آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-20, 02:52 AM   #301

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حناان محمد مشاهدة المشاركة
مبروووووك حبيبتى شيماء
بداية موفقة
يسعدنى ان اتابع معاكى الرواية
وعلى فكرة دى اول مرة اتابع معاكى فصول. مع انى قراءت معظم كتاباتك ❤❤❤❤❤❤❤
حبيبتي يا حنووون يارب متندميش ع المتابعة




shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-07-20, 02:53 AM   #302

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msoliman6 مشاهدة المشاركة
في انتظار الفصل الجديد
الرواية دي بالنسبة لي بتمس حاجة جوه قلبي بالذات في التوقيت ده
احساس الغربة والاغتراب جايه علي الجرح
ربنا مايجيبش وجع ولا جرح يااارب😍😍😍


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-07-20, 11:28 AM   #303

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

اهو منتظرينك، مش وحدك ولا حاجه:heeheeh:



م ام زياد غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 11:35 AM   #304

Shaimaa Zayan

? العضوٌ??? » 463449
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » Shaimaa Zayan is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين الفصل الخامس ان شاء الله

Shaimaa Zayan غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 11:37 AM   #305

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 11:48 AM   #306

Freespirit77

? العضوٌ??? » 438407
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » Freespirit77 is on a distinguished road
افتراضي

نداء الى الصبارة الوحيدة 🌵
لست وحدك
نحن هناااااااا


Freespirit77 غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 12:17 PM   #307

MSoliman6

? العضوٌ??? » 387940
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » MSoliman6 is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار 👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻

MSoliman6 غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 12:55 PM   #308

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
اهو منتظرينك، مش وحدك ولا حاجه:heeheeh:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shaimaa zayan مشاهدة المشاركة
منتظرين الفصل الخامس ان شاء الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة freespirit77 مشاهدة المشاركة
نداء الى الصبارة الوحيدة 🌵
لست وحدك
نحن هناااااااا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msoliman6 مشاهدة المشاركة
في الانتظار 👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻


احلا شعب شهب لاجئات هههههههه مع اننا خلصنا لاجئات بس لايمنع بردو


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 15-07-20, 12:56 PM   #309

sira sira

? العضوٌ??? » 391432
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » sira sira is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الفصل 🌹🌹🌹🌹

