آخر 10 مشاركات
130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          حلو و مُرّ - ق.ع.ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          4 - زهرة في عاصفة - ماري ماكلاود - ق.ع.ج*كاملة* (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          3 - يقظه الشعور - روزانا مارشال - ق.ع.ج** (الكاتـب : بريق ـآلمآس - )           »          2-الرجل المخيف - مارغريت تاونسد - قلوب عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          شلالات القمر - جانيت غرين - قلوب عبير الجديدة(0) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ضائع في ضبابها (7) للكاتبة: Meagan Hatfield (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          إِفْكُ نَبْض (2) *مميزة & مكتمله* .. سلسلة عِجَافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-20, 09:21 PM   #151

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي


26- في هويد الليل


هتفت زينب وهى تضع الاطباق امام شريف:- اعمل حسابك هسافر معاك النعمانية عشان احضر فرح دلال ونديم ..
هتف شريف مازحا :- اكيد طبعا .. دول فرحين مش فرح واحد .. النعمانية هتهيص وتغرق ف اللحمة ..
قهقت هاتفة :- ربنا يزيد الأفراح يا سيدي حد يكره !؟..
اكد وهو يتناول طعامه في شهية :- يكره مين!؟..والنعمة انا لو بأيدي لاطلع قانون و اجوز كل اتنين بيحبوا بعض ..
هتفت تشاكسه :- ده الشرطة هاتبقى ف خدمة الحب ..
هتف جاذبا إياها يجلسها على فخذه :- وماله .. حد يطول .. دي هاتبقى اخر منجهة ..
مد كفه يطعمها فتناولت اللقيمة من كفه مبتسمة له وهى تشعر انها ليست على ما يرام..
همست محاولة النهوض :- هروح اجيب باقي الاطباق ..
ما ان همت بالحركة من موضعها حتى مادت الارض بها وهمست بوهن :- ألحقني يا شريف ..
ما ان استدار متطلعا اليها حتى وجدها ممددة ارضا اندفع مذعورا نحوها يحاول إفاقتها لكنه لم يفلح .. رفعها بين ذراعيه متجها لفراشهما مددها عليه واتجه نحو قنينة عطر افرغ بعضها على كفه واتجه نحو زينب في اضطراب هامسا باسمها من جديد ..
تململت وبدأت تستفيق .. فتحت عينيها في بطء ليملس على جبينها هامسا بالقرب منها:- انتِ كويسة يا زينب !؟..
همست بوهن :- هو ايه اللي حصل !؟..
همس يضمها اليه :- محصلش حاجة .. خير .. انا هروح اجيب دكتور ..
ونهض يبدل ملابسه .. حاولت اثناءه لكنها لم تفلح ..
هبط الدرج مسرعا يبلغ امها وأمه اللتان اندفعتا للاطمئنان عليها .. لم تمر الساعة وكان الطبيب بالداخل وشريف يقف بالخارج يتأكله القلق ..
انتفض عندما انفرج الباب عن محيا الطبيب وأم زينب بالداخل تطلق الزغاريد ..
هتف متعجبا :- هو فيه ايه !؟..
ابتسم الطبيب مؤكدا :- ما هما قالوا كل حاجة اهو .. ومد كفه بوصفة الدواء مؤكدا على تناولها إياها بانتظام ..
رحل الطبيب وشريف لايزل متسمرا امام الغرفة غير قادر على تصديق ما اشار اليه ..
خرجت امه من الغرفة تربت على كتفه في سعادة مباركة تنساب دموع الفرحة على خديها .. ابتسم هو متطلعا اليها لايزل يعيش صدمة الخبر .. اشارت شريفة لماجدة لتخرج من الغرفة تهلل مباركة واخيرا اندفعتا معا راحلتين ..
ما ان اغلق باب الشقة خلفهما حتى بدأ يستعيد صفاء ذهنه قليلا .. تقدم بخطى وئيدة باتجاه الحجرة وتوقف على أعتابها يتطلع الى تلك الرائعة التي تتمدد على الفراش في وداعة لا يصدق انها ستصبح اما لطفله القادم ..
جلس على طرف الفراش متطلعا اليها وهو يداعب خصلات شعرها وخدها :- انتِ كويسة!؟.. طب مش محتاجة حاجة او نفسك ف حاجة !؟..
ونهض متذكرًا :- اه .. انتِ بتحبي الفراولة .. مع ان ده مش أوانها بس هقلب الدنيا واجيبهالك .. ولا تحبي حاجة تاني !؟..
هتفت تستوقفه :- شريف !؟..
تنبه وجلس من جديد متطلعا اليها :- نعم ..
همست وهى تربت على خده في حنو تشعر بحالة التيه والاضطراب التي يعيشها :- انا كويسة والله ..
وأمسكت كفه تضعها على بطنها هامسة بابتسامة :- وابننا بخير ..
ظلت كفه على بطنها وتتابعت نظراته بينها وبين كفه تلك واخيرا تسلل في بطء دافعا رأسه الى أحضانها لتضمه في قوة ليطوق خصرها بذراعيه هامسا :- بحبك قووي ..
قبلت رأسه القابعة بأحضانها وضمته اليها اكثر ..
****************
وقفت ورد متطلعة لمرعي وهو يجذب لواحظ من ذراعها دافعا إياها تجاه خيمة القابلة وهي تأبى ليظل يدفع بها حتى وصلا لباب الخيمة .. خرجت القابلة فهمس بأذنها للحظة فتطلعت للواحظ وهزت رأسها في إيجاب لتجذب لواحظ بدورها تدخلها الخيمة دون اعتراضها هذه المرة وكأنها استسلمت لقدرها ..
تحرك طايع باصابة ذراعه جراء طعنة مرعي التي تلقاها بديلا عن دلال والذي كان يتابع المشهد بدوره متعجبا من ظهور مرعي بعد اختفاءه من يوم هجوم الشرطة على خيامهم للقبض عليه وكذا استجواب ورد عن ما أخبرت به الدكتورة دلال لإظهار براءة عفيف النعماني .. اقترب من موضع وقوف ورد هامسا :- انتِ اللي جولتيله يا ورد !؟..
هتفت ورد متعجبة :- كنت مستني مني ايه يا طايع!؟..
همس بشجن :- بس دي صاحبة عمرك !؟..
هتفت بوجع :- واني مكنتش صاحبة عمرها واجرب ليها من اهلها !؟.. ليه عِملت فيا اللي عملته!؟ .. راح چوزي وولدي بسببها ولازما تدفع التمن ..
هتف طايع :- بس مرعي هايجتلها لو عرف انها حبلى من صفوت !؟..
هتفت بلامبالاة وهى تبتعد :- هى ونصيبها عاد.. هى اللي چابته لروحها ..
خرجت القابلة من خيمتها مطأطئة الرأس ولم يكن مرعي بحاجة لإجابة سؤاله ..
**************
كانت تلك هى الليلة الاخيرة قبل زفافهما وقد انشغلت بتحضير حالها حتى عنه .. لم يرها منذ طلبها من اخيها تقريبا وكأنها تدخر موعد لقياهما لليلة اجتماعهما الأبدية .. كان يشعر بشوق هائل لمجرد مرأها .. هى قاب قوسين اوادني من موضعه ذاك خلف مكتبه لا يفصله عنها الا حائط خراساني اصم لا يستشعر ما به من لهفة ..
تنهد في قلة حيلة ومد كفه يدير مشغل الأغاني جواره لعله يشاركه بعض من انين قلبه لبعدها وحنين روحه للقياها ..
انسابت كلمات الاغنية بسلاسة تعبر بصدق عما يجيش بصدره :-
في هويد الليل .. وناديتك ..
ما عرفت منين چيت لي ولاه
چيتك
ما اعرف غير اني لجيت روحي ..
و نچيت من همي .. وناچيتك ..
تناهى لمسامعها صوت موسيقاه فتراقص قلبها طربا وأرهفت السمع حتى تبينت كلمات الاغنية التي انسابت بين حنايا روحها كخرير من عشق مصفى .. دمعت عيناها فرحا وابتسمت في سعادة وهمست .. ان غدا ناظره لقريب ..
*****************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-20, 09:26 PM   #152

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة....شخصيات جميلة و اسلوب سلس ...اما لغة خليتنا كاننا بنتفرج في مسلسل صعيدي ......بتوفيق ان شاء الله
تسلميلى يا رب ويسلم ذوقك وتقديرك الغالي


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-20, 09:33 PM   #153

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

ما ان ظهرت خيوط الصباح الاولى حتى دبت الحركة فى اركان البيت الكبير فاليوم هو الليلة الكبيرة وفرحة النعمانية كلها بزفاف سيدها ..
ابتدأ الجميع يهل على البوابة الحديدية يقدم الخدمات وينتظر نصيبه من خيرات الذبائح التي بدأت تُسحب من الزرائب وامتدت الطبالي على امتداد ساحة البيت الكبير وخارجها لإطعام كل ذاهب وأيب ..
انتصف النهار والعمل على اشده والنساء لا تتوقف عن اطلاق الزغاريد المنتشية وبدأ الطبل يعلو من جانب المندرة معلنا ان النساء قد قررن بدأ مظاهر الفرحة .. وبدأت حلقات الرقص بالتبادل وكل عروس بغرفتها تستعد وتتزين ..
******************
كانت ماجدة وشريفة كل منهما تحتل جانب من جانبي فراش زينب تحاول إقناعها بنوع معين من الطعام لعله يفيد طفلها القادم وهى تأبى الاصغاء لهما رغبة منها في تناول ما تستطيبه نفسها فقط ..
دخل شريف الغرفة متطلعا لامه وامها وقد ارتدي بدلته الميري في سبيله للعودة للنعمانية
وهتف بمرح :- بقولكم ايه !؟.. الاب عايز يطمن على صحة الام والجونين .. خمسة كده وهسبهالكم ومسافر وابقوا ألعبوا بيها زي ما انتوا عايزين !؟..
قهقهت كلتاهما وخرجتا من الغرفة لتغلق احداهما خلفهما الباب .. تطلع الي زينب التي نكست رأسها حزنا لا تريد مطالعته راحلا ..
جلس على طرف الفراش هامسا :- زنوبة ..
رفعت نظراتها الدامعة له ليهمس مداعباً :- انا خايف اسيبك لوحدك والنعمة .. انا حاسس اني هرجع الاجازة الجاية من اللي انا شايف امك وامي بيعملوه ألاقى العيل اللي حيلتنا بقى عشرة ..
اتسعت ابتسامتها ليقترب مقبلا جبينها هامسا:- كان نفسي تيجي معايا ونستعيد الذي مضى .. فاكرة رحلة القطر !؟..
قهقهت للذكرى مؤكدة :- اكيد فاكرة .. دي كانت اجمل سفرية ف حياتي ..
تبسم بدوره وهمس :- خلي بالك من نفسك ومن جعيدي ..
هتفت بفزع :- مين !؟..
قهقه مؤكدا :- حبيبتي ده اسم ابننا باْذن الله ..الموضة اليومين دول ف الاسماء .. يا جعيدي .. يا جعران .. اختاري بقى على بال ما انزلك اجازة ..
هتفت ضاحكة :- اختار ايه !؟.. لا انا عايزة كريم بقى .. ولو بنت ..
هتف يقاطعها مقهقها :- هاتقوم الحرب … يا اما شريفة .. يا اما ماجدة ..
قهقهت زينب متنبهة وتضرعت :- يا رب ولد..
قهقه بدوره هاتفا متضرعا لله :- اه والنبي يا رب .. ولد حقنا للدماء ..
علت ضحكاتها لينهض مستعدا للرحيل فتوقفت عن الضحك هامسة في شجن :- خلاص ماشي ..
هتف مازحا يحاول تخفيف حزنها :- ماشي ولا بيدي .. على رأي عبدالحليم ..
هتفت تذكره :- متنساش تبارك للعرسان بالنيابة عني .. كان نفسي قوي ابقى جنب دلال فيوم زي ده ..
هتف يطمئنها :- متقلقيش هبلغ عفيف ونديم يبلغوا دلال وناهد باعتذارك عن حضور الفرح لظروف الحمل .. عقبالهم ..
ما ان هم بالتحرك صوب باب الحجرة حتى عاد مسرعا لثم جبينها سريعا واندفع راحلا تتبعه نظراتها الملتاعة لبعاده ..
****************
هلت المغارب والفرحة على اشدها حتى أُعلن وصول المأذون لتنطلق موجات متتابعة من الزغاريد تكفي لإقامة ثلاثة افراح دفعة واحدة.. ادخله عفيف ومعه نديم القاعة الجانبية بعيدا عن صخب النساء واندفع الرجال خلفه ليشهدوا مراسم عقدا القران ..
وكلت كل عروس أخيها ليتبادل كل من عفيف ونديم الأدوار ما بين ضحكات وقهقهات الرجال ليهتف مناع ما ان تم عقدا القران ليصل صوته للنساء :- الكتاب انكتب ..
اطلقت النساء المزيد من الزغاريد واندفعن باتجاه غرفة كل عروس لتهبط بها الدرج في اتجاه صحن الدار ليجتمعن مهللات في فرحة ويبدأن الرقص داخل دائرة واسعة تتبادل فيها الإدوار فيما بينهن وكذا شدوهن :-
يا عريس يا غالي .. فرحة ومكتوبالي
لتنهض الخالة وسيلة هاتفة بحماسة وخلفها النساء :-
يا عفيف يا غالي .. فرحة ومكتبوبالي..
عديت علشاني معدية .. يا ولااااه..
ولجيت رچالة مية مية.. ياولاااه ..
ومادام راح اشيلك فعنايا .. راح اكيد عزالي
لتشاركها النساء من جديد وهى تهتف :-
يا نديم يا غالي .. فرحة ومكتبوالي ..
انا قلبي حبك واختارك .. ياولااه
وهشرفك لو بيه زارك .. ياولاه ..
ومن الليلة دي هكون دارك واكيد عزالي ..
يا عريس يا غالي .. فرحة ومكتوبالي ..
لتبادرها سعدية تشدو في فرحة طاغية :-
اهو چالك اهو .. ريح بالك اهو ..
اعمليله حلة محشي .. هي هي ..
يوجع فيها ما يطلعشي.. هي هي ..
لتهتف نجية من موضع اخر :-
اطبخيله الصبح بطة .. هي هي ..
واطبخيله العصر بطة .. هي هي ..
كتري يا بت الشطة .. وأهو چالك اهو ..
ولم يكن الرجال باقل منهن حماسة وفرحة فما ان رحل المأذون حتى خرج عفيف ونديم الذي اصر على ارتداء الجلباب والعمامة للجلوس بين الرجال .. اشتد قرع الطبول و صدح المزمار ليندفع عفيف في سعادة ملقيا عباءته عن كتفيه حاملا عصاه وتوقف في وسط الدائرة التي يحيطها الرجال وبدأ في التمايل بعصاه ليهلل الرجال في نشوة :-
والبت بيضا .. بيضا بيضا
والبت بيضا وانا اعمل ايه
يا ولدي يا ولدي .. انا حبيت ..
وبنار الهوى انكويت ..
ويرتفع قرع الطبول والتزمير ليدخل مناع جاذبا خلفه فرس عفيف والتي اعتلاها بقفزة ماهرة ارتفعت لها صيحات الاستحسان من حناجر الرجال وبدأ الفرس في التمايل مع عزف المزمار فى سعادة وانتشاء لا تقل عن سعادة صاحبه ..
وكلما ارتفعت صيحات الرجال في الخارج كلما علا طبل وتصفيق النساء بالداخل وكأنها منافسة حامية الوطيس لنيل اعلى قسط من الفرحة ..
بدأ الرجال في مجاملة العريس وجذب احدهم عفيف بعد وصلة الرقص بالفرس للتحطيب بالعصا .. كانت جولة على اشدها لكن عفيف استطاع ان يفقد الخصم عصاه في لحظات .. توالى الرجال في تحديه واحد تلو الاخر .. واخيرا اندفع نديم معلنا الرغبة في النزول ..
هلل الرجال واشتدت الحماسة .. وعلى الرغم من عدم معرفة نديم بأصول فن التحطيب واللعب بالعصا الا انه ابلى بلاءً حسنا حتى اسقط عفيف عصاه متنازلا عن استكمال النزال. جاذبا اياه رابتا على ظهره في محبة ليرتفع صوت الرجال مستحسنا من جديد ..
امتدت الموائد هنا وهناك وجلس الجميع لتناول طعامه .. لم يبق فردا بالنعمانية لم ينل حاجته من خيرات تلك الليلة الميمونة .. كانت السعادة والاكتفاء هو عنوان تلك الساعات التي نشرت فيها الفرحة غلالتها على اجواء النعمانية كما لم يحدث من قبل ..
تعالت الطبول والمزامير مرة اخرى لتتعالى الزغاريد بدورها معلنة دخول العريسان لصحن الدار ليلحق كل منهما بعروسه التى صعدت برفقة الخالة وسيلة لحجرتها في انتظار زوجها لبدء حياتهما الزوجية ..
******************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-20, 09:36 PM   #154

