آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          305 - عــــلاقات خـــطرة ليليان دارثي(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : الملاك الحزين - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          347 - الراقصة والأرستقراطى - سوزان بيكر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثنائي المفضل ليكم لحد دلوقتي ؟ " حابة جداً أعرف رأيكم عشان الفصول الجديدة " 😂
سليم و مليكة 0 0%
عمر و غنوة 1 100.00%
أحمد و ياسمين 0 0%
يوسف و رقية 0 0%
خالد و هديل 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-20, 09:16 AM   #51

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي


❤ الفصل الثاني عشر ❤
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر "
من نحن لنصنع من أنفسنا جلادين ، من أعطانا صلاحية إطلاق الأحكام ، من سمح لنا بحرية العبث بالقلوب و التوغل في أدق تفاصيل الآخرين ، كيف ينام أحدهم ليلته و هو لا يعلم يقيناً ما اذا كان ظالماً أم لا ؟ كيف يترك نفسه عرضة لأن تُقبض روحه و هو غارق بذنبه نحو العالمين .
لم تستطع أن ترفض رجاء رنا لرؤية يزن بعدما كشفتها رقية و هي تتلصص علي الصغير ، هي أم أيضاً و تعلم أن لا أحد في العالم لديه القدرة علي اشعال السعير في قلبك سوي ابنك ، كادت رنا أن تقبل يداها حتي تلمسه فقط و تستنشق عبيره ، كم ندمن رائحة أبنائنا فتمر السنوات و الأزمات و الأفراح و الأوجاع و رائحتهم تشبه المسك الفواح القادر علي هزم عوالم بداخلنا و بناء جدران من السكينة حول فؤادنا فمن تكون هي لتحرم رنا كل هذا ؟ ، حتي لو قررت رنا الهروب من يوسف و ترك الصغير فلا أحد يعلم لماذا ؟ و لا أحد يملك أن يحرمها حتي رؤية ابنها كعقاب !
شدد علي ذراعها في غضب أهوج و عيناه تلتمعان بشرر يؤججه جرح كرامته الذي لم ينتهي بعد
" كيف تجرأتِ علي عصياني ؟ ألم أخبركِ أنه ممنوع عليكما أي اتصال بها و لو رأيتها أمامك تعودي بيزن للمنزل و تخبريني لأتصرف ، من سمح لكِ ! أنا أبوه و أنا وحدي من يقرر "
لتحاول نفض ذراعها بعيداً عن يده فيشدد الامساك أكثر لتجيبه و صوتها يخنقه الألم
" لا يحق لك أن تقرر وحدك ما يخص يزن ، أنا أمه و لي حقوق فيه مثلكما أنا من ربيته كابني و لن أسمح لك يوماً بتهميش رأيي فيما يخصه أبداً يا يوسف ، هذا طفلي أيضاً ، لكنه ابن رحمها هي ، تكون داخلها و أرضعته حليبها و نام صغيراً بحضنها و أنا خير من يعلم كم يعني لها رؤيته من جديد ، لن أكون أداة لعقاب رنا علي هروبها منك و لن يكون ابني وسيلتك لتأديبها لأنها رحلت ، هي تملك حقوقاً و لن اخذلها و لن اخذل صغيري لاجل غضبك الاهوج هذا ، و لو قرر هو في يوم من الايام بعدما يكون ناضجاً كفاية الابتعاد عنها لن اتدخل لكن طالما انا أمه لن امنعه عنها يوماً ، ما فعلته كان شنيعاً لكنك لست ملاكاً يا يوسف "
ليجيبها مشدداً علي كلماته و كأنها تتفجر من بين أسنانه في اندفاع غاضب
" لن تطأ قدميكِ خارج هذا المنزل أصلاً لتري رنا أو غيرها ، يبدو أنني دللتكِ حتي نسيتي من أنا ! أنا زوجكِ يا إبنة العائلة المحترمة لي عليكِ حق الطاعة و ستلتزمين به حتي لو كان ذلك رغماً عن أنفكِ "
لتشهق دامعة فهي لم تعتد سوي الرقة لا يليق بعيناها الجميلتين سوي الرقة
" أنت تفعل بي هذا لأنني لا أملك ذلك القدر من القسوة لأن أظلمها ! يا إلهي كل ذلك الغضب الأسود لأنك مازلت تحبها ! تحبها حتي و هي زوجة رجل آخر ! أنت مهوس برنا تؤذيني لأنك غاضباً من نفسك لولعك هذا و تريدني انا و ابني وسيلتك الانتقامية ، أنت تحبها يا الله أنا لا أصدق بعد كل تلك السنوات مازلت مغفلة "
كان يحدق بها في صمت مطبق لا يملك رداً و لكن ألمها مس شغاف قلبه و أوجعه
" أنتِ تهذين الآن ، لا تهمني رنا أنا فقط أحمي صغيري منها ، هي ليست مناسبة لتكون بدائرته ، فما بنيناه لسنوات لن أسمح لها بهدمه "
لتبتسم في سخرية و قلبها يضخ ألماً تعجز عن وصفه لعل مليكة في نهاية الأمر محقة و هو لم و لن ينسي أبداً
" ما الذي بنيناه أنك جعلت قطعة الديكور التي أدخلتها حياتك لتكمل واجهتك الاجتماعية هي أم صغيرك و أبعدت أمه الحقيقية أو لنقل هي من هربت منك ، كل ما بنيته أنا أساسه و سره أنا كل شيء يا يوسف كل شيء لم تقدره ، أنا سأذهب لبيت أهلي رفقة صغاري ، و سأخذ يزن قبل الرضيعة أنا أمه و أقرر في حياته مثلك و أكثر ، أنا من رعاه و أنت جالس تلعق جراحك ! أنا هي عماد هذا البيت اياك أن تنسي ، و اياك أن تعاملني بهذه الهمجية من جديد ، و اياك و الركض وراء رنا هي زوجة لرجل آخر الآن لا تكن خسيساً لا تسقط من نظري أكثر من ذلك رجاء ، لا أطيق أن يكون والد طفلاي في هذه الصورة أبداً "
كان مندهشاً كيف يمكن لرقية أن تملك كل تلك القدرة علي اهانته ففي قمة ألمها منه لم تكن قاسية هكذا لا ينكر أن ظهور رنا قد رج داخله رجاً لم يغمض له جفن ليلتها بل ظل محدقاً بالسقف و الذكريات تتدفق بداخله فيبتسم بألم و تلمع عيناه غضباً أسوداً لقد رمي كل ماضيها بعيداً و جعلها زوجته و أنجب منها طفلاً و أراد حتي أن يواجه بها العالم بأسره و ليس فقط تشدد عائلته و لم يكن زواجه برقية سوي بالحاح منها حتي تعود علاقته بعائلته كما كانت قبل معركة رغبته بالزواج منها
" النادلة ببار فندق شهير " يومها بكته والدته كما لو كان مات و لم يهدأ بالهم تماماً سوي بزواجه من رقية ، و رغم كل ما فعله لأجلها و كل ذلك الحب الذي حمله بقلبه لها كان مهوساً بحق كان يتأملها نائمة بعينان تفيضان بالعشق ، كيف تمكنت من الهرب ؟ كيف طاوعها قلبها لتهجر رجل مولع بها هكذا !
لكن رقية تسربت برقتها لداخله ماحية كل ما علق به من أي امرأة سواها ، يحبها أكثر من أبنائه ، يري العالم حلواً لأن به رقية بسذاجة مراهق و قلب عاشق ، لكن كبريائه يئن كلما تذكر أنه كان علي استعداد أن يواجه الدنيا من أجلها و هي تركته رفقة رضيعه كالمغفل و رحلت لتتزوج ذلك الشيخ الله وحده يعلم بكم اشتراها كل ما يأمله أن يكون المبلغ يستحق لئلا يكون ثمن حبه القديم رخيصاً مثلما كانت حبيبته .
خرجت رقية غير عابئة بمحاولاته و ظلت تصرخ ليتركها بعدما حاول منعها فهو رغم لومه لنفسه لعنفه معها لكنه أمرها بلهجة واضحة أن تمنع أي تواصل بين رنا و الصغير و قامت هي بكل تحدي بعكس ما أراد و صممت علي ما فعلت ، رنا تركت ذلك الطفل رضيعاً و رحلت ؟ من أين يكون لها الحق في ضمه ! هي وحدها من قررت هجرهم و الرحيل فلا حقوق لها و لا وجود ، قرر ترك رقية لتهدأ يومين و الحديث مجدداً و هذه المرة سيضمن أن لا تقترب رنا من عائلته مجدداً أبداً .
ابتسمت مليكة لرؤيتها يزن الصغير يفتح الباب بمنزل بهيرة
" ترتدي منامتك يبدو أنك ستقضي ليلتك هنا أيها المتحذلق "
لينظر لها مستفهماً و ممتعضاً في الوقت ذاته
" هل تسبينني ؟ ما معني متحذلق تلك ؟"
لتضحك مليكة من غيظه الطفولي المحبب ذاك فقد كان مشاكساً بهدوئه و رزانته و تعليقاته التي لا تناسب سنه تماماً
" هذا ما تعنيه تماماً هو الذي يدعي أنه يفهم كل شيء و هو لا يفهم أي شيء "
ليضرب الأرض بقدميه و قد بدأ يغضب نوعاً ما لكن بهدوء أمه ، فهو لو لم يكن ابن رقية بالميلاد فهو ابن روحها قطعاً
" لا أدعي أنني أفهم كل شيء ، أنا طفل بالثامنة كيف أفهم كل شيء ؟"
لتضحك مليكة من جديد مغيظة إياه
" حسناً أنت لم تبلغ الثامنة بعد ، ثم أنك لو لم تقلها بلسانك فعيناك تخبرنا بذلك بوضوح "
ليضع يداه بخصره موبخاً إياها
" العيون لا تخبر و لا يمكنكِ محاسبتي علي كلمات لم أقلها و إلا أخبرت أمي و أبي و جدتي أنكِ تزعجينني "
لتضحك مطلقة لسانها خارجاً لتغيظه من جديد
" لا أحد منهما قادراً علي فعل شيء لي و لو فعلتها سأزيد من ازعاجك ، تذكر أنت من بدأ "
ليتأفف الصغير و يبتسم فجأة بلؤم طفولي لذيذ
" سأخبر خالي سليم فقد وبخكِ بشدة المرة الفائتة و هو قوي للغاية و يستطيع عقابكِ لو ضايقتني من جديد "
لتضيق عيناها في خبث و هي شبه ضاحكة من ذلك الصغير الفطن
" حسناً أعترف أن خالك سليم قوي لكنني الوحيدة القادرة علي هزمه تذكر ذلك دوماً يا يزن و الآن أين رقية ؟ "
ليجيبها و هو مازال غاضباً
" طبعاً لا تستطيعي هزمه فأنتِ ضعيفة و لكنني سأتجاهلكِ كما أخبرتني أمي أن أفعل مع المزعجين و مختلقي المشاكل ، هي بالغرفة رفقة جدتي بهيرة تناقشان شأن خاص و لا يُفترض إزعاجهم يمكنكِ الجلوس معي لكن دون صوت لأتمكن من التركيز بقطع البازل خاصتي "
