آخر 10 مشاركات
اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )           »          1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-20, 09:33 PM   #11

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الرواية مشوقة الناس عايشين في جماعات زي الانسان البدائي بس مافهمت بسام عايش في مكان احسن يعني العالم كله عايش عيشة بدائية وهل التكنولوجية انقرضت ولا في اماكن. موجودة فيها . ادم وراه قصة وحبه لسوفانا بس ليش مايتجوزها ايش المشكلة طالما بيحبها ..وركا العسل الام للجميع منتظرين احداث الرواية ودمتي بخير 💖💖
يازهرورة ردك جميل يا حبيبتي صدقا شكرا لك .... بالنسبة لبسام فهو قال لزبير بالفصل الاول انه من الطبقة الارستقراطية تقدري تقولي الطبقة اللي ف ايدها الحكم ده المعني الصريح لكلام بسام وقال نصا انهم عايشين ف بيوت افضل وبياكلوا اكل عادي ما بيصطادوش الحيوانات والحجات دي انما مين دول وخلافه لسه دورهم ماجاش دلوقت
بالنسبة للتكنولوجيا فمن البديهي انها انقرضت لما زبير اتكلم قال كده
بالنسبة لآدم هههههههههههه هو وراه قصة وليه ما اتجوزش سوفانا لحد دلوقت
استني الاحداث الجاية باذن الله حتفهمي




لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 09:35 PM   #12

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيلينجانا مشاهدة المشاركة
رواية جميلة اتمنى لك التوفيق 😍
تسلمي يا تيلينجايا انتِ الاجمل ياحبيبتي 😍😍


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 09:38 PM   #13

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mimichita مشاهدة المشاركة
رواية جميييلة جداً مليئة بنكهة المغامرات و الدراما و المشاعر
أحببت شخصية روكا الإم الرائعة للعشيرة هي و زوجها زبير
و لا ننس بسام و الغموض الذي يلفه متشوقة لمعرفة ما يخفيه
و لا ننس آدم و شخصيته القيادية
متشوقة للقادم على أحر من الجمر

ياقلبي انتِ مش عارفة ردك ده فرحني ازاي والله 😍😍😍😍😍


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-20, 08:04 AM   #14

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل الثالث "


