آخر 10 مشاركات
251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-21, 03:13 PM   #1271

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي


حمدالله على سلامتك حبيبتي ❤😍😘
ربنا يرزقك السكينه والصبر وراحة البال ❤
عودا حميدا بإذن الله




Lautes flower غير متواجد حالياً  
قديم 08-11-21, 12:39 AM   #1272

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

مليون حمدا لله على سلامتك ياشوشو وحشتينا جدا ووحشتنا اجواء الرواية




ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 08-11-21, 08:40 AM   #1273

Ghada A zoudeh

? العضوٌ??? » 456940
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » Ghada A zoudeh is on a distinguished road
افتراضي

الف حمدلله على سلامتك وشكرا على فصل العودة الجميل اشتقناااا❤❤

Ghada A zoudeh غير متواجد حالياً  
قديم 08-11-21, 01:56 PM   #1274

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عوداً حميداً يا شيماء
وحشتينى جداً يا شيماء و ربنا ييسر لك أمورك حبيبتى و يسعدك و يكتبلك الخير أينما كنتى .
الابطال كلهم وحشونى جداً و سعيدة جداً لجو و فدا و رامية و لينة أعتقد أنها بدأت تفكر و تقارن الحياة مع أو بدون خالد و لكن الجملة اللى قالها سنجام " خالد ممكن يكون وطنها " كانت أبلغ تعبير فعلاً و لو فكرت شوية هى ممكن ترجع و ترتبط و تشعر بالغربة حتى و هى وسط أهلها .
فدا و فاضل خلونى دمعت من الفرحة لأجلهم .
جويرية و تشان و ثنائى مكمل لبعض و أخيراً وجدت السكن لروحها المتعبة .
تهانى الجميلة و واضح أنها أخدت القرار لكن هل صهيب حيسمح لها أو غسان حيتقبل رأيها ؟
سلم قلمك الجميل يا شيماء
سلمت روحك الحلوة .
دمتى مبدعة عزيزتى


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


قديم 08-11-21, 05:04 PM   #1275

شجن المشاعر

? العضوٌ??? » 412460
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » شجن المشاعر is on a distinguished road
افتراضي

عودا حميدا 🥰
مبرووووووك لفاضل و ام النكد
شحاته لما بيكون جاد 😍😍😍


شجن المشاعر غير متواجد حالياً  
قديم 09-11-21, 05:43 AM   #1276

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

حبيبة قلبي شايما وحشتيييني ووحشتني الرواية قد الدنيا الف حمد الله على سلامتك و عودا حميدا ♥️♥️
تسلم ايدك فصل جميل جدا بعد طول انتظار ♥️♥️
مبسوطة اوي ان فدا حامل و فاضل هيبقى اب للمرة التانية 😂❤❤❤
كلام شحاتة قمر زي كل حاجة فيه بحبه اوي اويي ❤❤
خالد ولينة ياترى ايه نهاية قصتهم ؟ اتمنى لينة تراجع نفسها كتير 🥺❤❤
حبيبتي شيمو تسلم ايدك مرة تانية ومستنية الفصل الجاي جدا ❤❤❤


Nour fekry94 غير متواجد حالياً  
قديم 09-11-21, 10:54 PM   #1277

مروان مؤمن
 
الصورة الرمزية مروان مؤمن

? العضوٌ??? » 320135
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 793
?  نُقآطِيْ » مروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond reputeمروان مؤمن has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة ما شاء الله ربنا يوفقك

مروان مؤمن غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-21, 01:39 AM   #1278

رندوش9

? العضوٌ??? » 434740
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » رندوش9 is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله ع رجعتك بالسلامه شيماء اشتقنا ل قلمك ول ابطالك الفصل رغم انو قصير لكنه روووعه ❤️❤️❤️❤️

رندوش9 غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-21, 11:54 AM   #1279

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرين


في الممشي الواسع المحيط بالمبني… وقف راجي وعبدالله متقابلين وبينهما مسافة واسعة .. يركلان الكرة بينهما بلا كلل بينما جلس مشرق مفترشا الأرض الاسمنتية بإرهاق لا سبب له سوي أنه لازال في فترة التعافي من اعتياد جسده علي المخدرات… فنسي جسده شبابه وعافيته
وكم يشعر براحة مازوشية وهو فاقدا لقوته وعافيته بهذه الطريقة المؤلمة وهو يري في ذلك عقابا عاجلا من الله سبحانه وتعالي علي دناءته مع لينة
اما سامان فكان يعمل علي سيارة الدفع الرباعي التي شارك في شرائها ثلاثتهم كي تكون وسيلة ترحالهم للبلدة الريفية البعيدة
وصول غسان الذي سارع عبدالله اليه باشتياق بعدما قضي ليلتين متتاليتين مع راجي… فالتقته غسان في حضنه مبادلا إياه الشوق بضعفه
اعتدل مشرق من جلسته واقفا باحترام.. وكذلك سامان الذي ترك ما بيده ليحيى غسان
وهو يتطلع في السيارة الضخمة.. سأل غسان بعدم رضا
" ألا زلتم مصرين علي الانتقال لتلك البلدة النائية! هل فكرتم حتي فيما ستفعلونه هناك! فرص العمل في تلك المناطق أقل كثيرا من المدينة"
أجاب راجي شارحا وهو يجذب عبدالله لجواره … يشبع منه قبل الابتعاد
" لقد وفرت لنا عمة سامان بالفعل عمل في مزرعة صديقة لها…سنعمل لمدة ستة أشهر مقابل السكن والطعام ومصروف اسبوعي ثم نحصل الراتب كاملا بعدما تبيع مزرعتها بعد الستة أشهر… فما عرفناه ان المزرعة في حالة صعبة وتحتاج لتصليحات كثيرة كي تصلح للبيع"
لم يكن تركيز غسان مع كلمات راجي… بل مع حركة كفه المتتالية علي شعر عبدالله بحنان

