آخر 10 مشاركات
طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثنائي المفضل ليكم لحد دلوقتي ؟ " حابة جداً أعرف رأيكم عشان الفصول الجديدة " 😂
سليم و مليكة 0 0%
عمر و غنوة 1 100.00%
أحمد و ياسمين 0 0%
يوسف و رقية 0 0%
خالد و هديل 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-21, 08:25 AM   #61

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع عشر
" أتعبني كل ذلك الهروب ، أنهي كل مقاومة و عقل و منطق لدي ، أهلكني و استنفذ كل قدرة عندي علي الرحيل ، أنا أتنفس ذلك الرجل مهما عذبني كبريائي و سخرت مني كرامتي و عنفواني لا أملك أمامهم سوي أن أحبه لقد إنتصرت لهم سابقاً و تركته سنوات لاخري غيري ، لكن صفعتني فكرة أن أكون زوجة لغيره ، أن تحترق بيننا كل الجسور و الطرق ، أن يكون قلبي مجبراً علي الوفاء و طرد ذكراه بعيداً و جسدي بين يدي رجل غيره كحلاله ! لم أحتمل فلو كان هناك رابطاً واحداً باقياً بيننا يمكنه يوماً أن يجمعنا سأظل بانتظاره ، سأعطيه وقتاً ليصلح كل ما أفسده في نوبة ثأره و غضبه العاتية ، لنبدأ يوماً ما رحلتنا الخاصة "
ظلت تحادث نفسها و تبكي و تضحك بآن واحد طوال الطريق للمنزل و قررت أنها صباحاً ستذهب له دون كلمات لتخبره بعيناها أنها تنتظره أو لن تخبره ستتركه لاحساسه فقط .
ذهبت لعملها لتجد سمية فجأة في وجهها ، رؤيتها دوماً تنقر في جرح مازال حياً بداخلها فتظهر تلقائياً تكشيرة الألم علي ملامحها لا تملك دفعاً لها ، ظلت تتأملها للحظات فلم تلبث سمية برهة حتي أمسكت يداها فجأة تمررها علي بطنها و هي تهمس و عيناها تلمعان فرحاً و شيء من الكيد
" ألن تقول صباح الخير لعمتك يا صغير ؟ "
و كأن العالم ضدهما معاً كلما خطت خطوة تجاهه تتغير بوصلة الأشياء كلها في الاتجاه المعاكس ، و كأنها دعوة مستجابة في ليلة قدر أن لا يكونا معاً أبداً ، أتراها دعوة أمها ؟
يا الله كيف يمكن للحياة أن تكون بكل تلك القسوة ؟
و كأنها تدفع ثمن كل الدلال و الترف التي عاشتهما في كنف أبيها ، لتأخذ في المقابل الكثير و الكثير من الألم
عيناها تبدوان كبحيرة عميقة من الوجع ، لم تستطع حتي مجاراتها و حفظ ماء وجهها بكبرياء كعادتها كانت صامتة و عيناه اللتان لمحتهما فجأة تطلان بفيض من العطف يفزعه كل ذلك الأسي بعيونها الحبيبة ، كم كان غبياً أحمقاً أرعن دمر كل ما بينهما و قسي و تجبر و أرهق ذلك القلب الذي لطالما حماه و أحبه ، كيف طاوعه جسده علي أن يحتضن سواها و هو يعلم جيداً كم سيمزقها هذا ، ليجد نفسه فجأة في لحظة لم يتخيلها و لم يرتبها في عقله
" سمية يجب أن يتحدث ثلاثتنا حالاً ، لمكتبي رجاء"
كانت مقيدة في مكانها و عيونها محدقة في اللاشيء فأي شيء يبدو أقل ألماً مما تعانيه الآن ، تتمني التلاشي فقلبها قد مل تلقي الصدمات .
جذبها من خصرها يدفعها برفق لمكتبه و لعنات سمية تلاحقها من داخلها كم تمنت رؤيتها ميتة لتنظر بعيناها يوماً و لا تجدها
" سمية لم يكن يوماً ما بيننا يستحق المحاولة ، كلانا كان يعلم من البداية لما تزوجنا لم أخدعكِ لحظة واحدة و أنتِ من صمم علي اكمال الزيجة ، و ذلك المأزق الذي وقعنا فيه كلنا يجعل من حياتنا جحيماً ، يجب أن ننفصل و سأكفل لكِ و لطفلكِ حياة كريمة كما تتمنين و أكثر ، لكنني منحتها قلبي و لم تفرط هي في أي جزء منه لامرأة أخري ، أسف للغاية أعلم كم يؤلمكِ كلامي لكنني سئمت ذلك المثلث من الوجع الذي نتشاركه جميعاً "
توقف ذهنها عن استيعاب كل شيء بعدما قال لها طفلكِ هل يا تري لا يملك مشاعراً ناحية جنينها لأنه ليس إبنه فعلاً ؟ لما تكذب هي نفسها لا تملك مشاعراً لذلك الجنين لم يكن سوي وسيلتها لتبقي بحياته .
وجهت أنظارها لمليكة المرتجفة للمرة الأولي بحياتها تائهة النظرات قلقة ، لا تفهم ما بها لكنها قررت الطرق علي الطرف الأضعف بتلك المواجهة
" و أنتِ هل ستقبلين أن تبني حياة علي أنقاض بيتي و مشاعر صغيري القادم ؟ هل ضميركِ سيسمح لكِ يا إبنة الأصول أن تحرمي طفلاً من وجود والده لتعيشا قصة غرامكم تلك "
ردت مليكة منتفضة فجأة و كأن حية لدغتها
" لا دخل لي بينكما ، أنا خارج تلك المحادثة من الأساس لا تخصني "
و خرجت و تركتهما مسرعة و لتنبع نظرات الراحة لبرهة علي ملامح سمية المتجهمة سرعان ما محتها لتواجه سليم لتجده مبتسم
" راهنتِ نفسي أنكِ لن تتدني أكثر لدرجة توسل حياتنا معاً منها من المرأة التي تملك قلب زوجك ، أي نوع من التربية تلقيتي لتصبحي عديمة الحياء و الكرامة هكذا ؟ و الله لو تزوجت مليكة رجلاً غيري غداً لن تبقي علي ذمتي سوي لولادتكِ و من هذه الدقيقة أنتِ محرمة عليّ و سأترك لكِ المنزل ، و إياكِ و استجداء التعاطف من عائلتي فوحدكِ تعلمين اتفاقنا و وافقتِ ، أخبرتكِ بوضوح لن تملكي قلبي يوماً يا سمية ، لو عادت مليكة سأترككِ سمية و كل إجاباتكِ كانت بنعم ، لقد انتقمت منها لكبريائي و تألمت أنا أكثر لوجعها و لعذابي ، حتي لو خسرت مليكة يا سمية فلن أكمل هذه المهزلة يوماً واحداً آخر ، من اليوم لم تعودي زوجتي ، و سأخبر الجميع تفصيلاً الوضع بيننا الآن لئلا تفكري في أي خدعة جديدة أو تلاعب ، يا إلهي لقد تحملتكِ لسنوات تثيرين المشاكل و الوقائع أينما حللتي ، ستتركين العمل أيضاً و سأغطي مصاريفك و راتبكِ كل شهر بحسابكِ البنكي كالعادة لكن لا أريد رؤيتكِ حولي من جديد ، لقد سئمت كل شيء لقد فكرت للحظة أن هناك طفل فلأتحمل لكنكِ لا تحتملي سرعان ما سمعت هسيسكِ بأذنيها و كأنكِ حامل نكاية فيها ، لا تردي لا شيء ستقولينه سيغير موقفي أبداً و إكفي نفسكِ شر التوسل كوني ذات كرامة فعلياً لو لمرة "
و خرج صافعاً الباب بقوة و هي ترتجف من عمق الاهانة و مدي الكراهية التي تفوح من كلماته ، كل ذلك التدني لم ينصفها لم و لن يحبها يوماً ، لكنها تستحق وجوده و كينونته و ماله و حتي قلبه لقد سمحت له مراراً بالكثير حتي يشعر بها يوماً لو حتي امتنانا لكن ما حدث كان العكس كل تضحياتها تلك أحطت من كرامتها أمامه للأبد.
لتعود مليكة للمنزل تتخبط بين كل تلك المفاجأت ليتها ما عادت أبداً أو ليتها ما تركته يوماً ، إنها تفتقد أمها لدرجة موجعة تريد البكاء مراراً في حضنها ، ستذهب من هنا علها تجد سلوي لقلبها الحزين ذاك بعيداً عن كل تلك الضغوطات و ليكن عدم وجودها واضحاً أن لا دخل لها بطلاقه أو إستمرار زواجه .
" كالعادة تهربين ، لا تملكين أمامه سوي الهرب كجرذ مذعور ، مدعية للقوة دوماً كنتي و مازلتي "
لتزفر بضيق و هي تتأمل هيئة أحمد الساخرة و هي تحمل حقيبتها الضخمة إستعداداً للسفر
" هل ولدتم في هذه العائلة بجين زائد يجعلكم تعشقون مضايقتي و اهانتي و تعكير مزاجي "
ليضحك مستفزاً إياها أكثر
" ممكن لكنكِ جبانة "
لتضرب الأرض بقدميها
" لست جبانة و لم أكن يوماً كذلك ، أنت لا تفهم لقد مللت الألم و الانتظار و التوتر و كل تلك الضغوط ، أحتاج لأمي يا أحمد ، ادعمني أرجوك "
لتستدرك و عيناها تبرقان بشقاوتها المعتادة
" أتعلم يا إبن العم كم ستكون نصائحك مفيدة لو طبقتها علي نفسك أولاً ، فلست أنا من يتهرب من مواجهة زوجته و يتركها بمنزل أهلها و هو يتلصص يومياً ليراها كالمراهقين ، عيب علي سنك و الله "
ليجيبها بحنق مكتوم
" لا ينطلق لسانكِ إلا أمامي تقفين أمام سليم كطفل مضبوط بجرم و أمام خالد كقطة تتمسح به ليدللها "
لتستكمل استفزازه الذي أنعش طاقتها و صرف القليل من ذهنها عن ذلك الذي شهدته صباحاً
" و الله علي الأقل أنا معترفة بما أنا عليه ، لست مثلاً أتمزق غيرة و أدعي اللامبالاة ، لست أطلب التفاني و التضحية و أنا لا أقدم حتي للاخرين أبسط حقوقهم ، هل ستوصلني للمطار أم ستظل تنظر لي كمن سرقت رغيف خبزك "
لينظر لها شزراً
" تعلمين حبيبتي في هذه اللحظة تحديداً أندم علي كل المرات التي دافعت فيها عنكِ ، يناسبكِ تجبره ، فلسانكِ يحتاج للتشذيب من حين لآخر "
لتبتسم بسخرية هازئة
" و هل فعلت ذلك نصرة لمظلوم ، أنت يا حبيبي من لا يطيق تسلط سليم و تفرعنه ، تحبه مثلنا جميعاً لكنك تشعر برغبة دائمة في تحديه بصمت في العبث بدمائه الحارة متلذذاً "
ليضحك كمن كشفته أمه يقرأ كتاباً بعد موعد نومه
" متي أصبحت المدللة محللة نفسية للعائلة ، لما لا تنفع القطة نفسها ؟"
لتبتسم بسخافة رداً علي سخريته
" قل لنفسك ، فلست المثل الأعلي في نجاح العلاقات ، فلولا غباء ياسمين لما رضيت بك إمرأة بأنانيتك تلك ، عموماً هل ستوصلني أم أطلب سيارة ؟ سيارتي بمرأب منزلي حافظ عليها حتي أقرر مصيرها "
ليتناول مفاتيح سيارته و حقيبتها
" تبدين في غاية الطموح يا إبنة العم فهو لن يتركِ بالخارج طويلاً ، فلندعو الله فقط أن تعودي للمنزل بكرامتك لا محمولة كشوال بطاطا ، مليكة أنا أحبها حقاً ، ماذا أفعل ؟"
لتربت علي كتفه
" تخلي عن كبرياء آل سالم الأحمق ذاك و أخبرها ما تشعره بحق "
ليرن هاتفه برقم حضانة مليكة الصغيرة
" سيد أحمد ، تعرضت مليكة لحادث بسيط بمنطقة الالعاب و لم نستطع الوصول لأمها و ..."
ليسرع علي السلم جرياً تلاحقه دعوات مليكة
" ليحفظكِ الله يا حبيبتي ، ستكون بخير إن شاء الله "
لتزفر بضيق و هي تجد سليم أمامها يتأملها في صمت و حنق
" ماذا هل تحتاج لصورة ؟"
ليستغفر مراراً قبل أن يرد عليها
" لدي العديد من صورك شكراً لسؤالك ، و الآن لأين ؟"
لتجيبه بتماسك واهي
" في طريقي لأمي ، هل لديك اعتراض ؟ ألا تزور أمك يا حبيب أمك "
ليقترب منها بتمهل و عيناها تلمعان بغضب
" هل تتعمدين اغضابي ؟ هل أنتِ طفلة صغيرة بلا مسؤليات ! تهربين فجأة لأمكِ دون التعامل مع ظروف عملك و عائلتك "
لتبتلع ريقها و هي ترد محتارة
" أمي هي عائلتي ، و العمل قم به أنت فقد تحملت عنك و عن الجميع الكثير مؤخراً ، خالد دع خالد يفعل شيئاً غير تكدير حياة زوجته علي سبيل التغيير "
