آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-21, 03:46 AM   #111

لولا السيد
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 472799
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 95
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » لولا السيد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


" الفصل الرابع والثلاثون "

" لقد وصلنا للطابق المنشود ....."
قالها راشد ليخرج من المصعد فور أن فُتِحَت أبوابه
بينما تبعه بسام الذي كان لا يزال يرمق رفيف
السائرة بجواره بنظراتٍ مراقبة فالتعابير التي انفلتت منها سابقاً عندما ودعوا سوفانا أثارت قلقه ......
لقد ظن أنها أصبحت أكثر تقبلاً لأمر علاجها
ولكن يبدو أنه كان مخطئاً في ظنه .......
وما انتشله من أفكاره التي غاص بها سوي مطالعة هذا الطابق الذي باتوا يسيرون فيه .........
فقد كان لا يختلف كثيراً عن هيئة المشافي المعتادة من جدرانٍ بيضاء وأراضٍ رخامية باردة إلا أن مالفت نظره وأثار تعجبه كان الحراس الواقفين علي غالبية أبواب الغرف التي مروا بها حتي الآن
ليصدح صوت راشد في الخلفية أثناء تأملهم وهو يقول
" هذا الطابق يتميز بالخصوصية الشديدة
كما ترون لذا عليكم الالتزام بالجناح الذي خصص لكم دون الاختلاط مع أيٍ من كان هنا ......"

" لم تكن بحاجة للتنويه علي ذلك يا سيد راشد
فما كنا لنفعل لا تقلق ....."
قالها بسام مجيباً وأدار عيناه بعدها ليستقرا علي يدي رفيف اللتان لا حظ كونهما أخذتا في الاهتزاز بصورة عصبية مجدداً دون أدني تحكم منها ليفضحا مدي اضطرابها
وعندما همَّ بسام بقول بعض الكلمات الهامسة بنية طمأنتها أتاه صوت راشد الذي أخذ يحادث الحارسان الواقفان أمام آخر أبواب هذا الرواق ...
" هل الطاقم الطبي بالداخل ....؟ "
ليسارع أحد الحرس بإجابته بينما فتح لهم الآخر الباب الذي يتولون حراسته في صمت ........
فأشار لهم راشد بأن يتبعوه ليدلف بسام ورفيف وراءه
ويُغلَق الباب من جديد خلفهم حينها كانت دهشة بسام أشد من سابقتها فقد توقع أن تتواجد غرفة رفيف خلف ذاك الباب ولكن ما رآه كان ممر آخر احتوي علي عدة غرف مغلقة .........
فتولي راشد التوضيح قائلاً وهو يضغط علي أحد الأزرار التي عُلِقَت بالقرب من الباب
" هذا الجناح مخصص لرفيف بالكامل .........
به غرفة جُهِزَت بغالبية الأجهزة الطبية التي ستكونون بحاجتها أثناء مراحل العلاج والفحوصات المختلفة
وغرفة خاصة بالطبيب المسئول عن الحالة
وأخري خاصة بك يا بسام لتنهي بها
أبحاثك علي تركيب العقا.ر
وبالطبع غرفة خاصة برفيف ......"
وفور أن أنهي راشد حديثه كان أحد تلك الأبواب قد فُتِح ليخرج منه شاب وقور الهيئة مرتدياً البالطو الأبيض وقد بدي لبسام بالثلاثينات من عمره واقترب منهم بابتسامة بشوشة متفحصة
كانت رفيف بتلك اللحظة لا تشعر بأطرافها وقد تحولوا لقطعٍ من جليد وهي تصارع رهابها الخاص من ماهية ذاك العلاج الذي ستتلقاه ....
بينما بادر راشد بالتعريف قائلاً
" الطبيب تَيِمْ استشاري بالطب النفسي والطبيب المسئول عن الطاقم الطبي المشرف علي الحالة ....."
وأشار لبسام بعدها مُرْدِفاً
" وهذا هو السيد بسام المسئول عن الجانب البحثي بينما تلك هي الآنسة رفيف .........."
فرحب بهم تَيِمْ ليبادله بسام الترحاب وتبعته رفيف التي غصبت نفسها علي الأمر لتحاول مجاراة المشهد
بينما تساءل راشد وهو يطالع المكان من حوله
" أين بقية الطاقم ....؟ "
ليرد تَيِم في هدوء " عندما تأخرتم تكالبت عليهم الاستدعاءات فصرفتهم لأشغالهم .....
سأعرفهم بهم لاحقاً لا تقلق ......"
أومأ له راشد موافقاً ليستكمل تَيِم الحديث
" هلا تفضلتم الآن إلي مكتبي لنستكمل
بعض الحديث الهام ......"
وأشار للغرفة المفتوحة التي خرج منها للتو ولكن راشد قاطعه قائلاً " عذراً ولكني في عجلة من أمري لذا أعتقد أني سأترككم مع الطبيب تَيِمْ ليستكمل هو الحديث معكم
وسأذهب أنا لإنهاء بعض المهام العالقة ...."
أومأ له بسام متفهماً مودعاً بينما رمقته رفيف بنظرة امتنان واستدار راشد بعد توديعهم مغادراً ولكنه توقف عند باب الجناح ليقول
" هناك أمر هام أريد التأكيد عليه قبل ذهابي .....
لا أحد من الطاقم الطبي بالكامل يعلم بحقيقة ماحدث مع رفيف سوي الطبيب تَيِمْ الواقف أمامكم الآن
لذا حاذروا من ذكر أي تفاصيل أمام أي أحد غيره ..."
أومأ له رفيف وبسام بالموافقة ليراقبوه حتي غادر
وتَبِعوا بعدها الطبيب تَيِمْ حيث مكتبه
........
جلس تَيِمْ خلف المكتب وجلس بسام ورفيف قبالته ....
ليفتتح الحديث وقد استعاد ابتسامته البشوشة
قائلاً " سأحاول الاختصار فيبدو عليكم الارهاق الواضح من رحلتكم
بالبداية فلنتحدث عن الطاقم الطبي .....
معنا فيه مبدئياً بالإضافة لي ...
طبيب اختصاصي بالأعصاب وآخر اختصاصي
بالطب الباطني واختصاصي آشعة ....
وكذلك ممرضة تدعي سهي يا آنسة رفيف بإمكانك استدعائها متي ما احتجتها ....."
أومأت له رفيف في صمت ليستكمل موجهاً الحديث لبسام " وَرَدَني يا سيد بسام أنك استطعت الوصول لبعض المستندات الخاصة بتركيب وآلية عمل العقا.ر "
فرد بسام " أجل استطاع صديق من مركز البحوث الحصول عليها لأجلي
ولكنها للأسف ينقصها الكثير من المعلومات ......."
فأجابه تَيِمْ في حماس
" لا بأس ..... ولكني سأحتاج لمعرفة تفاصيل أكثر عن أمر العقا.ر وآخر ما توصلتَ إليه من استنتاجات لما تسبب فيه من آثار ...."
فاومأ له بسام موافقاً ليردف تَيِمْ
وقد بدأ يلاحظ تململ رفيف في جلستها
حيث كانت الأخيرة قد وصلت لأقصي طاقاتها الاستيعابية لهذا اليوم .......
فصدح صوت تَيِمْ يقول " هذا سيكون كافياً لليوم والآن دعوني أرشدكم لغرفكم ........."

