آخر 10 مشاركات
201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          215 - لعبة الحب والحياة - بيتانى كامبل - مكتبة مدبولى ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-20, 04:56 AM   #191

tahra taiaa

? العضوٌ??? » 418725
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » tahra taiaa is on a distinguished road
افتراضي


شهيدة مغرورة ولا تستحق ناجي.
فدا اليست ابنة راوية لا أفهم الغموض الذي يحيط بهما.




tahra taiaa غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-20, 01:29 PM   #192

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

حاسة ان الرواية حتكون خارجة عن المألوف ...تسلم ايدك شيمو

ماما حسوني غير متواجد حالياً  
قديم 27-06-20, 01:42 PM   #193

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the black star مشاهدة المشاركة
والله يا شوشو زي ما قالووا انا خفت بالله عليكي فرحينا
وعايزاكي تعرفي انك من المفضلين عندي وبجد قلم مميز
سلمت يداك
لا ياحبيبتي ماتخافيش خالص🥰🥰🥰🥰


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 27-06-20, 01:44 PM   #194

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tahra taiaa مشاهدة المشاركة
ذكرتني تهاني بشقيقتي الصغرى منذ ان كانت في العاشرة وهي تتحدث عن رغبتها في الزواج وفعلا تزوجت في الثامنة عشر هههههه.
هههههههههههه بنتي كانت كده بس بطلت حاليا.


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 28-06-20, 09:18 PM   #195

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تهاني شخصيتها حلوة و مجنونة 😂😂
متوقعة ان هيكون لها مغامرات لما تسافر بس هتلاقي شبيه ابوها ولا هترجع ؟؟!

غسان و تهاني فكرتهم انهم ييعدوا رواية عن فدا ....
فدا لسه الغموض كله و ايه اللي حصلها بس مش المفروض رواية امها ؟!!!
طب ليه المعاملة دي ؟!!

نقدر نقول ان جويرية لقت في تشاي حاجة تجذبها يا ترى دي بداية ولا تشاي هيغير طريقه بسبب خالد ؟؟!

فاضل بدأ رحلته في سدني فايه اللي هيقابله مع رضا و غسان ؟!
و الاهم مع شهيدة الانانية ؟!


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
قديم 01-07-20, 10:59 AM   #196

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 01-07-20, 01:01 PM   #197

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث




بعد شهر

" ياقلبي لمين اشكي وحظي بهالدنيا ناسيني
ماعاد عندي صبح ومسا ضاعت ايامي وسنيني
ولحني صار جفا ياسيوف البعد ما تعز فيني
الملح ع الجرح... الملح ع الجرح
الملح ع الجرح مايحرق هذا الدوا لا يشفيني"
ذلك الموال يوجعه... يقلب عليه وجع الغربة بحق
يهاتف عفيف كل يوم ويراه في محادثات علي الانترنت ... لكنها لاتغني عن الواقع... ولايدري كيف يكتفي بها الناس؟
هو يفتقد ان يربت علي كتف أخيه... يساعده في الجلوس.. يطعمه ان انهكه التعب.
ففاضل لا يريد صورا وتسجيلات بأهم الاحداث والنقاط التي تمر في حياة أحبته
هو يريد تلك المواقف الصغيرة والاحداث التي تبدو للناظر تافهة ... ولكنها في الحقيقة هي ما يشكلنا
هي ما تشكل أخيه وهو بعيدا عنه...
حين ولد عفيف .. كان فاضل في الحادية عشر من عمره.. وحين توفت والدة عفيف كان فاضل في السادسة عشر وعفيف ابن الخامسة.. أصبح همه الوحيد
لم يرغب فاضل يوما ان يمر عفيف بمشاعر اليتم التي مر هو نفسه بها... فأتت علاقتهما مميزة عجيبة
حتي ان نزيه كان دوما يسخر منه مطلقا عليه لقب " أم عفيف"
والآن وصغيره في أمس الحاجة له... يضطر ان يتركه.... وقعها عليه كان قاسما
" يعلم الله يا عفيف ... اني لم ابتعد الا لاجلك انت فقط"
فما أضطر فاضل وأجبره علي السفر هو غلاء تكاليف الدواء التي كانت تأتي علي الأخضر واليابس من مدخراتهم ... حتي مع مايرسله نزيه من مساعدات.
وبالرغم من ثقل روحه لكنه راض عن النتيجة التي بدأت في الظهور بالفعل وأخيه يبدأ العلاج الكيماوي لعلاج سرطانه اللعين
وبالرغم من ان ذلك العلاج يفقد عفيف قوته ... لكن ثقته بالله انه سينجيه عظيمة

