آخر 10 مشاركات
دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree83Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-20, 03:04 PM   #61

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي


حبييت الصعيدي منك والله له طعم ونكهة عجيبة منك... انتي مبدعة استمري واحنا معاكي.. دمتي بزود وحب عزيزتي.. بانتظارك 😍

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 09:32 PM   #62

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

7- جلاب الهوى
نامت الليلة الماضية و عيونها شاخصة على ذاك السقف المزكرش للغرفة و عيون خيالها تنقلها لحكايا الخالة وسيلة الأشبه بالأساطير ..
تمطعت في فراشها في كسل و هي تشعر بدفء عجيب يسري في أوصالها وتنهدت لتتطلع حولها في سكينة عجيبة و خاصة و ذاك الغناء المبهج يصلها من مكان ليس بالبعيد..
نفضت الغطاء عن جسدها و تلحفت بمئزرها و وضعت حجابها على شعرها المسدول على ظهرها ..
فتحت النافذة لعلها تكتشف مصدر ذاك الغناء الأشبه بدعوة سحرية للاستماع و التمتع .. لكن ما طالعها من موضع وقوفها هو تلك الأرض الشاسعة مترامية الأطراف المبدورة بالأخضر حتى تصطدم بذاك الجبل الشامخ هناك في إباء كأنه شاهد على ما دار في تلك الأرض التي احتضنها منذ مئات السنين كأنها حبيبته التي ما من سبيل لافتراقه عنها ..لا تعرف لما خطرت على بالها قصة النعمانى الكبير و زوجه زهر الروض .. ياله من اسم لامرأة عانت من اجل قلبها الويلات..!؟..
جاء النعماني الكبير لتلك الأرض و هي صحراء جرداء تأبى الخروج عن طوع ذاك الجبل و ظلت لسنوات طويلة جزء منه .. تملك لونه و ملامحه الخشنة حتى قرر النعمانى بفأسه و ذراعيه تغيير تلك الحقيقة للأبد و استطاع الانتصار على الجبل ليستقطع تلك الأرض المحيطة منه و يحولها لجنة خضراء رغما عن انفه .. لتكون النعمانية نسبة اليه ..
و يبدو ان هذا كان مبدأ النعمانى في حياته ليس فقط فيما يخص الأرض و الزرع و لكن حتى في الحب ..
رأها يوما مع تلك العائلات التي بدأت تفد للنعمانية ما ان بدأت بشاير الخير تهل .. هام بها عشقا و قرر ان تكون له مهما حدث .. لكن الرياح تأتى دوما بما لا تشتهيه السفن .. كانت الفتاة موعودة لابن عم لها كما هي العادة .. ذاك القريب الذي استطاع النعماني بما له من نفوذ الا يعجل في عودته من سفرته البعيدة .. و بالفعل ما عاد ..
لتظل الفتاة على حالها لا يجرؤ احدهم على الاقتراب منها او طلب يدها للزواج .. السبب الأول معرفتهم بخطبتها المزعومة للغائب الغير مرجوة عودته .. و ثانيهما .. ما شاع ان النعماني يرغب فيها كزوجة جعل الكل يغض الطرف عنها كأنها غير موجودة .. فمن كان يمكنه معاداة النعماني او مخالفة امر من أوامره !؟..
وكانت الفتاة تعلم كل هذا لكن ماذا تفعل بقلبها المعلق بابن عمها الذي نسجت معه أحلام الطفولة و الصبا..!؟.. و كيف يمكنها التضحية بسلامته بعد ذاك التهديد المبطن الذى ارسله لها النعماني .. اما الزواج به طواعية .. او موت بن العم في غربته والزواج به كنهاية حتمية للأمر !؟ .. و بالفعل قدمت نفسها قربانا لحماية الحبيب و رفيق الطفولة و حلم الشباب الضائع .. لتسقط في أحضان من جحيم ما ذاقت فيها الا اللوعة و الحسرة .. وعلى الرغم من انها سلبت لبه و كل من كان بالنعمانية يدرك هذه الحقيقة كادراكهم لطلوع الشمس يوميا من المشرق .. لكنه لم يستطع ان يجعلها تسامحه على فعلته .. لم يستطع ان يجعلها تحبه .. لم يستطع ان يغرز حبه في صحراء قلبها التي ما عاد ينبت فيها الا صبار الكراهية و حنظل القهر .. أنجبت أولاده جميعا .. عشقتهم بجنون لكنها لم تقدر ان تعشق ابيهم بالمثل لتموت وهى تلد طفلها الأخير في تلك الغرفة التي رأت فيها كابوسها الأول في ليلتها الأولى هنا في النعمانية .. و يظل النعماني بعدها لا يقرب امرأة .. يعيش على ذكراها و رغبة مجنونة ظلت عالقة بقلبه و مسيطرة على فكره .. انها حتما ستحبه يوما ما .. سيضمها و هي راضية .. ستضحك لمزاحه و تراعى غضبته و تدارى ضعفه و تحفظ هيبته و تكون له المرأة التي حلم بها منذ وعاها اول مرة و التي سرقت قلبه واستقرت بأعماق روحه .. لكن هيهات .. كلها كانت أمانى مستحيلة لشخص كان يرجو الحب بالسيف و القسوة .. لا باللين والرحمة .. فما جنى سوى الألم و العذابات ...
تنهدت و هي تستفيق من ذكريات الليلة الماضية على صوت الغناء مرة أخرى ..
لا بديل عن الصعود للسطح لمعرفة مصدر الغناء و التمتع بمنظر اكثر وضوحا للنعمانية من ذاك الارتفاع..
حزمت امرها و خرجت تمشي بطول الردهة حتى مرت بجوار الغرفة التي شاهدت فيها حلمها.. غرفة الألم والقهر فتخطتها سريعا واندفعت باتجاه الدرج الجانبي الذي يفضى لباب خشبي سميك دفعته ليطالعها السطح الواسع والخالي تماما الا من بعض الأرائك الخشبية التي اُنتزعت اغطيتها حتى لا تتعرض للبلل بفعل الأمطار ..
تطلعت حولها عندما وصلت لمنتصف السطح لتدرك ان هناك سور مشترك فاصل بين سطح المندرة الذي تقف عليه وسطح البيت الكبير الذي يبدو شاسع الاتساع من موضعها ..
تقدمت الى السور الخارجي لترى منظر لم و لن ترى في روعته .. تلك السفوح السمراء البعيدة و كأنها ايادى لذاك الجبل العتيد تحتضن النعمانية الى صدره الحجرى الصلد.. ويمر بين شطريها ترعة كبيرة نسبيا هى احد روافد النيل الذي أنعمت به الطبيعة على النعمانية لتصبح قطعة من النعيم بحق مع ذاك اللون الأخضر المنتشر هنا و هناك و كأنه خضاب عروس في ليلة حنتها .. استمعت للغناء وهي منتشية .. لا تستطيع تمييز الكلمات ولا معانيها لكنها ترى رجال ونساء هناك في عدد من غيطان القصب القريبة نوعا ما يترنمون بما يصلها من أنغام في تلك اللحظة السحرية من الصفاء و السكون الذى تعيشه .
نظرت للارتفاع الشاهق للبيت الكبير والمندرة بالتبعية .. جمعت شعرها الغجرى من خلف ظهرها للأمام في اتجاه كتفها وتخيلت انها تدليه من موضعها و قفز الى فكرها خاطر .. هل احتفظت بشعرها بهذا الطول ربما يتحقق الحلم و يكون شعرها و سيلة الفارس الذى حلمت به طويلا في الصعود اليها في سجن حياتها الرتيبة .. انفجرت ضاحكة لهذا الخاطر .. ضحكة صافية رنانة تشبه ذاك الصباح الدافئ .. و تلك الأشعة البكر للشمس المتسللة من خلف غيوم الليلة الماضية .. ضحكة طازجة .. منتشية جعلت ذاك المضجع في سلام على احدى الأرائك الموضوعة تحت السور المشترك المرتفع بينهما يقفز فزعا وهو يعتقد انه يتهئ ضحكاتها الوثابة ..
انتفض بكل قوته ليتطلع لمصدر الضحكات حتى يتأكد انه لا يهزي ولم يصبه الجنون بعد جراء ثلاث ليال وأربعة ايّام لم يطالع محياها فيهم .. ايّام عجاف ..
تسمرت عيناه على ما تفعله بشعرها وهي تدليه من فوق السور ضاحكة وجن جنونه ..
همس في تضرع :- هونها يا رب..
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 09:36 PM   #63

