تمشي!
لاحت نظرة محببة على والده وهو يرى شهامته، ركب هو الحمار بدلا منه ثم سحبه يوسف ليظل سيرهما مترع بالأحاديث الودية والتي تتخللها ضحكهما بين الفينة والأخرى....
حين اقتربا من إحدى السرايات المملوكة لأحد أكابر البلدة تصلبت نظرات يوسف عليها وتحفزت حواسه لمعرفة ما يحدث بداخلها وبات مهتمًا، انحرف قليلاً عن طريق البيت ليقول والده بدهشة:
-الطريق من إهنه يا يوسف!
كأنه لم يستمع لوالده، قال بشغف:
-شوية وراجعلك يا بوي، هشوف حاجة إكده
-رايح فين؟، عاود يا ابني لحد يشوفك ومهيحصولش خير
تحرك يوسف غير مبالي بحديث والده وهو يبحث عن مدخل بعيد عن أعين الحرس، انسل للداخل بحذر ليصل لإحدى الشرفات القريبة من الأرضية، كونه صبيًا وطوله غير كافٍ حاول الصعود جاهدًا ليمد رأسه ويشاهد ما يفعلوه بالداخل....
فغر فاهه من روعة ما يرى، تمتم بانبهار:
-الناس عايشين كيف، دا الواحد منينا معايش واصل
قال ذلك حين تخللت أصوات الموسيقى أذنيه، ناهيك عن رؤية الرجال والنسوة يتراقصون، ترك ذلك لتجذبه مقتنيات السراية من تحف وغيرها، شعر بالاختناق ليترك كل ذلك ويعود أدراجه حيث والده...
حين وصل وبخه والده بصوت خفيض:
-إكده يا يوسف، إفرض حد شافك؟
تنهد بضيق ثم سحب الحمار مرة أخرى دون أن يرد عليه لينشغل فكره الحالم بكل ما رآه......
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بداخل السراية، جلست سيدة راقية المستوى على المقعد بجوار هذا الرجل ذي الهيبة الكبيرة قائلة بدلال:
-مقولتليش هتعمل أيه مع أخوك؟، دا بيقولوا جاي بكرة!
نفث دخان سيجارته الفخمة قائلاً بعدم اهتمام مصطنع:
-ما يجي، من إمتى باشغل بالي بيه؟
رمقته بنظرة مظلمة معارضة عدم رهبته من أخيه الأكبر، لم تطيل الحديث في ذلك لتقول بمكر:
-صحيح زي ما سمعت كده، هيكتب كل حاجة بأسامي ولاد ابنه
تبدلت تعابيره للحقد مرددًا باحتجاج:
-قبل ما يعملها لازم أكون واخد حقي، مافضلش غير شوية عيال ياخدوا ورث أبويا وأطلع من المولد بلا حمص، دا أنا هطربقها!!
مالت عليه أكتر ليزيد فضولها في معرفة ما سينتويه مستفهمة:
-وهتعمل أيه لو عملها؟!............
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ركضت بخوف حاملة الصغيرة بين ذراعيها وهي تتلفت حولها لتطمئن داخليًا بعدم رؤية أحد لها، تعبت كثيرًا لتظل تنهج بسرعة كبيرة، وصلت لمكان ما وجدته المنشود لتتحرك نحو زاوية إلى حد ما نظيفة، وضعت الصغيرة بحرسٍ جم ثم تأملتها وهي غافية بأعين باكية متحسرة، رددت بأسى:
-سامحيني، أنا عاوزاكي تعيشي!!
ثم ضغطت على وجنتها بقوة كي تفيق وتبكي وهذا ما حدث حين تعالى بكاء الصغيرة، ربطت على قلبها لتتركها هكذا وتغادر، لم تذهب بعيدًا لتظل تراقب مرور أحدهم ورؤيته لها حين يستمع لصراخها....
مر يوسف برفقة والده الذي وصل لأذنية بكاء طفل، حدث ابنه بغرابة:
-سامع يا يوسف، فيه عيل إصغير عم يبكي
هتف يوسف باستنكار:
-يا بوي المكان مجطوع مافيهوشي صريخ ابن يومين، مين هيجيب عيل إصغير إهنه بس؟!
رغم حديث ابنه لكن ظل الصراخ في أذنيه يسمعه، حين اقترب أكثر ارتفع الصراخ لينتبه له يوسف هو الآخر والذي اندهش ليدير رأسه ناحية والده، نظر له الأخير مرددًا باندهاش:
-سمعت بدنيك، يلا نشوف فيه أيه...
ثم تحركا للبحث عن مصدر الصراخ، لمحتهم السيدة فانزوت خلف الشجرة لتترقب ما سيفعلانه، تعالت نبضاتها حين رأوا الصغيرة وانحبست أنفاسها وهي تجد هذا الرجل يحملها...
هدهدها والد يوسف كي تكف عن البكاء قائلاً لابنه بتعجب:
-ابن مين العيل ده، مش معجول جه لواحده إهنه!
رد يوسف بجهل وهو يتأمل ملامحه الجميلة عن كثب:
-دا باين عليه ابن ناس، شايف لابس أيه
رد والده بحيرة وهو يتلفت حوله كأنه يبحث عن أحد:
-وهنعمل أيه دلوجت، دا مافيش حد واصل حوالينا، يعني أهله رموه
هذا ما استنتجه بحدسه ليقول يوسف عائبـًا عليهم:
-حد يرمي عيل إصغير حلو إكده، الناس قلوبها بجت حجر
كلماته جعلت السيدة تبكي أكثر، لكن ما تفعله كان من أجلها، اتخذ يوسف ووالده القرار بأن يأخذوا الصغير معهما للبيت، انتفض قلبها بوجع وهي تتابع رحيلهم ودموعها تنهمر على وجهها، بنظرة وداع وابتسامة متألمة عرفت طريقها على ملامحها رددت مودعة الصغيرة:
-مع السلامة يا حبيبتي، عارفة إن أمك مش هتسامحني، بس دا علشانك
ثم استمعت لأحدهم قادم وتيقنت بأنهم رجال والدها، ركضت من حيث أتت لتشتت طريقهم كي لا يتتبعون الرجل ومن ثم يصلوا للفتاة فقد اطمأنت عليها وهذا يكفي، لم تركض كثيرًا حيث قابلها أحد الرجال بجبروته الذي يخيفها ثم توقفت موضعها وسط الزروع مذعورة تحملق فيه بخوف، رمقها بنظرة مغلولة شقتها لنصفين وبدون مقدمات أمره رجاله بتحجر:
-عاوز رجبتها تحت رجلي
شقهت بفزع وهي تضع يدها على عنقها صارخة بتوسل:
-متموتنيش يا بابا، أنا بنتك
نظرة احتقار أصابتها من نظراته نحوها وفي لحظات كان الرجال يقيدونها وسط صراخها المستغيث، انقطع صوتها وشُلت حركاتها حين قام أحد الرجال بقطع عنقها لتطير أمام أقدام والدها دون أن يسمع قط تبريرها، لم يحن قلبه وهو يتطلع على عنقها الملقي أمامه ليأمر رجاله بقسوة:
-في أي مجبرة ارموها فيها، ومعايزش واصل حد ياخد خبر، والبت اللي كانت معاها اجلبوا البلد لحد ما تعرفوا ودتها فين علشان تحصّلها
فورًا كان أمره مطاع ليحملوها كي يتم دفنها، تتبعهم الوالد للحظات ثم بصق على الأرض مرددًا باستهجان:
-البنته اللي تجيب العار لأهلها الموت أحسنلها.........!!
___________________________________