قلب غسان يعتصر في صدره وهو يري كيف ان كل ما في راجي لا يريد الابتعاد عن ولده… لكن لمعرفته السابقة بأم راجي… متأكد ان هذا هو الحل الأفضل.. خاصة وهو واثق أنه لا يستطيع للأسف ردع ام راجي أو الوقوف في وجهها… لذا اعتزم التمسك بالقرار الذي اتخذه سابقا وأعلن بصلابة
" اذن ستتوقف عن ارسال نفقة عبدالله الشهرية لمدة ستة أشهر وحتي تبدأ في استلام راتب"
كان راجي بالفعل يهز رأسه رافضا ليقاطعه
" لا يا عمي.."
ولكن غسان لم يدع له الفرصة وهو يؤكد
" بلي ياراجي..لن اقبل منك أية أموال حتي تقف علي قدميك ثانية"
ولكن راجي لم يقبل بذلك
" هل يرضيك ان يعيش ابني عالة علي زوج فدا… خاصة والرجل كما عرفت يعول أخيه المريض وينتظر طفلا"
فقد فرح راجي فرح صادقا حين اخبره عبدالله بحماس أنه ينتظر اخا أو اختا
ليطمئنه غسان
" بل ستستمر نفقة عبدالله تصل لأمه كل شهر كالمعتاد.. ولكن انا من سيدفعها بدل منك… ستكون دينا عليك حتي تُحصل راتبك"
لم يكن بيد راجي سوي القبول… فبالرغم من أنه لازال يملك مبلغا جيدا في حسابه البنكي .. لكن لن ينكر ان مصدر دخله الأساسي لسنوات كان ما تعطيه له امه.. لذا عليه التصرف في ذلك المبلغ بحرص شديد … لأنه لا ينوي اللجوء لها حتي لو اصبح مشردا ينام في الشارع
اقترب مشرق حين رأي غسان يهم بالرحيل مع عبدالله..محدثا الرجل باحترام منكسر
" انتظر من فضلك ياعمي"
فتح حافظته ليخرج منها شيكا مصرفيا بمبلغ اتسعت له اعين غسان حين اخذه بين أصابعه.. بينما يشرح مشرق باقتضاب منقبض
" مؤخر لينة… حقها الشرعي"
لن ينكر ان تعاطفه مع مشرق أقل كثيرا من تعاطفه مع راجي.. ومع ذلك لم يملك سوي ان يسأله بأبوة
" ولكن بعد ان تعطي للينة حقها… كيف ستستطيع التعايش للستة أشهر القادمة"
باختناق يكاد يزعق روحه أكد مشرق
" لم يكن المال يوما علتي يا عمي… حتي بعد ان تأخذ لينة حقها سيكون في حسابي البنكي أضعاف ذلك المبلغ"
بحذر وتخوف سأل غسان
" ومن أين لك كل هذه الأموال"
فهم مشرق سؤال غسان الذي يفكر بنفس العقلية الشائعة ان متعاط المخدرات بالتأكيد يتاجر فيها… لذا أجاب بصدق
" مالي كله حلال يا عمي.. لقد كنت ومنذ سنوات اعمل في وظيفة مجزية في احد البنوك… كما ان والدتي رحمها الله كان لها ارثا في بلدها.. ارسل اخوالي لي نصيبي منه… غير ان ابي واختي يرسلون لي المال كل حين والأخر تعويضا عن غيابهم "
كلماته كانت تقطر مرارة كطفل يحاول والديه تعويضه عن غيابهما بلعبة لا تسوي في نظره شيء
ليقلل راجي من كأبة الموقف ألتفت لسامان يسأله
" وأنت … ألا ذنب لك تريد تكفيره برد الحقوق؟"
وفي فلتة من فلتات الزمن… ظهر للحظات وجه سامان الحقيقي وهو يجيب
" بعد الذنوب ولا مال الدنيا يكفر عنها"
ألتفت له ثلاثتهم بدهشة متسائلة عما يقصد… ليداري سامان كعادته حقيقته بعيدا مازحا
" كما اني في النهاية تلميذ بالكاد يغطي دخلي… مممم ظهري العاري"
لقد عدل التعبير الخارج لظهري العاري احتراما لغسان الذي هز رأسه مبتسما وهو يعلن عن الرحيل
وقف راجي أمام عبدالله يحتضنه مودعا… خجلا من نفسه ومن فراق فرضه علي صغيره منذ الميلاد…
" سأهاتفك كل ليلة… اتفقنا؟"
ابتسم عبدالله بشجاعة
" لقد وعدني جدي أنه سيأخذني لزيارتك في الاجازة المدرسية"
هز راجي رأسه بحماس زائف يخفي خلفه اوجاع الفراق القريب
" وانا سأنتظرك"
احتضن راجي عبدالله ثم حمله لسيارة غسان… ووقف يلوح لهما والسيارة تبتعد لينضم بعدها لصديقيه
صديقين لم يعرفهما لسنوات … وإنما لأيام ومع ذلك كتب القدر عليهم ان يرتبط ثلاثتهم برباط من أخطاء الماضي
صعد ثلاثتهم لشقتهم الفارغة كي يبدأوا في تحميل أغراضهم للسيارة
راجي سأل بفضول
" لم تخبرنا ياسامان… لماذا فُرض عليك كما فهمنا من مكالمة ابيك ترك بلدك!"
تلفت سامان حوله كي يطمئن ان لا أحد سيسمع سره… قبل ان يهمس بغموض
" انا ولي العهد المنتظر… هربت من الثوار كي لا يقتلوني وسأعود لأستعيد عروشي"
اتسعت عينا مشرق بانبهار لكن راجي أجاب باستهزاء
" بلدك جمهورية من قديم الازل ولم تكن يوما مملكة"
لكمه مشرق في كتفه مغتاظا
" اخبرنا عن السبب الحقيقي وتوقف عن المزاح"
رفع سامان كفيه في استسلام زائف وهو يفصح
" لقد سرقت من زعيم عصابة هناك مبلغ بليون دولار امريكي ورأسي مطلوب في سبعين دولة"
لم يسقط مشرق في فخ خدعته هذه المرة وهو يجيب
" منذ عرفتك وانت شحاذ"
ضحك سامان مشاغبا… ليبتلع ضحكته فجأة وكأنها كانت كذبة.. قناع وسقط … خاصة وهو يريهم لمحة من سامان الحقيقي الذي همس بكأبة وكفه تدلك الوشم فوق قلبه
"دعوني…لا اريد المجاهرة بذنبي"