sira sira غير متواجد حالياً  
قديم 15-07-20, 12:56 PM   #310

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

مغتاظة جدا حد الاشتعال... ركبت تهاني السيارة الثانية مع أمها ليصلا لبلدة الأخيرة النائية غيظها له سببين
أولهما.. اصرار والدتها علي الرحلة المتعجلة ... قبل ان تُفَعّل خطتها
ثانيهما ان صورة احمد ابن عمها اهتزت بقوة في عينيها.. فقد تفاجئت به حين بدلا السيارة عند اطراف العاصمة بأخري ذات دفع رباعي لتوصلهما للبلدة.. فوجئا به يعلن انه سيعود مع السائق وهما سيكملان... وحدهما مع السائق الاخر
" تلك هي عقدتك يا تهاني... لم تتمكني من ان تصبحي غربية... ولم تتمكني من البقاء شرقية"
زفرت بضيق وهي تشعر بالكفة تخلو إلا من محمد ابن عمها... اخر المرشحين
لا مشكلة شخصية لها مع محمد سوي انها لم تنجذب له نهائيا
"لا مشكلة... اذا ركزت قليلا ستنجذبين له"
(تهاني)
نداء أمها اخرجها من افكارها المتجهمة ... والتي غلبها حنان قلبها وهي تري أمها تعدل حجابها وملابسها بلهفة ووجهها وكأن عمره نقص عشرة أعوام
(نعم يا رورو)
اتسعت ابتسامة أمها مع نداء تهاني لها باسم التدليل الخاص بأبيها... قبل ان تهتف بفرحة
(دللتيني كأبيك... اذن سامحتِ)
لم تكن يوما أنانية... بل عاشت سنوات عمرها ... خاصة السبع الأخيرة لأجل ابتسامة أو فرحة عابرة في تلك العائلة الكئيبة
لذا فبالتأكيد لن تمنع أمها من فرحة لقاء أهلها بعد طول سنوات الغياب
فأجابت بحب
(طبعا يا راوية سامحتك... انا ابنة غسان ولذا انا مثله... أجيد فن المسامحة)
تجهمت ملامح راوية وراح عنها التلهف وهي تفهم ما ترمي له ابنتها...وقبل ان تجيب أمها أو تجادل...صوت زمور سيارة متواصل قاطعهم... ليلتفتا لسيارة عتيقة تمر جوارهم وسائق سيارتهم يعلن
(يشير لنا سائق السيارة بالتوقف... )
ثم أمرهم بلهجة حازمة
(سأوقف السيارة لأري ماذا يريد... لكن لا تغادرن السيارة أو تفتحن النوافذ)
مدت تهاني رأسها للأمام بطريقة مضحكة تسأله
(هل انت متأكد انك لا تقرب لابي؟ انا ابحث عن عريس وانت بحزمك هذا...)
سحبتها أمها بسرعة قبل ان تسبب لها فضيحة وهي تقرصها من فخذها موبخه
نزل السائق من السيارة ليقف بين سيارته والأخرى حاميا للمرأتين... وتهاني الغير شاعرة بالخطر تتقافز بجنون في المقعد إعجابا برجولة السائق... الذي عاد ليسأل راوية
( سامحيني أمي في السؤال)
قاطعته تلك التي تيقن من انها غير طبيعية بهتاف لأمها
(ارأيت امي يناديكِ أمي... والله يريد الزواج مني)
قرصتها أمها ثانية لتخرسها وتسمع سؤال المسكين
(الرجل يقول ان اسمك الخالة ام جويرية وانك خالته)
هتفت أمها صارخة وهي تترجل من السيارة بحماس مجنون... مؤكدة للسائق ان العائلة كلها " خُلل"
(صهيب)
بعد سلام باك من أمها ... رزين جدا من ذلك الصهيب ... وقف امامها...
ليس طويلا جدا... ولكنه الطول المناسب
ليس عريضا كالمصارعين... ولكنه العرض المناسب
لا يشبه ابيها... ولكنه شرقي بما يكفي
لذا وقفت تهاني تتقافز امامه كحبة ذرة في مقلاة وهي تهتف بحماسها المجنون
(مرحبا... انا تهاني ... وأبحث عن...)
خيم صمت ثقيل ... يشبه صمت الصحراء المحيطة بهم
وعينيه التي انتزع من فوقهما نظارته الشمسية... تخرسها
فيهما رزانة... ووقار... وتعقل... اخرسها
صوته العميق وهو يسأل
(تبحثين؟)
داخلها تتعجب... ما أثقله ! حتي أنه لم يسأل سؤالا كاملا
لم يطاوعها لسانها في إجابتها المعتادة وتحت نظرات أمها المتشفية ... اجابت مغتاظة
(ابحث عن ابتسامتك ... هل ذابت من حرارة الصحراء)
ليتها ... تهاني بنت راوية... لم تنطق بهذا السؤال
لان صهيب حينها... ابتسم
ابتسم صهيب ابتسامة مغلقة لا تُظهر أسنانه وحتي مع الابتسامة لم تنحل عقدة حاجبيه... لكن الابتسامة أعجبتها
فسمحت لنفسها بتأمله وهو يتبادل حديث مختصر مع السائق قبل ان يدعوهما لسيارته
مقارنة سريعة بدأت في عقلها الانثوي
مقارنة ما بين صهيب هذا وأولاد عمومتها
مختلف عنهم في كل شيء... بشرته القمحية وشعره الأسود كما لون عينيه
سيارته القديمة والتي يبلغ عمرها علي الأقل أربعين عاما
حتي هيئته الخارجية..


(فرصة لا تعوض)
غمغم بها غسان وهو يرفع قهوته عن النار يصبها لنفسه ولجويرية
فبعدما انتهت تحقيقات البوليس الليلة السابقة ... استجمع خالد كل دكتاتوريه أجداده وأعلنها صريحة
(علي جثتي يا جويرية ان تظلي في شقتك ليلة واحدة... لا استبعد ان ذلك المجنون عرف ان زوجته المسكينة طلبت مساعدتك ... وسيعود ليتخلص منك كما تخلص منها)
صوتا ساخرا أصدرته من فمها... أجابها عليه الضابط مؤكدا ما قال خالد
(ما يقول السيد خالد صحيحا انستي... لا يمكن بقاؤك وحيدة... وإن لم يكن لديك مكان اخر بإمكاننا تعيين حراسة)
اختنقت جويرية بكل هذا الاهتمام المنصب عليها ... ورفضته بصمت
لأنها اكثر العارفين بصديقها المزعج والذي لن يتركها إلا حين تنفذ أمره
(لكن لازلت لا افهم لما عرفها علي انها رفيقته؟)
شرح الضابط المسئول عن وحدة العنف الاسري في القسم بخبرة مؤسفة
(كثير من جناة العنف الاسري يظنون ان الناس لن تسارع بإنقاذ الضحية أن كانت مجرد رفيقة أو عشيقة.)
سرت قشعريرة نفور واستنكار في جسد جويرية واستأذنت للرحيل ولكن خالد أعاد بصلابة
(علي بيت ابيك ... اعرف انك تكرهين القيادة من والي المدينة... فلا امانع ان أكون سائقك حتي يُقبض علي ذلك المجرم)

