آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-20, 02:42 PM   #581

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
مشرق سرق سنين من عمر لينة و امانها بوعود كاذبة و انكشف اول ما صارت ببيته و لوحدهم و كل احلامها و امنياتها بسعادة مع فارس الاحلام انهارت بمعرفتها شخصيته الحقيقة و الشكاكة دائماً. لكن لينة اثبتت انها قوية بحق بكلامها مع الطبيب ظهرت قوة شهصيتها و ارادتها على تخطي كل اللي صار و بناء نفسها من جديد قوتها اثرت بجو و فدا و كمان اثرت و هزت قلب خالد اللي اعجب بقوتها❤
تشاي و وجوده اللي هينقط بيه خالد لكن وجود هدفه اسعاد جو و اضحاكها اللي فاجأ الجميع👍🏻😄
فاضل يا فاضل خلاص ما هو واقع واقع بفدا و كل تصرفاته و غيرته بدل على هالشي و تفكيره الدائم فيها. و كله كوم و التيشيرت اللي متباهي فيه ابو ثلاث دولارات كوم تاني لا و كمان واثق من نفسه انه هيبهر فدا قام هي بهرته😂😂😂😂 متت ضحك عليه يا ختتيييي😂😂😂😂
لغز فدا المحير و خصوص رعبها من رواية🤔
شهيدة عنجد شو بده يتحمل ناجي ليتحمل كل اللي بعمله قليل فيها مقابل اللي بتعمله هي😒😒 لا و بتطلع بالعالي عليه كمان🙄
حتى فاضل حس انه العلاقة بينهم مدمرة و كل ما يجيوا يصلحوها انا شهيدة بتعمل شي و ترجع بدمر اللي تصلح😒
اخخ قلبي على صهيب و جماله يعني يا شيمو هي تهاني لوحدها بتحب الرمان ما احنا منحبه كمان❤❤ المز واقع لشوشته فيها و بحاول يجمد قدامها و ما يبن لهفته عليها خصوص بعد لائحة المرشحين اللي عرف بوجودها. و تهاني بتتأثر بجاذبيته و بتتحركش فه بدلالها و تتبعه كمان😉

تسلم ايديكي الفصل رااائع😘😘❤
❤❤❤❤❤ حبيبتي تسلمي علي الريفيو الجميل
فاضل هيقعد يقاوم لحد ما اصابني بالجفاف
يتعلم من تشاي ابو بق واسع هههههههههههه




shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 17-08-20, 03:26 PM   #582

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 9 والزوار 13) ‏um soso, ‏sayda Omer, ‏رحاب ماهر, ‏ام اسيا, ‏Roaa elshrief, ‏لهفة مشاعر, ‏shymaa abou bakr+, ‏ayaoya, ‏آلاء منير

ياويليييييييييييييي
شيماء هناااااااا
وانا اعترف اني سارقة
لاني اقرأ واشرد بلا رد
ماذا افعل ياقوم هههههههههههههه

اقولكم لا اشرد ولا اخاف
شيماء دي اقولها بخ هي تخاف وتشرد
خليني ارسم ابتسامة ثفه واقول
هاااااااااااااي
انا هناااااااااااا
ازيكو ياحبايب



اويلي يالثقه






um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 19-08-20, 10:18 AM   #583

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 9 والزوار 13) ‏um soso, ‏sayda omer, ‏رحاب ماهر, ‏ام اسيا, ‏roaa elshrief, ‏لهفة مشاعر, ‏shymaa abou bakr+, ‏ayaoya, ‏آلاء منير

ياويليييييييييييييي
شيماء هناااااااا
وانا اعترف اني سارقة
لاني اقرأ واشرد بلا رد
ماذا افعل ياقوم هههههههههههههه

اقولكم لا اشرد ولا اخاف
شيماء دي اقولها بخ هي تخاف وتشرد
خليني ارسم ابتسامة ثفه واقول
هاااااااااااااي
انا هناااااااااااا
ازيكو ياحبايب



اويلي يالثقه





🧐🧐🧐 انا داخلة بالصدفة لاقيت ردي علي تعليق ام سوسو حبيبتي مش موجود فقلت اعيده تاني
حبيبتي يا ام سوسو انتي تظهري وقت ماتحبي امتي صاحبة بيت
والله وحشااااني جدا ودايما بوصل سلامي مع رونتي😍😍😍😚
منتظرة عودتك بالسلامة


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 19-08-20, 12:53 PM   #584

Faten Farid

? العضوٌ??? » 432211
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » Faten Farid is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بالرمان 🌼🌼🌼🌼

Faten Farid غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-20, 12:56 PM   #585

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل العاشر

لقد استطاع بكل جدارة ان يتهرب من لقاء مطول منذ الليلة التي اكتشف فيها مواهبها ك"طبالة"
ولكن مع اقترابه لحيث تجلس أخته وزوجها يتناولان افطارهما... عرف ان اليوم لن يكون بمقدوره مزيدا من الهرب ... فها هو يسير بقدميه لداخل المصيدة
" حسنا توني.. انت فقط اجهزي وانا سأخبر صهيب ان يمر عليكِ.. وداعا حبيبتي"
سأل بنفاذ صبر وهو يجلس أمام زوج اخته
(هل من الممكن ان اعرف عما كنتما تتحدثان)
ارتشفت زهرة النسكافيه... بهدوء شديد قبل ان تجيب بثبات لا يشبهها
(نعم... عرفت تهاني أنك ذاهب للبلدة المجاورة وأرادت ان تذهب معك للزيارة ومشاهدة....)
قاطعها بغلظة لم تهتز لزهرة شعرة لأجلها
(ومن اخبرها عن خطتي الذهاب للبلدة أصلا؟)
اجابت بصلابة غير مبالية بالتوتر البادي علي زوجها مخافة ان يتصاعد الأمر بينها وبين اخيها
(انا من اخبرتها..)
هدأ صهيب قليلا وهو يتبادل النظرات مع محمد للحظة.. قرأ فيها رجاء الأخير بأن لا يقسو عليها
( زهرة... أنت تعرفين لما أتت تهاني؟)
اجابت زهرة بثقة
(نعم.. أتت لتتزوج ... لقد اخبرت الجميع.. حتي محصل الكهرباء وساعي البريد)
اغمض صهيب عينيه بقوة يطلب الصبر من عند الله.. الصبر علي كل الحمقاوات في حياته
ولكن بصوت هو نفسه لم يصدق أنه يخرج منه هو وهو يقول ما يجرح رجولته وقلبه
( اذن فأكيد انتِ تعرفين أنها أتت لتتزوج واحد من عائلة والدها)
قاطعته وهي تضع الكوب بعنف غير مقصود
(ولكنها قالت أنك من المرشحين..)
لم يعد يتحمل.. وكأن الكل تحالف علي كرامته... رجولته.. مشاعره السخيفة ... وقرروا أنها كبش فداء لكل خطاياهم ونزلوا فيها طعنا
لذا بلا إحساس .. سوي الغضب والإهانة.. اقترب منها يقبض بغلظة علي ذراعها
(هل جننتِ؟ هل ترضيها علي؟ أن أكون من المرشحين؟ انا.....لن اموت بلا تهاني كي اتقبل هذا الوضع السخيف)
كلماته تهدجت وادعائه الكاذب سطع في عينيه ومحمد يبعده عن زهرة ويحاول أخذها بين ذراعيه
لكن زهرة هي الأخرى كانت قد خرجت عن السيطرة... فابتعدت عن ذراعي زوجها تهتف بحرقة
( ولن تعيش بلا تهاني يا صهيب.. لن تعيش..)
ضربت علي صدرها بعنف ودموعها المقهورة علي اخيها تنزل
(نحن عائلة مصابنا في قلوبنا... هل تنكر؟
هل تنكر أنك تعيش علي بضع صور وشرائط كاسيت منذ كنت في الثالثة عشر؟
هل تنكر ان امك فقدت بصرها بفقدانها لأبيك؟ هل تنكر وهل تنكر؟)
وكأن الكلمات أصبحت حملا ثقيلا تنوء به زهرة... فسقطت جالسة فوق الكرسي .. تبكي بانفعال... فلملمها محمد بين ذراعيه وصدره... ونظراته تعتذر لصهيب .. الذي لم يعد يتحمل بكاء صغيرته.. فاتجه لمقعدها وانحني مقبلا رأسها... وابتعد مغادراً تطارده تلك الملونة التي احتلت كل العقول .


