آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          78 - القرصان - ماري ويبرلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          237 - عاصفة الصمت - بيني جوردن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أهلاً بكِ في جحيمي للكاتبة الفاتنة: عبير قائد (بيـــرو) *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree10Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-20, 02:33 PM   #81

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي




يتبع الفصل الثالث ..




ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 02:38 PM   #82

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

لم تدري أيهم أشد خطراً ، عينيه اللتان تعصفانِ بغضبٍ هادر هزّ معاقل سكونها وأربك كل خليةٍ مرتعبةً فيها ؟ أم أنفاسه الساخنة القريبة جداً التي تلفح وجهها صيفاً حاراً ؟
أم هو قربه فقط ؟
قربه الأشبه بوقعٍ شُهُبٍ على قلبها الظَليم الذي لم يُبصر نوراً منذ رحل عنها ؟
حارت كيف تُفسر الشعور وهي تُطالع عينيه .. هل تسأله كيف تقلصت المسافة بينهما وصارا قريبين إلى درجة الالتصاق .. أم تسألهُ كيف ذابت يدها في يده ؟
ضاع عقلُها وتلعثمت الكلمات على لسانها .. لم تدري كيف تُرتبها وبأي صوتٍ تَخرج ؟
" اترُك يدي "
شعرت بلسعاتٍ في لسانها وكأن الكلمات غضبى .. تتصارع مع عقلها وتريد أن تخرج " تمسك أكثر" بدلاً من " اترك "..
ابتسم كنان ابتسامةً قاسية شابتها سخريةٌ مريرة وهو يشدد من قبضته بلا رحمة قائلا " لا أتركها حتى تُجيبي"
صمت قليلاً وشدها بطريقةٍ مُفاجئة نحوه وهو يتلمس بأصابعهِ يدها التي يشدد عليها وقال بسخرية " هل تُقرفكِ اللمسات هذه ؟ هل تنفرين الآن ؟ "
همست بنبرةٍ قاتمة وهي تحاول كبت الألم كلما شدد قبضته " اُترك يدي .. ليس من حقك "
هز رأسه نفياً وهو يطالعها تحاول سحب يدها منه بقوةٍ واهنة لا تُجاري القليل حتى من سُلطة يده ..
" لن أفعل "
رفعت عينيها إليه لتشتعل النار في حدقتيه بسهولها الخضراء فيضطرم الجحيم بينهما .. يُرسل إليها تحدياً بأن تجرؤ ألا تجيب .. وهي تهمس مجدداً وقد مدت يدها الأخرى تحاول زحزحة يده بلا جدوى " اترك "
شدد هذه المرة بقوةٍ ساحقة .. لتهدر هي بصوتٍ مرتجف متأوه انبثق من طفولةٍ انسلت من بين يديه " كِنان أنت تؤلمني ! "
أجفل وملامحه ترتعد لإسمه من شفتيها المتأوهة يُقبل مطراً جارفاً على أرضهِ القاحلة منذ سنوات .. حتى فقد الإحساس بكل ماحوله إلا اشتعال المسافة المُتقلصة بينهما وارتخاء قبضته التي لم تفلتها .. تنظر إليه بملامح ذاهلة وهي تعي النبرة القديمة التي خاطبته بها ..
تحدث بصوتٍ يمّر حارقاً عبر حلقه " وأنتِ قتلتني .. " صمت يمرر عينيه ببطء على شفتيها المُرتعشتين .. ومن ثم قربّ رأسه حتى استند على جبينها و همس بعذاب " قوليها مجدداً .. قولي كنان .. يا عدن"
ابتلعت غصة وهي تقاوم الرغبة العارمة أن تتعلق بصدره باكية .. وحدقتيها ترتجفان بشدة لتحديقه المتألم وهي ترمش عدة مرات لتمنع دموعاً تكاد تنهمر بكل مرار قلبيهما .. تحدثت بصوتٍ متهدج وهي تُدير رأسها للجهة الأخرى.. " لا يمكننا الوقوف هكذا " شددت على كلماتها التالية بقسوة تُهلكها " ليس من حقك "
أحس ببرودة تجتاحه ما إن أبعدت جبينها فرفع بصره للسماء يتنهد قائلاً بسخرية " أليس لي اعتبار حقاً ؟ على الأقل أنا الذي استقبلت ذلك الفتى وقرأتُ الفاتحة معه "
أردف بضحكةٍ هازئة " لكن هل قرأتِ أنتِ الفاتحة على موتي يا صغيرة ؟.. واحزري ماذا ؟ "
هز كتفيه قائلاً ببساطة " لقد نزعتُ كل التحضر وكل الرُقيّ الذي عهدتيه يومها .. أصبحت هذا الرجل الذي يحطم عظام يدكِ الآن ويسألُكِ للمرة الأخيرة " هدر بغضب والصبر يرتحل عن سكونه الساخر " أين خاتمكِ الذي كان يلتصق باصبعكِ هذا وكأنكِ ولدتِ به .. فقط .. " تحدث من بين أسنانه بمرارٍ "فقط لتؤكدي بعنجهية مُقيتة انكسار ذاك الذي كان بيننا ؟! "
شعرت أن العالم يميد ويرتج تحت قدميها .. وكل شيء يدور بسرعة رهيبة .. وبعد أن كانت تحاول إفلات يدها من يده .. تمسكت به بقوة تحاول الاستناد .. لكن صوتها خرج مرتعشاً من وسط موجة الدوار " لقد تركته .. تركته وانتهى "
" ماذا ؟ " عقد حاجبيه بشدة وهو يُردف ذاهلاً وقلبه يرتجف " متى .. وكيف لم يخبرني أحد ؟ "
نظرت إليه مُضيقةً عينيها تحاول تبيّن ملامحه التي تشوشت بشدة .. رمشت عدة مرات وهي تحاول استعادة تركيزها .. وردت بنبرة فاقدة للحياة " وما همك ؟ وما هم أحد بي ؟ إنها حياتي .. لذا أعتقد أنه سبب وجيه كي لا تعرف و .. "
خلل أًصابعه في شعره وهو يلعن ملقياً بشتيمةٍ نابية ومن ثم همس من بين أسنانه وهو يقول مقاطعاً " متى ؟ "
أمالت رأسها وهي تحدق فيه بتعب .. وقالت بوهن " ماذا تريد مني ؟.. نحن انتهينا منذ زمن وأنت .... " صمتت وقلبها يئن لتلك الحقيقة والجملة تتم في سريرتها " تزوجت " .. الضعف سار واستفحل فيها ولم تعد قادرة على المجابهة .. ولم تعد قادرة على كتم عَبرات مالحة غرزت شهقات عديدة بصدرها .. فسالت رغماً عن كل مقاومتها ..
حدق بقوة قائلاً " إذاً ، كان هُناك ( نحن ) يوماً .. وليس كما أنكرتي سابقاً "
أجفلت وتوترت حدقتيها لتُبعدها عنه والكلمات تفقدها مجدداً .. خفت صوته وهو يُردف " كان هناك ( نحن ) يا عدن .. لا يزال ما فعلتِهِ أحجية .. أحجية قاتمة لا أستطيع فكها " أمسك بيدها ليحط بها على قلبه ضارباً بها وقال بحرقة " لقد حَملكِ هُنا طفلته .. حتى لمّا ألقيتي بكلماتك السامة تلك .. لم يصدق وشعر أن هنالك قطعة ناقصة في أحجيتك حتى يصدق ! وظلّ يحملكِ طفلته .."
انساب دمعٌ ثقيل أكثر .. وأكثر مُحمّل بذكريات عمرها ..عمرها الذي تستطيع تلخيصه في تسعة عشر عاماً.. والسنوات التي تليها ماهي إلا هباء .. ضربتها موجة أقوى من الدوار حينما لمحت خاتم زواجه في يده التي تحيط بيدها فوق صدره..هزت رأسها نافية قائلةً بتصميمٍ حدّ رقبته كسكينٍ مسموم .. وصوتها خرج مفقود .. كروحها تماماً .. تسمع نفسها ولا تعي إن كان صوتها حتى ! " لم نكن أبداً .. أبداً .."
استحالت قدميها إلى هلام وكلُ شيءٍ يتشوش ويختفي .. أرخت أهدابها أخيراً وجسدها يُعلن استسلامه لهذا اليوم .. تُبصر ملامحه للحظة أخيرة تختلط بظُلمةٍ إلتقمتها ..
فزعت ملامحه وقشرة ثباته الصلبة تصدعت وانبثق قلبه من خلالها هادراً وهو يُسرع بالتقاط خصرها ليُريح رأسها على صدره .. نادى بتلهف وهو يربت على وجنتها " عدن .." نظر إلى وجهها الممتقع وشعر بهشاشة الخصر الصغير بين يديه .. حملها مُسرعاً إلى غرفتها .. يتصارع رعبه على الصغيرة مع قلبه الهادر وهي تلامسه تبثه أعواماً فقدها من الدفء ..دفع الباب ليهل ذلك المحيا الطفوليّ الذي لم يتغير وتلك الرائحة العبقة التي يعشقها ..
مددها على السرير و أزال الوسادة أسفل رأسها ليضعها تحت قدميها لينحصر الفستان الفضفاض كثيراً كاشفاً عن بياض ناصع لساقيها الناعمتين ، فأنزله وهو يلعن في سره بعصبية .. أبعد شعرها المتهدل عن وجهها المُرهق وهو يمسحه بمياهٍ مجاورة على المنضدة ..
سحب كرسياً إلى جانبها بعد أن هدأ لما تهادت أنفاسها الرتيبة إلى سمعه .. همس بابتسامةٍ حانية وأصابعه تألف ملامح منحوتته مجدداً " دائماً ما تجدين سبيلاً للهروب يا عدن "
تنهد بثقل وبصره يمتد إلى أصابعها المرتخية .. والحرة .. .. كيف جرؤت من قبل ألا تكون ؟.. وكيف سمح لها ؟!
قبض كفيه إلى ذقنه ينظر إلى ملامحها المُستكينة .. يتأمل وجهها وهو يشعر بالهم يُثقل مواطن أفكاره .. ما الذي تغير الآن بكونها حرة ؟ .. يتغير كل شيء .. إنها تعود للإنتماء إليه رغماً عنه .. لمّا حملها شعر بجسده ينبض بالحياةِ مجدداً بعد أربع سنواتٍ من الظمأ.. همس وعقله يرمي إليه بذكرى يده التي أحاطت بكف إيليا .. وهو يشعر بنفسهِ تلفظ رماد الهم والحيرة " ماذا تفعلين بي يا صغيرة مجدداً .. متى أستطيع قطع خيطي المُقيد بأًصابعكِ ؟ متى تفكين أغلال عنقي ؟ .."
غفلت حواسه عن تلك التي تصلبت كالتمثال عند الباب يطل رأسها فقط وعينيها غائرتين بالسخطٍ والنقم .. وقلبها ينسحق بالمشهد ويحفر ألآماً حارقة في صدرها ..
تلك اللوحة أمامها ألن تشملها يوماً .. ألن تشملها هو وهي فقط ؟
شعرت بعدم القدرة على القتال وهي محطمة بالأساس .. لقد عادت وظنت أنها يمكن أن تلتجئ لصدره ! اختلجها شعورٌ بالغربة وأرادت أن تنتمي لأحدٍ تعنيه (إيليا ) لشخصها فقط ولكنها أتت و اغترفت من الخيبة ما يُشبعها عمراً طويلاً.. هرولت من أمامِ الغرفة لتنزل مجدداً مُسرعة بقلبٍ نازف وجنونٌ أطاح بعقلها ..تود فقط أن تُنفس عن قهرها بعيداً وحدها .. لتصرخ بما يعتمر تلك الروح من سقمٍ وأسى ..
فور أن تخطت بوابة القصر .. تحولت هرولتها السريعة إلى ركضٍ جنونيّ .. شعرها هاج في الهواء يتناثر بغضب يُماثل سعير روحها .. تركض وتركض ولا تستطيع الهرب من الألم .. لا يُفلت تلابيبها ولا يترك دموع عينيها التي تطايرت في الهواء .. لا تأبه بالظلمة .. وجع قلبها لم يُخْلي مكاناً للخوف .. أبصرت من بعيد أضواء السيارات العديدة التي تمر بسرعة من طريقٍ أخفى البحر فيما وراؤه .. وصلت إليه وهي تُطالع السيارات بغلالة الدموع التي لا تتوقف .. تمُد خطوة إلى الأمام ولا تستطيع تجاوز سرعتهم فترجع خطوة للوراء .. حتى قررت بتهور المُضي معتقدةً أنهم بذلك سيُبطئون من مرورهم .. وفي لمحةٍ واحدة هوى قلبها وضوء السيارة المقتربة بسرعة جنونية ينعكس على جسدها وصوت بوقها يصدح حتى صمّ أذنيها .. أغمضت عينيها وهي ترتجف للنهاية المحتومة حتى شعرت بذراعها يُشد بقوة كادت أن تقتعله واصطدامها بجسدٍ صلب احتضنها ببأسٍ ولهفةِ شديدة وهما يهويان أرضاً على الجانب الآمن من الطريق .. لم يسع صدرها انفجار قلبها بالنبضِ في تلك اللحظة المرعبة وشعرت أنها انفصلت عن العالم وهي تُغمض عينيها بشدة حتى أفاقت على تأوه الجسد تحتها وهو يستقبل الصدمة الشديدة بنتوءات الأرضِ الخشنة .. رفعت رأسها عن صدره بسرعةٍ ورعب ودموعها ترسم أثاراً واضحة على قميصه السماويّ .. شهقت بفزع لما أبصرت إياس أسفلها يُغمض عينيه عاقد الحاجبين بألم .. لكنه فتحهما بسرعة وهو يحدق فيها بنظرةٍ .. .. بنظرةٍ أذهلت عُمق الحاجة في نفسها .. لم تدرِ كيف تُفسر محيا الخوف الخالص في عينيه وهو يستقيم بأنفاسٍ لاهثة بنصفه العلويّ وهي لا زالت بالمعنى الحرفي قابعة فوق قدميه .. أحاط وجهها بيديه وهو يقول بذهولٍ ورعب قطر من كلماته وإبهامه المُستريح على وجنتها يستقبل دموعها اللاهبة

