آخر 10 مشاركات
1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-20, 02:46 PM   #71

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي


عودا احمدا
واحنا بالانتظااار 😍😍😍




Duaa abudalu غير متواجد حالياً  
قديم 23-11-20, 09:39 PM   #72

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ياغاليتي تسلميلي يا دعاء ❤️❤️❤️
لدي اعلان مفرح باذن الله بمناسبة عودتنا بعد غيبة
باذن الله سينزل فصلين اسبوعيا من الرواية وليس فصل واحد
ايام الجمعة والسبت من كل اسبوع الساعة 11 مساء بتوقيت مصر
وهذه ستكون مواعيدنا الثابتة بعدالعودة ولا يوجد بها تغييرات باذن الله


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 27-11-20, 11:25 PM   #73

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل بعد نصف ساعة باذن الله 🙈💃💃💃

لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 27-11-20, 11:57 PM   #74

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل الثامن عشر "

تسير بخطواتٍ متتابعة في هدوء متجهة صوبه بعد أن رأته جالساً علي منضدته المفضلة في المكتبة منغمساً بين صفحات أحد الكتب كعادته منذ كانوا أطفالاً
استمر سيرها حتي وصلت إليه ووقفت تنتظر منه ملاحظة وجودها لتصدح نبرته بعد عدد من الثواني في خفوت دون أن تحيد عيناه عما يقرأه
قائلاً " ماذا هناك ...؟ "
فتعالت نبرة رهف المتسائلة
" أراك لم تتأثر ولو لبرهة بما سمعناه البارحة من يامن
أكنت تعلم بكل تلك الأمور مسبقاً ...."
فأجاب مؤيد وهو يقلب صفحات كتابه
" لا لم أعلم بشيء سابقاً ولكن بعد التفكير بما قاله يامن فالأمور بدت منطقية أكثر لطالما كان لدي العديد من التساؤلات والتي وجدت اجابات لأغلبها بما حكاه يامن"
فرددت رهف مغمغمة " من الجيد أن أعلم أن هناك من تأقلم مع تلك الحقائق سريعاً ....."
ليسارع مؤيد بالسؤال
" أهناك شيء آخر تريدين السؤال عنه ....؟ "
أجابت رهف بالنفي ليعود مؤيد للصمت صاباً جام تركيزه في الكتاب أمامه ....
بينما ظلت رهف متصلبة في وقفتها الصامتة لعدة دقائق تبعها جملتها قائلة
" إذاً أنا سأذهب الآن آسفة علي ازعاجك ......"
لم يجبها مؤيد لتستدير رهف منصرفة حينما زفر مؤيد في حنق وماتبع زفرته كان غلقه للكتاب أمامه وهو ينادي عليها قائلاً
" تعالي يا رهف ......."
فأعادت رهف أنظارها إليه متسائلة
" أهناك ماتريده ......"
ليجيبٍ مؤيد " تعالي واجلسي ......."
فعادت رهف أدراجها
لتستقر علي الكرسي المقابل لمؤيد مستندة بذراعيها علي المنضدة
بينما طالعها مؤيد بنظراتٍ متفحصة وقد وجه إليها الحديث قائلاً " أبواك ......"
فتساءلت رهف في فتور
" مابهما ....؟ "
ليستكمل مؤيد
" لم لست معهما ألم يعودا للمنزل البارحة ....؟ "
فأجابت رهف متهكمة
" أجل عادا لأنهما أرادا مني فعل شيء ما من أجلهما "
فتساءل مؤيد في حذر متفحص
" وماهو ذاك الشيء ......."
ليقابله الصمت من جانب رهف فالتقط الكتاب من أمامه ليعاود فتحه مجدداً وهو يقول
بنبرته الجافة التي عادت إليه فجأة
" حسناً ...... ولكن حاذري أن تخوني العهد وتخبريهم عن أي مما علمناه ......."
فسارعت رهف بالقول
" لم ولن أفعل يا مؤيد ..... ولكن ماهو مصير آباءنا إن نجح مخطط أيهم ويامن ....؟ "
" لن يمسوهم بسوء هذه كلمتهما....."
قالها ليعود إلي قراءته مجدداً فعم الصمت المكان تبعه استقامة رهف مغادرة
فرفع مؤيد أنظاره ليتطلع في أثرها بتعابير غير مقروءة
.................................
رفع أنظاره ليري قرص الشمس الحارقة فوق رأسه
فصدح تذمره للمرة التي لم تستطع رفيف عدها وهو يقول " آدم ذاك لم لازلنا نسير وفقاً لآراؤه بالرغم من أننا انفصلنا عنهما هو وسوفانا منذ يومين .....
ذكريني مجدداً لم علينا فعل ذلك والتحرك نهاراً
تحت تلك الآشعة الحارقة
بدلاً من الاختباء حتي يحل الليل ...؟ "
فزفرت رفيف لتجيبه في وهن وهي تمسك بقماشة أعلي رأسها لتستظل بها أثناء السير
" لأن حديث آدم هو الأصوب فبالرغم من الجهد المضني الذي نبذله الآن في السير نهاراً ولكننا علي الاقل نري كل ما يحيط بنا وما قد يهاجمنا علي عكس الليل الذي إن سرنا فيه فستكون المخاطرة أكبر كما أن الطعام والماء كادا ينفدان منا وهو ما لا يبشر بالخير لذا علينا الاسراع ............"
فرد بسام مراوغاً في محاولة لاقناعها
" يارفيف آدم وسوفانا يبدو أنهما معتادان علي مثل تلك الأعمال المضنية ولكن أنا لست كذلك ومن الواضح لي أنك لست كذلك أيضاً سننهار مرضي قبل أن نخرج من تلك الصحراء إن استمرينا علي تلك الحال
هذا ما أحاول شرحه لك منذ يومين وأما الرؤية فأعتقد أن المشاعل ستفي بالغرض حتي وإن كانت إضاءتها فعالة علي مدي قريب فقط ......"
فتعالت نبرة رفيف مغلقة باب النقاش وهي تصيح
" سير بالليل في تلك الصحراء لن أسير يا بسام
فلتنسي هذا الأمر تماما ........"
ليرفع بسام أحد حاجبيه ناظراً باتجاهها إثر صيحتها في استنكار لتشيح بأنظارها وهي تقاوم ذاك الشعور بالوهن والذي ترافق مع ارتعاشة ساقيها اللتان أخذتا في التباطؤ وقد أصبح إحكام السيطرة عليهما أمراً من الصعب حدوثه وتحديداً حينما مادت الأرض بها لتتوقف عن السير وتنادي في خفوت هامس جاهدت ليخرج من حلقها علي بسام الذي كان قد سبقها ببضع خطوات بالفعل فالتفت الأخير عندما لاحظ توقفها ليراها تتهاوي أمامه ..................
هُرِعَ بسام إلي رفيف التي استقر جسدها أرضاً ليجثو علي ركبتيه بجوارها محاولاً إفاقتها في هلع سرعان ما استطاع تمالكه ليحملها مبعداً إياها عن تلك الشمس الحارقة حتي وصل لأقرب تلة كانت بالجوار وأنزل رفيف أسفلها ليخرج من فوره قنينة المياه خاصته محاولاً إفاقتها ...........
............................
" لن أبقي في هذا المكان فأنا أكرهكم جميعاً "
غمغمت بها رفيف ليتنبه بسام الشارد وقد كان جالساً بجوارها مسنداً ظهره مستعيناً بتلك التلة
فزفر الأخير وقد تأكد أنها ليست مجرد هلاوس وإنما تعاني تلك الفتاة الكوابيس من صعاب سابقة والتي لاتزال جاثية فوق قلبها لتتداخل مع أحلامها فمنذ سقوطها مغشياً عليها نهاراً كانت تتأرجح مابين اليقظة لشرب بعض المياه والعودة لنومها المصاحب لتلك الجمل الغريبة التي لم تنفك تلقيها مابين حين وآخر
ولكن ماكان يشغل باله صدقاً هو نوع تلك المصاعب التي يمكن أن تتعرض لها فتاة مثل رفيف وهي من القلة في هذه البلاد التي نشأت محمية منذ طفولتها
وحينما وصل لتلك الخاطرة
تعالت صرخات رفيف وبدت تصارع أثناء نومها
وهي تصيح
" لا .... لاتقتلها ....... أرجوك لا تقتلها ......."
لتنتفض من نومها فَزِعَة حينما اقترب بسام منها محاولاً إيقاظها .......
ظلت رفيف جالسة تلهث وهي تطالع بسام علي ضوء النيران المشتعلة متسائلة عما حدث ......
فأخذ الأخير يطالعها في هدوء متفحص وقد استكان جالساً أمامها بعد استيقاظها
ليجيب في النهاية
" سقطتِ مغشياً عليك إثر آشعة الشمس الحارقة ....."
فجالت بعينيها حول المكان قائلة
" وهل نِمْتُ حتي حل الليل لِمَّ تركتني نائمة ....
كان علينا الاسراع فكلما أسرعنا كلما كانت فرصة نجاتنا من هذا المكان أكبر ......."
فنظر لها بسام نظرات ألجمتها وأتبعها بنبرة خافتة خطيرة وهو يحدثها قائلاً
" أخبريني يا رفيف لمَّ وأنا أبحث بأغراضك لأعثر علي المياه وجدت قنينتك تحوي علي أكثر من نصفها ممتليء كما كانت منذ البارحة وكأنها لم تمس البتة ....؟ "
فحاولت رفيف اختلاق أي حجة ولكن ارهاقها لم يسعفها لتجيب في هدوء " لقد كنت أقتصد في المياه حينما لاحظت أنها أوشكت علي النفاذ ......."
فجز بسام علي أسنانه في غضب مكبوت وهو يقول بنفس النبرات الهامسة الغاضبة
" ألم نتفق أن نحرص جميعا علي شرب المياه كل فترة علي مدار اليوم وتحديداً نهاراً ....؟
كدت أن تقتلي نفسك اليوم بسبب تفكيرك ذاك وجل ما استطعت فعله محاولاً انقاذك هو بضع من القماش المبلل بقطرات من المياه ......
لم يكن معنا أي شيء آخر أستطيع استخدامه سوي هذا"
فابتلعت رفيف التوبيخ لتتحدث بعدها في وهن وشرود
" اتركني وحدي رجاءً يا بسام فأنا بحاجة للانفراد بنفسي قليلاً"
هم بالرد عليها رداً لاذعاً حتي تنته عن فعل مثل تلك الأفعال مجدداً ولكنه سرعان ما تذكر هلوساتها أثناء النوم ولاحظ شرودها الذي لجأت إليه حالياً
لترق نبرته قليلاً وهو يقول
" قبل أن أتركك هناك ما أريد سؤالك عنه ولك مطلق الحرية في إجابتي أو لا ......"
فتنبهت رفيف ليستكمل بسام الحديث
" هل رأيت أحدهم يقتل أمامك من قبل ...؟ "
جحظت عينا رفيف لتتساءل سريعاً
" هل كنت أتحدث أثناء نومي ......."
فأومأ لها بسام بالإيجاب وهو يحاول استشفاف تبدل ملامحها الذي لا يستطيع قراءته
بينما تساءلت رفيف بنبرة منهزمة خافتة
" ماذا قلت تحديداً ....."
أجاب بسام
" بضع جمل ليست بالكثير ولا توحي بشيء آخرها كنت تترجين أحدهم ألا يقتل شخصا ما ....."
أراد بسام في تلك اللحظة صدقاً أن يعود أدراجه مبتعداً عن هذا النقاش وقد استشعر ثقل تلك المحادثة بالنسبة للفتاة وكأنه دخل في أحد مناطقها المحظورة
ولكنه لا يستطيع تخيل أن تكون تلك الفتاة قد شَهِدَت جريمة قتل ........
" تلك كانت أمي ......."
قالتها رفيف لتخرج بسام من شروده بأفكاره الخاصة وقد ارتعشت أوصاله إثر جملتها
" أَشَهِدَت تلك الفتاة التي لا تنفك تبتسم وتلهو
مقتل والدتها ......؟ "
" هل قتلت والدتها أساساً ظنها
ماتت مريضة علي سبيل المثال ........."
دارت كل تلك الأفكار في عقله ولكنه لم يمتلك الجرأة ليسأل رفيف عنها والتي كانت تراقب تبدل ملامحه في هدوء لتستأنف بعدها
بابتسامة جانبية تخلو من المرح
" هذا جزاءك علي تعنيفك لي منذ قليل ......"
فنظر لها بسام يحاول الاستيعاب متسائلاً
" أكنت تمزحين بما قلته منذ قليل يارفيف ......"
فضحكت ضحكة متهكمة لتجيب
" هل تبدو لك هذه ملامح شخص يمزح ...."
فعاد بسام لحيرته وهو يحدثها محاولاً تمالك أعصابه
" إذا فسري ما تقولينه بم أنك اخترت الإجابة علي تساؤلي فأكملي إجابتك لنهايتها ......"
أكملت رفيف وقد أزاحت عيناها بعيداً عنه لتتعلق نظراتها بالنيران المشتعلة بالقرب منهما
" أمي قُتِلَتْ بالفعل ولكن كان ذلك وأنا طفلة .....
ولا لم أشهد مقتلها لقد خبأوا الأمر عني وما أخبروني به أنها ماتت مريضة ولكن هناك من أخبرني بعد ذلك بالحقيقة ومن يومها وقد تراودني بعض الكوابيس عن مقتلها وكأنني واقفة أشاهده ........"
وأعادت رفيف نظراتها لبسام لتبتسم في هدوء قائلة
" لقد ظننتك تعلم بالفعل عن هذا الأمر فلقد مكثت بيننا مدة ليست بالقليلة مررنا خلالها بالكثير من ضمنها هروبي خارج أراضي العشيرة ظننتُ أنهم حينها تطرقوا لهذا الحديث ......."
فأجاب بسام في خفوت واجم
" لا لم يفعلوا ......
أعتذر يا رفيف علي تطرقي لمثل ذاك الأمر ....."
فترقرقت الدموع في عيني رفيف
والتي سارعت بالقول
" لا يوجد ما يستدعي اعتذارك والآن هلا تركتني بمفردي قليلاً رجاءً فأنا لا أقوي علي الحراك "
فاستقام بسام في تردد ليسير مبتعداً ولكن صدح نداء رفيف قائلة " لا تبتعد كثيراً يكفي إلي هذا الحد ......"
فاستدار بسام يطالعها وقد أثارت جملتها ضحكاته التي أخذ يحاول كتمها ولكن سرعان ما تعالت في النهاية بينما بسام غير قادر أن يسيطر عليها لتتساءل رفيف في حنق
" وما الذي يستدعي كل هذا الضحك ......"
فأجاب بسام من بين قهقهاته
" علمتُ الآن لمَّ لا تريدين السير ليلاً ......."
فتماسكت رفيف متسائلة
" إذاً أخبرني لمَّ ...."
ليجيب بسام وهو يعود أدراجه حيث رفيف
" لأنك تخشين أن تظهر لنا أحد الأفاعي ليلاً ولا نستطيع رؤيتها ........"
فردت بحنق طفولي " وماذا في ذلك ......"
فأجاب بسام ولا تزال الابتسامة علي وجهه
" ظننتك تملكين سبباً أكثر حكمة من خوفك من الأفاعي
يبدو أن رهابك ازداد منذ علقت في جحر تلك الأفعي أثناء رحلة الصيد ............."
فاحتلت نظرات الغيظ الحانق أعين رفيف والتي سرعان ما لاحظت أن بسام بدأ بلملمة الأغراض من حولهم
فتساءلت في تعجب " ماذا تفعل ...؟ "
ليجيب بسام وهو منشغل فيما يفعله
" كما ترين أتجهز لنتحرك الآن
هيا بنا استقيمي وساعديني ......"
" لقد أخبرتك مايزيد عن المئة مرة
أني لا أريد السير ليلاً "
فأجاب بسام
" شِئتِ أم أَبَيتِ فقد تعدي الأمر مرحلة الرغبة الشخصية مع مرضك اليوم فلن تتحملي السير في تلك الصحراء نهاراً مجدداً لذا لا يوجد أمامنا خيار سوي السير ليلاً إلا إن أردتِ البقاء في هذا المكان للأبد "
حاولت استيعاب ما يقوله بسام لتستقيم بعدها تلملم الأغراض في هدوء أثار إعجاب وتساؤل بسام
ولم تتركه رفيف في حيرته حينما تحدثت قائلة
" لقد أَثَرْتُ الكثير من المتاعب منذ افتراقنا عن آدم وسوفانا أكثرت من التذمر وحتي حينما حاولتُ المساعدة كدتُ أودي بحياتي لذا يكفي تأخر في الطريق حتي الآن ولنعد لمهمتنا ....."