ما إن خرج من البيت حتي وجدها تقف أمام البيت في انتظاره.. وقد قرأ في ملامحها أنها خافت ان يغادر دون ان يخبرها .
وقرأ أيضا.... بضع لمحات من شوق دارته سريعا وهي تعدل من شعرها الطويل الكثيف وتضعه علي كتف واحد فيري بوضوح تفاصيل بلوزتها السوداء البسيطة الضيقة علي بنطال قماشي كاروهات رمادي وحذاء رياضي ابيض .
فتح فمه ليخبرها ان البلوزة ضيقة ولن يسير جوارها وهي ترتديها... ولكنه صمت وهو يراها تضع جاكتا جلديا اسودا طويلا بلا اكمام فوق بلوزتها... فهاجمه تساؤل مشاغب
"هل أرادت ان أراها بلا جاكت أولا!"
تساؤله الداخلي.. وارتباكها اللحظي.. ملاؤه بدفعة ثقة .. جعلته يبتسم لها وهو يشير ان تتقدمه.. لتطيع بلا كلمة .

لم يستغرق الطريق أكثر من نصف ساعة... قضياها صامتين بعدما فقدت القدرة علي الحكي وهي تشاهد المشاهد الطبيعية حولها
أما صهيب ... فقد كان فيها تائها تماما... وكلمات اخته لازالت تقارعه" لن تعيش بلا تهاني"
بغيظ شدد علي عجلة القيادة وهو يردد
" لكني لا اشبه شباب عائلة ابيها كي انافسهم... لا انا صاحب مال وتربية المدارس الخاصة... ولا انا مودرن اجيد الكلام والتسبيل"

عادت جملة اخته تضرب عقله وروحه...لتتجمد نظراته ويعلنها لنفسه بإصرار صهيبي
" أذا لم أعش معها مستقبلي.. سأعيش معها قليلا من الماضي"
وبعزم غير مسار السيارة التي كانت متجهة للمدينة الجديدة.. للجانب الأقدم من البلدة العريقة
بأنفاس مخطوفة غادرت السيارة بسرعة... تتلفت حولها في مقدمة السوق الشبه خالية في هذا الوقت المبكر إلا من أصحاب المحلات الذين يفتحون متاجرهم استعدادا ليوم رزق ... سألت
" ما هذا المكان يا صهيب !! "
(هذا هو المكان الذي كنت اتمني لو تواعدنا فيه ونحن شابين يافعين)
" اسمه السوق القديم.. وكما ترين هو بالفعل جزء اثري من هذه المنطقة ... وحافظت عليه البلد وأهلها كما هو من ألاف السنوات "
مدت اصابعها لتلمس نحتا قديما علي باب السوق الخشبي بانبهار خبيرة في التحف... فصرخ جوار اذنها
" احذري"
لملمت كفيها لحضنها في لمح البصر صارخة... وهي تلتفت اليه لتجد ابتسامة واسعة علي وجهه وهو يهمس بخشونة
" أوقعتك"
بملامح مغتاظة لكن باسمة ضربته تهاني علي كتفه تهتف بسماجة
"ظريف "
بشقاوة مراهق تتلبسه وتعيده لأحلام كانت هي شريكته فيها
مال صهيب علي تهاني حتي لمس شعرها بأنفه.. وباندفاع لا يشبهه اغلق شفتيه علي خصلة طائرة منه.. ثم غمغم
" لو لفينا الدول العربية وقارة استراليا كلها .. لن نقابل من هي في ظرفك يا... رمانة "
تفاجأت من ندائه لها ... فتشتتت عما فعله.. وعن تشككها اذا ما كان فعله حقا أو أنه مجرد خيال
" رمانة ؟!! "
ابتعد خطوة للخلف... ينظر لها بمليء عينيه فيثبت أنه يجيد ( التسبيل)
" يوما ما سأخبرك عن سر " رمانة" ولكن من الأن فصاعدا .. هذا هو اسمك .."
مال عليها ثانية يغمغم بصوت وصلتها اهتزازاته
"فقط بيني وبينك "
بللت شفتيها التي جفت مع تسارع أنفاسها الخارجة من صدرها ... حارة بحرارة الشعلة التي اضطرمت في قلبها
" لماذا فقط بيني وبينك؟ "
بثقة لا يدري من اين ملأته.... ربما من اضطرابها الذي لا يخفي عليه كرجل ،.. أجاب بسطوة زادت من اضطرابها
" لأنني مجرد مرشح من مرشحينك... "
ثم عاد يشير لها بذراع ممدود ان تدخل أمامه السوق