أذّن الفجر ليؤدي الجميع الفريضة، بعد وقت حين انجلى النهار وبزغت الشمس ولجت بعض السيارات من بوابة القصر مصدرة أصوات متهللة وإحداهن مزخرفة بالورود، كانت مميزة عن غيرها لتتسلط الأعين عليها من حرس وساكني المكان فقد وصل السيد رشدي الخياط ...
ترجل بعد أن فتح له السائق مطرقًا رأسه باحترام، ركض نحوه أقاربه من رجال ونساء ليستقبلوه فقد كانوا في إنتظاره، هتف أحدهم بتهلل:
-حج مبرور يا عمي!
ابتسم له السيد رشدي بود لينحني الأخير مقبلاً يده، رمق الصبي الذي بيده بكره خفي ولم يتحدث معه تاركًا المجال للبقية ليفعلوا ما فعله الآخر مباركين له عن حجه، تحرك بهيبة كبيرة نحو الداخل وهو ما زال ممسكا بالصبي الذي حقد عليه البعض كون جده يفضله، حين ولج قابله أحفاده من صغار وصبية، اقترب يزيد ذي الثمانية أعوام منه ليقبل يده باكتهاء شديد مرددًا:
-حج مبرور يا جدي، حمد الله على السلامة
قبّل الجد أعلى رأسه قائلاً بنظرات اعجاب:
-كبرت يا يزيد وبقيت راجل
ابتسم يزيد له ولأخيه مراد ليعانقه هو الآخر بأخوة، تناوب البقية على تقبيل يد جدهم من بنات وأولاد في مراحل صغيرة، اقتربت ابنته الصغيرة سميحة منه وهي تحمل طفلتها الوحيدة قائلة:
-مش هتبوس هدير يا بابا
قالتها ثم نظرت بحقد لـ مراد، بينما ابتسم السيد رشدي وهو يتأمل الطفلة ليقبل وجنتها بمحبة ففرحت ابنته فهي تتمنى رضى والدها، تحرك ليجلس وإذ به يخاطب مراد قائلاً بألفة شديدة:
-تعالى يا مراد اقعد جنبي
أغّذ مراد في السير نحوه ليجلس بجواره على الأريكة فربت الجد على كتفه وما زال ينظر له بإعجاب بات غير مفهوم للجميع، هذا ما أزعج سميحة كونه يفضل ابناء أخيها على أبنائها وتجهمت، وجه السيد رشدي بصره لابن ابنه الصغير يزيد متابعًا:
-تعالى إنت كمان يا يزيد
توجه يزيد ليجلس بجواره على الناحية الأخرى ثم جلس البقية في بهو القصر الفسيح والكبير بشكلٍ مبهر، تحدث بصوت له توقير:
-الشغل عامل أيه ماهر؟
حاول ماهر أن يمحي ارتباكه وهو يرد عليه بعملية شديدة:
-كله تمام يا عمي، أنا مجهز لحضرتك ورق المخازن كله علشان تشوفه بنفسك
اكتفى السيد رشدي بهز رأسه ليسأله بفضول لم يظهره:
-وأسعد فين، بيساعدك؟
خطف ماهر نظرة لمن حوله متوترًا، نظر لعمه المترقب رده قائلاً باقتضاب:
-هو في البلد من وقت ما حضرتك سافرت
بدا رده ناقصًا لم يشبع فضول السيد رشدي ليهتف باكفهرار:
-علشان يبقى على راحته هناك، حفلات ومسخرة
كان كلامه صائبًا ولم يجرؤ أحد على نفي ذلك، ابتسم السيد في تهكم ليتذكر شيء ما، استفهم باستغراب:
-فين هدى؟، مش المفروض تستقبلني معـ....
بتر حديثه حين لمحها تهبط الدرج، دقق النظر فيها فزيفت ابتسامة فرحة وهي تتقدم منه، أيضًا انتبه الجميع لحضورها فلوت سميحة فمها حين رأتها، سارت هدى من بينهم لتصل إليه قائلة بتودد:
-حج مبرور يا عمي
ثم انحنت لتقبل يده فسألها بعدم فهم:
-فينك يا هدى؟، معقول معندكيش علم بوصولي، حد مزعلك!!
قال جملته الأخيرة حين لمح الحزن في عينيها وإنكسارها، ردت بتردد وهي تبرر:
-أنا كويسة يا عمي طول ما حضرتك معانا، أنا كنت بقضي صلاتي علشان مقومتش الفجر ولحقته
لم يقتنع بردها ليفطن بأنها تتلقى السيء من أحدهم أثناء غيابه، هتفت سميحة مغايرة الموضوع:
-ما تقوم يا بابا علشان تاخد حمام وترتاح شوية من السفر
نظر لها ثم ابتسم، لم يؤيد حديثها هذا ليقول بعزيمة حملت مكر هذا الرجل بتفكيره العميق:
-وأنا في الحج دعيت ربنا وألهمني بحاجة كده قررت أنفذها
بدا الاهتمام والفضول عليهم فمرر نظراته على كل واحد منهم مزيدًا من شغفهم، وجد بما سيفعله الصواب لذا أكمل بحماس أصاب البعض بالاستنكار والبعض الآخر بالحقد:
-قررت اجوز مراد...........!!
____________________________________