" الفراق صعب… تشعرين معه ان جزءا من حياتك انتهي… خدعة هي فكرة تجاوز الفراق… الاصح ان تسمي التعايش مع الفراق… التعايش مع حنين بلا دواء"
كلمات تهاني التي قالتها عن خبرة لازالت تطارد لينة كرياح عاتية تأبي إلا ان تعري ستر كذبتها… كذبة انها لم تتعلق بخالد.
الوداع يقترب بخطوات ثابتة… تنهب الثواني والدقائق والساعات والأيام
من يصدق ان الوقت حان بالفعل! غدا زفاف چو وتشاي… وبعدها بثلاثة أيام… تنتهي المهلة التي وضعتها لنفسها
لا… لن تزيد يوما عن المهلة… لاداع من إطالة هذا المشهد الدرامي
امامها علي حائط الغرفة التي تشاركها مع چو… علقت الفستان الذي سترتديه في الزفاف… فستانا اهداه خالد لها كما اتفقا مع فستان آخر
حين فتحت العلبة الأخرى لتجد ذلك الفستان الأسود المزين برسومات ملونة..، لم تفرح
بل انقبض قلبها وهي تتصور ان تلك هي الهدية الأخيرة… هدية الوداع أو القبول كما يسميها خالد
لينشرح صدرها بأنانية وهي تري كارت انيق مكتوب فيه بخط منمق كلمتين " ليست تلك… هذه هدية نهاية الخدمة"
مشيرا لتركها العمل في الصالون منذ بضع أيام كي تضع حلا قاطعا لبقائها جواره… تهلكه بالقرب وتهلك عقلها وقلبها


" لينة" نداء چو من خارج الغرفة… جعلها تفعل تماما ما تفعله تهاني
تنفض عنها أي ملامح للحزن وترسم ملامح فرح مفتعل وهي تخرج مجيبة للنداء
جلست چو التي ترفض الذهاب لصالون تجميل علي مقعد مريح وقد غطت وجهها بماسك يعيد للبشرة نضارتها بينما تقلم اظافرها بحرفية
" لينة هل لي ان أثقل عليك بطلب.."
هزت لينة رأسها بحماس.. لكن چو أكملت مبررة بصوتها البارد
" كما ترين فدا تعيش مراهقة متأخرة مع فاضل علي الهاتف"
وتأكيدا علي قولها أشارت لفدا المستلقية علي الاريكة غارقة في حديث هامس علي هاتفها
ثم استطردت
" كما ان تهاني ذهبت منذ الصباح لبيت تشاي كي تشارك معهم للإعداد لغدا"
للحظة حتي مع ملامحها الجامدة استطاعت لينة تمييز التوتر الذي يكاد يصل لمرحلة الجزع من كونها ستكون محط نظرات الجميع غدا… لذا تحدثت بحماس مبالغ فيه ولكن يبقي صادقا
" اؤمري يا أميرة… وما علينا سوي التلبية"
أبتسمت چو ابتسامتها الصغيرة وهي تشكرها وتشرح
" لي صديقة ستصل اليوم من ولاية أخرى وأرجو لو انك تذهبين مع ابي للقائها في المطار حتي لا تتحرج من وجودها مع ابي"
الطلب غريب بعض الشئ… فلا لچو أية أصدقاء علي حد علمها..وحتي وإن كان لها صديقات… فلينة منذ وصلت لتلك البلد لم تر متحرجة واحدة ولكن… يجوز لذا اكدت علي استعدادها للذهاب والتفت لتستعد حين استوقفتها فدا بلهجة مترجية
" لينة ارتدي الفستان الجديد … نريد ان نراه عليك"
حين بدت غير مرحبة… خاصة وقد خططت ان تحمله لبلادها ولا ترتديه ابدا…. بل تحتفظ به لمئة عام قادمة ليعيدها كلما رأته ولمسته…. للمدير
ولكن چو هتفت بحماس يشبهها
" نعم…فحين تعودين ستكون حفل الحنة قد بدأت"
كادت ان تسخر من چو علي حفل الحنة المكون من اربعتهم واختي تشاي مع رامية… لكنها متفهمة لأسباب چو لعدم الشعور بالراحة في حفل مزدحم
ولكنها لم تفعل ولم تعاند … وداخلها توق دافئ ان ترتدي هدية من اختياره
لذا استعدت لينة وقد ارتدت الفستان والسلسلة وخرجت
لتقابلها صيحات التعبير عن انبهارهم للطلة الخلابة اخبرتها چو ان غسان في انتظارها أمام البيت