ليتأملها للحظات و يرد بما لم تتخيله يوماً
" أمكِ عائلتكِ الوحيدة خارج البلد حالياً و لن تعود قبل أسابيع ، لغرفتكِ حالاً فأنا مغتاظ منكِ و لا أضمن ردة فعلي عند أدني استفزاز منكِ "
للحظة كانت تظن نفسها تهذي لتجيبه في دهشة واضحة
" هل تراقب أمي ؟"
" هل أبدو مجنوناً في نظرك لهذه الدرجة ؟ لما سأراقب أمكِ ، نتحدث من حين لآخر فعلمت "
لتهذي حرفياً لا تتمكن من تجميع كلماتها
" لماذا ؟ كيف تحدث أمي ؟ بعد كل ما حصل ؟"
ليطالعها سليم ببرود مستفز
" عندما تعود سآخذكِ إليها و يمكنكِ سؤالها عن التفاصيل و الآن لغرفتكِ رجاء "
لتتلفت حولها بقلة حيلة
" حسناً سأسافر بلد دراستي ، أريد وقتاً مستقطعاً من كل هذا ، لا تكن أحمق متسلط فالوضع لا يحتمل تعنتك "
ليجيبها هامساً من بين أسنانه
" و الله يا مليكة إن لم تختفي من أمامي حالياً و تتوقفي عن صبيانيتكِ و تصرفاتكِ الرعناء تلك و تلجمي لسانكِ فأقسم سأجعلكِ تشعرين بثقل يدي علي جسدك ، فلا تنسي يوماً أنني كنت و سأظل سليم ابنة عمكِ الأكبر و ..."
لتضحك في غيظ و هي تتراجع باحثة عن جدتها
" و الله يا سليم لو امتدت يدك ناحيتي بسوء يوماً حتي لو قرصة عابرة لأحررن محضر تعدي بحقك و عمر سيكون أكثر من سعيد لمساعدتي فهو قد شهد عنفك ضدي أكثر من مرة "
ليهمس مجدداً من بين أسنانه بحنق متزايد و نفاذ صبر واضح
" إختفي حالاً حالاً "
لتتحرك شبه راكضة لغرفتها و هي ترفع رأسها بمبالغة في شموخ كاذب
" أنا من لا تريد رؤيتك أصلاً "
مر يومان كالجحيم لم تتوقف سمية عن الصراع مع سليم و الصراخ و البكاء الحاد و محاولة استمالة خالها لصالحها كونها تحمل حفيده و تريد له الحياة برفقة والديه .
" دعها علي ذمتك و تزوج مليكة و أنا سأقنعها ، فهي حامل بابنك سليم لن أسمح بأن يتربي بعيداً "
ليندهش من بساطة تفكير والده فيما يخص مليكة فمجرد عرض الفكرة عليها كفيل بتحطيمها و تحطيم ما بينهما تماماً
" أبي مليكة لن تقبل و أنا لم أفاتحها في الزواج بعد و مهما كان موقفها و ردها لن أمل من المحاولة لكن ما أنا واثق منه أن حياتي مع سمية إنتهت ، كانت غلطة حمقاء ثأرت فيها لكبريائي الجريح بتشجيع منك لكن لم يتأذي أحد بقدري لقد كرهت نفسي لسنوات ، هل تعلم كم هو صعب علي رجل أن يلمس امرأة لا يحبها و لا حتي يرغبها ، أن يحتضن جسدها فقط علي سبيل الواجب ، لقد انتهينا و لا شيء سيمنعني عن ذلك ، عذراً أبي و لا حتي أنت "
و انسحب من تلك المناقشة العقيمة فوالده لن يتغير فدوماً رأي في التعدد حلاً لرغبات الرجل المتعددة و الملل الزوجي و في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورده اتصال منها و تجاهله كعادته مؤخراً فقد ترك شقتهم الزوجية و نام بشقة والده فألحت عدة مرات حتي فقد أعصابه مجيباً بحنق ليتفاجأ بصوت رجل
" صاحبة الهاتف أصيبت بحادث مروري و نُقلت لمشفي الأمل في ..."
ليندفع من سريره ركضاً ...
**********
" ألا تري أنك توجه دوماً الحديث لمسائل شخصية دون اعتبار لرغبتي ، رجاء أتمني أن لا يتكرر ذلك مجدداً "
ليتمتم باعتذار مسهب
" أنا أسف لكن بالمصادفة عرفت اسم زوجك و رغماً عني كنت أحاول معرفتكِ أكثر ، فأنا مندهش من كون امرأة مثلكِ علي هذا القدر من الأمانة و الخلق زوجة لرجل .."
لتهب مذعورة من مكتبها
" إياك أن تكمل و لن نتعامل مجدداً سأنقل العمل لزميل آخر ، من تظنني لتكلمني هكذا عن زوجي ؟ "
ليقوم بخيلاء و عيناه تشعان بشيء من التصميم
" أظنكِ أفضل كثيراً من البقاء مع رجل مثله ، لقد أوشك علي أن يضيع مستقبلي و استغل سلطاته و خطب حبيبتي و ضغط علي والدها ليقبل "
لتبتسم بسخرية واضحة و لم تساورها ذرة شك واحدة فهي تعلم جيداً من يكون عمر رغم كل شيء فقد كان ملاكها الحارس لسنوات فهو مهما كان صعباً لم و لن يكن ظالماً
" أنت تهذي حتماً ، فزوجي ليس بحاجة لسلطاته ليجذب امرأة لحياته ، أنت تخدع نفسك لكن الأكيد أنك لن تخدعني "
ليرد بقوة و الكلمات تخرج مهتاجة عاصفة كما هي عيناه
" زوجتي عنيدة و مجنونة قليلاً حدثت بيننا مشاداة و نحن مخطوبين و هي تعمل كمحامية و مصادفة التقت بزوجك و حررت ضدي محضر اغتصاب فهي رغم حبها عنيفة الغضب تثأر دوماً بما يفوق الموقف و كانت تشك بخيانتي فارادت رد الصاع صاعين و حقق زوجك معي و عنفني و في اليوم التالي حضرت للتنازل مع والدها و اعتذاره لي عن سوء التفاهم ذاك امام زوجك و مع ذلك اصر علي موقفه المتعنت أنها مجبرة علي التنازل و عرض عليها الزواج و اكمال القضية ، و هي رغم غضبها مني رفضت تماماً أن تنهي مستقبلي بهذه الخسة و زوجك..."
لتضحك ملء شدقيها
" هل تحب الأفلام التجارية ؟ تلك ذات القصة المشوقة المفتقدة للحبكة و المليئة بالحشو ؟ لكن للأسف حشوك فارغ و سفيه ، و لا يقنع طفلة بالعاشرة ما بالك بزوجة عاشت مع زوجها منذ كانت بالعاشرة "
ليبتسم في هدوء محدقاً ببحر عيناها الصافي يتأمل عظمة الخالق للحظة قبل أن يعود لواقع كونها زوجة عدوه
" أعلم عنكما كل شيء يا غنوة لكن راجعي الأحداث للحظة كان يمر لتوه بتجربة انفصال كلية عنكِ و قد عُقد قرانكِ لذا كان بحاجة لأخري فوراً ليرد لكِ الوجع و بالمصادفة كانت زوجتي المتاحة و لم يرد التخلي عن انتقامه فيها ، تذكري لقد أُحيل للتحقيق وقتها لأنني اشتكيت عليه ، حاولي ربط الأحداث و اسألي زوجكِ السابق صادق ستدركين الاجابة ، أحببت تحذيركِ لما وجدته فيكِ من طيبة قلب لا تستحقين رجلاً كهذا أبداً "
تنفست بعنف و هي تطرده بنفاذ صبر حقيقي
" للخارج حالاً ، و تأكد أنها المرة الاخيرة التي ستراني فيها بحياتك و إياك و الاتيان بسيرة زوجي بسوء مرة ثانية ، يا الله كيف تمكنت من كل ذاك الكذب ؟"
" لو كان بينكم شيئاً من الثقة إسأليه عنها بنفسك "
لم تستطع التركيز لبقية اليوم رغم أنها لم تصدق حرفاً واحداً فيما يخص عمر فهي تعلم يقيناً كم هو عادل .. أحقاً عمر عادل ؟ كل ذلك التجاهل الذي يذيقها إياه و هو يعلم كم سيؤلمها هذا عدل ؟ نفضت كل تلك الافكار بعيداً و حممت الصغير و قرأت له قصة ليغفو في منتصفها مقبلاً إياها و هو بين الصحو و النوم فيعطيها دفعة جديدة لتحاول لتُنجح أسرتها الصغيرة التي تعشق ، جهزت طعامه المفضل و ارتدت فستاناً قصيراً لونه أحمر و أسدلت خصلاتها الشقراء مصففة بعناية و وضعت العطر الذي تفضله و انتظرت طويلاً حتي أنها غيرت الشموع مرتين تقريباً حتي ظهر و هو يحادث صديقاً له علي الهاتف أنه وصل فيبدو أنه كان في صحبتهم و لا يستحق شفقتها من ساعات عمله المضنية لكنها لم تستسلم لاستفزاز موقفه و نظراته المتهكمة
" هل ستغير ملابسك قبل أم بعد العشاء ؟"
ليرد باقتضاب بارد
" تناولت طعامي خارجاً ، أعلم كم تكدين في عملك و لم أشأ أن أتعبك "
لتشهق فجأة باكية و هي ترمي الأطباق من بين يديها أرضاً فقد كان اليوم ضاغطاً فوق قدرتها علي التحمل
" لقد طفح الكيل ، توقف عن الاستهزاء بي كن رجلاً و واجهني بما يغضبك ، توقف عن تحويل حياتنا جميعاً لجحيم ، راعي مشاعر ذلك الطفل وسط هذا الكم من المشاعر السلبية "
يا الله مهما مرت السنوات و مهما حفرت الألم بداخله ستظل دموعها تكسر قلبه
" لا تبكي ، تريدين المواجهة حسناً ، من يضمن لي أن لا ترحلي مجدداً لو غضبتِ ؟ لقد رميتي كل ما بيننا لمجرد أنني هددتكِ بعقاب لوقاحتكِ مع جدتك التي فتحت لكِ بيتها لسنوات "
لتبكي شاهقة هذه المرة غضباً و كأنه قد وطأ بقدميه فوق أرضها المحرمة فليتحمل اللعنات إذن
" جدتك ذلتني كسرت قلبي لفتات ظللت لسنوات أحاول تطيبه لكن هيهات لقد جعلت من معروفك معي و إصرارك علي الانفاق عليّ سبباً جوهرياً في كوني لا أليق بك و كوني أميل لأصلي الغير مشرف مهما نظفتوني علي حد تعبيرها ، أخبرتني بوضوح أنني دون مستوي الضابط اللامع ، لكنني جبنت عن الاجابة لأن ذلك المعروف المقيت يأسرني لم أستطع الصراخ في وجهها بكل قوتي أنني مهندسة مثقفة و جميلة و علي دين و خلق و كل هذا بمفردي دون عائلة تدعمني كل هذا بمجهودي و بالقليل من شفقتكم ، لقد حفرت الدونية عميقاً بداخلي ، لقد فضلت هبة التي رحلت و مليكة التي لا تعرفها عليّ لمجرد أنهم ليسوا غنوة اليتيمة التي عطفت عليها ، أنا أمقت ذلك اليوم الذي أخذتني فيه لهذا المنزل ، ليتني كنت خادمة أشرف لي من عطفها الزائف و نفاقها بقولها مثل حفيدتي "
رغم كل الوجع الذي غلف صوتها المبحوح من فرط الألم لم يتحمل إهانتها لجدته رحمها الله لا يمكن أن تكون جدته فعلت كل هذا أو حتي لو فعلته لم يكن بمثل تلك البشاعة ، غنوة طوال عمرها حساسة و تميل للمبالغة ، لن يسمح باهانة جدته الحبيبة أبداً
" كيف تجرؤين علي الافتراء علي سيدة أحبتكِ كحفيدة و وصتني عليكِ في آخر أيامها "
لتصمت مجهدة من صراخها و دموعها يكسرها تكذيبه
" كنت واثقة أنك لن تصدقني ، فكر للحظة ما الذي سيدفع فتاة كانت تهيم بك للهرب و الزواج من آخر و ترك منزلك حصن الآمان الوحيد لها ، لقد كنت معك وقتها محققة حلم عمري ، كيف كنت سأتركك لو كان الأمر هيناً و من أين كنت سأعرف أنك صممت علي أن تنفق عليّ بمفردك تماماً ! "
ليكتسحه البرود تماماً خيراً من أن يترك لنفسه الفرصة ليغرقها بشلالات الغضب المندفعة من داخله في تلك اللحظات ففكرة أن تفعل جدته هذا مرفوضة تماماً لا يستقبل عقله أنها فعلياً قد عايرت الفتاة بمعروفهم
" غالباً كنتِ أنتِ بالغة التحسس و لم تقصد جدتي ذلك طبعاً ، جدتي ..."
لتقاطعه بضحكة ساخرة متألمة
" أرجوك لا أتحمل حالياً محاضرة في مدي عطف جدتك عليّ و كم أنقذتني من العمالقة الملاعين و مصير أولاد الشوارع ، فليسامح الله أمي التي رمتني بطريقكم ، سامحها الله علي كل ذلك الخزي "
لتنهض فجأة في صمت دون دموع متوجهة لغرفتها القديمة ثم تتذكر فجأة كلمات الرجل المريب ذاك بمكتبها
