آخر 10 مشاركات
96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          ثرثرة أرواح متوجعه / للمتألقه ضمني بين الأهداب ، مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كبرياء ورغبة - باربرا كارتلاند الدوائر الثلاث (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          نظرات في مقال أمطار غريبة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-20, 01:29 PM   #51

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي


مبرووك روايتك عزاء جميل بالتوفيق قرأت الاجزاء روايه رائعه
سلمت الانامل بانتظار القادم 🌼🌼🌼


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 03:40 AM   #52

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

شكرا يا نور على ذوقك ودعمك
أتمنى الرواية تعجبك للنهاية


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 12:57 PM   #53

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 28

استيقظت في ساعة متأخرة على قبلاته من جديد.. انتفضت وجلست خجلى فوق فراشها تلملم الغطاء حول جسدها المرتعد.. لماذا تشعر وكأنها المرة الأولى التي يقترب فيها منها..؟ وكأنها لم تكن تعرفه من قبل.. ألم يكن حبيبها.. أليس هو والد طفلها..؟!
ابتسم وهو يحيطها بذراعه قائلًا:
- صباح مبروك يا عروسي الجميلة.
ـ حسام.. أنا...
أسكتها بقبلة طويلة ذابت معها من جديد قبل أن يتركها بصعوبة وهو يغمغم:
- أيام قليلة تنهين فيها امتحاناتك.. بعدها لا عُذر لكِ.. لن أتركك أبدًا.. ستكونين لي جسدًا وروحًا وعقلًا.
أحنت وجهها الذي تخضب احمرارًا زاده رغبة فيها.. نهض ليبتعد عنها صائحًا:
- عليكِ مغادرة فراشك في الحال قبل أن تتبدد مقاومتي.
كل شيء تبدل الآن.. للمذاكرة مُتعة أبقى وهو يراجع معها ما استوعبته منها.. للطعام مذاق أشهى من بين شفتيه.. أنفاسه طعمت الهواء بعطر جديد.. ابتسامته شمس أشرقت في مسكنها الصغير.. بل في جنتها الصغيرة التي لا تتسع لسواهما.. كلماته حتى الساخطة منها موسيقى تدغدغ مشاعرها قبل أذنيها.. أقسى أوقاتها هي تلك التي تمضيها في تأدية الامتحان بعيدًا عن عينيه.. أين اختبأ كل هذا العشق وهي مولودة به..؟!
كان يقوم بكل الأعمال المنزلية بدلًا منها سعيدًا ليوفر ساعة من الزمن تمضيها بين ذراعيه.. ساعة يسرقانها خلسة منه.. والزمن يسامح راضيًا.
انتهت امتحاناتها أخيرًا.. يجب أن يعودا غدًا إلى القاهرة.. هل انتهى الحلم..؟ تنهدت بعمق وهي تزداد التصاقًا به وكأنها تخشى أن ينفصلا من جديد:
- لولا شوقي لرؤية أبي ونور لتمنيت أن نبقى هنا للأبد.
قبل جبهتها هامسًا:
- سوف أحجز أسبوعًا في الفندق.
- وماذا عن عملك..؟
- لم أحصل على إجازة منذ زمن طويل.. أريدك أن تري أسوان بعيني وأراها بعينيك.
- أسوان رائعة.. شريف لم يترك مكا......
تنبهت إلى نبضات قلبه التي تضاعفت فجأة تحت أذنيها فتوقفت عن إتمام جملتها.. صمت قصير ساد بينهما حتى همس:
- كيف تعرفتِ عليه؟
رفعت رأسها تتمعن في عينيه الملتهبة.. مازالت غيرته تأسرها رغم قسوتها.. تصنعت البلاهة قائلة:
- من تقصد؟
- سالي...
اتسعت ابتسامتها هامسة بصوت مدلل:
- شريف..؟
تنهد بعمق وضيق بذراعه حول رقبتها حتى تأوهت وهو يهتف ساخطًا:
- أتألم عندما انطق باسمه.. فما بالك عندما أسمعه منكِ بهذه الحميمية وأنتِ بين ذراعي أيتها الماكرة المستبدة.
غمغمت بأنفاس لاهثة:
- حسام.. كدتُ أختنق بالفعل.
- سأعفو عنكِ هذه المرة.. بشرط أن تقصي على مسامعي بالتفصيل كل لحظة جمعتكما معًا منذ رأيته أول مرة حتى تركناه عند الجامعة.
- رأيته مُصادفة في القطار بينما كنتُ أهرب منكَ وأخذني للعمل معه في عيادته ثم تقدم لخطبتي وأنا قبلت فهو........
قاطعها مُتهكمًا:
- أنا لستُ مُتعجلًا يا حبيبتي.. يمكنني أن أمضي ما تبقى من عمري وأنا استمع إليكِ ولن أمل.. أريد معرفة كل شيء بالحرف والنظرة واللمسة أيضًا.. كيف اكتشف أمر الطفل..؟ وماذا قلتِ له عني..؟ كيف صارحك برغبته في الزواج منك..؟ كيف كنتما تتنزهان معًا و...... كل شيء..؟ أنا لن أدينك ولكن الفضول يقتلني.
قصت علي مسامعه كل شيء منذ لقائها الأول بـ شريف وحتى اللحظة الأخيرة عندما رآهما معًا في سيارته عند الجامعة.. الذكرى ملأتها ألمًا.. فتحت جروحها من جديد بعد أن شفيت أخيرًا والتأمت.
كان يستمع إليها صامتًا لكن صوت ريقه الذي كان يبتلعه ويكاد يختنق به من حين لآخر.. ذراعه التي راحت تزيد من الضغط عليها وضمها إليه عند سماعه لبعض عباراتها.. جبهتها التي كاد يدميها تقبيلًا ويحرقها بأنفاسه.. كل هذا أخبرها بأنه استشعر آلآمها وتأسف لها..
صمتت واستكانت كالذبيح بين ذراعيه.
يا الله.. لماذا تحملت كل هذا من أجل الاحتفاظ بطفله؟ ما الذي دعاها لليقين بأن طفلها هذا هو طفلها الوحيد إن كانت لا تعلم بأمر الحادث الذي تعرض له ؟ هل يخبرها الآن كيف تألم هو الآخر من أجلها حتى كاد يفقد حياته؟ وهل ستصدق مهما أقسم لها صدق حبه ومشاعره تجاهها لو صارحها بأنه عقيم ولن يستطع الإنجاب مرة أخرى؟
ربما تفسر الأمر بأنه يفعل كل هذا من أجل الطفل فقط وليس من أجلها هي.. سعادته لا توصف بعودتها إليه من جديد.. ولكم يخشى أن يفقدها مرة أخرى..! كلا.. لن يضحي بها الآن.. لن يخبرها شيئًا.. فليترك الأمر للقدر الذي لطالما كان رحومًا به.. أليست لعبة القدر هي ما أعادتها إليه؟
غمغم بصوت متحشرج:
- اغفري لي يا حبيبتي.. أنا أيضًا تألمت كثيرًا بعد رحيلك.. وسوف تثبت لكِ الأيام صحة ما أقول.. أقسم لكِ بأنني سأفعل كل ما في وسعي حتى أعوضكما عما حدث.
*****
استقبلهما الصغير بوابل من القبلات والصخب.. خرج على إثرها كل من في البيت للترحيب بهما.. أسرعت دلال تحمل حقائبها.
هتف حسام :
- ضعيها في غرفتي.
شعرت بالخجل عندما تبادل الخدم نظرات وابتسامات ذات مغزى.. اتسعت ابتسامة والده وهو يربت على ظهره مُباركًا للصلح بينهما.. استأذن والده بعد فترة:
- أبي سوف نذهب لنستريح قليلًا.
هز الرجل رأسه متفهمًا.. راقبهما بابتسامة واسعة وهما يعتليان الدرج.. منذ زمن بعيد لم ير وحيده بمثل هذه السعادة.
خرج من الحمام ليجدها تجلس فوق فراشه عابسة الوجه.
- ماذا حدث؟
- ماذا تخفي عني؟
هز رأسه متسائلًا في قلق ولكنها أردفت بغضب طفولي:
- لماذا تغلق هذا الجزء من الخزانة بالمفتاح؟
تأملها طويلًا قبل أن يهمس:
- هل تريدين معرفة ما أخفيه هنا؟
- نعم.. هذا من أبسط حقوقي.
تأملته فى دهشة وهو يتجه إلى أحد اللوحات التي تزين الجدار.. أزاحها جانبًا لتظهر خزانة حديدية خلفها.. فتحها وأخرج مفتاحًا منها.. غمغمت في فضول:
- إلى هذا الحد.. وكأنكَ تخفي كنزًا.. ؟!
- نعم.. أنا أخفي كنزًا.
- أحقًا.. أسرع إذًا.. أريد أن أراه.
ما إن فتح الجزء المغلق من الخزانة حتى شهقت في نشوةٍ وحدقت فيه بعيون حالمة..كل أشيائها القديمة موجودة هنا.. حتى كتبها لم يتركها..!
مدت يدها في حنين لتمسك صندوقًا صغيرًا كانت تعرفه جيدًا.. عادت تتطلع إلى وجهه قبل أن تفتحه في تردد.. ها هي رسائل عشقهما الممزقة.. جمعها وألصقها من جديد.. التقطت إحداها.. كانت ملقاة في جانب من الصندوق وحدها.. وما إن فتحتها حتى أحنت رأسها وهمست بخجل:
- لماذا لم تمزقها؟ لماذا احتفظت بها حتى الآن؟
- كنتُ أنتظر حتى تمزقيها أنتِ؟
- كنتُ في حاجة ماسة إلى النقود يومها؟
- هذه الرسالة بقدر ما عذبتني بقدر ما منحتني الأمل في وجودك على قيد الحياة.. رغم كلماتها القاسية.. أدركتُ منها أنكِ مازلت قوية وستبدأين من جديد.. كنتُ أخشى أن تفكري في الانتحار.
- ألم تغضب لأنني أخذت نقودك؟
- بل غضبت لأنني لم أترك مبلغًا أكبر من ذاك تحت تصرفك.
- ظننتك سوف تستغل سرقتي لنقودك في البحث عني.. ظللت لفترة طويلة أموت رعبًا كلما رأيت شرطيًا يتطلع إليَ.
- لقد بحثت عنكِ أكثر مما تتخيلين.. ظللت أيامًا أراقب بوابات الجامعة.. أعطيتُ صورك لحراس الأمن هناك وطلبت منهم إبلاغي فور ظهورك.. وعندما أيقنت من عدم ذهابك إليها.. أخذت عنوان جدتك من الملف الخاص بكِ في شئون الطلبة.. وما إن وصلت هناك حتى أصابني الفزع.. كان الxxxx قد تهدم تمامًا.. لم أهدأ إلا بعد أن علمت أن صاحب الxxxx قد أخذ حُكمًا بإزالته ونفذه بالفعل قبل أن تتركي منزلي.. كدتُ أموت وأنا أتخيل أن رأسك الجميل العنيد هذا قد تهشم تحت الأنقاض.
قبل جبهتها في لوعة وأردف:
- لم أتخيل أبدًا أن تذهبي إلى أسوان.. وإن كنتُ قد تنقلت من محافظة لأخرى بحثًا عنكِ.. أسوان خاصة لم تمر بخاطري.. كانت بعيدة جدًا و........
هز رأسه وهتف بنبرة أعلى:
- ربما كان غباءً مني.. لماذا لم أفكر فيها..؟
ابتسمت قائلة:
- أنا أيضًا لم أفكر فيها.. جاء الأمر مصادفة.. لقد صعدتُ إلى أول قطار رأيته.
ضمها إليه بكلتا ذراعيه هامسًا:
- عندما فشلت في العثور عليكِ صرت أغامر بحياتي وكأنني أنتقم من نفسي لأجلك.. قبلت كل المهام التي يتحاشاها زملائي الآخرون لشدة خطورتها.. كنتُ أنا من يسعى إليها.. حذروني كثيرًا لما كنتُ أبديه من تهور بلغ حد الجنون أحيانًا وأنا أواجه الخارجين عن القانون بوجه مكشوف وبدون وضع خطة مدروسة قبل الهجوم على أوكارهم.. لكنني لم أبالِ بتحذيراتهم حتى جاء ذلك اليوم الذي كدت أن أفقد فيه حياتي.. تعرضت لحادث مميت لولا كتب الله لي عمرًا جديدًا.
- حسام حبيبي.
- حسام حبيبي.. أهذا كل ما استطعتِ قوله؟
ابتسمت وهي تحتضنه بقوة وتطبع فوق شفتيه قبلة طويلة تمتص فيها مرارة أيام مضت وتمنحه معها نسمة جديدة للحياة.
*****
- هل نقلوا سوق الملابس إلى حجرتي؟
هتف حسام بهذه العبارة مُتهكمًا عندما عاد من عمله ليجد كومة كبيرة من الملابس قد غطت فِراشه كاملًا.. ابتسمت وهي تحمل فستانًا آخر لتضعه في الخزانة:
- لا تغضب حبيبي.. سوف أرتبه لكَ حالًا.. لا أدري متى سأرتدي كل هذه الملابس؟
قبلها قائلًا:
- سترتدينها كلها يا حبي.. بل وسوف أحضر لكِ المزيد.. أريدك أن ترتدي أثوابًا من اختياري أنا.
ضحكت وهي تفرد أحد الأثواب أمام عينيه قائلة بلهجة مرِحة دون أن ترفع عينيها عن وجهه:
- ألا يروقك هذا؟
ضاقت عيناه وهو يتمعن في الثوب ثم فيها بينما أمسكت بآخر قائلة بنفس المرح:
- ولا هذا أيضًا؟
ضحك قائلًا:
- أيتها الماكرة.. ألم تدّعي بأنكِ القيتِ بها في أكياس القمامة؟
بادلته الضحك قائلة:
- وضعتها في أكياس القمامة ثم خبئتها في شرفة حجرتي.
- كان ليلًا بلا فجر أيتها المستبدة.
قالت وهي تتمسح به في دلال قطة صغيرة:
- ذوقك أجمل من أن أتخلص منه بهذه السهولة.
جذبها لصدره بقوة هامسًا:
- مجنونة أنتِ.. رغبتك في الانتقام يومها كادت تخلصك مني ومن أبي في ضربة واحدة.
أغلقت فمه بشفتيها كعادتها كلما أرادته أن يتوقف عن الحديث في شيء لا ترغبه ولكنه عاد يهمس بصوت متحشرج:
- هذا لا يكفي.. عليكِ أن تكوني أكثر كرمًا.
- حسام...
- ألقي بهذه الملابس في أكياس القمامة.
*****