تناول يوسف طعام الإفطار برفقة والده بنهم شديد رغم وضاعته من خبزٍ صلب وجبن فقط مرافق له بعض ثمار الطماطم، انضمت لهما الزوجة حاملة الصغيرة بعد أن جلبت لها الحليب، جلست معهما على الأرض ثم وضعت الصغيرة في حجرها، نظر لها زوجها قائلاً بلطف:
-باين كل وشبع علشان كده ساكت!
ردت زوجته بضحك خفيف وهي تلتقم قطعة من الخبر:
-لا وإنت الصادج دي ارتاحت بعد ما غيرتلها كانت عملاها على روحها
توقف عن تناول الطعام ليهتف بتفاجؤ:
-هي إبنته؟
هزت رأسها بتأكيد ليحدق يوسف في الصغيرة قائلاً ببسمة متسعة:
-طيب واللهِ أنا كنت شاكك، معجول الجمر دي تكون واد
ضحك والداه على حديثه ليتابع يوسف متأملاً ملامح الصغيرة:
-خدودها كِيف التفاح بتاع جناين علوي الجصبي
لكزته والدته في كتفه قائلة أثناء ضحكها:
-يوه يا واد كفاية، أول مرة تشوف بت إصغيرة، ما عندك أختك جوه أهي معاشوفكش بتلعب معاها
استمر يوسف في تأمل الصغيرة متجاهلاً حديث والدته، جاء الحديث الجاد لتقول زوجته وهي تمد يدها بمظروف ما:
-الفلوس دي كانت إمعاها، طلعوا كَتير جوي يا حسن!!
أخذه حسن منها ليجدهم هكذا بالفعل، نظر لزوجته ثم تساءل بتعقل:
-هنعمل أيه يا سعاد في البنته دي؟
ردت بحيرة وهي تطالع الصغيرة بشفقة:
-هنربيها يا حسن، جاية ورزجها معاها، إنت لجيتها مرمية في وسط الزرع ودا معناها إن أهلها معوزنهاش، وممكن تكون بت....
لم تكمل لوجود ابنها لكن تفهم حسن ما تعنيه ولم يخض كثيرًا في ذلك فهي صغيرة وهذا قدرها، شعر بقلة حيلته ليقول بتردد:
-هنربيها كيف بس؟، دا إحنا عايشين بستر ربنا، وبكرة الفلوس دي تخلص
وعي يوسف لحديثهما ليتدخل بترجٍ:
-خليها معانا يا بوي، متخليهاش تبعد عنينا، أنا هجبلها الحليب وهاشتِغل طول النهار مع الأنفار، هنرميها يعني والبت تتبَهدل، يمكن رابنا بعتهلنا علشان تَعيش واسطينا
نظر حسن لزوجته ليجدها صامتة لكن قسماتها لم تمانع ذلك، سأل بجدية:
-وهنجول أيه لو حد شافها معانا؟!.............
___________________________________

صعدت هدى لغرفة السيد رشدي مغتمة بالكامل بعد قراره الذي أعلنه بالأسفل، استأذنت بالدخول عليه ثم ولجت وهي ممسكة بيد مراد، جلس السيد على المقعد يسبح بمسبحته ثم حدثها بهدوء:
-فيه أيه يا هدى، أنا مش قولت عاوز أرتاح؟!
وقفت أمامه قائلة رغم رهبتها منه:
-إزاي يا عمي عاوز تجوز مراد في السن ده، مراد لسه عيل مكملش تلاتشر سنة(13)؟!!
التزم هدوئه وهو يعلل:
-مش صغير ولا حاجة، بوصيله كويس
ثم أشار على مراد الذي وقف جاهلاً بعض الشيء لما سيتخذونه بشأنه، تابع السيد بمغزى:
-ومراد بقى شاب ومش ممانع يتجوز، وعلشان ترتاحي هسأله قدامك
ثم نظر لـ مراد متسائلاً:
-مش إنت يا مراد موافق تتجوز؟
نكس رأسه بحرج فنظر السيد لـ هدى مرددًا:
-مقالش لأ أهو
ردت باحتجاج:
-يا عمي دا عيل هو عارف حاجة، بيسمع عن الجواز بس، دا مسؤولية مش لعب
أدرك السيد رشدي خوفها عليه ومحبتها له رغم أنه ابن زوجها، ما يعجبه فيها أنها لا تميز بين ابنها يزيد وبين مراد، رد ليريح قلبها:
-أنا مش عاوز منه حاجة، هيبقى في وسطنا عايش هو ومراته وكل حاجة عليا، المطلوب يشد حيله ويجيب لنا أحفاد
شهقت مصدومة فها هي تعي نواياه، هتفت برفض:
-عيال أيه يا عمي، لو كان ده غرضك طيب ما تستنى عليه لما يكبر، مراد لسه ميتجوزش دلوقت
نظر لها السيد مطولاً ثم إلى مراد، وقف مراد صامتًا غير رافضٍ لتلك الفكرة، قال السيد بألم:
-مش هاستنى أما أشوفه محصّل أخوه، أومال خدته الحج معايا ليه، علشان يكون تحت عنيا وفي حمايتي، العيون كتير عليه يا هدى، عاوزوه راجل ويعتمد على نفسه، معلش بس هو دا نصيبه، لازم أجوزوه وماقداميش حاجة تانية
كانت هدى على معرفة بكل الضغائن والمكائد في نفوس بعض أفراد العائلة ناهيك عن جشعهم وكان ذلك كفيل بأن توافقه على قراره رغم عدم تقبلها زواج طفل في عمره، نظرت بمحبة لـ مراد ثم تنهدت قائلة بعدم ممانعة للسيد:
-اللي تشوفه يا عمي، بس يا ترى عندها كام اللي هتجوزها؟
خشيت هدى أنه يزوجه بفتاة تكبره فقال السيد بانتواء اراحها قليلا:
-متخافيش، هتكون من سِنه............!!
___________________________________