شهر هو ما مر عليه في تلك الغربة التي لم يتأقلم معها او يتقبلها بعد...ولكنه يعيشها يوما بيوم
الأيام الاولي كانت الأصعب... بعدما تعلم المفيد عن مواعيد وسائل النقل العامة كي يريح ناجي من توصيله هنا وهناك
في تلك الأيام الاولي... كان فاضل يقف علي محطات الأوتوبيس او محطات القطار... فتصيبه حالة من تبدد الواقع... يشعر وكأن الواقع حوله مجرد فيلم ... يشاهده من امام شاشة عرض
ولكنه لن ينكر ان تلك الحالة بدأت في التراجع مع تعرفه علي زملاء العمل من الشباب المغتربين من كل مكان في السوق التجاري الضخم الذي يعمل فيه
" زملاء عمل يا فاضل"
عاد له صوت رضا في المرة الوحيدة التي تحدث فيها بتلك الجدية والصرامة... ليفاجئه بملامح غامضة مؤكدا
" اياك يا فاضل ان تعتبر كل عابر سبيل في الغربة صديق.."
وحين سأل عن سبب حرقة رضا تلك .. عرف ان خلفه حكاية موجعة...
فرضا منذ وصل لإستراليا لم يكن له سوي صديق واحد وهو ناجي... وتعود معرفتهما لصلة قرابة بين العائلتين
ولكن رضا بطبعه الحلو جمع حوله الأصدقاء من كل الجنسيات
وبقلب مفتوح وطيبة نقية... يساعد هذا ويقرض ذاك المال
ولسنوات كان هؤلاء الاصدقاء يقدرون ما يفعل... ولكن ذلك لا يمنعهم من التملص من رد الديون
اما هو... فلم يسأل ولم يهتم ... وحين ينهره ناجي ..يجيب
" حسناتي قليلة دعها تزيد بالعفو والتغافل"
ولكن ذلك العفو والتغافل هو ما ساقه لأقسي صفعه في حياته
للحق ليس رضا وحده من خلفه حكاية وقصة... لقد عرف في خلال ذاك الشهر ان أغلب المغتربين خلفهم حكاية وقصة
ومن هنا أيضا...اتت محاولاته المضنية للتعايش مع شهيدة
فبالرغم من كونه لن ينكر ذلك الحاجز الصلب من طرفه ناحيتها رغم محاولاتها المستمرة تخطي هذا الحاجز... الا انه ادرك مع الوقت ان وجودها هنا وما يوفره منذلك الشعور بالأمان ... ان " عندك شخص في تلك البلاد الواسعة إن مرضت سيطببك... إن مت سيسعي لدفنك"
خنقته أفكاره اكثر واكثر مع نغمات الموال الحزين تتردد في الخلفية... فزاد من المجهود العضلي عل ارهاقه ينسيه

توقف فاضل عن حمل صناديق الفاكهة الثقيلة وهو يري سيارة غريبة تدخل للجراج الخاص بمطعم رضا في تلك الساعة المبكرة جدا... فلم تكن الساعة قد تعدت السادسة الا ربع
نسي ان يوقف الموال المنطلق من مكبر الصوت خاصته وهو يقترب عدة خطوات من السيارة في انتظار رؤية سائقها ومطالبته بالرحيل... ليفاجئ بنزول فدا منها علي عجالة
حين اخبروه ان اخت تهاني الصغيرة تعمل معهم في المطعم ... استبشر خيرا ان تكون اخت تهاني في نفس خفة دمها ومرحها الذي تضفيه كلما أتت لزيارة المطعم
ليفاجئ بسحابة سوداء تسبب له ضيق تنفس كلما نظر إليها
دوما في ملابس الحداد بالرغم من كونه تأكد ان بيت غسان ليس به عزاء
دوما مطرقة الرأس لاتبتسم ..
لقد رأي اختها الكبيرة چويرية ورأي ملامحها الباردة... ولكنه لايزال يراها افضل من تلك التي تسحب الاكسجين من الغرفة بما تصدره لمن حولها من طاقة سلبية
ولولا انه رأي اختيها وعرف ابيها عن قرب... لإلتمس لها العذر
وربما كان هو السبب الذي يدفعه دوما لمراقبتها... عله يفهم
لماذا هي علي هذا الحال! تسير وكأن أحدا يراقبها وسيوبخها مع اول هفوة!
تتحدث وكأن صوتها في حد ذاته جرم!
اقتربت الغيمة السوداء منه تتمتم من بين أسنانها وكأنها لاتفضل تحيته
(صباح الخير)
لاتناديه ولا يناديها... فوالله لو ناداها سينسي نفسه ويقول " صباح الخير يا ام النكد"
ولذا اكتفي ب
( صباح الخير
لما لم يأت العم غسان؟ لعل المانع خير؟)
هو يتحدث بالعربية وهي ترد " إن ردت بالانجليزية" وقد تعلم عمن وُلِد او تربي في تلك البلد من العرب انهم يفهمون العربية جيدا... لكن لايسعفهم دوما الرد
( امي وتهاني ستسافران اليوم لزيارة البلاد .. وبعد ان يوصلهما ابي سيعود للبيت كي ينام قليلا)
وقبل ان يتمني لهم رحلة سعيدة... فاجئته بدفع كوبا كبيرا لصدره بصبر نافذ معلنة
(ابي اخبرني ان اعد لك نصيبا من الإفطار كما يفعل كل يوم)
شعورا بالدفء ملئ قلبه وهو يتذكر عادة العم غسان اليومية بأن يحضر له إفطارا بيتيا وكوبا من القهوة
لذا تحمس فاضل ورفع الكوب بسرعة علي فمه يتجرع القهوة... قبل ان يلف بسرعة باصقا المشروب المقزز وهو يهتف
(ما القرف هذا؟)
اتسعت عينيه بحرج خاصة وهو يتطلع في " ام النكد " ليري وجهها وقد شحب وعينيها الليلية لاتفارقه مصدومة
رفع كفه معتذرا بتحرج شديد
(اسف جدا... ظننتها قهوة لذا اخذتني المفاجأة)
هزت فدا رأسها شارحة وقد اسقطت عنها مفاجئتها من رد فعله بعضا من " هالة النكد"
(لا انه سموزي... مشروب التفاح الأخضر وجوز الهند..)
استعجب وكاد ان يسأل " كيف للتفاح وجوز الهند ان يكونا بهذا الطعم المقزز ... لكنها استطردت
(مع الخيار والكايل والكرفس)
ثم سارعت بصوت أعلي تدافع عن نفسها
(اسمه مشروب علاج لكل داء)
أجاب فاضل بإندفاع مغتاظا
(ومن اخبرك اني مريض لا سمح الله... أنا كالحصان ولله الحمد)
لم تجب وعادت تطرق رأسها ... فشعر انه لم يكن لطيفا معها... فما ذنب الفتاة إن كانت تحب مشروب الماعز هذا؟
وللحظة خاطفة راقبها عن قرب ربما للمرة الاولي
فشيئا فيها هذا الصباح ... مختلف
نفس ملابس الحداد الا من بنطالا يتبدل ما بين البني والزيتي
ولكن كتفيها المرفوعين دوما لاعلي في ترقب.. ارتاحا اليوم قليلا
تري ما السبب؟
لذا رسم ابتسامة لطيفة علي وجهه وقال مطيبا خاطرها
(وعامة شكرا جزيلا لك... فأنا ممن يفضلون تجربة كل جديد)
كاذب... طوال سنوات حياته لم يجرب سوي القهوة والشاي و العشق الأوحد " المتة"
لم تجبه ... بل ابتعدت لتدخل المطعم... ولكنها عادت مترددة تسأل مشيرة لمكبر الصوت
(ألا تري ان ماتسمعه كئيب بعض الشئ كأغنية لبداية النهار؟)
لا يعرف كيف نطقها وكيف فقد التحكم في نفسه وهو يجيب ساخرا
(والله ان اسمع هذا من خبيرة نكد مثلك فهي شهادة ووسام)
اتسعت عينيها للاهانة المبطنة ولكنها لم تجب... بل ابتعدت مسرعة لداخل المطعم ... لاتستطيع التحكم في دمعاتها وهي تتمتم لنفسها
(حمقاء... غبية... شخصا اخرا يهينك وكالعادة تصابين بالخرس ولا تنطقين)
اما فاضل ... فسب نفسه وقد شعر بالذنب لما قاله... ولكن ضميره يبرر
(بالتأكيد لم تفهم ما أعني... بالتأكيد لم تفهمني)



