آخر 10 مشاركات
[تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          526 - القدر القاسى - اماندا بروننغ . ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-21, 11:25 AM   #1301

عاشقة الحرف

? العضوٌ??? » 317648
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » عاشقة الحرف is on a distinguished road
افتراضي


الفصل جميل
القفلة تبع العادات الصينية مش كده




عاشقة الحرف غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 11:56 AM   #1302

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والعشرين
في مزيج عجيب من كل الثقافات… بعد عقد القران أمسك تشاي بكف أمينة التي ارتدت فستانا أحمرا كما تقتضي تقاليد الأعراس الصينية وسارت جواره تقوده لحيث تتواجد جويرية في مرسم هام من مراسم الزفاف في العادات الصينية..
وقبل أن يصل للغرفة شعر بألم حاد في ظهره وصوت زاعق يحذره
" إياك أن تخطو خطوة أخرى"
بغضب مصطنع التفت تشاي لأختيه هاميس وكليو التي لم تتوانا عن قذفه بحصى أخرى وهي تكرر بالإنجليزية أمام المدعويين الذين تجمعوا لمشاهدة الاحتفال المختلف في اندهاش لما يحدث
"إياك أن تخطو خطوة أخرى قبل أن تدفع لأجل أن نسمح لك بالمرور"
ثم اشارت لفدا وتهاني ومعهم لينة مؤكدة
" وأن تأكل ما في تلك الأطباق"
فمن أهم مراسم الزفاف الصينية أن تمطر الاشبينات العريس بالحصى وأن يطالبنه بأن يتذوق طعاما حارا وآخر مالحا وثالث حامضا
كما شرحت أخوات تشاي لأخوات چو
فما كان من تشاي تحت تشجيع وتصفيق الحاضرين أن تقدم للينة التي مدت له صحنا من البورسلين الأحمر الذي يبلغ عمره حوالي القرن… فتلك الصحون متوارثة في عائلة تشانج من جيل لجيل لأجل مراسم الزفاف
في الصحن اللامع ملعقة ممتلئة بطعام لونه أسود.. تعرف تشاي على الفيجيمايت.. تلك الاكلة الاسترالية الأصيلة الموجودة في كل بيت إلا بيتهم لرفض زوبا تماما له
الفيجيمايت يستخدم في الشطائر بنسبة قليلة جدا لملوحته الشديدة… لذا تغضنت ملامح تشاي وهو يعرف أن معلقة ممتلئة منه معناها ملوحة كملوحة المحيط ومع ذلك وبدون تفكير … رفع المعلقة وأنهى محتواها في دفعة واحدة مع تهليل الحاضرين… ثم أخرج من جيبه مظروفا احمرا ذي نقوش صينية ووضعه للينة في صحنها.. فكما تقتضي العادات كي تدعه الاشبينات يمر لعروسه عليه دفع مبلغا محترما لكل منهن
لذا كرر الأمر مع اختيه_كي تتوقفا عن قذفه بالحصوات_ ثم فدا التي كان في صحنها جرعة من عصير الليمون المكثف … وأخيرا تهاني التي كانت تبتسم له ابتسامة شريرة وهي تمد له صحنها الذي لم يحتوي إلا على حبة فلفل حمراء صغيرة مجعدة بشكل عجيب … فرفع تشاي حاجبيه متسائلا لتشرح تهاني ببراءة مصطنعة
" والله يا تشاي اشتريته لك خصيصا من السوق السوداء لأنه محرم دوليا.. اسمه " حاصد الأرواح"… لا أطلب منك إنهاء الحبة كاملة.. فقط تذوقه"
نظرة من تشاي للباب الذي لازالت چو زوجته تنتظره خلفه… شجعته وهو يسم بالله ويمد يده لحبة الفلفل لتهتف تهاني
" انتظر… ارتد هذا أولا" واعطته قفازا بلاستيكيا كالذي يرتديه الجراحين
كان كل ما تناوله تشاي من حبة الفلفل قضمة صغيرة في حجم حبة العدس ومع ذلك شعر بأن فمه يشتعل نارا حامية
أخذ تشاي يسعل بشدة وهو يضع لتهاني المنتصرة مظروفها في الصحن.. قبل أن تفسح له الطريق لباب جويرية
اختفت الابتسامة الصادقة عن ثغريّ الأختين… واحتكمت غصة بقلب تشاي.. أما غسان فأشاح وجهه غير قادرا على متابعة المشهد… والذنب يكاد يصرعه
ففي مرسم من أهم مراسم الزفاف في الثقافة الصينية… أن تقف أم العروس بكأس من اللبن البارد المحلى بالعسل أمام باب العروس.. كي تعطيه للعريس كهدية مباركة وهي توصيه بابنتها
ممسكة بالكأس وقفت مريم برقيها المثير للأعجاب وبابتسامة أم لا تدري هل تفرح لزواج ابنتها أم تحزن للفراق…
مدت يدها لتشاي كي يتناول منها الكأس ويتجرع محتواه وهي تترجاه بصدق
" أوصيك بها خيرا… أوصيك بابنتي خيرا"
أعاد تشاي الكأس للصحن ثم أخرج من جيبه مظروفا احمرا ووضعه لمريم في الصحن وهو يؤكد بالإنجليزية
" فوق رأسي يا خالة لا تقلقي عليها"
ثم فتح الباب المغلق
في تلك اللحظة نست چويرية فرحتها… غياب أمها… شوقها لتشاي
واستولت على رأسها فكرة وحيدة… سيراها الكل الآن
أقارب تشاي من البلدين… أصدقاء ومعارف
الكل سيراها ويتمتم… " بالتأكيد لا تحبه وإلا ما كان وجهها بهذا الجمود"