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

كان على استعداد ليقف عمره كله يتطلع اليها في موضعها بهذا الشكل الساحر الذى يفقده صوابه .. لكنه لم يحتمل المزيد وغض الطرف متنحنا وهو يستشعر انه يخرق عزلتها المقدسة ..
انتفضت هى في ذعر و خبأت شعرها أسفل مئزرها و اعادت احكام حجابها خلف رقبتها هامسة في احراج :- عفيف بيه ..!؟..
تنحنح من جديد رغبة في تصفية صوته المتحشرج دوما تأثرا لمرأها هاتفا:- حمدالله بالسلامة يا داكتورة .. جلجتينا عليكِ..
ابتسمت في رقة :- الله يسلمك .. تعبتكم معايا انت و الخالة وسيلة ..
هتف معترضا :- متجوليش كِده .. المهم انك بخير ..
ثم استطرد عاتبا برقة غير معتادة على مسامعها وهو يتوجه للسور الخارجي للسطح يقف في مواجهة الجبل البعيد كأنه يناطحه :- بس انتِ ايه اللى خلاكِ تطلعي هنا و انتِ لساتك تعبانة .. !؟..
ابتسمت و هي تتطلع بدورها للبعيد هامسة :- الغنا ده هو اللي طلعني الصراحة .. جميل برغم اني مش فاهمة هما بيقولوا ايه .. بس واصلني إحساس الفرحة فيه قووي..
تطلع اليها في تعجب لحظي ثم ابتسم ابتسامة من احدى تلك الابتسامات النادرة الظهور على ذاك الفك الصلب والتي تحرك شيء ما داخلها لا تعرف كنهه هاتفا:- احساسك ف محله يا داكتورة .. دِه موسم كسر الجصب ودايما مواسم الحصاد مرتبطة عندينا كصعايدة او حتى الفلاحين ف بحرى بالافراح .. بنستنوا الحصاد عشان نتچوز او نچوزوا عيالنا .. الاغنية دي مرتبطة بالفرح مع موسم كسر الجصب والخير اللي هاياچي من وراه ..
انتبهت لكل كلمة قالها وكأنها تعويذة سحرية ينطق بها .. نطقها بحب واعتزاز لتلك الأرض التي تحمل عرّق جده و رفاته و ستضم رفات أبناء النعمانية جميعا من بعده .. اشارت لغيط القصب حيث يجتمع الرجال لكسره هاتفة :- طب هم بيعملوا ايه دلوقتى وايه عربيّات السكة الحديد اللى بتمر دي..!؟..
ابتسم مؤكدا :- دي مش عربيّات سكك حديد .. دى عربيّات مصنع السكر .. بيچمع الجصب عشان يروح ع المصنع .. و الباجي يطلعوا بيه ع العصارة ..
ثم أشار لبناية عتيقة على أطراف الأرض البعيدة هاتفا :- شايفة المبنى الملون اللي على طرف الارض دِه ..!؟.. هى دي العصارة .. دي بنودوا فيها چزء من الجصب عشان نعِملوا منيه العسل الأسود .. اكيد دجتيه .. حتى من جبل ما تاچي هنا !؟..
أكدت بابتسامة صبت في دمه ملايين اللترات من العسل المصفى وهي تهتف :- اه .. مفيش احلى منه بالذات مع الفطير المشلتت من أيد الخالة وسيلة ..
انفجر ضاحكا على غير العادة هاتفا:- واضح انك چعانة يا داكتورة و نفسك مفتوحة تعوضي الأيام اللى فاتتك من فَطير الخالة وسيلة ..
قهقهت بدورها ولم تعقب للحظات وأخيرا هتفت مستفسرة مشيرة لغيط القصب :- ها و ايه اللى بيحصل بعد كده ف العصارة ..!؟..
أكد بهدوء :- خلاص كِده .. طلع العسل و مبجيش الا الچلاب ..
هتفت متعجبة :- جلاب ..!؟.. يعنى ايه ..!؟..
ابتسم متطلعا اليها و هو يقترب من السور المشترك بينهما :- الچلاب دِه .. حلاوة بنعملوها من بواجى السكر شكلها مخروطي و لونها مايل للخضار شوية .. و ..
صمت فتطلعت اليه مستفسرة لتجده مترددا ثم مد كفه الى جيب جلبابه ليخرج لها ورقة ملفوفة .. فضها أمامها هامسا :- هو دِه ..
مدت كفها اليه متطلعة في تعجب لذاك القمع المخروطى العسلى اللون ثم استأذنت في فضول :- ممكن ادوقه.!؟..
أكد بايماءة من رأسه .. فقضمت قطعة صغيرة لتهتف مستمتعة :- ده حلو قووى .. ..
أكد في سعادة مقهقها :- ما هو كله سكر .. مش جصب ..
اعادت اليه قطعة الجلاب و التي تردد في اخذها لكنه أخيرا مد كفه و أخذها يطويها و يقذف بها من جديد في جوف جيبه ..
سألت في أريحية متهورة :- طب و حضرتك محتفظ بيه ليه في جيبك.!؟..
غامت ملامحه للحظات و طلت من عينيه نظرة حزن عميقة شرخت وعاء البهجة الذى كان يحتوي روحها منذ دقائق .. ندمت انها سألت و لو كان بإمكانها استرجاع الزمن لثوان حتى تُعقل كلماتها قبل طرحها لفعلت اتقاءً لنظرة الحزن الدفين المطلة من عينيه والتي اربكتها كليا ..
لكنه للعجب أجابها :- يمكن عشان الچلاب دِه الحاچة الوحيدة اللي بتفكرنى بأمى الله يرحمها ..
صمت ثقيل شملهما للحظات حتى استطرد هو بنفس الصوت الموجوع :- لما كانت بتكون عوزانى اعمل حاچة و انا مرضيش تجولي اعملها وانا اچيب لك چلاب..
ابتسم بغصة مستكملا حديثه المعجون بالشجن :- وكان ردي عليها .. مش عايز .. هخلي چدي يچبلي م العصارة .. لو اني واعي لحالي دلوجت بعد فراجها لكنت چريت عليها خدت كل الچلاب اللي كانت بتعطيهولي بيدها .. مش عشان أكله .. لاااه .. عشان اخبيه بين ضلوعي واطلعله بعد ما غابَت ومعدش بجي خلاص في چلاب تانى من يدها ..
شعرت بمرارة كلماته المغموسة بالشوق الفاضح لأمه و شعرت بنفس الغصة وهي التي فقدتها و تشاركه نفس المصاب ونفس الألم الحي الذى لا يندمل ابدا بفراقها ..
كادت ان تطفر الدموع من عينيها تأثرا لكنها كانت اكثر وعيا لتدرك انه لن يستطيب تعاطفها وربما يندم على ما أطلعها عليه من اسرار دفينة تعد سبق لم يحدث و ربما لن يتكرر لذا ابتلعت دموعها وهتفت بلهجة حاولت إكسابها بعض من مرح :- طب قبل ما ننزل نفطر عشان انا فعلا جعت قووى .. سؤال أخير ..
ابتسم و تغيرت الملامح الخشنة من جديد لتصبح ألطف و ارق :- اتفضلي اسألي ..
اشارت من جديد للغناء الذي كان على أشده بالأسفل هاتفة في فضول:- هما بيغنوا يقولوا ايه !؟..
عاد من جديد يتطلع للمشهد الساحر أمامه وتغيرت فجأة نبرة صوته لتصبح اكثر دفئا هامسا منغما كلماته يخبرها كلمات الاغنية الدائرة بالأسفل :-
يابو اللبايش يا جصب ..
عندينا فرح و أتنصب ..
چابوا الخلخال على كدِها
نزلت تفرچ عمها ..
جال يا حلاوة شعرها
يسلم عيون اللي خطب ..
يابواللبايش يا جصب ..
عندينا فرح و أتنصب
جابوا الجميص على كدِها
نزلت تفرچ عمها
جال يا حلاوة شعرها
تسلم عيون اللى خطب ..