خرجت لينة من البوابة التي انغلقت خلفها بسرعة عجيبة… فهمت سببها في اللحظة التالية
لحظة ان رأت خالد يقف بسيارته مع غسان أمام البيت… يتطلع فيها بملئ عينيه
وهي … هي تتطلع فيه بعتاب
عتاب علي مجيئه اليوم وهي تحاول ان تتخطاه

عتاب علي مجيئه اليوم وهي تحاول ان تتيح له بابتعادها الفرصة لتخطيها

عتاب علي مجيئه اليوم فقط بعد غياب عدة أيام… قضتها في افتقاده

اما خالد … فكان يعاتبها أيضا.. يعاتبها لانها تعذبه عذابا حلوا وهي ترتدي ما يختاره لها
التف خالد دون ان يحييها حتي وهو يصعد لسيارته فيترك المجال لغسان معلنا لها
" سيوصلنا خالد للمطار"
ويصعد هو الاخر للمقعد الأمامي بينما تصعد هي للمقعد الخلفي
لم يتبادل معها كلمة… لم يرسل لها نظرة في المرآة الامامية ولم يضع لها أغنية في المسجل… فأعصابه تكاد تنتهي ولولا الحرج لبكي خوفا من القادم
علي قدر غيظها من تجاهله لها… لكنها قدرت له انها لم يفضح ضعفها في رعشة صوتها إن تحدثت إليه
صف خالد السيارة في جراج المطار الواسع وقبل ان تسنح لها الفرصة للترجل من السيارة كان يلف هو ويفتح لها باب السيارة ويقف مكانه منتظرا نزولها
بشجاعة تحسد عليها ترجلت من السيارة لتقف امامه لا يفصل بينهما سوي خطوتين
أما هو… فبصوت لا يشبهه أعلن ..
" هديتك التي وعدتك بها… إما ان تكون هدية وداع أو هدية قبول.. وفي الحالتين لا اتمني سوي ان تفرحي بها"
لم يتيح لها فرصة الاستيعاب أو الرد وهو يبتعد بخطوات واسعة يلحق بغسان الذي بدا وكأنه سبقهما دون ان يلاحظا
كانت تقطع الخطوات لصالة المطار القريبة ومع كل خطوة يغور قلبها في صدرها اكثر" هل اتي بها لهنا كي يشتري لها تذكرة المغادرة! هل يخيرها بتلك القسوة بين العودة لأهلها أو ان تظل معه!"
فتواجه نفسها بعندها المعتاد لنفسها
" ما بك يا لينة؟ انت قلت بنفسك انك لن تطيلي المدة يوم… أم انك كذبتِ؟"
صرختها الداخلية صمت اذنيها وهي تردد
" كذبت .. كنت انوي المماطلة ربما يوم.. أو يومين أو عمر كامل.."
كانت الخطوات قد توقفت وقد أصبحت داخل الصالة … ويلتفت لها خالد بوجه شاحب مكررا بشجن اوجعها وهو يشير بطول ذراعه لحيث بوابة الوصول
" هديتك"
في تلك اللحظة… وهي تلتفت لحيث يشير خالد… رأته.. يخرج دافعا أمامه عجلة الحقائب
فهزت رأسها مستسخفة رؤياها لابيها في هذا السياق
ثم اقترنت الرؤيا بالسمع وهو يناديها ملوحا حين استوقفه الضابط لتحقق أخير من الهوية
( لينة.. لينة)
التفتت لينة لغسان كي ينهرها علي هلاوسها.. لتراه يمسح دموعه في كم قميصه
فالتفتت لخالد الذي تمتم بصوت مختنق " هديتك"
فالتفتت لابيها الذي كان لازال يقف أمام الضابط
فسقطت.. ليس مغشيا عليها... ولكن باستسلام
استسلام للضعف الذي ألم بها فلم تقاومه
ضعف لم تسمح لنفسها به منذ افتراقها عن مشرق… إلا الآن … في محيط حاميها
ركعت لينة علي ركبتيها.. فسارع ابيها اليها وهو يبكي كطفل مرددا اسمها فقط
لم تقف ولم تستجب لمحاولة جذبه لها.. بل انحنت علي حذائه …تقبله مرددة بهستيريا
( حبيبي.. والله حفظت عرضك وربي شهيد
والله حفظت شرفك كأنك جواري)