" هل صحيح أنك كدت تخطب محامية بعد عقد قراني علي صادق ؟"
ليجيب ببساطة
" أجل "
لتكمل بفضول نهم
" هل فعلاً كانت محامية تعرفت إليها من خلال محضر يخصها ؟ "
ليطالعها ببرود تام و عيناه تفقدان كل تعبير يطمئنها
" هل هذا استجواب ؟ لو كان كذلك فأنا حتي الآن لم أسألك شيئاً عن صادق ؟ هل تحبين أن نبدأ ؟ و لكن ليس لدي ما أخفيه نعم عرفتها من خلال محضر و قررت الزواج منها "
بدأت بذرة شك بسيطة في النمو بداخلها لكنها دفعتها بعيداً و هربت ، ركضت بعيداً عن عدم تصديقه و كونه فعلاً كان يخطب امرأة غيرها و هي التي لم تتمكن من الزواج من رجل دعمها بأحلك أوقات حياتها عندما نبذتها جدته .
***********
" أنا أسفة لخسارتك يا سيد لقد وصلت المريضة متوفية"
لم يتخيل أن تكون تلك نهاية قصته مع سمية جثة ممزقة علي الطريق بفعل حادث سير ، رحلت تماماً عن حياتهم جميعاً كما ظهرت فجأة بعتبة بابهم ، لم يتمني لها مثل ذلك المصير أبداً و لم يكن يوماً ليتخلي عن طفلهما الذي لم يكمل بضعة أسابيع بداخلها ، كان يمزقه الذنب لطالما كانت تستجدي حبه لكنه يعود و يذكر نفسه دوماً أنها من اختارت ذلك بكامل ارادتها و استمرت رغم كل شيء و تمتعت بكل مميزات كونها زوجته .
سيطرت حالة من الحزن علي المنزل رغم كل مشاكلهم مع الفقيدة كان الأمر مفجعاً أن تنتهي حياة شابة حامل بتلك الطريقة لكن لا أحد سيعلم يوماً أنها ماتت دافنة معها سراً مقيتاً و جريمة بشعة من رأفة الله بهم أنها لم تحدث فعلياً .
فور اجتماعهم بيوم الجمعة من جديد بعد فترة انقطاع تنحنح أحمد الممسك بيد زوجته في مشاعر فاضحة علي غير عادته
" نحتاج جميعاً للتغيير ما رأيكم أن نقضي عطلة نهاية الأسبوع بالمنزل الصيفي ؟"
لتناغشه مليكة طلباً لشيء من المرح فهي لا تطيق فعلياً كل ذلك القدر من الطاقة السلبية من حولها
" تبدو كعريس مغرم منذ تصالحت مع زوجتك و تطلب عطلة عائلية و أصبحت رجل المنزل الأول و كلانا يعلم جيداً أنك تريد جرنا ورائك لنصبح جليسات لطفلتك ، لن أذهب لدي تلال من العمل نظراً لتغيبكم المستمر مؤخراً"
لتعقب سلمي بعد أن عادت فور وفاة سمية لبيتها و لطبيعتها و كأن حملاً قد جسم فوق صدرها و تحتاج فقط للبوح الأخير لترتاح تماماً لكنها لم تستجمع كل شجاعتها لمواجهة مليكة حتي !
" أنا سأتولي مليكة الصغيرة لا تقلقوا لكن لنذهب كلنا بحاجة لتغيير الأجواء الكئيبة تلك ، أكاد أختنق "
لترد بهيرة مرحبة بشدة
" صديقتي بالنادي دكتورة صفية ستكون هناك بنفس الوقت لنجتمع مع عائلتها من باب التغيير "
لتزفر مليكة بضيق
" جدتي ، يكفينا دراما عائلتنا الخاصة أنا أعرفهم جميعاً لسنا بحاجة صدقيني لهذا الكم المزعج من الناس ، يمكنكِ مقابلتها صباحاً علي البحر دون ذكرنا نهائياً "
لترد الجدة مؤنبة
" طال لسانكِ كثيراً ، عموماً هذا من حسن حظ صفية و عائلتها فأنا جدتكم أطيقكم بمشاكلكم و كم النكد المنبعث منكم بآخر ذرات صبري ، أظل أقول لنفسي أحفادكِ هل ستتبرأين منهم ، رغم أن من في مثل سني الآن تحتاج للدلال و الراحة "
لتضحك مليكة و البقية في سخرية من حالهم المؤسف
" لقد أصبحتِ ماهرة في قصف الجبهات جدتي ، قصفتنا جميعاً بضربة واحدة "
ليرتبوا جميعاً للسفر و رغم هدوء سليم و صمته منذ حادث زوجته و طفلها لكنه صمم علي القدوم معهم
" جميعنا معنا سيارات فلم تصممين علي القيادة ؟ كفاكِ دلالاً و اركبي معي "
لتخبط الأرض بقدميها في اعتراض كالمدللين تماماً
" لن أفعل يا سليم ، أريد سيارتي لنفترض أردت الرجوع لأي سبب ، سأرتاح هكذا أكثر "
ليزفر في وجهها بقوة
" لقد مللت عناد البغال هذا ، دعينا نذهب حتي لو قررتي ركوب جمل "
لتتنهد الجدة محدثة أحمد
" يا الله ألن ينتهي هذا المسلسل الممل ، ماذا لو تزوجا ؟ كيف سنتحمل أن نظل علي علاقة بهما ؟ شجعوهم ليسكنا بعيداً و الله صحتي لن تتحمل "
ليضحك أحمد مجلجلاً
" لا تخافي يا جدتي لن يبتعد عنكِ حفيداكي المفضلان أبداً ؟ صحيح يا سليم ؟ "
لتقرصه الجدة من كتفه مؤنبة
" لم يجرب أحداً منكم التربية يوماً و لا حتي أخذتم فكرة عنها و الله ، يا خسارة عمري الضائع بأحفاد مثلكم "
لتركب معه فجأة بعد موجة الجدل لأنها تعلم جيداً أن القيادة سترهقها لأنها لم تنم لحظة ليلة الأمس أسيرة لحظة شك مجنونة كادت تعصف بها
و ما إن وصلا حتي إرتدوا جميعاً ثياب البحر كالأطفال و بدأت أصواتهم تعلو
" يا الله لا ينقصنا سوي خالد ، أصبح غريباً للغاية بهذه الفترة "
لترد سلمي علي حديث مليكة مؤكدة
" غريباً جداً و علاقته بهديل من سيء لأسوء و لا يريد مناقشة أو حتي يُفهمنا ما مشكلتهم ؟"
لتتنهد مرددة في دعم واضح
" لطالما كان خالد متفاهماً لا أعلم ما الذي يجعله بمثل هذا الغضب ، ليهديهم الله "
لترتجف كلياً للحظة للحظة فقط لمحته هناك ، حسناً لم تكن المرة الأولي إذن خدعة من عقلها الموهوم ، عز الدين فعلاً هنا إنها لا تخطيء أبداً عيناه ، لقد إنتهت حياتها .
هرعت للبيت و أغلقت الغرفة خلفها باحكام
" لقد رأيته ثانية ، لم أكن أتوهم يا غنوة ، عز الدين فعلاً هنا ، يا الله ماذا سيحدث الآن سيقتلني حتماً أنا واثقة "
كان صوتها مذعور و مصابة بجنون الارتياب تتطلع حولها في توتر رغم أن الغرفة لا تضم سواها
" مليكة تمالكي نفسكِ و اهدأي ، كيف سيأتي عز الدين الي هنا ؟ لديه قضية ببلاده و أنتِ خير من يعلم ذلك و لم يحاول حتي التحدث معكِ منذ حدثت "
لتجيبها باندفاع و هي تؤكد
" لكنه لم يُسجن قط ، كان هارباً و التحقيقات مازالت جارية و حتي الحكم الغيابي يمكنه طعنه لو قدم أدلة جديدة ، أنا لا أفهم قانونهم بالضبط لكنه عز الدين لو أراد الخلاص و ملاحقتي سيفعل ، أنا خير من تعلم ذلك "
لتحاول غنوة تهدئة رعبها فهي خير من يدرك كم عانت مليكة من رهبتها من تلك القصة
" حسناً حبيبتي لنفكر بعقل للحظات ، لو كان عز الدين يستطيع الخلاص من القضية و المجيء لهنا بسهولة ، لما لم يفعلها سابقاً ؟ لماذا الآن ؟ و لو جاء هل سيترككِ هكذا دون حديث ؟ دون مواجهة ! "
ليصدر صوتها بالجواب المنطقي الوحيد لظهوره فجأة لو كان قد ظهر فعلاً
" لأن سليم أصبح متاحاً من جديد "
********
" أتعرف يا أحمد كنت أرتجف خوفاً علي مليكة من أن يكون أصابها مكروه فعلياً و رعباً من ردة فعلك ، لم أتخيل يوماً أن تدعمني بموقف كهذا ، ما إن علمت من مدرستها أنها إصابة طفيفة نتيجة دفع متبادل للحظة بينها و بين صديقتها ، حتي جهزت خطابي أمامك عندما تبدأ بتأنيبي و تحميلي المسؤلية و اتهامات الاهمال "
ليبتسم و هو يقبل جبهتها في حنان جارف
" لا أنكر أنني في الطريق كنت قد قررت كسر عنقكِ ، كلن من حظ حظكِ أنني قبل المكالمة كنت قد اعترفت تواً كم أحبكِ و أريد اصلاح ما بيننا ، ففكرت أن مليكة كانت لتصاب بالمنزل أيضاً لو كان ذلك قدرها و عندما رأيتها بخير و انتهي الامر بكدمة بسيطة أحسست كم أفتقدكم و انكم الأبقي و الاهم ، أنا أحبكِ ياسمينا و سأحبكِ وحدك دوماً "
لتندس أكثر بين ذراعيه في راحة
" أنا أحبك يا أحمد لطالما فعلت "
" و أنا أحبكِ يا ياسمينا ، و أريد الأفضل لنا جميعاً "
و يتنحنح ليكمل بينما تقاطعه ياسمين مجفلة
" أرجوك لا تخبرني أنك تفضل تركي لعملي لأجل العائلة كما كنت تردد ، لا تشعرني أننا سنعود وفقاً لشروطك من جديد ، أنت لا تفهم ما الذي كنت تفعله بي لسنوات ، في كل مرة تخرج بها مع صديقاتك القدامي و أنا وحدي بالمنزل رفقة مليكة الباكية "
ليقاطعها بقوة
" لكنني لم أخنكِ قط و تعلمين ذلك جيداً ، كنا نخرج بمجموعات ، أنتِ من رفض تلك الأجواء و صمم علي أن نكون عائلة "
لتبتعد مواجهة عيناه
" في كل خلاف يا أحمد تذكرني بأنني من أراد الزواج ، لكنك تنسي أو تتناسي أننا كنا علي علاقة حب لسنوات لم أجبرك و لم أتسولك ! زواجنا كان النتاج الطبيعي الوحيد للحب الذي جمعنا ، منذ تزوجنا و أنت تمارس كل ما يغضبني دون اعتبار لما أشعر بحجة أنك هكذا ، لم أشعر بنفسي كانسانة من جديد سوي بذلك العمل ، أرجوك لا تحرمني إياه ، لقد مللت السير في ركابك ، لما لا تحبني و أنا أنا كما أحببتك دوماً رغم كل ما بك و ما تفعله "
ليضمها من جديد
" حسناً أعلم أنني أناني قليلاً و أنني أذيتك لكن صدقيني لم يكن يوماً عن عمد ، أنا أكره القيود و الانكشاف و البوح ، أكره أنا أري نفسي عارياً أمام أحد لا يستر شيئاً ما بداخلي عنه ، لكنني سأحاول صدقيني لأنني رغم كل ما فعلت و سأفعل أحبك ياسمينا "
لتدفع نفسها أكثر بحضنه طلباً للانسحاق داخل ضلوعه ليقطع اتصاله العميق مع أعمق نقطة فيه
" لكن غلطة واحدة بعملكِ هذا أو أي تصرف يزعجني من ذلك اللزج و سأحبسكِ كما فعل خالد مع زوجته فيبدو أن عائلتنا تحمل جينات متخلفة لم ينجو أحداً منها كما تصرح مليكة دوماً "
لتبتعد عنه في نفاذ صبر
" أتعلم أنا فعلاً امرأة غبية تماماً لطالما حذرتني مليكة من تلك الزيجة البائسة ، و أنا من صمم أنك مختلف لكنكم جميعاً طينة واحدة ، لقد كنت في السماء السابعة حرفياً كيف تمكنت من نزعي و رميي في قاع الأرض هكذا ، أحبسكِ ! في أي قرن نحن ؟"
ليحك ذقنها المنحوت بأنوثة طاغية مداعباً
" أياً كان القرن سأحبكِ فيه كما أحببتكِ دوماً ، و لو إلتقينا في حيوات أخري ستظلين امرأتي الوحيدة "
لتبتسم بوله ليقطع اندماجها من جديد
"يعجبكِ هذا الهراء الرومانسي صحيح ؟ سأحاول اجادته"
لتضربه في صدره بغضب و نفاذ صبر لكن داخلها موقن أنها ستظل تحبه كما فعلت دائماً رغم شعورها داخلياً أنه لن يتغير في ليلة و ضحاها بهذه السهولة و أمامهم رحلة طويلة و عليها التسلح بالأمل .
*********
" يوسف "
" نعم يوسف ، مغفلكِ المفضل يا رنا "
لتشعر بقلبها ينخلع و أنفاسها تكاد تنتهي و هي تسمعه من مكانها بحمام غرفة الفندق الخاصة بزوجته السابقة و أم طفله الأكبر .. أم يزن الحقيقية ......
قراءة ممتعة للجميع ❤




nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 06-02-21, 08:56 AM   #62

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

معرفتش أنام قبل ما أنزل الفصل الجديد و يا رب يعجبكم و أصحي ألاقي أرائكم عشان أنا متحمسة للأحداث الجديدة متقفلونيش 😂😂

nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 16-02-21, 12:06 PM   #63

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر
" ألم تمل بعد ؟ ألم تنتهي من ذلك النزاع العجيب ؟ لم اتخيلك ضعيفاً و غبياً هكذا "
لينهض من فوره ممسكاً ذراعيها بقسوة ليوقفها علي قدميها بمواجهته
" هل تدركين أن ألفاظك و اهاناتكِ تلك موجهة لزوجكِ ؟ هل تعرفين ما عقاب الزوجة التي تسب زوجها في وجهه بمثل تلك الوقاحة ؟ أمي لم تعرف صوتها حتي بوجه أبي"
لتحاول جاهدة كبت دموعها
" أنا لست أمك و لن أكون ، لقد استسلمت لسلطان غضبك لشهور ، شهور مسجونة بمنزلك ، خسرت عملي لأجل إرضاء حماقتك و تعنتك ، قلت زوجكِ و بأزمة تحملي قليلاً ، لكن كفي لقد مللت أنت ستظل تدور في فلكها مجرد معلومة قديمة عنها جعلتك كالمجنون و تؤذيني أنا زوجتك "
ليهدر فيها كأحمق فعلي متجاهلاً كل كلمة قالتها بمنطقية شديدة
" زوجتي تحترم زوجها قولاً و فعلاً ، و لو لم تعلمكِ أمكِ كيفية الاحترام أنا كفيل بكِ "
لتبتسم من بين دموعها التي أبت إلا أن تخفف عنها ما يشتعل بداخلها و تخرج القليل من قهرها علي هيئة عبرات من عينين كانا يفيضان بالعشق سابقاً
" أنت محق أنا زوجة غير محترمة تُحبس بالمنزل تحسباً أن تخون زوجها حتي فقدت عملها و أهمل هو عمله بالكامل ليقضيا النهار في تبادل الحنق و تُهدد بالعقاب ، أرجوك إفعلها يا خالد أريدك أن تصفعني لأنني لم أتربي ، ربيني خالد إفعلها و عاقبني ، دعني أنتهي منك دون رجعة أو تفكير ، دعني أمحيك من داخلي ، إضربني خالد "
لتضيف صارخة بقوة من بين دموعها
" أتعتقد أنني بقيت هنا خوفاً منك ! أنت لا تعرفني أبداً ، لقد بقيت حتي أمتص ذلك الغضب المتوحش عله يهدأ و نستكين ببعضنا البعض أو ننتهي أريدك أن تعطيني فاصل النهاية ، سأخرج من هذا الباب لمنزل أهلي حتي أستعيد نفسي و نتحدث بعدها ، سآخذ كل الوقت الذي أحتاجه للتعافي و لو فكرت في منعي سأخلعك و لن تراني مجدداً ، كفاك يكفي هذا يكفي ، إبحث عن أي شيء منك باقِ و أوقف تلك المهزلة "
لينظر عميقاً لمحياها و تعابير الغضب الهادر تخفت تلقائياً و يحل محلها إنهاك لقد استنفذ نفسه و روحه بتلك الفترة كان يحترق و يحرقها معه لأجل ماذا لا يعلم تحديداً ؟ يأبي تركها و يعلم أنه علي وشك خسارتها للأبد لو لم يتركها في هذه اللحظة بإرادته ليجيبها و هو يشيح عيناه بعيداً
" جهزي ملابسكِ سأوصلكِ لمنزل أهلكِ ، أرجوكِ لا تعترضي أريد فقط دقائق معكِ بعيداً عن هنا ، أرجوكِ أنا متعب و أعتذر "
كان الأمر أضخم من مجرد اعتذار باهت كلاهما يعلم ذلك و كلاهما كان منهكاً للمواجهة فغيرت ملابسها و جهزت حقيبتها بكل أغراضها تقريباً و مضت أمامه في صمت حتي وصلا و رائحتها عالقة بسيارته تعذبه صافعة إياه بمدي حماقته و أنه علي وشك خسارة حب حياته بغباء لا ينافسه فيه أحد ، لقد استكثرها علي نفسه حسد نفسه عليه و أوهمها أنها لا تحبه كفاية ، ليته جن فعلياً علها تعذره لكن عقله موجود و يسترجع كل ما حدث بينهما منذ اللحظة الأولي و يجلده بالذنب .
*********
" يوسف أرجوك لا يصح أن تتواجد هنا و أنا بمفردي ، أرجوك يا يوسف ، لو آتي معتصم في أي لحظة ستكون مجزرة ، أرجوك لننزل للأسفل و يمكننا الحديث هناك "
ليبتسم بتهكم مستفز
" يغار أم يشك ؟ ألا يعلم الشيخ المحترم من أي بالوعة قاذورات آتت زوجته ؟ أم تراني لست المغفل الوحيد هناك من يفوقني غباءً !"
لترتعد من كم الاحتقار النابض بعيون لطالما أغرقتها بالدفء و التفهم و العشق ، تعلم كم كان يحبها فأخذت تفتش داخل عيناه عن بقايا ذلك الهيام القديم عله يشجعها قليلاً و يهديء من فزعها لكن هيهات كان الاحتقار الجم يغلف كل شيء حرفياً .
لترد بثبات أجادته مع الأيام فما مرت به لم يكن يوماً هيناً ، لم تكن الدنيا طيعة بين يديها أبداً
" كما كنت أحترمك و أنا زوجتك ، فأنا أحترمه كوني زوجته حالياً ، لنتحدث خارجاً أرجوك "
ليطالعها و الإحتقار مازال يفوح من ملامحه بينما شعور بسيط بالشفقة يداهمه رفقاً بالألم العظيم الكامن بعيناها
" كيف طاوعكِ قلبكِ الدنيء ذاك علي فعل هذا بي و بطفلك ؟ بل كيف أغفلت أنا عن ذلك الطبع القذر و نية الغدر بثنايا روحك ؟ كيف لم أدرك أي حقيرة أنتِ ؟ بعد أن ضحيت بكرامتي و كبريائي و حتي أهلي لأقترن بكِ .."
لتقاطعه و هي تقاوم بضراوة حرقة الدمع بعيناها
" توقف عن إهانتي ، الله وحده يعلم أنني ما فعلت كل ذلك سوي من أجلك ...."
ليقطع جملتها مغلقاً الباب خلفه دافعاً إياها للداخل بهمجية الخذلان الذي نهش روحه كلما تذكر كيف هجرته بوقاحة
" حقاً ! من أجلي رحلتي و طلبتي طلاقاً و تزوجتي فوق انتهاء العدة بيوم بوقاحة لا تضاهيها حتي وقاحة عاهرات الطريق العام "
لتبكي شاهقة فهو لم يهينها قط بينما رقية تجبر يزن بالحمام علي ارتداء سماعات الأذن و سماع فيلماً كارتوني يعشقه و هي ترهف السمع لما يدور بين زوجها و زوجته السابقة أو الأولي لكن رغم كل الغيرة المشتعلة داخلها أشفقت عليها من غضبه و إهاناته .
" توقف بالله عليك ، أنا أرجوك يا يوسف إسمعني أولاً قليلاً فقط و بعدها أكمل إهاناتك "
ليدفعها للحائط في عنف لم يدري أنه يملكه أبداً لكنها تركته لتتزوج بعد كل ما فعله
" قبل أن أعمل ببار الفندق عملت بمكان آخر أكثر وضاعة منه لكنني لم أتعدي ذلك فأنت كنت رجلي الأول كما تعلم لكن النذل الحقير صاحب ذلك المكان النجس لعنه الله قد إحتفظ بصور لي لو كانت ظهرت و أنا علي ذمتك لكنت فُضحت و وُصمت بي للأبد و أهلك يا إلهي رأس مالكم نصفه سمعتكم النظيفة و إبني يا يوسف ، كيف كان سيحيا ! أنا تركتكم دفعاً لكل ذلك الأذي و تأذيت وحدي ، لقد كان الشيخ معتصم يريدني كزوجة ثانية منذ رأني ببار الفندق و بحث عني و توصل لذلك الحقير و أوهمه القذر أنني متاحة و لست متزوجة و هددني بك "
ليجذبها من ذراعيها يهزها هزاً عنيفاً لم تحاول مقاومته حتي كان البوح مرهقاً و مريحاً بالوقت ذاته تريد لذلك العبء أن ينتهي
" و لما لم تخبريني ؟ ألم تجديني رجلاً كفاية لأدافع عن زوجتي أم إبني ! لقد رميتي كل شيء بيننا لسنوات في الوحل و هربتي "
لتصرخ به
" أي وحل لقد تركتكما لزوجة و لا أروع تناسبك و يفخر بها إبنك كأم له ، الوحل الحقيقي هو ما عانيته أنا فمعتصم لم يسمعني لم يفهم ، لا تعرف أي عذابات تحملت منه حتي قرر السماع و التأكد من صحة زواجي منك و تهديد ذلك الحقير لي حتي سجنه و أنهي الأمر للأبد ، أنت ما الذي عانيته تحديداً هجري ؟ كنت متزوجاً بأخري و بدأت بحبها لا تنكر ذلك رأيتها بعينيك كنت حتي تشعر بالذنب ناحيتها و أنا لا ألومك أبداً ، أنا أحترم زوجي يا يوسف كما كنت أحترمك حتي لو لم تتقبل ما فعلته لكن ذلك كان السبيل الوحيد للحفاظ علي ما أنت عليه الأن ، ممتنة أنا لمعتصم رغم كل شيء فقد منحني حياة ، دعنا لا نلتقي من جديد لكن أرجوك أتوسل إليك لا تحرمني رؤية الصغير و لو يوماً في الشهر ، أرجوك يا يوسف أستحلفك بكل ما جمعنا يوماً أن لا تحرمني منه "
ليطالعها بشراسة
" لقد قررتي أن ذلك الأصلح و تركتنا معاً ، فما فائدة رؤيته الآن رقية هي أمه و ستظل ، إستمتعي بحياتكِ الجديدة بعيداً عنا "
لم تجد ليناً في نظراته فأوشكت علي تقبيل يداه ليسحبها منها بعنف و كلاهما يتجمدان بصوت باب يُفتح ...
************
بعدما أغلقت الخط مع غنوة كانت ترتجف حرفياً بتأثير ذلك الجنون المطبق فقد دفنت مع والدها كل ما يتعلق بعز الدين لكن يبدو أنها قد دفنته بعيداً في ركن قصي داخل أعمق نقطة بقلبها فتنفجر الذكريات دفعة واحدة و تجلدها لمجرد رؤيتها لرجل يشبهه
" عز الدين "
" عيناه و حبيبة روحه ، تدللي يا أميرة بماذا تأمرين؟"
لترفرف بعيناها بعيداً كعادتها عندما تخشي ما ستقوله أو تترقب رده فابتسم بترقب و هو يدرك ما هي علي وشك قوله و يحاول جاهداً كظم غيظه فرغم مرور شهور علي أحبك الأولي من بين شفتيها و تعاهدهما معاً علي عدم ذكر سليم بينهما من جديد إلا أنها مازالت تتخبط
" عدني أولاً أنك لن تغضب ، لا أتحمل جفائك و الله "