ساروا بالممر حتي وصلوا لغرفة كانت أبوابها زجاجية
وبها بعض النقوش الزخرفية رمادية اللون
وقد تدلت الستائر الشريطية باللونين الأزرق السماوي والأبيض من خلف الباب لتحجب الغرفة عن الرؤية

فتح تَيِمْ الباب فدلفوا جميعاً ليجدو امامهم غرفة واسعة تحوي سريراً ذو هيكل معدني أبيض اللون يجاوره
خزانة صغيرة من نفس لونه


وقد شغل أحد حوائط الغرفة نافذة واسعة زينت بستائر مشابهة للمتواجدة عند الباب الزجاجي أما بأحد الجوانب فقد تواجدت أريكة جلدية سوداء اللون وضعت أمامها منضدة قصيرة القوائم .....

أخرجهم من تأمل الغرفة تَيِمْ حينما قال مشيراً لهاتف صغير معلق علي الحائط
" باستخدام هذا الهاتف يا رفيف تستطيعين طلب أيٍ من شِئتِ وسأترك لبسام مهمة شرح كيفية استعماله .....
وأما هذا ......"
وأشار إلي زِرٍ عُلِقَ بالقرب من الهاتف
" فهو زر الاستدعاء ..... عندما ترغبين باستدعاء الممرضة سهي فما عليك سوي الضغط عليه وستأتيك من فورها "
أومأت له رفيف متفهمة في هدوء
ليكمل وقد همَّ بالمغادرة
" فلترتاحي الليلة وسنبدأ بالفحوصات الأولية غداً...
هيا بنا الآن يا بسام لأريك غرفتك ....."
همَّ بسام باتباعه ولكن قاطعتهم نبرة رفيف التي ولأول مرة تصدح قوية منذ خطوا داخل تلك المشفي
" أعتذر منك يا سيد تَيِمْ ولكن هلا تركت بسام قليلاً فهناك ما أود الحديث معه بشأنه ........"
فقال تَيِمْ بلين " بالطبع لا مشكلة ....."
واتجه بعدها بالحديث لبسام قائلاً وهو يشير للباب المقابل لغرفة رفيف " هذه هي غرفتك يا بسام
أُعِدَت من أجل أبحاثك النظرية وكذلك أُلحِقَ بها وحدة معملية مصغرة من أجل الأبحاث العملية
وبها أريكة يمكن فتحها لتصير سرير في حال أردتَّ
المبيت هنا أو الراحة .........
ولكنك بالطبع مسموح لك بالخروج والتنقل كيفما شئت علي عكس رفيف شريطة ألا تنقل أيٍ من أوراقك البحثية معك خارج هذا الجناح ........."
فسأله بسام " ولكني لربما أحتاج لإجراء بعض الفحوصات المعملية علي أجهزة أكثر تقدماً مما قد يتواجد في وحدة معملية مصغرة ......"
ليأتيه الرد من تَيِمْ
" في تلك الحالة بإمكاننا الاستعانة بمعمل المشفي أو أحد المعامل الخارجية ولكن هناك تنبيهات صارمة بأن يكون ذلك في أضيق الحدود الممكنة .........
في محاولة منهم للحفاظ علي سرية الحالة......"
فأومأ له بسام حينها موافقاً ليقول تَيِمْ
" إذاً أستأذنكم بالذهاب الآن فلدي مريض بالأسفل
علي الذهاب لمتابعة حالته "
وسار بعدها مغادراً الغرفة وقد أغلق الباب خلفه .....

