آخر 10 مشاركات
بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          تحميل روايات عبير للجوال (الجزء الثاني)...(متجدد) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1072 - الأمل الأخير - ديانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : حنا - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > القسم الأدبي > دعوني أتنفس

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-20, 11:10 PM   #1

As.wy
 
الصورة الرمزية As.wy

? العضوٌ??? » 462859
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » As.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond repute
افتراضي ( بحثًا عن الوهم ارتديني ) !


لم يكن من الصعب أن أهدأ و أفكِّر ، كل ما فعلته أن نظرت في عيناي عبر المرآة قائلة : لا سجَّان لك سوى نفسك ، أوهامك و أحلامك التي رسمتِ لها طريقًا متعرِّجًا حبًا منك للدراما و التقلُّبات النفسية ، ربما كي تستطيعين أن تهطلي بحروف كثيرة ، ربما كي تشعري بأنك مهمَّة بالنسبة لنفسك ، على أية حال كنتِ دومًا حرَّة ، و دعينا نقول بأنك يومًا ما تشرَّبت الوهم بكل قناعة و اخلاص .



عرفتُ إذًا ، بأنني ما كنتُ يومًا سوى حرة ، و أن هوسي بحريَّتي هو ما جعلني أتوهَّم دائمًا قيودًا حولي ، و لكن حقًا أهذا كافيًا كي أهدأ و كأن شيئًا لم يكن !

في الحقيقة المبالغة في هوسي بالحرية كانت تأخذني بكل طواعية نحو زنزانة سرابية و قيود وهم ، ألم تكن المبالغة دومًا مؤذية ، و المثل أليس يقول : إذا زاد الشيء عن حدِّه انقلب ضدِّه .



في السابق كنتُ لا أعير كلمة " حرية " أي اهتمام ، و لكني كنتُ دائمًا أعتقد بأنني مقيَّدة بشيء ما ، و مرَّة ذات نوبة غضب و تمرُّد قبل أربعة أعوام _ على ما أظنُّ _ قلتُ : يعجبكم أن أكون " مربَّطة " ، و هي من الربط ، و قد تخيَّلتُ أن القواعد و القوانين بشتى أنواعها نوعًا من ربطي بها و بالتالي تقيُّدي بها !

كنتُ أكره المدرسة ، لأنني ظننتُ دومًا بأن المعلمين يحبُّون ممارسة السيطرة علينا نحن الطلبة ، و كنتُ أرى المديرة هتلر مصغَّر ، و أما عن الوكيلة فقد آمنتُ بأنها مجرَّد مريضة نفسية تحبُّ أن تجعلنا كالأغنام تسوقنا كيفما تشاء ، و تصرخ علينا بكل قسوة ، و تنظر إلينا بعينيها المكحَّلتين يوميًا و اللتان تبعثان الرعب على قلبي .



و كنتُ دائمة التشاحُن مع أختي الأكبر مني بأربعة أعوام ، و التشاحن هذا طبيعي بالنسبة لفارق السن الصغير ، و لكن الشيء الأهم الذي يكون نتاجه تشاحننا هو شخصيتها القيادية و لم أكن جيِّدة في تقبُّل أوامرها حتى أثناء اللعب ، و كنتُ أغار منها لأنها كانت تفعل كل شيء و قد بدت لي و كأنها خارجة من السيطرة ، حيث أنها كانت تفعل كل ما يحلو لها و بكل ثقة و بالتالي فرصتها في إبراز شخصيتها كانت أكبر .

بينما كنتُ طفلة بارزة بطبيعتي ، بدايةً من ملامحي الإعتيادية و انتهاء بجرأتي مع الآخرين ، و لكنني لم أفهم يومًا كي أكون حرَّة ، و كيف أتصرَّف بثقة ، و كيف أبتكر الألعاب بلا خجل من تفاهتها ، و كيف أصنع كل شيء بدون اهتمام برأي الآخرين ، مع الأسف كنتُ مسالمة دائمًا ، و هذا لم يساعدني كثيرًا فيما بعد .