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

لم يستطع ان يتوقف لالتقاط انفاسه قبل ان يندفع لداخل الغرفة فالنساء بالأسفل يتطلعن لموضع وقوفه في انتظار دخوله لتصم أذنيه أصوات زغاريدهن وهو يضع كفه على مقبض الباب .. دخل بالفعل مغلقا باب الحجرة خلفه في هدوء .. جال بناظريه بارجاء الغرفة الشاحبة الضوء لتقع عيناه على محياها الناصع البياض من رأسها حتى اخمص قدميها والوضاء كقطعة سكر على سطح ابنوسي ..
دق الارض بعصاه دلالة على توتره لترتفع نظراتها اليه من خلف غلالتها التلية لتزداد ضربات قلبها وجيبا ..
هتف بصوت متحشرج :- السلام عليكم ..
ردت بصوت لم يتجاوز حلقها اضطرابا ..ترك العصا جانبا وخلع عنه عباءته وعمامته وتوجه لمجلسها ومع كل خطوة تجاهها كانت تستشعر انها تكاد تموت رهبة و رغبة .. وكان هو لا يقل عنها اضطرابا رغم ثباته الظاهري ..تتملكه رهبة المقدم على امر جلل ورغبة في وصل طال انتظاره ..
رفعت نظراتها اليه عندما توقف قبالتها .. مد يديه اليها لترفع أكفها تضعهما باحضان كفيه اللذين أطبقا على كفيها لتنهض قبالته وبدأ حديث الأكف المشتاقة للوصل منذ امد .. حديث طال ليتعاهدا على الا يفترقا ابدا ..
تطلع اليها من خلف غلالتها كمن يرى البدر من خلف السحب .. رفع عن وجهها غلالته وقلبه يعلن العصيان بين جنبات صدره معربدا في عشق طال كتمانه .. تشرب محياها كأرض شراقي غاب عنها المطر لعصور وهمس بصوت أبح :- مبروك ..
أفقدتها كالعادة بحة صوته وتفاحة ادم بحلقه اتزانها ونظراتها معلقة عليها وهمست منكسة الرأس خجلا :- الله يبارك فيك ..
مد كفه رافعا رأسها لتعاود النظر اليه ليزداد اضطرابها فتحاول الهروب مندفعة تهمس متوترة :- انا هروح أغير هدومي ..
همس باسمها في عشق :- دلال ..
كانت المرة الاولى تماما التي تسمعه ينطقه .. ما عاد هناك منطق .. فلقد اختفى بلحظة لمجرد نطقه اسمها بتلك النبرة التي كادت تدفعها للبكاء فرحة وبدأت الارض في الدوران عكس محورها .. استدارت تتطلع اليه وهمست ودمع يترقرق بمقلتيها :- اول مرة اسمعك تنطق اسمي ..
اقترب لها من جديد هامسا :- مكنش ينفع انطجه ولو بيني وبين نفسي .. مكنش حجي .. والمرة الوحيدة اللي نطجته فيها لما وجعتي بين دراعاتي وعرفت يوميها اني..
تطلعت اليه بنظرات متأرجحة على محياه تحثه ان يكمل اعترافاته الرائعة ليستطرد مجيبا دعوتها :- عرفت اني عاشج ..وانك سكنتي روحي..
شهقت دلال برقة ولازالت نظراتها معلقة به لا تقو على إرسالها بعيدا عن من أسرها للأبد ليدنو منها لتضطر لرفع هامتها اكثر حتى تصبح قادرة على النظر لتلك العيون الفحمية التي لطالما استشعرت ان خلف قناعهما الصارم ذاك كم من حنان ودفء يكفي ويفيض ليغرق قلبها وروحها الجائعة لهما حد اللامعقول ..
انحنى مقبلا جبينها ليخبرها انه يقدرها وسيرعاها دوما .. ورفع أكفها ليضع هناك بكل باطن كف قبلة غالية ليخبرها انه وضع قلبه وروحه أمانة بين يديها .. واخيرا جذبها لأحضانه ليهمس في عشق وهو يطوقها بروحه قبل ذراعيه :- واااه .. يا شج الروح ويا خل الجلب ..
همست باسمه في برقة وودت لو يضمها اليه اكثر حتى يغيبها بين أضلعه الا انها شهقت في صدمة عندما رفعها في خفة بين ذراعيه.. لم يسعها الا التعلق برقبته حتى وضعها على طرف فراشهما وانحنى متكأ على احدى ركبتيه مخرجا شيئا ما من جيب جلبابه ..
همس طالبا :- مدي رچلك ..
مد قدمها من بين طيات فستانها ليضع لها خلجالا من فضة .. انهى مهمته ورفع ناظريه اليها ليجدها مبهوتة تنظر اليه نظرات مشدوهة لا تقو على النطق واخيرا همست :- انت لسه فاكر ان كان نفسي ف خلخال !؟..
اومأ برأسه ايجابا وهمس مبتسما :- من يوميها وصيت عليه وكان على طول معايا .. وجلت لو ليا نصيب فيكِ هلبسهولك ليلة فرحنا..
ابتسمت في سعادة ليستطرد محذرا :- بس بجولك ايه !؟..
همست :- نعم !؟..
اكد ينبها هامسا :- دِه تلبسيه هنا بس .. خروچ بِه بره الاوضة .. لاااه ..
اكدت ايجابا بايماءة من رأسها وابتسامة تزين محياها العاشق ليمد كفه دافعا بترحتها التل بعيدا وجلس جوارها على طرف الفراش وفك خصلات شعرها من محبسها ليتساقط شعرها الغجري الذي يعشق خلف ظهرها وينساب حول وجهها كسعف نخلة شماء قررت مغازلة القمر .. مد كفه عابثا بالخصلات التي كادت ان تورثه الجنون ليال طوال ومد الكف الاخر محتضنا خصرها يدنو منها في شوق وهمس مغازلا :- يا بت الحچ محمود …
همست مضطربة :- هااا ..
استطرد بشوق :- انا عاشج ورب الكعبة ..
تطلعت اليه هامسة :- عفيف ..
همس وهو يضمها الي احضانه في عشق فاض :- والله راح عفيف ..
ونال ثأره من ايّام بعاد ولت بلا رجعة ..
****************
دفع نديم باب حجرتهما لتنتفض ناهد مندفعة بعيدا مولية ظهرها للباب ما ان انفرج عن محياه ألقى التحية :- السلام عليكم ..
اجابت بحروف مرتعشة و لم يكن لديها الشجاعة لتستدير متطلعة اليه :- وعليكم السلام ..
تطلع للحجرة بنظرة خاطفة وما ان طالع صينية الطعام حتى توجه اليها في هدوء .. أزاح عنها غطائها وبدأ في تناول طعامه بأريحية شديدة..
تململت في وقفتها معتقدة انه في سبيله اليها وما ان طال انتظارها له حتى استدارت في حذّر لتتفاجأ بجلوسه لتناول طعامه متناسيا إياها ..
زفرت في غيظ وقد استدارت بشكل كامل تتطلع اليه تود لو ذهبت اليه لتريه كيف يكون غضب عروس اذا ما أهملها زوجها ليلة عرسهما مفضلا عليها رفقة الطعام لكنها تمالكت أعصابها وتحلت بأقصى درجات ضبط النفس وهى تقف موضعها لا تحرك ساكنا تراه مستمتعا بكل قضمة بشكل عجيب .. تململت وهى ترفع عن وجهها تلك الغلالة من التل والتي كان من المفترض عليه هو ان يرفعها عن محياها ..
تطلع اليها اخيرا مشيرا اليها :- تعالي هنا ..
توجهت اليه وتوقفت متخصرة جوار موضعه هامسة:- نعم !؟..
سألها في هدوء وترها :- انتِ مين اللي قالك ترفعي الترحة عن وشك .. !؟..
همت بالتحدث ليهتف مدعيا الشدة :- نزليها..
أسرعت تعيد الغلالة التل على وجهها من جديد متعجبة من افعاله وهمت بالاستدارة مبتعدة الا انه جذبها لتعاود النظر اليه امرا:-تعالي فكيلي العمة من على راسي ..
مدت كفها وبدأت في فك ادوار العمامة وما ان انتهت حتى همت بالابتعاد مجددا ليجذبها لتسقط بين ذراعيه .. شهقت في صدمة متطلعة اليه من خلف غلالتها ليهمس معاتبا في مزاح :- مضايقة ليه اني باكل !؟.. هاا!؟.. انا مبعرفش احب على معدة فاضية ..
همست تتساءل في تيه :- ايه !؟..
اكد هامسا يمعن في مشاكستها :- مبعرفش احب .. خليني بقى اظبط المشهد زي ما كان ف بالي ..
همست تسأل متعجبة معتقدة انه فقد عقله :- مشهد ايه !؟..
مد كفيه ورفع غلالة التل من على وجهها ليطالعه محياها بكل تفاصيله التي يعشق هامسا بنبرة تحمل قدر من الشوق لا يستهان به :- مش عارفة مشهد ايه !؟.. يوم ما أبقى معاكِ تحت سقف اوضة واحدة وابقى عارف انك حلالي بجد .. حلالي برضاكِ ورضى اهلك كلهم ..
تطلعت اليه بنظرات زائغة وقلب واجف غير قادرة على النطق بحرف مما دفعه ليستطرد هامسا :- انتِ عارفة حلمت كام مرة باللحظة دي..!؟ .. كام مرة فضلت عيني متشعلقة ف السقف بحلم بس انك ف حضني !؟..
سال دمعها سخينا ليمد كفه يزيله من على صفحة خديها ليهمس من جديد :- بحبك يا ناهد ..
شهقت وما عادت قادرة على مداراة سعادتها لتسقط دموعها من جديد مختلطة بابتسامة سعادة لا توصف ليهمس مشاكسا إياها :- ايه!؟.. مفيش وانا كمان بحبك يا نديم !؟..
انتفضت مبتعدة لينتفض بدوره خلفها جاذبا إياها لتواجهه ليهمس :- والله ما انا سايبك الليلة دي الا لما اسمعها .. هااا .. قولي بحبك يا نديم ..
همست متلجلجة :- بحبك .. يا.. نديم ..
هتف معترضا :- لااا .. مش سامع ..
همست من جديد بصوت اعلى قليلا :- بحبك يا نديم ..
هتف متصنعا الضيق :- لااا .. الأداء مش عاجبني .. عايز اعلي بقى وطالعة م القلب ..
هتفت تجادله :- نديم .. هنلم علينا البيت ويجولوا اتچننت ومش مصدجة انها اتچوزته!؟..
قهقه يدنو منها وجذبها بين ذراعيه حاولت ان تتملص لكنه احكم ذراعيه حولها هامسا :- هو أنت مصدقة بصحيح !؟.. والنعمة انا اللي ما مصدق..
قهقهت لتتعلق نظراته بثغرها الباسم ليدنو من مسامعها هامسا في عشق :- جننتيني يا بت النعماني .. بحبك ..
ضمها الي صدره لتتعلق به في فرحة فها هي باحضانه اخيرا وما عادت بحاجة لسترته تستمد منها أمانا ودفءً زائفا فقد اضحى هو منذ اللحظة أمنها وسترها الحقيقي..
***************
كانت قابعة بين ذراعيه تتلمس دفء احضانه عندما همست :- عفيف ..
همس بدوره :- هااا ..
سألت في فضول :- هو لو مكنش حصل موضوع التهمة بتاعتك دي ومكنتش رجعت النعمانية كنت هتعمل ايه !؟..
