آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-20, 07:03 AM   #141

لولو عماره

? العضوٌ??? » 398438
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 103
?  نُقآطِيْ » لولو عماره is on a distinguished road
افتراضي


بعيدا عن عنوان الروايه الجذاب ده شكلها هتبقى روايه جامده أنا كنت فاكره إنها مش هتبقى حلوة زى سلسله بيت الحكايات لكن شدتى جدا عاوزة أعرف إيه أللى حصل بين جويريه و فدا و مامتهم و شهيده دى كمان أنا كرهتها من الأول كده لله ف لله... بالتوفيق دايما ياااااارب



لولو عماره غير متواجد حالياً  
قديم 20-06-20, 02:48 PM   #142

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف مبرووك الرواية الجديدة يا شيمو 😍😍💜

المقدمة و الفصل الاول رووعة و حماس نعرف تكملة القصص 💃

غسان و رواية وولادهم
جويرية و تهاني و فدا و عبدالله
عبدالله واضح ان روعة بتربيه على انه الولد على 3 بنات و الاهتمام زياادة اووي 😐😐😐
جويرية و تهاني مختلفين في اللبس عن فدا و مختلفين في الحركات و الاسلوب
فايه اللي يحصل لفدا عشان المعاملة تبقى كدا ؟؟!!

شهيدة فظيعة و الغرور و الكبر لسه مالي قلبها بعد السنين دي كلها بس فاضل مش هامه غير الشغل و الفلوس عشان اخوه ؟؟!!
بس ايه اللي هيحصله ؟؟!!

خالد و تشاي و حاجات حلوة بتظهر اهي 😂😂😍
مستنية اعرف عنهم اكتر
متشووقة جددا للجاي 💃💃😍😍


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
قديم 21-06-20, 01:57 AM   #143

ام يوسف عامر

? العضوٌ??? » 472521
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » ام يوسف عامر is on a distinguished road
افتراضي

الف الف الف مبروك يا شيمو و بداية جامدة كالعادة

ام يوسف عامر غير متواجد حالياً  
قديم 21-06-20, 02:03 AM   #144

ام يوسف عامر

? العضوٌ??? » 472521
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » ام يوسف عامر is on a distinguished road
افتراضي

ايه ده يا شيمو الفصل جبار و امهات السلسة صعبين كده ليه بس روعه الاحداث جاذبه و جميله تسلمي

ام يوسف عامر غير متواجد حالياً  
قديم 21-06-20, 10:25 AM   #145

omnia Hisham

? العضوٌ??? » 460949
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » omnia Hisham is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة رائعة ومشوقة الي أقصي حد
نحتاج لمعرفة دواخل كل حكاية وابطالها
اشرقت الانوار
ف انتظارك على الدوام


omnia Hisham غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 08:31 AM   #146

Dndn997
 
الصورة الرمزية Dndn997

? العضوٌ??? » 403025
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 138
?  نُقآطِيْ » Dndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond reputeDndn997 has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك الروايه الجديده
بدايه رائعه غامضه فدا وجويريه فهمت أنهم خوات وبينهم مشكله أعتقد بسببها راويه بتنفر من بنتها ؟؟
شهيده بين خروجها من البلد ولقائها بفاضل سنوات ؟؟
لو كانت أي يعني صاله المغادره ماكانو بنفس السنه مثل وداع العم لفاضل
متحمسه للبارت الجاي
بانتظارك ياجميله


Dndn997 غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-20, 02:20 PM   #147

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
بداية قوية و موفقة جداً يا شيماء
عائلة غسان المتضمنة فدا و جويرية و تهانى و عبد الله الطفل و سبب النكد فى الفصل الأول راوية و السيد غسان و وضح جداً أن سبب مشكلة العائلة خلاف وقع قديماً و تركه غسان يكبر و يستفحل و كانت ضحاياه زهراته البنات .
العائلة التانية عائلة فاضل و شهيدة و اسم مش على مسمى تركت ابنائها و فضلت حياة الغربة و بريق الغربة عماها عن احتياج ابنائها لوجودها إلا عفيف و هو ابن من سيدة اخرى .
قلمك مبدع و مميز يا شيماء و شهادتى فيكى مجروحة و إذا كان لك ظروف خاصة تحتاج مننا المتابعة و التعليق فأنا ألتمس منك العذر لو تأخرت فى قراءة الفصل لظروف تخصنى و لكن وعد إن شاء الله أتابع معك الرواية بإذن الله .


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


قديم 24-06-20, 10:07 AM   #148

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 24-06-20, 12:52 PM   #149

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


(أين ذهب الناس؟ لما الشوارع مهجورة بهذا الشكل!! )
ضحك ناجي علي ضيق فاضل البادي في كلماته شارحا :
(ضواحي سيدني تختلف تماما عن بلادنا... هنا نادرا ما ستري شخصا يسير في الشارع بلا سيارة.. ولا توجد محلات منفردة أو مكاتب... كله إما في الأسواق التجارية أو حول محطات القطار.)
وفعلا ما ان دخل ناجي بسيارته لشارع قريب من محطة القطار حتي رأي فاضل بعض الحياة في ذلك الشارع ، وإن كانت لا تقارن بمدننا العربية ..
ولكن واجهات المحلات القليلة لاتشبه محلات بلادنا علي عكس الظن فواجهات المحلات التي مرا بها كئيبة جامدة .
أين تلك المحلات من المحل الصغير علي أول شارعهم !! محل قديم ولكن النظر إليه يبث فيك الطمأنينة بما يحمله من ذكريات حلوة .