ليداعب أرنبة أنفها ببسمة مجاملة ليشجعها علي القول
" حسناً سأحاول ، قولي حبيبتي ، ما الأمر ؟"
لتعض علي شفتيها بخبث طفولي جذاب و هي تعلم كم تخرجه تلك الحركة عن كل أطواره و تُبقي فقط طور العاشق المهوس ، نعم كان مهوساً منذ رآها لأول مرة و كلما رآها من جديد مصاباً بحمي من الشوق لا يطفئها حتي اللقاء يريد أن يصهرها لتختلط بعظامه علها تروي ظمأه الطويل المضني لها ، لكن حتي ذلك الانصهار يشك في قدرته علي مداواته
" كيف تغار عليّ بتلك الطريقة المزعجة أو لنكن أكثر دقة الوحشية المرعبة المثيرة للحنق و الأعصاب ، و تقبلت لسنة كاملة انهياري بعد زواج سليم ، لقد كنت داعماً و حنوناً و متفهماً بشكل مبهر أكاد لا أصدق أنك نفس الشخص "
لتتشنج يداه تلقائياً علي ذراعيها محتدة لتؤلمها دون إرادة فعلية منه و كأن جسده يطلق رد فعل تلقائي علي ذكرها لسليم من جديد
" لأنكِ لم تكوني لي وقتها ، لم تكوني حبيبتي ، أردت دعمكِ و مساعدتكِ علي تخطي ذلك الوهم الكبير قبل أن نبدأ حكايتنا معاً "
لتتجاهل كل كلماته و ذهنها قابع عند لفظة واحدة
" الوهم الكبير "
" لم أعتقد يوماً أن ذلك الذي جمعكِ به يسمي حباً ، فأنتِ كنتِ مراهقة مدللة تهوي الروايات الغرامية مولعة بأفلام نيكولاس سباركس فكان سليم القالب المثالي لرمي مشاعركِ تلك ، لم أقتنع يوماً أن ما جمعكم كان حباً حقيقياً فهو في مطلق الأحوال رجل متزوج و أنتِ أغلي بكثير من أن تعلقي في مثل تلك الدائرة ، و تحبينني صحيح ؟"
هي لا تدرك حقاً هل منحته قلبها بالكامل أم أن جزءاً منها سيظل دوماً ملكاً لسليم ، لكنه تزوج رغم رسالتها المتوسلة تركها و تزوج تلك الحية التي تفوح منها دوماً رائحة الكراهية المقيتة ، لا تنكر أن عز الدين أول من آثار مشاعرها كامرأة كانت تشعر ناحيته بما يتخطي ذلك الحب العذري القديم ، كانت ترتجف من ذلك الشوق البارز دوماً بعيناه و ترتعش طوقاً من نظراته الطويلة لشفتيها المميزة بالحمرة القانية كلون الدم ، كان ينظر له طويلاً طويلاً برغبة عاشق مجنون ثم يجبرها علي مسح اللون تماماً بحدة محب غيور .
" أحبك أحبك كثيراً يا عز "
ليتنهد في إدراك لتأثيرها السحري عليه لم يكن يوماً شاعرياً حتي مع أمه فقد وصل لسن الرابعة و ثلاثون دون علاقة حب بالطبع مر عليه الكثير من النساء لكن ذلك الذي تملك منه منذ رآها للمرة الأولي لم يعهده من قبل أبداً ، كان مبهوراً من اندفاعه بجنون لا يجيده نحو تلك الصغيرة البائسة ، كانت تجادل شرطياً و الدموع تطفر من عيناها الساحرتين تلك في عنفوان لا يناسب الظرف و لا كونها غريبة عن البلد و لا ذلك البؤس بعيناها ، تدخل مهدئاً الموقف بحكمته و استسلمت هي لتدخله ثم رحلت دون كلمة واحدة بهدوء يناقض الزوبعة التي أثارتها منذ قليل رغم كونها مخطئة ، وقتها شعر بأنه مهتم لكن لم يتوقع كل ما جري بعدها في أقصي خيالاته جموحاً .
كانت والدته ابنة رأس عائلة عريقة من الجنوب و نابغة متفوقة لدرجة أنه تحدي كل القوانين و الأعراف و سمح لها بالدراسة خارجاً لتأتيه باكية بعد سنوات تتوسله أن يسمح لها بالزواج من زميل دراسة بتلك البلاد ، و قامت الدنيا وقتها من فرط تدللها فهم لا يزوجون بناتهم من الخارج فماذا عن ابنة زعيمهم و ذلك الأجنبي الذي لا يعرف حتي لغتهم ؟ رفضه والدها مراراً و أجبرها علي العودة لتحاول الفرار مرة و الانتحار جدياً مرة أخري ليجبر في النهاية علي الموافقة و شبه مقاطعتها بعد تمام الزفاف لم يغفر لها بسهولة انحناء هامته و غضب اخوته منه كونها كانت العروس المتوقعة لابن واحد منهم كما جرت العادة ، أُغرمت بوالده كونه الرجل الأول الذي يُسمعها غزلاً حقيقياً و يريها عجائب الدنيا بعيداً عن خشونة رجال الجنوب و كبريائهم الذكوري و ميلهم الفطري لحماية النساء ، لكنه كان مختلفاً يدعم استقلالها و رغباتها و حتي أمنياتها المجنونة و قد دعم ذلك العشق اصراره علي موافقة والدها و تحمل كل تلك التقاليد التي لم يفهمها ، لكن بمرور السنوات كان الشوق يهزها لعائلتها و ذلك الحنو و العصبة ، عكسه تماماً فقد كان قلبه و عقله يتوقان من جديد للحرية ، كانت هي أم و زوجة بالفطرة رغم حبها كانت تلتزم بجدية كونها ربة البيت و امرأة عاملة و أم بالوقت نفسه فلم يتحمل جموحه ذلك النظام و تلك القواعد و التقاليد التي كانت تحاول غرسها عميقاً بطفلهما الوحيد الذي سمته تيمناً بوالدها " عز الدين " كان الصغير مزيجاً بينهما يحمل لون عيناه الأخضر و جاذبية أمه السمراء و ذكائها و جموحه ، تحمل لأجله عشر سنوات حتي استيقظ يوماً من نومه ينظر لها بحقد يستشري فجأة داخل قلبه و كأنها يتمناها لو لم توجد قط لو كانت ذرة هواء أو جثة ، فُجع لأنه فكر هكذا بالمرأة التي ولع بها لسنوات لكنه انتهي لقد لفظها تماماً خارج قلبه و واظب علي خيانتها كأنه واجب زوجي بلا شغف ، كأنه ينتقم لكن لماذا و من ماذا ؟ لم يفهم ذلك أبداً و لم يهتم ما إن جائه ذلك الخاطر حتي أخبرها مباشرة علي الافطار بأنه ينوي الطلاق و رحل فعلياً في اليوم نفسه ! انهارت أمه لساعات ساعات فقط أنهتها بمكالمة لوالدها كالعادة تستجدي دعمه و لم يخذلها بعدما لفظها ذلك الذي باعت الدنيا من أجله ، فقد وقع في غرام " عز الدين " من اللحظة الأولي و لم ينقطع ذلك التواصل بينهما حتي الآن ، فقد واظبت علي أن يقضي الصغير كل اجازاته الدراسية هناك وسط عائلة أمه و رفقة جده و أخواله فورث طباعهم كما أثرت به بلاد أبيه ، فكان مزيجاً بين حضارتين و ثقافتين و عالمين و بعدما بلغ الثانية و العشرون مات والده مخلفاً ثروة صغيرة أوصي بها كلها له و لأمه ليبدأ بها مشروعه الأول بنهم و قد أدمن احساس الانجاز و العمل من أيام طفولته مع أخواله ، و تتابعت السنوات و عمله يكبر و يزداد نجاحاً و لا يبخل بوقته و لا دعمه لأهله لأمه فقد كان محبوباً رغم عدم صفاء نسبه لهم .
و استمرت حياته علي ذلك المنوال لسنوات عديدة رغم كل ضغوط أمه ليتزوج لكنه كان يرفض بحزم حتي ظهرت من العدم ، لم تكن أجمل امرأة رآها لكن منذ وطئت عالمه و هو لا يري في أي أنثي جمالاً سواها لا يلفت نظره و يجذب عيناه سوي ملامحها هي وحدها بكل تفاصيلها الدقيقة الصغيرة .
تقرب منها ببطء متمهل و هي اندفعت بعنفوان غريبة وحيدة في بلاد غير بلادها مطعونة في قلبها من أقرب اثنين حبيبها و أمها ، أصبحا بسرعة صاروخية صديقان حميمان مع بعض الاضافات من جهته كانت ترضيها كأنثي لكنها لم تعني لها شيئاً حقيقياً ، حتي مرت سنة كاملة كان يومها كله مرتبط به حتي أنه تعرف علي والدها و كانا يتحدثان سوياً لساعات و جابا مدن تلك البلاد كلها تقريباً معاً ، لتضعف متجاوبة مع فيض مشاعره للمرة الأولي و تتوق له كحبيب و كرجل و كرفيق لأيامها المطعمة بالوحدة و الغربة القارصة .
بعد مضي شهران علي بداية علاقتهما ألزمها بوعد قاطع ألا تذكر سليم بينهما من جديد و إلا تتحمل العواقب .
كان يفهمها بطريقة تخيفها أحياناً صحيح أنها باحت له بالكثير منذ طفولتها الأولي و حتي كوارث مراهقتها و لم تغفل موقفاً أو تفصيلاً واحداً و رغم ضعفه العارم أمامها كمراهق يقع بالحب للمرة الأولي لكنه ناضج أثقلته الحياة و إختلاف أصوله و سنوات العمل المضني بالكثير من الخبرة ليفهم جيداً حتي شرودها السريع ، لقد كشفت نفسها له بالكامل في سنة من البوح فقد رمت بنفسها في حضن دعمه لتدفع عن نفسها ألم الفقد و الفراق و الغربة ، فقد تكالب عليها فقدان الحبيب و الأهل و الأم و الوطن ، فاستسلمت بولع لاحتوائه رغم أنه فرض عليها قيوداً و احتراماً و حتي غيرة قاسية لكن بتفهم فاق كل ما مرت به يوماً كان يدرك جيداً كيف يبهجها ، كيف يستمع لبوحها المؤلم عن حبها القديم دون أن يعنفها ، ثم لم تلبث أن مالت بكل كينونتها لداخله ليحفظها عميقاً و كأنها انسحقت لتلتحم بروحه في تناغم أذهلهما معاً لكن شروداً حزين واحد من قبلها يصيبه بالجنون فبعدما نطقت أحبك ، شرودها بسليم خيانة و ليس هو بالرجل الذي يُخان أبداً .
مرت أيامهم علي نفس المنوال و هي يومياً تشعر بالأمان يزحف لروحها دافعاً كل جروح الماضي بعيداً لا تنكر إنها اعترفت بالحب تحت وطأة الحاجة الماسة لكل ما يقدمه لها لكنها مع الوقت تنصهر كلياً به و يختفي تدريجياً كل أثر علق بها من حبها لسليم .
" مليكة ، أين شردتي ؟"
