آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-20, 07:13 PM   #101

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثامن والثلاثون


الثامن والثلاثون

————



خطا خطواته الثقيلة بالهموم اتجاه سيارته بغرض الهروب من ماضيه الذي يطارده ..لم يدرك ما السبب الذي جعله يتوقف مرة أخرى ينظر للسيارة ...شعر بداخله ان هناك امر خاطئ فضيق عينيه و شاهد إنحاء ذلك الشخص على ما يجلس بداخلها مع لمحه لحذاء رياضي أنثوية خارج السيارة يتحرك بعشوائية في محاولة للتحرر من ذلك المجهول ..شعر بريبة في الأمر حتى أقترب بعض خطوات بسيطة لتتضح له الرؤية ..وكانت تلك صدمة شلت أطرافه لثواني قليلة فأحدهما يثبتها بسلاح ابيض ويكمم فمها بيده الحرة ..ليضرب بعينه ويلاحظ وجود احدى السيارات ذات الطراز القديم سائقها ينتظر وسط الطريق يتلفت حوله بريبة مع فتح بابها منتظرا إشارة الفرار ...نطق صارخا باسمها عندما ترجم عقله بسرعة البرق انها نفس سيارتها وأنها من تتعرض للاختطاف :

-شيرااااااااااز!!!!!....
...........


قبل الحدث بلحظات

............

شعرت بخمول شديد نتيجة إرهاقها بالتدريب ومع شعورها ببرودة المكيف وصدوح الأغنية الهادئة الصادرة من المسجل شعرت اكثر بحاجتها للنعاس لتستقيم بمقعدها في وضع شبه مستقيم يزيد من راحتها ..ولكنها لم تهتم بغلق السيارة كما امرها قبل هبوطه فكل شئ آمن من حولها ولا يوجد خوف ..لقد اعتادت على مبالغته في حمايتها ....بعد دقائق انفصلت عن العالم لمدة لم تحسبها أو تدركها حتى شعرت بعدها بعودته عندما وصلها صوت فتح الباب الجانبي لها وانتظرت سماع صوته ولكن ما سمعته ارعبها وساعد على تشنجها وشللها المؤقت لقد وصلها صوتًا غريبًا يهددها مع وضع يده فوق وجهها يكمم فمها بقوة بنفس اللحظة ..انتفضت عندما لامستها تلك اليد الخشنة ذات الرائحة الكريهة لتفتح اعينها برعب وتشاهد وجهًا إجراميًا مقتربًا منها يهمس بتهديد واضح :

-لو فتحتي بؤك هشؤك نصين !!...خليكي حلوة وما أسمعش

نفسك....

تسارعت ضربات قلبها حاولت التحرك من أسفله فقامت برفع ساقيها تحاول دفعه عنها مع رعبها من وجود السلاح الأبيض ملامس لعنقها ...فتداعت الذكريات السوداء بعقلها لحظة اختطافها من قبل ...ولكنها لن تسمح لأي شخص بالنجاح لخطفها مرة أخرى ..إذا كتب عليها الموت ..لتموت وهي تقاوم خاطفها وينتهي الأمر عند تلك النقطة ..لن تستسلم مرة أخرى....شعرت بحدة السلاح تجرح عنقها فيزداد على اثرها مقاومتها مع صدوح صراخها المكتوم اسفل كفه ذات الرائحة الكريهة ...لتسمعه يلقي عليها أقذع الألفاظ النابية مع ازدياد ثورته و توعده لها تزامنا مع محاولته لحملها خارج السيارة بالقوة لتزيد هي من تشبثها بمقعدها رافضة التحرر من مقعدها ليصرخ بها :

-اخرسِ يا بنتِ (......)مافيش حد يسمعك ...المكان مقطوع مافيهوش صريخ ابن يومين...

بدأت قواها تضعف ودوار رأسها يزداد من قوة الصريخ ولكنها فجأة سمعت صوت زئير اسد مكبل يزأر بشراسة باسمها تزامنا مع تحررها في نفس اللحظة و شعورها بابتعاد جسد ذلك المجهول عنوة ..ظلت على وضعها في صدمة عالية لم تستوعب معجزة تحررها حتى رفعت نفسها برعب لتشاهد وقوف ذلك المعتدي يشهر سلاحه الابيض بوجه من امامه ..بعد تلقيه لكمة قوية سال على اثرها الدماء من انفه ...عند تلك النقطة ضُخ الدم برأسها بسرعة البرق ليزداد دوارها من قوة الصدمة ..لم يكن منقذها الا هو ..هو فقط ..مالك!!!!....تلاقت أعينهما المضطربة كأنه سمع ندائها الصامت كتمت صرختها عندما رأت ذلك المجرم يحاول طعن مالك بجانبه فيتفادها بمعجزة ..لم تستطع البقاء كما هي ..تحركت بارجل مرتعشة خارج السيارة تحاول ايجاد من يساعدهما فهاتفها قام بسرقته منها ..عندما لاحظ مالك تحركها صرخ بها بقوة آمرة :

-ادخليييييي العربية!!!! واقفلي عليكي ....

هزت رأسها باهتزاز بالرفض حاولت السيطرة على اهتزاز جسدها المهدد بالانهيار فتسمع صوت ذلك البلطجي يقول بتحذير :

-ابعد عن طريقنا ..احنا مش هنمشي الا والبت دي معانا ..من الآخر البت دخلت مزاجنا و تلزمنا...

-ده عند امك يا روح امك ...

ضرب مالك بطنه بقدمه بقوة أخلت من توازن الآخر ليتراجع خطوتان للخلف ..وقبل ان يستوعب الضربة باغته "مالك "مرة اخرة بالهجوم عليه يوقعه ارضا مع محاولته تثبيت يده وضربها بقوة ارضا في محاولة منه الحصول على سلاحه ..ليباغت مالك مرة اخرى بركلة ببطنه أوقعته ارضا فيسرع المجرم بتثبيته ومحاولة طعنه مرة اخرى فيمنعها مالك حيث كانت وشيكة الحدوث بكتفه مع تزامنا لسماعه صراخها المتواصل باسمه تحذره باستمرار ..ظل العراك بينهما بين ضارب ومضروب حتى تمكن مالك في النهاية السيطرة عليه وإهدائه عدة لكمات متتالية بمنتصف وجهه أفقدته تركيزه..رفع يده يهديه اخر لكمة فتوقفت بنتصف الطريق الى وجه الآخر عندما وصله صوتا خشنا يحذره بالتوقف ..:

-لو خايف على الحتة بتاعتك سيبه..؟!

رفع عينه فاصطدمت عينه بعينيها الغارقة بدموعها رعبًا بجانب جسدها المنتفض المقيد تحت تلك الأيدي القذرة ....فوق عنقها سلاحه الحاد يكاد يمزق وريدها ..استقام منتفضا رعبًا عليها يسمع صوته الكريه يقول مهددا بنزق:

-هي الحلوة تخصك ولا ايه يا برنس ؟...

وقف يلهث بقوة شديدة يكاد يفقد أعصابه بل روحه وهو يشاهدها بهذا الوضع المهدد بالخطر ظل ينقل نظره بينها وبين مهددها بقلق بادي عليه يحاول طمئنتها فقال مهدئا انفعال الآخر :

-سيبها تروح لحالها ..وكلمني أنا راجل لراجل...

-ههههاي ..اسيبها؟!...بصراحة احنا كنا جايين نقلب العربية ونخلع بس انت بقى اللي وقفت في سكتنا والحتة دي تلزمنا ومش هنمشي الا بيها ...فبلاش تقف في سكتنا بدل ما تروح لامك على حتتين....

اراد مالك خلق اي حديث يطيل به المدة بينهما يمنعه من التحرك بها حتى قال بابتسامة ماكرة:

-وليه نختلف ؟!انت اخذت اللي عايزه خد صاحبك اللي مرمي ده وأنفذ بجلدك قبل ما البوليس يجي ...

ضيق الآخر عينيه بريبة وصدرت منه إلتفاته ارضا يشاهد تلوي شريكة بألم ..فقال بريبة :

-وايه اللي يضمني انك ما تجيش ورانا؟!...
..........



داخل الشركة

..........

أطفأ حازم سيجارته بعصبية ينظر بذلك المراقب له بحدة :

-أنا تعبت يا رأفت ..وجه الوقت اننا نوقف اللي بنعمله ..ما بقتش قادر اكمل ....كل يوم الخطر بيزيد حوليا ..وبقيت مرعوب عليها يجرالها حاجة...

هز "رأفت "رأسه بالرفض غير موافقا على حديثه يخبره :

-حازم !!..إحساسك ده عشان انت كل يوم بيعدي عليك بتحبها اكتر من الاول ..فطبيعي خوفك يزيد..ما تقنعنيش ان بعد اللي وصلناله عايز ترجع واحنا خلاص قربنا نوصل للي عايزينه..

قطع حديثهم اندفاع نورهان داخل الحجرة بدون الطرق لتقول برعب ظاهر :

-مستر مالك بيتخانق مع بلطجية بره.....
..................



خارج الشركة

.........

نظر مالك بعينيها يحاول بث الأمان بنفسها يطمئنها انه لن يتخل عنها حتى لو ضحى بنفسه من اجلها ..بادلته النظر برعب تترجاه الا يتركها فريسة لهما ..تمنت في تلك اللحظة وجود حارسها الخاص ..او حازم ...تسألت لما اطال غيبته عنها ؟..لما لم يشعر بمحنتها ليأتي وينقذها؟!...كما يفعل دوما .....

رفع مالك يده امام وجهه يهدئ ذلك الثائر يكمل:

-فكر كويس في كلامي ..خد اللي سرقته وسيبها ...

لحظة واحدة وسمعوا دوي إطلاق نار يليها سقوطها مع معتديها ارضا مع صراخها المتواصل الذي يدل على دخولها نوبة انهيار بعد ثباتها ووضعها ليدها فوق رأسها بانهيار ...مع تألم الآخر من كتفه نتيجة إصابته بطلق ناري ..انتفض "مالك "لسقوطهما ليكتشف خروج حازم مندفعا من مدخل الشركة مشهرًا سلاحه الناري المرخص ومعه العديد من الموظفين منهم نورهان التي جرت اتجاهه تطمئن عليه ..ولكنه اندفع اتجاه تلك المنهارة على عقبيه كما اندفع حازم الذي فشل في السيطرة على صراخها وانتفاض جسدها بين يديه ..صرخ بوجه حازم :

-انت مجنون ....ازاي تضرب نار!!!

...افرض كانت اتصابت ؟!.....

نظر له حازم بحدة لم يمكنه الوقت ليقارعه فيكفيه تلك المنهارة بين يده يحاول تثبيت جسدها ارضا يأمرها بقوة :

-اهددددي...ما فيش حد هيأذيكي ..اهددي!!..

ظلت تضربه بقبضتها بقوة مع استمرارها بالصراخ انهيارًا فسمع مالك يقول بصرامة :

-لازم تروح المستشفى ..في جرح في رقبتها ...

احتضنها حازم ارضا يهمس باذنها انها بأمان مع دفن رأسها بصدره حتى هدأت نوبة صراخها تدريجيا مع وجود بعض التشنجات ليجد نورهان تمد لهما قارورة مياة تقول:

-شربوها ماية ..عشان تهدى...

قال ثروت برسمية :

-أنا اتصلت بالبوليس...وهما على وصول ...وكل واحد على شغله ..

ظل يصرف باقي الموظفين بالشركة للعودة للداخل ...

سأل "رأفت "حازم سؤال متواري:

-حازم باشا ..نبلغ الراجل بتاعنا؟!...

هز حازم رأسه بالموافقة بصمت فحالته الان وهي بين احضانه ورجوعها لنقطة الصفر زادت من ضيقه وخوفه ..سمع "مالك "يقول بحدة :

-بقولك في جرح في رقبتها انت ما بتفهمش..؟

اجفل حازم من كلمته لينظر له بحدة يجيبه :

-أنا ادرى باللي تحتاجه مراتي ...يا مالك ..

سمع همس صوتها البعيد باسمه تحارب فقدان وعيها مع ازدياد ارتعاش جسدها بطريقة ملحوظة وتعرقها ...ابعدها عنه ينظر لوجهها الأبيض الفاقد للحياة فنادى عليها بلوعة :

-شيراز!!!..شيراز فوقي ...شيراز...حبيبتي ....

اقترب "مالك "منه يمسكه من تلابيبه بعنف يصرخ بقوة اكبر :

-مش هترد عليك !!!هتموت يا متخلف ..جالها نوبة سكر ....لازم تروح المستشفى حالًا ...!!!!

انتفض حازم لحديثه كالمغيب المرتعب لفقدها فقام بحملها بين ذراعيها يصرخ :

-حد يفتح باب العربية بسرعة ...

حاول "مالك "مساعدته في حملها ولكن نظرة تحذيرية من حازم أطلقت الحمم البركانية بصدره ..جاء اليوم الذي حرّم عليه لمسها ؟!...

عند قيام حازم بوضعها داخل السيارة

سمع كل الموجودين صرخة صادرة من مالك يليها ضربة من رأسه لرأس من أمامه أسقطته ارضا مرة اخرى .. التفت على اثر الصوت كلًا من "حازم "و "رأفت " بذهول ليجدا "مالك "واقفا خلف حازم كالدرع متلقيا طعنة بكف يده كانت في طريقها لظهر "حازم .."تودي بحياته ...جحظت اعين حازم غير مستوعب ما فعله مالك من اجله لقد كان طعنه وشيكا ....فادرك نفسه بسرعة يأمره :

-اركب بسرعة ..ايدك بتنزف .....

قام بالصعود بجوارها وترك مقعد القيادة لصديقه "رأفت "ليجلس بجواره مالك ...الذي لم يهدأ ثانية وهو يرى انعكاس صورتها الشاحبة غائبة عن وعيها بين احضان ....زوجها!!!!..
................



وقف الطبيب يمرر نظره بين هؤلاء المعاتيه من الراجل بريبة واضحة ..من الواضح ان ما يحدث له منذ الصباح نتيجة واضحة لدعوات زوجته عليه الغاضبة اثناء خروجه لعمله بالمشفى حتى ينتهي يومه بمقابلة هؤلاء ...ضبط من وضعية نظارته الطبية مرة اخرى بملل يسأل للمرة الثانية :

-مين من حضراتكم اللي عارف تاريخ الحالة المرضي ..

نطق كلاهما في نفس اللحظة بصوت واحد :

-أنا!!!!!..

رمق "حازم" "مالك "نظرة حارقة ليبادله مالك نظرة تحدي واضحة مع رفع حاجبه بتحدي ..سمعها مرة اخري الطبيب يسأل ملل :

-طيب مين فيكم جوزها ؟!...

اسرع حازم بالإيجابية كالتلميذ المنتظر الجائزة :

-أنا جوزها ....!!!

-وانا كنت جوزها !!!!....

امال مالك رأسه بتحدي لحازم ...فزفر الطبيب بضيق منهما هيئتها تدل علي عقلانيتهما ولكن تصرفاتهما كالقط والفأر كأنه بروضة أطفال ..فقال بعملية صارمة:

-حد فيكم يبلغني الحالة بتعاني من اي أمراض مزمنة ...

اجابه حازم بسرعة :

-هي مريضة سكر ...

اكمل مالك جملته يزيد من ضيقه :

-مرتفع ..سكرها مرتفع!!

جز حازم علي اسنانه مهددا بحرق كل شئ من حوله فسأل الطبيب مرة اخرى بعجالة :

-اتعرضت لغيبوبة قبل كده ؟....

صمت حازم يفكر فهو لا يتذكر انها تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ..فقال بتردد :

-لا ما حصلش لها غيبوبة سكر ....

-لا ...حصلها !!!!!

كلمتان من "مالك" جعلت حازم يضيق عينيه بتركيز لحديثه وقبل ان تأخذه دوامة تفكيره وصراعه كيف علم بمثل تلك المعلومة ومتى حدثت ؟!...اكمل مالك بكبرياء رجل و واثق من نفسه :

-من ٨ سنين تقريبا ...حصلها ....حصلها غيبوبة سكر ......

تهرب "مالك. "من نظرات "حازم"الفضولية ..فعينيه ينطلق منها الكثير من الأسئلة يتتوّق لإجابة تريحه من دوامة أسئلته ..كيف عرف بتلك المعلومة الخاصة بها من ٨سنوات ؟!....هل كان يعرفها ؟!...لما لم يسأل نفسه ذلك السؤال من قبل ؟!...عندما لاحظ تمسك مالك بها ورفضه لطلاقها ..كان هذا التمسك ليس تمسك كواجب الحماية كما ظن ..بل تمسك نابع من عاشق رافض نزعها من قلبه قبل حياته....

.......