لف فاضل بجسده مبتعدا عن نافذة السيارة ومواجها لناجي يتطلع فيه... لم يختلف ناجي كثيرا عن أي مرة رآه فيها من قبل علي مدار السنوات الفائتة وكأنه لا يكبر .
لازال علي نفس اناقته بتيشرت اسود وبنطال اسود چينز.. طوله الذي يقل عن فاضل بضع سنتيمترات وجسده الرياضي الذي لا يشي بسنوات عمره الخمسين وتصفيفة شعره الفضي الشبابية تجعله يبدو أحد نجومي السينما
والأهم لباقته في الحديث ولغته الإنجليزية المنغمة والتي اكتسبها بعد عمر في الغربة .
تذكر فاضل تعليقات قريباته المستترة عن ناجي كلما أتي للزيارة والمستنكرة ان رجلا بكل تلك الاناقة يعمل في عمل بسيط من وجهة نظرهم كسائق شحن !!
وتذكر فاضل طيبة ناجي واحتوائه له ولنزيه ، فحين كان ناجي يعاملهما بالحسني واللين في أول زياراته... كان يسمع تعليقات الجميع أنه يفعلها لأجل شهيدة .
ليثبت كذبهم وناجي يتقرب من فاضل ونزيه ويضعهما في موضع الأبناء ، وعلي الرغم من ان فاضل ونزيه لم يتمكنا يوما من إشراك احد في مكانة والدهم الطيب... إلا ان لناجي مكانة عظيمة في قلوبهم.. تماما كمكانة زهير زوج عمتهم .

(متي انفصلت عن شهيدة؟!!)
سؤال فاضل صدمه ... ولكن ناجي يتميز بشهادة الجميع بثبات انفعالي لا يهتز بسهولة... لذا أجاب بصراحة :
(بضع سنوات تقريبا .)
اتسعت عينا فاضل البنية مصدوما متمتما :
(بضع سنوات !!!)
ثم استطرد بعدم تصديق :
(ظننتك ستقول بضعة اشهر أو بالكثير سنة !!)
وبدون مواراة أو تحريف عاد يسأل :
(وما الذي جعلك تستمر كل هذه السنوات؟ وكيف حدث الانفصال ولازلتما علي العلاقة الطيبة التي اري؟ وهل...)
قاطعه ناجي بابتسامة مشاغبة :
(يابني اسكت قليلا ودعني ارد .)
صمت فاضل ليدع ناجي يجيب تلك الأسئلة التي تدور في عقله منذ الامس دون توقف .
خبط ناجي بأصابعه المتمسكة بعجلة القيادة بالتتابع ليصدر نغمة تشبه احدي أغنيات بلاده الشعبية الشهيرة... وعينيه المثبتة علي الطريق ... ترسم ادعاء يظن انه من طول ما ادعاه... ربما يصبح يوما حقيقة .
(ما جعلني استمر كل هذه السنوات هو اني انا من جلبتها لهنا... ليس لها سواي ولم أكن لأتركها دون حامي حتي وإن اكدت هي أنها لا تحتاج لواحد ، أما كيف حدث الانفصال ، فصدقني بالتراضي بيننا بلا ادني مشكلة أو خلاف... بالعكس بمنتهي الرقي والتحضر .)
يحب فاضل المواجهة ، يري ان أسلوب اللف والدوران ليس من شيم الرجال... لذا عاد يسأل :
(لا أتصور شهيدة مع الرقي والتحضر .)
سارع ناجي بضيق :
(بالعكس... شهيدة متحضرة وراقية وعلي مستوي عال من الثقافة ، لكن ككل البشر بها بعض العيوب .)
صمت ولم يكمل " القاتلة"
لم يرد فاضل علي الفور... بل أخذ بعض الوقت يراقب سيدة شابة ترتدي فستانا صيفيا قصيرا وتدفع عربة أطفال وتسير جوارها طفلتها التي ترتدي فستان مشابه .
وأخيرا ألتفت لناجي بعزيمة ورجولة لا علاقة لها بمشاعره الخاصة تجاه امه :
(وقد حميتها انت لسنوات... والأن انا هنا بالرغم من كوني لن اتفق معها ابدا... ولن أكون ذلك الابن الذي تتخيله هي وترسمه في احلامها... لكني أحميها برموش عيني وأخبئها بين ضلوعي... ولذا فأنا اري ان وقت الانفصال نهائيا قد حان .)
تأكد ناجي مما توقعه طوال معرفته بفاضل ، فذلك الجالس جواره ليس مجرد شاب في الخامسة والعشرين... فاضل رجل بحق... فاضل هو الابن الذي تمناه ولم يحصل عليه .
فاضل... هو تلك الشوكة التي ستزرع في خاصرته حتي يضطر لإفساد صورة وهمية اختار العيش بين خطوطها .
حين طال الصمت ... سأل فاضل بنفاذ صبر لا يخلو من الاحترام :
(متي؟)
ليجيب ناجي بضيق يحتكم بصدره وهو يشد مقدمة سترته بغل :
( سنري .)