في مطار سيدني الدولي... جلس غسان بعدما ودع تهاني وراوية
ربنا تغيرت المقاعد القديمة بأخري علي طراز أحدث..
لكنه يكاد يجزم انه نفس المقعد الذي جلس عليه منذ اكثر من عشرين عاما
وجلست جواره يومها راوية ...
وكان يتوسلها بدموع مخزية!!!
يتوسلها بدموع وخوف من الفراق ... ان تعود معه الي البيت
كان هذا كله بعد شهر واحد من وصولهم لبلاد المهجر
بعد شهر من الصمت المخيف منها وهي تتحرك كجسد نُزعت روحه
لم يكن بدأ في عملِ بعد... وإجراءات استقراره كلاجئ تستنزف كل وقته ما بين العاصمة وبين البلدة النائية التي أُجبر علي الاستقرار فيها
لم تكن من إختياره والفيزا التي استطاع الحصول عليها له ولعائلته تعني ان عليه الاستقرار في تلك البلدة لاربع سنوات قبل التممكن من الانتقال للعاصمة حيث يستقر عدد كبير من أبناء البلاد العربية
وبالرغم من تعرفهم علي عائلة عامر خان الباكستانية المسلمة
لكن ذلك ابدا لم يخرج راوية من فقاعة الحزن التي عاشت داخلها طوال الشهر...
حتي ذلك الصباح..
حين استيقظ فلا يجدها في الشقة الضيقة التي استأجرونها
وقد تركت له خطابا من جمل قليلة
" سامحني... اريد العودة لاهلي وبلدي... "
للحظات تجمد به الزمن والرعب يملئه...لانها ستتركه
خرج يومها يجري كالمجنون في شوارع البلدة...وكأنه سيعود لبلاده جريا
استوقفته زامور سيارة ملح من خلفه.
أوقف عامر سيارته جوار غسان وهيئة الأخير تثير القلق الشديد داخله
(ما الامر اخي... هل العائلة بخير؟)
وقف غسان كالغريق... الذي يخشي التعلق بالقشة... للن معناها الخوض اكثر
كيف سيخبر ذلك الذي لم يعرفه سوي من اقل من شهر ان زوجته رحلت وتركته؟
هو لا يعرف راوية وقد يظن بيها ظنا باطلا... ومن لن يفعل!
كان يتخبط كمن علق في أمواج عاتية... لا يجد المرسي
حتي شعر بشدة كف عامر علي عضده وعينيه السوادء مسلطة علي عيني غسان الوجلة قبل ان يؤكد
(غسان ... انا أخيك الكبير والله وحده يعلم كم انفتح لك قلبي منذ اللحظة الاولي...لذا..)
صمت للحظة اشتدت فيها قبضته علي ذراع غسان بمؤازرة وهو يقول آمرا
(اخبرني ما العلة؟)
(زوجتي تركتني وعادت)

الكلمات كشفرات حادة تحز عنقه... فتجمعت دمعات قلة الحيلة في عينيه
سأله عامر بعدم فهم ورغبة في المساعدة
(وهل لكم أي أقارب اومعارف هنا او في العاصمة؟ وهل معها أموالا تكفي لحجز تدكرة الطيران)
كان غسان يهز رأسه نفيا مع كل سؤال من عامر حتي خبطه الرجل علي ظهره مطمئنا
(إذن كيف ستتركك عائدة لبلدكم؟ بعون الله تكون فقط تفرج همها باللف في شوارع البلدة)
ثم دفعه امامه عائدا للسيارة التي تركها دون حتي ان يصفها عازما
(اسمع يا غسان ... انت ستعود للبيت للبقاء مع بناتك.. وانا سألف بالسيارة شوارع البلدة وإن شاء الله أجدها)
قبل ان يرفض غسان كان عامر يلاحقه مصرا
(هيا ياغسان... فلربما عادت للبيت ولم تجدك او حتي هاتفتك)
عاد غسان للبيت ليجد فتاتيه لازالتا نائمتين ... فحمدالله بالرغم من الغصة التي تجددت وهو يبحث عنها فلايجدها في البيت
مرت اكثر من ساعة دون ان يعود عامر... فزادت الغصة واستحكمت حتي شعر بروحه تزهق وهو يدرك انه لم يجدها في شوارع البلدة
مرت بضع ساعات اخري وقد عاد عامر ومعه زوجته التي تصغره بكثير وابنهما خالد ليصطحبا فتاتيه لبيتهما... لقضاء النهار
شعر غسان بالتضاؤل وهو يشعر يومها بنفسه كالمشلول وهو جالس كما النسوة العجائز بجوار الهاتف... في انتظار مكالمة تخبره انها بخير او..
(استغفرك وبي واتوب إليك"
" استغفرك ربي واتوب اليك"
رددها غسان كما رددها في الماضي وهو يخرج من ذلك المطار الذي بات يكرهه

