آخر 10 مشاركات
ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-20, 01:47 PM   #251

ghada salah

? العضوٌ??? » 267792
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » ghada salah is on a distinguished road
افتراضي


عندى فضول فظيع لقصة فدا
شهيده مش حباها ابدا يمكن عندى مشكله مع اى ام تتخلى عن ولادها




ghada salah غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 11:15 AM   #252

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 01:09 PM   #253

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع


بحرص بالغ ... نقلت فدا المخبوزات الساخنة من الفرن للأطباق.. مخافة ان تتكسر بسبب هشاشتها
تريد الإفطار ان يكون كاملا بلا غلطة كما تقدمه أمها لأبيها كل صباح
أمها ... علي عودة أفكار فدا لراوية ... امسكت الاولي كوب راوية تحتضنه وقد دفع اشتياقها لامها الدمع لعينيها
والاشتياق هنا ليس للثمان والأربعين ساعة التي مرت منذ سفرها مع تهاني... وإنما اشتياق يعود لسنوات حرمتها فيها راوية من حنان الام
ولكنها لا تلوم امها للحظة ... فهي تستحق
كما حدث صبيحة مغادرتها... وبعد ان ودعت جويرية وعبدالله وغسان بالأحضان والدموع... انتحت راوية بفدا جانبا لتتحدث بصوت خفيض حتي لا يسمعها المودعون
(اياك والخروج عن خط السير الذي رسمته لك...ستكون العواقب وخيمة اياك وطلب دولارا إضافيا عما عينته لك... ستكون العواقب وخيمة وإياك ثم إياك ...)
قاطعها حينها غسان وهو يلمح تضجر وجه فدا وانكماشها وتجمع حبات العرق علي جبينها واسفل انفها... فقاطع بلهجة مرح مصطنعة
(هيا يا رورو كي لا تتأخرين علي الطائرة ... ستفضحنا تهاني وتطلب يد أي رجل علي الطريق)
ورحلت أمها ... تاركة ألف سور سجن تحاوط به فدا
لا تدرك ان الاقسي ... هو ذلك الذي تحاوط به فدا نفسها
صوت ضحكات والدها وعبدالله جذبت انتباهها ... فابتسمت لهما بحب... قبل ان تعود وتكشر وقد هاجمها التوتر وهي تري xxxxب الساعة تشير للثامنة إلا ربع
(سامحك الله يا ابي فيما ورطتني فيه)
سأل غسان ابنته وهو يقترب مقبلا رأسها الذي نادرا- وهو ابيها- ما يراه دون حجابها الأسود غير مبديا راحته ان يراها بلا حجاب في البيت
(اللهم اقبل دعوة ابنتي بأن تسامحني... لكن اخبريني يا فيدو ما الذي ورطك به)
سارعت لحيث يقف عبدالله ... تحتضنه بقوة وتقبله مدللة.. قبل ان تشير له بالجلوس جوار والدها لتناول الإفطار
(ابي..)
زفرت بتوتر
(مالي انا ومال فاضل؟ كنا بحثنا له عن أي معلم قيادة)
أجاب غسان بنفس الكلمات التي يرددها منذ الاتفاق بينه وبين فاضل في مطعم رضا
(ولما لا تعلميه انت؟ لقد درست تعليم القيادة ومعك رخصة وشهادة بذلك... كما ان المبلغ الذي اتفقت معه عليه اقل من كل معلمي القيادة الاخرين... الشاب لازال مستجدا علي البلاد وفي حاجة لكل دولارا إضافيا)
لما لا تعلمه هي !!!
سؤال ابيها بسيط جدا... اربع كلمات وعلامة تعجب
ولكن الإجابة... الإجابة قد تستغرق منها عشرات الصفحات التي ستحاول جاهدة ان تفند فيها إجابة ذلك السؤال
لا تريد تعليمه... لأنها لا تريد وضع نفسها في محيط رجل ... أي رجل ثانية
ما بالك إن كان هذا الرجل هو فاضل... ذلك الشاب ذي الملامح العربية الوسيمة والصوت الاجش
فاضل الذي لن تنكر أنها بالرغم من كل اسوار الحصار التي رفعتها حولها من اليوم الأول... إلا أنه سرق بعض نظرات مراهقة منها وهي تضبط نفسها تتأمله للحظات خاطفة في المطعم

مررت اصابعها في شعر عبدالله الأشقر الناعم مرارا في حركة تستجلب لها الكثير من الهدوء النفسي
(لكن يا ابي... إن عرفت أمي..)
أصرت فدا تتهرب من تخيل ما قد تفعله راوية إن علمت... تقبل عبدالله المنهمك في إفطاره... ليقاطعها غسان بقوة
(وأنا وافقت علي سفر امك وشجعته... حتي تتحرري قليلا يا فدا منها ... ومن عقدك ؟)
اتسعت عينيها تنفي التهمة عن نفسها
(عدنا للعقد... انا لست معقدة يا ابي... انا اتعامل مع الرجال بكل اريحية)
رفع غسان حاجبه متسائلا بسخرية
(حقا؟ ومن الرجال الذين تعرفين؟)
سارعت فدا موضحة بصوتها المختنق دوما
(رضا... ناجي... عاملي المطعم... و أنت وخالد)
وضع غسان كوب القهوة خاصته ونهض ليقترب منها ... يضع كفيه علي وجهها الخمري بشحوبه الموجع
(ليس كافيا يا صغيرتي... عليك الخروج من دائرة امانك بعض الشيء... حتي تعتادي وتعودي)
اغمضت عينيها تمنع دمعاتها التي تهدد بالهطول دوما حين يحادثها ابيها بتلك الثقة ... لتتمتم بصوت مجروح بالكاد وصل لغسان
(ولكني لا اريد العودة ولا الاعتياد)
صوت رنين هاتفه ... جعل غسان يبتعد عن عصفوره الجريح...ويجيب بحماس
(اهلا يا فاضل... تعالي للإفطار يارجل ... لا يصح حسنا... وداعا)
وضع غسان الهاتف علي الطاولة ليعلن بابتسامة مشجعة
(ينتظرك)
ثم اتسعت ابتسامته وهو يعد عبدالله الذي لازال غارقا في التلذذ بإفطاره
(اما انا وصديقي المفضل ... فسنذهب للسباحة)
تلك الجملة كانت كافية كمبرر لتتلكأ عن الخروج لفاضل لعدة دقائق .. وهي تصر علي اعداد عدة السباحة لعبدالله وابيها