*****************
وصل الرجلان لمطعم " رضا" ليُعرّف ناجي فاضل علي صاحب المطعم بعدما اتفق معه ان يوفر لابن زوجته عملا بسيطا كحمال للخضار والفاكهة وأي أغراض ثقيلة كل صباح .
لا يدري لما حين اخبره ناجي عن رضا تخيله رجلا في السبعين من عمره... عجوزا طحنته الغربة والشقاء وهو ما خالف الواقع تماما .
كان رضا رجلا في بدايات أو منتصف العقد الرابع من عمره... يميل لقصر القامة فلا يتجاوز طوله المئة وستين سنتيمتر.. ويبدو كما لو أنه لم ير التعب والهم يوما في عمره .
بصوت صاخب ولكنة ثقيلة صاح رضا مرحبا :
(يا اهلا وسهلا بإخواننا من "..." )
ثم صافح فاضل بقوة جاذبا إياه لحضن رجالي ....وبدأ في ثرثرة لا تتوقف ... ولأول مرة منذ حضر لتلك البلد... ضحك فاضل لكل كلمة ومزحة رماها رضا .
(ستبدأ العمل من الغد... عليك ان تكون هنا في الرابعة والنصف صباحا وستنتهي حوالي الثامنة ... وكما اخبرت ناجي ما ان تحصل علي الشهادات الصحية اللازمة للعمل في المطعم ... كشهادة الإسعافات الأولية وغيرها... بإمكانك العمل بدوام كامل... ربما تجد شغفك في الطبخ مثلي ... كما....)
بالرغم من اعجابه برضا... شعر فاضل بدوار من جمل رضا المتلاحقة... وببعض التوتر والأخير يعلن :
(والأن لتقابل المدير العام ورئيس مجلس الإدارة... إن لم يوافقا ....)
ورفع يديه لأعلي باستسلام مصطنع
دخلا لدهاليز المطعم ذي الطابع الشرقي الدافئ... الذي لن ينكر فاضل أنه وقع في حب كل ركن فيه من اللحظة الاولي... ثم اتجها للمطبخ الواسع...وفي نهاية المطبخ ركن اعجبه جدا .
طاولة شرقية أرضية... حولها كراسي منخفضة وامامها تلفاز يعرض مسلسل باب الحارة .
وعند الطاولة جلست سيدة عجوز ترتدي جلبابا بلديا كالذي ترتديه عمته... فلف عنقه بكفه يمنع غصة استحكمت من كثرة الاشتياق .
(يا المدير العام... يا رئيس مجلس الإدارة... هل توافقان علي العامل الجديد؟)
راقب فاضل بترقب نظرات السيدة العجوز ورجل لم يلحظه في البداية يجلس علي اريكة جانبية وحوله كثير من الأوراق .
ضرب ناجي رضا علي كتفه بفظاظة :
(ياغليظ توقف عن إرباك الشاب... لا تقلق يافاضل تلك امنا الحاجة لُطف وهذا غسان مدير المحل وصديقي انا ورضا .)
صاح رضا بينما وقف غسان بوقار وابتسامة طيبة ترحب بفاضل كي يصافح الأخير :
(وشريكي في المطعم بنسبة عشرين بالمئة .)
علي عكس توقع فاضل... تأفف غسان مما قال رضا... فهمس له ناجي " سأخبرك فيما بعد"
أما العجوز فرفعت حاجبا تسأل بنبرة مشدودة ساخرة :
(ابن شهيدة؟!!)
توتر فاضل وإن لم يبد عليه... وهو يلمس في نبرة الام عدم استلطاف لامه !!
شرح ناجي مبتسما :
(لأمك شهرة عالمية .)
وقبل ان يجيب فاضل أو يستفسر... ألتفت الجمع علي صوت عال جدا رفيع يهتف :
(غسان ..لقد أتيت لكي اري ماذا تفعل بك لُطف وكيف تعذبك يا حبيبي .)
كانت شابة طويلة مبهرة بملابسها الملونة وشعرها الطويل وملامحها الشرقية الفاتنة !!
حوقل غسان لدخول تهاني ... أما الحاجة لُطف أم رضا.. فقد تبدلت صرامتها لابتسامة واسعة .
بعد لحظات من الهرج والمرح ... ألتفتت تهاني لفاضل المنتحي جانبا... لترسم علي وجهها نظرة متغنجة مصطنعة جدا وهي ترقق صوتها :
(آووه لا لا... من هذا الوسيم!!)
واتبعتها وهي تلعب بشعرها بطريقة مبالغ فيها جلبت الضحكات للمكان.
(ما اسمك يا وسيم وكم عمرك فأنا ابحث عن عريس .)
ألتفت فاضل لناجي يسأله العون ... فرفع ناجي كفيه لأعلي باستسلام مستغرقا في الضحك .
(اسمي فاضل وعمري خمسة وعشرين عاما .)
تأففت تهاني وملامحها تنقلب بطفولية مغتاظة وهي تعلن :
(لما كل الوسماء أصغر مني سنا؟؟)
ولتزيد الموقف غرابة وجنون ألتفتت لناجي :
(قلت لك ... تخلص من تلك الحيزبون شهيدة وتزوجني .)
فجأة عم الصمت في المكان ... وكان اول الناطقين هو فاضل الذي ربع ذراعيه أمام صدره يخبر تلك المجنونة مجاريا إياها في مشاغباتها :
(نسيت ان أقول اني فاضل.. خمسة وعشرون عاما... وأبن الحيزبون.)
**************
كانت لازالت تضحك حين سحبها والدها لغرفة التخزين ليحظيا ببعض الخصوصية ، ووقف أمامها متربعا منتظرا ما ستقول بعد ما حدث بالأمس..

(وكيف تنوين التعرف علي العرسان الاربعة؟)
اجابت تهاني بنفس الحماس :
(سأذهب لبلدنا واتعرف علي أبناء عمومتي عن قرب و....)
قاطعها حينها غسان بصرامة قلما استعملها معهم :
(علي جثتي... ان فعلت هذا لا تعودي .)
ساد بعدها جوا من الهرج في البيت بين تهاني وغسان وراوية ، اما فدا فقد سحبت عبدالله من كفه ودخلت لغرفتها كي تبتعد عن أي مشاحنات .
وجويرية كعادتها جلست تشاهد العرض كاملا... تنتظر نتيجة مدروسة...
فبين صياح تهاني الطفولي :
(يا ابي ارجوك لا تحرمني فرحة انتظرتها طوال عمري..)
وأخري مدعية الغضب :
(والله يا ابي ان فاتني قطار الزواج ستكون انت المذنب ...)
وما بين زئير غسان الذي لو ركزت أمها قليلا لانتبهت لقمة الادعاء فيه وهو يصرخ :
(سأتبرأ منك إن فضحتني بين أهلنا بتلك الطريقة الفجة .)
وصلت تهاني أخيراً لما أرادت وخططت مع اعلان راوية المتخوف من خلاف بين الاب وابنته :
(حسنا ... سأذهب معها .)
وكانت هي بالضبط النتيجة التي اراداها وخططا لها كلا من غسان وتهاني والهدف... إبعاد راوية عن فدا .