كان الوهم بداخلي يكبر ، الناس يقيِّدونني ، يحبون أن يبرزوا مهاراتهم الأمومية تجاهي ، و القوانين دائمًا كانت تُصنع لتستفِزَّ حب استطلاعي ؛ كان هذا هو رأيي !

سرتُ بعينين مغمضتين ، و لم آبه بأي عهود قديمة ، و لا أيِّة مبادئ ، كنتُ أسير فقط و أمام عيناي شيء واحد : يجب أن أصل لحريَّتي و أنالها ! ؛ كانت هذه الإرادة التي أهلكتني .



سقطتُ عشرات المرَّات ، جُرِحَت ركبتاي ، و تأذَّت مفاصلي لعثرات الطريق ، فقدتُ قلبي في آخر محطة نحو حريَّتي و أخيرًا وصلتُ لزنزانة الحرية المقصودة .

ألم أكن أقصدها ؟

بلى و ها أنا أصلها ، كانت المفاجأة كبيرة ، أهذه هي الحرية التي قصدتها !

بكل العفن الذي يتجمَّع حول تفاصيلها ، بكل التمزُّق الذي يلتصق بثوبها ، أظنُّ بأن الحرية لم تكن يومًا هكذا ، لم أقرأ يومًا شيئًا شبيهًا بهذا الحال السيء !

كنتُ أتحرَّك بآلية في أنحاء المكان الذي قصدته ، أرتدي ثوب حريَّة بلون قرمزي ممزَّق و يكشف عن وهن روحي لمشقَّة الطريق ، و لم أكن أستطيع عدم لبس حذاء الباليه الساخر ذاك ، كان شيئًا ما يحرِّكني ، شيء يشبه العقوبة ، أفلم أرتكب جريمة ، فهيَّا إلى العقوبة كما قال ديستوفيسكي .

قبَّعة ؟

لا ، شيء يشبه ستار على المسرح ، سقط على وجوه الأبطال ، هذا ما حدث بعد ارتدائي الثوب القرمزي و حذاء الباليه و القبَّعة التي تخفي مساحة الرؤية بمظلَّتها الممتدة بطول شبر ، لونها أسود و فيها كلمات لم أستطع قراءتها ذلك لأنني عندما ارتديتها كنتُ مسيَّرة ، و عندما استقرَّت على رأسي بدت كأنها شيء لا يُنزَع ، بل بدا لي أنني ما إن أخلعها حتى تخرج معها طبقة شعري و أجزاء من الذاكرة ، فتركتُها تغطيني ، و مضيتُ عرجاء بحذاء الباليه الذي سخر في كل خطوة بصوته الناعم الثعباني ، عمياء بظلال القبعة الملتصقة بشيء من أفكاري الخاوية ، متمايلة مع الريح ، متماوجة مع النسمات ، ثوبي الممزَّق كَشَف للا أحد سواي عن وهن روحي ، خطوتين أو ثلاث كنتُ أمضي بها متلمِّسة سطح الأشياء ، لوح المائدة ، ملمس الدرابزين المزخرف أكانت هناك سلالم ؟!

إلى أين تؤدي ؟

كثير من الوقت مضى في محاولة التناغم مع حال المكان هناك ، و لكن لا شيء ، لم يكن هناك أي تناغم ، بل بدأت أشياء كثيرة بالسوء أكثر ، بدا المكان و كأنه غير صالح للعيش فيه ، و صوت القطار " توووت تووت توت " يأتي مع كل عثرة كتهديد خفي بتذكرة آخر محطَّة قبل المكان المقصود ، و الهواء النقي غدا شحيحًا ، و اختنقت رائحة العفن المختلطة بشيء من دخان القطار الذاهب في كل مرة بلا أيبة ، فجأة أدركتُ أن عليَّ التحرُّك ، و لكن كيف بالنسبة لعمياء عرجاء متماوجة متعثِّرة على الدوام !



عندما مددتُ يدي لأخلع قبعتي بعزم ، بهدوء خرجت و كأن التصاقها وهم ، و لكن الأفكار التي وجدتها في قعرها و التي لم أشعر بألم أثناء إخراجها أكَّدت لي أن التصاقها لم يكن وهمًا أبدًا ، و لكن الوهم هو بقائي هذه المدَّة كلها في خوف من خلعها !