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 09:37 PM   #64

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

وصمت فجأة ..ليتطلع اليها ليجدها في عالم اخر مبهورة بما تسمعه من كلمات بصوت ذاك الذى ظنت يوما ما انه رجل عتيد القسوة لا يعرف الا لغة القوة ..
سأل مستفسرًا عندما طال صمتها و شرودها :- عچبتك ..!؟..
هتفت منتفضة لسؤاله :- جميلة قووى ..
أكد متنحنحا في احراج :- أغاني فلكلور جديمة بتهون ع العمال التعب .. و بعدين هو في حد بيلبس خلخال عندينا ف الصعيد دلوجت..!؟..
هتفت في تحسر طفولى متهور:- خسارة ده انا كان نفسى ف واحد ..
لم يعقب .. بل شملها بنظرة لم تعرف لها تفسيرا و أخيرا هتف بجدية :- اشوفك ع الفَطور يا داكتورة .. زمان خالة وسيلة حضرته و بدور علينا .. بعد إذنك .. وحمدالله بالسلامة مرة تانية ..
اندفع باتجاه الباب المفضى للداخل ليختفى في لحظات حتى ظنت انه ما كان موجود هاهنا من الأساس و كانها كانت تحادث طيفه .. و ليس عفيف النعمانى بشحمه ولحمه ..
****************
ظهر صفوت بين رجال النعمانية الذين اجتمعوا كعادتهم في مندرة الشونة الملحقة بالاسطبلات و المقامة على الهضبة المرتفعة القائم على جنباتها بيت النعمانى الكبير و الملاصقة له تقريبا ليهتف في نبرة حاول ان يغلفها بالهدوء رغم ما كانت تنضح به من توعد :- للمرة التانية يا عفيف .. اهااا بتجدم لك جَصاد رچالة النعمانية كلهم و بطلب يد اختك ..ايه جولك ..!؟..
على الرغم من الاضطراب الذى أعتمل داخل نفسه و توتره الذي عربد بجنبات روحه الا انه ظل رابط الجأش لم تظهر على ملامحه الحادة ما يثير اى شك في دواخل نفسه التي تناقض مظهره الخارجي الحازم المعتاد ..
بل انه هتف بنبرة مسيطرة غير قابلة للنقاش :- هي جصة ابوزيد و هنحكوها ع الربابة يا صفوت ..!! ما جلنا انها مش موچودة ولسه مارچعتش من عند بت خالتها ف المنصورة .. لما ترچع بالسلامة يبجى لينا حديت تانى ف الموضوع دِه ..
هتف صفوت في تعجل :- و ايه فيه كانت موچودة و لا لااه .. هتفرج ايه .. هي هيكون ليها رأى بعد رأيك ..!!؟.. و بعدين هي راحت فين يعنى ..!!.. اروبااا ..ما تبعت لها تاچي ..
اندفع عفيف ناهضا في ثورة هاتفاً بصوت جهورى هز أركان المكان وجعل صفوت يبتلع لسانه في خوف :- بجولك ايه يا صفوت .. اني جلت كلمتي و بمردهاش .. بعد ما ترچع نتكلموا .. و ساعتها اني هجولك رأيي .. جبل كِده .. معدش ينفتح الموضوع دِه تاني ..
نظر صفوت لرجال النعمانية حوله لعله يتلقى الدعم من احدهم .. لكن لا صوت يعلو فوق صوت عفيف الذى عندما يزأر تنكمش أشباه الأسود في مواضعها معلنة الولاء و الطاعة ..
**********************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 09:40 PM   #65