جلست على الأرضية تطعم الصغيرة من زجاجة الحليب التي ابتاعتها لها وابنتها الصغيرة تلعب هنا وهناك من حولها، أحست سعاد بحنين تجاه هذه الصغيرة ليرق قلبها لها، سألت نفسها بحيرة:
-يا ترى اسمك أيه وأهلك يطلعوا مين، معجول تكوني بت حرام!
من هيئتها استنكرت فثيابها نفيسة، لمحت هذا القرط في أذنيها ثم ابتسمت، خاطبت الصغيرة كأنها تتفهم عليها:
-هيخليه في دنيكي لحد ما تكبري
ثم انتبهت لمن يلج البيت عليها لتلتفت له سعاد، هتفت بمسرة:
-فتحية، أختي!!
ركضت فتحية نحوها لتعانقها بمحبة وهي تقبل وجنتيها بقبلات متلهفة وهي تردد باشتياق:
-وحشتيني يا سعاد، سنة بحالها مشوفتكيش فيها
لاحظت سعاد تغيّر لكنتها عن البلد لتهتف ببسمة متسعة:
-بجيتي بتتكلمي كيف البندر
ثم مررت نظراتها على ما ترتديه متابعة بانبهار:
-وتيابك كمان بجت زييهم، اتغيرتي يا بت يا فتحية
جلست فتحية القرفصاء بجوارها مرددة بشغف:
-أصل كنت في بلد اسمها الغردقة
-الغردجة!، ودي فين يا فتحية؟
ردت فتحية لاوية شفتيها:
-في مصر يا سعاد، ما هو علشان محبوسة هنا مش عارفة، اللي عاوز يعيش بجد يروح البندر، حلاوة أيه هناك مقولكيش
زاغت سعاد في تلك الحياة التي لم تنعم بها وهي ما زالت معجبة بهيئة أختها، استطردت فتحية بتأفف:
-بس يا خسارة، الناس اللي كنت معاهم سافروا بلاد برة، بس معطي جوزي وعدني نسافر تاني ندور على شغل، أنا خلاص اتعودت على هناك!!
ثم تنبهت فتحية لما تحمله أختها فهتفت بدهشة:
-إنتي خلفتي يا سعاد؟!
تلعثمت سعاد لوهلة ثم ردت بحضور ذهن:
-أيوة، جبت ابنته
مدت فتحية ذراعيها لتحملها عنها قائلة بحنو:
-حلوة قوي يا سعاد
توترت سعاد وخشيت أن تنتبه أختها للقرط فهي لا تملك خمس ثمنه، استفهمت فتحية بفضول:
-والبت الحلوة دي سميتوها أيه؟
أخذتها سعاد منها كي لا تتفحصها أكثر لتقول بتوتر داخلي:
-لسه معرفينش هنسميها أيه!
نظرت لها أختها باستنكار قائلة:
-أيه الكلام ده؟!
ثم نظرت للصغيرة بلطافة ومن ملامحها قالت:
-خدودها عاملة زي غزل البنات تتاكل أكل، أيه رأيك في غزل، اسم على مسمى
أحبت سعاد الاسم وابتسمت لتردده من بين شفتيها:
-غزل!!
في تلك اللحظة ولج حسن برفقة ابنه يوسف الذي ركض نحو الصغيرة متشوقًا لرؤيتها، هتفت فتحية بعبوس مصطنع:
-شوفي الواد بيجري على البت ومش شايف خالته
تقدم حسن منهم مرحبًا بها، تيبس موضعه حين خاطبته بتبهج:
-تتربى في عزك يا حسن
نظر لها قائلاً بتلجلج:
-هي مين؟!......................................... .........................
_____________________________
______________________
_______________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 02:13 PM   #5

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مبروك للرواية الجديدة اثواب الحرير أحداث متداخلة وأسرار خفية ماذا ينتظر هذه الطفلة غزل من أحداث وماذا سيكون موقف يوسف ومراد وزيد الابطال المستقبلين من أحداث في رواية اثواب حريرية شكرا للكاتبة وبالتوفيق ان شاء الله .

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 07:37 PM   #6

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
الف مبروك للرواية الجديدة اثواب الحرير أحداث متداخلة وأسرار خفية ماذا ينتظر هذه الطفلة غزل من أحداث وماذا سيكون موقف يوسف ومراد وزيد الابطال المستقبلين من أحداث في رواية اثواب حريرية شكرا للكاتبة وبالتوفيق ان شاء الله .
شكرا عزيزتي على المتابعة، اتمنى تعجبك وانتظر توقعاتك💕💕


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 08:50 AM   #7

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

بدايه موفقة
اتمنى اقراها كامله
ايش قصه غزل اتوقع ان بتقول بنت اختي تركتهم عندي علشات تشتغل


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-20, 11:43 PM   #8

الهام رفعت
 
الصورة الرمزية الهام رفعت

? العضوٌ??? » 424631
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 289
?  نُقآطِيْ » الهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond reputeالهام رفعت has a reputation beyond repute
افتراضي أثواب حريرية

الفـــصل الثـاني
أثْوابٌ حرِيـــريّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