" يا إلهي ! ... يا إلهي ! .. إيلياااا .. يا إلهي "
تلعثمت بقية كلماته وهو يُحدق في محياها الباكِ وجفنيها المتورمين بُحمرة قهرت قلبه الذي هوى كفاية ! أبعد شعرها المُلتصق بوجهها بفعل العرق الذي بلل محياها الرقيق .. وهو يتمتم بنفسٍ متقطع " لا بأس .. أنتِ بخير .. أنتِ بخير "
ارتعشت شفتيها بضعف ودموعها تنساب بسخاء ..
جحظ جسده بالمُفاجئة واستعرت كل خلية فيه.. وهي ترمي بنفسها على صدره تبكي بشهقاتٍ مرتفعة وهي تتشبث بصدره بخوفِ طفلٍ صغير يُريد الاختباء .. رفع بصره للسماء وهو يشعر بعظم الورطة الصغيرة المُرتمية على حجره وصدره .. وكل كيانه .. يا إلهي الرحيم ! لا أتحمل هذه العاصفة .. لا أتحمل ..
لا زالت يديه ترتجفان من هول رعبه عليها لما أبصرها تخطو للطريق السريع بعد ركضِ قرابة السبعة دقائق خلفها حينما هرع بعد أن صفّ سيارته أمام القصر بعشوائية.. لقد ذعرته وأطاحت بعمره في مرآها الراكض بجنون ..
والآن حطت كعاصفةٍ من الربيع على عمره القاحل .. وبإلحاحٍ قهرت كل ثباته وأردت مواطن تحمله وزعزت تباعد ذراعيه ليُحيطها هامساً لنفسه " تباً لكل شيء " ضمها بقوةٍ كادت أن تصهرها فيه .. وللمرة الأولى يصطدم وجهه بشعرها الحريريّ الذي وثب على روحه في أحلامهِ طويلاً .. طويلاً ..
يا ويله من انتفاضة ذلك الجسد بين يديه ..
يا ويل عمره من رائحتها التي تخللت دماؤه للمرةِ الأولى..
لم يدر كم مرّ من الوقت وهي تشهق وتنتفض وتئن كطفلةٍ سلبت لبه .. كان يُربت على ظهرها بنعومةٍ وهو يشعر بالبلل عبر قميصه يلامس جلده .. لم يدري كم مرّ ولم يرغب بمعرفة أي شيء قد يفصله عن تلك اللحظة ..
لكن اللحظات المُسترقة من الزمن كما الأحلام لا تستمر .. تنتهي فتُنهي تلك النشوة والفرحة العابرة وتخطف بريق الروح فتتركها ظلماء مُعتمة ..
هكذا شعر لمّا أحس بسكونها ونفسها الهادئ وهي تُبعد رأسها وجسدها عنه لتحط بركبيتها على الأرض كمن لُسعت .. وشعرها الذي التصق بصدره يمتد كواصلٍ بينهما .. أخفضت عينيها بخفر وهي تمسح وجنتيها بأصابعٍ مرتجفة وروحٍ ضائعة .. وشفتين مرتجفتين .. لا تدري كيف تبرر ماحدث من جنون وقلة عقلٍ منها .. ربآه كيف تعلقت بالرجل هكذا ..
وأي رجل ؟ من بين كل العالم كان إياس ..
كيف يفكر فيها الآن ؟ وكيف أوصلت نفسها لتلك الدرجة من المهانة والحاجة والجنون لأن تُعانق رجلاً غير كنان ؟! يا إلهي ..حل البؤس مقيماً على نظراتها الساهمة ..
وطالع هو تماوج الحزن في عينيها .. فتنهد لزوال السحر .. وعودتهما معاً بارتطام أقوى من سقوطهما السابق إلى الواقع ..
لقد استرق من الخيال لحظاتٍ من الأنانية .. كيف عانقها وصهرها فيه ؟ كيف فعل بفاتنته هذا ؟! و كيف كان سيجرؤَ ألا يفعل وألا يواسي قهرها ؟
تحدث بابتسامةٍ هادئة وهو يسحبها من شرودها عنوة " هل كنتِ في شوقٍ هكذا إلى البحر ؟ "
رفعت نظراتها الخجلى إليه وأصابعها تحفر بنطالها بتوتر وهي تقول بهمس متلعثم " أنا آسفة "
تنهدت وهي تقول بذنبٍ وثقلٍ قاتلين " .. ل .. ل .. تعلم .. ماحدث قبل قليل.. آسفة لا أدري ما الذي حلّ بي الليلة "
نظر إلى الجانب الآخر ليقول بمرح وارى ولع قلبه بما (حدث قبل قليل) لينأى عنها الحرج " وأنا أيضاً لم آتي إلى هنا منذ فترة طويلة .. دعينا نذهب "
ومن ثم أشار إلى كشك صغير على الجانب الآخر من الطريق وأردف " ونشتري المثلجات أيضاً ، ألا زلتِ تُحبينه بالكراميل ؟ "
أجفلت ونظرت له بانبهار ماثل انبهارها بتلك النظرة منه فور أن سقطا .. كيف يتذكر إلى الآن .. كيف تحتل مساحةً من ذاكرته ؟ أومأت له وهي تنفي أية أفكار عن خاطرها ..
فوقف ينفض عنه الغبرات العالقة بملابسه الأنيقة وهز رأسه لناحية البحر وهو يقول " إذاً .. هيا .. وأنا سأتولى مرورنا هذه المرة "
وقفت تتبعه حتى وصلت إلى جانبه وهي تهمس " كيف سنمّر؟ "
ابتسم يبثها الإطمئنان ليمُد لها ذراعه فتمسكت بكم قميصه نافياً عنها الحاجة في أن تتمسك بيده .. لتتنهد براحة وهي تستمع إليه يقول بمرح " نحن تعودنا على هذه المخاطرات حتى أصبحت لدينا خبرة واسعة في المرور ، لا تقلقي أبداً "
وبعد لحظة ، كان يمر بها خطوة وهو يناظر القلق في عينيها وسيارةٌ تمر من أمامها وأخرى من الخلف وهي تشهق وتقفز كقطةٍ صغيرة تلتصق به حيناً وحيناً تنتبه فتبتعد وتُشقيه .. كانا يتوقفان بين خطوة والأخرى حتى عبرا بسلامٍ إلى الجانب الآخر ..
رمقته بانبهار وكأنها تُطالع أحد أبطال الكرتون .. وهي تقول غير مصدقة " لقد مررنا بالفعل ! "
ضحك ملء شدقيه وكل نظرة منها تُصيب روحه المُدلهة بعشقٍ مُستحيل ..
لكن هل تصبر الإستحالة قليلاً .. هل يسمح له العمر ببضعة دقائق مع نجمته البعيدة ؟
قفز إياس بخفة من فوق الصخور العريضة التي تفصل بين الطريق والشاطئ .. وتبعته إيليا التي تسلقتها على مهل .. ودّ لو يحملها ويُفاديها احتكاك جلدها الناعم بإية خشونة تجرحه .. يود الكثير لكن تبقى الإستحالة حائلاً منيعاً بينهما ..
خلعت حذاءها لتسنده إلى إحدى الصخور ..ودفست قدميها في الرمال وأخرجتهما محملتين بالحبيبات التي تغلغلت بين أصابعها .. وأعادت الكَرّة مراتٍ عديدة وهي تُرمق إياس بنظرة ذات معنى ..
بادلها النظر بتساؤل .. فأخفضت بصرها إلى قدميه وهي ترفع حاجبيها الكثيفين ..
" اهااا ، أجل أجل بالطبع " أومأ بابتسامة استحالت إلى ضحكات وهو يتعثر في مشيه بينما يخلع حذاؤه سائلاً " هل الجوارب أيضاً ؟ "
ابتسمت بالمقابل فشّعت روحه وهي تهز رأسها مجيبة " أكيد ، وإلا لِمَ أتينا ؟ "
أتعلم أنها أهلكته بمجرد بسمة ؟ أتعلم كم كان قلبهُ يحتضر لبكاءها .. وكم ّيود لو ينفي السبب مهما كان شخصاً أم جان ! .. يحمل غضباً هائجاً يعتمر في حشاه تجاه من أتعس تلك العينين النجلاوين .. يود لو يفديهما ولا تذرفان مجدداً ..
اقتربا من الكشك المُنخفض عن مستوى الطريقِ وإياس يهتف " يا عم عبد العزيز والله أُحييّ عزيمتك"
بينما رمقته إيليا بغرابةٍ باسمة وهو يُصافح العم من خلف طاولة الطلبات بألفة
