آخر 10 مشاركات
دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )           »          379 - من ينقذها - كارول مارينيللي (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          سحر الحب (10) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة: soraminho(كاملة&مميزة) (الكاتـب : soraminho - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-20, 12:38 PM   #471

Faten Farid

? العضوٌ??? » 432211
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » Faten Farid is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووووووووور 💙💙💙



Faten Farid غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-20, 12:50 PM   #472

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن

في سيارة صغيرة.. عرفت جويرية أنها لزوجة خاله جلست في مقعد المسافر بينما تشاي خلف المقود
كانت تحكي له بإيجاز عن قصة الفتاة المصابة... وكان من المفترض عليه كإخصائي اجتماعي يعمل مع هذا النوع من المشكلات.. أن يركز ويبدي رأيه
لكنه- ولخزيه من نفسه- لم يفكر إلا في أنه يريد إجابة سريعة عن " علاقة جويرية بخالد"
هل يقدر علي لومه احد ؟!!
لقد تقبل الفكرة ان تكون جويرية علي علاقة....
لا هو كاذب .. لم يتقبل ولو للحظة فكرة ان جويرية علي علاقة غرامية بخالد
لقد استسلم... استسلم لأن تكون "جو منسيني" علي علاقة بالباكستاني ... لكن جويرية المنسي لن يقبلها ابدا... لذا بصوت مكتوم سأل
( أنت وخالد علي علاقة؟)
بوجه جامد لكن تشاي قرأ المشاغبة فيه أقرت
(بالتأكيد علي علاقة... ألسنا بشر تربطنا ببعضنا العلاقات ... أم تراني مسمارا؟)
ذكرتها الكلمة بتهاني وابتسمت داخليا وهي تري تشاي يقبض بكفيه علي عجلة القيادة ويهتف بأسنان مغلقة
(أنت تفهمين معني كلامي يا جويرية)
لم تعد تقاوم ... قلبها أصيب بالجنون.. فأرتفع جانب شفتيها بنصف ابتسامة وهي تتسأل
(منذ عرفت أن اسمي جويرية وأنت لا تناديني إلا به؟)
بالرغم من غيظه الشديد منها إلا أنه ابتسم ابتسامته الواسعة دون ان تعود عينيه للمعان
كيف تلمع عيناه ولازالت كلمات امه حين استشارها ترن في أذنه
" تربية الغرب وعلاقات الغرب ليست لنا... ابتعد فورا"
فكتب ذلك الخطاب الذي شعر وهو يخطه ان قلبه مجروح ولن يتعافى بسهولة
تماسك وأعاد نفسه عنوة للواقع كي يجيب
(أشعر أني في حلم وترديدي لاسمك الكامل ما هو إلا طريقة لكي اصدق اني لا أحلم... ولكن ياجويرية السؤال واجابته هنا عندك... هل لازلنا عند اتفاقنا أحادي الطرف الذي خططته في خطابي؟)
هي أنثي... لم تعش مراهقتها ولم يدق قلبها بسبب خوفها من الذلل الذي طالما حذرها ابيها منه... الذلل في حب أجنبي قد يطالبها بما لا تقو علي تقديمه
والأن وهي في الواحدة والثلاثين.. كلمات بسيطة كتلك التي قالها تشاي... تعيدها لمراهقة لم تعشها...وكما أهداها ذاك الشعور... قررت أن تهديه الإجابة
(انا وخالد أصدقاء وأخوة منذ كنا في العاشرة... حين أتت عائلتي بفيزا إقليمية .. فاضطررنا للبقاء في إحدى المدن الصغيرة النائية... وهناك لم نجد سوي عائلة مسلمة واحدة فقط... عائلة خالد..)
استطردت تتذكر تلك الأيام الجميلة
(كانت عائلته قد وصلت قبلنا ببضع سنوات... لذا تخيل الوحدة التي عاشوها والمجتمع الصغير هناك يتقبلهم بصعوبة ..ولم يكن لهم قبلنا أي اختلاط بمسلمين... وقبل ان ندرك كنت انا وهو لا نفترق ما بين اللعب والمدرسة التي كنا فيها معا في نفس الصف بالرغم من فرق السن بيننا... إلا ان انجليزيته حين وصل للبلاد كانت ضعيفة فأضطر معها ان يعيد السنة )
خبيرا هو فيها... فرأي اضطراب نظراتها وهي تضيف
(حتي انضمت لنا عائلة اخري عربية... تقبلتنا المدينة أكثر..)
تجاوزت بسرعة اضطرابها تنحي ذكريات موجعة وهي تحكي
(والد خالد كان رجلا عمليا جدا ... لذا بحثا عن النجاح المادي .. قرر الرحيل عن المدينة الصغيرة لسيدني كي يفتتح محل حلاقة في قلب المدينة )
صمتت للحظة ولسبب ما أراد ان يطلب منها ان تتوقف عن الكلام وهو يري الكلام -بالرغم من ثبات اللهجة والملامح- يؤلمها... ولكنها استطردت بجملة صغيرة
( وبعد عدة سنوات ... انضممنا لهم)
ساد الصمت للحظات... ودون ان تزيد بحرف... ادرك تشاي ان حكاية جويرية الكاملة ... موجعة
لذا بروحه المرحة وقلبه الذي اهدته ابنة المنسي اغلي هدية في تلك اللحظة والتي ازدادت خفة لمعرفته أنها ليست علي علاقة بخالد هتف مفزعا إياها
(لقد سألتك كثيرا وابديت اهتمامي وأنت لم تعبريني بسؤال وكأنك غير مهتمة علي الاطلاق)
كان بمقدورها ان تجيب" نعم انا غير مهتمة" لكن الكذب حرام ... لذا سألت
(لما أختار والديك اسم تشاي؟ فما اعرفه ان اغلب حديثي الإسلام يفضلون " ما حُمِد وما عُبد")
بحماس شديد وكأنها طلبت منه الزواج ...أجابها سعيدا ان سؤالها سيفتح له المجال كي يعرفها بنفسه اكثر
(لم يغضب جدي من ناحية ابي من إسلام ابي ولكنه ترجاه ان يحقق له أمنيته ويسمي أول ولد له علي اسمه..)
قاطعته بدهشة داخلية
(ووافقت امك علي ذلك؟ والدتي لم تسمح ابدا لابي بأن يختار أي من اسمائنا)
تنحنح وهو يجيب علي مضض
(وافقت بشرط ان يكون اسمي الأوسط مصريا مئة بالمئة وكذلك أسماء أخواتي البنات... لذا اعرفك بكل الفخر بنفسي... تشاي شحاتة تشانج)
عم الصمت للحظة بالسيارة... ثم ضحكت !!
لم تنفجر في قهقهة.. أو ضحكة صاخبة
بل ضحكة ضئيلة ناعمة.. أسرته تماما ... وفاجأتها
تطلعت جويرية في تشاي مصدومة وهي تردد لقلبه المفتون
(انا... ضحكت؟!!)
جويرية مصدومة! مندهشة!
كل ما بها من مشاعر وهي صاحبة الضحكة لا تقارن بتشاي ... الذي فهم أخيرا سبب وجوده وسره
فقط ان يعيد لجويرية تلك الضحكة التي من طول ما هجرتها.. استنكرتها علي نفسها !!!