ارتسمت بسمة علي وجه بسام وهو يطالعها في هدوء مجيباً " هيا لنكمل سيرنا فلايزال لدينا ثلاثة ليالٍ حتي نخرج من تلك الصحراء ......"
واستقام من فوره واقفاً وهو يحمل أغراضه قائلاً لرفيف التي استقامت هي الأخري تحمل أغراضها
" ولقد كدتُ أنسي أمراً هاماً لم أبدأ في تعليمك حتي الآن القراءة ......."
طالعته رفيف في حماس بأعين اشتعلت فيها النجوم اللامعة متسائلة
" متي سنبدأ ......."
فأجاب بسام وهو يناولها بعض البطاقات الورقية
التي تلقتها منه رفيف متفحصة إياها
" الآن ..... تلك مجموعة من البطاقات حضرتها بينما كنتِ نائمة كل بطاقة تحتوي علي أحد الأحرف الهجائية
وبينما نحن نسير أنا سأحمل المشعل ليضيء لنا الطريق وأنت ستنظرين بتلك البطاقات لترددي خلفي طريقة نطق كل حرف واحفظي شكله بعينيك وفي النهار بينما نستريح سأعلمك طريقة كتابته علي الورق "
أومأت له رفيف موافقة ونظرت للأوراق محاولة الترديد خلف بسام في حماس
.....................................
" لا يا آدم هذا الحرف لا يكتب بتلك الطريقة ماذا بك
لقد كتبته سابقاً بصورة صحيحة ..."
صمتت سوفانا برهة للتفكير بعد جملتها تلك لتعاود وهي تتطلع في آدم الذي لا يزال جالساً أمامها دون حديث
لتقول والشرر يتطاير من عينيها
" آدم هل تتقصد إثارة أعصابي ......."
فتعالت ابتسامة رجولية مشاكسة علي ملامح آدم
تبعها في اللحظة التالية سوفانا التي استلت سكيناً وأخذت تلوح به راكضة خلفه
ظل آدم يركض بالقرب من موقع تخييمهم ليلاً
وهو ينادي سوفانا من بين قهقهاته
" اعقلي يا سوفانا ولا تستخدمي الأسلحة في المزاح .."
فصاحت به والجنون يتراقص بعينيها
" عدة ساعات ..... عدة ساعات يومياً أحاول فيها بذل قصاري جهدي لتتقن القراءة والكتابة قبل أن نصل إلي وجهتنا والتي لأذكرك فقط لم يتبقي عليها سوي أربعة ليالٍ لأجدك تتقصد كتابة الأحرف كلها خطأ رامياً بمجهوداتي عرض الحائط ......."
تباطأت خطوات آدم وهو يحاول تمالك ضحكاته حتي وصلت سوفانا إليه لتقف أمامه حاملةً السكين بيدها وقد اتسعت ابتسامتها إثر ضحكاته وهو الذي لم تره بتلك الحالة إلا نادراً عندما يلهو مع عصابة القرود في العشيرة لتحدثه متسائلة ولا تزال محتفظة بابتسامتها
" ما سر تلك الحالة من السعادة المفاجأة "
فأجابها وهي يرتمي أرضاً جالساً
" أردتُ الابتعاد عن الضغوط قليلاً وخوض بعض المرح فقد تتالت الأحداث مؤخراً بصورة يصعب
التكيف معها بسهولة "
فرمت سوفانا بالسكين جالسة أمامه
مصوبة نظراتها عليه ليتنهد آدم ويستأنف الحديث قائلاً
" حسناً كشفتني لقد اشتقت للعشيرة ولكل من فيها
وهناك الكثير والكثير من الأمور التي تقلقني وترهقني مؤخراً لدي رفيف واحساسي بأنه ماكان علي الموافقة وادخالها بقلب تلك المخاطر التي تلتف حولنا من كل صوب ونور وإلياس اللذان لا نعلم بحالهما الآن وهناك العشيرة والتي لا نعلم حتي كيف غطي زبير علي غيابنا هناك ناهيك عن كوننا لا نعلم بأوضاعهم إن كانوا بمأمن أم لا وتليد الذي أشركته بكل هذا وتركناه متشككاً ف أمان عائلته ........" توقف آدم عن الحديث وقد أحس بِثِقَلِها فعلياً عند سردها هكذا
فتبدلت نظرات سوفانا لنظرات أكثر دفئاً ونبرة حانية نادراً ما تتحدث بها قائلة
" أنا أيضاً اشتقت للعشيرة كثيراً أشعر وكأن هناك فراغ بداخلي صُنِعَ عندما تركناهم منذ أيام وبالنسبة لرفيف فأنت تعلم أنك فعلت الصواب لها ........
وتعلم أن بسام لن يتركها تصاب بأذي
وبعيداً عن كل ذلك فرفيف هي ابنتك التي ربيتها منذ كانت صغيرة ألا تثق بقدرتها علي حماية نفسها ...؟
وأما نور وإلياس فماداما معاً سيكونان بخير وتليد والعشيرة وكل هؤلاء واثقة من كونهم بحال أفضل من حالنا بالوقت الراهن ولكنك من تزيد التفكير بالأمور حتي أوشك تفكيرك علي الفتك بك "
زفر آدم زفرة كادت أن تخنقه وهو يجيب
" أعلم عن قدرتهم جميعاً علي حماية أنفسهم
وعن كون زبير يستطيع الامساك بزمام الأمور حتي عودتنا ....وأعلم أن بسام سيحمي رفيف بحياته وأثق أنها صلبة مهما أظهرت العكس وستستطيع التصرف علي الوجه الأمثل في أي مأزق يتعرضون له
ولكني لا أستطيع إيقاف ذاك التفكير القَلِقْ
علي الجميع ....."
تنهدت سوفانا وغلب علي ملامحها الوجوم ليظل آدم يطالعها لعدة دقائق ومن ثم تحدث بعدها قائلاً
" سوفانا أريد إخبارك بشيء ولكن لا تغضبي ...."
فتحفزت وتساءلت عما هناك
ليجيب آدم وهو يبتعد عنها مسافة آمنة ويأخذ السكين التي ألقتها بجانبها للاحتياط وهو يقول
" لقد أنهيت تعلم الأحرف الأبجدية بمفردي بالفعل والآن أتدرب علي نطق الكلمات المختلفة ....."
تساءلت سوفانا " متي ....؟ "
فأجاب آدم " حينما كانت تحين نوبات حراستي وأنت نائمة كنت أسلي وقتي حتي انتهيت ......"
فتساءلت سوفانا بنبرة خطرة " ولم لم تخبرني ......؟ "
لتأتيها الإجابة التي توقعتها من آدم حينما قال
" لإغاظتك ......."
حينها كانت ملامح آدم تحمل الشقاوة في أبهي صورها بينما صرخت سوفانا " آآآآآآآآآآداااااام ......"
............................
" لا أصدق أن الأيام قد مرت بتلك السرعة وها نحن الآن علي بعد عدة أمتار
من حدود البلاد التي نقصدها....."
أنهي بسام جملته ليستدير بعدها يبحث بعينيه عن رفيف التي ابتعدت عنه تطالع ضوء القمر فناداها
" رفيف لا تبتعدي كثيراً ........"
فتعالت كلمات رفيف المبتهجة
" إن القمر ساطع اليوم وما أجمله مع تلك النجوم التي تظهر متراصة في السماء الصافية إن المظهر بديع للغاية يا بسام.."
فقهقه بسام
" حسناً تعالي إلي هنا أيتها الطفلة الكبيرة شاهديه وأنت بالجوار أنسيت ذاك العقرب
الذي ظهر لك منذ يومين..؟ "
فاقشعر بدن رفيف التي اقتربت بالفعل حتي أصبحت بجوار بسام لتقول له في هلع
" لا تذكرني لقد بقيت بعدها يومان كلما
نمت أتخيل أن هذا العقرب قد أحضر زملاؤه من الxxxxب ويسيرون جميعاً فوقي......."
حاول بسام تمالك ضحكاته والالتزام بالجدية
قائلاً " لن تضلليني هذه المرة
لقد حفظت جميع ألاعيبك للمراوغة هيا رددي معي فقد بقي لك القليل من الدروس لتتعلميها ......"
تأففت رفيف وقالت
" لقد صِرتَ ماكراً يا بسام ........
واستكملت في زَهْو
أنا فخورة بنفسي لقد أحسنتُ تعليمك يومان آخران معي وستتحول إلي مخادع ماهر ......"
فنظر لها بسام نظرة جانبية لتتعالي
قهقهاتهما في الثانية التالية
......................................
" بم أننا بقي لنا يوم حتي نصل فمن المفترض أن يكون بسام ورفيف الآن قد وصلا لوجهتهما او علي الأقل قاربا علي الوصول ......"
نظرت سوفانا للخريطة تراجعها وهي تصدق علي كلمات آدم ببعض الهمهمات
فطالعها آدم في ريبة ليتحدث في النهاية وقد فشل في معرفة ما يشغل تفكيرها
" ماذا هناك يا سوفانا ......."
فرفعت له سوفانا أنظارها في تساؤل عما يقصده
ليستأنف آدم
" هناك ما يضايقك ويشغل تفكيرك
أكثر كلما اقتربنا من وجهتنا ماذا بك ....؟ "
فأشاحت بنظراتها للخريطة مجددا وهي تجيب
" لا يوجد مايشغل تفكيري إن هذا الاحساس من نسج خيالك لا أكثر ....."
واستقامت من فورها واقفة لتكمل ماتفعله حينها صاح بها آدم
" لن أكرر السؤال مجدداً وليس من عاداتك الكذب "
حينها سقطت سوفانا أرضاً ولم تستطع قدماها حملها فارتمت جالسة وهي تعترف في قرارة نفسها أنها تستطيع التهرب من آدم ولن يدري أبداً ما يدور بقرارة نفسها ولكنها هي من تريد إخباره فقد تعبت من هذا الحمل فلم تعتاد علي إخفاء الأسرار عنه......
لذا هطلت دموعها بدون إرادة منها
أثناء بوحها قائلة " لقد كنت أعتقد لسنواتٍ طوال أني أهلوس وأن عقلي يخيل له أشياء لم تحدث ......"
حينما رأي آدم هطول دموعها هوي قلبه ساقطاً
وانتفض واقفاً مختصراً المسافة حتي وصل إليها ليجلس بجوارها مهدهداً إياها بنبرة مرتعشة
" اهدئي يا سوفانا .... اهدئي أياً كان ما حدث فسنستطيع التعامل معه لقد مررنا بالكثير وتخطيناه لذا أترجاك أن تتمالكي نفسك لأفهم ماذا حدث "
أخذت سوفانا تبكي بلا توقف حتي هدأت رويداً رويداً
وهي تنظم كلماتها بنبرة خافتة علق بها بقايا البكاء بينما تحفز آدم لسماعها وقد خفت توتره الذي داهمه نتيجة تقلبها المفاجيء ذاك
" لمَّ لم تسألني يوماً عن موضع منزلي
أنا وعائلتي المحترق .........."
فأجاب آدم متعجباً لسير مجري الحديث
" حسبتك لن ترغبي في العودة إلي هناك أبداً ....
لذا لا داعي لذكر مثل تلك الأمور ...."
فاستكملت " حسناً الحقيقة أنني حاولتُ تذكُر الطريق المؤدي إليه ولكن مهما فعلت كانت محاولاتي جميعها تبوء بالفشل وكل ما كان يخطر بتفكيري أننا نعيش بمنزل تحت الأرض ......."
تساءل آدم في تعجب " تحت الأرض ! "
فأجابت " أجل وما دفعني للجنون أكثر أني كلما حاولت تذكر ذكرياتي مع والداي وأخي الصغير
أتت لذاكرتي أماكن لم أرها يوماً في بلادنا .....
لذا اتخذت قراراً منذ سنوات لتجنب التفكير
في كل تلك الأمور والتي استشعرت أنها بدايات اصابتي بالهلاوس والجنون ....."
فابتلع آدم غصة مسننة في حلقه وانطلق تساؤله الخافت
" ولماذا تذكرين هذا الأمر الآن .....؟ "
" لأن هناك بعض الشكوك التي تساورني منذ سماعي لحديث العم زهير .........."
نظرت سوفانا لآدم ليقابلها الصمت المتحفز وكأنه ساوره نفس شكوكها لتستأنف
" من ضمن تلك الذكريات التي اعتبرتها هلاوس يوجد ذكري عن كوننا انتقلنا من منزلنا القديم لذاك المنزل الذي عشنا به تحت الأرض و نشب فيه الحريق...
ومنذ سماعي بقصة وجود بلدان أخري غير بلدنا وأنا لا أنفك أفكر أنه لربما تلك الأماكن الغريبة التي لم أرها قط في بلادنا كانت في أحد هذه البلدان الأخري
وما يقودني لهذا التفكير بالأخص هو أن والدي كان يدعي بالباحث كان دائم الاضطلاع علي العديد من الكتب وهو من علمني البحث في الكتب العلمية والقراءة
وكان دائم الذهاب لرحلات مستمرة لعدة أيام تاركاً إيانا أنا وأمي وأخي الصغير في ذاك المنزل
ظللت أبحث بعد الحريق لعدة سنوات في بلادنا
عن أحد يعمل في مهنة الباحث تلك
وكل من سألته كان يستهزأ بالكلمة ......."
نظرت سوفانا لآدم بنظرات ضائعة فور انتهائها من الحديث لتجده يستقيم واقفاً ليستدير مبتعداً عنها وهو يقول " نامي يا سوفانا ولاتجهدي نفسك بالتفكير في هذه الأمور الآن ولك وعدي
سنبحث في هذا الأمر لاحقاً ........."
..........................................
" أنت أيها العامل أنت تفعل الأمر
بشكل خاطيء ........"
حينما قال زبير جملته تنبه العامل لينظر نحوه
فأسرع زبير بالذهاب إليه ليصحح له بعض الأمور الفنية وقبل أن يتركه ذاهباً همس له زبير بنبرة قَلِقَة حاول ترويضها " ما الذي أتي بك إلي هنا ...
هل حدث شيء ما ....؟ "
فأجاب تليد " لاتقلق جميعنا بأفضل حال ......"
فتنفس زبير الصعداء ليستكمل تليد
" أرادوا الاطمئنان عليكم ......"
فأجاب " أخبرهم أن جميعنا بخير واطلب منهم أن يحاولوا الاسراع في العودة ....."
أومأ له تليد بالموافقة ليستدير مستأنفاً أعماله بينما تركه زبير واستدار منصرفاً حينما رأي أمامه فياض وبهاء آتيان من بعيد وقد لاحظا وجود تليد
فنظر لهما زبير نظرات محذرة فهمها صاحباه ليعود الاثنان أدراجهما ........
خرج زبير ليقف علي باب أحد المناجم حيث وجد صاحباه في انتظاره ليسارع فياض بسؤاله في لهفة
" هل من جديد ....؟ "
فأجاب زبير " لاتقلقا فجميعهم بخير ....."
ليتساءل فياض وقد ظهر بعض الارتياح علي ملامحه
" ألم يخبرك بموعد عودتهم ...؟ "
فرد زبير
" كلا ولكني طلبت منه ان يستعجلهم في العودة ...."
فتساءل بهاء في قلق
" لم منعتنا من الحديث معه يا زبير ....؟ "
ليجيب الأخير" هذا أفضل فنحن لا نعلم إلي أين وصلوا في بحثهم وقد استشعرت أن تليد لا يريد أن تظهر معرفته بنا علي الملأ فقد رأيته في ذاك المنجم منذ الصباح ولكنه أدار وجهه مبتعداً وكأنه لا يعرفني "
أومأ له بهاء متفهماً بينما فياض عاد لقلقه الذي ماعاد يفارقه سوي لحظات منذ رحيلهم .......
....................................
لقد بدأ ضوء النهار في البزوغ لتنقشع الظلمة وتبدأ الطرقات من حول رفيف وبسام تتضح معالمها تدريجياً
لتقلب رفيف أنظارها حولها وهي لا تصدق ما تراه
حيث كانت الصحراء ورمالها تحيط بهم من جميع الجهات ولكن علي امتداد بصرها رأت أمامها صف من الأشجار والذي لا تستطيع استشفاف ما خلفه
لتصيح ببسام في هلع
" لا أصدق هل سندخل من بعد الصحراء لغابة .....؟ "
ولكن ما قابلها من بسام كانت ضحكاته والتي أخذت تتعالي مهللاً في فرح وهو يقول
" هذه ليست غابة ...... ماهو إلا صف واحد من الأشجار تمت زراعته مابين تلك الصحراء
والطريق الرئيسي ........"
فتساءلت رفيف
" أي طريق يا بسام ....؟
..... لا أفهم ...؟ "
ليجيب في حماس " الطريق الذي سنصل من خلاله لبوابات الدخول لبلاد فيرتيلا ......
بوابات الحدود حيث مقصدنا .......
لقد وصلنا بالفعل يارفيف ......."
.............................................

