آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-20, 01:59 AM   #111

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
مساء الورد والجوري.... تم الحذف مشاركة الفصل ارجو منك إعادة التنزيل....
مساء النور والهنا شكرا لتعبك واسفة على ازعاجك 😘😘


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-08-20, 02:31 AM   #112

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الواحد والاربعون

الواحد والاربعون



وصل اليها قبل ان تبتعد فالتفت على صراخه باسمها خوفا منها ان يسمعه

احد ويلفت لهما الانظار ..ولكنها عندما إلتفت رأت وجها غريبا عليها... وجها محتقن دمائه بعيون شديدة الاحمرار منتفخة الاوداج ...ظلت تنظر له بريبة مما هو عليه مع رؤية ترنحه الغريب و محاولته للوقوف ثابتا كما كان منذ قليل ..ولكن ماطرأ عليه جعل عيونها تجحظ برعب حينما شاهدت خط من الدماء الساخنة تخرج من انفه فهمست برعب محذرة :

-مالك !!!!...

رأته يرفع انامله يمسح دماء انفه بجسد مترنح بشدة وعيون زائغة ومع محاولته التشبث بأي شئ وجدته يفشل ويزاد ترنحه ليسقط امامها من اعلى المركب نزول لمياة البحر العميق ..صدرت منها صرخة لا إرادية باسمه ..هرولت اتجاه الحاجز تنظر للمياة بروح مسلوبة تبحث عنه بعينيها برعب ..فصرخت مرة اخرى لعل احد يسمعها وينقذه . ...ترجمت اشارات عقلها سريعا تعرضه لحالة إغماء قبل سقوطه من اعلى المركب ....ما كان منها الا انها قفزت بتهور خلفه بالمياة متناسية سلامة أمانها ....كل ما ترغب فيه انقاذه من الغرق المحتوم .....

غاصت بعمق المياة الباردة للحظات حتى استطاعت مرة اخرى استعادة اتزانها للصعود فوق السطح بسرعة لتأخذ نفسا كبيرا تتلفت حولها لعلها تجده فتعود مرة اخرى للغوص بطريقة هستيرية وجنونية ظلت تكرر فعلتها بصراخ هستيري حتى لمحته يغوص لقاع المياة واستطاعت اخيرا في الوصول اليه تخرجه لسطح المياة ...انتباهها سعالا حادا مع محاولتها لجذبه معها لتلاحظ فقدان وعيه التام ..كان من الصعب عليها التشبث به بسبب جزعه العاري..صرخت باسمه حتى يستجيب لها ويعود لوعيه ...و رفعت نظرها لاعلى المركب لتتفاجأ باصطفاف كل الموجودين يشاهدون ما يحدث برعب جلي وتوتر شديد وصراخ البعض رعبا ...فشاهدت رجلا في العقد الخمسين استنتجت انه قائد المركب واقفا فوق سلم جانبي .خلف اليخت في محاولة منه جذبها فصرخت بصوت متحشرج بهم :

-هيفلت منيييييي ...مش قادرة امسكه ...حد يساعدني بسرررررعة.......

.............



جلسا مستندا بجزعه القمحي العاري فوق فراشه يدخن سيجارته بوجوم وذهن شارد ..ماينظر له يجد وجهًا شرسا ينبئ بالخطر ..أفاق على حركة اناملها الرفعية واظافرها ذو الطلاء الاسود القاتم تتلاعب بجوع بصدره العاري ..مع استخدامها اساليبها الإغرائية الذي بات يحفظها منذ عدة سنوات عن ظهر قلب ..فهمست له باثاره عالية بلغتها الاصلية :

-حبيبي !!..ألم تشتاق إلى حبيبتك"چولين"..؟..فانا الاحظ غضبك مني منذ علمك بحضوري بطريقة فجائية...

نظر لها بوجه جامد غير مقروء ملامحه يردف بضيق :

-لقد خالفتي اوامري (چولين )ألم احذرك من التهور والسفر الي هنا ؟!...

-اوه حازم!!! ...لم استطع انتظار عودتك ..ولم اتحمل مدة غيابك عني ...

فانا اشتاق لك بشدة ..حتى وانا بين احضانك يزداد اشتياقي لك ...مثلما يحدث معي الان ...

دفعها عنه بضيق :

-اتركي شهواتك الان ..وكفى الاعيب ....واخبريني ما الذي أتى بك ؟

مالت عليه بجسدها العاري تحاول اثارته .وتحريك شهوته لها تهمس باذنه وهي تمرر اناملها فوق صدره تنطق بكلمات لها مخزى :

-انها لم تسعدك كما افعل معك ...أليس كذلك ؟!...

نظر لها بضيق من علو يجذبها من خصلاتها السوادء يردف بنبرة تحذيرية:

-لقد حذرتك من قبل الا تتحدثي عنها مطلقا ..من الواضح انكِ تشتاقين لعقابي....(چولين)....

اطلقت صرخة متألمة ممزوجة بضحكاتها المثيرة فهذا ما ترغب به قسوته ..تعشقها حد المرض تجيبه بخبث:

-بلى!!...اريد عقابك حازم ..احب تعذيبك لي ..لما اصبحت اقل قسوة ..طريًا لينًا كشاب مراهق ...أهذا بفعل ساحرتك الصغيرة ..هي من علمتك ذلك ..يبدو انها تؤثر عليك تأثيرا كبيرا ...

-"چولين "لما لانترك الحديث عنها ..ونتحدث عنّا وعن العمل ...أنتِ تعلمين ظروف زواجي منها ..

اعتقد لديك شئ جديد اكثر من اشتياقك لي يجعلك تفاجئني بحضورك ...

-بلى !ولكن قبل ان ابلغ بما لدي أريد عقابك الشرس الذي اشتاقه ....

ألقى بها على الفور يعتليها حتى يشبع رغباتها المريضة بعقل فارغ وروح خالية من المشاعر قائلا:

-لكي ما تريدين !!!!.....ولكن بعدها سأحصل على ما اريد!!!