" " طامعة ربما أو مُجبرة"
" أو ربما…."
قاطع فزعها المتزايد بأن اقترب منها وأخذ كفها البارد في كفه معلنا بالإنجليزية بصوت جهور ليسمعه الجميع
" تقتضي عاداتنا أن لا تكشف العروس وجهها طوال الحفل.. لذا سيظل الوشاح على وجهها"
ثم مال على چويرية هامسا بمكر
" اعتمد على جهل الحاضرين … سيظن الجانب الصيني اني اتحدث عن العادات العربية وسيظن العرب اني اتحدث عن الاخوة الصينين وفي النهاية لا مستفيد من الموقف سوانا"
في هذه اللحظة وفي هذه اللحظة فقط شعرت چو انها عروس و من حقها أن تفرح… وكالعادة هو من أهداها لها فقربت منه تبادله الهمس بمثله
" هل أخبرتك من قبل اني أحبك جدا"
التفت مقابلا لها واضعا ذراعيه حولها وهو يريح جبهته على جبهتها بخفة خوفا من أن يفسد وشاحها
" ولا مرة منذ أصبحت زوجتي.. جويرية تشانسي"
ابتسمت ابتسامة صغيرة جدا ولكن حقيقية كألف ضحكة
" احبك جدا… شحاتة تشانسي"
وقف جوارها ومد ذراعه كي تتأبطه… لتنظر چو امامها أخيرا وتري ما أخفوه عنها منذ الصباح
أمام الملحق… حيث الحوائط الاسمنتية التي تعلق عليها زوبا أكياس من البصل والثوم وقرون الفلفل المجفف… أصبحت الآن مغطاة بستائر حمراء ذات تطريز مكون من حروف ورموز صينية ذهبية… وبين الستائر الزهور الحمراء والبيضاء المرتبة بحرفية تخطف الأنفاس
همس تشاي
" أعرف أن الأحمر ليس لونك المفضل لكن كي نراضي الجانب الصيني"
قلطعته بصوت متهدج
" رائع يا شحاتة… كل شيء رائع ولا الأحلام"
ولم تكذب أو تبالغ… فالحفل كله كان حلم
تفاصيله كأنها لوحة غنية بالتفاصيل
تخبرها أنه فكر فيها وفيها وحدها
حتى وضع مقعديهما… كانا في زاوية خادعة… يظن الرائي أنه يراهما جيدا.. ولكن الإضاءة تلعب ببراعة كي تخفي وجهها كي تكون أكثر استرخاء
حتى ترتيب الأغنيات كان ما بين الصيني والانجليزي والعربي حتي انخرط الجميع بلا استثناء في الحفل
مال تشاي عليها مؤكدا
" لم اضع في ترتيب الأغنيات أغنية بطيئة حتى لا تضطرين للرقص وتصبحين محط تركيز الجميع"
بحب يكاد يبكيها كانت تتطلع فيه ولأول مرة تلحظ وجهه المرهق لما بذله من مجهود في إعداد الحفل
اقتربت سيدة صينية مهيبة عرفها تشاي لجو بأنها كبيرة العائلة لأنها زوجة عمه الكبيرة
اقتربت السيدة التي لا تتحدث الا الصينية وفي يدها صندوقا مزين بالزخارف والاحجار الكريمة بشكل مبالغ فيه لكن قيمته واضحة
تحدثت السيدة بابتسامة لطيفة… فترجم تشاي
" تقول افتحي الصندوق وضعيه على حجرك"
فعلت چو ما طلبت السيدة لتفاجئ بكل المدعوين من عائلة تشاي حتي والده يقتربون بأظرف حمراء ويضعونها في الصندوق ويحيونها بحبور
شرح تشاي
" هذا الصندوق عمره مئات الأعوام متوارث في العائلة… يضعون فيه للعروس هدية مادية وتحتفظ به العروس لليوم المئة ثم تعيده لكبيرة العائلة… تحتفظين به في غرفة النوم لأن الزخارف والأحجار الكريمة تزيد الخصوبة في اعتقادات الصينين من قدم الزمن"
رفعت ناظريها لأبيها واخواتها والمدعوين من طرفهم.. لتفاجئ بهم كذلك يحملون نفس الأظرف
عند موائد الطعام العامرة بألذ الأصناف العربية والصينية…وقفا عند طبق طبق وصنف صنف ينقدونه ويحللونه بالتفصيل الممل
وضع رضا واحدة من " الدامبلنج" المحشوة بالدجاج مستطعما ثم قيِّم
" رائعة ولكن لو ملوحتها أقل"
وضعت رامية واحدة في فمها وهي تهز رأسها شارحة
" أفهم قصدك ولكن اعتقد الملوحة تأتي من تركيز ملح الكرفس العالي"
ابتسم بإعجاب لفهمها وحرفيتها المميزة قبل أن يقرر فتح الموضوع الذي شغله لفترة
" ما رأيك يا بندورة لو وسعت مطعمي وأصبحت شريكتي فيه شراكة بالورقة والقلم"
اتسعت عينا رامية مأخوذة بطلبه… فهي قد تفهم أن يكون زوجا سخيا ويكتب لها إحدى أملاكه لكن أن يشركها في مطعمه الذي بناه على مر سنوات… مطعم تعرف جيدا انه جزء كبير من حياته وهويته.. فالمطعم بالنسبة لرضا ليس مكان عمل وإنما وطن مصغر بطابعه الشرقي ورائحة الوطن التي تفوح من حوائطه
لذا اجابت بارتباك
" لا يارضا... لا يمكن أن أقبل .. مطعمك…"
قاطعها
" مطعمنا ومطعم أولادنا بإذن الله… ثم اني سأستغل علمك وخبراتك كي نوسع المطعم ويصبح عالميا بإذن الله"
اجابت باقتناع
" حسنا سأعمل معك لكن بلا شراكة"
سأل بصوت ذي نبرة غير مفهومة
" لماذا؟"
أجابت غير مدركة لنبرته
" لأنك تعبت على هذا المطعم وحرام ان.."
صمتت لا تدري كيف تكمل جملتها… فأكملها لها