كانت رعشة يدا رفيف مستمرة علي نفس وتيرتها دون هوادة حتي أنها عانت للتحكم بيدها أثناء إنزالها لحقيبتها محاولةً وضعها علي السرير
فقال بسام وقد أراحته رغبتها في الحديث فقد كانت تلك الرعشة تخبره بصورة جلية أن هناك ما يخيفها هنا
أو يثير قلقها أكثر مما ينبغي ........
" تعالي يا رفيف فلنجلس ولتتحدثي بما تريدين ......"
وذهب بعدها ليجلس علي الأريكة الجلدية
بينما تبعته رفيف وقد باتت ملامحها أقل تشنجاً مما سبق
لتقول فور جلوسها
" بسام ... أنت تعلم أني عارضت مجيء أي أحدٍ معي
حتي أني عارضتُ مجيئك ....."
فأنصت بسام في صمت
لتكمل هي " سبب رفضي ذاك كان لأني لا أرغب بأن يراني أحدكم وأنا أتلقي هذا العلاج الذي لا أعلم ماهيته والذي لربما أوصلني لمعاناة مشابهة لتلك التي كنت أتعرض لها أثناء تناولي للعقا.ر ......
لا أعلم .....ولكني ......."
واختنق صوتها بالدموع لتكمل
" لم أرغب بأن ترونني بتلك الحالة السيئة أبداً ...
يكفيني شعوري بالعجز والخزي من نفسي عندما تراودني أحد نوبات ارتعاشات اليد ويراني أحدكم أعاني لفعل أمرٍ بغاية البساطة
كما حدث مع الحقيبة منذ قليل ....."
همَّ بسام بالرد لتوقفه رفيف التي أكملت
" ولكن مع ضغط آدم وافقتُ علي أن تكون متواجداً
رغبةً مني في طمأنتهم قليلاً عليَّ ......
ولكن رجاءً يا بسام بم أنك صرت هنا بالفعل مهما كان ما سأمر به فإياك .....
إياك أن أري نظرة شفقة بعينيك ....."
رد بسام بصوتٍ متحشرج خافت
" ما كنتِ لتريها أبداً يا رفيف ......."
ولكن جملته تزامنت مع عدم استطاعت رفيف كبت الدموع التي كانت تعاني لحبسها منذ ساعات فأخذت تهطل بغزارة لتحاول الأخيرة مسح عينيها بكفها وهي تقول في نبرة باكية شابها بعض من بقايا مرحها المعتاد
" ولكن ما ذاك الحديث الذي قاله هذا الطبيب عن كوني ممنوعة من الخروج ......
لقد ظننتُ أني لربما أستغل الأمر وأجوب البلاد هنا لأتنزه قليلاً ........."
فرد عليها بسام " هذا أمر بديهي في بداية العلاج حتي يستطيعوا تقييم الضرر الجسدي والنفسي كاملاً
وأعتقد أنه لن يُسمَح لك بالخروج من هنا إلا بموافقة الطبيب المسئول والذي هو تَيِمْ وذلك عندما يراك
علي استعداد للأمر...."
واستقام بسام بعد جملته تلك قائلاً
" والآن اخلدي للنوم وأنا أيضاً سأفعل المِثْل لقد كان يوماً شاقاً بالفعل ............"
أومأت له رفيف في هدوء وراقبته أثناء خروجه مغلقاً الباب خلفه لتتطلع للغرفة الغريبة عليها والتي صارت خالية إلا منها ليتملكها شعور بالوحشة ........
....................
لقد كانت آتية من منزل العمة نعيمة عائدة باتجاه منزلها عندما رأتها تنزل السلالم لتتساءل قائلة
" ما الذي تفعلينه هنا حتي الآن ؟
لقد قارب الوقت علي الظهيرة "
فأجابتها سيلين التي تفاجأت فور سماعها لصوتها
" علي سؤالك نفس السؤال أنا الأخري
ما الذي تفعلينه هنا ألم تذهبي للمزرعة اليوم ؟ "
فردت لياء " اليوم أجازة للمزارع .....
والآن ماذا عنك ....؟ "
أجابتها سيلين بدورها " أشعر ببعض الارهاق
فأخذت اليوم إجازة ..... ولكني لن أستطيع الانقطاع عن زيارتي شبه اليومية لوالدة البانتور لذا علي الذهاب للاطمئنان عليها ........"
ولكن مع آخر كلمات سيلين بدأت تشعر بالبرودة تجتاح جسدها وقد أصبحت رؤيتها مشتتة لتهوي جالسة علي أحد درجات السلم محاولةً التقاط أنفاسها .........
فهُرِعَت لياء إليها في قلق متسائلة عما بها
ولكن سيلين حاولت طمأنتها ببعض الكلمات لتتمالك نفسها بعد لحظات وتستقيم واقفة من جديد وقد بدت بحالٍ أفضل لتودع لياء قائلة
