آخر 10 مشاركات
أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          عشق السلاطين(1) *متميزة ومكتملة *.. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-20, 01:37 AM   #901

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل روووووووووووعة حقيقي تسلم ايدك يااااشيمو💝💝💝💝💝💝
ومحتاجه اقولك انك لازم تلاقي حل ل تشاد وصهيب لأنهم لو قعدوا اكتر من كدا هيفضحونا😂😂😂😂😂😂😂😂😅😅😅😅😅




Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً  
قديم 02-10-20, 05:52 PM   #902

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

خلصت 16 فصل ومش عارفة هستنى ليوم الاربعاء ازاي ❤❤❤❤❤❤

Aya-Tarek غير متواجد حالياً  
قديم 03-10-20, 01:26 PM   #903

Mon abdou

? العضوٌ??? » 449919
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » Mon abdou is on a distinguished road
افتراضي

مبدعة ومتميزة جدا

Mon abdou غير متواجد حالياً  
قديم 06-10-20, 05:20 PM   #904

ميويااااااااااااا

? العضوٌ??? » 478504
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 10
?  نُقآطِيْ » ميويااااااااااااا is on a distinguished road
افتراضي

في فصل النهارده

ميويااااااااااااا غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-20, 12:01 PM   #905

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي






الفصل السابع عشر

وقفت فدا تبكي بحرقة ... تماما كأخر مرة رأها
صوت بكائها يخنقه هو نفسه بالدمع الغير مذروف
يقف بعيدا عنها.. مكبلا للأرض بأحبال خفية كلما نظر لا يراها..
وفجأة رأي خيال رجل يقترب من فدا... فتسارعت دقات قلبه بغيرة
خيال في البداية لم يتبينه..ثم تفاجئ وهو يكتشف أخيرا انه.. ابيه
قريب بعيد وقف فاضل يراقب ابيه الذي لم يزره منذ عدة سنوات في المنام يقترب من فدا في هيئته التي فاضل لايتذكره الا فيها
ببنطاله الزيتي القماشي القديم وقميص عتيق فوقه بلوفر بلا أكمام بلون البنطال
اقترب ابوه من فدا المنتحبة فرفعت رأسها له .. فأحتوي ابوه وجهها بكفيه كما كان يفعل معه وهو صغير
ثم انحني مقبلا رأسها فسكتت عن البكاء لتنظر لابيه بملئ عينيها
ثم سمع من ابيه تلك الجملة العالقة بحنايا روحه من كثر ما سمعها منه وهو طفلا يعاني الاشتياق لأم مهاجرة حين كان يضطر لتركه للذهاب للعمل
" الله يجبر خاطرك بنيتي... لا أحب ان نفترق واخر ما اري منك دموعك"
استيقظ فاضل والخاطر يزيد تكبيله... لا يريد ان تكون اخر صورة لها في مخيلته صورتها باكية

اعتدل فاضل جالسا علي طرف الاريكة يحك وجهه ويستغفر لضيق استيقظ عليه بسبب حلمه
ازاح كفيه بسرعة عن وجهه وهو ينتبه لاصوات الحركة المنبعثة من السرير قبل ان يعتدل مخمور الامس بتهالك جالسا
في ضوء الشمس الذي غمر الغرفة راقب فاضل المخمور لأول مرة بتركيز
عينين تحاوطهما اطارات من السواد كما لو كان مدهونا وليس طبيعيا
بشرة من شحوبها بدت لعيني فاضل رمادية بلون التراب
فجاءة انتفض المخمور واقفا كمن لسعته حية.. وهو يشير لفاضل بإشارات بهلوانية ووجه غارق في الألم لايستطيع حتي الكلام
التقط فاضل مايعنيه المخمور وأشار له في اتجاه الحمام
وما هي الا لحظة وسمع فاضل صوت التقيؤ الحاد الذي استمر لعدة دقائق
قبل ان يعود المخمور للغرفة مترنحا متمتما بحرج
(لقد نظفت كل شيء)
ثم استطرد وهو يعدل من هيئته التي أصبحت كالمتسولين حتي وإن غلي ثمن ما ارتداه بتيشرت ملطخ بالمياه وبنطال مجعد عليه نثرات من القئ
(واشكرك علي مافعلته مع بالأمس... غيرك كان تركني لاقتل نفسي واريح العالم مني)
سارع فاضل يبعد عينيه عن قطرات القئ هاتفا
( كيف تقول هذا؟ نحن عرب مثل بعضنا)
ضحك المخمور ... ضحكة سخرية مريرة
(لا لاتقل مثل بعضنا! فأنتم ابدا لاتنظرون لنا علي اننا مثلكم)
سأل فاضل بإرتياب وهو يري المخمور يجلس متألما علي طرف السرير
(من نحن ومن انتم؟)
أجاب المخمور بشراسة...شراسة مثيرة للشفقة وهو ينهت بإعياء بعد كلمتين
( انتم من اتيتم لهنا لتوكم.. لازلتم محملين بقيم ومبادئ البلاد العربية... تنظرون لنا .. نحن المخُلطين من ولدنا في تلك البلاد.. وتاهت القيم فينا والمبادئ.. وتهنا معها وتشتتنا... فأصبحنا هجناء لا استطعنا ان نكون مثلكم .. ولا استطعنا ان نكون غربيين بالكامل.. ومع اول خطايانا ترجموننا صارخين " كفرة مرتدين")
تجمد فاضل... تجمد وكل كلمة يقولها المخمور... تعيده اليها
الي وجع القلب الذي لا يشفي
لفدا
تعيده لجملة قالتها يوما وهما عند المحيط
( العرب جلادون علي إخوانهم)
هل هذا ما عنته يومها!
تهاوي المخمور علي السرير بإعياء.. فاقترب منه فاضل ليراه يمد يده لجيب بنطاله ويضع حبة دواء في فمه دون ماء
(اعذرني..)
تمتم المخمور
( بدون دوائي سأعود للجنون والنذالة والخسة)
أراد فاضل ان يقول له فقط
" هونها عليك... انت من تجلد نفسك بنفسك"
ولكن لفت انتباهه خاتم الزواج في أصبع المخمور فسأل بإهتمام صادق
(ألن تهاتف الاسرة وتخبرهم أنك بخير!)
ما إن نطق بها... حتي ندم فاضل علي ماقال وهو يري وجه المخمور يتغير... لصورة حية من الألم النفسي هذه المرة وهو يهمس
(أي اسرة! انا بلا ناس)
جملة رددتها اخري... ربما لم يسمعها هو شخصيا لكنه سمع غسان يحكي ما قالته لينة لرضا ولطف ... فتحرك قلبه للمخمور تماما كما حدث مع لينة
ليسمعه يستطرد
(اين العائلة؟ العائلة تشتتت بعد وفاة امي... وحتي زوجتي التي احضرتها لهنا كي اخدع نفسي اني لازلت قادر علي ان أكون طبيعيا ... أصدرت في حقي أمر بعدم التعرض)
ضرب فاضل كفيه ببعضهما وهو يشفق تماما علي ذلك الحطام امامه
انتبه فجأة لما يناديه به بينه وبين نفسه وسأله بتهذب
(انا اسمي فاضل... حتي الان لم اتعرف عليك)
ليهز المخمور رأسه وهو يعود للتمدد علي السرير وقد ادي اثر الخمر لانهاكه الشديد
(اعذرني سأستغل كرمك وانام لنصف ساعة اخري... انا اسمي .. ميك او ... مشرق)
كصاعقة برق... شيئا ما ضرب فاضل صاعقا أفكاره
اللهجة التي لايمكن الخطأ في تمييزها.. امر بعدم التعرض من الزوجة.. وأخيرا الاسم
مرتبك جدا من الخاطر ولكن عليه ان يتأكد أولا...