..............



حالة من القلق انتابتها على هيئته الشاحبة التي لا تبشر بالخير ..اراحت رأسه فوق الفراش لتأخذها ساقيها لحجرة الطبخ بتوتر تجلب بعض من الماء الفاتر لعلها تخفض من درجة حرارته ..رفعت ظهر كفها تجفف عرقها الظاهر من شدة توترها ورعبها عليه ..أثناء خروجها باتجاهه قطع خطواتها صوت الهاتف المنزلي الذي نادرا ما تسمع صوته ..فكل ما يحتاجهم يتصل على هاتفهم الخاص ..رفعت يدها تمسح دموعها التي اغرقت وجهها حزنا عليه فقالت بصوت متحشرج وصل للاخر متقطعا :

-السلام عليكم ...

اعتدل في جلسته يدقق في صوتها يجيبها بحذر :

-وعليكم السلام ..انا ..انا فزاع يا امينة !!!

وصله صوتها باكية :

-ايوه يا فزاع في حاجة؟!...

تنحنح باحراج يجيبها :

-انا اسف لو كنت ازعجتك بس انا بتصل بمالك من الصبح وتليفونه مقفول ..كنت عايزه في موضوع مهم لو ينفع اكلمه .....

اغمضت عينيها بقوة تسيطر على انهيارها تجيبه بضيق :

-مالك مش هنا ..مسافر وانا كمان بتصل بيه عشان عايزاه ومش عارفة اوصل له ....

اعتدل في مجلسه يمسك قلما يكتب في ورقة فارغة امامه بدون تركيز اسمها يخبرها بثبات :

-تمام ..هبقى اكلمه اما يرجع ...مع السلامة .

باغتته بلهفة قبل ان ينهي المكالمة :

-فزاع !!..لو لو مالك رد عليك قوله يتصل بيا ضروري ..ضروري يافزاع ...

انتبه للنبرة صوتها المريبة لوجود امر ما تخفيه فسألها بحرص حتى لايظهر تدخله :

-في حاجة يا امينة ؟!..صوتك مش عجبني ..انت بتعيطي...؟

كتمت شهقاتها التي انفلتت منها لتصله بوضح فسألها بقلق اكبر:

-في ايه يا امينة ؟!...

-حمزة ..حمزة تعبان اوي وحرارته مش عاوزة تنزل ..ومالك مسافر ومش عارفة اعمل ايه ؟

انتفض من مجلسه يجذب مفاتيحه يأمرها :

-انا دقيقة واكون عندك تكوني لبستي وجهزتيه اوديه المستشفى..

ارتبكت من حديثه كيف سيحضر ومالك غير موجود فاجابت مسرعة :

-لا لا ...مش هينفع انت عارف ان مالك مش هنا ...

-امينة !!!.ثانية واكون عند وهتصل بيكي تنزلي بالولد ..انا بفهم في الاصول كويس ولا نسيتي ؟.

...........



اوقف سيارته بالاسفل يتصل بها يبلغها بوصوله فوصله صوتها المنهار صارخا :

-الحقني يا فزاع ..حمزة قاطع النفس ...

ترحل من السيارة بسرعة حتى نسى الاطمئنان على غلقها متجها للمصعد صعودا للطابق المحدد بقلب مخلوع فصراخها ينذر بالخطر المؤكد. وقف امام الباب يطرقه بلهفة منتظرا فتحة باعصاب محترقة ولكنه تفاجأ بفتح باب الشقة المجاورة لهم بنفس الطابق وتظهر منه باسدالها الملفوف فوق رأسها بعشوائية بعيون ووجه منتفخ ..للحظة تعجب من وجودها بالشقة المجاورة ولكنه انتفض على كلمتها التي ألقاها قبل فرارها للداخل :

-حمزة هيروح مني ....

دخل خلفها ينظر لجوانب المكان بحاجب معقود فهو لم تطء قدمه ذلك المكان من قبل ..ليجدها تظهر من احدى الحجرات حاملة بين ايديها حمزة تحتضنه لصدرها برعب جلي ..رعب ام على طفلها فكر للحظة ماهذا الترابط بينهما ؟!...اقترب وحمله عنها ليشعر بسخونة جسده الخطرة فرفع نظره لها يطمئنها ان الامور ستكون على ما يرام ...

..............



جلست تنظر لكف يدها المستريح لحجرها تحاول اشغال حالها عن ذلك الجالس جوارها تاركا مسافة آمنة يحاول هو الاخر عدم النظر اليها ولكن محاولته تبوء بالفشل وتلمحه يحاول النظر لها بجانب عينيه في نظرات مسروقة ...شعرت به يتحرك و يتكئ فوق ساقيه بذراعيه يحاول خلق اي حديث يسرق به الوقت لحين خروج دكتور الطوارئ يطمئنهم :

-ان شاء الله هيكون كويس ..هو الدكتور قال انهم هيحطوه تحت الملاحظة عشان يشخصوا حالته كويس...

ظلت تخفض راسها تجيبه بصوت متأثر صادق :

-مش عارفة لو ما كنتش اتصلت في الوقت ده ..كنت هعمل ايه ؟..المكان اللي ساكنين فيه مقطوع و كنت خايفة انزل بيه لوحدي في وقت متأخر ...

ابتسم على شكرها له ..فهو الممتن لما حدث حتى ينظر لها ويشبع من ملامحها الجنوبية الساحرة ولكن سريعا استغفر ربه على منحنى تفكيري فهي الان زوجة اخيه ...ولا يحق له التفكير بها فاجابها بصوت متزن:

-انا ما عملتش حاجة ؟..ده ابني زي ما هو ابن مالك ...

بس هو مالك متعود يسافر ويسيبكم كده ؟..

هزت رأسها بلا تجيبه :

-لا ..بس السفرية دي كانت مهمة بالنسبة له ..

نظرت للباب المغلق الذي يمكث خلفه ابنها تسأل بقلق :

-هو الدكتور أتأخر ايه؟..انا خايفة على الولد...