جالسه بملابسها البيتية المريحة أرضا رافعة شعرها في عقدة عشوائية أمام شاشة التلفاز وحولها الكثير من القطع الصغيرة التي تخصه ..لقد فقدت الأمل في ترتيب تلك البقعة والبقاء على نظافتها لفترة قصيرة ...مدت يدها بملعقة الطعام اتجاه فمه الصغير تشجعه بود طفولي :

-يلا يا روحي ..يلا كمان واحدة كمان ...لازم نخلص الأكل ده كله كله ...عشان نكبر ....

هز حمزة رأسه باعتراض مع غلق فمه بعند فاقتربت منه تلمس خصلات شعره الناعمة الذي ورثها من ابيه :

-الولاد الحلوين يسمعوا كلام ماما ..ويأكلوا الأكل كله ..انت عايز" ميكي "يجي يأكل الأكل ...

تجاهلها حمزة مرة أخرى واستمر بالعبث بألعابه الخاصة ...زفرت أمينة بقوة من عنده الموروث من ابيه فقامت بوضع صحنه الخاص فوق الطاولة وجذبته باحضانها تدفن انفها بشعره تشتم رائحته العبقة مغمضة عينيها باستمتاع ..تراودها الكثير من الأفكار السوداء عن نزعه من أحضانها وحرمانها منه ..كثيرة تظل تبكي بفراشها حتى الصباح عندما تهاجمها تلك الأفكار التي تفتك بروحها ...لقد بحثت كثيرا عن حالته بشبكة الإنترنت حتى تستطع التواصل معه كطفل له حالة خاصة غير من في سنه ...شعرت بكفه الصغير يربت بخفة فوق ظهرها فتزيد من ضمه لها بتأثر تغرقه قبلات لا منتهية همست باذنه تتمنى ان يفهمها :

-أنا بحبك اوي يا حمزة ..اوعى فيوم تسيب ماما ...أنا هفضل امك اللي بتحبك طول عمرك ..

أهدته قبلة عميقة فوق وجنته لتجد ابتسامة شقت وجهه الصغير بصمت لتخرج من بين شفاه الصغيرة ببطء:

-مما ما..ما...مماما!!...

دمعت اعينها بتأثر من محاولته الصغيرة في ندائها كما تحاول تعليمه باستمرار ..تجهل كيف ألقت به امه خلف ظهرها ..لتستمر قدمًا بحياته ..وكيف خططت لقتله والتخلص منه قبل اكتماله في رحمها ؟!...

دخلت عليها "نادية" زوجة حارس العمارة التي احيانا تستعين بها عندما يتراكم عليها الأعمال تقول وهي تجفف يدها من المياة بمنشفة المطبخ :

-أنا غسلت المواعين ونضفت لك المطبخ وبقى فلة ..تأمري بحاجة تاني يا ام حمزة ...

ابتسمت امينة على ذلك اللقب الذي تُنادى به فجميعهم يجهلون حقيقة وضعها ..سمعا كلاهما رنين الباب استقامت من جلستها أرضا تطلب منها فتح الباب :

-افتحي الباب ..تلاقيه أبو حمزة ..لحد ما اجيب لك حساب الحاجة اللي اشتريتيها ......

تحركت كلا منهما في اتجاه مخالف للأخرى ..حيث توجهت "امينة "داخل حجرة نوم "مالك "تجلب بعض الأموال من الجارور كما أمرها مالك بصرامة بالا تنفق من مالها الخاص ..على المنزل ...

خرجت باتجاه غرفة المعيشة حيث مكان "حمزة" ..تقول بمشاكسة :

-جيت بدري يعني من ال.......

توقفت كلماتها على أطراف شفتيها عندما اصطدمت بعينين تحفظهما عن ظهر قلب ..نطقت من بين شفتيها باسمه غير مصدقة وجوده في تلك اللحظة :

-فزاع!!!

كان واقفا بمنتصف الغرفة رافضًا دعوة تلك السيدة للجلوس ..فبعد دخوله علم من تلك المرأة عدم وجود مالك بالمنزل حتى اصابه التوتر والإحراج وقبل الاعتذار للخروج زاد توتره عندما خرجت أمامه بتلك الهيئة التي طالما ولازال يحلم بها بنفس الهيئة ..رغم علمه انه يرتكب خطأ جسيم بالتفكير بها وهي بمثابة زوجة أخيه الان ...

......

جلس امامها ينظر ارضا لقدميه فمنذ خروجها وتلاقي اعينهما المعاتبة ومحاولته للاعتذار والخروج من منزل ..ليتفاجأ بإصرارها لعدم الخروج بعد ان طلبت من تلك السيدة التي تدعى نادية بالبقاء معها حتى عودة زوجها من العمل ...

قالت امينة بصوت خاوي :

-الشاي برد ..أنا هروح اعمل غيره و اتصل بمالك ...

وقف فزاع بإحراج منتفضا يقول معتذرا :

-أنا ..همشي واجي وقت تاني ..يكون فتح تليفونه حتى...

-لا تمشي فين ؟!...اقصد يعني شكل في حاجة مهمة اللي تخليك تيجي مخصوص البيت ..

عضت على لسانها توبخ نفسها على اندفاعها فهربت من امامه تقول :

-هجيب شاي غير اللي برد لحد ما "مالك "يرد ...
...............

بعد ساعة

—-

جلست تفرك يديها بتوتر واضح بسبب إغلاق هاتفه وتأخر موعد عودته من عمله ظلت الأفكار تإخذها يمينًا ويسارًا فذلك ليس من عادته فسمعت صوت فزاع يسألها بتردد:

-سعيدة مع مالك ؟!...

انتبهت لذلك السؤال الذي يحمل الكثير من المعاني ..رفعت انفها بكبرياء زائف :

-ايه اللي هيخليني مش سعيدة ؟....ربنا عوضني بزوج مثالي وابن كنت بتمناه من الدنيا ...

اخفض رأسه يهمس بحسرة :

-ربنا يوفقك ...مالك وانتِ تستاهلوا كل خير ....

ارادت تغير مسار الحديث فقال ببرود:

-مبروك على الشركة ..معلش جت متأخرة ...

-الله يبارك فيكِ ..هي شركة صغيرة على قدنا بس عندي امل انها تكبر ....

هزت رأسها برتابة :

-بس فكرة كويسة انكم تعملوا الشركة دي بدل ما تبيعوا المحصول لشركات تصدره ..انتو أولى بمحصولكم ...بس انت يعني ..مش إرهاق رايح جاي من البلد كده عشان الشركة ...

ابتسم ابتسامة مغتصبة فيريح فضولها :

-أنا مأجر شقة صغيرة جنب الشركة وآخر كل اسبوع برجع البلد عشان الحاج حافظ ..

رفعت ساعة معصمها تنظر للوقت بضيق حيث زاد تأخره من توترها لتقول :

-أنا بدأت اقلق ..."مالك" مش متعود يتأخر كده ...عمره ما عملها ....اكيد في حاجة..

-طيب معاكِ رقم شركته نتصل بيها ....

ظهر التوتر بادي عليها بطريقة لم يعتادها منها ..فشرد للحظة يفكر بانها زوجته ويحق لها القلق على زوجها الغائب....سمعا كلاهما صوت باب الشقة يفتح ويظهر من خلفه بإرهاق ظاهر فوقف في استعداد منه لاستقباله ليجدها تفر من امامه اتجاهه ثم تصدر منها صرخة مكتومة قصيرة :

-ايه ده ؟...اللي حصل ؟!..رد عليا ايه اللي حصل في ايدك يا مالك ؟...انت كويس؟!...

-يا بنتي سيبيني اخد نفسي ..مافيش حاجة حصلت ده جرح صغير ...

رفع عينه ليجد فزاع واقفا بتوتر يهرب بعيونه بإحراج يقول :

-حمدلله علي السلامة ...احم ..كنت جيت لك في حاجات عايز اخد رأيك فيها ...وحاولت اتصل بيك كتير تليفونك مقفول ...

هز رأسه مع استمرار رمقه نظرات خالية من المشاعر ثم قال بصوت خاوي :

-شرفتنا...في بيتنا المتواضع ....
..............



وقفت خلفه تراقب ملامح وجهه المتجهم تحاول استنتاج ما يدور في عقله في تلك اللحظة الحرجة كان عليها ترك له مساحته الخاصة بحجرته ولكن انها اضطرت لملاحقته لغرفته الخاصة بسبب وجود فزاع بالخارج وحتى لا تثير الشكوك حول علاقتهما ...رأته يتحرك يتناول بعض الأقراص المسكنة حتى تسكن ألم كفه المتزايد ..قالت وهي تفرك كفها :

-مالك !!..هتفضل ساكت كده ؟!...مش هتقولي ايه اللي حصل لايدك ..

التفت اليها باهتمام لحديثها يجيبها بإرهاق :

-حكاية طويلة وغريبة يا امينة هبقى احكي لك ..بس مافيش داعي للقلق ده كله ...

ضيق عينيه يتفحص توترها المبالغ فيه فأمال رأسه يدقق بها لقد تعجب من قلقها الغريب ليسألها بمشاكسة :

-انت متأكدة انك قلقانة عليا أنا بردو يا امينة؟!...

-ايه ؟!..لا ...اه ..طبعًا اكيد قلقانة عليك مش ابن خالتي ...وو.....ووو...

ضبط وضعية رأسه يسألوه وجهه ابتسامة :

-بتوأوأي ليه...ما احنا كنا ماشين كويس ...

أشاحت بوجهها بضيق من إحراجها تقول :

-يوووه يا مالك ...بلاش أسلوب التحقيق ده ...يلا عشان تشوفه عايز ايه ؟..مستنيك من بدري شكل في موضوع مهم...

زم شفتيه يفكر بزيف :

-ممم ...مستنيني من بدري..وانتِ كنتِ فين وهو مستنيني يا ست امينة ...

-تقصد ايه ؟!...

خرج سؤالها مندفعا لتحاول التبرير فتكمل :

-اقسم لك يا مالك ان "نادية "مرات البواب هي اللي دخلته وأنا لو كنت فتحت كنت عرفته انك مش موجود ...

-وإما اكتشفتِ وجوده ليه ما طلبتي منه يمشي لحد ما ارجع ؟!......

هربت بعينيها عن حيز مراقبته تهمس بعذاب:

-الحقيقة هو طلب يمشي لما عرف انك مش هنا ..بس أنا طلبت منه ينتظرك وخليت نادية تكون في الشقة معايا ....

هز رأسه بتفهم يرفع وجهها ينظر لعينيها بتعاطف واضح ...يقر بلهجة لا تقبل المناقشة:

-أنتِ لسه بتحبي فزاع يا امينة ..وما تحوليش تنكري دا ..لان حبه باين في عينك للأعمى...
.................



جالس يراقب حركة كف مالك التي تمسح فوق كتفها صعودًا وهبوطًا بحنان

حاول رفع عينه المراقبة بعيدًا عنهما ولكن غيرته وضيقه أجبراه على التدقيق في كل تصرف صادر من مالك لها ..لتزداد درجة اشتعاله درجات ...مع احتضانها للصغير النائم باحضانها ..سمع مالك يقول برسمية :

-شوف يا فزاع انت متابع احوال ارضك وارضنا من زمان فما دام هتدفع للحاج المبلغ اللي كان بيبيع بيه للتجار فما فيش مشكلة الارض والمحصول تحت امر شركتك ودام الحاج حافظ وافق يبقى ما فيش كلمة بعد كلمته ...

هز رأسه بتفهم لحديثه وظل يفكر كيف يفاتحه بالأمر الذي جاء خصيصا بسببه..فقال مترددًا :

-في موضوع تاني كنت عايزة أبلغك بيه ..بس اوعدني انك ما تبلغش الحاج حافظ لانه محلفني...

سحب ذراعه الذي كان يحيطها به اثناء جلوسه متعمدا امامه حتى يقرأ شئ ما اراد معرفته ...ليسأله بدوره باهتمام:

-موضوع ايه ؟..خير !!!

مرر عينيه بينهما ولاحظ القلق الذي ظهر عليهما سويا فأجابه بحرص:

-الحاج حافظ بقاله شهر راقد في السرير !!!
..............



أراح كوب الحليب الفارغ فوق الطاولة الصغيرة وإلتفت يجلس جوارها فوق الفراش واضعًا فوق ساقه حاسوبها الشخصي .قال بدون النظر اليها :

-احسن دلوقت؟...

ضبطت وضعية الغطاء عليها تجيبه بامتنان:

-الحمد لله احسن كتير ...دلوقت ..الحمام السخن فرق معايا ...

ظل يقلب بحاسوبها مع استمرار مراقبتها له فارادت لفت انتباهه لها :

-خفت عليا يا حازم ؟...

نظر إليها من فوق نظارته المستطيلة يراقب وجهها بتمعن حتى قال بصوته الأجش :

-في حد ما يقلقش على مراته بردو ؟!..اكيد خفت عليكي ،..مع انّ اتعودت على الرعب اللي بتسببيه بتهورك ...بس اعمل ايه ؟...قدري...

هربت من تفحصه للنظر للفراغ امامها فاستغل ذلك وعاد مرة اخرى يتصفح حاسوبها ....ترى ما يشغله عنها ؟..ولما تشعر بتغيره منذ تركهما للمشفى ؟...ولما يحمل جهازها ؟..

فاقتربت منه تسرق المسافة بينهما تطلع عما يشغله حتى عقدت حاجبها بتعجب واضح تسأله بسذاجة:

-انت فاتح الاكونت بتاعي ليه ؟...أنا كنت فاكراك بتشتغل...

ابتسم بهدوء ينظر له من علو وقام باحتضانها بذراعه الذي بجوارها يقول :

-فاكرة اما سألتيني زمان أنا عرفتك ازاي ..وانتِ عند الجعافرة ...

هزت رأسها بسرعة فازدادت ابتسامتها ونامت فوق صدره تحتضنه تقول براحة:

-فاكرة ...قولت لي انك لقيت صوري اللي كنت نشرتها علي البيدچ ..وساعتها عرفت شكلي ....وأما خبط فيك وقعت الشاي شكيت فيا ...هههههه

سألها بغيظ مزيف:

-بتضحكي؟!...

-الصراحة اه ..انت ما تعرفش الرعب اللي سببته لي الفترة دي ..وكمان أما كلمتني إيطالي هههه.ما كنتش اعرف ان نصيبي هيكون معاك في النهاية....

سألها باختصار وهو يحاول السيطرة علي فضوله يريد اخماد شكوكه :

-ويا ترى مبسوطة ولا كنت تتمني غير كده؟!..

سؤاله أشعرها بالارتباك للحظات وهذا الارتباك وصله بوضح رغم سرعة إجابتها له تقول:

-اكيد مبسوطة ..وما اتمناش اكتر من كده...صمت للحظات فاكملت بقلق:

-العرض بتاعي الأسبوع ده ..هتيجي يا حازم ؟..ولا هتعتذر!!!

نظر لها وهي بأحضانه تنعم باحتوائه لها وأجابها بحنان:

-بالذمة ينفع افوت يوم زي ده ..ده أنا مستنيه من سنين ...اشوفك وانتِ على خشبة المسرح ...

احتضنته بشدة كانت في حاجة ملحة ان يطمئنها ولا يخذلها ..شردت في سنوات مضت عندما خذلها من احبت وأهمل اهم يوم في حياتها عندما كانت مراهقة صغيرة لا تدرك ما تخفيه الأيام ....

ظلت تفكر عما حدث اليوم من احداث متداخله ..هل بالفعل كان موجودا بنفس المكان لينقذها ؟ام انها كانت تهذي بسبب قوة الموقف عليها لتتخيل وجوده؟خافت ان تسأل حازم عن الامر وعما حدث ...انتبهت لتشنج جسده وصمته الغريب ..رفعت نظرها له فشاهدت جانب وجهه المتجهم وتحرك حنجرته مع ثبات عينيه على شاشة حاسوبها بتركيز غريب..ليصدح صوته القاسي بسؤال لم تتوقعه في حياتها ولم تتمنى ان تسمعه منه :

-أنتِ تعرفي مالك بن حافظ من امتى؟.....

رفعت عينيها تنظر لتلك الصورة التي تملأ الشاشة و التي يظهر فيها مالك بوضوح واقفا بشموخه واضعًا يديه بجيب سرواله بجوارها وهي تحتضن هديته الأولى بسعادة تنظر اليه بوله وعشق مراهقة لم تر من الرجولة الا هو ..تلك الصورة التي تناستها منذ سنين كانت تضعها مع بعض الصور الأخرى في ملف مغلق بصفحتها الخاصة ..وها هو استطاع الوصول اليها من جهازها الخاص ...رفعت نظرها له بارتباك فتقابلها عيونه القاسية التي تلقي عليها الاتهامات الخفية...عندما كان بالمشفى ضرب عقله الكثير من الأسئلة والشكوك حول معرفة مالك لشيراز ..هل معرفته بها بدأت من وجودها ببيته ؟..ولكن حديثه يدل على معرفته معرفة سابقة لها

فيسألها مرة اخرى بقوة:

-يعني فعلا كان يعرفك من قبل ما تيجي لبيت الجعافرة ..كان يعرفك يا شيراز ؟!....ليه ما عرفتنيش...ليه خبيتي عليا؟!.