رددها غسان لنفسه ثانية وهو يعطي لجويرية التي لازالت في بيجاما نوم سوداء فنجان القهوة خاصتها
(فرصة لا تعوض)
رفعت وجهها تواجهه بملامح ساكنة لتتغمغم هي الأخرى
( بلا ضغط يا ابي... ارجوك)
لو قيل له انك أصبحت اغني رجل في العالم... ما كان ليسعد كتلك اللحظة وابنته تفتح بابا موصدا... لصغيرته
نادي غسان بصوت منتعش
(فيدو ... عبدالله... هيا للإفطار)
لقد قابلت فدا جويرية حين وصلت مع خالد مساءا... ولازالت علي ارتباكها وتوترها وهي تكتشف ان جويرية ستقضي معهم بضعة أيام
اما عبدالله الذي لم يرها ولم يعرف انها موجودة...كان استقباله لها... استقبالا ملكيا
قفز عبدالله في سعادة وهو يراها تجلس جوار والده حول مائدة الإفطار... ثم انقض علي جويرية التي تلقته في ذراعيها... يحتضنها ويقبلها كثيرا
لم تجلس فدا علي مائدة الطعام ولم تقرب الإفطار الذي أعدته جويرية... بل أعلنت بارتباكها المعتاد
(سأرحل للعمل... وداعا)
ما إن خرجت... حتي تركت جويرية معلقتها بملامح جامدة.. ولكن اباها كان قادرا علي رؤية يأسها... فلم يجد سوي الربت علي كفها المرتاح فوق الطاولة متمتما
(ستلين... سيأتي اليوم وستلين مرغمة)
فتردد جويرية بنظرات ساهمة
(متي! متي؟)

وهو يري سيارتها تلج للجراج الخاص بالمطعم... حاول فاضل إخفاء ابتسامته وهو يدرك ما سيحدث بعد لحظات
اقتربت " أم النكد " من فاضل محيية... وكأن درس القيادة خفف حدتها معه
(صباح الخير يا فاضل)
هز رأسه لأن بين ذراعيه يحمل صندوقا ثقيلا من البرتقال ورد التحية
سبت فدا نفسها وهي تبعد نظراتها عن ذراعيه القويين المتعرقين والظاهرين من تيشرته قصير الاكمام
( أين افطاري... اشعر بالجوع الشديد)
شهقت فدا ضاربة جبهتها لأنها نسيت الإفطار اليومي الذي يرسله غسان معها إن تأخر هو في الحضور ... لفاضل
أما فاضل فمستمتعا بإحراجها والحمرة التي ضربت وجهها بدلا من شحوبه المعتاد...
لقد هاتفه غسان معتذرا منذ دقائق بعدما وجد علبة الإفطار لازالت علي الطاولة
اما فدا فقد تلاشت في وقفتها حرجا وخزيا .... وحنانا
(والله دقائق وسأكون قد اعددت لك أحلي إفطار تأكله في حياتك)
شيئا في كلماتها المتسارعة يجعل من الصعب علي فاضل التحكم في ابتسامة مغلقة ارتسمت علي شفتيه



مرت نصف ساعة تقريبا... وسمع رضا يناديه من نافذة المطبخ
(تعال يا فاضل ... الإفطار معد علي شرفك)
توقع ان يكون الإفطار... إفطارا غربيا شبيها بال" سموزي الغنم"
لم يتوقع اللبنة المزينة بأوراق النعناع... البيض المقلي بالزبدة... شطائر الزعتر... والقهوة العربية ذات الرائحة النفاذة
رفع نظرات مندهشة لفدا سائلا
(انت؟)
تلاهت فدا بقضمه من شطيرتها وهي تهز رأسها مؤكدة..
(اسألها ماذا تأكلين؟)
أمر لُطف كان عجيبا ... لكنه اطاع... فزفرت فدا بقلة صبر وهي تضع أخر قضمه في فمها معلنة
(لا شيء)
وتبتعد لداخل المطبخ
فيعلن رضا بصوت خفيض
(شطائر الزبادي... فلفدا اغرب ذوق قد تسمع عنه فيما يخص الطعام)
بعد دقائق دخل غسان... لتكتمل اللمة

ابتسم مطالعا الرسالة التي وصلت علي هاتفه... قبل ان يعلن
(انه ناجي ... سيحضر الأن... لا اعرف اين اختفي لأيام)
لم ينتظر إجابة ولم يتبرع احدهم بإعطاء واحدة ... إلا الحاجة لُطف التي قالت بعدما مصمصت شفتيها
(عريس جديد كما تعرف ويحق له التدلل)
ضحك فاضل وانتظر ان يضحك رضا وغسان ولكنهما لم يفعلا... بل هرب كلاهما بعينيه منه
ليسأل فاضل باستنكار
(تزوج؟ وهل تعرف شهيدة بذلك؟)
لتجيب العجوز بحكمة ساخرة
(بالتأكيد وصلها خبر... فنحن العرب حتي لو عشنا في المريخ... لازلنا نعشق تناقل الاخبار مثل من تزوج ومن طلق ومن حملت)
هز فاضل رأسه وكأن الفكرة ثقيلة صعبة التصديق ولكنه عاد يسأل تلك التي تبوح دون ادني ضغط
(لما اشعر وكأنها ليست المرة الاولي؟)
أصدرت العجوز صوتا اعتراضيا بفمها قبل ان تصفق يديها معا وهي تؤكد
(قل العاشرة... العشرين... توقفنا عن العد)
هتف رضا بتوتر
(يا أم رضا... توقفي عن المبالغة)
لكن امه لم تسكت ... بل اشارت له بغيظ
(انت يا رفيق السوء انت... كم مرة شهدت علي عقد زواج لناجي؟)
زفر رضا بعدم صبر
(لقد توقفت انا الاخر عن العد ... لكن بالله اسكتي)
فدخلت امه في مشاحنة معه لأمره لها بالسكوت... اما فاضل فكان كمرجل نار... تهدد اعصابه بثورة امام غسان الذي حاول تهدئته
وفدا... الخائفة من لباس الغضب الذي تراه عليه لأول مرة
فيقشعر بدنها...وتسري فيه موجات كهربية لذيذة ..تكرهها