تحرك بجسده يوليها كل اهتمامه :

-ماتقلقيش ..اكيد دور برد ..

عاد الصمت يطفو في الاجواء مرة اخرى لايجد ما يقوله لها ليطمئنها فأشغل نفسه بهاتفه لعل مالك يجيب على اتصاله ويبلغه بوجوده معها فقطعت انشغاله بكلمات صادقة ضربت قلبه العاشق لها :

-انا اسفة يا فزاع.....

رفع نظره لها ليجد سحابة من الدموع تحيط بعيونها ..عيونها التي تزهدت كحلها فاصبحت خالية من كحلها المذهب للعقل ..كأن تحكيل عينيها سابقا كان احتكارا له فقط لا لغيره ..ابتلع ريقه يريد سؤالها عن سبب اعتذارها فوفرت عليه جهد السؤال واكملت بعيون حمراء :

-اسفة على كل حاجة حصلت ..اسفة على حياتك اللي اتقلبت اما دخلتها ..و اسفة انى وعودي ما عرفتش اوفي بيها ..

نظر لها ذاهلا من كمية الاعترافات التي انطلقت من صدرها بعد كبت ثلاث سنوات ..اراد القول بأنه هو الآسف ..آسف على تسرعه في تركها ..آسف على هالة الحزن التي تحيطها بعد تخليه عنها ...على ضياعها قبل ضياعه ..انتبها كلاهما لخروج الطبيب فكانت هي اول من اقتربت تسأله بلهفة أم كادت ان تفقد وليدها :

-طمني يا دكتور الولد ماله ؟...

الطبيب بعملية :

-الولد مبدأيا كان عنده دور برد شديد سببت السخونية وضيق التنفس اللي جاله......

حدثه فزاع باهتمام :

-طيب هنقدر ناخده ونروح ؟!..

الطبيب:

-لا للاسف هو حاليا بياخذ جلسات بخار عشان ينظم التنفس عنده ...ممكن على بكرة الصبح يكون حالته اتحسنت ..عشان نراقب درجة حرارته كمان ...

هزت رأسها تحمد ربها بصوت غير مسموع انه لم يصبه مكروه ..سأل الطبيب فزاع بحرص :

-حضرتك والده ؟!

نظر لها بطرف عينه يجيبه :

-لا انا عمّه ..والده مسافر حاليا !!..

-طيب ممكن تتفضل معايا ثواني ..

اقتربت منهما بقلب مخلوع لا تطمئن لملامح الطبيب تمرر عينيها بينهما تقول :

-هو في حاجة حضرتك مخبيها مش عايز تقولها قدامي....

أمرها فزاع بشئ من اللين :

-استني بس يا "امينة "نفهم من الدكتور في ايه !!...

قال الطبيب بتردد:

-بالكشف المبدئي كده شاكين ان يكون في حاجة في القلب ..هنحتاج نعمل اشاعة على قلبه ...عن اذنكم ...

ترقرقت الدموع مرة اخرى بعينيها تضع كفها فوق فمها بصدمة ..اقترب منها يخفف عنها لا يجد ما يخبرها به فقال بصوت هادئ:

-انا هفضل معاكِ هنا لحد ما نطمن على حمزة ....ولازم نوصل لمالك عشان يكون موجود مع ابنه ..

-انا خايفة اوي يا فزاع ..خايفة اوي ..

حاول بث الطمأنينة بقلبها رغم قلقه البالغ :

-ان شاء الله خير .........................

...............



في اليوم التالي

...............

قضت ليلتها تصارع حالها على عدم التهور والذهاب اليه لتطمئن علي حالته ..واكتفت بالاطمئنان من "نورهان" حتى تلك اللحظة لا تصدق ما فعلته ...عندما ألقت بحالها خلفه بدون تفكير بتهور كل ما كان يشغل عقلها في تلك اللحظة انقاذه فقط ...حتى بعد سحبه من بين يدها فوق اليخت ومحاولة احداهم في مساعدته لاستعادة وعيه المفقود حينها كانت تجلس امامهم فوق ركبتيها ممسكة بصدرها بلهاث شديد وخوف اكبر خوف بدأ يتفاقم حجمه رويدا رويدا مع كل لحظة تمر عليها وهو رافض للعودة حتى انفجرت كمية المياة من فمه بقوة يليها سعاله الخشن الذي ينبئها ويطمئنها بعودته للحياة مرة اخرى ........

زفرت بهواء رئتيها زفرة بسيطة لعلها تكتسب بعض الهدوء وتستطيع السيطرة على ضربات قلبها المؤلمة ..ف

اثناء تفكيرها وعقلها المشغول اكتشفت انها وصلت لوجهتها المقصودة ..و حمدت الله ان الساعات العصبية مرت عليها بسرعة ..لقد كانت تتوق لبروغ النهار حتى تستطع الوصول اليه والاطمئنان بنفسها على حالته ..سمعت صوت رنين هاتفها لتجد اسم امينة يظهر فوقه بوضوح ..فحولته لوضع الصامت انها تفقد القدرة على الحديث مع اي شخص في تلك اللحظة ...دخلت تبحث عنه باعينها فقد علمت من "نورهان "هبوطه من غرفته استعدادا لتناول وجبة الافطار والاستمرار بعمله بعد ذلك ..

وقعت زرقاوتها عليه وهو شارد للفراغ ..امامه صحنه كما هو لم يمسسه ....اقتربت بهدوء تجلس امامه بهدوء اكبر تحاول اخفاء خوفها ورعبها عليه..حرك مقلتيه ببطء شديد حتى ارتكزت عليها بعيون شاردة فهي الان على يقين من صراعه الداخلي المخالف لثبات ملامحه المتجهمة نطق بهدوء شديد ..رعبها :

-اي خدمة ؟....

اخذت نفسا عميقا تحاول استعادة ثباتها و اردفت بعيون هاربة :

-جيت اطمن عليك .يعني ع......!!!!

قاطعها بصرامة رغم هدوئه:

-شكرا ..!!في حاجة تانية حابة تقوليها ؟!...