ابتعدت عن احضانه خوفًا من ثورته تجيبه باضطراب:

-انت ما سألتش عشان اجاوب ..وكمان موضوع مالك انتهى من زمان ..ياريت نقفله......

صرخ بها يضرب الحاسوب بيده يطيح به فوق الفراش :

-ما انتهاش ياشيراز ...ما انتهاش....ولازم اعرف كل حاجة ..كل حاجة ..وإزاي كنتِ تعرفيه من قبل وصولك البلد؟!....
...............



حبس نفسه بحجرتها الرياضية اكثر من ساعتين لا تعلم ماذا يفعل بداخلها ..؟.لا يصلها الا صوت ضربات عنيفة من داخلها ...بعد ان اعترفت له عن علاقتها السابقة به ..زاد تجهم وجهه من الصدمة لينسحب بغضب لتلك الغرفة الخاصة مانعا إياها بالاقتراب منه في تلك اللحظة الغاضبة ...شجعت حالها في فتح جزء صغير من الباب لتجده يوجه لكمات متتالية بغضب لكيس الرمل امامه ..كانت اول مرة تشاهده على مثل هذه الهيئة بملامح وجهه الشرسة التي تنذر بالخطر وجسده المتعرق من بداية وجهه لذراعيه ..تحركت ببطء تقف بجواره وهو مستمر في تجاهلها ومستمر على لكم الكيس المعلق فصدرت منه زمجرة شرسة يتبعها قوله:

-ابعدي عن وشي الساعة دي ...

وقفت امامه تحاول تمالك شجاعتها كتفت يديها خلف ظهرها بطفولة تجيبه:

-ممكن اعرف ليه الغضب ده ؟!انا مخبتش عليك حاجة وحكت لك كل حاجة بصراحة ليه عايز تندمني ان كنت صريحة معاك ...

اردف بشراسة مهددة بحرق البيت كله:

-بقولك ما تقفيش قدام وشي الساعة دي ..عشان ما تندميش ...ولا اندم على تصرفاتي..

اقتربت بتحدي وقد زاد اختناقها من رد فعله العجيب ..لما يحاسبها وكأنها خدعته ؟..هو من اختار نزعها من حياتها بدون سؤال او استفسار عن هويتها وماضيها ...لم يهتم بسؤالها قط عن إحساسها وعما تريد ...لتقول بحده :

-مش خارجة يا حازم ..مش خارجة غير اما اعرف انت بتحاسبني ليه ؟...أنا عمري ما خدعتك ولا عمري أجبرتك على علاقتنا ..اوعى تنسى انك انت اللي نزعتني من حياتي ..وما فكرتش تسأل عن حياتي ..وانا احترمت ده انك مش حابب تتكلم عن حياتي السابقة ..حتى عمرك ما سألت عن حملي من مالك ...ما سألتش هو يبقي بالنسبة لي ايه؟لانك ببساطة تجاهلت اي حاجة تخص حياتي السابقة ..يمكن لو كنت سألت وقتها كنت عرفت ..

دفع الكيس بقوة كاد يرتطم بوجها فتراجعت تتفادى الضربة يصرخ بوجهها:

-تقصدي ايه بنزعتك ؟!..تقصدي انك عايشة حياتك معايا غصب عنك ....لو كنت ناسية افكرك ..افكرك ان كنت هطلقك واديكي حريتك وانتِ اللي قعدتِ قدام المأذون ورفضتي اننا ننفصل ...كنت ممكن اوي تستغلي الفرصة وترجعي له ...ليه صممتي تستمري معايا وانتِ متعلقة بيه ...ليه؟

اقترب بشجاعة تجيبه :

-أنا مقولتش ان لسه متعلقة بيه ..وكمان ببساطة كدة ارجع ليه !!..هو أنا لعبة شطرنج كل واحد بيحركها علي كيفه ..وقت ما يعوز يسيبها يسيبها ..ايه ماليش رأي في حياتي!!....

هو انتهى من حياتي يوم ما اختار غادة وابنه وانا احترمت ده ؟..'

ضرب كيس الرمل بقوة بوجهها فصرخت متألمة ممسكة بأنفها بغيظ فيسألها مستهزئًا:

-مدام انتهى ليه محتفظة بصوره معاكي ..رغم ان فات سنين ..والسؤال الأهم ليه لحد دلوقت على اتصال بأمينة ؟!...

عقدت حاجبها من استفساره الثاني فتقارعه بسؤال ظهر غبيا لمرآه:

-ايه علاقة بعدي عن مالك بأمينة ؟..امينة طول عمرها صحبتي المقربة.. ..

وقف بتحفز امامها واضعًا يديه بخصره يقول بمكر :

-حتى بعد ما اتجوزته ؟!!..لسه بتعتبريها كده!!!!

عقدت حاجبها بشدة لم تفهم مقصده فتقول متعجبة:

-اتجوزت مين ؟..مش فاهمة تقصد ايه؟

ظهرت ابتسامة خبيثة تزين محياه فيردف بثقة قتلتها :

-صاحبتك الأمينة "امينة" شكلها ما كانتش امينة معاكِ وخبت عليكِ جوازها من ابن خالتها المحترم ........"مالك".....

جحظت عينيها برعب مما سمعته هزت رأسها بالرفض ..ظلت تفكر ..لا يمكن ان تفعل امينة مثل هذا التصرف الخسيس ..الا هي ..!!..لن تطعنها هي الاخري ؟!...

اكمل بصوت الأجش :

-بطلي تدي ثقتك في الناس ..الناس مش ملائكة يا شيراز ...امينة اتجوزت مالك من تلت سنين يوم طلاقها من فزاع ....

ظلت تنظر له بصدمة كبيرة تكابح نوبة بكاء وشيكة حتى وجدته ألقى عليها نظرة سخرية واضحة قبل ان يتركها للفراغ من حولها ...لوحوش تفكيرها التي تنهش بعقلها ...لم تدرك الدموع التي تساقطت من عينيها تغرق وجهها لترفع ظهر يدها تزيل تلك الدموع بعنف رافضة ضعفها تمحي من وجهها وصمات خذلانها فوق وجنتها ...

........................


في اليوم التالي

...........

جالسة ارضا تراقب أنامله الصغيرة وهي تركب قطع الخشب الهندسية الملونة بالأحمر والأزرق والأخضر بوله كبير..لقد اصبح حمزة جزء لا يتجزء من حياتها ..تحتاج اليه ليكمل حياتها ..لا تتصور ابتعاده عن أحضانها بعد تعلقها المضني به ..غاضبة بشدة من حديث مالك الذي صدمها ..كيف تصور ان تقبل ابتعادها عنه والالتفات لحياتها ؟...هل لها حياة بدونه ...انتبهت لمحاولاته الفاشلة في تركيب القطعة اكثر من مرة ..فكان منها الا ان اقتربت منه تسرق المسافة الصغيرة بينهما وتجده يرفع عينيه الناعسة الساحرة التي خطفت قلبها اول مرة جلبه لها مالك بعد انفصاله عن "غادة "وتخليها عنه ..تذكرت انها في تلك الليلة ظلت ساهرة بجواره تراقب نومه حيث كانت تنتظر ان تشرق شمسها بفتحه لاعينه الساحرة ..مرت الأيام والشهور وانساها وجوده جرح قلبها المهان ...لتمضي قدمًا تاركة ماضيها خلفها تحاول هي ووالده الوصول لبر الأمان معا واهمين أنفسهما ان ذلك قرار صائب بكل تأكيد ...حملت حمزة فوق أرجلها فيباغتها بقبلة دغدغت روحها فوق وجنتها فتغرقه بالكثير من القبلات اللانهائية ...يقلقها في الفترة الاخيرة شهيته الضعيفة وعدم تقبله الطعام بعكس ما اعتادت عليه ..سمعت صوت طرقات قوية فوق الباب فاراحته ارضا كما كان منذ لحظات وهمت تتجه الي الباب لفتحه وهي تقول بصوت عالي له :

-مافيش فايدة فيك يا مالك ..اكيد نسيت المفتاح كالعادة ....

فتحت الباب لتثبت مكانها بصدمة عندما تلاقت عيونها السوداء المصدومة بزرقتها اللامعة التي يكمن بهما الكثير من الاتهام ....

ابتلعت امينة ريقها بصدمة من وجودها امام شقتها تهمس باهتزاز:

-شيراز!!!!

تلك الكلمة دفعت شيراز للتحرك للامام ودفعها بقسوة غير مناسبة لابتسامتها التي تزين وجهها حتى تراجعت خطوتان تخلي لها الطريق ..رأتها تتحرك بكبرياء وخطوات متزنة بكعب حذائها العالي كانت اول مرة تشاهدها بتلك الهيئة الواثقة المرتبة الأنيقة بشكل مبالغ فيه ..سمعتها وهي تتحرك حولها تنظر لجوانب البيت بكبرياء تردف بسخرية واضحة:

-مالك مصدومة ليه؟...مش هتقولي لي اتفضلي في بيتي المتواضع !!!!...

اغلقت الباب خلفها بسرعة تشير لها بالدخول لغرفة الضيوف :

-لا ازاي اتفضلي جوه ..من هنا ...أنا بس مستغربة انتِ عرفتي عنواني منين؟

دخلت شيراز وهي حاضنة باقة الزهور الكبيرة تنظر لجوانب الحجرة بفضول فتقع عينيها على ذلك الطفل الجالس ارضا غير متفاعل الا مع ألعابه فاندفعت امينة تحمله بين احضانه بسرعة تبلغها باضطراب :

-ده حمزة ابن جوزي ...ثواني هدخله اوضته وارجعلك ....

كادت ان تتحرك من جانبها بعيون هاربة ارادت الاتصال بمالك من الداخل وتحذيره بوجودها ..منعتها شيراز بحدة تقول بصوت غريب :

-وتدخليه ليه ؟..سيبيه معايا أنا عايزة اشيله.....

جذبته باصرار من بين ذراعيها المتشبثة به بعد ان أراحت باقة الزهور فوق الطاولة وتحركت به تجلس فوق احد الأرائك المريحة ..ترفع اعينها الحادة لها تأمرها :

-اقعدي !!!!..واقفة ليه ؟...

ظلت ترمقها بنظرات فارغة حيرت امينة حتى جلست ببطء امامها ممسكة بمقبض المقعد فسمعتها تكمل بصوت غريب عليها :

-فضولك هيموتك عرفت عنوانك ازاي !...

هريحك يا امينة ..الموضوع ببساطة انك نسيتي ان وصلتك قبل كده للعمارة ..وكان من السهل ان اسأل البواب تحت على الدور اللي ساكن فيه .........جوزك!!!!

نظرت لها امينة لا تعرف ما سبب زيارتها ؟..وهل شكوكها التي تشعر بها حاليا صادقة ام تتوهم من شدة الخوف ان تكتشف شيراز حقيقة زواجها ؟!....

ظلت تلاعب خصلات شعر حمزة الناعم تغمر أصابعه به تكمل بدون الالتفات لها بصوت ساخر :

-الولد !!..نسخة من ابوه ...

نظرت لها تراقب انفعالاتها لتكمل بحدة :

-مالك !!!...

لم تفهم قصدها فأجابتها امينة ببلاهة:

-ماليش أنا كويسة اهو ...

صدحت ضحكة شرسة من شيراز تعجبت منها امينة فقعدت حاجبها بريبة حتى هدأت تدريجيا ضحكتها لتكمل بصرامة:

-معلش اعذريني ما كنتش اعرف انك غبية ....لا وايه ؟...خسيسة ..!!!خسيسة يا امينة ...

انتفضت امينة من كلمات شيراز الجديدة عليها ..دائما لا يربطها الا الحب والصدق .والعلاقة الطيبة انتفضت من جلستها وثارت معترضة :

-في ايه يا شيراز ؟..ايه الكلام ده ؟!.انت شكلك مش طبيعي...

أراحت حمزة بجوارها بهدوء وتواجهها بعد ان طبعت قبلة رقيقة فوق رأسه بحنان ..وقفت تواجهها هي الاخرى تنظر لعيونها بتحدي :

-انا جاية انهاردة عشان اعمل حاجة واحدة بس ...وهي ان اسألك ..انت كدة مستريحة ؟..مستريحة انك اخيرا وصلتي لهدفك وهدف الست الوالدة ..سعيدة اما خططتي انت كمان تزيحيني من سكتك عشان توصلي لمالك ...اللي هو كان هدفك...وانا هبلة مصدقة انك صاحبتي ...

نظرت لها امينة برعب لقد علمت بزواجها منه ..تعترف انها اخطأت عندما اخفت عنها الامر واخفت عنها امر انفصاله ..ولكن لم تتوقع ان تتهمها مثل هذا الاتهام البشع فقالت امينة بثبات حاولت اكتسابه :

-انا عمري ما خططت لحاجة ..ياريت تفهمي كل حاجة قبل ما تتهوري وتخسري كل حاجة ...جوازي منه كان ايه ظروفه؟ ...

-اخسر ايه ؟!...اخسر ايه اكتر من اللي خسرته وبخسره ؟!..هتنكري ان والدتك كانت كل امالها تجوزك مالك ..مالك كبير العيلة .مالك اللي مافيش زيه...حتى بعد ما عرفت انه اتجوزني.. كنت بشوف في عينها نظرة الحقد ليا ...هتنكري انك كنت دائما بتقنعيني انه خاين وما يستاهلش ابنه اللي في بطني ..كام مرة حاولتي تقنعيني ان اموت ابنه ؟!..كنت فاكره ان كل تصرفاتك نابعة من خوفك عليا ..عمري ما كنت اتخيل انك واحدة وقحة وخسيسة ....

-شيرااااااااز!!!

صرخة صادرة جعلت شيراز اهتزت داخليا لقد اصابها الهلع عندما وصلها صوته الحاد النابع عن غضبه لتتأكد انه استمع لحوارها كله ..ظلت ثابته على وضعها تواليه ظهرها تنظر لعيون امينة المعلقة خلفها ومع حركة بؤبؤ عينيها تيقنت من اقترابه لتسمع صوت انفاسه الخشنة يسألها بحدة :

-ايه اللي جابك بيتي يا شيراز هانم ؟!....

اخذت نفسا وزفرته ببطء فالتفتت اليه تنظر له وهو محتل المكان جوارها تجيبه بسخرية :

-جاية أتأكد لاي مستوى وصلتوا له انتوا الاتنين ...

تحركت امامه تحمل باقة الزهور بين ذراعيها وعادت تقف امامه بعيون مشتعلة اخفض نظرة لما تحمله فيظهر امامه باقة من اجمل ما رأت عينه ..صعق عندما دفعت بالباقة لصدره فشعر في لحظتها بملمس كالصبار يضرب صدره..تركتها تسقط اسفل قدمه قالت ساخرة :

-جاية ابارك للعروسة على جوازتها اللي كانت مستنياها سنين وبتخطط لها ...

وجاية احييك ..احييك على كل حاجة عملتها معايا يا مالك ...واقولك كلمتين كان نفسي اقولهم لك من زمان ..انت ندل ...وحقير يامالك.... ..ومعندكش نخوة ....

زمجر بشراسة حاول تمالك اعصابه يقبض كفيه جانبه ..يكفيه سماعه لاتهاماتها لامينة ويليها اتهاماته هو ...ولكنه كان مقدرا لصدمتها ...اقتربت منه خطوة تواجهه بشراسة وتكمل :

-عارف ليه؟..لان الواحد اللي يسلم مراته عشان تكون في حضن راجل تاني يستمتع بيها ما يبقاش رااااجل !!!يبق..........!

لطمة قوية هبطت على وجهها تزامنا مع صرخة امينة المصدومة الواضعة كفها فوق فمها تكتم صرختها و تحاول استيعاب ما حدث ..تراقب لهاث وتعرق مالك المصدوم هو الاخر ..ينظر لاثار كفيه فوق وجنتها بصدمة..ولكن ما صدمهما اعتدالها تضبط خصلاتها المتناثرة وعلى وجهها ابتسامة صادقة ارعبتهما من عدم تأثرها لإهانتها .. تحركت امامهما لمكان حقيبتها. تحملها بثقة انثي مطعونة وعادت تقف امامه مرة ثانية تردف:

-شكرا !!!!...شكرا انك ساعدتني بايدك ان اقطع اخر خيط بيربطني بالماضي وارميه ورا ضهري ..ادهسه برجلي وامشي خطواتي في طريقي اللي دائما مستنيني ...وتأكد ان القلم ده هفضل فاكراه ..عشان كل ما افتكره افتكر حقارتك ....

صدر نداء مترجي من امينة :

-شيراز!!!!...استني لازم تسمعي....،ارجوكِ!!