لذا سألها غسان برجاء خفي ... فبالرغم من اعلان راوية الموافقة بالأمس الا ان غسان ظل متوجسا ان تعود عن عرضها
(هل تظنينها ابتلعت الطعم؟!!)
تعرف تهاني دون الحاجة لتوضيح عن أي طعم يتحدث ، فحين عرضت تهاني منذ شهور علي والدها فكرتها ... اعجبته وقرر مجاراتها في خطتها .
رفعت تهاني الهاتف لأبيها يري رسالة من راوية ..
" اذا كنتِ لازلتِ مصرة علي السفر... سآتي معك... فقط اتمني ان اراك في بيت زوجك ... واخشي غضب ابيك عليك يا حبيبتي ."
لم يكن خفيا علي أي من افراد عائلة غسان نية تهاني واصرارها ان تتزوج من أبناء عمومتها في بلادهم...
لذا لفترة طويلة كانت الوحيدة التي تتواصل مع عائلة ابيها... بل ووصل الأمر لإنشاء صفحة علي الفيس بوك للعائلة فقط تترأسها هي .
وفي النهاية حصرت أبناء العمومة في اربعة شباب... الأقرب شبها لأبيها في العائلة التي تتكون من ثمان اعمام وخمس عمات .
(ولكني اخشي من تلك الرحلة كلها .)
اعرب غسان بعدما قرأ رسالة زوجته عن مخاوفه لابنته التي اجابت بسرعة وإصرار :
(ابي ارجوك... فدا بحاجة لرحيل امي وابتعادها... فدا بحاجة للتنفس يا ابي... والمسمار بحاجة للانحناء قليلا والاندماج .)
استحكمت من غسان غصة وضيق لحال ابنته وزوجته المتأزم... ولكن ذلك لم يثنيه عن التأكيد :
(انا خائف بنيتي عليك انت ..)
ضحكت تهاني مستنكرة وكأنها فتاة حديدية لا يمكن ان يصيبها مكروه ... وهذا أكثر ما يخيف غسان في تهاني ..
(اخشي علي من هي مثلك انكسار القلب يا صغيرتي... انت حياة هذه العائلة ولمسة الفرح الوحيدة فيها.. ماذا سيحدث لنا ان انجرح الفرح .)
ابتلعت تهاني تأثرها بكلمات ابيها ... لتجيب بشجاعة ومشاغبة :
(من سيجرحني يا غسان؟ أقول لك اربعة شبان نسخة طبق الأصل منك .)
ربت علي خدها وهو يبثها بنظراته أسباب قلقه... قبل ان يؤكد بجملة :
(شكلا يا صغيرتي... يشبهوني بالقالب والله الأعلم بالقلوب .)

****************

في صباح الاثنين
دلكت جويرية ما بين حاجبيها تطلب من الله الصبر والعون وسعة الصدر... وإفقادها الرغبة الشديدة في قتل تشاي تشانج .
فمنذ ما يقرب من الأسبوعين وهو يحضر كافة محاضراتها... يجلس كطالب مجتهد في أول صف.. ينقل كل كلمة تقولها أو تكتبها... ويسأل ويناقش...ولازالت ابتسامته الواسعة علي شفتيه .
لقد سمعت دوما ان الصينين هم أقل الشعوب ابتساما ... اذن من اين له هذا؟!!
وهو أصلا ليس بطالبٍ في قسمها... أو في أي قسم !!
تشاي تشانج مسئول عن الشباب في جامعتهم ، مسمي تنزل تحته كل التفاهات التي كرهتها طوال حياتها... الأنشطة .. الرحلات.. المخيمات وغيرها مما يضيع وقت طلبتها ويجعل مهمتها صعبة .
هكذا رأت وظيفته قبل الأسبوعين الماضيين حين طلبها رئيسها والدكتور المسئول عن رسالتها... لتكتشف عمقا أخر لتلك الوظيفة .
ما إن دخلت مكتبه حتي كادت ان تسب بالإنجليزية والعربية وهي تري تشاي جالسا أمامه ... يتطلع فيها بابتسامته المغيظة !!
دون مقدمات اخبرها دكتور شنايبر :
(أحد طلابك يا استاذه منسي... اسمه كريستوفر ...ما معلوماتك عنه؟)
تربعت جويرية ودون أي اختلاف علي وجهها ولغة جسدها يخبرهم بشعورها الحقيقي اجابت :
(طالب مهمل... غير ملتزم بالحضور أو بتقديم المقالات المطلوبة منه... لذا سيرسب لا محالة في مادتي .)
اختلفت هيئة تشاي المسترخية وهم واقفا يدافع بكل قوة :
(أستاذة منسي ... الأمر ليس بهذه السهولة ولا كريستوفر بهذا السوء... كريستوفر يعاني مشكلة...)
هيئاتها التي لا تختلف اغاظته جدا وهي تعلن بلامبالاة وصوت شديد الهدوء :
(مشكلته... ليست مشكلتي .)
قبض تشاي علي كفيه بغيظ شديد نطقت به ملامحه فحسدته !!
اشتعل صدر جويرية حسدا لتشاي وهي تري ملامحه تتحدث... تهتف... تصرخ صراخا يصم الأذان !!
(يا أستاذة منسي... كريستوفر يعاني مع حرب ضروس مع الإدمان وعلينا مساعدته .)
ظن تشاي مع تصريحه أنها ستهتم... ستبدي حتي ولو فضولا... ليفاجئ بنفس الجملة وبنفس النبرة والهدوء !!
(مشكلته...ليست مشكلتي .)
علي ملامحه رأت الغل المخيف حتي شعرت ان نظراته ستقتلها... فلم تمنع نظرة تسل من المرور مرور الكرام بعينيها ..
ما به؟ ماذا يحدث له أمام تلك الباردة ؟!!
هدأ كل غضبه وغيظه منها... وعقل تشاي وجوارحه توبخه ... كيف يغضب من تلك اللذيذة الغامضة؟!!
استغل انشغالها للحظة بالاستماع لرأي الدكتور شنايبر ... ليتأملها..
يتأمل ملامحها الثابتة ومع ذلك يري فيها ألف معني !!
يتأمل عينيها الجامدة... ولمعة العسل فيها تصيبه بالثمالة ..
قصة شعرها التي تكشف عن عنق طويل... يجعله يتساءل ...تري هل تسمح له ان يأخذها في موعد... يراقصها ... ويغمر انفه في ذلك العنق يتشمم رائحة عطرها!!
(سيد تشانج؟ هل انت بخير؟)
تساؤل دكتور شنايبر المفزوع... جعله ينتبه أنه مال للأمام كمايكل جاكسون دون ان يدري مقتربا منها ..
انتبه واعتدل ليبتسم مداريا احراجه :
(يبدو ان الاذن الوسطي عندي تصيبني بعدم اتزان .)
ثم عاد للذيذة يسألها بهدوء متناسيا ما يعتمل فيه :
(ارجوك يا أستاذة منسي... كريستوفر يدرس في الجامعة بمنحة... اذا فقدها مع سقوطه ستكون صدمة قاسية للعائلة كلها... انت لم تقابلي عائلته ..لا تدري كيف سينظرون اليه؟ سيسقط من نظرهم للابد .)
لا يدري تشاي أنه مع كلماته ذكرها... ذكرها بمن لم تنس يوما ..
بطفلة تسقط من نظر عائلتها... وتنهدم ... ولا احد قادر علي ترميمها ..
لذا بنفس الملامح الثابتة... حكمت علي بعض خلايا عقلها بالإعدام غيظا من الموافقة علي التواجد في محيط تشانج وهي تعلن :
(سأنتظرك في فصلي سيد تشانج بدلا من كريستوفر حتي يعود... تسجل دروسه وتشرحها له ... حتي اذا ما عاد لم يفقد أي من دروسه .)

