آخر 10 مشاركات
متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree82Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-20, 11:54 AM   #1

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي جلاب الهوى * مكتملة *


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جلاب الهوى



اقتباس :-

نظرت للارتفاع الشاهق للبيت الكبير والمندرة بالتبعية .. جمعت شعرها الغجرى من خلف ظهرها للأمام في اتجاه كتفها وتخيلت انها تدليه من موضعها و قفز الى فكرها خاطر .. هل احتفظت بشعرها بهذا الطول ربما يتحقق الحلم و يكون شعرها و سيلة الفارس الذى حلمت به طويلا في الصعود اليها في سجن حياتها الرتيبة .. انفجرت ضاحكة لهذا الخاطر .. ضحكة صافية رنانة تشبه ذاك الصباح الدافئ .. و تلك الأشعة البكر للشمس المتسللة من خلف غيوم الليلة الماضية .. ضحكة طازجة .. منتشية جعلت ذاك المضجع في سلام على احدى الأرائك الموضوعة تحت السور المشترك المرتفع بينهما يقفز فزعا وهو يعتقد انه يتهئ ضحكاتها الوثابة ..
انتفض بكل قوته ليتطلع لمصدر الضحكات حتى يتأكد انه لا يهزي ولم يصبه الجنون بعد جراء ثلاث ليال وأربعة ايّام لم يطالع محياها فيهم .. ايّام عجاف ..
تسمرت عيناه على ما تفعله بشعرها وهي تدليه من فوق السور ضاحكة وجن جنونه ..
همس في تضرع :- هونها يا رب..
كان على استعداد ليقف عمره كله يتطلع اليها في موضعها بهذا الشكل الساحر الذى يفقده صوابه .. لكنه لم يحتمل المزيد وغض الطرف متنحنا وهو يستشعر انه يخرق عزلتها المقدسة ..
انتفضت هى في ذعر و خبأت شعرها أسفل مئزرها و اعادت احكام حجابها خلف رقبتها هامسة في احراج :- عفيف بيه ..!؟..
تنحنح من جديد رغبة في تصفية صوته المتحشرج دوما تأثرا لمرأها هاتفا:- حمدالله بالسلامة يا داكتورة .. جلجتينا عليكِ..
ابتسمت في رقة :- الله يسلمك .. تعبتكم معايا انت و الخالة وسيلة ..
هتف معترضا :- متجوليش كِده .. المهم انك بخير ..
ثم استطرد عاتبا برقة غير معتادة على مسامعها وهو يتوجه للسور الخارجي للسطح يقف في مواجهة الجبل البعيد كأنه يناطحه :- بس انتِ ايه اللى خلاكِ تطلعي هنا و انتِ لساتك تعبانة .. !؟..
ابتسمت و هي تتطلع بدورها للبعيد هامسة :- الغنا ده هو اللي طلعني الصراحة .. جميل برغم اني مش فاهمة هما بيقولوا ايه .. بس واصلني إحساس الفرحة فيه قووي..
تطلع اليها في تعجب لحظي ثم ابتسم ابتسامة من احدى تلك الابتسامات النادرة الظهور على ذاك الفك الصلب والتي تحرك شيء ما داخلها لا تعرف كنهه هاتفا:- احساسك ف محله يا داكتورة .. دِه موسم كسر الجصب ودايما مواسم الحصاد مرتبطة عندينا كصعايدة او حتى الفلاحين ف بحرى بالافراح .. بنستنوا الحصاد عشان نتچوز او نچوزوا عيالنا .. الاغنية دي مرتبطة بالفرح مع موسم كسر الجصب والخير اللي هاياچي من وراه ..
انتبهت لكل كلمة قالها وكأنها تعويذة سحرية ينطق بها .. نطقها بحب واعتزاز لتلك الأرض التي تحمل عرّق جده و رفاته و ستضم رفات أبناء النعمانية جميعا من بعده .. اشارت لغيط القصب حيث يجتمع الرجال لكسره هاتفة :- طب هم بيعملوا ايه دلوقتى وايه عربيّات السكة الحديد اللى بتمر دي..!؟..
ابتسم مؤكدا :- دي مش عربيّات سكك حديد .. دى عربيّات مصنع السكر .. بيچمع الجصب عشان يروح ع المصنع .. و الباجي يطلعوا بيه ع العصارة ..
ثم أشار لبناية عتيقة على أطراف الأرض البعيدة هاتفا :- شايفة المبنى الملون اللي على طرف الارض دِه ..!؟.. هى دي العصارة .. دي بنودوا فيها چزء من الجصب عشان نعِملوا منيه العسل الأسود .. اكيد دجتيه .. حتى من جبل ما تاچي هنا !؟..
أكدت بابتسامة صبت في دمه ملايين اللترات من العسل المصفى وهي تهتف :- اه .. مفيش احلى منه بالذات مع الفطير المشلتت من أيد الخالة وسيلة ..
انفجر ضاحكا على غير العادة هاتفا:- واضح انك چعانة يا داكتورة و نفسك مفتوحة تعوضي الأيام اللى فاتتك من فَطير الخالة وسيلة ..
قهقهت بدورها ولم تعقب للحظات وأخيرا هتفت مستفسرة مشيرة لغيط القصب :- ها و ايه اللى بيحصل بعد كده ف العصارة ..!؟..
أكد بهدوء :- خلاص كِده .. طلع العسل و مبجيش الا الچلاب ..
هتفت متعجبة :- جلاب ..!؟.. يعنى ايه ..!؟..
ابتسم متطلعا اليها و هو يقترب من السور المشترك بينهما :- الچلاب دِه .. حلاوة بنعملوها من بواجى السكر شكلها مخروطي و لونها مايل للخضار شوية .. و ..
صمت فتطلعت اليه مستفسرة لتجده مترددا ثم مد كفه الى جيب جلبابه ليخرج لها ورقة ملفوفة .. فضها أمامها هامسا :- هو دِه ..
مدت كفها اليه متطلعة في تعجب لذاك القمع المخروطى العسلى اللون ثم استأذنت في فضول :- ممكن ادوقه.!؟..
أكد بايماءة من رأسه .. فقضمت قطعة صغيرة لتهتف مستمتعة :- ده حلو قووى .. ..
أكد في سعادة مقهقها :- ما هو كله سكر .. مش جصب ..
اعادت اليه قطعة الجلاب و التي تردد في اخذها لكنه أخيرا مد كفه و أخذها يطويها و يقذف بها من جديد في جوف جيبه ...

