آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-20, 12:43 PM   #1091

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي


صباح الفل 😍😍😍😍😍
تسجيل حضور ❤❤❤❤❤




رانيا صلاح غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 01:07 PM   #1092

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل الثاني والعشرين
لا تدر لم استيقظت في تلك الساعة..
ربما هو عدم اعتيادها بعد علي فارق التوقيت بين سيدني وبلادها
وربما هو ذلك الشوق الحارق الذي خلفه حلم...
حلم رأت فيه صهيب رؤي العين... واستنشقت رائحته الفريدة كما لو كان جوارها... وحاولت الاقتراب فتبدد...
لا بالتأكيد هو فارق التوقيت
سارت تهاني بهدوء شديد كي لا توقظ لينة التي تشاركها غرفة نوم ابويها.. بينما جويرية وفدا تتشاركان غرفة فدا.. وعبدالله وابيها يتزاحمان في سرير الأول الضيق
وبالرغم من زحام البيت... إلا أنها لأول مرة منذ زمن ... تشعر به بيتا حقيقيا دافئا
يشبه بيت خالتها في البلاد ... إلا من غياب صهيب
وبالرغم من تركيزها في خطواتها كي لا توقظ النائمين.. إلا أنها فورا بدأت في التحقق من هاتفها علي أمل ان يكون صهيب قد راسلها خاصة وفارق التوقيت يؤكد لها أنه الأن مستيقظا
( لقد اشتقت اليك.. فحلمت بك.. فظننتك حقيقة أردت لمسها... لأستيقظ علي الوحشة والفراغ)
طبعت الأحرف وهي تهم بالجلوس علي الأريكة لتتجمد في مكانها للحظة وهي تري من باب الحديقة الصغيرة المفتوح ... ابيها جالسا علي مقعد الحديقة رافعا رأسه للسماء
بحنان أم أحدثت قليلا من الضجة كي تلفت انتباهه ولا تفزعه
ألتفت غسان لتهاني بنصف ابتسامة حزينة يسأل
"جافاكِ النوم يا ضحكة عائلة غسان!"
لم تجبه بل تطلعت فيه للحظة ودقات قلبها تتعالي بتوتر
"ابي.. ما بك؟!"
فنظرة واحدة لأبيها أخبرتها ان هناك أمر جلل.. نظرة ابيها تذكرها بذكري طفولية غبية
بنظرته حين اختفت أمها في صغرهما ذاك اليوم... الذي لم تعرف حقيقة ما حدث فيه إلا وهي في السادسة عشر أو أكثر..
ولكن نظرة ابيها محفورة... موشومة فيها..
نظرة فقد!!
" ابي.. اخبرني أرجوك ما بك؟"
أما غسان فتطلع في ضحكته كما يحب ان يسميها .. وعاتب نفسه
( ثانية ياغسان..
سترمي الحمل علي تهاني..
علي من لا يري حقيقتها سواك..
لسنوات ظللت راكنا اليها كي تجمع الشتات..
هي همزة الوصل بين فدا وجويرية..
هي الرابط بين جويرية وراوية..
تهاني هي من رميت انت علي عاتقها ان تكون الغراء لعائلتك المفككة...
ولكنك مجددا مضطر لأن تبوح لها..
بكل أنانية ستبوح لها..
فلا فدا ستتحمل..
ولا جويرية ستهتم..
وتهاني ستعرف ستعرف لأنها الوحيدة التي علي علاقة بالبلاد)
لذا ابتلع ريقه المتجمع في حلقه بخوف... خوف من انكسار جديد يضاف لعائلته
"طلقت امك بالأمس يا تهاني"
وكما تفعل دوما حين يخص الأمر عائلتها...
لم تبد رد فعل عفوي
ياللسخرية يلقبونها بملكة العفوية وهي ابدا ليست كذلك
بل هي تماما كتلك اللحظة... تفكر بسرعة خرافية
وتتصرف فقط إجابة علي سؤال
( ما التصرف الذي ينتظرونه مني!! )
لذا مدت يدها وشدت علي عضد ابيها تهمس بصدق
"انت حاولت يا ابي... حاولت لسنوات وفعلت كل ما في وسعك"
اتسعت عينا غسان وهو يتطلع في ابنته التي تربت علي جرحه مستطردة بتعقل
" انا لن ألومها ولن أعيب فيها.. ولن أقول لك أحسن أنك تخلصت منها... ولكني سأقول رأيي بصراحة..
ربما كانت تلك هي الفرصة الأخيرة يا غسان"
هل هي أمه... أم ابنته!!
لقد ارتبك بفعل قوتها وتعقلها وارتبكت الصور في عينه خاصة وهي تهمس همسة تشبه في صرامتها الأمر العسكري الحازم
"البنات لن يعرفن بما حدث... لن اسمح لمخلوق بتشويه فرحة فدا"
صرامتها جعلته يهز رأسه مؤيدا بطاعة فتزيد
"هيا يا ابي... عد لسريرك ونام لساعة حتي تكون في كامل انتباهك حين تأتي شهيدة لطلب فدا"
وتأكيدا علي ما تقول .. وضعت تهاني كفا مفرودا علي ظهر غسان تحثه للوقوف.. فوقف غسان وقد احناه الفراق
دخلا معا للبيت ثانية فألتفت غسان لتهاني يرى ما تفعل سائلا
"الي أين انتِ ذاهبة؟!"
كانت تهاني تمسك بمفاتيح سيارته وهي ترتدي فوق منامتها القطنية جاكيت جويرية الكلاسيكي وفي قدميها خف منزلي من الفرو
اجابت ببساطة
"سأذهب بسرعة للمخبز اشتري المخبوزات حتي تأكلونها طازجة عند الاستيقاظ"
هز غسان رأسه موافقا وقد جرت العادة ان تبدأ المخابز في تلك الساعة التي تسبق الفجر في اعداد المخبوزات الشهية
أما تهاني... فركبت سيارة ابيها تسير في شوارع الحي الهادئة... قبل ان تخرج للطريق السريع... فتزيد سرعتها للمئة وعشرين ... وكل تركيزها علي الطريق أمامها
حتي وصلت لتلك الغابة القريبة البعيدة عن حيهم
أوقفت تهاني السيارة في ذلك الطريق المظلم تحاوطها الأشجار من كل اتجاه
وترجلت من السيارة... ووقفت مستندة عليها
وبكل قهر..
قهر طفلة لم يسألوها قبل ان يغربوها..
قهر شابة أجبروها ان تكتم بداخلها كل شعور ولا تبدي سوي... ضحكة..
وقهر عاشقة أجبرتها الغربة علي الهجر..
صرخت... صرخت تهاني ..
صرخت تهاني بكل ذاك القهر بلا كلمات... فقط صراخ غير أدمي تفرغ فيه كل القهر داخلها
ثم تهاوت علي الأرضية الموحلة تبكي ولكنها لازالت تصرخ
(يا أيامنا الحلوة تعالي.. عودي... اصرخي فيهم..
اخبريهم ان يكفوا عن ضرب معاولهم في عائلتي..
اخبريهم اني لا أملك سواهم في قارة واسعة... اصرخي فيهم واعيديهم لصوابهم..
اصرخي في الغربة... في الفراق)
وكأنه علي بعد محيطات ... شعر بوجعها
رنين هاتفها بمكالمة مرئية منه... جعلها تسارع لتجيب
لا تهتم ان يراها باكية موحلة
صهيب الوحيد الذي قد تريه تهاني الحقيقية
كان صهيب في تلك اللحظة واقفا في منتصف حقله... لا يدر كيف يتصرف... وقلبه يخبره مؤكدا أنها عرفت بالخبر