*****************

(هلا أعطيتني إرشادات الطريق!)
لم يجب فاضل مباشرة وهو يعيد في عقله ما سمع خالد يفضي به منذ دقائق وهو يودع فدا... ولم يتطلب الأمر كثيرا من التفكير وهو يعلن بصلابة
(أنا آت معك... تقول فتاة عربية ووحيدة في الغربة ! ربما استطعت تقديم المساعدة بأي شكل)
نظرة خالد له لم يستطع تفسيرها خاصة وهو يسمعه يردد
(الان فهمت سبب قبول غسان ان تعطيك فدا الدروس)
مغتاظا لسبب لا يعرفه ..سأل بحدة
(لم تخبرني بعد... صديق من أنت في العائلة؟)
أشتم خالد رائحة حريق في كلمات فاضل... استفزته... فمن هذا الغريب كي يسأل عن علاقته بأخواته
فأجاب ببرود
(كلهم... غسان .. جويرية.. تهاني.. عبدالله .. وحتي فدا)
عقد فاضل ذراعيه أمام صدره قبل ان يقول بصوت بارد حاد
( اعذرني... في بلادنا لازالت تربيتنا تقول لا صداقة بين شاب وفتاة)
ليبادله خالد البرود بأخر صقيعي معلنا
(اعذرني .. في بلاد الغربة ... إن وجدت لبناتك أخ يراعيهم كما راعيت بنات غسان ... تمسك به)
لازال مغتاظا لسبب لا يفهمه أصر فاضل
(في حياتهم ناجي ورضا)
بمرارة لم يستطع التحكم فيها ... أجاب خالد
(أتي كلاهما متأخر جدا في حياتهم صدقني)
وأدار المذياع مشيرا ان المحادثة انتهت ... قبل ان يسأل فاضل عما قصده خالد .





جلس عبدالله يشاهد التلفاز لدقائق حتي تُعد له العشاء كي يخلد للنوم بعدما اوصله خالد من الحفل... أو كما يناديه مأمون " اخو الام بالباكستانية"
... فوقفت فدا تراقب انعكاس صورته في المرآة ورغما عنها عادت بها الذكري لأخر عيد مولد حضرته.. عيد مولد راجي
" قَبْلها... قَبْلها... قَبْلها"
الهتاف كان حماسيا عاليا جدا...وكيف لا يكون ومصدره حوالي أربعين مراهق ومراهقة
شعرت بكفي راجي يشدان علي كتفيها بتملك
رأت عينيه المتأججة بإثارة ابن السادسة عشر.. تتأملها ... تأكل شفتيها المطلية بالبنفسجي بطريقة تزيد من امتلائهما..
ثم رفع كفا يشد علي مؤخرة رأسها لتغوص أصابعه في شعرها المصبوغ بالأشقر
عرفت أنه سيُقْبلها... وهل رفضت؟
ابدا ... بل كانت في قمة اللهفة لتلقي قُبلتها الأولي
لقد حكت لها صديقاتها كثيرا عن القُبلة الأولي
رأت الألاف من الأفلام والمشاهد التي تمجد في القُبلة الأولي... وقد انتظرتها هي كثيرا
وها هى أخيرا قد حانت لحظتها..
لذا وقفت فدا علي أطراف أصابعها... لتتلقي قُبلتها .


قاومت رغبة ملحة في التقيؤ وهي تمسح دمعة متسللة بسرعة قبل ان يلاحظها عبدالله ... وهو يقترب
وقف جوارها للحظة... يبتسم لها ... ويظن أنها لا تقرأ مشاعره
تلك المشاعر والأفكار التي تترصد به كلما رأي عائلة كاملة كعائلة أمينة صديقته... أبن وأم... وأب
( اريد التحدث لابي)
ابتلعت فدا غصتها وهي تبتسم له مؤكدة
(طبعا حبيبي... فقط دعني ارسل له رسالة أتأكد إن كان مستيقظا.. فكما تعرف هو ليس متواجد حاليا في استراليا...وهناك فارق في التوقيت )
هز عبدالله رأسه متفهما بتأدبه المعتاد... بينما أمسكت فدا هاتفها تطبع حروفا سريعة
" السلام عليكم راجي... عبدالله يريد التحدث إليك"
لم يفت علي إرسالها للرسالة أكثر من دقيقة وكان هاتفها يرن بخاصية المكالمة المرئية.. فسارعت تعطي الهاتف لعبدالله وتدخله غرفته حتي لا تنسي وتمر من أمامه فيراها راجي دون حجاب
لم تمر سوي دقائق... سمعت بعدها عبدالله يهلل وهو يركض اليها ..
(أمي ... أبي سيعود قريبا )
ثم أعطها الهاتف ... لترفعه لأذنها مطمئنة وهي تراها مكالمة صوتية فقط...
سألت بترقب
(ستعود؟)
وصلها صوت راجي ... فلم تخطئ رنة الهم فيه وهو يجيب
(نعم... لم ينجح مشروع الارتباط بيني وبين فُتنة ابنة خالي ..)
حزنا داخليا تفاقم داخلها مع اعلان راجي... حزنا سببه فشل زيجة راجي... لأجل راجي وفتاة لم تعرفها .. ولأجل عبدالله الذي باعد ذلك الفشل بينه وبين اخوة يتمني الحصول عليهم