مواعيد النشر فصل يوميا الساعة 9مساء ابتداء من يوم 7/1



الفصل الأول... أسفل الصفحة
الفصل 2
الفصل 3، 4 نفس الصفحة
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7، 8 نفس الصفحة
الفصل 9، 10 نفس الصفحة
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14، 15 نفس الصفحة
الفصل 16، 17 نفس الصفحة
الفصول 18، 19، 20 نفس الصفحة
الفصل 21، 22 نفس الصفحة
الفصل 23، 24، 25 نفس الصفحة
الفصل 26
الخاتمة



ياسمين78 likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-07-20 الساعة 11:45 PM
رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 12:28 AM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html




واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:14 PM   #3

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

1-القربان
وقفت العربة رباعية الدفع السوداء امام البناية المقصودة ليطل هو من نافذة السيارة المشرعة قليلا ناظرا لها بتردد و أخيرا تنهد و اسند جبينه على عصاه في قلة حيلة يتساءل هل ما سيقدم عليه الان صحيح .. ام لا ..!؟.. دوما ما كان يُحكم الشرع والأصول والأعراف في كل ما يقوم به من أفعال .. لكن ما يهم بفعله الان لا يجد له تصنيفا في ايهم ..وعلى الرغم من ذلك هو مضطر لفعله ..
همس سائقه و كاتم أسراره مناع بصوت هادئ وهو مدرك تماما لتلك العاصفة العاتية التي تجتاح نفس سيده وولي نعمته :- مش هتنزل يا عفيف بيه ..!؟.. العمارة بتاعت الباشمهندس أهي ..
رفع عفيف جبينه من فوق كفيه المتشابكتين فوق الرأس المعقوف لعصاه هامساً بما يضطرب بصدره لمناع :- و الله ما اني عارف يا مناع اللى هنعِمله دِه صح .. ولا عملة شينة هنتعيروا عليها العمر كله ..!؟
همس مناع بدوره :- يا عفيف بيه .. ما اللي حُصل برضك مش هين .. وانت باللي بتعمله بتمنع المصيبة الكَبيرة واللى بچد ممكن نتعيروا بسببها العمر بطوله و تطول عيال عيالنا كمان يا بيه ..
هز عفيف رأسه متفهماً ومدركاً لصدق حديث مناع وحقيقة ما همس به ..
تنهد من جديد و قد استقر به الامر ليندفع خارج السيارة و خلفه مناع لداخل البناية و التى جاءا خصيصا اليها ليمنعوا ما لا يمكن منعه او الوقوف امام طوفانه ..
**********************
وقفت في حيرة امام خزانة ملابسها لا تعرف ما عليها انتقائه لتضعه في تلك الحقيبة المشرعة أمامها على طول الفراش..
كل ما يدور برأسها الان هو انها لن تستطيع وداع اخيها الوحيد قبل سفرها المحدد له بعد الغد صباحا .. فها هي تجد نفسها مضطرة للسفر بديلا عن احدى زميلاتها الطبيبات لذاك المؤتمر بالخارج نظرا لظروف ألمت بها .. وتقف اللحظة متحيرة في اختيار كم الملابس و نوعها والمفترض وضعها في حقيبتها حتى يتنسنى لها الاهتمام بالامور الأخرى الخاصة بشقتهما.. تلك الشقة هى ميراثهما الوحيد من والديهما الراحلين و التي سكنتها معهما وأخيرا مع اخيها الذى يعمل الان مهندسا للرى معين حديثا بإحدى مدن الصعيد ..
تنهدت وهي تندفع خارج الغرفة باتجاه المطبخ لتصنع لنفسها كوبا من الشاي الساخن لعله يمنحها بعض الدفء وتساءلت ماذا ستفعل في تلك البلاد الباردة التي هى في سبيل السفر اليها وهي لا تحتمل البرد بهذا الشكل وابتسمت وهي تحتضن كوب الشاي الذي صنعته على عجالة متخيلة نفسها أشبه بتلك الدجاجة التي تحتفظ بها في المبرد وهي وسط ذاك الثلج الذى يحيطها من كل جانب في تلك البلد الاروبية الباردة..