عضت على شفتيها ارادت ان تنهي حديثهما بصورة لائقة لكلاهما ..حديثهما الذي انتهى بسقوطه المريع امام اعينها بالمياه ..يجب ان يكونا اكثر تحضرا مما هما عليه ...قالت بصوت مهزوز:

-ايوه يا "مالك" في كلام تاني لازم تسمعه مني ..بس ارجوك تسمعني كويس ...وما تقاطعنيش...

صمتت للحظات واكملت بعد ان لاحظت انتباهه واهتمامه الصامت لحديثها :

-عايزه اقولك ان مش بكرهك ولا حاجة زي ما انت قولت وعمري ما هكرهك عشان اللي بيحب عمره ما يعرف يكره ..يمكن حبي ليك ما يكونش عايش جوايا دلوقت بس هفضل دائما شاكرة ليك ...شاكرة لكل ذكرى حلوة عدت بينا ...شاكرة لك عن كل يوم حبيتك فيه ومشاعري اللي كانت مشاعر وردية وقتها ...

مشاعر بنوتة كل اللي كانت بتحلم بيه هو فارس احلامها الشهم اللي بيحتويها بقلبه واحتوائه ..كل ده مش هنكر ان دي احلى ايام واحلى ذكرى عدت عليا وانا كنت بحبك وقتها ..

كاد ان يقاطعها بلهفة مصدوما من اعترافاتها الثمينة ولكنها منعته برفع يدها تسكته وتكمل بصوت بتألم :

-احنا الاتنين اما اتقابلنا اول مرة ده من غير ميعاد كان قسمة ونصيب اننا نشوف بعض واتسحر بيك ..مش بايدي ولا بيدك..القلوب مش عليها حارس ..لكن عدم استمرارنا بعد كده كان بايدنا واختيارنا وكل واحد فينا لازم يتحمل نتيجة اختياره .انت من البداية اخترت وانا ما اقدرش الومك في ده ....وانا اخترت ان اكمل مع حازم ..لان يستاهل ان اكمل معاه ..انا كمان استاهل ان اكمل حياتي باختياري استاهل ان اكون ام ..ام يا"مالك" عشان كده كنت لازم اختار لابني اب عمره ما هيتخلى عنه فيوم من الايام ...اب هيعرف يحافظ على امه لاخر نفس في صدره ..

اغمض اعينه بقوة فهاجمته حرقه شديدة باعينه.. كابد في عدم اظهار دموعه امامها ارادت اخباره بما جاءت اليه لعله يلتفت لحياتها وينساها ..فقاطعها اهتزاز هاتفها مرة اخري لتجدها "امينة "فتصر على عدم الرد مرة اخرى و قالت تحاول انهاء ما ارادت فعله :

-مالك!!.إلتفت لحياتك ..وابنك اللي محتاجك بظروفه الخاصة ..حاول ترجع لغادة لو ينفع عشان"حمزة"ابنك ...وكمان امينة ..من حقها تكون ام ..امينة ما تستحقش ان تكون دي حياتها .بلاش تظلمها زي ما "اكرم "عمل ..ياما تعتبرها زوجة ليك ..يا تحاول تقف جنبها وتوصلها لبر الامان ..

فتح عينيها الغارقة بدموعه ببطء ينظر لها بتألم :

-ده قرارك يا شيراز ؟؟..

اخذت نفسا مهزوزا واجابته :

-ايوه يا مالك ده قراري ولازم تحترمه ..وعشان تكون مطمن ان ده قراري حابة ابلغك بحاجة محدش يعرفها ..انا.... ......!!....

اهتزاز الهاتف مرة اخرى قاطع تركيزها فحمدت ربها انها لم تنطق بكلمتها الاخيرة فقال متعللة:

-دي امينة بتتصل بيا من الصبح ..مش عارفة عايزة ايه ؟...

فاجابها بروح مسلوبة :

-ممكن تكون قلقت عليا .موبيلي وقع في المية و مش شغال ...

قامت بالرد مع هروب اعينها منه ليصلها بكاء امينة وصوتها المبحوح :

-شيراز!!! ...الحمد لله انك رديتي انا محتاجة "مالك "ضروري

سألتها شيراز بريبة من امرها :

-في حاجة ولا إيه؟...

اثناء تركيزها شاهدت اقتراب "نورهان "منهما لتنضم لجلستهما فسمعت امينة تخبرها ما حدث ليلا لحمزة ظهر التوتر على اعينها و سرعان ما ألتقطه مالك ليسألها بفضول :

-في ايه ؟

مدت يدها المهزوزة بالهاتف ليتلقاه بتساؤل لم تمر لحظة الا ووجدته انتفض من مجلسه امام دهشة "نورهان "التي اتخذت مكانها اثناء حديثها ليردف بقلق بالغ بعد اغلاق الهاتف :

-"حمزة "تعبان ..تعبان اوي ..انا لازم اسافر ...

وقفت امامه تألمت لخوفه على وليده وهزت رأسها بتفهم فقال بتردد:

-بس ..بس انا مش هينفع اسيب هنا ..

رفع انامله يحك جبهته بحيرة يجهل القرار الصائب فقطعت توتره تريحه:

-سافر يا مالك ..لازم تكون معاه ...

-بس انا ......!

امرته بحدة ودودة:

-اعتبره أمر من مرات صاحب شركتك ..وانا اللي بأمرك انك ترجع حالًا ..وما تخافش !!!!....

نظر لها يريد اخبارها ان ما يقلقه وجودها بدون حمايتها لتبادله النظرات كأنها فهمت ما يدور بخلده تجيبه بصمت (لا تقلق فانا دائما وحيدة اتدبر حمايتي بدونك) ....

راقبت تحركه بسرعة من امامها حتى تلاشت صورته لتتخاذل ساقيها الهلاميتان تجلس فوق مقعدها كما كانت بشرود تحت مراقبة انظار "نورهان "الفضولية فقد اكتفت بالمراقبة الصامتة لما يحدث بشك كبير لحالتهما ...حينها كانت الاخرى في عالمها الخاص ترفع كف يدها ببطء شديد تريحها فوق بطنها المسطحة بشرود وقلب معذب ...