وقف فاضل ينقل بصره من منزل لمنزل في هذا الحي... الذي عرف من رضا انه يختلف عن حي والدته
فذلك الحي معروف ان اغلب ساكنيه من الاستراليين وليس العرب كبعض الاحياء الأخرى... فأثار ذلك داخله التعجب... فما رأه من السيد غسان يقول أنه شديد التمسك بوطنيته واصوله... فلم اختار ذلك الحي البعيد نسبيا!
رأها تخرج من المنزل الصغير... بهيئة ام النكد التي تميزها... ملابس حداد.. حاجبين معقودين وفم مزموم في تقطيبه.. ألم !!
ارتفع حاجبي فاضل مندهشا من فظاظتها وهي تفتح السيارة من بعيد وتشرح دون تحية
(ستجلس في المقعد الامامي الأن حتي نبتعد عن الزحام ...ولا تنس وضع حزام الأمان.... ثم تنتقل لمقعد السائق)
ثم بدأت تشرح القواعد والقوانين الخاصة بالقيادة بسرعة وطبعا بالإنجليزية
بعض الجمل لم يفهم منها فاضل شئيا ... لكن غروره امام تلك الكئيبة منعه من السؤال... حتي وصلا لشارع خال... ودون ان تتحدث .. نزلت لتبدل معه الأماكن
بالرغم من كونه لم يبد ذلك... لكن فاضل كان متوترا جدا... خاصة ورد فعل " ام النكد " غير مضمون إن أخطئ
وكأنها قرأت أفكاره... لتقول فدا بصوت هادئ لم يعتاده فاضل منها
(السيارة مؤمن عليها وإن حدث أي شيء لا قدر الله لن يدفع ابي سنتا واحدا... بل شركة التأمين... كما ان القيادة تماما كالسباحة.. ما إن تعلمتها ...لا تنساها)
تمتم فاضل لنفسه " ولكني لا اجيد السباحة" ومع ذلك لن ينكر ان كلماتها الهادئة والبعيدة عن طريقتها العصبية الدائمة .. هدأه قليلا وهو يأخذ مقعد السائق
لم توجه له الكثير من التعليمات... بل تركته فدا علي حريته طالما لا يخطئ... وإن اخطأ لم توجهه إلا بطريقة عملية محترفة
لم تعطه أية توجيهات للطريق علي عكس ما توقع... بل تركته يقود بهوادة من حي لحي ومن شارع لشارع
حتي وصلا لحي ما... اتسعت عينا فاضل وهو يلاحظ ما يجري حوله
اغلب السائرون والسائرات في ذلك الشارع... في أزياء السباحة
الرجال في سراويل قصيرة عراة الصدر والنساء......
حاول فاضل غض بصره ... ولكن مع التزامه في القيادة كان الأمر مستحيلا
(نحن قرب شاطئ"...." اكبر شواطئ العاصمة)
لهجتها التقريرية الفاقدة للألوان... لم تمنع الحماس واللهفة التي دبت في صدره وهو يهتف مطالبا
(هل نحن بالقرب من المحيط؟ هل بإمكاننا صف السيارة والنزول للمشاهدة فقط؟ أنا لم ار المحيط حتي الان؟)
ألجمتها حماسته... ولأنها تعرف من ابيها أنه يعمل في عملين مختلفين واليوم هو اول إجازة له منذ أتي للبلاد ...أجابت
(حسنا.. لكن ليس هنا... لن نجد مكانا لصف السيارة في هذا التوقيت.... سنسير علي نفس الخط حتي نجد منطقة اهدأ)
وبالفعل قاد فاضل لبضع دقائق اخري حتي اشارت له فدا ان يصف السيارة في منطقة شبه خالية من السيارات إلا واحدة هنا واخري هناك
نزلا من السيارة بينما فدا تشرح
(عليك ان لا تلصق السيارة بالـ ... عندما تصفها)
طلب منها فاضل إعادة الجملة .. وكل مرة نفس الكلمة لا يفهمها
فرفعت فدا كتفيها بقلة حيلة ... ثم هتفت متذكرة
(الصريف... لا تلصق السيارة بالصريف)
قالتها بعربية عجيبة ... ولكن الصريف تلك هي ما استوقفته... لينفجر ضاحكا ساخرا منها
(صريف يا أفرنچية! اسمه الرصيف)
لم تجبه ... وقد صم اذنيها صوت ضحكته... وبعثرت ملامحه الشرقية نبضاتها الثابتة
كيف لم تلحظ قبل الأن ... تلك الاعين العسلية التي تتجعد جانبيها عند الابتسام... تلك الذقن الداكنة والشعر الليلي الهادئ... وذلك الثغر الباسم
انتبهت علي نفسها تنهرها وتنعتها بأفظع الصفات
وتكره نفسها لما فكرت فيه لجزء من الثانية... وتنعت نفسها بالخاطئة
أما فاضل... فلم يكن علي دراية بوجودها جواره من الأساس والمحيط يشده
يعيده لأيام المراهقة والشباب الاولي... ولنزيه
حين كانا يذهبان مع ياسر وباقي عصبتهم الصغيرة للمدينة الساحلية كل عيد في نزهة ليوم واحد
فجأة سمع شهقة قوية جواره اخرجته من ذكرياته... ألتفت ليجد فدا شاحبة ترتعد ... ثم جرت مسرعة للسيارة
تلفت حوله ليري سبب حالتها ... فلم يجد إلا اربع فتيات محجبات في البعيد
حين عاد للسيارة ... سأل تلك المرتعدة والتي تبدو كمن رأي شبحا
(أتعرفيهم؟ هل بينك وبينهم عداوة؟)
هزت رأسها نافية لتقول بصوت خفيض متقطع
(ماذا إن كان هم يعرفوني واخبروا أمي؟)
أراد الهزء بمبدئها العجيب... فمن سيسارع ليهاتف أمها في طائرتها ليخبرها أنه لمح ابنتها
وما المشكلة إن اخبروا أمها ؟ فهما ليسا في موعد غرامي مثلا والسيد غسان يعرف عن وجودهما معا
... ولكنه صمت... لأن نبرة صوتها طالبته بالتفهم وهي تشرح بوجوم واضح
(العرب هنا ... جلادون علي أهلهم لا ينسون لك خطيئة)