جلست تضع شالها الصوفي ضاما كتفيها والذي كان يوما ما لأمها و فتحت التلفاز لعلها تأنس بما يصرف عنها ذاك الشعور القاتل بالوحدة ..
ولكن لم يفلح اي من تلك المشاهد المعروضة على الشاشة في جذب انتباهها لتسرح كعادتها في ذكريات الماضى الذى تزخر به أركان تلك الشقة العتيقة ..
رحل والداها تباعا لتصبح هي المسؤولة عن اخيها الذى لا تكبره الا ببضع سنوات .. أصبحت الام و الأب له في مرحلة خطيرة من حياته .. لكنه لم يخيب ظنها وكان دوما نعم الأخ العاقل المستقيم أخلاقيا و دينيا والذي كانت تفخر به دوما في كل محفل مؤكدة على الرغم من فارق العمر البسيط بينهما انه ابنها وليس اخيها ..
لكم تفتقده ..!؟..
يغيب كثيرا منذ جاء تعيينه في تلك البلدة البعيدة فلا تره الا عدة ايّام كل شهر او ربما اكثر .. وخاصة في الآونة الأخيرة اصبح يمر اكثر من شهر ونصف الشهر حتى ينعم عليها بزيارة لا تستغرق يومين لا تسمن و لا تغنى من جوع .. اه لو يعلم مقدار اشتياقها لمحياه و مجلسه الذى لا يخلو من المزاح و المحبة..!؟..
تنهدت و هي تتذكر عتاب احدى صديقاتها "لما لا تتزوجي ..!؟.. هل عدم الرجال أنظارهم ..!؟"..
و كم ظلمت الرجال .. فالعيب فيها لا في الرجال .. فهي لم تعدم إطلاقا وجودهم بحياتها .. و كم تقدم لها الطالب تلو الاخر يتمنى الاقتران بها لكن هى من كانت ترفضهم بحجج مختلفة كان أولها اخيها و دراسته و انها كرست حياتها لخدمته حتى يقف على قدميه ويشق طريقا لمستقبله .. و ها قد فعل ..!؟ فما حجتها الان ..!؟..
الجميع يعلم انها على مشارف الثلاثين .. و انها بحكم عادة المجتمع الغبية هي الان على وشك الحصول على لقب عانس و الدخول الى نادى العنوسة المجتمعي بجدارة .. فلا امل قريب في الاقتران بمن تراه مناسب قبل بلوغ هذه السن المخيفة ..
ابتسمت في حسرة و هي تهمهم .. ان لا احد يدرك .. و لن يدرك بطبيعة الحال ان السبب الحقيقى في عزوفها عن الزواج هو رغبتها الدفينة والتي تحتفظ بها في أعماق قلبها .. انها تتمنى لو تتزوج عن قصة حب عميقة و رائعة كتلك التي عاشها أبواها ..
ذاك السر الذى لم تطلع عليه حتى اقرب صديقاتها زينب وظلت تحتفظ به داخلها تغذيه يوما بعد يوم بأحلام وردية و حكايات من نسج خيالها عن فارس أحلامها .. كانت تشعر انها ستنال التقريع الشديد من صديقاتها ان أخبرتهم بذلك .. و تحاشت ان يتهموها بأنها لازالت ترفل في أحلام المراهقة وان ذاك ليس تفكير طبيبة تعيش فى مطلع التسعينيات من القرن العشرين وان عليها ان تكون اكثر تماشيا مع روح العصر العملية وان تلق عنها احلام لا تصلح الا لفتاة من مطلع القرن الماضي .. و ان عليها النظر حولها للواقع الذى ينتظرها وليس الأحلام التى تُغرق صاحبها في التعاسة عندما يتأكد من صعوبة تحقيقها ويصطدم بالواقع ومجرياته..
تنبهت ان كوب الشاي بين كفيها قد برد وهى لم تتناول نصفه تقريبا .. همت بالنهوض الى المطبخ مجددا الا ان جرس الباب علا رنينه لتستدير عائدة لتفتحه وهي تلتقط حجابها من على المقعد المجاور لباب الشقة .. رفعت قامَتَها القصيرة نسبيا لتنظر من تلك العين السحرية التى اصر نديم اخيها على تركيبها بالباب منذ امد بعيد حتى يصمئن بأنها لن تفتح الباب لغيره عندما لا يكون بالمنزل وخاصة عندما كان ينسى مفتاحه كعادته ..
تطلعت عدة مرات في حيرة من تلك العين فلم تر بوضوح من يكون بالخارج ..
هتفت بخوف من خلف الباب :- مين .!؟
تكلم عفيف بلهجة هادئة لا تعكس مطلقا خبايا نفسه :- سلام عليكم .. افتحي يا داكتورة عايزينك ف كلمتين ..