كما يحدث في فيلما خياليا... شعرت تهاني وكأنها انتقلت لعالم.. تمنت دوما العيش فيه
ذلك العالم الدافئ... حيث تري في كل ركن حكاية وتاريخ ..
تسمع وأنت تسير في طرقاته... حكايا تتداول من ألاف السنوات.. بلاد السلاطين والأمراء... بلاد الفرسان الذين يحمون الشرف ويحملون سيفا في وجه من قد يعتدي علي حرماتهم
ثم يعودون لأميراتهم... ليلقون علي مسامعهم شعر التغزل في محاسنهم المحفوظة بعيدا عن عيون المتلصصين
وكأنه سمع افكارها المسحورة... ردد صهيب وهو يشاهد بيتا اثريا ذي نوافذ " المشربية" ويتخيلها خلفه ... في انتظار كلماته
" انا والليل مرهونان في البدو.. وصحرائي مسافات وانتِ بطيئة العدو
وهنا... هنا لا شيء غير الحب يا محبوبتي يضوي"
فردت كفها فوق صدرها تهدئ من دقات خافقها المجنون ..وكل ما حولها مع كلماته يكادان يذهبان عقلها
ولكي يزيد من سحر اللحظة ... وحتي إن كان دون تخطيط منه... وإنما فقط ينفذ واحد من أحلامه التي طالما كانت هي بطلتها الوحيدة
وقف صهيب عند محل صغير واشتري لها ... منديلا قماشيا مطرزا... فقدت تهاني مع نعومة ملمسه واللحظة قدرتها علي الكلام ... فمال عليها ثانية يهديها ابتسامة عاشق وهو يشرح
" حتي تلوحين لي به من خلف نافذتك.. وترسلينه لي يوما مع مرسال ... ولا يفهم معناه سواي "
حسنا.. لقد توقف قلبها كليا عن النبض... وهي لا تدري حتي الأن كيف لازالت واقفة علي قدمين... بصوت مبحوح مرتعش سألت بالإنجليزية لأن عقلها الذي يجتهد قليلا لتكوين كلمات بالعربية خذلها
" وما معناه؟ "
صدره يتعالى ويهبط بسرعة .. ولولا فراغ السوق في هذا الوقت المبكر ... لظنوه مريضا من هيئته
وهو حقا مريض.. مريض بداء رمانة سحرته من خلال بضع صور وتسجيلات.. والغريب أنه لا يريد التشافي
" معناه اني... مرشحك الأوحد "

************

كيف لمحطم ان يجبر كسر محطم أخر!
كيف لدخولها بيتهم وهي في تلك الحالة من الضعف.. ان تكسب الحياة لونا .. والضعيف قوة !!
اصر غسان علي لينة ان تأخذ غرفته هو وراوية .. بينما هو انضم لغرفة عبدالله وجويرية لغرفة فدا
وكم كان هذا الترتيب موفقا...
فما إن أغلق الباب علي الاختين ليلا... حتي سألت جويرية فدا بصوتها الهادئ
( لما أتيت منهارة بهذا الشكل للمستشفى؟)
دون تفكير ... ردت فدا بسرعة
(لا تشغلي بالك)
اعتدلت جويرية في سريرها القابل للطي معلنة بقليل من الغضب يعرب عن الكثير من الطاقة المستنزفة داخلها
(فدا)
هتفت من بين اسنانها
( توقفي عن دفعي بعيدا عنك... انا في حاجة لكِ... في حاجة لعلاقتنا ان تتحسن)
تجمدت فدا علي استلقائها فوق السرير ... ثم همست بصوت حاولت التحكم في عبراته
( لا استطيع النظر اليك جويرية ..إلا وشعرت بذنب يقتلني... أنا السبب)
ولثاني أو ثالث مرة في خلال سويعات قليلة... انفعلت جويرية تفاجئ نفسها ومَن أمامها... فبعد ضحكتين سببهما تشاي... انفعالا اخر فاجأ فدا واختها تضرب علي السرير تهتف من بين اسنانها بغيظ
(توقفي... توقفي يافدا وكفي جلدا لذاتك.. قدر الله وما شاء فعل)
استطردت وقد عاد صوتها للثبات
( انا اريد العودة لنفسي يا فدا... اريد لكلانا العودة ... ولكننا نحتاج بعضنا ... احتاجك ان تشديني من فجوة البرود وان اسند انا ظهرك حتي تستقوي حتي علي امك)
تلاشي للحظات إحساس الذنب والبرودة المخيفة الذي يخلفها ... وعادت فدا للحظة مراهقة تسأل بلهفة
( كل هذا لأجل تشاي؟)
السؤال فاجأ جويرية...وهي تعود لتتمدد علي السرير... تحملق في سقف الغرفة وكأن الإجابة فيه
هل تريد العودة.. لأجل تشاي؟
وبالرغم من رغبتها الشديدة في الغوص الأن في افكارها عن تشاي في صمت... إلا أنها استغلت حالة فدا كي تطيل الحديث بينهما وهي تحكي
(حين عرفت أنه عربي مسلم... شعرت أنها ربما إشارة من الله! ولكنني أخشي الغرق في لجة الأمل)
ثم استطردت بسرعة حتي لا ينقطع حبل الحديث
(أخبريني عن سبب بكاؤك)
لا تدري من اين أتتها الشجاعة.. من اين اتاها اليقين ان جويرية لن تحكم ظلما عليها؟
فحكت....
بعدما انتهت من إخبار جويرية عما حدث صباح اليوم ... انتظرت بوجل حكم اختها الذي اتي في شكل تنهيدة حارة وسخرية لطيفة مشاغبة
(السيد فاضل هذا ليس سهلا ابدا...الأيام سترينا ما نيته)
هتفت فدا بسرعة وارتباك
(ولكن انا...)
قاطعتها جويرية ... لا تريدها ان تطلق علي نفسها حكم الوحدة
(لا تستعجلي الأمور.... وكما قلت الأيام سترينا والله سيرشدنا للصواب)