# انتهي الفصل وبإذن الله الفصل القادم غدا تمام ال 11 مساء بتوقيت مصر #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 29-11-20, 04:04 AM   #75

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل التاسع عشر "

" هذه ليست غابة ...... ماهو إلا صف واحد من الأشجار تمت زراعته مابين تلك الصحراء
والطريق الرئيسي ........"
فتساءلت رفيف
" أي طريق يا بسام ....؟
..... لا أفهم ...؟ "
فأجاب في حماس " الطريق الذي سنصل من خلاله لبوابات الدخول لبلاد فيرتيلا ......
بوابات الحدود حيث مقصدنا .......
لقد وصلنا بالفعل يارفيف ......."
................................
حينما نطق بسام بتلك الكلمات أخذت عينا رفيف تحدقان فيه بعدم استيعاب ليضربها الادراك في النهاية مصدرة صيحة متفاجئة " أتمازحني هل استطعنا عبور الصحراء فعلا..؟"
أومأ لها مؤكداً
ومن ثم انطلق ينهل المتبقي من الطريق ركضاً وهو ينادي
" أيتها السلحفاء المتنقلة فلتريني أفضل مالديك…."
كانت تلك دعوي صريحة للتسابق قَبِلَتها رفيف بكل حبور لترتسم ابتسامة شيطانية علي ملامحها وهي تنطلق ساعية خلفه وقهقهاتهما تتعالي
……………..
وقفت رفيف تلهث وهي تطالع بسام الذي ما إن وصلوا للأشجار أخذ يتفقد المكان حولها باحثاً عن شيء ما فاستدارت بعيناها مرة أخري في المكان وقد كان مثلما قال بسام فها هو صف الاشجار الكثيفة والضخمة يفصلهم عن الصحراء التي أتوا منها كما تواجد نظير ذاك الصف الشجري علي الجانب الآخر ليصبح الطريق في المنتصف محاطاً من الجانبين بصفي من الأشجار عندما انتهت من تأملها ولم يعد بسام بعد قررت اللحاق به لتتقدم رفيف حتي وصلت لمجموعة من الأشجار كان آخر ما رأت بسام يفعله هو دخوله بينهم قبل ان يختفي عن ناظريها بسبب وجود انخفاض بالأرض هناك
………………
سارت حتي وصلت إليه ليتجعد جبينها في حيرة حينما وجدته منكب علي أحد التلال الموجودة أسفل المنخفض وقد كان يحاول إزاحة الأتربة
حينما صدح تساؤلها الحائر
" ماذا تفعل…."
ليجيب بسام وهو منشغل فيما يفعل
"سترين الآن فقط انتظري .."
فالتزمت الصمت وظلت تطالعه في ترقب
لتتسع عيناها وقد التقطت أذنها صوت لم تتبين ماهيته قادم من بعيد علي الطريق حيث يقفون حينها صرخت رفيف عالياً لتتزامن صرختها مع مرور ذاك الشيء من أمامها مبتعداً عنهم
" لا تصرخي واهدئي يارفيف "
قالها بسام الذي اختصر المسافة التي كانت تفصله عن رفيف حالما سمع صرختها
فاستدارت تسأله بنبرة مهتزة
" ماذاك الشيء الأسود الكبير الذي مر منذ قليل
أهو حيوان ما ......؟
اعتقدت أنه سيهاجمنا باتجاهه نحونا بتلك السرعة "
شقت ابتسامة ملامح بسام الواقف محدقاً في رفيف
لتتسع تلك الابتسامة تدريجياً حتي تحولت لقهقهات عالية
...............................
طالعت رفيف تلك الضحكات بشرارة غيظ مع ابتسامة تلح في الظهور وبقايا خوف من ذاك الشيء المجهول
ليحاول بسام لملمة ضحكاته
وهو يحدثها " إن ذاك ليس بوحش ولا بكائن أتي ليهاجمنا ما هو إلا آلة من صنع البشر
مثل تلك المخترعات التي حدثتكم عنها وعن أنكم سترونها فور وصولنا لقد ذكرتُ السيارة من ضمنها أنسيت ......"
طرفت رفيف بعينيها عدة مرات محاولة الاستيعاب
لتصدح نبرتها الذاهلة
" ومافائدة ذاك الشيء لكم ......."
فسحبها بسام من يديها وقال
فلتكتشفي بنفسك وأوقفها أمام سيارة كانت موضوعة بذاك المنخفض الأرضي
لتصدر صيحتها الفَزِعَة مرة أخري
ولكن هذه المرة سرعان ما تمالكت رفيف نفسها وهي تقف تطالع ذاك الشيء ذا الجسم المعدني أسود اللون كبير الحجم وتسأل بسام في هدوء ظاهري
" كيف حصلت عليها هنا والآن ..... "
ليجيب " إنها ملكي بالفعل وتركتها هنا مخفياً إياها أسفل تلك الأتربة لتظهر في النهاية وكأنها تلة صغيرة متواجدة بداخل منخفض "
فردت رفيف في تهكم " حسناً سعدتُ بقلاء آلتك والآن هلا عدنا لمواصلة طريقنا ......."
فرد بسام وهو يحرك رأسه يمنة ويسرة في يأس مع ابتسامة جانبية ليتحرك بعدها متجهاً صوب السيارة
وهو يحدثها منبهاً إياها
" هذه الآلة ندعوها نحن بالسيارة لذا عندما نصل لداخل البلاد عليك التعود علي هذا المصطلح حتي لا تلفتي الأنظار بكلمة آلة تلك ......."
ظلت رفيف تطالعه بعدما أنهي حديثه ليفتح تلك السيارة ويدلف بداخلها حينها صاحت به في قلق
" ماذا تفعل لا تدخل لذاك الشيء ......."
فصحح لها بسام وقد أصبح بالداخل
" سيارة يا رفيف تدعي سيارة وهي آمنة بالكامل لا تخافي والآن هيا تعالي إلي هنا فلنكمل طريقنا "
سارت حتي وقفت متشبثة بالأرض أمام ذاك الباب الذي مال بسام يفتحه لها وهو يقول
" ادخلي ....."
ليتنهد عندما وجد الأخيرة لا تزال متصلبة في وقفتها الصامتة ليردد مجددا
" ادخلي يا رفيف فنحن واقفان هنا منذ مدة وهذا طريق عام وقفتنا هكذا ستلفت الأنظار "
حينها ابتلعت رفيف تذمرها وخوفها لتدخل جالسة بجوار بسام الذي استقر أمام عجلة القيادة .......
............................
صاحت به للمرة التي لم يعدها
" أبطيء السرعة خفف سرعة ذاك الشيء ...
أنا خائفة ........ "
فغمغم بسام متهكماً
" أبطأ من ذلك سنسير بسرعة السلحفاء ...."
فصاحت به
" ماذا تقول لم أسمعك أبطئها رجاء يا بسام "
فتنهد الأخير ليبطيء من سرعته وهو يقول
محاولاً التماسك " حسناً أبطئتها ولكن عليك الاعتياد
عليها وعدم إظهار خوفك منها أمام حراس البوابات
لقد اقتربنا منهم بالفعل ......"
لتوميء له رفيف بالموافقة في صمت
.................................
" مرحباً بك سيدي هلا سمحت لي أريد بطاقة هويتك أنت والسيدة .......
حاولت رفيف تنظيم أنفاسها في هدوء واغتصبت ابتسامة هادئة علي شفتيها وهي تطالع ذاك الحارس الواقف عند نافذة بسام يحدثهم
بينما انشغل الأخير ببحثه عن بطاقات الهوية
ليعطيها في النهاية للحارس بانتصار قائلاً
" هاهي ..... وأعتذر علي تعطيلك ....."
فأومأ له الحارس قائلاً بترحاب
" لا مشكلة ولكن عليك الانتظار معنا قليلا حتي نتأكد من تلك الهويات وسأعود إليكم "
أومأ له بسام ورفيف موافقان ليوليهما الحارس ظهره منصرفاً
" هؤلاء الحراس يبدون كأناس عاديين
مع اختلاف هيئتهم وملابسهم ......
لأقول الحقيقة لم أتخيلهم هكذا بقرارة نفسي "
قالتها رفيف فور انصراف الحارس ليبتسم بسام وهو يوجه نظراته إليها قائلاً
" كانت تلك هي توقعاتي نفسها
حينما قررت الذهاب إليكم ......"
فردت رفيف بابتسامة " أجل أعلم بذلك .....
لتستأنف في تساؤل هاديء
......... هل سنكون بخير يا بسام ....؟ "
لانت ملامح بسام ليجيبها
وقد لاحظ اهتزاز خفي في نبرتها
ولكن سرعان ما أتي الحارس من خلفه ومعه حارس يبدو وكأنه الأعلي رتبة
ليتحدث " سيدي عذراً ولكن يبدو أنك والآنسة
ستأتيان معنا قليلاً .......
لذا هلا تركت سيارتك جانباً "
بدأ الخوف يخالط الابتسامة التي رسمتها رفيف علي ملامحها فور عودة الحارسان
بينما تشتت أفكار بسام ليسأل الحارس
" حسناً هلا أخبرتني لمَّ ذلك لأنك كما علمت من هوياتنا فالآنسة ليست من هنا وما هي الا زائرة لبلادنا وأنا بحكم صداقتي معها سأرشدها داخل أنحاء البلاد
لذا ليس من الجيد إخافة الزوار هكذا ......."
هنا نظر الحارس للآخر الأعلي رتبة والذي كان واقفاً بجانبه ملتزماً الصمت
ليستلم زمام الأمور حينما تدخل في الحديث
قائلاً " نعلم يا سيدي أنها زائرة ونحن لن نزعجكما كثيرا فقط بحاجتكم لبعض الوقت
فإن رفضت ضيافتنا ستحدث حينها بعض الاضطرابات والمشاكل التي أنت في غني عنها "
قال كل ذلك مع ابتسامة بلاستيكية أتقن رسمها علي ملامحه ولكنها لم تصل لعيناه استقبلتها رفيف
كأنها ترهيب خفي بينما فَهِمَ بسام من تلك الكلمات القليلة
أنه لا مفر من ذهابهم شائوا أم أبوا فقد انتزعت حرية موافقتهم علي هذا من عدمها .......
لذا أجاب وقد استعاد رباطة جأشه
" حسناً ونحن لا نريد احداث اي مشاكل لذا أرشدني أين علي ترك سيارتي من فضلك ......"
فأجاب ذاك الحارس
" من دواعي سروري " قالها
والتفت مبتعداً هو والحارس الآخر ليجري محادثة مع أحدهم حينها أمسكت يد رفيف المرتعشة بمعصم بسام منادية إياه ليجيبها الأخير وهو يراقب هؤلاء الحراس بعيناه
" لا تقلقي وابقي هادئة كما أنت الآن والتزمي الصمت تماماً أنا سأتولي الحديث ....
هم لم يكشفونا أنا واثق من ذلك
ولكن لا أعلم ماذا يحدث "
لتتركه رفيف محاولة تهدئة نفسها ومعترفة في قرارتها أن ما يحدث الآن لم يكن سوي احتمال وارد حدوثه وقد توقعوه بالفعل إذا مابالها الآن خائفة وهاهو بسام يُأَكِد لها أنهم لم يكشفوا إذاً فبالتأكيد هي مشكلة بسيطة فلتنتظر وتهدأ ......
...................................
كان كل من رفيف وبسام يجلسان بالمقعد الخلفي من سيارة قادهم الحراس إليها والتي كانت نوافذها ذات زجاج معتم لم يسمح لرفيف بتبين معالم الطريق داخل تلك البلاد وهو ما أرادته بشدة لتبعد أفكارها عما يحدث قليلاً وبعد مدة من السير فاجئتهم السيارة بتوقفها فجأة
والسائق صدح صوته متحدثاً ليقول
" لقد وصلنا فلتتفضلا داخل ذاك المبني ..."
خرج بسام ورفيف من أبواب السيارة لتفاجأ الأخيرة فور خروجها بالأرض النجيلية حيث تقف
ومساحة واسعة من الأرض التي تم إنشاء عليها عدة أبنية متباعدة عن بعضها البعض
وما لفت نظر رفيف كان ذاك البناء الذي وقف السائق يدعوهم لداخله حيث كان أعلي تلك المباني المحيطة والتي كانت جميعها تتصف بحوائط خارجية مغلفة بالزجاج الفاخر الذي أضفي للمبني نوع من الفخامة
وقد كانت كل تلك الأبنية لا يمكن الوصول إليها إلا عند عبور بوابة كانت متواجدة علي مرأي من بصرهم
قطع تأمل رفيف مجيء أحدهم لاستقبالهم قائلاً
" تفضلا معي أنا من سأرافقكم لوجهتكما ...."
حينها مالت علي بسام لتهمس له وهما يسيران خلف ذاك الرجل
" لقد حكيت لنا كثيراً واصفاً شكل الأبنية والآلات المتواجدة هنا حتي لا نفزع عند رؤيتنا لكل هذا دفعة واحدة ولكن ماحكيته شيء وما أراه شيء آخر صدقني أحاول التمسك بكل ذرة عقل متبقية لدي حتي لا أتركك معهم وأذهب لأمتع عيناي برؤية تلك الأشياء المبهرة "
فابتسم بسام وهو يراقب الرجل الذي يسير أمامهما
قبل أن يجيبها
" لقد كنت أشك بأنك لن تتحملي مسئولية ما يحدث عندما تصبح الأمور جادة ولكني تأكدت الآن من صدق شكوكي أيتها الطفلة ......"
رمقته رفيف بنظرة متوعدة لتظل الابتسامة المغيظة ثابتة علي ملامح بسام المشاكسة
................................
" ادخلوا هنا ....."
قالها الرجل الذي قادهم لأحد الغرف داخل ذاك المبني الضخم ليتركهم من فوره منصرفاً بينما أخذ بسام ورفيف يقلبان بصرهما في المكان المحيط والذي لم يختلف كثيراً عن مكتب البانتور أيهم من حيث تصميم المكاتب إلا في كون داخل البناء لم يختلف كثيراً عن خارجه في فخامة مسيطرة علي المكان ليصدح صوت أحدهم دخل خلفهم من باب المكتب
فاستدار بسام ورفيف يطالعان ذاك المتحدث الذي قال
" تفضلا بالجلوس ......."
ليسبقهما جالساً علي كرسي المكتب
ليجلس الاثنان قبالته في ترقب
ليبدأ ذاك الرجل الخمسيني في حديثه قائلاً
" في البداية أرحب بكما أنا أدعي دائب واختصاراً للوقت دعوني أشرح لكما سبب تواجدكما هنا .....
أنت يا سيد بسام كنت مختفياً لعدة أشهر بعد استقالتك من عملك وبحثنا عنك كثيراً بعدها في محاولة لاقناعك بالعدول عن قرارك نظراً لحساسية عملك .....
ولكننا لم نعثر علي أثرٍ لك حتي أنك لم تسجل دخولك لتلك البلاد التي خرجت من عندنا قاصداً إياها
في الحقيقة عند تحققنا من السجلات وجدناك لم تسجل دخولك في أي بلد من البلاد السبع .....
وها قد ظهرت أمامنا مجدداً بين يوم وليلة
لذا فكل ما نحن بحاجة له هو شرح
لمكانك في الأشهر الماضية ........"
شعر بسام فور انتهاء الحديث وكأن أكواماً من الحجارة قد سقطت فوق رأسه
فقد حاول تخمين ما يريدونه ولكنه لم يتوصل أبداً لاستنتاج أنهم قاموا بالبحث عنه في البلاد السبع مجتمعة وإن كان قد سجل دخول في أحدها علي مدار تلك الأشهر الماضية
لذا حاول استعادة رباطة جأشه
وأجاب قائلاً " معك حق فأنا لم أسجل دخولي لأيٍ من البلاد السبع لقد كنت أهيم في الطرقات الخارجية
متسكعاً فيها دون وجهة محددة "
فور انتهائه من تلك الجملة كان دائب الجالس أمامه ينظر إليه متفحصاً ليتساءل
" وهل الآنسة كانت معك ...؟ "
لتطالعه رفيف التي أخذت تتصبب عرقاً بينما
أجاب بسام محاولاً التماسك
" لا ليست كذلك إنما هي صديقة قديمة راسلتني لآتي بها في زيارة للبلاد وهذا هو سبب ظهوري اليوم "
فعاد دائب بجسده للخلف مستنداً علي ظهر الكرسي خاصته وهو يتساءل
" تتسكع بالخارج دون مأوي أو طعام لعدة أشهر ....؟
ودن أن تعثر عليك دورياتنا
التي كلفت بالبحث عنك ............."
فحاول بسام التملص من الاجابة ليقول
" وما أدراك أنها مجرد طرقات خاوية لن تعلم أبداً "
ليأتيه ما لم يكن يتوقع حينما
قال دائب " بل أنا واثق من ذلك ........
فأنا المسئول عن عمليات البحث عن أولئك الذين يختفون دون تسجيل دخولهم بأي من البلدان السبعة وصدقني حالتك لم تردنا منذ سنواتٍ طوال ........"
فرد بسام
" وما ذنبي أنه لا يوجد الكثير من راغبي العزلة ..... "
شعرت رفيف أن بسام في مأزق
وتزايد ذاك الشعور بداخلها حالما
قال الرجل " يبدو أنك لا تدرك خطورة موقفك هنا
دعني أوضح لك بعض الأمور .......
أنت شخص كان يعمل لدي البلاد في موضع حساس
اختفيت لعدة أشهر دون تواجدك بأي من البلدان الأخري
تجلس أمامي الآن لتخبرني أنك كنت تتسكع في الطرقات لأشهر وهي حجة لم تقنعني البتة
لذا إليك ما سيحدث لا يبدو لي أن لديك نية في الحديث كما أن الآنسة المتواجدة معك من المرجح اخفاءها للقليل لذا اتخذت قراراً نهائياً باللجوء لبعض العقاقير التي ستساعدنا علي استنباط المعلومة الصحيحة من كلاكما ......."
واستقام دائب واقفاً وسط ذهول وخوف رفيف
وتفاجؤ بسام الذي غاص داخل أفكاره سريعاً
ليستأنف دائب الحديث
" أنا خارج الآن وسيأتي مختصان لاعطائكما
تلك العقاقير ..........."
وسار عدة خطوات متجهاً إلي الباب ليستوقفه بسام قائلاً
" أعطني عدة دقائق أتشاور فيها مع صديقتي وبعدها فلنتحدث عما تريده ولكن أريد وعد بعدم استخدام أي من تلك العقاقير علينا أنا وهي ......"
فأدار دائب رأسه يطالع بسام ومن ثم حدثه قائلاً
" لا مشكلة لك وعدي بعدم استخدامهم مطلقاً
علي أي منكما "
واستكمل سيره حتي خرج من الباب مغلقاً إياه خلفه
حينها خرجت رفيف عن صمتها الذي طلب منها بسام أن تلتزمه صاحت به من بين أسنانها
" بدت لي تلك كصفقة .......
نحن لن نخبره بأي شيء أليس كذلك ......"
فزفر بسام ليقترب منها هامساً لها
" تحدثي بصوت خفيض لربما يوجد من يتنصت علي أحاديثنا هنا .......
وأما أمر الاتفاق
فأخشي أننا لم يعد لدينا خيار يا رفيف...."
فهمست له في غضب
" لمَّ لم يعد لدينا خيار إن استمرينا في الانكار فلن يكون لديه أي شيء ملموس ليستخدمه ضدنا حتي وإن كان يشك بمكان تواجدك ..........."
فحدثها بسام محاولاً تهدئتها
" ومن أخبرك بأنه سيظل لا يمتلك دليلاً ملموساً لوقتٍ طويل أتعلمين ماهي تلك العقاقير التي تحدث عنها ...؟
إنها عقاقير صُنِعَت لتدخل عقلك ف حالة من الهلاوس
التي تتصل غالباً بأكثر ما تريدين اخفاؤه الآن
وبينما أنت تكافحين معها داخل عقلك
يكون لسانك قد أعطاهم أغلب ما يريدون من معلومات
دون إدراك منك ........
أو حتي علي أقل تقدير تكونين قد أخبرتيهم معلومة او اثنتين مما لا يجب عليهم معرفته
وفي حالتنا هذه إن أخرجنا معلومة واحدة خاطئة
قد نؤذي آدم وسوفانا ونكون السبب في فشل ما نفعله بالكامل ........"
فتساءلت رفيف بقلق
" أأنت متأكد لامتلاكهم مثل تلك العقاقير ....؟ "
ليجيب بسام
" أنا متأكد من ذلك تماماً ......."
فبان التفكير جلياً علي ملامح رفيف
وهي تقول " إن قرروا استخدام مثل تلك الأشياء علينا فسينتهي كل شيء ماذا سنفعل الآن ...."
حينها أجاب بسام
" أعلم أن الذهاب للحاكم مباشرة كان مخطط أن يفعله آدم وسوفانا فقط بينما نحن طُلِبَ منا الذهاب للأفراد المقتنعين بفكرة تواجد بلد مخفي واخبارهم بكافة الحقائق لنستطيع الوصول لحاكم البلاد وهم معنا لنستغل تلك البلبلة التي نكون قد خلقناها في كافة أنحاء البلاد
كمصدر قوة لنا أثناء مواجهتنا للحاكم
ولكن علينا تعديل تلك الخطة لتتناسب مع الموقف الذي نحن فيه حالياً فما بيدنا الآن هو أن نصل أنا وأنت لحاكم هذه البلاد مباشرة دون إحداث أي صدي بين الناس ولنعتمد أن ما هو متواجد فعلا من اضطراب في هذه القضية كافي لدعمنا ........"
كانت رفيف تستمع إليه بانصات حتي انتهي من الحديث وقد كانت مقتنعة بالحل الذي عرضه لذا
حدثته قائلة " نحن هكذا نأخذ مجازفة كبيرة ولكنها أملنا الوحيد بالوقت الحالي لذا معك حق فلنفعلها ولنأمل أن ننجح فيها ....."
أومأ لها بسام موافقاً ومن ثم استقام ليستدعي دائب ليتفاوضوا معه
..................................
" هناك بوابات وحرس علي مسافة ليست ببعيدة من هنا لذا عودي أدراجك سريعاً في هدوء "
قالها آدم لسوفانا بصوت خفيض علي ضوء المشاعل التي استخدموها لتنير لهم الطريق
فهرول الاثنان تحت غطاء الليل مبتعدان حتي مسافة آمنة لتجلس سوفانا أرضاً واضعة الخريطة أمامها لتقول بعد لحظات " إنها هي يا آدم كما توقعت ......
بوابات الحدود مقصدنا لقد وصلنا ...... "
فحدثها سريعاً
" إذاً هيا بنا فلنعبرها ......."
فتطلعت له سوفانا متسائلة
" أأنت واثق ....؟
فقد حل الليل ألا يجب علينا أن نرتاح قليلاً قبل المواصلة ........
فأخذ آدم برهة في التفكير ليجيبها
" لا ليس من الجيد أن نرتاح هنا والبوابات قريبة منا
ليس بالمكان الآمن فلنعبر أولاً ومن ثم نبحث عن مكان للراحة ........."
..............................
" بطاقات هوياتكم يا سادة "
قالها أحد حراس البوابة ليخرجها كل من آدم وسوفانا
ويناولوه إياها فأخذها مبتعداً وتركهم ينتظرون ......
ليظل آدم وسوفانا يحدقون ببعضهم البعض بين الحين والآخر قلقاً من وجود مشكلة بهوياتهم المزيفة
واستمر الانتظار حتي أتي الحارس مجدداً ليعيد لهما الهويات قائلاً " تستطيعان العبور مرحباً بكما في بلاد لازوديليا ونأسف علي التأخر فنظراً لكونكما زائران
احتجنا وقتاً أطول للتحقق من الهويات ...."
فحياه الاثنان ليتقدما ويقفا أمام البوابة حيث فُتِحَت إليهما ليعبرا ..........
...............................