يتبع

مارلى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 01-07-20 الساعة 10:48 PM
رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:30 PM   #4

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

هتفت بنبرة ترتعش خوفا :- إنتوا مين ..!؟ و كلمتين ايه اللى إنتوا عايزيني فيهم ..!؟..
هتف عفيف من جديد :- عايزينك بخصوص الباشمهندس نديم ..
كان ذكر اسم اخيها هو كلمة السرالتي جعلتها تنتفض في ذعر لتفتح الباب بلا وعي و خاصة عندما ادركت ان المتحدث من الصعيد حيث يعمل اخوها وهتفت في قلق بالغ و هي تشرع الباب :- ماله نديم!؟.. هو بخير ..!؟.. أوعى يكون حصله حاجة !؟..
تطلع اليها عفيف للحظة قبل ان يحيد بناظريه عنها تأدبا وهو يهتف مطمئنا:- متجلجيش يا داكتورة .. هاتعرفى كل حاچة .. بس مينفعش ع الباب كِده ..
تنبهت انها لاتزال على عتبة الباب واقفة في ذعر وهو يقف في هدوء بجلبابه وعمامته وعصاه التي تسبق موضع قدماه بخطوة و خلفه يقف احد مرافقيه كأنه ظل له ..
ترددت هل تسمح لهما بالدخول ام لا وخاصة انها بمفردها بالشقة و حتى خادمتها التى تعينها بأعمال المنزل من وقت لأخر ليست هنا ..
ادرك هو ما يعتمل بنفسها من صراع ليهتف مؤكدا :- انا مش هاخد من وجتك كَتير يا داكتورة و مناع .. و أشار لمرافقه .. هيدخل معاي .. وهجولك المفيد ونتوكلوا على الله ..
كان فضولها و رغبتها في معرفة كل ما يخص اخيها اكبر من اي قلق او صوت تحذيري همس داخلها يردعها ..
تنحت جانبا مفسحة لهم الطريق في محاولة لوأد التحذيرات التى تصدح عاليا بجنبات صدرها وتركت الباب مفتوح و الذى وقف مناع على عتباته كحارس لن يتزحزح عن موضعه حتى يأذن سيده بذلك.. عادت ادراجها للداخل حيث وجدت عفيف يقف في منتصف الردهة لا يحرك ساكنا ..
همست محاولة تلطيف الأجواء :- اتفضل .. تحب تشرب ايه ..!؟..
هتف عفيف بلهجة محايدة :- احنا مش چايين نضايفوا يا داكتورة ..!؟ فين اخوكِ الباشمهندس نديم ..!؟..
هتفت بذعر :- نديم ..!؟.. ليه ..؟!!. هو مش المفروض عندكم ف الصعيد ..!؟.. مش إنتوا برضو من البلد اللى اتعين فيها بقاله حوالي سنة..!؟..
أومأ عفيف برأسه مجيبا :- ايوه .. هو كان متعين في بلدنا مهندس ري لحد امبارح …
هتفت في ذعر :- يعنى ايه ..!؟.. راح فين وعملتوا فيه ايه ..!؟..
هتف عفيف بلهجة باردة :- انتِ اللى هتجوليلنا راح فين يا داكتورة دلال .. مش دلال برضك ..!؟..
اومأت برأسها إيجابا وهي تهتف في تعجب:- أدلك ازاي على مكانه و انا معرفش هو فين أصلا ..!؟.. و بعدين انت عايزه ليه من أساسه..!؟.. اخويا عمل ايه عشان تيجى تدور عليه بالشكل ده ..!؟..و انت مين م الأساس ..!؟..
جلس عفيف في نزق هاتفا :- ان كان على انا مين ..!؟.. فأنا عفيف النعماني .. كبير نچع النعمانية اللي اخوكِ شغال فيه .. و ليه بدور عليه!؟.. عشان المصيبة الكَبيرة اللى عملها واللي لو ملحجنهاش هتضيع فيها رجاب و أولهم رجبة المحروس اخوكِ..
شهقت دلال في رعب ولم تعلق للحظات محاولة استيعاب الامر برمته ..الا ان عفيف لم يمهلها لتستفيق حتى من صدمتها بل اندفع باتجاه الردهة الداخلية التى تشمل غرف المنزل ..
هتفت هي في تعجب :- انت رايح فين .. !؟،..هي وكالة من غير بواب ..!؟..
لم يستمع لندائها اواعتراضها بل اندفع يفتح جميع الغرف في ثورة عارمة حتى وصل أخيرا لغرفتها ليطالع الحقيبة المفتوحة على الفراش مؤكدة ان احدهم كان في سبيله للرحيل بدوره .. لمعت في رأسه الفكرة ليجز على أسنانه في غيظ هاتفا بصوت كالفحيح من بين شفتيه المطبقتين تقريبا وهو يستدير ليطالع دلال التى كانت في أعقابه تحاول منعه من اقتحام حرمة منزلها بهذا الشكل السافر :- جلك اهُربى جبل ما نوصلولك .. مش كِده ..!؟..