وكما الحال منذ ذاك اليوم ... جلس تشانج في الصف الأول رافعا يده مقاطعا شرحها :
(لا أفهم تلك النقطة أستاذة منسي .)
لتجيب بأسنان مغلقة وهي تعدل بذلتها الرسمية :
( اكتبها دون فهم سيد تشانج .)
أما هو فللأسف ... مفقود بين حنايا بذلتها السوداء الحريرية وعطرها الخفيف يصله في الصف الأول .
انتهاء ساعة الدراسة كانت ما رحمها من تأمله... لتخرج هاربة من لزاجته ..
أما هو فسارع خلفها لير مشهد ابدا لا يُدخل السرور لقلبه ، وذلك الذي لا يعرف له اسما ولا صفة ينتظرها ... ليأخذها للغداء .

****************
(إذن فقد نجحت توني في اقناع والدك بالسفر للبحث عن عريس؟)
هز خالد رأسه بيأس من شقاوة تهاني التي لا تتغير... منذ كانوا أطفالا
وحلمها الابدي ان تتزوج من بلد وعائلة ابيها رجل يشبهه .
توني وچو ... اختصارا لجويرية وتهاني... اختصارا فُرِض عليهما حين اتيا ... فلم يستطع زملاء المدرسة ولا حتي المعلمين نطق الاسمين بطريقة سليمة... مما ادي لتنمر وتندر علي اسميهما طوال الوقت .
اجابت جويرية وهي تهز كتفيها بلا مبالاة :
(طلبت منك الفتاة ان تتزوجها راضية أنك لاتشبه ابي... انت من رفض .)
بشرة خالد السمراء وعينيه السوداوين برموش كثيفة وشعره الأسود الناعم ... كلها ملامح ورثها من ابويه الباكستانيين... وبرغم جاذبيته الشديدة إلا أنه يختلف عن ملامح والدها الذي ينتمي لاحدي الدول العربية ... بعيون عسلية فاتحة وبشرة بيضاء .
ضحك خالد علي ما قالت... ثم لاعب حاجبيه بنظرة غواية مفضوحة:
(من أحببتها ترفضني كل يوم .)
تحكمت جويريه بملامحها لترسم نظرة غواية تحاكي اختها علي وجهها وهي تفرد كفا ناعما علي رقبتها :
(لا تخجلني يا خالد ارجوك .)
وضحك خالد بينما جويرية ترمي عنها ملامح لم تعد تشبهها.. وان ظل شبح ابتسامة متلاعبا علي شفتيها .
وكلاهما غير منتبه لتشاي الذي حضر خصيصا للمقهى عله يفهم علاقتهما ، لتصيبه رجفة تأثر بما فعلته جويرية .. اتبعها إحساس بغيض بخيبة الأمل... ان فرصة التعرف علي اللذيذة خانته .
لقد حاول لأشهر تكذيب نفسه ان لا علاقة بين جويرية وذلك البغيض ولكن نظراتها المتدلهه في حب البغيض منذ لحظات ... تبدد الأمل !!

