آخر 10 مشاركات
الغريبه ... "مكتملة" (الكاتـب : tweety-14 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          سيجوفيا موطن أحلامي وأشجاني-للكاتبة المبدعة 49 jawhara-"رواية زائرة" كاملة (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زارا صعبة المنال (11) للكاتبة: Elinor Glyn *كاملة+روابط* (الكاتـب : sanaafatine - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-20, 12:43 PM   #1221

Heba hamed2111

? العضوٌ??? » 456155
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » Heba hamed2111 is on a distinguished road
افتراضي


مش ممكن قلبي هايتجنن واعرف هايحصل ايه



Heba hamed2111 غير متواجد حالياً  
قديم 18-12-20, 03:30 AM   #1222

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" كلاهما غارقان فى الحرج و الخزى ، فقط لأن قلبيهما سلميين"
الجملة دى شرحت مشكلة راوية و أم راجى و كل اللى زيهم و ناس عايشة على أذية الغير حتى لو كانوا أقرب ناس لهم " قلوب مريضة بالحقد و الغل"
تهانى من اكتر الشخصيات اللى تأثرت بها لأن بقلبها تحمل كمية من الحب و الحنان يفوق المسافات بينها و بين صهيب .
الحاجة زوبا فخر للمصريين والله فى بلاد الغربة و ربنا يكتر من أمثالها .
عوض و جبر ربنا له طعم تانى و ربنا جبر بخاطر فدا و رامية بفاضل و رضا .
منتظرة انتهاء عدة لينة و اشوف الحرب بينها و بين خالد
فصل جميل شيماء و يسلم قلمك


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


قديم 19-12-20, 01:28 AM   #1223

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك على الفصل الرائع
😘💖💖💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 19-12-20, 08:38 AM   #1224

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاد على مشاهدة المشاركة
" كلاهما غارقان فى الحرج و الخزى ، فقط لأن قلبيهما سلميين"
الجملة دى شرحت مشكلة راوية و أم راجى و كل اللى زيهم و ناس عايشة على أذية الغير حتى لو كانوا أقرب ناس لهم " قلوب مريضة بالحقد و الغل"
تهانى من اكتر الشخصيات اللى تأثرت بها لأن بقلبها تحمل كمية من الحب و الحنان يفوق المسافات بينها و بين صهيب .
الحاجة زوبا فخر للمصريين والله فى بلاد الغربة و ربنا يكتر من أمثالها .
عوض و جبر ربنا له طعم تانى و ربنا جبر بخاطر فدا و رامية بفاضل و رضا .
منتظرة انتهاء عدة لينة و اشوف الحرب بينها و بين خالد
فصل جميل شيماء و يسلم قلمك
فعلا القلب السليم هو اللي بيفرق ومفيش اي حاجة غيره
غسان برغم تقصيره ف حق بناته لكن قلبه سليم وبيعافر


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-12-20, 11:15 PM   #1225

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shymaa abou bakr مشاهدة المشاركة
هههههههههههههههه انا حاسة ان الفصل الجاي هاكتب وقالت السحلية بين قوسين راوية 😂😂😂😂
ايوون لازم الذكر يساند الخروف طبعا
صدقيني مش محتاجة تكتبي اسمها بين قوسين اكتبي سحلية بس كلنا هنعرفها 🤣🤣🤣🤣