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 12:58 PM   #54

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 29

شهر مضى كطيف لم تشعر به.. تبدل الحال في المنزل تمامًا.. كل ما حولها كان يرقص ويغني طربًا.. حتى الحوائط وقطع الأثاث.. النوافذ لم تعد مُغلقة كسابق عهدها بل فتحت على مصراعيها لتزيد دنيتها إشراقًا.. الورود التي زرعتها بيديها ملأت الحديقة كلها.. بل وعبرت لداخل المنزل أيضًا.. الحديقة صارت جنة.. الكل أصبح يعتني بها وكأنها له حتى الخدم.. اهتم حموها بطلاء الأثاث والجدران بألوان زاهية تتلألأ كابتسامتها كما أخبرها ضاحكًا.. ترى.. هل ستمضي أيامها كلها هكذا..؟
انقباضة غاشمة باتت تؤرقها مؤخرًا.. ماذا يحمل الغد لها..؟ لم تحاول الاتصال بـ شريف كما وعدت حسام.. وشريف أيضًا لم يحاول الاتصال بها حتى بعد أن ظهرت نتيجة الامتحانات ونجحت بتفوق.. عاصم أخبر حسام بذلك لكن شريف لم يتصل بها ولو للتهنئة.. لابد أنه عرف بأمر نجاحها لكنه فضل أن يفرح لها من بعيد.
كانت تعشق حسام حد الوله.. ولكنها تحترم شريف ولا ترضى بما آل إليه من يأس وحزن.. ليت حسام يتفهم موقفها ويقدره.. ليته يتركها تداوي أحزان شريف حتى بمكالمة هاتف قصيرة.. غيرته المَرضية تحول كل نقاش بينهما إلى جحيم.
- دكتورة سلمى تريدك يا سيدتي.
رفعت رأسها في فزع لا تدري له سببًا وهي تحدق في دلال قائلة:
- مَن..؟
- دكتورة سلمى.. تلك التي كانت ستتزوج من حسـ...
أشارت لها بالصمت وهي تنهض لمقابلة غريمتها.. تلك الانقباضة الرهيبة تجتاحها الآن بقوة عاصفة.. ما الذي تريده منها هذه الأفعى مجددًا؟
حاولت أن تتصنع الهدوء بكل السبل وهي تتقدم من غريمتها التي بادرتها قائلة:
- عجبًا.. لقد تبدلتِ بأخرى.. كدتُ لا أتعرف عليك.
- مرحبًا.
- مرحبًا بكِ يا عزيزتي.
- أرجو أن يكون الأمر خيرًا هذه المرة.
- جئتُ لأقدم النصيحة والإرشاد.
- النصيحة... لمن؟
- لكِ أيتها المسكينة البائسة.
- أنا لستُ مسكينة ولا بائسة ولا أحتاج نصائحك.. وفريها لنفسك.. بل ربما كان من الأفضل لكِ أن تأخذي النصح من الآخرين.
ضحكت سلمى قائلة:
- يبدو أنكِ صدقتِ الكذبة التي تعيشين فيها الآن.. حذار يا صغيرتي هذا ما كنتُ أخشاه.
نظرت إليها سالي صامتة.. كانت جامدة المظهر بينما أحشاؤها تلتهب وهي تحدق في تلك الأفعى التي تابعت نفث سمومها قائلة:
- هل صدقت أن حسام يحبك حقًا..؟
- إن كنتِ قد قدمتِ نصيحتك.. يمكنكِ الرحيل.
- بل يجب ان تحتفظي أنتِ بما تبقى لكِ من كرامة وترحلي من هنا.
- ظننتكِ أصبحتِ أنضج عقلًا لذا وافقتُ على مقابلتك.
- ألم تشعري بعد بأن رحلة ملله منكِ قد بدأت؟ حسام سافر أمس في مهمة سوف تستغرق أسبوعين على الأقل.. أليس كذلك؟
أشاحت سالي بوجها ولم تعلق.. كان حسام قد سافر أمس بالفعل في مهمة خاصة ولكنه لم يخبرها كم سيتغيب عنها.. تابعت الأخرى قائلة:
- حسام نفسه هو من ألح على رؤسائه للذهاب في هذه المهمة حتى يتخلص منكِ.
- ولماذا يجب عليَ أن أصدقك؟
- لا تدعي عشقك له يخدعك.. استيقظي من وهمك.. كيف أُقنعك أن حسام يتسلى بكِ قليلًا قبل أن يتركك لهذا الطبيب؟!
هل أخبرها أيضًا بأمر شريف.. كيف تجرأ على هذا..؟ عضت على شفتيها في ألم لم يخفَ عن عيني غريمتها التي ابتسمت في شماتة قبل أن تتابع بلهجة جافة:
- أنا أعشق حسام جدًا لكنني لا أسمح له بخداعي كما تفعلين أنتِ.. تدّعين التعقل بينما أنتِ حمقاء لم تتعلمي من الماضي رغم فيض الإهانات الذي تعرضتِ له.
هتفت سالي في غضب لم تستطع إخفاءه أكثر:
- حسام هذا الذي تتحدثين عن عشقك له هو زوجي.
- كم مرة يجب أن أخبرك بأنه تزوجك من أجل الطفل وليس عشقًا في شخصك.. أراد أن يمنح الشرعية لطفله ليس أكثر.
- حسنًا.. وهذه الزيجة ترضيني مهما كانت أسبابها.. لا شأن لكِ بنا.. اذهبي من حيث أتيتِ.
- لا تفرحي كثيرًا.. أيام قليلة وسوف يتخلص منكِ.. وما الذي يجبره على الزواج من ساقطة مثلك يستطيع أن يأخذ منها ما يريده بلا زواج.
- اخرجي من منزلي.. هيا لم أعد أطيق وجودك هنا.
ضحكت سلمى في برود قائلة:
- أعلم أن الحقيقة عادة ما تكون مؤلمة.. لا تنكري أن حسام متسلط عنيد.. عندما يشعر بالتحدي من شخص ما.. لا يرضى إلا أن يتركه حطامًا.. وهذا ما سوف يفعله معكِ.
زفرت سالي بضيق قبل أن تستدير لتتركها لكن الأخيرة أسرعت تقول:
- أخبرني بأنكِ كنتِ تتمنعين عنه في الفترة السابقة.. وأنه أخيرًا أخذ منكِ مأربه.. ستعودين قريبًا إلى أسوان.. من حيث أتيتِ.. إنه يحتفظ بكِ بعض الوقت حتى يتخلى عنكِ هذا الطبيب أيضًا.. يريد أن ينتقم منه ومنكِ.. حسام لا يترك ثأره أبدًا.