اما راوية ... فعلي الناحية الأخرى من نفس المطار... لازالت تحملق في ذلك الباب الفاصل بينها وبين غسان...
تنتظر ... وتنتظر ما انتظرته لشهر كامل ... ولم تجده
ان يتوسل غسان ... كما فعل دوما حينما كانت تلوح بالعودة ولو حتي لزيارة قصيرة
يتوسل.. يترجاه ان لا تتركه ولو لبضع أيام.. فبدونها يضيع غسان
ولكنه اليوم... ولطيلة الشهر السابق..
لم يتوسل.. لم يوجه لها حتي طلبا مجاملا بالبقاء
بل لمحت في عينيه... نظرة راحة.. جرحتها للصميم وهي تدرك الان سببها
بنظرة أخيرة .. عادت للباب .. تنتظر ان يناديها غسان صارخا مسترحما
" لا تتركيني"
شدة علي ذراعها نبهتها لتهاني تبتسم لها.. بأسف وهي تقودها للطائرة



بعد ساعتين ... كان رضا وأمه وحتي غسان وباقي العاملين قد حضروا وبدأ المطعم بإستقبال ضيوفه
دخل فاضل للغرفة الخلفية معلنا للجمع الصغير
( انتهيت من عملي يا رضا ... انا راحل كي ألحق بالقطار لعملي الاخر)
سألت الحاجة لُطف ممتعضة
(هل ستظل هكذا كالمتشردين بين المواصلات... عليك النجاح في امتحان القيادة ... خاصة وانت بالفعل تجيدها ومعك رخصتك القديمة)
لم يدع له رضا الفرصة للإجابة وهو ينادي متحمسا
(فدا..فدا)
دخلت فدا للغرفة تسير ببطء وكأنها عجوز مثقلة بالهموم... ولكن مع ذلك لم يستجلب مظهرها التعاطف في فاضل...بل غضبا لا يجد له سببا
فتمتم في نفسه
"ها قد حضرت ام النكد"
بحماس شديد وهو يتقافز بقامته القصيرة سأل رضا مشيرا لفاضل
(ما رأيك يا فدا لو أعطيت لفاضل دروسا في القيادة في سيدني؟ )
ثم ألتفت لفاضل شارحا
(من ضمن الكورسات التي حصلت عليها فدا كورس مكثف في تعليم القيادة... ومعها رخصة بذلك)
ارتباكها كان واضحا ووجهها الشاحب علي الدوام يتخضب بحمرة ... لاحظها فاضل... وهي تسارع متعللة
(سيارتي ليست جيدة لهذا الحد )
ليفاجئها والدها مسارعا
( سيارتي جاهزة وقد تعلمتي عليها انت واخواتك)
استنكارا ارتسم علي وجهها لما قاله ابيها... في هذه اللحظة تمني فاضل لو كان بإمكانه قراءة الأفكار ... عله يعرف لما هي بتلك الطبيعة العجيبة!
لقد قابل نصيبه من الخجولات العفيفات من بلدته... ولكنها لاتشبهن في طبيعتها
وكأنها ليست خجول... بل هي أسيرة ... رهينة
(حددي موعدا بناسبك للدرس)
قالها بنبرة استفزازية مغيظة... ولا يدري لما يعاملها بهذه الطريقة
همست بعد صمت طويل
" السبت ... الثامنة صباحا"
وغادرت الغرفة كمن يطاردها الشياطين ... ويكاد يقسم انه لمح لمعة دمع في عينيها
فزاد تعجبه منها متسائلا
" كل هذا لاجل درس قيادة!"





زفرت چويرية بضيق لا تستطيع التعبير عنه بأكثر من ... زفرة ضيق
لأول مرة منذ انتقلتا للمدينة... ستبيت وحيدة بعد سفر تهاني صباحا مع أمها لبلدهم
تغريها العودة لمنزل والدها والمبيت في دفء ونسه... ويردعها وجود.. فدا
ولكي يزيد اليوم سوادا... اختارت أم خالد اليوم خصيصا كي يصحبها خالد لمدينة اخري لزيارة صديقة... مدينة تشبه مدينتهم القديمة... بشوارعها التي تربت فيها
تركب الدراجة هي وخالد وتهاني كل يوم للمدرسة... ثم لشراء المياه الغازية من محطة البنزين.. يجلسون بعدها جوار البحيرة او فوق سور الكوبري القديم ويتسامرون
"الكوبري القديم"
تمتمت چويرية لنفسها والوجع داخلها مخدر
"حيث بدأت المأساة... وحيث انتهت"
نهرت نفسها
"ما بك اليوم! لما تقلبين المواجع علي نفسك بلا ادني داع؟ هل تبحثين عن بعض الألم ؟لن تشعري به"


(لا اصدق ان السيد الهندي افرج عنك أخيرا)
رفعت چويرية حاجبا في اقصي درجة انفعال رأه تشاي منها ... فهتف بحماس طفولي وهو يصفق كفيه