" حرام أن تأخذي نصفه في حالة الانفصال… لازلت تفكرين دوما في هذ السيناريو يا رامية"
صوته كان حزينا و لا تدري أن حزنه ليس لغضب وانما لأنه لم يستطع أن يزرع داخلها الأمان أن لا فراق بينهما بإذن الله
سبقها بخطوتين فسارعت تشده من كم بذلته راجية
" انتظر يا رضا بالله عليك لا تغضب… غصب عني يا رضا… "
سألها وهو يعرف الإجابة
" هل تنوين يوما الفراق يا رامية؟"
اجابت بصدق
" يوم تعود الروح لبارئها يا قلب رامية"
لم تكمل الجملة و لا تريد أن تزيد جرحه بمخاوفها " أو أن تقرر أنتَ الابتعاد"
لف ذراعه حول كتفها مؤكدا
" أطال الله في عمرك يا أحلى بندوة… من الغد سنبدأ التجهيز للمطعم الجديد وما بيدنا سوى أن ندعو الله أن يكتب لنا خير الاقدار"
جالسا على طاولته يلتقط أنفاسه بعد " دبكة" حماسية مع ناجي ورضا وغسان… انمحت الابتسامة عن وجه فاضل وهو يغض بصره مستغفرا وعلى بعد خطوات منه وقفت سيدة لم يتعرف على جنسيتها تبدو في أواخر الخمسينات وقد ارتدت فستانا خليعا غير لائق بالمرة
مظهر تلك السيدة الذي لا يليق بسنها مع لغة جسدها الفاضحة.. ذكرته بأخرى لا يجوز عليها سوى الرحمة
چيسيكا زوجة نزيه
لازال يذكر أول مرة رأها… يوم العيد… وقد ذهب مع نزيه وأصدقائهم في رحلة شبابية لمدينة سياحية ليوم واحد أو الأصح لبضع ساعات
جلس الشباب يومها على مقهي يأكلون ما معهم من شطائر في صخب وخفة
وحده فاضل انتبه لنظرات نزيه المعلقة بطاولة أخرى… جلست عليها سيدة شقراء ترتدي شورتا قصيرا وبلوزة لا تخفي شيئا..
تقزز فاضل من عريها الشديد … وتقزز أكثر لنظراتها المفضوحة لنزيه الذي كان دوما وأبدا وسيما بدرجة لافتة للأنظار ببشرة برونزية وأعين ملونة
لكزه فاضل يومها وهو يحدثه من بين أسنان مغلقة كي لا يلحظهم احد
" لا تقل ان مرضعة قلاون تلك لفتت نظرك.. غض بصرك عن الأثريات يا ولد"
لم يضحك نزيه أو يعلق حتى… كان لسبب لا يفهمه فاضل رغم مرور السنوات يتطلع في تلك السيدة بنظرة مبهورة معجبة … لذا حين لوحت له مشيرة أن ينضم لطاولتها… فاجئ الجميع بالاستجابة ليصدمهم أكثر بعض دقائق من جلوسه معها بأن أعلن لهم
" سأنضم لكم مساءا عند الباص"
الأصدقاء مزحوا وألقوا النكات المشاغبة و الموحية بما قد يفعله نزيه طوال النهار مع تلك السيدة… حتى فاضل الذي لم يعجبه الموقف لكنه تناساه وضحك مع أصدقائه وهو واثق أن نزيه المتلاعب بطبعه قادر على أن يلف هذه السيدة وألف منها حول إصبعه
لذا كانت الصدمة حين انتظره مساءً أمام الباص الذي سيقلهم لبلدتهم… ولم يأت
هاتفه فاضل بعد أن طال انتظاره وقد بدأ الأصدقاء في التملل وسائق الباص في الشكوى… فلم يجب
إلا أنه أرسل له رسالة
" ارحلوا أنتم … سآتي أنا غدا"
هاتفه فاضل هلعا وهو يرفض مجرد فكرة أن يترك أخيه وحده هنا ومع تلك السيدة الغريبة… فلم يجب إلا برسالة أخرى
" توقف عن الاتصال وارحل… قلت لك سأتي غدا"
وأغلق هاتفه بعدها كي لا يتلقى اتصالات أخرى
حين عاد فاضل ليلتها لعمته وزوج عمته اللذين لم يخلدا للنوم قبل أن يطمئنا على عودته هو وأخيه لم يجد سوى الكذب عليهما
" قابل نزيه مجموعة من أصدقاء الجامعة اللذين يسكنون المدينة السياحية وأصروا على أن يبيت ليلته معهم ويعود غدا"
يا ليته لم يكذب ليلتها على زوج عمته… ربما كان قد تمخضت أفكاره الحكيمة عن حل سريع لمصيبة لم تتأخر سوى أربع وعشرين ساعة قبل أن يعود نزيه للبلدة معلنا بسعادة في غير محلها
" تزوجتها وسأسافر معها للولايات المتحدة"
كل الأحداث بعدها كانت مثيرة لريبة الجميع… إلا نزيه
فالفيزا التي تتطلب شهورا طويلة كي تُقبل.. تلقاها نزيه في خلال أسبوع
وقبل أن يفهم فاضل ما يحدث.. كان نزيه قد رحل مع تلك السيدة التي لم يراها أحد من العائلة إلا فاضل يوم اللقاء ويوم ذهب ليودع نزيه في المطار
بعدما رفض زهير وعمته أن يذهبا للتأكيد على رفضهم الزيجة برمتها
لمسة على كتفه أعادته للزفاف
" ما بك يا فاضل… فيم تسرح بأفكارك!"
تطلع فاضل في فدا وفي نظراتها المهتمة ..ليمتلئ قلبه سعادة ورضا وهو يرى إشراق وجهها
" كنت أفكر أني قصرت في حقك حين وافقت أن لا أقيم لك عرسا معتبرا" ابتسمت له فدا ملاعبة حاجبيها بشقاوة
" لا تقلق سيدي الفاضل… إن شاء الله سأعد لابنتنا " بيبي شاور" يتحاكى به الجميع"
اتسعت عينا فاضل بصدمة وهو يسأل مستنكرا
" هل ستدعين الضيوف لاستحمام ابنتنا! لا يمكن أن أقبل هذا"