تراجعت خطوة للخلف في هلع من مرأى الغضب الكامن في حدقتيه الفحميتين ..
وردت في حروف متقطعة :- اهرب ايه .!؟ و اهرب ليه من أساسه ..!؟..
هتف عفيف بصوت كالرعد :- تهربي عشان تداري ع المصيبة اللى اخوكِ وجع فيها حاله .. و هيوچعنا كلنا وياه .. هو مش عارف هو هيچر علينا ايه باللى عِمله دِه ..!!
تجرأت و سألت في تردد:- معلش بس هو اخويا عمل ايه لكل ده ..!؟. اعرف بس ..
همس بنبرة مشتعلة بالقهر :- اخوكِ يا داكتورة هرب وَيَا اختي الصغيرة .. و الله و اعلم ايه اللى حصل دلوجت ..
شهقت دلال من جديد هامسة :- نديم مش ممكن يعمل كده ..
هتف في غضب هادر:- لااه .. عِمل .. وهي اللى چالت الكلام دِه بنفسها .
واخرج من جيب جلبابه ورقة مطوية ألقاها باتجاه دلال التى تلقتها في عجالة وفضتها لتقرأ اعتراف اخته .. تلك المغفلة الصغيرة بالحب..
انها تحب نديم وقررت الهرب معه بعيدا رغبة في الحفاظ على ما بقي من حقها في اختيار شريك حياتها و حتى لا تُغصب على الزواج من احد أبناء عمومتها حتى ولو لم يكن مناسبا لها او لا تحبه ..
أغلقت دلال الخطاب ونظرت الى ذاك الواقف كالطود بحجرتها لتشعر فجأة ان ابعاد الغرفة نفسها قد تغيرت وتبدلت بشكل عجيب ..
همس ساخرا :- هااا.. صدجتى يا داكتورة ..ايه رأيك في عمايل اخوكِ ..!؟..
هتفت مدافعة :- اخويا متربى و مش ممكن يعمل كده ..!؟.. ده تربيتى .. نديم لا يمكن يعمل كده ..
انفجر عفيف ضاحكا بسخرية :- تربيتك ..!؟ و الله وتربيتك زينة يا داكتورة ..عرفتى تربي صحيح ..
لتهتف هي بغضب كان المرة الأولى الذى يظهر جليا بصوتها منذ قدومه :- اعتقد تربيتى لأخويا اللي مش عجباك متفرقش كتير عن تربية اختك اللى هربت معاه..
ساد الصمت للحظات كانت نظرات كل منهما للاخر كفيلة بقتله حيّا .. وأخيرا قطع عفيف ذاك الصمت مندفعا باتجاه الحقيبة التى كانت ممتلئة لمنتصفها تقريبا بالملابس من كافة الأنواع والأشكال ليغلقها بعنف هاتفا :- هما دجيجتين تچهزي فيهم حالك و تلبسي وأهي شنطنتك چاهزة ..
اندفعت هاتفة بحنق :- اروح فين..!؟..واجهز ايه ..!؟.. انت اكيد جاى تهزر!؟.. انا مسافرة مؤتمر طبى مهم جدا بعد بكرة ..
هتف بلهجة جزلة :- مؤتمر مهم !؟ اكيد مش اهم من حياة اخوكِ واللي ممكن يحصل له بعد العملة السودة اللى عِملها ..
تنهدت وقد ادركت انه يعلم تماما نقطة ضعفها فهمست بقلة حيلة :- يعنى انت عايز ايه دلوقت ..!؟.. اخويا و انا معرفش مكانه و معتقدش انه عمل اللى انت واختك بتقولوه ده .. مش يمكن بترمي بلاها عليه !؟ ..
جز على اسنانه غاضبا وهتف في ثورة مكتومة :- و الله لو راچل اللى جال الكلمتين دوول لكان زمانه مدفون بمطرحه .. اما مكان اخوكِ .. سواء عرفاه ولا لاااه .. لما يعرف انك عندينا هايچي زاحف.. وساعتها هعرف مكان اختي .. و الحساب يچمع ..
قال كلمته الأخيرة في لهجة جعلت البرودة تسري بأوصالها ويرتعش لها بدنها كله ..
وأخيرا اندفع خارج الغرفة وهو يهتف في لهجة امرة :- هستناكِ بره يا داكتورة .. شهلى لسه الطريج طويل وماجدمناش النهار بطوله..
عاد لموضعه الأول مع مرافقه الذي لم يبرح مكانه في الردهة الخارجية بينما أغلقت هي باب حجرتها لا تعرف ما عليها فعله ولا كيف يمكنها التصرف ..
نظرت للحقيبة المغلقة أمامها على الفراش وهي تشعر انها كالدنيا التي أغلقت أمامها في تلك اللحظة المصيرية أبواب الخلاص ..
فهل هناك من منجى ..!؟..
***********************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:40 PM   #5

