آخر 10 مشاركات
309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > القسم الأدبي > اخترت لروايتي

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-20, 07:10 PM   #1

ابتسام عمروي

? العضوٌ??? » 476353
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » ابتسام عمروي is on a distinguished road
افتراضي الأرض المحفوظة

كان الطريق جافا، والزحام في كل رقعة من العالم، كانت المياه العذبة التي ترنو إلى سماء تتبدد مختلفة مع كل موسم ناذرة وباهظة الثمن، ولم تعد هناك أية مساحات خضراء تذكر إلا القليل منها. والحرارة تحرق أطراف كل بشري يستأجر سيارة للمبيت، وكوكب الأرض يشهد طفرة من التزايد السكاني المهول، اقتضى من كبار المسيطرين في العالم أن يغيروا قوانين التسيير لتعود أكثر جزرا وصرامة، في حق كل من أجرم ولو بجرم صغير، في حق كل من خالف أدنى المخالفات، ليس أمر بأن يجس في السجن بل بأن يعدم، كل من يصرق رغيف خبز صغير يقتل تنفيدا للحكم، كل من يلد أكثر من طفل أو توأم يسقط جسمه مكفهرا في مكانه بعدما تصل الرصاصة مباشرة إلى قلبه الذي كان منذ قليل ينبض بالحياة، يقتل الأبوان وأطفالهما.
كان التخلص من العرق البشري هو الحل المناسب والمتاح، لم تكن هناك حلول بديلة وإلا فنهاية العالم كادت على وشك البدء!
كان الناس يشترون أقنعة مضخة للأكسجين، وكل من ليس له إمكانية تسديد ثمن القناع يزحف في مكانه في غير تماسك إلى أن يلتقطه الموت، فيصير في عداد الموتى.
ولدت ألكسا يوم كان القرار المفاجئ والرائع بالنسبة لكل البشر في العالم، اليوم الذي سيجد فيه خبراء الفلك كوكبا شبيها بكوكب الأرض، كوكبا قاموا بتسميته كوكب جولبيتون، كان كل الناس في سعادة عارمة ينتظرون بفارغ الصبر متى ستنتهي مشأمة القوانين القاسية، متى سيعم السلام من جديد وستهب اقتصادات العالم إلى أولها صاعدة ومستقرة، مدركين صعوبة الوضع وطول المدة التي يقتضي استغراقها.
ذهب طاقم من المهندسين والخبراء لتفتيش بقاع الكوكب، فوجدوا حفرا صغيرة وغريبة، كانت المياه خضراء، والأفرشة العشبية والشجيرات برتقالية اللون، والسماء بنفسيجية، كان الأكسجين يتواجد في الهواء والمياه وفيرة وبنفس عذوبة مياه كوكب الأرض وبنفس المكونات الجزيئية التي تحتويها. عالم متكامل ثان يستعد بنو البشر إلى تعميره للعيش بين أحضانه بعيدا بآلاف السنين الضوئية عن كوكب الأرض وعن درب التبانة، كان عليهم السكن فيه شريطة أن يعتنوا به حق الإعتناء، عناية تفوق العناية السابقة، لمدة خمس سنوات إنهمك المهندسون ببناء العديد من البنايات الشاهقة والمصانع الصديقة للبيئة والمدارس والمنشئات والمرافق والحدائق والمستوصفات والمناجم والسجون ومخافر الشرطة والمرافئ والشركات والبنوك وكل ما يستلزم الإنسان في حياته اليومية، انتقل الربع الأول من عدد البشر منذ السنة الأولى حيث لم يكن هناك أية مرافق وكانوا ينامون على الأرض ويقطفون من الثمار المتنوعة التي تتواجد بالمكان. وفي السنة الخامسة استدعي الربع الثاني، والذي كان من بينهم أليكسا وأمها، تعمل أم أليكسا صحفية في مركز للتحرير وأبوها يشتغل عميدا في الإستخبارات الأمريكية بواشنطن. أبوا أليكسا مطلقين منذ شهرين بسبب التوتر الذي أصابهما فصارا لا يتفهمان البتة، وكل منهما يشتكي من حياته المملة والصعبة فقررا الإنفصال، بقيت أليكسا مع أمها اللتين بعثتا مع الجموع على متن مركبة سرعتها هائلة وخيالية، تعبر سقف ثقوب سوداء توصل إليها سكان الأرض، حملتهما إلى الكوكب مع كل تلك الصفوف من المراكب الكثيرة والتي تكفي أعداد غفيرة من الناس، تقابلت المراكب مصطفة أمام الكوكب