همس مجيبا ببساطة :- كنت هعمل ايه يعني!؟.. مكنتش هعمل حاچة !؟..
همست في خيبة امل :- صحيح !؟..
قهقه مبعدا إياها عن احضانه قليلا واخفض ناظريه متطلعا لها هامسا :- لااه طبعا مش صحيح .. دِه انا كنت ههد الدنيا واچيب مية حچة عشان ارچعك تاني ..
همست في عشق :- وبعد ما ارجع !؟..
همس مبتسما :- كنت هخدك مطرح ما طلبت يدك واطلبها وأجول لك ان عفيف محسش انه كامل الا لما وعيلك ..
دمعت عيناها ولم تعقب ليهمس مستطردا وابتسامة واسعة مرسومة على شفتيه :- تعرفي !؟.. اول مرة وعيت لك فيها مكنتش عارف ايه اللي بيچرى .. كني اول مرة اوعى لحريم ..
انتفضت جالسة تزم ما بين حاجبيها هاتفة :- لا استني بقى .. ايه سيرة الحريم اللي جت ف النص دي !؟..
قهقه ليعتدل جالسا قبالتها هامسا وهو يتطلع اليها يشاكسها :- دلال .. انا شامم ريحة شياط .. ايه اللي بيتحرج عِندك !؟..
ادعت الغضب لكنها لم تستطع الا ان تبتسم لمزحته ليهمس وهو يدنو منها :- والله دي الحجيجة .. يوم ما وعيت لك حسّيت ان حاچة اتخطفت مني .. وااااه لما كنتِ بتعانديني… كنت ببجى عايز اكسر راسك الواعرة دي ..
شهقت ممسكة برأسها بكلتا يديها ليقهقه هامسا :- ولما كنت بشوفك مع حد غيري كان بيجى هاين عليا افرغ فيه عيارين وأخلص وأجول لحالي ايه حتة الداكتورة اللي كد الكف دي اللي تعمل فيك كل دِه !؟.
قهقهت ليستطرد في عشق :- ولما كنّا بنتعارك مكنتش ببجى عارف اعمل فيكِ ايه وخصوصي لو بكيتي .. بيبجى حالي عچب .. نفسي افش غليلي ونفسي اخدك ف حضني ومسيبكيش ..
تطلعت اليه في عشق هامسة في عدم تصديق لذاك الكم من المشاعر :- معقول بتحبني كده !؟..
همس مؤكدا :- وااه يا بت الحچ محمود .. والله راس عفيف اندارت من تحت راسك .. مبجيش عارف اذا كان رايح ولا چاي ..انتِ متعرفيش كان ايه حالي وانت چنبي فالكارتة ولاه لما كنت بمد كفي لكفك ساعة ما كنتِ بتبجيي طالعة ولا نازلة منيها .. ولاه وعيتي لحالي يوم ما وجعتي بين درعاتي والله شجيتي روحي نصين ..
واستطرد هامسا بعشق وهو يقبل اطراف جدائلها المنسابة على كتفيها :- شجلبتي حالي يا كل حالي ..
همست بحروف متلجلجة :- انا مش مصدقة يا عفيف .. انا كل ده !؟.. انا حاسة اني بحلم.. انا مش مصدقة اني معاك ..
همس مشاكسا :- انا هخليكِ تصدجي ..
وجذبها بين ذراعيه ضاما إياها هامسا :- صدجتي دلوجت !؟..
همست وقد قررت تشاكسه بالمثل :- مش قوي..
ابعدها عن احضانه وغرس كفيه بشعرها الغجري وانحنى يقبل جبينها هامسا :- طب وكِده !؟..
همست بصوت متحشرج :- يعني !؟..
تطلع لعينيها بنظرات ولهى هامسا في مزاح :- شكل الحلم مطول معاكِ وباين نومك تجيل…
ارتفعت ضحكاتها بدلال أشعره ان الارض توقفت عن الدوران فأسكت قهقهاتها بطريقته لعلها تصدق اخيرا ان الحلم اضحى حقيقة وليغرقا معا في بحور عشق بعرض السماء..
*****************
همس نديم بوهن وهو مغمض العينين كمن كان بمجاعة :- جعااان .. جعااان ..
انتفضت ناهد من نومها على همسه واخيرا هتفت ما ان وعت مزحته :- چعان ايه !؟.. ده انت جومت بالصينية كلها لوحدك امبارح !؟.. انزل اچيب لك اكل منين دلوجت !؟.. و اه لو وعت لي خالة وسيلة الساعة دي بالمطبخ .. اجولها ايه !؟..
قهقه هاتفا :- مليش فيه .. شوفيلي حاجة أكلها تصبيرة لحد الفطار.. اقولك .. روحي خبطي على اخوكِ يمكن يكون عنده جوز حمام مركونين من امبارح مش محتاجهم .. الجيران لبعضيها برضو ..
قهقهت غير قادرة على التوقف حتى سال دمعها واخيرا هتفت من بين ضحكاتها :- انت عايزني اروح لعفيف اجوله جوز حمام سلف لحسن چوزي ياكلني مطرحهم .!؟..
هتف متطلعا اليها في عشق :- قوليها تاني.. تساءلت في تعجب :- ايه هى دي !؟..چوز الحمام !؟ .. انت مش طايل تاكلهم عايزني اصبرك ولا ايه !؟ ..
قهقه وهمس عابثا :- اه صبريني لحد ما الفطار يجي .. قولي كِده تاني .. جوزي ..
نكست رأسها في حياء :- چوزي ..
لينتفض هاتفا في تهليل :- والنعمة احلى جوز ف الدنيا .. بلاها جوز الحمام ..
انتفضت تخرسه واضعة كفها على فمه هامسة:- شكل فضيحتنا هتبجى على يدك ..
تطلع اليها مقبلا كفها الموضوع على فمه مادا كفه ليزيحه ليعيد تقبيله من جديد هامسا في مجون :- هى الفضايح حلوة كده !؟..
وما ان هم بتقبيل الكف الاخرى حتى تعالت الزغاريد القادمة من صحن الدار لينتفضا موضعهما .. لحظة مرت ليسمعا بعدها طرقا بالباب وهتاف الخالة وسيلة من خلفه :- الفَطور يا عرسان .. صبحية مباركة..
انتفض نديم مبتعدا تجاه الباب ليحضر الصينية لتزمجر هامسة في عتاب:- نديم ..
همس يذكرها عاتبا في مزاح :- وبعدين .. انا قلت ايه !؟..فين الدرس الاول !؟..
وربت على معدته الجوعى لتقهقه هاتفة :- مبتعرفش تحب على معدة فاضية ..
جلس ارضا هاتفا بها :-شاطرة مراتي حبيبتي.. اجرى بقى هاتي الصينية .. عشان نعرف نقول احلى كلام ..
قهقهت من جديد وهى تحضر صينية افطارهما لتضعها امام زوجها ليبدأ في تناولها بشهية كبيرة أورثتها ضحكات متتابعة تسربلها السعادة وهى تتطلع اليه في عشق …
******************
طرقت الخالة وسيلة بابهما هاتفة :- الفَطور يا عرسان .. صباحية مباركة ..
استيقظت دلال على هتاف الخالة وسيلة فتطلعت حولها في تيه لتقع عيناها على محيا عفيف الناعس جوارها .. اخذت تتطلع اليه في عشق تجول بناظريها على تفاصيل وجهه المستكينة في وداعة والتي أورثته مظهرا بريئا يتنافي كليا مع طبيعته الصلبة .. لكن هذا هو عفيف كما عهدته وكما اعتادته وكما عشقته يحمل كم من متناقضات قلما اجتمعت بشخص واحد.. ابتسمت في سعادة وبدأت في مشاكسته تمسك بأطراف خصلاتها تملس بها على وجهه .. تململ قليلا لكنه لم يستيقظ لتعاود الكرة من جديد .. ليرفرف بأهدابه في تشوش لكن ما ان وقعت ناظريه عليها حتى ابتسم في وداعة وجذبها بين ذراعيه ..
همت بالهتاف باسمه الا انه اسكتها امرا:- هششش ..
ابتسمت مستسلمة ليضمها اليه اكثر هامسا :-خلينى اصدج اللي انا واعيله ده ..اشمعنى انت مكنتيش مصدجة عشية وانا عِملت الواچب ..
علت ضحكاتها لترفع رأسها مقبلة ذقنه هامسة:- انا قلبي عليك .. خالة وسيلة لسه جايبة الفطار واكيد انت جعان ..وانا كمان جعت ..
ابتعد عنها مرغما وهمس :- امري لله ..
فتح باب الغرفة وتناول الصينية وعاد بها للداخل من جديد .. وضعها ارضا وعاد اليها جاذبا إياها لتجلس جواره ومد كفه اليها بأول لقمة يضعها بفمها هامسا :- بالهنا والشفا ..
تطلعت اليه في محبة واستشعرت حنان ما كانت تعتقد انه موجود من الاساس ..
انهى تناوله طعامه وهى شاردة فيه لا قبل لها لترفع ناظريها بعيدا عن محياه غير قادرة على التعبير عما تستشعره تجاهه .. فلم تكن تتوقع يوما ان تعيش قصة عشق كما تمنت .. لكن هاهى تجلس قبالة ذاك الرجل الذي ظنت يوم ان هل عليها مهددا انها واهمة وان قصص العشق لا تروى الا في الحكايا والأشعار ..
انتفضت مستفيقة عندما مال عليها واضعا رأسه على فخذها رافعا ناظريه متطلعا اليها متسائلا :- مكلتيش ليه !؟..
همست بعشق :- شبعت لما بصيت لك ..
همس يشاكسها :- هو انا اسد النفس جوي كِده!؟..
اتسعت ابتسامتها معاتبة :- انت .. انت متعرفش انت ايه يا عفيف !؟..
تعلقت ناظريه بعينيها هامسا في فضول :- لااه معرفش .. عرفيني ..
همست بنبرة تفضح مكنونات قلبها المتيم :- انت احلى حاجة حصلت لي ف حياني ..يوم ما خلطت عليا بابي اول مرة قلت خلاص .. روحة بلا رجعة .. فدا اخويا .. مكنتش اعرف انها فعلا روحة بلا رجعة لقلبي .. انا مشيت من النعمانية وانا سايبة قلبي بين ايديك..
تألقت نظرات عينيه وهى تستطرد هامسة:- لما كتبت الجواب ده كنت خلاص قررت انى امشى .. كان كل كلمة فيه لو بتنطق لكانت قالت لك هى قصدها خليني ومتبعدنيش عنك..
حتى لما بعدت .. مكنتش بتفارقني ابدا ..
همس متسائلا بنبرة متأثرة :- كيف يعني !؟..
ابتسمت تداعب شعره بأناملها هامسة :- كنت دايما بحلم بيك .. مكنتش لسه اعرف موضوع الحادثة بس كنت بشوفك دايما ف زنقة وانا اقعد اصرخ انادي عليك .. وأول ما عرفت رجعت ..
همس في وله :- يومها بعتيلي المرسال يجول لى انك هنا ..
ابتسمت بدورها وأومأت برأسها ايجابا :- ايوه.. الجلاب اللي بعتهوله وسط الأكل .. عارفة انك بتحبه وبيفكرك بوالدتك ..فبعته ..
همس بهيام :- وبيفكرني بيكِ ..
همست منكسة رأسها تتشابك نظراتها العاشقة بنظراته المتيمة :- عفيف يا نعماني .. انا بعشقك ..
لم يهمس بحرف بل مد كفه لما خلف عنقها جاذبا رأسها لتسقط جدائل شعرها الليلية كستار تحجبهما عن الاعين وهو يفضي لها بمكنونات قلبه المسربل بعشقها ..
****************
نهاية الفصل السادس والعشرون وغدا الخاتمة باْذن الله