ضحكت فدا وهي تحرك سبابتها بـ" لا" حتى تمالكت نفسها وشرحت
" لا البيبي شاور احتفال قبل الولادة أصلا… لكنه احتفال كبير نعلق فيه الزينة و البالونات وندعو الجميع لكي يحضروا للحفل ويحضرون معهم هدايا للمولود"
هز فاضل رأسه رافضا
" لا لا أحب هذه الفكرة… أشعر وكأنها تحمل مقاطعة لمشيئة الله…"
حين لاحظ غياب الابتسامة عن وجهها سارع محايلا
" سنقيم نفس الحفل بإذن الله ولكن بعد ان تضعين المولود وتستردين صحتك أنت وهو"
هزت رأسها مصرة
" تقصد هي"
ضحك فاضل وهو يميل يمسك كفيها بين كفيه
" هو أو هي … يكفيهم فخرا أن امهم " أم النكد""
شهقة عالية من خلفه جعلته يلتفت لزوبا التي وقفت خلفه تضع يدها على صدرها سائلة بأمومة
" ماذا فعلت يا ولدي كي تناديها أم النكد… ماذا فعلت يا فدا انطقي"
بدا على فدا الخجل والإحراج أما فاضل فضحك بمبالغة وهو يقف مقتربا من زوبا
" لا يا خالة فدا حبيبتي لم تفعل أي شيء"
اما فدا فشرحت بحياء شديد
" هذا اسم تدليل فاضل لي"
عقدت زوبا ذراعيها متربعة وهي تنظر لفاضل بحاجب مرفوع.. ليهمس لها فاضل محايلا
" استري عليّ يا خالتي"
فتبدلت ملامحها ضاحكة لمنظر فاضل الخائف مؤكدة بتواطؤ
" سرك في بئر… مالم يعرف شحاتة"
شحاتة كان في عالم ثان …
أغلق شحاتة الباب خلف تهاني وزوبا ومريم.. آخر المودعات بعد وصولهم لشقة الزوجية التي اختلفت مع لمسة تشاي المتفائلة والممثلة في ألوان مشرقة للحوائط والاثاث
اول ما نطق به تشاي بعد صمت جليل من كليهما كان
" هل تظنين ان والدك قد يسأل غدا عن لالالا لالالا"
قالها وهو يغمز بعينه لجويرية التي أهدته ضحكة كتلك الأولى التي أهدته إياها لتخبره انه يختلف عندها عن العالم بأسره قبل أن تجيب
" بالطبع لا لن يسأل"
ليرد تشاي وهو يمد أصابعه يمررها علي رقبتها التي كشفها بعدما ازاح الوشاح عن وجهها
" جيد جدا… لأني احتاج علي الأقل أسبوعا في رقبتك فقط.."
ضربته بخفة على أصابعه وهي تهديه ضحكة أخرى ليصفق كفيه هاتفا
" الأسبوع نزل ليومين فقط"
ثم شدها من يدها لتلحق خطواته التي اتجهت لغرفة النوم معلنا
" تعالي أريد أن أريك شيئا"
وقفت چو بخجل انثوي قد لا يبدو منه سوى حركة كفها المتمايلة على فستانها وتشاي يخرج علبة مستطيلة من احد أدراج طاولة الزينة ويفتحه امام عينيها… لتسأل بتعجب
" ما هذا!"
كان أمامها شريطين من الحرير ظنتهم في البداية واحد لتماثل اللون الذي يشبه لون المحيط الرائق
أجاب تشاي مع غمزة أخرى
" هل شاهدتي فيلم " ****"
تخلي عنها البلانت افيكت وهي تهتف بصدمة
" شحاتة"
ضحك شحاتة مرددا
" وأنا اللي كنت فاكرك مؤدبة"
لتجيب بانتصار
" اللمبي ونوسة"
استغل الفرصة واحتضنها بحماس مهنئا
" برافو مدام تشانسي"
دفعته چو في صدره بخجل وهي تأمره
" لا تتهرب من الإجابة"
تبدلت الملامح المهرجة لأخرى رزينة وهو يشرح
" أعرف أنكِ متخوفة أن تخونك ملامح وجهك بالرغم من تأكيدي لكِ اني أجيد قراءتك كما نبض قلبي الذي ترتبك نبضاته فأعرف أنكِ قريبة…لذا أريدكِ مرتاحة وربما إن ربطت عينيكِ ستسترخين"
لم تنبث بنبت شفاه… فلو نطقت بكلمة … ستبكي ويتعالى شهيقها
لذا فقط مدت يدها وتناولت واحدة من الربطات و ربطتها حول عينيها ثم همست له بعشق
" سلمتك نفسي يا شحاتة"
نام ساكني البيت- الذي خلت غرفه من اثنتين من ساكنيه- في راحة وهناء… إلا هي
جلست لينة على طرف سريرها… تتطلع برهة في وجه والدها النائم علي السرير المقابل وبرهة في فستانها الذي خلعته وعلقته بحرص شديد تتمنى لو تحفظه في صندوق زجاجي كي تخلد فقط ذكرى شاريه… ذكرى نظراته لها اللية…. فقط نظرات
فعلى عكس ما توقعت… لم يتحدث إليها خالد إلا في أضيق الحدود وعند الضرورة
كأن يسألها عن تفصيلة تخص الزفاف الذي انشغل فيه كأخو العروس… أو يطلب منها مساعدة في حال انشغال تهاني وفدا وهذا ما أربكها ولكن لم يصدها عن الإعلان عن قرارها
لذا ما إن وصلت للمنزل مع غسان ووالدها وتهاني بعد توصيل چو وتشاي حتى أعلنت وعينيها لا تفارق وجه والدها الذي كان لايزال يخلع حذائه بينما تهاني التي كانت تبتعد لغرفتها تسمرت مع شدة لينة لذراعها كي تؤازرها
" أبي…أنا أوافق على الزواج من خالد"
صيحة فرحة من تهاني ومباركة سريعة من غسان… وصمت طويل ينطق شجنا من أبيها… جعلها تسارع إليه تلتقط كفه مؤكدة بصدق
" إن كنت رافضا يا أبي.. أرجوك اعتبر موافقتي كأن لم تكن"