كيف يداويها وهو متأكد حتي قبل ان يتحدث اليها من حالتها وقد تحقق ما كانت تخشاه
لكن كل شعور مر به يوما... لا يضاهي الشعور الذي غمره في تلك اللحظة
رعب فكك أوصاله وأرعد دواخله وهو يراها بتلك الحالة جالسة وسط الوحل وحولها الأشجار والظلمة
فيعود لذهنه كل صورة لبنت مختطفة سمع عنها يوما
خرج صوته مبحوحا وقد جف حلقه هلعا
"تهاني ... اين انتِ؟!!"
بللت شفتيها ودموعها تحفر نفس طريق الفراق الذي حفرته معه
"لقد تطلقا يا صهيب وانهدم البيت الوحيد الذي كان يأويني"
لولا مراعاة لمشاعرها.. لكان سبها وساقيه تخذلانه وهو يطمئن عليها.... فيتهاوى جالسا علي بعد اميال في نفس جلستها ... وسط الوحل
حاول ان يتماسك قليلا وهو يسأل ثانية
"تهاني من فضلك.. عودي حالا للمنزل"
فتهتف فيه بشراسة طفولية موجعة
"أقول لك تطلقا... عن أي بيت تتحدث!"
فبادلها الصراخ بمثيله
"بيتك حيث ابيك... حيث اخوتك."
ورغما عنه وقد أثرت فيه حالتها تأثيرا لم يتخيله.....ردد
"أو عودي لبيتك الوحيد... حضني يا تهاني"
كانت الأن قد توقفت عن الصراخ وقد بدأت تنتحب صوت ضعيف يقتله مع رجائها
"ناديني يا رمانة.. قل عودي يا رمانة"
حك صهيب وجهه عدة مرات بكفه ..بخذلان
لأنه يعرف جيدا ان هذا الطلب في تلك اللحظة لا يحق له ...
لذا أغمض صهيب عينيه وهو يقبض ويبسط كفه عدة مرات قبل ان يجيب بكلمات تجري علي لسانه مجري الشفرات الحادة
"لا تعودي يا رمانة... أهلك يحتاجونك أكثر من صهيب في تلك اللحظة"
راقب ما تفعل وهي تعتدل واقفة تنظف ما يمكن تنظيفه من ملابسها... ثم تعود لداخل السيارة
أغلقت الأبواب خلفها قبل ان تعود للنظر اليه بتلك النظرة التي تثير حنان قلبه عليها
"صهيب"
"رمانتي"
"أحضني وأخبرني أني فعلت ما في وسعي "
انتهي...
لا يتصور أنه سيشعر في لحظة بحزن عاجز كتلك اللحظة ....ولكنه أراد ان يخرجها مما هي فيه فأجاب بثقة
"أما أنك فعلتِ ما في وسعك... فثقي بي... لا اعتقد ان هناك شخصا فعل نصف ما فعلتيه...
وأما الحضن...؟
فأريدك ان تستمعي لي جيدا!"
صمتت وصوته الاجش يملأ فراغ السيارة البارد
"حضني ملك لرمانتي... يتسع ليستوعبها كلها فأحملها بين ذراعي وأريحها فيه قرب القلب"
شعرت بالنعاس يغلبها مع صوته الذي يبعث الدفيء في روحها ...فهزت رأسها لتطرد ذاك النعاس ولكن تبقي صوته ساكنها وهي تشغل محرك السيارة معلنة بإرهاق
"سأعود للبيت"
لتتبدل نبرة صوته لصرامة حادة
"إياك وفعلها ثانية يا تهاني... لا تتخيلين كيف أصابني الفزع وانا اتخيلك وقد خطفك أحد المجرمين"
ابتسمت وهي تثبت الهاتف في حامله المثبت في الزجاج الأمامي للسيارة.. وهي تؤكد بدلال لا يليق بالوحل الذي يغطي ملابسها ووجنتها
" لو خطفني احدهم وقال ان لي مكالمة واحدة فقط... ستكون لك ياسلطاني"
ارتج قلبه لدلالها... ولم تفرق معه ثيابها الموحلة ولا وجهها الملطخ ومع ذلك أجاب بصلابة
" إياك وفعلها... المكالمة تكون للشرطة.. ما نفعك بي وانا علي بعد ألاف الأميال!"
لم تجبه ... لأن الإجابة ستبدو شاعرية تافهة
ولكن لقلب تهاني هي الحقيقة
لأن صوته وكيانه هو سر تماسكها
حين عاد صهيب ذاك النهار لبيته.. حانت منه نظرة لباب الغرفة التي تعتكف فيها خالته.. ودار في خلده السؤال ذاته الذي يسأله لنفسه منذ سمع القصة كاملة من أمه
( تري هل تشعر بالذنب لما أوصلت له عائلتها!)
لا يدرك المسكين ان خلف الباب جلست راوية .. تبكي بحرقة
تبكي دمع القهر والظلم الذي نالها من أغلي الناس
جويرية التي همشتها ولغتها من حياتها منذ زمن
تهاني التي تركتها ورحلت
فدا... فدا التي دللتها كما لم تدلل واحدة من اخواتها
فدا التي أعطتها كل شيء وربتها علي الطريقة الغربية كي تقيها شر الشعور بالاغتراب الذي عاشته هي وتهاني وجويرية
فدا.. التي وبالرغم من فعلتها المدنسة إلا أنها سمحت لها بالبقاء تحت سقف بيتها
كان أقل ما تتوقعه منها أن تسافر لها لحيث هي .. تقبل يديها وتترجاها العودة
أما غسان..
وضعت قبضتها في فمها تعض عليها قهرا من غسان
ومن فراق غسان الذي لا تتخيله
كيف ستعيش بدونه وهي التي تتلوي شوقا لابتعادها المؤقت .. أو الذي كان مؤقتا
تشعر وكأن بحشاياها نارا.. نارا لن تبرد إلا بأن تسمع صوته مدللا.. مغازلا.. محبا كما كان
تريد ان تأمر.. فيطيع
تخطئ.. فيصلح خلفها
أمسكت هاتفها تطبع أربعة كلمات وعلامة استفهام
( هنت وهان الغرام؟)
لكنها مسحتها بسرعة.. وكرامتها الجريحة تنهاها عن التنازل إلا في حالة رجوعه هو أولا... نادما
وفي بيت غسان
بعد بضع ساعات استيقظ أهل البيت علي رائحة المخبوزات التي أعادت تهاني تسخينها بعدما أخذت حماما دافئا وبدلت ملابسها الموحلة كي لا يعرف أي منهم بانهيارها
وغير عابئة بحقيقة كونها دخلت للمخبز بتلك الهيئة المخزية
ولأن فدا أصرت علي ان لا يبق أي منهم في البيت وهي من ستعد كل شيء لزيارة فاضل... انطلقت جويرية ولينة لكي توصل الأولي الأخيرة لعملها
بعدما أصدر غسان قرارا ان لا يوصلها خالد من الأن
نعم يأتمنه علي بناته وعلي بيته... لكنه يعرف من تجارب سابقة ان خالد ليس ممن يجيدون التحكم في عواطفهم الرومانسية ...
وكل تلك التجارب كانت أقل وطأة من مشاعره التي لمسها في حديثه عن لينة
لذا ففصل القوات هو الحل... حتي وإن لم يجد حل في فصلهما في العمل بعد
لذا أوصلت جويرية لينة للصالون بعدما أكدت أنها ستمر لاصطحابها بعد بضع ساعات لأول زيارة للمعالجة السلوكية
لقد توقفت لينة عن شكر عائلة غسان.. توقفت وقد أوصلوا لها شعورا قويا أنها منهم وأنهم لأجلها
أنها تماما كتهاني وفدا وجويرية... واحدة من الأخوات
واحدة من بنات غسان
تعجبت لينة وهي تدخل الصالون متأخرة لخمس دقائق بسبب قيادة جويرية المتمهلة لأنها لم تجد إلا سنجام وويليام!!