للتأكد سأله فاضل بحيلة
(هلا اريتني رخصة قيادتك او أي وثيقة رسمية لان الشقة ليست ملكي و..)
لم يدعه يستطرد وهو يرمي له بمحفظته كلها هاتفا برأسه المدفون في الوسادة
(خذ ما تشاء .. لا اهتم.. اريد النوم ارجوك رأسي يقتلني)
اما فاضل ففتح بسرعة المحفظة...
وضع فاضل كفه علي فمه مصدوما من اول ما رأي

صورة للينة في فستان الزفاف






لا يعرف لما فعل ما فعل... لما قطع المدينة من شرقها لغربها كي يأتي اليها
لما يقف الان امام بيت العم غسان ينتظرها كي يوصلها للعمل بنفسه... بالرغم من تأكيد فدا انها ستوصلها
لكنه أراد ان يكون هو معها... فهو وحده من رأها حين هاجمتها نوبة الفزع... ومهمته الان ان لا يتركها عرضة لاخري دونه
ركبت جواره بعد التحية وقد يأست من مجادلته وهي تكتشف ان الرجال الباكستانيين اشد عندا من العرب
بعد عدة دقائق من الصمت اشارت لينة للمسجل سائلة
(أتسمح؟)
أجاب خالد سعيدا بأي شيء يكسر حدة الصمت
(بكل تأكيد)
ما إن ادارت لينة المسجل حتي تراجعت في مقعدها مفزوعة وصوت احد أغاني الراب الشهيرة ينطلق بأعلي صوت.. محملا بكثير من الكلمات الخارجة والالفاظ الإباحية
اتسعت عينا لينة وهي تنظر لخالد الذي لولا انه لا يريد ان يقتل المسكينة في حادث سيارة... لفتح الباب وقفز خارجها حرجا وخزيا
ولكنه أخيرا تماسك واغلق المسجل وعم الصمت أخيرا قبل ان يقول خالد مبررا
(انا لا احب تلك الأغاني اطلاقا... بالتأكيد امي من تسمعها... تلك المشاغبة)
تبادلا نظرة ... ثم سمعها تضحك
ضحكتها كانت طفولية عالية تنطق شغبا وحبا للحياة
وكالعادة سب ألف مرة داخله ... ذلك الذي حاول كسرها ولم ينجح
(خالد)
اشتد ظهره برد فعل تلقائي لندائها له... قبل ان يتطلع فيها في نظرة خاطفة فيراها تعيد خصلة متمردة من شعرها المهتاج خلف اذنها فتتمرد الخصلة وتعود دون إذعان وعينيها غارقتين في حنين لا يفهمه... ولا يريده وهو يظنه حنين لذلك الحقير
(أحببت امك جدا...ذكرتني بأمي وخالاتي)
كان قد صف السيارة في جراج السوق التجاري فترجلت منها ووقفت امامه في انتظار نزوله هو الاخر
ومن خلال الزجاج الامامي للسيارة كان يتطلع فيها..
الجراج زي الجدار الاسمنتي والاضاء الفلورسنتيه واصوات السيارت المزعجة... وهي في منتصف ذلك المشهد كانت لعيني خالد شيئا مختلفا ... شيئا جعل عينيه تتسع في ذهول مرددا لنفسه وهو يقترب عليها
" أعجبت بها يا خالد؟
أعجبت بفتاة علي ذمة أخر!
فتاة مجروحة بعمق مخيف مهما حاولت تغطية الجرح !"
فكانت الإجابة علي كل تساؤلاته بينما لينة تخبط علي مقدمة السيارة بنفاذ صبر كي يترجل ويلحقها
" نعم"






أخيرا رد ناجي علي فاضل هاتفا
(اعذرني يا صديقي... كنت اقود السيارة وتعرف اذا رددت عليك سُحبت رخصتي)
اجابه فاضل بسرعة وهو ينهت نتيجة لركضه المسافة الفاصلة مابين بيت ناجي والمطعم
(لا مشكلة... اين انت الان!)
رد ناجي الذي كان يلملم اشيائه مغادرا سيارته بعدما صفها
(وصلت لتوي لمطعم رضا ..)
قاطعه فاضل وهو نفسه يلج للباب الخلفي للمطعم فيري سيارة ناجي وناجي نفسه
(جيد انا هنا ايضا)
ما إن لمح ناجي فاضل حتي توترت ملامحه
(فاضل لما انت هنا! والكل الان في المطعم)
كان فاضل قد اقترب منه فأجاب وهو فعلا يتحرك لداخل المطعم
(اعرف يجب ان اتحدث مع عم غسان فورا)
جذبه ناجي بحدة وحمائية مجبرا إياه علي التوقف في مدخل الممر الضيق لغرفة التخزين
(انتظر... فيما تريد التحدث لغسان يا فاضل)
فهم فاضل دون ان يشرح ناجي او يزيد فأجاب بصلابة
(لا تقلق عماه... الامر لا يخص... ام عبدالله)
اسمها لم يعد يخصه.. فلن يصعب الأمور علي نفسه بنطقه
ولن يناديها حتي بينه وبين نفسه ام النكد... لقبها الذي تسلل لقلبه
ولكنه يعرف.. ويعترف
كان بإمكانه مطالبة غسان وناجي ورضا للقائه بعيدا عن حيزها
لكنه لم يستطع..
مهما نفي وتحجج بمشرق ولينة
لقد اتي اليوم.. كي يلمحها... فتتبدل صورتها الباكية عنده بأخري.. بلادموع
لذا أخذ نفسا عميقا وفتح صدره وهو يطلقه قبل ان يأخذ خطوتين لداخل غرفة التخزين
ارتد بعدها للخلف الف خطوة... او هكذا شعر وقلبه يرتج داخل صدره بعنف عجيب وصوتها يصله
" عندنا نقص في الزيتون الأسود يا رضا"
عندنا نقص في الزيتون الأسود يا رضا... جملة بسيطة جدا وتافهة ... ولكن يشعر بكلماتها كما لوكانت اسهما مدببة انغرست في قلبه وهي تقولها بصوتها الهادئ حتي في علوه
ووقف للحظة يتذكر كل كلمة قالتها له
" ابتعد عن الصريف"
" يا فاضل"
" نرتدي نفس الالون"
" برضاي"
" برضاي"
لم يدرك ان ملامحه توحشت وهو يقبض كفيه الا مع لمسة علي مرفقه... كان رد فعله عليها دون تفكير ان ازاح مرفقه ملتفتا بملامح شرسة هدأت فورا وهو يري نظرات ناجي المواسية والذي هم ان يقنعه بالعدول عن فكرة دخول المطعم الا ان فاضل سارع داخلا حتي لايجبن هو نفسه
لا يدري ان الله كما هو دوما ... كريما عليما بعباده
لايدر ان الله ساق فدا في نفس اللحظة ان تراه وهي تتجه لغرفة الخزين... فتسارع هاربة للحمام الصغير
مرددة بصوت خفيض مختتق
" اللهم لك الحمد"
تحمد الله وتشكره ألف مرة لانها رأته بتلك الطريقة...دون مواجهة او نظرة متبادلة
وضعت كفها علي تجوف الترقوة وهي تشعر ان قلبها من تسارع نبضاته يكاد يغادر جسدها هاربا
تحمد ربها انها لم تضطر لمواجهة مباشرة معه ... والا ... والا
" والله انا نفسي ما كان سيكون رد فعلي إن اخذتني رؤياه علي حين غرة"
نعم لقد اقسمت علي القوة... علي ان تكون أم جديرة بتربية رجل بحق
لكن الجرح لازال حيا... ومرارة المرض العضال تحرق حلقها
مرض اسمه" الحب الميؤوس منه"
وهل لها ان تنكر انها احبته!
وانها وبالرغم من التماس العذر له.. لكنها حزينة لما آلت إليه الأمور بينهما!