رغم كرهها للقيادة لكنها ذهبت للعمل في الصباح بسيارة فدا.. بعدما رتب والدها مع خالد اصطحاب لينة لمركز الشرطة لإنهاء باقي الإجراءات...
قبل ان تغادر المنزل.... استوقفها والدها سائلا
(لم تخبريني بعد من تشاي!)
ارتسمت ابتسامة حلوة علي وجه فدا التي كانت تعد لعبدالله حقيبته.. ابتسامة تضخم لها قلب جويرية وغسان حين لمحاها
ولكن غسان أعاد السؤال بوجه مغلق
(من تشاي!)
اجابت جويرية... بنصف حقيقة مبررة
(زميلي في الجامعة... وصدف تواجده في حفل عيد الميلاد لأنه خال أمينة... وأسمه شحاته.. و... و وداعا)
وسارعت هاربة لسيارة فدا... ولأفكارها المتخبطة عن تشاي
استوقفها طالب ممن تدرسهم... فظنته سيسأل عن نقطة في المنهج لكنه لم يفعل وإنما قال بابتسامة
(تشانج اخبرني إن رأيتك ان اخبرك أنه يبحث عنكِ !)
عجيب أمره ... لما لم يترك خبر مع سكرتاريا قسم الفيزياء كالطبيعي
خطوتين واستوقفتها طالبة بجدية تعلن
(تشاي اخبرني إن رأيتك ان اخبرك أنه يبحث عنكِ)
تكرر الأمر نفسه مع طالبين أخرين قبل ان تسارع جويرية الخطي تكاد تجري لمكتبها هربا منهم
نفسا عميقا اخذته ما إن دخلت لمبني الفيزياء لتواجه نظرات غاضبة من السكرتيرة الستينية الصارمة سيدة جولسكي
(من فضلك چو ... عملي ابدا لا يتعلق بتلقي المكالمات والرسائل الخاصة)
قبل ان تستفسر جو استطردت العجوز بحدة
(هاتفك تشانج ست مرات وارسل لك أكثر من عشر إيميلات علي إيميل القسم …وزارني مرتين.. وتلك الثالثة)
اتجهت نظرات جويرية لحيث تتطلع السيدة ... لتتمني لو تنشق الأرض وتبتلعها من الحرج مما تراه ..
وقف تشاي خلف الباب الزجاجي للقسم... يلوح لها بحماس وكأنها علي وشك ركوب الطائرة
ودخل مسرعا يرسم علي غير عادته علامات الجدية الشديدة
(اسف سيدة جولسكي للإزعاج... من فضلك أستاذة منسي.. اريد التحدث اليكِ )
جديته التي لم تراها إلا نادراً ... جعلتها تشير لمكتبها الضيق تدعوه للدخول
المكتب ضيق جدا.. لذا باحترام ألتصق تشاي في الحائط حتي مرت جويرية لكرسيها قبل ان يجلس هو الأخر علي كرسي أخر
(خيراً تشاي... ماذا هناك؟)
حك جبهته وهو يؤكد بوجه صارم وبالعربية التي تؤسرها
( ما يحدث خطير جدا جويرية ... كيف بالله عليكِ سأتمكن من التلصص علي حساباتك علي مواقع التواصل كالفيس بوك والانستجرام إن لم تنشري أي شيء إلا كل سنة مرة! وتكون في الغالب صورة للمحيط أو لقطة مشمشية)
لا تفهم ما يقول وهو يستطرد شارحا
(هل شاهدتي مسلسل نتفليكس الجديد" you" انا شاهدته وعند التطبيق بأن اتلصص واترصد بحساباتك الالكترونية لم أجد أي شيء)
فهمت أخيرا ... فجزت علي انيابها بغل متفجر داخليا منه
(ألهذا فضحتني في الجامعة كلها؟)
اشرقت ابتسامته التي... تعجبها جدا.. أخيرا وهو يؤكد
(نعم... كي أريك العينة لما ستجدينه يوميا.. إن لم تعطيني رقم هاتفك وتضيفيني لكل مواقع التواصل عندك)
فجأة تلاشي الهزر ... وجاء الجد في صيغة سؤال
(ماذا تريد مني بالضبط تشاي!)
لم يجبها علي الفور... بل تطلع فيها بمليء عينيه وطالب بصوت جعل القشعريرة تلم بها
( نادني شحاتة... اريد ان اسمع هذا الاسم منكِ)
وبالرغم من شاعرية الاسم المفقودة لكنها بدلال لم تتعرف علي لباسه عليها ... وبأحرف ممطوطة اعادت السؤال
(ماذا تريد مني بالضبط يا ... شحاتة)
ارتباك خافقه باسمه منها ... لم يظهر في إجابته الواضحة والجدية
(أريد أن اعرفك لعائلتي)
اتسعت عينيها قليلا ولكن الوجه ظل ثابتا وهي ترد الإجابة بسؤال جديد
(بصفة؟ لا نحن زملاء.. ولا أصدقاء...إذن بأي صفة؟)
حك ذقنه للحظة بافتعال ثم قال ببساطة
(ختبتشي)
جعدت وجهها تحاول التدقيق في الكلمة التي لا تعرف أهي انجليزية أم عربية وسألت
( عفوا!)
أعاد الكلمة شارحا
(ختبتشي... امي تنطقها هكذا ... والمقصود..)
صمت لحظة ... ثم وقف يميل عليها فتتراجع في كرسيها بترقب وهو ينطقها بجدية تلك المرة
(خطيبتي)

************************

علي حافة الانفجار...
الحال الغريب بين امه وناجي... لا يعجبه
ولا يعجبه أنه لا يفهم ما يدور...
وضع امه بعد ما حدث مع ناجي ... لم يسمح له بالاستفهام منها أو حتي معاتبتها
ومحاولاته الاتصال بناجي كلها باءت بالفشل
وكل هذا يدفعه دفعا للانفجار
هو رجل بسيط... هكذا رأي دوما نفسه
ليس له في اللف والدوران ... الطريق الوحيد عنده ... هو الخط المستقيم
اذن كيف يصل لقاع مشكلة امه وناجي؟
وحتي وإن وصل... هل هناك مجال للإصلاح أم ان الجذور العطنة ستهدم المعبد كاملا!
وهو علي حافة الانفجار... لأنه لا يفهم نفسه فيما يخص ام النكد
لقد تغني بجمالها... وقد صدق
ومد كفه ليلمس كفها... وقد أصيب فجأة بالعطش لتلك الرشفة الصغيرة
و... و.. ويغار عليها بجنون
شعر فاضل وكأن حمم بركانية لعينة انفجرت في شرايينه وهو يراها تصل في سيارة حديثة مع شاب لم يره من قبل
لا يشكك في اخلاقها للحظة.. ولكن النار داخله لا تعي هذا
غير مدركا لتلك التي لمحته عند دخول الجراج واستعدت... بالتجاهل
نعم ... فتلك كانت خطتها البسيطة
ستتجاهل فدا فاضل ... سترمي بالموقف برمته تحت السجادة وتغطيه ككومة تراب
لقد تأثرت به كما لم تتأثر برجل من قبل... وهي ليست في وضع يسمح لها بالتأثر
لذا أغلقت باب السيارة " أوبر" ... و اقتربت من وقفته بثقة زائفة... وحتي السلام لم ترميه عليه
هل قال عن نفسه قبل بضع أسطر أنه رجل بسيط!
حسنا شطبها واستبدلها بأنه... بدائي
قطع المسافة التي قطعتها هي لداخل المخزن في خطوة واسعة... وشدها من ذراعها بغلظة ليقول بصوت يغلي
( هل انا هواء ؟ عدم يقف أمامك ولا يستحق حتي السلام!)
فتحت فمها لترد ولازالت غير قادرة علي تحرير ذراعها من قبضته... ليس كأنها حاولت أصلا
قاطع نيتها في الحديث بنفس الغلظة المتقدة بنار الغيرة
(ثم من هذا الذي أوصلك ! أخو خالد مثلا.. أو ربما صديق أخر للعائلة)
همستها " أوبر" نزلت عليه كدلو ماء مثلج... ومع ذلك لم يترك ذراعها
استلمت فدا دفة الحديث... وهي تكره نفسها
تكره نفسها .. لأنها لا تصرخ عليه ان يترك ذراعها
تكره نفسها.. لأنها لا تخبره ببساطة " اني لا أخصك كي تنفعل"
ولكن تكره نفسها أكثر وأكثر .. لأنها سعيدة للمعة الغيرة في عينيه و في خشونة كلماته
لذا بصوت أرادته ثابتا.. فخانها وخرج مرتعشا
(ماذا تريد مني يا فاضل؟ هل تظنني سهلة لأنني عشت وتربيت هنا؟ أم لأنني..)
وضع كفه علي فمها بسرعة... وأحزنته دمعاتها التي وصلت لكفه
(إياكِ والتكملة فدا... أنتِ أغلي من أن تتفوهي بتلك الادعاءات)
فألحت في السؤال وصوت نحيبها يعلو
(إذن ماذا؟)
ما به؟ هل جن ابن شهيدة؟
الفتاة أمامه تبكي بحرقة وقد اهانها بتلميح منحط .. وبدلا من الاعتذار أو التبرير... أصابه الهوس بملمس الدمعات علي أصابعه ....أصابه الجنون بحرارة أنفاسها علي أصابعه... فتمتم فاضل بصوت متهدج
(فدا... أنا..)
تغيرت هيئتها تماما وقست ملامحها وهي تدفع بقوة هائلة قبضته التي لازالت علي ذراعها وابتعدت خطوة للخلف فتصبح كفه معلقة في الهواء
(انت؟) سؤالها له غير مفهوم إلا حين استطردت
(ولا انت ولا انا يافاضل... فهمتني؟ انا لا اريد ان اعرف لماذا تفعل معي ما تفعل؟ إن كنت تسلية في نظرك أو شيء جدي... في الحالتين.. لا يا فاضل)
وابتعدت تدخل للمطعم... تاركة إياه يجرب لأول مرة طعم الرفض
" هل نسيت ما حدث مع سهي؟
لا.. لم يكن ما حدث مع سهي موجعا بهذا الشكل..
لما يا فاضل أوجعك رفضها؟"
وكما ابتعدت هي... ابتعد مغادرا المطعم برمته والاختناق يلاحقه