سألت ويليام بينما سنجام يعمل مع أحد الزبائن
"اين المدير!"
أجاب ويليام ببساطة
"ذهب للمدينة في عمل وسيأتي بعد قليل"
لن تنكر أنها لم تشعر بنفس الشعور بالأمان في وجوده... هناك شيء مفقود
ليس خطيرا لدرجة دخولها في نوبة فزع... فلازال وجودها في الصالون مع سنجام وويليام يطمئنها
ولكن يظل شعورا ليس لطيفا في اعماقها
وكأنها ليست محمية تماما
بعد ساعة أو يزيد دخل خالد الصالون ومعه حقيبة سفر متوسطة الحجم
توقف عند الباب للحظة وموجة من مشاعر غيرة حمقاء تعصف به.. وهو يري لينة تعمل علي أحد الزبائن الرجال
حيته لينة بإشارة من رأسها وعادت تتطلع بتركيز في شعر الزبون... وتماما كما فعلت معه ذاك اليوم... فعلت مع الزبون وهي تمرر أصابعها بين طيات شعره الأشقر لتر حدود الشعر وتقسيماته
حك خالد شعره بغل وهو يشعر بتنميل في فروة رأسه... وكأن لمساتها عادت
اقترب خطوتين قويتين وهو ينتوي مطالبتها بترك الزبون لغيرها... ولكن للحظ كان الزبون قد أنتهي بالفعل وهم بالمغادرة شاكرا
لم يعد في الصالون سوي أربعتهم حين أشار خالد بسيطرة زائفة تخفي ارتباكا شديدا ان لا تعجبها المفاجأة للحقيبة معلنا
" لقد صممت زي موحد جديد للصالون"
تبادل سنجام ووليام النظرات المندهشة لأن خالد لم يخبر أحد عن ذلك
أما لينة فكانت تنتظر بحماس وهي تراقب خالد يفتح الحقيبة ويخرج منها الأكياس
فتح أول كيس وفرد التيشرت... وكان مقدمة التيشرت الأسود إلا من اسم الصالون فقط هي ما تظهر للثلاثة أمامه فلم يبدوا رد فعل بعد..
بتوتر خفي لف التيشرت ليروا خلفيته..
الصدمة المستنكرة علي ملامح سنجام لا تهم
النظرة المستظرفة الماكرة علي ملامح ويليام لا تهم
ما هم خالد فقط... كانت شهقة لينة السعيدة وهي تخطف منه التيشرت لتتفحص رسمة البومة علي قماشه
كان التيشرت اسودا بلا إضافات إلا من بومة تتوسط الظهر فاردة جناحيها...
بومة ما هي إلا خلفية هاتف لينة والتي اخبرته من قبل أنها نوعها المفضل من البومات
سأل وعينيه تلتهم سعادتها ... سأل بصوت لم يحاول إخفاء العاطفة فيه ولكن لينة كانت مع البومة بكل كيانها
"أعجبتك؟"
حضنت التيشرت لصدرها بفرحة طفل بلبس العيد وهي تهتف
"جدا جدا"
ثم تحركت للغرفة الخلفية
"سأذهب لتجربته حالا"
هتف خالد وهو يسحب التيشرت منها بسرعة
"لا هذا ليس لكِ.."
ثم مد يده للحقيبة مخرجا كيسا أخر
"هذا لكِ"
سحبت لينة الكيس الغامق منه وجرت للغرفة الخلفية..
أما خالد فأمسك التيشرت الذي حضنته للتو..
يقسم ان لا يغسله ولا يدع مخلوقا غيره يلمسه حتي يظل شبح حضنها ملتصقا به
"بومة!!"
قال سنجام باستياء من بين أسنانه
" لن يطأ زبون الصالون بعد الأن"
أما ويليام فاقترب من خالد بوقاحة الأستراليين ينظر للتيشرت الذي قربه خالد لصدره بحماية هامسا
"ألم يكن من الأفضل لو تركتها تجرب هذا ثم تأخذه لك!"
قبل ان يوبخه خالد لوقاحته.. بالرغم من ندمه الفوري أنه لم ينفذ فكرة ويليام.. التفت ثلاثتهم علي صيحة حماس من الغرفة الخلفية خرجت بعدها لينة بوجه محمر من فرط الانفعال وابتسامة لم يروها يوما علي وجهها.. ابتسامة صادقة
وقفت أمامهم في تيشرت مختلف.. لونه ابيض والبومة علي الخلفية ملونة بألوان باستيل ناعمة جدا
لتعلن بصوت تتقافز فيه الأحرف راقصة عن الواضح للجميع
"التيشرت خاصتي مختلف... لماذا؟"
لفت الثلاثة أزواج من الاعين في انتظار اجابته... واحدة حانقة..
وأخري متلاعبة
...واخيرة أهم من كل ما سبقها...لامعة
تنفس بعمق شديد كي يتمالك مشاعره التي تهدد بالانفجار
"لأن الله خلقك مميزة... فمن أكون انا كي لا أسير في موكب تميزك.."
اتسعت عينيها ... وكلماته مع تلك النظرة العجيبة في عينيه تربكها
لكن خالد وبسبب إشارة من خلف ظهرها من سنجام وويليام ان ينتبه ..
يتوقف..
يتعقل
استطرد خالد بعدما بلع ريقه وبلل شفتيه
"كل النساء مميزات.. وحين ترتدين ملابس مختلفة ستلفتين انتباه الزبونات فيتحمسن لزيارتنا"
صفقت لينة بحماس
ولكنها عادت تعوج فمها بتفكير
" لكن الأبيض سيتسخ بسرعة مع عملنا بالصبغات وغيره!!"
رفع خالد كتفيه كي لا يبدو مهتما تماما وقلبه يخفق بسرعة بين أضلعه
" لقد صممت لك سبعة تيشرتات واحد لكل يوم "
فعادت ابتسامتها للاتساع
ليسأل ويليام مشاغبا
"وماذا عنا نحن!"
تنحنح خالد قبل ان يجيب بصرامة
"تيشرتاتنا سوداء لا نحتاج إلا ثلاثة كالمعتاد"
لدهشة لينة انفجر ويليام ضاحكا وهو يتراقص كالقرد في الصالون بطوله الفارع!!
بعد ما يقرب الساعة وصلت جويرية لاصطحاب لينة للمعالجة السلوكية كما اتفقتا
ولكن كان لجويرية غرض أخر
وحتي قبل ان يخبرها والدها بحواره الشيق مع خالد... كانت هي أول العارفين..
حول خالد..
للحظ يسرت لينة علي جويرية المهمة …. حين وصلت الأخيرة كانت لينة تعمل مع أحد الزبائن وأشارت لها ان تنتظرها
سحبت جويرية خالد للخارج كي يقفا أمام الصالون
للحظات لم تتحدث... الوجه الجامد ذاته لكن العينين تلمعان بالكثير من المشاغبة.. فسأل خالد بنزق
"إذن أخبرك والدك؟"
أخرجت جويرية صوتا ساخرا من بين شفتيها قبل ان تؤكد
"لا ياصديقي ... لم يحتج لإخباري.. فأنت مفضوح "
ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة مؤكدة
"لكنك صديقي.. وأريد مساعدتك كما أني أراكما مثاليين لبعضكما"
تضخم قلب جويرية بالحنان وهي تري اللمعة في عيني خالد وهو يهتف
" حقا يا چو!"
ولا يمكن ان تتفهم أو يتفهم مخلوق سعادته في تلك اللحظة .. وأخيرا شخصا في هذا الكون يُصدّق علي حبه للينة خاصة وجويرية تستطرد وهي تري لينة تقترب من وقفتهما
" سأساعدك يا صديقي حتي.. تراك"
ثم أخرجت له لسانها تغيظه مع أنها محقة .. فلينة لتلك اللحظة لم تر خالد كرجل
*****************
مستندا علي سيارته وقف راجي في الانتظار... يلتف بين لحظة وأخري ليتطلع في هذين الجالسين في سيارته