******************

(إذن لم تستمع لرأيي وأخذته ليعمل مع رضا؟)
الغيظ في نبرة شهيدة واضح وهي تضع الاطباق بأصنافها المختلفة علي الطاولة... تجاهل ناجي الرد فقط ليسأل بدهشة :
(متي تسني لك عمل كل تلك الأصناف؟!!)
اجابت شهيدة وهي تربت علي ظهر فاضل بحب :
(لم اذهب اليوم للمحل... لكي اطبخ لفاضل وجبة يحبها .)
فشهيدة بعد سنوات من العمل ليل نهار في كل مهنة قد تجدها... استطاعت افتتاح محل ملابس محجبات خاص بها ، محلا صغيرا لكن ربحه عال خاصة مع اضافتها ملحقا لأعمال الخياطة بالمحل .
لم يجد فاضل رداً مناسب علي ما قالته شهيدة... وحتي وإن وجد... فلن يقوله .
لذا ابتسم ابتسامة مجاملة مزيفة لكنها ارضتها خاصة وهو يسألها :
(لم تخبرينا سبب رفضك عملي مع رضا ؟؟)
جلست شهيدة في كرسيها المعتاد... ذلك المقعد الملاصق لمقعد ناجي
كانت علي عكس هيئة الأمس... ترتدي بنطالا رياضيا ورديا مطاطيا وبلوزة بيضاء بلا أكمام .
اغتاظ فاضل داخليا من تلك العلاقة العجيبة... خاصة وهو يري ناجي يسترق النظرات لشهيدة وقرر أنه لن يطيل الصمت علي هذا الوضع الغريب !!
ان أراد الاستمرار فليعودا فورا... أو ينفصلا نهائيا .
(لا احب أبناء تلك البلد ولا أفضل عملك أو تداخلك معهم .)
بنفس التزامن... وضع كلا من ناجي وفاضل معلقتيهما في الطبق وإن اختلفت ملامح فاضل المندهشة عن ملامح ناجي المغتاظة :
(لكنك لم تمتنعي عن الزواج من واحد من تلك البلد... تتحدثين عن اهل بلدي وكأننا يهود إسرائيل والعياذ بالله !!)
اعتدل فاضل في كرسيه ... يراقب متعجبا وهو يري لأول مرة شهيدة ترتبك وتسارع مبررة كلماتها... ويدها تلتف حول عضد ناجي .
(لم اقصد ... لا تحاسبني علي الكلمة كالعدو المترصد ، كنت اعني اني لا احب رضا ولُطف وذلك الغسان .)
زم ناجي شفتيه ولم يجبها... وهي !!
هي لم تزيح يدها من فوق عضده ...إلا حين تحدث فاضل :
(ولما لا تحبين رضا والحاجة وعم غسان؟!!)
كشرت شهيدة وجهها وهي تسترق النظرات لناجي :
( لا احبهم وكفي .)
حوقل ناجي قبل ان يجيب شارحا :
(تعتقد ان الحاجة لُطف أو غسان يريدونني ان اتزوج ابنته .)
بدا عدم التصديق علي وجه فاضل الذي لم يتوقع ذلك المبرر السطحي ولكن تمتمة امه الخافتة بغل هو ما قلب المائدة !!
(مجموعة افاعي حسبي الله فيهم .)
وقف ناجي بطريقة مفاجئة خوفا من ان يرتكب جناية... فبدت شهيدة مشتتة وكأنها لم تخطئ للتو ... خاصة مع اعلان ناجي وهو يلملم هاتفه ومفاتيحه :
( سأذهب يا فاضل وسآتي لاصطحابك لمطعم رضا في الرابعة حتي تحصل علي رخصة قيادة .)
هتف فاضل بسرعة متحرجا :
( لا ... لا داع للاستيقاظ ....)
قاطعه ناجي بصرامة ابوية :
(بعد ما قالته امك... لن اتحمل مزيدا من المناهدات...لذا.. اسكت .)
ابتسم فاضل لناجي وهو يضع كفه علي صدره ورأسه بالتتابع ، أما شهيدة ففي خلال محادثتهم البسيطة كانت قد حضرت حاويات بلاستكية بكل الأصناف التي حضرتها .
وقفت شهيدة أمام الباب بعدما وضعت اسدالها تودع ناجي في جراچ البيت وتعطيه الحاويات :
(خذ هذا الطعام حتي ما ان شعرت بالجوع وجدت ما يسد رمقك حتي تأتي غدا .)
تناول ناجي الحاويات ووضعها في سيارته... ثم نظر خلفها يبحث عن فاضل ليجده قد اختفي داخل المنزل .
اقترب ناجي من شهيدة حتي شعر بحرارة جسدها تصله خلف اسدالها... فيهمس لها بصوت محترق :
( بنطالا ورديا يا شهيدة ؟ هل اردت فضحي أمام ابنك؟!! )
بجراءة يعرفها فيها... فردت شهيده اصابعها تتحسس عضلات ذراعه بلهفة :
(اشتقت يا ناجي... اشتقت حتي احترقت ... عد لي ... انا شهيدة اطلبها منك..)
ثم صمتت للحظة لتستشف آثر كلماتها عليه ، قبل ان تزفر بحرارة وهي تقترب من ذراعه تقبله بحركة سريعة وإن لم تفتقد الاثارة :
(انا شهيده... اطلبها منك ان تعود... انا... اترجاك ..)
للحظة لم يتحرك ناجي ولم يجيب... فتسارعت نبضات قلبها وهي تحلم بأنه سينظر لها ويعلنها ببساطة " انا عائد معك لغرفتك ... الأن"
لذا غصت وغاص قلبها وهو يردد بلهجة قاسية :
(انا شهيدة ! قلتيها مرتين.. وأكثر من خمسة انا انا انا ..)
وبحركة نافرة دفع كفها عن ذراعه وكأنه مشمئز من لمستها ، اغتاظت شهيدة وقد سقط قناع الدلال...فوقفت في مكانها تقبض راحتيها بغل وغضب لاحظه ناجي... يعرف أنها متكبرة معتدة بنفسها لا تتخيل رفضه لها .
فصاح وهو يتحرك بسيارته مغيظا :
(تصبحين علي خير يا" انا شهيدة")