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

قررت انها لن تستسلم لذاك المتسلط الذي جاء لبابها يرهبها ويثير فيها رغبة الحماية لأخيها لترحل معه بهذا الشكل .. انها لن تبرح مكانها حتى تدرك مكان اخيها لعلها تستطيع ان تنقذ ما يمكن انقاذه و خاصة ان ذاك الرجل لا يعلم لغة للتفاهم غير العنف وما يمكن ان يتبعه من مصائب هى فى غنى عنها .. انها متأكدة ان اخيها لا يمكن ان يقوم بتلك الفعلة المشؤومة.. لا يمكن ان يضع نفسه فى مأذق كهذا ابدااا ولو بدافع الحب..
عزمت ان تضع قرارها موضع التنفيذ وتسللت بخفة من حجرتها حتى المطبخ و فتحت بابه الذي يطل على سلم الحريق كما هو الحال فى معظم البنايات القديمة ..
وما ان هبطت السلم حتى اصبحت خلف بنايتها فاندفعت تشير بلهفة لأحدى سيارات الأجرة التى توقفت بجوارها لتصعدها على عجالة امرة السائق بالاندفاع مبتعدا فى أقصى سرعة ..
طال انتظاره لها و شعر ان الامر اصبح غير عادي بالمرة .. توقف على اعتاب الردهة الداخلية مناديا في عجالة :- يا داكتورة .. متهئ لي طولتى جووى كِده ..
لم يسمع ردا .. فشعر بالقلق يعربد بصدره فاقترب من باب الغرفة فإذا به مشرعا و هى ليست بالداخل .. اندفع باتجاه المطبخ و صدق حدسه عندما رأى ان هناك باب اخر للخروج غير باب الشقة الأصلي و انها هربت ..
صرخ لاعنا مما استرعي انتباه مناع خفيره ليلحق به للداخل هاتفا فى اضطراب :- چرى ايه يا عفيف بيه !؟..
هتف عفيف بغيظ :- هربت .. هنعملوا ايه دلوجت !؟.. جلت هتاچي معانا .. چوم اخوها يظهر و نلموا الموضوع بدل الفضيحة ما تفوح ريحتها و تبجى سيرة النعمانية على كل لسان .. و الله ساعتها ما هيكفيني الا اني اشرب من دمهم الچوز..
هتف مناع محاولا امتصاص غضب سيده :- هتداوى يا عفيف بيه .. ربك هيدبرها ..
اندفع عفيف خارج الشقة وتبعه مناع بدوره واغلق خلفه بابها وهو يشفق فى قرارة نفسه على حال سيده الذى وضعته اخته الصغري فى مأذق كهذا … كانت مدللته و اخته الوحيدة التى لم يكن يرفض لها مطلبا ولو كان فى اقاصى الارض .. كيف تفعل به ذلك !؟.. كيف تضع رأسه في الوحل و تجعل ذكره العطر مضغة فى افواه أسافل البشر ..
اندفع عفيف لداخل السيارة وتبعه مناع امام مقودها وهمس فى حذّر متقيا نوبة غضب سيده :- هنطلعوا على فين دلوجت يا عفيف بيه !؟.. ع النچع ..!؟
هتف عفيف فى اصرار :- لاااه .. مش راچع الا و معايا حد فيهم .. يا الباشمهندس واختي .. ياخته الداكتورة عشان تبجى الطعم اللي يچيبه .. مش هعتب النچع الا و حد فيهم بيدي .. اطلع ع الفندج اللي بيتنا فيه عشية .. و ترچع انت على هنا تاني تجعد جدام العمارة .. و لو لمحت الداكتورة رچعت تكلمني ف ساعتها ..
هتف مناع مؤيدا :- حاضر يا عفيف بيه .. مش هايغمض لى چفن لحد ما ربنا يسهلها و ترچع ..
هتف عفيف و مناع يدير السيارة مبتعدا :- هترچع .. يعنى هتروح فين !؟.. و خصوصى انها جالت لى انها مسافرة و كانت محضرة شنطتها .. يعنى غصبا عنها هترچع ان مكنش عشان السفر ..هترچع عشان اخوها..
ابتسم ابتسامة صفراء عندما استشعر انه على حق .. و انها لامحالة عائدة من جديد الى شقتها و لن تستطيع ان تبتعد مهما حاولت ..