عماد قوتها وحصنها المتين
الركن الذي تئوي إليه دون خوف من سقوط
وهل من ركن تحمي به ظهرها سواه؟ أبيها
لذا تركت لينة العنان لروحها كي تستكين أخيرا في حضن ابيها
فقدت كل إحساس حولها… إلا دفء ذلك الحضن الذي لم تعرف سواه
حضن خرجت منه علي قسوة واقع …لم تعرف كونه موجود
ولا تلوم لذلك سوي … ابيها
لماذا حماها من كل خزي وخذلان؟
لماذا حكي لها في طفولتها فقط عن الفرسان؟
لماذا لم يخبرها ان في نهاية الممر…ظلام!
ظلام اكتنفها وهي تتخلي أخيرا عن حذر وترقب عاشت فيه لشهور وهي تستسلم لنوم عميق مطمئن في حضنه
لم يستغرق بكاؤها حد الإنهاك والغرق في النوم دقائق كما كانت لتظن ان كانت واعية… بل استغرق الطريق من المطار لبيت غسان واكثر من ساعة تعلقت لينة بعنق والدها وهي تبكي بحرقة قبل ان يري والدها انها تكاد تسقط اعياءا فيريحها علي سريرها بمساعدة چو وتأكد انها مرتاحة غارقة في النوم قبل ان يخرج لچو وفدا مطمئنا بالعربية
"نامت الحمدلله…"
ثم يتلفت حوله سائلا
"هل رحل خالد؟"
أجابت چو بتهذب مشيرة للحديقة الخلفية
" لا ياعمو.. خالد مع ابي في الحديقة"
وسبقته ترشد خطاه
دخل للحديقة.. فأطفأ خالد السيجارة بسرعة في المنفضة فهو لا يعرف موقف والد لينة من التدخين والمدخنين
وكل همه تلاشي أي تصرف قد يسيء لصورته في نظر حماه المستقبلي… إن سارت الأمور كما يتمني
وقف والد لينة فحذا خالد وغسان حذوه… ليلتفت الأول للأخير بابتسامة مهذبة
" سأثقل عليك يا أبو جويرية ولكن هلا ترجمت للاخ خالد ما أرغب في قوله له"
أكد غسان بسرعة
" بكل تأكيد يا أبو لينة … خالد يفهم العربية جيدا وانا سأساعد بالتأكيد"
هنا ألتفت والد لينة لخالد وهو يخرج من جيبه رزمة صغيرة من دولارات أمريكية ويمد بها يده لخالد بامتنان
" شكرا لك يا خالد علي تعبك كي تحضرني لهنا… تفضل تلك هي كافة المصاريف التي تكلفتها كي توصلني لابنتي"
هز خالد رأسه رافضا وهو يضع كلا كفيه علي صدره…
" لا.. ارجوك"
قاطعه والد لينة بصلابة مهذبة وإباء
" ارجوك انت….. لا يمكن ان اتراجع… ستأخذ المال حتي وان اضطررت ان ارسله لبيتك بالبريد"
مع إصرار والد لينة الذي بدا وأنه لن يتراجع ابدا… ألتفت غسان لخالد وهو يشير له بعينه
" خذ يا خالد المال"
بضيق صدر وهو يري والد لينة يعامله كغريب اخذ خالد المال وهو يقول بكأبة
" لم أتمن ان تراني كغريب يا عمي"
ليؤكد والد لينة بإبتسامة طيبة ولكن آبية
" حتي وإن كنت ولدي من صلبي يا خالد لم أكن لأخذ مليما منك بلا حق"
تسرع وقد مل من المماطلة والمهادنة
لا يدر هل اخطأ في خطوته تلك أم أصاب ولكنه اتخذها علي أي حال معلنا باندفاع
" هلا اعتبرته مهر لينة؟"
نقل غسان اعلان خالد برغم من قلقه من اندفاع خالد ورد فعل والد لينة
أما والد لينة فلم يبد عليه أي ردة فعل.. سوي ان اتسمت ملامحه بالجد وهو يؤكد
" مهر لينة تحدده لينة مع من تقبل به زوجا…"
بدت الحيرة والارتباك علي وجه خالد لما سمعه.. هل يفرح لعدم رفضه فكرة ارتباطه بابنته.. أم يغتم وهو يعرف رأي لينة السابق.
فأراد قشة… قشة يتعلق بها كغريق… فسأل
" هل تعني كلماتك عماه رفض أم قبول؟"
كلماته صعبة علي أب ان ينطقها ولكن أراد بها تذكرة ذلك المندفع أمامه .. فأعلنها والد لينة بوضوح
" ليس للولي مع الثيب أمر … حين تستفيق لينة من صدمة رؤيتي المفاجئة سأتحدث معها واعود لك"
فهم خالد ان هذا هو أقصى ما قد يصل مع أبو لينة اليه فسكت