رفع والد لينة كفه الحر مربتا على خدها بعينين رغما عنه امتلئتا بالدمع
" لا يا بابا بالعكس.. لقد أخبرت عمك غسان من اللحظة الأولى اني اشعر بموافقتك آتية لا محالة…لكن .."
صمت يحاول أن يبلع غصته
" لكن لا أتخيل كيف سأتركك ثانية وابتعد… مجرد التفكير يؤلمني جدا"
كانت لينة قد بدأت في البكاء بالفعل فأعاد والدها ربتاته المتتالية على وجهها مؤكدا
" لا يا قطعة من قلبي… لا تبكي … فأنا سعيد جدا لاختيارك.. خالد يبدو ومن اللحظة الأولى التي تحدثت اليه فيها حتى قبل أن أراه كرجل بحق يعتمد عليه ويؤتمن"
ثم أعرب عما يخيفه من تركها في الغربة لخالد
" ولكننا وحتى الآن لم نسمع رأي والدته… "
يحق له التوجس وهو يرى تعلق مريم بخالد ابنها الوحيد وهو لا يريد ترك لينة لحماة تبغضها بعد كل ما مرت به يريدها ببساطة أن ترتاح…. أن تسعد.
أجابت تهاني بصراحتها وتلقائيتها الغبية في بعض الأحيان
" لا تقلق يا عمي … بالرغم من أن خالة مريم نبع حنان واخلاق… إلا أن خالد في النهاية ليس بابن أمه كي يسير خلف رأيها مغمض العين"
كانوا أربعتهم قد تحركوا ليجلسوا في غرفة الاستقبال… حين اجابها والد لينة بتقطيبة
" لا يا بنيتي… وأنا لا اقبل أن تأخذ ابنتي ابن من امه وان تكون سببا للشقاق بينهما… كما ان اهالينا قالوا في الامثال" ابن امه… ابن مراته" هل تفهمين المعني يا تهاني!"
هزت تهاني رأسها بعد فهم… فاستطرد الوالد شارحا بكلمات بسيطة
" أعني من كان له خير في أمه التي أنجبته وربته بما يرضي الله…سيعامل الله في ابنتنا"
هزت تهاني رأسها بفهم وتقدير للغائب الذي قال لها يوما بصرامة " أنتِ غالية… ولكن ستر أمي في عجزها أغلى"
التفت والد لينة لابنته معلنا
" سأتحدث لخالد.."
قاطعته لينة بخجل وارتباك
" أرجوك يا أبي… دعني أنا أخبره أولا"
وها هي بعد ساعات من حديثها مع أبيها… تمسك بهاتفها بترقب… بارتباك.. بإثارة
تخشى أن تسأل… وتخشى ان لا تسأل
لذا وأخيرا طبعت الأحرف منادية
" يا مدير "
فلبى
" نعم يا شهزادي"
بحثت بسرعة عن معنى الكلمة قبل أن تبتسم بسعادة وخجل وهي تكتشف أن معناها أميرتي
ثم رفعت حاجبها بشقاوة وهي تقرر أن تحيره بلغتها كما يفعل معها فتطبع بالعربية
" هديتك لن تكون هدية وداع لأنني لم أعد قادرة إلا على القبول "
وأرسلتها ظنا أنه سيستغرق ساعات في الفهم كما حدث معها
لكنها لا تعرف أن مريم علمته قراءة العربية منذ الصغر كي يقرأ القرآن الكريم
لذا فزعت والهاتف ينطلق في رناته الصاخبة والتي كتمتها بسرعة قبل أن يستيقظ ابوها
ليلاحقها برسالة
" أجيبي على مكالمتي… أريد أن أسمع الموافقة منكِ "
لتحيب بسرعة
" أبي ينام في نفس الغرفة… سأوقظه بصوتي.."
لا تدري وهي تنتظر رده على رسالتها جالسة بتعقل.. أن المدير الرزين وقف في منتصف غرفته يقفز بجنون لا يصدق أنها قبلت أخيرا
حين غاب في الرد… طبعت بتوجس
" هل غضبت! هل تخاصمني كما فعلت في الحفل!"
ليجيب بسرعة محايلا
" شهزادي.. لا تتخيلي بعد موافقتك على الارتباط بي أن هناك ما قد يغضبني منكِ أو يفرق بيننا ثانية"
فسألت
" إذن لماذا لم تتحدث إليّ في الحفل إلا في أضيق الحدود!"
فأجاب
" خشيت أن يغضب مني والدك"
كم أسعدتها اجابته واحترامه لأبيها ليلاحقها
" سأتحدث لأبيكِ وغسان صباحا كي نأتي لطلب يدك رسميا في المساء"
كانت الفرصة متاحة في تلك اللحظة كي تسأله عن رأي أمه… لكن ما مرت به علمها عدم الاندفاع… علمها الصبر
لذا قررت أن تصبر حتى ترى ما إذا كانت مريم ستأتي مع خالد أصلا أم لا … وإن أتت … ستحاول أن تستشف رفضها أو القبول
صداع يضرب رأسها ولازالت دقات الطبول تدق في أذنيها…
جفاف شديد في حلقها… وهي تدرك أنها نسيت أن تشرب ولو جرعة ماء طوال يوم أمس
تشعر وكأنها مهددة بالسقوط من علو….
فتحت چويرية عينيها بتثاقل مؤلم لألف سبب… مضطرة حتى لا تسقط…
تسقط حرفيا….وهي تشعر بنصف جسدها معلق في الهواء والنصف الآخر يحاول جاهدا التشبث بالسرير
اعتدلت چو في نومتها لترى ما يحدث
على السرير … كان تشاي ينام فاردا ذراعيه ومباعدا بين ساقيه… فذكرها بنجم البحر " بسيط " صديق سبونچ بوب
وفهمت وهي تري الحيز الضيق جدا الذي كانت تشغله لتفهم سبب شعورها أنها ستقع
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وهي تبتعد بخفة شديدة لتغادر الغرفة كي تتركه يستكمل نومه دون أن تزعجه..فلا ذنب له أنها استيقظت بعد نوم ثلاث ساعات فقط