رمي فاضل وناجي السلام علي الجالسين في الغرفة الملحقة بالمخزن والمطبخ .. والجالسون هم رضا وزهد ولُطف... وغسان
وكأن القلب يرحب بمزيد من السهام..
لمح فاضل غسان.. يحني رأسه ويتجنب النظر في عينيه ووجهه يعتريه الشحوب...
و...
حسنا سيعترف فاضل ولن يخجل
هذا المشهد كان كفيلا ان يجعله يختنق برغبة في البكاء وهو يقبل رأس غسان ويخبره ان لا يحني رأسه .. فرجل صابر مثله علي مبتلاه.. له الجنة بإذن الله
نعم... فالايام الفائتة كانت كفيلة و كافية لفاضل كي يتشرب موقف غسان ودوره في حكاية فدا وعبدالله
ان يقدر ويجل ما مر به هذا الرجل من قهر... وكيف تعامل بكل هذه الابوة الاحتواء والتضحية

لكنه لا يستطيع فعل هذا ولا قوله والا لفت له الأنظار لذا لم يجد الا ان مد يده لغسان دونا عن الجالسين محييا برجولة
(كيف حالك عمي غسان؟)
للحظة لم يرفع غسان رأسه وكأنه يتسائل هل خانته اذنيه وماسمعه للتو وهم
ثم رفع رأسه متطلعا مابين يد فاضل الممدودة ووجهه بدهشة وترقب
ليحني فاضل رأسه مغمضا عينه وهو يضرب بالكف الأخرى فوق قلبه... بوعد صامت
" ما عرفته سيظل بيننا ليوم الدين"
لم يتمالك غسان نفسه... وقد انهكه الفكر لايام مرت
.." كيف ينظر له فاضل!"
فشد بإمتنان علي كف فاضل
يعرف انه منافقا وانه هو من وبخ ابنته مرة بعد مرة وطالبها ان لا تفكر في البشر ورب البشر هو الاحق
لكن تماما كما عبرت فدا... فاضل رجل تشعر بالفخر إن تقبلك
ادرك الحاضرون ان فاضل يحمل خبرا مهما لذا صمت الجميع في انتظار ما يقول
تحدث فاضل أخيرا وهو لا يدري انه مراقب من نقطة غير مكشوفة في المطبخ من فدا التي انتقلت بخفة بعدما استقر لتقف في تلك النقطة كي تراه وتسري صوته علي قلبها المشتاق
(مشرق زوج لينة عندي في بيت ناجي)
اتسعت الاعين وغسان يسأل مندهشا
(وكيف اجتمع الشامي بالمغربي؟)
بدأ فاضل في سرد سريع لاحداث الامس وما أوصل مشرق لشقة ناجي ليكون اول المعلقين هو ناجي نفسه الذي استنكر بصرامة ابوية
(انت يافاضل؟ تذهب لمثل تلك الحفلات ؟)
ولكن رضا قاطع متحمسا قبل ان يجيب فاضل
( هذه هي الفرصة الذهبية لنا كي نجبر ذلك الحقير علي تطليقها والابتعاد عنها للابد)
فقاطعت لطف بحكمتها المعتادة
(ومن قال انها لازالت تنوي علي الطلاق فربما هدأت الان واعادت التفكير كحال كثير من النساء)
عم الصمت الغرفة للحظات في حيرة لأن ولا واحد منهم يملك الإجابة
لذا رفع غسان هاتفه طالبا خالد ليكون همزة الوصل بينهم وبين لينة
وحين أعاد سرد الموقف علي مسامع خالد وأنهاه بسؤال لطف
جاء رد خالد حادا صارما
(لا هي لازالت مصرة علي الطلاق وقد أعلنت هذا للضابط منذ يومين)
فرد غسان بهدوء وهو يرتب أفكاره
(ومع ذلك علينا التأكد ثانية منها انها مصرة علي الطلاق قبل ان نتحدث اليه .. او حتي ان ارادت الصلح...)
قاطعه خالد بحدة
(أي صلح يا عم غسان هذا الذي تتحدث عنه بعد ما فعله بها)
ليجيب ناجي علي خالد بقلة حيلة
(القرار لها يا خالد وليس لنا كي نتخذه)
ليتحدث فاضل أخيرا بنبرة متعجلة
(علينا اتخاذ قرار في الحال.. فإن رحل مشرق من بيت ناجي نكون فوتنا علي نفسنا فرصة عظيمة)
عم الصمت المكان والكل يفكر في الخطوة الاصح... ليأتي صوت خالد مكتوما عبر الهاتف
(سأتحدث معها واعود لكم)

لم ينه المكالمة.. بل وضع الهاتف علي خاصية الانتظار وهو ينادي علي لينة التي كانت تتحدث لويليام وتعلمه كلمات باللغة العربية ببال رائق
(لينة... تعالي من فضلك للغرفة الخلفية)
عم الصمت الصالون الخالي من الزبائن ولينة تتقدم فعلا من خالد غير واعية لذلك الصمت... الا ان سنجام قطع طريقها مناظرا لخالد بصلابة متحدثا بلغتهما الام
(الغرفة الخلفية لاتتسع لاثنين يا مدير وانت ابدا لم تدخل الغرفة الخلفية مع واحدة من العاملات السابقات)
وكأن الكلمات تحرق حلقه أراد رميها والتخلص منها فهتف خالد بحدة علي لينة الواقفة خلف سنجام وهو يضع الهاتف بينهما كي يسمعها الاخرون من الجهة الأخرى

(لقد عثر فاضل علي مشرق... ويريد الرجال سؤالك.. طلاق ام صلح)
لقد اعترف لنفسه منذ ساعة انه معجب بها... وها هو الان يقف امامها في انتظار قرارها
طلاق او صلح
والوقت والزمن لايعطياه حتي الفرصة لكي يفكر في مشاعره الشخصية في أي من الحالتين
ولكن لا يعرف كيف وصله.. الا ان يقينا برفضها للعودة كان مترسخا في كيانه
يقينا لأن شخصا مثلها يرفض ان يعود راضيا لدور الضحية
اجابت لينة دون ان يرف لها جفن
(طلاق بلا رجعة)
مشاعر مختلطة امتلأ بها قلب خالد... ولكن أهمها هو الفخر الشديد ان الفرصة اتاحت له يوما التعرف علي ذلك الكائن القوي المسمي لينة
فرفع خالد الهاتف امامها أكثر مطالبا إياها بلهجة تقطر فخرا ابويا
(كرريها علي مسامعهم)
فوصلهم صوت لينة ثابتا ثلجيا
(طلاق بلا رجعة)

وانهي المكالمة في نفس اللحظة التي دخل فيها زبون لتعلن بلهجة باردة لم ترح خالد
(انا سأستلم الزبون)




وفي مطعم رضا كان غسان يضع هاتفه وهو يقف معلنا
(سمعنا ماقالت لينة... هيا لبيت ناجي لنتحدث مع مشرق هذا ونفهم نيته )
أراد فاضل ان يعيد ماقاله وشيئا داخله يشفق علي مشرق
(ولكني أوكد اني اعتقد انه ليس شابا سيئا،.. يبدو ان الخمور والمخدرات أكلت عقله)
أجاب رضا وهو يمد يده لخزينته يخرج مدية يحتفظ بها للطوارئ
(وهذا سبب ادعي ان نستعد لأي تصرف غير متوقع منه... وافضل ما بالامر انه لا يعرف اين تسكن لينة)