حين وصل فاضل وخالد للمستشفى.. كانت جويرية وتشاي ينتظران أمام غرفة لينة في انتظار رأي الطبيب في حالتها بعدما تأكدا أنها نائمة دون ان يرياها .
لم يكن تشاي منذ ضحكت جويرية والسبب هو... قادرا علي التحكم في ابتسامة بلهاء لا تليق بالموقف .. مما دفع فاضل أن يسأل بتوجس وبالعربية بعدما حيا جويرية
(ومن هذا الثقيل؟)
ليجيبه الثقيل بعربية ذات لكنة مصرية وهو يمد يده ليصافحه فاضل المندهش
(تشاي شحاته تشانج ... صيني من حواري الدرب الأحمر)
صافحه فاضل علي مضض... فهو لا يحب تلك المواقف الغير مفهومة أو مهضومة... مثل وجود ذلك التشانج مع جويرية وهو- كما هو واضح- ليس حتي من أصدقاء العائلة
انتحي خالد تحت انظار فاضل وتشاي جانبا بجويرية ... وفقط بإشارة من رأسه
علق تشاي بغيظ طفولي
(لم يحتاج حتي ان يناديها كي تطيعه.. وانا اقضي ساعات ألف خلفها كدجاجة مترملة حديثا قبل ان تتعطف بالرد)
لم يجبه فاضل وهو الأخر ... يراقب متذكرا ابتسامة فدا لخالد.. بصدر غائر

( لا يعجبني تشاي ذلك ولا أجد لوجوده في الصورة مبررا)
نصف ابتسامة متسلية علي وجه جويرية كانت كل ما تحصّل عليه منها قبل ان تبتعد مرددة
(سبحان الله... نفس رأيه عن وجودك)
رفع خالد حاجبا اخبر جويرية أنها استفزته دون ان تقصد... فشرحت
(تشاي... عربي مسلم)
وضع خالد كفه علي صدره ساخرا
(تشرفنا... وكذلك زوج الفتاة الملقاة بالداخل)
لاحظ وقرأ لطول العشرة ان لمعة جديدة تضوي في عينيها.. وفهم ان الأخ الصيني وصل عند جويرية لمكانة لم يصلها أحد قبله
وبالرغم من خوفه الأخوي عليها إلا أنه يتمني لها السعادة أكثر مما يتمناها لنفسه
لذا زفر باستسلام
( أرجوكِ جويرية... كوني حريصة)
ولولا الملامة و " البلانت افيكت" لرقصت جويرية فرحا وهي تطمئن ان خالد في ظهرها كالعادة .

في غضون دقائق كان غسان ورضا وناجي قد وصلوا للمستشفى بعدما ابلغتهم فدا بموضوع لينة..
لم يتردد واحد منهم.. ولم يفكر
" مالي انا ومال فتاة لم ارها في حياتي كي اسارع لنجدتها؟"
ففي تلك اللحظة.. يتأكد المعني العربي الأصيل
وينتزع الأصل قشرة التغرب .. ويعود العربي عربي
يعود لشهامة تتناقلها الحكايات.. وحمائية سطرها التاريخ

بعد لحظات من الوصول وفهم الموقف ... كانت نظرات الكل تحط علي تشاي...الذي وقف يتلفت حوله بتعامي كأنه لا يفهم نظراتهم..
اقترب غسان من جويرية ليسأل بتحفز
(من هذا!)
فتحت فمها لتشرح .. بخوف فتاة ضبطها ابوها لتوه مع " حبيب"
صدمتها فكرتها... هل تشاي حبيب!
سيحقق معها ابوها كما لو كانت ابنة السادسة عشر ..
ولكن عودة الطبيب ودخوله للينة بعدما طمأنهم ببضع كلمات ... أجل التحقيق في أمر تشاي.. مؤقتا


أصوات تنبيه من سيارة خلفها ... جعلتها تتنحي جانبا وهي تشد علي كتبها في حضنها ..لتفسح للسيارة التي لم تمر من جوارها مسرعة كما توقعت ... بل وقفت بمحاذاتها ليفتح السائق نافذته... فيتوقف قلبها للحظة
هو... مشرق
(كيف حالك يا لينة؟)
انحبست الكلمات في حلقها...تعرفه بكل تأكيد ... ابن قريبة أمها المهاجرة لأستراليا منذ زمن...
تراه مع عائلته كلما أتوا في زيارتهم السنوية...لكنها ابدا لم تشعر كما شعرت في تلك اللحظة وهي ابنة أربعة عشر عاما... خاصة وهو يستطرد مبتسما
(لقد كبرتِ كثيرا عن أخر مرة رأيتك... لقد أصبحتِ شابة رائعة الجمال)
وأبتسم ثانية ... وهو ينزل من السيارة ... يلف ليفتح لها الباب الخلفي مشيرا بذراع مفرود وانحناءة مهذبة
(أنستي... اسمحي لي ان أكون سائقك اليوم)
بساقين كالهلام... دخلت للسيارة الفارهة ... وياليتها ما دخلت