لازال غير مستوعب لحقيقة كونه تورط فيهما تلك الورطة!!
ولكن الورطة سببها وللحق هو وحده
فبعدما غادرت عمة سامان ... وقف راجي مترددا فيما عليه فعله
هل عليه المغادرة الأن؟ أم عليه انتظار فاضل ؟
جاءت مكالمة هاتفية من فاضل له كإجابة ... في نفس اللحظة التي كان سامان فيها يساعد مشرق المترنح علي الخروج من الحمام
"اهلا يا ابو عبدالله"
تماما كحال فدا .. يشعره ذلك النداء وكأن له قيمة... وهو لا يري له قيمة حقيقية إلا عبدالله
لذا لم يشعر بنفسه إلا وهو يهتف بحماس لا يليق بالموقف
"اهلا يا فاضل كيف حالك؟"
أجاب فاضل
"اعذرني علي التأخير كنت مع عمي غسان لترتيب أمر غد ان شاء الله... سأخذ القطار وأتي اليكم الأن"
فسارع راجي وداخله رغبة شديدة ان يكسب ود ذلك الرجل الذي سيعيش ابنه في بيته قريبا
"لا لا داع لأن تأتى ... انا سأرحل علي أية حال "
فقاطعه فاضل بصوت خفيض
" ارجوك يا راجي لا ترحل إلا حين آتي... بالرغم من ان معرفتي بمشرق ليست عميقة لكني لازلت أذكر كلماته أنه يريد إنهاء حياته... اخشي ان تسيطر عليه الفكرة بعد مواجهته مع لينة ولا يستطيع سامان السيطرة عليه"
وبنفس الرغبة ان يكسب وده واحترامه أكد راجي باندفاع
"لا تقلق لن أتركهما وحدهما إلا بعدما أتأكد من استفاقته الكاملة"
ليكتشف أنه تورط في طفلين...
فمشرق لم يستفيق تماما ... ما بين أثار الكحول والحبوب في جسده... وبين حالته النفسية المتردية
وسامان... الذي أدرك راجي من اللحظة الأولي أنه غير قادر علي الاعتناء ببعوضة.. فلم يستطع ترك مشرق في عهدته
لذا فوجئ بنفسه يقضي باقي نهار اليوم الماضي وليله ما بين طبخ وجبة منزلية لأجل هذين الطفلين الكبيرين.. وبين محاولاته تهدئة مشرق من نوبات رثاء الذات
لم ينم جيدا بالرغم من ان أريكة سامان كانت وثيرة جدا ولكن التفكير تربص به
يعيد إعلان فاضل لعقله ويفكر في محله من الإعراب من القصة كلها
هل أحب فدا؟ نعم أحبها...ولكن حب ضعيف لم يقوى علي حمايتها
حب لم يجلب لها سوي التعاسة والمرض...
علي استعداد هو ان يتزوجها ويعوضها عن كل ما مرت به بسببه ...
وما مرت به بسببه جلل
لكنه يعرف أنه لم ولن يكون مناسب لها
لقد كسرها وكسرتها امه وامها ...ولم يكن قويا بشكل كاف حتي يدافع عنها أو يرمم كسرها
لقد وقف بعيدا وشاهد فدا الصغيرة الهشة تزداد قوة وصلابة يوم عن يوم ولكنها لم تدرك هذا إلا علي يد فاضل.. لذا فهو الوحيد الذي يستحقها
والأن يعود لنفس المكان...لا يريد ان يتدخل بأي شكل من الأشكال لأنه يفهم حساسية الموقف
لكنه يريد ان يطمئن علي عبدالله وكيف تقبل الأمر أو كيف يري فاضل؟
في الصباح قاطع غسان تخوفاته بمكالمة هاتفية .... بأنه سيخبر عبدالله اليوم قبل وصول فاضل
لينبري راجي طالبا ان يخبر هو بنفسه عبدالله
وهذا ما أوصله للمشهد الحالي... راجي يقف عند سيارته في انتظار عبدالله وغسان... وفي السيارة يجلس سامان ومشرق بعدما أصر الأخير ان يأت معه كي يتحدث قليلا مع غسان
ترجل عبدالله من سيارة جده ليركض نحو ابيه فيلتقطه الأخير بين ذراعيه بلهفة ويبتعدا بعد إشارة من غسان لجزء ناء من الحديقة الكبيرة
ما إن لمح سامان غسان وفهم ان هذا هو الشخص الذي ينتظره مشرق مغمض العينين حتي نكزه كي يستيقظ
تماما كحال عبدالله ترجل مشرق من السيارة ليتجه لحيث يقف غسان عاقدا ذراعيه بغضب شديد منه...
هيئة مشرق كانت مزرية للغاية بملابس يبدو كأنه لم يبدلها لأيام وشعر غير مصفف.. أما وجهه زي الملامح الوسيمة فقد تناثرت فيه بضع بقع داكنة وحبوب والتي ما هي إلا أثرا جانبيا لشرب الكحول بشكل مستمر
وقف مشرق أمام غسان مطأطئ الرأس والعار يغرقه في موجاته بعدما تذكر ما فعله بالأمس ليضع ذنبا جديدا فوق قائمة طويلة من الذنوب
"انا اسف... لم اقصد ان أؤذيها"
ليهتف غسان من بين أسنانه في غضب
"أي مرة لم تقصد ان تؤذيها؟ في بيتك وحين كانت زوجتك التي ليس لها هنا سواك أم بالأمس!"
لم يجب مشرق فورا وهو يحاول جاهدا ان لا يبكِ كما يتمني... يبكِ كي يفرغ كل وجعه الذي لا يهدئ للحظة
تحدث غسان ثانية بصوت صارم نعم لكن بلا غضب .. خاصة وهو يري ذلك الرجل الضخم بفم مرتعش يحاول ان لا ينفجر باكيا
"لقد حكي لي فاضل عن وفاة والدتك وسفر والدك"
وكأن الجملة البسيطة تلك كانت تماما كافية لكي تنهار مقاومة مشرق فتتسلل دموع مشرق .. دموع صادقة تلك المرة غير دموع الخمر
قبل ان يتمتم بصوت مكتوم
"لماذا هجرني الجميع؟"
لم يشعر غسان كأب بالتعاطف مع مشرق وأوجاعه وصورة لينة لا تفارقه
لكنه أجاب بصرامة
"الموت ليس بيد أحد... ووالدك ربما له عذره.."
ثم صمت ورغم عنه صوته يتحول لفحيح
"أما لينه فأنت أدري الناس بما فعلت بها.. ولا أظنك ستنكر"
هز مشرق رأسه نافيا وهو يمسح وجهه في ساعد قميصه المتسخ
"لن أنكر.. وحتي هذه اللحظة حين أكون تحت التأثير ستعيدني الهلوسات للعنف انا واثق.."
لا يدر غسان ماذا ألم به وأين صفة الحلم التي يتميز بها وهو يقبض علي مقدمة قميص مشرق ويهزه بعنف
"وانت تعرف ذلك؟ تعرف تأثير تلك الحبوب عليك ومع ذلك تأخذها وتؤذي فتاة أمنت لك هي وعائلتها..."
وبالرغم من ان سامان اصبح جوارهما في تلك اللحظة يحاول ان ينزع كف غسان عن ملابس مشرق لكن غسان في فورة غضبه لم يشعر به أو يتزحزح وهو يصرخ
"تستسلم للشيطان الذي بسببه لن يسامحك الله علي ما فعلته بلينة ابدا.. وستظل امك في قبرها تتعذب بما ترتكبه انت من ذنوب"
تركه غسان وبالرغم من فارق القامة والحجم ترنح مشرق وسقط أرضا فسارع سامان الذي لم يتدخل لأن الكلمات التي ينطقها غسان مهمة .. شعر سامان أنها قد تشكل صفعة إفاقة لصديقه