" والآن سأذهب سريعاً وأعود بعدها ......."
فأمسكت لياء بذراعها سريعاً لتمنعها من التحرك وهي تقول في حزم غاضب
" إلي أين تظنين نفسك ذاهبة .....
مادمتِ متعبة فعليك بالراحة ......"
ولكن سيلين عارضتها برفق مقدرة قلق صديقتها عليها لتقول " لن أستطيع يا لياء .......
علي الذهاب للسيدة سِدرَة ......."
فردت لياء بنفس الحزم
" إن كان عليك الذهاب فلن أتركك لتذهبي وحدك
بتلك الحال ..... سآتي معك ......."
فحاولت سيلين معارضتها ولكن تحت ضغط لياء
لم تستطع الأولي معارضتها
.......................
" لن أستطيع السماح لك بالدخول أو أحتي بالوقوف بالقرب من البوابة هنا مادمت لا تملكين تصريحاً بالدخول إلا إن أَذِنَ قائد الحرس اولاً"
قالها الحارس لتزفر لياء في حنق بلغ منها مبلغه
" أخبرتك أنها مريضة .......
ويكفي أنها التزمت بعملها الموكل لها بالاهتمام بصحة والدة البانتور بالرغم من مرضها لذا لن أستطيع تركها وأذهب بتلك البساطة ......
حتي أني لم أطلب منك الدخول فما شأنك أنت إن انتظرتها هنا حتي عودتها ......"
فردت عليها سيلين وقد تعبت من تلك المحادثة التي لا طائل منها " فلتعودي أنت يا لياء ......
صدقيني بِتُ أحسن الآن ......."
فردت لياء بعينان تطلقان الشرر
" لا لن أعود ......"
ليأتيهم صوت قائد الحرس من الخلف متسائلاً
" ما تلك الضجة .......؟ "
فأجابه الحارس الواقف علي البوابة في فرح وقد تم إنقاذه أخيراً من تلك الفتاة العنيدة
" هذه الفتاة قد أتت مع المطببة يا سيدي ....
وتصر علي الوقوف وانتظار صديقتها هنا ....."
فنظر لها قائد الحرس متسائلاً بنظرة تقييمية
" هلا أوضحتِ لي الأمر رجاءً ....."
فتلعثمت لياء قليلاً ولكنها سرعان ما استجمعت كلماتها
لتقول " صديقتي وهي المطببة سيلين مريضة وبالرغم من ذلك أتت لأداء فحصها المعتاد لوالدة البانتور ولكني لا أستطيع تركها والذهاب وهي بتلك الحال الواهنة ..... هذا كل مافي الأمر ........."
فطالع قائد الحرس سيلين التي تمنت بتلك اللحظة لو انشقت الأرض وابتلعتها
" مرحباً بك أيتها المطببة ......
شكراً لك علي حرصك علي المجيء ....
فالسيدة سِدْرَة عانت من بعض التعب اليوم لذا هلا تفضلت بالصعود لها بينما صديقتك يمكنها الانتظار في الحديقة بالداخل حتي انتهائك ........."
فقالت لياء سريعاً
" لا ..... يكفيني أن أبقي هنا حتي تنتهي سيلين
لا داعي للدخول ........"
فقال قائد الحرس " اعذري جهل الحرس يا آنستي
فهم موكلون بتنفيذ التعليمات لا أكثر ولكني أُصِر علي دخولك للحديقة .........."
حينها استسلمت لياء وتَبِعَت سيلين حتي عبروا من البوابة الخارجية لتتضح أمامهم حديقة كبيرة واسعة وبمنتصفها يقبع منزل البانتور فقالت لها سيلين وهي تشير لأحد الموائد الخشبية والمقاعد
" انتظري هناك لحين عودتي ولا تتحركي بعيداً ..."
أومأت لها لياء في طاعة بينما تقدمت سيلين نحو البوابة الداخلية للمنزل والتي يقف عليها حارسان آخران سمحا لسيلين بالدخول فوراً لتختفي الأخيرة عن ناظريها ......
.......................
دلف مؤيد لغرفة مكتب أيهم بناءً علي
استدعاء من الأخير .......
" ما الذي أخرك يا مؤيد فقد استدعيتك منذ فترة .؟ "
قالها أيهم فور رؤيته لمؤيد ليجيب الأخير وقد حاول إخفاء نظراته الغاضبة تجاه أخيه الذي كان يجلس مقابلاً لأيهم " عذراً منك يا أيهم علي التأخر .....
ما الذي أردته مني ....؟ "
ولكنه رمق يامن بنظرة أخري غاضبة غلفها الاحتقار