كانت الكلمات التي لم أقرأها في المرة الأولى تقول : ( بحثًا عن الوهم ارتديني ) ! ؛ لم أقرأها .



عندما بدأت أفكُّ أربطة الحذاء بشجاعة أكبر ، بدا أن الحذاء لم يكن يومًا ساخر ، و بدأ ينفكُّ بهدوء و استسلام ، و لكنَّه في النهاية حذاء باليه ، و فهمتُ الفكرة التي أوصلها : كان من المفترض ألا أرتديه نهائيًا إن كنتُ حرَّة حقًا و كرهته !



و لم أتوقَّف كان عليَّ أن أغيِّر هذا الثوب الذي يجعلني في مهبِّ الريح بدون أي استقامة ، ثوبي القديم يعني لي مزيدًا من الوهم ، و ثوبي الممزَّق يعني أوقاتًا طويلة من العرج و العمى و الهشاشة ، كان عليَّ أن أصنع من النباتات المتسلِّقة المرعبة هناك ثوبًا ، هذا ما فهمته حسب لغة المكان .

ثوبًا من نباتات مرعبة !

كنتُ قد بدأته ، سألتُ نفسي هذه المرة : أحقًا أريده ؟

و فجأة وجدتُ الرد على طرف كفَّيَّ : لو أنني أظلُّ بدون ثوب للأبد ما ارتديته ؛ و رميته !

بكيت في الزاوية

نسيت ذكرى الهاوية

انزويت

و تضاءَلَت أفكاري الماضية

ردَّدت مصطلحات الحريَّة

و بعد ثانية

أو أعوامًا تالية

آمنتُ بأنني كنتُ منذ بداية المشوار مجرَّد واهمة .



الثوب الذي كنتُ بحاجته كان ثوبٌ صُنِعَ من تجاربي ، كنتُ أرتديه دومًا ، و لكني لم أتجرأ لحظة واحدة على خلع ذلك الممزَّق لرؤيته ، كانت فرصتي بمعرفته هي لحظة إصرار كسير على التخلي من هذا التمزُّق للأبد ، وقتها وجدته !

بلون بنفسجي ، مرتَّب لكأنما أخرجته الآن من تحت المكواة ، لم يكن مزخرفًا أو مبهجًا جدًا ، كان فقط يعنيني و يمثلني .

كانت مفاجأة تلك التي وصلتُ لها ، عند رؤيتي لثوبي الأبدي ، أكنتُ يومًا بحاجة لمسيرة البحث عن الحرية !

كنتُ دومًا حرَّة ، وحده الوهم من صوَّر لي أنني مقيَّدة في مكان ما .

كانت المفاجأة مؤلمة ، و لكن لم يعد هناك وقت للتألم ، كان عليَّ أن أمضي و أن لا أتخطى حدود الذاكرة لهذه التجربة المريعة ، لأن ما بينها و بين الوهم لم يكن سوى تفكير أكثر و سأعود إليها .







أخيرًا أيُّها الخطُّ الملتهب فلتتوقَّف عن نشر الصقيع المؤذي ، تذكرة المحطَّة الأخيرة لازالت بحوزتي مهما مضيت ، ربما سيكون يومًا عليَّ أن أمزِّقُها ، ربما سأُدرك في لحظة أنه يجب أن أتخلَّص منها ، و لكنني سأحتاج وقتها وهم القبَّعة و حذاء الباليه ، كي تأخذ القبعة ذكرى التذكرة و يسخر الحذاء من خوفي فأنزوي .

ملحوظة : قد لا أعود أبدًا لتلك المقبرة ، كان عليَّ أن لا آخذ التذكرة نهائيًا ، مرَّة أخرى : إما أن أستخدمها يومًا ، أو أتخلَّص منها .



وداعًا يا نوبة الوهن العابرة ، وداعًا بلا عودة .