" لقد ترجانا فاضل ان لا نبلغ الشرطة بالأمس وانت تعرف أننا في حالة أبلغنا عنك كنت لتسجن علي الفور بتهمة خرق أمر عدم التعرض.. لذا.."
نزل غسان قليلا ليصبح في مستوي مشرق الذي لم يحاول النهوض
"اقسم بالله العظيم إن مررت فقط بطريق هي فيه.. سأحرص علي ان لا ترى النور لفترة طويله"
ثم وقف مشرفا عليه يبصق الكلمات بقرف
"انت لا تدرك كيف يتعاملون في السجون مع المعتدين علي النساء مثلك.."
زفر غسان وغضبه لا ينطفئ وابتعد خطوتين للوراء قبل ان يهتف بغيظ
" وأنت؟"
اتسعت عينا سامان ورفع كفيه باستسلام لنداء غسان الغاضب
"بدلا من ان تربت علي كتفه وتساعده علي غسل وجهه بعد تقيؤ الخمور والسموم... ساعده للعودة لإنسانيته"
وابتعد ليركب سيارته يستغفر الله عل الغضب داخله يهدئ
دفع راجي الأرجوحة بقوة متوسطة ولكنها كانت كافية لتساعد عبدالله للارتفاع عاليا فيضحك الأخير بسعادة
قبل ان يهدئ راجي من سرعة الأرجوحة ..يتنحنح ويتحدث بحذر شديد
" أردت ان أتحدث اليك كالكبار في أمر ما.. هل تعرف ان هناك احتمال ان تتزوج ماما من فاضل يا عبدالله! أردت ان أخبرك ان لا مانع عندي في ذلك .. بالعكس انا سعيد لأن فاضل يبدو كشخص جيد وان..."
كان يشرح بارتباك ونظرات عبدالله ثابتة عليه في انتظار لأن ينهي فينطق عبدالله
"ابي.. انا أفهم كل شيء ولا أمانع"
الجملة القصيرة سمرت راجي يحملق في عبدالله بدهشة والأخير يستطرد ببساطة
" انا طفل في السابعة.. ولست في الرابعة لن أفهم ما يدور حولي.."
رافعا حاجبيه باندهاش لم يجبه راجي المصدوم.. فشرح عبدالله وهو يحرك الأرجوحة بنفسه
" شعرت منذ فترة ان هناك ما يدور حولي يخص أمي وفاضل.. وأنا سعيد جدا لأجل أمي"
ثم لف عبدالله وجهه يواجه ابيه بنظرات وكلمات تسبق سنه مؤكدة لراجي أن العلاقات المتداخلة في عائلة غسان تركت أثرها علي أبنه
" أنا لا أريد لأمي سوي ان يكون لها بيتا يخصها قبل ان تعود جدتي راوية...بيتا يخصها هي.. لا تشعر فيه أنها خائفة من ان تتحدث .. تضحك.. تغني.."
وبلهجة قوية أثارت في نفس راجي الأسف الشديد... الأسف لأن صغيره يتعايش مع تلك الأفكار التي لا تليق بسنه.. أعلن عبدالله
" وطالما سيمنح فاضل لأمي بيتا يخصها... أنا سأكون ممتنا جدا له وسأحاول دوما أن أكون مثالا لأبن الزوجة الممتاز"
ابتسم راجي لعبدالله مشجعا وهو يلف ليقف خلف ابنه كي يدفع الأرجوحة لتعلو ثانية
ألتف راجي حول الأرجوحة.. لأنه في تلك اللحظة أراد ان يمسح الابتسامة.. ويبكي لساعات وساعات
علي ذنب ارتكبه وهو في السادسة عشر.. ولكن أثاره المدمرة لازالت حية تطارده ككلاب مسعورة
****************
وصلت لينة وجويرية لعيادة المعالجة السلوكية ذات الأصول العربية ..ليلي.. والتي رشحها لها شحاتة
قبل أسبوع دارت بينهما محادثة هاتفية طويلة... بغرض التعارف وتبادل وأحاديث عامة عن ميول لينة وهواياتها...
ثم طلب عجيب من المعالجة
"أتمني لينة لو تبدأين في التو في كتابة... لنقل خطابا طويلا بيني وبينك.. وفي هذا الخطاب تضعين كل ما تريدين مني معرفته عنك... حتي وإن كان كل ما تريدين مني معرفته هذا كلمة أو جملة.. ولن أمانع إن كتبتِ كتاب من ألف صفحة.. سأقرأه"
يومها فتحت لينة اللاب توب الذي استعارته من فدا وترددت ماذا تكتب!
كتبت جملة أو مقطع في دقيقة وانتهي
( أعاني من نوبات الفزع وأريد التخلص منها قبل العودة لبلادي)
وأغلقت اللاب توب واكتفت... وكما طلبت منها ليلي عاودت قراءة ما كتبت في اليوم التالي لتجد نفسها تضيف المزيد
(تزوجت قريب لي وبمحرد وصولي لأستراليا بدأ في ضربي)
وفي ثالث ليلة فوجئت بنفسها تكتب وتسترسل دون توقف... حتي أنها كتبت تحكي عن تفاصيل لم تخبر بها جويرية ولا فدا
الليلة السابقة وقبل إرسال الملف لليلي ... تطلعت لينة في الأحرف أمامها... لتري أغلب تلك الكلمات تتلاشي وتتطاير الأحرف..
وكأن بضع كلمات فقط ثقل حبرها وتعاظمت لتأكل شاشة اللاب كله
( ضربني... حبسني.. شكك في أخلاقي... سبني بأفظع الشتائم)
ومع تعاظم الكلمات التي شعرت بها كوحوش تكاد ان تهاجمها.. تسارع تنفس لينة وزاغت نظراتها وهي تحاول تذكر أي من تعليمات تشاي وخالد... فتشعر بالأفكار وكأنها مياه جارية لا تتوقف
وفجأة شعرت من بين أفكارا وصورا كلها مفزعه بشعه.. بشخص يلف مقعدها لتواجهها تهاني التي سحبتها بسرعة لحضنها وفرق الطول يجعل تهاني قادرة تماما علي احتواء لينة كلها
وهي تتحدث بصوت قوي واضح وصل للينة مشوشا بصوت مشرق يسبها
"لينة... ركزي علي صوتي فقط "
لا تتذكر ما قالته تهاني.. ولا تتذكر لكم استمرت النوبة
كل ما تتذكره هو ذراعي تهاني تحميها... تشدها من دوامة الفزع وتعيدها لبيت غسان
هي تكره الضعف والانكسار... لا تراه يشبهها في شيء
لذا هي هنا الأن في عيادة المعالجة... هي هنا لتعود لنفسها
رفعت لينة حاجبا لأعلي باستهجان وهي تري عيادة المعالجة مختلفة تماما عما تخيلت... حيث تشبه في أثاثها صالة بيت مريح أكثر من عيادة
بل وأن ليلي نفسها التي ارتدت فستانا صيفيا ثمنه سبعة دولارات وخفا بلاستيكيا بإصبع لا تشبه الأطباء في شيء!!
ولكن لينة ومع بداية تفهمها للحياة الاسترالية... تفهم الأن ان هذا الفستان وهذا الخف هو جزء لا يتجزأ من الثقافة الاسترالية اليومية
استقبلتهم ليلي بحفاوة.. وهي تضع كفيها أمام صدرها وتنحني قليلا في تحية تشبه تحية الهنود.. وهي تدرك ان أغلب مرضاها لا يفضلون التلامس حتي لو بالمصافحة
وبعد تبادل التحية والتعارف... أشارت للينة للغرفة الخاصة ولجويرية التي اعطتها ريموت التلفاز لتشاهد فيلما حتي ينتهيا من الجلسة
لم تكن الغرفة الأخرى تختلف عن صالة الاستقبال كثيرا.. مكتب صغير عليه حاسوب وبعض الأوراق ومقعدين وثيرين جلست ليلي علي واحد منهم داعية لينة للأخر..
لتبدأ ليلي بجملة كانت كافية لتحفيز لينة