دخل ناجي بعد لحظتين ملقيا سلاما عاليا... ليرد عليه فاضل بملامح عاتبة
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... هل لي بكلمة معك يا ناجي؟)
ويسبقه للخارج
جرت فدا للحمام الصغير لاستعمالها هي ولُطف... تراقب المشهد من النافذة الصغيرة
امامها وقف فاضل بطول بدا مضاعفا لطوله.. وصدره يزداد عرضا وكأنه يعلن سطوته علي الموقف
(اين كنت يا عم ناجي؟)
سأل... وفي عينيه قرأ ماخشاه... قرأ فرق يلوح بالافق
فأجاب ناجي بصراحة
(نعم يا فاضل تزوجت)

للحظة وقف فاضل يقبض ويبسط راحتيه...ويستغفر ...
قبل ان يسأل بهدوء اثار دهشة المتلصصة
( طلقها وانتهينا ... ولكن لن تكسرها هكذا امام الكل حتي وإن ارتضت هي
انت قلت انك كنت تصونها وتحميها لأنها وحيدة... وها انا اكررها لك... من قلبي اشكرك لصونك عرضي في غيابي ولكن الان انا هنا )
" عرضك" الكلمة رنت في روح ناجي الخاوية.. تعيده بقسوتها لهاجسه الأوحد " هل يستطيع يوما العيش وشهيدة لا تخصه"
لوهلة شعر فاضل ان ناجي يشيخ... وكأن سنواته الخمسين ازدادوا اربعينا اخري وهو يحني رأسه ولا يجيب إلا بهزة رفض
اوجعها قلبها وهي تراقب ناجي وهي أكيدة من سبب رفضه الذي نطقه ببطء شديد
( لا يا فاضل...وقبل ان تسأل عن السبب... فسأجيبك... لأنني اعشقها)
وبقهر اقشعر له بدن فاضل .. ودمعت فدا لأجله...استطرد
(لأني اعشقها عشقا...اكرهه)
ثم وبحرقة شديدة شد علي ذراع فاضل
(والله يا ولدي اني لأعيذك من ان تعشق عشقا تكرهه... بل اني اشعر في بعض الأحيان اني اكرهها هي نفسها)
في هذه اللحظة خرج رضا وغسان ليطمئنا علي الوضع... فأسقط في يديهما وهما يريا فاضل جامد وناجي بهذا الاهتزاز
اما فاضل فكان في واد اخر... لا تتحمل رجولته ان يتقبل هذا الوضع المريض ... ولا يسعفه قلبه بأن يقسو علي الواقف امامه
وبعد صمت عم للحظات ... تحدث فاضل بصوت بعث الدفء في اوصال فدا
( عمي ناجي... انت ناديتني ولدك... والله العليم اني اراك كأب منذ سنوات... لكنها أمي وواجبي ان ارعاها مهما كان خلافي معها..
الزواج بأخري وأنت متزوج من إمراءة كشهيدة هو كسر... مهما رسمت هي وتفننت في اظهار العكس)
اخذ نفسا عميقا وهو يمرر أصابعه علي ذقنه... ولا تدري لما شعرت فدا بتلك الأصابع علي وجهها تداعبه.. ولكن صوته افزعها ... ليس لصلابة أو علو ... بل لما حمل من قوة
(لكن الان وامام هؤلاء الرجال اللذين اعتبرهم عائلتي الان... لا حل اخر عندي
اما ان تطلقها في التو واللحظة وننتهي من تلك الزيجة التي لاتشبه الزواج في أي شيء
أو تعود الان معي اليها... كما يصالح الرجال في بلادنا نسائهم... تشتري لها قطعة ذهبية وتهديها لها... وانتهينا)
بدا الصراع واضحا علي وجه ناجي ... حتي أنه شحب شحوبا شديدا فاشفق عليه الجميع... لذا تدخل
غسان مقاطعا
(يا فاضل... لا احد منا علي دراية بما أوصل زيجة والدتك بناجي لهذا الحال... والأمور لا يمكن ان تحل بالأبيض والأسود فقط)
تربع فاضل سائلا ولا يعجبه مزيدا من المماطلة
(ماذا تعني يا عم غسان)
أجاب غسان وهو يتحدث بالمنطق واللين مشفقا علي صديقه
(اعني اعطهم فرصة... مهلة ثلاثة اشهر.. ليحاولا اما حل مشكلاتهم أو الانتهاء من الزيجة بأكملها)
للحظة بدا فاضل وكأنه تمثال لا يتحرك وقد ادركت فدا أنه يصبح في تلك الحالة حين يستغرق في التفكير ثم استطرد ابيها بلهجة مبطنة
(كما اننا لم نسأل رأي الست ام فاضل أصلا... فربما لها رأي أخر)
في هذه اللحظة نسي عقل فدا وقلبها تربيتها الأجنبية وتذكر كل ما فيها شوق الشرقية لذلك الشرقي المعتد بنفسه المتحكم ... وفاضل يجيب بصوت صارم لا يخلو من الاحترام
(انا رجل أمي والمسئول عنها... ارادت أم رفضت... وأنا اكيد ان ما أقوله واتفق عليه في مجلس رجال كهذا سيسري عليها)
ابتسم غسان واعجابه بفاضل يزداد ويتمني داخله رجلا مثله في ظهره وظهر بناته
اما فاضل فاستطرد بصلابة وكأنه برغم من صغر سنه يفرض سطوته علي الرجال
(حسنا ولكن خلال الثلاثة اشهر المهلة ... سأري انا الاخر ان كانت تلك الزيجة صالحة لكليهما ... ام انها مجرد وسيلة تعذيب لروحيهما)