أغمضت سالي عينيها في ألم.. هل ما تسمعه الآن حقيقة أم كابوس..؟ كثيرًا ما راودتها هذه المخاوف منذ زواجهما.. ولكنها نجحت أخيرًا في التخلص منها.. لماذا يحكي لهذه الأفعى كل ما يحدث بينهما لو لم يكن يحبها بالفعل..؟ لماذا يبوح لها حتى بأسرار الفراش..؟
لو كانت تمثل له شيئًا ذا قيمة يستحق قليلًا من احترامه.. ما كان فعل هذا بها.. وما تعمد إهانتها أمام هذه المخلوقة البشعة.
لم يعد لديها ما تخسره.. حتى دكتور شريف يبدو أنه لفظها بالفعل.. المبررات والأعذار التي تختلقها كل يوم لعدم تهنئته لها بالنجاح حتى الآن.. كلها واهية.
عليها أن تكمل مشوارها للنهاية.. حتى يعترف حسام نفسه لها بعدم رغبته فيها.. تماسكت بصعوبة واستدارت لتواجهها قائلة:
ـ حسنًا.. لقد سمعت منكِ ما يكفي.. أنا لا أشعر بالخديعة التي تتحدثين عنها.. عندما يخبرني حبيبي وزوجي ووالد أطفالي بأنه لا يريدني.. يومها فقط سوف أصدقك.. والآن اخرجي من بيتي وحذار أن تأتي إلى هنا مرة أخرى.
تجاهلت سلمى تهديداتها وهتفت متهكمة:
- والد أطفالك.. وكأنكِ تطمعين في طفل آخر منه..!
تأملتها سالي في لامبالاة.. منذ يومين وهي تعاني من ألم شديد بمعدتها يصيبها بالتقيؤ وانعدام الشهية.. أخبرها حسام بأنه ربما يكون بسبب نوبة برد أو نزلة معوية.. كان سيأخذها للطبيب لولا سفره المفاجئ.. نعم.. سافر فجأة.. لم يكن يرتب للخلاص منها كما تحاول إيهامها هذه الحية.. لم يملها.. حسام يحبها بلا شك.
لماذا لا يكون ما تشعر به حملًا آخر..؟ طفل آخر من زوجها الذي تعشقه..؟ نعم هذه الأفعى تريد تدمير حياتها.. ربما أخطأ حسام وتحدث معها بلا قصد عن أسرارهما الخاصة وهي استغلت الأمر لصالحها.
قالت بسرعة علها تتخلص منها:
- نعم.. أنا حامل بطفل آخر منه.
تدلت شفتا سلمى في صدمة ظنتها سالي انتصارًا فازدادت يقينًا بأنها تخلصت منها للأبد عندما ألقت الأولى بنفسها فوق أقرب المقاعد إليها وكأنها جثة هامدة.
ساد الصمت بينهما والتمعت عينا سلمى بلهيب يجزم كل من يعرفها عن قرب بأنه مُدمر.. هل سالي تكذب لتغيظها أم أن حملها قد حدث سفاحًا كسابقه من شخص آخر..؟
ولمَ لا..؟ أليست ساقطة بل وتبدو مُحترفة في هذا الشأن.. لماذا سقط حسام ثم ذلك الطبيب في غرامها لو لم تكن تثيرهما كالغانيات..؟ تزوج حسام من مومس حقيرة ولا يدري.
على أية حال وفي كلتا الحالتين.. أكانت حبلى أو لم تكن.. فقد تخلصت منها.. من الواضح أن حسام لم يخبرها حتى الآن بأنه عقيم.. حسنًا فعل.. وحسنًا فعلت هي الأخرى بعدم تسرعها وإخبارها بهذا الأمر.
تصنعت الذهول قائلة:
- مُحال.. أنتِ كاذبة.. حسام أخبرني بأنه لا يريد أن ينجب منكِ مرة أخرى.. أتراه يخدعني كما يفعل معكِ؟
انتقل ذهولها إلى سالي التي كادت تجن وهي تلحظ الثقة التي تتحدث بها.. إن كان ما تسمعه حقيقي.. لو أنه أخبر هذه المرأة بعدم رغبته في الإنجاب منها مرة أخرى.. فلتذهب كل مبرراتها للجحيم.. إنه يخدعها بالفعل إذًا.. لا مفر من مواجهته وإنهاء هذه المهزلة.
*****
استيقظت في منتصف الليل على قبلة ملتهبة جعلتها تنهض فزعة.. إنه هو حسام.. زوجها وليس لصًا كما تخيلت.. كذبت عليها هذه الأفعى.. ما كان يجب أن تصدقها أبدًا.
- حبيبتي ماذا بكِ؟
- لا شيء.. لكنكَ فاجأتني.. لم أكن أتوقع أن تعود الليلة.
- ومتى كنتِ تتوقعين عودتي؟
- بعد أسبوعين.
- لماذا اسبوعين..؟! أنا لا أحتمل البعدَ عنكِ كل هذه الفترة.. أنتِ روحي يا سالي.
تطلعت إليه بعيون تتوسل.. ليته يتحدث صدقًا.. ليتها تستطيع تجاهل تلك الشكوك التي تعمل كالمطرقة فوق رأسها ليل نهار.
- سالي.. هل أنتِ على يقين بأنكِ بخير..؟
- نعم.. فقط أحشائي تؤلمني قليلًا.
- هل ذهبتِ للطبيب كما طلبت منكِ.
- لا حاجة للطبيب.. أنا أعلم ما بي.
ضحك في تهكم قائلًا:
- حسنًا.. ماذا بكِ يا سيادة الطبيبة؟
تمعنت في قسماته طويلًا وهي تهمس:
- أنا حامل.
نهض كمن لدغته حية أو صعقته الكهرباء فجأة.. ارتبكت قسماته كلها وكأنها بدلت أماكنها.. امتلأ فمه بكلمات لم تستطع شفتاه المشلولة أن تنطق منها شيئًا.. غمغم في تلعثم بعد فترة من الصمت بدت وكأنها لن تنتهي:
- ما هذا الذي تقولينه؟
- أنا حامل.
صرخ ثائرًا:
- لا تكرري هذه الكلمة على مسامعي.
نظرت إليه في ذهول.. لم تعد تعاني شكوكًا وأوهامًا.. كانت حقائق بوضوح الشمس.. لم تكن سلمى كاذبة إذًا.. بل هي التي كانت أكثر حماقة مما تخيلت.. إنه لا يريد الأنجاب منها مرة أخرى.. كان عشقه لها هو وهمها الوحيد.
عاد يهتف بعصبية وإن كانت أقل حدة عن ذي قبل:
- أنا لا أريد أطفالًا.. يكفيني وجود نور.