" لقد قراءة خطابك وحان الأن وقت العمل"
ارتاحت لينة كثيرا وهي تدرك ان ليلي لن تطلب منها ان تقص عليها المزيد بل بدأت بالمعالجة شارحة
"المعالج السلوكي ليس طبيبا نفسيا... الطبيب النفسي يبحث عن أصول المشكلة بينما المعالج السلوكي يضع معك خطة لمواجهتها"
وعلي مدار ساعة عملت ليلي مع لينة علي أولي التمارين التي قد تساعدها علي السيطرة علي نوبات الفزع
تمارين " grounding”
تمارين رائعة وستساعدك كثيرا علي تخطي نوبة الفزع....
بمجرد مهاجمتها لك ابدأي في لمس أقرب شيء حولك غير جسدك أو ملابسك.. مثلا طاولة أو مقعد أو حتي شخص.. وابدئي بتقنيات التنفس التي تعتمد علي نفس عميق واخراجه ببطء... سارعي بأكل أي طعام ولو قضمه صغيرة كي تشتت انتباهك... أو تشربي... ابدائي فورا في الحركة ولا تستسلمي للثبات أو الاغماء... حاولي التركيز مع رائحة ما بكل حواسك... ما تلك الرائحة... ما مصدرها... ماذا تعني...
تحدثي مع كل المحيطين بك حول تلك التقنيات حتي يوجهوكِ اليها في نوباتك... والمرة القادمة سنتدرب علي تمارين أكثر مرحا"
قبل ساعة
جلست جويرية في غرفة الاستقبال من العيادة بعدما أخرجت كتابا ممتعا في الفيزياء لتبدأ في قراءته
ابتسمت داخليا وهي تري أخر رسائل تشاي لها من ثلاثين دقيقة تقريبا
( كتبت لك قصيدة بالعربية أرجو ان تنال اعجابك
علمني هواكِ ماذا تعني الحيرة...
علمني الاشتياق.. علمني الغيرة
قلبك ايقظني علي صوت دقاته..
ضمني اليه وجعلني روحه وحياته)
مما جعلها تبتسم باتساع وهي تهز رأسها وتجيبه
( حتي وإن كتبتها بالفصحي... لازلت أعرف أنها أغنية لعمرو دياب)
هزت رأسها تبعد عنها التفكير في محتل أفكارها وتركز في الكتاب... لدقيقة ثم
( لا أصدق أنك بالفعل تستمتعين بقراءة كتب الفيزياء!!"
رفعت عينيها المتسعة لشحاته الذي وقف أمامها في صالة الاستقبال قبل ان تهتف بفرحة حقيقية لم يبد منها إلا الفتات.. ولكن اتساع ابتسامته طمأنتها أنه يشعر بها
"ماذا تفعل هنا تشاي!"
سألت وهي ترمي كتابها علي المقعد وتقف بسرعة
وتتقدم منه
ثم تتسمر
ونفس الشعور يراودها كلما تراه
أنها تريد الارتماء في حضنه.. وفي بعض الأحيان أنها تريد تقبيل ابتسامته
ولكنها ستنكر ذلك تماما اذا ما سألها خاصة وتشاي يراقص حاجبيه لها معلنا
" لن يمنعك أحد"
شهقت جويرية ولازالت فكرة أنه يقرأها بهذا الوضوح تصدمها
لذا سارعت تداري خجلها بالسؤال
"لماذا لم تأت للجامعة اليوم"
أعلن وهو يجذبها من يدها ويجبرها للتحرك معه مغادرين المكان
"لقد أوصلت الحلوى التي صنعتها امي لكم مباركة لمقابلة اليوم.. فوجدت والدك يعمل في الحديقة الخلفية فبقيت لمساعدته"
مع كل لحظة تقضيها معه تزداد حبا وتقديرا لذلك الشخص الذي تتعلم بهوادة كم هو مراع للكل
استفاقت أنهما قد غادرا المبني.. بل ويعبران الطريق للمكتبة العامة علي الناحية الأخرى
"لأين تأخذني؟!"
لكنه لم يجبها وهو يسحبها لداخل المكتبة
وكأغلب المكتبات العامة في استراليا كان الدور الأرضي مجهزا بكتب وألعاب للأطفال...
فابتسمت جويرية وهي تمر بمجموعة من الأطفال لا يتعدون الثالثة مع امهاتهم وقد أحدثوا فوضي عارمة بينما مسئولة الدور ترتدي ملابس شخصية من أحد كتب الأطفال وتقرأ لهم بصوت معبر
علي صمته سحبها تشاي مارين بالدور الثاني حيث مجموعات الطلبة من كافة الأعمار يدرسون ببعض الصخب...
للدور الأخير والأكثر هدوئا علي الاطلاق
الطابق الأكثر انعزال حيث يعمل كل باحث أو قارئ بشكل فردي يُمنع فيه إحداث أي ضجة
وأخيرا وقفا أمام رف معنون بالتاريخ الصيني فوقفت جويرية بتقدير لتاريخ اجداده الذي احضرها لهنا كي يعلمها إياه
بالرغم من خلو المكان تماما تحدث بصوت هامس لا يمكن لغيرها ان يلتقطه
" هل تعرفين لما انتِ هنا الأن؟"
هزت رأسها بلا وهي تصيغ السمع لهمسه كي تبدي الاحترام الواجب لخلفيته الثقافية
"لأنني منذ كنت مراهقا وانا انتظر اللحظة التي..."
اقترب فاقتربت تلقائيا كي تسمعه..
"اللحظة التي سآتي هنا مع فتاتي كي نمثل فيلم التلميذ المشاغب وأمينة المكتبة الصارمة... ولن أمانع إن اردت معاقبتي"
تصاعدت الدماء الساخنة لوجهها ورقبتها وهي تضربه علي صدره مبتعدة
"انت ... انت سيء"
فما كان من تشاي إلا ان صفر بصوت خفيض وهو يحك كفيه ببعضها وعينيه تلتهمانها ويقترب
"بدأنا نتفق"
امسكت جويرية أول كتاب طالته وهي تهتف وقد نست الهمس
"ابتعد.. ابتعد عني يا تشاي وإلا ستنال خبطة علي رأسك"
رفع سبابته لفمه بسرعة متلفتا حوله
"ستتسببين في طردنا قبل ان ننفذ الفيلم ..."
ثم أشار لحقيبتها
"هل معك عويناتك لحبك الدور"
لم تجبه جويرية وهي تلف حول الطرف الأخر من الرف مبتعدة
فلحقها تشاي بسرعة... لتسارع هي أكثر.. فكان المشهد عجيبا للدارسين المحترمين المترامين هنا وهناك
لحقها تشاي وهو يسحبها من مرفقها كي يسيرا متجاورين
"لقد افسدتي اللقطة"
تريد ان تضحك علي مزحته وتريد ان تضربه لوقاحته ... وجزء منها يريد الانصات لغزله الوقح وان تشارك معه في ذاك الفيلم
ولكنها استمرت في السير بلا تعليق حتي غادرا المكتبة بسلام لتلاحظ فجأة ان تشاي صامت علي غير العادة... فالتفتت له متسائلة بعينيها التي لا يفهمها سواه
فيتحدث تشاي مبتسما ابتسامة متوترة
"چو... هناك أمرا علينا البدء في بحثه سويا"
ابتسامته المتوترة وهرب عينيه من عينيها... جعلا دقات قلبها تتسارع بخشية مما لديه
***************
حل موعد الزيارة ووصل ناجي وفاضل وشهيدة لبيت غسان حيث انتظرهم نفس الحشد الذي انتظر عائلة تشاي
استقبلهم غسان وخالد وتشاي مع مريم بحفاوة وترحيب
أما الفتيات فلم يخرجن إلا بعد استقرار الضيوف في مجلسهم
كان فاضل متوترا وسعيدا
ومرتبكا وسعيدا