تسير سوفانا بين طرقات مركز المدينة منذ الصباح الباكر ………
تبحث بعينيها حتي وجدت ضالتها……
فانطلقت صوب رجل كبير في السن يقف أمام إحدي العربات يبيع الفواكه ……… عندما لمحها الرجل تقترب انفرجت شفتاه في ابتسامة واسعة حتي ظهرت أسنانه الصفراء واضحة ………
وقفت سوفانا أمام الرجل قائلة " هل جهزت طلبي ..؟ "
فرد الرجل " جاهز …. ولكن ألقي السلام علي الاقل بالبداية …..
لم أرك منذ فترة حتي ظننت أنك لم تعودي بحاجة لتلك الأشياء …"
ردت سوفانا وقد بدت في عجلة من أمرها " إن كان لديك طلبي فأخرجه سريعاً لأراه وإلا دعني أنصرف ولا تضيع وقتي …."
رد الرجل قائلاً " علي رسلك يا فتاة …. ثم انحني ليخرج من عربته لفافة كبيرة نوعا ما ثم ناولها إياها قائلاً " لقد أكد لي مصدري السري هذه المرة أن هذا الكتاب بعنوان طب النباتات …."
ردت سوفانا قائلة وقد همت بفتح اللفافة التي أعطاها لها " سنري ان كان هو أم لا …."
رد الرجل سريعاً هامساً " احذري لا تخرجيه من اللفافة وإلا شك الناس أنه من الكتب الملعونة التي أعدمتها الحكومة منذ مئة عام ……."
نظرت له سوفانا وابتسامة شقية تزين ثغرها ثم تحدثت قائلة
" وما أدراك أنه ليس منها..؟"
نظر لها الرجل بهلع وتحدث قائلاً " أهو منها ...؟ "
فضحكت سوفانا وتحدثت وهي تقرأ عنوان الكتاب قائلة " لا تقلق هذه الكتب لم يعد لها وجود …….
فلا داعي لهذا الهلع المرتسم بعينيك ……"
تنفس الرجل الصعداء ثم تحدث قائلاً " إذا وأين أجري …"
ناولته سوفانا حقيبة كبيرة الحجم ممتلئة لآخرها بأنواع مختلفة من الفواكه
فأخذها منها الرجل ثم نظر لها قائلاً " أنا أريد ضعف الحصة بالمرة القادمة ….. فأنت لا تعلمين ما أكابده حتي أعثر علي تلك الكتب ……."
نظرت له سوفانا شذراً وتحدثت وهي تهم بالانصراف قائلة " لا تكن طماعاً يا توفيق …… "
وانصرفت سوفانا راحلة …… راقبها توفيق حتي ابتعدت ثم نادي سريعا علي أحد الفتيان …….
والذي أتي ليقف أمام توفيق قائلاً " ماذا تريد ...؟ "
تحدث توفيق وابتسامة سمجة تعلو وجهه قائلاً "اذهب له سريعاً وأخبره أن سوفانا قد ظهرت أخيراً ولا تنسي تذكيره بمكافأتي "
أومأ الفتي برأسه إيجاباً واستدار منصرفاً في عجلة ……….
…………………..
وصلت سوفانا لأراضي العشيرة أخيرا لتقف بين الأشجار قبل أن تدخل لساحة العشيرة الممهدة وأخذت تتلفت يمنة ويسرة حتي اطمأنت أن الطريق خالي ………..
فانطلقت مهرولة حتي وصلت لمنزلها…….
وقفت سوفانا داخل المنزل تتنفس الصعداء ثم استدارت لتأخذ حقيبتها التي ألقت بها فور دخولها ……..
ارتمت سوفانا جالسة أرضاً وأخرجت الكتاب من حقيبتها في حماس وهمت بفتحه ……….
لكن ما أوقفها هو اقتحام آدم المفاجيء لمنزلها مما أفزع سوفانا وأربكها……….
وقف آدم مكتفاً ذراعيه صامتاً والشرر يتطاير من عينيه ……
نظرت له سوفانا في وقفته تلك فتأكدت شكوكها فيبدو أن آدم قد كشفها
حاولت الحفاظ علي رباطة جأشها وتحدثت قائلة
" هل حدث شيء ما يا آدم ….؟ "
ظل آدم واقفاً يحدق بها ثم تحدث قائلاً " كم مرة حذرتك من الذهاب لمركز المدينة ...؟ "
نظرت له سوفانا ثم ردت قائلة " آدم أنا جالسة في المنزل أقرأ كتاباً ما دخل مركز المدينة الآن ….؟ "
صرخ بها آدم قائلاً " سوفانا……"
نظرت له سوفانا وقد استشعرت مدي غضبه في تلك اللحظة ففضلت الصمت ………
أكمل آدم قائلاً وهو يحاول السيطرة علي غضبه ونبرة صوته
" كم مرة أخبرتك أننا لم نعش حياة نظيفة بمركز المدينة كثيرين هم من آذونا وكثيرين من آذيناهم …..
إن ظهر أحدهم أمامك بعد كل هذا الانقطاع عن مركز المدينة وأخبارها
قد يؤذيك ولا يوجد عصابة بالقرب لتستغيثي بها هذه المرة "
ردت سوفانا وقد داهمتها الذكري " تقصد لايوجد آدم لتتركي له علامات عن مكانك هذه المرة "
لاح شبح ابتسامة علي شفتي آدم وهو لازال متصلب في وقفته كما كان
ثم تحدث قائلاً " وهذا أيضا …."
ابتسمت سوفانا ثم تحدثت قائلة " صدقني يا آدم أنا أعلم أنك علي حق لذا أقلل من الذهاب لهناك قدر استطاعتي …… لكن هذه المرة كان الأمر يستحق …...أنظر لقد أحضرت هذا الكتاب ……..
إنه كتاب آمل أن أجد بداخله شرح لطريقة علاج الجروح بالاعشاب وغيرها "
نظر لها آدم وقد تحدث قائلاً " لا أفهم الجروح تلتئم بمفردها فما فائدة هذا الآن ….؟ "
ردت سوفانا " ليست كل الجروح هل تتذكر عندما أصيبت تالا وهي تلعب ذات مرة وتَقَيَحَ جرحها وظلت تعاني منه طويلاً حتي شُفِيَت….."
أومأ آدم برأسه إيجاباً
فأكملت سوفانا " لقد حدث هذا للصغيرة بسبب تلوث الجرح لذا أنا أحاول صنع مادة قرأت عنها بكتاب آخر تقلل من إمكانية تقيح الجرح بجانب علاج الجرح في حالة تقيحه "
هز آدم كتفيه واستدار قائلاً " افعلي ما تريدين ولكن احذري …."
وهم بالانصراف فاستوقفته سوفانا قائلة " آدم هل كنت تتبعني…..؟ "
رد آدم قائلاً " ولمَّ سأتبعك لقد رأيتك آتية تتسحبين كاللصوص فاستنتجت أين كنت ……"
ثم وجه آدم نظراته لها قائلاً " لمَّ تسألين ….؟
هل شعرت بأحدهم يتبعك ...؟ "
ردت سوفانا سريعاً قائلة " لا لقد تساءلت فقط كيف علمت بذهابي …"
رد آدم وهو يسير مبتعداً " وها قد علمتي …… سأنصرف الآن …"
أومأت له سوفانا موافقة ومن ثم راقبته حتي خرج من المنزل تاركاً إياها بدوامة أفكارها ………..
………………………….
وقفت لياء بعدما قَدِمَت من عملها بالمزارع لتحضر طعام العشاء
وأثناء انهماكها بما تفعل …. قَدِمَ تليد والذي تساءل فور دخوله قائلاً
" لياء هل رأيت براء أثناء عودتك ...؟ "
التفتت له لياء قائلة " لا لم أره لماذا ...؟ "
فرد متعجباً " اتفقت معه بالأمس أن يحضر البقية ويأتوا لتناول العشاء معنا فلقد حصلت علي أجري اليوم من المناجم وعليه قطعة من اللحم ……"
ردت لياء والنجوم تلمع بعينيها " صدقاً …….
أعطني لأحضر عشاء يكفينا جميعاً ….وأنت اذهب للبحث عنه هو والبقية…"
أومأ تليد برأسه موافقاً وهم بالخروج للبحث عنهم ولكن سرعان ما طرق أحدهم الباب ……
فتح تليد الباب ليجد براء أمامه …. همَّ بتوبيخه ولكنه توقف عندما استشعر وجود خطب ما من مظهر براء اللاهث ……
فسأل تليد " هل حدث خطب ما ….؟ "
حاول براء استحضار الكلمات من بين لهاثه وتحدث قائلاً " حمداً لله أني وجدتكما هنا ……. الصغيرة ليلي مريضة بحثت عن سيلين لتطببها فلم أجدها فجئت إليكم لعلي أجدكم ….. فلا أنا ولا يزيد ندري ما العمل"
تحدث تليد قائلاً وقد هم بالركض بالفعل " وماذا تنتظر هيا بنا ……"
لحق به براء وأسرعت خلفهم لياء …….
ركضوا جميعاً حتي وصلوا لمنزل بالشارع المجاور ……
طرق تليد الباب قائلاً " افتح يا يزيد انه أنا …"
لم يستغرق الامر عدة ثواني حتي قام فتي بنفس عمر براء بفتح الباب
وتحدث في هلع " تليد وما العمل حرارتها لا تنزل….. نعيمة هي من كانت تستطيع رعايتها عندما تمرض ……"
تحدث تليد وهو يسرع بدخول المنزل لا تقلق سنتصرف حتي عودة سيلين من عملها لتساعدنا ثم استدار محدثاً براء قائلاً " وانت لا تقف هكذا اذهب كل فترة لمنزل سيلين حتي تتأكد من عودتها وأحضرها لهنا فوراً …." أومأ براء برأسه موافقاً
بينما أسرعت لياء للداخل …..
حتي وصلت الي فراش الصغيرة ليلي ذات التسعة أعوام
ونزلت لتجلس بجانبها ثم تحدثت منادية عليها " ليلي ….. ليلي ياصغيرتي …." لم تجد لياء إجابة منها سوي بعض الهمهمات….
فوضعت لياء يديها علي جبهة الصغيرة لتقيس حرارتها وبالفعل كما قال يزيد حرارتها عالية ………
صاحت بهم لياء قائلة " حرارتها مرتفعة للغاية أحضروا لي بعض المياه واجعلوها باردة قدر استطاعتكم …….
هم الفتيان باحضار المياه بينما اتجه تليد ليجلس بجانب ليلي ……
وحاول مناداتها لعلها تستجيب له وتستفيق …...
………………………..
تهرول بين الطرقات والأزقة المتواجدة بمركز المدينة
ومع كل دقيقة تمر كانت تلعن نفسها مئات المرات لتأخرها عليه
والقلق ينهش صدرها…
وصلت أخيرا لباب المنزل وفتحته مسرعةً وقلبها يضرب بين جنبات صدرها هلعا خِشية فقدانه
وعندما وجدته جالسا علي كرسيه كما تركته صباحا
وقفت تنهت من فرط المجهود ورعب الدقائق المنصرمة ……
وقفت سيلين أمامه محدثة إياه " جدي زُهير أنا آسفة لتأخري حقا….
هيا تناول دواءك … أومأ الجد زهير برأسه علامة الإيجاب…...
راقبته وهو يتناول الدواء وحمدت الله انها تحضر جرعات اضافية من دوائه لمثل هذه الاوقات …..ففي أثناء هرولتها محاولة الوصول له
كان كل تخيلها منصب علي أنه قد داهمته تلك القطرات من الدماء المتجلطة مجددا والتي لن تسبب له شللاً فقط هذه المرة بل ستودي بحياته بالكامل ……..
وتخيلت للحظات أنها قد تفقد جدها زهير وهو آخر من تبقي لها من افراد عائلتها
وداهمتها الذكريات عندما كانت طفلة وقام جدها بتعليمها كل ما يعرفه عن الطب حتي أصبحت من أمهر المطببين وتلك المهارة هي ما تدر عليها حاليا الدخل لتوفر لها ولجدها سُبل الحياة …….
أما الجد زهير فقد كان رجلاً مسنا تخطت سنوات عمره المائة وسبعة عشر عاماً فبالرغم من هزاله الواضح إلا أنه لازال به بعضا من قوة كان يجلس الجد زهير قعيداً علي كرسي لايستطيع تحريك أيٍ من أطرافه فقط بعض الإيماءات برأسه وبعض الكلمات من شفتيه
وهو واعيٍ تماما بما حوله ….
وقد كانت سيلين فتاة ذات بشرة بيضاء متشربة بالحمرة وشعر اسود حريري قصير بالسابعة والعشرون من عمرها طويلة وقوامها ممشوق ……
همت سيلين لتقوم من جانب جدها بعد أن إطمأنت عليه ولكنه استوقفها بصوته الواهن قائلاً " سيلين لقد أتي براء ليسأل عنك ….."
همت سيلين بالرد علي جدها ولكن سرعان ما تعالت طرقات علي باب المنزل وعلا صوت براء قائلاً " عمي زهير رجاءا أخبرني أن سيلين قد عادت بالفعل …..
أسرعت سيلين بفتح الباب قلقة من طرقات براء العَجِلَة ……
بعد عدة دقائق دخلت سيلين من باب منزل العمة نعيمة لتجد أمامها
لياء تضع كمادات المياه الباردة للصغيرة وهي منخرطة في البكاء
بينما تليد جالس يساعد أخته وينادي علي الصغيرة من حين لآخر لعلها تسمعه ويزيد مشتت لا يدري مايفعله …….
هُرِعَت سيلين للصغيرة فور رؤيتها بتلك الحالة ………
عندما لاحظها المتواجدون بالمنزل دب طيف أمل في قلوبهم …
حيث تحدثت لياء من بين شهقاتها قائلة " سيلين انظري ماذا حدث لليلي"
ولكن بعد عدة خطوات وقفت سيلين متصلبة مكانها…..
فلازالت لا تستطيع التعامل مع شبح الموت عندما يخيم فوق أحد المقربين منها ……
نظر اليها تليد وأدرك أن سيلين ليست بحالة جيدة اطلاقاً
فصاح بها قائلاً " سيلين أفيقي ان كان يوجد أمل لانقاذ تلك الصغيرة فهو أنتِ لذا رجاءا أفيقي وأخبرينا ما العمل ونحن سننفذ "
أخرج صياح تليد سيلين من حالة اللاشعور التي كانت تحتلها
فأسرعت باتجاه الصغيرة لتقيس حرارتها وسريعا استدارت لبراء قائلة
" براء اذهب لمنزلي حالاً وأحضر حقيبة الدواء خاصتي وأخبر جدي بالوضع الحالي وبأني سأبيت معكم الليلة "
أومأ براء برأسه وهو يقاوم غشاشة الدموع في عينيه ثم انطلق مسرعاً
بينما وضعت سيلين يديها بالمياه التي تستخدمها لياء للكمادات فوجدت حرارتها لا تصلح مطلقاً
فصاحت بتليد قائلة " تليد نحن بحاجة لمياه درجة حرارتها أقل من هذه كثيراً ……."
استمر تليد بالتفكير قليلاً ثم مالبس أن استقام قائلاً " اتركوا هذا الأمر لي … تعالي معي يا يزيد …."
وقف يزيد الذي كان يرتعد من شدة رعبه علي الصغيرة
وسار خلف تليد………
بعد فترة من الزمن كان تليد واضعاً رأسه علي أحد الجدران وقد غط في سبات عميق بينما براء قد لحق به هو الآخر مسنداً رأسه علي ذراع تليد
وقد كان الاجهاد واضحاً عليهما ….. لم يكن اجهاد جسدي بقدر ماهو اجهاد نفسي ….. فحالة الصغيرة لم تكن مستقرة البتة
كل عدة دقائق تتأرجح مابين التحسن والانتكاسة ……
وقد كان يزيد لا يزال مستيقظاً بجانب ليلي كل عدة دقائق يبثها كلمات تشجيعية وكأنها تسمعه ……
استيقظت لياء النائمة وهي تمسك بقطعة قماش مبتلة بيدها علي صوته هذه المرة وهو يقول " ليلي نحن كلنا بجانبك قاومي رجاءا ….. لن تذهبي عند نعيمة وتتركيني أنت الأخري أليس كذلك ...؟ "
بينما ردت سيلين والتي كانت تتحسس حرارتها قائلة وقد ارتسمت ابتسامة هادئة تزين ثغرها
" لا تقلق لن تذهب لأي مكان ففي الغالب قد استقرت حالتها والحمد لله "
نظر لها يزيد وقد استعاد رباطة جأشه قائلاً " حقاً …."
فردت سيلين مطمئنة " حقاً .." ثم وجهت أنظارها للياء التي تتأرجح مابين النوم والاستيقاظ قائلة " لياء اتركي مابيدك ونامي أنا سأظل بجوارها ….."
ففتحت لياء عينيها قائلة " وأنت متي سترتاحين فقد كانت ليلة شاقة "
فردت سيلين "عندما أتعب سأوقظ أحدكم ليستلم مكاني هيا الآن نامي .."
وضعت لياء القماشة المبتلة من يدها وسرعان ما غطت في سبات عميق
بينما قال يزيد عندما وجهت سيلين أنظارها اليه "لا تحاولي لن انام "
فهزت سيلين كتفيها قائلة " علي راحتك …."
…………………………….
في الصباح الباكر استفاقت صاحبة العينان العسليتان
وتجول بهما في أرجاء الغرفة محاولة تذكر ماحدث ……..
لتقع عيناها أثناء تجولهما علي سيلين النائمة في وضعية الجلوس
وبجانبها الآخر يزيد الذي يضع ذراعه بجانب رأسها لينام عليه
وبجانبه لياء المنكمشة في وضعية الجنين في صورة غير مريحة للعضلات اطلاقاً وكأنها تحاول طمأنة نفسها بتلك الوضعية
واستدارت لجانب الغرفة البعيد لتجد تليد نائماً علي جانبه أرضاً وبراء فوقه وكأنه ساقط عليه من السقف ……….
ضحكت الصغيرة علي مناظرهم بتلك الحالة ثم نادت عليهم باقصي
ما استطاعت لتجد أول من تنبهت هي من كانت تنام وهي جالسة …..
تنبهت سيلين علي صوت الصغيرة تنادي ….وعندما أدركت أنه صوتها حقاً وأنها لا تحلم انتفضت سيلين صائحة باسمها ومن ثم اتجهت اليها لتتأكد بأم عينيها أن الصغيرة قد أفاقت فأخذت سيلين تبكي رعب الليلة الماضية ………………..
مما أيقظ بقية من بالغرفة والذين لم تفارقهم الكوابيس طوال الليل وعندما سمعوا بكاء سيلين ظنوا أن الكابوس قد أضحي حقيقة …….
فانتفضوا جميعا من سباتهم وكأن عقربا لسعهم ……
ولكنهم سرعان ما أدركوا حقيقة أن ليلي قد أفاقت ……..
فانطلق كل منهم يدللها كما اعتادت ………….
وهي تشاكسهم كذلك ولكن علي قدر استطاعتها فلازال بصوتها شيء من الوهن …………..
استقام تليد بعد ان اطمأن علي الصغيرة قائلاً " علي الذهاب الآن فقد تأخرت بالفعل علي العمل …."
نظرت له ليلي بحزن قائلة " لم أرك منذ عدة أيام ابقي معي رجاءا "
رد تليد وقد استدار متجها لليلي ليداعب شعراتها قائلا " لا اريد من أميرتي أن تحزن سأحضر لك الحلوي التي طلبتيها مني سابقا وانا عائد اتفقنا ...؟ "
تحمست ليلي قائلة " حقا …"
رد تليد " حقا ولكن اتركيني لأذهب الآن …"
راقب الجميع تليد أثناء انصرافه …….
ثم استقامت سيلين قائلة هيا بنا يا كسالي لننظف المنزل هنا ونذهب لمنزلي اليوم سويا فلن أستطيع ترك جدي أكثر من ذلك بمفرده
فاستقام الجميع لينهوا ترتيب المنزل سريعا …….
وهم لا يزالون غير مصدقين ان ليلي قد نجت سالمة
فقد عودتهم الليالي الكاحلة أن من يمرض ويصل لتلك الحالة بينهم لا أمل من نجاته ………….
فلا يوجد أماكن ولا أحد لعلاجهم ولولا أن سيلين من القلة المتبقية من المطببين هذا بجانب انها صديقة طفولة للياء وتليد ……..
ولولا ان تلك الطفلة موضع اهتمام ورعاية هؤلاء الثلاثة لكانت لقيت حتفها حتماً ………………..
……………………….