بعد مـــرور عدة سنـــــواتٍ.........!!
ولجت منزلهم البسيط والفرحة عانقت اشتياقها ليلوح ذلك على هيئتها اللاهثة، وقعت عيناها على خالتها كما تعودت على ذلك جالسة مع والدتها ولسانها ينطق اسمها، هتفت غزل بفرحة جلية:
-خــالتي!!
ثم هرولت نحوها لتفرد الأخيرة ذراعيها مستقبلة إياها فغاصت غزل في أحضانها، هتفت فتحية بشوقٍ سافر:
-وحشتيني يا غزل، مبجيش هنا غير علشانك يا وش السعد إنتي
وصلت فرحة فتحية عنان السماء وهي تراها تكبر عن كل مرة، صارت صبية على مشارف بداية العقد الثاني، ابتعدت غزل وهي تضحك بمسرة من رؤيتها، استفهمت بلهف طفولي:
-جبتيلي أيه معاكي من مصر يا خالتي
قهقهت فتحية قائلة بتصحيح:
-اسمها القاهرة يا غزل، إحنا أصلاً في مصر
لم تعي غزل أو بالأحرى لم تهتم وبدا ذلك على وجهها ذي الملامح الصغيرة، تابعت فتحية مدعية الحزن:
-وكمان مش تقولي وحشتيني يا خالتي، دا أنا باجي كل فين وفين!!، ولا بتستنيني علشان الحاجات الحلوة اللي بجيبهالك؟
اقتربت غزل منها لتقبل وجنتيها مرددة بشغف:
-وحشتيني جوي، يلا فرجيني جبتيلي أيه
رق قلبها وهي ترى لهفتها لتفتح حقيبة سفر شبه قديمة فبدأ الفضول يعرف طريقه في نظرات غزل وهي تتفحص ما جلبته، بعفوية محبوبة مدت يدها لتلتقط ثوب وردي انبهرت به، وضعته تلقائيًا على جسدها مرددة بحماس:
-عاوزة ده، على مجاسي بالظبط
ثم نهضت ممسكة بالثوب لتركض به إلى غرفة مقابلة كي ترتديه، تتبعها نظرات خالتها الحانية فكم أحبت هذه الفتاة، انتبهت لحديث أختها سعاد وهي تخاطبها:
-المرة دي اتأخرتي جوي يا فتحية؟
وجهت فتحية بصرها نحوها لتجيب بانتباه:
-أصل الست هانم مش بتستغنى عني، خصوصًا إن الست عزة مرات مراد بيه قرّبت تولد، قالتلي روحي البلد يومين علشان بعد الولادة مش هتوافق بأجازة ليا
تفهمت سعاد وضعها فسألتها بمعنى:
-وإنتي مبسوطة معاهم يا فتحية؟
ردت بجدية:
-أنا مش عاوزة أسيبهم من راحتي وسطيهم، الست هدى دي بلسم، بتعاملك كأنك واحدة من عيلتها
قطع حديثهن خروج غزل مرتدية الثوب، تصلبت نظراتهن عليها وبالأخص خالتها التي رمقتها بإعجاب بائن، دارت غزل حول نفسها وهي تسألهن بتهلل:
-حلو عليا؟
ردت والدتها بتأكيد:
-هياكل منيكي حتة
توقفت غزل عن الدوران لتسأل خالتها:
-مجولتليش رأيك يا خالتي؟
ابتسمت فتحية وهي تقول بمحبة واضحة:
-حلو يا غزل، كأنه متفصل عليكي
كان يوسف قد عاد ليراها هكذا فلم تتزحزح نظراته من عليها، بات شابًا في أوائل العشرينات؛ قوي البنية رغم نحافة جسده، اكتسب بشرته الحنطية من عمله المتواصل تحت أشعة الشمس، لاحظت غزل حضوره فركضت نحوه، انتبه لنفسه فقالت له بتهلل:
-شوفت خالتي جابتلي أيه يا يوسف؟
قالتها وهي تلف حول نفسها كي يشاهدها عن قرب فابتسم، رد بشخصيته الهادئة:
-إنتي اللي محلياه يا غزل
رده عليها جعل فتحية تقول بمكر:
-أموت واعرف السر اللي يخليك تحب البت دي كده وتتعلق بيها
توتر يوسف وهو ينظر لخالته ثم إلى والدته التي ارتبكت، ردت عليها موضحة بثبات مزيف:
-مش أخته يا فتحية!
-ما آني كمان أخته ومبشوفِش منيه غير وش خشب
قالتها أمل أخته والتي عادت برفقة والدها وطلعتها مكشرة، رد والدها موضحًا بتودد:
-علشان الصغيرة يا أمل، عتغيري من أختك!
لوت فمها ثم تعمقت للداخل مقتربة من خالتها كي ترحب بها، عانقتها على غير غرض، حين ابتعدت قالت فتحية بعدم رضى:
-كل أما آجي ألاقيكي عابسة كده
ردت أمل بضيق شديد:
-علشان كلاتكم ما شيفينش غير غزل، حتى إنتي كمان يا خالتي، بتحبيها أكتر مني
جلس يوسف هو ووالده على الأرضية وكذلك تقدمت غزل لتقف أمامهم وما فهمته أن أختها لم تحبها، بررت فتحية لتكسب ودها:
-أنا بأحب غزل زيك بالظبط، وغزل يوم ما شوفتها وشها جاب الخير عليا، جاني الشغل الحلو اللي أنا فيه ده
بعد كلامها لاحظت أن أمل كما هي رغم كبتها لضيقها، انزعجت سعاد من رؤية ابنتها غير سعيدة ثم نظرت لـ حسن الذي ابتسم بطيبة جارفة لا يريدها أن تنقلب على الفتاة الصغيرة، بينما اعتزمت سعاد أن تخبر ابنتها بحقيقة غزل وسر تعلق أخيها بها كي لا تزيد فجوة النفور بينهما فأولادها أهم عندها، وقفت غزل تتابع ما يحدث بعدما تلاشت فرحتها بما جلبته لها خالتها، لم تتفهم شيء سوى كره أختها لتحزن من ذلك، أضحت الأعين تتحدث والنظرات ترسل ردود لبعضهم البعض، أدركت فتحية بأن الصمت غير موفق هنا فتابعت بألفة مخاطبة الجميع:
-تعالوا اتفرجوا جبتلكم أيه كلكم.............!!
___________________________________

ناولته حبة الدواء كي يأخذها حين جاءت إلى غرفته، ارتشف السيد رشدي الماء بعدها ليحمد الله قائلاً:
-الحمد لله، ربنا ما يحرمني منك يا هدى، بتعملي معايا اللي بنتي مش فاضية تعمله ليا
ابتسمت له بود وهي تعيد أخذ الكوب منه مرددة:
-ربنا يطولنا في عمرك يا رب، وكمان سميحة مشغولة بولادها، ابنها الصغير شقى شوية
ثم وضعت الكوب على المنضدة أمامه فابتسم السيد بسخط من حال الجميع من حوله، طالع هدى بنظرات ودودة أكثر ليحدثها بسماحة:
-اقعدي يا هدى عاوز اتكلم معاكي
دون تعليق جلست لتستمع له بآذان صاغية، قال السيد رشدي بتزكية:
-أنا من غير تفكير مبحبش أعمل حاجة تضايقك علشان إنتي غالية عندي
ابتسمت له بنظرتها المحببة فأكمل بتوضيح:
-طلبتي ما جوزش مراد ومعملتهاش، رغم إني تعبت كتير علشان أحميه، لدرجة كان هيروح فيها لما حاولوا يسمموه
تذكرت هدى ذلك فاغتمت، ردت بامتنان:
-باشكر ربنا ليل نهار إنه نجاه
-الحمد لله
قالها السيد راضيًا فقالت هدى بتعقل:
-علشان كده طلبت من حضرتك تجوزوه، عارفة إن ده مش هيعوضني عن مراد لو حصله حاجة بس المهم عندي اسم شريف مينتهيش
رد السيد بجدية:
-يزيد ومراد دلوقتي بقوا في نفس الخطر، وبحاول على قد ما أقدر أحميهم، وفرحتي بإن مراد مراته هتخلف متعرفيش مفرحاني قد أيه!!
تنهدت بغبطة وهي ترد:
-قلبي حاسس إن ربنا هيرزقه بولد
-يا رب!
فتح سيرة ما كان يضم ه من مدة قائلاً بتردد جم:
-ليه حاسس يا هدى إن فيه حاجة كبيرة مزعلاكي، بقالك فترة حزينة ومن عنيكي باحس إنك كنتي بتعيطي
ارتبكت ولمعت عيناها بدموع فترقب السيد أن تشرح له لكن خيبت ظنه حين عللت دون أن يقتنع:
-زعلانة علشان خايفة على مراد ويزيد، هما بس اللي شاغلين بالي
هز رأسه ولم يظهر أنه يريد ردًا آخر، ظن بأن أحد بالفيلا يضايقها لكنها كما يعرفها تتحمل كي لا تفتعل المشكلات، دُق الباب عليهما ليقطع حديثهما فتنفست هدى براحة، أمر السيد الطارق بالدخول، ولجت الخادمة مرددة بشغف رغم وقوفها الهادئ:
-الست عزة بتولد يا هدى هانم
نهضت هدى وكذلك السيد الذي سأل بتوتر فرح:
-مراد معاها ولا فين؟!.........
___________________________________