وكل شعور سلبي قد يراوضه تغلبه سعادته وترقبه... خاصة وقد ارتاح من ناحية امه لحماسها الشديد لإتمام الزيجة
مالت تهاني علي لينة هامسة
"يبدو كأن شهيدة فعلا تريد للزيجة ان تتم !"
ثم هتفت بابتسامة واسعة
" أنرتي بيتنا يا... طنط"
أحمر وجه شهيدة الأشقر غلا وغيرة متأصلة بداخلها من تهاني
وقد طال ظن شهيدة أن غسان ولُطف يسعون لزيجة تجمع ناجي بتهاني
لذا اجابت شهيدة بابتسامة زائفة
"عجيب ان تناديني طنط وتنادي زوجي باسمه المجرد!"
ضحكت تهاني بتسلية وقد جرت شهيدة لملعبها... فترف برموشها بدلال تحول نظراتها ما بين ناجي وشهيدة مؤكدة
" لا أتخيل ابدا ان أقول لناجي...عمي"
ثم لتزيد من غيظها لشهيدة .. عضت علي إبهامها وكأنها تفكر
" ربما أناديه... ابن عمي"
وسارعت ترسم الأسي علي ملامحها وهي تخبر تلك المشتعلة
" بالمناسبة لازلت عزباء"
ثم لمعت عينيها بمكر شديد وقد بدا أنها وجدت الضربة القاضية لشهيدة... إلا ان ضربة من مرفق لينة لجنبها اسكتتها والأولي تهمس في أذنها بغيظ
" هل رأسك هذا فارغ بلا عقل؟ تلك حماة اختك.. هل تريدينها ان تنقلب عليها وتكرهها من البداية"
كلمات لينة المحقة أسكتت تهاني للحظة وألجمتها ... قبل ان تعلن بصوت خفيض كي لا يصل للرجال .... فقط للجانب الذي جلست فيه النساء.. خرج محملا بالصدق الحزين
" لكنني تركت قلبي في البلاد.. أمانة مع ابن خالتي"
تبدلت ملامح شهيدة .. ولدهشة تهاني اكتست بالحنان وشهيدة تلمح لمعة الدمع في عيني تهاني.. فتربت علي ركبتها مؤكدة
" جمع الله بينكما علي خير يابنيتي"
وبعد تردد وتخوف سمت فدا بالله وخرجت ومريم تسير جوارها تؤازرها وتقويها
وقف فاضل ما إن لمحها...محدثا نفسه بأنفاس مأخوذة
( وقد خلعت لأجلك وحدك ملابس الحداد)
وقد وارتدت فستانا ابيضا من الكتان مع حجابا خوخي اللون
(ولأجلك فقط هناك شبح ابتسامة علي شفتيها
وفي عينيها ألف وعد صادقة فيهم كلهم)
وقفت شهيدة تطلق الزغاريد قبل ان تلتقط فدا في حضن قوي وهي تقبلها بفرحة صادقة مكبرة علي جمالها
وطلتها
جلس الجميع وبالرغم من اختلاف الأجواء عن جلسة زوبا لكنها ظلت أجواء لطيفة حميمية وقد استطاع ناجي تحقيق هذا
كانت فدا صامتة تماما وكذلك فاضل
صمتا محملا .. بالتوتر .. الترقب.. الأمل
"إذن يا فاضل"
قالها ناجي بلهجة اب فخور وقد بدا كما لو كان هو العريس ببذلته الانيقة
مشيرا لابن زوجته
"هيا.. اطلب طلبك الغالي من عمك غسان"
فأحني فاضل رأسه وهو يرفع كلتا كفيه رابتا عليها ربتات سريعة معلنا
"العفو يا عمي.. انت وليّ فأطلب عني"
عم الصمت الحجرة والانظار تتثبت علي ناجي الذي بدا من ملامحه ان هذا لم يكن المتفق عليه فكانت مفاجأة!!
مفاجأة زلزلت ناجي وثباته حتي اهتز للحظات وبدا وكأن عينيه رغما عنه قد امتلأت دمعا ... لذا أطرق لثوان
ثم رفع رأسه موجها كلماته لغسان برجولة
"والله يا غسان وقد جمعتنا الغربة انت اخي..
ووالله لولا نفس الغربة لكنا دخلنا عليكم اليوم بجاهة علي الصفين طلبا ليد أم عبدالله"
رفع غسان كفه لصدره مجيبا
" دخولكم بيتنا بألف جاهة يا ناجي والله"
لتقاطع تهاني مشاغبة
"والله هذا الدور الرسمي ليس لائقا علي كلاكما..."
ضربتها جويرية علي مؤخرة رأسها وضحك الجميع ليعود ناجي للسؤال الأساسي
" اذن ياغسان ما ردك علي طلبنا؟"
فأجاب غسان بابتسامة متعقلة تخفي السعادة العارمة التي تتفجر داخله
سعادة ورضا وفخر وهو يشير لفناجين القهوة أمامهم
"اشربوا قهوتكم وابشروا بما حضرتم لأجله"
ثم صمت للحظة متطلعا في فدا الصامتة من لحظة دخولها
"ولكن لنسمع رأي العروس أولا"
التقطت عينا فاضل عين فدا ما إن رفعتها يبتسم نصف ابتسامة رجولية أثارت داخلها مشاعر جمة وكأن ارتباكها كان واضحا لعينيه فقط ..مما زاده ثقة ليعلن برجولة
"اعذرني عمي ناجي دعني أعدل من طلبنا"
ارتفعت الأنظار لفاضل في تساؤل وهو يتطلع ما بين فدا وغسان معيدا السؤال بتأثر عميق
"جئناكم اليوم نطلب فدا وعبدالله ليكونا عائلة فاضل الصغيرة...
سنظل منكم وانتم سندنا في هذه الدنيا... لكن ثلاثتنا نحتاج لأن ننتمي لبعضنا.. ننتمي لعائلتنا الصغيرة التي تخصنا وحدنا... عبدالله.."
وأشار لصدره بنظرة الاحتياج التي لم يعد قادرا علي التحكم فيه
"وأنا"
ثم اليها ونظرة الاحتياج تثير مشاعرها ورغبة عارمة تطالبها ان تفعل تماما ما تفعله مع عبدالله حين تري نفس النظرة.. ان تطالبه بأن يأت لهنا فورا ويحتضنها... خاصة وهو يشير اليها
" وأنتِ"
ساد الصمت احتراما وتأثرا لطلبه...
والتفت الانظار لفدا في انتظار الرد
حاولت التحدث لكن الصوت لم يخرج من بين شفتيها إلا بعدما تنحنحت عدة مرات ثم أعلنت بصوت خفيض
"نتفق أولا علي مهري ومؤخري"
توتر فاضل في جلسته وهو يتحرك ليجلس علي طرف مقعده.. مستندا بمرفقيه علي وركيه وقد شبك كفيه ببعضهما أمامه في انتظارها
أشار لها والدها بهزة تأييد ان تصرح عما تريده كمهر ومؤخر
فخرج صوتها مهتزا لا من توتر أو حرج.. بل من هول اللحظة التي تعيشها
هي... لفاضل!!!
وفاضل يطلبها وابنها كي يكونا عائلته!!
وفاضل...
فاضل يجلس متوترا في انتظار ما ستقول
لذا سارعت لتنهي حيرته
" مهري ... كتاب الله وكلماته يقف وكيلي وحجتي عليك إن أذيتني يوما..
ومؤخري.. حج بيت الله معك... فإن كنت تنوي الطلاق عل لقائنا عند بيت الله يرقق قلبك علي فتبدل رأيك..
وإن لم تبدل رأيك... فتحقق أمنيتي ان أحج مع زوجي... لأن لا زوج لي بعدك.."
لم يجبها فاضل... فما تقوله لهو أمر عظيم
ووعد سيلزمها به عمرها كله
هي له وحده.. لن تكون لسواه
لذا لم يجب...إلا بهزة رأس
لم يرفعه إلا بعينين تلمعان بالدمع .. فتلاقيه عينيها بنفس الدمعات التي تتراقص بفرحة
تدخل بعدها ناجي معلنا بفرحة كما اتفق مع فاضل في حالة الموافقة
"إذن علي بركة الله.. والزواج بعد أسبوعين"

انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

noor elhuda likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 25-11-20, 01:53 PM   #1093

Ra Rashad

? العضوٌ??? » 412940
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » Ra Rashad is on a distinguished road
افتراضي

لولولولولي الف مبروك واخيرا
راويه للاسف مازالت على غيها
تهاني 😢 حقيقي متحمله بس الكلمتين اللي قالتهم صح
للاسف غسان حملها طول العمر مهمه من مهماته
سلمتي وسعدتي حبيبتي رووووعه😘😘😘😍😍😍😍


Ra Rashad غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 03:01 PM   #1094

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 150 ( الأعضاء 32 والزوار 118)

‏موضى و راكان, ‏احمدالعلاوي, ‏شارلك, ‏dr kareem, ‏زهره الربيع2, ‏Fatimz, ‏Nour fekry94, ‏هنوددده, ‏عبير سعد ام احمد, ‏لولا عصام, ‏Berro_87, ‏Mero Mor, ‏Esraa Yacoub, ‏منال غرة, ‏باااااااارعه, ‏سويتي شام, ‏لميس رضا, ‏Hagora Ahmed, ‏Freespirit77, ‏ياسمين ♥, ‏الذيذ ميمو, ‏Emaimy, ‏lasha, ‏مارية مارو, ‏آية العيسوي, ‏park toka, ‏Radwa82, ‏Um-ali, ‏Seham elhenawy, ‏بتو خليفه, ‏فديت الشامة, ‏rontii


إيه الجمال ده يا شيمو فصل جامد بجد تسلمى يا مبدعة
منورانا يا rontii وحشتينى و اشتقت لابداعك لعلنا نلتقى عن قريب فى إبداع جديد


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 03:10 PM   #1095

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

جميل جميل جميل تسلم ايدك شيموو بجد يا قمر ابدعتي

Mummum غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 05:26 PM   #1096

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

‏رانيا صلاح, ‏sayda Omer, ‏Amira94, ‏هبة طه, ‏Asmaanasser, ‏mayna123, ‏فاطمة سعد, ‏سعاد انور, ‏دندراوي, ‏عاشقة الحرف, ‏شيرووق, ‏ايثو كردم, ‏سوسو عبدالرحمن, ‏سر الاحساس, ‏دينا نبيل, ‏tafanegm, ‏sara_soso702

رانيا صلاح غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 05:27 PM   #1097

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 88x( الأعضاء 17 والزوار 71)‏رانيا صلاح, ‏sayda Omer, ‏Amira94, ‏هبة طه, ‏Asmaanasser, ‏mayna123, ‏فاطمة سعد, ‏سعاد انور, ‏دندراوي, ‏عاشقة الحرف, ‏شيرووق, ‏ايثو كردم, ‏سوسو عبدالرحمن, ‏سر الاحساس, ‏دينا نبيل, ‏tafanegm, ‏sara_soso702

رانيا صلاح غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 05:36 PM   #1098

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والعافيه
شيمو مكانك خالي

الله لايحرمنا من تواجدك الدائم



اكيد هربتي لانك خفتي ان نمسكك بعد مابكيتيني بطلب فدا مهرا لها

راويه مع كل ماجصل لاتزال تراوح مكانك وواثقة من صحة مافعلته وتنتظر منهم الاعتذار لها

خليني ساكته والا اذا انفتحت بالدعاء عليها ساغرقها بوابل من الادعيه تكفي صفحات


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 25-11-20, 05:50 PM   #1099

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

مساء الورد شيمو🌹🌹🌹🌹🌹
فصل دسم واحداث رهيبة سلمت اناملك❤❤❤❤
اوجعتني تهاني وهي تصرخ...... يا أيامنا الحلوة تعالي.. عودي... اصرخي فيهم..
اخبريهم ان يكفوا عن ضرب معاولهم في عائلتي..
اخبريهم اني لا أملك سواهم في قارة واسعة... اصرخي فيهم واعيديهم لصوابهم..
اصرخي في الغربة... في الفراق)
ورد صهيب ان لا تعود فأهلها يحتاجونها اكثر منه مؤلم رغم صوابه
مكالمة صهيب هي الحب بأسمي معانيه حين يشعر الحبيب بمحبوبه وهو على بعد قارات ويبث لها الامان و الدفء لتشعر فى عز ألمها و وجعها بالنعاس... انه العشق ياسادة

- عجبتك لك تُحملين افراد اسرتك فرد فرد ذنب ما وصلتي له وتلومينهم وانت الملامة بأيحق ترين نفسك مقهورة مظلومة...... راوية انتي تحصدين ما جنته يداك
شيمو مشهد صالون الحلاقة طلع من عيوني قلوووب 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

ياااااااااااه يا صغيري نضج قبل اوانه وما ذنبه....؟.عاصر مبكرا اوجاع امه واحزانها لقطها عقله وخزنتها ذاكرته الصغيرة....ابدعتي شيمو حد الوجع
..... فعلا حقك راجى البكي ساعات و ساعات علي ذنب ارتكبه في لحظات ذا اثار مدمرة لا زالت آثاره حية تطارده ككلاب مسعورة.....؟.

اسمحيلنا جويرية نشاركك محبة الاخ شحاته😄😄😄😄
احلي طلب زواج واغلي وارقي مهر....... مشهد عالي الاحساس راقي المكنون.....مؤثر في النفوس لدرجة اعادة قراءته وكان نفسي راوية التيييت تشوفه واتفرج عليها وهي بتشوفه 😅
تسلمي بجد يا شيمو فصل ممتع 😍😍


رانيا صلاح غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-20, 09:15 PM   #1100

ام مريم عامر

? العضوٌ??? » 479693
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » ام مريم عامر is on a distinguished road
افتراضي

ايه الجمال ده فصل رهيب يا شيمو بجد يعنى اتكلم عن ايه ولا ايه تهانى و المشاعر المتبادلة بينهم ولا احساس صهيب بيها ولا رد فعلها على الطلاق خالد و مشاعر خالد و رومانسيته تشاى و حبه و خفة دمه وتفهمه ل جويرية فدا و فاضل الوجع كله و الحرمان و العوض و الحب فى نفس الوقت بجد الفصل روعه راجى و ندمه و وجعه و مشرق و عذابه بجد الفصل جامد واتمنه ليهم فرصه تانى زى الباقى
و طبعا رواية و اوهامها و اعذارها الل هى اقبح من الذنب اللى بتمنى انها تعيش فى الندم شبو شوشو


ام مريم عامر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.