رانيا صلاح غير متواجد حالياً  
قديم 23-12-20, 12:26 PM   #1226

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل السادس والعشرين
وقفت فدا في الحديقة الصغيرة التي تطل علي حديقة شاسعة ولكن مشتركة مع الشاليهات الأخرى
وبالرغم من ان الحديقة الصغيرة المسورة تماما بأشجار كثيفة تعطيها الخصوصية إلا أنها فضلت ان تخرج برداء الصلاة وهي تحتسي كوبا من مسحوق البروتين باللبن الدافئ
استعادت في وقفتها احداث ذلك اليوم المفعم بالسعادة .. بل سمحت لعقلها ان يسرح للخمس أيام التي قضتها مع فاضل
منذ ليلة الدخلة التي شعرت فيها وهو يقربها لأول مرة.. أنها ...تريد البكاء
فقط البكاء...ندما علي معصية وذلة
كانت من الممكن ان تشعر في تلك الليلة بمشاعر أخري وهي تهدي نفسها لأول مرة لحبيبها الذي لم يملك قلبها سواه
لكن...
لكن ذلتها القديمة كانت تدفع الدمع لعينيها
وبدلا من ان يغضب .. ان يثور .. ان يشمئز
احتواها فاضل في حضنه بعد القرب
احتواها هامسا في أذنها.. دون ان يأتي علي ذكر الدموع... همس نفس الجملة التي كررها علي مسمعها في لحظات اللقاء
" انتِ أحلي من كل خيالاتي يا فداي.. "
فسألت بتردد سؤالا خافتا ... سؤالا أرادت ان تستبدله بأخر " هل انت نادم؟"
ولكنها نضجت قليلا الأن وتدرك ان عليها ان لا ترخص نفسها أمامه ... فكان السؤال
" حقا يا فاضل!"
فأجاب بحرارة صادقة
" وهل عندك شك يا حبيبة فاضل! لو كان عندك ولو ذرة شك.. ارميها خلف ظهرك بسرعة وانفيها عن قلبك"
ربما أرادت ان تسمع تلك الكلمات... وربما تأصل أثر الكلمات مع كل لمسة منه ... عابرة كانت أو متعمقة
لكن النتيجة كانت سريعة الظهور...
اسواط أمها التي كانت تدمي وتترك جرحا غائرا وندبة لا تنمحي.... ها هي تنمحي
تنمحي بقبلة منه... بهمسة " حبيبتي"
أو حتي بالضحكة المتخمة بالرضا بعد كل لقيا
فتشعر معه كما وردة تتفتح علي استحياء.. وردة تتفتح لأن أخيرا هناك من يخبرها
" أنتِ أحلي من كل خيالاتي"
كلما لمسها ورأت علي وجهه تلك النظرة العاشقة... تردد في سرها
" اللهم لك الحمد"
وكأن تلك الابتسامة من زوجها... علامة لقبول التوبة
كلما مر بينها وبين فاضل ساعة كزوجين... اكتشفت أنه حقا... طفل كبير عاش في حرمان
الليلة التي سبقت رحلتهم... لم يغمض له جفن من الحماس وهو يسألها بين دقيقة والأخرى
" هل حزمنا كافة الأغراض!"
" ما رأيك لو اصطحبنا عبدالله للفطور أولا!"
ويبرر بتحرج لحماسه
" لم اذهب في رحلة ابدا.. خالتي ام عفيف كانت ضعيفة الصحة.. وبعد وفاتها وأبي.. كان الحمل ثقيل علي زوج عمتي"
وفي النهاية.. لم يغمض عينيه إلا عندما هددته كأم حازمة
" سنلغي الرحلة إن لم تنم... فورا"
وفي السابعة صباحا.. انطلقت فدا وفاضل لبيت ابيها كي يصطحبا عبدالله للمنتجع السياحي
رحلة السيارة والتي تولت فدا فيها القيادة... لم تكن صامتة ابدا .. بل ان فاضل وعبدالله لم يتوقفا عن تبادل الحديث في كافة الموضوعات
شعرت فدا وكأنهما بالفعل يستغلان الفرصة كي يتعرفا أكثر
عبدالله يسأل فاضل عن بلاده وكيف هي وما هي الاختلافات بينها وبين استراليا
وفاضل يسأل عبدالله عن أصدقاء المدرسة وهواياته
حتي ان كلاهما تفاجئ بفدا تعلن عن وصولهم للمنتجع
حين وقف ثلاثتهم في مكتب الاستقبال... تذكرت فدا شيئا جديدا تعلمته عن فاضل في الأيام السابقة
أنه يفتقد الثقة حين يتحدث بالإنجليزية.. لكنها لم ترغب في ان تتولي مسار الحديث.. بل دفعته بخفة للمكتب هامسة مشجعة
( لن تتطور لغتك إلا بأن تتبادل الاحاديث مع أي شخص وفي أي موضوع بلا خجل... ولا تتحرج فأستراليا بلاد الالف جنسية لذا ستجد الناس أكثر تقبلا لإنجليزيتك الغير متقنة أكثر مما تتصور)
والمثير للضحك ان عامل الاستقبال كان هو الأخر ذي انجليزية ثقيلة مع لكنة فرنسية قوية.. مما اكسب فاضل المزيد من الثقة في الحديث
بحماس طفولي لا يختلف ... تجول فاضل وعبدالله في الشاليه ذي الطابقين وهما لا يتوقفا عن الثرثرة عن كل شيء يراه ويلمساه
كانت فدا تري أمامها فاضل أخر.. فاضل يخبرها دون كلمات أنه.. يحتاج للدلال
" هيا للشاطئ "
اعلنها فاضل بحماس انتقل كالعدوي لعبدالله الذي نزل من الطابق الثاني مسرعا
أمنت فدا وهي تفك حجابها
" هيا اذهبا وانا سأرتب الملابس في الخزائن و..."
لكن فاضل قاطعها وهو يقترب ويأخذ من بين يديها الحجاب ذي القطعة الواحدة
" لا ... ستأتين معنا... من هذه اللحظة سنذهب في كل مكان نحن الثلاثة دون انفصال.."
وتأكيدا علي كلامه كان بحركات تفتقد للحرفية يضع لها الحجاب ثانية... فأمسكت يده تبعدها عن الحجاب وعن وجهها مؤكدة بنزق
"حسنا.. توقف... انا سأضعه لنفسي"
ولكن فاضل لم يتوقف وهو يبتسم مشاغبا ويمرر كفه وأصابعه علي وجهها مغيظا
انطلق ثلاثتهم للشاطئ الملحق به العابا مائية رائعة
وهنا كانت الصدمة لعبدالله وفدا .......
وابني استراليا والمحيط يريان شيئا لم يسمعا به من قبل... شخصا لا يجيد السباحة..
كان فاضل يقف في الشاطئ المؤمن بشبكات لحماية الأطفال من احتمالية الدخول للعمق .. يصل مستوي المياه لركبتيه ......ومع ذلك متوتر لأبعد حد يمسك بكف فدا من ناحية وكف عبدالله من ناحية أخري والام وابنها لا يتوقفان عن الضحك
وكلما علت لبعد ركبته ولو بسنتيمتر واحد يجري للخارج وهو يشد عبدالله وفدا.. حتي اعتاد الماء أخيرا بحذر
خرجت فدا تنتظرهم علي الرمال بينما عبدالله وفاضل لم يخرجا إلا مع اعلان برج المراقبة عن موعد اغلاق الشاطئ... لينتقلا لحمام السباحة الداخلي والمفتوح اربع وعشرين ساعة
حوالي السابعة مساء... بدا وكأنهما لن يتوقفا عن السباحة واللعب للأبد