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-20, 09:44 PM   #155

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

الخاتمة
عالم عيال .. عيال


اندفع مناع صارخا فى اتجاه البيت الكبير مناديا عفيف :- يا عفيف بيه .. يا عفيف بيه ..
خرج عفيف متعجبا يسأل :- ايه فيه يا مناع !؟.. ايه الجلبان اللي انت عاملة ع الصبح !؟..
هتف مناع ملتقطا انفاسه :- جتيل يا بيه .. جتيل ..
انتفض مناع هاتفا في صدمة :- جتيل!؟.. فين يا واد !؟..
اكد مناع :- ف الرياح الجريب .. العالم ملمومة هناك .. چتتها مرمية كن بجالها زمن وتوى البحر راميها ..
هتف عفيف :- بتجول جتتها !!.. هى جتيلة ..!؟
اومأ مناع مؤكدا ليتساءل عفيف :- بلغتوا شريف بيه !؟..
اكد مناع :- ايوه يا بيه هو هناك والحكومة كلها على وصول دلوجت ..
هز عفيف رأسه هاتفا :- طب تمام .. انا هحصلهم اشوف ايه فيه !؟..
وصل عفيف لموضع الجثة المغطاة فوجد شريف وقد ألقى السلام وهتف:- المية بهدلت معالم الجثة .. محدش عارف دي جثة مين ..
تنهد عفيف :- ربنا يرحمها على اي حال ..
فجأة ظهر خفاجي مندفعا في اتجاه الجثمان ودفع عنه غطاءه وأخذ يصرخ في لوعة ..
تنبه شريف مندفعا نحوه :- ايه ده !؟.. انت تعرفها !؟.. وعرفتها ازاي من اساسه !؟..
هتف خفاجي صارخا :- دي بتي .. دي لواحظ بتي .. هى لواحظ ..
هتف شريف متسائلا من جديد وهو يعيد الغطاء على الجثة المشوهة:- عرفت ازاي انها بنتك ومعالم وشها مش واضحة !؟..
اكد خفاجي من بين دموعه المقهورة:- هى يا بيه .. لبسها ودهبها .. هى بقالها فترة غايبة ومعرفناش راحت فين .. بس دلوجت أديني عرفت ..
هتف شريف :- طب بتتهم حد !؟.. اي حد كان بينكم وبينه اي عداوة !؟..
هتف خفاجي موجوعا :- يا بيه احنا غلابة .. حلب دايرين ف الموالد .. هنعادوا مين بس !؟.. احنا ماشيين چنب الحيط ..
ربت شريف على كتفه مواسيا وهتف عفيف الذي ظل صامتا طوال فترة الاستجواب :- البقاء لله يا خفاجي .. جوم .. جوم على حيلك خليك شَديد .. ربنا يعينك ..
وربت على كتفه مواسيا وقد وصلت النيابة لموضع اجتماعهم ليتواصل التحقيق .. امام جثمانها الذي ألقاه البحر عندما اصبح غير قادرًا على الاحتفاظ بجثمان نجس بين أحشائه ..
***************
اندفع شريف لداخل شقته متنهدا في تعب لتخرج زينب من المطبخ هاتفة في سعادة :- شريف !؟.. حمد الله بالسلامة..
هتف يتلقاها بين ذراعيه هامسا :- الله يسلمك.. انا جعاااان اكل وجعان نووووم .. بقالي كام يوم منمتش ..
اندفع لداخل غرفته يضع سترته الميري جانبا ويتمدد على الفراش هامسا :- يقطع الغازية واللي جه من تحت راسها..
انتفضت زينب متوجهة اليه تطل عليه هاتفة في حنق :- غازية مين يا شريف!؟.. انت تعرف غوازي !؟.. انطق !؟.. اعترف !؟..
انتفض هاتفا ينفي التهمة :- ماتت وعهد الله ماتت ..
هتفت متشنجة :- وانت مالك زعلان عليها كده !؟... وانا اقول بقى بيطول ف الصعيد ليه !؟..
هتف شريف يكاد يولول :- والنعمة اتقتلت ..غااارت .. دي القتيلة اللي كنت بحقق ف قضيتها عشان كده اتاخرت ف الاجازة ..
نظرت اليه في مهادنة وتساءلت :- يعني متعرفش اي غازية يا شريف !؟.
تطلع اليها في عشق هامسا :- وحياة سرينة الإسعاف اللي مبحلفش بيها باطل ابدااا.. معرفش الغازية ولا شفتها الا مقتولة .. وبعدين انتِ بتغيري عليا يا زينبو !؟..
اكدت هامسة :- ايوه بغير ..
ثم تغيرت لهجتها فجأة هاتفة بحدة :- طب خلي اي واحدة تفكر تبص لك بس وانا اخليها تندم ع اليوم اللي اتولدت فيه..
قهقه شريف يصفق بكفيه في تشجيع هاتفا :- ايوه يا زينبو .. أموت انا ف خُط الصعيد ..
قهقهت وهتفت وهى تخرج من الغرفة تتحرك في بطء ببطنها المتكور امامها في سبيلها للمطبخ :- اجيب لك حاجة تشربها على بال ما احضر الغدا!؟..
اكد وقد قرر مشاكستها مندفعا خلفها :- اه يا ريت .. هاتيلى مياه غاااااازية .. و ركزي قوووي ع الغازية دي ..
انفجر ضاحكا عندما تنبه لملامح وجهها الذي انقلب فجأة وأصبحت اشبه بريا وسكينة وخاصة وهى تحمل سكينة المطبخ .. فاندفع عائدا لداخل الغرفة مغلقا بابها وقهقهاته ترتفع من خلفه ..
***********
تسللت من بين الخيام قبل ان يبدأ نور الصباح في الظهور بالأفق محاولة الخروج مبتعدة عن مضاربهم غير راغبة في العودة لهذه الحياة من جديد.. انتفضت فى ذعر عندما لاح لها شبحا خرج من خلف احد الأشجار هامسا :- على فين يا ورد وفيتانا !؟..
تنهدت في راحة هامسة بعتاب :- كِده يا طايع!؟.. والله كنت هروح فيها ..
همس بعشق :- بعيد الشر عنك يا ورد .. مجلتيش !؟..واخدة بعضك ورايحة على فين !؟..
اكدت بلامبالاة :- على اي مطرح .. بلاد الله لخلج الله .. خلاص معدش ليا مكان هنا يا طايع.. لا صاحب ولا جريب ..
همس يتساءل في وجل :- ولا حبيب يا ورد !؟..اني رايدك ف حلال ربنا ..
اخفضت نظراتها هامسة :- تجدر على مهري ..
اكد في لهفة :- اجدر بعون الله ولو كان ايه ..
همست :- ننزل نشتغل ف النعمانية .. انا هنزل لعفيف بيه النعماني والداكتورة واطلب شغل ف ارضهم و متوى .. وهم مش هيرفضوا وخصوصي ان شهادتي كانت السبب ف خروجه م المصيبة اللي دبسته فيها لواحظ الله يرحمها بجى..
اكد هامسا في محبة :- وانا فين ما تكوني هكون معاكِ .. اني كمان لا ليا فيها جريب ولا صاحب.. بلدي اللي فيها الحبيب .. ونكون مطرح ما تكوني يا ورد..
ابتسمت في سعادة واندفعا سويا بعيد عن مضارب الغجر مفارقين لدنيا وحياة جديدة ..
**************
اندفع شريف حاملا إياها يهبط الدرج في عجالة ويحاول في نفس اللحظة السيطرة على أعصابه والانتباه لخطواته ..
كانت صرخاتها كافية لتعلمهن بما يجري لتندفع كلتاهما من شقتها وقد اصبحت بكامل هيئتها تندفعان خلفه تحمل امها حقيبة الصغير القادم وتلهث امه للحاق بهم حتى باب العربة..
دقائق وكانت تُدفع لغرفة العمليات.. ليتوقف هو وأمه وامها بالخارج يتضرع الجميع الي الله ان يمن عليها بالسلامة لكليهما .. زينب وجنينها ..
مر الوقت في رتابة ليهتف صارخا بعصبية شديدة :- ما حد يرد علينا يطمنا .. هو ايه اللي بيحصل !؟..
هتفت امه تهدئه رابتة على كتفه :- اهدى يا شريف .. ان شاء الله خير يا حبيبي ..
هتفت ماجدة امها رغم اضطرابها :- هي البكرية كده يا شريف .. ربنا يقومها بالسلامة ..
هتف شريف وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره في توتر :- يا رب ..
واستطرد في حنق :- هاين عليا ادخل اجيب الدكتور اللي جوه ده من رقبته .. ما يطلع يقولنا ان الدنيا ماشية تمام .. اي حاجة تطمنا..
انتفض من موضعه مندفعا باتجاه باب غرفة العمليات وأمه وماجدة خلفه في لهفة هاتفا في الممرضة التي خرجت لتوها:- ايه الاخبار !؟..
هزت رأسها في سعادة هاتفة :- الف مبروك .. ولد زي القمر .. يتربى ف عزكم ..
تساءل شريف في لهفة :- وهى!؟..اقصد امه ..
اكدت الممرضة :- زي الفل .. هيخرجوا لكم حالا ..
هلل شريف في فرحة واندفع يحتضنهما امه التي بكت بين ذراعيه وكذلك ماجدة امها التي ضمها مقبلا جبينها في سعادة..
واخيرا استعاد روحه المرحة هاتفا في مزاح :- بقت كل واحدة فيكم تيتة رسمي .. اسمعش واحدة منكم تقولي جوزني يا شريف ..
قهقت كلتاهما لتنتفض شريفة مندفعة خلفه ما ان وعى لسرير زينب المدولب يخرج من الغرفة وتلقفت امها الطفل بين ذراعيها تلحق بهما..
استقرت بالفراش ليجلس جوارها في انتظار إفاقتها ..
تناوبت الأمهات حمل الطفل لتفتح عيونها بعد فترة هامسة :- شريف ..
انتفض ملبيا في لهفة :- حمدالله ع السلامة يا زوزو ..
همست :- ربنا جاب ايه !؟..
اكد في فخر :- كريم شريف عبدالواحد..
دمعت عيناها فرحة وهمست :- عايزة اشوفه ..
اكد وهو ينحني مقبلا جبينها في محبة:- عنايا .. هروح احاول اسلكه من أيدين الأختين الحلوين هناء وشيرين .. زمانهم بيتخانقوا عليه مين شاله اكتر ..
اتسعت ابتسامتها في وهن وهو يندفع من الحجرة باتجاه حجرة الحضانة حيث تقف كل من امه وامها امام زجاجها تتطلعان لحفيدهما في سعادة وفخر …
*****************
هتفت به تستحثه ان يتوقف بالكارتة :- استنى يا عفيف ..
شد لجام الفرس ليتوقف هاتفا :- ايه فيه!؟..
اشارت لفتاة ما متسائلة :- مش دي نادية !؟..
اكد عفيف بشجن :- ايوه هى ..
همت بالنزول فاندفع عفيف يساعدها هاتفا في لوم :- رايحة فين بحالك ده!؟
نزلت من العربة مستندة عليه وهى تضع كفها على بطنها المتكور امامها هاتفة :- عايزة أشوفها يا عفيف .. عايزة اطمن عليها .. عشان خاطري..
تنهد بقلة حيلة وهتف ينادي نادية التي تنبهت لتندفع بذاك الطفل الذي تحمله على كتفيها ليبادرها عفيف متعجبا :- انتِ ايه اللي نزلك الارض يا نادية !؟.. اني مش جلت لامك طلباتكم عنِدي !؟
نكست نادية رأسها حياءً واخيرا همست:- معلش يا عفيف بيه .. بس اني ولدي ميكلش الا من تعبي.. والفلوس اللي كتر خيرك بتبعتها لامي اخواتي اولى بيها ..
هتفت دلال مشفقة :- بس ابنك على كتفك .. حرام عليك نفسك .. وابنك..
لم تجيب نادية بحرف ليأمرها عفيف في صرامة:- ارچعي دار ابوكِ وانا هشوف لك شغلانة ومتنزليش الارض تاني .. مفهوم !؟..
اومأت برأسها ايجابا وعدلت من حمل ولدها على كتفها ورحلت تترنح في مشيتها بحملها..
تابعتها دلال ودمعة تتأرجح بجفونها هامسة لعفيف :- هو ايه اللي حصل!؟..بتقول لها ترجع بيت ابوها ليه !؟..
همس عفيف :- طب اطلعي وانا هحكيكي كل حاچة ..
صعدت بمساعدته ليستدير صاعدا جوارها مندفعا بالعربة هاتفا :- اصلك انا مكنتش عايز اجول لك عشان متزعليش ..البت چوزها مات..
شهقت دلال في صدمة هاتفة :- ده حصل امتى!؟..
اكد عفيف :- من فترة صغيرة.. مات ف حادثة ف البلد اللي بيشتغل فيها جبل ما يعجد عليها رسمي ..
هتفت دلال موجوعة :- لا حول ولا قوة الا بالله.. وبعدين !؟..
تنهد عفيف مستكملا :- اخو الواد جال لابوها اعلى ما ف خيلكم اركبوه .. وبتك ولا ليها حاچة عندينا .. ولا ولده نعرفه .. ابوها لانه عارف انه غلبان مش هيجدر على اهل الواد لانهم واعرين من جهرته وجع من طوله راح فيها ..
شهقت دلال من جديد :- طب وبعدين!؟ حقها هيضيع كده !؟..