لتنتبه من دوامة أفكارها و سباحتها في بحور الماضي القريب علي صوت سليم و هو يهز ذراعيها لترد علي ندائه بعد أن أنهت المكالمة مع غنوة
" كنت أتحدث مع غنوة و شردت قليلاً ، ما الأمر ؟"
ليرد متأملاً عيناها كم كان يشتاقهم في سنوات غربتها
" سأبدأ بالشوي فالجميع جائعون ، أردت فقط أن أعطيكِ هدية فهناك ست سنوات ضائعة بيننا لم أحتفل فيهم بعيد ميلادك "
يا الله لما يرميها هناك فجأة لذكرياتها مع عز الدين التي اعتقدت بغباء أنها تقدر علي محوها و محوه تماماً بعيداً و كأن ذلك الخيال الذي رأته و توقعته هو قد ظهر فقط ليسخر منها بأنه قادرة علي النسيان .
قبل سنتين تقريباً بعيد ميلادها
" أين سنحتفل ؟ "
ليتأملها بحيويتها المبهجة تلك و فستانها الأنثوي و عيناها المشعتان تبدو سعيدة ، مازال هناك شيء بسيط ينقص الكمال الذي ينشده بينهما لكنها سعيدة و متحمسة من جديد و هذا يكفيه
" تدللي يا أميرة ، ماذا تتمنين ؟"
لتبتسم بزهو كلما أخبرها بجملته تلك و تأمره ببهاء و عيناها تشعان بكل ما تتمني
" لنسهر حتي الصباح نرقص و نثمل و تطفيء لي الشموع علي ضوء القمر بالشاطيء "
لتتجهم ملامحه قليلاً ثم لم تلبث أن لانت أمام النظرة القلقة بعيناها
" مليكة أنتِ لا تشربين ! المرة الوحيدة الذي قادكِ عقلكِ فيها لهذا العبث رفقة صديقاتكِ كدتِ تتعرضين لما لا يُحمد عقباه لولا وجودي صدفة بالمكان ، لو كنا نعرف بعضنا حينها و لو حتي كأصدقاء لكنت أفقتكِ علي وابل من الصفعات علكِ تدركين فداحة الأمر ، أنا لا أتحمل أن لا أنفذ لكِ أمراً ، لكن تعقلي فأنتِ تعرفين حدودي و عواقب تخطيها "
لترفرف بعيناها اللتان سحرتاه دوماً
" حسناً لا أقصد كل هذا اليوم عيد ميلادي و أحبه دوماً مختلفاً و أنت لم تجهز شيئاً ففكرت بالقليل من الجموح"
ليضم رأسها العنيد مقرباً إياه من جبهته و كأنهما يتحديان بعضهما في مبارزة دماغية
" حسناً سأختار المكان لنذهب "
بعد دقائق وجدت حفلة الشاطيء التي تمنتها رفقة أصدقائها حتي والدها كان موجوداً فبدت راضية و ممتنة و سعيدة ، يرتوي بسعادتها تلك تنعشه تخبره بطريقتها أنه يوماً ما سيمحي كل أثر لغيره مس قلبها يوماً و ستكون بكامل عنفوانها و أنوثتها و ذلك السحر المشع من حولها كلها له وحده .
كانت ترقص بانبهار من الأجواء حتي وضعت لحناً شرقياً خاصاً و استعدت لتمارس فعلها الأحب و قمة هرم أنوثتها كامرأة تشعر أن العالم كله تحت قدميها و هي ترقص ، كانت نظرات والدها رافضة لكنه لم يتقدم حتي لا يحرجها ليسحبها عز الدين سريعاً مشيراً بعيناه الحازمة ليغيروا الموسيقي و هو يجذبها برفق أمام العيون الفضولية راسماً بسمة باردة لم تصل حتي لشفتيه و ما لبث أن ابتعدا عن الجميع حتي أمسك معصمها يهدر فيها بتلك الخشونة التي تصدمها ممن يجيد تدليلها كبطلات الحكايا الخرافية
" يبدو أنني دللتكِ حتي درجة الافساد ، هل فعلياً فكرتي أنني سأتقبل أن تقدمي عرضاً راقصاً ! ماذا ترين في تحديداً ؟ "
لتجيبه بحدة و قد خنقتها للمرة الأولي أفكاره و اعتراضاته و الامتلاكية المزعجة التي تفوح من عيناه و تنتشر تلقائياً حولها مبعدة عنها حرفياً الجميع
" هل ستفسد عليّ حفلي ؟ عيد مولدي وسط أصدقائي و أحببت شيئاً شرقياً ، أحن لأصولي ما بك ؟"
ليجذبها من ذراعيها بهدوء خطر و اللمعة بعيناه تخيفها أكثر مما لو صفعها
" أنا أيضاً أحن لأصولي التي تدفعني لمعاقبتكِ بما تستحقين ، فامرأتي لا ترقص سوي لي وحدي ، لقد تقبلت الكثير كونكِ معتزة بيوم مولدكِ يا أميرة حتي فستانكِ المستفز هذا لم أرد أن أجعل ليلتكِ باكية بسببه ، لكن يبدو أنكِ لم تدركي مع من تتعاملين ، سأستأذن أباكِ و أعيدكِ للمنزل لأنكِ متوعكة "
كادت تبكي لأنها ستُحرم من ليلتها الآسرة فأجابت بعناد
" لكنني بخير حال لو كنت منزعجاً عد وحدك لمنزلك "
ليزمجر من جديد بنظرة حازمة متحدياً إياها أن ترفض
" ستعودين مليكة لأنكِ متوعكة "
استأذن من والدها و سلما علي والدته و خرجا و العبرات تكاد تفيض من عيناها لتواجهه شبه باكية
" أمك تكرهني لا تطيقني حولك "
دموعها تجلده لا يطيق رفضاً لطلب لها فما باله بالقسوة عليها تمزق قلبه لكن عقله لا ينفك يرسل له إشارات أن جموحها دوماً بحاجة لتقويمه خاصة مع كل ما مر بها بالوطن .
" أمي لا تكرهكِ هي تكره تأثري الكبير بكِ و أعتقد أن العرض المثير التي كنتِ تنوين تقديمه قد أسهم في دعم وجهة نظرها فهي تعلم جيداً كيف كنت سأتصرف مع امرأة تنتمي لي لو قررت امتاع الحاضرين بمدي روعة اهتزاز جسدها "
لتصرخ مدافعة عن نفسها
" ما تلك البذاءة التي تتفوه بها عني ، هل جننت ؟"
ليوقف السيارة فجأة محدثاً صريراً عالياً
" تلك البذاءة هي ما سيفكر فيه أي رجل سيتأمل رقصك الفاضح ذاك ، إياكِ ثم إياكِ أن ترفعي صوتكِ مرة أخري ، دلالي لكِ و حتي ضعفي أمامكِ كما تقول أمي سينتهي فور أي بادرة عدم إحترام منكِ ، أتظنينني لم أكن قادراً علي سحبكِ من شعركِ أمام أصدقائكِ جميعاً و لن يعترضني أحداً و إعطائكِ العقاب الذي تستحقين ، لكنني أحرص علي أن لا تهتز صورتكِ حتي بنظرة تأنيب مني أمام أحد ، لكن إحترامي خط أحمر مليكة ، سأتركِ تفكري في أفعالكِ لفترة و بعدها نتحدث "
لم ترد و هو لم يزد أنزلها أمام منزلها دون حتي نظرة وداع و هي تزم شفتيها بغضب تكبت به دموعها فهي أدمنت تدليله و سرعة استجابته لأكثر طلباتها جنوناً لم تعتد تلك الحدة و الجفاء ، لم يتركها يوماً واحداً بعيداً عنه كان لابد أن يلتقيا فكان سفره في رحلة عمل تستغرق أيام كفيل باثارة جنونها لكنه يحرص علي أن يرسل لها هدية يومياً و هو بعيد فتقضي اليوم تخمنها معه في لعبة تسليها و ترضي طبيعتها المدللة .
مرت ثلاثة أيام و هو حتي لم يتصل مرة واحدة و لم يرد علي إتصالها اليتيم
" ألن تذهبي للجامعة حبيبتي اليوم أيضاً ؟"
لترد بوجوم و جفنها متورم من بكاء الافتقاد و الجفاء الذي أغرقها فيه عن عمد
" مازلت متعبة أبي و ليس لدي محاضرات مهمة "
ليحاول فتح حديث معها من جديد عما حدث بينهما
" ماذا حدث بينك و بين عز الدين ؟ لقد تحدثت إليه فلم يجبني سوي بلا شيء فقط جدالاً بسيطاً ، لكن حالك يوحي بالعكس "
لتندفع لحضنه و الدموع تقطر من عيناها الجميلتان
" يعاملني بمنتهي الجفاء و أنا لم أعتد منه ذلك أبداً كان لا يصبر يوماً دون أن يراني ، كيف يطيق فعل هذا بي ؟"
ليجيبها والدها دون ترتيب و بنبرة شبه ضاحكة
" ليس هيناً أبداً عز الدين فقد دللكِ حد الإدمان ليفرض شروطه وقتما يريد ، لم تنهاري هكذا أبداً حتي عندما كان يخاصمكِ سليم "
ليتصلب جسدها فجأة و تلك المقارنة تُقعد في وجهها و أماما عيناها و من والدها
" ماذا تقول يا أبي ؟ ما دخل سليم ! أبي لا تفعل بالله عليك سليم رجل متزوج و أنا و عز الدين مجرد أصدقاء مقربون "
ليمازحها مداعباً أنفها
" حسناً عز الدين لم يعاملني يوماً كوالد صديقته بل كعمه و أنا لم أكن لأسمح بكل ذلك القرب لو لم يوضح الرجل نواياه من البداية ، لقد طلب مني فرصة معكِ بعد شهرين من معرفتكما ببعضكما ، صدقيني عز الدين رجل جيد و للغاية لكنه رجل و ليس مراهقاً سيتقبل إفراطك في التدلل دون حساب "
لتغضب من جديد
" أنا لم أوافق علي أي طلب زواج و ما يجمعنا لم يرتقي بعد لفكرة الزواج ، أنا صغيرة أصلاً علي الزواج ، لا أريد يا أبي "
ليغيظها من جديد
" حسناً يا حبيبة أباكي يبدو أنه غاضب لدرجة مقاطعتك يمكنكِ أن لا تحاديثه أبداً و تنتهي تلك المعضلة و كأنه لم يوجد قط فمن وجهة نظري مدام أوصلته لتلك الدرجة بعد ذلك الدلال الذي كنت أجده أنا شخصياً مائعاً و كثيراً حتي لو قورن بتدليلي لكِ فهو لن يتنازل حتي تبذلي الكثير و أنتِ لا إستعداد لديكِ لهذا ، و إنتهت القصة و عودي لجامعتكِ غداً فلا شيء يستحق فهو مجرد صديق أليس كذلك ؟"
خرج و تركها تواجه حقيقة أن يختفي عز الدين مع كل ما يمثله لها لقد عوضها عن الكثير لكن ذلك الجزء الغبي بداخلها مازال يشعر أنها تنتمي لسليم !
لم تستطع الصمود أكثر فردت بعصبية شديدة
" أجل مجرد صديق و ليضرب رأسه في أكبر حائط بمنزل أمه "
مر يومان آخران و لم تعد تحتمل ، كيف تمكن ذلك الوغد من أن يجعل الخواء يحيط بحياتها في غيابه ؟ هجرت حتي الكتب و كلما قرأت صفحة تعيدها لأن ذهنها سابح هناك بعيداً عنها يفكر في نبرته الحانية كلما ردد " تدللي يا أميرة بماذا تأمرين ؟"