( كنت اظن السيد شاروخ خان لايترك جانبك)
صمتت تعد لعشرة... لانها تفكر جديا الان في تجربة اللكمة الخطافية التي تعلمتها في صالة الألعاب الرياضية في وجه ذلك الثقيل جدا... لكنها اجابت ببرودها المعتاد
(لكنه باكستاني...)
بدا مستغرقا جدا في التفكير وهو يحك رأسه كقرد ... فتستعجب من نعومة شعره المبالغ فيها كأغلب الاسيويين قبل ان تلتمع ملامحه بعلامات النصر ليهتف وهو يجلس امامها
(فؤاد خان اذن)
أتت النادلة تحمل طبقا من سلطة الافوكادو والزيتون ... تذوقته چويرية التي تجاهلت تشاي تماما عله يرحل ويتركها لحالها... لتمد يدها بسرعة لمنديل الطاولة تمسح فيه فمها...لتقول بعدها للنادلة بمنتهي الثبات الانفعالي
(مالح جدا)
قبل ان تتحدث النادلة ... كان تحت دهشة تشاي احد عاملي المطبخ يسارع لطاولتهم هاتفا بإعتذار شديد
(عفوا انستي... اخرجنا لك الطبق الخطأ... هذا الطبق انسكبت فوقه علبة ملح كاملة)
اعتذرت النادلة ... واعتذر العامل... اما تشاي فردد لنفسه مصدما
(علبة ملح ولم تجعد انفها حتي؟)
لم يعد يتحمل جنون تساؤلاته ... فأفصح
(هل تعانين من تضرر دماغي يجعلك بكل هذا الثبات؟)
راقبت چو بإستمتاع خفي عيني تشاي الاسيوية الضيقة يتسعان بصدمة وحرج بالغ وهي تؤكد
(نعم...اعاني من تضرر دماغي)
ثم صمتت للحظة تستمتع داخليا بتصاعد اللون الاحمر لاذنيه البرونزية وهو يسلط نظراته علي وجهها وكأنه يتمني ان تهتف " مقلب"
(اعاني تضرر دماغي ادي لتبلد في انعكاسات المشاعر علي وجهي ولغة جسدي وصوتي " Blunt affect “)
ولكن انتصارها لم يدم وهي تري ملامح تشاي تتبدل للحماس الشديد والاثارة الطفولية وهو يهتف
(حقا! انت اول حالة " Blunt affect” اقابلها في حياتي.... ارجوكِ دعيني اسألك عن كافة التفاصيل)
ورغم انها ابدا لم تخبر أحدا عن السبب...لكن كل ما ارادته في تلك اللحظة هو محو ذلك الحماس من علي وجه الاحمق لذا اجابت بصوت ثابت
( وأنا في الثانية والعشرين ...سقطت من فوق كوبري مشاة في المدينة التي كنا نعيش فيها من قبل...سقطت في الماء وفقدت الوعي...وحين انقذوني كان مخي قد تضرر بشكل بالغ...ظن الأطباء اني قد افقد البصر او شئ من هذا القبيل ...لذا تصور الراحة التي عمت الجميع حين عرفوا اني فقط...)
تحركت شفتيها حركة بسيطة تنم عن ابتسامة ساخرة
(فقط فقدت خمسين بالمئة من القدرة الحسية علي إظهار المشاعر في الملامح ...الصوت...او حركة الجسد)
وساد صمت ...شعرت وكأنه صمت حداد علي ميت...والميت هنا يخصها...لذا رفعت وجهها بدهشة طفيفة مع صوت تشاي المتحمس بصخب يهتف
(اذن اين فقدت الخمسين الاخري! هي الفيزياء المملة هي التي افقدت ما تبقي يا مسكينة)
هل يمزح؟ حقا؟ بعد ما اخبرته به!
في لحظة نادرة تأجج الغضب داخلها...حتي وإن لم يظهر علي محياها لتنهض ببطء متمتمة
(سأرحل الان يا تشانج حتي لا أصور قتيلا بدم بارد)
رحلت چويرية مخلفة خلفها تشاي المبتسم....فقط حتي ابتعدت بشكل كاف كي يمسح تلك الابتسامة المفتعلة ويردد لنفسه واعدا
(أقتليني چو ولكن لا أري لمحة الانكسار التي رأيتها في عينيك...قد اسمح بها ولكن إن سبقتها لمحات أخري...اريد ان اري منك اولا السعادة...الفخر...الاعجاب)
لذا بحاجب مرفوع وانف شامخ اقسم تشاي تشانج ووعد
(اعدك ان انسيك السيد الباكستاني وان اجبرك علي الخروج معي في موعد غرامي)