......................



بعد شهرين

...........

في حجرتها الخاصة جالسة فوق مكتبها بيدها قلمها الخاص تحاول استذكار و انجاز ما يمكن انجازه من المواضيع المتبقية بالكتاب الاخير القابع بين يدها فتعتبر تلك اخر مادة سيتم اختبارها بها ...رافعة شعرها في عقصة عشوائية فوق رأسها ..تجهل متى استطال بهذا الطول فجأة ..انتفضت يدها فجأة تلقي بالقلم عند استشعارها بوغز مؤلم بظهر كف يدها ...تسارعت انفاسها تنظر فوق كف يدها برعب تحاول تدليك كف يدها لعل يزول المها ..اغمضت اعينها تحاول الحصول على هواء يريحها من التوتر التي اصبحت عليه مؤخرا ..فهذه ليست اول مرة تستشعر مثل هذه الوغزات المفاجئة بكفها وباطن ذراعها كانت من فترات طويلة تستشعرها بدرجة اقل مما هي عليه الان ...اغمضت عينيها للحظات تريح ظهرها فوق مقعدها ..فهناك اشياء غير صائبة تحدث لها مؤخرا بطريقة اكبر مما كانت عليه سابقا....ارجعت ذلك لايقاف تناولها للمهدئات في تلك الفترة المهمة ..عند تلك النقطة رفعت كف يدها تمسح فوق بطنها المنتفخة انتفاخا بسيطا بارتياح ..ترى هل جنينها يشعر بها الان ؟..واذا كان يشعر بها لما لا تشعر بحركته داخل رحمها حتى الان ؟...انتفضت مرة اخرى على صوت مألوف يناديها من بعيد ولا تحدد هويته ...فزعت كما تفزع كل مرة تلتف حولها برأسها باحثة عن مصدر هذا الصوت لتقوم بالبسملة في سرها رعبا ..فهي لا تؤمن مطلقا بمثل تلك الخرافات ولكن دائما تسمع اصوات مختلفة تحدثها وتطلب منها الحضور ..خافت ان تقص على حازم ما يحدث لها من هواجس ليظن جنونها ...تحركت ببطن ببطنها المنتفخ تجلس فوق حافة فراشها بتعب مما يطرؤ عليها واضعة رأسها بين كفيها بأسى ..تفكر وتفكر !!!..وصل لحاسة الشم لديها التي ازدادت فاعلية الان في تلك الفترة عن ذي قبل بفعل الحمل كما ارجعته!!! ...لرائحة عطر تحفظها عن ظهر قلب رائحة عطر "مالك "عند تلك النقطة رفعت رأسها منتفضة توقعت وجود حازم لقد اصبح عطره مؤخرا متداخلا بطريقة غريبة مع عطر "مالك "..ولكنه وجدت الحجرة فارغة الا منها فازدادت رعبا ..فما كان منها الا ان اطلقت العنان لساقيها تهرول مسرعة تبحث عنه تاركة تلك الحجرة التي تقبض قلبها و روحها .....

ركضت بطريقة لا تلائم حملها وبطنها المنتفخة كالريشة التي لا تحمل ثقلا ..فوق الدرج تبحث عنه بخوف يجب ان تقص عليه ما يحدث عليها مؤخرا ..يجب استشارة احد فيما يحدث لها ...اندفعت تبحث عنه بحجرة مكتبه فوجدته يتحدث بهاتفه بصوت خافت مواليا ظهره لها ..إلتف لها بارتباك عندما استشعر وجودها بالمكان واسرع بانهاء المكالمة بعيون زائغة ..اقتربت منه بتوجس وشجعت حالها لاحتضانه عندما فتح ذراعيه بدعوة صريحة لها ..بدون تفكير اندفعت لصدره تمسح رأسها باحضانه كالقطط تستنشق عبيره براحه غريبة ولكن ما صدمها عدم وصول عطره لانفها كالمعتاد لا تشتم الا رائحة الا رائحة ...رائحة ال....... !!!!!!...لما ظروف هذا الحمل غريبة رفعت رأسها تهمس لها بعذاب :

-حازم !!!..انا محتجالك اوي .

وربت على ظهرها بخفه لم تستشعرها قوية كما كانت في السابق يردف بثقة:

-وانا دايما موجود ..الجميل مالو بقى؟...

-حازم ..الموضوع صعب اشرحه... انا حاسة ان متوترة ومتلغبطة ..شكلي محتاجة اروح للدكتورة تاني .....

هز رأسه بتفهم لما تقول فاردف بوضوح:

-ده شئ طبيعي أنتِ متوترة عشان ضغط الامتحانات وكمان الحمل !! ...كل ده طبيعي ..اكيد بعد الامتحان هتكوني احسن ...

تنهدت بشي من الراحة كانت تريد ان تقص عليه ما يحدث معها ....ليسألها قاطعها استرسال تفكيرها :

-لسه مش عاوزة تيجي معايا البلد ؟؟.."آمنة "عايزة تشوفك وبتسألني كل زيارة هتيجي امتى؟عايزة تطمن على حفيدها ياستي...

كان يعلم سبب رفضها فهي منذ وفاة الحاج حافظ و حزنها الشديد عليه رفضت ان تطئ قدماها البلدة مرة اخرى حزنا على ابيها الروحي الذي طالما وفر لها الرعاية والحب تحت كنفه...

تنهدت تنهيدة مؤلمة اخترقت صدره فتألم لألمها ..يعلم انها تلقت نبأ موته بثبات تعجب منه ولكن هذا لا يمنع انه يرى لمحة الحزن بزرقاوتها ..ابتعدت عن مجال ذراعيه تردف بهدوء:

-خليها بعدين اما استعيد نشاطي بعد الامتحان ..بس هو انت هتروح قريب وتسيبني..؟

-لا ..ممكن أأجل السفر شوية لحد ما تخلصي لان في شغل مهم لازم يخلص هنا ...