ضحك الرجل المُسن وهو يربت على يد إياس بامتنان " والله مرة يغلقوه ومرة نرضيهم بقرشين .. ومرة يمضي الأمر بتوصية منك يا بني .. لا حُرمنا منك "
عبس إياس وقال معاتباً وهو يشد على يده " لا تكرر هذا وإلا لا أخطو هنا مجدداً "
ربت الرجُل مجدداً وهو يبتسم بامتنانٍ خالص .. ومن ثم وجّه بصره إلى إيليا وهو يقول بنظرة آملة " إنها المرة الأولى التي تأتي فيها بصحبة .. وأي صحبة .. إنها الجمال متمثل ! ما شاءالله "
اندفع الدم إلى وجنتيها وهي تتمتم بشكرٍ خافت .. وكاد إياس ينطق " وأي جمال ! إنها حُسن العالم كله ! " لكن الكلمات اُعتقلت خلف شفتيه .. وتأمل الحُمرة الخضباء التي زيّنت الوجه الرخيم .. تابع العم الكلام مازحاً " الحمدلله هناك أمل أنك لن تمضي عمرك أعزباً "
أجفل كلاهما بصدمةٍ أرجفت يد إيليا التي لامست خاتم زواجها بعفوية وهي تقاوم الوجع المُباغَت الذي هاجم معدتها بضراوة لذِكرى ماحدث قبل ساعة ..
زوجها يجالس إمرأة أخرى .. وهي هُنا تتمشى مع رجل آخر ..
لقد تشبعت من الخيبة اليوم حتى التخمة ..
حلت على شفتيها ابتسامة ساخرة .. بينما التقطت عينا إياس تلك اللمسة العفوية للخاتم .. فتجمد وجهه وهو ينقل بصره بعيداً .. لابد للحظة السحر أن تنتهي ..
عالجت إيليا الموقف وهي تتساءل " مافهمته من كلامك أنهم يغلقون الكُشك ، لِمَ يا عم ؟ "
تنهد الرُجل باستياء وهو يرد " كما تعلمين يا ابنتي هذا شاطئٌ غير رسميّ .. غير مسموحٌ بالسباحة أو بالصيد ، وبالتالي وقوفي هُنا مخالف تماماً .. وحتى الشواطئ الرسمية تتطلب تصاريح ومواويل كثيرة .. لكن ماذا نقول .. في النهاية الرزق على الله "
أومأت له بتفهم وابتسامةٍ مُشفقة .. ليقول إياس وهو يُشير للكُتيّب الصغير المُهترئ " ألا توجد مثلجات بالكراميل يا عم عبدالعزيز ؟!"
ضحك المعني وهو يقول " يوجد يا بُني يوجد .. هذا كُتيب مطبوع من الانترنت منظر فقط ، حتى ستجد فيه أسماء خزعبلية والعياذ بالله فرابتشينو وكرابتشينو ، لا أفهم أياً منها "
رفعت إيليا يدها إلى فاهها لتكتم ضحكة عالية كادت أن تفلت منها واستحالت إلى ضحكاتٍ صغيرة خافتة تناثرت كفراشاتٍ ملوّنة دغدغت جمود وجهه .. فنظر إليها إياس ببسمةٍ حانية وهو ينقل أنظاره إلى عبد العزيز قائلاً " إذاً اثنتين بالكراميل يا عم "
استدار الرجل يلتقط البسكويت بخفة وهو يقول " عيوني "
وبعد ثوانٍ ناولهما وهو يتمتم بالعافية .. فامتدت يد إياس لجيبه .. حتى قال عبد العزيز " والله أحمل الكشك وأذهب لو أخرجت قرشاً " نظر إليه إياس بعبوس وكاد يعترض حتى أشار إليهما بيديه " هيا اذهبا اذهبا "
ابتسم إياس شاكراً وهو يعلم جمود رأسه الصلب .. واستدارا عائدين إلى البحر .. وإيليا تلتفت للعم عبد العزيز ملوّحة ..
التقمت المثلجات بتلذذ وهي تهمهم “ لذيييذة ! " ألقت بنظرة جانبية على إياس الذي نظر أمامه بثبات وهو يتناول مثلجاته بشرود .. وتساءلت" كيف عرفت العم عبد العزيز ؟ "..
حانت منه التفاتة إلى وجهها تحديداً شفتيها اللامعتين بالكراميل .. ومن ثم أعاد أنظاره إلى الأمام باستياء وهو يشعر باللهيب يسري عبر جسده .. أجاب بهدوء " أنا آتي إلى هنا كثيراً .. المكان هادئ وفارغ في أغلب الأوقات .. تعرفت إلى الرجل الطيب مرة بعد مرة .. وكان يخفف عن ثقل كاهله بالإفضاء إليّ حتى عرفت قصة حياته بالكامل "
لانت ملامحها وابتسمت بهدوء وهي تردّ " عم عبد العزيز ليس الطيب الوحيد .. أنتَ برغم هدوئك الدائم لديك قلبٌ جميل ....جداً يا إياس "
نظر لها بإجفال لإطرائها المُفاجئ .. لكن وجهها بدا باسماً هادئاً بشكلٍ عاديّ.. بالطبع هي لا تعني أي شيء مما يعتمر في روحه .. لا شيء أبداً .. لأنها مُدلهة بعشقٍ آخر ..
شعر بحرقة في جوفه أذابت المثلجات في يده .. والسخرية حلت بتشفٍ على وجهه للإطراء الأخوي .. هل تدعينه لنفسك يا إيليا ؟
قلبي ليس جميلاً إلا لأنك تسكنينه .. وقد تُفزعك الحقيقة .. وتجعلك تفرين راكضة .. قد تُنفِركِ .. وقد يستحيل قلبي الجميل إلى مسخٍ بشع حينما تعلمين ..
قاطعت أفكاره حينما أردفت بفضول وتردد بينما تُرجع شعرها المنثور بأصابعها المخملية " كيف ..عرفتَ مكاني ؟"
باغتها بسؤالٍ في المقابل " وماذا حلّ بكِ حتى جُننتي راكضة ؟ "
نظر إليها بشيءٍ شابه الغضب .. وهو يستقبل نظراتها الجريحة شظايا أدمته .. إنه يُبصر شيئاً محطماً لا يستطيع لمسه .. يراه ولكن لا يُدرك ماهيته ..
" قلبي -الجميل - يستطيع سماعك .. تستطيعين الإفضاء كالعم عبد العزيز .. وأنا كلي إصغاء.. " رسم ابتسامةٍ زائفة تسترضي الجرح في عينيها ..
التهمت المُتبقي من المثلجات وهي تسهم بنظراتٍ حانقة غضبى .. ومن ثم انحنت لترفع بنطالها قليلاً وهي تتقدم إلى المياه التي اصطدمت بها وغمرتها بالبرودة .. صمتت طويلاً وهي ترقب الأفق البعيد الظليم إلا من نجمةٍ واحدة لمعت بخفوت ..حتى ظنّ أنها لن تتحدث.. إلى أن ألقت بكلماتٍ جامدة على عكس توقعاته " أنا أمر بشيءٍ يُشابه المُضي حافِ القدمين على جمرٍ مُشتعل .. مع وعدٍ أنه في نهاية طريقك عاسر الخطى .. هُنالك يقبع ما تمنيته طويلاً.. "
أظلم وجهه لكلماتها المختصرة التي غلفها الغموض ولهجتها الجامدة .. واشتعل جسده بغضبٍ سقيم وهو يتمنى أن يسبر تلك الأغوار الباكية فيضمها بروحه .. لكنه رد بلهجة مماثلة " ربما .. تُحمّلين قدميك ما لا تطيقان لـ لاشيء .. ربما يلهبك الجمر ويحرقك ولا تلمسين ما أردتي في نهاية الطريق .. "
نظرت له بإجفال وهي تفيق لحقيقة كلامه .. بينما تابع " أجل .. هنالك ذلك الاحتمال أيضاً .. لِمَ تؤرجحين روحك إذاً مابين احتمالين أحدهما يُشقيكِ بقية عمرك ؟ "
تقدم إلى جانبها وهو يُطالع السماء الكاحلة كحظه .. وكقلبها .. وصمتٌ طويل ماج بهما وهسيس الليلة الصامتة يهمس للنسماتِ بأن تحمل عبقها إليه .. سمعها تقول بنعومة وهي تميل رأسها بابتسامة نحوه وشعرها يتناثر للجانب الآخر يلتحم بليله الطويل " إذاً كيف وجدتني يا سيد إياس ؟ "