***************
بكت دلال بدموع ساخنة و صديقتها زينب تقدم لها مشروبا ساخنا فى محاولة لتهدئة أعصابها المحترقة لوعة على اخيها الأصغر ..
هتفت دلال من بين دموعها :- مش عارفة اعمل ايه !؟.. قوليلى يا زينب .. اعمل ايه !؟.. بقى بزمتك نديم ممكن يعمل اللى بيقول عليه الراجل العجيب ده !؟.. انت تصدقى الكلام الأهبل ده على نديم!؟..
هزت زينب رأسها نفيا مؤكدة بثقة:- طبعا مش ممكن .. نديم ميعملش كده .. لا تربيته و لا اخلاقه تسمح له بانه يعمل الكلام المريب اللى قاله الراجل المجنون ده .. اهدى بس انت يا دلال و اكيد نديم هيظهر بين لحظة و التانية و نفهم منه ايه الحكاية ..
انتفضت دلال صارخة :- نفهم ايه يا زينب !؟.. هو الراجل ده هيسيبه اصلا لو ظهر !؟.. ده مش بعيد يقتله حتى من قبل ما يتكلم معاه و يعرف فين الحقيقة .. دوول شكلهم ناس مش بيتعاملوا الا بالسلاح .. و الدم أرخص حاجة عندهم .. يا حبيبى يا نديم .. يا ريتنى ما وافقت تتعين بعيد كده .. انا ايه اللى خلاني سبيتك تبعد عني !؟… اعمل ايه يا رب !؟.. اعمل ايه ..!؟.
لم تنطق زينب بحرف فلم يكن لديها ما تواس به صديقتها فقد كانت على حق بكل كلمة نطقتها و ما من هناك لحل لتلك المعضلة ..
مرت لحظات من الصمت لم يقطعها الا شهقات متقطعة صادرة من دلال على حال اخيها الذى لا تعلم مصيره حتى اللحظة الآنية ..
و اخيرا هتفت فى حزم :- انا هروح مع الراجل ده و اللى يحصل يحصل ..
انتفضت زينب مذعورة :- انتِ اتجننتى يا دلال !!.. تروحى فين!؟.. تروحى بلاد بعيدة مع حد ما نعرف ان كان صالح و لا طالح!؟..او حتى ممكن يتعامل معاكى ازاى !؟ .. و لا يعمل فيكِ ايه !؟..ده جنان رسمى ..
هتفت دلال بقلة حيلة :- امال اعمل ايه !؟.. اسيبه لحد ما يوصل لنديم و يعمل فيه حاجة !؟.. اهو لو رحت معاه أكون موجودة لو حصل حاجة يمكن اقدر انقذ الموقف .. اهو أكون قريبة منه و اعرف اذا كان نديم وقع ف ايده و لا لأ .. يمكن ساعتها اقدر اتصرف .. اعمل اى حاجة يا زينب بدل ما اقعد كده حاطة أيدي على خدي مستنية خبر اخويا يجيلي ..
ربتت زينب على كتفها متعاطفة و هتفت فى إشفاق :- و الله ما عارفة اقولك ايه !؟.. ربنا معاكِ .. و ينتهي الموضوع ده على خير ..
انتفضت دلال فى اتجاه باب الشقة راحلة لتهتف زينب متعجبة :- على فين دلوقتى !؟.. استنى طب خدى نفسك .. انت ملحقتيش تستريحي م المشوار ..
هتفت دلال و قد كانت بالفعل تقف على اعتاب الشقة الخارجية :- مفيش وقت يا زينب .. لازم ارجع و حالا .. انا متأكدة ان اللى اسمه عفيف ده مستنيني .. لازم أخليه يرتاح انى بقيت ف ايده قبل ما نديم هو اللى يقع ف ايده و ساعتها معرفش ايه اللى ممكن يحصل .. دعواتك ..
هتفت زينب خلفها بعد ان اندفعت مبتعدة :- ربنا معاكِ .. و لو احتجتى اى حاجة اتصلى بيا .. و متقلقيش هبلغ اعتذارك حالا عن السفرية .. ربنا يسهل لك الحال ..
هتفت دلال مؤمنة :- اللهم امين ..
اشارت لأحدى عربات الأجرة لتستقلها عائدة الى حيث ذاك الذى تعلم تمام العلم انه بانتظار ظهورها.. و هاهى قادمة لتقدم له نفسها قربانا على طبق من فضة فداء لأخيها .. و ليكن ما يكون ..
*******************
يتبع