فتساءل أيهم فور ملاحظته لنظرات مؤيد
" ماذا بك يا مؤيد ....؟
أهناك ما يضايقك .....؟ "
فرد مؤيد قائلاً بعد تردد " لا ....."
كان يامن الجالس يلتزم الصمت وقد كان يعلم في قرارة نفسه أن أخيه لن يشي به مهما كانت مشاعره نحوه
أردف مؤيد " ولكني سأخبرك بما يضايقني إن
وصل الأمر لمرحلةٍ خَطِرَة ........."
صدرت ضحكة من أيهم قال بعدها بنبرة تقريرية
" أنت من تسبب في تلك الكدمة الزرقاء
القابعة علي فك يامن ... أليس كذلك ...."
نَقَل مؤيد بصره في تعجب بين أخيه ذا الكدمة الزرقاء بالجانب الأيمن من فكه وبين أيهم الجالس علي مكتبه تعلو وجهه ابتسامة صغيرة ليقول بعد لحظات
" أجل أنا ... ولكن هل قام بإخبارك بالسبب ؟ "
أومأ له أيهم بالإيجاب
ليصدح صوت مؤيد مستفهماً ببعض الاندفاع
" هل أخبرك أنه كان يتآمر علي قتلك ...؟ "
فرد أيهم مجدداً بنفس الإيماءة دون رد مستمتعاً بمراقبة الأوضاع من حوله فهذا يامن يحاول كبت غضبه بأقصي ما يستطيع وهذا مؤيد تاه فجأة مع رد أيهم
ليتساءل مؤيد بصوتٍ خافت
" لا أفهم ....."
فكان رد أيهم عليه تساؤل هاديء
" لأي جزء من تلك المحادثة استمعت .....؟ "
قال مؤيد وأمارات البلاهة بادية علي محياه
" الجزء الخاص بأنه فور قتلك الآن سيصير يامن البانتور بم انه نائبك حالياً ......"
فتساءل أيهم
" ولم تستمع لما قيل تالياً ....."
هز مؤيد رأسه يمنة ويسرة دلالة للنفي
فصدرت ضحكة أخري عن أيهم بينما أصدر يامن زفرة غاضبة هادرة
فتولي أيهم التوضيح قائلاً
" بقية تلك المحادثة كانت اقتراح يامن علي أبيك أن ينتظروا حتي تبدأ الاضطرابات في البلاد بالهدوء قليلاً
وتبدأ أغلب بنود الاتفاقية التي عقدت مع البلدان السبعة في التنفيذ ...... متذرعاً بحجة وجود احتمال كبير لضياع حكم هذا البلد من أيدي أفراد الأسر الحاكمة بالكامل دون وصوله ليامن بعد مقتلي إن نفذوا تلك الخطة الآن ......
وكما توقع يامن بالفعل فقد فضل والدك سلوك الطريق الآمن لذا قَبِلَ اقتراح أخيك بالانتظار ......"
خيم الصمت عليهم ليصيح مؤيد بعد لحظات
" لا تخبرني أنه ......"
قاطعه يامن هادراً وقد بلغ غضبه أقصاه
" بالضبط ..... بالضبط أيها الأحمق ......
ما كنت لأحيك الخطط لقتل صديقي يوماً كما أنني ما كنت لأترك أبي ليصير قاتلاً .....
لذا منذ تم اتخاذ القرار بأن يصير أيهم البانتور
وقد اتفقنا أنا وهو علي تلك الخطة ......
فتظاهرتُ بأني أملك نفس النوايا الكارهة لحكم أيهم
ليأمن لي أبي وبِشْر والد رهف ويعلموني بخططهم التي كانت غالبيتها تقتضي بقتل أيهم
ولكن بدأت تلك الرغبة تخبو لدي بِشْر بمرور بعض الوقت ولكنها لازالت متملكة من أبي ......."
فرد أيهم مضيفاً
" ولكنها ستخبو لديه هو الآخر ......
فهذا ما فعله الاثنان تماماً عند تولي والدي للحكم
وبعدها بفترة استسلموا وتغاضوا عن الأمر بعدما أغدق عليهم أبي بما أرادوا بالتزامن مع افشاله محاولاتهم "
كانت ملامح مؤيد أثناء حديث أيهم قد تبدلت
للسعادة لاكتشافه أن أخيه خالف ظنونه وبقي كما عهده دائماً ولكن خالجه بعض الحرج من تلك اللكمة التي أصابه بها البارحة فمهما حدث بينهم سابقاً
لطالما احترم يامن ..........
لذا حول نظراته لأخيه فور انتهاء أيهم من حديثه
ليقول بنبرة خافتة مترددة
" يامن ....."
ولكن قاطعه الأخير بنظرة صارمة لاتزال محتفظة بغضبها قائلاً " الأهم الآن فلنعد للحديث عن الأمر الذي طلبك أيهم من أجله ....."
فتحولت نظرات مؤيد لأيهم في تساؤل
أجابه الأخير بقوله موضحاً