بعد حمام طويل … أعدت چو كوبا ضخما من النسكافيه وبضع من قطع البسكويت وحبتين من المسكن لتعالج صداعها
احتستهم بهوادة وهي تتصفح وسائل التواصل على هاتفها حتى فصل شحنه لتتذكر بنزق أنها نست أن تضع الشاحن في حقيبتها
سارت بخطوات هادئة جدا لتري ما إن كان تشاي قد شعر بغيابها واستيقظ لتجده لازال يغط في نوم عميق
فدخلت الغرفة بهدوء ترتب ما قد يكونا قد بعثراه أثناء ليلة أمس
تخضب وجهها حتى دون أن تتغير ملامحها… وهي تتذكر كيف كانت وكيف كان تشاي
لا تتخيل كيف انتزع برودتها وأسكنها دفئه في سويعات… كيف أن فكرة الرباط الذي ربطاه حول أعينهما … أعطاه تحررا لم تشعره من قبل … فكانت مع تشاي على طبيعتها دون أدنى اصطناع
لذا سعادته بها كانت خالصة… وسعادتها به كانت نابعة من قدرته على تخطي ملامحها وهي يرى دواخلها… بأعين مربوطة
بعدما رتبت غرفة النوم… انتقلت لباقي غرف الشقة ترتبها لتشغل وقتها
ثم انتقلت لتفريغ بواقي الطعام في حاويات " تابر وير" ورصصتها في الثلاجة لتعود وتجمع الاطباق المعدة للاستعمال مرة واحدة والتي وضعت فيها مريم العشاء باعتبارها" أم العروس" وجمعتهم في حاوية إعادة التدوير بينما باقي المخلفات في الحاوية العادية
دخلت لتستباعتبارإذا كان تشاي قد استيقظ… فوجدته على نفس الوضع..
كانت قد مرت ثلاثة ساعات كاملة منذ استيقاظها… لذا دبّ الملل فيها فقررت أن توقظه
تطلعت فيما ترتديه في المرآة… وقد كان فستانا صيفيا متعدد الألوان بلا حملات وقصير.. فستانا لا تجرؤ على ارتدائه كما تفعل الأجنبيات فاحتفظت به كي ترتديه لشحتوتي
وكي تكسر كل قواعد ملابسها الأحادية… ارتدت أساور ضخمة ملونة وعقد طويل ملون بنفس حبات الأساور…بل وطوق للشعر من نفس الحبات… ولا داع لتوضيح من اختار هذا " المهرجان"
غالبت جويرية بقايا خجل.. فبعد ليلة الزفاف لامجال للخجل
واقتربت من تشاي النائم تقبل خده بخفة شديد….. لم يتحرك كما تشاء ساكنا لها
في البداية ظنت أنه يلاعبها…لذا مالت طابعة قبلة أخرى… وثانية وثالثة أكثر قوة
وأخيرا بدأت بين قبلاتها تناديه بتململ … تحول لقلق وهي لا ترى منه أدنى استجابة
رفعت أصابعها المرتعشة تتحسس الشريان النابض في عنقه لتطمئن نسبيا لانتظام دقاته
وعادت تهزه وهي تناديه بخفة … وقد تحول القلق لخوف مرتعب وقد وصلت لاستنتاج وحيد
" شحاتة في غيبوبة"
بدأت دمعاتها في الهطول وهي تبحث عن سروالا وسترة تضعهما مع الفستان كي تنزل وتطرق باب الجيران وتتصل بالإسعاف
في نفس اللحظة تعالت رنات الانتركوم … جرت جويرية اليه لتقابلها زغرودة طويلة من زوبا هاتفة
" مبروك يا عرسان"
لتسمح چو لقلقها أن ينفجر في دموع وهي تهتف
" الحقيني يا خالتي"
لا تدري زوبا كيف قطعت درجات السلم في أقل من ثانية بيديها المحملتين بأكياس الطعام
حين رأت وجه چو الصامت إلا من دموع منهمرة
" صرخت
" ماذا جرى!"
لتهتف چو وهي تأخذ ما بيد زوبا كي تدخل لغرفة النوم
" شحاتة… لا يستيقظ… أظن به خطب"
تسمرت زوبا في منتصف الطريق لغرفة النوم…والتفت عائدة للصالة كي ترتمي على أول مقعد وهي تضع كفها فوق قلبها معلنة
" سامحك الله يا جويرية قلبي يكاد يتوقف"
لازالت على هلعها سألت چو باستنكار
" ألن تفحصيه يا خالتي؟"
ضحكت زوبا ساخرة
" لا يا حبيبة خالتك… لن أفحصه … البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل"
زاد غيظ چو من زوبا وعادت تسألها
" يا خالتي هل ستجلسين هكذا دون أن نطمئن على شحاتة!"
رسمت زوبا ملامح الجد وقد حان دورها لتسأل
" هل جربت تبديل البطاريات… أو ربما نسيت ملء الزمبلك…. تعرفين مدى رداءة المنتج الصيني"
وحين لاحظت أن چو على وشك فقدان وعيها وقفت زوبا ثانية واتجهت لغرفة النوم وقبل ان تدخل التفتت لچو سائلة بحاجب مرفوع
" هل ابني مستور او …"
فأجابت جو بسرعة وحرج
" نعم بالتأكيد"
لتأخذ زوبا آخر خطواتها قبل أن تصل لجانب السرير حيث وقفت چو منذ دقائق
لتعلن كخبير أثري يشرح مومياء
" إذا لم يكمل نوم ثمانية ساعات على الأقل… يكون الاستيقاظ مهمة صعبة ولكن سأريكِ الحل"
مالت زوبا أمام أعين چو المترقبة على شحاتة وبكلتا يديها بدأت تهزه بعنف هاتفة
" شحاتة… شحاتة… استيقظ … سامحك الله أفزعت عروسك"
عروسه كانت على وشك فقد الوعي من الطريقة الغير آدمية التي تتعامل بها زوبا مع " جثة " تشاي… فلقد اقتنعت أخيرا انه لا يمكن أن يكون من الأحياء ولم يستيقظ بعد كل هذا