تنهد عفيف مؤكدا :- ما هو لو نعرف فين الكمبيالة اللي ابوها خدها على چوزها يوم ما كتبوا العجد العرفي كنت اتصرفت .. لكن مش لجيينها.. وانا بحاول اجعد مع اخو چوزها الله يرحمه واشوف اجدر اعمل ايه ..
تنهدت في وجع هاتفة :- ليه ده كله يحصل لبنت مكملتش 17 سنة ..اللي زيها يا دوب داخل الجامعة وبيظبط مستقبله مش شايل لقب ارملة وشايل كمان حمل طفل اولى تكون اخته مش امه .. والله ده ما يرضي ربنا !؟..
ربت على كفها هاتفا :- اهدي بس .. كلها أرزاج وكاتبها المولى .. محدش ليه ف نفسيه حاچة ..واحنا ياما جلنا ومحدش سمع ..
هتفت تؤكد :- انا هجيبها اشغلها معايا ف العيادة يا عفيف ..
هتف بدوره :- وماله .. أهي تبجى معاكِ ..
توقفت العربة امام البوابة ليساعدها
لتهبط منها ويسيرا منعا لداخل البيت الكبير ..
***************
صعدا بعد العشاء لحجرتهما ولكن قبل ان تدخلها هتفت تستوقفه :- انا هروح اجيب رواية من المكتبة وارجع يا عفيف ..
همس :- طب ما تدخلي انتِ ارتاحي وانا اچيب لك اللي انت عوزاه ...
هزت رأسها نفيا هاتفة :- لا هختار على ذوقي وارجع بسرعة .. انا فعلا حاسة اني تعبانة ومع ذلك مش حاسة ان جايلي نوم ..
هز رأسه موافقا وسبقها لداخل الحجرة.. اتجهت هى للمكتب وقبل ان تمد كفها لرف الروايات شعرت ان شئ ما داخلي يقودها في اتجاه غرفتها القديمة التي كانت تحتلها منذ قدومها للنعمانية .. تخطت باب المكتب المفضي للمندرة وفتحت باب تلك الحجرة وتطلعت فيها بمحبة ودون وعي وجدت نفسها في اتجاه الغرفة التي حلمت فيها حلمها العجيب الليلة الاولى لها عندما قدمت للنعمانية اول مرة .. تلك الغرفة التي رحلت فيها جدة عفيف وهى تضع اخر أطفالها .. لا تعرف لما تستشعر رابط خفي بينها وبين تلك الحجرة .. كأن هناك رسالة ما تصلها عندما تطأها بقدميها .. دخلتها في اضطراب وشعور داخلي عجيب يحثها على الخروج ..
قاومت هذا الشعور ومدت كفها تفتح احد الأدراج بخزينة الملابس والتي يبدو انها لم تفتح منذ عصور ..
وجدت بعض الاوراق الصفراء القديمة المهترئة .. قلبت فيها لعلها تستطيع ان تستكشف بعض اسرار تلك المرأة التي جاءت لها في أحلامها طالبة المساعدة والعون ..
تنبهت لورقة وحيدة بين تلك الاوراق فتحتها في حذّر وقرأت جملة واحدة.. "كل شئ يؤخذ بالقوة ..الا القلوب تؤخذ باللين .. وهو كان لين ..لكن قلبي انا من تحجر" .. تنهدت وهى تقرأ تلك الجملة لانها تعكس مدى معاناتها لكنها تساءلت كيف يمكن لامرأة منذ ذاك العهد ان تكتب بتلك الفصاحة اوحتى تكتب من الاساس .. فتلك الفترة لم يكن هناك تعليم للفتيات .. وابتسمت في سخرية وهى تهمس انهم يحاولوا في نشر تعليم الفتيات حتى الان .. تركت الاوراق الصفراء وتتبعت شعورها الذي كان يلح عليها لتهم بالخروج فعلا الا ان شئ ما اشتبك بقدمها فاختل توازنها وسقطت ارضا ..
تأوهت وهى تضع كفها على بطنها وقد استشعرت بداية ألام المخاض ..
هتفت تحاول استدعاء عفيف مرارا وتكرارا لكن صوتها كان من الضعف حتى لا يصل لمسامعه بالجانب الاخر من البيت .. وربما يكون قد ذهب في نوم عميق فلا يدرك انها على هذه الحالة ..
تمدد على فراشه يحاول مغالبة النعاس حتى يطمئن انها عادت .. ففي شهرها الاخير ذاك كانت دوما ما تعاني الأرق.. وكم أيقظته باكية لعدم قدرتها على النعاس ولو لدقائق قليلة ..
استشعر انها غابت اكثر من اللازم فنهض يطمئن عليها ..
ما ان اقترب من باب مكتبه حتى سمع نداء واهن باسمه .. اندفع من المكتب في اتجاه المندرة ومنها حيث موضع الصوت وصاحبته ..
هتف في صدمة ما ان وجدها ممددة على الارض بذاك الوضع حتى هم بحملها خارج الغرفة هاتفا :- ايه اللي حصل !؟..وانتِ ايه اللي چابك الاوضة دي م الاساس !؟..
صرخت ما ان حاول حملها واشارت له بتركها موضعها ارضا هاتفة:- مش قادرة يا عفيف خلاص .. ابعت جيب الدكتورة بتاعت الوحدة وابعت لى الخالة وسيلة وناهد ..
هتف مذعورا :- انتِ هتولدي هنا !؟.. ف الأوضة دي !؟.. لاااه هنروحوا المستشفي !؟..
اكدت بوهن :- مفيش وقت يا عفيف للمستشفي .. روح نادي الدكتورة .. بسرعة يا عفيف ..
وبدأت ف التأوه من جديد ..
اندفع كالمجنون ينفذ ما طلبت لتتحامل هى على نفسها حتى وصلت الفراش بصعوبة بالغة واشتدت ألام المخاض اكثر لتصرخ في وجع وقد اندفعت ناهد والخالة وسيلة لداخل الغرفة ما ان أخبرهما عفيف ..
ليعود هو في أعقابهما ما ان امر مناع باحضار طبيبة الوحدة الصحية التي تم تعيينها خلفا للدكتور طارق .. كان يقف مضطربا كليث جريح خارج الغرفة يود لو يدخل لينقلها للمشفى او حتى لأي غرفة اخرى وليكن ما يكون.. وما ان هم بفعل ذلك حتى وصلت الطبيبة ودخلت للغرفة التي كانت تأوهات دلال تصل لخارجها تفعل به الافاعيل فتزيده قلقا على قلق ..
ظل على إيابه وذهابه حتى طل نديم الذي كان خارج النعمانية ووصل لتوه هاتفا في اضطراب :- ها ايه الاخبار!؟...
هتف عفيف مضطربا :- لسه مفيش اخبار .. اديك واعي .. الحريم كلهم چوه ..
كان نديم لا يقل عنه قلقا على اخته لكنه هتف رابتا على كتفه في محاولة لبثه الطمأنينة :- متقلقش .. هتقوم بالسلامة باذن الله ..
همس عفيف في تيه :- باذن الله ..
وكان كل ما يشغل فكره هو ذعره من تكرار ما حدث بتلك الغرفة منذ زمن بعيد .. رفع أكفه للسماء متضرعا يتمنى لها السلامة والنجاة ..
لا يعلم كم مر من الوقت الا انه اخيرا تنفس الصعداء عندما اطلقت الخالة وسيلة البشارة..
فقد ارتفع صوت زغاريدها يطاول عنان السماء وانفرج الباب عن محياها هاتفة في فرحة طاغية:- النعماني الصغير شرف يا عفيف بيه..
لم يسع عفيف الا ان يخر ساجدا شكرًا لله ونهض ليتلقفه نديم بين ذراعيه معانقا في فرحة ..
هتف عفيف بلهفة :- ودلال كويسة !؟.
اكدت ناهد وهى تندفع خارج الغرفة مباركة :- كويسة وزي الفل ..وراغب بيه زي البدر الله اكبر ..مبروك ما چالك يا عفيف ..
ابتسم عفيف رابتا على كتفها في سعادة هامسا:- عجبالك يا ناهد ..
تنهدت مؤكدة :- كله على الله ..
ما ان خرجت الطبيبة واستأذنت في الانصراف حتى اندفع عفيف للداخل في لهفة .. ألقى الجميع التحية والمباركة من جديد واكدت الخالة وسيلة على ضرورة اطعام النفساء في التو واللحظة فذهبت للتنفيد من فورها ورحل الجميع ليتركوه برفقتها..
همس متطلعا اليها :- والله حرام عليك اللي عملتيه فيا دِه .. انا عمري ما خفت كِده ..مش بس عشان انتِ بتولدي .. لاااه .. عشان بتولدي ف الاوضة دي بالذات ..
همست متطلعة اليه في وهن وابتسمت:- انا شفت جدك يا عفيف ..
انتفض مذعورا :- ايه !؟.. شفتي مين!؟..
اكدت :- شفت جدك النعماني الكبير وهو شايل راغب وبيديهولى .. وبيقولي خلي بالك عليه .. وجدتك واقفة مستنياه بعيد بصت لى وابتسمت وزي ما يكونوا اتصالحوا اخيرا لانه خد بايدها وبعدوا ..
ربت على كفها التي باحضان كفه وهمس مضطربا :- خير .. الحمد لله انك جومتي بالسلامة.. وربنا رزج براغب الصغير ..
حمله عفيف في سعادة مؤذنا في أذنه اليمني وهمس مرددا في فخر:- راغب عفيف راغب النعماني ..
***************
اندفع عفيف من خلف مكتبه حاملا جريدة اليوم هاتفا في حماسة متوجها لدلال التي كانت تجلس على كرسيها المفضل قبالته :- بصي يا دلال ع الخبر دِه كِده ..
تطلعت للجريدة وتناولتها من يده وبدأت في القراءة وما ان انتهت حتى رفعت رأسها ودمع السعادة يترقرق بمقلتيها هاتفة :- حق براءة واللي زيها بيرجع..
اكد عفيف هازا رأسه مؤكدا :- القانون اللي بيچرم الختان من غير ضرورة طبية يأكدها داكتور متخصص لسه طالع اهاا .. اللي كنتِ بتحلمي بيه وفضلتي تحاربي عشان توصليه لستات النجع بجي حج ..
هتفت دلال في تأثر :- ولسه يا عفيف .. لما المدرسة الإعدادي والثانوي بتاعت البنات اللي بتبنيها تكمل .. معظم بنات النجع والنجوع اللي جنبنا كمان هييجوا يتعلموا وميبقاش في حجة لبعد المدرسة وخوفهم ع البنات .. والتعليم شوية بشوية هيفتح العقول ويخلي اللي كان مرفوض امبارح يبقى مقبول النهاردة ..
تطلعت اليه هاتفة :- خبر حلو قووي .. بس اللي هيفرحني بجد هو يوم ما اشوفك بتناقش الدكتوراة .. ها لسه كتير يا دكتور !؟..
ابتسم مؤكدا :- لسه كَتير جووي ..بس بصراحة انتِ مش مجصرة .. التجصير چاي مني انا ..
تطلعت اليه في عشق هامسة :- تقصير ايه بس!؟.. كتر خيرك هتلاقيها من الارض ومشاكلها ولا النعمانية وأحوالها ولا الرسالة ولا المدرسة اللي بتبنيها .. ولا دلال وعيالها .. انا بعمل ايه غير اني بساعد شوية.. ويا ريت اقدر اعمل اكتر من كده..
قهقه مؤكدا :- تجدري !؟..
هتفت بلهفة :- اقدر اعمل ايه !؟..
اكد وهو يجذبها من كرسيها المفضل داخل مكتبه والذي تحتله دوما لتقرأ بينما هو يتابع كتابة رسالته العلمية دافعا بها في رفق باتجاه الباب هاتفا :- تجدري توريني عرض كتافك.. عشان طول ما انت جصادي كِده مش هكتب حرف ف الرسالة .. هااا .. ايه جولك!؟..
اتسعت ابتسامتها هامسة :- طيب .. اروح بدل ما تعملني حجتك .. بس شد حيلك عايزة مبحث كامل م الرسالة يخلص الليلة دي ..
هتف مازحا :- أوامرك يا داكتورة ..
توجهت لحجرتها وتمددت على فراشها تحاول الخلود للنوم .. كانت تعلم انه لن يغمض لها جفنا وهو لا يجاورها .. تستأنس بأنفاسه وتخلد للنعاس وهى تستشعر عبق دفئه ..
احست بقدومه فابتسمت رغما عنها وهى تراه يندفع لداخل الحجرة ثم لداخل الفراش ..
همست معاتبة توليه ظهرها وهى تكتم ضحكاتها :- مش كنت عاملني حجتك!؟..فين المبحث يا دكتور !؟..
دنا منها مطوقا خصرها هامسا بالقرب من مسامعها :- المبحث بكرة ان شاء الله .. دلوجت فيه حاچات اهم ..
امسكت قهقهاتها هامسة بتعجب تدعي الدهشة :- حاجات اهم!؟..
وأكدت وهى تستدير لتواجهه متطلعة اليه :-عفيف .. الدكتوراة دي انت ناوي تاخدها امتى!؟.. هااا !؟..
اكد مبتسما بحرج كطفل يتهرب من اداء واجبه المدرسي رغبة في بعض العبث :- ما جلنا بكرة.. يصبح ويفتح ..
وضمها اليه هامسا مدعيا الجدية :- تعالي بس انا عايز اجولك على حاچة مهمة م الحاجات اللي جولت لك عليها..
تعالت ضحكاتها وهى توليه اهتمامها كاملا مصغية لكل حرف من كتاب العشق الذي يجيد قراءته على مسامع قلبها ولا تمله روحها ابدااا ..
*************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-20, 09:50 PM   #156