ها هو لم يعد ينكر الآن.. لم يحاول حتى خداعها.. يبدو أنه قد بدأ يملها بالفعل.. كل ما قالته تلك الطبيبة بدأ يتحقق كقدر أسود لا يرحم.. متى سيطلب منها العودة من حيث أتت..؟ لكنها لن تستطيع الآن أن تحيا كما كانت.. إنه يحطمها.. ينتقم منها كما أخبرتها سلمى.. لكن لماذا؟
لم تقصد أن تتحداه طوال الفترة السابقة.. كانت تدافع فقط عن نفسها.. كانت تخشى مصيرًا كهذا ليس إلا.. لم تلحظ أن دموعها تنهمر بغزارة إلا عندما عاد يصرخ فيها:
- لماذا تبكين؟ ما الفرق بين طفل وعشرة أطفال؟
أحنت رأسها صامتة فأردف في حدة:
- غدًا سوف نذهب للطبيب.. التحاليل.. وحدها هي ما سوف يحدد كل شيء.
لم يغمض له جفن تلك الليلة.. ظل يتقلب يمينًا ويسارًا وكأنه فوق جمر ملتهب.. لم يحاول لمسها أو التقرب إليها ولو بكلمة من فيض معسول لطالما غمرها به.. أمضت الليل تدعو الله أن يمنحها القدرة على التحكم بانفعالاتها حتى لا يعرف أنها هي أيضًا لم يغمض لها جفن.
تسربت أولى خيوط الفجر لتغزل نهارًا جديدًا لم يعبر إلى نفسه.. أسرع يغادر الفراش إلى الشرفة.. رفع رأسه يتطلع إلى الأفق.. قتامة الليل بدأت تتلاشى بالتدريج بينما قتامة أعماقه في تزايد مستمر.. وكأن سواد الليل كله تسرب إليها.. وكأن القتامة تغادر السماء لتعود وتتجمع في أعماقه.. من أين سيأتى هذا الحمل..؟
لابد وأنها تتوهم.. ولكن ماذا لو أعلن الطبيب أنها حامل بالفعل..؟ ولكن كيف.. هل تقابلت مع ذلك الطبيب في غفلة منه..؟ ربما عندما كانا في أسوان.. لكنه لم يتركها لحظة واحدة هناك.. ولكن.. ما الذي يمنعه من أن يأتي في إجازة ليتقابلا سرًا..؟ ألم تخبره ذات مرة أن والدته تقطن قريبًا من مسكنهم..؟ ربما هذا هو ما حدث بالفعل.. لم تعد تذكره أبدًا في الفترة الأخيرة.. هل كانت تحاول إبعاد الشبهة عنه..؟
لو لم يكن عقيمًا ما خطر بباله أبدًا أن يشك فيها...
عاد إلى الغرفة من جديد.. أغمضت عينيها وتصنعت النوم لكنه أيقظها بنبرة جافة لم تعتدها منه.. نهضت سريعًا فهي ليست في حاجة إلى المزيد من الجفاء.
وصلا إلى المشفى وهو بالكاد قد فتح أبوابه للزائرين.. أخذ الطبيب منها العينات اللازمة للتحليل.. كان مُتعجلًا لمعرفة النتيجة لكن الطبيب أخبره أن هذا لن يحدث قبل يومين على الأقل.. لا مفر من الانتظار.
آخر ما كانت تريده هو أن ترى سلمى وهما في طريقهما لبوابة الخروج.. حدقت الأخيرة في وجهيهما بتمعن وهي ترحب بـ حسام في لهفة حقيقة بينما ترحب بها في لهفة مصطنعة لا روح فيها.. هتفت بلهجة حاولت أن تجعلها مرحة لامبالية:
- ماذا تفعلان هنا؟
عجبًا حسام بدا مُتحفظًا في حديثه معها وكأنه لا يبوح لها بكل أسراره.. بل أشعرتها قسماته المتجهمة وكأنه تضايق لرؤيتها أيضًا.. يا له من ممثل موهوب حقًا..!
- سالي كانت مُتعبة قليلًا وأردتُ أن أطمئن عليها.
- هل يمكنني مساعدتكما؟
- شكرًا لكِ.. لقد انتهينا من الكشف.. كنا في طريقنا للانصراف.
قالت له بينما تحدق في سالي:
- اطمئن يا حسام.. كل شيء سوف ينتهي كما نريد.
هز حسام رأسه في تمني بينما شعرت سالي بالرعب.. ترى ما الذي يريدانه..؟ لو تلفظ أنفاسها كلها دفعة واحدة وتسقط صرعى خير لها من هذا الموت البطيء.
*****
يومان.. ثمانية وأربعون ساعة.. كل ساعة ستون دقيقة وكل دقيقة ستون ثانية.. وكل ثانية بسنة كاملة.. سوف ينتهي عمره قبل أن تنتهي المدة التي حددها الطبيب حتى يحصل على نتيجة التحاليل.
لم تصدق نفسها وهي تراه ينصهر أمام عينيها.. لم يذق طعامًا ولا نومًا.. حتى حان الموعد أخيرًا.. لا تدري لماذا طلبت من الله أن تكون النتيجة سلبية.. لا تريد طفلًا آخر.. يكفيها نور.. طفل مثل عشرة كما أخبرها..
عاد من المستشفى ليصرخ في الجميع والشرر يتطاير من عينيه.. هتف والده مستنكرًا:
- ماذا بكَ يا ولدي؟
صرخ وهو ينظر إليها في اتهام لم تفهمه:
- سالي حامل يا أبي.
تطلع إليها الرجل في ذهول زادها جنونًا.. أهو أيضًا لا يرغب في طفل آخر منها.. ماذا يحدث حولها..؟ وكأنها تمثل في دراما خيالية هزلية هابطة.. هذا أكبر من أن يكون كابوسًا.. للكوابيس حدود..!
صرخت في وجهه:
- لماذا كل هذه الضجة..؟ ماذا تنتظر مني مقابل ما أنتَ فيه..؟ ماذا تريدني أن أفعل حتى تتوقف عن ثورتك؟
- أنتِ تعلمين ما أريده.
- كلا.. أنا لا أعلم شيئًا أبدًا.. لا أعلم حتى إن كان وجودي الآن هنا بينكما حقيقة أم هذيان؟
صَمَتَ وهو يتمعن فيها حائرًا قبل أن يهمس في لوعة:
- سأكتفي مؤقتًا بإجهاض هذا الطفل...
انتقلت نظراتها بينه وبين والده بعيون مضطربة وما لبثت أن دخلت في موجة من الضحك الهيستيري قبل أن تسقط مُغشيًا عليها.




أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 04:47 PM   #55

خديجه سويعي

? العضوٌ??? » 473831
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » خديجه سويعي is on a distinguished road
افتراضي

رواية مشوفه جدا

خديجه سويعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 05:32 PM   #56

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية حبيبه 🌼🌼
اكيد حسام تحسن وضعه الصحي وصار بامكانه الانجاب او الدكتورة غيرت النتيجه بانتظار القادم بشوق بالتوفيق 🌼🌼


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 07:58 PM   #57

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

شكرا
أتمنى تعجبك للنهاية


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-20, 08:00 PM   #58

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لدعمك
وأتمنى الرواية تعجبك للنهاية


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 07:35 AM   #59

زهراء ش

? العضوٌ??? » 377797
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,140
?  نُقآطِيْ » زهراء ش is on a distinguished road
افتراضي

لا اصدق ان الزمن يعيد نفسه مع سالي

زهراء ش متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-20, 05:35 PM   #60

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 30

فتحت سالي عينيها ببطء ونظرت إلى الهاتف الذي لم يكف عن الرنين بجوارها.. لم تكن تعلم بعد أنها استيقظت للتو من غيبوبة استمرت لثلاثة أيام متتالية.. مدت يدها تلتقط سماعته وما إن عرفت صوت محدثها حتى دبت فيها الحياة فجأة ونهضت من فراشها تهتف في لوعة:
- شريف.. كم افتقدك..!
- سالي.. حبيبتي.. أنا أيضًا أذوب شوقًا إليكِ.
- آهٍ... لو أراكَ الآن.. أنا في حاجة ماسة إليكَ.. سكرات الموت تنتابني كل الوقت.
- سالي.. هل تبكين؟
اختنق صوتها فلم تجبه.. فعاد يهتف بها:
- تعالي إليَ يا سالي.
- ليتني أستطيع.. لكن أين أنتَ؟
- تستطيعين يا حبيبتي.. أنا الآن قريب جدًا منك.. أنا هنا في القاهرة.
جففت دموعها وهتفت كأنها ولدت من جديد:
- أحقًا ما تقول؟
- لم أعد أحتمل الحياة بعيدًا عنكما أكثر من ذلك.. منذ رحيلك أنتِ وشريف الصغير وأنا أعيش في غربة موحشة.. لم أجد مفرًا من نقل عملي إلى حيث توجدان.. هاتي ورقة واكتبي العنوان.
- قُلْهُ.. سوف أحفظه .
خيل إليها أنه يبتسم وهو يخبرها بمكانه.. همست وهي تضع السماعة:
- إلى اللقاء يا ملاكي.
تعلقت عيناها بباب الغرفة حيث كان واقفًا يحدق فيها ثائرًا.. لكنها لم تعد تشعر بالفزع.. تخطت مشاعرها كل هذه المشاعر الآدمية الهشة.
- كنتِ تتحدثين إليه.. لا تنكري فهذا لن يغـ.......
- نعم.. كنتُ أتحدث إليه.
أصابه اعترافها بصدمة رغم معرفته بصحته مسبقًا.. لم يتوقع منها تلك البساطة في الرد.. هل باتت مشاعره رخيصة لديها لهذه الدرجة..؟ لماذا تزرع في أعماقه المزيد من الصراع والتحدي..؟ لماذا لا تتركه يتوهم الاحتفاظ بقليل من رجولته وكبريائه..؟
ضرب الهواء بذراعيه مرارًا.. قبل أن يصيح غاضبًا:
- لماذا..؟!
- شريف هو الوحيد الذي يفهمني ويشعر بي مهما باعدت بيننا المسافات.
هز رأسه وضحك بمرارة.. تمتم يحدث نفسه:
- صوته يؤثر فيكِ لدرجة أنه يوقظك من غيبوبة دامت ثلاثة أيام؟!
كانت تتطلع إليه ولكنها لم تفهم ما يقول.. أمسك فجأة بكتفيها وهزها بعنف قائلًا:
- تيقنتُ الآن من أنه هو والد الطفل.. ولكن كيف ومتى وأين حدث ذلك؟!
تطلعت إليه بعيون تائهة قبل أن تسقط بين يديه مُجددًا مما زاده إحباطًا وجنونًا.. جلس بجوارها أرضًا وظل يتأملها طويلًا.. هل هي حقًا في غيبوبة أم أن هذه حيلة منها لتهرب من الإجابة على أسئلته..؟
مضى وقت طويل قبل أن يقتنع بصدقها ويقرر إسعافها.. اقتنع أيضًا بأن ذلك الطبيب أقرب إليها مما تخيل..!
استمع لوالده عندما نصحه بضرورة السفر إلى الخارج لعمل المزيد من التحاليل والفحوصات.. من يدري ربما قد تحسنت حالته وأصبح قادرًا على الإنجاب مجددًا.. لا يجوز أن يظلمها معه من دون أن يتأكد أولًا.. تعلق بخيط الأمل الرفيع لعل والده مُحقًا.. سيسافر غدًا إلى لندن.
*****
لم تكن حالتها قد تحسنت تمامًا بعد ولكن عليها أن ترحل قبل أن يأتي حسام من مهمته الخاصة كما أخبروها.. ارتدت شيئًا من ملابسها على عجل.. لابد أن ترى طفلها قبل أن تذهب.
في غرفته كان نائمًا كالملائكة.. تأملته طويلًا دون أن تجرؤ على لمسه خوفًا من أن يستيقظ ويعوق رحيلها.. كانت تتمنى أن تصحبه معها ولكن الأمر أقرب للمستحيل هذه المرة.. عن قريب سوف تستعيده بالقانون كما أخبرها شريف.