"ليتني لم اركب يومها... ليتني لم أحبك"
رفعت ذراعها الذي تريحه فوق عينيها مع دخول الطبيب ليطمئن علي حالتها الصحية
(الحالة مستقرة... ليس هناك كسورا ولا يوجد ارتجاج بالمخ... والجروح ستحتاج وقتا للتعافي.. لكنها ليست خطيرة)
كان يتحدث ببطء شديد ويشير بيده بكثير من الايماءات وقد أدرك أنها لا تجيد الإنجليزية
(والأن بالخارج الكثير من الأشخاص يريدون الاطمئنان علي حالتك)
تطلعت لينة في الطبيب العجوز ذي الابتسامة الحنون بعدم فهم.. فأعاد الطبيب الجملة ببطء شديد... فهزت لينة رأسها للطبيب تحاول الشرح
(انا... بلا .. ناس)
اتسعت ابتسامة الطبيب ليؤكد
(بلي... في الخارج رجال عرب والفتاة جارتك التي أبلغت الشرطة عن اختفائك كما سمعت من الضابط)
اعتدلت لينة بقدر ما سمحت لها اوجاعها.... لا تصدق ان الفتاة فعلا تلقت رسالتها المخبئة وأبلغت الشرطة ... بل بذلت كل هذا الجهد لأجلها
جمعت بضع كلمات متناثرة
(نعم.. سأقابلهم)
حين سمح الطبيب لهم بالدخول.. استحي الرجال.... فدخل فقط كلا من جويرية وغسان
غاص قلب الاب في صدر غسان وهو يري الفتاة الضئيلة أمامه بكل تلك الجبيرات والضمادات...
لكن أكثر ما أدمعت له عيناه ... كانت علامات الأصابع الخمسة حول الفك...بالأزرق الداكن القريب من الأسود
(كيف حالك يابنتي)
تلك الكلمات الثلاثة بلغتها الحبيبة وإن اختلفت اللكنة.. كانت والله كافية
رأت جويرية صدر لينة التي تراها لأول مرة يرتفع وينخفض في تسارع شديد... ثم شهقة عالية.. أتبعها بكاء حارق ...كسر شيئا من جمود جويرية وتسللت لأجله من عينيها دمعة... خاصة وهي تسمع لينة تهتف بعويل اقشعر له بدنها
(عذبني يا أبي... بهدلني وأذلني...)
لم تعد جويرية متحملة لعذاب لينة فحضنتها بقدر ما سمحت ضماداتها.. تهدئها
في نفس اللحظة وعلي صراخها ... دخل الضابط ومعه خالد ووقفا في نهاية الغرفة يراقبان محاولة الطبيب تهدئتها... وحين زادت هسترتها... لم يكن من الطبيب سوي ان أعطاها حقنة مهدئة وطالب الجميع بمغادرة الغرفة والمستشفى كلها...والعودة في الصباح حين تكون مستيقظة .



لم يتوقع صهيب ابدا ان تصمد تهاني طوال اليوم تعمل معه علي جمع ثمرات الرمان المصابة بالديدان... بل وأن تعمل بكل تلك الدقة والاتقان !!
سارا جنبا لجنب عائدين للمنزل... فسأل بفضول بعد ما راقبها جيدا
( هل تعملين في بلادكم؟)
عدلت بلوزتها- التي لاحظ صهيب أنها لم تلطخ بأي بقعة علي عكس ملابسه الملطخة كليا- بغرور مصطنع وهي تؤكد
(طبعا ... هل تظنني عاطلة أعيش عالة علي غسان؟ انا أعمل كأمينة متحف )
أتسعت عيناه مصدوما
(انتِ؟ أمينة متحف؟)
هزت رأسها صبر وقد اعتادت من الناس ردة الفعل تلك
(نعم.. انا أمينة متحف... وأحب عملي جدا لأني اقابل اشكالا واصنافا من البشر من كل انحاء العالم... وكلهم يجمعهم حب الفنون أو التاريخ...مثلي تماما)
كاد ان ينبهر بجديتها وثقافتها البادية من بين احرفها... كاد فقط...
لأن الفرصة لم تسنح له وهي تتحول وتنسي أنها في شارع ضيق لبلدة ريفية... فتسير بجانبه كالسلطعون وهي تسأله بحماس
(أخبرني حالا... ما المهنة التي تخيلتني فيها؟)
وقفت خطواته... يراقب تفاصيلها الحية
حية ... كلوحة صارخة الألوان
حية ...كأغنية تستفزك لتقوم وتتقافز معها بعدما ملأت روحك بسعادة مجنونة
رغما عن صهيب... سارت عينيه ما بين شعرها الطويل الذي نزعت عنه القبعة الكبيرة التي كانت تحتمي بها من الشمس... الي قوامها الذي لا يمكن نكران منحنياته الشهية.. الي ملامح وجهها التي تجيد تطويعها لتتحدث دلالا وغواية تنكره شخصيتها
اشتعلت عيناه بنظرة... جعلت تهاني غسان الشهيرة بتوني قليلة الحياء ... ترتبك وتخجل
أما هو فأكتشف فجأة ان المهنة التي يراها صهيب مناسبة لإمكانياتها ... هي ان تصبح راقصة
قاطعت أفكاره- وحمدا لله علي ذلك قبل ان تسرح أفكاره لكيفية اداءها لمهنتها- وهي تتحرك مسارعة في الطريق للبيت...فتلحقها خطواته
تذكر ما سمع والدتيهما تتحدثان عنه بالأمس.. فثار فضوله وسأل
(سمعت والدتك بالأمس تسب سبب حضورك.. لكنها رأتني وتوقفت عن الحديث... ألم تأتِ للتعرف علي عائلتك والسياحة؟)
هزت رأسها نافية...وبابتسامة عريضة وصوتها العالي شرحت
( لا ... أتيت لأبحث عن عريس)
ثانية تسمر صهيب مكانه يتطلع فيها باستنكار مصدوما وهي تستطرد ببساطة
(أو علي وجه التحديد لأقابل من رشحتهم انا من عائلة والدي من رجال.. لأتزوج واحد منهم)
فاق الأمر الاحتمال ... وإن لم يصرخ عليها ستفقع مرارته... لذا صرخ صهيب
(هل جننتِ؟)
رفعت ذقنها لأعلي بكل كبرياء مجيبة
(لا... ولما لا افعل؟ هل عندك من القرآن أو السُنة ما يحرم هذا أو ينهي عنه..؟ أما انا فعندي من السُنة ما يؤكد ان ما افعله حلال)
جز صهيب علي اسنانه وهو يجاريها في حجتها
(اذا أرتضيتي دينه.. لا صورة بروفايله وأحاديثه علي مواقع التواصل.. كما ان الأفضل ان تطلبي من وليك ان يفعلها..)
ثم عقد ذراعيه أمام صدره ساخرا
(ألم تجدي في السُنة سوي هذا الأمر...ألم تمري مثلا بأحاديث الحجاب وآياته ؟)
ادركت أنه غلبها بالحديث.. لذا تخصرت تعلن بعجرفة شديدة
(اتعرف؟ كنت سأضعك من المرشحين... لكن الأن..)
وتركت جملتها مفتوحة وهي تمط شفتيها بطريقة اعتراضية
فقد كل صبره ... وفاض كيله ... وكاد ان يرتكب جريمة... لذا وبصوت شديد الخفوت بالكاد وصلها قال
(تحركي أمامي يا تهاني وإلا والله سأريكِ )
والعجيب أنها تحركت بسرعة بعدما لمعت عيناه بغضب أرعبها