فلم يكن من فدا إلا ان أعلنت بصرامة عن العودة للشاليه
حمدت فدا ربها علي أنهم تناولوا العشاء من مطعم المسبح ... وقد أصرت علي عبدالله وفاضل ان يستحما ويبدلا ملابس السباحة لأخري جافة في حمام المسبح.....
لأن عبدالله بدا وكأنه يقاوم النوم بصعوبة وهو يسير بخطوات مترنحة.. حتي ان فاضل خاف عليه ان يتعثر فحمله مسندا رأسه الناعس علي كتفه
لازالت فدا تشعر ببعض التحرج حين يفعل فاضل تلك المواقف مع عبدالله.. ان يحمله أو ان يعطيه طعاما أو مالا
تحرج تعرف أنها ستتغلب عليه والسبب سيكون فاضل الذي يتعامل مع عبدالله بمنتهي الاريحية
كان عبدالله الشبه نائم يتفق مع فاضل علي خطط اليوم التالي فاستغلت فرصة انشغال كليهما لتستحم وتبدل ثيابها
اختارت إحدى المنامات الحريرية المكونة من شورت وبلوزة بنفس اللون الوردي الرقيق
بعد الاستحمام فوجئت بكليهما نائمان في سرير عبدالله الضيق
فسارعت قبل ان يحل علي جسدها تعب اليوم في ترتيب اغراضهم المتروكة من الصباح في الحقائب في الخزائن..
ثم قررت ان تسترخي قليلا تعيد التفكير واحصاء النعم
وهذا ما اوصلها للحديقة تحتسي اللبن وتهاتف ابيها تطمئن عليه قبل النوم..
ألتفتت حين سمعت صوته يناديها بخفة
كان فاضل قد خلع تيشرته وبقي ببنطال بيتي مريح
فقالت بابتسامة
"ظننتك ستنام للصباح بسبب المجهود الذي بذلتموه"
ولكن وجه فاضل المحمر بانتفاخ أخبرها قبل ان ينطق هو بتذمر
" جلدي مشدود ويؤلمني"
تحركت لحيث إحدى الأدراج التي وضعت فيها لتوها حقيبة الإسعافات والأدوية وهي تؤكد
" شمس استراليا قاسية لذا كان عليك ان تسمع لي حين اخبرتك ان تضع واقي الشمس"
من الحقيبة أخرجت زجاجة زيت الصبار المهدئ لحروق الشمس وبدأت في فرده علي ظهره العاري واكتافه مستطردة
" لقد اهلكت نفسك في اللعب مع عبدالله اليوم"
أكد بلهجة سعيدة
" لقد كان يوما ممتعا جدا.. واتمني ان تستمر الرحلة علي هذا المنوال.."
صمت للحظة مؤكدا بصدق نقي
" بل إني ادعو الله ان تكون حياتنا نحن الثلاثة كلها بهذا الشكل.. فرح وخير وان يكون نصيبنا من الحزن ولي"
ابتسمت له وهي تلف كي تواجهه وتبدأ بوضع قطرات الزيت الملطف علي رقبته ووجهه
اختلفت الانفاس وارتبكت حركتها مع نظراته التي اختلفت وأدركت هي برغم من حداثة عهدهما سر الاختلاف
سأل فاضل ما بين الترقب والارتباك
" هل بإمكاننا الصعود لغرفتنا ام ان عبدالله..."
ثم صمت للحظة قبل ان يؤكد بحماس خافت
" لقد تأكدت ان لباب غرفتنا قفل داخلي"
كيف ترفض قربه وهي تتأكد أن في اقترابه منها تتواري فدا لا تريد ان تراها ثانية.. وتبزغ فدا أخري كشمس ساطعة
لذا هزت رأسها مؤكدة.. فأمسك فاضل بكفها... يسيرا كعاشقين لا يريدان لدقائق القرب ان تنتهي
صعدا للطابق العلوي .. فوقف فاضل عند باب غرفتهما بينما فدا تطمئن ان عبدالله يغط في نوم عميق.... قبل ان تلج معه لغرفتهما ويغلقاها خلفهما بإحكام.
********************
من لحظة استيقاظها...
لا... ستحذف تلك الجملة الكاذبة
لأنها لم تنم كي تستيقظ..
ظلت لساعات تتقلب علي سريرها بترقب متوتر
حتي حل الصباح وأوصلتها تهاني للصالون
توقعت لينة التي دخلت الصالون متأخرة عن موعدها دقيقتين... أن تراه جالسا علي الأريكة الجلدية فاردا ذراعيه وفاتحا ساقيه كما يجلس
ولكنه لم يكن هناك
العقدة في معدتها تستحكم أكثر مع كل لحظة في توتر...
لكنها لا تفهم نفسها تماما في تلك اللحظة!
هل التوتر نابعا من الخوف من لقائه! الاضطراب من إصراره!
أم ان هناك سببا أخرا لتوترها!!
لا لن تعترف أنه منذ ترك الصالون وغادر من ثلاثة أيام كاملة.. وشعورها بالأمان اهتز.. تهلهل كثيرا...
لن تعترف ان عقلها لم يتوقف عن تخيل أشياء من المفترض ان لا تعنيها في شيء ولا يجب ان تشغل عقلها
أشياء ومواقف مثل..
كيف سيحاول اقناعها بحبه؟
كيف ينتوي احتلالها كما أعلن!
وكيف.. كيف كانت علاقاته تلك التي تحدث عنها!
تمنت لو سألت چو.. ولكنها تعرف الأن ان چو عميلة خائنة وستنقل لخالد سؤالها
كان بإمكانها سؤال تهاني.. لكنها الوحيدة التي لا تخدعها الابتسامة علي وجه تهاني.. بل تري النظرات الزائغة بعيني الأخيرة وتوترها الخفي وكأنها تخفي سرا مؤلما
وقد حاولت بالفعل سبر أغوار تهاني بل أنها تخلت عن تهذبها وألحت بسخافة في السؤال
لكن تهاني اكتفت بطلب عجيب وهي تضع رأسها علي ساق لينة وتتمدد مغمضة العينين علي الأريكة
" لينة .. مشطي لي شعري واخبريني أني مميزة.. أني رائعة لدرجة أنه لن يفكر في الانفصال عني مهما طال البعد.. أنه وأنه..."
اطاعت لينة تهاني ورددت ما طالبت به الأخيرة باقتناع زائف ولكنها في النهاية
احتفظت بتساؤلاتها لنفسها...
وانتظرت عودته
ولكن مع عدم ظهوره حتي انتصف النهار هدأ التوتر وبدأت العقدة في الانحلال
كانت تعمل علي رأس زبون بتركيز شديد.. حين ولج للصالون
ظهرها للباب الرئيسي ولم ترفع عينيها عما تفعله
لكنها عرفت أنه هو .. دون حاجة للنظر
كيف؟
لا تعرف... ربما هي رائحة عطره الخفيف الذي لا يغيره
أو تلك الخطوات الواثقة التي تضرب الأرض باعتزاز
أو ربما هو الشعور الدافئ... ان الأمان قد لفها ثانية بمعطفه
كان ويليام أول المحيين بصخب معلنا
" اشتقنا لك يامدير"
كان خالد الأن في منتصف الصالون... يقف بمحاذاتها تماما.. ولكن عكسها ظهره لظهرها
ولكن الصالون ذي الحوائط المغطاة بالمرايا لم يرحمها..
فما أن رفعت عينيها.. حتي ألتقط العيون في انعكاسات المرايا
هو بطوله الفارع... وهي بقامتها القصيرة
هو بشعره الحريري... وهي بأسلاكها المتكهربة