-شرفتي يا شيرازهانم ......وياريت ما تشرفيناش بزيارتك دي تاني ....طريقنا غير طريقك ....

نظرت اليهما نظرة استحقار وهمت بعدها بالخروج من الشقة مع نداء امينة المستمر لها ترجوها ان تتوقف وتسمع مبرراتها مع منع مالك لها للحاق بها بشراسة..

.......

وقفت امامه تحاول التخفيف عنه فمنذ رحيلها وحالته غير مطمئنة جالسًا مكانه الذي اتخذه من وقتها رافضا التواصل معاها او التحرك لتبديل ملابسه ..ألمها رؤيته منحني الرأس يتملك منه الحزن ..تعلم انه مازال يذوب عشقا بها وهي مازلت تعشقه حتى النخاع ولكن دائما طريقهما مختلف..قدرهما له رأي اخر ..مدت يدها بكوب العصير البارد تحاول حثه لتناوله حتى يهدأ:

-مالك ...اشرب العصير ده هيهديك ....

رفع رأسه الثقيل ببطء ينظر لها بانكسار واضح وعيون تسبح في بحر من الدماء يردف بقهرة:

-جاية تلومني بعد السنين دي ..جاي تتهمني ان مش راجل وما عنديش نخوة ...انا يا امينة ؟..انا....

جلست امامه على عقبيه تدافع عنها :

-معذورة يا مالك ..ما تزعلش من كلامها ..اكيد كلامها بسبب صدمتها مننا...اكيد الموضوع مش سهل انها تتقبله...

ابتسم ساخرا يقارعها :

-وتنصدم ليه ؟!...انا ايه بالنسبة لها؟...انا ولا حاجة ولا عمري كنت حاجة...

جاية تنصدم على اساسا انها كانت بتحبني ..جاية تمثل دور الضحية ...مش دي اللي قالت بلسانها انها عمرها ما حبتني ..وما لقتش السعادة الا معاه ..جاية تحاسبنا بصفتها ايه ؟!..باي حق؟؟

هربت بعينيها عنه كلا منهما يعتقد خيانة الاخر له وهي بالمنتصف تحارب في معركة فاشلة ..قالت بصوت متردد:

-بحق الحب اللي كان بينكم ..بحق الايام والعشرة ...

صدرت منه ضحكة ساخرة فاكملت بشجاعة :

-شيراز لسه بتحبك يا مالك ..

هز رأسه معترضا مع ثبات ابتسامته التهكمية على وجه..اكملت باصرار اكبر:

-ايوه يا مالك صدقني ..في حاجات كتير انت ما تعرفهاش وانا اعرفها ..لو مش بتحبك ما كانش ده هيبقى رد فعلها على الخبر ...

-عادي غيرة حريم ..وكمان هي مصممة تلعب دور الضحية المضحية..

-لا يا مالك ..هي فعلا طول عمرها للاسف ضحية ...وضحت بكل حاجة عشان تستقر مع غادة وابنك وتنساها ..

عقد حاجبيه لم يفهم ما تهزي به ..سألها بعينيه عما تقصد فاجابته بخزي:

-انا اسفة يا مالك ..ارجوك ما تزعلش مني لانه ده كان طلبها .. التسجيل اللي ارسلته لك في اعترافها ما كانش تسجيل مني من وراها ..هي اللي طلبت ان اسجلها ..

اعتدل ببطء في جلسته ليجمع انتباهه المشتت يسال بصدمة:

-يعني ايه هي اللي طلبت ..يعني ايه يا امينة؟!...

-يعني اما لقتك هتتجنن وموقف حياتك عليها ..طلبت مني اسجل صوتها بالكلام اللي قالته عشان تنساها وتنتبه لابنك وحياتك ..

بدأ يشعر ان كل شئ متناقض من حوله ..

سألها غير مصدقا بما تلقيه بوجهه:

-ونفرض ان صدقت كلامك ..ايه اللي يخليها تستمر معاه تلت سنين ..رغم انه عرض عليها انه يطلقها ...

نظرت له بتعجب من معرفته لتلك المعلومة فاجابها حتى يشبع فضولها:

-الحاج حافظ قالي..لان الاتفاق انه يطلقها بعد سنة ..راح للحاج يبلغه انه مش مجبرها على الاستمرار معاه ..وانها اللي رافضة الطلاق...بعد كل ده جاية تقولي بتحبني ؟!...

-ايوه يا مالك ..انا متأكدة ..حتى لو هي كذبت علي نفسها وقالت العكس ..بس دي الحقيقة..

ضحك ساخرا على حديثها يقول :

-أنتِ متخيلة ان انا ومراتي واخدين من وقتنا عشان نتكلم على واحدة متجوزة وعلى ذمة راجل تاني ..ومش بعيد دلوقت تكون نايمة في حضنه...

اخفضت رأسها حرجا مما ستنطق به فبدأت تخرج كلماتها كالطفل المرتبك الذي يتعلم الهجاء :

-شيراز !!.اصلها ...هي يعني لحد دلوقت ..كانت بتروح لدكتورة نفسية عشان يعني هي وحازم...

رفعت عينيها لتجده يدقق النظر بها يحاول فهم ما تخرجه من كلمات غير مرتبة فقالت بعد ان فاض بها الكيل :

-عايشين زي الاخوات ....

-نععععععم!!!اخوات ؟!!...

ابتسمت على رد فعله المضحك لتشاكسه بمحبة :

-تصدق يا واد يا مالك ده كان نفس رد فعلي بالضبط ..

اصدرت من فمها صوتا كالنساء الشعبيين وتكمل بطريقة مسرحية :

-الله يرحمك يا حفيظة طول عمرك بتقولي لي انت نسخة من الواد مالك ..حتى الغباء ورثاه منه .....هههههه

-هههههههههه!!!!....

انفجر مالك ضاحكا من هيئتها الغريبة وبالاخص عندما قامت بتقليد امها الراحلة ..لا يعرف كيف لتلك المجنونة القدرة على اخراجه من حزنه واكتئابه في لحظات ...ليكتشف ان عينيه يتساقط منهما الدموع صدمة مما سمع .....اثناء نوبة ضحكة المستمرة حتى اختفى حزنه خلف ستار ضحكه الهستيري....

.......

نهاية الثامن والثلاثون




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-20, 10:17 PM   #102

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا ابدعتي جدا بانتظارك دوما على نار 🔥🔥🔥

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 06:33 PM   #103

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل التاسع والثلاثون

التاسع والثلاثون
———-
يوم العرض بالاوبرا
.........................................


بحجرتها المخصصة لها جالسة بفستانها الوردي ذات الطبقات المنفوشة التي تكاد تلامس ركبتيها كما امرها بان تختار فستانا طويلا مناسبا لها ...رفعت اعينها تنظر لملامح وجهها الحزين المنعكسة بمرآتها ... المزينة بالقليل من طلاء الوجه الهادئ ..رفعت يدها بحرص تضبط وضعية تاج رأسها الاغريقي الذي يجمع خصلات شعرها فوق رأسها ... المزدان باوراق الشجر المرصعة بفصوصها اللامعة ..انتبهت لرنين هاتفها الذي لم يتوقف منذ عدة ايام وقبل ان تنظر لشاشته كانت على علم بهوية المتصل التي لم تكل او تمل من معاودة الاتصال فتقابله هي بالتجاهل ككل مرة ....لتجبر منذ عدة ايام على ارسال رسالة مختصرة لها تفيد بانشغالها بعرضها المنتظر في الفترة الحالية حتى تتوقف عن الاتصال ....ولكن حالة من الحزن تتملكها الان
فقد بدأت نسبته في التفاقم رويدا رويدا ..ترى ما يمنعه عن إجابة اتصالاتها في مثل هذا اليوم الفاصل في حياتها ...؟!..ولكنها سريعا عادت تلوم نفسها على ثقتها التي وضعتها في حضوره لمثل هذا العرض ..لما يهتم ؟!..عادت تسأل مرة اخرى... أَلم تشعر بالشعور ذاته منذ عدة سنوات مضت عندما خذلها مالك ولم يهتم بالحضور؟ ...وها هي تخذل للمرة الثانية ...وصلها صوت مدربتها يصدح بالاجواء تطلب من الجميع التحرك باتجاه المسرح .....تحركت بجسد مثقل بالهموم ورأس منكسة تنظر لقدميها بروح مجروحة واعين على وشك البكاء ...فأعاق استمرار سيرها رؤيتها لحذاء رجالي امامها فتلقائيا رفعت رأسها لتجد من يقف امامها بابتسامة تزين ثغره بجاذبية فصرخت بقوة بأسمه ...تقفز باحضانه ليتلقاها بسعادة متبادلة سمعها تردف بسعادة بالغة :
-كنت متأكدة ...كنت متأكدة انك مش هتتخلى عني في يوم زي ده !!....
ضمها بقوة لصدره يجيبها بعشق :
-تفتكري ينفع افوت اهم يوم ليكِ ..ده انا ادفع نص عمري واشوفك وانتِ على المسرح ...
ابتعدت عنه تنظر لبذلته السوداء ورابطة العنق الجديدة عليه بانبهار تردف :
-شكرا يا حازم !!..حضورك ده هيفرق معايا كتير انهاردة ...
تلاقت اعينها باعين تحفظها عن ظهر قلب وسط الزحام والاضواء المتداخلة فسرعان ما تبدلت ملامحها ...منذ خروجها وهي اصلها ذبذبات غير مرئية لا تشعر بها الا بوجوده هو فقط ... ظلت تنظر حولها بريبة فسألها باهتمام :
-في حاجة ...؟!....
هزت رأسها تنفض عنها شكوكها ..ليصلهما صوت مدربتها الحاد ينادي عليها مرة اخرى يستعجلها للحضور فألتفت له تمسك كفيه برجاء تردف على عجالة :
-اتفرج عليا كويس ...العرض جديد ومختلف هيعجبك ..
كادت ان تبتعد خطوة لتعود تكمل بسرعة :
-بعد العرض محضرة لك مفاجأة هتعجبك اوووي ...باي!!!
ابتعدت عنه بسرعة لتختفي بين الزحام وتغيب عن اعينه مؤقتا ....
..........


جلس بين الصفوف الاولى يشاهد تألقها بالعرض بروح مسلوبة كان اول مرة له يشاهدها بتلك البراعة والاتقان ...ظل يشاهد العرض باهتمام بالغ حيث كانت تمثل دور الاميرة التي تجوب الغابة مع القليل من خدامها الاتي يرتدين نفس ملابسها بلون مختلف .ومع جولتها تتعثر باحدى سكان الغابة المشردين مرتدية ملابس ممزقة فتنشب علاقة صداقة بينها وبين المشردة ..وتدور الاحداث بمحاولة شيراز تقليد نوعية رقص المشردة التي ترقص (الهيب هوب) باحترافية لتفشل شيراز في ذلك في بداية الامر وتسقط فوق المسرح ..انتفض جسده خوفا من سقوطها المفاجئ وكاد ان يقفز من مقعده ليجدها تستقيم وتستمر في اداء حركاتها ليعلم بعدها ان سقطتها ليست الا جزء من العرض ..تسير احداث العرض حتى استطاعت الرقص مع المشردة بنفس حركاتها ءمع مزج حركات الباليه بطريقة متوازية ...ولكن في النهاية ألمه قلبه عند رؤيتها محمولها بين ايادِ الفتيات بحزن مغدور بها من صديقتها المشردة ليقفل الستار بعدها معلنا نهاية العرض ...لم يستطع الانتظار في مقعده حتى يراها تحيي الجماهير ..تحرك بسرعة خلف المسرح بلهفة يريد ضمها لصدره بقوة يخفيها عن الانظار يكسر عظامها بقوة عاشق ....
...........


جرت اتجاهه بلهفة طفلة تنتظر الحلوى من ابيها ..اندفع هو الاخر يحملها بين ذراعيه يشتم عبق عبيرها دافنا انفه بعنقها بقوة ...يبلغها بعشق :
-تجنني ...تجنني يا شيرو.....
ابعدت وجهها تنظر لوجهه وهي محمولة بين ذراعيه بوله اكبر ..تطلب منه برجاء وسعادة :
-انا عايزة اروح ....حاااالا ....
..........


حملها بين اذرعته بتملك شديد تحيط بعنقه مريحة رأسها فوق صدره باستمتاع ..بعد ان طلبت منه الرجوع على الفور للمنزل لم يصدق إلحاحها ورغبتها في ذلك ...وضعت اذنها فوق صدره تستمع لدقاته الصاخبة المتوترة و شعرت بقوة احتضانه لها ...احتضانا متملكا ...اما عنه لم يصدق طلبها بحملها بين يديه كان ذلك امرا غريبا وجديدا عليه ..ابطء في خطواته صاعدا الدرجات بتهمل لعله يُطيل تلك اللحظات النادرة بينهما يشتم رائحتها المُسكرة بهيام ..الى متى سيظل الوضع بينهما على هذا المنوال؟..يكتفى شاكرًا للقليل من قطرات المياة التي تقدمه ليروي ظمأه في صحرائها القاحلة ..ولكن لا يهم ..الاهم انها معه وبين احضانه مستسلمة لا معارضة ...وصل امام باب حجرتها يُمنى عقله بالكثير ..والكثير ...اخفضها ببطء حتى استقامت واقفة امامه تنظر له نظرات راضية مع ثبات ابتسامتها الساحرة تقول برسمية زادت من غيظه :
-شكرا يا حازم على تعبك !!!..و سوري(sorry)هتنام في الاوضة التانية ..اصل تعبانة جددددا انهاردة ...جعانة نوم ...
اكملت بالايطالية (puona notte)
تصبح علي خير !!!!!
إلتفتت تولج داخل حجرتها بهدوء تكتم ضحكاتها على هيئته الغاضبة ..وقف ينظر لاختفائها خلف الباب .صرخة مكتومة يليها انحنائه ممسكا قدمه نتيجة ضربه الحائط بغضب طفولي على فعلتها يهدر بصوت عالي اجش:
-(بونا نوتى )يا اختي ...!!!!...
تحرك بغيظ اتجاه حجرته يضرب الارض بقدمه كطفل غاضب يكمل بعلو صوته مستهزئا :
-ما تنسيش تتغطي كويس ..ها !!!!.....قال (بونا نوتي )قال!!!!
..............
ألقى بجسده اسفل المياة الباردة المنهمرة في محاولة فاشلة منه ان يهدئ نوبة غيظه ولهيب شوقه الذي يأكل ثنايا قلبه لمدة لا تقل عن ربع الساعة حتى فشل في تبريد نار شوقه ...انتبه لصوت ضوضاء صادرا من الخارج فاسرع باغلاق المياه حتى اتضح له صوت صدوح اغاني بطريقة مزعجة فصدرت عنه زمجرة شرسة يتوعد لها بغيظ :
-هو ده اللي جعانة نوم يا بنت حفني ..اما علمتك الادب ما بقاش حازم ابن منصور ....!!!
تحرك خارج الحجرة بغيظ ملتف بمنشفته الخاصة يقترب من باب حجرتها يفتح باندفاع غير محسوب قاصدا تربيتها ولكن ما شاهده كان كفيل لان يثبت عن الحراك بجسد متصلب كالتمثال الرخامي مع صدوح كلمات المطربة :
يا حبيبي، يا حبيبي، يا حبيبي
الليل وسماه ونجومه وقمره، قمره وسهره
وإنت وأنا يا حبيبي أنا يا حياتي أنا

ظل يمرر عينه عليها من اعلاها لاسفلها بعيون جاحظة من هيئتها الجديدة عليه ..لقد كانت طلتها مثيرة ..مثيرة للغاية !!!...لا مهلكة !!كانت تقف امامه مرتدية بذلة رقص شرقية من قطعتين باللون الاحمر. اه من اللون الاحمر!!! ..انها تتعمد استفزازه ..تكشف بوقاحة عن مفاتنها بوضوح ..ابتلع ريقه بتوتر وهو يشاهدها تتمايل على انغام الموسيقى الشرقية كراقصة محترفة للحظة شعر انه يحلم حتى تلفت حوله يتأكد انه بغرفتها اشارت له بيدها الممدودة في دعوة منه للاقتراب مع ثبات ابتسامتها الاكثر اغراءً..رفع يده بمنشفته الصغيرة القابعة بكفه يجفف عرقه البارد الوهمي مع تقدمه بخطوات بطيئة اليها يلبي دعواتها بقلب يتقافز بتجويف صدره

والهوى آه منه الهوى
الهوى آه منه الهوى، آه منه الهوى، آه منه الهوى
سهران الهوى يسقينا الهنا ويقول بالهنا
والهوى آه منه الهوى
والهوى آه منه الهوى، آه منه الهوى، آه منه الهوى
سهران الهوى يسقينا الهنا ويقول بالهنا

حاول الاقتراب منها يحاصرها بذراعيه فتنفلت من بين يده تبتعد بدلال واضح زاد من لهيب شوقه ..دارت حول نفسها مع هز خصرها تظهر براعتها برشاقة تذهب العقل

يا حبيبي ياله نعيش في عيون الليل
ياله نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس تعالي، تعالي
بعد سنة، مش قبل سنة
تعالي، تعالي، تعالي، تعالي

.......................