ضحكت و هي تندمج معه تحاول مساعدته و عيناها تلمعان حباً و هي تكاد تفهم كيف أسر هذا الوسيم قلب رقية لتصنع له عائلة فوق جراحها كأنثى غير عابئة بأي شيء سوي حبه ، كان فعلاً يستحق ذلك الكم من الحب .
خرجت رقية و بهيرة من الغرفة بنفس توقيت دخول سليم حاملاً يزن يقبله و ما إن رآهما حتي أمر يزن باللعب في الغرفة ليتحدثا قليلاً
" أغلق الباب حبيبي سنتحدث قليلاً ثم أتفرغ تماماً لك "
بعد دقائق كان يؤنب رقية بحزمه المبالغ فيه أحياناً
" حسناً أنا لا أفهمكِ ، الرجل كان واضحاً في قراره ممنوع أن تتعاملي معها أنتِ أو الصغير فتدعين الطفل يقابلها و تحاولين جعله يخبأ هذا عن والده ، هل تعلمين مقدار أخطائكِ حتي الأن ؟"
لتستغفر مليكة في ضيق وسط نظرات سليم الحانقة
" لما تنظر لي هكذا ! أستغفر الله عن ذنوبي "
ليجيب في سخرية
" و كأنني لا أعرفك ، هذه إحدي طرقكِ للتعبير عن احتجاجكِ "
لترد في جرأة كعادتها داعمة من تحب
" هل إتصل بك ليشكو زوجته لك ؟ ماذا ستفعل لها يعني سترسلها له مثلاً بعد أن تشد أذنيها عقاباً لتلتزم بكلمته التي تنافي المنطق و الانسانية و الشرع أيضاً "
ليجيبها مشدداً علي كلماته
" أنا من تحدثت إليه يا مليكة و سألته عما حدث بعد أن أخبرتني رقية أنهما اختلفا و صرخ بوجهها و الرجل برر فعلته ، و ما المشكلة لو شددت أذنيها عقاباً فأنا مازلت أخيها و لي الحق في عتابها أو دعمها أو عقابها إذا لزم الأمر ، أنتِ تعرفين مكانة رقية عندي و لقد كلمته لأخبره برفضي لمعاملتها هكذا لا أحد يصرخ بوجهها في حياتي"
كادت أن تقفز من فرط ذهولها و حنقها في الوقت ذاته
" يا الله لأنها أختك لا أحد يقترب منها لكن أنا عرف الجيران بعودتي للبلد من صراخك بوجهي ، لقد كدت أن تضربني مرة و كنت دوماً تدفعني أمامك علي السلم كالمقبوض عليهم بجرم فاضح لكن أختك لا أحد يقربها "
ليجيبها و داخله متسلي من مظهرها المجنون ذاك
" و الله لو فعلت رقية عشر أفعالكِ لكنت قتلتها حرفياً لكنها نقضيكِ التام هي أصلاً لا تفعل ما يعارضني لكن أنتِ كتلة عناد و غباء و تهور و عفوية مبالغ فيها مع من يُسمح لكِ بالسلام عليهم من بعيد فقط "
لتهتف بهيرة منزعجة
" يا الله ألم ننتهي منكما ! ألا تكبران و لا تعرفان للنضج طريق ، هي و مجنونة و لن تتغير غالباً ، لكن أنت ما حجتك قلنا تزوج و سيعقل لكن هيهات "
ألقت بهيرة كلمتها الأخيرة عن قصد ليبهت وجه كليهما و الحقيقة المرة تلك تصفعهما بشدة ليعيد حديثه لرقية
" لم تُدخلين تلك المرأة بينكما يا رقية ، أنتِ لستِ نداً لها أبداً و لن تفهمي لما تخطط "
لتزفر في نفاذ صبر
" ألا تفهمون المرأة متزوجة و يبدو أنها تحبه حديثها عنه يتسم باحترام شديد و هذا الطفل هو ابنها و حقها أن تراه و لن أسمح بحرمانها منه أبداً ، و يوسف هو من أدخلني بينهما من البداية فلا يحق له أو لك أو لأي شخص كان لومي علي فعل ذلك و لن أمتنع عنه و أرجوك يا سليم أوصل له رسالتي و أخبره ألا يتصل بي هذا الأسبوع نهائياً و عندما أستطيع الحديث سأتصل أنا"
و بعد لحظات صمت ظهر يزن يستأذن الدخول
" لقد مللت جداً يا خالي ، هل انتهي حديثكم أريد مليكة الصغيرة و مليكة هذه لتلعبا معي لو أردتم أنتم الحديث وحدكم من جديد "
لترافقه مليكة مبتسمة
" حسناً المتوفر فقط مليكة هذه لكن الصغيرة عند جدتها لأمها لن تراها هذه الأيام للأسف "
ليقف فجأة و كأنها تذكر شيئاً مهماً فينظر لها بطرف عيناه
" هل ستلعبين معي لساعتين ؟ أم أخبر خالي سليم بأنكِ تقولين أنه ضعيف و تقدرين علي هزيمته "
كان صوته مسموعاً رغم محاولاته الهمس وسط ضحكاتهم الخافتة من تهديده لمليكة
" حسناً يا عميل الموساد رقم 101 سألعب معك شرط ألا تخبره أبداً ، اتفقنا "
ليبتسم الصبي منتصراً مزهواً بصفقته و يهمس من جديد
" لا تخافي سركِ بآمان طالما ستلعبين معي "
لينطلقا للغرفة و فجأة يعلو صوت سليم
" يزن "
" نعم خالو "
ليلتفت كلاهما لسليم في انتظار ما سيقوله ، ليثبت عيناه البندقيتين عليها مودعاً فيهما سنين حبه و شوقه الكبير
" هي الوحيدة القادرة علي هزيمتي ، يطيب لي السقوط أمامها و لأجلها ، هي أصلاً سر قوتي "
لينقل الصغير نظراته بينهما مستغرباً
" حسناً خالي سليم كلامك غريباً للغاية ، فقوتك سببها أنك تمارس الرياضة و تتناول طعاماً صحياً ، ما دخل مليكة بذلك ، ألم تخبريني بذلك أمي و تجبريني علي أكل البروكلي ، هل تكذبين ؟ الله سيعاقبكِ "
لتضحك رقية من ذلك الخلل الذي سيصيب دماغ ابنها من هذان المحتالان وسط امتعاض بهيرة من سير الأمور
" لا حبيبي مصدر قوة خالك هو الطعام الصحي الذي كانت تعده له مليكة قبل أن تسافر ، أليس كذلك سليم ؟"
ليجيب و مازالت أنظاره مثبتة نحوها
" أجل حبيبي قبل أن تسافر كنت قوياً بسببها "
لترتبك تحت وطأة نظراته فلطالما كانت قادرة علي مواجهة موجات غضبه و حنقه و حتي مرحه لكن تلك الذبذبات العميقة المغمورة بعاطفته تربكها ذلك الحب المتدفق من عيناه يهفو إليه قلبها رغماً عن إرادتها و رغبتها و كل المنطق !
" بالمناسبة أين سمية ؟"
ليجيبها ببساطة
" في زيارة لعائلتها ، هل تفتقدينها ؟"
لترد هازئة
" أمر الافتقاد تركته لك فهي من تتوسد ذراعك نائمة كل ليلة "
لتلمع عيناه بشقاوة و نفس تلك النظرات المربكة التي تتحدي كل الحواجز و السدود و تعود بهما لهناك لتلك الأيام التي كانا فيها عاشقين يتمرد كلاً منهما علي هوسه بالآخر
" لم يتوسد ذراعي سوي طفلة شقية كانت تتظاهر بالنوم لتبعد عني الفتيات "
لتغير بهيرة مجري الحديث من جديد
" سليم أريدك أن تتحدث مع أحمد و خالد وضعهم لا يعجبني و وضعك أيضاً لا أعرف من أنصح و بما ؟ كلكم توجعون قلبي لا يطمئني سوي أنني ما زرعت بينكم سوي المحبة و أنكم ستكونون دوماً سنداً لبعضكم البعض مهما تقلبت الأحوال بكم بإذن الله ، حبكم هذا ثمرة العمر الرابحة الوحيدة أدامه الله ، ها هي سلمي قد جاءت ، هي أيضاً حالها لا يعجبني "
لترتبك كعادتها مؤخراً
" ما به حالي جدتي ؟ أنا جيدة الحمد لله "
ليطالعها الجميع شاعرين بذلك التوتر الذي أصبح يلازمها و يصبغ حياتها كلها
" حسناً أنا أيضاً أشعر بشيء لا يريحني يا سلمي و أتمني أن تخبريني به أنتِ لأنني لو كشفته و لم يعجبني لن أرحمكِ "
لتظهر مليكة فجأة شبه راكضة خارج الغرفة تاركة الصغير و هي تصرخ به
" قل لي متي سنتخلص من تسلطك ذاك ؟ ألن تنتهي ؟ لديك زوجة مارس ذلك عليها و عليها فقط ، الفتاة متوترة و هذا يهددها ، ستجعلنا نتمني الخروج متزوجات من ذلك المنزل فقط هرباً منك "
لتلتقي عيناهما في لمحة غضب سريعة تتألق بمحياه الوسيم سرعان ما تداركها مكملاً بعبث
" فلتهربي ما شئتِ عن عيناي فإنكِ في الضلوع تسافرين، ذكرني الهروب بمقولة فاروق جويدة كنتِ تحبينه في الخامسة عشر جداً كانت فترة الشعر خاصتكِ"
لتتنهد في ابتسامة كم يحفظها ذلك الأحمق المغرور الذي أفسد بغبائه عشقاً لم تفهم هي برعونتها مدي عمقه
" وقتها جربت الكتابة أيضاً، كانت أياماً جميلة ، بالمناسبة متي ستعود زوجتك ؟ لست أحشر أنفي طبعاً لا يليق ذلك بي لكن ياسمين فرت من أحمد و هديل تنفث دخاناً كالتنين من خالد لكن أنت و زوجتك عصفوري هذا المنزل الحالمين الملتزقين بالمنزل و العمل و الله وحده أعلم أين أيضاً ؟ هل تلصق نفسك بكرسي في المطبخ و هي تحضر الطعام ؟ أم تحضره أنت ؟ لا اتخيلك رومانسياً "
ليزفر بضيق من استفزازها المتعمد و كأنها تهوي إيلام كلاهما
" كفاكِ استفزازاً مليكة ، كفي عن ذلك الهذيان توقفي "
لترد بنفس الاستفزاز و دمعة تحاول التمرد من عينيها و تهددها بالهطول بأي لحظة
" هل الكلام عن زوجتك استفزازاً ، أم تطورت غيرتك فتغار عليها من همسنا ، عهدت غيرتك مبالغ فيها دوماً و مجنونة لكن لم أتخيلها مريضة "
لتكمل كلماتها وسط لمعان الغضب بعينيه ، فوجوده الدائم بمنزل الجدة و محاصرته لها بنظراته العامرة بالشوق و ذلك الشيء الخائن بقلبها الذي مازال ينبض له يرعبها ، لقد تركها لأخري فكيف تتقبل تقربه ذاك !
" بالمناسبة ألا تجد أنك أصبحت تشرفنا بحضورك أكتر من العادة أو يمكننا القول أضعاف العادة ، هل تربطك بالسرير لو تجاوزت الساعة هنا ، عفواً لا أقصد طبعاً شيء بذيء ، رغم تلميحات زوجتك الفجة "
سحبها فجأة جاذباً إياها قربه و براكين عيناه المشتعلة تحاول حرقها ، لكنها كانت كخرقة ممزقة لن يزيدها الاشتعال شيئاً فهي مهشمة من الأساس لا تصلح لشيء فالعطب بداخلها كل مدي يستفحل فالعودة كانت قاسية رغم كل تلك السنوات التي أعدت نفسها فيها لها