لما يزيد قليلا عن الخمسة عشر دقيقة... ظلت فدا علي انغلاقها حتي كاد فاضل ان يخبط رأسه في الزجاج الامامي غيظا منها ومن صمتها
أوقفت السيارة ثانية في شارع خال من المارة وترجلت منها دون كلمة لتلف حول السيارة وتقف امام بابه كي ينزل ويبدل معها المقاعد ثانية
تصاعد داخل فاضل غيظا شديدا منها... غيظا لم يشعر به من قبل
وكأنه من ناحية يريد... القبض علي عنقها وخنقها في محاولة منه لحثها علي تبادل الحديث معه أكثر... ويعتقد فاضل ان تلك الطريقة قد تكون الأنجح مع أم النكد
ومن ناحية أخري يريد ان يطالبها بهدوء وكلمات مطببة كما كان يفعل مع عفيف .. ان تبوح ..
لذا بكل عند عقد فاضل ذراعيه امام صدره... وتطلع امامه دون ان يلتفت اليها
لا يدري ان تلك الحركة البسيطة حركت حنان قلبها وهو يذكرها بعبدالله حين يعبر عن غضبه ..لذا سألت بلهجة لم تدرك أنها لينة بعض الشيء إلا بعدما نطقت بها
(لماذا لا تريد مواصلة الدرس!)
أشتد ظهره فجأة وحواسه تنتبه لاختلاف نبرة صوتها حتي وإن كان اختلافا طفيفا... ولكنه أجاب بلهجة تقطر سطوة بالرغم من تكسر الإنجليزية فيها
(أنت لم تسأليني أن نواصل وانا رفضت)
كادت ان تبتسم... ولكنها لم تفعل بالطبع... ولذا سألت بنفس اللهجة التي فقدت القليل من رسميتها ولونها الرمادي
(هلا عدت لمقعد القيادة كي نتمكن من مواصلة الدرس؟)
ابتعدت قليلا عن الباب لتتيح له النزول.. ففعل فاضل الذي تمتم من تحت أنفاسه حين مر قربها
(المرة القادمة نضيف من فضلك يا فاضل)
لم تعلق فدا... لأنها لا تحب تلك الفراشات الحمقاء التي تهدد بالعبث بين ضلوعها... عليها قصقصة اجنحة تلك الفراشات الغير مرغوب فيها قبل فوات الآوان