(ولكنه يعرف اين يسكن فاضل وسهل يعرف اين يعمل من مضيف الحفل)
تجمد المشهد حرفيا مع كلمات فدا التي نطقت بها بهلع افقدها التفكير .. وصورة فاضل تحل محل صورة لينة في فراش المستشفى
وقفت فدا نصف جسدها فقط هو الظاهر بينما باقي جسدها مختف بالثلاجة الضخمة وهي تضع كفها فوق فمها بقوة تكاد تحطم فكها علي مانطق واحساس بالحرج الشديد يفنيها
ولكن أيا كانت قوة مشاعرها في تلك اللحظة... لاتقارن بقوة مشاعر فاضل.. وهو يعود لذلك الجوع الطفولي الاحمق للاهتمام ... للانتماء .. للدلال
كلماتها كانت كتربيتة رأس من شخص بالغ لطفل ليتيم..
ملئت قلبه بمشاعر كثيرة لا يقو علي تحليلها في تلك اللحظة ولكن من أهمها... رغبة متبادلة ان يهديها هو الاخر شيئا ولو بضع كلمات.. هدية كرد علي جملتها وعلي اهتمامها
يريد بكلمات بسيطة ان يخبرها أشياءا كثيرة
" شكرا لإهتمامك بي ولخوفك علي"
" عرفت وفهمت أنك كنت مجرد طفلة تلهو ولم تدرك ان اللهو سيهلكها"
" أسف اني لم أكن ذلك المتفهم المتعقل الذي ظننتيني سأكونه"
ولكنه لن يستطع .. فرفع نظره اليها.. وبسرعة غض البصر وهو يسب نفسه مدركا
ان ما أصابه من مشاعر لاتقارن بمشاعره إن اطال النظر
لذا قال بصوت واضح رغم انه لا ينظر لها
(لا تقلقي يا أم عبدالله... انا نظرتي بالبشر لا تخيب ابدا... واعرف معادن البشر من اول لقاء...ولله الحمد منذ وضعت قدمي في استراليا لم اقابل سوي زي المعادن الطيبة)
لعن الحذر وقرر هجرانه وهو يرفع نظراته المتلهفة لها... فيري شحوبها وهي تعيد في عقلها كلماته ولغتها لاتسعفها للفهم... هل يمدح أم يذم!
فسارع منهيا حيرتها بجملة بسيطة... رنة الصدق فيها جلبت الدمع لعينيها وهو يؤكد بلهجة رجولية تترنح بين مشاعر عدة
( مثلك تماما... معدن طيب حتي الاعمي لا يخطئه)





حين عرف ان اول ساعة عندها بلا فصول... اصر تشاي ان يصحب جويرية للافطار
جلسا علي طاولة لفردين جوار النافذة تطل علي المحيط في احد الشواطئ القريبة من الجامعة
داخلها ألف شعور... سعادة.. خجل.. ترقب..خوف من المجهول.. ولكن الوجه جامد
( تحبين المحيط جدا)
هزت رأسها وهي لاتبعد عينيها عن النافذة تهرب من نظراته التي تحضنها دوما
(اعشق المحيط وأعشق المياة)
سأل ليدعها تتحدث تحكي إن ارادت
(بالرغم من ان المياه سبب ماحدث لك؟)
هزت رأسها نافية
(ماحدث لي كان قضاءا وقدرا.. ترتيب الهي)
هز رأسه مؤمنا
(ونعم بالله)
ثم عاد يسأل بطريقته المرحة
(لقد لمحت في بيت والدك صورة لك بالشعر الطويل... متي قصصت شعرك !)
عادت تنظر من النافذة.. تهرب بعينيها منه خوفا ان تكشف اهتزاز ثقتها واصابعها تتلمس منابت الشعر المشذبة حول رقبتها
(ألايعجبك شعري وتسريحته؟)
قرب تشاي رأسه منها هامسا بصوت حار ونظراته المتلهفة تحتوي رقبتها
(لاتعجبني؟مسكينة لاتعرفين شيئا عن الأفكار التي تدور في رأسي عن رقبتك فقط)
نهرته بصوت فقد بروده بفعل الحرج والحياء
(شحاته تهذب)
عقد ذراعيه امام صدره متبرما بطفولية
(تهذبنا)
علي الطاولة المجاورة جلس زوجين اسبويين عجوزين يحاولان بيأس إفهام النادلة طلبهما
فتدخل تشاي مترجما لها
(يريدان منك ان تستعملي حليب اللوز او الصويا لان السيدة تعاني من الحساسية)
شكرته النادلة وانصرفت اما تشاي فقضي دقيقة يتحدث مع الزوجين الذين سعدا كثيرا لان يدردشا مع احد بالصينية
ألتف اليها مترجما بإبتسامة فخر
(يقولون ان صديقتي جميلة.. فصححت وقلت زوجتي)
عضت جويرية علي شفتيها ووجهها يتخضب بالحمرة
وهي تحاول التهرب من غزله
(تتحدث الصينية بطلاقة)
أجاب واعدا وهو ينظر لها بملئ عينيه...
( يوما ما سأعلمك إياها)
لا يصدق ... لا يصدق ان چو المنسي التي و منذ بضعة اشهر كان يعرف في نفسه ان اقصي ما قد يطلبه منها هو موعد علي العشاء
وان اخلاقه وتربيته لن تسمح له بأكثر
لا يصدق ان جو المنسي التي ظن من شهر... انها علي علاقة كاملة بأخر.. مما جعله يحارب نفسه ومشاعره لانه لن يقبل مثل ذلك الوضع ابدا
تجلس امامه تتهرب من نظراته في حياء.. وتتخضب كلما غازلها بحمرة الخجل
وبمشاعر رجولية تكاد تأمره ان يخطفها ويجري بها لعرض المحيط
ولأنها تجيد السباحة افضل منه.. سيدعي انه يغرق علها تعطيه قبلة الحياة
لم يدرك ان ابتسامة مع نظرة وقحة ارتسمت علي وجهه جعلت جويرية تسأل بتوجس
(فيما تفكر!)
عاد يقرب رأسه من رأسها هامسا
(أفكر ان اول كلمة اريدك ان تتعلميها بالصينية هي وين وو شحاتة)
بدا علي ملامحها طفيف التعجب وعدم الفهم فسألت
(وماتعني وينوو شحاته؟)
رفع كتفيه لاعلي ونظرة شقية علي وجهه ثم اشارلها ان تقترب .. فأقتربت بتشكك وترقب داخلي
وهو يقرب اكثر فيهمس بمعني الكلمة
ضربته جويرية علي جبهته ووجهها يخرج عن برودها وقد اصبح في لون الطماطم الناضجة
(انت وقح.. وقح جدا)
وتركته هاربة لدورة المياة بينما هو يرفع كوب الماء لشفتيه وقربها وحتي ضربتها علي جبهته قد اثارت الاضطراب الخفي فيه ثم ابتسم بشقاوة معدلا ياقته بغرور للزوجين المتابعين مرددا
(ما افسدته الفزياء... سيصلحه ابن زوبا)