Lautes flower likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ساهرية ; 08-07-20 الساعة 03:00 PM
ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 02:42 PM   #83

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

" يا إلهي .. كنان ماذا تفعل ؟ وماذا حدث لعدن ؟! "
أفاق كنان من شروده الثابت على أهدابها المرتخية وملامحها المُتعبة ..وتبدد انعقاد حاجبيه مع إقبال حواء التي اقتربت من سرير عدن وهي تمسد شعرها بقلق والتفتت مجدداً بنظراتٍ حادة إليه كمن تود افتراسه .. إنها بالفعل تود قتله .. همست بفحيح وهي تسأل مجدداً " ماذا حدث يا كنان ؟"
كتم تنهيدة ثقيلة وهو يجيبها بلا تعبير " لقد كنا نتحدث .. وفقدت الوعي منذ ساعة ونصف "
شهقت حواء بفزع هادرة " ولم تفق إلى الآن؟! يا إلهي .. "
انحنى إلى الأمام هامساً بحدة " حواء كفي عن الصراخ .. لا تقلقي لقد أفاقت مرتين ..لكنها مرهقة جداً .. تُبصر السقف بلا وعي وتعود للنومِ مجدداً "
عبست حواء وتقوست شفتيها بألم وقلبٍ مُشفق " بالطبع كنت أتوقع هذا .. إنها لم تأكل منذ أيام .. لقد كنت أحشر طعاماً لا يُشبع عصفور بفاهها غصباً. .. "
أبعدت يدها عن رأس عدن لتُشير فجأة إلى كنان باتهام " لكن لا أظن قلة الطعام فقط السبب .. أخبرني ماذا حدث ؟ "
وأردت بسرعة وخشية " وكيف تُجالسها لقرابة الساعتين ؟ كيف يا ابني ! لا يمكن ! ماذا إن رأتك إيليا ؟!"
كانت تُبصر ملامحه التي تزيد قتامة مع كل كلمة وارتجافة فكه وانعقاد حاجبيه .. تعلم كم يعشق عدن ! بل تعلم أنها تتغلغل في كل نفسٍ يدخل جسده .. لكن لا يمكنها أن تكون رحيمة .. هناك إمرأة أخرى دخلت الحكاية .. لا مكان للتصرف بحقارة ..
وقفت وهي تقول " هيا يا كنان .. أنا أستلم مكانك .. سلمت كثيراً "
قبض يديه إلى ذقنه وهو يرفع نظرها إليه قائلاً ببرود " لقد طلبتُ من رضوى تحضير الطعام وإحضاره هنا "
فغرت حواء فاهها وهي تخلل أصابعها في شعرها تشده بجنون " وهل ستطعمها أيضاً ؟؟ يا فرحة خالتي ليندا بك والله "
" لقد اكتسبتِ لهجة شعبية من اختلاطكِ بعُمّال المواقع " لم يستطع كتم ضحكة قصيرة وهو يُلقي كلامه بتعجب .
جحدته شرزاً وهي تقترب قائلة بسأم" ستُصبيني بشلل مبكر .. هيا نخرج ونكمل كلامنا قبل أن تأتي إيليا أو خالتي أو أي حد .. ستفضحنا !! "
ابتسم كنان بقسوةٍ ماثلت تحديقه المعتم بعدن وقال " لن أذهب حتى تفيق وتأكل .. أنا باقٍ يا حواء .. وإن اجتمعت البلد كلها هنا .. أنا باقٍ " شدد على كلماته الأخيرة..
بينما جلست حواء بقلة حيلة تُطالعه بنظراتٍ لائمة ومن ثم قالت بخفوت " ألا تخشى على مشاعر إيليا ؟ لا تظلمها يا كنان.. أرجوك"
هاجمه الذنب بضراوة .. ووعده إليها يحط كسيفٍ ينحر عنقه .. ولكنه القلب .. قلبه السقيم بعشقٍ أشقى عمره .. كيف يتركه الآن ؟ حتى بعد أن نبذته منذ أربعة سنوات .. لم يتركها أبداً فهي أمانته ومسؤوليته.. لم يُفلت حبل الوصل بينهما الذي اكتسى بشوكٍ دامٍ ..
حتى أقبلت هي بغباءٍ وحُمق ووافقت على ذلك الشاب اللعين الذي تقدم إليها .. وحبلها نحر يده .. دفعته دفعاً نحو إيليا بقلبٍ ساخطٍ ناقم .. خطبها خطبة قصيرة ومن ثم عقد قرانه وسافرا .. أراد أن يرتحل عن أي مكان توجد فيه .. أراد أن يقتلها ويقتص من رأسها الأخرق .. أراد أن يهزها ويضمها إلى صدره .. أرادها أن تعود حيث تنتمي .. إليه .
والآن هي تعود أمانته من جديد ...
وهو حتى يموت .. سيستقبل تلك الأمانة بعمره ..
نظر إلى حواء صامتاً وشُحنات غاضبة تندفع منه إليها .. حتى طالعته بتوجس ..
تحدث بشكل مباشر من بين أسنانه " كيف لم أعلم بانفصال عدن عن غاسق ذاك ومتى ؟! "
تنهدت حواء وهي تشعر بتفاقم الأمور نحو الأسوأ وطالعت عدن النائمة بسلامٍ فصلها عن المعركة المحتدمة في ذلك الشخص القابع كتمثالٍ حجريّ إلى جانبها ..
ابتسمت بسخرية قائلة
" تم ذلك بعد سفرك بأسبوع .. لقد كان تنبيهاً صارماً غير مباشر من خالتي ليندا ألا تصلك أخبار (لا تخصك ولا تقلق مضجعك بلا داعِ ) .. المسكينة ظنّت أنك ستطير فور أن تعلم وقلقت على حياتك الزوجية التي لم تبتدئ بعد .. " كادت حواء أن تضحك بسخرية شديدة على حال ليندا في ذلك الوقت .. رغم مرور ثلاثة سنوات حينها على تباعد كنان وعدن .. إلا أن عشق كنان وحمايته لعدن كانت راسخاً بدرجة لا زالت تُقلق أمه ..
بادلها كنان الابتسام الساخر .. حُمّل بمرارٍ دَفَق
على تنغص وجهه بغضبٍ مكتوم " إذاً كانت مسرحية حقيرة أخرى ! لقد تلاعبت بي مجدداً .."
أبعدت أنظارها بعيداً بحزنٍ خيّم على قلبها لحالهما الذي لا يخمد أبداً ..
واستدعى انتباههم تقدم سهر المتعثرة وتخابط الأطباق على طاولةٍ تدفعها أمامها .. قام كنان نحو الباب دون كلمة أخرى .. وسحبه ليُغلقه إلا من مواربة صغيرة استطاع تبين سريرها منه وحواء ترفعها وتُفيقُها .. رأى السهول الخضراء تتفتح بضياع .. تُناظر كل ماحولها بلهفةٍ عاجزة وكأنها تبحث عن شيءٍ ما ..
رآها تستكين أخيراً بشفتين مذمومتين وهي تناظر الطعام بحنق وتستقبل تقريع حواء الذي لا يتوقف ..
ابتعد قليلاً وهو يحفظ صورتها الأخيرة بغضبٍ لائم في مُقلتيه .. ومضى ..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
خطى نحو الشقة الوحيدة في أحد أدوار بناية كستها فخامة مُبهرة في كُلِّ زواية .. اقترب وضغط على الجرسِ .. ولا إجابة..
تنهد يزفر نفساً حاراً وضغط عدة مرات بنفاذِ صبر وهو يسمع همهمة خفيفة بالداخل .. وأخيراً فُتح الباب ليطل فِراس بهيئة مُشعثة وصدرٍ عار وعينين شبه مُغلقتين .. حاول تفادي ضوء الردهة وهو يتحاشاه بذراعه قائلاً بتعجب " كنان ! "
ضربه كنان بقبضته على صدره وهو يقول " ألديك زائرات هذه الليلة يا فتى ؟! "
أفسح له فراس مساحة للدخول ضاحكاً بخفة " استغفر الله ، هل تعرف هذا عني يا أخي ؟ "
ابتسم كنان وهو ينظر إليه نظرات جانبية ساخرة .. حتى تحولت إلى الدهشة وهو يُبصر الحالة المُزرية للشقة .. لوحات تناثرت في كل مكان .. وعلب الألوان والطلاء مُبعثرة بشكلٍ همجيّ إلا من لوحة واحدة لا زالت صامدة على المحمل !
ويتوسط هذا كله ملاءة على الأرض ووسادة ..
حكّ فِراس شعره مبتسماً وهو يراقب تأمل كنان المنبهر .. الذي قال له بعدها " أترسم أم تُحارب ؟! إنها زريبة فنية ! "
