آخر 10 مشاركات
قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-20, 07:49 PM   #1

ذكرى Thekra

? العضوٌ??? » 459444
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 35
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » ذكرى Thekra is on a distinguished road
افتراضي قبل الكِبَر


قبل الكِبَر

بعد حصةِ الوطنية، عدتُ لأمارس أعمالي الخاصة في المنزل قبل أن يأخذني أبي إلى مصانع الفحم؛ أعمل معه.
فتحتُ باب الفناء الخشبي ودخلت، جريتُ بأسرعِ ما يمكنني في الفناء الخارجي لأقفز الدرجات الثلاث قبل باب المنزل؛ حيثُ أحصلُ على شعورٍ لا يوصف من السعادة؛ بتطاير خصلات شعري الناعم كاملة في الهواء البارد، والانتعاش اللذيذ الذي استقيه من الجري والقفز على أجواء ما بعد الظهيرة الغائمة سحبها. إن ما يجعلني في سعادةٍ لا مثيل لها هي تلك الساعات التي اتلذذ بمُضِيها مستمتعة، الساعة السادسة صباحًا- حيث يستغرقُ وصولي المدرسة ساعة - وأنا أسيرُ ببطء منتشية روحي بضباب الندى الأبيض الكثيف الذي أرى قطراته المائية فقط على شجارة الصبّار قربَ مدرستي، وفي الساعة السابعة أيضًا عندما نصطفُ جميعًا في الساحة نستلمُ الوجبة ونردد إتقانٌ إتقان.. في عملي، في درسي..)، وكذا الساعةُ الثامنة حين نكون أكملنا للتو حصة الروحانية بتلاوة القرآن؛ لنتنفس الرضا منذُ الصباح، والساعة التاسعة حين ندرسُ الكثيرَ من المواد، والعاشرة ،والحادية عشرة ...وكلها ساعاتٌ عذبة ياللروعة! أعتقدُ أنني الوحيدة في المدرسة البعيدة التي أحبُ ساعات المدرسة؛ ربما لأني أعرف أن غيري الكثير من أبناء قريتي لم يحصلوا على فرصة تعليمٍ مثلي.
أما الساعة الثانيةَ عشرة، فأمضيها خلال المشي في عدة أشياء، في رسم طويق العودة؛ مُحَاوِلَةً تطبيق درس الجغرافيا، وحينَ تزداد حرارةُ الشمس شدّة، أفكر في درسِ الطقسِ إن كان حقيقة أم لا عن منطقتي، وما إن أرى المنزل أعرفُ أن الساعة قاربت الواحدة حيث تكون الأجواء قد أثبتت صحة درس الطقس وأمطرت بغزارة.
طرقتُ الباب مكتئبة، وجدتُ أمي في انتظاري حالًا، تقف أمامي بعد أن فتحتهُ لي، ما إن تعديتُ العتبة مطئطئة رأسي، وتغطي غرّتي عيناي، أضمُ كفاي ببعضهما وافركهما؛ وأنا أنتظر قائمة الأعمالِ تصبُّ على رأسي : من فَرْكِ أرضية دورة المياة الحجرية، والقدور الملونة بالصدأ الأسود وكأنه ليس كفاية عليَّ فحم أبي الذي يأخذ مني ساعات ما بعد العصر دون دراسة للامتحانات.
- أمي.. أريدُ اليوم أن أدرسَ لامتحان الرياضيات جيدًا فقد وصلتُ الصف السادس وازداد صعوبة.
تكلمتُ بترقب.
- لا تتعذري! لقد طلبكِ أباكِ حتى تعودي من المدرسةِ إليه عند مناجم الفحم، كما أنني أعرف ذكائكِ في الرياضيّات وإن لم تدرسي يا صغيرة.
كان رد أمي متحلطمًا وأثبتت ذلك يدها الموضوعة على خصرها.
- مناجم الفحم؟ .سألتُ مستفهمة.
- أجل.
- ولكنّي دومًا أساعده في المصنع رأسًا، فَلِمَ سأذهبُ والمنجم خطير، أمي؟!
غَضِبتْ أمي ونهرتني بصرخةً أفزعت قلبي :
- أُغربي عن وجهي! أ ليس كفاية أنكِ لن تقومي بمهامكِ في المنزل، ولكن لا تفرحي فربما قد تعودين قبل العصر وتقومين بها، والآن ضعي الحقيبة واركضي.