****************************

جلست لينة أمامه .... وكما أطلقت علي نفسها... كان يراها.. عنقاء
يعرف خالد ذاك الفستان الأسود الذي ترتديه.. فستان تهاني الأسود بلا أي زركشة أو إضافات
كانت تهاني ترتديه مع حزام احمر عريض وحذاء احمر ذي كعب عال وتلك الأساور والعقود بنفس اللون ودرجاته
أما لينة ... فارتدته وحده .. ولفارق الطول بين الفتاتين .. كان علي لينة طويل جدا يغطي حتي قدميها وأكمامه تصل لبعد أصابعها..
فلم يبدو للناظر إليها سوي عنق مشدود ورأس مرفوع وبالرغم من الضمادات وبالرغم من الكدمات إلا أنها بدت تماما كعنقاء .. تشق رمادها ... كشمس تستعد للإشراق
(اذن يا لينة... لم تشعري حتي مجرد الشعور أنه حولك؟ )
هزت رأسها نفيا علي الضابط بيكر... فأكد الأخير
( عليك ان تتصلي بالنجدة في أي لحظة تشعرين فيها بالخطر ... فهناك ضده منك حكم بعدم التعرض ومعناه أنه سيسجن علي الفور... )
هزت رأسها موافقة ليعاود الضابط اسئلته... بعملية أحرجت خالد وغسان
(ولكن من فضلك... اخبريني كيف كانت العلاقة بينكما؟)
سأل غسان لينة حين شعر بتوترها
(إذا اردت يا بنيتي ان نخرج انا وخالد...)
قاطعته بقوة
(لا يا عمي ارجوك ... وجودكما يطمئنني)
ركزت عينيها علي نقطة وهمية في الأرضية وبدأت في الشرح بثبات وكأن الموضوع كله لا يخصها
( نحن أقارب من بعيد... لكن والدته حرصت دوما علي ان تزور والدتي في كل زيارة سنوية لهم في البلاد...وكنت أراه علي الأقل مرة كلما آتوا للزيارة)
اخذت نفسا عميقا وبدأت تحكي وكأنها تحكي فيلما رأته فحفظت تفاصيله
( بدأت مشاعرنا تنمو منذ كنت في الرابعة عشر وهو اعتقد في التاسعة عشر... وكانت تلك المشاعر من اقوي لأقوي كل إجازة أراه فيها... حتي طلبني والداه من والداي وانا في السابعة عشر ... فوافق ابي علي خطبة فقط ... علي ان ننتظر إتمام الزواج بعد ان انهي شهادتي الجامعية ... لرفض ابي القاطع ان اسافر بلا شهادة)
ارتسمت ابتسامة حنين دافئة علي شفتيها ... فكانت كما شمس في الغرفة الباردة وهي تتذكر والدها
( جربنا الإلحاح والترجي وحتي البكاء... ولكن والدي الحبيب أصر وكأنه يقرأ الغيب)
( ظلت خطبتنا ناعمة دافئة لأكثر من سنتين بينما انهي دراستي.. ثم..)
صمتت وصوتها لأول مرة يتهدج ... فتوجس خالد مما قد تقول ... ولم يعرف ان تهدج صوتها حزنا علي فقدان
(ثم توفت والدته بعد مرض مفاجئ... سافر والده للعيش مع ابنته الوحيدة واخت مشرق في إنجلترا... ومن بعدها تبدل كثيراً ولكن ذلك لم يمنع مُضينا في أمر الزيجة وقد ارجعنا كلنا اختلافه لما أصاب عائلته من تشتت)
لم تبك وكأن البكاء قد حُرِم عليها... وإنما صمتت للحظة تلف خصلة شعرها المموجة حول إصبعها.. ثم استطردت بصوت ثابت بزيف
( أخبر ابي أن عمله يمنعه من المجيء لإتمام الزواج في بلادنا... لذلك حضرت انا لهنا... لأكتشف أنه مدمن خمور ومخدرات...والباقي واضح)
لم يصر عليها الضابط ان تحكي ما حكته من قبل في المستشفى عن اعتداءات مشرق عليها بالضرب المبرح وحبسها في المنزل وجنون الارتياب يصور له أنها تخونه ... بالرغم من أنها لم تخطو خارج الشقة طوال تلك الفترة
(انا اسف لما ألم بكِ لينة... وأريد سؤالك عن خطتك للفترة القادمة؟)
اجابت ببساطة
(سأعود )
هز الضابط لدهشة الجميع رأسه نافيا
(لا يمكن يا سيدتي... اعذريني)
شحبت لينة ليسأل خالد بجزع سببه رؤيتها بهذا الشحوب
( ماذا تعني سيدي؟ لكن ليس لديكم ضدها أي شيء)
كان الضابط في تلك الأثناء يقف ليحضر لها زجاجة مياه ويناولها إياها... ثم شرح بصوته العملي الذي حاول مداراة تأثره بوضعها فيها
(لقد خسرنا كثير من الفتيات بعودتهم لبلادهم... لا أقول ان عائلتك لن تجيد حمايتك.. ولكن ما رأيته علمني أنك قد لا تملكين حتي الفرصة للوصول إليهم)
ثم ليؤكد علي ما يقول.. أخرج من درج مكتبه مجموعة من الصور لشابات يبدون ما بين العشرينات والثلاثينات علي أكثر تقدير... ثم خبط فوقهم بأصبعه معلنا
(في المطار... في الطريق للمطار... واحد من الاهل في البلاد مدسوس... والنهاية واحدة)
لاحظ غسان ان شرح الضابط لم يحسن من نفسية لينة أو تقبلها لما يقول... فقال مؤكدا علي كلام الضابط
(نعم يا بنيتي... هنا أكثر أمانا بالنسبة لكِ)
سألت بتيه وقد بدت مشتتة
( وماذا عن والداي؟ كيف سأخبرهما ان ابنتهم هنا مرت بكل ما مرت ولازالت غير قادرة علي العودة لحضنهم؟)
وفجأة اهتزت القوة تحت انظار خالد وغسان... اهتزاز القوة في صوتها مع لمعة الدمع في عينيها وهي تردد
( كيف سأخبر ابي أني أبحث هنا في أحضان الأقسام والشرطة عن الأمان الذي لن يعوضه سوي حضنه؟ كيف سأخبر أمي أني هنا أعيش مع أغراب يكفكفون دمعي بعيدا عنك يا أمي)
أجاب خالد يبحث معها عن حل وسط
(ما رأيك لو لا تخبرين أهلك بالحقيقة الكاملة؟ كل ما عليكِ إخبارهم به الأن هو ان الخلافات بينك وبينه تزداد بشكل مستمر وأنك تفكرين في انتقال مؤقت لبيت واحدة من صديقاتك)