# انتهي الفصل ألقاكم بالجمعة والسبت القادمان بإذن الله #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-20, 12:06 AM   #76

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سيرفع الفصل حالا

لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-20, 12:10 AM   #77

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل العشرون "

" بطاقات هوياتكم يا سادة "
قالها أحد حراس البوابة ليخرجها كل من آدم وسوفانا
ويناولوه إياها فأخذها مبتعداً وتركهم ينتظرون ......
ليظل الاثنان يحدقان ببعضهما البعض بين الحين والآخر قلقاً من اكتشاف أمرهم
واستمر الانتظار حتي أتي الحارس مجدداً ليعيد لهما الهويات قائلاً " تستطيعان العبور مرحباً بكما في بلاد لازوديليا ونأسف علي التأخر فنظراً لكونكما زائران
احتجنا وقتاً أطول للتحقق من الهويات ...."
فحياه الاثنان ليتقدما ويقفا أمام البوابة حيث فُتِحَت إليهما ليعبرا ..........
ولكن قبل أن يفعلا صدح نداء ذاك الحارس مجدداً وهو يقول " عذراً منكما يا سادة ولكن الماسحات التقطت أشياء حادة بحوزتكما هلا أعطيتمونا أغراضكم ...."
حاولت سوفانا التماسك وهي تتذكر حديث بسام عن الماسحات المتواجدة عند البوابات
بينما تولي آدم الحديث
" أجل إنها بعض الأشياء التي نستخدمها أثناء التخييم وهي صناعة بدائية ليست بالشيء الهام ....."
تنفست سوفانا الصعداء وهي تشكر بسام في قرارة نفسها علي تلك الإجابة التي قام بتحفيظها لهما ليستطيعا العبور بالسكينتان والرمح
حينها قال الحارس
" عذراً يا سيدي يجب عليكما إخراج جميع الأغراض لنقيمها نحن إن كان يصلح العبور بها أم لا ...."
لتدخل سوفانا قبل أن يجادل آدم أكثر من اللازم
وهي تحدثهم قائلة
" لا مشكلة تفضل ها هي أغراضنا ...."
وبادرت بإنزال حاجياتها لينظر لها آدم نظرة جانبية حانقة ومن ثم يقوم بإخراج حاجياته هو الآخر ليحملها الحارس ويسير مبتعداً.......
فمال آدم ليهمس لها وهو يراقب الحارس الذي ابتعد عن الأنظار " أفترض أنك خبأتِ الخريطة التي يتواجد عليها موقع بلادنا وأي شيء قد يثير الشكوك قبل أن تفتحي فمك ذاك ............"
طالعته سوفانا لتجيب في غيظ
" أجل لقد خبأتهم في منطقة خارج البوابات .....
لذا فلتدعوا أن يمر هذا الأمر علي خير فلو سمحوا لنا بالعبور بالأسلحة التي أصريتَ أن نأخذها فسيكون ذلك بسبب فطنتي مع أني أعتقد أنهم سيصادرونها جميعاً "
...........
" تفضلا أغراضكما لا يوجد بها ما يُقلِق لذا رحلة آمنة"
جاءت جملة الحارس إثر حديث سوفانا ليطالعها آدم بانتصار وهو يستلم الأغراض منه
بينما استلمت سوفانا أغراضها لتلحق بآدم الذي سبقها في السير عابراً البوابات
وهي تتساءل في حيرة
" لا أفهم أي بلدٍ ذاك الذي يري حراس بواباته رمح بطول وحدة نصل رمحك غير مقلق .........."
هز آدم كتفيه قائلاً " لا أعلم ولكني أعتقد أننا لدينا مشكلة أكبر من ذلك الآن لنعالجها ....."
فرفعت له سوفانا التي كانت تنظر أرضاً محاولةً التفكير أنظارها المتسائلة عن معني حديثه .....
ليجيب تساؤلها الصامت " انظري حولك ...."
حينها تطلعت حولها لتجد أنهم أصبحوا بعد عبورهم للبوابات داخل باحة كبيرة مضاءة بأضواء ملونة تميل جميعها للدفء و علي امتداد عدة خطوات من موضع وقوفهم داخل تلك الباحة رأوا حائط قد صنع من قوالب الطوب الرملي التي تدرجت ألوانها مابين درجات البني المختلفة وقد كان الجدار علي هيئة وحدات من القباب معقدة التصميم المتصلة معاً حيث كان بكل جانب من جوانبه قبتان مثلثتا القمة وفي المنتصف بوابة علي هيئة قبة بيضاوية القمة وقد كان يملأ الفراغ مابين تلك القباب وبعضها البعض
وحدات علي هيئة بوابات صغيرة مزخرفة بالمعدن والأعمدة الدائرية الشكل وما يتداخل لربط قمم تلك القباب من أعلي هو هيكل من المعدن الذي تميز باللون الأخضر الباهت العتيق والذي تداخل في تصميمه مع وحدات زجاجية رسمت عليها بعض الزخارف البسيطة
ليتشكل من كل تلك الوحدات جدار واحد ذو بوابات عدة
ظل الاثنان يتطلعان للجدار الماثل أمامهما في صمت لعدة لدقائق قطعه كلمة سوفانا التي أطلقتها بصوتٍ شابه بعض البحة وهي تحاول اخراج نفسها بصعوبة من تأمل ذاك الشيء " هل سنبقي واقفان هكذا كثيراً "
ليتابع آدم السير وهو يجيب " هيا بنا ....
يبدو أننا يجب أن نعبر بوابات ذاك الجدار فلا يوجد طريق غيره ولكن علينا أن نحاول التخفيف من تعابيرنا المندهشة حتي لا نجذب الأنظار ......"
فردت سوفانا التي لحقت به متهكمة
" وكأن ذلك بأيدينا ......"
فتنهد آدم ليجيب " فلنحاول ......"
أومأت له بالموافقة في صمت
ليعبر الاثنان ذاك الجدار ولم تكن صدمتهما كبيرة بما يوجد خلفه فقد كانت جميع الأبنية المتواجدة وراء الجدار من طرز مشابهة لطراز بناء الجدار مع بعض الاختلافات الفردية فها هو ذاك المبني الذي لا يستطيعون رؤية نهايته قد صمم بالطوب الرملي متعدد الألوان المتناسقة ليتداخل مع العديد من الزخارف الزجاجية والمعدنية لتطفي له الرونق الذي غلب طابعه علي كل ما يحيط بهم
وهاهو بناء آخر يشابهه وثالث ورابع
" يبدو أننا سنعاني الكثير هنا يا سوفانا
حتي نتأقلم مع هذا المكان ........."
قالها آدم الذي مايزال يتطلع فيما حوله لتجيب سوفانا بإيماءة موافقة تبعتها جملتها المستكشفة
" أعتقد أننا نقف الآن في طرقات مخصصة للمارة فكل هؤلاء البشر الذين يسيرون من حولنا مع اختلاف ملبسهم وأشكالهم هم يسيرون علي أقدامهم مثلنا
ولكن انظر هناك ..."
وأشارت سوفانا لطريق بعيد كان ممتليء بالسيارات
ليطالعه آدم متسائلاً عن ماهية تلك الهياكل المعدنية الضخمة
فردت سوفانا
" من وصف بسام سابقاً فيبدو أنها ما يدعي بالسيارات وهي أحد وسائل التنقل التي يستخدمونها للتحرك من مكان لآخر بدلاً من السير ....."
فرد آدم في ذهول
" أجل أذكرها تلك الأشياء مشابهة لوصفه بالفعل ولكن
ما ذاك الشيء المتواجد أعلاها ....."
وقد أشار آدم لنفق زجاجي معلق بالهواء علي أعمدة
فدققت سوفانا النظر قليلاً حيث أشار آدم
ولكنها لم تتبين ماهية ذاك الشيء هي الاخري لتقول له في النهاية مستسلمة " لا أعلم ....."
فحاول آدم استعادة تركيزه ليحدثها قائلاً
" حسناً لا عليك فلنستعد رشدنا الآن كل ما علينا هو العثور علي طريق للوصول لحاكم تلك البلاد والذي لا نعرف عنه سوي اسمه ....
لذا هل لديك أفكار عن كيفية فعل ذلك ...."
همت سوفانا بالرد ليلفت نظرها بعض الكتابات التي ظهرت علي أحد شاشات العرض الكبيرة المتواجدة علي أحد الأبنية القريبة فصاحت به فور قراءتها لما كُتِبَ قائلة " لا ليس لدي خطة ولكني أعلم أين سيتواجد الحاكم غداً ......"
فنظر لها آدم ليجدها تطالعه بابتسامة منتصرة
ليبتسم هو الآخر ابتسامة جانبية قائلاً
" يبدو أنك لديك أخبار جيدة لتطلعيني عليها ولكن تعالي لنجلس أولاً ........"
فتساءلت في تعجب " نجلس أين .....؟ "
فأشار لها آدم لمكان قريب قائلاً
" يبدو أنه مكان للراحة فتلك الأشياء المعدنية كان يتخذها الناس كمقاعد لذا فلنعثر علي مقعد خالي ولنتشاور ونحن جلوس ....."
أومأت له سوفانا موافقة في حماس
ليتجهوا لأحد تلك المقاعد الخالية
فزفر آدم فور جلوسه قائلاً
" يبدو انك لم تحتاجي الكثير من الوقت لتتحول نظرتك لانبهار تام بكل ما يوجد هنا .......
أستطيع رؤية عيناك تلمعان في حماس كطفلة صغيرة لم أري تلك النظرة تحتل ملامحك مطلقاً "
فابتسمت سوفانا وأجابت
" لقد كشفتني معك حق ....
فالأمر أشبه بالخيال هنا ...."
ولكن تبدلت ملامحها وهي تطالع آدم الجالس بجانبها بنظراتٍ متفحصة
لتستكمل حديثها " ولكني لا أعتقد أنك تشعر بالمثل "
أجاب آدم بتعابير غير مقروءة
" يراودني الكثير من الخوف والرهبة من كل ما أراه هنا ولم تمر سوي عدة دقائق علي تواجدنا بالمكان "
فنظرت سوفانا لآدم وربتت علي كتفه في نظرات حانية مشجعة ليتنهد الأخير محاولاً التماسك وقد استعاد بعض من رباطة جأشه ودار بعينيه في المكان حوله مرة أخيرة ليحدث سوفانا التي التزمت الصمت سامحة له بلملمة أفكاره " قلتِ أنك تعلمين مكان تواجد الحاكم "
فردت بصوتٍ خفيض وقد عادت نظراتها الجادة
" أجل التقطت بعيناي بعض الكتابات التي كانت أِبه باعلان عن وجود موكب للحاكم آزاد غداً في أقصي شمال البلاد ......
لذا كل ما علينا معرفته هو أين يوجد أقصي الشمال
وأن نصل إليه قبل الغد ولكن ماذا سنفعل بعد الوصول لذاك الموكب هذا ما لم يتبادر لذهني بعد ......."
أومأ لها آدم متفهماً وقد ارتسمت علي ملامحه نظرات غامضة ليحدثها قائلاً
" اتركي هذا الأمر لي فقد خطرت ببالي فكرة....."
واستدار للمقعد القابع علي يساره حيث كان هناك رجل مسن جالس عليه ليناديه آدم
قائلاً " عذراً هلا أوضحت لي كيفية الوصول
لأقصي شمال البلاد ........."
نظر له الرجل مدققاً للحظات كانت سوفانا خلالها
تسب آدم في قرارة نفسها علي تسرعه
في الاحتكاك بالعامة فهم لم يبتعدوا كثيراً عن بوابات الحدود بعد
ولكن الرجل أجاب بعد لحظات في هدوء قائلاً
" يبدو لي من ملبسكما الغريب وتساؤلك الأغرب أنكما زائران من بلدٍ آخر ....."
أومأ له آدم مُأَكِدَاً بينما طالعته سوفانا بابتسامةٍ مجاملة
في حنق خفي من فظاظة الرجل
ليستأنف الحديث قائلاً
" لا تحتاجان للذهاب لأي مكان
فأنتما هنا بأقصي الشمال بالفعل ........"
ليستكمل آدم تساؤله
" إذاً هل سيعبر موكب الحاكم من هنا بالفعل ...؟
فقد أردنا الاستمتاع بمشاهدته أنا وصديقتي
بالطبع إن لم يكن هذا ممنوع ...."
حينها زادت لعنات سوفانا لآدم
علي أسئلته المباشرة تلك
بينما ظل الأخير منتظراً إجابة العجوز
ليرد الرجلوقد استقام واقفاً بصعوبة ينتوي الرحيل
" أجل ولكنه لن يأتي إلي البوابات هنا
إن أردت مشاهدة موكبه فاذهب إلي الطريق الجديد إنه ذاهب لافتتاحه ........"
وغادر العجوز مودعاً آدم وسوفانا
لتتحدث سوفانا فور ذهابه قائلة
" لم أعتقد أن السؤال المباشر سيفلح ....."