هجم عليها يحاصرها بين يده يردف بين لهاثه الشديد:
-أنتِ ناوية على موتي ياشيراز ...بتعملي فيا كده ليه؟....
إلتهم شفاها بقبلة رقيقة ليبتعد عنها دون تحريرها فسمعها تهمس بغنج واضح :
-كدة يا زوما تنسى انِّ محضرة لك مفاجأة ؟!..
-اعمل ايه ؟! افتكرتك ضحكتي عليا ..بس قولي لي ايه الحلاوة دي ..؟..أنتِ ناوية على موتي بايدك !!!.
انحنى يقبل عنقها الطويل فتصدر منها تأوهات راضية شجعته على ما يفعله ..مع رفع كفيها تلاعب خصلات شعره بدلال وتسأله بغنج :
-عجبتك ؟!....
رفع نظره اليها يبادلها نظراته الماكرة و يجيبها بصوته الرجولي هامسا :
-انتِ تعجبي الباشا يا باشا ...وبعدين احنا هنقضيها كلام ولا ايه؟!..مش ورانا شغل مهم متاخر سنين ...
تملصت من بين ذراعيه في غفلة منه تمسك بطرف بذلة الرقص العارية و تتراجع عنه بضحكات مغرية تقول :
-تؤتؤ ....وريني هتمسكني ازاي يا زوما ؟!.....ههههه..انت عايز توصل لي بالساهل ؟انسى يا وحش....اتعب شوية..
زمجر بخشونة يجري اتجاهها يحاول الامساك بها فتصدر منها صرخات ممزوجة بضحكاتها الصاخبة لا مبالية للحراس بالخارج او الخدم بالمكان ..ولا هو ايضا ...
تفر منه كالفأر ..حتى صعدت فوق الفراش تراوغه بدلال تضع يدها بخصرها تردف بانوثة :
-مش هتعرف تمسكني وشكلك هتنام على الكنبة يا زومااااا....هههه.....اااااااا� �اه...
صرخت عندما باغتها بسحب ساقيها لتسقط فوق الفراش في نوبة ضحك عالية ..يحاصرها بين ساقيه يثبت يديها جانب رأسها ..و ينحني يقبل نحرها المكشوف بقوة ستترك اثرها القوي فيما بعد ....همست من بين يده باسمه بطريقة اشعلت وهجه ..:
-حازم !!!!..ح ححازم....!!!
فزمجر بشراسة يمنعها من الكلام :
-مافيش حازم .!!!!!حازم حاليا هيدخل الجنة برجليه ...حرام عليكِ تحرميني منها ....
امتدت اصابعه الخشنة اسفلها يلمس ظهرها و يحرر الجزء العلوي من بذلة الرقص خاصتها ...تنهدت براحة من قربها منه رغم خوفها الداخلي من تلك الخطوة التي سريعا توئد خوفها بقوة واحاطت ذراعيها حول عنقه تهمس له بلوعة انثى مشتاقة :
-باب الجنة مفتوح ..ومنتظرك ....بس براحة ....
لم يمهلها حتى يستوعب ما نطقت به ..التهم شفاها المطلية باحمر الشفاة القاتم رافضا تحريرها من خاصته مع تمرير اصابعه فوق جسدها المكشوف يبصمها بسك ملكيته لتكون له لا لغيره ...حتى نزع عنها القطعة العلوية بعنف يلقي بها باهمال ..رافضا اي عائق يمنع تلامس جسده العاري بجسدها البض ..فيصله ملمس جسدها اللين المغري ..كان هذا كفيل ان يزيد جنونه وثورته .....وصل لدرجة عالية من عدم التحكم في اندفاعه، فعليها تحمل نواتج تعذيبه ...كانت بين يديه بعالم اخر تذوب كقطعة الثلج اسفل ملمس انامله كأنها لاول مرة تختبر ذلك الشعور ..رغم تجربتها الاولى والوحيدة مع مالك وعدم شعورها باي خوف بين يديه واستمتاعها بتلك اللحظة القصيرة حينها ...الا ان تفاعل جسدها
تلك اللحظة مختلف ...شاهدته ينزع عنه منشفته بدون تحريرها يقبل شفتيها بجنون حتى بدأت تتأوه من هجماته الرجولية فحررها بوجها متعرق يلتقط انفاسه بصعوبة يسأل امام شفتيها المتورمة :
-جاهزة ؟؟؟؟.....مافيش رجوع تاني !!!
حركت رأسها ببطء بالموافقة شاردة بعينيه ولكن صرخة قوية على حين غرة صدرت منها متداخلة مع صرخاته الرجولية وتأوهاته التي تدل علي استمتاعه ..منفصلا عما حوله ...مستمعا لصوتها المترجي باسمه الذي لا يزيده الا ثورة وجنون....

................


مالى النهاردة ايه جرالى
الليلة غير كل الليالى
نازل بدور فى الشوارع والبيوت على ذكرى كانت بينا مش ممكن تموت
وتحت شباكى يرمينى الحنين حيران بقدم خطوة وارجع خطوتين
انا عاوز اشوفك بس وامشى من سكوت مالى النهاردة


...............
جالسًا بسيارته في شارع جانبي يسوده الظلام المجاور لمسكنها ...شاردا في كلمات الاغنية التي تصدح من مذياع سيارته ..كأن الحظ يعانده عندما طلب احد المتصلين بالبرنامج الاذاعي واختار تلك الاغنية ..تلك الاغنية التي توصف حاله الحالي ..
فهو بالفعل ظل. يجوب الشوارع والطرقات التي كان يخطو فيها معاها لعدة ساعات طويلة بعد ان شاهد عرضها الرائع خفية ..لايعرف ماذا اصابه بعدما اخبرته امينة بحقيقة علاقتها بحازم .وتكذيبها لاعتراف شيراز المسجل ...تجدد الامل بقلبه مرة اخرى لان تكون له لا لغيره ..لا يصدق انها باقية على عهدهما ...لم تحب غيره ولم تعشق غيره ...مثله تماما ..ااااه لو تعلم مدى عشقه لها !!!...او تعلم ما اصابه في بعدها ....كيف كان يموت كل ثانية بعد قرار تخليه عنها ...اه لو تسامحه وتعطيه فرصة ..فرصة واحدة لتغفر له...
رفع عينه ينظر لنافذتها المضيئة يتمنى ان يلمحها لو للحظة تخرج لاي سبب مرة اخرى ...حتى يعانقها بجفنيه ويحتفظ بصورتها بعينه ..سمع صوت الموسيقى الشرقية ممتزجة بصوت ضحكاتها تخرج بوضوح من حجرتها التي تأكد مسبقا انها حجرتها عندما لمحها تخرج من شرفتها تحاول اغلاق نافذتها بنفسها ..

.....................


شيفانى ولا مش شيفانى انا الحبيب الاولانى ...سامعانى ياللى ياللى فوق سمعانى ولا حبيتى حد تانى
مستنيانى ولا مستنيه ميين
ده انا كنت ناسى والله رجعنى الحنين

.....................


للحظة شعر برطوبة دموعه تغرق وجهه المستند جانبه فوق الزجاج تأثرا بكلمات الاغنية ليهمس بعذاب كأنها امامه يحدثها من نافذتها :
-شايفاني؟..شايفاني ياشيراز ؟!...انا حبيبك ...حبيبك مالك ....لسه بتحبيني ؟!ولا حبيبته هو ....!!!
...........


اليوم التالي
.......................


جالسة بالحمام مستندة على حوض الاستحمام ضامة ساقيها بشدة مغمضة العينين بقوة تكابح شعور الالم الذي اصابها ..اراحت كف يدها اسفل معدتها تدلكها ببطء مع صدور تأوهات متألمة
..شعرت للحظة انها بحاجة للبكاء على ألمها ..لم تكن تتوقع ان تكون علاقتهما الحميمية الاولى بينهما ستكون بهذا العنف حاولت التحرك تحاول الحصول على حمام دافئ لعله يرخي عضلاتها ويسكن المها ...فبعد دقائق كانت اسفل المياة المنهمرة شاردة فيما صدر منه من عنف ..وخوفا ضرب قلبها عند تلك النقطة ..هل كان حازم عنيفا بطبعه ولم تدرك ذلك الا الان ؟..ام ما حدث كان بسبب كبت رغباته وشوقه لها لسنين ؟..لقد كانت تحلم بليلة هانئة بين احضانه ولكنها لم .....!!!
بدت كمن اصيبت بمس من الجنون ..هل يمكن ان تكون قد بالغت في حكمها عليه؟


...................


بالخارج بدأ يتغلغل داخل سمعه اثناء نومه صوت الماء المنهمر فاجبر نفسه لفتح عينه بتكاسل ينظر جواره ليجده خاليا من وجودها ..شقت وجهه ابتسامه ماكرة لقد طرأ على باله فكرة مداعبتها وهي بالداخل تنعم بحمامها الخاص ..تحرك بنشاط رجل اشبع رغباته بليلة حالمة من وجهة نظره ..يبحث عن شئ يستره حتى وجد منشفته التي القى بها باهمال ارضا في الليلة السابقة ...وقف امام الباب وطرقه طرقات بسيطة مناديا عليها بصوت عاشق:
-شيرو...!!!!... حبيبتي ...قدامك كتير ...
انتظر ان تجيبه بشوق عارم لقد ايقن انه لم يشبع منها ويطلب المزيد من قربها ..طرق الباب مرة اخرى عندما لم تجبه فاراد اثارة غيظها فقال بصوت عاشق:
-انا محتاج اخد حمام سخن افتحي عشان ناخذه مع بعض...
صرخة غاضبة رافضة صدرت منها بقوة أخرسته جعلته يقف كالتمثال غير مستوعبا رد فعلها العنيف ..كان يتوقع تمنع ودلال كأي انثى ...ظل ثابتا ينظر للباب المنغلق بذهول ..حتى وصله صوت شهقاتها المكتوم الذي يدل على محاولاتها لكتم صوتها ..عند تلك النقطة اكله القلق عليها بل الرعب ان يكون اصابها مكروه بسبب ليلتهما الحميمية او ..!!!...او ..ندمت على تلك الخطوة ...
طرق الباب مرة اخرى بلهفة يسألها بصوت مهزوز:
—شيراز أنتِ كويسة؟!...شيراز افتحي ما تقلقنيش عليكي ....شيراز!!!!...
وصله صوت اغلاق المياة مع صدوح صوتها المهزوز تحاول تبرير انفعالها وطمئنته :
-اااانا ..انا كويسة ...ما تقلقش..خارجة حالًا...
ابتعد خطوة عن حيز الباب مستعدا لخروجها بقلب مقبوض ..ليجدها تظهر من خلف الباب بهيئتها التي توقعها مسبقا وجها احمر وعيون منتفخة ملتفة بمئزر حمامها بخصلاتها القصيرة المبتلة التي تحيط وجهها بعشوائية... اقترب منها بحذر يمسكها من كتفيها بحرص شديد عندما لاحظ تهرب عينيها منه ظل ينظر لرأسها المنخفضة تتلاعب برباط مئزرها بتوتر استشعره ...صدر سؤاله بحرص:
-مالك يا شيراز ..أنتِ مش طبيعية ليه ؟...مش احنا كنا كويسين مع بعض امبارح ..في حاجة صدرت مني ضايقتك ؟....
رفعت نظرها له مجفلة عند ذكر ماحدث بينها فلاحظ حركة بؤبؤها المتوتر ليسمع اجابتها المختصرة مع ابتعادها عن حيزه:
-انا كويسة ..انت بس اللي مكبر الموضوع ....
راقبتها اعينه الصقرية وهي تتحرك اتجاه خزانة ملابسها ببطء شديد لتنتقي ملابس بيتية مريحة ..فاقترب منها مرة اخرى يقف خلفها يداعبها بقلب مقبض من تغيرها... مد يده امامها ينتشل قطعة من ملابسها مع انحنائه فوق عنقها يودعها قبلة مع همسه باذنها :
-وحشتيني ..ما وحشتكيش ولا ايه؟!...
التفت اليه تنظر له بشوق تجلد نفسها على معاملتها الجافة له تجيبه:
-ده سؤال يا حازم !!..اكيد وحشني ..
-طيب في ايه بقى ..مالك؟
هزت رأسها بالرفض تبرر حالتها :
-صدقني يا حازم ..انا كويسة ..بس حاسة ان تعبانة شوية من ..من ....
زاد قلقة كلماتها فسألها بعجالة :
-ايه اللي تعبك يا شيراز ..ما تقولي ...ساكتة ليه؟
عضت على شفاها السفلى باحراج كيف تبلغه بما سبب ضيقا وألما لها .؟!....هل يحق لها الحديث في مثل هذا الموضوع الحساس المحرج....

...................


استيقظت تنفض النعاس من اعينها تاركة صغيرها ينعم بنوم عميق بجوارها ..خرجت من حجرته تبحث باعينها في ارجاء المكان لعلها تجد ما يدل على وجوده ..توجهت لحجرة نومه لعله حضر ولم تشعر به بسبب غفوتها من طول الانتظار لتجد فراشه فارغا كما هو .تحركت تبحث عنه بباقي الحجرات لتتفاجأ بنومه على احد الارائك بملابسه وحذاء قدمه الذي لم ينزعه من قدمه ..تلهفت عليه بقلب موجوع من هيئته تردف بخوف :
-مالك ؟!...مالك!!!..جيت امتى ؟!..وايه اللي منيمك كده ؟..
نظر اليها بشرود وعيون مرهقة يقول بشرود ونظرة تحمل الكثير مع اهمال ايجابية سؤالها گأنه لم يسمعه:
-انا مش هستقيل من شركة حازم زي ما قولتلك ..لا !!!!.....من انهاردة هدور على حقوقي اللي اتسرقت مني ..وهرجع حقوقي كلها ...
-انت كنت فين لحد دلوقت ؟!.وحقوق ايه اللي بتتكلم عنها؟!...
سؤال خرج منها بريبة خائفة من جوابه التي تعلمه سمعته يقول بسخرية :
-كنت بدور على روحي اللي اتسرقت مني ..روحت اشوفها ....
صرخت فزعه بوجهه غير مصدقة لجنونه:
-تشوفها؟...انت اتجننت يا مالك ؟!...ازاي تعمل حاجة زي دي..؟..وباي حق ؟...انت مش خايف جوزها يشوفك ؟..هتبقى مصيبة ...
اعتدل في نومته يردف ببرود:
-انت مكبره الموضوع يا امينة ..انا لما عرفت منك ميعاد العرض رحت زي اي متفرج ومحدش شافني ...حتى ماحدش حس بيا وانا عند بيتها ...
شهقة صدرت منها برعب واضعة يدها فوق صدرها :
-انت اكيد مش طبيعي ..بيتها ؟!!..بيتها يا مالك ..مالك!!!...انا مش هقولك الا حاجة واحدة اللي بيحصل ده غلط .ولا دينك ولا اخلاقك يسمحولك بانك تطارد واحدة على ذمة راجل تاني ...
-ليه يا امينة ؟..وعشان ايه ؟..ليه افضل اتعذب ببعدها وهي بتتعذب في بعدي ؟..ليه نحكم على روحنا بالعذاب طول عمرنا ..؟انا كنت ممكن اسيبها لحياتها في حالة واحدة بس ...انها تكون سعيدة فعلا في حياتها وحبت غيري ..
غضبت من منحنى تفكيره الذي ينذر بالخطر :
-ومين قالك انها مش سعيدة؟..
-اللي أنتِ حكتيه ياامينة ..يثبت انها مش سعيدة ولا عمرها هتكون ..وان لسه انا مالك قلبها زي ما هي ملكت قلبي من سنين ....
هزت راسها بالرفض تقف امامه بحدة :
-انت نسيت حاجة بسيطة صغيرة في كل كلامك ده ..انها ست متجوزة ..متجوزة يا مالك وما ينفعش تدخل حياتها وتخربها لمجرد انك عايز كده ..لان وقتها شيراز مش هتبقى الا حاجة واحدة ...
عقد حاجبه من حديثها المبهم حتى سمعها تكمل بصرامة :
-ست خاينة !!..خاينة !!..فاهم ياعني ايه خيانة يا مالك ؟!..بتهيألي مش محتاج
افهمك احساس الراجل اما يتخان ..يا مالك!!!


..................