كانت زوبا لاتزال تهز تشاي بنفس القوة وهي تشرح
" تشاي نومه ثقيل جدا جدا… سامحينا لخداعك"
كان تشاي بدأ أخيرا يهمهم… فهتفت جو مشفقة عليه
" اتركيه يا خالتي لقد استيقظ"
ضحكت زوبا ضحكة شريرة مؤكدة
" إياكِ أن تقعي في ذلك الفخ فتلك الهمهمة لا تعني شيء بالمرة… عليكِ سماع كلمات واضحة من بين شفتيه كي تتأكدي من استيقاظه… وحتى بعد أن يحادثك.. يجب أن ينهض من السرير أمامك وإلا سيعود للنوم…"
أخيرا صرخ تشاي بغضب طفولي
" كفى كفى… جسمي امتلأ بالكدمات ارحميني"
لتدفعه زوبا في كتفه بغيظ
" تهذب يا ولد عروسك ستقول أني لم أجيد التربية"
في هذا اللحظة وأخيرا فتح تشاي عينيه مرددا "عروسي"
وقف تشاي الذي كان جثة منذ دقائق فوق السرير مفتعلا الغضب
" لماذا أتيتِ يا زوبا… ألم نتفق أن تتركي لي الملبن لأسبوع على الأقل"
لتحرك زوبا شفتيها يمينا وبسارا مستهزئة
" جئت كي أوصل لكما طعام الصباحية فوجدت عروسك منهارة يا ابن وانج…لقد أفزعتني وهي تصرخ في الانتركوم… والله قطعت الخلف من " الخضة" لا تنتظر مزيدا من الإخوة"
كان تشاي قد نزل من على السرير ووقف أمام چو الجامدة ظاهريا ولكن داخليا تسب اليوم والساعة التي وافقت فيها على الزواج بذلك المورستان المتنقل المدعو شحاته وأمه
وقف تشاي أمامها يمد لها وجهه و خاصة خده سائلا
" أين قبلة الصباح؟"
قبل أن تجيبه چو .. نزلت الوسادة فوق رأسه من زوبا المغتاظة
" انتظر حتى أرحل يا ولد"
وبالفعل تحركت خارجة من الغرفة تتبعها چو التي بدأت تستفيق من هذا العرض الصباحي
" انتظري يا خالتي لا ترحلي"
لتؤكد زوبا وهي تفتح باب الشقة
" لا يا حبيبتي سنأتي غدا… أما الآن فسأرحل قبل أن يطردني زوجك"
التفتت جو لشحاتة كي يؤكد على أمه الدعوة..، لتجده يلوح لها مودعا بحماس مبالغ فيه… حتى غادرت زوبا فعلا
اقترب تشاي من جو أخيرا وقد اكتست ملامحه بالجدية
" أنا آسف ان افزعتكِ حقا"
هزت چو رأسها بأن لا مشكلة فأكد
" أرجو من الله أن تتحملي عيبي المزعج هذا"
فأجابته بكلماته التي يرددها لها دوما
" أنت كامل في نظري يا شحاتة"
تبدلت ملامح الجد لملامح أخرى مغوية وهو يسحبها من كفه خلفه معلنا
" طالما اتفقنا… تعالي لنعود ونبحث عن رباط العين.. ونعود لاستكشاف الملبن بتمهل"
" اللهم لك الحمد"
مهما رددها لن يوفي الله حق حمده…على ما يراه الآن…
بل على ما رآه ولمسه من اللحظة الأولى التي خطى فيها على الأرض الاسترالية
عائلة غسان … من كبيرهم وحتى صغيرهم يعاملون ابنته وكأنها واحدة منهم بلا أدنى تفرقة
وما يراه اليوم … دليل على ذلك
فمنذ هاتفه خالد مستأذنا للحضور مع والدته كي يطلبا يد لينة رسميا.. وبيت غسان الذي لم يكد يهدأ بعد زيجة چو.. انقلب رأسا على عقب ثانية
تهاني تنظف وترتب … فدا تصفف للينة شعرها… وجويرية لا تتوقف عن الاتصال
حتى غسان خرج وعاد محملا بالحلوى والمشروبات
شعر والد لينة أخيرا بالراحة والطمأنينة وهو يتأكد أنه سيترك ابنته لعائلتها هنا وأنها أبدا لن تكون وحيدة في غربتها
مع تمام الساعة السادسة… وصل خالد ومعه مريم بهالة الرقي التي لا تتبدد من حولها أبدا
انخرط الجمع في الحديث عن حفلة چو وتشاي وكيف كانت كمهرجان ثقافي متنوع
وبعد حوالي انقضاء ربع ساعة أعلنت مريم بلغة عربية فصحى التي تعلمتها ككل أبناء بلدها في المدرسة
"لقد أتيت مع خالد ابني لطلب لينة للزواج… فما رأيك يا أبو لينة؟"
حاولت لينة قراءة ملامح مريم.. هل هي موافقة حقا أم تميل للرفض أكثر….
لكن ملامحها لم تنبئ عن شيء… بدت محايدة بطريقة مغيظة
فأجاب والد لينة بهدوء ورزانة
" والله يا ست مريم لن نجد خيرا من خالد لنأتمنه على لينة…"
ابتسمت مريم ابتسامة صغيرة مهذبة
" سعيدة بموافقتك بلا تردد خوفا من اختلاف الثقافات والطباع"
توتر الجو للحظة.. لأن جملة مريم بدت وكأنها طريقة غير مباشرة للإفصاح عن رأيها هي…
فلم يجد والد لينة بدا من السؤال
" وهل أفهم من ذلك أنكِ مترددة لزواج الأولاد خوفا من الأسباب التي صرحتِ بها؟"
هزت مريم رأسها بخفة نافية وهي تؤكد
" لا داعي للتردد بكل تأكيد…. لأني على يقين أن لينة لن تخالف أيا من عاداتنا وتقاليدنا الباكستانية!"
عمّ الصمت وجملتها تربك والد لينة … هل عليه التصديق على كلامها أم النفي!
لكن مريم لم تدع مجالا لارتباكه ان يطول وهي تشرح
" وأول العادات التي لا يمكن ان اتنازل عنها.. هو " الجهازية dowry”
أي أن تدفع لينة لخالد … مهره"