بسبب سرعة وتيرة اليوم المزدحم لم يكن غسان قد اخبر مخلوق ان مشرق سلمه مؤخر لينة ولكنه تراجع عن الإفصاح أمام خالد الذي يعرف جيدا ردود أفعاله الغير متوقعة.. ولم يرد ان يبدو خالد متهورا أمام أبو لينة
حل الليل بسكينته علي أهل البيت بعد يوم مزدحم … وفي انتظار يوم أكثر ازدحاما
شعرت بعطش شديد أيقظها.. لتفتح عينيها بسرعة وتتلفت حولها… تتأكد أنه ليس حلما
وفعلا .. كان والدها ينام علي السرير القابل للفرد علي بعد خطوات منها..
وضعت لينة كفها علي فمها… وتركت لدموعها العنان لتنساب فتغسل في حضرة ابيها كل ما مر بها من وجع وخذلان
بعد دقائق وبعدما هدأت كل اختلاجاتها المنهكة… امسكت لينة هاتفها ترسل له رسالة
" شكرا لما فعلت"
لم يجد خالد ردا وهي تشكره كالغريب سوي ان ارسل لها رمزا مبتسما
فسألت
" لماذا ابي هو الهدية؟"
فأجاب بتريث
" ربما كي اثبت لك ان السفر من بلدك لهنا والزيارات ليست صعبة كما تتخيلين
أو كي يكون وجود والدك المطمئن حولك دافع كي تقبلي الارتباط بي..
أو ربما…. كي اماطل وأؤخر يوم عودتك"
بين أحرفه قرأت لمحة من يأس… ترقب.. وتخوف..
" خالد"
" نعم"
ثلاث نقاط تتحرك أمام عينيه لعدة دقائق تخبره انها تكتب رسالة طويلة
تتوقف الثلات نقاط عن الحركة… فتخبره انها توقفت أو مسحت الرسالة
تعود الثلاث نقاط للحظة … تتبعها ب
" اراك غدا"
لم يجد ما يجيب به… إلا نفس الرمز المبتسم بسقم
وضعت الهاتف جوارها … وقلبها يمتلئ حسرة..حسرة لأنه ليس الأول … بل أتي الآن والقلب مجروح … ممزق والمدير لا يستحق سوي قلب معاف


وعلي بعد مئات الالاف من الكيلومترات… قلبان اخران تملئهما الحسرة
القلب الأول تملئه حسرة متكبرة…
جلست راوية في غرفتها التي لم تعد تغادرها اطلاقا… تبكي
في غضون ساعات ستزف چويرية … وهي ليست جوارها
جويرية التي كرهت صغيرتها انتقاما لما سببته لها من عاهة
جويرة التي دعت الله في كل صلاة ان يتغاضي رجل عن علتها ويتزوجها
وفي النهاية تتزوج جويرية وامها بعيدة..
قلب راوية يمتلئ حسرة علي العمر الذي ضاع علي جاحدات كبناتها
تتمزق ندما… علي تضحيات بذلتها لاجل معدوم قلب كغسان
والقلب الثاني… قلب يردد
" ليتها امامي فلا يملأ الجزع روحي هكذا"
في حقله الذي يصله مع شروق الشمس … وقف صهيب يشغل نفسه بالعمل… وهو يلمح ابنة جيرانهم التي تتقصد كل يوم المرور أمام الحقل عدة مرات متلئكة.. بل وفي بعض الأحيان تحاول فتح باب الحديث مع علي استحياء
وعندما يحل المساء تأتي لتجالس امه واخواته…
لوحت له بثينة وتلقي السلام… فرد السلام وتشاغل بالعمل علي اشجاره… كي يتجنب حديث مطول
فاليوم القلب.. في حسرة
متحسرا انها ليست أمامه ليواجهها بالتغيير الذي حل عليها مؤخرا… ليسألها مباشرة ما السبب!
فمنذ أيام وتهاني تتحدث اليه… فقط اذا كان هو البادئ.. تتحدث إليه علي عجالة
صوتها الذي كان منذ افتراقهما يقطر حزنا… عاد ضاحكا فرحا
هل هو اناني لهذه الدرجة يريدها حزينة مكتئبة؟
نعم… فحزنها دليل انها لازالت تفتقده..
حزنها كان ليصبح دافعها للعودة
ولما الآن يشعر وكأنها تأقلمت مع الفراق
أو ربما….. بدأت في التعافي من قصة حب عمرها أيام بالنسبة لها.
لذا قرر …ان اللف والدوران ليس طبعه… سيواجهها بأفكاره بعد زفاف اختها
غرقه في أفكاره.. لم يعطيه الفرصة ليلاحظ إلا بعد ابتعادها
ان بثينة وضعت تحت إحدى الأشجار لفة بها إفطارا كاملا لأجله في صمت وابتعدت وقلبها يقفز في صدرها فرحا انها أخيرا تجاسرت علي أخذ خطوة اقتراب