" توقفي عن هذيانكِ هذا ، توقفي قبل أن أفقد أعصابي حقاً ، تلعبين دور الضحية بامتياز ، من ركض ورائكِ كالأبله لتعطيه فرصة ليثبت حبه من تذلل لكِ و سافر مرات و مئات المكالمات و الرسائل حتي حظرتني من كل حساباتكِ ، من تعمدتِ إثارة أقصي جنونه و نيران غيرته ، من أغلقتِ بوجهه كل أبوابكِ و رحلتي ، نعم أنا أدخلت سمية بيننا ثأراً لكرامتي ، لقد أخبرتني بحبها في الوقت التي كنتي تدفعيني فيه دفعاً كأحمق مهوس يطاردكِ و مع ذلك كان الأحمق مولعاً حتي برفضك و لكنها أصرت أن نجرب الخطبة فلو عدتِ فلا فرصة لها و لو ظللتِ بعالمكِ و حياتك فهي تستحق المحاولة ، يشهد الله أنني للحظة الأخيرة انتظرتكِ لكنكِ صممتِ علي أن تضربي بقدميكِ كل ذلك العشق الذي حملته بداخلي و تعودين الآن بعد سنوات كطفلة مدللة و تسخرين مني ، أنا الذي ألقيت نفسي في نار بين امرأة تحبني و أخري حمقاء أنا مجنون بحبها منذ خُلقت ، لكن أنتِ عشتِ بعيداً حياة غنية بكل التجارب و الشخوص و الغبي لا يملك سلطاناً علي قلبه و يسافر لساعات ليراكِ من بعيد ، أنا أتلصص علي حسابك من هاتف زوجتي كالمراهقين ، إياكِ أن تعاملي نفسكِ كضحية لو كنت مخطيء فأنتِ من بدأ بحفر تلك البركة الموحلة التي غرقنا فيها كلنا "
كانت يداه تزداد حدة علي ذراعها الغض و كأنه يريد النفاذ لعظامها مباشرة يودعها غضبه علها تشعر حقاً بما فعلته و دفعته لفعله و ما حدث لهما سوياً من جراء غبائهم .
" ستكسر ذراعي اتركني ، تؤلمني توقف عن تعنيفي "
ليزفر من بين أسنانه بينما يقف الجميع مشدوهاً لا أحد منهم يستطيع النطق من رهبة تلك المواجهة فتلك لحظتهم الخاصة الخاصة جداً فرغم ألمهم لأجلهم لا أحد يملك حلاً لكن سلمي يجلدها الذنب بقسوة حتي أن عيناها فاضتا بدموع ندم عميق لا تعرف كيف تمحوه من داخلها و كيف تتعامل مع نفسها التي كانت سبباً في التفرقة بين إثنان من أغلي الناس بحياتها
" سأكسر رأسكِ أيضاً ليتني لم أستسلم لسلطان الكبرياء و فرضت عليكِ الزواج كما كنت أفرض عليكِ ما في صالحكِ دوماً ، أنا الغبي فعلاً ليس خطأكِ ، كنتِ مجرد طفلة بلهاء و يبدو أنكِ مازلتي و مازال قلبي كله لكِ لا أملك عليه سيطرة "
لتصرخ مهتاجة و هي تضرب صدره بعنف
" توقف إياك أن تكمل ، ذلك هذيان و وقاحة ، قلب ماذا قلب ماذا ؟ هي تسكن سريرك و أوراقك الثبوتية و ممكن أن تكون حامل بطفلك ، قلب ماذا ؟ ماذا تريد مني ؟ ماذا ستفعل بي ؟ لن أكون شادية الخاصة بك ، لن أكون الثانية لن أخطف بقاياك حتي لو ملكت قلبك ، لن تفعل بي هذا ، توقف عن تحقيري ، لا أريد حبك و لا أريد وجودك كله عطرك أصبح يخنقني لأنني كالمجاذيب أحفظه هو و رائحة جسدك و تصفيفة شعرك وقت الملل و السحر الكامن بعيناك عندما تتحدث بشغف ، وجودك يعيق حياتي و أنا وحيدة بلا أب أو أم أو إخوة و أريدك بعيداً لأبني عائلتي الخاصة "
لتركض لشقتها و هي واضعة حجابها كيفما إتفق فقد كانت المواجهة أكبر من احتمالها فلقد حمدت الله علي ثباتها كل تلك الفترة حفظاً لكرامتها لكن اليوم كل شيء انهار علي مرآي من الجميع فليرحمها الله من نظرات الشفقة لن تطيق ذلك أيضاً فوق جرحها و يتمها و كرامتها المهدرة فهي رغم كل شيء ابنة امرأة يدرك حبيبها أنها خانت عمه .
**********
" سمية أنا أريد دفعة أخري من المال و إلا سأضطر للجوء للصغيرة سلمي المرتعدة فتعطيني هي بدلاً منكِ"
كانت تنظر لإبن خالتها الجشع نظرة كلها قرف فقد رسم ذلك السم الذي يتعطاه معالمه علي وجهه فأصبح أكثر دونية مما هو عليه ، فلطالما كان يشبهها هو و أمه لكنهم أقل حنكة منها فيطفح داخلهم الأسود علي وجههم بوضوح ، فقد تقربت لسلمي في فترة باستثارة تعاطفها و تملقها و استطاعت النفاذ لأعماقها لإنشغال إخوتها و حتي سليم عنها و هيأت ذلك القذر بكل ما يلزمه ليوقعها بحبه فكانت تساعده في كشف خباياها و ما تحب و تحسها علي التقرب منه و طبعاً دعمه مادياً حتي لا تظهر حقيقته أمام سلمي التي لم تكن لتتقبل أن تحاول مع أحداً خارج دائرتهم الاجتماعية ، دوماً سمية حذرة ماهرة في حياكة الخطط و راوية قصص ممتازة كانت حتي بطفولتها تهرب من عواقب أفعالها بإلصاقها بالآخرين حتي لو تسببت في العقاب لهناء علي فعلة لم ترتكبها .
" ألم تشبع بعد ؟ أعطيتك أكثر من مرة و قد مللت حقاً ذلك الموضوع ، هل تعتقد أنك لو ظهرت لسلمي بشخصيتك الحقيقية سترحب بك ! أنت تهذي و تحلم بالوقت نفسه "
ليضحك ساخراً بصوته المهتز جراء ما يتعاطه فيبدو دوماً لا يعي تماماً التوقيت و لا يدرك ما يتفوه به ادراكاً تاماً
" لن أعود لها راكعاً طالباً حبها فأنا علي عكسك لا أستجدي الحب بل سأهددها "
لتصرخ بوجهه فاقدة قناع الهدوء الذي ترتديه دوماً رفقته هو و أمه لأنها تعلم جيداً أنها لو أشعرتهم بضعفها لحظة لانقضوا عليها
" أنت فقط تستجدي المال و ذلك السم الذي تشربه ، تقبل يد الشيطان لو أعطاك بضع جنيهات ، اياك أن تتخطي حدودك معي مرة أخري "
ليضحك مجلجلاً هازئاً منها لتنقبض ملامح وجهها في توتر من وقاحته تلك و كأن الوعي يظهر عليه ضدها هي فقط
" لا شيء لدي لأبكي عليه يا سمية لكن لو تكلمت أنا ستخسرين كل ما جاهدتي كالمجنونة للحفاظ عليه ، ثم أن ما أطلبه لا يعد شيئاً أمام ما تملكه زوجة سليم سالم ، و أعرف أن سليم يغدق عليكي من أمواله ، هل هناك ما يحاول تعويضه من خلال المال ؟ مثلاً لا ينجب "
إلا الانجاب تلك النقطة تؤذيها تجلد قلبها شرطه ألا يجمعهم طفل إلا عندما يقرر هو التي وافقت عليه مكرهة كانت تعلم أنه لا يريد الالتزام معها بطفل لا يعرف مصيره لو تركها ، كان دوماً احتمال تركه لها الاقوي مما جعل روحها تهفو لطفل ليضمن لها وجوده نسبياً و أمومتها تصرخ مطالبة بابن ، لقد تخلي عن احتياطاته لليلة واحدة عطفاً علي انهيارها لكن لم يكررها و هي تأكدت من عدم حملها فقررت الذهاب لاهلها لفترة لتحل هذا الأمر ، يجب أن تصبح حاملاً و يجمعهما معاً طفل ليصبحا أسرة ، أسرة لن تقبل مليكة هدمها حتي لو أراد هو
" اخرس يا حقير سأعطيك خمسة آلاف فقط لا غير و لن تطلب مني مجدداً و انسي التواصل مع سلمي نهائياً لو علم أحداً من عائلتها ما فعلته معها سيقتلك "
ليضحك من جديد بنفس السخرية الكريهة و رائحة فمه المنفرة تثير تقززها ، هل كانت أمها تريدها حقاً أن تظل هنا بينهم في هذا الوسط المتدني ، لا يناسبها مطلقاً و لن تعيش فيه و لن تعود له مهما تطلب الأمر
" اجعليهم عشرين ألف سأشارك بمشروع مع أصدقائي ليوفر لي دخلاً كي لا أزعجكِ مجدداً ، و لو إقترب مني أحدهم لن أتردد لحظة في إخبارهم أن زوجة الحفيد الذهبي هي من حاكت كل ذلك حتي هي من كانت تتواصل الكترونياً مع سلمي ما كنت سوي واجهة و قابلتها ثلاث مرات متدرباً علي حوار من ابداعك و من خبرتي المتواضعة رجل كزوجكِ متي شعر بأن زوجته تخدعه و تؤذي عائلته لن يرحمكِ و لو قبلتي قدماه فلا تتبجحي معي أنتِ من لديكِ الكثير لتخافي عليه ، أنا أعرف أن نهايتي السجن أو الموت "
لتلمع عيناها فجأة كضاري وجد فريسته في مرمي صيده و لحظات و تصبح بين أنيابه متلذذاً بها في جشع
" أنت إبن خالتي مهما حدث و لا أتواني عن اعطائك كل ما تريد مقابل مساعدتكِ لي طبعاً لكنني لا أملك سحب كل تلك الأموال مرة واحدة فسليم رغم كرمه معي لكنه يسألني احياناً لو زاد سحبي عن المألوف ، عموماً لدي موضوع حرج يخص صديقة تملك من المال ما يفيض و لو ساعدتها ستكرمك كثيراً أكبر مما تتخيل ، هي مساعدة لاغراض بحثية بحتة ،..... "
لتشرح له في هدوء مصطنع أنه تريد منه التبرع لأجل العلم و هي ترتعد من أن يشعر بشيء من مخططها فلو تم كشف أمر حملها من ذلك المعتوه يوماً فسيعذبها سليم قبل قتلها لن يزهق روحها بسهولة ، لكنها لن تخسر حياتها ستقبل كل تلك المغامرات علها تفلح و يصبح لها للأبد رفقة طفلهم
" مدام ذلك لأجل العلم أنا موافق طبعاً ، نحن خدام العلم يا ابنة خالتي ، لكن لن اقبل بأقل من أربعين ألف "
لتبتسم متوترة تجاهد لاخفاء خوفها و فرحها بالوقت ذاته
" ستحصل علي ستون أو حتي مائة لو نجح الأمر ، ألم أخبرك أن صديقتي تلك لديها ما يزيد عن حاجتها و يفيض "
رتبت في ذهنها الاجراءات فكانت تعرف طبيباً نسائياً مشهوراً بكونه يعمل في القضايا المنحلة من إجهاض غير قانوني و إعادة عذرية و ما إلي ذلك من المحرمات يمكنها ترتيب تبرع ذلك الوغد معه لتقوم بالحقن و يظهر ذلك كله أمام سليم كحمل طبيعي ، كانت تتلظي بنيران أنه هناك وحده رفقة الحقيرة مليكة و يمكن أن يعود ما بينهما بسهولة كونها بعيدة لكنها تعلم جيداً كم تملك مليكة من كبرياء سيمنعها و كم تتسم سلمي بالجبن فلن تنطق و كم يتحلي سليم بالخوف من الله فلن يقدم علي حراماً أو خداع ، ستعود سريعاً رفقة جنين في أحشائها يضمن بيتها للأبد و يُبعد مليكة عن طريقها كما تتمني ، ستتركهم يتسلون قليلاً لتعود و تنهي كل تلك المهازل و تصبح سيدة تلك العائلة بحق .