تحولت دموعها الصامتة إلى تشنجات عنيفة من طول النظر إليه.. عادت إلى غرفتها.. التقطت حقيبة يدها ووضعت على عينيها نظارة شمسية ضخمة لتخفي شحوبها وعينيها المتورمتين من كثرة البكاء.
*****
ضربت سلمى عجلة القيادة أمامها بعنف وهي تتوقف في إشارة المرور مُجبرة.. ما هذا الحظ العاثر الذي يلازمها منذ الصباح..؟ وكأنها في حاجة إلى مزيد من العطلة.. ألا يكفيها كونها استيقظت متأخرة عن موعدها المعتاد..؟ أي عذر ستتعلل به لتبرر تأخرها عن العمل كل هذا الوقت؟
عادت من جديد لشرودها الذي أرقها طوال الليل وعبثًا حاولت التخلص منه.. حسام.. هو سبب كل ما تعانيه.. ماذا ينتظر حتى يُطلق هذه المرأة ويخرجها من حياته للأبد..؟ ألا يكفيه كونها حامل رغم عقمه؟! تعلم أن عليها التصرف بسرعة قبل أن يكتشف خطتها.. ولكن ما الذي يمكنها فعله ولم تفعله بعد؟
تلفتت حولها في ضجر تتفحص الكم الهائل من السيارات التي تنتظر فتح الإشارة والسماح لها بالمرور.. اتسعت عيناها فجأة وكادت تقفز من خلف نظارتها الطبية وهي تحدق في إحدى سيارات الأجرة القريبة منها.. إنها هي.. تلك اللعينة التي دمرت كل شيء بظهورها المفاجئ.. ولكن إلى أين تذهب في هذه الساعة المبكرة؟
ربما يتوجب عليها أن تتغيب اليوم عن العمل.. لا مفر من ذلك.. تتبعت سيارة الأجرة حتى توقفت أخيرًا أمام إحدى الفيلات الصغيرة.. توقفت على بُعد خطوات منها وراحت تراقبها وهي تترجل من السيارة.. هناك رجل ينتظرها أمام الفيلا.. استقبلها في حميمية واضحة قبل أن يصحبها إلى الداخل.. يا لها من ساقطة..؟
ليأت حسام بك ويرى زهرته البريئة التي يستأسد في الدفاع عنها.. كاد يقطع علاقته بها عندما هاجمتها وتحدثت عنها بطريقة لم تعجبه..!
*****
وضعت سالي كوب عصير الليمون فوق المنضدة أمامها ورفعت وجهًا بائسًا إلى دكتور شريف الذي استمر يتطلع إليها في مزيج من الحب والشفقة والفضول.. همس بلهجة حانية:
- هل أنتِ أفضل الآن؟
- نعم.. شكرًا لك.
- حسنًا.. كلّي آذان صاغية يا حبيبتي.
- لا أعرف بماذا أخبرك؟
- اخبرينى بكل ما يؤلمك.. لقد أتيتُ بكِ معي إلى العيادة حتى تكوني على راحتك وتتحرري من أي خجل أو حرج.
- آسفة على ما سببته لكَ من إزعاج هذا الصباح.. لا أدري ماذا ستقول والدتك عني؟
- أخبرتها بأن زوجك السابق استغل الطفل وضغط عليك للرجوع إلى عصمته.. وبأنكِ ما عدتِ تستطيعين تحمل وحشيته أكثر.. وبأنه سبب التوتر والألم الذي تعانيه.. والدتي تتعاطف معكِ كثيرًا.. فهي تعلم كم أحبك.
أغمضت عينيها في ألم.. كيف تخبره بقصتها المشينة.. من أين تبدأ وكيف تنتهي..؟
قال يحثها على الحديث:
- أتشكين في قدرتي على مساعدتك.. ألا تثقين بي؟
- ما كنتُ لجأتُ إليكَ لو لم أثق بك.
- حسنًا.. تحدثي.
نظرت إليه وأطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تهمس منكسة الرأس:
- أريد أن أجهض الطفل.
- أي طفل؟
- أنا حامل.
- ماذا..؟!
ساد الصمت بينهما فترة.. أخرج شريف سجائره بيد مرتعدة وأشعل إحداها قبل أن يهتف في ابتسامة عصبية:
- عُذرًا.. ليس من عاداتي أن أدخن في العيادة ولكن........
توقف عن الحديث وأخذ نفسًا عميقًا من سيجارته نفثه ببطء وهو يجاهد للتحكم في انفعالاته قائلًا:
- ولماذا تريدين الإجهاض هذه المرة..؟ أنتِ الآن زوجة و........ ظروفك مختلفة تمامًا.
- حسام لا يريده.
- لماذا..؟ أمازال يعتبر الأطفال نقاط ضعف..؟ وإن كان الأمر كذلك.. لماذا أصر على أخذ شريف الصغير وتسبب لنا في كل هذا العذاب؟
انهمرت دموعها من جديد.. فغمغم في لوعة وهو ينحني نحوها:
- سالي.. ماذا تخفين عني؟
غمغمت بعد فترة دون أن تتوقف عن البكاء:
- لا يصدق أن الطفل له.
- ما هذا الجنون..؟
- يظنه طفلك أنتَ.
اتسعت عيناه ذهولًا قبل أن يبتسم في عصبية وهو يحدق بوجهها غير مصدق..عادت تتوسل إليه قائلة:
- ساعدني لأجهض الطفل.
- أنا لا أقوم بهذه العمليات يا سالي.. في المرة السابقة كان الأمر مختلفًا.. كان مصيريًا.. حياة أو موت.. ورغم كل هذا فقد صممتِ حينها على الاحتفاظ به.
تطلعت إليه بعيون دامعة فتابع:
- إن كان الطفل لي كما يتوهم هذا المختل.. فربما كانت تربيته أيسر بالنسبة لي من إجهاضه.
- شريف بالله عليك.. إن كنتَ تحبني حقًا حقق لي رغبتي وخلصني من هذا الحمل.
هز رأسه في عدم اقتناع فازدادت نحيبًا.. أخذت حقيبتها ونهضت فجأة.. فصاح قائلًا:
- ماذا ستفعلين؟
- سأبحث عن المساعدة في مكان آخر.. أشكرك على أية حال.
أمسك بذراعها وزفر بضيق:
- هذا الأمر بغض النظر عن عدم شرعيته.. فقد يتسبب لكِ في مضاعفات خطيرة.. تعقلي يا سالي.