كانت تعمل كماكينة لاتتوقف.. من زبون لاخر
من زبون لاخر.. زبون دون ان تنطق بحرف
حين خلت ساعة الغداء أشار خالد لويليام وسنجام وكلاهما يلاحظ هيئة لينة العجيبة كي يخرجا للغداء ... اما هو فأغلق باب الصالون
شد المكنسة التي امسكتها لينة تكنس بها الأرضية قائلا بصوت هادئ
(لينة... ارتاحي قليلا)
وبدون كلمة جلست علي طرف كرسي الحلاقة العالي
وانفاسها تتسارع
لاحظ خالد الحالة التي بدأت تعتري لينة وصوت تنفسها العالي المتسارع يصله واضحا
ماذا يفعل! هل يهاتف تشاي!
فكر في فزع وهو يري أنفاسها لاتصل لرئتيها من تسارعها ولونها يتحول للازرق
هتف بخوف وهو يمسك كفها المثلج ويهتف وهو يضرب به صدرها
(اضربي علي صدرك يا لينة... اضربي علي صدرك)
لم تستجب له فشد علي كفها يضرب به علي صدرها كما رأي تشاي يفعل وهو يتحدث بصوت عال وكأنه يشاحنها
( لقد قرأت في تاريخ امتك وعرفت ان بلادك تشتهر بنسائها القويات جدا... نساء عرفن بقيادة الحكم والثورات علي مر العصور.. نساء نشأن من قلب الجبال والرمال والبحر... فهل تستدعين قوتهن فيك ام ستستسلمين لاضطراب في نفسك يرميك ارضا)
كان مع كلماته المندفعة يشعر بكفها بدأ بتحرك وحده ومع ذلك لم يتركه وهو يستطرد
هاتفا غير عابئا لغرابة المشهد في عين ويليام وسنجام اللذين دخلا للتو
(انت قوية ثورية... لم تخلقي مثلنا من طين... انت مخلوقة من شحنة كهربية سارت فيك من رعد وبرق بلادك... ابرقي وارعدي يا لينة ولاتستسلمي للفزع)
بدأت مع الثوان تستعيد سيطرتها علي نفسها وهي تستمر في الضرب علي صدرها برتابة حتي تمالكت نفسها تماما في صمت ومراقبة من خالد وويليام وسنجام
وأخيرا وقفت بساقين مرتعشتين
(سأدخل للغرفة الخلفية لدقائق)
اعتدل خالد في وقفته وافسح لها الطريق وهو يتمني لو يحق له حملها بين ذراعيه كي لاترتعش خطواتها امامه بهذا الشكل
سيحملها مريحا رأسها علي صدره وذراعيه القوتين يدعمان ظهرها وخلف ركبتيها
ويهمس لها بحرارة وهو يقبل قمة رأسها كأبنته
(فتاتي الجيدة..my good girl )
انتبه من أفكاره علي صوت اغلاق باب الغرفة الخلفية
فسمع ويليام يهمس بتواطؤ لسنجام
(المدير وقع وغرق للعمق)
هز سنجام رأسه بتؤدة مرددا
(لعمق العمق)






لا يتمني اكثر من ان يظل غارقا في نوم عميق... لكن شعورين انقضا نومه
الصداع الرهيب الذي يُكسّر رأسه لشظايا...وشعورا كأن هناك من يراقبه
فتح مشرق عينيه بإرهاق وتثاقل... لتنتبه حواسه الميتة فجأة
هم بالنهوض والتأهب وهو يتذكر كل القصص والحكايات عن الاهوال التي تحدث لمخمورين علي يد غرباء.. تماما كالغرباء الثلاثة الذين يحدقون فيه شرزا
هم... ولكنه اعدل عن الفكرة بيأس متمن
" ليتهم يقتلوني في التو... فتنتهي حياتي دون ان انهيها بنفسي فأنهي حياة نجسة بالذنب الأعظم"
لذا ظل علي استلقائه علي السرير موجها نظراته لسقف الغرفة معلنا بنزق
(اذا اردتم قتلي .. لن أقاوم)
ليصله صوت مألوف لذلك الشاب الذي وفره له مإوي بالأمس... لا يذكر الاسم لكن نبرة الصوت اراحت جبنا بداخله ان تكون تلك اللحظة هي نهاية حياته
(اعتدل في نومتك... الرجال يريدون التحدث اليك لا اكثر)
فأطاع مشرق ليعتدل جالسا بأعياء شديد
فيكون اول من يبدأ الحديث هو غسان والذي كان يغلي غضبا داخليا منذ رأي ذلك الحقير
رأي ضخامته وقارنها بضأله لينة .. فزاد احتقارا وكرها له
(نريد التحدث اليك لا اكثر يا مشرق!)
اعتدل مشرق قليلا يسأل بصوت خفيض وحتي صوته هو نفسه يزيد صداعه
(هل تعرفني؟)
أجاب غسان بفحيح مشمئز
(نعم اعرفك... اعرفك من كدماتك علي وجه لينة وجسدها... انا أبو الجارة التي أبلغت الشرطة)
تصريح غسان لم يولد من مشرق سوي ردة فعل ضئيلة لاتعبر عن ماداخله بألم عميق وهو يدرك كم هو ضئيل وغريب يعاتبه علي مافعله بقريبته وابنة بلاده... وزوجته
نطق ناجي بلهجة لاتقل عدائية عن لهجة غسان
( نريدك ان تطلقها بناءا علي طلبها)
للحظة عادت تلك الوساوس الشيطانية التي تبثها المخدرات في رأسه فسأل بعدائية واهنة
(أطلقها كي تتزوجها انت؟)
تراجع فاضل خطوة للخلف مأخوذا لماحدث... وغسان الذي لم يره يوما غاضبا يركل السرير بغل شديد يجعل السرير يتحرك من مكانه وهو يهتف بثورة
(اخرس.... حين تتحدث عن ربات العفاف .. تتهذب)
برد فعل تلقائي تصلب مشرق في جلسته علي السرير مأخوذا برد فعل غسان الذي صاح فيه صارخا
(لينة ابنتنا.. ابنتنا التي نحاول تعويضها عن نذالتك ودونيتك...و انت حقير ..حقيرو بلا اصل)
عند هذا الحد اعتدل مشرق واقفا بسرعة سببت له دوار شديد تحامل عليه وهو يمسك بتلابيب غسان يبادله الصياح بمثله
(أخرس... انا عندي أصل.. انا عندي أهل)
ولكن الدوار من أثر الكحول في جسده والاعياء الشديد لم يجعله يقف وقفة رجل يدافع عن أصله وأهله... بل اوهن ركبتيه فتهاوي علي ركبتيه اما غسان..
تبادل الأربعة رجال النظرات المندهشة... ولكن لم يتحدث أي منهم ... لان مشرق بدأ في الحديث بصوت باك تماما كما فعل مع فاضل الليلة السابقة
(انا كان عندي أهل وكلهم هجروني.. أبي هجرني مقررا الرحيل للعيش مع اختي في بلد اخري.. وأمي.. أمي هجرتني بالموت)
تزايدت وطأة البكاء فتحول لنحيب... وكاذبا من يدعي من الرجال الأربعة ان قلبه لم يتحرك لنحيب مشرق خاصة وهو يستطرد بكلمات متقطعة
(انا أحب لينة... والله أعشقها... ولكني عقلي تسيطر عليه المخدرات والخمر.. هما من فعلا بلينة هذا لست انا)
مبدأ مغلوط... مبدأ الضعيف
لكن ولا واحد فيهم وجد في نفسه القدرة علي مناطحة مشرق في تلك الحالة من الضعف لذا اقترب منه رضا يربت علي كتفه بشفقة
(إذن طلقها... طلاقك لها اعتذارك الوحيد عما فعلته بها... او مافعلته دون ان تقصد)
صمت عم المكان الا من انتحاب مشرق الذي هدأ بعد دقيقة ليرفع لهم وجها ملطخا بالدمع... وجها لا يشبه الاحياء في شحوبه وهالاته السوداء
ثم بصوت ضعيف همس
(لكني اردت ان اراها... ان اعتذر لها وجها لوجه قبل إنهاء كل شيء)
تبادل الرجال نظرة مترقبة والامل في انتهاء الموقف كما تمنوا ينتعش داخلهم
ليحين دور غسان في التحدث بلهجته الوقور
(طلقها الان طلاقا بلا رجعة كما طلبت هي... واذهب وتعالج من ادمانك ولملم شتات نفسك... ثم عد مطالبا بالسماح..... قد تسامحك ولكن ابدا لن تعود لك...فدعها تراك لأخر مرة في صورة جيدة
الا تري هذا الأفضل من ان تراك بحالتك تلك!)
وكأن مشرق انتبه أخيرا لهيئته... فأعتدل واقفا لتهاجمه نوبة اخري اكثر حدة من الصداع
ولكنه مد كفيه يمسح وجهه واثار الدمع... ثم مرر أصابعه في شعره الأشقر.. وأخيرا عدل ملابسه وادخل قميصه في بنطاله
ورفع انظاره لهم بعينين تمتلئ ضعف وإنكسارا.. فما كان من فاضل الا ان اعلن وقد تحرك عطفه لذلك الرجل الذي يقطر يتما
(طلقها يا مشرق... فأنا واثق ان هذا قرارك منذ ماحدث او هكذا اشعر...
طلقها واكسب صديق سيحترمك ان حررت امراءة لاتريدك)
رفع مشرق نظراته يتجول في أعين ووجوه الأربعة.. ليفاجئ بشئ لم يتوقعه... وكأنهم يساندونه
هل يساندونه حقا! أم يريدون فقط الخلاص منه !
لا يهتم ولم يعد يهتم
لأن الصورة ذاتها هاجمته .. تذبحه
صورة لينة أخر مرة لمحها في محطة البنزين بملابس مهلهلة وكدمات دامية مما جنت يداه
وصورتها يوم وصولها لأستراليا في بذلتها البيضاء
بعينين تلمعان شغفا وأملا