لم تتمكن من الصمود أكثر فعادت للمنزل باكية تتوسل والدها ليحادثها و هي واثقة من استجابته فلطالما تبادل مع والدها احتراماً مبالغاً فيه من قبلهم معاً أغاظها أحياناً كثيرة لتواطئهما معاً أو تحدثهما لساعات بشئون العالم دون أن تكون هي محط اهتمامهم الأول
" يبدو أنني كنت محقاً و عز الدين لديه تأثير أكثر مما نعتقد ، ألا توافقيني ؟"
لتمسح دمعاتها و عيناها تفيضان بالعتب
" يبدو أنك تحبه أكثر مني ، لقد خسرت مكانتي لديك أليس كذلك ؟ ذاك المتملق جذبك "
ليضحك بقوة
" أعتقد ذلك دعينا لا نحادثه أبداً و نكتفي بصحبة بعضنا كما فعلنا دوماً "
لتبكي من جديد
" توقف عن إذلالي يا أبي بالله عليك ، لا تخبره أنني من طلب منك ذلك أبداً ، قل فقط أنك تريد أن تفهم ما جري بيننا و أنني حزينة قليلاً و لا تخبره أنني أبكي ، إياك أبي لن أسامحك و الله "
لتعدل هندامها و تنظر لهاتف والدها باهتمام
" و لتفتح مكبر الصوت "
ليستجيب والدها لكل رغباتها كالعادة لطالما قدر وجود عز الدين بحياتها خاصة بعد زواج سليم الذي أدرك كم سيجرحها لكن تفاجأ من كل ذلك النضج الذي مرت به ليجدها بعد سنة و نصف متعلقة به بتلك الطريقة التي لم يشاهدها بها من قبل أن تبكي غيابه !
" أهلاً حبيبي ، لا تقلق لا شيء مهم لنتناول فقط قهوتنا بالمنزل معاً و تخبرني ما الذي يحدث بينكما ؟"
ليرد فجأة بعدما وعده بالمجيء مساءً
" مليكة ستعدين أنتِ قهوتي ، إبحثي عن طريقة لتجيديها فأنا لن أسامحكِ لو لم أستمتع بها "
لتشهق و هي تكتم لعنات و مسبات و والدها يضحك مودعاً إياه من بين صخب ضحكاته
" ما هذا فعلياً يا أبي كيف تشاركه السخرية مني بتلك الطريقة ؟ لما لم تخبره بغضب أنني لا أستمع للمكالمة "
ليطرق للحظات
" تريدين مني الكذب و كذب واضح يا مليكة "
لترد في خجل
" حسناً أسفة يبدو أنني تماديت ، لا تغضب أرجوك "
ليبتسم مقبلاً إياها
" لا أتحمل الغضب منكِ يا صغيرة ، مليكة ألن تردي علي والدتكِ لقد إنفصلت عني أنا لكنها ستظل والدتكِ للأبد "
لتجيبه و الغضب الأهوج يحتلها من جديد
" لا يا أبي و لا تحزنني أكثر من فضلك ذلك الموضوع يحفز كل طباعي السيئة و أنا تعبت في الأيام الفائتة أريد قليلاً من السلام أرجوك "
ليومأ برأسه متفهماً و هي تركض لغرفتها تجهز فستاناً خلاباً يليق بأيام من البعد
دخل بعد أن سلم علي والدها بحميمة ليبادره بصوت شبه هامس
" مؤكد تختبيء بمكان ما تستمع لحديثنا "
ليضحك والدها مجيباً بنفس الهمس
" أنا لا أعرف أين تحديداً لكنها مؤكد تحاول لقد أحزنتها بشدة "
ليتنهد مردداً
" الله وحده يعلم أنني لا أطيق حتي أن تعبس عيناها لقد أحببت إبنتك منذ رأيتها لأول مرة و لا أتحمل أن أكبلها بغضبي و هي لا تتواني عن إشعاله فكان يجب أن تحس و لو قليلاً بأنني لن أدلل فقط ! و أنها مجبرة علي احترامي كما أحترمها ، كنت غاضباً لدرجة أنني أردت إيذائها و أنا لا أحب حتي رفع صوتي عليها "
لتقاطعهم فجأة مقتحمة الغرفة بغضب لاحساسها أنها مهملة لم يناديها أحد و لم تستطع سماع أي كلمة من حوارهم
" كيف حالك سيد عز الدين ؟ يبدو أنك كنت مشغولاً للغاية لدرجة أنك لم تلحظ إتصالي "
ليجيبها متسلياً بوقفتها الغاضبة متأملاً ذلك الفستان الأخضر الغامق الذي يتماشي مع لون شعرها و عيناها و ينساب بنعومته الشديدة علي ثنايا جسدها المنحوت ذاك الذي يثير فيه كل مشاعر الغيرة البدائية التي يبدو أنه ورثها من نصفه القبلي
" لم أكن مشغولاً جداً بل اخترت بكامل إرادتي تجاهله "
لتصرخ من فرط غضبها
" أيها الفظ عديم الشعور ال..."
ليردعها والدها بحدة عن مزيداً من السب بينما ملامح عز الدين إتخذت قناع الحدة من جديد
" توقفي ! هل جننتِ ؟ الرجل ببيتكِ "
لتطالع عز الدين برهبة تخاف جفائه من جديد و تخاف غضبه ذاك الذي يحذرها منه دوماً و لم تجربه قط لكنها مشتاقة و بشدة لدلاله و اهتمامه و وجوده و بحة صوته و هو يتمني لها أحلاماً سعيدة يتخللها هو كما يصر دوماً
" من فضلك سيدي هل يمكننا التحدث وحدنا قليلاً من الوقت رجاء "
ليخرج والدها و هي واقفة لا تدري ما الخطوة التالية
" اعتذري أولاً لنتحدث "
لتبهت من أمره الهاديء ذاك و كأنه يتخيل أنها ستقبل سطوته
" لن أفعل "
ليمسك هاتفه بهدوء و يهم بالخروج
" حسناً لن نتحدث حتي تفعلي ، عمتِ مساء أوصلي تحيتي لوالدكِ "
لتدمع عيناها فجأة و هي تشعر بالمزيد من الخواء كيف أصبح يمثل لها الحياة هكذا و هي لم تشعر لكنها لا تحبه لم تستطع الاعتراف لنفسها لحظتها لكن جفائه يفرغها من الشغف من الحياة أو حتي رغبة البقاء ، أمسكت بيداه سريعاً و هي تتمتم
" لا ترحل عز ، أنا أسفة لم أقصد "
ليجلس ببرود و قلبه يدمي لاجباره اياها علي الاعتذار و تلك العبرات التي تتلألأ بعيناها الجميلتان
" لا تبكي يا مخادعة و أنتِ تعلمين جيداً أنني لن أتحمل أبداً ، لن يرتفع صوتكِ مرة أخري و ستتوقفي عن السب نهائياً لقد إنحدر مستوي حواركِ مؤخراً ، لن ترتدي هذا الفستان من جديد إلا ببيتي و ذلك العرض الذي قاطعته يوم ميلادكِ لو تكرر مجدداً أو حتي فكرتي به بينكِ و بين نفسكِ سترين وجهي الآخر الذي أكرهه أنا شخصياً يا مليكة و شعركِ ؟"
لتتنهد محاولة كبت اعتراضاتها و حنقها الفطري من الأوامر خاصة منه
" ما به شعري ! ألن يسلم هو أيضاً منك !"
ليبتسم في هدوء
" غطيه ، أقصد فكري في الأمر أصبحتِ كبيرة كفاية لمثل هذا القرار فكري فيه و اقرأي كثيراً و حاولي أن تكون خطوة تقربكِ أكثر لله و تجعلني فخوراً ، لا أحب الضغط بذلك الموضوع تحديداً أحب أن تكون علاقتكِ بالله خاصة و نابعة من داخلكِ فقط ، لكن لي كل الحق في تغيير طريقة ملابسكِ لأنها باتت سخيفة و كفاكِ عليكِ الانتهاء منها "
لتعبس أكثر و كأنه يذلها بأوامره لإدراكه كم تمقت جفائه
" هل من أوامر أخري ؟ هل آتي لتنظيف منزلك ، أم أفتح لك باب السيارة ؟"
ليداعب جبهتها في حميمية
" لا عشت و لا كنت ، أنا فقط أوضح نقاطاً تقينا معاً شر الجفاء فأنا إشتقتِ بشدة يا أميرة ، تدللي ماذا تطلبين تعويضاً عن حفلكِ الضائع ؟"
ليجذبها بعيداً عن شرودها بكل تلك التفاصيل من الماضي التي مرت في سرعة كشريط هزة سليم لكتفها
" مليكة أين شردتي ؟ أكلمكِ منذ دقائق و أنت صامتة ؟"
لتجيب في وداعة لا تظهر ما يحتدم بداخلها المتوهج
" تذكرت أبي رحمه الله ، عذراً ماذا كنت تقول ؟ "
ليجيبها في تأمل دقيق لمحياها الذي ملأ أحلامه ليالِ طويلة منذ غدت مراهقة تثير جنونه بمشاغباتها حتي كبرت امرأة ناضجة تسلب لبه لكنها في كل أطوارها مدللة و يليق بها .
" أحضرت لكِ فستاناً صيفياً يشبه كثيراً تلك الفساتين التي كنتِ تدمنينها قديماً لكنه مناسب نوعاً ما لحجابكِ كما أخبرتني البائعة "
لتضحك مبتهجة لطالما عشقت الهدايا و أدمنتها و تحتاجها حالياً بشدة فقرع الماضي في ربوع عقلها أخافها
" شكراً سليم ، لا تعلم كم يعني هذا لي ، سأرتديه مساء"
قد ذهلت من روعته رغم أن لونه تقليدي بنقشة النمر تترواح بين الاسود و البني فيناسبان لون شعرها الذي استطال حتي وجدت نفسها تحت إغراء النزول متباهية به فقد ارتدت الحجاب و خلعته من قبل لكنها لن تفعل هذا من جديد هي فقط تريد لتلك الليلة أن تكون خاصة و مميزة و أنيقة تعيد لروحها الضوء ، خلعت ذلك السلسال التي كانت تتجاهل وجوده منذ عادت للوطن لا هي قادرة علي خلعه و لا تحاول التفكير و لا تذكر ذلك الرجل الذي ألبسها إياه .
نزلت متألقة بزينتها البسيطة و شعرها الطويل و حذائها الصيفي يعلوه خلخال لا يبدو أنه مناسب لهيئتها الحضارية فيضفي عليها مسحة من جموح تحبها بنفسها .
" ألستِ محجبة يا ست الحسن و الجمال ؟ ما هذا ؟"
لتعبس في دلال
" لا تكن فظاً سليم لا أحد هنا غيرك أنت و أحمد و تعرفان شعري أكثر من الجميع فلطالما عاني منكما ، فدعني الليلة دون مواعظ ، امتدح جمالي "
لتجحظ عيناه و يفقد السيطرة علي نفسه دون وعي و هو يراها بشعرها ذاك تجلس مجاورة لذلك الأحمق و تضحك من أعماقها و تتلمس ذراعه من فينة لأخري بعد دقائق من نزولها تفقدت هاتفها صدفة لتجد رسالة من رقم محجوب لا تعرفه فتتحفز حواسها كلها تلقائياً و تنكمش علي ذاتها
" غطي شعركِ هذا لئلا أعلقكِ منه علي باب منزلكم ، كفاكِ أخطاءً فحسابكِ ضخم بالفعل و لن تتحملي ثمنه ، إعتدلي و إلا سآتي و ليشتعل العالم بعدها لا يهمني ، غطيه و إجلسي بعيداً و يدك تلك التي سأقطعها هذبيها و احتفظي بها بجانبكِ "
لترتعد تماماً فكل مخاوفها تتواجه الآن معها و أمامها .