أوقف خالد السيارة في جراج الجامعة لتترجل جويرية ولكنها لم تفعل... بل لفت له بقلة صبر توبخه
( أرأيت لما أوصلنا مخ التيس برأسك هذا؟ انا تأخرت علي فصولي ... وأنت تأخرت علي عملك…سأعود..)
قاطعها خالد بنزق هاتفا
(جويرية بالله عليك ارحميني.. لم أخذ كفايتي من النوم لان امي لم تتوقف عن الولولة خوفا عليك حتي منتصف الليل بعدما حكيت لها ما حدث.. واستيقظت اليوم في قمة الحاجة لسيجارة ... فأكتشف ان بسبب مغامرتك البوليسية أمس نسيت شراء سجائر.. لذا أخرسي)
علا صوته بغيظ شديد مع كلمته الأخيرة... فلم تجبه وطول صداقتها به يخبرها كيف يكون خالد بلا سجائره التي كانت شاهدة علي أولها
نزلت من السيارة دون وداع... تتجه لمبني الفيزياء... ليهتف خالد منبها لها
(سأمر عليك في الرابعة... اياك ثم اياك المغادرة بدوني)
ثم انتفضت لزمجرة سيارته اعتراضا علي سرعته في المغادرة
طقطقة رافضة جعلت جويرية تتلفت بحثا عن صاحبها والخوف مما حدث أمس لا يمكن انكاره... لتهدأ وترتاح وهي تري تشاي واقفا مستندا علي سيارته ... عاقدا ذراعيه امام صدره
لم يكن مبتسما كعادته..
كيف يبتسم وهو يراها تنزل من سيارة الأخر في هذه الساعة المبكرة... وبملابس أمس؟
كيف يبتسم والأخر يصرخ عليها وهو لا يملك الا ان يقف بعيدا... لأنه لا يحق له التدخل.
(مشاكل في النعيم ! Trouble in paradise )
قالها بالإنجليزية مستهزئا...يخفي الثلاث غاءات المزعجة... الغيظ.. الغل.. والغيرة
هي وبالرغم من كل ما مرت به... لازالت انثي
لازالت التلميحات المبطنة والنظرات المشتعلة... تلهب انوثة تنعم داخلها بسبات عميق
ونظرات تشاي وكلماته... وحتي لغة جسده التي تحقد عليه لأجلها...تدغدغ غرورها وتخبرها أنه ...منجذب
لذا بنفس الملامح الجامدة إلا من شبح ابتسامة رفعت كتفيها بقلة حيلة مصطنعة
( ما باليد حيلة!)
اغتاظ تشاي وأشتعل وهو يراها تلمح لضعفها امام خالد... فيزم شفتيه التي اعتادت جويرية عليهما متسعتين بابتسامة
هو بطبيعته محب الحياة والمرح والبهجة... ويكره المشاعر السلبية جملة وتفصيلا
لكن من اين أتاه الحقد والتعدي الذي ألهمه كلماته الاتية لا يدري
(ربما كان عليك تغيير ملابس أمس حتي لا تعطي لطلابك أفكارا وقحة)
لم يعطيها فرصة للرد ... للاعتراض علي تلميحه واهانته المبطنة
بل سارع مبتعدا... لتكون تلك اول مرة ينصرف هو عنها وليس العكس كما الحال دائما
اما جويرية ... فتجمدت في وقفتها لثوان واللون الأحمر النادر يغزو بشرتها
(لقد ظن انني قضيت الليلة مع خالد... هل جن هذا ؟ ألا يعرف اني عربية ؟)