As.wy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 09:52 PM   #2

jourouh

نجم روايتي ونبض متألق بالقسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين

alkap ~
 
الصورة الرمزية jourouh

? العضوٌ??? » 328833
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,915
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » jourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond reputejourouh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يُسعدني القول: بأنّها كانت رحلة موفّقة بالنّسبة لي
السّفر مجدّداً بين جملك و كلماتك المنهكة جعل قلبي
يلهث تعباً ملاحقاً إيّاها يأخذ منعطفات و طرقاً ملتوية
لم أعرفها.


القيود هي ذلك الشّيء المرعب الذي عندما نفكّر به أو نراه
نشعر بالرّهبة و هو في الحقيقة لا يدعو للخوف أبداً
و إنّما القيود التي تفرض علينا ربّما قد تكون لمصلحتنا
لكنّنا لا نفهم حتّى نكبر و نعي بما يكفي

و مع ذلك لازالت بعضٌ من المسؤولية تُشعرنا بأنّنا غير
أحرار و ما هو إلاّ وهم تصنعه عقولنا و قلوبنا فنسجن
أنفسنا خلف قضبان الوهم الأبديّة و من تحرّر منها
فهو محظوظ.


أبدعتِ مجدّداً غاليتي آس بهذا النّص الشّيّق الرّائع
الذي يسلب الأنفاس و يجعل الأرواح تسافر عبر
وجع الحروف و ما ينهك القلوب.
دمتِ عزيزتي سالمة🌺❤


jourouh غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 12:12 PM   #3

As.wy
 
الصورة الرمزية As.wy

? العضوٌ??? » 462859
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » As.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jourouh مشاهدة المشاركة
يُسعدني القول: بأنّها كانت رحلة موفّقة بالنّسبة لي
السّفر مجدّداً بين جملك و كلماتك المنهكة جعل قلبي
يلهث تعباً ملاحقاً إيّاها يأخذ منعطفات و طرقاً ملتوية
لم أعرفها.


القيود هي ذلك الشّيء المرعب الذي عندما نفكّر به أو نراه
نشعر بالرّهبة و هو في الحقيقة لا يدعو للخوف أبداً
و إنّما القيود التي تفرض علينا ربّما قد تكون لمصلحتنا
لكنّنا لا نفهم حتّى نكبر و نعي بما يكفي

و مع ذلك لازالت بعضٌ من المسؤولية تُشعرنا بأنّنا غير
أحرار و ما هو إلاّ وهم تصنعه عقولنا و قلوبنا فنسجن
أنفسنا خلف قضبان الوهم الأبديّة و من تحرّر منها
فهو محظوظ.


أبدعتِ مجدّداً غاليتي آس بهذا النّص الشّيّق الرّائع
الذي يسلب الأنفاس و يجعل الأرواح تسافر عبر
وجع الحروف و ما ينهك القلوب.
دمتِ عزيزتي سالمة🌺❤



عزيزتي عائشة الحبيبة ، كم أسعد بكلماتك اللطيفة هذه ، و كم أتشرَّف بها 🌸
أنتِ المبدعة ، و اعذريني إن تسبَّبتُ لك بإي إنهاك ، و ليجعل الله أيامك سعدًا و سلام ، و لتكوني بخير 💚


As.wy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 01:52 PM   #4

أسماء أيمن

? العضوٌ??? » 471436
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » أسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond reputeأسماء أيمن has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة as.wy مشاهدة المشاركة
لم يكن من الصعب أن أهدأ و أفكِّر ، كل ما فعلته أن نظرت في عيناي عبر المرآة قائلة : لا سجَّان لك سوى نفسك ، أوهامك و أحلامك التي رسمتِ لها طريقًا متعرِّجًا حبًا منك للدراما و التقلُّبات النفسية ، ربما كي تستطيعين أن تهطلي بحروف كثيرة ، ربما كي تشعري بأنك مهمَّة بالنسبة لنفسك ، على أية حال كنتِ دومًا حرَّة ، و دعينا نقول بأنك يومًا ما تشرَّبت الوهم بكل قناعة و اخلاص .



عرفتُ إذًا ، بأنني ما كنتُ يومًا سوى حرة ، و أن هوسي بحريَّتي هو ما جعلني أتوهَّم دائمًا قيودًا حولي ، و لكن حقًا أهذا كافيًا كي أهدأ و كأن شيئًا لم يكن !