هو بزي العمل الأسود ونظرات غامضة.. وهي بمثيله الأبيض مع نظرة متحدية بارتباك
فبديا معا كلوحة مكتملة.. كصورة قد يلتقطها أحدهم ويحملها علي مواقع التواصل تحت عنوان
" relationship goals “
" من فضلك يا لينة"
لم ترفع عينيها عن رأس الزبون ولكنها أصدرت همهمة بفمها
" سأنتظرك في الخارج"
وغادر....
حين رحل زبونها .. وتلكأت دفعها ويليام للخروج هامسا بتواطؤ طفولي
" عاد المدير لينتقم"
أما خالد... فجلس علي المقعد الموضوع أمام متجر الحيوانات الاليفة القريب من صالونه...
يستعيد ما حدث ليلة أمس
"هل تتكاتفون ضدي!"
سألتها مريم وهي تجلس برشاقة علي المقعد الوثير بعدما وزعت فناجين القهوة علي خالد وغسان وچو
وضع غسان كفه علي صدره بمعني " ابدا"
وهز خالد رأسه نافيا
بينما چو وبكل حماس اجابت
" نعم تلك هي الخطة"
سأل غسان
" ما سبب رفضك للينة يا مريم؟"
اجابت بهدوئها الذي قلما اضطرب
" لأن زوجها مجنون وارتباط ابني الوحيد بها يرعبني"
فحاجاها غسان بثقة
" وانا أضمن لك بنسبة كبيرة ان زوجها ابتعد عن طريقها تماما ولن يتعرض لها ثانية.. بل أنه سينتقل لمدينة أخري في خلال ايام"
أما خالد الذي أصيب باضطراب مقيت مع كلمة زوجها التي رمتها امه بلا حساب لغيرته
" وابنك ليس جبانا اماه كي يتخلى عن حبيبته خوفا من طليقها"
مشددا علي الكلمة الأخيرة.. لتضحك مريم ساخرة
" حبيبتك؟ حبيبتك التي تناديك ( مدير) ولا تملك تجاهك أي مشاعر؟"
ابتسم خالد ابتسامة واسعة وهو يمرر أصابعه في شعره ثم علي ذقنه.. قبل ان يؤكد بسيطرة
" لا تقلقي من تلك النقطة اماه... ابنك يجيد إيقاع الفتيات في غرامه"
الضحكة الساخرة هذه المرة كانت من چو التي تعرف جيدا عن رفض لينة لمشاعر خالد وصلابة تمسكها برأيها
سأل غسان بصراحة
" اذن لا علاقة لكونها مطلقة أو لكونها من جنسية أخري لرفضك؟!"
ترددت مريم للحظة قبل ان تجيب بصراحة
" نعم تمنيت ان يتزوج باكستانية.. ونعم وانا أكثر العارفين بابني وطبعه شديد الغيرة"
فعادت چو للحجة القديمة
" لكنك لم تمانعي يوما ان يتزوج واحدة مننا! بل شجعتي ذلك وبقوة"
لتصرح مريم بنفس قناعاتها القديمة
" انتن بناتي... وتمنيت ان لا افترق عنكن يوما.."
ليجيب غسان بصلابة صادقة
" ولينة ابنتي... ابنتي التي رزقني بها الله في الوقت المناسب كي أري فيها ضآلتي"
اتسعت ثلاثة ازواج من الاعين تتطلع فيه باندهاش لما يقول
" كنت انظر اليها... لإصرارها علي الطلاق والانفصال... لإصرارها علي التمسك بكرامتها علي طول الخط كما لو أنها الشيء الثمين الوحيد الذي يستحق الحفاظ عليه...
كنت أراها وأسال نفسي... هل تلك الفتاة القصيرة أقوي منك يا غسان! هي استطاعت الخروج من علاقة مؤذية ووقفت وسارعت ببناء نفسها وفي نفس الوقت لم تقصر للحظة كفرد من عائلتي ..
هل هي أقوي منك ياغسان!"
أراد في تلك اللحظة الهتاف بكل القهر داخله منذ فعلة راوية الأخيرة
الهتاف بصدر متسع
" والله ابدا... انا عدت قويا وها انا تحررت "
لكنه تماسك لأجل چو التي لا تعرف كما الحال مع فدا.. ما يدور
لف الصمت الجلسة لدقيقة .. احتراما لوجع غسان الواضح... احتراما لرحلة لينة
وبعد الصمت... رفعت مريم فنجانها ترتشف رشفة قبل ان تصدر حكمها الأخير
" اذا تقبلتك هي.. فقط ..
اذا تقبلت حبك وقبلته.. حينها ..
احضرها لهنا.. أريد التحدث اليها"
" طلبتني يا مدير؟"
وقفت أمامه... كطود عملاق لا يفرق في عملقته طولها ولا قامتها
طود عملاق في روح مقاتل فخور
" لقد عدت في نفس الساعة التي انتهي زواجك فيها كي لا تشعري ان حديثي اليك فيه شيء من الحرمانية"
تنفست بعمق دون ان يلحظ كي تتحكم في أنفاسها التي تضطرب من صوته الهادئ المسيطر
اضطرابها سببه... ذلك الشعور السخيف الذي يتلاعب ما بين العقل والقلب..
أنها لأول مرة يحق لها ان تسمعه
ولكنها كعادتها معه... لن تدع لنفسها ولا له فرصة .. فسارعت تعلن وهي تعقد ذراعيها حول نفسها
" يا مدير... اخبرتك ان الموضوع منته..."
قاطعها واقفا أمامها بصرامة
" اسكتي "
بالرغم من صرامته.. وصوته الذي كان فيها لمسة غضب... إلا أنها لم تخاف.. لم تفزع
بل اخذتها صرامته.. لشعور سخيف أخر... شعور بأن خلف الصرامة تلك قدرة فائقة علي الحماية.. هي أكثر العارفات بها الأن
حماية تراها في نظرات لا تبتسم... يوجهها للزبائن من الرجال حين يخترونها
فبدلا من ان يرحب محابيا.. يوجه لهم نظرة تحذير تتبعها أخريات تخبر الزبون أن التعدي معناه عراكا حاميا
لكنه غير مدرك لتخبطاتها استطرد علي نفس الصرامة وان تحكم في غضبه حتي لا يخيفها
" اسكتي لمرة ودعيني اتحدث"
دافعت عن نفسها كأي أمراءه تتهم أنها لا تعطي لغيرها فرصة للحديث
"انت تتحدث كل مرة"
فأجاب
" لا في كل مرة انتِ تتحدثين وتلقين الأسباب وانا فقط ادافع...
اليوم انا هنا لأتحدث"
ألجمتها سيطرته علي الحديث .. فصمتت .. ليبدأ من طرفه
" انتِ ستدعيني احبك يا لينة"
لم يكن حديثا كما طالب...
كان أمرا قاطعا انحبست لقوته أنفاسها وهو يستطرد بنفس الصلابة والقوة
ولهجة الأمر لسبب لا تفهمه تخرس حججها
" انتِ قررت أنك سترحلين...
اعتقد أني سمعتك تعلنين أنك سترحلين بعد زواج چو ... لذا فستدعيني أحبك حتي تصعدين لتلك الطائرة التي ستحمل قلبي بين جنباتها"
كاذبا..... ولكنها لن تدرك لأنه أجاد الكذب...
كاذبا أكد بزيف
" انتِ لست بأول أمراءه اعشق.. ولن أنهار بتركك لي..
لقد تعددت البصمات فوق ذلك القلب..
وفي كل مرة... يعود جديد بعدما تنمحي عنه البصمات..
فلا تظني ان بصمتك ستخُلد علي القلب إلا في حالة واحدة"