قاطع حديثهما ولوج الخادمة بهاتفها الخاص تقول برسمية :

-تليفون حضرتك بيرن من فترة يا مدام ..

حملته عنها بفضول لتتسع عينيها بقلق وتقول بسرعة :

-دي امينة !!..

فرفعت اناملها تفرك جبينها بتوتر وقلب مقبض :

-انا ازاي نسيت ان ميعاد عملية حمزة انهاردة؟!...

نظر اليها منتظر ردها تحت مراقبته :

-السلام عليكم!!!

وصلها صوت شهقات امينة المتقطع الذي ينذر بكارثة ...فتبادلت النظرات بينهما في صمت مع رفع يدها الحرة تريحها فوق بطنها برعب مما ستسمعه ..لحظة مرت عليها سنين عدة ..كأن الزمن مُصر على ايذائهما ..دائما يخطف من بين ايديهما كل ما يتمنياه ..اخفضت الهاتف ببطء عن اذنها بصدمة وعيون لامعه تهدد بانهيار دموعها المالحة تخبره بحسرة :

-حمزة !!!!!..حمزة مات ياحازم .....

.........................



احتضنتها بلوعة ام مرعوبة ان تفقد جنينها مرة اخرى ..ما يراها بملابسها السوداء الفضفاضة محتضنه تلك المكلومة في ابنها الصغير يظن انها تبثها الصبر وتخفف عنها لا يعلمون انها هي من احتاجت لمثل هذا الاحتواء ..احتواء يقنعها بانها بخير هي وجنينها ولن يصيبهما مكروه ثانيا ...قبلت اعلى رأسها تبثها الهدوء وتواسيها في مصيبتها تهمس بصوتها العذب:

-امسكي نفسك شوية يا امينة !!.ماينفعش الانهيار ده ..لازم تكوني اقوى من كده ..اكيد حالته اسوء من كده ...

-ابني يا شيراز ..ابني مات ..بعد ما كبرته وراعيته اتخطف مني....

شددت من احتضانها بقوة لا تعلم ما تقوله فهي مثلها قضت يوما كاملا في نحيب متواصل بعد سماعها الخبر وفشل حازم بكل الطرق في تهدئتها من اجل صحة جنينها ....اجابتها بكسرة :

-عارفة ..والله عارفة ...ادعي له يا امينة بالرحمة ده ملاك ....

فجأة شعرت بابتعادها عن احضانها تنظر لبطنها بتعاطف تقول :

-خلي بالك منه ..وحافظي عليه .....

انتبهتا كلتاهما لاقتراب احدى السيدات تقدم واجب العزاء بملامح حزينه اقول :

-البقاء لله يا ميس امينة

-عظم الله اجركم يا ميس ميرفت ..نطقتها امينة بصوت متألم ..

فابتعدت الاخرى لتجلس بجوار الاخريات ....

ظلت تبحث باعينها خارج الحجرة لعلها تلمح وجوده اردت تعزيته بقلب مجروح على حاله ..بعد وصولها هي وحازم وجدت فزاع يستقبلهما بوجه شاحب يشير اليها جهه حجرة منفصلة عن الرجال بعد ان تلقى العزاء منهما ..فتحركت مبتعدة بدون ان تلمحه ...قالت امينة تجذب انتباهها ببصوت حزين :

-أنتِ في الكام دلوقت؟

-في الشهر الرابع ......

قالتها شيراز وهي تنظر خارج الحجرة تشاهد ولوج العديد من الرجال لتقديم واجب العزاء له ...لم تجد بدا الا لتسألها عن حالته:

-هو عامل ايه يا امينة ؟!..

-ياحبيبي حالته تقطع القلب مش بيسيب اوضة حمزة نهائي ......

جرس رسالة وصلت لها لتجدها من حازم يبلغها انه ينتظرها امام المصعد بعد ان قدم واجب العزاء لمالك ..

تنهدت بألم تنظر للوجوه المحيطة المتشحة بالسواد كانت تريد مواساته في ألمه ولكن لم يكتب لها رؤيته في تلك اللحظة رفعت كف يدها تمسح دموعها و امسكت بحقيبتها تقبل وجنتها بتأثر واضح قائلة:

-مضطرة امشي ..حازم مستني ..ابقي عزي لي مالك ما عرفتش اشوفه .....

وقفت امينة توصلها لباب الغرفة تودعها وتوصيها بنفسها خيرا ...

تحركت للخارج لتلاحظ وقوف فزاع خارج حجرة الرجال فشجعت نفسها تتقدم اتجاهه مع ثبات نظره عليها تطلب منه بارتجاف:

-هو مالك جوه ؟...

في تلك اللحظة كان جالسًا شاردا امامه لايشعر بما يدور حوله من خروج ودخول العديد من الرجال يقدمون عزائهم و يتلقاه هو بروح خاوية ..فقرر ان يتجه خارج الحجرة يلتقط انفاسه بعيدا عن الضوضاء ..ليشاهدها تقف امام فزاع بملابسها الفضفاضة السوداء ..وقف امامها بوجهه شاحب حزين وقفت امامه لا تعرف ما تقول له مواسية له في ذلك الموقف الحزين وسمعها تهمس بصوتها المبحوح :

-البقاء لله يا مالك ..شد حيلك ...

نظر لعيونها بعيون غائرة تحيطها هالات سوداء ووجه شاحب يظهر عليه التعب والارهاق اجابها بروح مثقلة :

-حياتك الباقية ...

اخفض نظره لبطنها المنتفخة فشقت شفاه ابتسامة مريرة ابتسامة حسرة على ضياع كل حبيب وعزيز من بين يديه يردف بصوت خاوي :

-خلي بالك من نفسك ..ارجوكي تحافظي علي نفسك مش هستحمل ان حد تاني يضيع وانا واقف اتفرج .....