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

دخلت عليها الخالة وسيلة هاتفة في حماسة :- انتِ لساتك نايمة يا داكتورة و النسوان برة بيسألوا عليكِ..!؟..
انتفضت دلال من موضعها تتطلع للخالة وسيلة في صدمة هاتفة :- نسوان ..!؟.. نسوان مين ..!؟..
فما عاد هناك من احد يأتيها بعد ان منع الرجال نساءهم من المجئ اليها بعد حادثة الخيار والطماطم ..
هتفت الخالة ضاحكة :- هيكونوا مين يعني ..!؟.. النسوان الحوامل اللي بياجوكي يكشفوا .. كلهم جاعدين تحت منتظرينك على نار..
دفعت دلال بجسدها خارج الفراش واندفعت للحمام تغير ملابسها فأخيرا ستنتهى ايّام الخمول و الدعة التي عاشتها و مرحبا بالعمل من جديد ..
اندفعت للنساء اللائي استقبلنها بحفاوة غريبة بعد هذا الانقطاع الطويل و استنتجت من أحاديثهن ان سعدية زوج مناع قد قامت بواجب الدعاية اللازمة لها بين نساء النجع و صاحباتها ليعدن من جديد لزيارة الطبيبة (وش الخير) .. والتي جاء على قدمها وولد على يديها بن مناع الذى كان يترجاه من الدنيا على حد قولهم .. على الرغم من ان مناع لم يترج شيئا من الدنيا الا سلامة زوجه سعدية مهما كان نوع المولود و هي شاهدة على هذا..
ألقت بكل هذا خلف ظهرها وبدأت في استقبالهن بفرحة فمهما كان سبب عودتهن فالأهم إنهن عدن ..
بعد قليل اندفعت للمطبخ تطلب بعض الحاجيات من الخالة وسيلة .. همت بإلقاء التحية عليها في ترحاب الا ان وجه الخالة وسيلة لم يكن ينذر بالخير ابدا فهتفت دلال متسائلة في قلق :- خير يا خالة !؟.. شكلك ميطمنش .. انتِ مخبية عليا حاجة !؟..
تنهدت وسيلة هاتفة في شجن :- هخبي ايه بس يا بتي !؟.. ربنا يستر ويفضّل المستخبي مداري ..
هتفت دلال متعجبة :- ايه الألغاز دي يا خالة !؟.. في ايه !؟..قلقتيني.
تنهدت وسيلة في حسرة :- صفوت واد عمة عفيف بيه و ناهد طلبها لتاني مرة النهاردة جدام رچالة النعمانية كلهم ..
شهقت دلال في ذعر :- طب و بعدين !؟.. عفيف بيه قاله ايه !؟..
اكدت وسيلة مشفقة :- هيجوله ايه يعني !؟.. جاله هى عند بت خالتها ف المنصورة و لما ترچع نبجى نتكلموا ف الموضوع ..
تنهدت دلال بدورها :- طب ما هو الحمد لله اتصرف كويس اهو ..
اكدت وسيلة :- لحد ميتا يا بتي !؟.. المرة دي وعدت على خير .. طب و لو طلب تاني هايبجى ايه الجول ساعتها .. صفوت دِه اصلا لما يحط حاچة ف دماغه ياللاه السلامة..
شردت دلال للحظة و اخيرا تساءلت بلهجة متعاطفة :- طب و عفيف بيه عامل ايه !؟..
لم تكد تنهي سؤالها الا وانتفضت و الخالة وسيلة موضعهما ما ان تناهى لمسامعهما ندائه الجهوري :- يا خالة وسيلة ..
هتفت وسيلة مشيرة الي اتجاه مجئ الصوت الهادر هامسة :- اهااا .. واعياله .. من ساعة ما چه م الجاعدة إياها وهو ع الحال دِه ..
لم تعقب دلال والخالة وسيلة تندفع لخارج المطبخ ملبية ندائه لكنها استشعرت تعاطفا كبيرا مع حاله .. واشفقت عليه بحق .. فذاك الرجل كبير قومه لن يسمح ابدا لأي من كان حتى و لو كان اخته الوحيدة و مدللته بان تحط من قدره اًو تكون سببا في عار يلحق باسمه .. سيفعل المستحيل حتى يتجنب حدوث ذلك حتى ولو كان ثمن ذلك باهظا ..
*****************
أنهت كشوفاتها بشرود كبير فما زال القلق يخيم على روحها و بالرغم من سعادتها لانها أخيرا ستعود لسابق عهدها و تجد ما يشغلها نهارا الا انها سعادة مبتورة مغموسة بالقلق و الترقب.
دلفت للمطبخ حيث الخالة وسيلة لعلها تخبرها بما يريح خاطرها المنهك لكنها لم تجدها بموضعها كالمعتاد تأهبت لدخول البيت الكبير و اذا بها تسمع عفيف يهتف في عنف رج روحها رجا :- يعني انت متاكد انهم عنديك!؟.. طب متتعتعش من مطرحك و اني چايلك مسافة السكة.. سااامع !؟..
اكد من كان على الطرف الاخر بالسمع والطاعة واغلق الهاتف ليغلقه عفيف بدوره مندفعا باتجاه اعلى الدرج .. سقط قلبها ذعرا بين قدميها .. هل وجدهما !؟.. هل كان الحديث التليفوني الدائر عن اخيها و ناهد اخته !؟.. هتفت بنفسها مؤكدة.. و من غيرهما يمكن ان يكون محورا لحديث كالذي دار منذ لحظات!؟..
اندفعت لأعلى الدرج خلفه لتستطلع الحقيقة لتجده يخرج من غرفته و هو يعدل من وضع سلاحه بجيب جلبابه الداخلي .. شهقت في صدمة مما استرع انتباهه ليرفع رأسه متطلعا اليها حيث لم يتوقع وجودها.. فتلك هى المرة الاولى التي تعتلي فيها الدرج باتجاه حجرات الدار ..
صمت ولم يعقب لكنها هتفت بصوت متحشرج :- انت لقيتهم !؟.. صح !؟..
اندفع مهرولا هابطا الدرج لتتعقبه مهرولة بدورها واخيرا توقفت بطريقه تسد عليه منفذ خروجه و هتفت صارخة والدموع تتأرجح بمقلتيها :- هتعمل فيهم ايه !؟.. عشان خاطري حكم عقلك ..
هتف بنبرة عجيبة على مسامعها كأنها ليست له :- خاطرك على عيني يا داكتورة بس في حاچات مينفعش فيها چبر الخواطر .. عن اذنك ..
هم بالخروج الا انها تشبثت بذراعه هاتفة في توسل :- طب خدني معاك .. انا متأكدة ان وجودي هيفرق .. و يمكن لما نسمع..
لم يمهلها لتستكمل حديثها بل اندفع خارج البيت الكبير ولم يسعها الا السقوط على قدميها التي ما عادت قادرة على حملها ذعرا و قلقا على ما قد تأتي به الاحداث القادمة ..
*********************
رن التليفون مما جعل كلاهما يقفز فزعا .. فمن يمكنه الاتصال بشقة معروف انها مغلقة في مثل هذا الوقت من العام و لا يسكنها احد.. كاد نديم ان يغص بلقيمة الطعام التي كان على وشك ابتلاعها عندما علا رنين الهاتف..
نظر الى ناهد في شك يسألها المشورة في صمت هل يرد على المتصل ويرفع سماعة الهاتف ام يتجاهل الرنين رغبة في عدم فضح أمر وجودهما !؟.. لكن ناهد كانت اكثر حيرة منه وهى تتطلع للهاتف وكأنه قنبلة موقوتة على وشك الانفجار ..
عزم نديم امره لينهض في تثاقل ليرد .. لكن قبل ان يصل لموضع الهاتف .. انقطع الرنين .. فتنهد في راحة لم تدم طويلا عندما علا رنينه من جديد ليرفع السماعة بسرعة حتى لا يتردد في الرد من جديد..
وضع السماعة على أذنيه في حذّر دون ان يجيب ليندفع لمسامعه صوت سمير صارخا باسمه :- نديم .. رد يا بنى آدم ..
هتف نديم في قلق :- خير يا سمير.. في حاجة ..!؟..
هتف سمير مذعورا:- ايوه في .. امال برن عليك ف الوقت ده عشان اقولك سلامات .. ابويا فطريقه للإسكندرية انا معرفش أتحرك امتى بالظبط و لا هيوصل عندكم امتى .. بس ألحق اخرج من الشقة بأسرع ما يمكن وحاول تخليها ذي ما كانت ..
انتفض نديم متطلعا حوله في اضطراب :- حاضر .. حاضر يا سمير حالا .. و متشكر على كل حاجة ..
هتف سمير في ضيق :- متشكر على ايه مفيش بينا الكلام ده .. انا أسف اني هخرجكم من الشقة دلوقتى بس غصب عني .. ده انا عرفت بالصدفة من امي ان ابويا طلعت ف دماغه ينزل إسكندرية النهاردة .. أسف بجد يا نديم ..
أكد نديم :- ولا أسف ولا حاجة انت ذنبك ايه انت كتر خيرك لحد كده .. انا هتصرف و هسيب لك المفتاح بتاع الشقة مع البواب ذي ما اتفقنا .. متشكر مرة تانية يا سمير .. سلام بقى عشان ألحق اسيب الشقة قبل وصول الوالد .. سلام عليكم ..
ووضع السماعة لينظر لناهد في ترقب فأومأت برأسها هامسة :- فهمت .. ولا يهمك.. ياللاه نسرع ونمشى قبل ما الراچل يوصل ويعمل لأبنه مشكلة ..
اندفع كل منهما في اتجاه يعيدا الشقة كما كانت ويجمعا حاجياتهما …
************
هتفت دلال صارخة تبحث عن الخالة وسيلة و التي ظهرت اخيرا قادمة من خلف البيت الكبير حيث غرفة الخبيزهاتفة بذعر بدورها :- ايه في يا بتي !؟.. خبر ايه !؟..
اندفعت اليها دلال ترتمي بأحضانها هاتفة في لوعة :- لقاهم يا خالة .. عفيف لقي نديم و ناهد ..
شهقت وسيلة بدورها :- لجيهم !!.. يا منجي م المهالك يا رب ..
هتفت دلال من بين شهقات بكائها:- حاولت اروح معاه .. مرضيش يا خالة .. يا ترى ايه اللي هيحصل .. هيموتهم !؟..
و هتفت فى صدمة :- بجد هيموتهم!؟.. يعملها يا خالة !؟.. قوليلي.. طمني قلبي و قوليلي انه ممكن يحكم عقله و نلاقي طريقة غير قتلهم تداوي الموضوع ..
صمتت وسيلة و لم تعقب بحرف لكن دموع عينيها التي انسابت كانت كافية للرد على تساؤلاتها و زيادة ..
******************
نهاية الفصل السابع

ياسمين78 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-07-20 الساعة 12:31 AM
رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 12:43 AM   #66

Sewar mo

? العضوٌ??? » 393147
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » Sewar mo is on a distinguished road
افتراضي