أرادت بلهفة طالبة مجتهدة ان تعرف ما هي الحالة التي ستدعها بصمتها تدوم... ولكنها منعت نفسها عن السؤال حتي لا تعطيه زائف الأمل
ليستطرد هو بصوت أجش وعينيه لا تفارق عينيها
" في حالة إن قبلت ذلك القلب واحتفظتِ به وحافظتي عليه لك وحدك... حينها...
حينها سيخلص لك وحدك... حتي ولو كنت علي بُعد بلاد"
دفة الحديث له أخيرا وهي لا تقاطع فلم يعطها الفرصة مستكملا
" بعد شهر .. سأهديك هدية .. اقبليها في كل حال وانتِ فقط من عليك اتخاذ القرار..
هل هي هدية ارتباط ابدي... أم هدية وداع"
بدا عليها عدم الفهم.. ولازالت تحت السحر الذي ألقاه ومنعها من المقاطعة
أخرج خالد علبة صغيرة من جيبه وفتحها
شهقت لينة وعينيها تطلق القلوب بحب شديد للسلسلة الفضية والبومة الجميلة المعلقة فيها
ولكنها عادت لنفسها رافضة
" لا يمكنني ان أقبل هدية منك"
تأفف بقوه هذه المرة... هذه المرة افزعتها واعادتها للخلف خطوة
مرر أصابعه عده مرات في شعره بسرعة وغل قبل ان يهتف بصبر نافذ
" قلت لك لتوي أنك ستدعيني احبك... ستدعيني أدللك واشتري لك الهدايا... ستدعيني اغازلك"
شهقت لينة لثاني مرة في دقيقة لوقاحة إعلانه وأوامره
ولم تجد بدا من ان تتركه وتسارع عائدة للصالون حيث اعتكفت في الغرفة الخلفية لساعة في محاولات مجتهدة ان تعود لثباتها الذي شتته بانفجاره الحار
قبل ان تخرج للصالون متجاهلة إياه تماما
تلك الليلة حين خلدت لسريرها.. مدت يدها تحت وسادتها تستعد للنوم...لتجد العلبة الصغيرة والبومة داخلها
جزت علي أسنانها بغل متمتمه " العميلة الخائنة" مؤكدة لنفسها ان عليها إعادتها
ولكن شيئا داخليا أخبرها ان خالد لن يدعها تعيد الهدية
فأخرجت السلسلة من العلبة تتأمل جمالها وتتسارع نبضات قلبها
تهمس لها كالمجنونة
( هل تعرفين ما هي الهدية بعد شهر؟ لا أعتقد ان هناك هدية أجمل ولا أرق منكِ !)
وضعت عينيها بتحسر بعيدا عن البومة وكأنها تخشي ان تقنعها الأخيرة بالعكس
(ولكني مضطرة لإعادتك... أعذريني يا حلوة ولكن الأصول التي تربيت عليها لا تتقبل..)
حين نامت تلك الليلة حلمت به
حلمت أنها ذهبت للصالون وكان ممتلئ لأخره ورودا بيضاء تطير بينها بومات صغيرة رائعة الجمال
وفي صدر الصالون... وعلي الأريكة الجلدية ذاتها .. جلس خالد جلسته التي لا تتغير.. مادا ذراعيه علي ظهر الأريكة مباعدا ساقيه قليلا
سواد ملابسه ما بين الورد الأبيض كانا خاطفا لعينيها
لم يحرك حين رأها إلا إصبعيه السبابة والوسطي.. آمرا بلا كلمات " أقتربي"
والغريب ان العنيدة.. أطاعت بشغف والقلب بنبضاته يسابقها للوصول اليه
دون ان يأمر أو يطالب.. إلا بنظرة عينيه السوداء ربما
وقفت أمامه .. ولفرق القامات .. كانت رأسها تعلو رأسه قليلا جدا
لم تتحدث وقلبها يهدد بالاستسلام والتوقف تماما..
لم تتحدث وحبات العرق تدغدغ جسدها الحار
أما هو فبصوته الرخيم أصدر الفرمان
" أنتِ أتيت إلي... أنتِ صاحبة البصمة الأبدية علي القلب...
أنتِ أتيت إلي... لذا أنتِ من أعلنت نيتك في الاستعمار وها أنا..."
ثم مال علي شمعة بيضاء ضخمة لم ترها من قبل لينفخ فيها وعينيه لا زالت مسلطة علي عينيها
" أستسلم"
الكلمة بدت وكأنها لا تخرج من بين شفتيه... بل وكأنها تخرج من أعماقها هي ... بقوتها هي
استيقظت في حال من الاضطراب الذي تزايد مع وصولها للصالون.. ولكن كما اليوم السابق تماما لم تجده
وتكرر الحال في اليوم الذي تلاه.. وبالرغم من تراجع الاضطراب إلا ان التفكير فيه احتل كل لحظة من يومها وليلتها.. تعيد تساؤلها وتزيده بين نفسها
هل كانت كلماته وإعلاناته التي تشبه فرمانات ملكية... محض خيال!"
( لا يا لينة لم تصابي بالجنون بعد.. والدليل البومة المحتلة جيب بنطالك ليومين كي تعيديها له)
( اذن لماذا لم يعد!)
نعم لم يعد لسببين
أولاهما ان خالد وكما أكد وسخرت منه چو... يجيد التعامل مع النساء
لا لم يتلاعب بواحدة مرة أو يتلاعب بمشاعرها ولكن...
كان ممن يتقنون إيقاع من يرغبون فيها
وكان غسان من وقف في وجهه من حوالي خمس سنوات ومنعه من التمادي في ذلك
ولكنه من خبرات متعددة سابقة... يعرف أنه حين تترك أمراءه لأفكارها عنك يكون لذلك مفعول أقوي من مطاردتها كل لحظة
وثاني سبب وأهمهم.. ان التحضير للهدية يستهلك كل وقته ومجهوده
حين سأله تشاي مأخوذا بحجم الهدية حين أخبره خالد
" ستفعل هذا... حتي مع إمكانية الرفض!"
أجاب خالد بصلابة
" مع إمكانية الرفض"
" مع إمكانية الرفض"
رددها خالد وهو يراقبها في الصباح الرابع من خلف زجاج الصالون قبل ان يشد قامته ويضع كفيه في جيبيه يلج للصالون بكل ثقة
كانت منهمكة فيما تفعل... فلم تلحظ دخوله
ووقف هو بعيدا عن مرمي بصرها حتي انتهت من العمل علي الزبون الذي وقف شاكرا إياها ورحل
ألتفتت لحيث يقف.. فشهقت مفزوعة وبحركة يدها التي تحمل المقص مع الشهقة تقترب بخطورة من وجهها
في تلك اللحظة قطع خالد الخطوتين بينهما وقبض علي كفها التي تحمل المقص
وتجمد المشهد للحظة أخري.. العينين لا تبتعدان
كفه تلف كفها بحزم حاني
وأخيرا سيطر علي جنون قلبه للقرب وهمس
" هل انتِ بخير!"
هزت رأسها مؤكدة وهي تبتعد بعينيها من أسر عينيه لترفعهما بسرعة مع همسته التالية
" اشتقتك حد الجنون"
كيف نطقت بتلك الكلمات العاتبة... لا تدرِ
" ولكنك لثلاث أيام أمتنعت عن الحضور!"
اذن أدي غيابه المفعول المطلوب
" لأجلك ... لا لأجلي"
رفعت حاجبيها متسألة فيستطرد
" لأجل ان يتعقل العقل في رأسي... ذلك الذي يغويني لعدم الالتفات إلا لرغباته ومطالبه فقط فيما يخصك"
كعادتها حديثة العهد ألجمتها كلماته ونظراته وتلك النبرة الصادمة بعاطفيتها في صوته