فنظر لها آدم قائلاً وهو يستقيم واقفاً
" لقد أفلح ..... لذا هيا بنا الآن علينا الاسراع في الوصول للطريق الجديد قبل صباح الغد
لتتبعه واقفة وهي تسأله
" إذاً أخبرني ما هي خطتك ....."
فرد وهو يتلفت حوله باحثاً عن وسيلة تساعده في العثور علي موقع الطريق الجديد ......
" سأخبرك ولكن دعينا نتحرك أولاً ...."
.................................
" لقد حل الليل خارجاً
وأوشكت تلك الغرفة أن تصبح مظلمة تماماً ألا يوجد بها بعض الضوء ......"
فأجاب بسام بنبرة خافتة وهو مستغرق في التفكير
" لا أعلم يا رفيف .........."
فتنهدت رفيف الجالسة أرضاً لتتطلع حولها بتلك الغرفة التي قادوهم لها وقد كانت غرفة واحدة داكنة الحوائط ذات باب مغلق ونافذة متناهية الصغر كانت تدخل لهم بعضاً من إضاءة شمس النهار ........
أعادت رفيف نظراتها لبسام الغارق بتفكيره منذ أدخلوهم لتلك الغرفة ........
لتبتسم عندما مر علي ذاكرتها ما فعله منذ ساعات
...................
حدثته رفيف قائلة " نحن هكذا نأخذ مجازفة كبيرة ولكنها أملنا الوحيد بالوقت الحالي لذا معك حق فلنفعلها ولنأمل أن ننجح فيها ....."
أومأ لها بسام موافقاً ومن ثم استقام ليستدعي دائب حتي يتفاوضوا معه
ولكنه توقف بعد عدة خطوات ليستدير
محدثاً رفيف
" أوتعلمين ... نحن نتعامل هنا بصورة خاطئة ........"
طالعته رفيف لتري الجنون يسيطر علي نظرة عيناه مع ابتسامة أخافتها مما هو آتٍ
لذا تساءلت في ريبة " ماذا تقصد ....."
فأجاب بسام " هؤلاء لا يجب التعامل معهم بهذه الطريقة جاريني فيما أفعله يا رفيف ....."
فابتلعت رفيف غصة بحلقها وهي توميء له موافقة
حينما فُتِحَ باب المكتب ليطل منه دائب من جديد
قائلاً " هل كان هذا الوقت كافياً ...؟ "
فسار بسام ليعاود الجلوس في هدوء
وأجاب " أجل لقد كان كافياً ....."
فعاد دائب إلي مقعده منتظراً في صمت
ليبادر بسام بالحديث وقد عاد بجسده للخلف متكئاً علي ظهر مقعده ومن ثم تحدث قائلاً
" بالبداية أود أن أطرح عليك سؤالاً ......
لمَّ اعتقدتني رفضت تناول تلك العقاقير ...."
فأجاب دائب " لأنك علي دراية بما ستواجهونه من مصاعب كلاكما لعدة ساعات بعد تناولها .....
كما أنه من الواضح امتلاككما للعديد من الأسرار التي لا تريدان كشفها ....."
فابتسم بسام ابتسامة جانبية لم تصل لعيناه
وأومأ بالنفي .....
فارتفع حاجبا دائب وقد توقع تلاعب بسام بالحقائق ولكنه حثه علي الاستمرار قائلاً
" إذا أتخبرني بأنك لا تملك ما تريد إخفاؤه عنا "
فاتسعت ابتسامة بسام ورد بنبرة هادئة
" بلي أملك العديد من الأسرار التي أود إخفاءها عنكم
لذا دعني أشاركك بأولها
تحفز دائب منتبهاً
ليستكمل بسام الحديث .......
" هذه العقاقير لن تسبب لنا الهلاوس وإنما القتل........"
حاولت رفيف التمسك بنظراتها الغير مقروءة حتي لاتفضح تعابيرها جهلها بما يقوله بسام
بينما صدرت ضحكة من دائب لم يستطع كبحها وهو يقول " لا هذا ليس صحيح أستطيع التأكيد لك أنها آمنة ولن تسبب أعراض جانبية كالموت "
فازدادت نظرات بسام جنوناً امتزج بالثقة وهو يقول
" وأنا أستطيع التأكيد لك ان مخزونكم من تلك العقاقير تم التلاعب به ليصبح قاتلاً فور تناوله وقبل أن تحصلوا علي معلومة واحدة منا ......"
حينها جحظت عينا رفيف وكادا يخرجا من محجريهما وهي تطالع بسام ببلاهة ......
بينما تبدلت ملامح دائب للقلق
وهو يحاول التماسك بتعقله
ليميل مستنداً علي مكتبه وهو يحدث بسام بصوت خافت قائلاً " كاذب ..... "
ليظل الأخير محتفظاً بابتسامته الواثقة دون أن تتزحزح قيد أنملة وهو يرد علي دائب
" جربني ....."
حينها هب دائب واقفاً ليخرج من باب المكتب
مغلقاً إياه خلفه وما هي إلا ثوانٍ حتي دخل أحد الحراس
ليقودهم إلي تلك الغرفة مغلقاً بابها خلفه .......
................
عادت رفيف لواقعها لتتنهد متأملة في حال بسام الذي لم يتفوه ببنت شفه من وقتها سوي طلبه منها بأن تتركه يفكر قليلاً ومن ثم سيشرح لها
وهاهي تنتظر منذ ساعات دون جديد
لذا صاحت به وقد فاض الكيل بها
" يكفي إلي هذا الحد أنا بحاجة للتحدث معك ..."
حينها رفع بسام أنظاره إليها ليستقيم بعد لحظات واقفاً حتي وصل إليها ليجلس بجوارها أرضاً وهو يهمس قائلاً " سأشرح لك ولكن تحدثي همساً للاحتياط "
أومأت له رفيف موافقة ليستأنف الحديث
" أنا لم أتلاعب بتلك العقاقير كل ما فعلته هو اعطائهم معلومة خاطئة لأكسب لنا بعض الوقت لا أكثر "
أخذت رفيف تطرف بعينها عدة مرات كعادتها عندما تحاول الاستيعاب
لتتساءل بعد لحظات الاستيعاب خاصتها
" وكيف صدقوك بتلك السهولة ....؟ "
تنهد بسام وأجاب
" لأني كنت أعمل لديهم في معاملهم وأشرف علي العديد من الأبحاث حتي أني شاركت في بعض الأبحاث المبدئية التي اتخذوها ليصنعوا تلك العقاقير ولكني لم أوافق علي إكمال البحث فيها
ولكن هناك من وافقوا غيري ونتج عن أبحاثهم تلك العقاقير ........"
طرفت رفيف بعينيها مرة أخري
ليقول بسام " أي بمعني آخر أنا كان بإمكاني التسلل وتخريب تلك العقاقير أو الاتفاق مع أحدهم من داخل المعامل لفعل ذلك لذا دائب ذاك تركنا وذهب حتي يتأكد من صدق حديثي ........"
فردت رفيف بنبرة مهتزة
" وماذا سيحدث لنا عندما يكتشفوا كذبتك ......
ولمَّ فعلت ذلك من الأساس ألم تقل أنه من الأفضل أن نتحدث معهم ونتفاوض ......"
أجاب بسام
" ليتأكدوا من صدق حديثي أو عدمه عليهم أن يجروا بعض التحاليل علي تلك العقاقير وهذا سيستغرق علي أقل تقدير أربعة أيام متتالية ......
أما لم فعلت ذلك ........
فما حدث فجأة لنا منذ وصلنا للحدود لم يكن متوقعاً البتة
أن يكونوا بحثوا عني بعد استقالتي والتأكد من سجلات البلدان الأخري كل ذلك لم يكن متوقع
لقد كنت يائساً هناك داخل مكتب دائب محاولاً إقناع نفسي أن أثق بوعده
ولكن هؤلاء الأشخاص لا يمكن الوثوق بهم أبداً صدقيني كل ما كانوا سيفعلونه هو معرفة ما لدينا من معلومات والتي أشك من أن لديهم توقع مسبق عنها ومن ثم سيستخدمون تلك العقاقير علينا لمعرفة بقية ما يريدون دون أن يلقوا بال لأي اتفاقيات ولا مانع بعدها من مقتلنا إن جاءت الأوامر بذلك .......
لهذا السبب كان مخططنا مع يامن وأيهم يقتضي بأن نذهب أنا وأنت لسكان البلاد حتي نأخذهم كقوة أمام ذاك الحاكم وفي نفس الوقت يحاول آدم وسوفانا إقناع الحاكم الأكثر ترفقاً والذي من المتوقع أن يستمع ولو للقليل
علي عكس حاكم هذه البلاد ........
لذا يمكنك القول أننا محتجزان الآن وكل ما نستطيعه لننجو هو المماطلة والتحايل عليهم لكسب مزيد من الوقت لربما يحدث آدم وسوفانا فارقاً في المدة التي نستطيع كسبها أو ينقذنا أيهم أو يامن بطريقة ما ....."
نظرت له رفيف بعينان ترقرق فيهما الدمع فور انتهائه من الحديث فأبعد بسام عيناه عنها وهو يضرب بكفيه في الحائط محاولاً إفراغ ما يعتمل داخله الآن وهو يقول
" ياليتك لم تأتي معي وكنت أتيت إلي هنا بمفردي
حينها كان الحمل ليصبح أخف ......"
فسددت له رفيف لكمة في كتفه فور سماعها لتلك الجملة
فاستدار لها بسام ليجدها تمسح عيناها بكفها
وقد صدح صوتها بنبرة ساخطة
" لا تشعرني وكأني حمل عليك كل ما في الأمر أني تذكرت سوفانا وآدم وتمنيت أن يكونوا بخير...
والآن أخبرني ما هي خطتك القادمة ....؟ "
قالتها رفيف وقد ارتسمت علي ملامحها ابتسامة هادئة مشجعة لبسام
لتهدأ تعابير الأخير قليلاً ويهم بالحديث
ولكن سرعان ما يفتح الباب ليقاطع دخول دائب حديثهم
...............................
" آدم استيقظ يا آدم ....."
ليستيقظ الأخير متسائلاً في وجل
" هل مر الموكب بعد ....؟ "
لتجيب سوفانا " لا ولكن الناس قد بدأوا بالتجمع يبدو أن موعده اقترب كانت فكرة رائعة منك أن نبقي هنا بتلك الحديقة طوال الليل فهي قريبة من الطريق الجديد الذي سيمر منه الموكب ......."
فاعتدل آدم في جلسته وهو يستمع لحديث سوفانا في صمت ليجدها تستكمل الحديث قائلة
" هلا أخبرتني الآن بتلك الخطة التي لديك فأنا حتي الآن لا أعلم عنها أي شيء ......"
فاستقام آدم واقفاً وهو يحدثها قائلاً
" تعالي نذهب حيث التجمع أفضل من جلوسنا هنا "
ظلت سوفانا تطالعه في جلستها لتتساءل في قلق
" إلام تخطط يا آدم ......"
فرد بنبرة حازمة منهياً هذا الحديث
" هيا بنا يا سوفانا ......"
فاستقامت متتبعة إياه وهي تحاول تخمين تلك الخطة التي يخفيها عنها ومدي جنونها ....
....................................
" وقف آدم وسوفانا يشاهدان الموكب الذي أطل من بعيد وقد كان يحوي علي حوالي الأربع عربات تسير خلف بعضها وسط الكثير من الترحيب والتهليل من المشاهدين ........
وباللحظة التي تلت ذلك كان آدم واقفاً يسد الطريق أمام الموكب الذي كان قد وصل حيث يقف آدم بالفعل ليتوقف الموكب ويعم الصمت في ترقب لمعرفة ما يحدث بينما خرج الكثير من الرجال من عربات الموكب والذين يحملون جميعاً الأسحلة الموجهة تجاه آدم وقد بدوا كحرس للحاكم
ليبادر أحدهم بالحديث صائحاً في تساؤل وقد بدي
رئيس الحرس " من أنت ولم تقف هكذا ........."
كانت سوفانا تشاهد ما يحدث واقفة بين الحشود
وقلبها يدق هلعاً فلم تتوقع بأقصي
تخيلاتها جنوناً أن تكون تلك هي خطته
فأجاب آدم رئيس الحرس قائلاً
" أريد التحدث مع الحاكم آزاد لدي شيئ
هام لأناقشه معه ........"
فرد رئيس الحرس آمراً
" ابتعد عن الطريق إن كنت تريد الحفاظ علي حياتك "
ليجيب آدم
" صدقني لا يوجد لدي ما أخسره .....
لن أتحرك من هنا قبل مقابلته ....."
فأطلق أحد الحرس طلقةً من مسدسه بجوار آدم للترهيب
كانت كفيلة لاسقاط كل تماسك بقي لدي سوفانا
لتنهمر دموعها كالشلال وتستل سكينها محاولةً اختراق الحشود حتي تصل إليه
بينما استل آدم رمحه وهو يقول
" لا يوجد لدي نية لإيذاء أحد ولكن مادمتَ لا تتفاهم سوي بتلك الطريقة فلا مانع لدي "
ليعطي رئيس الحرس أمراً للجميع بالاستعداد للإطلاق
فور رؤيته لرمح آدم .......
...................................