هزت رأسها بالطاعة ارادت احتوائه تخفف عنه ولكن ما بيدها حيلة فاصبحت الان ملك غيره ..لا يسمح لها الاقتراب حتى للمواساة ...رفعت كف يده تريحه فوق بطنها تجيبه :

-خلي بالك انت من نفسك ....اكيد ربنا شايلك الاحسن ربنا يصبركم ....مع السلامة .....

انصرفت تحت انظاره المودعة لها بأسى يشعر بانقباض غريب اتجاهها ..فحرك شفتيه بكلمات غير مسموعة (مع السلامة يا شيراز ).........

..................



شيراز؟....شيراز؟!..

انتبهت لمناداته المستمرة لها لتكتشف انهما استقطعا مسافة كبيرة للعودة .فقالت وهي تمرر نظرها علي الطريق المظلم ووجهه :

-كنت بتقول حاجة؟!..

ابتسم على شرودها يخبرها :

-ابدا يا هانم كنت عمال اسألك سرحانة في ايه ومش بتردي..

-مافيش يا حازم ...بس حزينة عشان حمزة ...

هز رأسه بتفهم وهو مسلط نظره على الطريق فتنحنح قائلا سؤاله الذي يلح عليه منذ زمن ولم تأت الفرصة لسؤالها :

-شيراز كان عندي فضول اسألك عن حاجة من فترة !!..

جذب انتباهها نبرة صوته الجدية فاكمل بثبات:

-عمرك ما حكيتي عن امك ..او اتكلمتي عنها ...

نظرت له باهتمام ثم قالت بصوتها المبحوح يملؤه التأثر:

-مامي !!..مامي ماتت من سنين ..هتصدق لو قولت لك ان مش فاكرة شكلها ..

اراد استغلال تلك الفرصة ليكمل مسرعا :

-انا عارف انها ميتة ..بس مش عارف ظروف موتها ..هي كانت بتشتكي من حاجة ...

-لا...كانت صحتها كويسه وكانت صغيرة ....بس فجأة رجعت من المدرسة وعرفت انها انتحرت ....

-انتحرت ؟!...قالها حازم بتعجب واضح ليتدارك نفسه يسأل :

-انتحرت ؟!..انتحرت ازاي ؟...

اغمضت عينيها ثم اراحت رأسها فوق مقعدها بارهاق لم ترغب في تذكر تلك الذكرى المؤلمة التي داوما تحاول تناسيها تقول بهمس:

-رمت نفسها من الدور التاني ...

صمتت للحظات فتغلغل لسمعها صوت اراحها صوت قارئ لأيات قرآنية كانت تسمعها دائما من الحاج حافظ قديما فقالت برجاء :

-حازم !!!علّي صوت الراديو ..صوت الشيخ حلو اوي ..مد يده لزر المسجل يعلي صوته تدريجيا ليتخلل لسمعها تلك الايات المحببة لقلبها

قال تعالى:

"6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "

...........



بخطوات بسيطة نزلت الدرج الفاصل ..بفضول من هوية تلك المجهولة التي طلبت مقابلتها ..ورفضت ابلاغ الخادمة بهويتها ..

تحركت باتجاه غرفة الاستقبال فقابلتها خادمتها خارجة بعد ان قدمت واجب الضيافة فطلبت منها الانصراف لتكمل عملها ..دخلت بفضول تمرر نظرها على تلك الواثقة امامها بشعرها الاسود الكاحل الغجري المموج الذي يصل لاخر ظهرها ذات التنورة السوداء الضيقة و القصيرة بشكل فج ..فتلاقت عين تلك الغريبة بعينيها بنظرة غريبة فرحبت شيراز بها برسمية :

-اهلا بحضرتك ...انا شيراز ..اي خدمة ؟!..

ابتسمت الاخرى بمكر جلي لم يخف على تلك البريئة فاجابتها بلغتها الاصلية التي فهمتها شيراز بسرعة :

-مرحبا مدام شيراز!!!..

انا چولين !!!!!

...........


نهاية الواحد والاربعون




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:36 AM   #113

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

رواية روعة جدا عاوزة اقول قعدت عليها يومين خلصتها
مكنتش بعمل اي حاجة غير اني بقراها تحفة جدا 👏 👏 👏 👏 👏
اعشق الشخصيات والحبكة وان محدش فيهم قادر يلاقي طريقه بجد روعة جدا
مستنية الفصل الجديد 😭 😭


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 03:17 PM   #114

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه بجد روعه مين جولين سر غامض من اسرار حازم بالانتظار لفصل القادم على نار لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 05:22 PM   #115

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lina 91 مشاهدة المشاركة
رواية روعة جدا عاوزة اقول قعدت عليها يومين خلصتها
مكنتش بعمل اي حاجة غير اني بقراها تحفة جدا 👏 👏 👏 👏 👏
اعشق الشخصيات والحبكة وان محدش فيهم قادر يلاقي طريقه بجد روعة جدا
مستنية الفصل الجديد 😭 😭
[read]

حبيبتي اسعدني بجد متابعتك للرواية هي ان شاء الله باقي فيها كام فصل وياارب تنول اعجابك للنهاية
[/read]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 05:24 PM   #116

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
روعه بجد روعه مين جولين سر غامض من اسرار حازم بالانتظار لفصل القادم على نار لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌸🌸🌸🌸🌸
[read]ان شاء الله هنعرف اليوم بعض الالغاز كونوا بالقرب[/read]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 06:25 PM   #117

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني والاربعون


الثاني والاربعون



بخطوات بسيطة نزلت الدرج الفاصل ..بفضول من هوية تلك المجهولة التي طلبت مقابلتها ..ورفضت ابلاغ الخادمة بهويتها ..

تحركت باتجاه غرفة الاستقبال فقابلتها خادمتها خارجة بعد ان قدمت واجب الضيافة فطلبت منها الانصراف لتكمل عملها ..دخلت بفضول تمرر نظرها على تلك الواثقة امامها بشعرها الاسود الكاحل الغجري المموج الذي يصل لاخر ظهرها ذات التنورة السوداء الضيقة و القصيرة بشكل فج ..فتلاقت عين تلك الغريبة بعينيها بنظرة غريبة فرحبت شيراز بها برسمية :

-اهلا بحضرتك ...انا شيراز ..اي خدمة ؟!..