وبدلا من ان تبكي بحرقة كما توقع الرجال حولها...رأها خالد تمرر كفها المفرود علي صفحة وجهها مرة بعد مرة حتي وصلوا لخمس مرات... ثم عادت ..
عادت تماما كما تكني نفسها... عنقاء...قوية تخرج من وسط الرماد
(لا يمكنني العيش كعالة علي عمي غسان للأبد)
سارع الضابط مهدئا
(الحكومة تصرف لك مرتبا أسبوعيا تعيشين منه حتي تستقر أمورك)
وقاطعه غسان بصلابة حنون
( هل تهينيني يا لينة؟ والله اعتبرتك منذ اللحظة الأولي ابنتي كما جويرية وفدا)
عزة نفسها التي تئن عليها منذ ذهابها لبيت غسان مفلسة مشردة .. عارية حتي من الكسوة.. جعلتها تصر
(لكني لن أعيش عالة عليك أكثر من هذا عمي... أريد ان أعمل طيلة فترة بقائي في البلاد)
تحدث خالد لأول مرة وهو يهدئها بالقول وقد فهم شخصيتها برغم قصر مدة المعرفة... فهم عزة نفسها الآسرة
(حسنا لا تقلقي اختي ..فالحكومة هنا ستوفر لك عمل ما إن تخبريهم عن مهاراتك أو شهاداتك)
في خلال سبعة أشهر حياتها تحولت وتبدلت ... وكأنها دخلت دوامة ولم تعد
هكذا تشعر لينة ولكن عليها الصمود... عليها الثبات
نعم اهداها الله عائلة غسان... ولكن هل لازالت تثق في أحد؟
هل هي واثقة أنهم لن ينقلبوا عليها في لحظة ويرموها للشارع؟
اذا كان الحبيب والزوج فعل ما فعل...
لذا نفسا عميقا يا لينة... واحد .. اثنان .. ثلاثة
اجابت وعينيها تسترجي الضابط ان يخبرها ان هناك أملاً في ان تحفظ ما تبقي من كرامتها بالعمل

(معي دبلوما في تصفيف الشعر و....)
قاطعها غسان وهو يخبط علي كتف خالد بفرحة
(يا كريم يا مدبر الأمور يا الله... والله كنت اخشي عليها الخروج لسوق العمل وهي في هذا الوضع)
لم تفهم لينة سبب تهليل غسان... ولكن ابتسامة خالد المطمئنة .. اخبرتها ان الله ارسلهم في طريقها لغاية .

************************

أمام البلاي ستيشن ... يصرخان علي بعضهما بصخب مراهق ويرميان هموم النضج الذي لم يعد علي كلاهما سوي بالوجع
(سأقتلك... اقسم بربي سأقتلك )
صراخ ناجي الغاضب قابله ضحك رضا الأكثر براعة في اللعب
(إن وجدتني)
يلف ناجي حول نفسه في اللعب يبحث عن رضا كي يقتله ولو لمرة... فالأخير أكثر براعة منه بمراحل...
فرضا كان من هؤلاء المدمنين علي الألعاب الالكترونية.. يقضي فيها اغلب وقته خارج العمل
ونظرة حول غرفة الألعاب ستشرح الكثير
فغرفة الألعاب...غرفة مكتب سابقا... معدة علي أعلي مستوي ...عدة شاشات تليفزيونية ضخمة موصلة بأجهزة بلاي ستيشن أو أكس بوكس.. وغيرهما
حتي المقاعد .. لم تكن مقاعد عادية .. بل تلك المقاعد التي يستخدموها في صالات الألعاب الكبيرة
وهناك الركن المفضل لناجي ... بالشاشة الضخمة وأمامها وسادتين محشوتين بالحبوب" bean bags" ومكبرات الصوت تجعل اللعبة كما لو كانت واقع حي
ثم فجأة اظلم كل شيء وصمت
ألتفت كلاهما صارخين بحنق من الشاشة المظلمة... ليريا لطف تقف فوق رأسهم .. عاقدة ذراعيها أمام صدرها
بصدمة ورعب تلفت رضا حوله لكل الشاشات المظلمة في الغرفة.. ثم همس بذعر
(ماذا فعلتي يا أمي... كل تقدمي في كل الألعاب انمحي)
صرخت لطف بصوت زاد حدته الصمت الذي يلف المكان
(طول الليل والنهار وتلك الشاشات والأجهزة " ور ور ور ور ور" ... لقد قرفتموني في حياتي)
ساد الصمت المتوجس من انفجار العجوز.. ليجيب رضا مهادنا
(حسنا يا أم رضا ... ما يريحك افعليه )
لازالت علي ثورتها... أمسكت لطف اقرب وسادتين ورمتهما بهما بالتوالي... وهي تهتف
(يريحيني؟ من يعرفكما يري الراحة ابدا؟)
سأل ناجي مندهشا وهو يحتضن الوسادة التي تلقاها وجهه منذ قليل
(ماذا فعلنا يا خالتي !!)
جلست علي إحدى المقاعد...تدلك ركبتيها بإرهاق لم يظهر في صوتها الجهور
(واحد يعيش دور الراهب ويعتكف النساء بعدما خدعته ابنة حرام... والأخر..)
تنفس رضا الصعداء وهو يدرك ان " البهدلة" لن تكون من نصيبه علي غير العادة
وان نصيبه هو ذكر امه السريع لحكايته مع فولا... تلك الفتاة التي اوهمته بالحب وسرقت امواله
(و الأخر يعيش في الدور ويهجر زوجته وكأن تلك هي الإجابة الوحيدة والحل الأمثل لمشكلاتهم)
لم تحاول لطف يوما التدخل المباشر في علاقته بشهيدة وظن دوما ان لطف لا تبتلع زوجته كما أعربت أكثر من مرة لذا زادت دهشته مع كلماتها
(زوجتك مثل الجنيه الذهب ومع ذلك ترميها خلفك وتبتعد أكثر وأكثر...لا أنت قادر علي البقاء ولا قادر علي الترك)
تطلع ناجي في لطف مصدوما ثم لف لرضا ليراه لا يقل صدمة عنه وهو يسمع تقريع لطف له
(زوجتي انا؟ جنيه ذهب؟)
أجابت لُطف وهي تركل وسادته بغيظ
(طبعا جنيه دهب)
ثم شرحت وهي تميل تسند مرفقيها علي ركبتيها في جلسة غير صحية ولكن مريحة لآلام الغضاريف
( يا ناجي ... شهيدة تعشق المال والنجاح... وسقف طموحاتها بلا سقف أصلا... )