تقف سيلين تقوم بتحضير وجبة الغداء وكان يساعدها بتقطيع الخضروات براء ومعه ليلي ويزيد…...
بينما لياء قد ذهبت لتحضر اللحم الذي حصل عليه تليد البارحة حتي يطهوه …...
وبينما هم منشغلون بالعمل سألتهم ليلي ذات التاسعة ربيعا
"ماهو معني ابنة حرام؟"
صُدِم الجميع من سؤالها ثم رد براء بحذر
" من أين سمعتِ تلك الجملة يا ليلي ؟ "
بينما تبادل كل من سيلين ويزيد النظرات الدَهِشَة
فردت ليلي ببراءة " منذ عدة ايام قالتها لي احدي السيدات المارة عندما ذهب يزيد للعمل وأنا جالسة علي باب منزل العمة نعيمة….
قالت انني ابنة حرام وُلِدتُ في الشارع وقالت أنه بالتأكيد بعد وفاة العمة نعيمة فسأنتهج نهج والدتي…... "
علا الغضب وجوه ثلاثتهم ورد يزيد منفعلاً….
" من ؟ من هي تلك السيدة ؟ …. أخبريني فقط من هي؟ "
بينما لكزه براء بذراعه ليهدأ فقد أخاف الصغيرة وقد ينبهها انفعاله أن الحديث له معني سيئ …. و نزلت سيلين علي ركبتيها لتصل لمستوي ليلي ثم قبلت جبهتها وصاحبت قبلتها ابتسامة جميلة زينت ثغرها
ثم حدثت ليلي قائلة " انا آسفة لك يا صغيرتي أعتذر منك .."
فسالت ليلي " لمَّ يا سيلين انت لم تفعلي ما يتوجب إعتذارك.."
فردت سيلين " لا تشغلي بالك يا صغيرتي فقط أردت قولها والآن استمعي إليّ… هل تعلمين معني حديث تلك المرأة ؟…"
فحاول براء ويزيد منعها من الحديث ولكنها وبختهما قائلة
" توقفا أنا اعلم ما أفعله … "
بينما ردت ليلي " لا ياسيلين لا أعلم معني حديثها "
فتحدثت سيلين قائلة " أنت تعلمين أن العمة نعيمة رحمها الله
اصطحبتك معها انت ويزيد …...
بينما كنتما صغيران حينما قابلتكما ذات يوم أليس كذلك ؟…"
فردت ليلي " أجل وأخبرتني يومها أن الأطفال الذين يكونون بالشارع بلا مأوي أو عائلة تكون عائلاتهم قد توفيت …"
فاستكملت سيلين " لذلك انت بنظري بطلة قوية تحملت ما لن يتحمله بعض الراشدين وقد كنت طفلة في مهدك وحتي سن السابعة قبل ان تقابلك نعيمة منذ عامين "
نزلت ليلي من مقعدها وأخذت تتقافز حول سيلين قائلة
" حقا يا سيلين هل انا بطلة وبهذه الروعة في نظرك ..؟ "
ردت سيلين وقد اعتلت البسمة وجهها
" حقا ياروح سيلين لكن اسمعيني للنهاية …
هناك بعض الناس الذين لايفهمون ان لاذنب لك بعدم وجود عائلتك او بكونك وُلِدتِ علي أحد الأرصفة … ولا يستطيعون رؤية الانجاز الذي قمتِ به بكونك لازلت بيننا حتي اليوم ولازلت تلعبين وتلهين كبقية الاطفال بالرغم مما اضطررت لخوضه وحيدة منذ ولادتك …"
ردت ليلي قائلةً " سيلين أوووف بِتِ تتحدثين بكلام غير مفهوم مجددا "
فأجابتها سيلين " أنت من لا يزال عقلها بعقل النملة حتي الآن
كنت أقصد بحديثي ماكنت تفعلينه عندما وجدتك العمة نعيمة أتذكرين؟.."
ضحكت ليلي ضحكة مليئة بالشقاوة ثم تحدثت بلهجة المنتصر قائلة
" بالطبع أذكر لقد كنت أقذف الطوب علي مجموعة من الصبية كانوا متجمعين حول فتي واقع أرضا يضربونه…..
والفتي يصرخ مستغيث ولا أحد يجيب وتذكرت عندما كان يضربني الأطفال ولايوجد من يساعدني فأخذت الطوب وظللت أقذفه عليهم حتي هرولوا مبتعدين عنه …..
واتضح بعد ذلك ان هذا الفتي هو نفسه ذاك السمج الجالس هناك .."
وأشارت ليزيد…….. فابتسم يزيد للذكري وتحدث قائلا " كنتِ كتلة مشتعلة يا فتاة وعندما ذهبوا جثوتِ بجانبي محاولةً مساعدتي ولكن لم تدري بسنوات عمرك ما عليك فعله ….. ثم ومن حيث لاندري
وجدنا نعيمة تهرول من خلفنا وكانت قد رأتك تتقاذفين قوالب الطوب
ومن يومها وهي ترعانا بمنزلها حتي توفيت ….. "
وعند هذه الجملة خيم الصمت علي الحاضرين جميعا فقال براء مغيرا الحديث …….
كنت ولازلت القزمة المشتعلة ذات عقل النملة
فصاحت به ليلي سريعا " توقف عن مناداتي بهذا الوثف "
فضحك الجميع ضحكات مجلجلة بينما قال يزيد من بين ضحكاته ولازالت بقايا اللدغة متواجدة لديك وكنا ظنناها قد ذهبت "
بينما ليلي تخرج له لسانها وهي تتقافز علي صفيح ساخن
ثم تحدثت قائلة " انت تحقد علي فقط لا أكثر فقد قالت لي لياء
أن لدغتي رائعة "
فرد براء " اكيد فمن مدللة لياء غير ليلي لا تقلقي ستظهر بأي وقت الآن لتدللك قليلا ؟ فيبدو اننا ارهقنا سيادتك بعدم لباقتنا .."
فابتسمت ليلي ابتسامة متعالية قائلة " لا مانع لدي ببعض الدلال…"
فقام يزيد بجرها خلفه قائلا " حسنا فلنذهب لنري لمَّ تأخرت لياء فقد بدأت تظلم بالفعل وأنا جائع ….."
ظل براء جالساً حيث هو حتي ذهبوا جميعاً ثم تحدث موجها حديثه لسيلين قائلاً " سيلين لا أستطيع التحمل فالأحداث بالفترة الماضية أخذت تتوالي بصورة ضغطت علي أعصابي كثيرا …… "
فنظرت له سيلين منصتة فيبدو أن براء بحاجة لأن يتحدث لعله يزيح بعضاً مما يعتمل بصدره
استكمل براء مزيلا القناع الذي يرتديه
" لو فقط أخبرتنا أنها لم تعد تتلقى اجر يكفي ثلاثتهم من المزرعة بسبب بتخفيض الاجور نتيجة موت الحاكم القديم واضطراب الاسر الحاكمة …..… لو أخبرتنا لكانت لاتزال بيننا الآن…...
حتي ان هذان الاثنان لم يلحظا انقطاعها عن الطعام ظنا منهما انها تأكل بالعمل …"
فردت عليه سيلين " يافتي انتهي … لاتُحَمِل نفسك فوق أعبائها لقد ماتت العمة بالفعل وهذا ليس بذنبك ولا بذنبنا….
بل ذنب من يسمون انفسهم بالاسر الحاكمة "
فرد براء متأففا " سيلين ليس مجددا فأنا لا أفهم فلسفاتك هذه "
ردت سيلين " إنها ليست بفلسفاتي يا براء بل هي ماكان يحدث بالفعل قبل حدوث تلك الأزمة قبل مئة عام وتفشي هذا المرض الغريب
لقد قرأت بإحدى كتب جدي القديمة والتي تحكي عما كنا عليه قبل هذا الدمار فقد كان واجبا علي الحكام ان يوفروا لنا المكان الآمن
والمأوي والطعام لمن لا يملك قوت يومه…..
أما الآن فانظر لحالنا المزارع والمناجم ملكٌ للاسر الحاكمة ونحن نعمل لديهم حتي نجد قوت يومنا فليس كلنا يستطيع التكيف مع حياة البرية والاعتماد علي نفسه ليعيش فيها ……
حتي مشفي المدينة التي أعمل بها فهي متاحة فقط للأسر الحاكمة في المقام الأول حتي أن كبير المطببين لا يتولي إلا معالجة افراد الاسر الحاكمة فقط …..
بينما الغالبية ممن يعيشون بمركز المدينة بلا مأوي و ينامون على الأرصفة …...
وفي ظل حياة الشوارع تلك والمجاعات التي يعيشها الكثير
انتشر وكَبُرَ الجانب المظلم من تلك المدينة من سرقة وعصابات وقتل واغتصاب وزنا وفاحشة
حتي أنه ظهرت العديد من التصرفات التي تنافي فطرة البشر التي جُبِلنا عليها …..
فمثلا ترك رضيعة بعمر الأيام مثل ليلي في الشارع لمجرد ان والدتها لاتريد تحمل مسئوليتها هذا منافٍ للفطرة …"
فرد براء " أتعلمين لقد بِتُ مؤخرا ألتمس لهم العذر تخيليها مثلا فتاة وُجِدت منذ بداية حياتها في الشارع مثلي أنا ويزيد وليلي
تخيلي ما تعرضت له علي مدار حياتها حتي أصبحت شابة هل تعتقدين أنها تستطيع الحكم بتلك الفطرة التي تتحدثين عنها…..
وهل تعتقدين اننا نستطيع حتي ان نحكم علي أيٍ من آبائنا لمجرد تركنا بالشارع دون معرفة ماعانوه فربما ماتوا ولم يتركونا بإرادتهم وربما تعرضوا للأبشع من الموت من منا يعلم….."
نظرت له سيلين وعلامات الدهشة بادية علي وجهها وسألته قائلة
" منذ متي لديك هذا الوعي بما حولك يافتي …! "
رد براء وابتسامة شقية تزين ثغره " لي سنوات أستمع لثرثرتك من الطبيعي ان أتعلم منك القليل أيتها المتفزلكة "
ثم استدرك قائلا بجدية " سيلين انتبهي من هذا الكتاب الذي تحدثت عنه منذ قليل فعلي حسب معلوماتي كل الكتب التي تتحدث عن الفترة قبل مئة عام تم إعدامها خوفا من هذه اللعنة الغريبة التي انتشرت بذلك الوقت "
أجابته سيلين متأففة " لا تقلق فلا يوجد به ما يُفيد فقط وصفات قديمة للطهو لم نسمع بمعظمها يوماً وتلك الكلمات التي قلتها منذ قليل ذُكِرَت بعدة وريقات ممزقة كانت موضوعة بداخل صفحات الكتاب "
سألها براء وقد بدأ الفضول يتسرب إليه " هل هناك شيء آخر ذُكِرَ بتلك الوريقات...؟ مثلاً كيف كانوا يعيشون وكيف كانت حياتهم ؟ "
اجابته سيلين " لم يُذكر ماهو مفيد ببقية الأوراق سوي بعض العادات والتقاليد المتأصلة لديهم…"
ثم صاحت سيلين مستدركة " آآآه صحيح.."
أتعلم أنه قديما كان يوجد بمدينتنا هنا ما يُدعي بالأديان كان يوجد العديد من الأديان المختلفة وعندما قارنتها وجدتُ أنها نفسها العادات والتصرفات التي نتبعها ……
اليوم لكن المصطلح هو الذي اندثر مع مرور الوقت …
أتعلم أنه حتي الصلاة التي نؤديها والتي تختلف في كيفيتها بين مجموعة من البشر وأخرى هي من تعاليم تلك الأديان وحتي أن اختلافها راجع الي انها تختلف من دين لآخر…."
كان براء يستمع اليها بانتباه وملامح الدهشة بادية علي وجهه…..
قطع حديثهم فجأة عودة ليلي ويزيد ولياء
فأخذت لياء وسيلين يتولون التعامل مع قطعة اللحم لينتهوا من طهوها قبل عودة تليد حتي يتسني لهم تناول الطعام معاً
وبينما هم منهمكون فيما يفعلونه تحدثت ليلي موجهةً حديثها الي يزيد وبراء قائلة " أنا أريد ان يكون لون شعري بنياً مثلكما أنتما الاثنان "
فقالت سيلين " من أين جاء هذا الحديث الآن … "
وتحدثت لياء من بين ضحكاتها قائلة " هذه الأمنية مجددا ….."
بينما قهقه كل من يزيد وبراء ثم تحدث يزيد من بين ضحكاته
"وهل تحبين أيضا أن تظلي خمرية البشرة مثلي أم تصبحي بيضاء مثل براء؟"
فردت الصغيرة " لا بل اريد ان أحتفظ بلون بشرتي خمري مثلك وكذلك اريد الاحتفاظ بلون عيناي العسلي فكلاكما لون أعينكم أسود…"
فتحدث براء هذه المرة قائلا " نسيت أهم نقطة وهي أن تغيري طولك فإن لم تستطيعي تغييره ستظلين القزمة المشتعلة ذات عقل النملة "
ثم دخل الاثنان في نوبة ضحك مجددا بينما أمسكت لياء بليلي وهي علي وشك الذهاب اليهما لضربهما ثم حدثت الصغيرة قائلة
" لمَ تريدين تغيير شكلك فأنا أراك أمامي فتاة خمرية البشرة ذات أعين عسلية وشعر أسود يصل لمنتصف ظهرك أنت شديدة الجمال والبراءة...
يا فتاة ما هذه الروعة … "
فردت ليلي " أنت وسيلين دائما ماتقولان لي هذا لكن هذان الاثنان دائماً ما يضايقاني "
ردت سيلين " بالطبع فنحن الفتيات نستطيع تمييز الجمال والحديث عنه أما هذان الاثنان فدعك منهما فهما بعقليّ حمار "
تعالت ضحكات ليلي كذلك واختلطت بضحكات يزيد وبراء….
تأملت سيلين هذا الجمع من حولها وضحكاتهم التي تملأ عليها حياتها وجدها في الخلف جالسا علي كرسيه ناظرا إليهم يشاركهم الضحك بعينيه كانت رؤيتهم هكذا بالنسبة لها كفيلة بادخال السعادة علي قلبها الصغير ……………………………..
حل المساء وقد تأخر تليد عن القدوم وقد أخذ القلق ينهش قلوب الجميع
استقامت لياء من مجلسها قائلة " أنا سأذهب للمناجم لأبحث عنه "
أوقفتها سيلين قائلة " إلي أين يا مجنونة لقد حل الظلام وطريق المناجم خَطِر ستقتلين قبل حتي أن تصلي لهناك ……"
فتحدث كلٍ من براء ويزيد وهما يهمان بالانصراف " اهدئي يا لياء فالمناجم قد أقفلت بالفعل الاحتمال الاكبر أن تليد قد عاد من هناك وذهب لمكان ما ….. لذا سنذهب للبحث عنه بالشوارع القريبة …."
ردت لياء وقد أخذت دموعها تنهمر " ومن الممكن أن يكون قد حدث انهيار بالمناجم ……"
نظر لها براء وقد كان هذا الهاجس يسيطر عليه بالساعات المنصرمة
لكنه تحدث قائلاً " لا إن حدث انهيار للمناجم لكان أصبح حديث الساعة في الشوارع كلها فالعديد من الأسر هنا تعمل بالمناجم ……"
نظرت لهم سيلين وهي تأخذ لياء بين أحضانها ودموعها تنهمر هي الاخري وليلي جالسة بجانبهم تحاول هدهدة سيلين ولياء وكأنهما هما الأطفال وليس هي ……
تحدثت سيلين قائلة " حسنا اذهبا لتبحثا بالشوارع القريبة ولكن لا تتأخرا ان لم تعثرا عليه فعودا يكفينا واحد لا نعلم مكانه …."
أومأ الاثنان اليها بالايجاب ثم انطلقوا ذاهبين ……
وقف براء ويزيد في الطريق لا يدريان ما العمل وبينما هم واقفون
لَمَحَ يزيد من البعيد تليد قادماً فعلت ملامح الغضب وجه يزيد وانطلق ذاهبا لتليد بينما انطلق براء خلف يزيد وقد كان لا يقل غضباً عنه
…………..
ارتمي تليد علي أحد الارصفة المجاورة عندما لاحظ قدوم يزيد وبراء
وجلس يأخذ انفاسه ………
وقف يزيد وبراء أمامه في جلسته وهم براء بالحديث لكن أوقفه يزيد الذي لاحظ حالة تليد الغريبة ……
فابتلع براء كلماته بينما تساءل يزيد قلقاً " ماذا حدث لك وما تلك الحالة"
رد تليد من بين لهاثه " أمهلاني بضعة دقائق لأرتاح قليلاً فقد كنت أهرول بين الطرقات حتي أصل إليكم قبل أن يتأخر الوقت أكثر من هذا"
رد براء قائلاً " ولم تهرول…. ما الذي أخرك حتي هذا الوقت ...؟ "
رد تليد قائلاً وقد استعاد بعضٍ من أنفاسه الذاهبة " لقد وقعت احدي الصخور كبيرة الحجم لتصيب أحد رؤساء المناجم ……
وكنت أحاول مساعدته حتي أخذه صديقاه ورحلا ولم ألحظ الوقت سوي الآن ………"
تساءل يزيد قلقاً " وهل أنت بخير ...؟ "
فرد تليد " بخير حال لا تقلق ولكن لا تخبر البقية فلياء لن تصدق أني بخير حتي وان كنت واقفاً أمامها……. "
ضحك براء ويزيد وأكملا له " وستظل تبكي لعدة أيام متواصلة وقد نغرق بدموعها ……"
قهقه تليد قائلاً " هذا أقل ما سيحدث …. والآن أخبراني هل متبقي لي طعام فأنا أتضور جوعاً ……"
رد براء قائلاً وقد التمعت عيناه " نحن ننتظرك بالفعل لنتناول اللحم معاً"
قهقه تليد قائلاً وهو يستقيم من مجلسه " اللحم لقد نسيت أننا لدينا لحم اليوم…. لا بهذه الحالة هيا بنا سريعاً ……"
فَعَلَتْ ضحكات براء الذي تحدث قائلاً " ولكني أعتقد أنه لم يتبقي منه شيء حاليا فقد تركنا لياء وسيلين حزينتان بالاعلي ….."
نظر له يزيد وتليد في صدمة ثم انطلوا جميعاً مهرولين لمنزل سيلين تسبقهم ضحكاتهم …………………..