لم يذهب لمحلها من قبل... لكن داخله حاجة ملحة لأن يضع النقاط فوق الحروف... وينهي هذا الموقف المائع
لذا بعد ساعة .. أوقف ناجي سيارته بعيدا عن محل شهيدة كي يترجل فاضل... ليرمي السلام ويهم بالابتعاد
(فاضل)
استوقفه نداء ناجي الذي رسم علي شفتيه وملامحه مشاغبة لاتصل لعينيه المنطفئة بقلق مستحيل اخفائه
(اذا رفضت اتفاقنا وارادت العودة الان... انا مستعد)
عقد فاضل ذراعيه امام صدره ليقف مباعدا بين ساقيه ويبادله المشاغبة بمثلها
(وإن رفضت اتفاقنا وارادت الانفصال... هل لازلت مستعدا؟)
ابتسم ناجي ابتسامة اثارت الغيظ في نفس فاضل... ابتسامة رجل واثق جدا ومثبت أقدامه
( ياعم فاضل لا تقلق عليِ ... انا مسنووود)
وضحك مقهقها علي وجه فاضل المحمر غيظا
والذي سأل بنفس الغيظ
( ألن تخبرني عن سبب الخلاف؟)
بهدوء ورزانة لا تخلو من المرح أجاب ناجي
(ألف سبب يا فاضل أو أكثر... أمك يا أخي صعبة كالمعادلات الرياضية التي تسببت في تركي التعليم)
تبسم الشاب علي الرجل الخمسيني الذي تبدل حاله منذ اعلن انه سيطلق تلك الزوجة المؤقتة دون ظلما لها.. لان ذلك بناءا علي اتفاق ما قبل زواجهما
تعجب فاضل من ذلك وشعر حتي قبل الإعلان ... بل منذ ان رأي ناجي ... ان زيجة الأخير الثانية حمل ثقيل علي عاتقه... حملا بدا معه مثقلا كئيبا...

ولثاني مرة يتعجب كثيرا لمتجر أمه... فالمتجر مختلف تماما عن متاجر الملابس في بلادنا...لا بهرجة ولا ديكورات
مجرد محل عادي عملي جدا ... مكدس بالملابس المعلقة علي علاقات كبيرة ..مع التدقيق لاحظ الغرفة الداخلية
ومع تدقيق اكثر ... رأها تجلس خلف ماكينة الخياطة وعلي انفها نظارة انيقة يراها لأول مرة
ومن البعد لاحظ فاضل... امه لم تعد ذاتها
فإن دققت ... ستلاحظ انها كَبُرت وبدأت التجاعيد في وشم ملامحها...
اكتشف فجأة انه لا يعرف الكثير عن امه
لقد رددت هي اكثر من مرة وقالها ناجي .. وقالتها لُطف
(شهيدة شقيت كثيرا... حفرت في الصخر لسنوات)
هل تعبت امه فعلا كل هذا التعب الذي يلوحون به؟ ولأجل ماذا ؟ لأجل البيت والمحل؟
(نعم يافاضل)
رد علي نفسه
( فأنت لم تكمل الشهرين هنا وها انت تتأكد ان هذا هو الحلم الغربي... ان يكون لك بيتا تملكه مهما صغر وان تكون مدير نفسك مهما كان العمل)
قاطع مراقبته البعيدة ... سواد
رفع نظره قليلا... ليري فتاة جميلة الملامح التي تنطق انا غربية بأعين شديدة الزرقة وبشرة بيضاء مزينة بالنمش.. وحجاب اسود محكم
بغيظ تمتم فاضل لنفسه وهو يتذكر اخري لا تتخلي عن الأسود
(ما بهم بنات تلك البلد ... ألا يعترفون بباقي الألوان)
ولكن ما جذب انتباهه بحق هو طولها الفارع والذي لم يره من قبل علي فتاة ... يصل طولها تقريبا للمئة وتسعين سنتيمترا علي اكثر تقدير...
ابتسمت الفتاة في وجهه ابتسامة حلوة جعلتها بالرغم من بنيتها الجسدية العريضة تبدو كطفلة في الخامسة
(صباح الخير... كيف يمكنني مساعدتك؟)
ليجيب بإنجليزية ثقيلة وابتسامتها تجبره علي مبادلتها بأختها.. اجبارا ليس بدافع الذوق والتهذيب وانما لان ابتسامتها معدية حقا
(ابحث عن امي شهيدة)
تبدلت ملامح الفتاة وابتسامتها تتبدل لأخري اشد اتساعا وفرحة حقيقية تطل من عينيها
(يا الهي... فاضل ... كيف لم اتعرف عليك.. لقد انتظرتك طويلا واقسم إن لم ارك خلال هذا الأسبوع .. كنت سأزور بيتكم في العطلة)
عاد فاضل خطوتين للوراء ... كي يراها دون ان يبدو احمقا... وفضوله يزداد
(فاضل..) نداء امه كان كافيا لتشتيت انتباهه عن تلك الفتاة وهو يري امه تسارع اليه بلهفة وسعادة غير مفتعلة... وكأن اقصي احلامها كان دخوله لمحلها... وقد تحقق للتو
احتضنته كعادتها كلما هل عليها... فكلما خرج من المنزل وعاد .. تتحجج بهذا وتحتضنه
ولكن فجأة تجمدت الابتسامة الواسعة وهي تسأل بشحوب يغزو وجهها
(ماذا ؟ هل سيرحّلوك عن البلد؟)
رفع فاضل حاجبه بدهشة وهو يضحك نصف ضحكة
(يرحّلوني؟ لما قد يفعلون هذا؟ فيزاتي دائمة... لذا حتي وإن أجرمت سيحبسونني)
حضنته ثانية بسرعة
( بَعد الشر عنك يا حبيبي... ولكن هذا..)
عادت للخلف تنظر لعينيه بإرهاق لتقول بصوت متحشرج
(هذا هو كابوسي اليومي منذ أتيت انت لهنا... اني سأستيقظ يوما لأجدك عدت وتركتني)