" لقد قلتُ سابقاً أنكم إن أثبتم أنفسكم فسأكلفكم ببعض المهام .........
لأصدقك القول أنت لاتزال لم تثبت كفاءتك بعد ولكننا بحاجة لمساعدة عاجلة في هذا الأمر وأنت أنسب الخيارات المتوفرة ....."
فتنبه مؤيد ليستكمل أيهم
" نحن بحاجة لمن يتولي مهام وحدة العلاقات الخارجية
فقد اتضح أن الأمر سيحتاج للكثير من السفر للبلدان السبعة أكثر مما قد نستطيع أنا ويامن تقديمه من وقت في هذا الشأن ...........
وكل المهام التي ستكلف بها بالبداية ليست أكبر من
تنسيق وتسهيل الأمور لتوصيل ما سيأتينا من مساهمات من كل دولة من البلدان طبقاً لما ذُكِرَ بالاتفاقية.............."
فقال مؤيد
" هلا أوضحت الأمر أكثر ؟ "
ليرد أيهم " دعني أوضحه بمثال عن أولي المهام التي ستكلف بها إن قَبِلْتَ بهذا العمل .....
والتي ستكون ببلاد لازوديليا والذين تقضتي مساهماتهم في إعادة إعمار بلادنا بموجب الاتفاقية علي الجانب التعليمي والتدريبي لذا لتحقيق هذا الهدف فسيرسل
لنا الحاكم آزاد أشخاصاً كفؤ يقوموا بالتدريس بالبرامج التعليمية التي سيسجل فيها مواطنوا البلاد بالفترة القادمة
كما أنهم سيهتمون بما يخص الكتب ووضع تلك المناهج التعليمية والتدريبية وفقاً لمتطلباتنا وبالطبع تحت إشرافنا الشخصي ......"
فقال مؤيد وقد لقي الحديث استحسانه
" ما تقوله من خطط لهو أمر جيد ولكني لا أفهم ما هو دوري فيه ......."
فقال أيهم " دورك سيكون الذهاب لهناك مع راشد لاختيار الهيئة التي ستأتي إلي هنا للقيام بالتدريس وفقاً للمعايير التي سنطلعك عليها أنا ويامن قبل ذهابك ...."
فرد مؤيد قائلاً
" إذاً وإن كان فَهمي للأمر صحيحاً ......
فسيكون عليَّ بعد إنهاء تلك المهمة الذهاب
للثلاثة بلدان الذين اقتضت البنود أن يساهموا
بتشييد كافة الأبنية الحديثة التي تبغون إنشاءها بالبلاد وتنظيم الأمر مع المسئولين بتلك البلدان
حتي يشرعوا بالتنفيذ هنا علي أرض الواقع
وحينها ينتهي دوري بتلك المهمة أيضاُ
وأبدأ في أخري أليس كذلك ........؟ "
أومأ له أيهم بالإيجاب وأردف
" هذا هو ما تطلبه مهمتك بالضبط ......
أما الإشراف داخل البلاد علي كل ذلك وتنسيقه ستكون مهمتي أنا ويامن .....
والآن ما رأيك .....؟ "
حينها رد مؤيد وقد خالجه بعض الحماس
" أنا معكم في هذا الأمر ........"
ولكن في تلك اللحظة أتاه صوت فتح باب المكتب دون استئذان من خلفه ورهف تدخل حاملةً في يدها
زهرة متفتحة ذات بتلاتٍ حمراء لتفاجأ
بوجود مؤيد بالداخل اليوم وقد كان آخر من ترغب بوجوده الآن ولكنها تذكرت أن والدتها واقفة علي مسافة من الجهة الخارجية لهذا الباب متحججة بزيارة السيدة سِدرَة بينما هي تحاول الاستماع لما سيدور بالداخل
لذا زالت صدمتها سريعاً واقتربت من مؤيد ويامن لتهمس لهما بنبرة تكاد تكون مسموعة ألا يصدرا صوتاً وتبعت تلك الهمسة بأخري وجهتها لأيهم
الذي قال بعدها بنبرة عالية
" ما تلك الزهرة الرائعة يا رهف ........."
فذهبت رهف بعد جملته لتستمع للخطوات التي أخذت بالابتعاد فيبدو أن والدتها قد فَهِمَت من تلك الجملة أن الأمور علي ما يرام وقررت إكمال طريقها لغرفة السيدة سِدْرَة حتي لا تثير الشكوك بوقفتها
وبعدما تأكدت من ذهابها
تنهدت رهف بزفرة عالية واتجهت لسلة القمامة لترمي بها الزهرة قائلة بنبرة مجهدة
" شكرا يا أيهم ........."
فابتسم أيهم محركاً رأسه يمنة ويسرة في يأس وهو يقول " ألا يوجد خطط أخري لديها مؤخراً سوي الزهور لقد مللت من تكرار تلك الجملة يومياً ....."