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

الخاتمة
عالم عيال .. عيال


اندفع مناع صارخا فى اتجاه البيت الكبير مناديا عفيف :- يا عفيف بيه .. يا عفيف بيه ..
خرج عفيف متعجبا يسأل :- ايه فيه يا مناع !؟.. ايه الجلبان اللي انت عاملة ع الصبح !؟..
هتف مناع ملتقطا انفاسه :- جتيل يا بيه .. جتيل ..
انتفض مناع هاتفا في صدمة :- جتيل!؟.. فين يا واد !؟..
اكد مناع :- ف الرياح الجريب .. العالم ملمومة هناك .. چتتها مرمية كن بجالها زمن وتوى البحر راميها ..
هتف عفيف :- بتجول جتتها !!.. هى جتيلة ..!؟
اومأ مناع مؤكدا ليتساءل عفيف :- بلغتوا شريف بيه !؟..
اكد مناع :- ايوه يا بيه هو هناك والحكومة كلها على وصول دلوجت ..
هز عفيف رأسه هاتفا :- طب تمام .. انا هحصلهم اشوف ايه فيه !؟..
وصل عفيف لموضع الجثة المغطاة فوجد شريف وقد ألقى السلام وهتف:- المية بهدلت معالم الجثة .. محدش عارف دي جثة مين ..
تنهد عفيف :- ربنا يرحمها على اي حال ..
فجأة ظهر خفاجي مندفعا في اتجاه الجثمان ودفع عنه غطاءه وأخذ يصرخ في لوعة ..
تنبه شريف مندفعا نحوه :- ايه ده !؟.. انت تعرفها !؟.. وعرفتها ازاي من اساسه !؟..
هتف خفاجي صارخا :- دي بتي .. دي لواحظ بتي .. هى لواحظ ..
هتف شريف متسائلا من جديد وهو يعيد الغطاء على الجثة المشوهة:- عرفت ازاي انها بنتك ومعالم وشها مش واضحة !؟..
اكد خفاجي من بين دموعه المقهورة:- هى يا بيه .. لبسها ودهبها .. هى بقالها فترة غايبة ومعرفناش راحت فين .. بس دلوجت أديني عرفت ..
هتف شريف :- طب بتتهم حد !؟.. اي حد كان بينكم وبينه اي عداوة !؟..
هتف خفاجي موجوعا :- يا بيه احنا غلابة .. حلب دايرين ف الموالد .. هنعادوا مين بس !؟.. احنا ماشيين چنب الحيط ..
ربت شريف على كتفه مواسيا وهتف عفيف الذي ظل صامتا طوال فترة الاستجواب :- البقاء لله يا خفاجي .. جوم .. جوم على حيلك خليك شَديد .. ربنا يعينك ..
وربت على كتفه مواسيا وقد وصلت النيابة لموضع اجتماعهم ليتواصل التحقيق .. امام جثمانها الذي ألقاه البحر عندما اصبح غير قادرًا على الاحتفاظ بجثمان نجس بين أحشائه ..
***************
اندفع شريف لداخل شقته متنهدا في تعب لتخرج زينب من المطبخ هاتفة في سعادة :- شريف !؟.. حمد الله بالسلامة..
هتف يتلقاها بين ذراعيه هامسا :- الله يسلمك.. انا جعاااان اكل وجعان نووووم .. بقالي كام يوم منمتش ..
اندفع لداخل غرفته يضع سترته الميري جانبا ويتمدد على الفراش هامسا :- يقطع الغازية واللي جه من تحت راسها..
انتفضت زينب متوجهة اليه تطل عليه هاتفة في حنق :- غازية مين يا شريف!؟.. انت تعرف غوازي !؟.. انطق !؟.. اعترف !؟..
انتفض هاتفا ينفي التهمة :- ماتت وعهد الله ماتت ..
هتفت متشنجة :- وانت مالك زعلان عليها كده !؟... وانا اقول بقى بيطول ف الصعيد ليه !؟..
هتف شريف يكاد يولول :- والنعمة اتقتلت ..غااارت .. دي القتيلة اللي كنت بحقق ف قضيتها عشان كده اتاخرت ف الاجازة ..
نظرت اليه في مهادنة وتساءلت :- يعني متعرفش اي غازية يا شريف !؟.
تطلع اليها في عشق هامسا :- وحياة سرينة الإسعاف اللي مبحلفش بيها باطل ابدااا.. معرفش الغازية ولا شفتها الا مقتولة .. وبعدين انتِ بتغيري عليا يا زينبو !؟..
اكدت هامسة :- ايوه بغير ..
ثم تغيرت لهجتها فجأة هاتفة بحدة :- طب خلي اي واحدة تفكر تبص لك بس وانا اخليها تندم ع اليوم اللي اتولدت فيه..
قهقه شريف يصفق بكفيه في تشجيع هاتفا :- ايوه يا زينبو .. أموت انا ف خُط الصعيد ..
قهقهت وهتفت وهى تخرج من الغرفة تتحرك في بطء ببطنها المتكور امامها في سبيلها للمطبخ :- اجيب لك حاجة تشربها على بال ما احضر الغدا!؟..
اكد وقد قرر مشاكستها مندفعا خلفها :- اه يا ريت .. هاتيلى مياه غاااااازية .. و ركزي قوووي ع الغازية دي ..
انفجر ضاحكا عندما تنبه لملامح وجهها الذي انقلب فجأة وأصبحت اشبه بريا وسكينة وخاصة وهى تحمل سكينة المطبخ .. فاندفع عائدا لداخل الغرفة مغلقا بابها وقهقهاته ترتفع من خلفه ..
***********
تسللت من بين الخيام قبل ان يبدأ نور الصباح في الظهور بالأفق محاولة الخروج مبتعدة عن مضاربهم غير راغبة في العودة لهذه الحياة من جديد.. انتفضت فى ذعر عندما لاح لها شبحا خرج من خلف احد الأشجار هامسا :- على فين يا ورد وفيتانا !؟..
تنهدت في راحة هامسة بعتاب :- كِده يا طايع!؟.. والله كنت هروح فيها ..
همس بعشق :- بعيد الشر عنك يا ورد .. مجلتيش !؟..واخدة بعضك ورايحة على فين !؟..
اكدت بلامبالاة :- على اي مطرح .. بلاد الله لخلج الله .. خلاص معدش ليا مكان هنا يا طايع.. لا صاحب ولا جريب ..
همس يتساءل في وجل :- ولا حبيب يا ورد !؟..اني رايدك ف حلال ربنا ..
اخفضت نظراتها هامسة :- تجدر على مهري ..
اكد في لهفة :- اجدر بعون الله ولو كان ايه ..
همست :- ننزل نشتغل ف النعمانية .. انا هنزل لعفيف بيه النعماني والداكتورة واطلب شغل ف ارضهم و متوى .. وهم مش هيرفضوا وخصوصي ان شهادتي كانت السبب ف خروجه م المصيبة اللي دبسته فيها لواحظ الله يرحمها بجى..
اكد هامسا في محبة :- وانا فين ما تكوني هكون معاكِ .. اني كمان لا ليا فيها جريب ولا صاحب.. بلدي اللي فيها الحبيب .. ونكون مطرح ما تكوني يا ورد..
ابتسمت في سعادة واندفعا سويا بعيد عن مضارب الغجر مفارقين لدنيا وحياة جديدة ..
**************
اندفع شريف حاملا إياها يهبط الدرج في عجالة ويحاول في نفس اللحظة السيطرة على أعصابه والانتباه لخطواته ..
كانت صرخاتها كافية لتعلمهن بما يجري لتندفع كلتاهما من شقتها وقد اصبحت بكامل هيئتها تندفعان خلفه تحمل امها حقيبة الصغير القادم وتلهث امه للحاق بهم حتى باب العربة..
دقائق وكانت تُدفع لغرفة العمليات.. ليتوقف هو وأمه وامها بالخارج يتضرع الجميع الي الله ان يمن عليها بالسلامة لكليهما .. زينب وجنينها ..
مر الوقت في رتابة ليهتف صارخا بعصبية شديدة :- ما حد يرد علينا يطمنا .. هو ايه اللي بيحصل !؟..
هتفت امه تهدئه رابتة على كتفه :- اهدى يا شريف .. ان شاء الله خير يا حبيبي ..
هتفت ماجدة امها رغم اضطرابها :- هي البكرية كده يا شريف .. ربنا يقومها بالسلامة ..
هتف شريف وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره في توتر :- يا رب ..
واستطرد في حنق :- هاين عليا ادخل اجيب الدكتور اللي جوه ده من رقبته .. ما يطلع يقولنا ان الدنيا ماشية تمام .. اي حاجة تطمنا..
انتفض من موضعه مندفعا باتجاه باب غرفة العمليات وأمه وماجدة خلفه في لهفة هاتفا في الممرضة التي خرجت لتوها:- ايه الاخبار !؟..
هزت رأسها في سعادة هاتفة :- الف مبروك .. ولد زي القمر .. يتربى ف عزكم ..
تساءل شريف في لهفة :- وهى!؟..اقصد امه ..
اكدت الممرضة :- زي الفل .. هيخرجوا لكم حالا ..
هلل شريف في فرحة واندفع يحتضنهما امه التي بكت بين ذراعيه وكذلك ماجدة امها التي ضمها مقبلا جبينها في سعادة..
واخيرا استعاد روحه المرحة هاتفا في مزاح :- بقت كل واحدة فيكم تيتة رسمي .. اسمعش واحدة منكم تقولي جوزني يا شريف ..
قهقت كلتاهما لتنتفض شريفة مندفعة خلفه ما ان وعى لسرير زينب المدولب يخرج من الغرفة وتلقفت امها الطفل بين ذراعيها تلحق بهما..
استقرت بالفراش ليجلس جوارها في انتظار إفاقتها ..
تناوبت الأمهات حمل الطفل لتفتح عيونها بعد فترة هامسة :- شريف ..
انتفض ملبيا في لهفة :- حمدالله ع السلامة يا زوزو ..
همست :- ربنا جاب ايه !؟..
اكد في فخر :- كريم شريف عبدالواحد..
دمعت عيناها فرحة وهمست :- عايزة اشوفه ..
اكد وهو ينحني مقبلا جبينها في محبة:- عنايا .. هروح احاول اسلكه من أيدين الأختين الحلوين هناء وشيرين .. زمانهم بيتخانقوا عليه مين شاله اكتر ..
اتسعت ابتسامتها في وهن وهو يندفع من الحجرة باتجاه حجرة الحضانة حيث تقف كل من امه وامها امام زجاجها تتطلعان لحفيدهما في سعادة وفخر …
*****************
هتفت به تستحثه ان يتوقف بالكارتة :- استنى يا عفيف ..
شد لجام الفرس ليتوقف هاتفا :- ايه فيه!؟..
اشارت لفتاة ما متسائلة :- مش دي نادية !؟..
اكد عفيف بشجن :- ايوه هى ..
همت بالنزول فاندفع عفيف يساعدها هاتفا في لوم :- رايحة فين بحالك ده!؟
نزلت من العربة مستندة عليه وهى تضع كفها على بطنها المتكور امامها هاتفة :- عايزة أشوفها يا عفيف .. عايزة اطمن عليها .. عشان خاطري..
تنهد بقلة حيلة وهتف ينادي نادية التي تنبهت لتندفع بذاك الطفل الذي تحمله على كتفيها ليبادرها عفيف متعجبا :- انتِ ايه اللي نزلك الارض يا نادية !؟.. اني مش جلت لامك طلباتكم عنِدي !؟
نكست نادية رأسها حياءً واخيرا همست:- معلش يا عفيف بيه .. بس اني ولدي ميكلش الا من تعبي.. والفلوس اللي كتر خيرك بتبعتها لامي اخواتي اولى بيها ..
هتفت دلال مشفقة :- بس ابنك على كتفك .. حرام عليك نفسك .. وابنك..
لم تجيب نادية بحرف ليأمرها عفيف في صرامة:- ارچعي دار ابوكِ وانا هشوف لك شغلانة ومتنزليش الارض تاني .. مفهوم !؟..
اومأت برأسها ايجابا وعدلت من حمل ولدها على كتفها ورحلت تترنح في مشيتها بحملها..
تابعتها دلال ودمعة تتأرجح بجفونها هامسة لعفيف :- هو ايه اللي حصل!؟..بتقول لها ترجع بيت ابوها ليه !؟..
همس عفيف :- طب اطلعي وانا هحكيكي كل حاچة ..
صعدت بمساعدته ليستدير صاعدا جوارها مندفعا بالعربة هاتفا :- اصلك انا مكنتش عايز اجول لك عشان متزعليش ..البت چوزها مات..
شهقت دلال في صدمة هاتفة :- ده حصل امتى!؟..
اكد عفيف :- من فترة صغيرة.. مات ف حادثة ف البلد اللي بيشتغل فيها جبل ما يعجد عليها رسمي ..
هتفت دلال موجوعة :- لا حول ولا قوة الا بالله.. وبعدين !؟..
تنهد عفيف مستكملا :- اخو الواد جال لابوها اعلى ما ف خيلكم اركبوه .. وبتك ولا ليها حاچة عندينا .. ولا ولده نعرفه .. ابوها لانه عارف انه غلبان مش هيجدر على اهل الواد لانهم واعرين من جهرته وجع من طوله راح فيها ..
شهقت دلال من جديد :- طب وبعدين!؟ حقها هيضيع كده !؟..
تنهد عفيف مؤكدا :- ما هو لو نعرف فين الكمبيالة اللي ابوها خدها على چوزها يوم ما كتبوا العجد العرفي كنت اتصرفت .. لكن مش لجيينها.. وانا بحاول اجعد مع اخو چوزها الله يرحمه واشوف اجدر اعمل ايه ..