زفاف چو وتشاي

" ثقي بي… سلمي لي زمام امرك"
ففعلت..سلمت لأنه اعقب برجاء
" إن كنت تثقين بي"
وهي تثق به بشدة… تثق به ولأول مرة تجرب الثقة في رجل
فللاسف علي عكس تهاني… چو رأت منذ سنوات عدة وحتي قبل الحادث.. ان والدها ببساطة ليس أهلا للثقة
والدها الذي كان من الممكن ان يسلم رقبة بناته فداء لرضا راوية
لذا تعلمت ان لا تثق به…
وحين يأتي تشاي متسائلا إن كانت تثق به… فتريد ان تصرخ بكل قوة … انها لم تثق في الدنيا برجل سواه
كيف تشرح له مشاعرها والحروف تعجز عن الشرح!
كيف تخبره ان عينيه التي يلومها علي أنها كاشفة لدواخله.. تجعلها تثق فيه!
ان ملامحه التي تتحدث بصوت أعلى من صوت حروفه.. تجعلها تثق فيه!
نظرات وكلمات … تسمعها لأول مرة تخرج من بين شفتيه وتتأكد أنه لأول مرة يقولها… تجعلها تسلم كما يطالبها!
لذا سلمته زمام امرها كاملا… وشعرت براحة تعيشها فقط معه
راحة ….
حين وصلت لبيت والده صباح يوم الزفاف … كي تستعد في الملحق الخلفي الذي خُصص لها… بلا فستان زفاف لأنه كما أعلن مازحا
" فستان الزفاف لعبتي"
وبالرغم من اجماع كافة الاناث حولها… حتي امه علي خطورة تلك الخطوة لما يمثله فستان الزفاف كحلم وقيمة في حياة كل انثي… لكنها لم تسمع إلا له وتترك له اختيار فستان الزفاف كما طلب
حين وصلت لبيت تشاي … كانت اختيه تقفان أمام البيت وفي يد احداهما غرضا حريريا بلون سماوي يشبه غطاء الوسادة
وهتفت بحماس
" عليكي ارتداء هذا الغطاء حتي لاترين أي من الاستعدادات في الحديقة… واخلعي حذائك"
سارت بخطوات وجلة بعدما غطت الفتيات عينيها بالغطاء الناعم
فجأة… استرخت حواسها التي استقبلت احب الأصوات والروائح والملامس إليها
رائحة المحيط وصوته… مع ملمس الرمال الخشنة تحت قدميها… حتي ظنت أنها سارت مغمضة العينين حتي وصلت للمحيط
نزعت تهاني الغطاء عن رأسها… لتفاجأ جويرية انها تقف في ملحق منزل تشاي وقد انطلق من تلفاز معلق علي الحائط صوت المحيط المصحوب بفيديو لامواج متلاحقة… وتحت قدميها وعاء ممتلئ بالرمال كالذي تراه في حدائق الأطفال.
بابتسامة رضا وهي تلمس من نظرات چو التأثر بما يحيط بها…أعلنت زوبا بفخر امومي
" شحاتة خطط لكل هذا وأكثر كي تسترخي وتستمتعي باليوم"
وصدقت زوبا فيما قالت… حيث خطط تشاي لكل لحظة في اليوم بداية بباقة الزهور التي وصلت كي تبهجها وحتي اكلتها المفضلة التي قدمتها لها زوبا بين زغاريدها
حين اقترب موعد الحفل… دخلت زوبا الغرفة التي قضت فيها الفتيات نهارهن بين استعدادات للحفل وبين مزاح ومرح من القلب …. وهي تزغرد وتغني بينما تحمل الفستان المغطي بيد وعلبة كرتونية فخمة بيد أخرى
بيد مرتعشة فتحت چو سحاب الحقيبة البلاستيكية التي تغطي الفستان المعلق علي الحائط… لتتعالي من حولها صيحات وكلمات الانبهار
أما هي فكانت تحاول استيعاب ماتراه أمامها وفستان الزفاف الذي اختاره لها هو ذاته الذي حلمت به لسنوات… فستان ابيض من الدانتيل المخرم…. المخاط علي مقاس جسمها بالضبط دون ذيل طويل أو طبقات متعددة… رقيق بسيط مثلها تماما
وفي العلبة… يرتاح علي وسادة قطيفة تاج عبارة عن طوق من الأمواج المتلاحقة المتشابكة … قمة الطوق مفتوحة بينما من الطرف الآخر يتدلى وشاح ابيض من نفس دانتيل الفستان
لم تحتاج لرسالة منه أو مكالمة كي تسمع صوته يطمئنها نابعا من روحها المتعلقة به
" حتي تدخلين الحفل بوجه مغطي كي لا تتوترين"

استعدت الفتيات وبدأن في مساعدة چو للاستعداد للحفل بتصفيف شعرها القصير ووضع التاج عليه بعدما زينت لها لينة وجهها بزينة خفيفة كما طلبت چو
أما مريم فلم تتنازل عن ان تبخرها ببخور مخصوص زي رائحة رائعة وهي تردد أغنية من التراث الباكستاني تودع فيها الأم ابنتها التي ستزف لعريسها وتسافر لقرية بعيدة ولن تراها لمدة طويلة.. وتخبرها انها سعيدة لأنها ربت فتاة مطيعة لن تعصي أمر زوجها أو حماتها..
لم تفهم الفتيات الاغنية ولكن التأثر علي وجه مريم ودمعاتها التي سالت … تركت أثرا عميقا في الفتيات حتي ان چو وقفت واحتضنت مريم حضنا طويلا مدمعا