اتجهت رهف لتجلس بالمقعد المقابل ليامن في انهاك بينما صدرت ضحكة عن الأخير لم يستطع كتمانها وهو يقول " عليك بمحاولة إنهاء هذا الأمر مع والدتك
يا رهف ....."
فاومأت له رهف دون أن تنطق بكلمة وقد ظهر ضيقها جلياً علي ملامحها فلطالما شاكسها أيهم ويامن بالمزح بالأيام الماضية فور أن يحدث أحد تلك المواقف..... رافعين عنها الحرج وتاركين لها مساحتها الكافية للتصرف بشأنه فمسألة معارضتها لوالدتها في ظل الأوضاع الجديدة صارت مسألة وقت لا أكثر ...."
كان مؤيد طوال ذاك الوقت واقفاً وقد جمدته المفاجأة في مكانه ولكنه خرج من ذاك الجمود ليقول بنبرة متحشرجة " أعتقد أننا انتهينا من الحديث .....
هلا تركتماني أذهب للقراءة قليلاً بالمكتبة ....."
أومأ له أيهم ويامن بالموافقة ليخرج من المكتب
في هدوء .........
طالعته رهف أثناء رحيله وقد كانت تتحرق شوقاً للذهاب خلفه والقراءة معه كما كانا يفعلان بالسابق قبل أن يصيبه هذا التبلد المفاجيء أثناء التعامل معها منذ سنوات والذي تحول بتعاملهم معاً مؤخراً ....
فاستقامت رهف بعد عدة دقائق مستئذنة
من أيهم ويامن الذي قال فور ذهابها لصاحبه
" ما رأيك بالتعجل بتكليف رهف ببعض المهام
هي الأخري ........"
فطالعه أيهم ليرد قائلاً
" لا .... فرهف بحاجة لحسم مشاكلها الخاصة بالبداية
والخروج من الحالة التائهة التي تعيشها قبل أن تكلف بأي عمل ...... فطلب أي أمر منها الآن سيعود علينا وعليها بالضرر لا النفع ........."
..................
أخذت تجول بين أرفف المكتبة وهي تطالع أسماء الكتب أمامها لتصيح بعد لحظات قائلة
" بأي كتبٍ تنصحني ........"
كانت جملتها موجهة لمؤيد الجالس علي منضدة بركنٍ منزوٍ وقد غاص بين صفحات أحد الكتب ....
ولكنها لم تلقَ إجابة فاعتقدت أنه لم يلاحظ نداءها بسبب اندماجه بما يقرأ فسحبت أحد الكتب
واتجهت لنفس منضدته لتجلس بمقعد مقابل له
وهي تقول بابتسامة متحمسة " مؤيد أنا أحدثك ....."
فقال الأخير بنبرة جامدة باردة لم تسمعها منه منذ ما يقارب الشهر " ماذا تريدين .....؟ "
فحافظت رهف علي مرحها وهي تقول
" ما رأيك أن نقيم مسابقة كما كنا نفعل بالماضي
والفائز هو من ينهي كتابه أولاً ........."
أغلق مؤيد كتابه في حدة فور سماعه لعبارتها
ورفع وجهه إليها لتجثم نظراته الحادة فوق صدرها
وقد أدركت أن تعامله معها قد تبدل مجدداً
" اسمعي يا رهف .......
لا نية لي بالاختلاط بك أو حتي تبادل الحديث معك
لذا اذهبي للجلوس علي أي طاولة أخري ....."
فتساءلت رهف بنبرة مهتزة خافتة
" لا أفهم ماذا هناك يا مؤيد ......؟ "
حينها ثارت ثائرة الأخير
ليهدر بفحيح أرعبها
" ألا تعلمين ما الذي يحدث ...؟
تلك التصرفات .... تلك التصرفات التي تقومين بها منذ سنوات ....... لقد رجحت مؤخراً الرأي القائل بأنها جاءت بدفعٍ من والدتك وقد غُصِبْتِ علي فعلها وبالرغم من سخطي علي انقيادك ذاك إلا أن سخطي تضاعف لأضعافٍ مضاعفة بعد هذا المشهد المبتذل الذي رأيته بالأعلي منذ قليل....
لا علم لي لمَّ لم توقفي تلك المهزلة حتي الآن .......
ولكن مهما كان مسمي تلك التصرفات فهي تأجج ببشاعتها نيران غضبي أكثر مما تتصورين ........
أخبريني ألا تجدين ما تفعلينه وما فعلتيه بالأعلي يسيء لك في شيء ......؟
ألا تشعرين بفحاشة ما تقومين به من إساءات بحق نفسك ......؟
قولي لي هل ستتحملين سماع جملة واحدة مما يقال عن تلك التصرفات من خلف ظهرك ...؟
أستتحملين ما ترمي إليه من معانٍ قذرة في حقك ...؟
ما أري سوي أنك تتصرفين برعونة
وبصورة طائشة خِشْيَة المواجهة