انتهي الفصل #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-20, 02:07 PM   #15

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ممكن حد من القراء الرائعين يأكد عليا هل صور التواقيع ف الصفحة الاولي ظاهرة ولا لا
لاني كنت حاطاهم ف البوم خاص واكتشفت تقريبا ان كده مافيش حد حيعرف يشوفهم
فممكن تقولولي ظاهرين ولا لا عشان تعبت فيهم كتييير


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 03-07-20, 11:42 AM   #16

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

تسلم اديكي ع الفصل .. الرواية رائعة وحبيييت الاجواء والتجمعات والاشخاص كل واحد وشخصيته 😘😘😘
التواقيع مش ظاهرة ع الصفحة


Duaa abudalu غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 12:22 PM   #17

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa abudalu مشاهدة المشاركة
تسلم اديكي ع الفصل .. الرواية رائعة وحبيييت الاجواء والتجمعات والاشخاص كل واحد وشخصيته 😘😘😘
التواقيع مش ظاهرة ع الصفحة
تسلمي حبيبتي علي ردك سعيدة جدا انك حبيتيها 😘
بالنسبة للتواقيع للاسف اكتشفت انها ممكن تظهر للبعض والبعض الآخر لا بناء علي عدة امور
عموما ساحاول اعادة نشر التواقيع عما قريب لعلها تظهر لاكبر فئة ممكنة


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-20, 12:25 PM   #18

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم


أعتذر عن الفصل هذا الأسبوع وأعدكم بإذن الله بتنزيل فصلين معا الاسبوع القادم
دمتم رائعين


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-20, 03:24 AM   #19

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل الرابع "