بداخل أحد مخازنه الكبرى، وضع إمضائه أسفل الورقة ومن بعدها طبع ختم جده الذي يملكه فكل شيء بات تحت سيطرته، أعطى مراد الورقة للجالس أمامه قائلاً بحزم:
-بنفسك توصلها، وتعرف منه ميعاد التسليم، علشان لو اتأخر يوم ليا كلام تاني معاه
هتف ضرغام وهو اليد اليمنى لـ مراد بخشونة:
-بس يا مراد بيه عم حضرتك وجت ما بيشوفني نازل البلد بيتدخل في كل حاجة باعملها، وأنا مبرضاشي أجوله حاجة علشان سيادتك
نفخ مراد منزعجًا، هتف بانفعال:
-وهو ماله، ومين بيقوله على شغلي في البلد؟
رد ضرغام بظلمة:
-بيعرف من جعفر علوان، ما هما صحاب وسهراتهم إكتير جوي، وجعفر مافيش حاجة بتتخبى عليه، رجالته مالية البلد، راجل جادر والقتل عنده سهل قوي
زم مرادx شفتيه متفهمًا ، رد مسلمًا أمره:
-خليه يتدخل، بس في الآخر اللي أقول عليه هو اللي يتنفذ، وكمان جعفر ده ليا شغل معاه
ردد ضرغام بتحذير المتوجس:
-خليك ابعيد يا بيه عنيه، دا فيه ناس بيجولوا جتل بته وفيه بيجول دفنها حية، وهو مطلع إنيها هُربت، عمل إكده في بته، أومال مع الغريب بيعمل أييه
اختنق مراد وهو يستمع له ليردد باستنكار جم:
-فيه ناس بالجبروت ده، ربنا يعافينا!!
ثم تنهد ليتابع بهدوء مزيف:
-يلا إنت علشان متتأخرش، الشمس قربت تغيب علشان توصل هناك على الصبح كده وتخلص شغلك
أومأ رأسه بانصياع لينهض كي ينفذ المطلوب منه، بعد دلوفه شرد مراد في عدة أشياء مختلطة أشعرته بصداع ليفرك رأسه فالحمل صار ثقيل عليه وهو في هذا السن، رن الهاتف الأرضي أمامه على المكتب فانتبه، جاوب مراد فتلقى خبر ولادة زوجته، نهض قائلاً بقلق:
-طيب جاي، مستشفى أيه يا يزيد؟! ............
__________________________________

ركض الأطفال من خلفها وهم يلقون عليها الحجارة الصغيرة فأسرعت في ركضها المذعور لتهرب منهم، حين ابتعدت مسافة أهّلتها لأن ترتاح أنفاسها وتتختبئ خلف هذه الشجرة الضخمة، جلست ضاممة ركبتيها لصدرها ثم أخذت تبكي والخوف طافح عليها.....
من بعيد جلست غزل برفقة خالتها فتحية يتحدثن سويًا، رأت غزل الأطفال يركضون خلف المرأة ثم تأملتها بشفقة وهي جالسة هكذا بوضع يقطع القلوب، سألت خالتها بحزن عليها:
-الست دي من يوم ما وعيت يا خالتي وآني باشوفها إكده، تجعد تبكي وتتحدت مع نفسيها، هي عنديها أيه وليه هي إكده؟
وجهت فتحية بصرها نحو المرأة فهي على علم بوضعها، جاوبت على حيرتها قائلة:
-دي يا غزل واحدة كانت بتشتغل في أرض هنا وكانت سايبة بنتها عند هدومها وأكلها، خرجت من الأرض ملقتهاش، من يومها وهي على الحال ده، بتخرف وبتدور على بنتها
أثرت قصة المرأة في نفسية غزل لتتأجج شفقتها عليها، ابتسمت فتحية معجبة بحنان غزل، ضمتها من كتفها لصدرها ثم استفهمت باهتمام:
-يلا احكيلي أيه اللي مزعلك؟، إحنا بعيد عن البيت أهو ومحدش سامعنا
أخذت غزل فرصتها لتسرد لخالتها عما يحزنها قائلة:
-أمل ما هتحبينيش، دايما تعاملني مش منيح، وكل أما إتشوف يوسف يجبلي حاجة تتضايج منيه
ربتت على ظهرها لتهدئ من حالتها، هي الأخرى مستغربة من اهتمام يوسف بها عكس أخته، لم تعرف ماذا تقول؟ سوى أن تنصحها قائلة بجدية:
-شدي حيلك إنتي في مدرستك، عاوزاكي ناجحة ومتفشليش في العلام، البنات في البلد بيحسدوكي، محدش بيتعلم غير الولاد وعيال كبارات البلد
ابتعدت عنها غزل لتستفهم بتكهن:
-هو أنا ممكن أدخل الجامعة يا خالتي لو فلحت في دراستي
ردت فتحية مؤكدة:
-وليه لأ، أنا هدخلك الجامعة، ولو دخلتي هاخدك معايا البندر
كلماتها حمّست غزل لتتخيل نفسها من تلك اللحظة بالجامعة وتذهب معها، ارتمت على خالتها لتحتضنها بامتنان قائلة:
-حبيبتي يا خالتي، لولاكي مكنتش اتعلمت ولا دخلت المدرسة
هنا تدخل يوسف الذي أتى من خلفهن قائلاً بعبوس ممتزح بالحزن:
-ويوسف اللي شجيان علشان يجيب فلوس لمدرستك ملوش نصيب في المحبة دي.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
جلست على الكنبة المقابلة لشباك الغرفة التي تجمعها بـ غزل تتطلع أمامها بشرود وهي ما زالت حاقدة على أختها، ولجت سعاد الغرفة ثم اوصدت الباب خلفها وقد اتخذت قرارها بإخبارها كي لا تراها متضايقة هكذا، تقدمت منها لتنتبه لها أمل ثم اعتدلت في جلستها، جلست سعاد بجانبها متسائلة ببسمة ودية:
-لسه زعلانة يا أمل؟
نظرت لها بجحود هاتفة:
-يعني مشيفاش ياما كيف يوسف وخالتي بيهتموا بالست غزل؟، بيشتغل علشان تتعلَم
ردت سعاد بعتاب:
-إنتي اللي مفلحتيشي في العلام وجولتي مش عاوزة اتعلم، مكناش مجصرين معاكي
تأففت أمل ثم ردت بضيق:
-طيب هو بيحبها أكتر مني زي ما أكون مش أخته زييها وبت حرام آني
-اسكتي متجوليش إكده
صرخت بها سعاد لتمنعها من مجرد التفكير في ذلك، تابعت سعاد بغلظة:
-إنتي بنتي ولحمنا، هي اللي بت حرام!
عفويتها جعلتها تخبرها بطريقة فظة فشهقت أمل وانصدمت مما نطقت به، لكن سرعان ما أنّبت سعاد نفسها فهي لم تبغض غزل وتحبها، لامت نفسها ثم استكملت بتأنٍ:
-هجولك على كل حاجة، علشان معاوزاكيش تزعلي من أخوكي
ثم سردت لها كيف جاءت غزل لبيتهم؟، وهي تتحدث كانت أمل في عالمٍ آخر، مصدومة مشدوهة لم تتوقع يومًا أن تكون غزل ليست بأختها، حين انتهت سعاد قالت بتعليل:
-علشان إكده يوسف بيهتم بيها، أصل الواد متعلج بيها وباينله بيحبها، يوسف مش إصغير وكان واعي لكل حاجة
بتوهان شديد رددت أمل باستنكار:
-معجولة غزل مش أختنا!!
ثم حملقت في والدتها لتستفهم بفضول:
-ومعرفتوشي مين أهلها؟
نفت سعاد بهز رأسها، نظرت أمل أمامها ولم تعرف لما الفرحة بداخلها، ربما أنها اكتشفت أن غزل أقل منها معدومة النسب، ذلك التمييز بينهن جعلها تحقد عليها، خف غيظها بعد معرفتها بذلك لتنتوي في نفسها لكن على ماذا؟، فاقت للواقع حين خاطبتها والدتها بتنبيه لم تهتم به كثيرًا:
-إوعاكي يا أمل حد يعرف بالكلام ده.........!!
___________________________________