لم يسامحها... ولا يعتقد انه يوما سيفعل
لا يعتقد ان يوما سينسي اليتم الذي عاشه باختيارها
لكن في تلك اللحظة رجولته الاثيرة هي من احكمت السطوة علي كلماته
(ومن قال اني اذا عدت سأتركك هنا؟ ستأتين معي حينها ... أليس كذلك؟)
سب داخله ذلك الطفل الاحمق ... لانتفاضته وهي تؤكد بلهفة صادقة
(والله آتي معك لأخر بلاد الله... لن اقبل بمفارقتك لحظة)
تنهيدة حارة من الفتاة ... جعلت امه تلتفت اليها ضاحكة وهي تعرفهما
(ابني فاضل... طاهرة ابنتي الجميلة ومساعدتي)
ثم اردفت بالعربية التي يبدو وأن الفتاة لا تفهمها
( اللهم بارك من اسرة استرالية حديثة الإسلام)
وضع كفه علي صدره وهو يسلم بإكبار شديد
( تشرفنا انسة طاهرة ... اسمك جميل)
احمرار بشرتها البيضاء ... جذب انتباهه بشدة مع تلك الابتسامة الطفولية الجميلة ... ولكنه سارع بغض بصره كما فعلت هي
(ولكن لم تخبرني عن السبب الذي اسعدتني لأجله بزيارتك)
اشفق عليها وعلي ابتسامتها الواسعة ولكنه مضطر أجاب بصلابة
(ناجي تزوج عليك)
سب نفسه لقسوة طريقته في اخبارها..
(شرع الله... مثني وثلاث ورباع)
كل إحساس لطيف داخله تلاشي وهو يهتف بغيظ من ردها العادى بالرغم من شحوب وجهها
(وشرع الله يقول ان يحسن اليك... ومن الاحسان ان يخبرك علي الأقل...)
قاطعته بصوت هامس متحشرج وعينيها ارضا
(أخبرني ووافقت)
غله داخله كمرجل نار من سلبيتها التي لا تليق بمن هي مثلها
( كيف تتحدثين بهذه السلبية؟ كيف تسمحين ان يكسرك بهذا التجبر؟)
لم تعد دموعها عصية... تسللت واحدة خلف الأخرى.. تمسحهم شهيدة دون ان تتغضن ملامحها
(انا كسرته أولا يا فاضل... انا الكاسرة ... لا المكسورة)
ورفعت رأسها لتواجهه.. فلمحت تلك النظرة من عينيه... نظرة جعلتها تتمسك بچاكته بهلع وهي تهز رأسها نافية بسرعة
(لا يا ولدي... لا اياك وتلك النظرة... انا شهيدة... هل تظنني اقع في الزنا؟ انا حرة بالرغم من كل مساوئي)
اغمض فاضل عينيه يستغفر ربه لظنه البشع بأمه... لكنه عاد يسأل بصوت منفعل عال
(اذن ما السبب في تلك الدراما الهندية بينكما؟ ماذا يجري؟ ما السبب خلف هذا كله؟)
رفعت شهيدة قبضتها لفمها تعض عليها تحاول كتم شهقاتها... بينما طاهرة تحتويها وهي توجه لفاضل نظرات نارية وهي لا تفهم ما يدور...
(ارجوك يا فاضل... لا تطالبني بأن اخبرك الان... لا اريدك ان تكرهني اكثر)
لم يعد فاضل قادرا علي احتواء غضبه... وشكه.. فلم يشعر إلا وهو يركل العلاقة الكبيرة فتسقط محدثة صوتا مفزعا
ابتعدت طاهرة عن شهيدة وهي تقف في وجه فاضل تهتف عليه بغضب جعل حجمها يتضاعف
(ما الذي تفعله انت؟ ألا تراعي الله في امك؟)
وبدلا من ان تؤازرها شهيدة ... شدتها من ذراعها لكن لفرق الحجم لم تتحرك طاهرة إلا مع هتاف شهيدة عليها
(لا يا طاهرة ... فاضل لا يغضبني... فاضل خائف علي)
لكن كلمات الفتاة اخجلته... وهو الذي تربي علي تعاليم الإسلام... لذا عاد يستغفر بصوت عال قبل ان يقول بصوت خفيض مختنق
(لن اسأل عن أسباب اذا اقسمتي لي ان ...)
صمت ... غير قادر علي صياغة كلمات.. لكنها فهمته... واقتربت من كاونتر الحساب تجذب مصحفا كبيرا تضعه علي وجهها وتقسم بصوت ثابت يخالف هيئتها المبعثرة
(اقسم بالله العظيم اني لم أخن يوما.. ولا في يوم سمحت لرجل حتي بتجاوز في الحديث معي)
ارتاح فاضل قليلا وبردت ناره... لذا استطرد قوله الأصلي
(كما كنت أقول لن اسال عن السبب... لكني اخبرك اني اتفقت مع ناجي اني أعطي كلاكما فرصة ثلاثة اشهر ... بعدها إما العودة لزواج سليم... إما الطلاق النهائي)