أما فاضل ... فما ان تمدد علي سريره حتي راجع برضا مجموعة الآناس المميزين اللذين تعامل معهم اليوم .
ناجي.. رضا.. الحاجة لُطف.. العم غسان
و.....
"تهاني"
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة وهو يتذكر تلك المجنونة المنعشة ، قبل ان يغمض عينيه ارسل رسالة واحدة لمتلقيين .
" تصبح علي خير يا أخي" واحدة لعفيف وأخري لنزيه .
ولكن صوت خطوات امه التي تتحرك بغضب لم يفهم له سببا في ارجاء البيت منعته من النوم !!
وفي ظلمة الغرفة التي احاطته بسكينة كئيبة.. تفحص محتويات الغرفة علي الإضاءة الخافتة المتسللة من الشارع المنير .
لقد اعدت له امه الغرفة علي احدث طراز شبابي ، خزانة ملابس ممتلئة بملابس من كافة الماركات... تلفاز مسطح ضخم علي الحائط ... وعدة أجهزة رياضية .
ابتسم ساخراً .
(وماذا ياتري في كل هذا ترينه يا ست شهيدة يعوضني عن سنوات بعدك... عن تخليك عني وعن اخي ولأجل ماذا !!!
ياليته لأجل ذلك الرجل الشهم الذي تزوجتيه !! فحتي هذا سقط منك سهوا ولم تتمكني من الحفاظ عليه؟!! لأجل ماذا ؟!!)
*****************

أخر نفسه قدر المستطاع حتي لا يحتك بها أو يتحدث اليها ، ليس لأنه لا يريد ... فالله وحده أعلم كم يشتاق لأن يتحدث اليها ..
يشاركها كافة همومه ..
خوفه علي تهاني وقلبها الأخضر من يابسا يصيبه ...
خوفه علي جويرية من وحدتها التي لم تدركها بعد ...
ولكن كيف يشاركها همه وهي أكبر همومه ، يخشي عليها من مغبة الظلم ، ما إن دخل البيت حتي رأها تجلس في انتظاره .
يعرف أنها في انتظاره حتي وإن انكرت هي .
" السلام عليكم ورحمة الله"
رمي غسان السلام بصوت خفيض بعدما لاحظ ان غرفة فدا وعبدالله مغلقة... أي انهما خلدا للنوم .
ألتفتت راوية بوجه مغلق ترد السلام بمثله ، كانت مجروحة منه ... ربما للمرة الاولي خلال فترة زيجتهما كاملة .
أن يهجر فراشهما لأول مرة وينام علي الاريكة !!
لماذا؟ فيما اذنبت كي يفعل كل هذا !!
لم تدر ان صوتها كان عاليا مسموعا له ... إلا وهو يرمي هاتفه ومفاتيحه بغل علي الاريكة ... ليصيح بأسنان مغلقة :
(سؤالك في حد ذاته ذنب.. وأنت لا تدركين أو تغضين الطرف عما تفعلين )
لم تحتج لتوضيح وهي تفهم ما يرمي غسان اليه ... لذا وقفت أمامه معلنة بتحد وغيظها لأن غسان يميل كل هذا الميل لكفة فدا يؤجج نارها :
( والله لو أتتني ابنتك زحفا علي ركبتيها لن تلق مني إلا نفس المعاملة.)
في هذه اللحظة شعر غسان وكأن كل ما به من همومه يصارعه للتحرر بشكل صفعة لتلك الحمقاء التي أغلقت عقلها وقلبها عن الفهم .
ولكنه لم يفعلها... بل وقف أمامها يقبض راحتيه ويبسطهما ويستغفر قبل ان يلتفت ليدخل غرفة نومهما ... يلتقط بيجامته ولحافا ووسادة ، ثم يعود لحيث تقف راوية عند الأريكة .
ارادت ان تسأله وتطالبه ان لا يبتعد ... لا يهجر فراشهما... لكن شيئا اسمه فدا ألجمها .

***************
علي سريرين متقابلين في شقتهم الصغيرة في المدينة ... استلقت جويرية وتهاني ..
تهاني تتحدث مع أبناء عمومتها علي تطبيق الفيس بوك... تضحك علي المزحات المتبادلة بينهم و تشاركهم المزاح .
هي ليست حمقاء أو متسرعة... لذلك لم تلمح ولم تقبل أي تلميح بأي عاطفيات بينها وبين أي منهم .
تريد ان تذهب هي اليهم ... تراهم في عقر ديارهم... كيف يتعاملون مع اهل بيتهم ... ما هي طموحاتهم... وغيرها.
الخطوة صعبة ومقلقة... فمن بين صديقاتها من العرب أو حتي المغتربات من غير العرب... العديد ممن تزوجن من بلادهم ليكتشفن بعد الزواج ، أنه زواج لأجل الفيزا والسفر .. وليس لأجل الحب .
وربما لهذا هي متحمسة للزواج بتلك الطريقة... ببساطة هي تريد الزواج.. لا الحب .
" الحب ليس لتهاني"
هكذا تردد دوما لنفسها...الحب ليس صنعتها ..
الحب لمن يهوون تعذيب الذات... لمن يهوون الجرح والسهاد
هي خلقت للمرح... خلقت لزواج قائم علي العقل ... ولتأت العاطفة فيما بعد .

أما جويرية ... تقرأ كتابا ممتعا عن... الفيزياء الكمية
وعقلها يعود لكلمات الاحمق تشانج ..
" مع سقوطه ستكون صدمة قاسية للعائلة كلها... انت لم تقابلي عائلته.. لا تدري كيف سينظرون اليه؟ سيسقط من نظرهم للأبد"
ومع العودة لذلك التشانج عاد لها شعوراً بالحسد والحقد علي ذلك السخيف!!
سخيف لأن وجهه وجسده وحتي نبرة صوته ... قادرة علي الحديث ولها لغة !!
لغة تأسرها وتجعلها بالرغم من كراهيتها له ... إلا أنها تريد سماع لغته ولمسها...