حين وصل للمشفى كانت زوجته قد وضعت أولاده، فرح مراد حين قابلته السيدة هدى وإحدى الممرضات يحملن ولدين، حمل ما بيد الممرضة فقالت هدى بفرحة:
-مبروك يا مراد، عزة جابت ولدين، مش قولتلك قلبي حاسس إنه مش واحد بس
ضحك بخفوت وهو يتطلع على ابنه، قبّل جبهته ثم وجه بصره للولد الآخر الذي تحمله السيدة، تأمله بحب ثم ابتسم، حدثته بألفة:
-يتربوا في عزك يا حبيبي!
نظر لها قائلاً بلطف:
-الله يبارك فيكي يا ماما
انزعجت والدة عزة السيدة سامية وهي تقف عند باب غرفة العمليات منهما، عدم اهتمام مراد بوضع ابنتها الحرج جعلها تغتاظ، تتبعت قدومهما نحوهم باستشاطة داخلية، استفهم مراد منهم بجدية:
-عزة عاملة أيه، لسه مخرجتش؟
بتهكم شديد ردت عليه السيدة سامية:
-الدكتور بيقول حالتها صعبة قوي، مكنش ليها تخلف في سنها ده، بس نقول أيه
كشر مراد من ردها فعلل لها باكفهرار:
-عزة مش صغيرة، هي اللي تعبانة وسيادتك عارفة بكده، جوزتيها ليه لما إنتي خايفة عليها
تدخلت هدى لتقول بعقلانية:
-دا وقته!، ادعولها تقوم بالسلامة، وعزة بتحبك يا مراد وحبت تجيبلك ولاد
تنهد مراد بقوة محاولاً الهدوء، حين دلف الطبيب انتبه له الجميع، أعطى مراد الطفل للسيدة سامية ليتحدث معه، قال له الطبيب بمفهوم:
-المدام طالبة تتكلم مع سيادتك يا مراد بيه!
ارتاب الجميع في نبرة الطبيب الذي لم يخبرهم بحالتها، تحرك مراد للداخل قلقًا عليها، حين ولج تطلع عليها وهي راقدة بحيرة ثم تأمل ملامحها المسجورة، اقترب منها أكثر فوجودها تنظر إليه بضعف وعلى ثغرها بسمة محبوبة، دنا من الفراش فقالت عزة بعشق:
-مراد حبيبي
حين رفعت ذراعيها أدرك أنها تريد معانقته، لم يبخل في ضمها إليه فتابعت بتوجس قاتل:
-خايفة أموت، أنا باحبك يا مراد متخليش حاجة تبعدني عنك
طمأنها قائلاً بتردد:
-هتعيشي يا عزة وهتربي الولاد
ثم جاء ليبتعد فمنعته قائلة بتعلق:
-خليك معايا يا مراد
كان تعلقها به في تلك اللحظة غريب يثير الريبة، حديث الطبيب المقتضب والغير مفهوم وما تفعله الآن، خشي مراد عليها وبات خوفه معلنًا حين تراخت ذراعاها من عليه، هنا فطن الأمر ليغمض عينيه مدركًا بأنها فارقت الحياة.....
في الخارج زادت همهمات الأهل من هذا الموقف؛ بالأخص أهل عزة جميعهم، حين خرج مراد من الغرفة اتضح من هيئته أن هناك ما يحزن وراء تعبيراته الكامدة، هرعت السيدة سامية نحوه مرددة بخوف:
-بنتي عاملة أيه، عاوزة تشوفني مش كده؟!
رد مراد بحزن وهو يتحرك نحو السيدة هدى:
-البقاء لله!
أطلقت السيدة سامية صرخة مفجوعة ثم هرولت لترى ابنتها، لم يستعجب الكثير مما حدث فهي مريضة وقد تزوج بها محبةً في والدته كونها ابنة خالته، سأل مراد بصلابة:
-فين الولاد؟!................
___________________________________