"تزوج ثانية"
وقفت شهيدة امام مرآة غرفتها وقد أغلقت الباب خوفا من ان يعود فاضل فجأة فيراها
وقفت تشاهد دموعها التي حبستها بتجبر طوال اليوم تتسلل خلسة في البداية وهي تفك حجابها... ثم تهاجم بعنف متحررة مع شهقاتها وكلماتها الموبخة لصورتها المزرية في المرآة
(تزوج ثانية يا شهيدة وتركك؟ تركك تعانين الوحدة والحرمان .. منه)
لطمت خدها بغل تمسح دمعاتها وهي تهتف علي صورتها بحقد
(توقفي...توقفي ... انت شهيدة... انت اقوي من هذا..
كل مرة يتزوج أُخبرك انه عائد)
لمست خدها المعلم بأصابعها تطبب وجعها
( حسنا ابكي قليلا اذا كان هذا سيريحك يا ضعيفة)
وبالفعل ركعت امام طاولت الزينة تخفي وجهها في ذراعها المثني وتبكي
كانت ذلك الصباح جالسة خلف ماكينة الخياطة في محلها... وعقلها يحسب دخل الأسبوع ببراعة... حين دخلت واحدة من حقيراته
(مبارك زواج زوجك يا شهيدة... جارته ام عهد رأته يدخل ويخرج مع فتاة شابة ليست عربية... ونحن الاعلم ان ناچي ليس له في الحرام)
بالرغم من الطعنة النافذة... الا ان شهيدة ابتسمت ساخرة
(من يبارك لمن؟ انا من تقول لك مبارك زواج طليقك علك تنسيه يا فاطمة)
جزت فاطمة .تلك المراءة الثلاثينية التي تزوجها ناجي لفترة بعد طلاقها
سألت بحرقة لاتلايق بشامتة
(لا اصدق كيف تقبلين بهذا الوضع المقزز؟)
لازالت نفس النظرة المستهينة علي وجهها ... بل وأضافت لها ضحكة ساخرة مائعة
( لنفس السبب الذي قبلت لاجله زواجا عرفيا من رجل تعرفين انه لن يستمر معك... لانه ناچي)
وقفت أخيرا من خلف ماكينة الخياطة... تتمطي عارضة امام ضرتها السابقة قوامها المثالي ... وبالرغم من كون شهيدة في عامها السابع وأربعين.. ولكن قوامها الممشوق الذي تحافظ عليه بممارسرة رياضة المشي واتباع أنظمة التغذية الحديثة .. كان مثار حسد الحاقدات وإعجاب الناظرين
... ثم اقتربت تهمس لها مصطنعة المسكنة
(وبينما انت يا مسكينة أدمنت الفتات... فما بالك بمن لها ناچي كله علي بعضه...)
ثم ضحكت ضحكة خليعة مردفة
(تأكله كله حتي الشبع ... ثم تعود وترمي للمساكين الفتات... والان يا حلوة ارحلي ... اذهبي ابحثي عن ناچي اخر ... هذا أن وجدت)
اعتدلت شهيدة من جلسة حدادها بسرعة وهي تسمع دخول فاضل...فسارعت للحمام دون ان يلحظها ... غسلت وجهها عدت مرات ولملمت شعرها المبعثر وغيرت ثيابها لجلباب بيتي قطني قديم... لايشبه ماترتديه كل يوم عل ناچي يحضر
قابلت فاضل في الصالة... فحيته بصوت مبحوح ووجه منتفخ
(حمدلله علي سلامتك حبيبي... هل اعد لك العشاء)
لأول مرة يراها بتلك الهيئة...باكية متألمة
لذا تخلي عن جفاءه إرضاءا لله لا اكثر وسأل بصوت حاول ان يجعله لامباليا
(هل أنت بخير؟)
اجابت بسرعة وقوة لاتليق بأصوات التحطم داخلها
(الحمدلله بخير حال... بعض المغص والصداع من طول ساعات العمل)
لم يصدقها فاضل ولو للحظة... ولكنه لن يعيد السؤال ولن يلح ... فعلاقتهما لاتتيح ذلك
رأها تجلس علي الاريكة تصطنع الانغماس في فيلم علي التلفاز
لم يفعل ما يفعله كل يوم... لم يدخل فورا لغرفته.. هربا من حديثا معها
بل اقترب ليجلس علي الناحية الأخرى من الاريكة ... بطريقة طبيعية وكأنه يفعلها كل يوم.. يمد يده ليأخذ من طبق المكسرات التي تملئه شهيدة كل يوم عله يأكل منه
اما شهيدة فكانت تنظر لما يفعل كالمصعوقة ... قبل ان توتأتئ
(انت... انت ستجلس معي؟)
قلبه ينغزه نغزتين مختلفتين
واحدة تصرخ به... تلك شهيدة التي هجرتكم أطفالا تستجدون الحنان علي طرقات البلدة
والاخري ترتل..." وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ"
لذا لم يجد فاضل مايفعل كي يخفف عنها ألمها ... سوي ان ربت علي ركبتها .. ثلاث
لا يعرف فاضل ان تلك البادرة الصغيرة ...كان اكثر من كافيا ليرمم شيئا من حطام تلك المتكبرة


(اذا اردتني ان ارحل... لا تتحرج)
كلمات چوليا ... زوجته الجديدة فاجئته...
رفع ناچي وجهه يواجهها مندهشا
(بالطبع لا اريد رحيلك... انا من طلبت منك المجئ)
ابتسمت الفتاة الإيطالية الأصل والتي طاردته لاكثر من ثلاثة اشهر كي يدخل معها في علاقة غرامية... لترضي في النهاية بعرضه للزواج.. اذا كان هذا يعني ان
"ان تدعني ألمسك واشعر بيديك تلمسني"
كان هذا هو نص موافقتها علي الزواج منه
(كان هذا قبل ان تأتيك رسالة زوجتك)
ذكية جوليا ولماحة... وقد رأت اصطرابه الشديد وهو يقرأ رسالة شهيدة من كلمة وحيدة
" مبارك"
شعر بكفي چوليا الناعمتين علي ظهره العاري .. تدلكه برقة.. قبل ان تقترب منه تحتضن ظهره وتريح رأسها علي كتفه العريض... فتهمس
(لاتعذب نفسك بها ناچي.. إن اردتها ... لاتجعل معها اخري تؤذيها وتؤذي نفسك بوجودها
واذا كنت لاتريدها... لاتتزوج زواجا مؤقتا... طلقها وعش حياة طبيعية مع من تريد زواجا دائما)
ثم اقتربت تحك انفها بإغراء في ذقنه المهذب مرددة
(لانك تستحق...صدقني أنت تستحق)
لم يجب ناچي... فما يدور في تلك اللحظات ليس جديدا عليه
لسنوات الكل يطالبه.. طلقها طلاقا بلا رجعة كي لاتظل معلقا بها
ولا يدرون ان الطلاق والزواج وكل تلك الترهات هي مجرد... ترهات
ما نفع الطلاق...اذا كانت روحه معلقة بشهيدة؟
سيرمي يمين الطلاق..
سيتزوج اخري اصغر وانقي...
وستظل روحه معلقة بشهيدة
وقلبه عند شهيدة
وما سيجد انه سيجر لتلك المعمعة ارواحا اخري ليرهقها ظلما.
تمدد ناچي بطوله علي السرير ... يغمض عينيه وهو يتمتم لچوليا
(اذا اردت الرحيل ... لن امنعك
فيبدو ان شيطان شهيدة تلبسيني وانتهيت الليلة)