روعاتك يسلمو ايديكي

Sewar mo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 09:51 PM   #67

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

8- الهروب الكبير
ليلة كاملة قضتها تموت ذعرا دون اي خبر يذكر عن ذاك الذي غاب خلف نديم واخته .. القلق يتأكلها حرفيا مع مرور كل ساعة دون ان يأتيها اي معلومة عنه .. و عما يجري دون علمها.. تكاد تفنى انتظاراً وقهرا مما دفعها لتكثيف الفحوصات اليومية حتى تجد ما يشغلها عن التفكير في الامر الذي قد يدفعها للجنون ..
اوشك النهار على الانتصاف و قد اعتقدت انه ما عاد هناك من مريضات .. همت بالنهوض من خلف مكتبها في اتجاه باب حجرة الكشف لغلقها الا انها رأت فتاة صغيرة لا يتعد سنها الخامسة عشرة تقف فى اضطراب و خلفها يقف رجلا ملامحه لا تعرف الهوادة واللين ..
تطلعت اليهما فى تعجب فهى المرة الاولى التي يزورها رجل داخل عيادتها الخاصة بالنساء فعادة تأتي المريضة ومعها امها او اختها او حتى حماتها ..
تنبهت انها أطالت التحديق بهما فاندفعت تسأل فى دهشة حاولت إخفائها :- خير !؟.. اى خدمة !؟..
هتف الرجل بصوت قوى :- اه يا داكتورة .. عايزين بس خدمة ..
اكدت فى ادب :- تحت امرك ..
هتف :- عايزينك تسنني لنا البت دى عشان چايلها عريس وعايزين نكتبوا كتابها ..
انتفضت فى ذهول :- عريس !؟.. عريس ايه !؟.. دي لسه طفلة ..
تطلعت للفتاة تسألها مشفقة :- انتِ عندك كام سنة يا حبيبتي !؟..
لم تنطق الفتاة بحرف فيبدو انها كانت قد لُقنت تعليمات مشددة الا تفوه بحرف واحد مع اى من كان ..
ساد الصمت للحظات والفتاة مضطربة لا ترفع ناظريها عن الارض ابدا مما دفع ابيها ليهتف في نزق :- ملكيش صالح بالبت .. احنا عايزين نكتبوا كتابها ولازما شهادة تسنين .. هاتكتبيها ولا لاااااه!؟..
اكدت دلال فى صرامة :- طبعا لااا.. ده اذا كان الامر بأيدي لانه للاسف مش اختصاصي ..ده اختصاص الوحدة الصحية .. لكن انا عايزة أنبهك دي جريمة .. بنتك مبلغتش السن القانوني للجواز .. دى اصغر بحوالى 3 سنين وزيادة كمان ..
وحاولت ان تثنيه عن عزمه باللين هاتفة :- ده خطر ع البنت .. ليه الاستعجال !؟.. استنى كام سنة تكون وصلت ال 18 ساعتها يبقى الموضوع قانوني .. و يبقى جسمها كبر شوية وتقدر تستحمل الخلفة و الولادة .. بنتك لسه عيلة صغيرة .. حرااام ..
صدرت عن الفتاة شهقة لاإرادية تؤكد بكائها الصامت الذى حاولت اخفاء أناته لكنها لم تنجح فقد كشف ذاك النحيب مدى حزنها الذى كانت تحاول وأده ..
اقتربت منها دلال فى تعاطف هامسة :- اسمك ايه !؟..
هتفت الفتاة بصوت مهتز النبرات:-نادية ..
لم يمهلهما الاب تجاذب أطراف الحديث بل جذب الفتاة من ذراعها فى قوة لتهرول خلفه محاولة مجاراة خطواته الواسعة حتى لا تنكفئ على وجهها جراء اندفاعه المحموم ..
تنهدت دلال في إشفاق وهى تتطلع للفتاة التى علا نحيبها وهى تساق خلف ابيها بهذا الشكل المهين و ندت عنها نظرة تشابكت مع نظرات دلال .. نظرة كانت تحمل من الوجع والقهر ما جعل دلال تنتفض فى قوة و دون ان تدرى تساقطت دمعات سخان على وجنتيها .. ما ان تنبهت لهما حتى مسحتهما عن خديها فى عزم و قد قررت الا تدع الامر يمر مرور الكرام .. فقد كانت دوما تتساءل عن الهدف الإلهي من سقوطها فى تلك الأزمة التى هى بصددها و التى أتت بها لتلك الارض والان ..الان فقط .. ادركت ان الله قد ارسلها لتلك البقعة من الارض لكي تحاول انقاذ هؤلاء الفتيات من ظلم التقاليد و مرارة القهر تحت وطأتها .. و هى لن تقف مكتوفة الأيدي .. بل ستفعل ما يمليه عليه ضميرها و مهما كلفها الامر ..
اغلقت دلال باب حجرة الكشف و اندفعت بدورها فى اتجاه البوابة الرئيسية حيث يجلس مناع دوما فى انتظار أوامر سيده عفيف ..
هتفت دلال ما ان وصلت موضع مناع الذى كان يجلس فى استرخاء على أريكة خشبية يضع بندقيته خلف احد كتفيه فى تأهب دائم و يمسك بالكف الاخرى كوبا من الشاي القاتم اللون يرتشفه فى تلذذ متمهلا :- مناع..
انتفض بدوره مجيبا ندائها حتى كاد يسكب ما بكوبه من شاي هاتفا و هو ينهض على عجالة :- أوامرك يا داكتورة !؟.. فى حاچة ..!؟..
هتفت دلال مؤكدا :- اه يا مناع .. عايزاك تجهز لى الكارتة ضروري..
هتف مناع متسائلا :- ايه في يا داكتورة !؟.. حالة ولادة ولا ايه!؟..
ترددت .. هل تخبره بما كان ام تلتزم الصمت و تخفي ما تنتويه!؟.. وهل ما تفكر في القيام به الان لن يعود بالضرر على عفيف !؟ .. عندما وصل فكرها لهذه النقطة وجدت نفسها تهتف داخلها في غيظ :- انتِ لسه هدوري ع اللي يرضيه و هو رايح يدور على اخوكِ عشان يقتله!؟.. لذا هتفت مؤكدة لمناع :- اه .. حالة ولادة يا مناع .. استعجل الكارتة ..
انتفض مناع منفذا وما هى الا دقائق قليلة حتى كانت العربة في انتظارها خارج الباب الرئيسي لتندفع اليها مسرعة مخافة تراجعها في اخر لحظة وما ان هم سائق العربة بسؤالها عن وجهتها حتى عاجلته هى امرة اياه :- على اقرب نقطة بوليس لو سمحت ..
استدار سائق العربة متطلعا اليها في تعجب لكنه لم يقف ليتساءل كثيرا فقد تذكر امر عفيف له .. ان ينفذ أوامر الدكتورة بالحرف .. فلم يكذب خبرا وانطلق بالعربة في سرعة ..
*****************
يتبع



ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 09:55 PM   #68

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اغلقا باب الشقة بإحكام و ما ان هما بنزول الدرج حتى تنبها لأحدهم صاعدا و اوشك على الوصول لطابقهما فاندفع نديم ممسكا كف ناهد صاعدا ليستقرا فى الطابق الاعلى .. انتظرا حتى يتأكدا ان القادم قد دخل احدى الشقق فإذا به يقف امام شقة سمير يعبث بسلسلة مفاتيحه باحثا عن مفتاح بابها..
تطلع نديم الى ناهد وما ان تأكدا انه دخل للشقة حتى همس في راحة :- خرجنا ف الوقت المناسب .. ربنا ستر الحمد لله .. ياللاه بينا ..
همست بدورها و هى تتبعه للأسفل :- على فين دلوجت !؟..
هتف نديم :- يا ستي .. اي مكان..
و اندفعا خارج البناية بعد ان سلم نديم مفتاح الشقة للبواب كما اتفق مع سمير سارا معا لا يعلما الى اين سيذهب بهما القدر هذه المرة ..
****************
توقفت الكرتة كما ارادت دلال امام نقطة الشرطة الموجودة بأطراف النجع و نزلت منها مندفعة فى اتجاه بوابتها الخشبية القصيرة .. توقفت امام اول حجرة قابلتها كان يقف على بابها احد العساكر فى تصلب كتمثال شمعي .. هتفت تسأله فى عجالة :- حضرة الظابط موجود !؟
تطلع اليها العسكرى بعيون شاردة هاتفا بلهجة ألية :- موچود سعادتك..
سألت من جديد :- طب ممكن ادخلله ..!؟..
اومأ العسكرى برأسه ايجابا و اشار للباب الذى كان مفتوح بالفعل ..
وطأت اقدامها الحجرة الواسعة و جالت بناظريها فى أنحائها و لكنها لم تجد شخص بها الا انه تناهى الى مسامعها اخيرا صوت رجولي يتغنى بموال للعندليب مترنما فى انسجام تام :- و انا كل ما اجول التوبة يابوي .. ترميني المجادير يا عين .. وحشانى عيونه السودا يا بويا و مدوبني الحنين يا عين ..
لم تكن ترى ذاك الذى كان يجرب صوته الذى لا يستساغ مطلقا وهو غائب خلف مكتبه .. او بالأدق تحت مكتبه وعلى ما يبدو يبحث عن شئ ما قد سقط منه ..
تنحنحت في محاولة لجذب انتباه مطرب الروائع ذاك و الذى اعتدل بالفعل فى سرعة ما ان استشعر وجود شخص ما بالغرفة .. كان يعيد مقاطع الاغنية بلا كلل ولكن ما ان وقع ناظره عليها حتى توقف فجأة فاغرا فاه فى صدمة ..
بدأ عقله فى العمل متسائلا :- من هذه الرائعة !؟.. و ماذا تفعل في قرية كهذه باحضان جبل وعر !؟..
تقدمت هى فى ثقة لتقف قبالة مكتبه مادة كفا للتعارف هاتفة :- دكتورة دلال محمود المصري ..
كان جالسا ولم يسمح له شروده فيها بالنهوض تأدبا ما ان رأها مقبلة للتحية لكنه استدرك ذلك فجأة وهو يرى كفها الرقيق ممدودا بهذا الشكل فانتفض واقفا فى عجالة مادا كفه بدوره مبادلاً إياها التحية هاتفا:- اهلًا يا دكتورة .. نقيب شريف عبدالواحد .. تحت امرك ..
قال كلمته الاخيرة محاولا اسباغ بعض من نبرة رسمية على لهجة حديثه .. جلس و اشار اليها لتجلس بدورها على احد المقاعد امام مكتبه..
أجلت حنجرتها متنحنحة وهتفت :- الصراحة يا حضرة الظابط …
لم يكن هو موجودا ليتجاذب معها أطراف الحديث بل كان في عالم اخر متطلعا اليها كأنها المرة الاولى التى يبصر فيها نساء .. هتف لنفسه مؤنبا .. ايه يا شرشر .. باينك منزلتش اجازة من فترة طووويلة .. والظاهرنسيت شكل الستات وده خطر على عقلك الباطن يابوالظبابيط ..
تنبه لكلماتها الاخيرة اخيرا وهى تقول بحماسة :- وللسبب ده ..
هتف متعجلا فى تهور فاضحا عدم تركيزه في شكواها :- سبب ايه حضرتك !؟..
تطلعت اليه كأنها كانت تحدث اصم وهتفت اخيرا :- واضح ان حضرتك مكنتش مركز معايا ..
هتف بسخرية مقهقها :- لا بالعكس .. ده انا مشكلتى انى كنت مركز معاكِ زيادة عن اللزوم والله ..
هتفت متعجبة :- نعم !؟..
هتف يحاول كظم ضحكاته :- لا متخديش ف بالك يا دكتورة .. انت مشكلتك ايه معلش !؟..
هتفت تعيد كلامها السابق والذى لم يستمع لحرف منه عندما سردته فى المرة الاولى وحاول التركيز على فحوى الكلمات لا صاحبتها :- عايزة اعمل محضر اواقدم بلاغ او شكوى ..شوف حضرتك هتسميه ايه ..
هتف مازحا :- نسميه كريم باذن الله .. انا بحب الاسم ده قووى ..
هتفت تتطلع اليه وشعرت انها تحدث شخصا يعانى من خلل ما :- كريم مين !؟.. انا بتكلم عن محضر عدم التعرض اللى عايزة اعمله ..
هتف محاولا اصطناع الجدية :- اه طبعا واخد بالي .. بس مين اللي يقدر يتعرض لحضرتك !؟.. اللي سمعته انك ضيفة عفيف النعماني .. متهئ لي ده لو حد كح من غير أذنه ف النعمانية .. يودره سعادتك..
لا تعرف لما ساءها حديثه عن عفيف بهذا الشكل .. ووصفه بوصف مبالغ فيه .. ووجدت نفسها دون وعي منها تهتف مدافعة :- عفيف بيه راجل عادل و رحيم و عمره ما ظلم حد ..
اكد شريف بايماءة من رأسه :- طبعا طبعا .. بس برضو انا معرفتش البلاغ حضرتك هتقدميه ضد مين!؟..
هتفت مؤكدة :- انا معرفش اسماءهم الصراحة .. بس هما بابا بنت اسمها نادية جابها عشان اديله شهادة تسنين ليها عشان طبعا يجوزها .. و انا كطبيبة بقول ان ده ممكن يأذي البنت .. البنت صغيرة جدااا .. انا عايزة اعمل لهم محضر عدم تعرض للبنت لان ده مش في مصلحتها ..
تطلع اليها مستشعرا مدى براءة هذه التى تجلس أمامه و مدى جهلها بطبيعة الامور في تلك البلاد البعيدة فهتف غير قادر على وأد نبرة السخرية في تساؤله :- اممم .. بابا البنت !؟.. اسمها ابوها حضرتك .. هو انتِ هنا بقالك قد ايه معلش !؟..
لم تكن تدرك ما علاقة سؤال كهذا بما جاءت من أجله الا انها هتفت مجيبة :- من أسبوعين تقريبا ..
اكد هامسا :- اااه ما انا بقول كده برضو ..
تطلعت اليه غير معقبة على كلامه الغير مفهوم ليهتف هو مستطردا :- يا دكتورة اللي سعادتك بتطلبيه ده غير جائز .. عيزانى ازاى اعمل محضر عدم تعرض لاب وأقوله ملكوش دعوة ببنتك ومحدش يجي جنبها !؟..
هتفت دلال فى حنق :- لكن البنت فعلا ممكن تتأذي .. انا بقول الكلام ده و انا عارفة انا بقول ايه .. ده شغلي ..
هتف شريف مؤكدا :- على عيني و راسى يا دكتورة .. بس ايه المفروض اعمله … مفيش اى قانون يخلينى امنع اب من انه يعمل شهادة تسنين لبنته .. بس حضرتك ممكن تخلي مسؤليتك عن اى حاجة ممكن تحصل للبنت ده لو حابة..
هتفت في ضيق :- انا مش جاية احمي نفسي وأتخلى عن مسؤولية .. انا جاية أدافع عن روح .. هى دي وظيفتي يا حضرة الظابط .. لكن واضح اني كنت غلطانة لما جيت ..
هتف شريف معاتبا :- ازاى يا دكتورة تقولي كده !.. كفاية اني اتعرفت على حضرتك .. و يا ريت كان ف أيدي حاجة اقدر اعملها و اساعد بيها .. لكن ما باليد حيلة ..
ساد الصمت للحظات ليستطرد بعدها بنبرة جادة :- بصى يا دكتورة ..انت مبلقيش الا فترة بسيطة هنا .. و فى حاجات كتير غايبة عنك مختلفة تماما ع اللي انت متعودة عليه ف القاهرة … العادات و التقاليد هنا غير .. و تنفيذها ملزم بقوة العرف .. اللي ممكن للاسف تبقى اكبر من قوة الدين نفسه ف بعض الأحيان ..
نظر الي وجهها الذى تعكرت صفحته النقية بفعل كلامه ليستدرك ناصحا :- أرجو انك متتصدميش بالحقايق اللي هتشوفيها بنفسك بس شوية وهتتعودي .. و متقفيش ف وش التيار عشان هايبقى جاامد قوووي عليكِ ..
انتفضت واقفة و مدت كفها من جديد ملقية التحية هاتفة فى اعتزاز:- متشكرة قووي يا حضرة الظابط ع النصيحة الغالية دي .. بس للاسف انا متعودتش اشوف الغلط وأسكت ..
وسارت فى اتجاه الباب راحلة ليهتف خلفها :- يبقى هاتتعبي قووي هنا يا دكتورة .. وانصحك .. لو تقدرى تبعدي عن هنا .. ابعدي بسرعة قبل ما يجرفك تيار البلد دي اكتر من كده ..
ألتفتت اليه وهزت رأسها فى هدوء شاكرة له نصيحته و اندفعت خارج النقطة تكاد تموت قهرا ..
اما هو فتبعها بنظراته حتى غابت عنه فاستدار خارجا من خلف مكتبه فى اتجاه النافذة القريبة متطلعا منها ناظرا اليها و هى تركب الكارتة مبتعدة .. و ارتسمت على شفتيه ابتسامة هو نفسه لا يعرف كيف يصنفها .. هل هى ابتسامة إشفاق ام ابتسامة إعجاب !!..
***************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 10:02 PM   #69