كان الليل قد أسدل ستاره في العشيرة حينما توجهت سوفانا لآدم الجالس علي احد الصخور البعيدة وحادثته قائلة
" آدم وما العمل …….."
رد آدم بملامح جامدة وهو شارد بعينيه قائلاً " لم يتأخروا كثيرا فلننتظر بعض الوقت لربما يكون هناك ما عطلهم ………."
ردت سوفانا قائلة " أنا يمكنني الانتظار لكن انظر اليهم كل منهنَّ تفعل ما تفعله وهي بوادٍ آخر غير ما نحن فيه "
أغمض آدم عينيه وتنفس بعمق في محاولة منه ليتمالك نفسه
ثم فتح عينيه موجهاً نظره لسوفانا قائلاً
" ان كان لديهم الآن مجرد شكوك بحدوث مكروه لزبير والبقية فستتحول تلك الشكوك لحقيقة بمجرد ذهابي للبحث عنهم …… وضيفي لذلك حالة الذعر التي ستسود هنا وكل هذا ونحن لسنا متأكدين حتي فقد سبق لهم التأخر أكثر من ذلك … فاهدئي قليلاً "
همت سوفانا بمجادلة آدم ولكن أوقفهم مجيء بسام والذي تحدث قائلاً
" آدم تعالي حالاً لقد أتوا ولكن زبير ليس بحالة جيدة …."
انتفض آدم من مجلسه وهرول إليهم وتَبِعَهُ سوفانا وبسام ….
…………………
وقف آدم متصلباً وهو يري زبير ممدداً علي سريره يحاول طمأنة روكا الجالسة بجاوره باكية بينما كتفه مربوطٌ بضمادة بيضاء
وقد التف حول سريره أغلب أفراد العشيرة ………
سار آدم بين الحشود حتي وصل لزبير والذي ما إن رآه أشار له بالاقتراب ………..
تقدم آدم باتجاه زبير وحالما استقام أمامه تساءل علي الفور عما حدث ….
فأجابه زبير " حادث بسيط يا آدم لا تقلق ….."
لم يقتنع آدم بهذا الحديث ونظر لبهاء وفياض اللذان لم تبشر نظراتهما بالخير
جاءت سوفانا من خلف آدم تتحدث بانفعال قلق قائلة
" كم مرة أخبرناكم أن تتوخوا الحذر أثناء عملكم داخل المناجم يا زبير" ثم نظرت للضماد علي كتفه قائلة " هل هذا الجرح غائر...؟ "
ابتسم لها زبير مطمئناً ثم تحدث قائلاً " إنه مجرد جرح سطحي لا داعي لقلق أيٍ منكم ….."
همت سوفانا بالرد لكن قاطعتها آيلا والتي صرخت من بين الحشود وقد أغرقت الدموع وجهها قائلة " لا تذهبوا الي هناك مجددا ….."
فالتفت الرؤوس لتنظر للصغيرة الصارخة فأكملت حديثها قائلة
" سنحاول زراعة ما يكفينا من طعام ونكتفي باللحم الذي يصطاده آدم كل فترة يكف……" لم تستطع آيلا إكمال حديثها وانخرطت في البكاء
فتلقفتها أختها بين ذراعيها تهدهدها…….
أغمض زبير عينيه ألماً ثم ناداها قائلاً " تعالي يا آيلا …."
تحدثت آيلا من بين شهقاتها قائلة " أنا ذاهبة للمنزل …."
ثم خلصت نفسها من بين أحضان أختها واندفعت خارجة من الغرفة فذهب خلفها الفتيات جميعاً بينما نادت روكا قائلة وقد همت باللحاق بها
" آيلا يا صغيرتي انتظري "
فأوقفتها ناهد قائلة " ابقي أنت مع زبير يا روكا أنا سألحق بها ….."
وذهبت ناهد للحاق بآيلا بينما روكا عينيها معلقتان بالباب الذي خرجت منه آيلا ………..
تنهد آدم ثم صاح مبدداً هذه الكآبة السائدة في الجو قائلاً
" روووووكااااا أنا جائع لم نتناول الطعام حتي الآن ….. وهذا المسكين النائم في سريره أمامك هلا حضرت له بعض الطعام هو الآخر …."
تلقي فياض الحديث من آدم وتحدث هو الآخر متذمراً " وما بال هذان المسكينان الواقفان خلفك ألا يحق لنا نحن أيضاً الطعام
فنحن جوعي …….."
التفتت روكا لهم ومن ثم استقامت سريعاً قائلة
" الطعام ينقصه القليل بعد سنذهب لنعده سريعاً …….."
خرجت روكا من الغرفة وتبعها البقية ليساعدنها بتحضير الطعام
بينما بقي في الغرفة آدم وفياض وبهاء وزبير وبسام الذي لم ينطق بكلمة واحدة منذ دخوله ………..
سار آدم حتي وصل لباب الغرفة وقام بإغلاقه
ثم نظر لبسام الواقف منذ دخوله مستندا علي الحائط بجوار الباب
وتحدث قائلاً " هل ستظل واقفاً هكذا ….."
رد بسام متهكماً "هل تريد إخراجي أنا أيضا ….؟ "
تنهد آدم ثم تحدث قائلاً " لا …. لا بأس بتواجدك .."
ثم تحرك آدم متجهاً للبقية الذين جلسوا أرضاً بالفعل من ارهاق اليوم
وتحدث قائلاً " أنا أريد أن أري ما عمق هذا الجرح حالاً ….."
فأسند فياض رأسه للحائط خلفه بينما أشار له بهاء بأن يتقدم وقد أغمض زبير عينيه في هدوء طالبا للراحة…….
وقبل ان يمسك آدم بكتف زبير تحدث بهاء سريعاً " حذاري يا آدم أن تُفَكَ احدي القطب فقد خيط الجرح منذ قليل ….."
نظر له آدم وتحدث متهكماً " ألم تقولوا أنه جرح سطحي بسيط ….؟ "
هم بهاء بالرد ولكن زبير قد سبقه صائحاً بنبرة موبخة وهو لايزال مغمضاً عيناه قائلاً " آآآآدم …"
ابتلع آدم بقية حديثه وزفر زفرة حارقة
ثم استدار ليتابع ما كان يفعله ……….نظر آدم للجرح أمامه ليجده قد خيط بعدة قطب وقد بدأ الموضع من حول القطب بالاحمرار ……
صُعِقَ آدم من الجرح والذي لم يكن بسيطا علي الاطلاق ثم أعاد لف الضماد حول الجرح بحرص وعندما انتهي كانت روكا قد أحضرت الطعام ……...
استقام آدم منصرفاً فنادته روكا متعجبة " الطعام يا آدم "
رد آدم وهو واقف عند باب الغرفة " أريد النوم يا روكا أطعمي زوجك النائم هناك ……."
فردت روكا موبخة " ولد عيب …."
ابتسم لها آدم وانصرف
بينما بسام ظل يراقب آدم حتي انصرف
ومن ثم اتجه ليجلس أرضاً بجوار بهاء وفياض ثم تحدث قائلاً
" أنا لست مثله يا روكا أنا جائع …… "
نظرت له روكا مبتسمة وتحدثت قائلة
" جهزنا الطعام للجميع أيها الشقي ……"
واستدارت لتطعم زبير بينما لا تزال محافظة علي ابتسامتها
وقامت زينب بتقديم الطعام لبهاء وفياض وبسام ………
……………………………..
كانت سوفانا جالسة علي الأريكة تعبث بشعرات آيلا والتي اتخذت من ساق سوفانا وسادة لرأسها
وقد بادرت فريال بالحديث لقطع الصمت الذي خيم عليهم قائلة
" هل من الممكن أن تسوء حالة زبير ……."
نظرت اليها رفيف في هلع بينما صاحت بهما ألمي قائلة
" لن تسوء سيكون زبير بخير لذا رجاءا هلا رحمتموني من توتركم …….."
نظرت اليها سوفانا متفاجئة بانفعالها بينما جاءت ناهد وقد أحضرت الطعام للفتيات قائلة " هلا هدأت أنت أولا يا ألمي قبل أن تطلبي منهم الهدوء ……."
ثم استدارت ناهد للفتيات قائلة
" تناولوا الطعام فأنتم لم تتناولوا شيء منذ الصباح ……."
ومن ثم استدارت قائلة أنا ذاهبة لأطمئن علي فياض وسأعود لكم
علا صوت آيلا تنادي قائلة " لا تذهبي …. رجاءا لا تذهبي …"
فاستدارت ناهد إليها بينما وجه الجميع انظارهم لآيلا ليجدوها لا تزال نائمة …..ويبدو أنها تري حلماً سيئاً
وقبل أن يصدر من الجالسين أي ردة فعل كانت آيلا قد بدأت تصارع وصوتها يعلو حتي تحول لصرخات قائلة لا تذهبي
فهُرِعَ الجميع متجهين إليها بينما حاولت سوفانا إفاقتها
وبعد عدة محاولات انتفضت آيلا من نومتها جالسة وهي تنهت من فرط الانفعال وعينيها يجري منهما خطان من الدموع ……..
أخذت آيلا تعلو شهقاتها محاولة التقاط أنفاسها وعندما هدأت قليلاً
تساءلت قائلة " ماذا بكم لمَّ تقفون حولي هكذا ….؟ "
تنفس الجميع الصعداء وارتمي كل منهم علي أقرب
موضع متاحٍ ليريح قدماه ……...
بينما قامت سوفانا بضرب آيلا علي مؤخرة رأسها قائلة
" ابتعدي لقد تخدلت ساقاي وأنت تنامين عليهما بكل راحة ….."
فنظرت لها آيلا وتحدثت بشقاوتها المعهودة قائلة
" لعلمك لم تكونا مريحتين فقد تعبت رقبتي …."
ابتسمت لها سوفانا ابتسامة بلاستيكية قائلة " سنحاول ان نقدم خدمة أفضل لسيادتك بالمرة القادمة والآن ابتعدي أريد أن آكل مثلما يفعل هؤلاء الهمج هناك …."
ابتعدت عنها آيلا ثم وجهت نظراتها للفتيات المنشغلات بتناول الطعام قائلة وقد عادت ملامحها للجدية
" هل زبير بخير ….؟ "
ردت عليها ناهد التي كانت منشغلة بإعداد طبق طعام لها
" إنه بخير بالفعل والآن تناولي الطعام ولا تقلقي ……."
فأخذت آيلا طبق الطعام من ناهد وشرعت هي الأخري بتناول طعامها شاردة
……………………………..
استيقظ زبير صباحاً من نومه علي الم حارق في كتفه فحاول النهوض
ليبحث عن روكا ولكن سرعان ما فُتِحَ باب الغرفة ليطل منه بهاء
فابتسم له زبير قائلاً " ألم تذهب الي العمل ….؟ "
رد عليه بهاء وهو يدخل الغرفة ليغلق الباب من خلفه قائلاً
" لقد ذهب فياض نيابة عنا وبقيت أنا لأعتني بك ….."
ومن ثم اتجه بهاء لزبير وساعده ليرتاح في مجلسه علي الفراش
بينما تحدث زبير متهكماً " تعتني بمن ….؟ … هل أنا طفل يحتاج للعناية يا بهاء…. ما بك …! "