- ليتني أتخلص من حياتي لأستريح من هذا العذاب.
- إلى هذا الحد تتألمين؟
انهمرت دموعها غزيرة وتحول نحيبها إلى تشنجات هيستيرية أدمت قلبه العاشق.. اقترب منها وأجلسها فوق الأريكة وهو يربت على كفها هامسًا:
- حسنًا.. اهدئي وسوف أساعدك.. سيكون كل شيء على ما يرام.. في أي شهر أنتِ؟
هزت رأسها قائلة:
- لست أدري.
- كيف عرفتِ بالحمل إذًا؟
- من التحاليل.. لكنها ليست معي.
- لا مشكلة.. سوف نعيد التحاليل والفحوصات.
تطلعت إليه في امتنان.. فقبل جبهتها بحنان هامسًا:
- هذا المتوحش الهمجي.. أتمنى قتله كلما رأيت دموعك.
******
ألقى منصور بالجريدة من يده ووقف ليستقبل ولده العائد من لندن..أدرك من العصبية التي يتحرك بها والنظارة السوداء التي تغطي عينيه بأنه ليس في حاجة إلى السؤال عن نتيجة التحاليل والفحوصات التي قام بها هناك.
قذف حقيبته أرضًا وأسرع إلى والده يحتضنه في مرارة.. جاهد الأخير للتحكم في انفعالاته قائلًا:
- حمدًا لله على سلامتك.
- لم يكن هناك داعيًا للسفر يا أبي.. النتائج متطابقة.. أنا لن أستطيع الإنجاب مرة أخرى.
- لا تحزن يا ولدي.. أنتَ أفضل من غيرك.. يكفي وجود نور في حياتك.
هتف فى ألم:
- ما ينمو في أحشائها ليس مني.
أحنى الرجل رأسه حزينًا.. هو أيضًا خدعه مظهرها البريئ وحنانها المزيف.. قلما يخطئ في حكمه على البشر فلماذا أخطأ هذه المرة خاصة..؟
- أمازالت طريحة الفراش؟
- كلا.
تأمله حسام في تساؤل فأردف وهو يتحاشى النظر إليه:
- لقد رحلت وتركت لكَ هذه الورقة.
التقط الورقة التي أخرجها والده من جيبه وقدمها له.. ضاقت عيناه وهو يقرأ ما فيها قبل أن يفركها بقبضته ويلقي بها أرضًا.. قال وهو يضغط على أسنانه غيظًا:
- متى رحلت؟
- منذ ثلاثة أيام .
- لا شك في كونها ذهبت إليه.
- من تقصد؟
نهض فجأة وأمسك بالهاتف.. فعاد والده يسأله:
- ماذا ستفعل؟
- سوف أحدث عاصم.. لن اتركهما يهنئان أبدًا بعد كل ما فعلاه بي.
أغلق الخط وجلس ينتظر مكالمة صديقه على أحر من الجمر.. انحنى يحتضن طفله الذي ترك اللعب في حجرته وجاء ليستقبله ما إن عرف بقدومه من السفر.
سأله الصغير وهو يداعب الشعيرات القصيرة التي بدأت تنبت في لحيته:
- أين ماما.. ألم تأتِ معكَ؟
- كلا.
- هل ذهبت إلى المدرسة مرة أخرى.. ألم تقل بأنها انتهت منها؟
تأمله حسام حزينًا.. كاد يصرخ بأنها تركتهم للأبد.. لن تعود مرة أخرى.. عليه أن ينساها تمامًا ولا يفكر فيها.. إنها خائنة.. تستحق القتل.. وجد نفسه بدلًا من ذلك يضمه إلى صدره ويقبل رأسه في لوعة صامتًا.. إنه طفله الوحيد.. وعليه أن يحميه من الحزن القاتل الذي يشعر هو به.
نام الطفل بين ذراعيه وهو ينتظر.. تأمله في أسى.. خوفه عليه من المصير المجهول هو نقطة الضعف الوحيدة التي تقف بينه وبين الانتقام منهما.. أغمض عينيه وطبع فوق جبهته قبلة طويلة قبل أن يطلب من دلال أن تضعه في سريره.
لماذا لم يتصل عاصم حتى الآن..؟ المسافة من القسم إلى مسكنها لا تستغرق كل هذا الوقت.. هل يعاود هو الاتصال به؟ أعصابه لم تعد تحتمل.
لاحظ والده توتره فقال يحاول مواساته:
- اهدأ يا ولدي.. اذهب لتغتسل وتبدل ملابسك حتى ينتهي عاصم من تحرياته ويتصل بك.
ظل شاردًا مهمومًا وكأنه لم يسمعه حتى أيقظه رنين الهاتف فأسرع يلتقط سماعته في لهفة.. تصارعت نبضاته وهو يستمع إليه.. أغلق الخط من دون أن يودعه وخليط من المشاعر العنيفة تتلاعب بملامحه.
- ماذا حدث.. هل عثر عليها؟
- كلا.. ليست في شقتها.. أخبره السكان هناك بأنها لم تأتِ إليها منذ ذهبت مع زوجها إلى القاهرة.
- وماذا عن ذلك الطبيب؟
أجابه حسام في تهكم:
- أخذ إجازة من المستشفى الذي يعمل به.. وأغلق العيادة.. ولا أحد يعلم عنه شيئًا.
أكمل وبريق الاتهام يشتعل في عينيه:
- لقد هربا معًا.. ولن أتركهما.
هز الرجل رأسه قائلًا:
- حتى الآن لا أصدق أنها فعلت كل هذا.. كانت تبدو كالملائكة..!
- نعم.. بريئة الملامح عاهرة الطباع.
- طلقها يا ولدي.
هتف مستنكرًا:
- أطلقها.. بهذه البساطة..؟!
- وهل ستستطيع العيش معها مستقبلًا؟
- ومن قال بأنني سأعيش معها مستقبلًا؟
تطلع إليه والده في قلق قائلًا:
- ما الذي تنوي فعله؟
- أجدها أولًا.. وبعدها.. فليكن ما يكون.
- حسام... تعقل يا ولدي من أجل طفلك.. نور في حاجة إليك.
قطعت دلال حديثهما قائلة:
- المعذرة حسام بك.. دكتورة سلمى تريد مقابلتك.
زفر بضيق:
- ما الذي أتى بها الآن؟
بادله والده الضيق:
- البوم يعشش في المناطق الخربة.
تطلع إليه حسام وابتلع ريقه في مزيد من الإحباط قبل أن يغادر الغرفة.



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.