فأستسلم لتنفيذ قرار... اتخذه منذ وقت طويل لكن غياب العقل بسبب المخدرات جعله في كل مرة يرجع فيه متمتما بصوت في حالة حداد... حداد علي حب عاش لسنوات طويلة ليُقتل في بضع أشهر... وهو القاتل
(لينة طالق .. طالق... طالق)




" في انتظارك"
رأي خالد الرسالة بطرف عينه ردا علي رسالته لغسان
" سأعيدها للبيت"
قبل ان يركب سيارته مع لينة وقد رأي ان بقائها في الصالون حتي نهاية الدوام مستحيل وقد بدا ان نوبة الفزع هذه المرة اشد وطأة علي صحتها
تركت نافذتها مفتوحة وعينيها بنظرة خاوية امامها
شتان مابين لينة الان ولينة الصباح
لينة الان تلك... لايريد ان يراها ثانية... يدفع سنوات عمره ولا يراها بهذا الخواء
(خالد)
سيبدو مراهقا إن كرر كلمة سمعها في أغلب الأفلام والروايات.. ولكنه سيقولها حتي ولو بينه وبين نفسه
اسمه من بين شفتيها له طعم مختلف... سحر خاص جدا
سحر عربي يذكره بالخيول الاصيلة ووهج الصحراء والكحل العربي الذي يزيد عيني الانثي غواية
ورغم أمواج عاتية لازال يغرق في بحر التخبط فيها أجاب
( نعم يا لينة)
تحدثت بنفس الصوت الخاوي وبكلمات انجليزية وعربية متشابكة
( انا... لست ضعيفة)
أكد بإقتناع صادق
(ابدا ... انت ابعد ما يكون عن الضعف يا لينة)
سألت وحقا تنتظر الإجابة
(اذن لماذا يفعل جسدي بي تلك الافاعيل الغبية!)
فكر للحظة
كرجل مفطور علي الإجابة علي أي سؤال وجد نفسه يجيب بنفس نبرة الصدق ذاتها
(لا ادري يا لينة... كل ما أعرفه اني معك ... نبحث ونمحص في الامر حتي نفهم العلة ونعالجها)
عادت تسأل بنفس الصوت الخاوي وإن رنت فيه رنة الاندهاش
(لماذا تفعل معي كل هذا؟ )
لاني غارق فيكي... !
لاني لم انتبه وانا أدخل أسر قوتك بهوادة!
لاني أظن اني أحبب..!
هز رأسه يرفض فكرته مذكرا نفسه بأنها محرمة عليه.. وأنها ملك يمين أخر
لذا أجاب والكلمات لاتطاوعه
(لان بنات غسان اخواتي التي دعوت الله ان يرزقني اياهن.. وأنا متأكد انهن يرونك كأخت رابعة)
لم تره وهو يعض شفتيه ويغمض عينيه تحت شعره الذي ظلل العينين يسب نفسه علي لسانه الذي عصاه ولم ينطق ببساطة " اراك كأختي"
( هلا أوقفت السيارة من فصلك)
استجاب خالد لطلبها وصف السيارة لجانب الطريق فألتفتت له لينة بجسدها الضئيل كاملا بعدما حلت حزام الأمان تأمره بسطوة ساحرة
(لن تخبر مخلوق عما سأفعل الان...
انا سأبكي )
هز رأسه مؤكدا مسحورا بمراقبة ماتفعل وبفكرة انها تأمنه علي سرها العظيم
انها بشر... يحق له البكاء
اغمضت لينة عينيها بشدة حتي ان جفنيها تجعدا بملامح كارهة رافضة للبكاء وكأنها تحاول بشدة... تحاول ولكن المحاولة باءت بالفشل فوضعت لينة وجهها في كفيها وقد تبعثر شعرها كستار يستر لحظة ضعفها وبكت
وبكت ولم يجد في نفسه القدرة علي محايلاتها او مواستها
أرادها ان تبكي فربما في بكاؤها دواء
سيبدو مريضا إن أعترف ان في بكاءها جاذبية رهيبة تعبث برجولته
وهو يري ضعفها الان.. فلا يفكر الا في إحتوائها بين ذراعيه رابتا علي شعرها ومقبلا إياه قبلات صغيرة

وأخيرا وبعد عدة دقائق رفعت وجهها بعدما مسحت اثار الدمع
تتطلع في الامام قائلة وقد عادت لنفسها ولقوتها
(تفضل )
وصلا امام بيت غسان ... فأندهش خالد من تجمع غسان وناجي ورضا وفاضل امام البيت في انتظارهم
اما هي فلم تندهش... بل فتحت باب السيارة ترجلت منها متجهة للرجال بخطوات ثابتة
وقفت امامهم توجه السؤال لغسان بسيطرة ربما صدقوها لولا ارتعاش الشفتين وشحوب الوجه
(فعلها؟)
فهم غسان دون ان تحتاج لتوضيح وهز رأسه مؤكدا
(طلاق بلا رجعة)
الملامح ثابتة قوية مسيطرة... لكن للجسد احكام اخري
حاولت ان تداري ضعفها فأحذت خطوتين مرتعشتين لتدخل للبيت الذي أواها
لكن للجسد.. أحكام..اخري
خرت مغشيا عليها.. الا ان حضن فدا التي رأت المشهد من النافذة فسارعت تساندها... تلقفها






هدأ البيت من سويعات...
بعدما إطمأن الرجال علي لينة رحلوا.. ونام ساكيني البيت
الا هو
أحداث اليوم المتتالية لم تدع له الا تلك الساعة المتأخرة من الليل كي يتجرع كل تلك الاحداث ويفكر فيها
ورغما عنه... إحتاجها بشدة
لذا خرج غسان للحديقة الخلفية ليجلس علي المقعد في منتصفها ويستحضر راوية بعدما وضع علي كتفيه شالها الأسود زي التطريز الأحمر الذي تستعمله للخروج لبرودة الحديقة في الليل
إستحضر حبيبة العمر ورفيقته
وبدأ يسرد لخيالها ماحدث
" والد تشاي هاتفني في الصباح ليؤكد موعدا تذهب جويرية وتشاي فيه لشراء خواتم الخطوبة.. سألني إن أردت تحديد مبلغ معين ولكني رفضت وأكدت أن تلك هدية العريس للعروس ولا تفرق معي في شيء.
هل تصرفت بطريقة صحيحة؟
فاضل يا راوية حضر اليوم للمطعم.. وبادر برمي السلام علي ثم مد كفه محييا"
اخذ نفسا عميقا واخرجه مرتعشا بإبتسامة حزينة
" شعرت بسعادة لن انكرها... خاصة من كلامه لفدا... وحتي وإن لم يعاود في طلبها للزواج يكفي ما مدها به من شعور بالاحترام والتقدير.. هل تفهميني؟"
حك جبينه بإرهاق وهو يشد الشال حول كتفيه يتلمس وجودها فيه
" وطلقنا لينة... لن تتصوري ابدا كم أشعر بالراحة الان لاني أوشكت علي إتمام رسالتي معها..
وأنت... أخبريني عما يدور بين تهاني وصهيب بالتفصيل..؟"
تلفت حوله فلم يجدها.. وتذكر انه كان فقط... يستحضر خيالها
راوية لم تعد بعد
إن عادت