يوم أجازتها ومع ذلك عليها الذهاب للجامعة بتصحيح بعض الأوراق... ولكن ما يعزيها موافقة خالد ان يأتي ليوصلها للجامعة ويقضي معها بضع ساعات بدلا من البقاء وحيدة
ما أن فتحت الباب للمغادرة حتي ارتدت للخلف خطوة وأمامها... وقف رجل هو أوسم من رأت في حياتها
لا يقل طوله عن المئة وتسعين سنتيمترا... وجسد عضلي يرقي للمقاييس العالمية
أما ملامحه... فعيونه الزرقاء وتلك البشرة البرونزية والشعر الأشقر الغامق...
وتلك البذلة
(آه يا قلبي من اناقة البذلة وروعة العطر)
وبالرغم من تضررها الدماغي... إلا ان رجلا كهذا فهو شفاء لكل داء
ابتسمت له جويرية دون ان تنطق بكلمة ... ليبدأ هو بصوت رخيم دغدغ مشاعرها المنتهية الصلاحية
(صباح الخير انستي... انا ميك جارك في الطابق العلوي... اردت الاعتذار انا ورفيقتي علي ازعاجك بالأمس... وهذه فطيرة الفراولة والكريمة صنعتها لك رفيقتي كهدية اعتذار ارجو ان تقبليها؟)
لا تدري ما قالت له وهي تشكره وتصرفه بعدما وضعت الفطيرة علي الطاولة... فكل فكرها كان منحصرا
" هذا الطول وهذا العرض... يحق لها المسكينة أن تتأوه بهذه الحرارة كيف استطاعت الوقوف في الصباح لعمل الفطيرة؟"
حين خرجت من المبني... كان خالد في انتظارها بسيارته الفارهة والتي اشتراها بتقسيط علي خمس سنوات بضمان صالون الحلاقة خاصته... خطوة استجلبت بينهما ساعات وساعات من النقاش المحتد
لكن خالد ثقته بالله ثم ثقته في نجاحه المهني ... كان عامل الأمان الذي لعب عليه
فخالد ومنذ كان في الثالثة عشر قد امتهن مهنة الحلاقة التي ورث اسرارها عن ابيه وطورها بالدراسة في الجامعة... حتي استطاع شراء محله الخاص في إحدى الأسواق التجارية
(كم عروس كانت في انتظار معاليك تلك الزيارة؟)
زفر خالد بضيق وهو يرفع كفيه عن عجلة القيادة مشيرا...أربعة ثم شرح بحنق
(اثنتان هنا مع عائلتيهما ... واثنتين لازلتا في البلاد)
فما إن سمعت جويرية عن زيارة خالد وأمه لصديقتها حتي عرفت يقينا ان الأخيرة اعدت قائمة جديدة من العرائس للمسكين
فخالد الذي يكبرها بعام... كان بالنسبة لأعراف بلادهم .. حالة شاذة
صديقها منذ الطفولة.. كان في ثلاثيناته ولازال أعزبا ... وهذا شيئا غير مقبولا في ثقافة والديه
وكم من مرات هاتفتها امه خالة مريم لتطالبها بإقناعه بالزواج
بل وكم من مرة طلبتها هي للزواج منه
الخالة "مريم" كما علمتهن كيف ينادينها.. كانت في الماضي هي الخالة والعمة وكل صفة حلوة قد تتخذها صديقة حميمة للام... حتي حدث ما حدث
فعلاقة عائلة خالد بعائلة غسان وطيدة وممتدة منذ قدوم العائلتين لإستراليا
حين أتي غسان بعائلته لبلاد المهجر... أضطر النزول لأحدي البلاد النائية كشرط من شروط تأشيرتهم
وهناك تعرفوا علي العائلة المسلمة الوحيدة في البلدة... عائلة خالد
حتي آتت عائلة اخري لتنضم إليهم ... وياليتها لم تأت

صف خالد السيارة ونزل منها مع جويرية في اتجاه مبني الفيزياء حيث مكتبها...ولكن لحظهما كانت هناك مجموعة من الفتيات في ثياب التشجيع المبهرجة تقف في منتصف الطريق بمنشورات تدعو للانضمام لمسابقاتهم طوال اليوم لجمع الأموال لصالح دور رعاية الأطفال
شجع خالد جويرية للانضمام للجمع كي يتبرعا بمبلغ من المال... إلا أنهما ما إن اقتربا من طاولة المسابقات والتبرعات حتي ... رأوا تشاي يلعب مع شاب ضعف حجمه مصارعة اذرع... وهو يرتدي ملابس لاعبي كرة السلة الواسعة جدا عليه
زفرت جويرية بقلة صبر وهي تشعر ان تشاي هذا يكاد يظهر لها من صنبور المياه
أما تشاي فما إن لمحها... وجوارها خالد حتي ترك يد المنافس امامه... وفي حركة مسرحية قفز واقفا علي الطاولة ليصفق من حوله من الشباب العاشقين له
أشار لهم كنجم غنائي شهير بالصمت ليهتف
( والأن حانت لحظة الجائزة الكبرى... التحدي... مبارزة بالسيف والناجي هو الفائز)
طريقه صياحه كانت استعراضية جدا كمديري حلبات السيرك... وكاد خالد ان يضحك لولا نظرات تشاي التي لم تغادر جويرية للحظة... ولأول مرة يلعن حالة جويرية التي لا تشي بما يدور في خلدها حول ذلك المهرج الذي استطرد في عرضه
(المبارزة بيني وبين ... السيد فؤاد خان)
حالة غضب تصاعد معها صدر خالد بالزفرات لمناداة تشاي له باسم الممثل الباكستاني الشهير...في إهانة مبطنة يرفضها
ولكن ما أودي بعقله وجعله كثور لا يري سوي الأحمر هو ما نطق به تشاي بصوت جهير
(والجائزة... ساعة غداء... فقط ساعة وحيدة مع ملكة الفيزياء وأميرة المعادلات والوريثة الشرعية لنيوتن وستيفن هوكينج...چو منسي)
اندلع التصفيق من انحاء المكان... ولولا يدي جويرية يشدان علي ذراع خالد... لكان الأن تشاي نزيل مستشفى سانت جورج قسم الكسور المضاعفة
فما إن تأكدت أنه هدأ... اقتربت چو من تشاي الذي قفز امامها واقفا وملامحه كالعادة صاخبة... تجعلها في لحظة تتوه في زخم كلماتهم واصواتهم
(كم المبلغ المتفق علي ان يدفعه الخاسر؟ وكم سيدفع الرابح جوار جائزته ان يتغدي معي)
كانت مقتربة منه بشكل خطير ... خطير جدا علي قلبه المسكين الذي اخذ مقعد القيادة فجأة وهو يهتف بباقي الأعضاء كقائد حربي " تقدمووووا"
(الخاسر سيدفع مئة دولار والرابح يدفع مئتين ... )