# انتهي الفصل والفصل القادم غدا بإذن الله #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 06-12-20, 12:56 AM   #78

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل الحادي والعشرون "

لذا يمكنك القول أننا محتجزان الآن وكل ما نستطيعه لننجو هو المماطلة والتحايل عليهم لكسب مزيد من الوقت لربما يحدث آدم وسوفانا فارقاً في المدة التي نستطيع كسبها أو ينقذنا أيهم أو يامن بطريقة ما ....."
نظرت له رفيف بعينان ترقرق فيهما الدمع فور انتهائه من الحديث فأبعد بسام عيناه عنها وهو يضرب بكفيه في الحائط محاولاً إفراغ ما يعتمل داخله الآن وهو يقول
" ياليتك لم تأتي معي وكنت أتيت إلي هنا بمفردي
حينها كان الحمل ليصبح أخف ......"
سددت له رفيف لكمة في كتفه فور سماعها لتلك الجملة
فاستدار لها بسام ليجدها تمسح عيناها بكفها
وقد صدح صوتها بنبرة ساخطة
" لا تشعرني وكأني حمل عليك كل ما في الأمر أني تذكرت سوفانا وآدم وتمنيت أن يكونوا بخير...
والآن أخبرني ما هي خطتك القادمة ....؟ "
قالتها رفيف وقد ارتسمت علي ملامحها ابتسامة هادئة مشجعة لبسام
لتهدأ تعابير الأخير قليلاً ويهم بالحديث
ولكن سرعان ما فُتِحَ الباب ليقاطع دخول دائب حديثهم
...............................
" وها قد عدتُ لنستكمل الحديث....."
قالها دائب ليجيب بسام الذي عدل تعابيره لتعود له تلك الابتسامة الواثقة
" يسرني الحديث معك يا دائب ......"
فرد دائب " حديثي ليس معك هذه المرة فلقد أتيت للحديث مع آنستنا الزائرة
لنعلم ما تخبئه هي أيضاً ....."
حينها توحشت ملامح بسام للحظة من الزمن ليعود ويحكم سيطرته عليها مجدداً
بينما التزمت رفيف الصمت واستجمعت شجاعتها لتطالع دائب ذاك بنظرات قوية
فتدخل بسام محاولاً ابعاد مجري الحديث عن رفيف
وهو يقول " لم تخبرني أأعجبتك مفاجأتي يا دائب ..؟"
تطلع له دائب والشرر يتطاير من عينيه قائلاً
" لم نتأكد بعد من صدق فعلتك التخريبية ولكن صدقني فور تأكدي فلن يمنعني شيء عن قتلكما أنتما الاثنان ومن ساعدكما علي فعل ذلك
بغض النظر عن مالديك من معلومات ........"
صدرت ضحكة متهكمة من بسام فاعتدل دائب
في وقفته ليضع يداه في جيبي بنطاله وهو يتساءل
" أخبرني عما يثير ضحكك
لربما تشاركنا الضحك معاً ......"
فأجاب بسام " تخيلت فقط ما سيحدث في هذا البلد
بعد يومان من الآن وقبل حتي أن تصلك نتيجة تحليل عينات العقاقير ......"
فتنبهت ملامح دائب ليسأل في اهتمام خفي
" عم يدور هذا الحديث ......"
فأجاب بسام وقد اشتدت نظراته قائلاً
" كلانا يعلم عم يدور هذا ........."
فرد دائب " هات ما عندك .........."
لينطق بسام بآخر ما توقعته رفيف في الوقت الراهن حينما قال
" بلاد ساليفيا التي تم إخفاء وجودها عن العالم لما يقرب المائة عام ستكون تفاصيل هذه القضية كاملة علي كافة مكاتب الصحف ووسائل الاعلام والتواصل في بلادنا والبلاد الأخري بأكملها بعد يومين من الآن ما لم أتواصل مع رفاقي ليمنعوا ذلك وهو ما لن يعجب رؤسائك اطلاقاً علي حسب اعتقادي ............"
اشتعلت عينا دائب وتحولتا للهيب حارق
وهو يصيح بهما بصوته الجهوري
" ماذا تعرفان عن هذا الأمر .....؟ "
حينها أدركت رفيف ما فعله بسام
لتشارك في لعبته وقد أعجبها اللعب قائلة
" يكفي عليك ما حصلت عليه منا حتي الآن إن أردتَ التفاوض بهذا الشأن فحديثنا حينها سيكون مع
الحاكم رامان حاكم هذه البلاد وليس معك ....."
ليُصَدِقْ بسام علي حديث رفيف قائلاً
" كما قالت الآنسة تماماً ....."
فبقي دائب يحدق فيهما لبرهة من الزمن تبعها استدارته لينصرف محكماً إغلاق باب الغرفة خلفه
فغمغمت رفيف منزعجة فور غلقه للباب
" وها قد عدنا للظلمة مجدداً ......"
فرد بسام " لا يبدو أن لديهم نية اشعال الأضواء بتلك الغرفة لذا فلا يوجد لدينا سوي الضوء القادم من خارج الغرفة والمتسرب عبر الباب ......."
تنهدت رفيف لتجيب " أعلم ذلك ......."
ومن ثم اقتربت من بسام هامسة في حماس
" لمَّ لم تخبرني أنك تشك في معرفتهم
بأمر ساليفيا منذ البداية .....؟ "
فأجابها " لم يكن ذلك فقط ما شككت فيه لقد توقعوا منذ البداية أننا لدينا بعض المعلومات عن الأمر فمن ذاك الذي يبحث وراء شخص لم يسجل دخوله بأي من البلدان السبعة حتي وإن احترق في الطرقات الخارجية لمَّ يهمهم أمره
إلا لو كانت لديهم سياسات خفية
بمعاملة كل من يذهب في تلك الطرقات
ويختفي لفترة زمنية معينة علي أنه استطاع الوصول لسرهم الكبير وما هو أكبر سر لدي حكومات البلاد السبعة في رأيك ...؟ "
فتحمست رفيف وأجابته همساً " ساليفيا ...."
ليوميء لها بسام موافقاً
حينها استكملت رفيف التحدث في حماس متسائلة
" وما رأيك فيما فعلته منذ قليل ...."
فابتسم لها بسام مشجعاً " أحسنت صنعاً لم أعلم أنك استطعت حفظ اسم الحاكم عندما قلته أمامك سابقاً ...."
لتبتسم رفيف في زهو متلقية هذا التشجيع
ومن ثم تساءلت " وما هي خطوتنا التالية ..؟ "
ليجيب بسام " فلننتظر ونري ...؟ "
..........................
في صباح اليوم التالي كان أيهم جالساً علي مكتبه يطالع بعض الأوراق حينما تعالت الطرقات علي بابه
تبعها تساؤله عن هوية الطارق
ليطل نور وإلياس من خلف الباب حينها سمح لهما أيهم بالدخول
ليدلف الاثنان حتي استقرا بالجلوس في مقابلة أيهم فبادر إلياس متسائلاً في قلق فشل في إخفائه
" ألا توجد أخبار من أي منهم حتي الآن ...؟ "
فتطلع إليهما أيهم متفهماً لذاك القلق البادي علي ملامحهما ليجيب محاولاً التخفيف عنهما
" صدقاني لم يرد لي أي شيء عنهما إطلاقاً ولا داعي لذاك القلق فحسب الخطة التي وضعناها
فمن المتوقع أنهم لم يصلوا سوي من ليلتين فقط علي أقصي تقدير ومن الممكن ألا يكونوا وصلوا لوجهتهم حتي الآن لذا فلتخففا من قلقكما قليلاً ....."
أومأ له الاثنان بتفهم صامت
ليتساءل أيهم " وما أخبار تخفيكما داخل المنزل كمسؤولي المكتبة كما كنتما سابقاً .....
أهناك ما يضايقكما بالأمر ...؟ "
فرد الاثنان بالنفي التام بينما استفاض نور في الحديث موضحاً " نحن نحب الكتب والمكتبة والأمر ليس مرهق إطلاقاً لذا لا داعي للقلق بهذا الشأن أيها البانتور
ولكن رجاءً فور وصول أي معلوماتٍ لك فلتعلمنا فوراً"
فأجاب أيهم قائلاً " لك وعدي بذلك ......"
لتتعالي الطرقات علي مكتب أيهم فور انتهائه من حديثه تبعها دخول يامن الذي يحاول التحدث من بين لهاثه قائلاً " أيهم لقد عاد مساعدك أيوب
وهو آتٍ خلفي الآن ......"
ليصيح يامن فور ملاحظته لنور وإلياس
" ماذا تفعلان هنا والآن ... يا الهي إن رآكما أيوب تخرجان من مكتب أيهم ستثار شكوكه ...."
فرد أيهم سريعاً ليرتب أفكار صديقه قائلاً
" خذهما وادخلا للغرفة الداخلية للمكتب يا يامن "
فنظر له يامن متسائلاً " أأنت متأكد .....؟ "
فصاح به أيهم هامساً
" أجل متأكد هيا فلتسرعوا جميعاً ......"
ليأخذهم يامن في اللحظة التالية ويفتح بوابة صغيرة موجودة بأرضية مكتب أيهم لينزل داخلها هو ونور وإلياس ويحكم إغلاق بابها خلفه .....
............
كان أيهم جالساً علي مكتبه يطالعهم بعيناه
حتي أُغلِقَ الباب ليُفتَح في اللحظة التي تلتها باب مكتبه وقد كان أيوب واقفاً عنده يستأذن للدخول .....
فأذن له أيهم بالدخول قائلاً
" أهلا بعودتك يا أيوب كيف كانت رحلتك .....؟ "
فأجاب أيوب والابتسامة ترسم طريقها علي شفتيه
" لقد كانت رحلة رائعة يا سيدي ....
وسارت علي نحو جيد ...."
فرد أيهم " هذا جيد يا أيوب
وكيف سارت الأوراق التي ذهبت لتنهيها ........"
فأخرج أيوب مجموعة من الأوراق قائلاً
" هاهي جميعها متوقفة علي توقيعك يا سيدي ..."
فتناولها أيهم منه ليطالعها
بينما بقي أيوب جالساً مكانه وقد شردت عيناه
فنظر له أيهم نظرة جانبية ليسأل
" وما أخبار تلك الاضطرابات التي حكيتها لي سابقاً عن مجموعة من الأشخاص الذين يشككون بما تقوله حكوماتهم عن كون موقع بلادنا
ماهو إلا صحراء و كيف اتخذ آزاد و رامان قرارهما ليواجها تلك الأوضاع ......"
فأجاب أيوب
" لم يتوصلا لقرار نهائي بعد بشأن الأمر ولكن ولا تزال تلك الاضطرابات علي حالها ولكن هناك ماحدث قبل أن آتي مباشرة وهو ما يحيرني بشدة ...."
فتنبهت حواس أيهم ليسأل
" وماهو ذاك الشيء ....؟ "
أجاب أيوب وكأنه وجد متنفساً لما يشغل باله
" وأنا مغادر وصلتني أخبار من رامان عن كون أحد العاملين لديه بأحد المناصب الحساسة
والذي استقال منذ أشهر عدة واختفي عن الأنظار
ولكنه عاد للظهور ثانية ويهددهم بفضح
حقيقة اخفائهم لساليفيا "
فتماسك أيهم ليسأل السؤال الذي خشي إجابته
" وماذا فعلوا معه ......"
فاجاب أيوب " لا أعلم كل ما أعلمه أنهم كانوا يحبسونه هو والفتاة التي معه و ما طلبوه مني
هو العودة سريعاً لأسأل حراس الأسوار
عن كون أحداً لم يدخل أو يخرج ........."
" وماذا أخبرك الحراس ....؟ "
فأجاب أيوب مطمئناً
" لا تقلق يا سيدي فالمعلومة لم تتسرب من عندنا طمأنني الحراس أن أحداً لم يحاول الخروج أو الدخول لذا المشكلة ليست عندنا ....
ولكني يأرقني التفكير بالأمر كيف استطاع ذاك الفتي التوصل لتلك المعلومات غاية السرية .....
ألديك أي فكرة يا سيدي فأنت دائماً ما تحلل تلك المواقف تحليلاً يميل للصواب في كثير من الأحيان "
فأجاب أيهم " لا أعلم يا أيوب الأمر محير ...."
فاستقام أيوب قائلاً وقد هم بالانصراف
" اذاً اعذرني يا سيدي أنا ذاهب
لأستريح من مشقة السفر ......."
فناداه أيهم سريعاً وقد اشتعلت عيناه قائلاً
" انتظر يا أيوب ....."
ليستدير أيوب مستفهماً من أيهم في اللحظة التي فُتِحَ فيها باب الغرفة الجانبية ليخرج منه يامن ممسكاً بسكينه
وقبل أن يدرك أيوب ما أصابه
كان يامن يسلط سكينه علي عنق أيوب "
بينما قال أيهم في هدوء آمراً
" اذهب مع يامن يا أيوب ولا تقلق ......"
فقاده يامن لباب الغرفة الجانبية المفتوح والذي خرج منه للتو نور وإلياس مفسحان المجال ليامن الذي أخذ أيوب للأسفل مغلقاً باب الغرفة خلفه .....
........
ظل نور وإلياس يراقبان أيوب حتي اختفي خلف باب الغرفة الجانبية المغلق ليهرع بعدها نور
في تساؤل لأيهم
" أخبرني أن من تحدث عنهم مساعدك
الآن ليسا بسام ورفيف ......."
فرد أيهم " صدقني تمنيتُ لو لم يكونا هما ......"
...............
.....................
" رفيف استفيقي أحدهم قادم ....."
انتفضت رفيف مستيقظة ليهدئها بسام قائلاً
" هدئي من روعك لا يوجد ما يدعو للقلق "
فاستكانت رفيف لتتحدث قائلة
" لمَّ لم توقظني لأستلم المراقبة مكانك
كان يجب عليك النوم قليلاً ......."
فأجاب بسام " داهمتني الكثير من الأفكار ولم أستطع النوم لذا لم يكن هناك داعٍ من إيقاظك ......
الأهم من ذلك الآن هل تسمعين ...."
فأنصتت رفيف محاولة فهم ما يشير له بسام لتستمع لخطواتٍ تقترب من غرفتهم .....
ويفتح الباب بعد لحظات ليطل من دائب وخلفه رجل يبدو في الأربعين من عمره لم تتعرف عليه رفيف
بينما ساور القلق بسام فور رؤيته
فبادر ذاك الأربعيني بالحديث قائلاً
" سمعتُ أنكما أردتما رؤيتي لذا جئتُ لألبي طلبكم "
فاتسعت عينا رفيف في ادراك
بينما صدحت نبرة بسام الذي أجاب
" مرحباً بك سيادة الحاكم رامان ......"
فرد رامان " ماذا تعرفان عن بلاد ساليفيا ....."
فتطلع رفيف وبسام لبعضهما البعض
برهة من الزمن أجاب بعدها بسام
" ما أعلمه أنها بلاد بغاية الجمال ......."
فحافظ رامان علي هدوئه ليستكمل
" أذهبتما إلي هناك ...؟ "
فرد بسام قائلاً " ربما ....."
حينها انفلتت أعصاب دائب ليصيح ببسام قائلاً
" كف عن المماطلة وأجب علي سيادة الحاكم "
ولكن قبل أن يجيب بسام كان ارتفاع نبرة رامان كتنبيه لدائب كافياً بأن يلتزم بعدها الصمت
ليتحرك رامان من فوره متجهاً صوب بسام حتي استقر أمامه لينزل علي ركبتيه حتي تقابلت عيناه مع عينا بسام لتتحول نظرات رامان
وتصبح كبحرٍ من حمم ساكنةً أمواجه
وقد صدحت نبرته في فحيح خافت وهو يقلب نظراته بين بسام ورفيف التي تحارب لتُبقي
علي مظهرها الخارجي متماسك ..........
" انظرا أنا لم آتي إلي هنا لأستمع لألاعيبكما تلك
إما أن تقولا ما تريدان أو سأذهب علي الفور وسأترك أمركما لدائب ........."
فحاول بسام استجماع كلماته ليجيب ولكن سبقته رفيف التي قالت " عليك أن تدعنا أنا وبسام نخرج
من هنا في الحال ....."
فتساءل رامان " ولِمَ سأفعل ذلك .....؟ "
فاستكمل بسام الحديث " لأننا ذهبنا أنا وهي سوياً لبلاد ساليفيا ورأينا كل ما يحدث هناك "
فقاطعه رامان قائلاً " ونحن توقعنا كل هذا مسبقاً "
فاستأنف بسام
" ولكن ما لم تتوقعاه أننا أخبرنا كل تلك الوقائع لبعض من زملائنا وهم أحد مواطني بلاد لازوديليا
وإن لم نذهب لهم بأنفسنا لنطمئنهم علينا بعد يومان فستكون أخبار ساليفيا منشورة بالكامل للعامة في نفس الليلة وعليك تخيل ما سيحدث بعدها وتحديدا مع الاضطرابات المنتشرة في البلدان عن هذا الأمر...."
" وأنا موافق ......"
قالها رامان فور انتهاء بسام من حديثه لتتسع عينا بسام ورفيف في دهشة بينما صاح دائب
في استنكار " سيدي....! "
ليرد رامان " اهدأ يا دائب ودعني أكمل الحديث ....
أوافق أن أدع أحدكما يخرج من هنا ليتواصل مع أصدقائكم هؤلاء ويوقف نشر أي سيء عن الأمر ولكن في المقابل ماذا سأستفيد بعد أن توقفا النشر "
فردت رفيف التي علمت أن ذاك السؤال قادم لا محالة ومما يبدو أمامها أن بسام يرتجل لذا حاولت احسان الارتجال هي الأخري بم أنه السبيل الوحيد لانقاذ حياتهما .....
" ألا تريد أن تعلم كيف وصلنا واستطعنا الخروج والدخول من بلاد ساليفيا بالرغم من تشديد الحراسة...
سنخبرك بذلك كما أننا نعلم مَنِ المسئول عن حركات الاضطراب الأخيرة ببلادك وسنسلمك إياه
وما نريده في المقابل بسيط ......
أن تطلق صراحنا بالكامل وتدعنا نعيش بتلك البلاد دون مضايقات من رجالك ..."
فصحح لها بسام فور انتهائها من الحديث
" حريتنا ومبلغ مادي ووظائف مرموقة هنا مقابل ما سنخبرك به وكتماننا إياه عن الكل ...."
ليعطيهم رامان موافقته قائلاً
" إذاً وها قد اتفقنا سأطلق صراح أحدكما الآن فليذهب ليوقف نشر المعلومات للعامة ومن ثم عندما يعود هنا ستعطياني المعلومات التي أحتاجها مقابل حريتكما الأبدية ........."
فرد عليه بسام قائلاً
" ونحن موافقون بالطبع ولكن هناك سوء فهم بسيط
ستطلق صراحنا سوياً وليس أحدنا ......"
فأجاب رامان وهو يعتدل واقفاً
" لا هذا ليس سوء فهم أنا لن أطلق صراح كلاكما في البداية بل أحدكما فقط إن أردتما إبرام اتفاق مع تلك الشروط فليكن ....."
واستدار رامان خارجاً من باب الحجرة وهو يقول
" أمامكما حتي الغد مساءً إن لم يصلني ردكما فسأعتبرالاتفاق ملغياً وأتصرف وفقاً لذلك ......"
........................
أُغلِقَ باب الغرفة فعم الصمت المكان لتقطعه رفيف قائلة " إنها فرصة رائعة كيف سنستغلها يا بسام ....؟ "
فاستدار بسام يطالعها في حيرة وهو يقول
" أي فرصة لقد كانت خطتي
أن نخرج كلانا من هنا ونهرب بعيداً عنهم
ولكنهم الآن يساوموننا علي خروج أحدنا حتي نكمل جانبنا من الاتفاق ومن بعدها نراهن علي صدق أو كذب وعدهم وهذا ما لن يحدث .....
كما أن ما لدينا لن نستطيع البوح به ...... "
فقاطعت رفيف بسام عن الاسترسال في شكواه التشاؤمية قائلة " أنا لدي خطة ......."
ليتوقف بسام عن الحديث ويطالعها في تساؤل صامت
..................
" ابتعد عن الطريق إن كنت تريد الحفاظ علي حياتك "
ليجيب آدم
" صدقني لا يوجد لدي ما أخسره .....
لن أتحرك من هنا قبل مقابلته ....."
فأطلق أحد الحرس طلقةً من مسدسه بجوار آدم للترهيب
كانت كفيلة لاسقاط كل تماسك بقي لدي سوفانا
لتنهمر دموعها كالشلال وتستل سكينها محاولةً اختراق الحشود حتي تصل إليه
بينما استل آدم رمحه وهو يقول
" لا يوجد لدي نية لإيذاء أحد ولكن مادمتَ لا تتفاهم سوي بتلك الطريقة فلا مانع لدي "
ليعطي رئيس الحرس أمراً للجميع بالاستعداد للإطلاق
فور رؤيته لرمح آدم .......
....................
كانت سوفانا تحاول اختراق الحشود بعدما رأت تلك الطلقة وبين كل لحظة وأخري تطالعه سريعاً للتأكد من أنه لا يزال حياً وحينما وصلت في النهاية للصفوف الأولي زادت الرهبة بين جنبات صدرها حينما رأتهم وقد رفعوا أسلحتهم جميعاً تجاهه بينما هو لا يزال واقفاً بعناد أحمق يكاد يودي بحياته أمام عينيها
لتلقي بسكينها أرضاً في يأس وقد وصلتها الرسالة واضحة نحن وأسلحتنا لا قبالة لنا بهؤلاء
لتُشَل حركتها عندما رأت اشارة الاطلاق من رئيس الحرس ....
" أتلك هي النهاية .....؟ "
أخذت تلك الجملة يتردد صداها داخل وجدان سوفانا ليزداد انهمار دموعها وتستجمع كل ما تبقي لديها من قوة في صرخة مرتعبة
" توقفوا ..... لا تطلقوا عليه ...... توقفوا "
لتنجح صرختها في الوصول لمسامعهم جاذبة انتباههم الفضولي لتلتف الأنظار جميعها إليها ويصدح صوت قائد الحرس المتسائل " من أنْتِ .....؟ "
بينما تشتت أفكار آدم الذاهل عند رؤيتها بتلك الهيئة المنهارة ........
وقد علت إجابة سوفانا التي جاهدت لإخراج كلماتها من بين شهقات البكاء
" هذا الذي أوشكت أن ترديه قتيلاً هو أخي وهو مريض يهزي بالكثير من الترهات ويفتعل العديد من المشاكل أعتذر عما سببه لكم من متاعب لذا سآخذه وأنصرف ........."
حينها سارت سوفانا التي لاتزال دموعها تنهمر بلا توقف مغرقة وجهها حتي اقتربت من آدم ساحبة إياه من يديه وهي تقول في حزم " هيا بنا ..."
وقد كان الأخير لا يزال علي ذهوله السابق يطالعها رافضاً التحرك معها
" أسنتركه يذهب هكذا يا سيدي
ألا يجب علي الأٌقل أن نتحقق من ادعاء أخته بشأن قواه العقلية قبل تركه .....؟ "
قالها أحد الحراس متسائلاً ليجيب قائد الحرس وهو يراقب الوضع أمامه مفكراً
" كل ماحدث كان علي مرأي من العامة وهاهي أخته منهارة إن قبضنا عليه سيظن البعض أننا سنحتجزه بالرغم من حالته الصحية وهو ما سيزيد الاضطراب "
..............
كان آدم قد استعاد بعضاً من رجاحة عقله ليسأل سوفانا همساً " ماذا تفعلين ...؟ "
ردت سوفانا وقد تملكها غضب جم منه
" أنقذ حياتك فلا نية لي لرؤيتك تقتل اليوم فلتذهب لتمت بعيداً في يوم آخر هيا بنا ......."
لينتزع آدم يديه من يدا سوفانا وتعلوا نبراته موجهاً حديثه لرئيس الحرس
" أنا لا أعرف تلك الفتاة ولا يشكو عقلي من شيء لذا
هلا نفذتم لي ما أطلبه وأخذتموني للحاكم آزاد ...؟ "
حينها هم قائد الحرس بإعطاء أمر باعتقال آدم وقد رآه قد أنزل رمحه ..... كان ذلك عندما أتي أحدهم
من الخلف هامساً لرئيس الحرس
" رأيتكم وقد كدتم تطلقون عليه أنت ورجالك ...."
تنبهت حواس رئيس الحرس ليستدير مطالعاً من يخاطبه
وحينما حاول التبرير قال الآخر
" سنتحدث لاحقاً ...." لتعلوا نبرته بعدها محدثاً آدم
" تعالي يا فتي إن كنت تريد التحدث معي فلن يتعرض لك أحد من رجالي ............."