ببساطة... لا تصدق
لاتصدق انها عروس
حلم.. شكت طويلا ان تصل له
تعرف انها إن ارادت منذ زمن ان تتزوج لكانت الان متزوجة من سنوات
لكن المعضلة دوما...فيها هي
هي وحلمها...
حلم الشرقي الذي يعوضها إحساس فقدان الأمان الذي عانت منه منذ زمن طويل
لاتسيئوا فهمها... حفظ الله ابيها وبارك في عمره
لكن بقي دوما ذلك الإحساس البغيض يرعب ليالي غربتها في الطفولة والمراهقة وحتي النضوج
ماذا إن استيقظت يوما وقد مات ابيها
وتركها في الغربة بلا شبكة الأمان التي يعيش في كنفها من هم في عمرها في بلادها
شبكة أمان من أقارب وأهل... من جيران وإصدقاء
ليال طويلة كانت تقضيها محرومة من النوم وهي تفكر
(سأستيقظ علي صريخ أمي
..أبوك مات يا تهاني
...ستأتي دور الرعاية تتلقفك ياتهاني
...ستتوهين من اخوتك وستتوهين منا بين الملاجئ ياتهاني)
لم تحك يوما لاحد عن افكارها البلهاء تلك...كيف ستحكي عن الألم وهي تستفيق فجأة علي دور جديد اكتسبته
دور ضحكة العائلة كما يناديها ابوها...لذا ظل الشعور دفينا داخلها... لاتستطيع التعبير عنه الا بإعلان مازح
" اريد الزواج... اريد الزواج ممن يشبه ابي"

استفاقت تهاني من افكارها علي حضن اخر تُجذب اليه بإكراه محبب من أحد الجيران ولازالت لاتصدق ما حدث في ليلة وضحاها
ما إن أعلن صهيب للعائلة التي كانت تعرف بطلبه موافقتها وموافقة غسان حتي انطلقت الزغاريد والتهاني
وقبل ان تدرك تهاني كانت البلدة كلها تهاتفهم لتسأل عن سر الزغاريد ... وقبل ان تدرك كانت زهرة والاء يخططون لحفلة خطبة" ضيق"
لتكتشف ان الحفل " الضيق" يحوي كل نسوة وبنات البلدة في بيت خالتها الذي اعد ببساطة شديدة لاستقبال المهنيات بينما أعد زوج زهرة وباقي ازواج اخوات صهيب الحقل لاستقبال الرجال... هذا ماسمعته تهاني ولم تره بعدما وصلتها رسالة واضحة من صهيب مؤكدا انه لا يصح ان تذهب للحقل
جلست تهاني في صدر المنزل جوار خالتها وامها وقد ارتدت فستان اسود قد اشترته من رحلة التسوق في قطر
كان عبارة عن بذلة قطعة واحدة بلوزة وشورت.. وفوق الشورت طبقة طويلة واسعة من الشيفون المطرز
النظرات كلها عليها وعلي فستانها المختلف وجمالها المتألق بزينة رقيقة
نظرات إعجاب .. وغيرة
ولكنها تدرك ان الغيرة هنا لم تكن من فستانها ولا مظهرها... تدرك ان الغيرة سببها .. هو
صهيب ذلك الرجل الذي اكتشفت مع كل لحظة لها هنا... مع كل لحظة عرفته فيها... انه حلم
فوجئت بأمها تغمزها وخالتها تقترب منها مستندة علي أخت صهيب الكبيرة.. لتنصدم تهاني بواقع ان خالتها هي من ستضع الخاتم في أصبعها وهذا ما فعلته فعلا ثم انحنت تقبلها
مالت تهاني علي زهرة سائلة بحنق
(ماذا حدث للتو! هل سأتزوج خالتي!)
ضربتها زهرة علي ركبتها بخفة ضاحكة ثم شرحت
(تلك العادات هنا... لايدخل العريس الغرفة الا لو كان هناك عقد قران)
كان هذا كفيلا بتعكير مزاجها وهي ترسل لصهيب بغيظ
(ألن أرك وتراني..؟ ارتدي فستانا جميلا جدا)
وفي اخر الرسالة وجها باكيا
فرد صهيب بسرعة
(سأنتظرك في الجلسة المظللة بعد انتهاء الحفل)
واعقب بأخري
(اياك والخروج قبل ان اتصل عليك)
وأعقب بثالثة
( أرجو أن لا يكون عاريا وإلا ...) وصورة لسكين
ابتسمت تهاني وهي تطبع كاذبة وهي تدرك انه لن يدخل لمحل النساء ابدا
(لا تقلق... الفستان الذي ارتديه يختلف عن الذي ادخره لأجل لقاءك ) ووجه يغمز

انتظرت تهاني حتي انتهي الحفل وخرجت اخر المدعوات وما إن هاتفها صهيب حتي خرجت مسرعة تحت نظرات اخواته وغمزاتهم

وقف امامها في الجلسة المظللة في الزي التقليدي لرجال بلادهم فأنحبست انفاس تهاني وهي تقترب ودقات حذائها عالي الكعب كموسيقي تصويرية لاقتراب نجمة
بصوت مبحوح من طلته التي تؤثر فيها
(تبدو وسيما للغاية)
اما صهيب فكل مشاعر السنين وحرمانها تحرر مع رؤيته لها بذلك الفستان الذي ارتدته لأجله وحده ورؤيته للهفتها عليه في نظراتها فأجاب بصوت لا يجد الكلمات
(وأنت..أنت)
سألت تهاني بدلال شديدالاغراء وهي تري اثرها عليه
(وانا ماذا!)
أجاب صهيب وهو يمد كفيه يشد علي مرفقيها وهو يجيب بحرارة علها تترجم حب عمر عاشه في انتظار تلك اللحظة
(انت حلم يا رمانة... ظننته سيقبع دوما في قائمة المستحيل
انت وهم تحول لأنسان لن أعشق سواه)
نبرته المتلهفة دفعت الدمع لعينيها خاصة وهو يستطرد مشيرا لمقعد من الرخام
(وهم انتظرته علي هذا المقعد سنة بعد سنة وهم بعد هم)
رأي نظراتها المستعجبة فهز رأسه مؤكدا
(نعم هم بعد هم... يوم مات ابي انتظرتك علي ذلك المقعد يا رمانة... انتظرت ان تأت وتقبلي جبيني وتواسيني)
نبرته كانت عظيمة الأثر عليها... اخضعتها دون ان يطالبها بالخضوع
فلم تشعر الا وهو تقترب وتشد من قامتها كي تطبع قبلة حنونة علي جبينه وتهمس وقد خرج صوتها مختنقا باإخلاص
(رحم الله والدك ياصهيب واسكنه الجنة يا رب)
عادت خطوة للخلف.. فشدها اليه من مرفقيها لتقترب ثانية وقد أودت قبلتها علي جبينه بتعقله وأعادته لمشاعر رجولية خالصة تأمره أن يرد جميل قبلتها بمثيلها.. فمال طابعا قبلة حارة متملكة بين عينيها...