- واو ما ها ذا لا أستطيع الكف عن الدهشة من عظمة المشهد؛ قالت أم أليكسا وهي تلتقط الصورة العشرين لسبقها الصحفي عن رحيل الربع الثاني المسافر إلى كوكب جولبيتون.
وقد اكتشفت من خلاله أن في هذا الكوكب لا توجد أربع مواسم في السنة بل ثمان، هناك خريفين، شتائين، ربيعين، وصيفين، وذلك نظرا لأن حركة كوكب جلبيتون تدور أبطئ بمرة مما يدوره كوكب الأرض على نفسه في مجمومتنا الشمسية، ومما يضاعف مردودية ما يصنعه الإنسان على الأرض، أيضا مما يجعل الموارد متاحة بوفرة ومما يتيح للبشر إمكانية التخطيط الإقتصادي المعقول على مدى أكبر، كما أنها استطاعت الوصول إلى استنتاج منطلق من نظرية أينشتاين القديمة، والتي صارت بدورها صحيحة مائة بالمئة، بأن سن الإنسان على هذا الكوكب أكبر بكثير بسنوات من عمره على الأرض، إذ يصل سنه إلى أكثر من عشر سنوات زيادة، وأنه بسبب انخفاض نسبة الكالسيوم لا يبدو فارق السن على جسم الإنسان البتة بل يظل كما كان شكله على كوكب الأرض، يعني أن الإنسان لا يشيخ بسرعة في جولابيتون.
يبدو الكوكب كرويا وعليه دائرة هلامية كبيرة فيه طبقات من المحيط الأخضر وطبقات أخرى تمثل اليابسة البرتقالية، دخلت صفوف المركبات إلى الداخل.
كانت أليكسا جالسة وتحمل رسوماتها القليلة التي لفتها واضعة إياها في يدها
- دعيني أليكسا أرى كم من ورقة استعملت، لا يجب علينا إهدار الورق أبدا جيد القليل من الورق والكثير من الرسومات المعبرة والصغيرة... هذا ما أريد أن تقوم به يا صغيرتي المحافظة!
- أمي
- نعم
- لماذا نحن في جلابوتان ؟
- إسمه يا إبنتي جولابيتون... نحن هنا من أجل العيش فيه يا عزيزتي... هذه الديار من الآن فصاعدا.
وصل الدارسون إلى شبكات الإتصال بين الكوكبين، فصار الإنترنيت متاحا حتى في جولابيتون وأصبح الكون سقفا متحدا ومثاليا للإنسان وقرر الخبراء استكشاف المزيد لعلهم يجدون كوكبا آخر مثيلا لجلابيتون، فكونوا دوريات للتفتيش والبحث، والذين بدورهم كان من بينهم أب أليكسا.
عبرت المراكب الأرض ورست على تربة جولابيتون ونزل النزول يشاهدون مناظر العالم، وقد حجز كل منهم منزلا عن بعد عن طريق شبكة الإنترنيت.
أصبح النصف الذي في جولابيتون يكنون الجلابيتيون، شاهد الأرضيون جلابيتون الساحر وكان من يستطيع السفر إليه يستطيع على شرط أن يكون استطالاعا من أجل السياحة لمدة لا تفوق سبعة أشهر، إلا أن ذلك ليس كالبعثة الأولى والثانية للنصف البشري مجانا، بل يجب على كل سائح مغرم بجمال الأرض الرائعة أن يسدد ثمن السفر، تعد سفرية باهضة إلى حد كبير. أعاد الأرضيون غرس غاباتهم ونخيلهم وأوردة المياه وحفر الآبار والإزالة التدريجية لأقنعة الأكسيجين، لتعود الأرض إلى ما كانت عليه وأفضل بكثير، بفضل تصدير المؤن من جولابتون واستثمارات الأرضي الخضراء للرفع من استعمالات الطاقات المتجددة والكف عن إهدار الأموال في استخراج الأورانيوم وصنع الأسلحة والقنابل الذرية والإختبارات النووية، وتوجهت كل الجهود للتظافر كقوة واحدة يحكمها أمن مجهز إذا ما خالف أحد من الأرضيين أو الجولابوتيين قانونا يتم حبسه في أنقاض عميقة ويتم تعليمه كيفية استخراج المعادن وكيف تحويله إلى أجهزة للاستعمال اليومي، وإن كان سجينا خطيرا فيكون عقابه الكرسي الكهربائي، يتم تعذيبه إلى أن يموت كليا.
في كلا الكوكبين نفس القوانين المسنة وللعملة نفس القيمة، في كلا الكوكبين يقوم الدينيون بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، كل من يعتد على حرية الآخر بأي طريقة فهو سجين في الأنقاض، بقيت نفس القوانين السابقة والجزرية قائمة رغم تغير الوضع، كان هناك تخفيف بسيط لكنه ما زال مجحفا بالنسبة لكل المواطنين في كل الأنحاء رغم أنهم اعتادوا على الردوخ والتزام الصمت.