حين وصلا للمنزل .. سارعت للداخل ولكنها اتجهت لغرفة المجلس... تسير خلف الأصوات العالية المنبعثة من هناك... وفي اعقابها صهيب المتميز غيظا ..
في صدر المجلس جوار خالتها ام صهيب... جلس خالها الوحيد الذي لازال علي قيد الحياة.. خالها محمد
غير عابئة بالشاب الغريب الجالس في طرف الغرفة علي استحياء.. ولا بذلك المتجمر.. ارتمت تهاني في حضن خالها بدلال .. استجلب الضحكات من الموجودين .. حتي خالها شحيح الضحك
بطفولية مغناجة كادت تقتل صهيب مفروسا ...
(أنت وليِّ يا خالي في غياب ابي... صحيح؟)
أجاب الخال بالإيجاب... فابتسمت بنت راوية ابتسامة مغيظة لصهيب.. الذي اقترب ليسلم علي خاله بحرارة... فقط كي يجبرها ان تعتدل في جلستها أمام الجمع
(لقد اقنعني أحمد خطيب ابنتي مني ان نعقد ونتمم الفرح هذا الأسبوع بدلا من الشهر القادم .. كي تفرح ام جويرية اختي وتهاني معنا...)
هللت تهاني وصفقت كفيها وهي تعلن بحرارة
(حقا خالي هذا احلي خبر سمعته... كنت اتمني جدا حضور زفاف تقليدي هنا قبل عودتي للمدينة)
نظرت زهرة التي كانت تجلس ارضا تلاعب صغيرتها لصهيب... ففهم النظرة وحدجها بنظرة اخرستها... أو كان من المفترض ان تخرسها .. إلا أنها لم تفعل
(لا تنتظري لفرح مني... الليلة فرح قريبة ابي رحمه الله وسنذهب كلنا وانتِ معنا)
فجأة عم صمت نادر الوجود في وجود تهاني الغرفة...
قبل ان تقف... ثم تغادر الغرفة كمن " ندهتها النداهة" وهي تردد لنفسها بإثارة شديدة بالإنجليزية التي قلما استعملتها منذ وصلت
(عندي الطلة المناسبة... ياالهي الزي كله جاهز في رأسي)
وظلت علي هذا الجنون لبعض الوقت.. تجري من غرفتها بكثير من الحقائب .. تصرخ في غرفة خالتها بحثا عن المكواة.. وأخر مرة رأها كانت تضع شيئا لزجا فحمي اللون علي وجهها
ومع ذلك ما إن ألتقت نظراتهما حتي راقصت له حاجبيها


... حتي حل المساء واستعد صهيب لكارثة من تهاني
توقعها بفستان يصل لقبل ركبتها...باللون الأصفر أو البرتقالي... لا يدري لما .. ولكن تلك الألوان النارية هي ما تليق بها في نظره
لكنه ابدا لم يتوقعها بتلك الطلة... في الزي التقليدي لبنات بلاده... اشبه بفستان مطرز بتلك التطريزات الاصيلة الملونة... ضيقا حتي الوسط الذي يشده ويبين قوامه حزام مطرز كذلك... وفوقه شالا خفيفا بلون وردي فاقع... كأنها بهذا الشال تعبر عن قليل من اندفاع شخصيتها وانفتاحها
أما شعرها ... فقد اطلقت له العنان بلاقيود... إلا من سلسلة ذهبية تُلف حول شعرها ويتدلى منها.. نصف رمانة تلمع بحبات حمراء
اغمض صهيب عينيه يعد للألف... لا تعجبه مشاعره المجنونة تلك.. فلو سلم الزمام لتلك المشاعر لكان زفاف اليوم زفافه عليها
فتح عينيه... فانتفض خطوتين للوراء مفزوعا.. وهو يراها أمامه تماما.. ونظرة مستكينة تفاجئه في عينيها وهي تسأل
(هل اعجبك زيي؟)
لا يعرف ان للنظرة المستكينة في عينيها سببين
أولا حديثها الهاتفي مع فدا التي اخبرتها عن لينة... فحزنت لأجل الفتاة
وثانيا كلمات حمقاء قالتها زهرة ولكن لسبب لا تفهمه عكرت مزاجها
(سترين الليلة في الزفاف نظرات الفتيات التي تلتهم اخي التهاما)
هي لا تريد لأي فتاة ان تلتهمه !!
تريد ان تلتهمه وحدها !!
لذا فجأة تفجرت تلك الاستكانة وتحولت لغيظ لا تفهم سببه
ولكن قبل ان توجه ذلك الغيظ لسببه الواقف أمامها سمعته يودع امه
( سنذهب يا أمي... هل تحتاجين لشيء حبيبتي؟)
حنانه علي امه يدفئ قلبها..
(أحبك الله يا ولدي...هل هذبت ذقنك وارتديت الزي التقليدي كما طلبت منك؟)
حدقها بنظرة محذرة قبل ان يجيب بطاعة
(نعم يا امي.. فعلت)
ويبتعد مغادرا يلاحقه صوت دعوات امه