ارتمي خالد علي الاريكة الوثيرة ورفع ساقيه علي طاولة القهوة في منتصف الغرفة وهو يزفر بإرهاق
(أخيرا عدنا للمنزل.. كدت اجزم ان الزيارت لن تنتهي الا وانا معي طفلين)
رفعت أم خالد رجلها برشاقة وركلت قدمه من فوق الطاولة بخفة وهي تنهره برقي

(بيتا* لا تضع قدميك علي الطاولة من فضلك)
انزل خالد قدميه عن الطاولة وهو يراقب امه بحب وهي تنزع حجابها فينسدل شعراسود شديد النعومة يصل لبعد ركبتها
من يري امه... لا يصدق انها امه ووصل الامر ببعض أصدقائه للظن انه يخدعهم حتي لا يعاكسونها في فترة المراهقة والشباب... خاصة مقارنة بوالده رحمه الله
ففارق العمر بين امه وابيه كان اكثر من اربع وعشرين عاما
لذا كانت امه دوما جوار ابيه كما لو كانت ابنته البكر
قاطعت تأمله لها بسؤال تقليدي يكاد يقسم انه تسأله دون تفكير من كثر إعادتها له
(هل انت جائع! سأعد لك شيئا سريعا تتناوله قبل ان تستحم وتغير ملابسك لملابس بيتية وتخلد للنوم..)
صمتت للحظة قبل ان تقول بينما هو يردد معها مقلدا إياها
(ولا تنس غسل اسنانك)
ابتسمت له بأرستقرلطية تختلط بحبها الشديد له... فكما العادة شعر خالد بحبه الشديد لأمه يحتاج للتعبير
فهو ليس منذ النوع من الرجال كأغلب رجال بلاده... هؤلاء الذين يخشون التعبير عن الحب لزوجة او أم او ابنة
بل يري قمة الرجولة في ان تعبر عن حبك لمن هن حلالك... فلا يحتجن لمن يطريهم سواك
لذا جذبها من كفها كي تجلس جواره وهو يمازحها
(اتعبتيني اليوم مانا* في البحث عن عروس... لمتي سيستمر هذا الحال... مع تأكيدي لك مرة بعد مرة انه من الصعب جدا علي الزواج بتلك الطريقة)
هو لا يرفض الطريقة التقليدية للزواج... ولكنه غير متحمس لها بالمرة
كما انه يراه ليس عدلا للفتيات الاتي يراهن.. ان تعرضن عليه بتلك الطريقة التقليدية وحق القبول والرفض مكفول له وحده
أجابته بإقرار وهي تجدل شعرها الطويل بحركات ألية
(والله انت لم تأت وتقول مانا انا غارق في حب تلك الفتاة الباكستانية الجميلة وأريد الزواج منها ... وانا وفضت! أم اني كاذبة؟)
تنهد بيأس وهو يلتقط تأكيدها علي كلمة " باكستانية" أخبرها بنزق طفولي
(ها عدنا للتأكيد علي " باكستانية" وبالرغم من اني لا ارفض بنات بلادي ... بل هن كلهن فوق رأسي... ولكن ...)
ثم صمت لايجد ما يصف به شعوره قبل ان يستطرد بحماس
(كما انك تحمست جدا في الماضي لأي مشروع زواج قد ينشأ بيني وبين تهاني)
لمح بطرف عينيه ملامح امه تمتلئ بذلك الحنين لبناتها كما تحب ان تنادي بنات غسان وكما كان يناديهم عامر حبيبها قبل وفاته... قبل ان تؤكد علي ما رددته مرارا وتكرارا
(وانا عند رأيي... في أي وقت تقرر انت وواحدة من بنات غسان... مع مباركتي ودعواتي ومع كراهيتي لرواية)
قبل كف امه الذي لازال يحتضنه بكفه بتقدير شديد لما قالت للتو
ثم عاد يشاغبها
(عموما لازال العمر طويل ان شاء الله.... ربما اتزوج وانا في الثلاثة وأربعين كوالدي من فتاة في التاسعة عشر تعيد لي شبابي )
لون اخر من الحنين ارتسم علي ملامحها وعينيها تلقائيا تتجه بشوق لتحتضن صورة والده المعلقة علي الحائط
فأستغل خالد غرق امه في موجة الاشتياق الحزين... واقترب مقبلا رأسها ثم سارع ناهضا ليستعد للنوم
(بيتا)
ألتفت لأمه مستجيبا لندائها
(هل هاتفت جويرية اليوم! لقد هاتفتها في الصباح وصوتها لم يعجبني... كما ان توني أوصتني بها اكثر من ألف مرة حين أتت لتوديعي...)