نظر له بهاء بصمت وبدأ بفك الضماد حول الجرح في هدوء …..
فتحدث زبير مجدداً وقد زادت نبرته حدة هذه المرة قائلاً
" بهاء أنا أنتظر رداً…"
فتنهد بهاء وقد انتهي من فك الضماد وبدأ في وضع بعض الدهانات المصنوعة يدوياً علي موضع الإصابة ومن ثم تحدث قائلاً
" زبير تقييمك للوضع خاطيء فالجرح خطير …..
ولا يتحمل أي استهانة معه …. "
ثم استكمل وقد وجه نظراته لزبير مبتسماً
"اهتم بنفسك قليلاً فنحن بحاجتك …"
همَّ زبير بالرد علي بهاء ولكن سرعان ما وجدوا روكا تقتحم الغرفة
وخلفها ألمي وسوفانا ورفيف ……
وكانت أول من تحدثت ألمي قائلة بابتسامة متسعة جِئنا جميعاً لنقضي اليوم معك وندللك لتشفي سريعاً …..
فأومأ الجميع تأكيداً علي حديثها بينما أطلق بهاء صفيراً وابتسم قائلاً
" يا لسعدك يا زبير….. ما كل هذا الدلال "
فقهقه زبير قائلاً " اهتم بشئونك يا بهاء وهيا انصرف من هنا"
نظر له بهاء والبسمة لازالت تعلو وجهه واقترب من أذنه وهمس قائلاً
" إن استغثت بي بعد عدة دقائق لأخلصك من بين أيديهنَّ فلن أفعل "
علت قهقهات زبير مجددا ً ورد قائلاً
" لن أفعل هيا اذهب واتركني مع صغيراتي "
انصرف بهاء مودعاً الجميع وحينما كان نازلاً من الأعلي
اصطدم بفريال المتجهة لغرفة زبير ….
فتحدثت فريال متعجبة " أبي ….!
…. ظننتك ذهبت للعمل بالفعل …"
فرد بهاء قائلاً " لا يا حبيبتي ….. بقيت اليوم لأعتني بعمك زبير "
أومأت فريال متفهمة واستكملت الحديث قائلة
" أنا سألحق بالفتيات في الأعلي "
فتحدث بهاء منبهاً " لا تزعجوا زبير …….إنه لا يزال متعباً ….."
فردت فريال وقد تخطت والدها قائلة " حسناً ….لا تقلق يا أبي وداعاً "
فرد عليها بهاء وقد هم بإكمال طريقه هو الآخر قائلاً
" وداعاً يا صغيرتي …….."
……………………………..
في غرفة زبير بالأعلي اتجهت روكا لتجلس بجانب زوجها
بينما تحلقنَّ الفتيات حول سرير زبير يمازحنه وزبير يتلقي منهم
المزاح بابتسامة متسعة ……….
وعندما هدأ الحديث قليلاً تنهد زبير ثم توجه بنظراته لألمي قائلاً
" أين أختك يا ألمي ….؟ "
نظرت له ألمي وتحدثت قائلة " حاولت معها صدقني يا زبير لكنها رفضت المجيء وكل ما طلبته منَّا أن نطمئنها عليك "
رد عليها زبير بنبرة رخيمة معاتبة " أخبريها أنها عندما كانت طفلة بعمر الثانية عشر كنت أجالسها في مرضها بالرغم من عدم رغبتي في رؤيتها بهذه الحالة
همت ألمي بالرد وقد اغرورقت عيناها بالدموع تأثراً بالذكري
فأوقفها زبير وقد تخاذلت نبرته وظهر بها وهنه الذي يخفيه قائلاً
" أخبريها أني اشتقت لأحاديثنا وأريد رؤيتها ……."
انسابت إحدي الدمعات الي تحتجزها ألمي وهي توميء لزبير بالإيجاب
صاحت فريال متأففة " ما هذه الكآبة يا عماه لقد جئنا لندللك ……"
نظر لها زبير مبتسماً وتحدث قائلاً " ماذا تريدين أيتها الشقية ….."
استقامت فريال واقفة وتحدثت بنبرة إذاعية قائلة
" معكم فقرة طرائف وفضائح
سنحكي فيها عن السيد المحترم بسام وكيف وقع في النهر
في مكيدة مدبرة من عصابة القرود الصغار
وستقدم لنا تلك الفقرة الشاهدة علي الواقعة رفيف …"
انفجرت ضحكات الفتيات اللواتي سمعنَّ مسبقاً بالقصة
بينما تعالت ضحكات زبير وروكا علي طريقة حديث فريال الفكاهية وتحدث زبير قائلاً " هيا احكي يا رفيف ….."
ردت رفيف محاولة التحدث من بين ضحكاتها قائلة
" حسناً يا عماه ……."
…………………………
إياس ارفع يديك قليلاً وثبت معصمك وأنت تصوب …..
تعامل مع هذا الغصن علي أنه رمح حقيقي لذا احذر من النصل وأبقي يداك ثابتتان حتي لا تتأذي وركز علي الهدف …….
نفذ الصغير إياس تعليمات آدم بدقة وتحدث قائلاً " أنا جاهز يا آدم "
أعطي آدم الأمر بالتصويب ….. ليصوب إياس فأصاب غصنه البقعة المحددة في جذع الشجرة …. ليهلل الأطفال فَرحين …….
ومن ثم تجمع ثلاثتهم أمام آدم ليتساءل زيد قائلاً
" من منا عليه الدور الآن يا آدم …."
نزل آدم علي ركبتيه ليصل لمستوي الصغار
وتحدث قائلاً " هل يمكنني أن أطلب منكم طلب …."
رد ريان بحماس " أطلب ما تريده يا آدم ….."
فقال آدم " أريد أن أُعَلِمَ بسام التصويب بالرمح لذا هلا انتهينا من تدريبكم اليوم ...؟ "
رد إياس متذمراً " نحن لم ننهي التدريب بعد……"
فتحدث زيد قائلاً " إن وافقنا هل ستدربنا لوقت إضافي غدا تعويضاً عن اليوم.."
نظر آدم لزيد بطارف عينيه قائلاً " دعني أفكر …."
بينما تحمس إياس وريان لاقتراح زيد وبادر ريان بالحديث قائلاً
" أَعطِنا كلمتك يا آدم الآن ……"
تأفف آدم وتحدث قائلاً
" حسناً لكم ما تريدون اذهبوا الآن واجلسوا بعيدا …"
نفذ الأطفال ما طُلِب منهم بينما استقام آدم واقفاً ونادي علي بسام الجالس بعيداً قائلاً " بسام تعالي أريدك في خدمة ……"
استقام بسام من مجلسه واتجه الي آدم حتي كاد أن يصل له
وبلمح البصر كان آدم قد استل رمحه من خلف ظهره وقذفه باتجاه بسام……….
التقط بسام الرمح من الهواء بصعوبة وأكمل سيره حتي وصل لآدم
والذي ارتسمت علي وجهه ابتسامة مرحة
ليقابلها بسام بابتسامة بلاستيكية قائلاً
" مزاجك جيد اليوم للمزاح …. افرض أن الأطفال تأذوا ….."
رد عليه آدم قائلاً " لا تقلق صوبت بعيداً عنهم …."
ظلت الابتسامة البلاستيكية مرتسمة علي وجه بسام والذي استكمل قائلاً
" وماذا تريد الآن ….."
فرد عليه آدم قائلاً
" أريدك أن تصوب علي جذع تلك الشجرة التي هناك"
نظر بسام للشجرة التي أٍشار لها آدم وتحدث بببرود قائلاً
" ومن أخبرك أني أريد أن أتعلم التصويب ….."
فهز آدم كتفيه وتحدث قائلاً " ولمَّ لا…... لنتسلي قليلاً …."
تنهد بسام وقام بتعديل وضعية الرمح في يديه ومن ثم أخذ وضعية الاستعداد وأطلق السهم من بين يديه ليصيب السهم الشجرة المجاورة
ل التي أرادها آدم فارتسمت ملامح البؤس علي وجه بسام بينما هلل الاطفال مذهولين بهذا التصويب وابتسم آدم قائلاً
" ضربة رائعة ….."
نظر له بسام في بؤس بينما استكمل آدم قائلاً
" لم أتوقع أن تصيب أية أشجار من الأساس …… فاستناداً لوقفتك وطريقة إمساكك للرمح فهذه أول مرة تمسك بها رمحاً ……"
أومأ بسام برأسه وقد ارتسمت ابتسامة علي وجهه هو الآخر قائلاً
" أي أنني سأصير منافساً قوياً لأحدهم بعد القليل من التدريب …."
اتسعت ابتسامة آدم ورد قائلاً " أَرِنا مالديك ….."
قاطع حديثهم مجيء أحدهم ليتحدث قائلاً " هلا انضممت لكم…"
التفتت الأوجه لمصدر الصوت ليتحدث آدم مُرَحِباً
" بالطبع تعالي يا بهاء ……"
بينما صاح زيد فَرِحاً وهو يركض متجهاً لبهاء قائلاً " أبي ... أين كنت"
قهقه بهاء وهو يستقبل ولده بين أحضانه قائلاً
" كنت أطمئن علي عمك زبير ….."
فكان الحديث من نصيب آدم هذه المرة والذي رد قائلاً
" كيف حاله الآن ……."
رد بهاء وهو يحمل ابنه متجهاً حيث بقية الأطفال ليجلس بجانبهم
قائلاً " بخير…. ليس بأفضل حال ويحاول إخفاء ألمه لكنه بخير …"
رد عليه آدم قائلاً " إذاً الجرح التهب كما توقعنا ……"
أومأ له بهاء مؤكداً فزفر آدم زفرة حارقة وتحدث قائلاً
" أنا ذاهب إليه ……"
صدرت من بهاء ضحكة ليلتفت آدم ناظراً له مستفهماً
فتحدث بهاء قائلاً " اتركه يعاني قليلاً فروكا والفتيات عنده …."
ارتسمت علي وجه آدم ملامح الاستيعاب وضحك هو الآخر قائلاً
" إذاً هل نذهب الآن لانقاذه من أيدي عصابة الثرثارات…..؟ "
فرد عليه بهاء متسلياً " لا فلنتركه قليلاً ………."
ارتسمت ملامح الشقاوة علي وجه آدم وتحدث قائلاً
" إذا فلنكمل تدريبنا يا بسام ……."
……………………………….
وقفت رفيف في غرفة زبير التي يعلو منها الضحكات قائلة بحماس
" انتظروا….انتظروا ….. هناك قصة أخري أريد أن أحكيها "
تحدثت روكا من بين ضحكاتها وهي تمسح الدموع التي تتساقط من كثرة الضحك قائلة
" لا…... يكفي أشعر أن بطني تؤلمني من كثرة الضحك …"
كانت سوفانا لا تزال مستمرة بالضحك علي مايحدث حينما لاحظت
أن زبير بدأت ضحكاته تخفت وقد ارتسمت ملامح الألم علي وجهه جَلِيَة لتمتزج مع بقايا الضحك
وسرعان ما أزال الألم أي بقايا للضحك من وجه زبير
والذي بدأت أسنانه تصطك ببعضها وقد تحدث قائلاً
" روكا رجاءا أشعر بالبرودة أحضري المزيد من الأغطية …."
استدعت نبرة زبير الوَهِنَة انتباه روكا والتي ذهبت سريعاً
لتحضر المزيد من الأغطية