بمنتهي الثبات والهدوء ... فتحت جويرية حقيبتها واخرجت مئتين دولارا.. ثم لترفع ضغط تشاي الذي بدا واضحا كم هو منجذبا لها.. قربت الورقتين النقديتين من فمها مقبلة اياهما بطريقة مغرية
ثم دفعتهما لصدر تشاي لتشرح ببرود أعصاب لا يشي بتأثرها الشديد لنظراته المشتعلة اثارة بها
(انا... ربحت ... فساعة معك سيد تشاي قد تنتهي بي وقد ارتكبت جريمة)



حين عادت مساءا للمنزل... كانت لازالت علي انتعاشها الشديد الداخلي طبعا علي ما فعلته مع تشاي
لازالت نظرته التي تلتهم شفتيها بعدما قبلت المئتي دولار... وصدره الذي يعلو ويرتفع بحنون تأثرا مما فعلت .. يثيران فيها نشوة جامحة
تخيفها...
تخيفها لألف سبب.. وسبب
لم تفعلها وهي مراهقة... ان تدخل في علاقة مع أجنبي... ولا حتي عربي إن جئنا للحق
فهل تفعلها الأن وتغض البصر عن الحرمانية
" استغفرك ربي واتوب اليك"

فتحت هاتفها علي صوت تنبيهات متلاحقة لتجدها رسائل من خالد الذي لم يكتف بالعراك معها في مكتبها بعدما سحبته سحبا كي لا يشتبك مع تشاي بالأيدي... فها هو لازال يراسلها رسائل العتاب المتتابعة
ومجموعة صور لتهاني في أسواق قطر التجارية الشهيرة ... في رحلة تبضع أصرت ان تقتطعها في طريقها للبلاد
لذا قررت جويرية ان تتحدث مع اختها علي الواتس اب ... وترمي رجلا صينيا احمقا بعينين ضيقتين خلف ظهرها
جلست تطبع الاحرف بيد بينما يدها الأخرى تغذي فمها باستمتاع شديد بفطيرة الفراولة والكريمة الشهية... لتتجمد فجأة كلتا يديها
وجويرية تري في منتصف الفطيرة وبشكل ملفت لمن يأكل الفطيرة ... دبوس شعر... داخله ورقة ألمونيوم ملفوفة
(بسم الله الرحمن الرحيم) نطقتها جويرية والخوف يدب في قلبها وهي تنتزع دبوس الشعر وتفتح الورقة.... لتجد ورقة اخري... وأحرف انجليزية تتراقص امام عينيها تصرخ
" ساعديني"


عادت أخيرا...
ولوهلة عاد قلبها شاب ...
وكأن كل هذا الوجع الذي يسكنه ... لم يكن
وكأن الكارثة التي حلت مضاعفة علي عائلتها... لم تكن
رغما عن راوية.. ما إن اشتمت رائحة هواء بلادها حتي ادمعت عينيها شوقا... لكل من فارقتهم من سنوات وتعرف أنها في هذه اللحظة ... لن تراهم لأنهم تركوا دنيانا بمقابحها وصعدت ارواحهم لبارئهم
والديها.. ووالدي زوجها... اختها الكبيرة.. أخيه الكبير... كلهم رحلوا ولم تسمح الظروف ان تودعهم أو حتي تأتي هي أو غسان لأخذ عزاهم

لقد طلبت من غسان مرات ومرات ان تسافر لأهلها في أجازه قصيرة ولكنه دوما كان يرفض ويثنيها عن طلبها بدلاله لها ومحايلته الرجولية التي تأسرها ... ولم تكن هي لترفض... خاصة ولازالت تلك التجربة موشومة في عقلها... حين هربت من غسان
لازالت تذكر حالتها في الشهر الأول من وصولهم لأستراليا
شعرت وكأن روحها تزهق بالبطيء... وكأن شخصا قطع شريانا نازفا فيها وأجبرها ان تشاهد دمها يهرب منها قطرة بعد قطرة والحياة تبتعد عنها خطوة بعد خطوة
حتي وصلت لخط النهاية... ذاك الصباح الذي لم تكن قد نامت قبله بأكثر من أربعين ساعة
وأخيرا غادرت روحها جسدها
أما الروح فظلت نائمة في حضن غسان الذي لا تشعر باستكانة إلا فيه
أما الجسد فتحرك ... غادر الشقة الضيقة ثم سار حتي محطة الاتوبيس
وركب الاتوبيس لساعتين حتي وصل للمدينة ومن هناك
نزل ذلك الجسد وبدل ليركب القطار حتي المطار
وأخيرا.. أخيرا حين وصل لداخل المطار... استيقظت تلك الروح فجاءة لتجد نفسها في العراء بلا حضن حاميها
وبخوف طفل أنتزع من حضن أبيه ... سارعت لأقرب هاتف وطلبته دون ان تدرك عدد الساعات التي غادرته فيها واثرهم عليه
( غسان... انا في المطار... انا.. انا خائفة جدا)
وأتاها غسان... ولأول مرة وبالرغم من كل ما مرا به من قبل... تراه بهذا الاهتزاز
تراه امامها هشا بالرغم من صوته الواعد
" سأفعل أي شيء يا راوية... أي شيء فقط كي تتقبلي غربتك معي"

والأن... وبعد كل تلك السنوات ها هي ترحل بحق
تاركة غسان خلفها... وقد رأت منه خلال الشهر السابق ما لم تره من جفاء في عمرهما معا ومع ذلك عادت وهي من تهربت دوما من العودة
كيف؟ كيف ستعود؟ وكيف ستواجه الاهل بعارها؟
عار كُتِب عليها ان تسير حاملة إياه فوق ظهرها.. يحني قامتها ليوم الدين