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 10:46 PM   #6

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

كان القطار يتهادى مبتعدا عن محطة قنا وامامه اكثر من ثلاث عشرة ساعة سيقضيها يمخر عباب الطريق من قلب الصعيد حتى القاهرة و منها للأسكندرية .. كانت عيناه فى سبيلها للنعاس الذى جافاه بعد كل ما حدث عندما استيقظ بكامل وعيه مع صوت رئيس القطار مناديا رغبة فى الاطلاع على التذاكر ..
مد كفه بداخل سترته الثقيلة و أخرجهما ليهز رئيس القطار رأسه فى استحسان و يندفع متجها لأحد المقاعد الأخرى .. لاحت منه نظرة جانبية على محياها .. كانت قد راحت فى النوم منذ مدة قصيرة فقد جافاها النعاس بدورها .. فما حدث خلال الساعات الماضية يشيب له الوليد .. اشفق على حالها و هو يراها تضم ذراعيها حول جسدها رغبة فى بعض الدفء ..
نهض و خلع عنه سترته ووضعها برفق عليها و رغم انه حاول الا يوقظها بفعلته الا انها انتفضت فى ذعر متطلعة اليه فى شرود لدقيقة و اخيرا تذكرت ما حدث فدفعت سترته بعيدا فى رفق و بدأت الدموع تترقرق بمآقيها و استدارت تولي وجهها لنافذة القطار الزجاجية التى لمح دموعها الصامتة منعكسة على صفحتها .. تنهد فى قلة حيلة و ادار ظهره لها بدوره و هو يتساءل فى اضطراب و تيه .. هل ما فعله كان صحيحا !؟.. و هل كان عليه الهرب برفقتها !؟.. لم يجد نديم ما يجيب به على تساؤلاته التى شعر انها متأخرة بعض الشئ عن موعدها الطبيعى و المنطقى اناذاك غير زفرة قوية خرجت لاأراديا من اعماق صدره مؤكدة على كم المعاناة التى يرفل فيها عقله و مدى التيه الذى يسربل قلبه …
********************
ما ان هم عفيف بوضع عصاه جانبا و شرع فى خلع عمامته حتى سمع رنين هاتف يلح فى طلبه .. اندفع ملبيا ليؤكد عليه عامل الفندق انها مكالمة لأجله .. جاءه صوت مناع هاتفا فى لهفة :- رچعت يا عفيف بيه .. الداكتورة اخت الباشمهندس توك راچعة ..
هتف عفيف فى عجالة :- طب خليك مطرحك .. و راجب مدخل العمارة و كمان خلى عينك على السلم الورانى اللى هربت منيه .. و انا چاى مسافة السكة .. سلام ..
اغلق عفيف الهاتف و اندفع يضع عمامته على عجالة و يجذب عصاه مندفعا للخارج ليلحق بها ..
لم يمر بعض الوقت الا و كان عفيف امام البناية من جديد .. اندفع باتجاه مناع متسائلا :- هااا .. خرچت و لا لساتها فوج !؟..
اكد مناع :- لاااه .. تخرچ فين و انا چاعد من ساعتها كيف الصجر !؟.. لساتها چوه ..
هتف عفيف امرا :- طب تعال وراي ..
اندفع عفيف بداخل البناية و خلفه مناع في عقبه كظله .. ما ان هم بطرق باب شقتها حتى وجدها تفتح فى هدوء و بجوارها حقيبة ملابسها التى كانت مشرعة منذ ساعات قليلة على فراشها و هى تقف فى ثبات هاتفة بنبرة حازمة :- انا جاهزة يا عفيف بيه ..
هتف و على شفتيه ابتسامة صفراء كرهتها من فورها :- كنت عارف انك هترچعي .. اتفضلى يا داكتورة..
مد مناع كفه متناولا حقيبتها حاملا إياها وهبط الدرج فى صمت لتغلق هى باب شقتها خلفها .. ليهبط عفيف الدرج بدوره و هى خلفه تتبعه فى هدوء ..
ما ان وصلا حتى العربة السوداء الفارهة حتى توقفت للحظة و عفيف يفتح بابها الخلفى هاتفا :- اتفضلي..
وقفت فى تيه للحظات لا تعلم هل ما تفعل فى صالح نديم !؟.. هل ذهابها سيكون رمانة الميزان التي ستحفظ التوازن عندما تحل الكارثة و يجده ذاك الرجل !؟.. ام انها تقدم نفسها الان كبلهاء على طبق من فضة كطعم لاصطياد اخيها ليقع بين براثن ذاك العفيف!؟..
تاهت فى خواطرها و نزاعات نفسها و لم تستفق الا على طلب عفيف هاتفا :- اتفضلي يا داكتورة اركبى !؟.. و لا غيرتي رأيك !؟..
كان ردها هو اندفاعها داخل العربة و قد سلمت امرها لله و استودعته نفسها و أخيها .. و ليقض الله امرا كان مفعولا .. مرت لحظات حتى انتفض قلبها بين صدرها و ازداد وجيبه عندما بدأت السيارة فى المسير لتبدأ رحلتها الى ارض لم تطأها اقدامها من قبل .. رحلة لا تعلم مداها و لا ما يخبئه لها القدر خلالها .. ألتقطت انفاسها فى عمق و تطلعت من النافذة فى اتجاه المجهول ..
*******************
نهاية الفصل الأول

مارلى likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:41 PM   #7

ديدي امبابي

? العضوٌ??? » 366569
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
?  نُقآطِيْ » ديدي امبابي is on a distinguished road
افتراضي

منورة المنتدى يا رضوى بالتوفيق ان شاء الله. النوفيلا دي من أجمل النوفيلات بتاعتك. دايما تمتعينا بجمال بنات أفكارك 😍

ديدي امبابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-20, 11:51 PM   #8

شيرين الحق

? العضوٌ??? » 406021
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرين الحق is on a distinguished road
افتراضي

مبارك حبيبتى بدايه روايه جميله
وحشنا قلمك دمتى مبدعه


شيرين الحق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 12:08 AM   #9

ولاء نبيل

? العضوٌ??? » 432402
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » ولاء نبيل is on a distinguished road
افتراضي

منورة يااجمل رودي ومن أجمل الروايات المكتوبة في الصعيد 💖💖💖💖

ولاء نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-20, 12:13 AM   #10

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك الفصل روووعة⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩⁦♥️⁩بانتظار الفصل القادم إن شاء الله

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.