بينما ساد الصمت وقد توقف الجميع عن الضحك حيث هالتهم نبرة زبير التي ظهر فيها الاجهاد واضحاً فجأة
وقامت سوفانا من مجلسها متجهة لزبير وحالما وقفت أمامه سألته
في قلق " زبير الجو حار هل تشعر بالبرودة …...؟ "
أومأ لها زبير بالإيجاب ليزداد قلقها فوضعت كفها علي جَبين زبير
لتجد أن حرارته مرتفعة بصورة ملحوظة …….
لتكتمل شكوك سوفانا وتتحدث قائلة " زبير جرحك ملتهب ….."
رد عليها زبير وهو يجز علي أسنانه متحملاً الألم قائلاً
" اهدئي يا سوفانا لا داعي للفزع ….. واستكمل قائلاً
رجاءا اذهبي و نادي علي بهاء أو آدم ……"
……………
عادت روكا ومعها الأغطية لتجد سوفانا تهرول متخطية إياها
حاولت منادتها ولكن لم تلتفت لها سوفانا …….
أخذت تجول روكا بعينيها داخل الغرفة لتجد أن زبير زادت ارتعاشة جسده وأصبحت واضحة …….
بينما ألمي جالسة بجانبه علي السرير تدلك له ذراعه بحرص
ورفيف منكمشة في حضن فريال عند أحد أركان الغرفة تبكي…..
هُرِعَت روكا لزبير قائلة " زبير ما بك …… ؟ "
وقبل أن يجيبها كانت ألمي قد أخذت الأغطية من روكا لتلفها حول زبير
بيدان مرتعشتان ثم ذهبت لتجلس بجانب الفتيات
بينما أجاب زبير روكا التي استقرت بجواره قائلاً
" لا تقلقي فقد التهب الجرح قليلاً ……..
والأمر لايستدعي كل هذا الهلع الذي أراه بعينيك يا حبيبتي ….."
فتساقطت الدموع من عيني روكا عند هذه العبارة ليمسحها زبير بكفه
السليمة قائلاً " اهدئي ……"
لكنه لم يستطع إكمال العبارة فقد داهمته نوبة ألم جديدة
ليفضل زبير الصمت متحاملاً علي نفسه
وبدلاً من الحديث قام بالبحث عن كف روكا حتي وجدها ليمسك كفه القوي بكفها الثلجية محاولاً بثها بعض الدفء …………………………
نزلت سوفانا المهرولة علي السلالم لاتري أمامها وقد غشيت غلالة من الدموع عينيها
ظلت تهرول حتي وصلت الي الباب ولكنها اصطدمت في مدخل المنزل بآدم الذي كان آتياً لزبير
فأمسكها آدم حتي تتوازن من أثر الصدمة
وتحدث قائلاً " سوفانا هل أنت بخير ...؟ "
حالما رأت سوفانا آدم أمامها أمسكته من معصمه
وأخذت تنبثق الكلمات من شفتيها في تسارع قائلة
" آدم …آدم …... زبير كتفه يؤلمه بشدة إنه يرتعش ……"
تحرك بهاء وبسام سريعاً الواقفان خلف آدم ليصعدا الدرج
بينما حاول آدم هو الآخر اللحاق بهما
لكن ما أوقفه هي سوفانا التي أمسكت بمعصمه مرة أخري
مانعةً ذهابه فاستدار آدم لينظر لتلك الطفلة المتخفية خلف فتاة في أوائل الثلاثينات من عمرها ……..
والتي تقف أمامه الآن ممسكة بمعصمه تنظر للأسفل
محاولة منعه من رؤية دموعها كما تفعل دائماً
فتحدث آدم بصوت مبحوح قائلاً " سوفانا ماذا بك ….."
أما سوفانا فالدموع المتحجرة بعينيها أخذت تحرقها
لتعلن عن رغبتها في الانسياب ……
ظلت سوفانا ناظرة للأرض يحجب شعرها وجهها عن آدم
ولازالت أصابعها تمسك بمعصم آدم الواقف ينتظرها أن تهدأ بصبر …
مرت عدة لحظات وآدم يراقبها حتي تمالكت نفسها…...
رفعت سوفانا نظراتها له أخيراً وتحدثت قائلة ……
" سيكون زبير بخير أليس كذلك ...؟ "
نظر لها آدم بابتسامة تشع دفء وتحدث قائلاً
" أنت تعلمين أنه سيكون بخير وأننا سنبذل أقصي جهودنا …..
لذا هلا صعدنا له الآن لنساعد الآخرين ...؟ "
فأومأت له سوفانا موافقة وقد انتفلت الطمأنينة لها من نبرة آدم الواثقة
ونظرته الهادئة
……………………….
دخل آدم وسوفانا للغرفة ليجدوا بسام يحاول تهدئة زبير الذي تحولت ارتعاشته لانتفاضات وبهاء يحاول فك الضماد ليري
ما هي حالة الجرح لينظفه …..
بينما زبير قد أخذ منه التعب مبلغه وقد ظهر جلياً علي وجهه
وروكا بجانبه علي السريرلا تحرك ساكناً وهو لايزال ممسكاً بيدها
تحرك آدم سريعاً ليساعد بهاء في فك الضماد
وتحدث خلال سيره قائلاً " سوفانا خذي الفتيات واذهبوا من هنا "
لم تستمع سوفانا لما يقوله آدم بل ظلت واقفة تشاهدهم وهم يفكون الضماد حتي رأت الجرح أمامها
فشهقت سوفانا باكية من هول ما رأت
وتراجعت حتي وصلت لأقرب حائط وانخرطت في البكاء
بينما صاح آدم ببسام قائلاً
" بسام أمسك جسده جيداً فهذا الجرح سيحتاج لتنظيف ….."
أومأ له بسام بالإيجاب
……………………..
استيقظت آيلا منتفضة وقد داهمها أحد الكوابيس مجددا والتي لم تتركها منذ مَرِضَ زبير البارحة …….
عندما هدأت أخذت تجول في المكان بعينيها لتجد الظلام
قد بدأ ينتشر حولها ….. فانعقد حاجباها في قلق
ونادت علي ألمي ولكنها لم تتلقي إجابة ……..
تساءلت أمن المعقول أن ألمي لازالت عند زبير حتي الآن ……
فإن عادت أختها لقامت بإضاءت أحد المشاعل لها
فهي تعلم أنها تخاف الظلام ………
دبَّ القلق في قلب آيلا خِشيَة أن يكون زبير قد أصابه مكروه ….
وأسرعت متجهة لمنزل زبير ………
أخذت آيلا تصعد السلم وهي تستمع لأصوات صادرة من الأعلي
بدأت الأصوات تتضح كلما اقتربت حتي وصلت لباب غرفة زبير ….
وقفت آيلا تنظر من باب الغرفة المفتوح لتجد أمامها
زبير نائم في فراشه يتلوي من الألم وبسام مثبتاً جسده
بينما آدم يثبت كتفه المصابة وبهاء يقوم بتنظيف الجرح
وبين لحظة وأخري من تلوي زبير يصيح وهو ممسك بكف روكا الجالسة بجانبه تربت علي كتفه السليمة قائلاً
" ترفق بي يا بهاء ……"
ليرد عليه بهاء قائلاً " اعذرني يا صديقي …….."
تراجعت آيلا عن الدخول عندما رأت الوضع هكذا
وأخذت أوصالها ترتعد مهرولةً
وقد قرر العودة لغرفتها….
دخلت آيلا للغرفة غير آبهة بظلامها ………
وجلست تضم ساقيها لصدرها وتحتضن نفسها بذراعيها
وأخذت تهتز للأمام والخلف وكأنها انفصلت عن عالمها المحيط واستمرت علي هذه الحركات الرتيبة حتي راحت في سباتٍ عميق ….
………………………………..
استفاقت آيلا ذات الثانية عشر ربيعاً لتجد والدها يحيطها بذراعيه
ودماؤه تغرقها …...بينما احدي الصخور المتساقطة في المكان جاثية فوق ظهره ………
حاولت الصغيرة تخليص نفسها ووالدها فلم تستطع ….
تجولت بعينيها في المكان فلم تري شيء فالظلام حالك ……..
حاولت التحدث مع والدها فلم يجبها ……
فأخذت تنادي علي والدتها بصوت عالٍ …..
فلم تستمع الا لهمهمات وتأوهات بأصواتٍ مختلفة ………..
بدأ الخوف يدب في قلب الصغيرة من تلك الظلمة الحالكة …...
وأخذت تنادي بعلو صوتها وتصرخ طالبة المساعدة
حتي فقدت الوعي ……….
ولم تري الصغيرة بعد ذلك الا صوراً وهي تتأرجح بين الوعي وفقدانه
لأحد أصدقاء والدها يحملها بين ذراعيه قائلاً حمداً لله أن الطفلة
لم يصبها مكروه ……..
بعد عدة ساعات استفاقت آيلا لتجد ذلك الرجل يجلس بجانبها…..
استغرقت عدة دقائق حتي ضربها الادراك لتصرخ قائلة
من بين شهقات بكائها " أين أبي وأمي ……."
تنبه الرجل الجالس بجوارها لاستفاقت الصغيرة …….
فأخذ يهدئها قائلاً " لا تقلقي انت بالمنزل انظري حولك ……"
هدأت آيلا ونظرت حولها لتجد نفسها بفراشها ولكن شهقات بكائها لم تتوقف ………..
وتوجهت بنظراتها للعم الجالس أمامها قائلة
" أين أبي وأمي ….. أجبني يا عماه …."
زفر العم زفرة حارقة وأخذ الصغيرة من يديها
حتي وصلا الي غرفة والديها فَفَتَحَ لها الباب لتجد آيلا والداها
ممددان علي الفراش وأختها ألمي جالسة بجوارهما
غارقة في بكائها …….
استدارت ألمي ذات التاسعة عشر ربيعاً حالما شعرت بحركة من خلفها
وتحدثت قائلة " هل هناك ما تريده عمي زبير ….."
ولكنها لم تكمل حديثها عندما رأت أختها آيلا واقفة أمامها علي قدميها
هُرِعَت ألمي الي آيلا تعانقها وأخذت شهقات الاثنتان تتعالي وآيلا الصغيرة تبادل أختها العناق……..
وقف زبير ينظر للأختان أمامه وينظر لصديقه الراقد هو وزوجته
في الفراش لا يعلم إن كان مصيرهما النجاة أم لا ………..
………………………….
انتهي بهاء من تنظيف جرح زبير ووضع الدهانات عليه
والآن يعيد لف ضمادة نظيفة عليه وفي هذه الأثناء كانت سوفانا قد تمالكت نفسها
وذهبت لتجلس بجوار روكا والتي لاتزال ممسكة بكف زبير
تجلس دون كلام بملامح غير مقروءة ………
فتحدثت سوفانا قائلة
" روكا طمئنيني عليك ….. لا تبقي صامتة هكذا ……"
نظرت لها روكا وتحدثت قائلة بحنانها المعهود
" لا تخافي يا سوفانا أنا بخير ……… واستكملت قائلة
وزبير سيكون بأفضل حال لذا هلا ذهبت للفتيات
وطمأنتيهم فأنا لا أقوي علي الوقوف ….."
كانت روكا تتحدث بثقة وقوة امتزجتا مع حنانها المعهود
مما أدي لتسرب ثقتها لسوفانا هي الأخري …..
فأومأت لها سوفانا موافقة وقد ارتسم شبح ابتسامة علي وجهها…..
في هذه الأثناء كانت رفيف قد نامت بالفعل من كثرة البكاء
مستندة علي كتف فريال والتي تستند بدورها علي كتف ألمي والتي لازالت شهقاتها الباكية تخونها من حين لآخر …….
بينما ألمي قد توقفت عن البكاء وأخذت تهدهد فريال لتهدأ ….."
جثت سوفانا علي ركبتيها أمام ألمي وفريال قائلة
" هل أنتن بخير ….؟ "
ردت ألمي قائلة " لا تقلقي نحن بخير…. ماذا عن روكا ...؟ "
ابتسمت لها سوفانا مطمئنة وتحدثت قائلة
" لا تقلقي هي أيضا بخير ….."
تنفست ألمي الصعداء وتحدثت قائلة " كل شيء سيكون بخير لا تخافوا "
أومأت لها سوفانا موافقة إياها الرأي ……
فوجهت سوفانا حديثها لفريال والتي أخذت تشهق باكية مجدداً
قائلة " لا داعي لكل هذا البكاء يا فريال سينتهي الأمر …."
فنظرت لها فريال وتحدثت بصوت خافت متذمرة
" أنا واثقة أن كل شيء سيكون علي ما يرام ولكن هلا تركتموني
أفرغ البكاء الذي بداخلي قليلاً فعندما وجدت رفيف منهارة أمامي
لم أستطع البكاء أنا الأخري وعَمِلتُ علي تهدئتها بدلاً من ذلك
لذا دعوني أبكي قليلاً ….."
نجحت عبارة فريال المتذمرة في رسم البسمة علي وجوه سوفانا وألمي
فنظرت فريال لابتساماتهم فَرِحَة وتحدثت قائلة
" هاقد أشرقت الشمس لذا دعوني أحضر الأمطار قليلاً …"