" هل تعلمها رقصة جديدة يامدير؟"
سؤال سنجام المتأفف نبههما لأن كفه لازال قابضا علي كفها
فابتعدا
ولكن القلب المضطرب في صدريهما .. لم يبتعد
كلماته تحوم حولها طوال اليوم
وكلماتها كمصباح جديد يضئ طريق الأمل له
وفي نهاية اليوم حين عادت لبيت غسان اكتشفت
ان البومة لازالت في جيبها... وهذه المرة باختيارها
******************
وصلت للجامعة .. وكعادتها كل صباح
بحثت عن سيارته لتصف سيارتها جوارها
مراهقة في الثلاثين .. يضعها تقارب سيارتهما في حالة من السعادة البلهاء
ألتقت بعدة زملاء .. فحيتهم
حيوها بحرارة وطالبوها بأن تتناول الغداء معهم
كل شيء حولها تغير بلمسة من عصاة الساحر.. بلمسة من تشاي
سألها يوما بطريقته الباسمة
( لماذا ليس لديك العديد من الصداقات في الجامعة؟)
واجابت بكلمتين لامباليتين.. أو ربما ادعت اللامبالاة
( يرونني باردة )
فاستنكر
( ألا يعرفون بحالتك!)
استنكاره جعلها مترددة وهي تهز رأسها بالنفي
يومها توصلا لاتفاق من طرف واحد... فهو المتحدث دائما وهي المستمعة
( اختاري من ترغبين في توطيد علاقة الصداقة أو حتي لو زمالة فقط بينكما واخبريهم بحقيقة مرضك.. ولا اخبرك ان تلفي علي الجامعة كلها تخبريهم بالأمر... فقط من ترغبين في ان تتطور الصداقة بينكم.. ولنرى الفرق)
وبالفعل اختلف الحال من النقيض للنقيض
بعدما كان زملائها يتجنبونها ظنا أنها متكبرة جليدية.. حين عرفوا بالأمر
اصبحوا هم من يسعون خلف توطيد العلاقات.. لتصبح في خلال أسابيع واحدة أخري غير التي كانت تختبئ في مكتبها الضيق طوال الوقت وشعورا بالنبذ يكتنفها
" صباح الخير سيدة جالاوسكي"
وقفت العجوز ملهوفة
" هل سمعت ما حدث لسيد تشانج!"
غار قلبها في صدرها قبل ان تسأل بنفس الصوت الجامد
" ما به تشانج!"
لتشرح العجوز
" لقد هاتفوك من عيادة الجامعة لأنك خطيبته ليخبروك أنه مصاب..."
لم تسمع چو ما تبقي من حديث العجوز وهي تركض مغادرة مبني الفيزياء لمبني العيادة
وقفت أمام الغرفة المغلقة ترتعش كوريقة وهي تمد يدها للمقبض كي تفتح الباب
علي السرير الأبيض جلس شحاته ممدا ساقيه أمامه ليضع عليها إحدى طاولات أسرة المرضي.. وعلي الطاولة رأت كروت لعبة الكوتشينة المتراصة والممرضة الاربعينية تهتف بغيظ
" انت تغش ... من المستحيل ان تكسب في كل مرة بلا غش"
" شحاتة "
اسمه المرتعش منها لفت انتباه كليهما .. ونظرة واحدة لشفتيه المشقوقة... كانت كافية
لم تدرك أنها تبكي إلا وهي تشعر بشيء يدغدغ شفتيها... فمدت أصابعها تمسح الدمعة العالقة هناك
فتهتف الممرضة بتعاطف
" اوووه تبكي لأنكما مخطوبين.. أما بعد الزواج فستسقط جوارك ولكن من الضحك عليك والشماتة"
تركتهما الممرضة بعدها وحدهما .. فأشار لها تشاي كي تقترب مؤكدا
" چو انا بخير تماما ليس بي أي شيء سوي ذلك الجرح في شفتي وقد تلقيت لكمة محترمة"
ولكن چو كانت تماما كما بكت من قبل أمامه... تبحث عن... كفه
دون ان تطلب.. ودون ان يشرح .. كان شحاته يمد لها كفه كي تبكي فيه
وهو المدرك كم تتحرج من البكاء بوجه مكشوف جامد
من بين نهنهتها سألت
" كيف حدث هذا!"
اشفق عليها وعلي حالتها فبرر
" أحد الطلبة كان في مشادة مع معلمه وتدخلت كي أفض ...فكانت تلك هي النتيجة"
رفعت عينيها للحظة تنظر لشفته المشقوقة ثم تعود للبكاء
خشي شحاته عليها وهو يشعر بجسدها يختض من قوة البكاء ... وأراد ان يخرجها من حالة التأثر العميقة
فهمس بالقرب من وجهها المخفي في كفه
" تعرفين ان بإمكاننا .. فقط كي تتأكدي أني بخير.. ان نمثل فيلم الممرضة والمريض الـ... آه"
نست إصابته ودفعته في وجهه ليتأوه بشكل مبالغ كي يستدر عطفها
طلبت منها الممرضة ان تصطحبه للمنزل كي لا يقود السيارة ... وهي تغمز خلف چو لتشاي لأنها تتيح له الفرصة كي يختلي بچو...
لم يتوقف تشاي عن التأوه والشكوى بشكل مبالغ وهو يري ان چو تصدقه تماما وتتعاطف معه
حين غادرا السيارة أمام بيته .. رمي تشاي ذراعه بالكامل علي كتف چو ورأسه علي الكتف الأخر ... دون ان ينسي ان يرفع وجهه بين الدقيقة والأخرى متشاكيا متوجعا لرقبتها
كانت زوبا تجلس مع ام امينة في الصالة الواسعة
من أول لحظة رأته فهمت.. فسألت بحاجب مرفوع وفم معوج
" ما بك يا( ديك البرابر) "
اجابت چو بتأثر وقلق
" لقد أصيب أثناء مشاجرة بين طالب ومعلم"
فلم يكن من زوبا إلا ان شوحت بكفها بلامبالاة معلنة
" ليست المرة الأولي ولا الأخيرة.. اطلع لغرفتك بدل ملابسك وتعال لأضع لك اسعافات "
نظر شحاته لچو بتمسكن دفع الدموع لعينيها وهو يتحرك ببطء مبالغ فيه ليصعد لغرفته
مالت زوبا علي چو هامسة
" أنه يتقمص الدور لا أكثر... انتظري سأريك"
كان شحاته قد وصل بعناء مبالغ فيه لنهاية الدرج الطويل
فصاحت زوبا مناديه
" تعال يا تشاي خذ چو كي تساعدك"
لم تكد زوبا تنهي جملتها حتي نزل تشاي الدرج ركضا وهو يقفز كل ثلاثة درجات معا
لتشير له زوبا بصرامة مضحكة
" عد يا ضنايا للأعلى.. هل تراني فقدت عقلي كي أرسل الفتاة المسكينة معك لغرفتك! وأنا متأكدة أني إن أرسلتها لن تخرج قبل ثلاثة أيام"
استند تشاي علي الحائط وهو يقف في منتصف الدرج مراقصا حاجبيه
" أسبوع وحياتك... لا تستهيني بقدراتي"
قاطع مزاح الام وابنها رد چو علي هاتفها
" اهلا يا ابي... ألم نقل سندعها ترتاح اليوم.. حسنا سأقابلك هناك بعد عشرين دقيقة بإذن الله"
وقفت چو بسرعة معتذرة لزوبا وأم أمينة
" أستأذنك خالتي... ابي يريدني ان اذهب معه لزيارة فدا حيث أنها عادت من الاجازة منذ سويعات"
ثم لوحت لتشاي مودعة وهي تسارع بالمغادرة