ألتفتت الفتاتان لبعضهما في نفس اللحظة بدهشة ، قبل ان يزحف اللون لوجه تهاني وهي تخبئ وجهها براحتيها ... بينما تقول جويرية بملل:
(ها قد بدأنا سيمفونية كل ليلة ..)
ومن خلال الجدران وصلتهما صوت الآهات الحارة من شقة الجيران سألت تهاني بخجل فطري :
(تري ماذا يفعلان بالضبط ؟؟)
رفعت جويرية حاجبها لتقول بلهجة تلونت بقليل من المرح :
("الفاجرة" التي تركض وراء أي مذكر مطالبة إياه بالزواج لا تعرف ماذا يفعلان بالأعلى !! دعيني اخبرك اذن قبل سفرك .)
وعلي ذكر سفرها رفعت تهاني نظرات جاده قلما تستخدمها تواجه جويرية وتسألها :
(هل ستستغلين فرصة ابتعاد راوية وتحاولين الاقتراب؟)
لم تجب جويرية ... لأنها لا تريد قطع الوعد ..
فالاقتراب مرهق جدا لها ..
ليس لعدم الرغبة منها! لا والله فهي لا تتمني سوي الاقتراب... ولكن...
تمتمت بصوت خفيض :
( ألا يكفيها إثقالنا كلنا عليها !!!)


***********************
عاد أبو سهي من عمله ليجد أولاده متربعين ارضا حول التلفاز يشاهدون فيلما أمريكيا..
أما سهي فجلست عند الاريكة التي ينام عليها عفيف... تقطع له الفاكهة وتطعمه بتأن وأمومية لا تتناسب مع فارق السن الذي لا يبلغ سوي ست سنوات .
جري أولاده اليه حتي سهي بترحاب شديد ما إن دخل البيت...أما هو فما ان فرغ من السلام علي أولاده حتي اقترب من عفيف مداعبا رأسه الحليق بسبب العلاج الكيماوي الذي يتلاقاه لإصابته بسرطان لعين:
(كيف حالك اليوم يا بني؟)
ابتسم الصبي ابتسامة حزينة ولم يرد إلا بإيماءة ضعيفة .
بحث أبو سهي عن أمها بعينيه متعجبا ان لا تكون في انتظاره كالعادة !! ولكن عذرها وهو العالم بمدي تأثرها لسفر فاضل ... فدخل هو الي غرفتهما بحثا عنها .
(إن لله وإنا إليه راجعون...ما بك يا فريال؟ الغائبين بخير؟)
هزت فريال رأسها تحاول مغالبة دمعها وهي تجيب بصوت مختنق :
(نعم يا زهير.. فاضل ونزيه بخير حال حمد لله... لكن...)
وعادت للبكاء دون قدرة علي الاستطراد... اقترب منها بلهفة يغمرها بين ذراعيه ويحتوي نهنهاتها ..
فبالرغم ان زواجهما كان تقليديا جدا... إلا ان حبهما الذي نمي بعد الزواج من حسن العشرة وطيبها... جعله يري فيها معشوقته التي تغني بها الشعراء وتري فيه الرجل الأوحد في الدنيا .
(لا حول ولا قوة الا بالله... استحلفتك بالله يا فريال ان تخبريني !!)
هدأت فريال قليلا وهي تحكي من بين شهقاتها :
(اتتني اليوم أم بسام وأم عفت للزيارة ... وبعد لف ودوران وتحرج شديد .. فكما تعرف هما عشرة عمر وأكثر من الاهل... افصحتا عما يدور في البلدة .)
ابتعد زهير للخلف ليسأل بتوجس
(خيراً ان شاء الله ؟!!)
انفجرت فريال ثانية في البكاء بحرقة قبل ان تشرح :
( تقولان ان اهل البلدة يتحدثون عن ميلة بخت سهي وأنها لن تجد من يرضي بها الأن في بلدتنا التي يعرف أهلها خطبتها علي ابن خالها... والذي كان يعيش معها تحت سقف واحد .)
غلت الدماء في عروق زهير وهو يبتعد عن فريال ضاربا كفا بكف :
(لا حول ولا قوة الا بالله... مقطوع لسان من يتحدث عن ابنتي أو عن فاضل بسوء ... فوالله ان لم اكن أثق في ابنتي ثقة عمياء... فثقتي بمن ربيته أكثر من ثقتي بنفسي .)
وقبل ان تجيب فريال قاطعها زهير بوجه غير الوجه وقد احزنه واغضبه حديث الناس عن ابنته :
(اسمعي يا فريال... اياك والسماح لأي مخلوق بهذا الحديث ثانية... ابنتي مصونة في بيتي حتي يبعث لها الله برزقها أو ان تظل في بيت ابيها ليوم الدين...
الزواج رزق والله هو الرزاق... توكلي علي الله ولا تجعلي للشيطان معك طريقا .)
ثم ترك الغرفة وخرج لغرفة مكتبه... ليخلع عنه رداء الصلابة... ويقف بين يدي الله مستغفرا متذللا
(يا الهي انت الاعلم اني فعلتها لأجله ولأجلها... لأجله كي يتزوج هناك ولا يقع في الذلل بحجة الاحتياج لأنثى ...ولأجلها حتي لا تنتظر وتنتظر ليعود لها يوما بدافع الواجب لا بدافع المحبة...
إنما اشكو بثي وحزني اليك يا ارحم الراحمين)
وختم ابتهالاته بركعتين بنية فك الكرب... وسلم امره لله.


انتهي الفصل الثاني

noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 24-06-20, 01:03 PM   #150

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 4 والزوار 11)
‏mayna123, ‏shymaa abou bakr, ‏sara_soso702, ‏فاطمة زعرور


mayna123 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.