تحرك فِراس ليقفز على الملاءة مُستلقياً براحة وهو يطالع كنان قائلاً بتعجب " وكيف تركت القصر وجئت للزريبة ؟ "
تحدث كنان بجمود وهو يقترب من اللوحة على المحمل مُحدقاً " شعرتُ بالاختناق فقط .. المكان ضاق بي "
نظر له فِراس صامتاً وهو يعرف كيف ضاق به .. لن يسعه أي مكان وعدن توجد فيه .. تحدث بمرحٍ وهو يشبك ذراعيه أسفل رأسه " يا رجل لقد مضى يومين فقط على وصولك ، ماذا أفعل أنا القابع معهم هنا ؟! "
تجاهله وهو يتحسس اللوحة بغرابة .. ملامح غير واضحة لوجهٌ غيرَ مُتصل .. عينان اغترفتا عسلاً لاذعاً .. أنفٌ حاد .. وشفاه عابسة .. إلى جانبها وجنة أطرافها مُحترقة بشكلٍ مؤلم نافر ..
ضيق كنان ما بين حاجبيه وهو يتساءل " ما هذا ؟! هل أصاب قلمك الشلل ؟ ألم تستطع توصيل خطوط الوجه ببعضه ؟ وما بال هذا الحرق ؟ "
أغمض فِراس عينيه .. قائلاً بهدوء " تلك ملامح خشيتُ أن أنساها "
وفتحهما مجدداً مُحدقاً في السقف بشرود وأردف " وتماما هكذا .. هي مُبعثرة تماماً "
استلقى كنان إلى جانبه وهو يشعر أن حالة الفنان المخبول قد تلبسته ..
صمت مُحدقاً في السقف قائلاً بلا تعبير " حتى أنتَ لم تخبرني بانتهاء علاقة عدن "
أجابه فِراس بلا مواراة " وما دخلُك ؟ لقد تزوجت ! "
أدار كنان رأسه بمواجهته وأطبق على أسنانه بعصبية وقال " عدن مسؤوليتي يا فِراس ! حقي أن أعرف "
أصدر فِراس صوتاً هازئاً وردّ " لا حقوق لك عليها .. كما هي مسؤولية جدها وأعمامها .. أنت مضيت وتزوجت .. دعها يا كنان "
استقام كنان بنصفه العلوي وهو يضغط على رأسه الذي تنافرت عروقه وبرزت وقال هادراً "وألم تمضي هي قبلي .. ألم توافق على ذلك اللعين مُجابهةً إياي بكل جبروت لعين !! ومن ثم أنتَ تعلم أنهم أبعد ما يكونون عن الإهتمام بها .. أشك أن أحداً من الكِبار ناقشها في قرار الانفصال كعائلة مهتمة حريصة على مصلحتها ! إنها مسؤولة مني مهما حدث ! وحتى أموت يا فراس !!! "
صحح له فِراس بحذرٍ شاب كلماته المقتضبة" تقصد حتى تُسلمها إلى الرجل المناسب الذي يصونها "
أظلم وجه كنان بشدة وهو يضم قبضته ويطبقها في الأرضِ بقوة ومن ثم وجهها إلى قدم فِراس المُرتخية بجانبه صارخاً " اللعنة ! اللعنة !!! "
اعتدل فراس متأوهاً وهو يدلك مكان قبضة كنان " وما ذنبي أنااااا ، كنت مرتاح هانئ في نومي جئتَ كالطامة !!"
عاد كنان للاستلقاء محيطاً عينيه بذراعه قائلاً بخفوت " خفف الأضواء.."
امتثل فراس لكلامه بهدوء وهو يعلم أن النار نشبت واستعرت هذا اليوم بروح أخيه ولن تهدأ إلى حين ..
رفع كنان ذراعه مجدداًوهو يحدق في الظلمة المُدقعة .. الشبيهة بحلكة هذا الوقت دون ضيائه البعيدة عنه أميالاً ..
هي الضياء والنور الذي أعمى مواطن الإبصار فيه عن غيرها ..
ولكنها جرحه النابض الذي يعود لحداثته متوهجاً بالألم كلما مرّ اسمها على خاطره ..
اغتالته الذِكرى بلا رحمة .. حينما سافر للمرة الأولى لوقتٍ طويل - بالنسبة إليهما - إلى لندن ليُباشر استلام الأعمال في الفرع بعد وفاة والدة عدن بسنةٍ واحدة و التي كانت تتولى الأمر هناك وتُسافر من حينٍ لآخر تاركة عدن أمانة لديه .. وكان في كل سفرةٍ لأمها يسترضي حزنها بشتى الطرق .. وإن طلبت قلبه لكان خلعه بنفسٍ راضية .. لقد غاب أسبوعين فقط .. أسبوعين شاقين قاصمين له دون أن يَسرق استبشار يومهِ من وجهها المليح كل صباح .. في يومه الأخير كانت روحه تطير للوطن قبل جسده ..
كان الشوقُ هادراً وهو يُقبل على غرفتها شبه راكضاً غير آبهٍ بأن يراه أحد بقلبٍ متوجس يرتج خوفاً بعد أن خالفت توقعاته ولم يجدها في استقباله في المطار ولا في بهو القصر ..
وقبل أن يطرق الباب .. وجده يُفتح ليراها تُقبل مُرجعةً إليه أنفاسه التي سلبتها قبل أن يُسافر .. بكامل أناقتها وكأنها على وشك الخروج ..
دفعها إلى الداخل ليوارب الباب .. ويُقبل عليها كمطرٍ جارف أغرقها في عناقٍ قويّ وهو يفقد السيطرة على ثباته الذي توعد نفسه به ليحميها من ثورة مشاعره .. عناق ألصق جسدها الصغير ورفعه عن الأرض ليُضرم نار مستعرة على طول قامته .. وهو يهمس " أنتِ بخير .. قلقتُ كثيراً .. لم تستقبليني يا عدني "
لكنّ قلقه لم يهدأ وعدم استجابتها وهدوئها الشديد ويديها المرتاحتين على صدره والتي تدفعانه الآن دقت نواقيس الخطر في رأسه .. ودفعات يدها تزيد قوة وصوتها خرج هامساً " ابتعد ..".. أجفل وتيقظ جسده من خمرته المعسولة .. ليُنزلها أرضاً ويديه لا زالت تحيطان بخصرها وسأل بارتياب مُطالعاً عينيها اللتان تتهربان " صغيرتي .. ما بكِ ؟ " كانت يديها حطتا على يديه دفعتهما بقوة من على خصرها وكأنها تلفظ حشرة عالقة .. وهي تقول بصوتٍ متحشرجٍ بارد " لا تلمسني مجدداً .. بعد إذنك "
وخطت خطوة لتتجاوزه .. وصدمة بالغة ترتسم على محياه بينما يُدرك تجاوزها .. أمسكها من ذراعها دون أن يستدير ليُعيدها أمامه وقلبه يهدر رعباً وهو يقول مضيقاً مابين حاجبيه ويده تمتد إلى وجنتها " عدن .. لا تقتلينني خوفاً .. ماذا بكِ ؟" لوهلة تجمد جسده وتوقف الزمن واستيعابه يرتج رفضاً لِما حدث الآن..
هل صفعت يده قبل أن تحط على وجنتها ؟
هل استحالت سهولها الخضراء إلى شتاءٍ ساقع ؟
قالت مشددة على حروفها وهي تهمس بقسوة" قلت لك لا تلمسني !!! ألا تفهم ؟!"
قست عينيه وأسئلة كثيرة تعصف بذهنه دفعته ليهدر " هل هذه مزحة ما ليست من طباعك ؟ قفي الآن وحدثيني كالعاقلين .. ماذا حدث !! لقد هاتفتك البارحة فقط وكان كل شيء بخير !"
بسمت بسخرية مُقيتة وهي تبتعد إلى الوراء قائلة" أود أن أفهم ما مشكلتك الآن ؟ أ لأني طلبت ألا تلمسني فقط ؟ "
رفع يده إلى جبهته بغير تصديق يشعر أنه سيفقد .. بل فقد عقله قلقاً وهو يراها تستحيل لشخصٍ غريب .. عدنه تتصرف بما ينافي شخصيتها تماماً..
تنهد قائلا بصبر " مشكلتي أنك تتصرفين بغرابة ، أرجوكِ لا تفقديني أعصابي أكثر ! "
أبعدت ناظريها نحو الباب وهي تخطو مجدداً تُظهر تجاهل متعمد أحرقه إلى أن زمجر هادراً ويداه تمتادن لتعتقلا ذراعيها " عدن قفي !! "
صرخت هي بالمقابل وجسدها يرتعد بين يديه غضباً " أنا أنفر مِنك .. ابتعد عني ولا تقترب أيها المقرف .. ألم تكتف بعد من استغلالي ؟ "
وكأن ألآف الأصوات صدحت بأذنيه حتى صمّته .. وألآف الأشواك غُرِزت بجسده فأدمته .. وألآف الأغلال كسرت عُنقه وانتزعت أنفاسه وأماتته ..