سارعت تهاني خلف صهيب بغيظ تشده من كوفيته ...فالتفت يواجهها بصرامة ملامحه التي تجعلها كمرجل نار
(لقد كذبت علي امك الضريرة و أخبرتها أنك ارتديت الزي التقليدي ...بل وتجهزت كي تذهب للعرس...بينما انت ترتدي ملابسك العادية وحتي ذقنك لم تحلقها كما طلبت منك!)
لم يجب صهيب في البداية حتي ظنت تهاني أنه سيتجاهلها...لكنه أجاب برزانته التي ترفع لها الضغط
(هذا أفضل لها...فخلف طلباتها الملحة ان اهتم بنفسي مآرب أخري)
مآرب آخري! تعرفها هي بالتأكيد بعد ما سمعت من اختيه عن إعجاب هذي وتلك وتولههم به
لكن لسانها لم يعتاد الصمت وعقلها مسطح لا توجد به الدهاليز المطلوبة... لذا سألت بفضول ...وشعور أخر لم تفسره
(ولما لا تحقق لها مآربها!)
اختلاجات لم تفهمها مرت علي وجهه قبل ان يجيب بصوت لم تألفه منه...صوت تسمعه لثاني مرة...فيفعل بها كما فعل في المرة الأولي.. يربكها
(الأفضل لكِ...صدقيني يا ابنة خالتي ...الأفضل لك دون عن الكون كله...ان لا تعرفين)
ولكن ثانية ... لم تصمت بل سألت وقد زاد هدوئه من غيظها
(ولماذا انا دونًا عن الكون كله؟ هل عندي ثلاثة سيقان بدل ساقين أو ان لوني برتقالي)
رأته يقبض علي كفيه جواره... فتوجست وتحضرت لثورة عارمة وصراخ وسباب...ولكن صوته الهادئ برنة سخرية فيه ... اثارت اضطرابها أكثر وهو يهمس بأسنان مغلقة
(انتِ دوناً عن الكون كله... حتي لا نتعدى علي مرشحينك)
في تلك اللحظة خرجت زهرة من بيتها الملاصق لبيت أمها والذي يبيت فيه صهيب منذ وصول تهاني وامها ...بطفلتها وزوجها... فسبقهم صهيب وزوج زهرة بعدة خطوات... تاركا خلفه إياها بلا إجابة
سيره أمامها لم يساعد... وهي تلمح تفاصيله وتتشربها
تلمحه يغض البصر مع مروره جوار الاناث
تلمحه يلف بين لحظة والأخرى يطمئن عليها وعلي أخته
فتردد داخلها هوسا وهاجسا " شرقي ... كما تمنيت دوما"


لو قلنا ان تهاني اندمجت في الحفل التقليدي البسيط أكثر من العروس نفسها ... ما بالغنا
لم تكن ناحية الرجال وناحية النساء مفصولتين كالمعتاد... وإنما كل مجموعة في ناحية
ومن... ناحيته كان يراقبها كالصقر مخافة تهورها وجنونها
لكنها لم تفعل أكثر من الطبيعي... إلا أنها فعلت الطبيعي بحماس ولمسة شقاوة جعلت الكل يلتف حولها فتضفي للحفل سحرها الخاص
أما هي فكانت تنظر من بعيد لتراه ...فلا تلاحظ نظراته المختلسة لها... وتغتاظ
تري نظرات الفتيات المتولهة له... وتغتاظ
وإياك... إياك ان كنت تعرف تهاني... ان تدعها تغتاظ
فقد جلست تهاني فوق الطاولة متربعة وطلبت من إحدى الفتيات" طبلة"
وكما أشهر طبال في شارع محمد علي الذي سمعت عنه في الأفلام المصرية القديمة... بدأت بالدق ... وهي تغني بصوت عال
نشاز... نعم لكن تغنجه جعل له طعما خاصا


"عمال يعادي ويتكابر
ويسوق في عنده ومش صابر
وانا من عيله وبنت أكابر
وفي وسط ناسي ياناس أيه
سبحان مازان حسنه ورسمه

ده الناس بيتغنوا باسمه
ورد وطرح قبل مواسمه
من غير لا زرع ولا سقايه

يابوي علي جماله رواية
شربات عنب يروي رواية
عطشانه جابني علي عمايا
ومشيت وقلبي ياناس خالي"