تنهدت في وجع هاتفة :- ليه ده كله يحصل لبنت مكملتش 17 سنة ..اللي زيها يا دوب داخل الجامعة وبيظبط مستقبله مش شايل لقب ارملة وشايل كمان حمل طفل اولى تكون اخته مش امه .. والله ده ما يرضي ربنا !؟..
ربت على كفها هاتفا :- اهدي بس .. كلها أرزاج وكاتبها المولى .. محدش ليه ف نفسيه حاچة ..واحنا ياما جلنا ومحدش سمع ..
هتفت تؤكد :- انا هجيبها اشغلها معايا ف العيادة يا عفيف ..
هتف بدوره :- وماله .. أهي تبجى معاكِ ..
توقفت العربة امام البوابة ليساعدها
لتهبط منها ويسيرا منعا لداخل البيت الكبير ..
***************
صعدا بعد العشاء لحجرتهما ولكن قبل ان تدخلها هتفت تستوقفه :- انا هروح اجيب رواية من المكتبة وارجع يا عفيف ..
همس :- طب ما تدخلي انتِ ارتاحي وانا اچيب لك اللي انت عوزاه ...
هزت رأسها نفيا هاتفة :- لا هختار على ذوقي وارجع بسرعة .. انا فعلا حاسة اني تعبانة ومع ذلك مش حاسة ان جايلي نوم ..
هز رأسه موافقا وسبقها لداخل الحجرة.. اتجهت هى للمكتب وقبل ان تمد كفها لرف الروايات شعرت ان شئ ما داخلي يقودها في اتجاه غرفتها القديمة التي كانت تحتلها منذ قدومها للنعمانية .. تخطت باب المكتب المفضي للمندرة وفتحت باب تلك الحجرة وتطلعت فيها بمحبة ودون وعي وجدت نفسها في اتجاه الغرفة التي حلمت فيها حلمها العجيب الليلة الاولى لها عندما قدمت للنعمانية اول مرة .. تلك الغرفة التي رحلت فيها جدة عفيف وهى تضع اخر أطفالها .. لا تعرف لما تستشعر رابط خفي بينها وبين تلك الحجرة .. كأن هناك رسالة ما تصلها عندما تطأها بقدميها .. دخلتها في اضطراب وشعور داخلي عجيب يحثها على الخروج ..
قاومت هذا الشعور ومدت كفها تفتح احد الأدراج بخزينة الملابس والتي يبدو انها لم تفتح منذ عصور ..
وجدت بعض الاوراق الصفراء القديمة المهترئة .. قلبت فيها لعلها تستطيع ان تستكشف بعض اسرار تلك المرأة التي جاءت لها في أحلامها طالبة المساعدة والعون ..
تنبهت لورقة وحيدة بين تلك الاوراق فتحتها في حذّر وقرأت جملة واحدة.. "كل شئ يؤخذ بالقوة ..الا القلوب تؤخذ باللين .. وهو كان لين ..لكن قلبي انا من تحجر" .. تنهدت وهى تقرأ تلك الجملة لانها تعكس مدى معاناتها لكنها تساءلت كيف يمكن لامرأة منذ ذاك العهد ان تكتب بتلك الفصاحة اوحتى تكتب من الاساس .. فتلك الفترة لم يكن هناك تعليم للفتيات .. وابتسمت في سخرية وهى تهمس انهم يحاولوا في نشر تعليم الفتيات حتى الان .. تركت الاوراق الصفراء وتتبعت شعورها الذي كان يلح عليها لتهم بالخروج فعلا الا ان شئ ما اشتبك بقدمها فاختل توازنها وسقطت ارضا ..
تأوهت وهى تضع كفها على بطنها وقد استشعرت بداية ألام المخاض ..
هتفت تحاول استدعاء عفيف مرارا وتكرارا لكن صوتها كان من الضعف حتى لا يصل لمسامعه بالجانب الاخر من البيت .. وربما يكون قد ذهب في نوم عميق فلا يدرك انها على هذه الحالة ..
تمدد على فراشه يحاول مغالبة النعاس حتى يطمئن انها عادت .. ففي شهرها الاخير ذاك كانت دوما ما تعاني الأرق.. وكم أيقظته باكية لعدم قدرتها على النعاس ولو لدقائق قليلة ..
استشعر انها غابت اكثر من اللازم فنهض يطمئن عليها ..
ما ان اقترب من باب مكتبه حتى سمع نداء واهن باسمه .. اندفع من المكتب في اتجاه المندرة ومنها حيث موضع الصوت وصاحبته ..
هتف في صدمة ما ان وجدها ممددة على الارض بذاك الوضع حتى هم بحملها خارج الغرفة هاتفا :- ايه اللي حصل !؟..وانتِ ايه اللي چابك الاوضة دي م الاساس !؟..
صرخت ما ان حاول حملها واشارت له بتركها موضعها ارضا هاتفة:- مش قادرة يا عفيف خلاص .. ابعت جيب الدكتورة بتاعت الوحدة وابعت لى الخالة وسيلة وناهد ..
هتف مذعورا :- انتِ هتولدي هنا !؟.. ف الأوضة دي !؟.. لاااه هنروحوا المستشفي !؟..
اكدت بوهن :- مفيش وقت يا عفيف للمستشفي .. روح نادي الدكتورة .. بسرعة يا عفيف ..
وبدأت ف التأوه من جديد ..
اندفع كالمجنون ينفذ ما طلبت لتتحامل هى على نفسها حتى وصلت الفراش بصعوبة بالغة واشتدت ألام المخاض اكثر لتصرخ في وجع وقد اندفعت ناهد والخالة وسيلة لداخل الغرفة ما ان أخبرهما عفيف ..
ليعود هو في أعقابهما ما ان امر مناع باحضار طبيبة الوحدة الصحية التي تم تعيينها خلفا للدكتور طارق .. كان يقف مضطربا كليث جريح خارج الغرفة يود لو يدخل لينقلها للمشفى او حتى لأي غرفة اخرى وليكن ما يكون.. وما ان هم بفعل ذلك حتى وصلت الطبيبة ودخلت للغرفة التي كانت تأوهات دلال تصل لخارجها تفعل به الافاعيل فتزيده قلقا على قلق ..
ظل على إيابه وذهابه حتى طل نديم الذي كان خارج النعمانية ووصل لتوه هاتفا في اضطراب :- ها ايه الاخبار!؟...
هتف عفيف مضطربا :- لسه مفيش اخبار .. اديك واعي .. الحريم كلهم چوه ..
كان نديم لا يقل عنه قلقا على اخته لكنه هتف رابتا على كتفه في محاولة لبثه الطمأنينة :- متقلقش .. هتقوم بالسلامة باذن الله ..
همس عفيف في تيه :- باذن الله ..
وكان كل ما يشغل فكره هو ذعره من تكرار ما حدث بتلك الغرفة منذ زمن بعيد .. رفع أكفه للسماء متضرعا يتمنى لها السلامة والنجاة ..
لا يعلم كم مر من الوقت الا انه اخيرا تنفس الصعداء عندما اطلقت الخالة وسيلة البشارة..
فقد ارتفع صوت زغاريدها يطاول عنان السماء وانفرج الباب عن محياها هاتفة في فرحة طاغية:- النعماني الصغير شرف يا عفيف بيه..
لم يسع عفيف الا ان يخر ساجدا شكرًا لله ونهض ليتلقفه نديم بين ذراعيه معانقا في فرحة ..
هتف عفيف بلهفة :- ودلال كويسة !؟.
اكدت ناهد وهى تندفع خارج الغرفة مباركة :- كويسة وزي الفل ..وراغب بيه زي البدر الله اكبر ..مبروك ما چالك يا عفيف ..
ابتسم عفيف رابتا على كتفها في سعادة هامسا:- عجبالك يا ناهد ..
تنهدت مؤكدة :- كله على الله ..
ما ان خرجت الطبيبة واستأذنت في الانصراف حتى اندفع عفيف للداخل في لهفة .. ألقى الجميع التحية والمباركة من جديد واكدت الخالة وسيلة على ضرورة اطعام النفساء في التو واللحظة فذهبت للتنفيد من فورها ورحل الجميع ليتركوه برفقتها..
همس متطلعا اليها :- والله حرام عليك اللي عملتيه فيا دِه .. انا عمري ما خفت كِده ..مش بس عشان انتِ بتولدي .. لاااه .. عشان بتولدي ف الاوضة دي بالذات ..
همست متطلعة اليه في وهن وابتسمت:- انا شفت جدك يا عفيف ..
انتفض مذعورا :- ايه !؟.. شفتي مين!؟..
اكدت :- شفت جدك النعماني الكبير وهو شايل راغب وبيديهولى .. وبيقولي خلي بالك عليه .. وجدتك واقفة مستنياه بعيد بصت لى وابتسمت وزي ما يكونوا اتصالحوا اخيرا لانه خد بايدها وبعدوا ..
ربت على كفها التي باحضان كفه وهمس مضطربا :- خير .. الحمد لله انك جومتي بالسلامة.. وربنا رزج براغب الصغير ..
حمله عفيف في سعادة مؤذنا في أذنه اليمني وهمس مرددا في فخر:- راغب عفيف راغب النعماني ..
***************
اندفع عفيف من خلف مكتبه حاملا جريدة اليوم هاتفا في حماسة متوجها لدلال التي كانت تجلس على كرسيها المفضل قبالته :- بصي يا دلال ع الخبر دِه كِده ..
تطلعت للجريدة وتناولتها من يده وبدأت في القراءة وما ان انتهت حتى رفعت رأسها ودمع السعادة يترقرق بمقلتيها هاتفة :- حق براءة واللي زيها بيرجع..
اكد عفيف هازا رأسه مؤكدا :- القانون اللي بيچرم الختان من غير ضرورة طبية يأكدها داكتور متخصص لسه طالع اهاا .. اللي كنتِ بتحلمي بيه وفضلتي تحاربي عشان توصليه لستات النجع بجي حج ..
هتفت دلال في تأثر :- ولسه يا عفيف .. لما المدرسة الإعدادي والثانوي بتاعت البنات اللي بتبنيها تكمل .. معظم بنات النجع والنجوع اللي جنبنا كمان هييجوا يتعلموا وميبقاش في حجة لبعد المدرسة وخوفهم ع البنات .. والتعليم شوية بشوية هيفتح العقول ويخلي اللي كان مرفوض امبارح يبقى مقبول النهاردة ..
تطلعت اليه هاتفة :- خبر حلو قووي .. بس اللي هيفرحني بجد هو يوم ما اشوفك بتناقش الدكتوراة .. ها لسه كتير يا دكتور !؟..
ابتسم مؤكدا :- لسه كَتير جووي ..بس بصراحة انتِ مش مجصرة .. التجصير چاي مني انا ..
تطلعت اليه في عشق هامسة :- تقصير ايه بس!؟.. كتر خيرك هتلاقيها من الارض ومشاكلها ولا النعمانية وأحوالها ولا الرسالة ولا المدرسة اللي بتبنيها .. ولا دلال وعيالها .. انا بعمل ايه غير اني بساعد شوية.. ويا ريت اقدر اعمل اكتر من كده..
قهقه مؤكدا :- تجدري !؟..
هتفت بلهفة :- اقدر اعمل ايه !؟..
اكد وهو يجذبها من كرسيها المفضل داخل مكتبه والذي تحتله دوما لتقرأ بينما هو يتابع كتابة رسالته العلمية دافعا بها في رفق باتجاه الباب هاتفا :- تجدري توريني عرض كتافك.. عشان طول ما انت جصادي كِده مش هكتب حرف ف الرسالة .. هااا .. ايه جولك!؟..
اتسعت ابتسامتها هامسة :- طيب .. اروح بدل ما تعملني حجتك .. بس شد حيلك عايزة مبحث كامل م الرسالة يخلص الليلة دي ..
هتف مازحا :- أوامرك يا داكتورة ..
توجهت لحجرتها وتمددت على فراشها تحاول الخلود للنوم .. كانت تعلم انه لن يغمض لها جفنا وهو لا يجاورها .. تستأنس بأنفاسه وتخلد للنعاس وهى تستشعر عبق دفئه ..
احست بقدومه فابتسمت رغما عنها وهى تراه يندفع لداخل الحجرة ثم لداخل الفراش ..
همست معاتبة توليه ظهرها وهى تكتم ضحكاتها :- مش كنت عاملني حجتك!؟..فين المبحث يا دكتور !؟..
دنا منها مطوقا خصرها هامسا بالقرب من مسامعها :- المبحث بكرة ان شاء الله .. دلوجت فيه حاچات اهم ..
امسكت قهقهاتها هامسة بتعجب تدعي الدهشة :- حاجات اهم!؟..
وأكدت وهى تستدير لتواجهه متطلعة اليه :-عفيف .. الدكتوراة دي انت ناوي تاخدها امتى!؟.. هااا !؟..
اكد مبتسما بحرج كطفل يتهرب من اداء واجبه المدرسي رغبة في بعض العبث :- ما جلنا بكرة.. يصبح ويفتح ..
وضمها اليه هامسا مدعيا الجدية :- تعالي بس انا عايز اجولك على حاچة مهمة م الحاجات اللي جولت لك عليها..
تعالت ضحكاتها وهى توليه اهتمامها كاملا مصغية لكل حرف من كتاب العشق الذي يجيد قراءته على مسامع قلبها ولا تمله روحها ابدااا ..
*************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-20, 09:53 PM   #157