فتقللين من قدرك بصورة مقيتة تجعلني لا أرغب بمجرد سماع اسمك حتي ... لذا هلا ابتعدتِ عن طريقي ...."
أنهي مؤيد ثورته وظل بجلسته ينهت من الانفعال بينما كانت رهف تطالعه بتعابيرٍ خاوية لتستقيم دون كلمة واحدة وترحل من المكان........
..........................
كانت تسير علي الأرض النجيلية للحديقة تطالع الأزهار من حولها متنعمة بالمنظر البديع ليأتيها أثناء سيرها صوت صهيل أحد الخيل .......
فتتبعت لياء مصدر الصوت في فرح اختلط بحماسٍ جم وقد استمعت لكثير من الحكايا عن قطيع الخيل الذي يملكه الأسر الحاكمة .........
حيث يستخدمونها في التنقلات هم وحراسهم .....
واقتربت حتي وصلت لمنطقة الاسطبلات دون أن تدري لتسير ببطء في ممرٍ ضيق وهي تطالع بعينان التمعتا من فرط الإثارة تلك الخيول التي تراها لأول مرة في حياتها والتي تقف خلف باب خشبي يمتد من الأرض وحتي الأعلي حتي لايسمح للخيول إلا بإخراج رأسها فقط .....
سارت لياء بالممر حتي لتلاحظ في نهايته ظل فتاة متكومة أرضاً فاستمرت لياء بالسير في تعجب
لتري بعدما اقتربت مسافة كافية فتاة جالسة في مواجهة أحد الأحصنة وقد احتضنت ساقيها
ضاممةً إياهم نحو صدرها..........
كانت الفتاة هادئة لا يصدر عنها أي صوت
فتوقفت لياء علي بعد أمتارٍ قليلة عنها
ليعلو صوتها قائلة " مرحباً ......"
رفعت الفتاة عينيها تطالعها في هدوء وتخفضها من جديد دون أن تتخلي عن جلستها
فوقفت في صراعٍ مابين العودة أدراجها
والتقدم للاطمئنان علي تلك الجالسة أمامها
ولكن مع ما خالج لياء من شعور بأنها غير مرحب بها هنا وتحديداً بعدما لم يأتِها أي رد فكادت فكرة العودة أدراجها تربح في هذا الصراح لتستدير وقد انتوت الرحيل ولكنها باللحظة الأخيرة غيرت رأيها لتندفع صوب تلك الفتاة لتجلس بجوارها علي بعد عدة سنتيمترات منها
فطالعتها الفتاة مجدداً لتقول
" من أنت .....؟ "
ولكن الكلمات اختنقت علي شفتيها لتخرج بعدها
شهقاتٍ أخذت في العلو وقد بدأت تهزي ببعض الكلمات المتناثرة من بينها
" لم يكن ...... انتهاء الأمر .......متوقفاً ....
علي بعض الوقت
بل توقف ....علي إرادتي .......الغير حاضرة .....
كانت .... كلماته ..... قاسية "
فمدت لياء يدها لتربت علي شعر تلك الفتاة في صمت
وقد ارتسم علي محياها ابتسامة حنون هادئة
.....................

# انتهي الفصل ❤ #




لولا السيد غير متواجد حالياً  
قديم 06-02-21, 11:44 AM   #112

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

الفصووول روووعة كالعادة
تسلم اديكي وعنيكي ع المجهود الحلو ❤❤❤


Duaa abudalu غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-21, 10:32 AM   #113

الشيماء محمد

? العضوٌ??? » 393505
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 165
?  نُقآطِيْ » الشيماء محمد is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدا بجد بدات اتابعها بالتوفيق

الشيماء محمد غير متواجد حالياً  
قديم 27-02-21, 09:38 AM   #114

Duaa abudalu

? العضوٌ??? » 449244
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » Duaa abudalu is on a distinguished road
افتراضي

طولتي الغيبة علينا
المانع خير ان شا الله ❤❤❤


Duaa abudalu غير متواجد حالياً  
قديم 10-03-21, 01:40 PM   #115

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مابين عينيك والبرية, لولا السيد, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.