***********
بعد أسبوعين من غيابها عن المنزل و لا اتصالات بينهما سوي قدومه لرؤية الصغيرة‏ ،وجدته فجأة أمامها و رغم كل ما عقدت عزمها عليه هفت روحها الخائنة لسحر حضوره للحظات حتي تمالكت نفسها لتلاحظ غضبه المتوقع
" أليس لديكِ زوج ليأذن لكِ قبل أن يصدح صوتكِ من مذياع سيارته ليشعر نفسه كالمغفل ! هل سمحت لكِ ؟ أين مليكة ؟ كيف تجرأتي علي كسر كلمتي ؟ "
لتتلفت حولها في وجل و خجل من صوته العالي لتري لو كان أحداً يراقبهما
" ما بك تصرخ هكذا ؟ ستفضحنا ، أخفض صوتك رجاء سأغلق الباب لنتفاهم "
لتغلق الباب تحت نيران نظراته كانت مختلفة و هذا يوتره لطالما ارتاح أن حبه لها عميقاً بداخله و ما يظهر فقط قشوره كان يري في غيرته الشديدة باباً للضعف لا يطيقه فلطالما كان يري الرجل الذي يكشف نفسه حتي لحبيبته يعيطها مفتاحاً لايلامه لاحقاً هو نفسه كان ينتقم من سليم كلما أزعجه باثارة غيرته علي مليكة ، كان يهدأ و يشعر أنه أخذ حقه عندما يبصر الغابات المشتعلة بعينا ابن عمه الأكبر ، لقد أحب بياسمين حبها له أولاً ثم أحبها لكل ما هي عليه كانت حقاً جميلة ياسمينا المتهورة و العاشقة بالوقت نفسه لقد غيرت جلدها كله لترضيه كانت تتلهف لاي ملاحظة منه لتنفذها دون تردد علي عكسه تماماً كان لا يقبل تغيير تصرف واحد لأجلها مردداً دوماً أنكِ أحببتني و أردتِ الزواج مني و أنا هكذا و سأظل ، لكنها هي لم تظل للأسف الياسمينا العطرة العبقة بحب لا ينتهي بل تمردت و الله وحده يعلم أنه سيكبح جماح ذلك التمرد الوليد مهما كلف الأمر فهي ياسمينته هو فقط و لن تعطر حياة أحد سواه .
" علي ماذا نتفاهم تحديداً ؟ هل سمحت لكِ بالعمل ؟"
لترد و هي مازالت متوترة من غضبه في مكان عملها الجديد فلطالما حافظت علي مظهرها العام و لا تحبذ الفضائح الاجتماعية أبداً أو يمكن القول تحبذها كنميمة مسلية لكن أن تكون بطلتها ! لا و الف لا .
" حسناً لقد أرسلتني حرفياً لمنزل أهلي لأنني أصررت علي العمل ، ثانياً لا أحتاج إذنك فهذا عمل العائلة فالقناة ملك لصديق أبي و أبي شريك بنسبة عشرون بالمئة فيها و أنت بنفسك سمحت لي بالعمل في سلسلتكم لكنني فضلت العمل مع عائلتي أنا ، ما الفرق ؟"
ليضحك ساخراً من أسلوبها كانت فعلاً مختلفة فياسمين لم تكن ماكرة يوماً و لا متلاعبة كانت متهورة صريحة سخيفة لكن متلاعبة أبداً ، يبدو أنها أغفلها كثيراً لكنه سيعوض كل ذلك كل شيء .
" تتلاعبين بي و بأوامري ياسمين ، أين الطفلة هل سمحت لكِ بشيء يخصها أيضاً علي ما أتذكر لم أوافق علي إدخالها لحضانة ؟"
لترد ببساطة مغيظة
" الصغيرة مع أمي وافقت علي رعايتها وقت عملي رفقة المربية و لا تقلق لا تغيبان عن نظر أمي و لو للحظة ، لا قرار لي فيما يخص مليكة وحدي أبداً قرارتنا مشتركة كما اتفقنا منذ اليوم الاول ، علي ذكر الأوامر منذ متي كان لها وجود بيننا ، ألم تخبرني أننا سنحيا متفاهمين و لا اجبار لاحد علي شيء ، هل أتدخل بعملك ؟ مطلقاً ، أتمني منك المثل رجاء "
ليقتحم المكتب فجأة ياسر ابن صديق والدها و رفيق طفولتها و مدير القناة كان يكبرها بأعوام لكن قضيا فترة من طفولتهما سوياً فجمع بينهم نوعاً من الود المتبادل
" ياسمينا الحلقة هائلة ، كنتِ رائعة بحق رائعة "
لينهض من كرسييه ببطء نازعاً عن وجهه علامات التحضر و اللامبالاة التي يفضلها عائداً لطبيعته رجل يحب و بجنون !
" ياسمينا ! لا أجد ذلك التباسط مهنياً أبداً و كوني زوج الياسمينا لا أفضله "
ليبتسم ياسر متجاهلاً تلك الشرارات في ود
" ليست علاقتنا مهنية ، أنا ياسر ابن صديق والدها السيد ناصر لابد أنك تعرفه من حماك فهما الصديقان الأفضل علي الاطلاق علي مر السنوات ، لم نتقابل من قبل لأهنئك فقد قطفت الياسمينا الأجمل علي الإطلاق ، مبارك لك "
ليتركهم في هدوئه المناقض تماماً لما يعتمل في صدرهما معاً هو تكاد تهلكه الغيرة المكتومة و هي مرتابة لرد فعله القادم
" الليلة سآتي لنعود لبيتنا و هناك سنتفاهم حول كل تلك المهازل ياسمينا ، في الثامنة تكونين جاهزة رفقة الصغيرة و إلا سترين رد فعل لا يناسب كلينا ، هل كلامي مفهوم ؟"
لتبلع ريقها في وجل و تحاول استجماع شجاعتها فأحمد ينطبق عليه الحليم اذا غضب تماماً ، فنوبات غضبه نادرة للغاية لكنها مميتة
" لكنك شبه طردتي من بيتنا ذاك و لم تسترضيني حتي الآن ! أريد وقتاً لنتفاهم في بيت والدي و لو وصلنا لحل سأعود معك "
ليهمس من بين أسنانه المطبقة
" سأكون عندكم في الثامنة كوني جاهزة لا تغضبيني أكثر"
مازالت مجروحة من الطريقة التي يعاملها بها كالطرف المضمون بتلك العلاقة كلعبة لن تمل و تهرب لن تُعاقب بالهجر فأمن قربها و فرض عليها كل قوانينه هو ببرودة أعصاب مهينة حتي عندما فكرت في التمرد و المطالبة بحق واحد من حقوقها لم يرحمها بل لفظها بعيداً حتي تقرر هي بخنوع العودة لكنها ليست مستعدة أبداً للعودة صاغرة الآن ، لن تعود سوي بتغيره و تقديره لكد ذلك الحب و التفاني التي تحملهما له .
تحدثت مع والدها أن يكلمه لأنها تحتاج للمزيد من الوقت فهو يحترم أهلها كما تحترم هي أهله و لن يرفض طلب خصوصاً و أن لا أحد يعلم سبب خلافهم فقط أنهما منزعجين من أحدهما الآخر بسبب توترها من رعاية مليكة الشقية و ستقضي فترة عند والدها لتهدأ و يعتنوا بها .
لتجده يبعث لها برسالة غاضبة بعد أن تجاهلت اتصاله
" حسناً يا ياسمين لقد أوصلتني لمرحلة من الغضب لن تتخيليها باحراجكِ لي مع والدكِ ، و عقابكِ علي كل تلك الحماقات سيتضاعف كلما غبتي ، سأدعكِ حتي تعودي وحدكِ و لكنني لن أنسي كل هذه التصرفات أبداً و ستدفعين الثمن باهظاً صدقيني "
وترتها الرسالة لكنها تجاهلتها فقد ملت من تلك الحياة و تغاضيه عن أقل متطلباتها مرتاحاً لأنها تعشقه و حلمت دوماً بالزواج منه مفنية كيانها فيه حتي أصبحت فقط زوجة أحمد و أم مليكة لا ياسمينا العطرة .
كان يذرع صالة الاستقبال بمنزل والديه في توتر يحاول تدارك غضبه فهو لا يحب كشف مشاعره أمام أمه حتي
" أحمد هل يمكننا التحدث في غرفتي قليلاً ؟"
ليطالعها مستغرباً طلبها فلحقها بصمت لغرفتها
" ما الأمر سلمي ؟"
كانت ترتجف فعلياً و قد اختارت أن تخفف من وطأة الذنب الذي يثقل كاهلها بالاعتراف و اختارت أحمد دوناً عن الجميع لأنه أكثرهم تفاهماً فهو الوحيد الذي لم يعقب يوماً علي تصرفاتها و لم يعطيها محاضرات عن إرتداء الحجاب و لا حتي أنبها عن سقوطها بالفترة الاخيرة و تعثرها الدراسي المفاجيء كان دائم الدعم لطيفاً لكنها أبصرت غضباً أسوداً بعيناه و مع ذلك أرجعت الأمر لخوفها هي فتخيلت ذلك منه و نظرت له تتوسله بعيناها لتبدأ الحكي ....
**********
" يا الله لا أصدق أنك هنا بعد كل تلك السنوات ، كيف عدت أصلاً ؟ "
ليبتسم لابنة عمته الجميلة لطالما أحب الفتيات ذوات العيون الذكية و جمالها كله ينبض من عيناها الشغوفة الذكية الدافئة تتغير تعبيرات عيناها في لحظة من شغف لشقاوة لحنو لغضب كانت كتلة مشاعر متحركة تثير بالنفس الحماس ، كانت رغم اعتمادها للاسود مؤخراً تنبض بالحياة ، فتاة شهية لذيذة جمالها يكمن في انها مثيرة للدهشة و تملك جسداً خُلق من فتنة و عيون طفلة مشاغبة لن تكبر أبداً
" شركتي فتحت فرعاً بالقاهرة و لأنني الوحيد بين الشركاء الذي يحمل جنسية هذا الوطن فكان الاختيار المنطقي للادارة يقع علي حتي نثبت أنفسنا بذلك السوق و سأعود بعدها "
لتضحك في شقاوة
" ما بالك تصبح عربياً فجأة تخشي العين و الحسد ، هل تحتاج شركتكم لاثبات أنا أضع أحمر الشفاه الخاص بكم و عندما ينتهي أشتريه عبر الانترنت من جديد فأنا أول زبائنكم الدائمين و يمكن أيضاً أن تكون مجموعة صيدلياتنا منافذ بيع لبعض منتجاتكم ، لو أحببت "
ليضحك من مهارة الصغيرة و مزاحها الدائم فلم يشعر بمرور ساعتين منذ دخل مكتبها معرفاً عن نفسه
" تبدين كسيدة أعمال ماهرة "
لترفع عيناها للأعلى في زهو و شموخ
" أنا فعلاً سيدة أعمال ماهرة ، لست وحدك يا ابن خالي الناجح هنا ، ألم تلاحظ بجدية أنني أستعمل أحمر الشفاه الخاص بشركتك ، أدفع كل ذلك المبلغ و أنت نفسك لا تلاحظه "
لتقرب شفتاها منه و تمدها للأمام
" ركز جيداً يبدو مختلفاً بطريقة ما "
ليضحك من جديد علي أنوثتها المحيرة فهي جذابة بطفولية لكن في لحظة تتحول عيناها لساحرة مغوية في تمام النضج
" يبدو مختلفاً لأنه يلامس شفتاكِ فقط يزيدونه جمالاً "