نائمة مغمضة العينين باحضانه باستسلام وذهن حاضر ظل ينظر لها وهي بحضنه بلوم يأكله كيف اعمته شهوته ليؤلمها ؟..كيف صُمّت اذناه عن تألمها ؟..لما لم تخبره او تطلب التوقف ؟..ظل يلومها اكثر من ساعة على عدم اخباره بتألمها ..حتى انتقل ضيقها والمها لقلبه ..همس بصوت معذب وانامله تتلاعب بخصلات شعرها الذهبية :
-ازاي ما تقوليش إنك تعبانه ..ازاي ؟!...
صدرت منها تنهيده بسيطة مع فتح اعينها ببطء تنظر له بامتنان انه تفهم موقفها فارادت ان تخفف عنه:
-ماحبتش اقطع اللحظة اللي انت منتظرها من سنين ..خفت اقولك تظن انه رفض مني ليك ....
انحنى يلتهم شفتيها بجوع ... فرفعت يدها تريح كفها خلف عنقه تحثه على اشباع حرمانه ..رفع رأسه عنها يلهث برغبة يردف :
-صدقيني ..كنت مشتاق لك اوي ..بشكل ما يتوصفش ..نسيت نفسي والدينا كلها حوليا ...
ابتسمت بدلال تلاعب لحيته باناملها تحدثه :
-افهم من كده انها حالة وعدت ومش هتحصل تاني منك ...
-ابدا ..ابدا ....
زاد من احتضانها لصدره يحاصرها رافضا تحريرها يهمس باذنها بكلمات اذابتها بين يديه فهمست بدلال اشعل نار جسده :
-مش هتأكلني التوت اللي طلبته؟؟...
-مممم بتهربي ؟!..طيب امري لله ...
التفت جواره يجذب صحنا صغيرا ملئ بالتوت الاحمر البري ..قد جلبه من حجرة الطهي اثناء تركه لها لارتداء ملابسها ..يعلم انها تعشق مثل هذه الفاكهة المميزة ليردف وهو يلتفت لها مرة اخرى :
-انا غاسلته كويس ..عايزك تخلصيه كله ..
نظرت للصحن بيده يتبعها رفع كتفيها بدلال قائلا:
-اكلني !!!...
ابتسم على دلالها الذي لا يزيده الا عشقا لها فقام باختيار حبة حمراء يقربها لشفاهها بهدف اطعامها بنفسه حتى تناولتها لتشهق فجأة عندما تبع تناولها قبلة خفيفة فوق ثغرها الصغير ..ابتعد عنها ينظر لفمها بسعادة حقيقية يسألها سؤالًا حيره كثيرا مع استمرار اطعامها :
-صحيح يا شيراز !!اشمعنى الاحمر ؟
عقدت حاجبها بتساؤل مع ثبات ابتسامتها الخلابة فاكمل حديثه :
-مش ملاحظة انك متعمدة تختاري كل حاجة باللون الاحمر رغم انك عارفة ان اللون ده بيضايقني ...
نظرت له نظرة ماكرة مع ازدياد اتساع ابتسامتها فوق شفاهها فاجابته بغنج انثوي :
-بالعكس ..معلوماتي غير كده ...
كان دوره لعقد حاجبيه في تساؤل عما تقصد ..فشاهدها تختار حبة توت وترفعها لفمه بدلال لتكمل بثقة :
-معلوماتي انك بتعشقه ..وان اللون ده بيثيرك جدا ..عشان كده بتظهر دايما بالعكس ..وما بتحبش تشوفه...عشان ماتضعفش.....
-عرفتي كل ده منين ؟...
غمزت له باحدى عيناها مع احاطة عنقه بذراعيها :
-ده سر يا باشا ..انت بتقلل من قدراتي ؟!..
اندفع يحتضنها بشوق عارم لا يصدق المرحلة المتقدمة التي اضحت عليها معه ..لقد اصبحت تعرف كل خباياه واسراره ..اغمض عينيه بقوة يستمتع بها براحة غريبة ..خرجت سبه من بين اسنانه اجفلت على أثرها عندما صدح صوت هاتفه الشخصي ليبتعد بتذمر غاضب عنها ينظر لهوية المتصل .ليتبدل حاله في لحظة من التذمر للقلق والتوتر الذي لا يخفى عليها حتى قال وهو يتحرك من جوارها على عجالة مع تركه للصحن بين يدها :
-ده ..!!!!ده شغل ..!!!!هرد على المكالمة بره واسيبك تغيري هدومك عشان اوصلك ...للجامعة ...
عقدت حاجبها باندهاش كادت ان تبلغه ان اليوم يوم الجمعة ..فوجدته ينصرف على عجالة مريبة خارج الحجرة يحمل هاتفه قبل ان يسعها التوضيح ...
سألت نفسها بصوت مسمع :
-ماله ده ؟!..هو انا ناقصة جنان ياربي ...
...............
نهاية الفصل التاسع والثلاثون


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-20, 11:15 PM   #104

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل كان جميل 💞💞واخيرا شيراز حققت حلمها وتممت جوازها مع حازم معناه انها حبته وهو شخص مهم ومميز في حياتها بس خايفة من الي مخبيه ياترى هو ايه معتقدش انه بيشتغل في الممنوعات لانه شخصيتة مابتدل على كدة انسان معطاء وكريم ..مالك يبطل جنانه ويهتم بإبنه اما امينة فالغلط كله منها بعني شيراز قالت لها سر تقوم تفضحها وتخلي مالك يتعشم تاني انها ترجعله وبعدين تقوله لا حرام ودي متجوزة طب كانت قالت لنفسها الاول الكلام ده بدل ماتروح تقوله ان وحدة متجوزة لسة بتحبك حتى لو قصدها خير هي غلطت غلط كبير ..حتى مرواحه للمستشفى كان غلط كان احترم جوزها مش يقول انا كنت جوزها قدام جوزها دي انانية ومن الرجولة انه يحترمها طالما تحمل اسم راجل تاني ..متشوقين نشوف ايه الي مخبيه حازم بس يارب ميكونش يضره 😞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-20, 10:37 PM   #105

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل روعه.... ياترى حازم مين بيهدده اتوقع شيراز مش راح ترجع لمالك لانها حبت حازم..... بانتظار الفصل القادم لا تطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-20, 07:37 PM   #106

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الاربعون


الاربعون

—————



بعد شهرين

.......

تمر بين الاروقة كعادتها تحاول تفادي طلاب كليتها ..حتى وصلت امام باب مكتبه فوقفت تضبط من وضعية ملابسها ونظارتها التي تخفي الكثير من ملامحها ..طرقت الباب عدة طرقات محسوبة يتبعها فتحها له لتتقدم بثقة معتادة عليها تتقدم امام مكتبه تقول برسمية :

-صباح الخير يا دكتور ....

كانت اعينه تراقب تفاصيلها منذ الوهلة الاولى لدخولها بنظرة غريبة عليها تزيد من توترها ..اراح ظهره لكرسيه يجيبها :

-صباح النور يا آنسة.....اتفضلي !!...

خطت خطوات بسيطة مع بقاء باب الحجرة مفتوحا عن عمد تردف مع تقديمها لما بين يديها :

-البحث اللي حضرتك طلبته مننا ..اتفضل !!!

امسك بملفها ووضعه امامه باهمال يسألها بفضول شديد :

-بقالك اربع ايام ما بتحضريش ليه يا آنسة؟؟؟؟؟.....

عقدت حاجبها مع ضبطها لوضعية نظارتها الشمسية فوق وجهها:

-وحضرتك عرفت منين ؟..مع ان الايام دي ماكانش في محاضرات لحضرتك ؟!...

-لان سألت عليكِ وعرفت انك مش بتحضري ...

رفعت حاجبها بتعجب فاكمل بطريقة آمرة:

-اقفلِ الباب ..وتعالي اقعدي عشان محتاج اتكلم معاكِ في موضوع مهم.........

........



بعد لحظات كانت تجلس امامه بتوتر بالغ من قوة صدمتها لطلبه المباشر ..ظلت تحك جبهتها تتسأل هل طلب منها التقدم لها ؟!..ام تهذي .؟!..كيف ستجيبه ؟!..فهو معذور لعدم معرفته بزواجها ..قالت بتلعثم دكتور "طارق "الحقيقة انا !!!!..انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه ؟..انا ...انا متجو.....!!

قطع حديثها رنين هاتفها الشخصي فنظرت له معتذرة بان تجيب مكالمتها ..اتخذت نفسا ملأت به رئتيها ثم اجابت بكلمات مختصرة تحت اعين ذلك المراقب الفضولية :

-ايوه ياحازم !!!.انا عند دكتور طارق بسلم البحث ..

رفعت عيناها بتوتر لذلك المراقب فاجابته بتوتر :

-اطلع فين ؟...ليه ؟...انت فين بالضبط ؟!...

اغمضت اعينها بقوة كادت ان تفقد اعصابها من محاصرته لها فزفرت بضيق تنهي الحديث :

-حاضر ..ثواني بس ....

اغلقت الهاتف تنظر لدكتورها المضيق اعينه في تركيز واضح لمكالمتها حتى قطع صوته الصمت المقبض يتساءل :

-مين حازم ده ؟!....اخوكي ؟!....

رفعت اصابعها تزيح خصلة شعرها خلف اذنها ارادت انهاء تلك المهزلة سريعا فاردفت بشجاعة :

-لا ..حازم يبقى .....!

مرة اخرى قطع حديثها رنين هاتف مكتبه تلك المرة فتجده يقف من مجلسه بعد انهاء المكالمة يقول برسمية :

-معلش نأجل كلامنا ...العميد طالبني ..وانتِ فكري في الموضوع اللي عرضته عليكِ ..وما تنسيش دي فرصة اي زميلة ليكِ تتمناها ...
..........



ظلت تزفر بقوة باعصاب محترقة لقد امرها بالخروج له وها هي في انتظاره منذ مدة ولم تجده ...استمعت لرنين هاتفها المميز فرفعته على اذنها تجيبه بغيظ :

-هو ده اللي منتظرني بره ؟..بره فين ؟!..

على الجانب الاخر حاول كتم ضحكته بقوة ليجيبها برسمية شديدة يخبرها :

-انا عند العميد ..ثواني واكون عندك !!!!..

اغلق الخط بوجهها سريعا تاركا اياها تنظر للهاتف بعته تهمس بغباء :

-هي ايه حكاية العميد انهاردة مرشوش عليه سكر وانا ما اعرفش؟!...

............

وقفت تشاهد فتح باب حجرة العميد يليه خروج عاشقها بوقاره الذي يذهب العقول كما سرق انتباه طالبات جامعتها باناقته وعطره الأخاذ يليه خروج دكتورها ...استقر امامها بعد خطوتين ينحني يقبل رأسها يقول :

-اتأخرت عليكي ياقلبي ....

ارتبكت مما فعلا داخل حرم كليتها ..فتلاحظ بعدها مراقبة الاعين المحيطة لها منهم دكتورها مما جعلها تردف بضيق من تصرفاته:

-حازم !!..انا في الكلية ما ينفعش اللي بتعمله ده ؟!...وكمان انت ايه علاقتك بالعميد؟!...

رفعت نظرها تنظر اتجاه الصوت الذي اخترق صوتها يقول :

-استاذ حازم ..انا دكتور طارق كنت مع حضرتك جوه عند العميد من شوية...

-اهلا دكتور طارق !!!....

قالها حازم بخشونة وحدة لم تخف عن شيراز المراقبة لهما تمرر نظرها بينهما خوفا من يعرض طارق على حازم طلبه الذي عرضه منذ لحظات فقطع تفكيرها صوت طارق اللزج :

-كنت حابب اتكلم مع حضرتك في موضوع يخص الآنسة شيراز ..فحابب اخد موعد من حضرتك في البيت لان المكان هنا غير مناسب..

شعر حازم بأناملها التي ضغطت على كتفه ليترجم عقله تصرفها البسيط لتوترها ..باتت شيراز شفافة له في ابسط تصرفاتها ..لمحها بجانب عينه تمرر نظراتها بينهما بتوتر فابتسم بنزق ابتسامة مختصرة وقد وصله اشارات اخترقت عقله لحقيقة هدفه فقال بكبرياء وهو يرفع ذراعه يحيط شيراز به يدخلها بحضنه امامه بتعمد :

-تمام بنتظر حضرتك في الفيلا واهو تحضر معانا حفل عيد جوازي انا وشيراز ....

انفرجت شفتي طارق فيبدو لم يستوعب ما سمعه للتو فتنحنح مستفهما لعله سمع خطأً:

-عيد ميلاد مين؟!

رفع حازم رأسه يصحح كلمته ببطء مقصود :

-عيد جوااازي يادكتور ..انا وشيراز !!!!!

...................

واقفا وسط ساحة الفندق الخاص على وجهه ابتسامة رضا تزين وجهه القمحي بيده هاتفه فوق اذنه يقول بامتنان للطرف الأخر :

-مش عارف اشكرك ازاي يا اسماعيل ..نردها لك في خدمة قريبة...

اسماعيل :

- ياريس انت جيت لي نجدة انا ما كانش ليا مزاج اطلع الطلعة دي ..انت عارف مراتي على وشك ولادة وما صدقت انك طلبت مني ان اعتذر وتطلع بدالي ..انا اللي مفروض اشكرك ....
.............



جلست ترتشف العصير البارد الذي تم تقديمه لهم عند وصلهم كتحية استقبال

للفوج الجامعي ..فقطع استمتاعها بالمشروب صوت كريم زميل فرقتها :

-احنا هنفضل كتير كده ؟!..مش المفروض الفندق يكون عارف اننا على وصول الواحد عايز يفرد جسمه ...

اجابته شيراز بروتينية وهي تمرر عينيها بين الطلبة والطالبات من الفرق الاخرى :

-ما تستعجلش اكيد في حاجة يخليهم يتاخروا كده ...

تحرك "كريم "من مجلسه يخبرها وهو ينصرف على عجالة:

-هروح اشوف شكلهم بيوزعوا مفاتيح الاوض...

-استنى جاية معاك ....

قالتها شيراز وهي تتبعه تسحب حقيبة ملابسها الصغيرة فوق الارضية المصقولة بيد واليد الاخرى مشغولة بهاتفها تحاول الاتصال به تطمئنه لوصولها فتقترب بخطواتها الواثقة لذلك الجمع المنتظر بساحة الاستقبال ..كان عقلها مشغولا بالاطمئنان على وصوله للبلدة كما اخبرها ...تداخلت الاصوات حولها وبدأت تنتبه لتوزيع الحجرات وسماعها صوتا مألوفًا لها يخترق حواسها ..لن تكذب اذناها!!! ..صوتا كانت تعشق صاحبه ..صوتا كان يلعب باوتار قلبها ومازال ..بدأت تحاول دفع الطلبة من امامها في محاولة منها التأكد من شكوكها حتى كانت الصاعقة الكبرى لها عندما تلاقت اعينهما واختفت الاصوات من حولها الا من صوته تلاقت اعينها الصدومة بعينيه البنية الساخرة ..ساخرة!!!..ماذا يفعل هنا ؟..وكيف علم بوجودها ؟!..هل كان يتتبعها ؟!..ام..ام..!..ما هذا العته الذي اضحت عليه ؟!..نظرت بجواره لتجد وجهها مألوفًا لها بزي رسمي يقترب باتجاهها بابتسامة صادقة فتقول بترحيب حار :

-مدام شيراز اهلا بحضرتك !

حركت اعينها المصدومة ليدها الممدودة فبادلتها التحية بروح مسلوبة وعينيها عادت تراقب من يقوم بتنظيم زملائها وتوزيعهم بأماكنهم لتسمع صوتها مرة اخرى يقول برزانة :

-حضرتك اكيد مش فاكراني ..لاننا اتقابلنا في ظروف مش كويسة في الشركة ....انا "نورهان "مديرة العلاقات العامة بشركة (......)للسياحة اللي حازم باشا صاحبها ...

نظرت لنورهان مرة اخرى وهزت رأسها بالايجاب ببطء وحاولت اخراج حالها من صدمتها واستعادة تركيزها :

-اهلا وسهلا ..معلش مش فاكرة اوي ..بس انتو !!..اقصد انتي بتعملي ايه هنا؟..

اجابتها نورهان بطريقة لبقة يشوبها بعض الحبور :

-حضرتك الشركة بتاعتنا هي المسئولة

عن تنظيم الرحلة دي بأوامر من حازم باشا شخصيا ....طبعا احنا استغربنا في الاول لان شركتنا مش بتتعامل الا مع الافواج السياحية اللي جاية من بره ...بس كده الرؤية وضحت لنا ...

عقدت حاجبها من كلماتها الاخيرة فوضحت "نورهان "حديثها بابتسامة راقية :

-اقصد اهتمام حازم باشا بالرحلة دي بالاخص ..اكيد طبعا عشان حضرتك ...