خلعتُ الحقيبة من كتفيَّ بهدوء، أرجعتُ شعري إلى الخلف وأنا أنظر إلى تنورتي الخضراء كيف اتسخت بالتراب، نفضتُ التنورة بيدي اليمنى وفتحتُ المزلاج باليسرى خارجة بسرعة.
***
- رنا، خذي الفحمة هذه وانقليها إلى سعيد.
- رنا، حرّكي العربة بسرعة، واحملي البقية إلى أماكنها.
- ليس هناك يا صغيرة، قرّبيها نحو الشاحنة حتى ينقُلها العزّ رأسًا.
حركتُ العربة بهدوء نحو اليمين، حتى أعودُ إلى العزّ ، أتجنبُ السقوط في الحفر؛ فكل حفرة أعمق من أختها ولن يحصل لي خيرًا، ولا يهم إن وصلت الطرف الأخر متأخرة؛ فالعزُ ليس كالعم جهاد والعم سعيد شديدا الغضب والصراخ الناري.
ناديتُ العزّ بهدوء حين وصلتُ قربَ الشاحنة والعقدة تملأ ما بين حاجبيّ ضيقًا من الرطوبة والشمس الخانقة وكأن السماء لم تمطر، أو حتى كانت موجودة بضع سحابات : عزّ، يا عزّ، خذ العربة هيّا.
لم أسمع جوابًا، حاولتُ أن أره، لكن دفة الباب المفتوحة منعتني؛ فصرختُ غاضبة :
- عزّ!
- عزّ، هيّا أرجوك خذها بسرعة، ألا تسمع العم جهاد يناديني غاضبًا يريد العربة، قسمًا سيضربني.
حين خرج العزّ مبتسمًا، اختنقتُ ببكائي مقاومة للدموع وأنا ألملم خصلات غرّتي الرطبة بضيق، وأمسح حبات العرق المتصفّدة فوق جبيني.
- رنا! يا فتاة! عودي بسرعة لقد تفحّم سعيد بانتظاركِ.
كان صراخ العم جهاد الغاضب يضربُ طبلة أذُني رغم بعد المسافة. هرعتُ نحو العربة، أبعِدُ يدا العزّ من مقبضيها وأقودها بسرعة شديدة، قبل أن يصبح الجميع مشاركًا مع العم جهاد في جوقة الصراخ.
***
يمسكُ أبي يدي بكفِ يده الصلبة، لقد وصل لون الفحم حتى مرفقي ولوّن كامل بلوزتي، وأعرفُ أن لون صدأ القدور لازال في انتظاري، وضاع اختبار الرياضيات هباءًا منثورا، وإنّي لأزداد خوفًا من أن يأمرني أبي بمسح خشب الفناء الداخلي.
وقفنا فوق الدرجة الأخيرة، يطرقُ أبي الباب ببراجمِ يده اليمنى، جعلتني ضخامته ملتصقة بالسلم الخشبي حتى سألتْ أمي حال ظهورها خلف الباب : أين رنا؟
- تجهزي يا خيرية؛ سنذهب لزيارة أمكِ.
ما أمهر أبي في تطنيش الاسئلة حتى المهم منها، ولذا لم تسأل أمي عن سبب الزيارة ومشت بهدوء تأمرني بعد أن دخلنا حول ما عليَّ فعله لأخي الرضيع - عبدالكريم - في ظل غيابها. ولم ينسى أبي تذكيري بمسح أرضية الفناء الداخلي الخشبية.
ضممتُ رأسَ أخي بيدي اليسرى وهو مربوطٌ بطرحة أمي القماشيةّ حول صدري نائمًا، أقفُ أمام مخرج الفناء الداخلي وقد أهلكني حملُ أخي أثناء رعي الأغنام، لا تزال العصا التي كنت أهشهنَّ بها في يدي، ألعب بها بين مفرق إصبعي ؛أراوغ الحزن الذي يكتنف أضلعي من التعب، وأزمّ شفتيَّ أُقاوم الدموع رغبة في لفظ روحي من فمي، لقد أختنقتُ بتعبي وبسني الصغير وبأمومتي المبكرة لرضيعٍ ثقيل على حجم جسمي الطفولي وروحي الطفولية المنهكة.

ذكرى .


ذكرى Thekra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-20, 07:51 PM   #2

ذكرى Thekra

? العضوٌ??? » 459444
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 35
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » ذكرى Thekra is on a distinguished road
افتراضي

أتمنى عند مروركم يا قراء الأدبي وضع ما قد يفيدني من جعبتكم حول تركيبة القصة وغيرها.

ذكرى Thekra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.