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

وصل عفيف للموضع الذي حدد خفيره هاتفا بنفسه :- فينه راح المخبل دِه !؟.. انا مش جايل له ما يتحركش من مكانه !؟..
تلفت حوله في ضيق يكاد يرتكب جريمة ما حتى ظهر الخفير اخيرا فهتف به صارخا:- كنت فين يا حزين !؟.. انا مش جايل لك متتعتعش من مطرحك ..!؟..
هتف الخفير مرتبكا بحروف متلجلجة خوفا:- السماح يا عفيف بيه .. معلش .. اصل اني يعني .. رحت اعمل ذي الناس .. الواجفة بالهوا چار البحر ف السجعة دي ..
قاطعه عفيف هاتفا في ضيق :- فين العمارة !؟..
اشار الخفير باتجاه احدى البنايات القريبة:- أهي .. الدور التالت .. شجة صاحبه سمير ..
اندفع عفيف باتجاه البناية و ما ان اصبح قبالتها حتى اخذ نفس عميق و دلف اليها ليطالعه البواب جالسا فى خمول و قد انتفض ما ان ادرك وجود عفيف هاتفا :- خير يا حضرت !؟.. عايز حاجة !؟..
اكد عفيف :- شجة الاستاذ سمير ..
اكد البواب :- اه .. اتفضل الدور التالت اول شقة ع اليمين ..
صعد عفيف في هوادة فى بادئ الامر وما ان اختفى عن ناظريّ البواب حتى اندفع يصعد في عجالة.. توقف امام الشقة المطلوبة ودق بابها في هدوء يتنافي مع ثورته الداخلية .. لحظات مرت كالدهر حتى انفرج الباب عن محيا رجل في العقد السادس من عمره تطلع الى عفيف في تعجب متسائلا :- اي خدمة !؟..
تطلع اليه عفيف فى تعجب مماثل و اخيرا هتف :- انا اسف .. الظاهر غلطت ف الشجة..
هتف والد سمير :- حضرتك عايز مين !؟..
اكد عفيف :- الاستاذ سمير ..
هتف والد سمير :- انا علوي ابوه .. تحت امر...
لم يمهله عفيف لاستكمال كلماته بل اندفع لداخل الشقة مثل العاصفة باحثا داخلها لعله يجد ضالته لكنه لم ينجح الا فى استثارة غضب صاحبها الذي هتف في ثورة:- انت بتعمل ايه يا حضرت .. انا هجيب لك البوليس ..
اندفع عفيف خارج الشقة راحلا و لكن قبل ان يغادر ألتفت لوالد سمير معتذرا :- انا اسف .. الظاهر ده سوء تفاهم ..
هتف والد سمير :- انت تعرف ابني سمير منين !؟..
اكد عفيف :- معرفهوش .. الظاهر انا بدور على سمير تاني .. عن اذنك ..
و اندفع هابطا الدرج في عجالة و منه لخارج البناية متوجها لخفيره الذي شعر انه سينال من عفيف ما يستحق وربما يلق به في البحر و يعود للنجع دونه ..
صرخ عفيف ما ان طالع الخفير :- انت متأكد يا مخبل ان دِه العنوان !؟.. شكلك متوه و منتش واعي ..
اكد الخفير هازا رأسه في تتابع مذعورا :- لاااه .. و عهد الله كانوا هناك يا عفيف بيه .. اني متأكد .. ذي ما اني متأكد اني واعي لچنابك..
استشف عفيف الصدق في حديث خفيره فلزم الصمت وتطلع حوله فى حيرة متسائلا بنفسه :- يا ترى راحوا فين !؟.. لساتهم ف إسكندرية!؟.. و لا نزلوا على مصر!؟..
قرر المرور على عدة فنادق للسؤال ربما يكون قد استقر بهما المقام بأحداها .. فإذا كانا قد فقدا ملاذهما المتثل في شقة صديقه سمير فلابد انهما سيبحثان عن ملاذ جديد وهذه المرة قد يكون احد الفنادق ..
ارتاح للفكرة واندفع في تنفيذها و خلفه خفيره وهو لا يعلم الي اين سينتهي به المطاف ..
*****************
للمرة الأولى يكون ممتنا لما فعلته دلال من اجله رغم اعتراضه .. فبالرغم من ان هذا الامر كان دوما مصدرا للشجار بينهما الا انه حمد لها صنيعها حينما ادرك ان ما يحمل من مال بالكاد يكفيهما لوجبة وثمن ليلة في فندق فلقد أصرت على جعل حسابها المصرفي الذى كانت تودع فيه راتبها مع كل ما تتحصل عليه من عملها الإضافي في المستوصف الخيرى و غيره .. بحسابا مشتركا حتى اذا ما احتاج لمال لا يضطر لسؤالها وخاصة بعد تخرجه وبقائه بدون عمل لفترة .. الان ها هو يشكرها ألف مرة على ذلك فلولاه ما كان يعلم أين يمكنهما التوجه وهو يملك بالكاد ثمن عشاءهما هو و المسكينة التي تنتفض بردا بجواره ..
اغلق حافظة نقوده في عجالة قبل ان تنتبه لما يفعل حتى اذا ما ما مرا على مطعم للأكلات السريعة دخلا يبتاع لها ما يسد جوعها مع بعض الشراب الساخن ليمدها بالدفء حتى يقرر أين يمكنهما ان يبيتا ليلتهما .
مد لها كفه بالطعام و الشراب الساخن عبر الطاولة المنزوية في احد أركان المطعم هامسا :- كلي حاجة .. انتِ مكلتيش حاجة من الصبح .. و اشربى الحاجة السخنة تدفيكِ ..
هزت رأسها في رفض وهي تحيد بنظراتها الدامعة بعيدا تنظر عبر واجهة المحل الزجاجية للخارج ..
مد كفه لاشعوريا يحتضن كفها في تعاطف وللمرة الأولى لا تنتفض للمساته بل نظرت اليه وسالت دموعها رغما عنها و همست من بين دموعها :- انا بجيت حمل تجيل عليك .. انا عارفة .. آسفة ..
ولم تستطع إكمال كلماتها فقد غلبتها دموعها لتجذب كفيها من بين أحضان كفيه وتداري بهما وجهها محاولة وأد شهقاتها الموجوعة ..
احترم ألمها لبعض الوقت حتى ما ان هدأت حدة شهقاتها عاود امره لها من جديد بحنو :- كلي حاجة بقى .. عشان نلحق نشوف هنعمل ايه قبل ما الليل يدخل اكتر من كده.. و بعدين انتِ عمرك ما كنتِ حمل عليا .. انتِ ملزمة مني لانك قدام ربنا مراتي .. في راجل تبقى مراته حمل عليه برضو !؟
ابتسمت في خجل واومأت برأسها إيجابا و بدأت في تناول طعامها ..و هو يكتم ويداري وجعا مماثل لوجعها .. لكن عليه ان يدع الثبات فالمشوار طويل .. و دلال ربت رجلا .. لم ولن يخزلها ابدا..
كان يتطلع اليها مشفقا فهى ابدا لا تستحق ما تعشه الان وهى ابنة الحسب المرفهة سليلة العائلة العريقة ومدللة اخيها ..
كانت ساهمة تتطلع للخارج عبر زجاج النافذة تأخذها خواطرها بعيدا الا انها توقفت عن تناول طعامها و حملقت بشدة في شبح يقف خارج المطعم .. تنبه لنظرتها المصدومة فوجه نظراته الي حيث تركز نظراتها ليشهق في ذعر و اخيرا يجذبها لينحنيا مختبئين خلف اظهر مقاعدهما العالية ..
كان عفيف يقف على احد الأرصفة يتطلع حوله في ضجر فقد قضى معظم يومه باحثا عنهما بكل فندق قد يتوقع انهما نزلا به لكنه لم يفلح فى العثور عليهما .. شمله اليأس و الضيق وزفر في غضب مكبوت قبل ان يندفع في اتجاه محطة القطار وقد قرر العودة من حيث أتى وقد شمله الإحباط كليا فها قد فقد الخيط الوحيد الذي استطاع الوصول اليه للامساك بهما..
ما ان تأكد نديم من رحيل عفيف بالفعل من امام نافذة المطعم حتى امرها بالظهورلترفع جزعها اخيرا متطلعة اليه في حرج ليهمس نديم و هو يجز على اسنانه غيظا:- انتِ كنتِ شيفاه واقف بره ومقلتيش!؟.. افرضي كان شافنا !؟..
نكست رأسها في اضطراب ولم تعقب ليزفر هو بضيق مشيحا بوجهه عنها .. ساد الصمت بينهما للحظات قبل ان يهمس نديم بنبرة حانية متفهمة متسائلا :- كان واحشك !؟.. مش كده !؟..
اكدت بهزة من رأسها دون ان تفوه بحرف لكن عبرات عينيها التي انسابت متتابعة كانت كافية و زيادة لتخبره ماذا فعل بها الشوق لأخيها الغالي فلاذ بالصمت بدوره و بداخله يتمزق وجعا ..
*******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 10:06 PM   #70