-ما كانتش تموت قبل ما تولدهم!
هتف السيد أسعد بتلك العبارة حاقدًا على ما أتاه من خبر ولادة زوجة مراد، رد ابنه ماهر بغل:
-داخل القصر زي الأسد وهو شايل العيال لواحده
كز أسعد على أسنانه بقوة فقد ظن بأن زوجته لن تتحمل الحمل وستموت قبل أن تلد؛ لكن تلك مشيئة الله، هتف أسعد بتجهم:
-طيب إقفل وبعدين هكلمك، أصلي مشغول
ثم أغلق الهاتف ليوجه بصره نحو الجالس أمامه يحتسي الجعة، سأله الرجل بجهل:
-باينله وصلك خبر موش تمام
تنهد الأخير مرددًا بحنق بعدما تجرع كوبه كاملاً:
-مراد مراته جابتله ولدين
شهق الرجل قائلاً بحسد صريح:
-ولدين حتة واحدة، يا بوي!!، دا آني أتجوزت عشر مرات ومافيش واحدة فيهم حبلت وبشرتني
ابتسم أسعد بسخرية ثم رد موزعًا أنظاره على هيئته:
-جرا أيه يا جعفر، ما تبوص لنفسك يا راجل، خلاص كبرت وراحت عليك، البنات الصغيرة اللي بتتجوزهم فضحوك
امتعض جعفر ليرتشف من كوبه، رد بقلب ميت:
-هما فين البنات دول، أنا معشوفش بنته من اللي اتجوزتها
ضحك أسعد بشدة فهو يعرفه جيدًا فقد تخلص منهن، قال بمكر أربكه:
-هو إنت ليه مش بتدور على بنتك الهربانة، ولا تكون عارف مكانها ومش عاوز تقول
تلميحاته باتت مفهومة للسيد جعفر والذي لم يهتم حتى وإن انكشف مقتله لابنته وابنتها الصغيرة، رد ببرود الواثق:
-شكلك بيجول إن بكلامك ده مستغني عن خدماتي ليك، عاوز تخسرني يا أسعد
أعدل أسعد عن حديثه لا يريد إفساد علاقتهما مرددًا بمحبة وقد توتر:
-لا يا جعفر دا إنت حبيبي، دا إحنا عِشرة عُمر يا راجل هضيعها علشان حاجة تافهة زي دي!!
نظر له جعفر بتكبر فلم يُخلق بعد من يقف ويُجادله، غيّر أسعد الموضوع قائلاً بودٍ مخادع:
-مقولتليش بقى هتساعدني في وضعي ده إزاي، عاوز حقي اللي بيتسحب مني................!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،

رحلت خالتهم بعدما طلبوها في القاهرة، وقفت أمل منتصف الغرفة تتابع ما تفعله غزل مع نفسها على التخت، حيث جلست غزل تتفقد ما جلبته لها خالتها من أثواب رائعة من وجهة نظرها لكن هي في الحقيقة بخسة الثمن، ارتضت بها غزل كونها لم تملك شيء نظيف، لم تلاحظ نظرات أمل التي تخترقها، الآن فقد تساوت الأمور، كلمات رددتها أمل!، تحركت نحوها بنظرات ماكرة سرعان ما بدلتها لترسم الإجهاد على وجهها، طلبت منها بتعب مزيف:
-روحي يا غزل هاتي ماية من الترعة أصل رجليا وجعني ومش جادرة أجف عليهم
تركت غزل ما بيدها ثم ردت بقلة حيلة:
-بس أنا مهعرفش أجيب ماية، على طول بتجيبي إنتي
غمغمت أمل باغتياظ:
-ما أنا أصلي خدامة اللي خلفوكي
لم تستمع غزل بالضبط لما تفوهت به لتسألها:
-بتجولي حاجة يا أمل؟
زيفت أمل بسمة وهي ترد بدهاء:
-معجولش حاجة يا عيون أمل، كل اللي عاوزاه منيكي إنك تروحي تجيبي مية وبعدها تغسلي المواعين، ما إنتي كبرتي ولازم تساعدي معانا
كانت نبرة أمل جديدة لتستفهم غزل أنها تكرهها، ففتاة في عمرها لم تفعل ما تطلبه منها فقد أكملت فقط العاشرة، أطاعتها غزل ثم نهضت قائلة:
-حاضر، هروح أعمل اللي جولتي عليه
ثم تحركت للخارج وسط نظرات أمل الخبيثة، رددت بمقت:
-على آخر الزمن هخدم واحدة ملهاش أهل ورمينها.....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،
تممت أمل على ما جلبته غزل من مياة كثيرة لتجعلها تزيد من جلب المياة قبل عودة أهل البيت، عاد يوسف وهذا من حُسن حظها، قابلته حين ولج من الباب قائلة بمكر:
-حمدالله على السلامة يا يوسف
رد متنهدًا باجهاد:
-الله يسلمك، أبوي وأمي لسه معاودوش؟
ثم جلس على الأرضية ساندًا ظهره للحائط، ردت أمل وهي تجلس برفقته:
-لأ لساتهم برة
لا إراديًا وزع نظراته من حوله ليستفهم بفضول:
-فين غزل؟
أخفت بسمتها ومكرها معًا لترد بمغزى:
-بتملالنا مية من الترعة
هتف باستياء:
-من ميتى غزل بتشتغل؟، دي لساتها صغيرة!
ردت بحقد جلي:
-عيب عليك يا يوسف تبوص لعيلة في سنها
تفاجأ من حديثها المستقبح ليوبخها بامتعاض:
-اتجنيتي في مخك إياك، دي أختي!
ردت بسخط استفزه:
-بتضحك على نفسك ولا عليا، غزل مش أختنا واصل وإنت خابر إكده زين
ارتبك بشدة وجف حلقه، اعتدل في جلسته وهو يحدق فيها بصدمة، تابعت أمل بطلعة كالحة:
-بتفضل بت الحرام دي على أختك
غضب يوسف من كلمتها الوخيمة في حق الأخيرة لذا قام بصفعها، صُدمت أمل من ردة فعله فهتف يوسف باهتياج:
-صحيح مافيش في جلبك رحمة، بتجلبي على عيلة إصغيرة علشان عرفتي إنيها مش منينا
نهضت أمل من أمامه وقد حزنت، نهض هو الآخر فهتف بتحذير:
-لو حد عرف يا أمل مهرحمكيش، وجتها هتشوفي يوسف تاني، وغزل أختنا
عقبت على كلمته الأخيرة مرددة بحنق:
-وهتفضل أختنا لحد ميتى يا يوسف، ما باينش إنك شايفها أختك
رفع يده ليعاود صفعها فصرخت أمل، في تلك اللحظة انتبه يوسف لمجيء غزل حاملة الماء على رأسها، نظر الاثنان لها ولاح الكُره في نظرات أمل نحوها، استفهمت غزل بعدم فهم:
-تجصدوا مين بحديتكم ده؟!..................................
x x x x x x x _________________________
x x x x x x x x xx ___________________
x x x x x x x x x x x xx _____________


الهام رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 12:15 AM   #9

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

جميله جدا منتظرة الجديد وبالتوفيق

maryam ghaith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-20, 11:27 AM   #10

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

غزل هي ابته القاتل حفيذته وهم بيدورو علي بنتها بعد ماقتلوها لقو بنت الفلاحة واخذوها وقتلوها علشان كذا عاشت غزل وماقتلوها
هل عمه مراد متزوجة ولد عمها الشرير
هل ابنه القاتل تزوجت احد زواج شرعي


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.