وضعت كفيها علي صدره توازن نفسها كي لاتلتصق به او تتهاوي بين ذراعيه... اما صهيب فقد... جُن وجُن قلبه
فتحدث بصوت أجش خشن وهو يحاول تقريبها منه اكثر ... وهي تمانع.. نصف ممانعة
( رمانتي انتِ ملكي انا ...صحيح!)
فتهز رأسها بخجل ووله
فيقربها منه اكثر مطالبا بسطوته التي تجتاحها في تلك اللحظة كزلزال يطالبها بالاستسلام... وهي لا تمانع
(لا يا رمانتي... اسمعيني صوتك وقوليها لي)
بللت تهاني شفتيها وتسارع نبضات قلبها يصيبها بعدم انزان
(انا ملكك يا سلطان قلبي)
اغمض صهيب عينيه بقوة واصابعه تشتد علي ذراعيها فتترك اثارها عليه...
اغمض عينيه بقوة وملامحه تتقبض في محاولة يائسة للسيطرة علي نفسه متمتما بأسنان مغلقة ثم يفتح عين واحدة غير قادر علي غيابها
(تهاني... ادخلي للبيت ياتهاني... ولا تجعليني اراك قبل عقد القران)
ابتسمت تهاني بنفس الدلال الذي يكاد يرديه قتيلا لو لم يعاود تقبيلها في التو واللحظة
(عقد القران المشوار لاجله طويلا.. حتي اننا لم نحدد هنا او هناك!)
عينيه علي كفها المرتاح علي صدره وعلي خاتمه في اصبعها فأجاب وهو يحاول اقناعها بالتعجيل كي.. يتذوق الرمانة
(الأفضل هنا من المدينة... فأمي لن تقو علي السفر)
قاطعته ضاحكة
(اقصد هنا او في سيدني... علينا سؤال شئون الهجرة)
ابتعد صهيب لخطوة يتطلع فيها بعدم فهم وشك خبيث يتسلل لنفسه
(وما شأن شئون الهجرة في زواجنا)
اجابت تهاني وقد بدأ عدم فهمه يوترها
(كي نعرف الطريقة الاسهل كي تحصل علي إقامة دائمة او الجنسية الاسترالية.. هل الزواج هنا او هناك هو الخطوة الافضل)
لغة جسده اختلفت وهو يبتعد بخطوة مشدودة متسائلا وقد بدأ يفهم ماترمي اليه
( تهاني انا لا احتاج الجنسية الاسترالية ولا أي جنسية ... تكفيني جنسية بلادي لاني لن اتركها... انت من ستعيشين معي هنا)
الاحاسيس الحلوة تتراجع ويغمرها إحساس مخيف لن تضع له إسما.. لانها تكره ذاك الاسم
ولكنها سألت بأمنية حمقاء ان تكون قد فهمته بطريقة خاطئة
(أين " هنا" يا صهيب؟)
أجاب شارحا ونبضات قلبه تتسارع وتتخبط مثل من تقف امامه بين خوف من فراق... وتمن للتفهم
(" هنا" جوار أمي الضريرة وأخوتي... هنا قرب حقلي وزرعي... هنا في بلادي)
ضحكة ساخرة غير مقصودة خرجت منها وهي تهتف مستنكرة
(انا أعيش هنا! هذا بأحلامك)
ثم استطردت مؤكدة
(انا لن اترك اسرتي وبلدي واتي لبلد لا اعرفها يتركها أبنائها مهاجرين لاعيش انا فيها)
اهانت بلده .. وطنه وهويته ... فرأت صهيبا اخرا لم تراه منذ أتت
اخر زاد طولا واسود وجهه ومع ذلك لم يعلو صوته الجليدي وهو يقول
(بلد يهرب منها الجبناء الذين يفضلون الاستسلام علي المقاتلة
او اليائسيين الذين يختارون ان يبنوا في غير ارضهم...
او المجروحين الذين جرحتهم البلد دون ان تقصد وبدلا من ان يبحثوا عن الدواء فيها.. يبحثون عنه في أحضان اخري ستلفظهم حين يصبحون بلا فائدة)
ثم بلهجة قاسية افزعتها سأل
( أليست تلك هي البلد التي أتيت ركضا اليها بحثا عن رجل بحق!)
لهجته وكلماته جرحتها بعمق ومع ذلك وجدت اخري غيرها ترد عنها
تهاني اخري لم تعرفها من قبل مع رجل ولا مع مخلوق
لكنها الان امام صهيب تحاول الحد من الخسائر .. لذا شدت علي مرفقه بتذلل ليس منها
(ووجدته ولست مستعدة لتركه خلفي والرحيل.... كما اني لست مستعدة لترك عائلتي والبقاء هنا)
ساد الصمت بعد جملتها... لايقطعه سوي أصوات أخوته يمرحن وهن يعدن البيت لحالته بعد إنتهاء الحفل
ليصلها صوته متسائلا بضياع وتشتت
(هل وصلنا لتونا لحائط سد! أم انها مجرد مشاحنة بين خطيبين؟)
ودت لو تجيب لكنها نفسها لاتملك الإجابة... هي أكثر ضياعا منه
هي أكثر فقدا وخواءا
وفجأة غمرها شعور بالبرد... برد الفقد
كطفلة مرتعبة مما لاتعرف ولاتفهم قطعت خطوتين ابتعدوهما اثناء الجدال القصير
ارتمت في حضنه ترتعد والبرد يضربها.. وهي تهمس بصوت مختنق
(احضنني يا صهيب... اشعر بالبرد)
أطاع وأحتضنها وكلاهما يدرك انه... الحضن الاخير
من فوق رأسها نظراته الموجهة للعدم تصرخ
"عاد الحلم لخانة المستحيل"
اما هي... فدموع تبلل قميصه وبأعين مغمضة تهرب من الواقع نازفة
" حقا فقدت امانك قبل ان اتنعم فيه"







سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك



noor elhuda likes this.

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 07-10-20, 12:35 PM   #906

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

لسبب لا افهمه مش ظاهر عندي تسجيل حضور فياريت حد يس جل ❤❤❤❤

shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 07-10-20, 01:04 PM   #907

حالمة
 
الصورة الرمزية حالمة

? العضوٌ??? » 444533
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 318
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » حالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond reputeحالمة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور لاحلى شيماء
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 156 ( الأعضاء 34 والزوار 122) ‏حالمة, ‏shymaa abou bakr, ‏3Samar, ‏wagiha, ‏sara_soso702, ‏وسام عبد السميع, ‏آية العيسوي, ‏mayna123, ‏الأمل واليسر, ‏suzyy, ‏NJN, ‏سعاد انور, ‏Aya yoga, ‏هبة الله 4, ‏شيرين الحق, ‏fevo fofa, ‏الزنجية الشقراء, ‏suhair soso, ‏شجن المشاعر, ‏أنثى المجدولين, ‏وعد ومكتوب, ‏Berro_87, ‏سماح خلف, ‏ياسمين ♥, ‏amana 98, ‏REEM HASSAN, ‏Rama96, ‏lotus baka, ‏Amanykassab, ‏Wlaa wlaa, ‏فديت الشامة, ‏شارلك, ‏rontii, ‏Omsama


حالمة غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-20, 01:09 PM   #908

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعه تهانى غبيه لو سابت صهيب ورجعت تانى استراليا ليه تضحى بخب زى ده وترجع تانى

Omsama غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-20, 01:32 PM   #909

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ليه كده ياشيمو الفصل كله كان روعه جيه على النهايه وقفل على صباعى

هبة الله 4 غير متواجد حالياً  
قديم 07-10-20, 01:44 PM   #910

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حالمة مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور لاحلى شيماء
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 156 ( الأعضاء 34 والزوار 122) ‏حالمة, ‏shymaa abou bakr, ‏3samar, ‏wagiha, ‏sara_soso702, ‏وسام عبد السميع, ‏آية العيسوي, ‏mayna123, ‏الأمل واليسر, ‏suzyy, ‏njn, ‏سعاد انور, ‏aya yoga, ‏هبة الله 4, ‏شيرين الحق, ‏fevo fofa, ‏الزنجية الشقراء, ‏suhair soso, ‏شجن المشاعر, ‏أنثى المجدولين, ‏وعد ومكتوب, ‏berro_87, ‏سماح خلف, ‏ياسمين ♥, ‏amana 98, ‏reem hassan, ‏rama96, ‏lotus baka, ‏amanykassab, ‏wlaa wlaa, ‏فديت الشامة, ‏شارلك, ‏rontii, ‏omsama

تسلميلي ياحبي❤❤❤


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.