بعد أقل من عشرين دقيقة كانت چو تجلس مع غسان في صالة فدا الصغيرة وإنما الدافئة والأخرى ترحب بهم بفرحة ولهفة وهي تقدم لهم الحلوى بينما فاضل يقف في المطبخ يعد القهوة العربي لغسان والشاي لچو
عز علي غسان ان يفصح عن سبب حضوره وهو يري فدا بهذا التألق
وجهها الذي وضعت عليه لمسات من مساحيق التجميل.. شعرها المصفف في ذيل حصان مرفوع.. يتدلى من اذنيها قرطين ملونين..
وترتدي فستانا.. ابنته التي حُرمت لسنوات من ارتداء الفساتين.. ترتدي فستانا عصريا ملونا بلا أكمام
الابتسامة علي وجهها... يعز عليه ان يمحوها بما أتي لإعلانه
ولكنه يشتاق لابتسامة أخري.... هو السبب بالإثقال علي صاحبتها
لذا اتخذ القرار وتحدث بتحرج
" فدا.. هل من الممكن ان اتحدث اليك انتِ واختك في غرفة عبدالله؟"
ولكن فاضل الذي كان يضع صينية المشروبات قاطع مؤكدا
"لا ياعمي.. انا وعبدالله سننزل للتمشيه حول الحي كي نتعرف أكثر علي الشوارع قبل ان يدخل الليل... تحدثوا علي راحتكم"
حاول غسان ثنيه عن عرضه لكن فاضل بترحاب لقضاء مزيد من الوقت مع عبدالله قبل ان يعود غدا لجدوله الصارم في العمل... أصر علي عرضه خاصة وهو يري في غسان رغبة واضحة للتحدث لبناته
اتجهت أفكار چو وفدا لاتجاه واحد ووالدهم يطلب التحدث اليهم علي انفراد... أن الموضوع بالتأكيد يخص تهاني
ولكن غسان الذي رمي ما في جعبته في جملة لم يعد قادرا علي احتوائها داخله
" طلقت راوية"
شهقت فدا ووضعت كلتا كفيها علي فمها بصدمة.. بينما چو كعادتها لا تبد أي رد فعل خاصة وابيها يستطرد
" لا أريد الخوض في تفاصيل .. لكنني طلقتها بلا نية للرجوع وأرسلت لها كافة مستحقاتها وفي النهاية هي حرة إن أرادت العودة لأستراليا أو البقاء في البلاد"
ثم رفع نظرات تتجول بين ابنتيه... واحدة بملامح جامدة لا يدرِ هل الجمود هنا لمرضها... أم لعدم مبالاة!
لا يدرِ أنه غضب... منه قبل أي مخلوق أخر
غضب لم يخرج بقوة عواصفه داخلها بفعل البلانت افيكت وهي تقول بنبرة عادية
" قرارك تأخر كثيرا ابي... كنت أتمني لو أخذته قبل سنوات"
شهقة أخري من فدا لوقاحة ما قالت اختها خاصة وغسان يضع عينيه في الأرض ويردد
" صدقت"
ألتفت كليهما لفدا التي كانت تبكي الأن... فدا أكثر المتضررات من تأجيل غسان قرار الانفصال
لتنطق أخيرا بصوت متهدج بالبكاء الحار
" ماذا تعني طلقتها؟؟؟ وماذا تعني بلا رجعة!!
كل طلاق وله رجعة يا ابي... بالتأكيد لم تنته عدتها"
تحركت فدا لتركع أمام ابيها الذي امتلأت عينيه بالدمع لبكاء صغيرته التي توسلت
" ابي بالله عليك أعد التفكير... مهما كانت أخطاء الماضي فكلنا نعرف ونفهم أنها كانت تحت ضغط خطيئتي وتبعياتها...
هي لم ترتكب خطأ جديد طبعا... كلها تعاملات سابقة.. بالتأكيد كل شيء سيختلف الأن"
مسحت كفيها تمسح وجهها ودموعها التي لطخت الوجه ومحت الابتسامة
" انا الأن متزوجة يا ابي... ستراني أمي جيدة بما يكفي.. وفاضل.. فاضل سيبهرها برجولته انا واثقة..
لن تراني ملوثة يا ابي ولن تعاملني كواحدة ... أرجوك أعدها لعصمتك"
كلمات فدا ورجائها الحار كان أكثر قسوة علي قلب غسان من كل فعلات راوية
براءة فدا وطهر أفكارها.. كانت كحجر من الكره .. ارتمي في أعماقه بلا سبيل للانتزاع
لذا أجاب بصلابة زائفة بعدما ابتلع الغصة
" لم تكوني يوما السبب لإنهاء تلك الزيجة العقيمة يا فدا كي تبرري الأن وتبحثي عن الحلول....بل لم تكوني يوما سبب الخطيئة وحدك... ولن ارمي الخطأ برمته علي أمك وأدعي أنني الوحيد بلا خطايا...
اخبرتك ألف مرة إن لا تنتظري الرضا من العباد... ومع ذلك كنت انا .. انا المذنب طوال حياتي مع امك بذلك الذنب...
حين أتيت بها لغربة لا تعرف فيها مخلوق.. كرست سنوات عمري لفعل أي شيء ... فقط كي ألقي رضاها..
وللأسف بنيتي من بين ما فعلت.. كان غض البصر عن مساوئها... عن تعاملها مع طفلتي وتحميلها ذنب نتشارك انا وهي فيه.."
شد علي كتفي فدا يطمئنها
" انا أصحح الأوضاع... أعرف أني ولقهري وحرقة قلبي تأخرت
لكني علي الأقل أفعلها حتي أبرئ ذمتي أمام الله... وحتي..."
صمت للحظة ليؤكد علي أنه لن يعيد خطيئة التغاضي
" وحتي لا أعمق من خطئي وجرحي في حق تهاني هذه المرة"
وضعت فدا يدها علي خدها مفزوعة وهي تردد بوجل
" تهاني أيضا! ما بها تهاني؟"
عكس فدا.. كانت جويرية التي لم يحتاج اباها لأكثر من اسم اختها.. كي تضاء في ذهنها كل الخلايا المظلمة
اختها التي انطفئت دون ان تراها إحداهن ونورها يزوي
اختها التي عرفت بالتأكيد قبلها وقبل فدا
اختها.. التي عادت وتركت حلمها
حين عاد فاضل حاملا عبدالله الذي ارهقه السير وخاصة مع رحلة عودتهم من الاجازة في الصباح .. فحمله فاضل لينام الصغير علي كتفه
جالسة فدا علي نفس المقعد .. لم تغيره منذ رحل والدها واختها
وشتان بين الحالة التي تركها عليها والحالة التي عاد ليراها فيها
أشار لها وقلبه من الفزع يطير.. أنه سيضع عبدالله في سريره ويعود لها
جلس فاضل كمثل جلستها أمام ابيها سائلا بلهفة وخوف
" ماذا حدث يا فدا"
كانت فدا التي مرت بكل مراحل البكاء والعويل .. الأن تنهنه في صمت والدموع الصامتة تجري علي وجهها
" ابي طلق امي"
لم يقابل أمها ولم يراها ولكن هاتفا داخله هتف
( أحسن )
دون ان يتحدث .. وقف فاضل ثم انحني واضعا كلتا ذراعيه تحت ركبتيها وحملها.. فأراحت رأسها الباكي علي صدره
وضعها فاضل علي سريرهما مريحا إياها في وضع التمدد وجلس جوارها
" فدا... يومك كان طويلا جدا.. حاولي ان تنامي الأن وغدا فكري وحللي ما حدث بين والديك"
هزت رأسها بأسي معلنة
" لا يحتاج الأمر لتحليل يا فاضل... مهما تأخرت الخطوة في النهاية انا السبب يا فاضل.. انا وما.."