في الحقيقة المبالغة في هوسي بالحرية كانت تأخذني بكل طواعية نحو زنزانة سرابية و قيود وهم ، ألم تكن المبالغة دومًا مؤذية ، و المثل أليس يقول : إذا زاد الشيء عن حدِّه انقلب ضدِّه .



في السابق كنتُ لا أعير كلمة " حرية " أي اهتمام ، و لكني كنتُ دائمًا أعتقد بأنني مقيَّدة بشيء ما ، و مرَّة ذات نوبة غضب و تمرُّد قبل أربعة أعوام _ على ما أظنُّ _ قلتُ : يعجبكم أن أكون " مربَّطة " ، و هي من الربط ، و قد تخيَّلتُ أن القواعد و القوانين بشتى أنواعها نوعًا من ربطي بها و بالتالي تقيُّدي بها !

كنتُ أكره المدرسة ، لأنني ظننتُ دومًا بأن المعلمين يحبُّون ممارسة السيطرة علينا نحن الطلبة ، و كنتُ أرى المديرة هتلر مصغَّر ، و أما عن الوكيلة فقد آمنتُ بأنها مجرَّد مريضة نفسية تحبُّ أن تجعلنا كالأغنام تسوقنا كيفما تشاء ، و تصرخ علينا بكل قسوة ، و تنظر إلينا بعينيها المكحَّلتين يوميًا و اللتان تبعثان الرعب على قلبي .



و كنتُ دائمة التشاحُن مع أختي الأكبر مني بأربعة أعوام ، و التشاحن هذا طبيعي بالنسبة لفارق السن الصغير ، و لكن الشيء الأهم الذي يكون نتاجه تشاحننا هو شخصيتها القيادية و لم أكن جيِّدة في تقبُّل أوامرها حتى أثناء اللعب ، و كنتُ أغار منها لأنها كانت تفعل كل شيء و قد بدت لي و كأنها خارجة من السيطرة ، حيث أنها كانت تفعل كل ما يحلو لها و بكل ثقة و بالتالي فرصتها في إبراز شخصيتها كانت أكبر .

بينما كنتُ طفلة بارزة بطبيعتي ، بدايةً من ملامحي الإعتيادية و انتهاء بجرأتي مع الآخرين ، و لكنني لم أفهم يومًا كي أكون حرَّة ، و كيف أتصرَّف بثقة ، و كيف أبتكر الألعاب بلا خجل من تفاهتها ، و كيف أصنع كل شيء بدون اهتمام برأي الآخرين ، مع الأسف كنتُ مسالمة دائمًا ، و هذا لم يساعدني كثيرًا فيما بعد .





كان الوهم بداخلي يكبر ، الناس يقيِّدونني ، يحبون أن يبرزوا مهاراتهم الأمومية تجاهي ، و القوانين دائمًا كانت تُصنع لتستفِزَّ حب استطلاعي ؛ كان هذا هو رأيي !

سرتُ بعينين مغمضتين ، و لم آبه بأي عهود قديمة ، و لا أيِّة مبادئ ، كنتُ أسير فقط و أمام عيناي شيء واحد : يجب أن أصل لحريَّتي و أنالها ! ؛ كانت هذه الإرادة التي أهلكتني .



سقطتُ عشرات المرَّات ، جُرِحَت ركبتاي ، و تأذَّت مفاصلي لعثرات الطريق ، فقدتُ قلبي في آخر محطة نحو حريَّتي و أخيرًا وصلتُ لزنزانة الحرية المقصودة .

ألم أكن أقصدها ؟

بلى و ها أنا أصلها ، كانت المفاجأة كبيرة ، أهذه هي الحرية التي قصدتها !

بكل العفن الذي يتجمَّع حول تفاصيلها ، بكل التمزُّق الذي يلتصق بثوبها ، أظنُّ بأن الحرية لم تكن يومًا هكذا ، لم أقرأ يومًا شيئًا شبيهًا بهذا الحال السيء !