لتشهق لمرأي سليم عاقداً ذراعيه أمام صدره في غضب فبعد المواجهة التي حدثت بينهما تجاهلها صباحاً و تحدث معها و تعامل كأن شيئاً لم يكن و هي قامت بمجاراته فمهما حدث لن تقوي علي مقاطعته من جديد ، لم تندهش فسليم دوماً غاضب أصلاً فلما ترتجف كل مرة يا تري و تخونها شجاعتها ؟ هي نفسها لا تفهم لكن المشهد الذي دخل به كالعادة كان مريباً و كأن تلك الروايات التي تداوم قرائتها قد نحست حياتها لتصبح درامية مبكية أكثر منها
" سليم مرحباً هذا قصي ابن خالي عبد العزيز لقد عاد من الخارج حيث يعيش منذ سنوات مع أمه و كنا نتحدث عن شركته "
ليجيبها مشدداً علي كلماته
" شركته أم أحمر شفاهكِ ؟"
لترد و هي ترمقه بنظرات مستعطفة ليسلم علي قصي و لا يحرجها معه
" المفارقة المضحكة أن شركته هي المصنعة لأحمر شفاهي المفضل "
ليقف قصي بدبلوماسية ليسلم عليه معرفاً عن نفسه ليبادله سليم التعارف في رسمية بالغة
" حسناً يبدو أن مديرك غاضب لتعطيلى إياكِ لساعتين بعيداً عن عملكِ ، و أنا أعتذر حقاً لا يبدو ذلك مهنياً أبداً ، سأحدثكِ مساء لنحدد موعداً للعشاء سوياً لنستعيد الماضي ابنة العمة "
و ما إن خرج بعد سلامه عليها و سليم يلاحقه بنظراته حتي اختفت من أمامه و هو يغلق الباب خلف الضيف حتي لمحها تحت طاولة مكتبها
" ماذا تفعلين تحديداً ؟"
لترد بملل
" ألا تري شكل وجهك ؟ عظامي تؤلمني و لم أحصل علي نوم كافٍ ليلة أمس و لن أتحمل حركاتك العنيفة "
ليرد من بين أسنانه حانقاً علي تلك المدللة التي لن تكبر أبداً
" و تعترفين بخطأكِ ؟"
لترد و هي ترفع رأسها فجأة ليصطدم بأسفل مكتبها
" أي خطأ ؟ أنت تعنفني سواء أخطأت أم لا ؟ أنت تحدثني غالباً كمجرمة مقبوض عليها مشدداً علي ذراعاي الجميلتان حتي أن عضلاتهما تبغضك حقاً تسميناك المؤذي "
ليبتسم و هو يحاول كبتها
" عضلات ذراعيكِ يطلقان عليّ أسماء "
لتجيبه ببساطة و كأنها تتحدث بأمر جدي و طبيعي
" من فرط ما نالهما خرجا عن شعورهما كان الله بعونهما ، هذا ابن خالي و لم أره لسنوات سليم و كنا نتحدث عن العائلة و طفولتنا لا أكثر و حدثته عن أحمر شفاهي لأنه شريك بالشركة المصنعة و مدير فرعها الجديد بالبلد حتي أنني عرضت عليه أن نتعامل معهم "
لا يعرف كيف يبرر غيرته المشتعلة من ذلك القصي لقد أثار زوابع بداخله لا يعرف مبرراً لها لكنه يوتره
" حسناً انهضي من مكانكِ ،و عندما أطلبكِ بالعمل لا تتجاهليني لمقابلات شخصية ، كلامي مفهوم ؟"
لتظهر رأسها من تحت الطاولة للخارج تتأمل وجهه
" أعطيني الأمان أولاً ، لم ألحظ هاتفي أعتذر "
" انهضي مليكة حالاً و عودي لعملك ، سأصطحبكِ بطريقي للمنزل "
لتجيبه و هي تعدل هندامها
" لا سأذهب لغنوة و سأستلم سيارتي الجديدة غداً لقد تأخرت لأن اللون لم يكن متوفراً فقط ، سأرحمكم و أرحم نفسي من عناء اصطحابي "
ليجيب في صوت حنون هامس
" لطالما كان اصطحابكِ ممتعاً لي منذ كنتِ مراهقة متمردة حتي غدوتِ امرأة جميلة تخطف العين حتي أوشك علي تخبئتها بداخلي "
لتصمت متجاهلة كلماته و تعبث بأوراق أمام مكتبها متشاغلة ليخرج في هدوء يناقض نيران قلبه المشتعل عشقاً .
تجاهلت رسالة والدتها كالعادة و قلبها يأن شوقاً و غضباً بالوقت نفسه و عادت لعملها متجاهلة زوبعة المشاعر التي يثيرها كلاهما سليم و أمها .
****************
تفاجأ بصادق يُنقل لنفس قسمه بعد أن عاد من الاجازة فلم يلتقيا مجدداً بعد ما حدث بينهما يوم عقد قرانه علي غنوة لقد تقاتلا في الشارع كالهمج
" مبارك يا عريس "
كانت نبرته ساخرة مستفزة ليقابلها هو بنظرات سوداء تحمل غضباً مدفوناً
" شكراً "
ليرسم الاستفزاز بنظراته أكثر متعمداً النظر بسخرية
" كيف حال غنوة ؟ "
ليشدد عمر علي كلماته
" لا أحبذ التحدث عن زوجتي و خاصة باسمها مجرداً ، راعي الألقاب رجاء و الزم حدودك "
ليضحك مقهقهاً و يعود لنفس نظرات السخرية
" زوجتك تلك طليقتي و كنت أعرفها لسنوات قبلها و أحدثها أمامك باسمها مجرداً بل و أمزح معها "
ليزفر في حنق و قد بدأ يفقد أعصابه حقاً من كل ذلك الاستفزاز
" كانت خطيبتك فقط ، و قد انتهي ذلك كله و هي الآن زوجتي و لا أسمح لك أو لغيرك بالحديث عنها حتي تلميحاً "
ليرد في ثبات و هو ينهض
" يبدو أن ذاكرتك لا تسعفك ، لقد كانت زوجتي شرعاً و قد حضرت بنفسك دون دعوة عقد قراننا ، و انت اكثر من يعلم كيف يحول عقد القران العلاقة لحميمية أكثر بكثير من مجرد خطبة ، لديك طفل من عقد قران ، أنا طبعاً لا ألمح أن غنوة تشبه زوجتك السابقة أبداً ، لكنني كنت رجلاً و مازلت و هي كانت حلالي و لطالما اختلينا سوياً كونها كانت تعيش وحيدة "
ليقاطعه و هو ينهض ممسكاً بقميصه
" سيرة زوجتي تُمحي من ذاكرتك تماماً ، أتفهم ؟"
ليجيبه في أسف مغيظ
" حسناً أنا أسف و أقدر غضبك لن أذكر غنوة مجدداً بيننا ، مبارك مرة ثانية يا عريس فقد ظفرت حقاً بخيرة النساء "
و خرج راسماً ابتسامة عميقة علي شفتاه مرتاحاً لأنه يرد لكمة متأخرة لكن شيئاً من الذنب كان يكمن في نفسه فهو لم يكن يوماً انتقامياً هكذا لكن ما قساه بسببهما لم يكن قليلاً فليذوقا بعضه .
كان يغلي غضباً من تلميحات ذلك الحقير لكنه لا يملك أي مبرر لعقابه أو عقابها فقد كانت فعلياً حلاله ، لكن كيف تجرأت أن تسمح له بالتباسط هكذا و هو لم يتم زواجه منها بعد ! كان يجد المبرر تلو الآخر لها لكن غيرته كانت ذات الصوت الأعلي من كل تلك المبررات فحماقتها هي من أدخلتهم بتلك الدائرة فوجد نفسه يبعث لها برسالة أنه سيقضي الليلة بالعمل ليقيها نيران غضبه الليلة فلن تتحملها .
تنهدت مليكة متأملة محياها المبتسم فور وردتها رسالته
" هل تلمع عيناكي لمجرد أن وردتكِ رسالة منه لم تقرأيها بعد ، يبدو أنه قد فاتني الكثير "
لتبتسم بعد أن عضت علي شفتيها بانزعاج بسيط
" سيبيت الليلة بمكتبه ، يتعب كثيراً بذلك العمل لكنه مولع به "
لتبتسم مليكة من جديد مغيظة اياها
" غداً دلليه بجلسة تدليك تنسيه ليلة المكتب البائسة با حنونة "
" يا الله لو لم تستفزيني ستموتين ، عمر أصبح رائعاً معي تلك الفترة مهما عمدت لاستفزازه يحتويني و علاقتي بالصغير جميلة أيضاً ، صحيح يزعجني طريقة عمر الحادة أحياناً معه لكنني أقف بصفه دوماً و عمر أحياناً يتفهم و أحياناً لا لكن هناك تطور رائع بكل شيء أحتاج فقط أن أنسي الماضي مليكة أنسي كلماتها و تحقيري أنسي الدونية التي حفرتها عميقاً بداخلي "
لتجيبها مليكة بجدية مشددة علي يديها
" لا تدمري حياتكِ و فرصتكِ للعيش مع الرجل الوحيد الذي أحببته لتدفنى نفسكِ في هراء الماضي ، لقد أذتكِ فعلاً لكن ما ذنبه هو ؟ هو لم يعلم شيئاً و سامحكِ علي أفعالكِ دون أن يعرف لها سبباً ، فاتركي ذلك الماضي يموت معها ، انسيها ، يمكنكِ حتي مع الوقت أن تطلبي منه الانتقال من هنا ، اغتنمي فرصتكِ للسعادة يا غنوة لا تضيعيها مثلي أرجوكِ "
**********
" خالد ! "
كانت مندهشة لوقفته تلك كسد منيع أمام الباب بعد أن أغلقه بالمفتاح و هي في طريقها للخارج
" لا أريدكِ خارجاً اليوم "
لتبتسم ظناً منها أنه يحاول مغازلتها كعادته معوضاً اياها عن كل جفائه الفترة الماضية منذ أن تهورت بغبائها و أخبرته أنه كان مخدوعاً بسارة باكياً حباً لم يكن حقيقياً من الأساس .
" حسناً حبيبي سأغيب فقط لساعتين أنهي عملاً ضرورياً و أعود لنقضي اليوم كله معاً "
ليجيبها في ثبات و وجهه لا يفصح عن شيء ، كان جامداً لا يعكس ما يحويه صاحبه بداخله
" لن تغيبي عن نظري مجدداً ، خاصة بعمل و اختلاط فلن أسمح لنفسي بأن أكون مغفلاً مرتين !"
لتبهت ملامحها من هول المفاجأة ، خالد الرقيق الذي لم يهينها قط أو يرفع صوته عليها متعمداً مهما تشاجرا يخبرها ببساطة أنها محبوسة بالمنزل شكاً فيها ! يشك بها !
" أنت تهذي حقاً ؟ ماذا تفعل ؟ هل ستحبسني هنا ! أنت تشك بي خالد ؟ تشك بي أنا !"
ليصرخ بها
" أشك بكل شيء ! و لو تأكد شكي لن أدعكِ للحظة بحياتي ، لكن حتي الآن مجرد شك و لذلك لن تقربي خارج البيت سوي بصحبتي حتي اتأكد من أنكِ محل ثقة و لا أعلم كم سيطول ذلك فقد خُدعت مرة لذا سأتمهل قليلاً قبل أن أثق بكِ من جديد "
لتصرخ باكية و هي تضربه بصدره بكل قوتها و تحاول الفرار و هي تخدش وجهه ليترك الباب
" أريد الطلاق ! أنت حيوان لا تستحق سوي حثالة تتقبل اهانتك تلك ، أنا لا أتحمل ، أنا عزيزة نفس كنت و سأظل لن أقبل اتهاماتك تلك ، لن أحيا لحظة أخري علي ذمتك ، طلقني حالاً "
ليجيبها متماشياً مع فورة غضبه المنفجرة حديثاً
" ما هي خططكِ لما بعد الطلاق ؟ من اللاعب الاحتياطي يا تري ؟ هل أعرفه !"
لترفع يدها في لحظة و تهم بصفعه..!