جَمُدت يداه وارتختا من على ذراعيها .. وملامحه المشدوهة عجزت ذاكرته الآن عن تصورها بالكامل ..
قام من جانب فِراس الذي غط في النوم كالملُسوع ولَظى حارق يميج بروحه .. توّجه إلى غرفة مُغلقة وولج إليها باحثاً عن لوحة بعينها ..
أزاح عنها الغطاء الأبيض المُكتس بالأغبرة .. لتظهر عدن مُرتسمة بكُل فتنتها وهشاشتها وعلى جوانب اللوحة يتناثر زهر الهندباء المماثل لروحِها .. تأملها بعينين اتقدت الذكرى فيهما بنارٍ أذابت أحشاؤه .. تلك كانت هديته التي لم تُهدى لميلادها التاسع عشر يُرافقها الخاتم الذي سيوصم انتماءها لهُ رسمياً ..
لقد كان ينتوي الأمر في ميلادها الثامن عشر ولكن وفاة أمها حلت كالكارثة عليها في ذلك الوقت .. ولما كان يسترضي حزنها في سفرها .. لم يفطن حينها كيف يسترضيها هذه المرة في سفرها الأبديّ ؟ فعاملها برقة نسمات الهواء للهندباء طيلة سنة .
وحتى ذاك اليوم المشؤوم قبيل ميلادها التاسع عشر الذي بترت فيه أمآله بقسوة لم يعهدها .. لكنه بعدها لم يهدأ والتف حولها كالذليل يُريد معرفة السبب .. الخطأ .. بما أخطأت يا عدني ؟
تحسس وجهها الباسم بأصابعٍ قاسية ومُقلتيه تأسر دمعاً حارقاً وهو يهمس " ما أُحجيتكِ يا صغيرة؟"
..................
وقفت أمها ترقبها بنظراتٍ خامدة دون أية تعبير .. تنهدت ديما وهي تعقد وشاح رقبتها الخفيف بشكلٍ عمليّ على حلتها الرسمية .. بنطال أسود وبلوزة بيضاء رقيقة بأكمامٍ سترت ذراعيها بالكامل .. وأسدلت شعرها البُنيّ كعادتها ليُخفي بكثافته أطراف وجنتيها .. نظرت إلى أمها التي غزت وجهها تجاعيدٌ وليدة تستند إلى الباب ولا تنفك تجحدها بنظراتٍ هادئة .. لكن في باطنها سخطٌ كبير ..
بسمت بارتجاف تُحاول استعطاف رضا أمها واستمداد القوة منه قائلة " إلى متى سترقبينني هكذا ، هل أبدو جميلة لهذا الحد ؟ "
لم تجد غير دوّي صوتها يتبعه ذات الصمت ..
تنهدت وهي تقترب من أمها مُلقية رأسها على كتفها وهي تتشبث بظهرها قائلةً برجاء " ابتسمي يا أمي.. أرجوكِ قولي شيئاً .. أنا متعبة وأحتاج دَفعة منك "
تحدثت أمها بوجوم " لن تتعبي بعد الآن وأنت تحتلين مكتباً وثيراً من دماء أبيكِ "
قصمت الجملة عود الصلابة التي تستند إليه بوهن .. فقست نظراتها وابتعدت تُلملم شظايا خاطرها المُحطم الذي أدمى أصابعها وأسال أدمُع بلعتها بإباء وهي تتجه إلى باب الشقة .. تترنح ..
طوال الطريق تستند إلى نافذة الحافلة تُناظر كل شيء يمر حولها سريعاً .. وشردت تُطالع السماء برقبةٍ مرفوعة وقلبٍ مكسور .. تُناجي أباها بحاجة .. " ليتك هنا تضمني إلى صدرك الحاني .. ليتك تربت على روحي المشوهة يا أبي .. "
انتبهت لوقوف الحافلة بقرب المحطة .. لتترجل بسرعة مُراقبةً الساعة الملتفة حولها معصمها كل دقيقة .. الشركة تبعد عن محطة الحافلات قرابة العشر دقائق .. إنها تملك الحظ الأتعس في العالم فيما يخص المواصلات ..
نظرت إلى حذائها ذي الكعب العالي نسبياً وهي تزفر بتعب .. كيف نسيت المسافة التي تحتاج حذاءً رياضياً !
وعلى بُعدٍ ليس بالكبير ..
بُهِت فِراس الذي مرّ بسيارته إلى جانبها عندما لمح الملامح الحادة المتأففة .. نظر بانبهار وتفاجؤ وأصابعه تضرب على المقود بتناغم وابتسامة عريضة تشق وجهه .. لينطلق نحو الشركة وخطوط اللوحة تتبعثر وتتصل بحماسٍ واستمرار في رأسه..
ركن سيارته وعينيه مُعلقتين على الطريق المؤدي لبوابة الشركة .. حتى تراءت له أخيراً مُقتربة بانعقاد حاجبيها الذي لا يهدأ .. كُل شيء فيها هفهاف جداً .. وحتى خصلات شعرها الغزير التي تتطاير على وجهها بخفة ونعومة ..
تُرى أهي قادمة لعدن مجدداً ؟ طالع ساعته مُتعجباً لوقت قدومها .. لقد أبكر بالمجيء بعد أن قضّ كنان مضجعه وفكّر أن يأتي ويكمل نومه على إحدى أرائك مكتبه الوثيرة .. لكن لِمَ هي مُبكرة؟
وبدون تردد رفع هاتفه ليتصل بعدن مُتسائلاً .. لكن الرنين استمر دون إجابة ..
زفر وهو يقلب في الأسماء ليتصل بحواء .. التي ردت " أجل ؟! " أبعد الهاتف عن أذنه قليلاً وحاجبيه ينعقدان بانزعاج وأصواتٌ عالية تصدح كادت تُصيبه بالصمم.. تساءل قائل بتذمر اً " حواء ماتلك الأصوات ؟! " .. سمعها تصرخ قائلة " ماذا ؟؟ ارفع صوتك ؟! "
تنهد بغضب وأغلق في وجهها ليُراسلها كتابةً قائلاً بشكل مُباشر " هل أتت عدن للشركة ؟ "
ثوانٍ ووصلته رسالة " لقد ذهبتُ للموقع باكراً ومررت عليها وقالت أنها ستتأخر .."
زاد الارتياب في نفسه وهو يرقبها باسماً بحماس وهو يخرج من سيارتهِ يراها تلج إلى الشركة .. أسرع الخطى ليلحقها .. ورآها تستقل المصعد الذي أضاءت أنواره حتى الدور الخامس .. إنه قسم المحاسبة !
استقل المصعد الآخر .. وتراءى له الموظفون لا زالوا يبتدئون العمل .. ويجلسون إلى مكاتبهم .. جال بنظره حتى أبصرها من بعيد خلف مكتبٍ زُجاجيّ تحادث سكرتيرة مدير القسم .. اقترب بخطىً بطيئة يرقبها كالنمر .. إيماءاتها وكلماتها المقتضبة الخفيفة .. لم يهتم لنظرات الموظفين الذين طالعوه باستغراب لوجوده في هذا الوقت .. تابع خطاه نحو المكتب ليجدها تخرج .. نظراتها ثابتة على نقطةٍ محددة أمامها لا تحيد بناظريها أبداً .. مرّت بجانبه تماماً ولم تُلاحظه حتى ..
تنهد وتلك المرأة تشغل خاطره بشكلٍ لم يسبق له .. دلف نحو السكرتيرة التي ابتسمت ببلاهة ووقفت لقدومه الغير متوقع ..
أشار لها بالجلوس وهو يحتل مقعداً أمام مكتبها مُتسائلاً " هل وصل السيد مُهاب ؟ "
هزت رأسها نفياً وهي تقول " أبلغني بتأخره لنصف ساعة في زحمة السير "
همهم فِراس وهو يُبدي لامبالاة مزيفة قائلا " ومن تلك التي خرجت ..؟ لا آلف وجهها "
شبكت السكرتيرة أصابعها وهي تقول باستغراب " تُدعى ديما حسن الحداد .. السيد مُهاب هاتفني البارحة مساءً وأوصى بإضافة اسمها لأولى المواعيد المهمة .. "
أومأ لها فراس بتفهم وداخله يبتسم بخفوت .. بينما تعجبت هي لاستمرار جلوسه .. وعلقت نظراته على ارتخائه وابتسامته الجانبية .. فبادلها التعجب قائلا " ماذا ؟ سأنتظر السيد مُهاب "
خفضت أنظارها بسرعة واحترام وهي تقول بخفوت " بالطبع "
....
أجلت عدن حلقها المحتقن ببكاءِ أحلامٍ عديدة لم تُفارقها الليلة الماضية وهي تُبصر إيليا في الردهة تخرج من غرفتها .. حاولت أن تُصدر صوتاً متزناً ليس بالمهتز ولا المُرتعش بذنب ماحدث البارحة ولا بذكرى الأحلام التي راودتها عنه وعبثت بسكون قلبها .. قالت أخيراً بخفوت " صباحُ الخير .."