وضع أصابعه علي فمها.. لا يريد ان يسمع ما يعرف أنها ستقول
الكلمات صعبة ... مرة
ستجري علي لسانه كشفرات حادة
ولكنه مجبور علي قولها
دمعاتها تجبره... ما فهمه من تلميحات عن أمها من الجميع.... تجبره
لذا نطق بما تمني لو انتظرت عليه ألف عام قبل ان ينطقه
" فدا.. انا تزوجتك وانا أعرف بماضيك"
توقفت نهنهاتها وتجمد الدمع في عينيها... وقلبها يغوص لأعمق نقطة في جسدها.. بخوف .. برعب.. بتوجس من مذلة جديدة ستكون القاضية
ليستطرد فاضل بكلمات محددة جدا
" ماضيك في نظري منقسم لقسمين لو تفهمين
في أوله فتاة غبية متخبطة.. لا.. بل فتاة غبية لأنها لم تفهم تخبط ذويها ما بين الصح والخطأ.. فتاة رموها في قلب بحر عاتي الأمواج وقالوا نعم انتِ عربية مسلمة بالاسم .. تعلقي بالاسم حتي تنجي من الغرق.. وحين غرقت لتقصيرهم.. لاموها"
انحني علي شعرها مقبلا قبلة قاسية.. قسوة ود لو وجهها لوالديها وحتي لأختيها
" والقسم الثاني من ماضيك أراك...أم.. أم في الرابعة عشر...
في الوقت الذي تخلت فيه أمهات عن أولادها بلا أدني مبرر .. كنت انتِ تتمسكين بطفلك وتمحورين حياتك حوله
طفلة تتمسك بطفل في الوقت الذي ترمي فيه ام ناضجة أولادها لأجل مال أو زيجة أو أسباب أكثر مادية"
اغمض عينيه ليصرح بصدق عاطفي
" إن لم يعلي هذا من قدرك عندي ويؤكد لي أنك شريكة العمر المتغرب الذي سأعيشه.. يكفيني حين لمستك أول مرة.."
مد أصابعه مع كلماته الأخيرة يحل شعرها ليمرر كفه عليه بحنو رجولي دافئ
" لن أكذبك القول وأدعي ان هاجس العذرية كان يرعبني قبل الزواج.. وأكثر ما أخشي ان اجرحك بتعنتي الشرقي المتأصل بي في لحظة القرب
لأنسي مع أول لمسة.. مع رعشة جسدك الخجول لقربي.. تلك الرعشة التي انتقلت لقلبي
انسي كل شيء وكل ماض ولا أري أمامي سوي نقاء فداي التي لن اطغي واحاسب طفولتها علي خطيئة لم تفهمها"
لم يقربها فاضل تلك الليلة.. وكان أقرب اليها من الانفاس في رئتيها
احتضنها طوال الليل وتركها تبكي
احتضنها حتي بدأت تستسلم لسلطان النوم وتمتمت
" كنت اتمني فقط... ان أري في عينيها نظرة قبول"
حينها فقط عرف فاضل بحسرة... ان هناك أم اخري لا تستحق ذلك اللقب الطاهر
********************
كانت لينة لازالت تحكي بغيظ.. وترغي وتزبد وتتوعد لخالد الذي يحاصرها ويثير جنونها
كانت تهاني تتفاعل معها.. من خلف ستار .. تلحظه چو للأسف لأول مرة
أو لتكن صادقة مع نفسها ... ترفض چو التعامي عنه لأول مرة
لذا رأت الفرصة سانحة فقالت ببساطة
" ربما عليك قهره والزواج من ابي"
ضحكت لينة مؤكدة موافقتها المازحة.. لتستطرد چو بصوتها الجامد
" وها قد أصبح مطلقا.. أي لا حجة لرفضك"
اعتدلت تهاني كالملدوغة في جلستها تتطلع في چو بملامح مشدودة.. لتؤكد الأخيرة
" لقد اخبرنا ابي .. انا وفدا.. اليوم"
لم تتدخل لينة وهي تدع الحديث يدور بين الاختين بينما تسأل تهاني التي بدأت تتحرك من جلستها واقفة في اتجاه غرفة ابيها
" لماذا؟ لماذا أخبركم الأن !"
شدتها چو من يدها مثبتة إياها في مكانها معلنة
" حتي تتحررين"
جابهتها تهاني بصلابة
" لكنك انتِ وفدا.."
لتقاطعها چو بصوت بدأ في العلو
" لسنا أكثر أهمية منك"
لتحاجيها تهاني
" لكن انا حياتي كانت ولازالت أيسر كثيرا من حياتيكما"
لتجيب چو مقرة
" وقد عاقبت نفسك علي ذلك بما يكفي.. عاقبت نفسك وانتِ تحرمين عليها الحزن.. عاقبت نفسك حتي أصبحت حياتك أكثر تعقدا من كلتانا"
وبنظراتها أشارت للهاتف الذي لم يعد يفارق قبضة تهاني لا في صحو ولا في نوم انتظارا لرسالة من صهيب
وقفت چو ولغة جسدها تفضح لأول مرة صلابة وتحدي وهي تعلن بدكتاتورية أخت كبيرة
" كوجهي وصوتي ظلت عائلتنا لسنوات جامدة..
الكل موضوع في دور عليه ان يلعبه ببراعة ولا يكسره للحظة
چو المسمار.. غسان القانع.. راوية المتجبرة.. فدا الملوثة...
وتهاني الضحكة التي عليها لملمة كل هذا
لقد تخلينا جميعنا عن أدوارنا... وحان دورك"
تعرف چو وهي تري تهاني تعود لجلستها ساهمة... ان الكلمات سهلة لكن التنفيذ صعب
لقد تخلي غسان عن دوره كي يتخلص من دور راوية
وأتي شحاتة كي ينتزع المسمار من جموده
وجاء فاضل كي يهمس لفدا ( أنتِ نقية كقطرة ندي صباحية )
فمن لتهاني كي يكسر قالبا عاشت فيه لسنوات .. حتي اعتقدت أنها لا تصلح لسواه؟
انتهى
لا اله الا الله سبحانك انى كنت من الظالمين




noor elhuda likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 23-12-20, 01:54 PM   #1227

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك شيموو فصل روعة روعة روعة وربنا يطمنك علي اختك حبيبتي

Mummum غير متواجد حالياً  
قديم 23-12-20, 02:46 PM   #1228

Ra Rashad

? العضوٌ??? » 412940
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » Ra Rashad is on a distinguished road
افتراضي

كالعاده ابداع سلمتي وسعدتي ربنا يطمنك على اهلك ويسعد قلبك
❤❤❤❤


Ra Rashad غير متواجد حالياً  
قديم 23-12-20, 03:36 PM   #1229

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

رووووعه يا شوشو تهانى تستحق ان أبوها وأخواتها تدعمها يوقفوا معاها لتستقر حياتها وتسعد ايامها

Omsama غير متواجد حالياً  
قديم 23-12-20, 03:42 PM   #1230

Mrham

? العضوٌ??? » 406165
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » Mrham is on a distinguished road
افتراضي

الفصل حلو اوى
حبيت تفهم فاضل جدا


Mrham غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.