قراءة ممتعة للجميع ، متشوقة لأرائكم و هحاول متأخرش بس شجعوني ❤




nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-20, 06:02 AM   #52

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعت الفصل جميل جدا كلهم علاقاتهم بتمر بازمات
فرحت أن سلمى ضميرها صحي واعترفت لأحمد يا رب يكشفوا سمية بسرعة قبل ما تحمل وتتعقد الأمور اكتر بين مليكة وسليم


شوشو العالم غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-20, 06:10 PM   #53

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
ابدعت الفصل جميل جدا كلهم علاقاتهم بتمر بازمات
فرحت أن سلمى ضميرها صحي واعترفت لأحمد يا رب يكشفوا سمية بسرعة قبل ما تحمل وتتعقد الأمور اكتر بين مليكة وسليم
مبسوطة إنه عجبك ❤


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 27-10-20, 04:10 PM   #54

روان ومروان

? العضوٌ??? » 424059
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » روان ومروان is on a distinguished road
B17 بين ثنايا القلب

منتدي روايتي الثقافيه منتدي روووعه كتير حلو ومسلي ومتميز برواياته الراقيه ومتطور وان شاء الله متجدد دايما

روان ومروان غير متواجد حالياً  
قديم 05-11-20, 03:27 AM   #55

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

بعتذر عن تأخير الفصل لظروف سفري شكراً لتفهمكم ❤

nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 07-11-20, 02:43 AM   #56

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الجديد امتى تأخرتي علينا؟!

شوشو العالم غير متواجد حالياً  
قديم 08-11-20, 02:54 AM   #57

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
الفصل الجديد امتى تأخرتي علينا؟!
بعتذر لظروف سفري و ان شاء الله اول ما ارجع هنزله شكراً لتفهمك ❤