مرت إثنا عشرة سنة اعتاد فيها كل البشر العيش على تلك القوانين المستنزفة للحرية والمرهقة، اعتدوا على أوتاد تلزمهم أن يستمروا على احترام البيئة واحترام أنفسهم لكن بشكل مهين لهم وموجع ومتناقض يجعل منهم مقشعري الأبدان وفي نفس الوقت غير عابئين لما تشكله هاته العقوبات من خطورة على مفهوم الإنسانية ومقتضياته. إلى أن حضرت الثورية الشابة أليكسا ذو سبعة عشر عاما تجلس في كرسيها الصغير في القسم وتنهض بكل ثقة لتجيب عن سؤال المدرسة؛
- ما هي وضعية جولابيتون اليوم، إلى أي مدى كان اكتشاف البشر لجولابيتون عظيما، ما تجلياته، من يجيب؟
- حضرة المعلمة
- أليكسا
كانت تمسك المدرسة مذكرة صغيرة ذا تشغيل آلي يرتبط بدماغها مباشرة ترتدي قمصانا أبيض تفصله تموجات صغيرة وردية وسروال عريض أحمر، تصفيفة شعرها غريبة بعض الشيء شعرها مرفوع إلى الأعلى كثيرا بطريقة تثبيت هوائي متحكم به عن طريق آلة التتبيث الشعر، كل الشعر الطويل يظهر صاعدا إلى فرق.
- كان السفر إلى جولابيتون واكتشافه نصرا يدخل تاريخ البشرية، صنع ملهم وباسل، لكن هاته القوانين الصعبة لم يكن أبدا لائقا تركها فهي قوانين تقتل الحرية الفردية قبل الجماعية...لا أرى أية إنسانية في تطبيقها اليوم، في تلك الحالة المزرية كان من الضروري اتخاذها لكن اليو...
- عفوا آنسة أليكسا إجلسي مكانك كفى من هذا الكلام الثقيل وغير المعبر
- ماذا؟ عفوك سيدة ميلسون، لقد كنت أقول ما يعانيه الكل!
نظرت إلى كل زملائها في القسم، كانت العيون تنفلت من نظراتها الخاشعة والمتحمسة
- هذا الكلام الذي تتفوهين به خطير جدا، وإن لم تلزمي مكانك فكلامي معك لن يعجبك! قالت ميلسون بصوت حاد غير منقطع
- قابلتها أليكسا بعيون متفاجئة ومنفتحة في غير تصديق وخرجت من الصف راكضة وفي توجس.
- أ ليكساا... قالت ميلسون بغضب ثم وضعت يدها على رأسها وهي تقدح ذهنها في المسألة
- يا لهاته الشابة المتهورة... هيا لنكمل درسنا لا إجابة لهذا السؤال، السؤال التالي...
- جلست أليكسا على طرف رصيف المدرسة وانبعثت من عينيها دموع ومقلتاها لا تكف عن الإنقباض
- لا أليكسا لا تبكي؛ تخاطب نفسها وهي في توتر وحزن شديدين. تذكرت ما حل بأبويها، فقد انفصلا وافتكرت عمها جاك الذي أتى منذ أسابيع ثم أرسل للعمل الشاق لأبد حياته في الأنقاض بسبب أنه لم يحترم إشارة مرور صغيرة واحدة. التقطت ذكريات لها وعن حالها في جولابيتون، لم تكن سعيدة، لأن العالم لم يكن مريحا.
يقدر الناس أن يحترموا القوانين دون هذا الضغط الكبير عليهم، كانت تفكر بصمت في ذلك وهي في إحباط تام، ليت العالم أفضل! حدثت نفسها في شرود.
- ذهبت أليكسا إلى القسم بعدما مسحت دموعها، سمحت لها المدرسة ميلسون بالدخول وهي ترمقها مستغربة ومتعجبة.
- هيا تفضلي أليكسا؛ ألحت بصوت هادئ ومنخفض
- شكرًا سيدة ميلسون
أرادت أليكسا منذ ذلك الحينx أن تخبر كل البشر جمعاء بأنها قوانين غير مرنة وغير مجدية، بل تساعد من يريد الإنتحار على الإنتحار وتؤدي سلبا إلى قمع التعبير وقمع الطفولة والتربية، على عدم الصفح والتعاطف، أرادت أن تقول هذا كله لكنه بالنسبة للسيدة ميلسون علاوة على ما قالته هو كلام خطير مثير للمشاكل، أليكسا حائرة ومخوذلة تفكر في يأس وهي تريد أملا في النجاح لإرسال رسالتها النبيلة للعالم دون جلب أية مشاكل أو متاعب!
يتبع...


ابتسام عمروي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.