(أمي... اقسم بالله اشعر اني كاظم الساهر في كليب قولي احبك ... أو لا لا اشعر كالفتاة في برنامج " العزباء bachelorette " الأمريكي... انظري يا امي وملي عينك من قطع الكنافة البلدي تلك)
اخرجتها المجنونة من افكارها وتأثرها بالفراق والعودة... لترمي ابنتها بسرعة بنظرة تقيميه كي تتأكد أنها كعادتها .. مبهرة
فقبل هبوط الطائرة ...دخلت تهاني لحمام الطائرة وبدلت ملابسها المريحة فستان يصل لبعد ركبتها ذي اكمام قصيرة وفتحة صدر مربعة ... علي هيئة بطيخة
فكان اول ما سمعته حين خرجت من الحمام ... هو همسة مساعد القبطان " منعشة" والتي رفعت معنوياتها لعنان السماء
امام الابنة والام.... وقف ثلاثة رجال تعرفهم تهاني جيدا من محادثاتهم الطويلة علي الفيس بوك
ثلاثتهم في منتهي الاناقة والوسامة...والشبه لأبيها
وفي يد كل منهم هدية...
تمتمت تهاني بانبهار وهي تحييهم وتأخذ باقة الورد ومجموعة البالونات وعلبة الشكولاتة " تماما كبرنامج العزباء"
وقف أحمد ومحمد وغسان المنسي امام تهاني وراوية... كلوحة بعنوان "يقبر قلبي الحلو"
اما الرابع... فقد عرفت تهاني لأسفها أنه مستقر في بلد عربية شقيق
ربتت راوية علي كتف تهاني هامسة بشفقة
( الله يكون بعونك توني ..الاختيار بين الثلاث قمرات... ياربي ما احلاهم.. صورة من غسان في شبابه)
وفي دقائق ... كان أحمد يقود تهاني وراوية لمقهى المطار.. ويسحب لهم الكرسي امام احدى الطاولات بينما يسارع لشراء القهوة لهم
أما محمد ... فقد سارع لإنهاء اوراقهما المتعلقة وكافة الإجراءات
أما عن غسان... والذي لن تنكر أنها تميل له بعض الشيء بسبب الاسم وامتهانه الصحافة كأبيها في شبابه... فقد سارع لقرية البضائع لتحصيل حقائبها الكثيرة
ربما مع أي فتاة غيرها... ستشعر بثورة وتقف حاملة شعارات" انا قادرة علي فعل كل هذا... انا لست قاصر"
أما مع تهاني... فهذا هو ما تتمناه تماما... لا ان تُعامل كقاصر .. ولكن كأميرة... من يحمل عنها ويتحمل المصاعب لأجلها
لقد تعرفت علي الكثير من الشباب في الغربة... بعضهم عرب وبعضهم من جنسيات اخري... لم تجد في أغلبهم ذلك الشعور الذي لم تجده سوي مع ابيها
أنها محمية... مصانة .. مدللة.. ولذا جاءت للبحث عنه في موطن القوارير
بعد ما يقل عن ساعتين كانت المجموعة قد وصلت لبيت اكبر اعمامها ... حيث تجمعت العائلة لاستقبال راوية وتهاني
تهاني ليست حمقاء أو مغيبة... تعرف ان هناك بعض الضغائن والحزازيات التي تولد بين افراد العائلة الواحدة
تري نظرات بنات اعمامهم الغيورة... تفهم تلميحات زوجة عمها المبطنة لامها عن فدا وجويرية
لكن لازال الدفء هنا يرمم حناياها... ويعدها بدفء مشابه إن انتهت مع واحد من ابناء عمومتها
رفعت عينيها تبحث عن المرشح الأقوى غسان
لكن نظراته لم تكن عليها كما هو الحال مع الجميع... نظراته مع ابنة عمهم الجميلة... يرسل لها ابتسامة متسللة فترد عليه بأخري خجول
ففهمت تهاني بلا ألم... فقط قليل من خيبة الامل... ان عليها شطب غسان من اللائحة ... والالتفات للاثنين الاخريين
وبعد يوم طويل مرهق ولكن سعيد... ارتمت تهاني علي السرير الصغير في تلك الغرفة الرائعة في بيت عمها الكبير.. وفي الجانب الاخر من الغرفة سريرا اكبر قليلا لامها
مرهقة... لكن راضية جدا لمجري الأمور تمتمت تهاني بلهجة ناعسة
(تصبحين علي خير اماه)
لم تجبها أمها علي الفور بل بعد لحظة اجابت بلهجة هادئة
(هل سعدت بهذا اليوم حبيبتي وبأجواء المدينة؟)
اجابت تعاني بحماس يقاوم النوم
(جدا جدا يا امي)
ليأتيها صوت أمها من بين طيات النعاس هادئا ناعما
(جيد جدا... وستعجبك بلدتي اكثر حين تزورينها غدا)
فجأة طار النوم... واتسعت عينا تهاني وهي تنتفض معتدلة علي السرير الصغير مستفهمة
(عفوا؟ لم اسمعك جيدا)
وجه أمها في الضوء الخافت بدا مشوشا قليلا قبل ان تراه بوضوح وتري نظرة التصميم علي وجهها
(قلت اني اتفقت مع عمك أبو أحمد سيوفر لنا سيارة مع فجر غد لكي نزور بلدتي ونزور خالتك واخوالك.... لمدة أسبوع)
قفزت تهاني كضفدع في موسم التزاوج لتصبح امام أمها تحاول ان لا تصرخ غيظا حتي لا توقظ اهل البيت
(امي... هل نسيت لما نحن هنا؟ الخطة؟ الزواج؟)
بلامبالاة عدلت راوية وسادتها لتقول بلهجة باردة
(لن تتضرر خطتك من أسبوع... ولكن من جهة اخري ستغضب اختي كثيرا ان عرفت اني في البلد منذ فترة ولم ازرها... نزورها لأسبوع ثم تعودين للمفاضلة بين محمد وأحمد)
خبطت تهاني رجلها بالأرض بغل عظيم
(يا امي... انا الاولي بهذا الأسبوع ...خطتي لها عدة خطوات وكل يوم سيفرق)
بنفس البرود اجابتها راوية
(حسنا... ابقِ انت هنا وانا سأذهب لبلدتي)
انتعش الامل في قلب تهاني لتهتف بحماس
(حقا؟)
خبطت راوية علي السرير وكل برودها يتبخر لتحل محله صورة الام الصارمة والتي علي وشك سحب خفها المنزلي وتجربته علي وجه ابنتها الحمقاء
(طبعا لا ...ستذهبين معي في الصباح للبلدة لزيارة عائلتي يا تهاني... واذهبي الان للنوم والا والله اسحبك من يدك واعود بك لأبيك غدا كي يعيد تربيتك... هيا)
خبطت الأرض برجليها... رمت نفسها علي السرير... " برطمت" لبضع دقائق ... ثم صمتت خوفا مع صياح أمها الخافت
" إن قمت لك ... لن يفرق معي اعوامك السبعة وعشرين وسأضربك بخفي حتي يبين لك صاحب"