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 06-12-20, 02:23 PM   #58

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 02-02-21, 09:07 PM   #59

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر
" إياكِ هديل إياكِ "
تلمع عيناه الحنونتان بغضب وحشي لا يناسب طبعه الراقي و لا تحضره لطالما كان خالد تجسيداً حرفياً لكل ما تعنيه لفظة " جنتلمان " حتي زوقه بملابسه كان رزيناً أنيقاً بهدوء فكان التباين بينه و بين سليم ظاهراً للعيان بوضوح فالغابات المشتعلة دوماً بعيناي سليم تناقض جدول الماء الرقراق الحاني بعيون خالد ، فماذا حوله ! قهر الخداع أدمي رجولته اكتشافه أنه رثي لسنوات امرأة كانت تعتبره لاعب احتياط في مباراة الفوز بقلبها ، أوجعه أن يُكشف ذلك الخداع عن طريق هديل ، هديله المنغم تلك المشعة التي أدخلت لحياته الألوان بعدما كانت لا تحوي سوي الأبيض و الأسود و الرمادي ، وهج من شغف و حماس و حب ، لقد أغرقته حباً كاد ينسيه كل ما سبقها لكن طبعه كان يغلبه أحياناً بفيض من الوفاء لسارة ! الوفاء لجثمان سارة التي لم تصنه يوماً حية ، كيف تراه هديل و هو المخلص لامرأة لم تعتبره يوماً رجلاً كفاية لتكون له وحده بكل ثناياها !
" اترك يدي خالد ، هل جننت ؟ ما بك ؟ من أنت ؟ اتركني حالاً ، ما بيننا انتهي لحظة أن شككت بي و بقائي هنا من عدمه لن يغير في الأمر شيء ، فدعنا ننفصل في هدوء كي يبقي لك ذكري طيبة بداخلي "
ليضحك بعد أن تركها بمرارة يكاد يقسم أنه يتذوقها فعلياً في جوفه
" شفقتكِ لم تكفي أليس كذلك ؟ لن تستطيعي تحملي في لحظات الغضب ، تزوجتني لتساعديني علي تخطي سارة لأنكِ كنتِ الوحيدة التي تعلم أنها لا تستحق قلبي و لا وفائي لكن شفقتكِ لن تسعفكِ للبقاء و أنتِ تعانين في تلك العلاقة ، لكن الحب كان سيجبركِ علي البقاء "
لتبكي بعدما شعرت بنفسها غبية نسجت بيديها كفن علاقتهما في لحظة تهور عاصفة
" أنت فقدت عقلك تماماً يا خالد ، لعنني الله يوم فقدت أعصابي و أخبرتك لكنني غرت و الله ما دفعني شيء لاخبارك سوي أنني غرت بكل بدائية و حماقة أن مازال لها مكان في قلبك ! فقدت نفسي و رزانتي للحظة و تغابيت و أخبرتك لمجرد أنني أردتك لي وحدي ، أردت محوها طامعة في كل قطعة من قلبك ، فعاقبني الله لأنني بحت بسرها بأن قذف كل تلك الهواجس بعقلك لكن الله وحده يعلم كم أحبك ، أحبك لدرجة أنني لا أحتمل لحظة شكك تلك ، لم أتخيلها في أسوء كوابيسي يا خالد كل ذلك العشق بداخلي و تشك بي ! دعنا ننفصل لفترة خالد علنا نصل لحل أفضل مما تدفعنا أنت بغضبك له "
لم يكن يشبهه أبداً لم يستمر هدوئه بفعل كلماتها سوي للحظة ثم عاد للصراخ من جديد ، صراخ تجزم أن كل من يسكن بجوارهم قد سمعه
" لن تخرجي من ذلك المنزل حتي أقرر أنا عكس ذلك ، لا تدفعيني لفرض ذلك عليكِ ، فلن تطيقي وجهي الآخر ، إياكِ و الاقتراب من عتبة ذلك الباب ، فهمتِ ؟"
و تأكد من غلق الباب بالمفتاح ثم إنصرف لغرفته صافعاً الباب بخشونة في وجهها المصدوم الذي لا يجد سبيلاً للخلاص .
************
" انطقي سلمي ليس لدي اليوم بطوله للتعامل مع حالة البوح الغير مكتملة لكِ ، ماذا تريدين التحدث بشأنه تحديداً ؟ لدي ما يكفيني ، لن أنتزع الكلام من فمكِ ، ما بكِ ؟"
لترتجف و يختنق الكلام في جوفها فما ستنطق به كفيل باثارة جنونه لو كان هادئاً فماذا سيحدث و هو غاضب بالفعل ! سكتت لجأت كعادتها كأرنب مذعور للصمت ! لا تعلم متي تلبسها كل ذلك الجبن ! و كأن ثقة أهلها التي خانتها بغبائها نزعت منها كل كبريائها و عنفوانها و حولتها لجرذ خائف تائه دوماً يتلفت حوله خوفاً من الوقوع بالمصيدة ، لكنها وقعت بالفعل فما الذي سيحدث أكثر
" سلمي ! انطقي حالاً "
لترد بسرعة
" لا شيء كنت أريدك أن تتدخل لدي والدي ليسمح لي بالسفر لخالتي لشهر فقط ، أحتاج للابتعاد يا أحمد ، أكاد أختنق بين جدران المنزل و لا أطيق المدينة كلها بكل ما فيها ، أرجوك شهراً واحداً و أعدك بالعودة لانهاء تلك المادة و التغير كلياً ، ادعمني يا أحمد أحتاج ذلك "
ليفكر للحظات ثم يرد بقوة مؤكداً
" حسناً لكِ ذلك يا سلمي رغم أنني موقن بأن هذا ليس كل شيء لكن سأعطيكِ وقتكِ لعلكِ تعودين من تلك الرحلة سلمي التي عرفتها دوماً و تخبريني ما الذي أفسد حياتكِ هكذا لسنوات "
لتحتضنه سريعاً في ضمة تستمد منها قوة افتقدتها طويلاً و حناناً غامراً تحتاجه منذ زمن لتعود قوية و تستطيع مواجهة تبعات أفعالها و ضعفها .
" ما بك أحمد ، لست علي ما يرام أنت أيضاً ؟ هل بينك و بين ياسمين مشكلة فعلاً ؟"
ليهمس من بين أسنانه فهو لم يجد يوماً البوح و خاصة لأخته الصغيرة ، هل سيجلس يشكو زوجته كالأطفال ؟
" لا شيء الطفلة تضغطها و تحتاج للراحة لا تشغلي بالك و جهزي نفسك للسفر "
و خرج لا ينتظر ردها حتي لا يدخلا في نقاش جديد فلطالما أحب انغلاقه علي ذاته حتي في تعبيره عن حبه رغم ولعه بهم جميعاً كان كتوماً يجد السلوي في صمته حتي لياسمينته لم يكشف نفسه بالكامل .
**********
و في فطور الجمعة المعتاد بمنزل جدتها كانت الأجواء متوترة بغياب سلمي و زوجاتهم جميعاً و الشحنات المتبادلة ما بين سليم و مليكة كالعادة
" مليكة دعينا نتناول غدائنا بالنادي فالطقس يبدو رائعاً"
لترد مليكة باعتذار بالغ
" أسفة جدتي لقد إرتبطت مسبقاً علي العشاء و أريد النوم قليلاً و تجهيز نفسي "
ليضع شوكته جانب طبقه بهدوء بالغ لا يبشر بخير
" مع من العشاء ؟"
لتجيبه بنظرات متحدية من طريقته التي تعلم هي جيداً أنها هدوء ما قبل العاصفة فلم يكن ليمرر تجاهلها الطويل له
" ما دخلك ؟"
ليزفر في محاولة لكظم غضبه وسط توتر الآخرين من ذلك الجو المشحون فلا أحد في تلك الفترة يستطيع تحمل مثل هذا المناخ
" أنكِ ابنة عمي مهما حاولتي تجاهل ذلك أو إنكاره ستظلين ابنة عمي و يحق لي سؤالك و محاسبتكِ فأجيبي مع من يا مليكة ؟"
لتضحك في سخرية مريرة
" محاسبتي و سؤالي هذا ما تجيده فقط ، حسناً سأخرج مع قصي للعشاء ، هل ستحاسبني علي العشاء مع ابن خالي يا ابن العم ؟"
ليعتصر قبضته كان يعلم ذلك قبل أن تصرح هي به فقصي ملتصق بها كظلها منذ ظهر بمكتبها مثيراً بداخل نفسه كل مشاعر التملك و الغضب البدائية ، فمليكته المتمردة أصبحت امرأة ناضجة شهية مرغوبة تزداد حمرة تغري الطامعين بسرعة قطفها ، لكن من سيقطفها بعيداً عن قلبه الذي أحبها لسنوات !
" ألا تجدين الوضع مبالغ فيه قليلاً ؟ سهرات شبه أسبوعية و لقاءات بشكل يومي تقريباً ؟"
لتضحك في سخرية حانقة
" لقاءات يومية ! هل تسخر مني ! متي سيتوفر لي الوقت للقاءات يومية أصلاً ! أنت تستعبدني في العمل ! يتبقي فقط أن أنظف مكتبك و أحمل قهوتك صباحاً ! أنا أحضر اجتماعات و أتعامل في مشاكل لا تخص قسمي من الأساس و مع ذلك أقوم بها كلها علي أكمل وجه ، فلا تحاسبني علي الشيء الوحيد المبهج وسط نظام السخرة الذي أحياه "
ليبتسم و هو يدرك جيداً مدي صدقها فهو يريد حبسها بمكتبها لو كان ذلك سيمنعها عن قصي
" أتعرفين كادت عيناي تدمعان تأثراً لولا أنني للمرة الأولي علي مر التاريخ أري عاملة بالسخرة ترتدي ماركة عالمية "
لتجيبه و هي تختار كلماتها بدقة و تسدد لعيناه حبيبتاها نظرة تحدي ممزوجة بالكثير من العتب ، عتب تحمله و لا تقوي علي البوح به و لا السيطرة عليه داخلها تماماً فيفوح من عيناها و أحياناً من كلماتها غصباً
" هل سنظل ضحايا مزاجك الرائق و تركيزك المبالغ فيه هكذا لكم من الوقت ؟ أخبرنا متي ستعود زوجتك و نتخلص منك "
ثم ابتسمت في هدوء و كأنها تمزح لكنها كانت تجلدهما معاً تصفعهما بالحقائق التي يتعمدان نسيانها استجابة للهيب الشوق .
" لقد مللت تلميحاتكِ تلك ! منذ متي ترين فيّ رجل تقوده زوجته و تمنعه عن أهله "
لتضحك في مزيج مريب من السخرية و الألم و صوتها المبحوح من فرط الوجع
" أنا لا أري فيك سوي رجل لديه زوجة ، هذا كل ما أراه فتوقف عند هذا الحد أرجوك و حاول إحترامي أكثر من ذلك ، لا تنظر لي هكذا لا تذكر الماضي لا تستفزني و لا تتدخل بحياتي ، إتركني أحاول أنا أيضاً ، أريد حياتي الخاصة بعيداً عنك أرجوك ، لا تقلل من شأني و تضعني بمنزلة خرابات البيوت ، أنت غضبت و ذهبت و تركتني و قررت وحدك بكامل إرادتك أن تتزوجها رامياً ورائك قلبي و سنوات عمري التي تفتحت بحبك و كبريائي قاضياً علي كل مستقبل لنا معاً ، أكمل طريقك و دعني ، اترك ليا حياة أنا أيضاً ، حاول أن تحبها فهي الزوجة الوحيدة التي يمكنك الحصول عليها من هذه العائلة "
لتنسحب بهدوء و ثبات لا يليقان بها و لا بتلك العاصفة التي أطلقتها بعنف علي ربوع روحه ، يعلم جيداً كم كان أحمقاً عنيفاً غاضباً غضب أهوج أطاح بهما معاً لكنه هكذا دوماً معها ذلك الحب الذي يستولي علي كل كينونته يجعل من كل ما يجمعهما صاخباً قوياً حتي الغضب !
كانت تنهي اللمسة الأخيرة لزينة عيناها التي تفتن هي شخصياً بها لطالما أيقنت أن كل سحرها ينبعث من هناك من تلك العيون الشقية الدافئة المتلاعبة المجنونة ، كانت تريد التحرر من وطأة ذلك الحب الذي اهانها لسنوات أذلها أمام نفسها أنها لم تتخطي رجلاً زاد بذكوريته من أعظم محنة تعرضت لها علي الإطلاق و طعنها حتي لما استنجدت به لئلا ينهي ما تبقي لها من أمل و يتزوج ! لقد تزوج و هو بكامل قواه العقلية بدافع من كبرياء أحمق مقيت ، لم يغفر لها محاولات إبعاده صدمتها و عائلتها التي تداعت و والدها المريض ، تريد الفرار بعيداً عن ذلك الحب المؤذي حتي لو ظل جزء منها له للأبد فلتملأ باقي الأجزاء بحب جديد .
*************
كانت عيناها متسعتان بجنون و هي تنظر لاختبار الحمل بين يديها مبهورة تماماً لقد فعلتها هي تحمل بداخلها طفلاً سينسب له سيجعلهم عائلة ستربطها بها للأبد ، لو دفعته حماقة الحب القديم للابتعاد عنها لن يقدر الآن علي فعلها فرجل مثل سليم لن يترك طفله و زوجته حتي لو كان يكتوي بنيران الولع ، و مليكة المصهور بشرايينها سبائك العنفوان و الكبرياء لن تكون يوماً المرأة الأخري بحياة رجل حتي لو كان حب عمرها إبن العم سليم .
كانت مزهوة فهي أخيراً خصبة إمرأة مكتملة كما أخبرتها أمها لقد طرح رحمها طفلاً و هذا بحد ذاته مدعاة للفخر و يجب عليها العودة لترفع رأسها بين عائلته كلها فهي حامل حامل أخيراً بعد سنوات من الدعوات الصادقة و ذات التلميح المؤلم ، لكن هل حقاً الطفل سيجعل منها امرأة كاملة بنظره ! فهناك الكثيرات كنا نساء ملائكيات و في قمة الأنوثة و الأمومة معاً و لم ينجبوا قط ! فهل هي التي حملت بأشد الطرق خداعاً و قذارة ستصبح كاملة لمجرد إنتفاخ بطنها ! ليت أمها تعلم ! يا إلهي لما تترك نفسها لتلك الأفكار نفضتها بعيداً ليت لا أحد يعلم أبداً
" لا حقيقة أصلاً سوي إنك إبني و إبن سليم "
نطقتها بثبات و هي تتحسس بطنها بينما صوت أمها تزغرد في الخلفية و تقنعها بأن تبقي شهراً هنا علي الأقل حتي يثبت الحمل .
***********
" ماذا تحب أن تأكل علي العشاء الليلة ؟"
كان جافاً غاضباً يتفادي التواجد بالمنزل كله كانت سياطاً من الغيرة تجلده بمنتهي الوحشية و لا يملك أن يؤلمها معه عله ينسي أو حتي يواجهها فذلك الحقير لم يكذب و لم يخطأ كانت فعلياً زوجته ، هو لم يتخطي كونها تزوجت رغماً عنه و كانت لغيره رسمياً حتي يتقبل فكرة أن ذلك الأحمق لمسها حقاً ! هل فعلتها ؟ كيف لها أن تمنحه ذلك ؟ كيف سمحت ! لقد حرمها علي نفسه لسنوات حافظ عليها كانت الغنوة المفضلة لقلبه تلك التي تطرب أيامه كلها هي ملاكه الصغير ، فكيف دنسها بشر ؟ لكنه كان زوجها أمام الله كيف سيعاتبها علي ذنب لم تفعله ! لكن ما بداخله أصلاً لن يشفيه عتاب ! تستحق عقاباً حاداً قاسياً كتلك الأسواط التي تلسعه كلما تخيلها بحضن آخر .
" لن أتناول الطعام بالمنزل ، حضري ما يناسبكِ "
لتتنهد في نفاذ صبر فبروده و ابتعاده بات لا يطاق و كل ليلة تفكر فيما فعلته لتستحق ذلك