في منتصف الاغنية كانت تهاني اندمجت تماما وهي تغني... لصورة ذلك المتعسف ... فوقفت ورفعت ساقها تسند علي أحد المقاعد وتضع الطبلة علي فخذها
" فضيحة ..فضيحة "
هكذا ردد لنفسه صهيب ملتاعا... وهو يحاول العودة للواقع بعدما سافر بعيدا بفعل صوتها ونظراتها المختلسة له
وأستفاق أخيرا... فسارع صهيب معتذرا من الرجال حوله.. إليها
وقبل ان تلحظه كان يقف أمامها...
لم يصرخ.. ولم يوبخ
بلا كلمة ... مد ذراعه أمامه داعيا إياها ان تتحرك.. بينما يده الأخرى تأخذ الطبلة منها ويضعها علي الطاولة
" أمامي"
لم تجادل... بل تحركت وقلبها يصرخ بلهفة
"هذه الحركة... هذا التصرف... يذكرني كثيرا بأبي"
سارا بلا كلمة حتي وصلا للبيت
فتجرأت أخيرا وتحدثت وهي تحت حماية أمها وخالتها
(لا افهم فيما أخطأت... انا حتي لم ارقص ككل الفتيات)
هنا تفجر كل الهدوء الذي كان يتوسله بينه وبين نفسه.. أمام جرأتها المغيظة
ودون ان يشعر ... شد علي ذراعها بغل فندت عنها صرخة صغيرة
(وهل رأيتِ واحدة ممن يخصوني ترقص!)
ثم انتبه أنه يقبض علي ذراعها... ولخيبتها تركه وهو يتمتم من بين اسنانه
( لما لم ترقصي! والله كنت حينها اجرك من شعرك للبيت)
ولف مبتعدا وهو يخبط كفيه ببعضهما بثورة... ثم لف وعاد يقف أمامها وكأنه سيقتلها حتما فغطت وجهها بذراعيها
ولكن لم يصلها منه إلا هتافا عاليا
(استغفر الله... استغفر الله)
وتركها مصدومة من ردة فعله ورحل
.. أما أمها وأمه فكما أغلب الأوقات... قربتا رأسيهما من بعضهما وبدآ في الهمس
للحظة وقفت تهاني في منتصف البهو البسيط الواسع كالبلهاء... تستشعر لمسته علي ذراعها
غيرته الشرقية التي وصلت لقلبها ... فأعادته غرا
وكلمة " يخصوني"..
ضربت خدها بنعومة وهي تسأل أمها وخالتها بصوت مبحوح مرتعش
(أسد... سبع... غضنفر... هل سمعتم .. يقول اني أخصه؟)

أما صهيب فلم يعود للغرفة التي يحتلها في بيت زهرة كما يفعل كل ليلة كي تكون تهاني وخالته علي راحتهما...بل عاد لغرفته في خلسة من تلك المنتشرة في كل النواحي...يبحث بين طيات ملابسه عن حرزه الثمين
لم يخرجه من مكانه... فبوجود تهاني في البيت ذلك قرار غير مضمون النتائج
مد كفه يتلمس الكيس البلاستيكي المنتفخ... ثم أغلق الدولاب وجلس علي طرف السرير...يتذكر كيف بدأ الأمر
منذ كان طفلا لا يعرف الكثير ... سوي خالته التي يعشقها وزوجها يأتيان من المدينة في زيارة شهرية
وللعجب... بدأت حالته بمشاعر حب قوية ... لزوج خالته
ذلك الرجل المميز الذي يأتي للبلدة فيجلس وسط الرجال يتحدث بقوة عن حقوق الفقراء والمظلومين
يتغنى بأبيات من الشعر في حب البلد التي وقع صهيب منذ نعومة اظافره في غرامها
حين كان في التاسعة.. وقف أمام ابيه واخواله وزوج خالته ... يلقي شعرا من تأليفه
ربما لم يكن متقنا جدا لكن انتفاخ والده فخرا وتهليل الرجال بمجرد انتهائه كان كافيا لملئ صدره الأخضر بالسعادة
لكن كل هذا في كفة... وما صدر من غسان في كفة وهو يسحبه من كفه يجلسه جواره كما لو كان رجلا ويقول بلمعة إصرار
(إن نضجت وأصبحت رجلا يا صهيب علي هذا الطبع وتلك الأخلاق... لأزوجك احدي بناتي...تكون لواحدة السكن وللأخرى الأخ والسند)
تلجم لسانه وأحمر وجهه ولكن ابيه الفاهم في أمور الحياة.. أجاب بواقعية
( يا أبو جويرية لا تعط للصبي أمالا صعبة الوصول... فنحن نحن وانتم انتم)
بالرغم من صغر سنه فهم صهيب ما يشير اليه ابيه من اختلاف كبير في الحالة المادية والثقافية بين الاسرتين
فيجيب غسان بصلابة وحمائية
(هل تهينني يا أبو صهيب؟ إن صحت نبوءتي فصهيب سيشرفنا بالانضمام لعائلتي)
ألتفت لصهيب يربت علي كتفه بحنان ابوي مؤكدا
(كل ما اطلبه منك ان تجتهد في الدراسة وتكون أول واحد... في عائلة ابيك ذي شهادة جامعية ... وانا عند وعدي)
لسنوات حتي بعد سفر عائلة غسان... ظل ذلك الحلم يدفعه للاجتهاد في الدراسة ... ولم يخطر في باله مرة.. هل يحب جويرية التي ينوي ان يتزوجها أم أنه يتزوجها لأجل ابيها فقط !!
حتي اتي الرد في صورة ... طرد
عاد يومها من المدرسة ابن ثلاثة عشر عاما... ليجد امه تحتضن المسجل وتبكي
وبلهفة اقترب يسألها
(ما بكِ يا أمي؟)
فأجابت بابتسامة حنين حزينة
(خالتك أرسلت بعض الصور وشريط كاسيت عليه صوتها وصوت البنات... كم اشتقتهم)
ادارت امه المسجل لينطلق صوت خالته راوية
(السلام عليكم يا أم صهيب... اشتقتك يا اختي كثيرا)
ولكن للصراحة لم يلفت انتباهه صوت خالته... بل شتته صوت جوارها .. صوت تهاني ذات السبع سنوات تردد بصوت مشاكس ملون... كاد ان يجن وقتها وهو يري لصوتها لونا يميزه عن الأخرين... لونا تأكد منه وهو يري صورة العائلة ما بين أصابع امه.. الكل يقف متراصين أمام الكاميرا.. غسان.. خالته.. جويرية.. الصغيرة فدا
وأمامهم ... في حركة رشيقة من حركات اللياقة المعروفة... كانت أمامهم تهاني تمد ساقا في الشرق وساقا في الغرب وضحكة ملونة علي شفتيها... ضحكة تأكدت مع كلماتها من المسجل
" أمي أمي... اخبري خالتي اني احب الرمان... اخبريها ان يزرعوا حقلهم رمان..."