حول نظراته بعيدا عنها بألم وكل خاطرة تأتيه عن شهيدة تؤكد ما تقوله لُطف... عشق المال
ولكنها استطردت بحكمة
(ومع ذلك ولا مرة ذلت قدمها... عملت ليل مع نهار في الشوارع وسط اشكال وألوان من البشر .. ولا مرة استعملت جمالها الذي يتغنى به الكل كي تغذي عشقها للمال...ولا مرة وقعت في الحرام .. بالعكس وقفت في ظهر القريب والغريب وصانت عرضك..)
صمتت للحظة لتجعل كلماتها أقوي وقعا
(صانت عرضك رغم هجرك لها ورغم زواجك من أخريات)
وعادت تقول بحدة عاتبة
(أما أنت فماذا فعلت؟ هجرتها لتنتقم لرجولتك)
نفي بسرعة تلك التهمة
(لا لم انتقم ... كنت أعاقب)
ضحكتها الساخرة التي يكرهها رضا قبل ناجي
(لا والله! أين العقاب ياتري! في أنك تمنع عنها شيئا تستطيع أغلب النساء العيش بدونه إن وجدن الحب والاهتمام والرعاية)
ولتزيد في غيظه مالت تربت علي ركبته بنفس السخرية
(و أنت للحق لم تقصر ابدا في حب أو اهتمام أو رعاية.. أنت اردت الانتقام بجرح كرامتها بالهجر والزواج ولم تفكر ان ما تفعله حرام ... قال ربك في كتابه " واهجروهن في المضاجع" وجاء التفسير أنك حتي لا تترك لها الفراش.. بل تنام جوارها ولكن لا تحادثها ولا تعاشرها... فتأتي أنت يا هزيل لتقول لا .. سأترك لها البيت لسنوات واتزوج كل يوم واحدة ... ولكن في نفس الوقت سأحبك وأهتم بك وبأولادك وأراعيك كما لو كنت المرأة الوحيدة في الكون)
تمتم برغم مما يمر به من مشاعر متضاربة
( والله لا أري في الدنيا أنثي سواها)
ثم هتف بحرقة يدافع عن نفسه ربما أو عما فعله
( ولكنها جرحتني... لا دعيني يا خالتي اصحح هذا... لقد قتلتني مرة بعد مرة وهي تفضل عليِ المال)
ربتت علي كتفه بأمومة تحركت لوجعه الفج
( قّوّم.. ربيها كما لو كانت أبنتك التي تخشي عليها من الذلل... سأكون صريحة معك يا ناجي... هذا الوضع مرضي وغير سليم وإن لم تحاول إصلاحه..، لن يرضي فاضل وستنتهي زيجتك... لا لن أقول زيجتك بشهيدة... بل ستنقطع كل علاقة لك بشهيدة.. هل انت قادر علي ذلك؟)

صمتت تتركه لفكره وظنونه التي تأكدت من اللحظة الأولي التي رأي فيها فاضل في بلاده ... فاضل رجل ولن يسمح باستمرار أي علاقة بينه وبين شهيدة إن تم الانفصال
قاطعت أفكاره المشئومة وهي تحول الدفة علي رضا المسكين المنكمش في مقعده توبخه
(وأنت... فتاة محتالة خدعت وسرقت تحويشة العمر بالاتفاق مع واحد خسيس مَثل عليك دور الصديق... ولله الحمد أوقف الله غسان في طريقك كي ينقذ بإدارته الحكيمة المطعم من الإفلاس... هل سنظل نمثل فيلم" البؤساء" وتظل عانسا حتي الموت؟)
وكما دخلت همت بالخروج وهي تدعو بعلو صوتها
( حسبي الله فيكم... فقعتوا مرارتي واصابتوني بالمرض)
للحظات ظل ناجي علي صمته يراجع مع قالت لطف ويمرره في عقله... قبل ان يجذب انتباهه رضا وهو يتسلل بهدوء يعيد توصيل الكهرباء للشاشات وهو يهمس بتواطؤ طفولي
(اللعب هذه المرة علي وضع الصامت)


لم يدر رضا ان عهده بالتهرب انتهي...
في الصباح التالي حين عاد رضا للمطعم بعد قضاء عدة مشاوير كانت امه في جلستها المريحة في أخر المطعم ومعها الحاجة سوزان... واحدة من افاضل النساء المعروفة في سيدني كلها وذات صيت وشهرة واسعة... لأنها خاطبة
عوج رضا فمه لفدا التي كانت تضع أمام العجوزتين الشاي... فابتسمت له بتعاطف وعادت لعملها...

سلم رضا علي سوزان سلاما سريعا وفر بجلده من المكان كله قبل ان تسحبه هي وامه لحديث عن عرائس محتملات
وانتظر في ترقب ان تفاتحه امه في الأمر كعادتها... إلا أنها لم تفعل... ومر اليوم بسلام حتي عادا مساءا للبيت
وضع رضا طعام العشاء الخفيف حول الطاولة وهو ينادي
(أم رضا... تعالي كي تتعشي)
لكنها لم ترد أو تأت ... فلعب القلق بقلب رضا وهو يسارع الي غرفتها حيث وجدها جالسة علي سريرها... في شرود
(امي اناديكِ لكي تتعشي)
رفعت له عينيها ووجهها الواجم لا يريحه... فأقترب منها بسرعة وجلس جوارها ليسألها بلهفة
(ما بكِ يا أمي؟ هل انتِ مريضة يا حبيبتي!)
هزت لُطف رأسها لابنها نافية قبل ان تؤكد
(لكني اريد الموت في بيتي ... وسط اهلي واخواتك واولادهم)
وقبل ان يدعو لها بطول العمر... استطردت لُطف باختناق
(حين طلبت مني المجيء منذ بضع سنوات... لبيت دون تفكير... تركت اخوتك واخواتك وأطفالهم خلفي.. وجئت لأعيش غربة لا تليق بسني...وكنت أتصبر أنه وضع مؤقت وأنك ستتزوج وتكون عائلة... حتي اعود وانا مطمئنة عليك... لكنني اراك اناني)
أتسعت عينا رضا بصدمة وهو يردد بصوت متقطع
(انا !! )
اجابت لطف بقوة
(نعم اناني... لا تفكر بي ولا بأخوتك ... لا تفكر إلا بنفسك... لأنك ان فكرت بي لقلت سأريح امي واتزوج و أدعها تعود لبلدها كي تقضي شيخوختها وتموت علي ارضها)
لم تكن لُطف ممن قد يلفون ويدورون حول الكلمات... فقوة شخصيتها لا تحوجها لهذا.. لذا شدت علي كف رضا بحركة مباغتة وعينيها تنطق حنانا وترجي لعينيه وهي تترجاه
(وافق علي الذهاب للتجمع في بيت سوزان... فحتي إن لم يكن في العمر بقية لأعود للوطن... فدعني افرح بك)