" لما تعاقبني يا عمر ؟ هل أزعجتك بشيء ؟ كانت الأمور رائعة ، قل لي و سأغير ما يغضبك كله لكن لا أتحمل منك ذلك "
كان ينظر لعيناها و يزعجه كم الألم المرسوم فيهما لكنها تستحقه ، هي من هربت من المنزل لمجرد سوء تفاهم و هدمت سنوات من التفاني لأجلها و تزوجت رغماً عنه ، عقدت قرانها علي رجل غيره ، نفض يدها التي حاولت الاقتراب فجأة ليجيبها في عنجهية
" لا أحب قصة عملك ، أنا رجل شرطة و عملي يتطلبني أحياناً لأيام و لا يناسب أسلوب حياتي أن تعمل زوجتي ، ماذا لو استطعت توفير اجازة ليومين فجأة بعد شهور طويلة هل ستتركيني و تذهبين لعملك ، و المنزل بحاجتك و الطفل و أطفالنا الآخرين "
لتصرخ في حماقة من فرط غيظها
" أي أطفال هؤلاء الذي سننجبهم و نحن نتقابل في غرفتنا مصادفة كل يومين لمدة خمس دقائق ، هل سننجبهم بتبادل الرسائل علي تطبيق واتس آب مثلاً ؟"
كان مصدوماً ، كيف لغنوته الخجول دوماً أن تجيبه بمثل ذلك الغضب و الوقاحة ، يبدو أن السنوات غيرتها و التجارب أيضاً ، اه لو يملك أن يبوح علها تريحه و تخبره أن أحداً لم يمسها ، لكن ماذا لو قالت كان زوجي و يحق له حتي تقبيلي ! كيف سيرحمها من نيران غضبه ؟ و بأي حق وقتها سيعاقبها ! بل كيف سيتحمل أن تؤكد تلك الشكوك التي تنهش اعماقه و هي مجرد شكوك !
" أسف لو كنت قد قصرت في واجباتي الزوجية لظروف عملي ، عموماً إنتظريني مساءً لننجب الأطفال بتطبيق عملي بحت "
يا الله كيف حقرت من نفسها و كيف تجرأ هو علي وضع ما يجمعهما في خانة الحقوق و الواجبات الثقيلة الرسمية ! كيف جرحها هكذا عامداً متعمداً و هو يعرف مدي خجلها و عقدتها القديمة بأن تصبح ثقيلة ! كيف يعيطها ذلك الايحاء بأن تبادلهم الغرام ذاك واجب عليه !
" أرجوك يكفي هذا ، توقف عن جرحي ، أخبرني ماذا فعلت لتتعمد إيلامي ، لا أتحمل قسوتك يا عمر ، كفي بالله عليك "
دموعها تتلألأ بعيناها أبية ترفض أن تنهار فتجعل من ذلك القهر الذي تشعر به تفاهة يمكن حلها بالدموع و المسامحة و الاحتضان ، قهرها هذا الحب و أشعرها بالدونية لسنوات و ها هو يشعرها بالثقل و أنها حملاً عليه ، كيف يعبثون بها هكذا كل مرة ؟ هل أسكنوها بيتهم و أنفقوا عليها كصفقة مريضة يستطيعون بها النيل منها دوماً و تصبح فريسة لساديتهم متي أرادوا و جرواً لطيفاً يهوي الطاعة و يفرح بالمسح الحنون علي رأسه الوديع متي رغبوا ، لن تقبل المزيد من هذا لتبادله الحماقة علي الأقل
" لن أتخلي عن عملي أبداً ، و لو لم أكن زوجة مناسبة لظروفك يمكننا الانفصال خاصة أن لا أطفال بيننا فالأمور سهلة نوعاً ما "
تريد الطلاق ! الانفصال هكذا بسهولة أمام عملها ، و الله لن يحدث مدام في داخله قلب ينبض بالحياة أن يطلقها لتصبح ملكاً لغيره يوماً ما ، يقتله و يقتلها أولاً فهذه الغنوة ستسمعه هو فقط ألحانها حتي تموت لن يلمح غيره منها نغماً واحداً ، ستدفع أولاً ثمن ما يشعر به أو يشعر كلاهما بالألم و الجنون لفترة ثم ينتهي كل شيء و يعودا لنقطة البداية ، لكن من قال أن البدايات و الفرص الجديدة متوفرة لنا متي رغبنا أو حلمنا !
" لست بمزاج مناسب لسماع تلك الترهات ، كلمة الانفصال تلك تمحيها من قاموسك ، و مسألة العمل تلك لن أمررها سأمنحكِ وقتكِ لتتخذي القرار بنفسكِ أو سأتصرف أنا بما يناسبني "
ذهبت لعملها بذهن شارد و قلب مثقل بالأسي تتمني أن ينتهي اليوم سريعاً لتعود لبيتها تداعب الصغير قليلاً عله ينفض عن قلبه شيئاً من الوجع
" غنوة ؟ "
" تفضل ، أستاذ علي أليس كذلك ؟"
" أجل ، أتيت بموعدي تماماً ، هل نناقش التفاصيل ؟"
بعد جدال حول التفاصيل يظهر بها بوضوح أنه يريد المكان كمتحف للاحتفاء بحبه لزوجته حتي أنه مسجل باسمها دون أن تدري كهدية لعيد مولدها شعرت للمرة الأولي بحياتها رغم كل الظروف التي عاشتها بأنها ناقمة ، فزوجها يعاقبها بضراوة علي ذنب لا تدركه حتي ، لطالما كان غضب عمر قاسياً لكن لم يعد لديها ذلك القدر من التسامح و لا تلك الطاقة علي تقبل الألم .
" لقد أنجبت مؤخراً و تحتاج لما يبهجها مسؤلية الأمومة مرهقة للغاية ، عفواً علي سؤالي هل لديكِ أطفال ؟"
لتنظر عميقاً في عيناه و هي لا تدرك جواباً كانت تائهة هناك في ماضيها و حاضرها و عمر دوماً هناك عمر منذ العاشرة حتي يومها هذا و أيامها القادمة يظل عمر موجود داخل قلبها في كل شريان له ذكري موقف حكاية ، انتبهت لصوت الحمحمة الصادر عنه لتجيب بطريقة حاولت أن تصبغها بالرسمية .
" أنا متزوجة حديثاً و لا أحب مناقشة حياتي الخاصة من فضلك "
ليتحرج من جوابها و مع ذلك أكمل حديثه بلطف
" أسف ، لكنني مشغول للغاية بحالتها و كنت أود سؤالك لو جربتي الأمر علني أجد عندكِ جواباً لسؤالي الدائم كيف أسعدها "
لتحاول طيلة اللقاء تجنب تلك الحميمية و ذلك الفضول المرافق لكل حواره معها رغم إنه لم ينظر لها نظرة واحدة تقلقها لكن بعيناه شيء لا يريح .
***********
" أهلاً بكم من جديد ، لنعود لموضوع حلقتنا التخطي ، كيف نتجاوز علاقة حب صداقة أو حتي زمالة العمل القديمة ؟ كيف نمحي ببساطة جزء من تاريخنا أو تكويننا ؟ كيف يكون التعافي ؟ و النسيان ؟ لنستقبل مشاركتكم ؟"
كانت أكيدة من أنه يسمعها فهي تعلم جيداً أنه لن يفوت حلقة لها ، فأحمد يحب السيطرة علي حياته و حياتهما معاً و لتكون انفعالاته دوماً دقيقة و محسوبة ، لا يترك شيئاً للصدفة و لا للمفاجأة فأكيد أنه يدرس أفعالها ليلعب خطوته التالية فمنذ رفضت الرجوع و هو لا يتصل حتي للسؤال عنها يكلم الصغيرة علي هاتف جدتها لأمها و يزورها متجاهلاً ياسمين تماماً ، لا ينظر لعيناها حتي و هو يعلم جيداً حاجة ياسمينته للارتواء من نهر عيناه العذب ، كم تفتقده رغم علمها أن كبريائه الحمقاء شديدة العمق لن تلين و لو ذبحه الشوق ، لكنها لن تكون دوماً الطرف المضحي بتلك العلاقة أبداً عليه أن يبذل و لو القليل من أجلها .
" أحسست أن العلاقة مريضة مؤذية كان يتركني لأيام دون سؤال لو مزحت بطريقة لا تعجبه في حين أنه يتعمد السخرية مني دوماً و لو أبديت و لو قدر ضئيل من الضيق يغضب و يهدد بأنني امرأة لا تفهم بالمرح و لن يمازحني مجدداً و كأنني موجودة لتسليته فقط دون أن يكون لي رأي أو مشاعر ، لكن رغم كل قناعاتي بأن الحل في المضي قدماً بعيداً عنه لكنني لم أتخطاه مازال قلبي يخفق بشدة كلما مررت بطريق جمعنا يوماً ، لم أزر المقهي الذي اعتدناه حتي لا أبكي مثيرة شفقة العاملين ، أعلم أنني أضعف من قرار الفراق كثيراً لكنني لن أعود ، أتعتقدين أنني سأنسي يوماً و أحب من جديد ؟"
كانت تفكر فقط أنه يستمع لتلك المحادثة و ينتظر ردها
رغم إختلاف ما يجمعهم عن شكوي تلك الفتاة لكن أحمد صلب لا يلين دوماً كان كذلك حتي و هي تعلم جيداً كم يحبها .
" ستتخطيه صدقيني ما دمتِ روضتي قلبكِ و تمكنتي من الهروب من أشواكه ، ستتخطي و تنسي و تحبي من جديد و أنتِ صاحبة تجربة أثقلتكِ و جعلتكِ أكثر نضجاً و معرفة بما تريدينه من الرجل الذي ستقضين معه بقية حياتك ، إبكي و تذكري و اصرخي و استمعي لاغنيات و شاهدي أفلاماً و مارسي كل طقوس الفراق و الكثير الكثير من الشوكولا و المثلجات و بعدها إمحيه و أعطي لقلبك فرصة جديدة ليصبح حياً سعيداً مليئاً بحب حقيقي جالب للسعادة ، أتمني أن يكون اتصالكِ القادم تخبرينا جميعاً فيه بقصتكِ القادمة و الفرح ينبع من صوتكِ حينها يا جميلة "
أنهت الاتصال و أكملت الحلقة بشرود مما قد يصل لأحمد من رسائل و ما سيترتب عليها ، ليته يصرخ بوجهها أنه يغار و يحبها و يكتفي بها عن العالم ، ليته يفعلها فقد تترك الدنيا كلها لأجله لكنه لا يريد لحظة تنازل واحدة مقابل بذلها لكيانها كله لأجله .
*********
" هل تضربين عن الطعام مثلاً ؟ أنا لا أفهمك "
علي الرغم من قلقه عليها كانت كلماته ممتلئة بالسخرية الهازئة من رفضها لتناول الطعام من الليلة الفائتة و لم تقترب من الفطور أيضاً و تلتزم حداً من الصمت
" أجيبي يا هديل لا تستفزيني "
لتنظر لعيناه بثبات لطالما أحبه فيها كلما صممت علي مشروع أو فكرة لدعم قضية ما
" لا يا خالد لن أجيبك و لن أتناول معك طعاماً و لن نتفاهم حتي تدعني أعود لمنزل أهلي و أحاول تخطي هذا الهراء العفن الذي نحن فيه الآن و بعدها نقرر ما إذا كانت تلك العلاقة تستحق أصلاً أم لا "
لينظر عميقاً بعيناها و هو يلعن كل ما حدث و ما سيحدث و كل ما يحرمه من نظرة العشق الصافي التي تزينهما لكنه للمرة الأولي بحياته كان أحمقاً عنيداً كالبغال فقلبه المكسور و شكله المغفل أمامها كانا يدفعاه دفعاً للمزيد من الغباء المهم أن تبقي هنا لن يفلتها لتضيع منه أبداً
" كما تحبين لا تتكلمي و تناولي طعاماً بمفردك ، لكن ذهاب لبيت أهلك مرفوض و قصة العمل أيضاً منتهية "
و شرع في تناول طعامه بمنتهي البرود وسط نظراتها الساخطة و فؤادها الممزق .
***********
" سليم ، أنا أنا حامل ، سترزق بولد "
وقف للحظات مصدوماً و لا يقوي علي الاستيعاب أصلاً لا يريد أن يفكر في تلك اللحظة علي أنها واقع ، يدفع عقله تلك الجملة دفعاً و كأنها من كابوس ما أو تخاريف من عقله الباطن فهو لن يرزق سوي بطفل مليكة ! كيف يحدث هذا ؟ كان ينوي الذهاب لأهلها و الاتفاق علي الطلاق مع تسوية مادية ممتازة تضمن لها حياة كريمة و تعويضاً عن السنين العجاف بصحبته لكن حامل ! و من ليلة واحدة ، ليلة واحدة أشفق فيها عليها ستكسر قلبه للأبد ، مليكة و يعرفها لن تهدم بيتاً و لو كان قائماً علي عامود واحد مكسور .
" سليم ، ألم تفرح ؟"
كان صوتها مليء بالميوعة و هي تفرد قدميها بتمهل علي الأريكة طلباً للراحة فهي لن تتحرك من منزلها لضمان ثبات ذلك الحمل و ثبات هذا البيت أيضاً .
" مبارك لك "
و كأن الأمر لا يعينه و ذلك الذي تحمله برحمها ليس طفله ، إنقبض قلبها لأقل من لحظة ، هل يا تري سيعلم يوماً أنه ليس من ضلعه أبداً .
**********
" لا قصي لا إياك أن تفعلها ، لا أريد خسارتك لن نستطيع الزواج أبداً ، لن أفعل هذا بك أنت بالذات ، لقد منحت قلبي منذ ولدت لرجل واحد و يبدو أنني لن أستعيده أبداً "
ليبتسم لمرأي عيناها الدامعتان كان يعلم يقيناً كم تحب سليم و لم يكن ليتمم زواجه منها إلا لو تأكد أنها أصبحت تعشقه هو و هو فقط لكنها ترفض حتي بدء المحاولة يبدو أن ذلك الحب أعمق مما تخيل يوماً
" سأظل أحبكِ يا جميلة العينين سواء كنتِ زوجتي أو حبيبتي أو ابنة عمتي المدللة كما تردد عائلتكِ ، حسناً لنتجاوز ذلك الجزء و حمداً لله أنني أخبرت تاجر المجوهرات أنني قد أعيد الخاتم لئلا أتحمل خسارتين بيوم واحد ، ما خطوتكِ التالية ؟ "
لتضحك بخفة داعية له من كل قلبها لأنه رفع عنها الكثير من الحرج و تقبلها بصدر رحب ، يبدو انها محظوظة دوماً بعائلتها .
" لن أضيع المزيد من عمري سأخبره و نتحدث و نري ما الحل لتلك الشبكة التي نسجها كبريائنا من حولنا و غرقنا فيها عل حبنا يكون بقوته هو الخلاص ، أحبه يا قصي أريد أن أرددها ، لا تعتبرني وقحة أرجوك و عديمة إحساس ، لكنها سنوات من الظمأ و الكتمان أريد اخبار الاطفال في حينا طفلاً طفلاً أنا أحب العم سليم المزعج يا صغار منذ كنت مثلكم ، سامحني أرجوك فأنت تستحق امراة مهوسة بك ، مكانتك عندي أغلي بكثير من أن أكون زوجتك دون كامل قلبي "


قراءة ممتعة للجميع و بعتذر جداً عن التأخير جداً بس فعلاً كان عندي ظروف و مقدرتش أكمل و ان شاء الله هكلمها بانتظام عشان يكون في خاتمة تليق بكل اللي تابعها ❤


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 03-02-21, 01:05 AM   #60

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اهو الناس اللي بتقرأ من غير لايك و لا كومنت دي اللي بتخليني أكسل أكتب و أتقفل 😂 شاركونا رأيكم ❤

nada diab غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حكاية عشق غيرة إنتماء عائلة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.