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

وقفت تعدل من هندامه وتضبط رابطة عنقه التي لايزل يفشل في إتقان عقدتها.. مال اليها حتى تتأكد ان كل شئ على ما يرام فتذكر اول مرة تتطوع لربطها .. فهمس مشاكسا :- بلاها من خنجة !؟..
قهقهت عندما وعت عما يتحدث متذكرة بدورها هامسة :- لا متقلقش .. انا اللي بقيت الخانقة شخصيا .. وهتلاقيني متشعبطة ف رقبتك على طول ..
قهقه بدوره هامسا :- والله احلى خانجة ف الدنيا .. وبعدين هو انت متشعبطة لحالك .. انت وكوم اللحم اللي ورايا واخرهم اللي چاي ف السكة دِه ..
وربت على بطنها المكور امامها لتتعالي قهقهاتها مؤكدة :- وراك .. وراك .. انا بنفذ تعليمات خالة وسيلة .. يغلبك بالمال .. أغلبيه بالعيال ..
هتف ساخرا وهو يتوجه لطاولة الزينة يتناول من عليها ساعة يده ليضعها :-- جال داكتورة نسا جال !؟.. فين حملات تنظيم الاسرة ياچوا يشوفوا..!؟..
اقتربت منه لتقف قبالته تتطلع اليه في عشق هامسة وهى تضع كفيها المنسبطين على صدره:- انا لو اطول اجيب منك كل شهر عيل مش كل سنة بس والله هجيب ..
تنحنح يحاول اجلاء صوته تأثرا هاتفا:- بجولك ايه !؟.. انا مش حمل الكلام الواعر دِه دلوجتي .. لازم اچري اچهز أموري ..المناجشة خلاص..
همست تؤيده :- صح .. ياللاه احنا فعلا اتأخرنا..
هتف مترددا وهو يرى حالها ووضع حملها بشهرها الاخير :- انا خايف عليك .. ما ترتاحي وبلاها تيچي !؟..
شهقت معاتبة :- لا يا عفيف حرام عليك .. بقالي اكتر من خمس سنين مستنية اللحظة دي.. وبحلم يوم ما اشوفك بتناقش الرسالة واسمع لجنة المناقشة بتمنحك الدكتوراة.. وتقولي خليكي .. ده لو كان فيا ايه برضو هروح.. وبعدين ما انا كويسة الحمد لله وبعدين انت نسيت اني دكتورة نسا وبقولك بكل ثقة ان الأمن مستتب وكله تمام ..
اتسعت ابتسامته وانحنى مقبلا جبينها وضم كتفها بعرض ذراعه وخرجا سويا باتجاه الجامعة حيث تنتظر ان ترى حلمهما يتحقق ..
**************
جلس الحضور في هدوء تام وبدأت المناقشة وكل عضو من أعضاء لجنة مناقشة رسالته يحاور عفيف والأخير يرد بكل ثقة واقتدار ..
كانت دلال تجلس بجوار ناهد ونديم اللذان جاءا خصيصا من القاهرة بعد انتقالهما اليها منذ اكثر من عامين من اجل مناقشة الرسالة بقلب وجل تتضرع الى الله ان يتوج مجهودهما السنوات الماضية ويحصل على حلمه الذي دوما ما تمناه وتناساه في غمرة الأعباء الملقاة على عاتقيه والذي اصبح حلمها بالتبعية وجاهدت لكى يصل اليه ..
شعرت بانقباضات وألام حاولت ان تتجاهلها ولا تلق لها بالا وهى تركز على ما يقال ..
اخيرا قررت اللجنة المداولة واتجهت لغرفة جانبية للتشاور .. اندفع هو من خلف منصة المناقشة تجاههم هامسا يسألهم :- ايه رأيكم !؟
هتف نديم :- الله اكبر .. رسالة قيمة فعلا..
أكدت ناهد :- ايوه بچد .. ممتازة ..
اكد عفيف :- بصراحة لولا تعب دلال معايا مكنتش هخلص ولو بعد عشر سنين ..
وابتسم لها فحاولت التظاهر بان الامور كلها على ما يرام وهى تؤكد مبتسمة :- مفيش بعد كده كلام .. هتاخدها وبامتياز كمان ..
ابتسم في سعادة :- حتى ولو اجل من امتياز .. هعتبرها كِده طالما انتِ اللي عطيتيهالي ..
ابتسمت لكنه استشعر تغير ملامحها التي تعكس وجعا تحاول مداراته فهمس :- انتِ كويسة !؟..
اكدت تربت على كتفه :- اه تمام .. قوم ياللاه اللجنة رجعت أهى .. ربنا معاك..
اصطفت اللجنة وبدأت في الاشادة بالرسالة وجوانب القوة فيها واخيرا قررت منح الباحث عفيف راغب النعماني درجة الدكتوراة بامتياز ..
هلل الجمع وعلا التصفيق .. لكن لم يكن وحده الذي علا بل كذلك صوت تأوه دلال التي ما عادت قادرة على تحمل آلامها اكثر من ذلك فأعلنت عنها بصرخة دفعت عفيف ليترك كل من حوله مندفعا اليها في قلق ..
**************
هتفت دلال معاتبة :- ليه ماشيين بسرعة كده!؟.. ما تخليكم معانا كمان يومين !؟..
هتف نديم مؤكدا :- لا يومين ايه يا دلال !!.. ده انا خدت الاسبوع اللي فات ده اجازة بالخناق.. ومرضناش نمشي الا لما تشدي حيلك شوية كده و كمان عشان ناهد مكنش ينفع تاخد الطريق رايح جاي من غير ما ترتاح عشان..
نظر الى ناهد مهددا بمزاح :- اقول..!؟.. ولا تقولي انتِ !؟..
هتفت بلامبالاة :- هجول وهو عيب ولا ايه !؟..
وتطلعت لدلال هاتفة :- انا حامل ..
قهقه عفيف هاتفا :- هو انا ليه مش متفاچئ .. طب ما دِه العادي يا نديم .. دلال تولد ناهد تحمل عجبال ما ناهد تولد هتلاجي دلال حامل وراها ودوخيني يا لمونة ..
علت ضحكات نديم هازا رأسه مؤكدا :- والله صدقت .. ربنا ما اردش بالعيال الا بعد سنتين من جوازنا .. ومن ساعتها قالت خد عندك .. الظاهر الفرن لما تحمى بطلع عيشها بسرعة ..
قهقه الجميع ماعدا ناهد التي نظرت اليه شذرا تكتم غيظها ليهتف عفيف مازحا وهو يتطلع لملامح اخته :-انا بجول يا نديم ان من مصلحتك تجعد معانا .. انا خايف عليك والله ..
قهقه نديم مؤكدا :- لاااا .. هو انا ليا بركة الا ناهد وعيال ناهد ..
ابتسمت وتعدل مزاجها فورا لترتفع ضحكات كل من دلال وعفيف وخاصة ونديم يستدير هاتفا على أولاده ليجمعهم :- العصابة تجمع ..
اندفع أطفاله .. محمود ومروان قبالته ليسألهما متعجبا :- أمال فين اختكم عاليا !؟..
رفع كل منهما كتفه وخفضه دليل على جهلهما بموضع أختهما الكبرى ..
اكدت رقية ابنة عفيف ودلال والتي كانت تقارب عاليا سنا مشيرة للخارج:-راغب خدها يفرچها ع الخيل ..وهى مرضتش تلعب معايا وراحت معاه وانا مخصماها ..
اندفع نديم ومن خلفه عفيف ولحق بهما النساء في اتجاه الاسطبلات القابعة خلف البيت الكبير.. لاح لهما طيفهما ليهتف عفيف يستوقف ولده البكر الذي كان يمسك بكف ابنة خاله في تشبث مناديا اياه :- راغب .. وجف .. انت رايح على فين كِده !؟..
استدار راغب متطلعا لأبيه هاتفا في ثقة تخطت أعوام عمره السبع :- رايح افرچ عاليا ع الفرسة بتاعتي .. هى جالت لي انها عايزة تشوفها ..
تنهد نديم ما ان وصل موضعها هاتفا :- حد يعمل كده برضو !؟.. طب قولوا واحنا نجبكم.. افرض حصل لكم حاجة!؟..
اكد راغب بنبرة صارمة :- متخفيش يا خالي .. انا راچل معاها .. والغفير اهاا كمان واجف ..
قهقه نديم مؤكدا :- طبعا يا سي راغب .. راجل وسيد الرجالة كمان ..
أمسك نديم بكف ابنته وعادا لموضع العربة التي كانت جاهزة بانتظارهما بصحبة مناع للعودة للقاهرة ..
تمت التحيات والسلامات لتندفع العربة مبتعدة والأطفال يلوحون من نافذتها مهللين .. انتظر كل من عفيف ودلال اختفاء السيارة حتى عادا لداخل البيت الكبير .. الا راغب الذي عاد من جديد لفرسه متحسرا ان من تشاركه محبة الخيل قد رحلت ..
*************
اغلق عفيف خلفه باب الغرفة بعد دخولها وهتف مازحا بعد مكالمة طويلة مع اخته وأخيها :- ناهد چننت اخوكِ ..
اكدت مدافعة عن ناهد على عكس المتوقع:- محبب على قلبه ..
واقتربت منه هامسة :- وبعدين متقلقش اخته بتاخد بتاره من اخوها ومجنناه هى كمان ..
اتسعت ابتسامة عفيف مؤكدا :- أهى ف دي عندك الف حج .. وانتوا الاتنين ان كان انت ولا هى .. ما شاء الله عليكم .. ماشيين على تعليمات الخالة وسيلة بالمظبوط ..
تطلعت اليه تهتف محتجة في دلال :- عفيف يا نعماني.. انا قلت لك لو مش عايز عيال .. خاصمني ..
همس وهو يقترب منها :- أخاصمك كيف !؟.. مجدرش .. حد يخاصم روحه ..
لانت قسمات وجهها ليستطرد :- بس مش كفاية كِده يا بت الحچ محمود ..3 عيال ف سبع سنين چواز .. رضا ..
اعترضت هاتفة وهى تدنو منه :- مش هو ده الهدف اللي كان نفسي أحققه.. كان نفسى أعدي النص دستة يا عفيف..
قهقه غير قادر على مغالبة ضحكاته هاتفا من بينها :- دلال .. محسبتيش المرتين السجط .. كِده يبجوا خمسة .. اعتبريهم چم ..
هزت رأسها محتجة :- لااا .. دول جم أوت .. بره الحسبة يا روح دلال ..
انفجر ضاحكا حتي دمعت عيناه هاتفا :- ايوه يعني انتِ عايزة ايه دلوجت !؟
استطالت تقف على اطراف أصابعها حتى تستطيع تطويق رقبته بأحد ذراعيها ورفعت ثلاثة أصابع من كف الذراع الاخرى امام ناظريه دون ان تهمس بحرف ..
فك ذراعها من حول رقبته في هدوء وأبعدها عنه في رقة واندفع هاربا من الغرفة وهى تلحق به هاتفة :- استني بس يا عفيف .. بص بس هفهمك .. يا دكتور ..طب حد يجري من مراته كده..!؟..
عادت للغرفة ليتناهى لمسامعها صوت صغيرها البالغ من العمر قرابة الشهرين يبكي .. اندفعت لحجرته تحمله وجلست تطعمه على احد المقاعد باحد اركان الحجرة و ما ان انتهت حتى اخذت تهدهده ..
انتفضت عندما شعرت بيد تحاول حملها فيبدو انها غفت.. تنبهت بعض الشئ لتجده عفيف وقد وضع طفلهما بفراشه وها هو يحملها ليعود بهما لغرفتهما ..
همست وهى تدفن رأسها باحضانه معاتبة :- انت مش مخاصمني !؟.. مرجعني الاوضة ليه !؟.
دفع باب الغرفة بقدمه لينفرج ليدخل متجها لفراشهما يضعها عليه مقبلا عليها من عليائه هامسا في جدية :- انتِ جولتي فاضل لنا كام ع النص دستة !؟
رفعت كفا كاملة مفرودة الأصابع قبالة ناظريه ليمسك ضحكاته هامسا وهو يقترب منها :- انتِ ضلالية يا داكتورة .. وبتخميني كمان.. كانوا تلاتة ..
دنا منها لتهمس وهى تتعلق برقبته :- كل اللي يجي منك انا قبلاه ..
طوقها بذراعيه هامسا بعشق :- انتِ مودياني معاكِ على فين يا بت محمود المصري !؟..
قهقت ولم تجبه لكنه ما كان بحاجة لإجابتهاوقد كان يعلم يقينا انه عثر على فردوسه المفقود بين ذراعيها ..
***************


تمت بحمد الله
رضوى جاويش
9/1/2020

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-20, 11:48 PM   #158

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... انتبهت ان المشاركة الأولى من الخاتمة مكررة فهل التكرار ل سبب ما ام هو خطأ....

بانتظار ردك حتى يتم حذف المكرر....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 28-07-20, 12:01 AM   #159

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-20, 03:57 AM   #160

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . بسم الله الرحمن الرحيم

lamba متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.