كنتُ أتحرَّك بآلية في أنحاء المكان الذي قصدته ، أرتدي ثوب حريَّة بلون قرمزي ممزَّق و يكشف عن وهن روحي لمشقَّة الطريق ، و لم أكن أستطيع عدم لبس حذاء الباليه الساخر ذاك ، كان شيئًا ما يحرِّكني ، شيء يشبه العقوبة ، أفلم أرتكب جريمة ، فهيَّا إلى العقوبة كما قال ديستوفيسكي .

قبَّعة ؟

لا ، شيء يشبه ستار على المسرح ، سقط على وجوه الأبطال ، هذا ما حدث بعد ارتدائي الثوب القرمزي و حذاء الباليه و القبَّعة التي تخفي مساحة الرؤية بمظلَّتها الممتدة بطول شبر ، لونها أسود و فيها كلمات لم أستطع قراءتها ذلك لأنني عندما ارتديتها كنتُ مسيَّرة ، و عندما استقرَّت على رأسي بدت كأنها شيء لا يُنزَع ، بل بدا لي أنني ما إن أخلعها حتى تخرج معها طبقة شعري و أجزاء من الذاكرة ، فتركتُها تغطيني ، و مضيتُ عرجاء بحذاء الباليه الذي سخر في كل خطوة بصوته الناعم الثعباني ، عمياء بظلال القبعة الملتصقة بشيء من أفكاري الخاوية ، متمايلة مع الريح ، متماوجة مع النسمات ، ثوبي الممزَّق كَشَف للا أحد سواي عن وهن روحي ، خطوتين أو ثلاث كنتُ أمضي بها متلمِّسة سطح الأشياء ، لوح المائدة ، ملمس الدرابزين المزخرف أكانت هناك سلالم ؟!

إلى أين تؤدي ؟

كثير من الوقت مضى في محاولة التناغم مع حال المكان هناك ، و لكن لا شيء ، لم يكن هناك أي تناغم ، بل بدأت أشياء كثيرة بالسوء أكثر ، بدا المكان و كأنه غير صالح للعيش فيه ، و صوت القطار " توووت تووت توت " يأتي مع كل عثرة كتهديد خفي بتذكرة آخر محطَّة قبل المكان المقصود ، و الهواء النقي غدا شحيحًا ، و اختنقت رائحة العفن المختلطة بشيء من دخان القطار الذاهب في كل مرة بلا أيبة ، فجأة أدركتُ أن عليَّ التحرُّك ، و لكن كيف بالنسبة لعمياء عرجاء متماوجة متعثِّرة على الدوام !



عندما مددتُ يدي لأخلع قبعتي بعزم ، بهدوء خرجت و كأن التصاقها وهم ، و لكن الأفكار التي وجدتها في قعرها و التي لم أشعر بألم أثناء إخراجها أكَّدت لي أن التصاقها لم يكن وهمًا أبدًا ، و لكن الوهم هو بقائي هذه المدَّة كلها في خوف من خلعها !

كانت الكلمات التي لم أقرأها في المرة الأولى تقول : ( بحثًا عن الوهم ارتديني ) ! ؛ لم أقرأها .



عندما بدأت أفكُّ أربطة الحذاء بشجاعة أكبر ، بدا أن الحذاء لم يكن يومًا ساخر ، و بدأ ينفكُّ بهدوء و استسلام ، و لكنَّه في النهاية حذاء باليه ، و فهمتُ الفكرة التي أوصلها : كان من المفترض ألا أرتديه نهائيًا إن كنتُ حرَّة حقًا و كرهته !



و لم أتوقَّف كان عليَّ أن أغيِّر هذا الثوب الذي يجعلني في مهبِّ الريح بدون أي استقامة ، ثوبي القديم يعني لي مزيدًا من الوهم ، و ثوبي الممزَّق يعني أوقاتًا طويلة من العرج و العمى و الهشاشة ، كان عليَّ أن أصنع من النباتات المتسلِّقة المرعبة هناك ثوبًا ، هذا ما فهمته حسب لغة المكان .

ثوبًا من نباتات مرعبة !

كنتُ قد بدأته ، سألتُ نفسي هذه المرة : أحقًا أريده ؟

و فجأة وجدتُ الرد على طرف كفَّيَّ : لو أنني أظلُّ بدون ثوب للأبد ما ارتديته ؛ و رميته !