بعد غروب الشمس… ومع تعالي الأصوات الصادرة من الحديقة في دلالة علي توافد المدعوين… دخلت زوبا وهي تزغرد بحرارة وصخب معلنة
" الشيخ ياسين وصل"
شعرت چويرية وكأنها تحولت لتمثال من الجرانيت البارد وهي تدرك ان اللحظة حانت لخروجها… وستكون محط أنظار الجميع في لحظات عقد القران
شدت زوبا علي كفي چو الباردين وهي تؤكد
" لا تقلقي.. لن تخرجي إلا بعد عقد القران… سنعقد علي الطريقة القديمة"
لم تفهم چو ما تعني زوبا…

وفي الحديقة … كانت لينة التي ارتدت الفستان الذي أهداه لها خالد … فستانا منتفخا لونه ذهبي مائل للبيچ تبحث عنه بلهفة لن تنكرها … تريد ان تري بذلته التي تماثل فستانها في اللون
" هل طارت إحدى بوماتك؟"
إلتفت بكليتها علي صوته… لتراه بالقلب والعين
يرتدي البذلة التي يماثل لونها لون فستانها… شعره المتمرد بنعومته… تتمني لو تهذبه
أما هو فشعرها الذي هذبته اليوم ولملمته في تسريحة لطيفة لاتتخلي فيها عن تجاعيده… تمني لو فكه من قيوده وأمره بالعودة لشحناته التي تعيد لقلبه نبضاته
لكنه أخذ علي نفسه عهدا… لن يحاصرها
لقد كشف كافة أوراقه … وأثبت بكل إخلاص أنه .. متفان في حبها…
لذا فالكلمة الآن لأبيها ولها
انتظرت ان يغازلها… يمدح تصفيفة شعرها…أو يشكرها لأنها ارتدت فستانه
ولكنه لم يفعل… وأصبح الصمت أكثر صخبا من الكلمات… وهي تفهم جيدا ما وراء الصمت
لذا قطعته مكررة
" شكرا علي انك احضرت ابي لهنا"
هز رأسه متقبلا بلا كلمة
فسألت بدلال لم تقصده وإنما خرج عفويا
" هل تخاصمني يا مدير!"
لم يجب فورا… بل أخرج سيجارة يشعلها بهدوء ورزانة قبل ان يجيب بصوت ثقيل مسيطر
" لم يعد عندي المزيد لأقوله يا لينة… قلت كل شيء والآن ما علي سوي الانتظار بترفع"
كلماته اخافتها.. فلفت ذراعيها حولها وكأنها تتقصد إثارة حنان قلبه عليها…فاستسلم وتراجع وقرر ان يطيب خاطرها بكلمات ترسم لها مقدار حبه لها
" خالد"
نداءا من غسان … كان كطوق نجاة كي لا يتنازل عن قراره … فتمتم معتذرا وسارع لحيث تجمع الحاضرين لرؤية عقد القران
أمام التلفاز الضخم الذي كان يعرض صورة المحيط … وقفت چو وحولها الفتيات يشاهدن عقد القران وقد وضع تشاي يده في يد غسان يرددان ما يتلوه عليهم الشيخ ياسين
حتي طالب الشيخ ياسين بإمضاءها
هنا حمل خالد السجل وتحرك للغرفة التي تنتظر فيها في الناحية الأخرى من الحديقة
دخل خالد والسجل مفتوح لير چو لأول مرة ذلك اليوم… بفستانها الأبيض وابتسامة صغيرة جعلت عيناه تمتلئان دمعا وهو يحدثها بصوت مختنق
" اليوم أسلم اختي التي ارتبطت بها بكل رباط إلا رباط الدم… أسلمها لزوج ولحياة جديدة
ولكن أقسم عليكِ بعشرتنا الطويلة ان تثقي اني في ظهرك حتي موتي … وأن بيتي هو بيتك… وأن رقبتي فداك وفدا ان تعيشي سعيدة يا أخت لم تلدها امي… والآن أطلب منك ان تمضين علي وثيقة زواجك من رجل أثق فيه واشهد الله اني اري منه كل خير تجاهك"
كل من في الغرفة كان يبكي تأثرا بصدق كلماته ومشاعره الأخوية الصادقة
وحدها لينة لم تكن تبكي تأثرا … بل تدمع دمعات الراحة بعدما اتخذت القرار


في مزيج عجيب من كل الثقافات… بعد عقد القران أمسك تشاي بكف أمينة التي ارتدت فستانا احمرا وسارت جواره تقوده لحيث تتواجد جويرية في مرسم هام من مراسم الزفاف في العادات الصينية..
وقبل ان يصل للغرفة شعر بألم حاد في ظهره وصوت زاعق يحذره
" إياك ان تخطو خطوة اخري"




سبحانك اللهم وبحمدك

noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-11-21, 01:07 PM   #1280

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

تسلم إيدك يا شيمو بجد فصل رااائع و مقابلة لينة لأبوها بجد مؤثرة و جميلة جدااا🥺♥️♥️♥️♥️
شحاتة حقيقي زوج مثالي انه يكون عارف ايه ال هيسعد جويرية و ايه يخليها مش قلقانة ♥️♥️♥️
القفلة رهيييبة يا شيمو حبيتها جدا😈😈😈😂😂


Maryoma zahra غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.