لذا ومع مساء اليوم التالي كان رضا يلج لتجمع سوزان
كانت الحاجة سوزان سيدة ستينية... أخذت علي عاتقها جمع الرؤوس في الحلال بأي شكل ... فخرجت بتلك الفكرة ان تقيم عندها في المنزل كل فترة تجمع أو عشاء .. يقصده كل رجل أو سيدة تبحث عن زواج تقليدي من أبناء بلدهم في إطار محترم
دخول رضا بشعبيته الواسعة وحب الجميع له ... أحدث احتفالا صاخبا من الرجال والنساء وترحيب حار ... أثار حرجه ولكن استطاع مداراته لعدة دقائق حتي قرر التسلل لأقرب مكان خال
اتسعت ابتسامته وهو يري رامية حوراني تقف في المطبخ مثله وهتف مشاكسا
(لم أعرف ان رامية حوراني علي سن ورمح ... تحضر تجمعات سوزان)
ابتسمت رامية ذات التسعة وعشرين عاما لرضا بحرارة وهي تجيب
(لا رامية حوراني لازالت معفية من حفلات سوزان ولكني هنا كمتعهدة.. حيث اتفقت الحاجة مع ابي ان نورد لها طعام العشاء وانا هنا لوضع اللمسات الأخيرة)
كانت رامية ضحية اخري من ضحايا المشاعر الزائفة...فرامية نفسها تعرضت للنصب بطريقة أكثر بشاعة... حين تزوجت شابا من بلدها ... تعرفت عليه عن طريق الاهل في أحدي زياراتها
وبعدما ضمنت له فيزا السفر ووصل لأستراليا
لم يستمر الزواج بعد وصوله أكثر من عدة أشهر... ثم طلاق متجبر
كشر رضا بطريقة مبالغة وهو يهتف
(الخائنة... تتفق معكم ثم تأتي لمطعمنا وتدعي صداقتها لأمي)
رفعت رامية كتفيها ولازالت ابتسامة حلوة علي شفتيها بالرغم من يديها التي لا تتوقف عن العمل في فرد العجين لعمل المعجنات الساخنة للضيوف
( ربما هي صديقتكم ولكنها تعرف اين تذهب إن أرادت التعامل مع محترفين)
صفق رضا كفيه ببعضهما بمرح هاتفا
(أنتِ تتحدين الكبار يا ابنة المدارس)
مشيرا لكونها قد أكملت دراسة الطبخ في الجامعة... فقصة رامية معروفة للجميع وما فعله لأجلها والدها واخوتها يشار إليه بالبنان...
كيف وقفوا في ظهرها ورأبوا جرحها بالتشجيع علي العودة للدراسة والعمل
وقبل ان تسأل عما يفعل كان رضا يشمر ساعديه ويبدأ في العمل معها
كانت رامية تصنع المعجنات الفرنسية الهشة بينما رضا يخبز مناقيش الزعتر والزيتون وكلاهما منغمسان في الحديث والضحك ناسيان ما حولهما...
هي تحكي عن أخر الوصفات... وهو يحكي عن أعرق الاكلات
هي تتشدق مازحة بأسماء الأصناف الفرنسية التي درستها... وهو يفرد العجين كخبازي الحواري
(كفي.... كفي)
صرخة سوزان المختلطة بضحكة مبهورة كانت ما اخرجهما من عالم غرقا فيه... ليتلفتا للصواني والأطباق المتراصة والتي صنعاها بخفة روح ربما لم يشعرها أحدهما منذ زمن
(لقد رحل الضيوف يا سادة وانتم لازلتم تهدرون مخزون مطبخي)
وفعلا حولهما كانت الأصناف التي صنعاها معا تحكي صورة أخري من توافق الذوق بينهما فيخرج المنتج مختلف مبهر بلمسة أصالة غنية
وطبعا باحترافية سيدة تلك هي مهنتها منذ سنوات... رمت سوزان الكلمة التي تعرف أنها ستشغل بال الاثنين معا
( ربما عليكما التفكير في الشراكة... شراكة مادية أو... شرعية)
لم يعلق أي منهما حتي ولو شتت ثباتهما الكلمة... خاصة رضا الذي تطلع بنظرة مختلفة لرامية بملابسها البسيطة المحتشمة ووجها الأبيض المشرب بحمرة دفء الأفران التي تعمل... عينيها التي تشبه عيني امه في نظرات صلبة وإنما تحمل دفء الكون كله
فوجد نفسه يردد في سره وهو يساعدها علي جمع أدواتها
( ولما لا؟) .








سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك



shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 19-08-20, 01:32 PM   #586

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييل حضوووور💙💙

MerasNihal غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-20, 01:46 PM   #587

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم إيدك الفصل تحففففة ❤❤
صهيب يخطو تجاه تهاني بتصميم و دون تخطيط يسحبها لعالمه الدي تهواه أصلا.. 😍
فدا وجويرية بغياب رواية ممكن يقدرو يصلحو عطب النفوس الماضيية..
فدا تتهرب من مشاعرها تجاه فاضل الذي يبدو ان.مشاهره ستجرفه أكثر خاصة بعد ما يجي والد عبد الله مستنيه الغيره على اصولها😂
عمنا شحاته عسل والله ايه الثقه دي كلها ختشيبتي مرة وحده😂
غسان وخالد حينفخوك والله هههههه
لينة صعبت عليا جدا بس فعلا هي مثل العنقاء قوية الشكيمة وحترجع اقوى.. وحنشوف مستقبل باهر مع خالد ههههه
ناجي وشهيده الذهبية يا ترى حتتحل ازاي مشكلتهم.. الست لطف حكيمه فعلا وبتقول كلام فالصميم😁😁
راميه ورضا والله تناغم وانسجام من كلشي حتى فالاسم❤❤
حبيييت بانتظار القادم😍😍


Hayette Bjd غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-20, 01:49 PM   #588

3Samar

? العضوٌ??? » 400893
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » 3Samar is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
يا للهول ما هذا الابداع يا شيموئتي الحلوة


3Samar غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-20, 01:51 PM   #589

Heba Atef

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Heba Atef

? العضوٌ??? » 360933
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 937
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Heba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond repute
?? ??? ~
سلامٌ عَليكـ افتقدتُك جِداً وَعَلىّ السَّلاَم فيما أفتقدَأحبكـ أبـي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وااااااااااااااااو من هنا لعشر سنين قدام 😍😍😍😍😍😍😍😍😍

Heba Atef غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 19-08-20, 01:54 PM   #590

فراو

? العضوٌ??? » 474030
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فراو is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع أحداث مثيرة وفي انتظار المزيد

فراو غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.