قراءة ممتعة للجميع و بانتظار أرائكم لأني محبطة جداً من تفاعلكم بصراحة


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 06-03-21, 11:55 PM   #64

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

بعتذر جداً عن التأخير الفصل خلال يومين بإذن الله ❤

nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 09-03-21, 12:18 AM   #65

houda4

? العضوٌ??? » 389949
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » houda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل لا تطيلي من فضلك

houda4 غير متواجد حالياً  
قديم 09-03-21, 04:17 AM   #66

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي

حمدالله عسلامتك.. بانتظارك ♥️

شوشو العالم غير متواجد حالياً  
قديم 11-03-21, 02:56 PM   #67

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم مشاهدة المشاركة
حمدالله عسلامتك.. بانتظارك ♥
هيخلص بليل ان شاء الله .. بس عندي فضول لرأيك في اخر فصلين ❤


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 11-03-21, 02:57 PM   #68

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة houda4 مشاهدة المشاركة
بانتظار الفصل لا تطيلي من فضلك
الله يسلمك حاضر ❤


nada diab غير متواجد حالياً  
قديم 13-03-21, 02:30 AM   #69

سوزان سول

? العضوٌ??? » 485482
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » سوزان سول is on a distinguished road
افتراضي

سامحيني بس الواحد ببطل عنده شغف المتابعه للقصه بسبب عدم الالتزام بالمواعيد

سوزان سول غير متواجد حالياً  
قديم 13-03-21, 04:23 AM   #70

nada diab
 
الصورة الرمزية nada diab

? العضوٌ??? » 102646
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » nada diab is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان سول مشاهدة المشاركة
سامحيني بس الواحد ببطل عنده شغف المتابعه للقصه بسبب عدم الالتزام بالمواعيد
أنا بعتذر جداً عندك حق .. بس كمان مش بلاقي أي تفاعل و أراء فبكتب الفصل و أنا محبطة و مكسلة .. الفصل هينزل حالاً و بعتذر للمرة التانية و هستني رأيك ❤❤


nada diab غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حكاية عشق غيرة إنتماء عائلة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.