اشارت لها الاخيرة بيدها اتجاه العدد القليل المتبقى من الطلبة امام "مالك تحثها للتقدم "فمررت عينيها على ملابسه لتلاحظ ارتدائه لملابسه الرسمية السوداء وربطة عنقه اسفلها قميصا ابيضا ...مع شارة ذهبية منقوش بها اسمه فوق سترته ...صعودا لوجهه التي اشتاقت له ..ولكنها نهرت نفسها سريعا على منحنى تفكيرها وتذكر نفسها بما صدر مسبقا منه ....فسمعته يردف بسخرية واضحة لسمعها:

-حمدلله على السلامة يا ....مدام !!!....

رفعت انفها تعامله كزوجة رب عمله بطلب منه باستعلاء:

-مفتاح الاوضة يا .......!!!

لحقتها نورهان تكمل عبارتها :

-مستر مالك يافندم!!اسمه مالك !!..

اجابتها بكبرياء مهملة الاخر .. اقسمت انها رأت نيران رأسه تخرج من اذنيه من اسلوبها :

-معلش يانورهان ..خلي التعارف بعدين مش فاضية للكلام ده و ياريت تعرفيني مكان اوضتي لان هموت واخد (شاور )...هلكانة من الطريق ..

ألقت نظره جانبية عليه اثناء سيرها بكبرياء ...استشعرت للحظة انه سيدق عنقها بكفه القابضة جانبيه غيظا ...
.................



ألقت بجسدها فوق الفراش بعد حصولها على حمامها السريع تنظر للسقف تحاول ترتيب افكارها من البداية ...اسئلة كثيرة تطحن رأسها ..هل وجوده في المكان مقصود ؟..لقد علمت مسبقا من امينة عمله بمحض الصدفة بشركة حازم السياحية وهذا يبرر وجوده اثناء الحادث ..ولكن هل يعلم حازم بوجود مالك معها الان؟..لا ..لا من المستحيل ...غير معقول ان الصدفة تلعب بدورها بهذا الشكل المخيف ..اثناء تفكيرها جحظت عينيها فجأة وانتفضت جالسة تحدث نفسها بصدمة عندما استنتجت هوية من اخبره بوجودها في تلك الرحلة :

-يابنت اللذين يا امينة !!!!..اما ربيتك !!!!

...

ابعدت الهاتف عن اذنها تتفادى صراخها من الجهة الاخرى تقول مهدئة في محاولة كتم ضحكاتها :

-طيب انا مالي ..بتشتميني ليه ؟..

قفزت من فوق فراشة جالسة على عقبيها تردف بغيظ:

-اشتمك ؟..اشتمك بس ؟!..ده انا هقتلك ..تبيعيني ليه ؟..بتوصلي ليه تحركاتي ....انا اللي غلطانة ان وثقت فيكي تاني ..

اعتدلت امينة في جلستها تجيبها بهدوء وتأثر :

-شيراز !!.انتِ لسه زعلانة مني بعد اللي حكيته ليكي ..لسه ما سامحتنيش مش كدة؟ ..والله انا ماقولت حاجة هو اللي سمعني وانا بكلمك قبل سفرك وعرف من الشركة ميعاد سفر الفوج ..

-عموما وجوده ما يفرقش معايا .."مالك "بالنسبة لي حاليا موظف بيشتغل عند جوزي ..وياريت تبلغيه ان ماينساش الكلام ده ...

اجابتها امينة بحزن تملكها :

-حاضر يا شيراز ..ربنا يوفقك...

..................


اغلقت امينة هاتفها وظلت تنظر له بوجوم ..هل من الصواب ما تفعله في محاولة لمجرد محاولة بسيطة تعلم فشلها مسبقا في ازالة الحواجز الصلبة بينهما ؟ ..محاولة رأب الصدع !! ..كمجرد محاولة ...

شردت فيما حدث منذ اكثر من اسبوع بينهما ...عندما اخذتها قدميها لمسكنها لتستقبلها خادمتها وإبلاغها بعدم عودتها من جامعتها بعد .. فظلت منتظرة عودتها من الخارج لتتفاجأ الاخرى بوجودها داخل بيتها منتظرة اياها باعصاب محترقة ولكن ما اذهل امينة استقبال شيراز لها بترحيب رسمي ...لقد كانت تتوقع طردها على الفور ..وبعد ان قصت عليها حقيقة زواجها من مالك كانت تتوقع تبدل ملامحها للصدمة والاندهاش الا انها ظلت على نفس ملامحها الثابتة ..لم تهتز ولم تتغير ..ظلت تنظر لها بوجه صلب لتصدمها بجملتها الحاسمة :

-خلاص يا "امينة "مابقاش ينفع اي تبرير ..اللي حصل حصل ..انا و"مالك" عُمر طريقنا ما هيبقى واحد ولا كان واحد ..يمكن اللي حصل ده كله حصل عشان افوق لحياتي والسنين اللي بتضيع من ايدي ..انا المفروض اشكرك مش ازعل منك .....
..................



جلس باعصاب محترقة يدخن اخر سيجارة يمتلكها حتى اخر نفس بها ليلقي بها باهمال بجوار اقرانها بالمطفأة الكريستالية بضيق يقول بضيق :

-خلاص انا مش قادر اكمل ..انا منسحب من اللعبة دي ..

قارعه "الثعلب "بحدة :

-احنا مش بنلعب يا باشا ...مافيش حاجة اسمها مش هكمل ..مش لعب عيال هو ...

رفع حازم نظره بضيق :

-انت عارف يعني ايه يهرب ويختفي وما نعرفش نوصل له ؟!..مش معقول باتصالاتكم مش عارفين مكانه ؟..

الثعلب:

-احنا مش ساكتين ..بس خليك عاقل ولو جالك معلومة لازم تبلغنا فورا ...

هز رأسه بكسرة وقد اثقله الهموم في البداية عندما خطا خطواته وسط النيران لم يعِ انه اوقع نفسه في فخ يبتلعه ويبتلعها معه....



.......................




جلست تتناول طعام غدائها بمطعم الفندق بذهن شارد وقلق يعتريها من عدم رده على اتصالاتها لينتهي بها الامر لترك رسالة صوتية تطمئنه على وصولها ...شعرت بحركة بجوارها فرفعت اعينها لتجد تلك التي تدعى "نورهان"تقف امامها باحراج تستأذن منها الجلوس لعدم وجود اماكن شاغرة فتدعوها شيراز لمشاركتها طاولتها ..

فتردف بعدها بشكر خالص:

-شكرا مدام شيراز ..ماكنتش حابة اتطفل عليكي ..

ابتسمت شيراز ببساطة فاردف بهدوء :

-اولا ما فيش شكرا لان اي حد في مكاني لازم يعمل كده ..ثانيا بالله عليكي بلاش مدام دي بتحسسني ان مركبة طقم اسنان...

صدحت ضحتك نورهان تجيبها :

-لا مش معقول دمك خفيف كمان ..هههههه...

قطعت ضحكتها تقول :

-مالك شكله هو كمان مش لاقي مكان ..

فاشارت له من بعيد حتى انتبه لها واقترب حاملات صحنه ..وقام بالجلوس امام شيراز في المقعد المقابل لها دون استئذان يقول بسخرية :

-ازيك يا مدام ..يارب تكوني اخدتِ الشاور اللي كنتِ محتاجاه !!..

تعجبت نورهان من طريقته الفظة لتتدارك الامر تقول :

-احم ..قولي لي بقى اقولك ايه بدل مدام اللي مش حاباها دي ...

امسكت شيراز بشوكتها تضربها بقطعة من الخضراوات وتقول باسلوب مغيظ له :

-قولي لي يا شيرو..اصل بموت في الدلع ده ....

اجفلته كلماتها فرفع عينه عن صحنه يشاهدها تتناول طعامها ببطء شديد مع تثبيت نظرها عليه بتحدي ..شق صدغه ابتسامة هادئة حاول وأدِها قبل الظهور ..لاحظت هي ابتسامة الرضا على وجهه فارادت صرعه في تلك اللحظة فاكملت بغنج ونعومة مقصودة :

-اصل "حازم حبيبي بيموت في الدلع ده ..مش بينادي لي الا بيه ..

اجفلته كلماتها للمرة الثانية ولكن بشعور مختلف شعور قاتل من الغيرة التي تنهش صدره ..رأىَ على وجهها نظرة شماته واضحة بعينيها لقد طعنته في مقتل ...

تدخلت "نورهان "المغيبة عن رسائل الاعين بينهما :

-بصراحة بصراحة بسم الله ماشاء الله ..أنتِ تستاهل فعلا ..وشكل كمان حازم باشا بيموت فيكِ ..

-جدا جددددا يا نورهان ..ما تتخيليش بيعمل معايا ايه ؟!..بيخاف عليا جدا وبيغير جدا جدا .لو شاف حد بس بص لي بعينه ...تخيلي موظف لي حارس شخصي ..و..

ضرب الطاولة بقبضة يده المضمومة يقول بضيق :

-ممكن يا "نورهان "تشوفي الناس المسئولة الرحلة البحرية وتشوفيهم جهزوا ولا لا ...!!..معلش انا شايف انك خلصتي اكل وانا لسه ...

هزت رأسها بالموافقة وشعرت بوجود امر مريب يطفو بالاجواء فتحركت بعد ان استأذنت المغادرة تاركه اياهما يتبادلان نظرات قاتلة متحدية ...

ليقول من بين اسنانه :

-شيرو !!!..بقى حازم السلماني الجحش ده بيقولك شيرو ؟!..وسعت اوي منك دي يا شيراز ....

رفعت اعينها له بهدوء تمضغ طعامها برتابة لتجد نار الغيرة تنطلق من اعينه فقالت له بطريقة مهينة :

-اسمي مدام شيراز ..ما تنساش نفسك يا مستر !!!....

قبض على ملعقته بقوة يحاول تمالك غيظه منها يجيبها ببرود مماثل وهو يكمل طعامه:

-مش هنسى يا مدام !!..ومش هنسى اني شغال عند جوز حضرتك الجحش !!!..

انتفضت من جلستها تحذره :

-احترم نفسك ولتاني مرة بقولك ما تنساش نفسك يا ....!!!....

ختمت جملتها بضحكة ساخرة ..وعادت تتناول طعامها بتجاهل متعمد له ..حتى سمعته يأمرها بين اسنانه بحدة :

-دلوقت "نورهان "هتيجي تعرض عليكي رحلة باليخت ..قولي اي حاجة وتعتذري عن الرحلة ..فاهمة!!!!

نظرت بذهول مما طلبه ماذا يظن حاله ليتحكم بها ..انه لا شئ بالنسبة لها !...فاراحت ملعقتها وشبكت اصابعها اسفل ذقنها تردف بسخرية :

-وده من ايه ان شاء الله ؟!..انت بتديني اوامر...انت........

قاطعها بتحذير :

-اسمعي الكلام انا مش عايز وجع دماغ وقلق ..انا مش هقدر اطلع اليخت ...

-عنك ما طلعت !!!..انا مالي بيك !!ان شالله عنك ما طلعت ...

زمجر بغضب من حديثها اراد ضرب راسها بصحنها ليتلطخ وجهها انتقاما منها ..قاطعتهما" نورهان "موجهه حديثها لشيراز :

-انا كتبت اسمك في الرحلة البرايڤت ..هنطلع في نفس اليخت...

نظر اليها نظره محذره ان تقبل فبادلته نظرته بتحدي سافر تخبرها وهي ترمقه بنظرات نارية:

-شكرا يا نورهان ماتعرفيش كنت منتظرة الطلعة دي ازاي !!!!
................



فوق اليخت البحري..

...............

-انت غريب اوي يا "مالك "ما دام مش حابب تطلع معانا ايه اللي طلعك ؟!بدل ما انت قاعد ضارب بوووز شبرين كده!

قالتها نورهان متعجبة من حاله المنقلب عندما رفض في البداية مرافقتها وسرعان ما بدل رأيه ليرافقها ...

-مافيش يا نورهان كل الحكاية ان بيجي لي دوار بحر ..

عقدت حاجبها بتعجب واضح تنظر لهيئته العامة:

-دوار بحر !!!..جديدة دي ههههه !!..ازاي وانت كنت طيار ...

-دي نقرة ودي نقرة !!

كانت عينيه تتبعها حيث تتحرك تراقب كل خلجاتها من ابتسامة لعبوس حتى وهي تحاول رفع خصلاتها المتمردة عن اعينها ..راقب حديثها الجانبي لذلك المراهق الذي يدعى "كريم" ..كأنها تعرفه من سنين عدة ..فصدحت منها ضحكة خافتة وصلت لمسمعه ...قطع عليه تركيزه جلوس" نورهان "بجواره مرة اخرى بعد ان جلبت شئ تأكله سريعا تردف بحيرة :

-هو انا ليه حاسة انك عارف شيراز من قبل كدة...

نظر اليها منتبها لحديثها فتكمل موضحة :

-في حاجة مش عارفة افسرها ..مثلا حاسة انكم عملين زي القط والفار او في حاجة مش عارفها ...غبية انا صح ؟!...

ابتسم مالك بتحفظ وادار رأسه عنها يراقب فراشته بقلب موجوع فقال بعد دقائق يريحها :

-لا مش غبية يا نورهان ..أنتِ صح !!..

بدأ يلاحظ تجمع الطلبة والطالبات بجوارها يبدأوا في التصفيق تدريجيا مع ضحكها المتواصل فانتقلت في لحظتها عدوي ضحكها له ليبتسم ببشاشة على ضحكتها ..تحرك من مجلسه يقترب من العدد الذي يحيط بهما ويصفقون باستمتاع لغناء ذلك الشاب الذي يغني بطريقة مضحكة رغم روعة صوته مع ادائه لبعض الحركات الفلكلورية المضحكة وتطوع احد الشباب ايضا بتقليد رقص هند رستم كما فعلها هنيدي بفيلمه :



يا مهوّن هوّن هوّن

هوّنها وقول.. يا مهوّن ..هون على طول

وتروح بلدك ياغريب

وتلاقي على البر حبيب

مستني يقولك سلامات



تلاقت اعينهما للحظات مع كلمات الاغنية لقد مست وتر حساس بداخله وتأكد من تأثرها هي الاخرى عندما رفعت عينيها لتتلاقى اعينهما في حديث صامت



يا مسافر بين ضلمة ونور

ومبحًّر ومعدّي جسور

خد بالك ..الايام ح تدور

وتروح بلدك يا غريب

وتلاقي ع الشط حبيب

مستني يقولك سلامات



رمشت باعينها باضطراب عندما وصلتها رسالة الكلمات بدقة تؤكدها عينيه المبتسمة ....انها مهما سافرت وبعدت لا مفر من هروبها منه وعودتها له امر حتمي ...بدأت تنسحب من وسط الجمع تنفرد للحظات بحالها بعيدا عن الضوضاء بمؤخرة اليخت تنظر لمشهد البحر البديع امامها ولكنها كانت في حالة لاتسمح باستمتاعها بالمكان قد كانت تنهر نفسها بشدة عما دار بعقلها منذ لحظة ..

شعرت بجسد ساخن خلفها قريب منها بطريقة خطرة انتفضت لتصدم من موجود دكتورها بهذا القرب المشين ..فتراجعت خطوتان لتترك مسافة آمنة بينهما تردف بضيق :

-دكتور طارق في حاجة ؟!..

مرر عينيه الجائعة فوق جسدها بطريقة مخيفة يجيبها وهو يتفحصها بدقة :

-شفتك اخدتي جنب بعيد عن الدوشة قولت اجي اقف معاكِ شوية ..ده يضايقك ؟!..

ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت للبحر امامها تجيبه باختصار :

-لا ما يضايقنيش طبعا ....

ابتسم ابتسامة ماكرة يمرر نظره عليها مرة اخرى عليها فتوقفت عينه على منطقة معينة بجسدها يهمس بطريقة مقززة :

-حلو اوي دي ...

التفت تنظر لاتجاه نظره لتجده يتأمل صدرها الذي يزينه سلسالها بجوع فرفعت يدها بسرعه تمسك بطرف قميصها القطني المغلق بتوتر تسأله بخوف :

-هو ايه ده ؟

رفع اصابعه بجرأة غريبة يسحب سلسالها بين اصابعه يجيبها بخبث:

-السلسلة طبعا اومال فكرتي ايه ؟!...

شكلها جميل بس اشمعنى اخترتي راقصة باليه...

سحبت طرف سلسالها بضيق :

-السلسلة هدية ...من جوزي !!

كأنها بتلك الكلمة تذكره بانها متزوجة كما علم من قبل فازدادت ابتسامته الكريهة :

-بصراحة ليه حق يتهبل عليك ...ويوصي عليكي التوصيات دي ...أنتِ عاملة زي حتة البسكوتة الناعمة اللي محتاجة تتاكل ...

ابتلعت ريقها بتوتر تنظر حولها لعل تجده يراقبها مثلما يفعل وينجدها لقد ترجمت اشارات عقلها انه يتم التحرش بها لفظيا ولكنها خافت ان تكون بالغت في استنتاجها ..قرب انفه منها وهومغمض العينين يستنشق رائحتها بطريقة مبتذلة ثم سألها بابتسامته اللزجة :

-برڤانك رائع ...اسمه ايه ؟

اجابته بضيق وقد بدأت تنفلت اعصابها منه :

-انا مش حاطة( بيرڤين )ده ريحة الشاور عن اذنك ...!!!