كادت أن تمر وتكمل طريقها .. إلا أن النداء القاتم استوقفها" عدن .."
استدرات عدن إليها تجابه العينين اللتان حدقتا بمعنى فاقدٍ للحياة .. كتفت إيليا ذراعيها وهي تقول بنبرةٍ قاسية " ألم تكبري على الحاجة إلى جليس ؟"
عقدت عدن حاجبيها بتساؤل قائلة " عفواً ، لم أفهم ؟ "
صدرت عن إيليا ضحكة مُرّة ساخرة وهي تقول " بالطبع الأميرة النائمة .. لقد أتيتُ البارحة وزوجي يُجالسك .. "
شددت على لفظ زوجي ليُمر كخيطٍ لاسع بأُذنيّ عدن التي اتسعت عينيها بدهشة .. أكانت أحلام يقظة .. أكان إلى جانبها فعلاً!
توترت حدقتيها وهي لا تجد الكلمات المُناسبة .. وهمست " لقد كان حادثاً فقط .. أنا آسفة"
ردّت إيليا بصوتٍ جامد " لا تعتذري .. فقط ابتعدي عنا أرجوكِ .. لا تقومي بأية حركات توقظ التزامه المعهود نحوك ! "
إن الأرض لا تسع الآن اللظى المارة بغور القلب .. ولا هي بواسعة لدمعِ الذكرى يوم كان زوجها ذاك الذي تختال به .. حبيبها هي .. وضياء عمرها كله الذي تختصره في ثنايا يديه وأصابعه التي حفرت طُرقاً عميقة على وجهها .. بعمق الحب الذي كان بينهما ..
إن شيئاً لا يسع ارتجافة قلبها الذليلة .. وهي ترى كنان يُقبل الآن من بعيد .. حتى اقترب منهما لتحط يده على كتف إيليا مقرباً إياها منه ومُلقياً كلامه بنبرةٍ عادية " صباحُ الخير .. كيف حالك الآن يا عدن ؟ "
حالُها ؟
لا تسأل وقد قتلها سهمك الحارق .
.......
جلس فِراس براحة على إحدى الأرائك مكتفاً ذراعيه واضعاً قدماً فوق الأخرى وقال بنبرةٍ عملية" علينا مناقشة بعض الحسابات بشكلٍ عاجل يا سيد مُهاب .. "
نظر له مهاب الذي خطّ الشيب رأسه وردّ معترضاً" لكن يا سيد فراس لديّ الآن مقابلة عاجلة بتوصية خاصة من الآنسة عدن .. لا يمكنني تأخيرها أكثر من ذلك "
أومأ فِراس بتفهم وهو يرفع ذراعيه قائلاً بخفة " يمكنك استقبال ضيوفك وأنا أنتظر .. " صمت لثانية وتابع مؤكداً " هُنا "..
نظر إليه مُهاب بارتيابٍ من حاله الغريب وقدومه المُبكر وإصراره على المناقشة بشكلٍ عاجل .. كل هذا الاهتمام بالعمل ليس من طباعه أبداً..
لكنه أومأ بقلة حيلة ..
بعد دقائق دلفت السكرتيرة برفقتها ديما .. تخطو ببهاءٍ وتلك النظرات الثابتة تستفز الاهتمامَ فيه .. صافحت السيد مُهاب باحترام وابتسامةٍ رسمية وهي تتخذ مقعداً أمامه ..
وما إن جلست ورفعت أنظارها حتى اصطدمت بالعينين المتمعنتين للجالس عالأريكة المقابلة .. بهتت ابتسامتها حتى اختفت تماماً وهي ترفع حاجبيها بتعجب لابتسامته الجانبية .. ماذا يفعل هذا هنا ؟!
" آنسة ديما ، ماذا تشربين ؟ "
التفتت إلى مُهاب بسرعة والتف شعرها معها .. ضارباً نبضاً غريباً بصدره .. وعينيه تنحدران على بشرتها الناصعة التي ظهرت بغير قصد مابين وشاح رقبتها وأول زر من بلوزتها ..
ابتسمت مُجاملة وقالت بهدوء" لا شيء ، شُكراً "
صرف السكرتيرة ليتوّجه إليها بادئاً بالكلام بعملية وهو يقول " أخبرتني الآنسة عدن بضرورة تسلمك العمل بدايةً من اليوم .. "
أومأت له ديما بهدوء .. بينما ضيّق فِراس مابين حاجبيه .. لم يتوقع أن الأمرَ يخُص وظيفة ..
أردف مُهاب وهو ينظر إلى جدول الموظفين أمامه على الحاسب " في الحقيقة الأسبوع الأول سيكون تدريب على العمل وبيئته وسيُرافقك في التدريب الأستاذ مُحمد .. "
قاطعه فِراس وهو يقوم بهامته الطويلة .. مُقترباً من المكتب ليجلس أمام ديما مباشرةً محدقاً بجراءة قائلاً " لم أعهدك توظف أحداً بدون مقابلة وتقرير سيرة ذاتية طويل "
تنحنح مُهاب وهو يقول بنبرةٍ شابها توتر طفيف " إنها ترشيح الآنسة عدن .. لا داعي للإجراءات الشكلية "
تجمدت ملامح ديما وهي تُطالعه بكُرهٍ كسى نظراتها النارية نحوه .. وهو يبتسم أكثر .. وفضوله يشتعل كلما استقبل شحنات سلبية منها .. لاذعة تُثيره جداً ..
تحدث قائلاً وقد محى ابتسامته تدريجياً ليخاطبها بنبرةٍ عملية " ما مؤهلاتك يا آنسة ديما ؟ وخبراتك السابقة ؟ "
تحدته بنظراتٍ ساخرة وهي تقول بنفس نبرته " أظنك تقلل من شأن السيد مُهاب بتدخلك الغير ضروريّ.."
اتسعت عينا مُهاب برهبة لطريقتها الفظة مع فِراس وتوقع أن يستشيط غضباً وهو يشعر بالشرر يتطاير بينهما ..
لكنه ولدهشته رأى فِراس يبتسم ويُرجع ظهره إلى المقعد موجهاً كلامه إليه " ما رأيك يا سيد مُهاب ، هل يحق لمجلس الإدارة التدخل وإن كان غير ضروريّ "
ازدرد مُهاب ريقه بتوتر وهو يومئ .. لاعناً في سره المناصب الوراثية التي تجعل أعناق موظفين كبار العمر والشأن تحت قبضة حفنة من الأطفال .. " بالطبع يا سيد فِراس .. ولا يمكن أن يكون تدخلك غير ضروريّ "
ابتسم برضى وهو يشير إلى ديما بحاجبيه .. وبادلته الابتسام الهازئ وهي لا تشعر بالدهشة من موقف مُهاب .. بالطبع لابد للجميع أن يكونوا كلاباً أوفياء لأصحاب المناصب الأعلى .. وأن يهزوا ذيولهم بمنتهى الطاعة ..
لكنها تحدثت أخيراً مُوّجهة أنظارها نحو مُهاب مُتجاهلة الوجود البغيض للكائن بمواجهتها .. " أنا خريجة كلية التجارة منذ خمس سنوات بتقدير عام امتياز .. للأسف لا توجد لديّ خبرات بارزة في شركاتٍ معروفة .. ولكني بالطبع تمرست في مجالي ولديّ خبرة واسعة ببرامج المُحاسبة "
هل كان يستمع لها ؟ لا ..
كان يتروى صبراً في كل تفصيلةٍ من وجهها الدقيق .. يَتدبر وكأنما يلمس الحُسن فيها فيأسره .. يقبض على أصابعه حتى لا يتحسس الفن الذي ولّد الطبيعة في وجهها.. فتلك نحلاتٌ الآن توّجَه من العسل المصبوب في مقلتيها في نظراتٍ حادة بعد أن أنهت إجابتها فتلسعه وتُطلق النشوة في دمائه .. وهناك أحمرُ الشفق ينطبع على شفتيها المذمومتين بضيق فعكس روحَ المساء الصافِ على صباحه ..
ودّ لو أن أمواج الحناء العاتية تبتعد لتكشف عن الزهر المزروع في وجنتها .. ذاك الزهر متماوج الألوان ..
كيف فُتن هكذا .. فقط لما دقق فيها للمرة الثانية ؟
كانت تنظر إليه ولوهلة استشفى خوفاً اكتسى بتساؤلٍ في نظراتها ..
هل تلبسته روح الفنان المخبول حقاً كما يُطلق عليه كنان دائماً .. هل أخافتها النار التي اشتعلت في عينيه المُحدقة ؟ أغمضها لينفض عنه أفكاره التي استرسلت بعيداً ولينزع عنها تساؤلها وهو يقول بثقل باسم " مرحباً بكِ معنا آنسة ديما"