لكزتها سوفانا وقد اتسعت ابتسامتها قائلة " رجاءا كفي أمطاراً لليوم "
فارتسمت ابتسامة علي شفتي فريال وهمت بالرد
ولكن قاطعها حديث آدم والذي أتي من خلف سوفانا قائلاً
" اذهبوا أنتم لترتاحوا الآن ولا تقلقوا زبير سيكون بخير ….."
استدارت سوفانا لترد ولكن سبقتها ألمي قائلة
" أنا لن أذهب قبل أن يستفيق زبير من غفوته وأطمئن عليه …."
أومأت فريال موافقة علي حديث ألمي
بينما تحدثت سوفانا قائلة " وأنا كذلك ……"
هَمَّ آدم بالرد عليهم ولكن أتي بسام قائلاً
" آدم نريدك بالأسفل قليلاً ……"
وقبل أن يتلقي رد من آدم وقعت عيناه علي رفيف النائمة
فتحدث قائلاً " ما هذا …. هل نامت رفيف …. أيقظوها …."
فتَوَلَت فريال الرد عليه قائلة
" لقد تعبت من كثرة البكاء لذا فلنتركها لترتاح قليلاً ……."
تحدث بهاء الذي أتي من خلف بسام قائلاً " أيقظيها يا صغيرتي عندما يأتي عمها فياض ليصطحبها للمنزل ……"
فردت عليه فريال قائلة " حسناً يا أبي …."
بينما وجه بهاء الحديث الي آدم وبسام قائلاً " هيا بنا….."
ليتبعه بسام ……..
بينما تحدث آدم للفتيات قائلاً
" سننزل للأسفل قليلاً …. إن حدث أي شيء نادوا علينا …"
ردت عليه ألمي قائلة " حسناً لا تقلق …."
واستدار آدم ليتبع بهاء وبسام ……..
وقف بسام في ساحة العشيرة يتحدث بانفعال قائلاً
" زبير بحاجة لطبيب فهذا الدهان الذي يوضع له علي موضع الجرح ليس كافياً وجرحه ملتهب للغاية ……."
تحدث آدم القادم من خلفه ليرد عليه قائلاً
" لا تتحدث وكأنك لا تعيش بيننا …… فمشفي المدينة لا تستقبل
أفراد بصورة فورية سوي أفراد الأسر الحاكمة أما العامة أمثالنا
فيجب أن تقدم طلباً للعلاج بها وإما يُقبل طلبك أو يُرفض ……."
تأفف بسام وتحدث قائلاً " أعلم هذا ولكن أليس زبير له وضع خاص بمَّ أنه من رؤساء المناجم …..؟ "
رد آدم قائلاً " بم أنها ليست حادثة جماعية وإصابة زبير هي إصابة فردية فعليه تقديم طلب هو الآخر ……"
واستكمل بهاء قائلاً " فياض ذهب ليقدمه اليوم بالفعل
وحتي يُقبَل طلبه علينا الاعتماد علي المطببين المحليين ….."
رد بسام قائلاً " اذا فلنحضر أيٍ منهم ….."
فتحدث آدم صائحاً وقد فاض به الكيل قائلاً " بسام توقف عن الاسئلة
إن لم نستعن بأحدهم فمن خاط الجرح لزبير ومن نظفه له منذ قليل
ومن يحَضِر الدهانات له ……"
ضرب الإدراك عقل بسام أخيراً ليرد مدهوشاً
" بهاء أنت أحد المطببين المحليين...؟ "
فابتسم بهاء له مؤكداً وتحدث قائلاً " وما أفعله الآن هو أقصي ما يعرفه أي مطبب محلي …..
وللأسف حالة زبير تستدعي خبرة المطببين بمشفي المدينة
فهم الأمهر كما أن الأدوية المتوفرة لديهم ليست متوفرة لديَّ …."
فالتمعت عينا بسام هذه المرة وقد تذكر أمر ما
وتحدث سريعاً قائلاً " اتبعاني ….."
نظر كلٍ من آدم وبهاء لبعضهما البعض ومن ثم تبعا خطوات بسام في فضول ……..
…………………..
وقف بسام داخل منزله يبحث في حقيبته التي أحضرها معه عندما أتي الي العشيرة بينما وقف بهاء وآدم يراقبانه في صمت ……
حتي صاح بسام قائلاً " وجدته …"
وأخرج زجاجة صغيرة ليعطيها لبهاء قائلاً
" هذا الدواء صُنِعَ ليعالج العديد من الأشياء منها التهابات الجروح ….
ولكن تأثيره ليس بكبير لذا لا أعلم ان كان سيفيد في حالة زبير أم لا …"
تحدث بهاء وهو ينظر للزجاجة بيديه قائلاً
" وكيف يستخدم هذا الدواء …...؟ "
رد بسام قائلاً " اجعل زبير يتناوله عن طريق الفم هذا بجانب الدهان الذي تضعه علي موضع الاصابة ……"
نظر له آدم قَلِقاً وتحدث قائلاً
" هل أنت متأكد أن هذا الدواء لن يؤذي زبير ……..؟ "
نظر له بسام متفهماً لقلق آدم وتحدث قائلاً
" لا تقلق ….. أضمن لك انه وان لم يخفف آلامه ولو قليلاً فلن يصيبه بأي مكروه ……"
فرد بهاء هذه المرة قائلاً " اذاً فلنجربه ……"
……………………….
وقف بهاء محاولاً ايقاظ زبير وبعد عدة محاولات
استيقظ زبير أخيراً قائلاً بِوَهَن " ماذا تريد يا بهاء ….."
ابتسم له بهاء قائلاً " افتح فمك هناك دواء آخر يجب عليك أخذه "
وبعدما تناول زبير الدواء ….. حادثته روكا وهي تشدد علي يديه
قائلة بحنان " كيف هو ألمك الآن ...؟ "
فرد عليها زبير قائلاً " خف الألم قليلاً بعد آخر دهان قام بهاء بوضعه "
جاءت ألمي لتقف بجانب روكا قائلة " هل تشعر بتحسن الآن يا زبير؟ "
رد عليها زبير قائلاً " أجل يا ألمي والآن خذي البقية واذهبوا لترتاحوا "
ردت فريال وهي لا تزال جالسة أرضاً
قائلة بنبرتها المرحة " هل تطردنا يا عماه ….."
ابتسم زبير لمشاكستها وتحدث قائلاً " أجل اعتبريني أطردكم هيا أيقظي تلك النائمة علي كتفك واذهبوا …"
فتحدثت سوفانا قائلة " أنا لن أذهب حتي وان طردتني فأنا سأبيت معكم اليوم ….."
هم زبير بالرد عليها عندما فَتِحَ الباب ليُطِلَ منه فياض
والذي تساءل بقلق فور دخوله قائلاً " زبير كيف حالك الآن يا صديقي "
رد عليه زبير قائلاً " بأفضل حال….. "
تنفس فياض الصعداء وارتمي علي أقرب مقعد قائلاً
" لقد أقلقتني ناهد عندما قالت أن الإصابة قد اشتدت عليك …"
ابتسم زبير لصديقه محاولاً طمأنته وتحدث قائلاً " أنا بخير كما تري
لذا خذ ابنة أخيك النائمة هناك واذهب لترتاح فيبدو أن يومك كان مجهدا"
نظر فياض حيث أشار زبير ليجد رفيف نائمة علي كتف فريال
فابتسم فياض لابنة أخيه التي تنام بأي مكان
وطلب من فريال إيقاظها
بينما تحدث بهاء قائلاً " بالتأكيد ضغط العمل كان شاقاً عليك وحدك اليوم يافياض ……"
أومأ فياض برأسه لبهاء مؤكداً وتحدث قائلاً " عندما يُشفي زبير سآخذ أجازة وأترك أعمالي لكما ……"
فرد عليه بهاء قائلاً بابتسامة بلاستيكية " هذا إن وجدتني يا صديقي فأنا أيضاً سآخذ أجازة ……"
نظر الاثنان لزبير ليجداه قد أغمض عيناه قائلاً
" آدم أخرج هذان الاثنان من هنا لا أريد معرفتهما مجددا …."
ابتسم آدم لزبير مرحباً بالفكرة وتحدث قائلاً " هل تريدان الذهاب أم أخرجكما بيداي هاتين ….."
نظر له فياض وابتسم ابتسامة منهكة قائلاً
" تمهل يا فتي …. سآخذ ابنة أخي وأذهب من هنا …"
ذهب فياض الي رفيف والتي أيقظتها فريال بالفعل ….
فأسندها بذراعيه ليساعدها علي التحرك وهي لاتزال شبه نائمة
فتحدثت رفيف من بين نعاسها قائلة
" عمي فياض … كيف حال زبير الآن ..؟ "
رد عليها فياض وهو يصطحبها خارج الغرفة قائلاً
" إنه بخير هيا لتنامي في سريرك ……"
…………..
راقب الجمع فياض ورفيف حتي انصرفا بينما اتجه بهاء لابنته
وتحدث قائلاً " سنذهب نحن أيضاً ان احتجتماني أيقظاني بأي وقت "
واستكمل متسائلاً " من سيبيت مع روكا وزبير ….؟ "
ردت روكا خارجة من قوقعة الصمت التي التزمتها قائلة
" نحن لسنا بحاجة لمن يبيت معنا اذهبوا أنتم وارتاحوا فقد كان اليوم شاقاً عليكم ….."
رد آدم علي بهاء متغاضياً عن حديث روكا قائلاً
" أنا وسوفانا سنبيت معهم لذا اذهب وأنت مطمئن ….."
فرَحَب بهاء بالفكرة وأخذ فريال وانصرفا ……
وبعد انصرافهم وجهت روكا حديثها لألمي قائلة ……
" اذهبي أنت أيضاً يا ألمي ……."
نظرت لها ألمي وتحدثت قائلة " لكنني أردت المبيت معكم …"
ردت عليها روكا قائلة " أختك تخاف المبيت بمفردها كما أن زبير أصبح بخير كما ترين فلا داعي لقلقك ……."
كلمة روكا ذكرتها بأختها فقد نسيت طمأنتها في خِضَم كل تلك الأحداث
كما أن عدم ظهور آيلا حتي الآن أقلقها …….
فأومأت ألمي لروكا موافقة واستدارت ذاهبة لأختها …….
بينما تحدث بسام قائلاً " سأبيت معكم أنا الآخر …."
ردت روكا قائلة " لن يبيت أيٍ منكم فلتذهبوا جميعاً ….
وان احتجتكم سأطلبكم …….
همَّ بسام بالرد ولكن أوقفته سوفانا حينما أعطته غطاءاً وتحدثت قائلة
" ابحث لك عن موضع في الغرفة تنام فيه …."
بينما علا صوت آدم من خلفهم قائلاً " سأذهب لأجلب بعض الطعام من الأسفل من منكم جائع ….؟ "
فردت سوفانا قائلة " أنا ….."
بينما أدرك بسام ما يجري فطلب هو الآخر الطعام من آدم
وأخذ الغطاء ذاهباً لأحد أركان الغرفة تاركاً سوفانا وآدم يتعاملان مع روكا وعنادها …..
فنظرت روكا لسوفانا نظرة لائمة …..
بينما ردت عليها سوفانا بحنان قائلة
" لا تحاولي نحن سنبيت معكم اليوم "
تذمرت روكا وردت في شبه استسلام قائلة " إذاً اذهبوا لتناموا علي الأريكة بالأسفل أو الفراش بالغرفة المجاورة لمَّ النوم أرضاً "
رد عليها بسام قائلاً " نحب نوم الأرض يا روكا لذا أريحي بالك
وانشغلي بزبير فقط …."
استسلمت روكا أخيراً و أراحت رأسها علي الوسادة بجانب زبير طالبة بعض السكينة …….
………………………..
دخلت ألمي الي المنزل لتجده مظلم تماماً كما تركته
ليرتعد قلبها الصغير بين جنبات صدرها وتصعد مهرولةً لغرفة آيلا
تطمئن عليها …….
وقفت ألمي بعدما أضاءت المشاعل في غرفة آيلا
لتجد آيلا لا تزال نائمة في غرفتها
ذهبت إليها ألمي محالةً إيقاظها …….
حاولت ألمي إيقاظ أختها مرة واثنتين فلم تتلقي منها استجابة
حتي أخذت تهزها وهي تصرخ قائلة " آيلا لا تفعليها ……"
حاولت وحاولت العديد من المرات ولكنها فَشِلَت …..
لتستسلم ألمي في النهاية وتجلس بجانب أختها وقد ارتسمت علي ملامحها تعابير غير مقروءة
……………………



انتهي الفصل #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 12-07-20, 03:27 AM   #20

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ها هو الفصل الرابع وكما وعدتكم أن أنزل فصلان متتابعان تعويضاً
عن أجازة الأسبوع الماضي لذا الفصل الخامس بإذن الله غدا الساعة 11 مساء


لولا السيد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مابين عينيك والبرية, لولا السيد, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.