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

انتفضت مذعورة عندما تناهى لمسامعها صوت ألة تنبيه سيارته و هى تعبر بوابة البيت الكبير .. اندفعت للنافذة لعلها تستشف امرا ما يجعل خافقها الذي تعدت سرعة دقاته الحد الطبيعي يهدأ قليلا لكنها لم تبصر شيئا بعد ان اختفت العربة حيث موضعها خلف البيت ..
اندفعت تهبط الدرج فى عجالة حتى انها كادت ان تنكفئ عدة مرات على وجهها لسرعتها المفرطة حتى وصلت للمدخل الرئيسي وهى لاهثة تكاد تنقطع انفاسها انفعالا و ما ان طالعت محياه حتى اندفعت اليه هاتفة باسمه :- عفيف بيه !؟.. ايه اللي حصل !؟..
تطلع اليها واجما ولم ينبس بحرف فاقتربت فى توجس هامسة :- أوعى تكون ..
لم تكمل جملتها المتلعثمة و هو بدوره لم ينطق مما دفعها لتهتف صارخة :- عملت فيهم ايه!؟..قتل..
قاطعها هاتفا في هدوء :- اهدي يا داكتورة .. هما بخير .. انا ملحجتهمش ..
هتفت في سعادة :- ملحقتهمش !؟..
هتف مؤكدا بايماءة من رأسه :- ايوه ملحجتهمش .. كانوا مداريين ف شجة زميل اخوكي اللي ف اسكندرية اللي اسميه سمير.. و الله اعلم ايه اللي خلاهم يسيبوها جبل ما أوصل بشوية ..
هتفت متعجبة :- بس انت ايه اللي عرفك بسمير و شقته !؟.. ده انا نفسي كنت نسياها خالص ..
تطلع اليها في حسرة هاتفا :- الحوچة يا داكتورة خلتني ادور ف كل صحاب اخوكِ وكنت حاططهم تحت عيني و بالذات اللي ليهم صلة كبيرة بيه .. و اهااا .. كان عندي حج و لچأ لواحد منيهم .. بس للاسف معرفتش أوصلهم ف الوجت المناسب .. بس ملحوجة ..
هتفت في ذعر :- ملحوقة ازاي!؟..
ابتسم هاتفا :- ما دام حضرتك مشرفانا يبجى اكيد ملحوجة ..
ألقى كلماته الساخرة واندفع صاعدا الدرج تاركا إياها تنظر الى حيث غاب في غيظ لكن رغما عن ذلك شعرت براحة كبيرة تعتريها ما ان اطمأنت ان أخاها بخير .. و كان هذا يكفيها ..
****************
اندفع من الباب المفضي للمطبخ تحت أنظار الخالة وسيلة والتى لم يلق عليها السلام كعادته واكمل اندفاعه المتهور حتى وصل لقلب البهو في منتصف المندرة .. هم برفع صوته يناديها الا انها ظهرت من خلف باب حجرة الكشف التي كانت تغلقها وقد أنهت لتوها كشفها الاخير و رحلت صاحبته ..
تطلعت بدهشة لذاك الذى يقف متحفزا فى قلب المندرة بهذا الشكل الذي ينذر بالسوء ..
هتفت فى تعجب :- عفيف بيه !؟.. خير ..!؟..
هتف جازا على اسنانه فى محاولة للسيطرة على انفعالاته و التي شعرت بشراراتها المتطايرة من حدقتيه الفحميتين اللتان أصبحتا بلون الجمر :- خير منين !؟.. مهواش خير يا داكتورة !؟..
ازدردت ريقها بصعوبة و كل ما تناهى لعقلها هو نديم اخوها فهتفت بصوت متحشرج :- هو في اخبار تاني وصلتك عن نديم وناهد !؟..
هتف بغضب :- لااااه .. انا بتكلم ع اللى عمِلتيه !؟..
تساءلت فى حيرة :- عملت ايه !؟..
هتف صارخا هذه المرة :- ليه روحتى النجطة تبلغي عن ابوا نادية!؟..
هتفت مجيبة :- انا ..
قاطعها فى غضب هادر :- وليه مجلتيش انك هتعملى كِده !؟..
هتفت بغضب مماثل :- عفيف بيه!؟.. اولا ..حضرتك مكنتش موجود وانا مش هاخد رأى حد ف اللي شايفة من وجهة نظري انه صح .. و ثانيا انا حبيت أعفي حضرتك م الحرج و ابقى قدام الكل اتصرفت من نفسي وسيادتك تبقى بعيد عن الموضوع ..
هتف مذهولا :- بعيد كيف يعنى !؟. انتِ واعية لحالك انتِ بتجولي ايه!؟.. كيف ابجى بعيد عن حاچة بتحصل ف النعمانية !؟..
هتفت ساخرة :- يبقى صحيح بقى اللى بيتقال ان مش ممكن حد يعطس ف النعمانية ولا يكح من غير اذنك و الا تودره ..
هتف متعجبا :- انتِ مين جالك الكلام ده !؟..
هتفت بغيظ :- نفس اللي بلغك اني رحت النقطة اقدم بلاغ ..
هتف فى سخرية :- ع العموم اني عارف مين اللي جال لك كِده .. اكيد حضرة الظابط الهمام .. بس كويس انه عِجّل و عرف الدنيا ماشية كيف ..
اكدت فى هدوء :- قصدك حضرة النقيب شريف عبدالواحد !؟.. ايوه هو اللي قال كده وقال لي ان اللي بعمله غلط و مينفعش و ان الدنيا هنا غير القاهرة..
لا يعلم لما نطقها و ذكرها لاسم الضابط بهذا الشكل جعله يغلى غضبا على غضبه المستعر من الاساس ولكن رغم عن ذلك اكد في هدوء وعينيه الصارمة قد ضاقت ملقية اليها بنظرة لم تفهم مدلولها :- مش بجوللك عِجّل .. اصلك اول ما چه النعمانية كان ذي حالاتك كِده.. كان عايز ياخد الدنيا جفش..
اكدت هى فى لهجة متحدية :- يمكن هو عمل كده لانه محكوم بقوة القانون ونصوصه لكن انا مش هبقى كده يا عفيف بيه و اللى هشوفه صح هعمله ..
تساءل فى حذّر :- جصدك ايه !؟..
اكدت بثقة :- قصدي اللي حضرتك فهمته .. انا مش هسكت على حاجة غلط و مش هقف اتفرج وايدي متكتفة و معملش حاجة تمنعها .. عن اذنك ..
و اندفعت فى اتجاه الدرج تعتليه مسرعة تاركة اياه يكاد يحرق المندرة بل البيت الكبير كله بما فيه من شدة استعارغضبه الذى أشعله تحديها له ..
******************


نهاية الفصل الثامن




ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.