Lautes flower likes this.

ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 02:49 PM   #84

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة ممتعة أحبتي

وأتمنى أن تٌشاركونني بأرآئكم في سير الأحداث والشخصيات لأنها تهمني جداً
وبالمناسبة هذه صورة لزهر الهندباء اللي جننا بيها كنان


ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 03:53 PM   #85

غادة.
 
الصورة الرمزية غادة.

? العضوٌ??? » 474077
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » غادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond repute
افتراضي

مرررررحباا 😎 لي عوده
ترى احجز اول تعليق 💃💃💃


غادة. غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 05:50 PM   #86

غادة.
 
الصورة الرمزية غادة.

? العضوٌ??? » 474077
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » غادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond repute
Rewitysmile9

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية مشاهدة المشاركة


يتبع الفصل الثالث ..
ماذا اقول لعد الذي قيل ♥ ماشاءالله ثاني تصميم ياخذ قلبي 💃

الان كنان بنى حصونه ببقاءه مع ايليا وفي لحظه هدمت تلك الحصون ف ثانيه واقل تدمر كل شئ
اعتقد انه كان مشحونا بالغضب -حتي لحظة الخاتم - معتقدا ان عدن مازالت مخطوبه واعتقد الان ان كل الموازين انقلبت لديه وكما قال انها اصحبت حره ف عادت ملكه!
حتي قبل هذه اللخظه كنت اظن ان كنان لا يستغل ايليا وانها من مجريات الحكايه ف محاولته لنسيان عدنه وانه تعرض لانتقادات مبالغ فيها ولكن الان انضم لتلك الانتقادات واقول انه فعلا يستغل ايليا ف هي الحصن والسلاح الذي يقف وراءه ف حربه مع عدن
ولكن الان بانقلاب الموازين لديه لا نعرف ما الذي سيفعله معهما فهو بالفعل يعذب ايليا ويستغل حبها اللعين له 😏
اذا كان والد كنان هو المتسبب ف وفاة والد عدن فما دخل كنان بالامر ولماذا تصب جام غضبها عليه اليس من الاولي ان تبحث عن الحقيقه! ام انها ابعدت كنان عن طريقها لتخطط وتنتقم بدون عوائق
وحتي لو فكرت ف الانتقام أوليس الحادث كان حادثا غير مقصودا وكان الرجل ثملا ام انه تعمد فعلا قتل اخيه؟
اعتقد ان كنان مظلوم من قبلها🤦🏻‍♀ وانها بكل جنون دمرت حبهما من اجل الانتقام لو كان كذلك وانها معذورة ايضا ف ذلك
وعدم ظهور الجد ف الصوره حتي الان يتضح انه سرا كبيرا يجعلنا نتشوق للاتي🤔
دمتي بود 🌺


غادة. غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 05:58 PM   #87

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلين فصل رائع وجميل جدا ومميز الاحداث عم بتسير بطريقه بطيئه وجميله وارجع واقول اسلوبك في السرد بجنن والان نبدا ايليا ما حبيتها ابنوب ولا راح اتعاطف معها لانو هي اللي عامل بحاله هيك مافي ولا ذرت كرامه مافي شي لتخسروا لما تصمم انو تحاف ولو على جزءصغير من كرمتها متى راح تبقى هيك تسرق وتتمسك بشي مو الها حتى لو تمم الجواز راح يبقى شي مفقود بينتهن الاثنين وهاد راح ياثر سلبا عليهم ذات نفيسهم اما كنان للاسف استسلاممن اول مواجه ليش ما حاول يعرف سبب تغير عدن ومن وراء هذا التغيير ما صدق خطبة راح دغري خطب والان باي حق جاي يفك الاحجيه بعد ما الفاس وقع بالراس شو راح يستفاد غير وجع القلوب كلها واي حمايه اللي بعدكل هاي لسنين جاي يدور عليها اما اياس غبي لانك حبيت وحده ما بتستاهل حبك رغم انو هاد الشيء ليس بيداك فراس الله حباب كتيير وراح يتعب مع المعقده دديما لانها بتكره كل عائلتو بسبب اللي عملوا بعائلتها اما عدن شو السر اللي مخبيتو راح يكون بيكر لهيك تركة كنان ورغم انو مازالت وفيه بحبها الو بس راح تصمد وماراح تضعف ولا اكيد راح تتزوج لانو ماراح تظلم الطرف الاخر لهيك فسخة خطبتها اما حواء حبيت شخصيتها واخلاصها لصديقه الطفوله حلو كتير شخصيتها بجد لسا في غموض وتشويق بالاحادث ناطرين على نار يسلمو عى تعبك ومجهودك الجبار

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-07-20, 07:17 PM   #88

houda4

? العضوٌ??? » 389949
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » houda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل في القمة بوركتي عزيزتي
عدن وكنان les âmes sœurs maudits 🥺 للاسف يعشقان بعضهما البعض لكن ماض اليم يفرقهما للان لم تتضح معللين هذا الماضي
اظن ان عدن اكتشفت شيء يتعلق بالماضي ولا استبعد ان ام كنان تهددها وهي سبب في خراب هذه العلاقة المل وارد
ناتي لايليا 😏 من المستحيل اني اتعاطف معها من ترضي انها تبقى مع رجل يعيش معها لثلاث سنوات برابط اخوة وليس زواج لا تستحق التقدير حقا
اضافة الى انها كانت تعلم من قبل مشاعر كنان ولم يوهمها لكن هي ظنت ان بجمالها ودهائها كمرأة وانثى ستوقعه في شباكها
لكن للاسف كنان عاااااااشق لا يرى امرأة الى عدن من حسن حظه وسوء حظك 😂
موقفها ضد عدن لم يعجبني ابداااا فزوجكي من كان يجالس عدن وليس العكس ان اردتي محاسبة اي شخص فحسابي زوجكي فقط 😏
اعجبتني جدا شخصية ديما ومناوشاتها مع فراس الفنان
اياس شخصية جميلة حقا لكن صراحة يستاهل شخص احسن من ايليا التي تجري وراء سراب


houda4 غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 09:48 PM   #89

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

ماشاء الله الرواية جميلة واسلوبك اجمل
تسلم ايدك


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 10:23 PM   #90

غادة.
 
الصورة الرمزية غادة.

? العضوٌ??? » 474077
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » غادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond reputeغادة. has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏غادة., ‏م ام زياد, ‏Sara Ali❤


غادة. غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.