في المساء وبعد انتهاء دوامها... لم تهاتف جويرية خالد كما أمر كي يأتي ...
ركبت في المقعد المجاور للسائق في سيارة فدا التي بدت وكأنها علي حافة البكاء من التوتر لتواجدهما معا في المحيط الضيق
لذا لم تحاول فتح حديث معها... بل استرخت في مقعدها تراقب الطريق وتضع اصبعها علي فمها كما العادة
ما إن رأت فدا ما فعلته جويرية... حتي امتلأت عينيها دمعا ... حاربته وحمدت الله علي انتصارها
مدت جويرية اصابعها تلعب بمسجل السيارة... لينطلق صوت ام كلثوم " سيرة الحب"
زاد توتر فدا... لكن جويرية لم تتجاهل أو تصمت
بل سألت بصوت رتيب لولا حالتها لبدت فيه قمة التلهف
( لازالت اغنيتي... اغنيتك المفضلة؟)
هزت فدا رأسها إيجابا والكلمات تنحشر في حلقها... لا تقو علي فتح فمها وإلا انفجرت بالبكاء وهي تصرخ... " اشتقتك اختي"
لكن جويرية كمحارب مغوار حاربت الصمت المعتاد
(انت تعرفين اني انا... لازلت انا... لم تتغير سوي استجاباتي الظاهرية لما يحيط بي؟)
هزت فدا رأسها هزات سريعة كأنها تمنع اختها من الاستطراد ... تتمني لو توقفت عن توجيه الحديث لها
بغضب تغلب علي حالتها هتفت جويرية
(لا يا فدا لن اصمت... لقد صمت وابتعدت واحترمت رغبتك بأن لا اقترب منك... لكن كل هذا اصبح مرهق)
عاد صوتها لرتابته وكأن الانفعال ارهقه
(مرهق ولن اقبل به بعد الان)
عادتا للصمت المطبق بعدها... قبل ان تغمغم فدا بصوت ضعيف
(اتمني العودة ولكني لا اعرف الطريق)
سارعت جويرية بلهفة سنوات البعد تؤكد
(اذن دعيني ارشدك.. يافدا)
انفجرت فدا في بكاء مذنب
(كيف يا جويرية؟ كيف وكلما نظرت إليك تذكرت جرمي! انا من فعلت هذا... انا من حولت أختي التي كانت تتفجر حيوية.. لمسمار)
لم تجبها جويرية وقد شلتها عدم القدرة علي إيجاد الرد المناسب
هل تواسي! تتحدث بتعقل! تشدها لحضنها وتمنعها عن الاستطراد
ومع طول الصمت... تمالكت فدا نفسها وعادت تحرك السيارة في اتجاه المنزل
صفت فدا السيارة في مكانها المعتاد وانتظرت ان تترجل غويرية... لتتحرك الأخيرة في مقعدها وهي تعود لإصرارها
(لازلت علي قراري يا فدا...انا من الان من سيقود في طريق عودتنا ...
لا اريد ما كنا عليه... فأنا لست غبية أو حمقاء
انت تغيرت وانا كذلك... سنخلق علاقة جديدة وروابط اكثر نضجا... وسترين)
ثم تركتها ودخلت للمنزل... بينما فدا كقفل صدئ علي باب... يشعر فجاءة وكأن كل المارين يحاولون إزاحة صدءه وفتح ذلك الباب
كل المارين
جويرية ...
فاضل....


في طريق مظلم ... إلا من أعمدة الانارة المتباعدة... تمتص الأشجار الكثيفة اضاءتها
تنهب السيارة الطريق ... و من خلف المقود ... يمسح دمعاته بين اللحظة والأخرى وهو يردد بوجع رهيب
( أنا أسف يا لينة ... لم أقصد يوما إيذائك ... لكنك خنتني)
هل تنكر؟ لا... لا... ستعترف...
ستعترف بتهم لم ترتكبها... عله يرحمها
بصوت خرج مبحوحا متقطعا بفعل الألم الجسدي والرعب
(أنا أسفة... لن افعلها ثانية)
نحيب رجل...رجل ليس في عالم الواعين وقد رأته منذ ساعتين يدب حقنة المخدر في ذراعه
صوت مخيف ... صوت لا تتمني ان تسمعه ابدا
قال من بين تشنجات بكاءه المنهار
(لقد احببتك كما لم أحب بشرا يا لينة... وانت خنتني
لا لن انتظر ان تفعليها ثانية)
وقبل ان تقسم لينة... وقبل ان تحاول حتي ان تبادله اعتراف الحب بمثيله
كان مشرق يقود سيارته مباشرة... لإحدى الأشجار الضخمة
نطقت لينة الشهادة وأغمضت عينيها... مرتاحة
مرتاحة لأنها ستلقي ربها... تاركة خلفها كل الوجع والغربة


سبحان الله وبحمده

noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.