تقلبت چويرية علي سريرها فاقدة القدرة علي النوم بسبب غياب تهاني... وبسبب تأوهات الجيران الحارة
زفرت بضيق..وهي تضع الوسادة علي رأسها عل الصوت يختف
ولسبب لا تفهمه ... تصاعد داخلها تساؤل ملح
(تري كيف تبدو ملامح تشاي تشانج وهو مع إمراءة؟
اذا كان في أحاديثه العادية ... مزاح..إقناع... حتي سؤالا في الفيزياء... تسمع صوت ملامحه يصم اذانها
كل ما فيه يتحدث... عينيه الضيقة تتجعد عند الجانبين
فمه الواسع وصفي اسنانه المتراصة بشكل مغيظ دوما في استعراض راقص
حتي شعره الأسود الناعم... يتحدث
تري كيف يكون و هو يلمس امرأة؟ تري كيف يكون مستجيبا للمستها؟)
استفاقت من افكارها الغير مريحة علي صوت التأوهات يعلو ...
فزاد غيظها من جيرانها وجرت لخزانة ادوات التنظيف
واحضرت المقشة الخشبية
... وضربت بطرفها عدة مرات في السقف كعجوز مزعجة وهي تصرخ بعلو صوتها
(الله يلعنكم ويلعن تأوهاتكم)
ليصمت الصوت تماما... فتنام قريرة العين وهي تتمتم
(افسدت ليلتهم الحمراء)



" في بلاد فاضل"

جلس ياسر امام النار يستمع لصوت غناء أحد العاملين في الموقع يردد بشجن وصوت حزين

وقال قلبي اراها ..

ولن احب سواهـــــــــــــــــا

لن احب سواهـــــــــــــــــا ..

لن احب سواهـــــــــــــــــا

ما أنت يا قلب قلـ لي ..

أأنت لعنة حبـــــــــــي ..

أم أنت نقمة ربــــي ..

الى متى .. الى متى .. الى متى

انت قلبــــــــي

إلى متــــــــــــــــــى !!!

رمي ياسر كوبه الفارغ في الأرض بغيظ هاتفا علي العامل
(الله يأخذ روحك يا أخي... هل ينقصنا اكتئابا فوق اكتئابنا)
ضرب العامل كفا بكف وهو يكتم ضحكاته
(ولكن انت يا باشمهندس من طلبت تلك الاغنية خصيصا..)
زفر ياسر بضيق وهو يحك وجهه مستغفرا
(حين اطلبها ثانية... قل لا يا ياسر سأغني لك اغنية سعيدة مثل
صابر وراضي علي اللي ناسيني وروحي فيه)
وفعلا علي ذكر الاغنية... بدأ الشباب المحيط بالنار ترديد الاغنية بصوت عالي نشاز
ابتعد ياسر ليجيب مكالمة اخته رهف التي لاتتوقف عن الاتصال
فأجاب بنزق مصطنع
(نعم... نعم... كم مرة انهيت المكالمة في وجهك وتعاودين الاتصال؟)
صمتت رهف للحظة ثم كعادتها مع اخيها الكبير لم تقدر علي اللف والدوران
(فاضل سافر يا ياسر)
استعجب ياسر مما قالت اخته وأجاب
(اعرف حبيبتي... لقد اتي لزيارتي قبل سفره لانني لن أتمكن من ترك الموقع قبل أسبوع اخر كما تعلمين.. وقضينا معا يومين كاملين)
سمعها تتنحنح وتخفض صوتها كأنها ستدلي بسر حربي
(اعرف انك ستعود في إجازة بعد أسبوع ... لذا اردتك ان تعرف ان... فاضل سافر.. وترك سهي)
تقبضت ملامحه وشعر ان أصابعه التي تضغط هلي الهاتف ستكسره حتما وهو يتمتم بأسنان مغلقة
(كم مرة علي ان اخبرك يارهف ان ما تتخيلينه ليس حقيقيا... انا لا اكن لسهي سوي كل احترام كزوجة اخي المستقبلية)
قاطعته رهف بسرعة مخافة انهائه المكالمة
(هذا ما قصدته... سهي وابيها احلا فاضل من الخطبة... سهي حرة)
هل انهي المكالمة... ام انهتها هي؟
لم يعد يعرف...
لم يعد يدرك مما قالته الا ان سهي حرة
وهو لا يدري ماذا يفعل بتلك الكلمتين!
ولايدري كيف يسيطر علي ذلك الطفل الفرح داخله يتقافز شغفا وسرورا ... وهو يردد " ربما هنا أمل"
ولايدري كيف يسيطر علي ذلك الاخر المرتعب داخله يهمس محذرا
" إما هي... او فاضل"




سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-07-20, 01:12 PM   #198

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)
‏shymaa abou bakr, ‏أمل و ترقب, ‏فاتن عبدالعظيم, ‏موضى و راكان


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-07-20, 01:22 PM   #199

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 7 والزوار 11)
‏shymaa abou bakr, ‏موضى و راكان, ‏sira sira, ‏mayna123, ‏همس البدر, ‏أمل و ترقب, ‏فاتن عبدالعظيم


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-07-20, 01:54 PM   #200

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 7 والزوار 11)
‏موضى و راكان, ‏sira sira, ‏mayna123, ‏shymaa abou bakr, ‏همس البدر, ‏أمل و ترقب, ‏فاتن عبدالعظيم


جميل الفصل يا شيمو
الكل يعانى من يعمل و من لا يعمل من يحب و من لا يحب الكل يعانى من غربة النفس قبل غربة الأوطان
الكل يعانى من الفقد من الاحتياج إلى من يربت على كتفه إلى من يطبطب على قلبه لعله يهدأ
لكن من ارتبط بحبل الله و توكل عليه و أيقن أن كل ما يمر به من ظروف هى قدره و نصيبه أرتاح قلبه و طابت نفسه
كلها خطى كتبت علينا لابد أن نمشيها
دمتى بكل خير وزادك الله من فضله وعطائه و رزقك طمأنينة النفس و راحة البال 🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.