بأصابع مرتعشة امسكت جويرية هاتفها وهي تنهض أخيرا من علي مقعدها.. تهاتف خالد
(خالد...اسمعني ...تعال فورا)
لم يسألها حتي لما تريد منه زيارتها في هذا الوقت... بل وقف بسرعة من جلسته مع أصدقائه ودون ان يعتذر لهم حتي... كان ينطلق بسيارته وهى تحكي له التفاصيل
(حسنا جويرية... )
صوته ينطق قلقا
( لا تتحركي من شقتك واغلقي الباب جيدا... دقائق واكون عندك...)
صمتها لم يريحه وهو يسمع تلاحق أنفاسها.. فصرخ عليها
(جويرية... ماذا تفعلين؟)
أجابت بصوت هامس لا يكاد يصله
(انا امام شقته... سأطرق الباب عل الضحية تجيبني)
زاد صراخه حتي ألتفت المارة له بانزعاج متخوف
(يا غبية ماذا أن كانت كلها خدعة لأجل ان يسحبك لشقته ويفعل بك ما شاء؟)
لم ترد لثوان ولا يصل له صوت سوي طرقات هادئة تحولت لأخري عنيفة وهو... هو أصبح علي بعد خطوتين من بنايتها
الرعب يملئه وذكري عمرها سبع سنوات تشوش رؤيته
صورتها تغرق لتنقذ أخري... وهو ليس هناك
صورتها ملقاة علي الجسر القديم والمارة يحاولون انعاشها... وهو ليس هناك
(انا امام جراجه الخاص)
صوتها الجامد وصله مع صورتها الواقفة امام الجراج وهو يوقف سيارته ويغادرها اليها... ليلتقط أخيرا أنفاسه المرتجفة
بجمود الملامح وخرس لغة الجسد قابلته تشرح وهي تفتح الجراج الخاص بشقة جارها
(ليتنا نجد أي دليل علي هوية الفتاة)
لم تكمل الجملة... وليتها ما تمنت
فأمامهما وعند قدميهما في الجراج الخالي... سترة نسائية غارقة في دماء صاحبتها

بعد ما يزيد عن الساعة...جلست جويرية تحتسي بهدوء مثير للعجب مشروب الشكولاتة الساخن الذي أعطاه لها الضابط في قسم البوليس وهي تؤكد بجمود
(قلت لك لم ارها من قبل ... انا حتي لا اعرف ان كانت الفتاة فتاة... حكمي أنها فتاة من سترتها وكلامه عنها بصيغة " رفيقتي"... لكني لم اره قبل صباح اليوم أو اري رفيقته... فقط أصوات خلال الجدران)
دخل ضابط اخر معلنا لجويرية وخالد المتلهفين لأي خبر يطمئنهم ... أنهما لم يتأخرا
(اخبرني مالك البناية عن بيناتهما.. مشرق شهير .. مواطن استرالي.. عمره سبعة وعشرين عاما... يعمل كموظف في البنك الدولي)
صمت للحظة وبدا كأنه مشفقا علي جويرية مما سيعلن
(وفعلا تسكن معه فتاة ولكنها ليست رفيقته... بل زوجته منذ ستة اشهر فقط
ليِّنة شهير... مواطنة عربية وهنا بفيزا مؤقتة لزواجها من مشرق.. عمرها واحد وعشرين عاما.. ولا تعمل)
مد خالد كفه يشد علي كف جويرية مؤازرا وهو متأكد ان كل كلمة تنزعها نزعا من جواره... تزرعها فوق ذاك الجسر من سنوات...وتأكيدا علي مخاوفه تمتمت
(طفلة مثلها... لا أظنني انقذتها)
شد أكثر علي كفها حتي يخرجها بالألم الجسدي من ألم اكبر وهو يردد بعنف رغماً عن صوته الخفيض
(لكنك انقذت فدا... لا تعودي لنكران ذلك الواقع... فدا حية ترزق بسببك)