# انتهي الفصل #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 11-12-20, 10:56 PM   #79

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيباتي سيرفع الفصل حالا نظرا لتواجدي خارج المنزل بعد ساعة من الان

لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 11-12-20, 11:03 PM   #80

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي مابين عينيك والبرية * حصرية *

" الفصل الثاني والعشرون "

" أنا لا أعرف تلك الفتاة ولا يشكو عقلي من شيء لذا
هلا نفذتم لي ما أطلبه وأخذتموني للحاكم آزاد ...؟ "
حينها هم قائد الحرس بإعطاء أمر باعتقال آدم وقد رآه قد أنزل رمحه ..... كان ذلك عندما أتي أحدهم
من الخلف هامساً لرئيس الحرس
" رأيتكم وقد كدتم تطلقون عليه أنت ورجالك ...."
تنبهت حواس رئيس الحرس ليستدير مطالعاً من يخاطبه
وحينما حاول التبرير قال الآخر
" سنتحدث لاحقاً ...." لتعلوا نبرته بعدها محدثاً آدم
" تعالي يا فتي إن كنت تريد التحدث معي فلن يتعرض لك أحد من رجالي ............."
فتجمد آدم للحظات عند سماعه لتلك الكلمات
ليتساءل بعدها " أ أنت الحاكم آزاد .....؟ "
فأجاب آزاد في اقتضاب " أجل أنا ...."
واستدار من فوره قائلاً " اتبعني ....."
فأخذ آدم لحظات محاولاً استيعاب الموقف
ليتبعه عابراً الحراس الواقفين في حذر مستسلمين
لأمر آزاد ........
فاستدار متطلعاً لسوفانا ليجد أن أمارات الخوف لازالت تكسو ملامحها فزفر واستدار يستكمل سيره حتي وصل لإحدي عربات الموكب والتي كان واقفاً خارجها أحد الحراس ليأخذ ما بحوزة آدم من أسلحة
قبل أن يسمح له بدخول العربة .........
دخل آدم العربة ليجلس في المقعد المقابل لآزاد
فبقي الأخير صامتاً برهة من الزمن متفحصاً آدم ليتساءل بعدها
" عم تدور كل تلك الجلبة التي أحدثتها ...؟ "
فاستنشق آدم بعض الهواء محاولاً استجماع كلماته ليجيب " أنا من بلدٍ آخر وأتيتك طالباً
التعامل الودي وليس المسلح ......"
فرد آزاد " وأنا أرحب بالزوار جميعاً ....
من أي بلدٍ أنت ...؟ "
فرد آدم " من بلدٍ يرغب ببعض حقوقه المسلوبة ..."
فتحولت نظرات آزاد لأخري غير مقروءة
وهو يستأنف السؤال قائلاً
" وضح لي مقصدك ......"
فاستكمل آدم " هناك بعض الأشخاص الذين حُبِسوا خلف الأسوار لأعوام طويلة وهم الآن يريدون التفاوض من أجل حقوقهم ....."
فاشتدت ملامح آزاد واستوحشت لينادي علي الحارس الواقف خارجاً إثر انتهاء آدم من جملته قائلاً
" أَعِدنا للقصر حالاً وامنع بث أي مقاطع مصورة تخص ما حدث منذ قليل معه ..."
وأشار لآدم ليوميء له الحارس بالايجاب حينها استدرك آزاد متسائلاً
" هل الفتاة المتواجدة بالخارج برفقتك ...؟ "
فأجاب آدم بالموافقة ليصيح آزاد مجدداً آمراً
وأحضروا الفتاة الواقفة خارجاً هي الأخري
ليبدأ الموكب بعدها في التحرك ويفترق الجمع كلٌ إلي وجهته ............
..........................
كان آدم جالساً بجوار سوفانا داخل عربة الحاكم آزاد
بينما الأخير يتحدث عن بعض المهام مع شخص آخر جالس بجواره ويبدو أنه مساعده
وكان آزاد منهمكاً في العمل حتي ظنوه قد نسيهم
لتتوقف العربة فجأة ويوقف آزاد التحدث رافعاً رأسه ليطالع آدم وسوفانا قائلاً
" لقد وصلنا سيدلكما مساعدي راشد
لمكان إقامتكم ...."
وأشار للرجل القابع بجانبه ليبتسم لهما الأخير محيياً
ويبادر بالنزول من العربة تَبِعَه آدم وسوفانا بينما بقي آزاد حيث هو في عربته ......
....................................
فور نزول آدم وسوفانا من العربة وجدوا أنفسهم واقفين في أرضٍ عشبية تملؤها المجموعات النباتية المنزرعة في أماكن متفرقة كان المكان يبدو كحديقة خاصة وعندما أمعن الاثنان النظر وجدوا علي امتداد بصرهم مبني كبير الحجم ليلاحظ راشد شرودهم
ويتحدث قائلاً " تلك هي الحديقة الخارجية وذاك المبني هناك هو حيث يقيم الخدم فالحاكم آزاد لايسمح بتواجد الخدم داخل القصر بصفة دائمة ...."
كان راشد قد بدأ بالتحرك أثناء حديثه ليتبعه آدم وسوفانا حتي وقفوا أمام بوابة ضخمة استطاع راشد فتحها
بتصريحه ليدلف داخلها مفسحاً لآدم وسوفانا المجال
وحينما دخل الاثنان أُغلِقَت البوابة من خلفهم ليجدا حديقة تماثل التي كانوا بها سابقاً حجما ولكن تلك تجتاحها أعداد أكبر بكثير من النباتات ذات الأشكال الجمالية الخلابة والرونق الخاص ليروا في نهاية الطريق مبني ضخم آخر وبالرغم من أن طرازه ماثل طراز الأبنية التي رأوها في كامل البلاد ولكنه كان يضفي إحساساً بالعراقة
فعلق راشد " وهذه هي الحدائق الداخلية .... قلة هم المسموح لهم بالوصول لذاك الحد وأما ذاك المبني هناك فهو وجهتنا إنه قصر الحاكم .........."
هنا زال الصمت الذي كان طاغياً علي الاثنان ليصدح صوت آدم قائلاً
" متي سنستطيع إكمال حديثنا مع الحاكم ........"
فأجاب راشد باقتضاب وهو يقودهم للقصر
" عندما يريد هو ذلك لذا حتي هذا الوقت فنصيحتي لكما أن تنتظرا في صبر ........."
بعدما أنهي راشد جملته مالت سوفانا هامسة لآدم
" أولاً لازلت لا أصدق أن خطتك الانتحارية قد أتت بثمارها ولا زلت لا أَأْمَنْ هذا الحاكم.......
وصدقني لا تزال أعصابي علي شفا الانهيار ولم تهدأ منذ الموقف الذي حدث معهم منذ قليل لذا إن كان هناك أي قتال قادم علي الأبواب فتوقع انهياري ولا تتوقع مساندتي لك ........"
ليبتسم آدم ابتسامة خافتة إثر حديثها تبعها همسه قائلاً
" سيري وأنت صامتة سنتحدث فيما فعلتيه لاحقاً "
لتذعن سوفانا لكلماته صامتة علي غير عادتها وكأن قواها قد خارت بأكملها ولا تقوي حتي علي الجدال أو السؤال .........."
دلفوا جميعاً من بوابة القصر ليقابلهم البهو والذي كانت ذو أرضية رخامية ذات ألوان هادئة متداخلة مع بعض الرسومات البسيطة وأمامهم مباشرة يقبع درج مؤدي للطابق العلوي بينما بالجانب الأيمن من البهو وجدوا ردهة واسعة يبدو أنها مخصصة لاستقبال زوار الحاكم وبالجانب الأيسر وُجِدَ حائط يتوسطه باب مغلق
وبينما هم واقفون بالداخل لاحظوا أصوات خطوات أقدام قادمة من الأعلي وقد بدأت تقترب
ليقابل آدم وسوفانا فتاتان بالعشرينات من عمرهما تهبطان الدرج
فهم راشد بالتحدث من فوره قائلاً
" هاتان الآنستان لانا وألين .......
وهما ابنتا الحاكم آزاد ........."
واستكمل راشد التعريف قائلاً
وهذان هما " سوفانا وآدم ........"
فأومأ لهما الفتاتان بالتحية واستطاعت سوفانا التخمين ان لانا الكبري بينما ألين هي الصغري وقد بدأت حواس سوفانا تنشط من جديد شاعرة ببعض الأمل والأمن بعد أن أرسلهما الحاكم للتعرف علي ابنتيه....
وبينما آدم تولي أمر رد تحية الفتاتان
كان الحاكم آزاد قد أتي من البوابة خلفهم لتتحرك الفتاتان متجهتان نحوه في ترحيب دافيء
ليقابلهم آزاد بالمثل وتبع ذلك أوامره التي أصدرها قائلاً
" راشد أحضرهم لغرفة مكتبي ......."
فأومأ له راشد بالإيجاب ليعلوا التحفز ملامح آدم وسوفانا وقد استشعروا أن فرصتهم الوحيدة آتية
ليسبقهم آزاد ويسير نحو الباب المتواجد بالجانب الأيسر من الردهة فاتحاً إياه ليدلف بداخله ....
...........................
" في العربة أخبرتني يا آدم أنك تتحدث عن أشخاص
حُبِسوا لأعوامٍ طوال ........"
أيمكنك الاستئناف في حديثك .....
زفر آدم وتبادل النظرات مع سوفانا ليجيب
في النهاية " أنا وسوفانا من هؤلاء الأشخاص يا سيدي من قاطني بلاد ساليفيا الذن حبسوا
خلف أسوارها لمئة عام ......"
فعاد آزاد في كرسيه للخلف ليلفه الصمت عدة دقائق ومن ثم حدثهما قائلاً
" لقد أردتُ التأكد بسماعها منكما ...
إذاً هذا ما لدي لكما لا أريد سماع المزيد عن هذا الأمر الآن حينما أريد استكمال ذاك الحديث سأرسل لكما وحتي ذلك الحين ستبقيان ضيفان هنا داخل هذا القصر"
...........................