صوت تهاني في ردهة البيت اعاده للواقع فوقف يناجيها بعتب شديد من خلف الباب
لن يصلها صوته الهامس... ولكن عليه التحدث
وضع صهيب أصابعه الخشنة علي الباب وكأنه يستند علي الباب الذي سانده في لحظة كتلك وهو يحادثها... يناظرها..
" اذن اتيتِ يا رمانة بحثا عن عريس!
اتيتِ بقائمة من المرشحين! أما وانا لازلت تفكرين في احتمالية ضمي للقائمة!
كنت قد نسيتني يا رمانة؟ ولا ألومك!
انا في نظرك .. مجرد قروي ... يقضي يومه في الزرع .. وليله مع امه كالعجائز!
ولكن ذلك القروي يا رمانة.. عنده قيمة واحدة لن يتنازل عنها... الكرامة
لذا ... بقلب مكلوم أعلنها... خذي قائمة مرشحينك وابتعدي ..
فإما أن يكون قلبك سلطنة انا سلطانها الأوحد.. وإلا فلا غاية لي في ذلك القلب.."






سبحانك اللهم و بحمدك


noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-08-20, 01:18 PM   #473

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 72 ( الأعضاء 17 والزوار 55)
‏shymaa abou bakr, ‏عبير سعد ام احمد, ‏فاطمة زعرور, ‏بيون نانا, ‏لولا عصام, ‏om aya, ‏fevo fofa, ‏soso#123, ‏Hayette Bjd, ‏rontii+, ‏mayna123, ‏Aya youo, ‏Faten Farid, ‏zainabeisa, ‏sara_soso702, ‏eng mony, ‏Amira94


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-08-20, 01:35 PM   #474

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي

ثرياقداح
مابدي الفصل يخلص والله عم اقرأ وانا مستمتعه
اذا ياصهيب بتحب تهاني ومن زمن زرعت الرمان لان تهاني طلبته
جويريه وتشاي بيجننوا


soso#123 غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-20, 01:37 PM   #475

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shymaa abou bakr مشاهدة المشاركة
يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 4 والزوار 16)
‏shymaa abou bakr, ‏eng mony, ‏aya youo, ‏amira94
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso#123 مشاهدة المشاركة
ثرياقداح
مابدي الفصل يخلص والله عم اقرأ وانا مستمتعه
اذا ياصهيب بتحب تهاني ومن زمن زرعت الرمان لان تهاني طلبته
جويريه وتشاي بيجننوا
اول تعليق ع الفصل❤❤❤❤ اسمه شحاته😂😂😂


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-08-20, 01:43 PM   #476

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

73)
‏shymaa abou bakr, ‏MSoliman6, ‏Shoshoh, ‏ام الارات, ‏soso#123, ‏نهى عباس, ‏Aya youo, ‏عشق القراءة, ‏دودو عبده, ‏zainabeisa, ‏اشراقه حسين, ‏ميمو كوكي, ‏sara_soso702, ‏فديت الشامة, ‏sira sira, ‏Berro_87, ‏MerasNihal, ‏عبير سعد ام احمد, ‏فاطمة زعرور, ‏بيون نانا, ‏لولا عصام, ‏om aya, ‏fevo fofa, ‏Hayette Bjd, ‏rontii+, ‏mayna123, ‏Faten Farid, ‏eng mony
أدوات الموضوع



منورررررين❤❤


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-08-20, 01:49 PM   #477

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

قلبي قلبي ايه الجمال ده حبيييت جدا تسلم الايادي❤❤❤

Hayette Bjd غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-20, 01:50 PM   #478

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

يسعد صباااحك غاليتي⁦♥️⁩
تشاي شحااته😂😂😂😂
لأ كده مصري أصلي، بس برضو مش طايقاه
بطل الفصل بلا منازع صهيب ومشاعره😍
مكونتش متوقعه أنه معجب بتهاني ولا بيحبها من زمان كمان!!!
بس لايقين على بعض جداً هي بحيويتها وجنونها، وهو بشخصيته الهادية المسيطرة.😍
جد جد كااابل لذيذ ومشاهدهم منعشة، مستحيل اكتفي منها⁦♥️⁩
سؤال صغير: هل لمشرق حبكة ويعتبر من الأبطال!!
ولا هو شرير الحكاية🤭
الفصل منعش ولذيذ جداً غاليتي سلمت أناملك.⁦♥️⁩⁦♥️⁩


MerasNihal غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-20, 01:53 PM   #479

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة merasnihal مشاهدة المشاركة
يسعد صباااحك غاليتي♥
تشاي شحااته😂😂😂😂
لأ كده مصري أصلي، بس برضو مش طايقاه
بطل الفصل بلا منازع صهيب ومشاعره😍
مكونتش متوقعه أنه معجب بتهاني ولا بيحبها من زمان كمان!!!
بس لايقين على بعض جداً هي بحيويتها وجنونها، وهو بشخصيته الهادية المسيطرة.😍
جد جد كااابل لذيذ ومشاهدهم منعشة، مستحيل اكتفي منها♥
سؤال صغير: هل لمشرق حبكة ويعتبر من الأبطال!!
ولا هو شرير الحكاية🤭
الفصل منعش ولذيذ جداً غاليتي سلمت أناملك.♥♥
مشرق ليس من ابطال هذا الجزء لكن ليه حكاية ف جزء تاني 🤫🤫


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-08-20, 02:03 PM   #480

نهى عباس
 
الصورة الرمزية نهى عباس

? العضوٌ??? » 475663
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » نهى عباس is on a distinguished road
افتراضي

لو سمحتى انا عايزة حد زى صهيب ينفع اخده من تهانى😉😉😉😉
هه هه


نهى عباس غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.