بكيت في الزاوية

نسيت ذكرى الهاوية

انزويت

و تضاءَلَت أفكاري الماضية

ردَّدت مصطلحات الحريَّة

و بعد ثانية

أو أعوامًا تالية

آمنتُ بأنني كنتُ منذ بداية المشوار مجرَّد واهمة .



الثوب الذي كنتُ بحاجته كان ثوبٌ صُنِعَ من تجاربي ، كنتُ أرتديه دومًا ، و لكني لم أتجرأ لحظة واحدة على خلع ذلك الممزَّق لرؤيته ، كانت فرصتي بمعرفته هي لحظة إصرار كسير على التخلي من هذا التمزُّق للأبد ، وقتها وجدته !

بلون بنفسجي ، مرتَّب لكأنما أخرجته الآن من تحت المكواة ، لم يكن مزخرفًا أو مبهجًا جدًا ، كان فقط يعنيني و يمثلني .

كانت مفاجأة تلك التي وصلتُ لها ، عند رؤيتي لثوبي الأبدي ، أكنتُ يومًا بحاجة لمسيرة البحث عن الحرية !

كنتُ دومًا حرَّة ، وحده الوهم من صوَّر لي أنني مقيَّدة في مكان ما .

كانت المفاجأة مؤلمة ، و لكن لم يعد هناك وقت للتألم ، كان عليَّ أن أمضي و أن لا أتخطى حدود الذاكرة لهذه التجربة المريعة ، لأن ما بينها و بين الوهم لم يكن سوى تفكير أكثر و سأعود إليها .







أخيرًا أيُّها الخطُّ الملتهب فلتتوقَّف عن نشر الصقيع المؤذي ، تذكرة المحطَّة الأخيرة لازالت بحوزتي مهما مضيت ، ربما سيكون يومًا عليَّ أن أمزِّقُها ، ربما سأُدرك في لحظة أنه يجب أن أتخلَّص منها ، و لكنني سأحتاج وقتها وهم القبَّعة و حذاء الباليه ، كي تأخذ القبعة ذكرى التذكرة و يسخر الحذاء من خوفي فأنزوي .

ملحوظة : قد لا أعود أبدًا لتلك المقبرة ، كان عليَّ أن لا آخذ التذكرة نهائيًا ، مرَّة أخرى : إما أن أستخدمها يومًا ، أو أتخلَّص منها .



وداعًا يا نوبة الوهن العابرة ، وداعًا بلا عودة .
رائعة الرحلة
سلم المداد وصاحبته
العبرة أكثر روعة ما شاء الله اللهم بارك


أسماء أيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 04:13 AM   #5

warda baghdadia
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية warda baghdadia

? العضوٌ??? » 874
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,424
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » warda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond repute
افتراضي

يا الله مااجمل كلماتك
أتوه فعلا في كلمة اقرا لك وابقى ابحث ككل مرة عن المعاني المخبئة في طيات حروفك
مبدعة مبدعة يا رائعة


warda baghdadia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 11:35 AM   #6

As.wy
 
الصورة الرمزية As.wy

? العضوٌ??? » 462859
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » As.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء أيمن مشاهدة المشاركة
رائعة الرحلة
سلم المداد وصاحبته
العبرة أكثر روعة ما شاء الله اللهم بارك


لكم سُررتُ بكلماتك الحُلوة ، سلَّمك المولى ، و شكرًا لك

🌺


As.wy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 11:37 AM   #7

As.wy
 
الصورة الرمزية As.wy

? العضوٌ??? » 462859
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » As.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond reputeAs.wy has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warda baghdadia مشاهدة المشاركة
يا الله مااجمل كلماتك
أتوه فعلا في كلمة اقرا لك وابقى ابحث ككل مرة عن المعاني المخبئة في طيات حروفك
مبدعة مبدعة يا رائعة



إنني أعتزُّ برأيك ، و أسعدُ بك كثيرًا أيتها الوردة التي لا تذبل .
أتمنى لك سعدًا و سلام 🌸


As.wy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.