كادت ان تتحرك فامسكها من ذراعها يمنعها بقوة فارتدت لا اراديا لصدره بفعل اهتزاز المركب وسط المياة فهذا جعلها تواجه صعوبة في الارتكاز على ساقيها ..حاولت دفعه فثبتها من كتفيها يقول بصوت متقطع لاهث :

-أنتِ مش عايزة تقفي تتكلمي معايا ليه ؟!..انا ضايقتك في حاجة ...؟!

-ابعد عني ..ما يصحش كده ..ما تخلنيش اقدم شكوى في حضرتك عند العميد ...

ضحك ضحكة مختصرة تدل على سخريته :

-هو انا عملت حاجة ؟!..عشان تشتكي ...كل ده عشان بهتم بالطلبة بتوعي...

-في حاجة يا دكتور !!!!!!...كلمات بسيطة كان لها الاثر المختلف على كلاهما ..شعرت بالسعادة البالغة لظهوره في الوقت المناسب لينقذها من براثنه ..والتوتر والقلق كان من نصيب دكتورها ..

ابتعد عنها يقارعه بحدة :

-في حاجة انتَ؟!....

اقترب مالك بخطوات متزنة واضعًا كفيه بجيوبه ينطق بثقة:

-اه في !!...في ان مدام شيراز تبقى مسئوليتي من بداية الرحلة لاخرها ...

-وده من ايه ان شاء الله ؟..انت صفتك هنا مرشد لينا في الرحلة دي واي حاجة تخص الطلبة بتوعي ما تخصكش...

ابتسم مالك بطريقة كانت مستفزة للاخر:

-حضرتك ناسي ان صاحب الشركة اللي انا شغال فيها واللي بالمناسبة يبقى جوزها متكلف بالتكاليف الرحلة دي و هو اللي مكلفني بحراستها ورعايتها لحد ما ترجع ..وبما اني شايف تجاوزات من دكتور جامعة محترم زيك ..فده كفيل يخليني اقلبك في البحر اللي وراك ده ....فياريت خلي الرحلة تعدي على خير وما اشوفكش ناحيتها تاني عشان ما تندمش قدام الطلبة بتوعك ...ده اخر تحذير !!!

نظرت له بامتنان لما قاله لقد انقذها في اخر لحظة من بين يده ...



جذبها بحدة من ذراعها بعد انصراف ذلك اللزج بغضب يتوعد له ..سار بها فوق القارب

متمسكا بها بقوة حتى وصل لمكان يخلو من الطلبة في مؤخرة القارب

يضرب جسدها بقوة خلفها يصرخ بوجهها من بين اسنانه :

-أنتِ ازاي تسيبيه يمسكك بالشكل المقرف ده؟ ..ردّي كنت هتسبيه يعمل ايه تاني يا مدام ؟!...

ابتسامة ساخرة زينت محياها حتى اجابته بنزق:

-يعمل اللي يعمله انت مالكش تدخل في حياتي ..وكمان انت ايه اللي مضايقك ما انت بتعمل نفس اللي عمله من شوية ....

تراجع مالك بوجهه مجفلا من كلماتها فانتقل نظره ليديه الممسكة بكتفيها من يراهما من بعيد يعتقد انهما عاشقان يختلسان اللحظات حتى يهيمان عشقا.. ابتلع ريقه بتوتر وحاول جذبها مرة اخرى اتجاهه فسمعت صوت تمزق اجفلها لتكتشف تمزق جانب قميصها القطني بسبب شئ معدنيا بارزا خلفها ليظهر من اسفله جسدها بوضوح دفعته تتحرر منه صارخة :

-عجبك كده التيشيرت اتقطع بسببك امشي ازاي دلوقت وسطيهم ...

ارتبك عندما شاهد جزء كبير من جسدها اسفل القميص المتمزق فتلفت حوله مرتبكا يمسح فوق خصلات شعره وشاهد منها ما اثار غضبه فقد جمعت قميصها بجانب خصرها في عقدة جانبية لينكشف خصرها ويتعرى بطريقة فجة ..فنهرها قائلا :

-انت متخيلة ان هسيبك تمشي قدام الناس عريانة ووسط باين ..ده يبقى اخر يوم في عمرك...

كلماته داعبت قلبها الصغير سعدت لغيرته ولكن مرة اخرى عادت تقارعه فهو لا يحق له التدخل في تصرفاتها :

-انا حرة ..اعمل اللي عايزاه ...واخر مرة بحذرك ...انت ........!!!!!

-انت موظف عند جوزي ...

اكملها "مالك "بدلا منها ساخرا ..ولم يمهلها الرد او المقارعة فرأته ينزع عنه قميصه الصيفي ذو الازرار المفتوحة يحيطه بها بأمر واضح منه:

-البسي الزفت ده ومش عايز اسمع نفس منك ..تعالي....!!!

جذبها من يدها بقوة تملكية مع محاولتها التحرر من كفه بضيق واضح حتى انزلها للداخل ووقف ينظر للممر الضيق يبحث بعينه عن هدفه حتى وجده فقام بجذبها مرة اخرى حتى وقف امام باب خشبي صغير ..وعند تلك النقطة حرر كفها لتنفلت منه بضيق قائلة :

-انت متخلف ..انت شكلك اتجننت يا مالك ازاي تعمل معايا كده ؟...

نظر لها بقميصه القطني الاسود الذي يظهر تفاصيل جسده وعضلاته بوضوح ..لاحظ نظراتها لجسده فاراد مضايقتها بشدة :

-ايه وحشتك ؟!...

اجفلها سؤاله الساخر فاكمل آمرًا :

-اتفضلي ! ..ادخلي الحمام اقلعي التيشرت بتاعك والبسي ده ....

بحركة سريعة قام بخلع قميصه القطني الاسود و يمده لها فجحظت عينيها عندما رأته يتعرى ويظهر امامها بسرواله الچينز فقط صرخت به معترضة:

-انت مجنون ...اكيد مجنون...

امال رأسه ليكون في مستواها يواجهها :

-لو مدخلتيش حالًا تغيري هدومك ..هتشوفي الجنان على اصوله يا ..مدام!!!

هربت داخل دورة المياة تغلق بابها بسرعة و تستند بظهرها على بابه تحاول تمالك نفسها ما عساها ان تفعل الان ..؟!..لما لايحررها ويسير قدما بحياته بعيدا عنها كما فعلت وتناسته عمدا

..فتحت عينيها المبللة بدموعها ترفع قميصه الاسود تقربه من انفها تملأ رئتيها بعبقه الذي اشتاقت له ..تعلم ان ما يحدث معها خطأ فادحا في حق "حازم"فهو لا يستحق الخيانة والطعن غدرا ..ويجب عليها استرجاع قوتها وطرد ضعفها واهتزازها امامه ..نزعت عنها قميصها الوردي القطني الممزق وقامت بارتداء قميصه الاسود الذي كان يبتلعها ويصل طوله لفخذها بطريقة مضحكة ..في لحظة شعرت براحة تسري لجسدها عند ملامسة قميصه لجسدها ...
...................



كان يقف متحفزا ومتوترا في آن واحد .خائفًا من هبوط احد الطلبة او الاساتذة ويجدهما بهذا الوضع الشائك المثير للشكوك ..لا يهمه مايظنه الاخرين به ولكن هي ما تهمه ..لن يسمح بان يطالها نظرة اتهام او شك .....

..وضع يديه بخصره ينظر بتوتر لاعلى الدرج المؤدي للصعود اعلى اليخت ..انتبهت حواسه لخروجها فأخذ نفسا عميقا يستعيد اتزانه مرة اخرى ثم إلتفت لها

واستغل تلك الفرصة ليمرر نظره فوق ملامحها البريئة فوجد نفسه يردد بلسانه الناطق بعقل مسلوب مترجيا :

-لحد امتى يا شيراز ؟..لحد امتى هنفضل بنعمل في روحنا كده ..؟..ليه مانحاولش نفتح جروحنا ونطهرها ونبدأ من اول وجديد ...

هربت من نظراته خوفا من ان يشعر باي تعاطف منها اتجاهه ...مد اصابعه يلمس ذقنها يعيد وجهها اليه مرة اخرى يكمل بشوق حقيقي :

-واجهيني يا شيراز انا مستني اهو تواجهيني ..قولي انك كرهتيني من قلبك..زي ما سمعتها في رسالتك ..لو تقدري تبصي في عيوني وتقولي كده اعمليها ....

حاولت دفعه عنها ليبتعد فلامست اصابعها صدره العاري فضربها صاعقا كهربائيا اصاب عمودها الفقري للحظة ..استشعرت ضربات قلبه القوية التي تقول الكثير والكثير اسفل كفها ....

امسك كف يدها الدافع لصدره بتملك واكمل باصرار:

-اهْوَن عندي انك تقولي انك كرهتيني ...على انك تقولي انك عمرك ما حبتيني ...عارفة ليه ؟!..لان دائما الكره بيجي بعد الحب الكبير ...وده في حد ذاته امل ليا ان تكوني كنتِ بتحبيني او يكون في قلبك لسه بواقي حب بسيطة ليا..هكون راضي بيهم صدقيني ...

شجعت حالها حتى تنهي تلك المهزلة للابد فهي لن تعيد النظر في ماضيها المقيت قارعته بحدة :

-ما تعملش لنفسك قيمة ..انت عمرك ولا تكون حاجة في حياتي ...انا عمري ما حبيتك ولا هحبك ..ياريت تريح نفسك لان انا بحب جوزي ...جدااا...

تحركت هاربة من مواجهته بعد ان ألقت بقميصه الصيفي بوجهه فسمعته يردف بقلب محطم وصوت مهتز:

-كدابة !!!..من السهل اوي اعرف انك بتكذبي من عينيكِ ...لو بتحبيه زي ماقولتي !..ليه لحد الان حياتكم واقفة ..

التفتت له فزعه مما يلمح له من بعيد ظلت تنظر له تنتظر توضيح لمقصده فاكمل بتأثر :

-لو كنتِ حبتيه ..كنتِ عشتي معاه حياة سعيدة ..زي اي اتنين متجوزين ما كنتيش رفضتي انه يلمسك ...

تسارعت حدة تنفسها من تلك المعلومة الحساسة التي افشت بها صديقتها المقربة له..همست ببطء شديد من بين اسنانها :

-حقير !!!.

اقترب منها بحرص يحاول تدارك صدمتها يردف برجاء:

-انا عارف ان اللي بعمله ده ما ينفعش ..وعارف انك على ذمة راجل تاني غيري ..بس انا بسترد حقي المسلوب ..اللي حازم سرقه ..حازم ما يقلش عني حقارة لما حط عينه على مرات غيره ..اما استغل كل فرصة وفرصة عشان يضغط عليا وعليكِ وعلى ابويا ..عشان اطلقك وهو يمتلكك...استغل كل الظروف اللي تبعدني عنك ...لو عايزة توصفيني يبقى يليق عليا لقب" مالك الغبي .."مش الحقير .......غبي عشان سلمتك لإيده عشان احميكي ..هو اللي حقير يا شيراز مش انا.....

-خلصت اللي عايز تقوله ...؟!..اسمع مني الكلمتين دول ..والمرة دي هيبقى اخر مرة هسمحلك تدخل في حياتي اللي اختارتها!!! ..انا ..بحب ..حازم !!!

كانت كل كلمة تنطقها تلكم وجهه لكمات متتالية فاكملت باستهزاء بالغ:

-اما بقى عن استردادك لحقك المسلوب ابقى خده في اخرتك....

تحركت مسرعة تنهي الحوار بتركه مصدوما من كلماتها السامة التي اصابت سهامها قلبه بدقه ..شعر بدمائه الساخنة تضخ بسرعة عالية بأوردته وعروقه وصولا لرأسه لتصيبه بنار حامية بالرأس ويزداد على اثرها الدوار الذي لم يبرح رأسه منذ صعوده لليخت نتيجة دوار البحر فلاحظ اختفائها لينتفض قافزا خلفها يلحق به صارخا بعلو صوته :

-شيرااااز!

وصل اليها قبل ان تبتعد فالتفت على صراخه باسمها خوفا من ان يسمع احد ويلفت الانظار ..ولكنها عندما إلتفت رأت وجها غريبا عليها... وجها محتقن دمائه بعيون شديدة الاحمرار منتفخة الاوداج ...ظلت تنظر له بريبة مما هو عليه مع رؤية ترنحه الغريب و محاولته للوقوف ثابتا كما كان منذ قليل ..ولكن ماطرأ عليه جعل عيونها تجحظ برعب حينما شاهدت خط من الدماء الساخنة تخرج من انفه فهمست برعب محذرة :

-مالك !!!!...

رأته يرفع انامله يمسح دماء انفه بجسد مترنح بشدة وعيون زائغة ومع محاولته التشبث بأي شئ وجدته يفشل ويزداد ترنحه حدة ليسقط امامها من اعلى المركب نزول لمياة البحر في لحظة ..صدرت منها صرخة لا إرادية باسمه ..هرولت اتجاه الحاجز تنظر للمياة بروح مسلوبة تبحث عنه بعينيها برعب ..فصرخت مرة اخرى لعل احد ينقذه . ...ترجمت اشارات عقلها سريعا تعرضه لحالة إغماء قبل سقوطه من اعلى المركب ....لتقفز بتهور خلفه بالمياة متناسية سلامة أمانها ...كل ما ترغب فيه انقاذه من الغرق المؤكد .....



نهاية الفصل الاربعون





وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-20, 09:54 PM   #107

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بصراحة مش فاهمة ايه الجنان ده مالك ازاي يسمح لنفسه يعمل كدة لوحدة متجوزة وامينة هانم الي قاعدة بتهيى الجو لمالك انه يتقرب من وخدة متجوزة استغفر الله وشيراز التانية تخون جوزها بمشاعرها ليه وافقت ترجع لحازم وهي لسة بتحب مالك بصراحة الافضل ترجع لمالك بدل ماتخون حازم لانها متستاهلش واحد زي حازم مقصرش معاها وعمل لها كل حاجة كان من الاول لو بتفهم ترجع اول ماشافت مالك بس هي الي عملته غلط وكمان زعلانه انه ممكن تكون بتخون حازم ماهي بتخونه فعلا ومالك سمح لنفسه انه يتقرب ويغري ست متجوزة وبيقول على حازم جحش والله طلعت انت الجحش انا بصراحة دمي فار من الفصل ده كرهت امينة ومالك وشيراز ..معلش على كلامي الفصل جميل بس تصرفاتهم الثلاثة لايمكن حد محترم يقبلها منتظرة الفصل الجاي ياقمر 💞💞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-20, 05:44 PM   #108

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
بصراحة مش فاهمة ايه الجنان ده مالك ازاي يسمح لنفسه يعمل كدة لوحدة متجوزة وامينة هانم الي قاعدة بتهيى الجو لمالك انه يتقرب من وخدة متجوزة استغفر الله وشيراز التانية تخون جوزها بمشاعرها ليه وافقت ترجع لحازم وهي لسة بتحب مالك بصراحة الافضل ترجع لمالك بدل ماتخون حازم لانها متستاهلش واحد زي حازم مقصرش معاها وعمل لها كل حاجة كان من الاول لو بتفهم ترجع اول ماشافت مالك بس هي الي عملته غلط وكمان زعلانه انه ممكن تكون بتخون حازم ماهي بتخونه فعلا ومالك سمح لنفسه انه يتقرب ويغري ست متجوزة وبيقول على حازم جحش والله طلعت انت الجحش انا بصراحة دمي فار من الفصل ده كرهت امينة ومالك وشيراز ..معلش على كلامي الفصل جميل بس تصرفاتهم الثلاثة لايمكن حد محترم يقبلها منتظرة الفصل الجاي ياقمر 💞💞
مساء الخير متابعتي العزيزة

[read][read]سعيدة بجد ان الرواية حازت على اعجابك وانتباهك و رايك يحترم في الشخصيات وان شاء الله بنتظر رايك في النهاية على الشخصيات .

الروايةتعتبر بتغلق ستارها وفي انتظار الفصول الاخير وهنشوف خط سير الرواية هيمشي ازاي

لان الفصول القادمة محتاجة تركيز عالي لحل العقد وفك الالغاز

دمتي بخير
[/read][/read]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-20, 09:11 PM   #109

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والجوري.... تم الحذف مشاركة الفصل ارجو منك إعادة التنزيل....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 12-08-20, 01:28 AM   #110

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل جميل😍 خفت انه يصير شي لمالك صحيح زعلانه منه بس عشان الي عمله مع شيراز ..ياترى ايه نهاية علاقتهم .بتمنى لك التوفيق 💞

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.