.............................
" خطتك حمقاء مثلك يا رفيف ......"
غمغم بها بسام الذي كان يسير بين الطرقات
متجولاً في الليل محاولاً التأكد من تخلصه من الأشخاص المراقبين له في الخلف .......
ليبتسم وهو يتذكر حديث رفيف
" أنت ستخبرهم أنك موافق علي كافة شروطهم وفي المقابل سيخرجوك من هنا ومن بعد ذلك لديك طريقان إما أن تذهب لبلاد لازوديليا باحثاً عن آدم وسوفانا لمساعدتنا ولن تثير الشبهات بذهابك بم أننا أخبرناهم أن أصدقائنا هؤلاء الذين يجب أن نتواصل معهم لنوقف نشر المعلومات الخاصة ببلاد ساليفيا للعامة موجودون هناك أو أن تتخلص من المراقبة التي من المُأَكَد أنهم سيبعثوها خلفك ومن بعدها تذهب محاولاً احضار بعض المساعدة من خلال معارفك داخل هذا البلد
إنها فرصتنا الوحيدة حالياً للنجاة يا بسام هذا ما يسعفني تفكيري به حالياً ولكني واثقة من أنك ستستطيع التصرف لذا وافق رجاءً ........."
" وها أنا قد وافقت "
قالها بسام متذمراً فتلك هي الليلة الثالثة التي يمضيها من بعد خروجه في محاولة التهرب من المراقبة محاولاً ايجاد فكرة أفضل من البحث عن آدم وسوفانا داخل بلد آخر كبير والذين حتي إن وجدهم فهو غير واثق من أحوالهم أو قدرتهم علي المساعدة وستضيع مدة الأسبوع التي أعطاه إياها رامان هباءً بلا فائدة
فرفيف الآن كرهينة لديهم ليضمنوا عودة بسام إن لم يعد بعد أسبوع فهم غير مسئولين عما ستقاسيه بعدها ......
تنهد بسام محاولاً عدم التفكير في تلك الجزئية التي تؤرقه ليعود لتفكيره مرة أخري في الخطط المقترحة داخل رأسه ............
.............................
كانت جالسة بمفردها في تلك الغرفة المظلمة التي لم تغادرها منذ قَدِمَت إلي هنا
وهاهي تقاسي من جديد مع ظلمة الغرفة ........
ولكن أكثر ما يؤرقها هو كونها وحيدة داخل تلك الغرفة
فارتفعت نظراتها للأعلي عندما وصلت لتلك الخاطرة
محاولةً منع عبراتها التي ترقرقت في عينيها من الهطول وهي تذكر نفسها بأن كل شيء سيكون علي ما يرام ستعود للعشيرة وبسام سيجد حلاً لتلك الأزمة
وستخرج من هنا وهمست لنفسها في النهاية قائلة
" أنت فتاة رائعة يا رفيف أحسنت بدفعه لمغادرة تلك الغرفة أحسنت صنعاً أيتها الشجاعة ......"
قالتها لتبتسم في سعادة شابها خط من الدمع لم تستطع التحكم فيه ليجذب حواسها أصوات تقترب
فتنبهت عله يكون بسام
ولكن خاب أملها عندما وجدت دائب يفتح الغرفة أمامها ليطل منها وخلفه أحدهم يحمل بيده حقيبة
ولكنها لم تتبين ملامحه
ليبادر دائب بالتوضيح مجيباً علي نظرات رفيف المتسائلة عما يحدث
" بدلاً من العقاقير التي لم نتبين بعد إن كان صديقك قد أفسدها أم لا وجدنا في معاملنا xxxx مشابه يتم تطويره من قِبَل باحث شاب ها هو معي الآن ولكن الxxxx لم يجرب بعد علي البشر من حظك ستكونين أنت أولي تجاربنا ......
بم أن صديقك قد أفلت من المراقبة ولم نستطع العثور عليه فلا نعلم إن كان سيعود أم لا لذا أنت أملنا الوحيد في استخراج المعلومات التي نحتاجها ......"
اجتاح الهلع رفيف لتصيح به بنبرة مرتعشة
ألم يكن بيننا اتفاق ليقابلها ماكانت تتوقعه من دائب
" لقد قررنا إلغاء الاتفاق ........."
زادت ارتعاشة رفيف عندما رأت إشارة دائب لذاك الباحث الواقف خلفه بالاقتراب ليدلف الأخير للغرفة سائراً باتجاه رفيف ...........
........................
" سوفانا أتريدين الخروج للجلوس في الحديقة قليلا "
قالتها الابنة الصغري ألين وهي تطرق علي غرفة سوفانا المتواجدة بالطابق العلوي
ليقابلها الرد من سوفانا
" تستطيعين أن تسبقيني يا ألين سآتي خلفك ....."
لتجيب الأخيرة " حسناً إذاً أنا ذاهبة "
.......................
خرجت سوفانا للحديقة الداخلية باحثة عن الطاولة التي تتخذها ألين مجلساً والمتواجدة بأحد أركان الحديقة تحيط بها الأزهار لتعثر عليها سوفانا في النهاية
وتتجه صوبها ..........
فقابلتها ألين فور مجيئها بابتسامة قائلة
" ألازلت لم تحفظي اتجاهات الوصول لتلك الطاولة وقد مرت عدة أيام منذ وصولك إلي هنا ........"
فأجابت سوفانا بالنفي في أدب وابتسامة مجاملة
لتستكمل ألين وكأنها اعتادت تعابير سوفانا المتحفظة
" ولكني أراك الآن أفضل منذ يوم وصولك ......."
فتنهدت سوفانا لتجيب
" يوم قابلتني كان يوماً كارثياً لم يكن له نظير من قبل لذا أي يوم آخر سأكون فيه أفضل من ذاك اليوم "
وصمتت عدة دقائق وقد استشعرت
جلافة ردها في مقابل تلك الفتاة التي لطالما قابلتها بالابتسامة البشوشة منذ أتت إلي هنا
فاستكملت وقد حاولت التخفيف من وطأة ردودها قليلاً
" ولكن معك حق لقد تحسنت حالتي النفسية قليلاً بالفعل
كل ما ينقصني هو أن أستكمل الحديث فيما جِئْتُ من أجله مع الحاكم آزاد "
حافظت ألين علي مرحها الذي تنضح به قسمات وجهها
لتجيب محاولةً تحليل الموقف
" من علمي لأبي يا سوفانا أنه عندما طلب منكم المكوث هنا وعدم فتح هذا الحديث بالوقت الحالي كان ذلك لهدف ليس بهين لذا حاولي تفهم وضعه وأن قضيتكم شائكة للغاية ولكن كل ما أنا واثقة منه
أن أبي لن يزيد من مشقتكم ........."
فزفرت سوفانا مغمغمة
" آمل ذلك ........"
.............................
تنهد بينما هو جالس علي الأرضية العشبية لتلك الحديقة يطالع السماء في هذا الوقت من النهار وقد أوشكت الشمس علي المغيب
ليلفت انتباهه بينما هو مستغرق في أفكاره الخاصة اثنان من الأطفال حتي يبدو أنهم أصغر سناً من عصابة القرود كانا يجلسان علي مقربة منه وبحوزتهم مجموعة من الأوراق والألوان وقد كانا يتجادلان حول الرسمة الأفضل ليبتسم آدم ويستقيم متجهاً إليهما
....................
كان الاثنان منغمسان في الجدال حتي أنهما لم يلحظا اقتراب آدم منهما إلا عندما جلس بجوارهما
لتتجه أعينهم صوبه ويكفو عن الشجار في ترقب
فبادر آدم بالحديث مبتسماً
" أدعي آدم وقد رأيتكما من بعيد تتجادلان حول الرسمة الأفضل لذا فكرتُ في قيامي بالتحكيم بينكما ولنري أيكم رسمه أفضل ..........."
حينما أنهي حديثه علت أصوات الطفلان مجدداً ولكن هذه المرة و كل منهما يعطي برسمته لآدم صائحاً أنها الأكثر جمالاً ..........
فاتسعت ابتسامة آدم وهو يحاول تهدئتهما قائلاً
بينما يتفحص الأوراق أمامه
" أري أن كلاكما رسمه رائع ولا يقل روعة عن رسم الآخر لذا ما رأيكما بأن نلعب لعبة لنحدد من خلالها من الرابح ........."
فالتمعت عينا الطفلان في اهتمامٍ متسائل
ليستأنف آدم
" أتريان هذه الاغصان الساقطة أرضاً هناك ....."
فاستدار الصغيران يطالعانها ليقول آدم " سنلعب بهم "
فتساءل أحد الطفلان " كيف ...؟ "
ليجيب آدم في حماس
" أحضرا لي ثلاثة أغصان وسأريكما ......"
فأحضرا الأغصان كما طلب ووضعاها أمامه
ليستقيم آدم واقفاً وقد أخذ أحد الأغصان قائلاً
" فليحمل كل واحدٍ منكما غصناً وسنتبارز بهم ...."
ففعل الاثنان مثلما قال
ليتساءل الطفلان عن كيفية المبارزة
ليجيب آدم " ستشكلان أنتما الاثنان فريقاً وتتبارزا معي في البداية ولنري أسيكون فريقكما الغالب أم فريقي ومن بعدها ستتبارزان أنتما الاثنان لنحدد الفائز ......"
فتساءل أحدهما " ولم سنتبارز معك فلنتبارز ضد بعضنا البعض وفقط ......"
ليجيب آدم ولايزال الحماس لا يفارق معالمه
" لأنني أرغب في اللعب معكما ألديكما مانع ...."
حينها ابتسم الطفلان ليمسك كل واحدٍ منهما بغصنه مصوباً إياه باتجاه آدم .....
...................
" هيا يا فتي تحالف مع صديقك ......."
قالها آدم موجهاً إياهم وهو مندمج في اللعب
بينما الصغيران يحاولان بأقصي ما لديهما ولكن لا يستطيعان الفوز علي آدم
ليشير أحدهما لصديقه باشارة فهمها الأخير
وبعد عدة لحظات انشغل فيها آدم بالمبارزة مع أحد الأطفال كان الآخر قد تسلق الشجرة القريبة منهما ليجلس علي أحد الأغصان القريبة من مستوي طول آدم
وفور اقتراب الأخير من الشجرة كان الصغير قد ألقي بنفسه من فوق الغصن ليستقر متعلقاً بعنق آدم بكلتا يديه في الهواء بينما الآخر يوجه غصنه باتجاه آدم لتتعالي ضكات الأطفال في تهليل فَرِح بالفوز
لتلحق بها ضحكات آدم بعد لحظة من ذهوله إثر تلك الحركة المفاجِئَة
" ليتني لم أسرع الخطي فور انتهائي من الاجتماع خوفاً من تأخري عليك فيبدو لي أنك مستمتع بالوقت هنا"
قالها آزاد الذي اقترب هو ومساعده راشد
من مكان تواجد آدم ........
فلملم آدم ضحكاته ليُنْزِلَ الصغير المعلق برقبته أرضاً
وهو يجيب
" مللت من الجلوس فقررتُ اللعب قليلاً "
فرد آزاد " أري ذلك والآن هيا بنا فلنعد ......"
أومأ له آدم موافقاً ليتبع آزاد منصرفاً ولكن سرعان ما تعالت نبرة أحد الأطفال منادياً
" أيها العم ...... أيها العم ...."
حينها استدار آدم ومن معه إثر تلك النداءات
ليجدوا الطفلان يركضان آتيان باتجاه آدم يحملان أغراضهما .........
وحينما وصلوا إليه عادت الابتسامة تزين وجه آدم متسائلاً عما هناك
ليرد أحدهما في أسي " ألن تكمل اللعب معنا ...؟ "
فأجاب آدم في لين " لا يا صغيري علي الذهاب الآن "
ليستكمل الآخر فور انتهاء آدم من الحديث
وهو يمد له بعض الأوراق قائلاً
" إذاً هلا أخذت هاتان الرسمتان منا نحن الاثنان
و شكراً لك علي هذا الوقت الممتع ........"
فبان التأثر علي ملامح آدم ليجيب
" لا يا صغير احتفظا بالرسومات إنها رائعة وأنا أيضاً أود شكركما لقد استمتعت حقاً ....."
ليتحدث الطفل الآخر
" ولأنها رائعة نريد اعطاءك إياها ..."
وتناول الورقتان من صديقه ليمدهم باتجاه آدم
الذي لم يستطع المقاومة أكثر من ذلك ومد يده ليتناولهما من الصغير في فرحة مودعاً الصغيران
ليسير متوجهاً حيث الحاكم آزاد وراشد اللذان وقفا يطالعان ما يحدث أثناء انتظارهما ......
................
" آدم افتح لي أنا بحاجة للحديث معك ......"
فتح آدم باب غرفته لتقابله سوفانا الواقفة علي الباب
فتساءل في قلق " ماذا بك أحدث شيء ما ..؟ "
فردت سوفانا وهي تدلف للداخل
" أنا قلقة للغاية ألا يمكن أن نذهب لنتحدث مع الحاكم آزاد مجدداً لعله يقرر أن ما مكثناه كان كافياً
ويدعنا نستكمل الحديث فيما جئنا من أجله ...."
أغلق آدم باب الغرفة ليجلس علي أحد المقاعد متنهداً بينما جلست سوفانا علي مقعد آخر
لتستأنف الحديث
"منذ أيام وهو يصطحبك معه في بعض الأماكن
بينما ابنته ألين تصطحبني لعدة أماكن إما داخل القصر أو خارجه .......
ألا يكفي كل هذا .....؟ "
زفر آدم ليجيب " حاولتُ فَتح الحديث بعدها عدة مرات ولكن في كل مرة قابلتني نفس الإجابة منه
دعينا نحاول هذه المرة أنا وأنتِ لعلها تُفلِح "
فأومأت له موافقة
ليصيح آدم فجأة متذكراً
" كدتُ أنسي لن تصدقي ما حدث اليوم ......"
فتنبهت سوفانا لمعالمه التي تبدلت للسعادة
لذا تساءلت في فضول
فأجاب آدم " قابلت طفلان يتجادلان حول رسوماتهما
ولعبنا معاً التبارز بأغصان الأشجار ......."
لتتعالي ضحكات آدم وهو يكمل لقد ذكروني بعصابة القرود كثيراً
فشقت ابتسامة واسعة معالم سوفانا هي الأخري لتجيب
" أراهن أنهم ليسوا أقل منك شوقاً لرؤياك مجدداً ..."
فاتسعت ابتسامته وأجاب " أعلم ذلك ...."
ليهب من فوره واقفاً وهو يحدثها في حماس
" لقد أعطوني رسمتان كتذكار انتظري سأريك إياهم "
واستقام باحثاً عن الرسومات ولكنه سرعان ما تذكر تركه لهم داخل عربة آزاد أثناء عودتهم
ليفتح الباب سريعاً وهو يحدثها قائلاً
" انتظري سأطلب من راشد أن يحضرهم يبدو أنني نسيتهم في العربة ......"
وخرج مسرعاً مغلقاً الباب خلفه لتطالع سوفانا الغرفة بعد إغلاقه للباب والتي كانت تشابه غرفتها بشكل كبير فها هو بابها هناك لتجد فور دخولك للغرفة تلك المقاعد والأرائك المريحة والمتراصة في أحد الجوانب بينما بالجانب الآخر من الغرفة يوجد مكتب وكرسيه
وبجوار المكتب يوجد ممر يؤدي للسرير
وخزانة الملابس ........
كانت سوفانا تتجول أثناء تأملها للغرفة لتستقر جالسة علي كرسي المكتب وقد لاحظت بعض الأوراق عليه
لتبتسم قائلة " أكنتَ تتدرب علي القراءة دون علمي مجدداً يا آدم وأنا التي ظننتك أوقفت التدرب عليها منذ قدمنا إلي هنا ......"
وأخذت تلملم الأوراق المبعثرة لتقرأ ما فيها
ولكن سرعان ما احتلت معالم الاعجاب وجه سوفانا وهي تقرأ ما كتب لتغمغم قائلة
" أكان يتدرب علي القراءة في أحد الكتب .....
ممَّ أخذ تلك العبارات البديعة ....."
لتتصفح الورق وتري جملة أخري
تقول " أحب حديثك الغير منمق وكلماتك المشتتة وأعشقك عندما تكونين علي سجيتك يا قطعةً من حلم جاءت لتنير عتماي ........"
استمتعت سوفانا بالقراءة لتقع عيناها علي جملة أخري فتقرأها " عَشِقتُكِ همساً يا من أَدْمَنَ القلب ذِكراكِ "
لتبدي إعجابها بالعبارة وقد ترقرقت عينيها بالدمع تأثراً ولكن سرعان ما تبدلت ملامحها
عند تكملتها لجملة كتبت بخط صغير في أسفل تلك العبارة حتي أنها كادت لا تلاحظها
" لا أعلم متي بُليتُ بعشقك سوفانا ....."


# انتهي الفصل والفصل القادم غدا يا غاليات #


لولا السيد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مابين عينيك والبرية, لولا السيد, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.