ولكن جويرية لم تسمعه...كانت تسمح لنفسها بالغرق في ذكري تسحبها وتلف حول عنقها كحية رقطاء
تسحبها ليوم الحادث..
كانت جويرية خلف مقود سيارتها الصغيرة... شعرها الطويل مجموع في ذيل حصان يتهادى في عليائه
وابتسامة واسعة علي وجهها
وكيف لا تبتسم وقد اختارتها فدا لكي تصطحبها في نزهة بعد طول اعتزال
(چو)
نداء فداء الخافت من المقعد المجاور جعلها تلتفت هاتفة
(يا عيون چو)
حاولت فدا رسم ابتسامة علي شفتيها ولكن لم تستطع وعذرتها جويرية
(اريد الذهاب للجسر القديم ... تعرفين كم احب هذه البقعة)
بحماس شديد هزت جويرية رأسها مؤكدة
(طبعا حبيبتي ... للجسر القديم اذن!)
وعلي الناحية النائية من الجسر أوقفت جويرية السيارة وهي تظن أنهما سيظلين داخل السيارة كما تعودا
لكن فدا بحركات ثابتة حلت حزام الأمان وهي تشرح لجويرية
(سأنزل لاستنشاق بعض الهواء... لا تغادري السيارة.. سأعود بعد لحظة)
تركتها جويرية وهي تظن أنها تفعل الصواب بأن تترك لفدا قليل من المساحة الشخصية
ظنت بأنها تفعل الصواب.. وهي تري فدا تفتح ذراعيها كي يتسلل لها النسيم البارد والشمس التي لم تكن دافئة
عرفت أنها أخطأت ... وهي تري فدا تميل بجسدها علي سور الجسر
وتميل..
حتي سقطت في المياه العميقة
حتي غابت أخر لمحة من فدا وأخر لمحة من جويرية خلفها .


سبحان الله وبحمدع

noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-07-20, 01:45 PM   #254

Faten Farid

? العضوٌ??? » 432211
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » Faten Farid is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووور ❤❤⚘⚘⚘⚘⚘

Faten Farid غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 01:58 PM   #255

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 12 والزوار 34)
‏shymaa abou bakr, ‏Freespirit77, ‏sayedaa, ‏MSoliman6, ‏Khawla s, ‏فراو, ‏باااااااارعه, ‏Faten Farid, ‏mayna123, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏لولو عماره, ‏لولا عصام


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-07-20, 02:12 PM   #256

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

يا اللهي شيماء آلمني قلبي بشدة على فدا وجويرية وأنا أبكي الآن😭😭😭

سلمت يداك ومتشوقة للقادم وحل الألغاز.

دمت بخير 💖💖💖


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 02:23 PM   #257

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
يا اللهي شيماء آلمني قلبي بشدة على فدا وجويرية وأنا أبكي الآن😭😭😭

سلمت يداك ومتشوقة للقادم وحل الألغاز.

دمت بخير 💖💖💖
حبيبتي ❤❤❤سلمتي ياقمر من البكاء وسلامة قلبك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-07-20, 02:28 PM   #258

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

ماكنتي كملتي القفله ياشيموووووووو 😂😂راويه وكل الضغوط على فدا كان بسبب جو مش فاهمه 🤭🤭ام النكد وخوفها من العرب ليحكو لامها مش طبيعيه هاي الام لهدرجه مخوفه فدا نفسي امسك رقبتها واكسرها بنقهر وهي عم بتحكي مع جو وتوتو بكل رواق وحب وفدا لا يخرب بيتها 😒😒
تشاي ياعم مصارعه يامززز 😂😂😂
وشو الي حصل بين العائله غسان وخالد غموض بكل فصل ياشيمو
فاضل هيموت ويعرف ام النكد مالها قرب ينجلط الزلمه 😂😂
توتو لا رح تتزوج احمد ولا غيرو ممم شكله العريس من اهل امها 😜😜
تسلم ايدك ياقمر فصل ممتع ومشوق 💖💖


Khawla s غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 02:34 PM   #259

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
ماكنتي كملتي القفله ياشيموووووووو 😂😂راويه وكل الضغوط على فدا كان بسبب جو مش فاهمه 🤭🤭ام النكد وخوفها من العرب ليحكو لامها مش طبيعيه هاي الام لهدرجه مخوفه فدا نفسي امسك رقبتها واكسرها بنقهر وهي عم بتحكي مع جو وتوتو بكل رواق وحب وفدا لا يخرب بيتها 😒😒
تشاي ياعم مصارعه يامززز 😂😂😂
وشو الي حصل بين العائله غسان وخالد غموض بكل فصل ياشيمو
فاضل هيموت ويعرف ام النكد مالها قرب ينجلط الزلمه 😂😂
توتو لا رح تتزوج احمد ولا غيرو ممم شكله العريس من اهل امها 😜😜
تسلم ايدك ياقمر فصل ممتع ومشوق 💖💖
فاضل مش عارف يلاقيها منين ولا منين
من شهيدة ولا من ام النكد!!!😂😂😂😂


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-07-20, 02:34 PM   #260

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 19 والزوار 63)
‏shymaa abou bakr, ‏زهره الربيع2, ‏وسام عبد السميع, ‏Khawla s, ‏MSoliman6, ‏غروب الامل, ‏lotus baka, ‏داليا كريم, ‏الطيبات, ‏Sea birde, ‏فديت الشامة, ‏Freespirit77, ‏sayedaa, ‏فراو, ‏باااااااارعه, ‏Faten Farid, ‏mayna123, ‏لولو عماره, ‏لولا عصام
أدوات الموضوع


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.