سبحانك اللهم وبحمدك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-11-21, 12:44 PM   #1303

لولا عصام

? العضوٌ??? » 424393
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » لولا عصام is on a distinguished road
افتراضي

رووووعه جدا تسام ايدك ..عودا حميدا

لولا عصام غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 01:20 PM   #1304

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 124 ( الأعضاء 26 والزوار 98)




‏موضى و راكان, ‏rashid07, ‏زهرة الشتاء المتقطع, ‏Rasha.r.h, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏ياسمين ♥, ‏mayna123, ‏nadjou, ‏شيرين الحق, ‏زهرة البربر, ‏sara_soso702, ‏آية العيسوي, ‏Maryoma zahra, ‏ميساء عنتر, ‏Alali, ‏نونني نوننا, ‏نجود المصري, ‏Mummum, ‏زهره الربيع2, ‏لولا عصام, ‏زهرة الاقحو, ‏Heba Abdallah, ‏dr kareem, ‏DrWalaa, ‏Mero Mor





تسلمى يا شيمو فصل جميل ملىء بتنوع الثقافات و العادات بين الأقطاب المتزواجة وخصوصا مهر خالد





هههههههه



التعديل الأخير تم بواسطة موضى و راكان ; 17-11-21 الساعة 01:41 PM
موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 01:52 PM   #1305

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

جميل يا شيموو تسلم ايدك حبيبتي فصل زي العسل زيك يا جميل

Mummum غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 02:34 PM   #1306

هبه سمير

? العضوٌ??? » 432070
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 172
?  نُقآطِيْ » هبه سمير is on a distinguished road
افتراضي

مبهجه ومفرحه وصانعة سعاده حقيقي ياشيمو تسلم ايدك

هبه سمير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 04:38 PM   #1307

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

تحفة يا شيمو الفصل تحفة كالعادة❤️❤️❤️
كده تخضينا على شحتوت؟🥺
انا عايزة مهر خالد بالدولار معلش .. الواد صبر كتير ولازم يتعوض🤝
نزيه ماضيه مشرق وحاضره مشرق ومستقبله مشرق، لدرجة ان مشرق ذات نفسه تاب وهو لسه🙂
تسلم ايدك يا شيمو❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 06:35 PM   #1308

sara_soso702
 
الصورة الرمزية sara_soso702

? العضوٌ??? » 325067
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 375
?  نُقآطِيْ » sara_soso702 is on a distinguished road
افتراضي

شحاتة وأمه دول مسخرة وربنا
هيا لينة كمان اللى هتدفع المهر ايه العادات المنيلة دى


sara_soso702 غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 07:18 PM   #1309

نهى حمزه
 
الصورة الرمزية نهى حمزه

? العضوٌ??? » 422378
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » نهى حمزه is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسلم ايدك استمتعت جدا بالفصل ومريم عاد لينتقم هى نبهته لاختلاف العادات وتقريبا عاوزه تعرف هى الى اى حد هتستحمل عشانه وما يكونش خالد هو الطرف المعطاء فقط ننتظر باقى الحكايه وشكرا جدا فصل تحفه

نهى حمزه غير متواجد حالياً  
قديم 17-11-21, 10:39 PM   #1310

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

تشاى وزوبا والله عسسل الله يعينك ياجو على البضاعه الصينى😍😍😍😍

Omsama غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.