ابتسمت الاخرى بمكر جلي لم يخف على تلك البريئة فاجابتها بلغتها الاصلية التي فهمتها شيراز بسرعة :

-مرحبا مدام شيراز!!!..

-انا چولين !!!!!

..................



بعد ساعة

نائمة بوضع الجنين فوق الاريكة على وجهها دموعها المنهمرة التي لم تتوقف ثانية منذ انصراف تلك اللعينة التي بخّت سمها بوجهها كأفعى رقطاء شرسة ..لتتركها بصدماتها لا تستطع الصراخ او البكاء والانهيار تركتها كتمثال رخامي فقد الحياة والاحساس ..لم تتحرك من ثباتها الا بعد شعورها.بألم يسري برحمها فتراجعت بنفس صدمتها تلقي بنفسها فوق الاريكة ..و رفعت كفها المقبض فوق صدرها تستشعر قلبها الذي بدأ يخفق ببطء شديد كأن روحها تودّع جسدها الوداع الاخير ...اغمضت عينيها بقوة على ألم شديد يضرب قلبها وجسدها فتتوسل بعض الراحة لتستمد قوتها المفقودة لمجابهة كوارثها المنتظرة...

.......................



في نفس اللحظة بمكان اخر مجهول

.....................

جسد صغير راقدا فوق الفراش فاقد للوعي منذ زمن ...متصل به العديد من الاسلاك والخراطيم المغذية يكافح للبقاء واجتياز حالة الانهيار الجسدي والتشنجات الفجائية غير المتوقعة ...فالجسد اصبح هزيلا و اضعف من ان يقاوم للبقاء كما يأمل الجميع ...صراخ استغاثة من احدى الممرضات التابعة للحالة :

-حد يبعت للدكتور بسرعة ..الحالة بتنهار....القلب هيقف..

صراخ رجولي بالخارج يحاول مقاومة ايادي من يمنعه عن الدخول :

-سيبوني ..سيبوني اشوفها ...لااااااااا...

الطبيب بصرامة لاحدهم :

-جهاز الصدمات بسرعة ..وامنع اي حد يدخل هنا...

قامت الممرضة بتقريب جهاز الصدمات منه وبسرعة ساعدته في الكشف عن جزء من صدر ذلك الجسد الهزيل المصر على مغادرة الحياة ...فبدأ بتوجيه الصدمات المتتالية في محاولة منه انعاش القلب مرة اخرى..

..........................



(((((داعبت نسمات الهواء الباردة وجهها الساحر لتتطاير خصلاتها الذهبية و تلامس عينيها المغلقتين في حرية فراشة رقيقة ناعمة ...رمشت باهدابها الشقراء عدة مرات عندما تغلغل لسمعها صوتا تشتاق اليه بقوة من بعيد فدفعها لفتح اعينها وترفرف بهما عدة مرات حتى اعتادت الضوء الذهبي الضارب بوجهها ..رفعت رأسها تبحث عن مُناديها بلهفة مشتاقة لتكتشف وجودها فوق رمال ذهبية صفراء كضوء الشمس الذي يعكس ضيّه فوق الامواج الزرقاء المتلاحقة ..ظلت تنظر حولها باندهاش من وجودها في ذلك المكان الغريب ليصلها صوته مناديا مرة اخرى عن قرب اكبر ..:

-ديدااااا.....ديددددا .اصحي.....

فرفعت اناملها تنفض ذرات الرمل الملتصقة بوجنتها الناعمة وتستقيم تقف فوق الرمال بقدميها العاريتين تبحث عنه بلهفة تناديه هي الاخرى:

-بابي ..انت فين ؟....

وصلها صوته القريب من خلفها :

-انا هنا يا ديدا....

إلتفتت بسعادة لتجده واقفا امامها بعيدا عدة خطوات كادت ان تقترب بلهفة فاوقفها كف يده الذي يمنعها :

-خليكي عندك ....

تعجبت من رفضه لقربها فسألته بلهفة :

-ليه ؟...انت مش عايز تحضني ..انت واحشني اوي يا بابي...

هز رأسه بالرفض يخبرها :

-وحشتيني ....وحشتيني ياقلب بابي...بس بلاش تقربي ....لازم تقرري الاول ...

-اقرر ايه ؟..انا مش فاهمة ...

اشار حوله بذراعيه يردف :

-لازم تقرري ..أنتِ عايزة ايه ؟!...هتيجي معايا ولا هترجعي لهم ولا هتفضلي زي ما أنتِ في مكانك ....

إلتفت برأسها حولها تنظر للبحر والسماء فوقها بتعجب واضح غير مستوعبة كلماته البسيطة فسألته بجهل مرة اخرى :

-ارجع لمين ؟..واروح معاك على فين ...؟كل اللي عايزاه انك تفضل معايا ...

هز رأسه بالرفض وباصرار اكبر :

-انا مكاني مش هنا ..

واشار بيده اتجاه البحر يكمل :

-انا مكاني بعيد ..بعيد اوي مش هنا ..انا جيت لك مخصوص وراجع تاني ...

اندفعت تقول بلهفة:

-خلاص هاجي معاك ...مش عايزة اسيبك تاني انا تعبت بعد ما سبتني اوي.....

ظهرت الدموع بعيونه يقول بتأثر :

-بس في ناس عايزاكِ ..ناس كتير بتحبك يا ديداااا.... سامعة ؟!..بينادوكي اهو ...

سمعت اصوات تناديها ببكاء ترجوها البقاء فاخبرته بضيق :

-بس انا مش لقياهم ..مش شايفاهم ...خليني معاك افضل ....

طلب منها بشدة أب:

-استفتي قلبك ..امشي ورا اللي حاسة بيه ...بلاش تفكري بعقلك كتير ..

-لو مافكرتش مش هعرف اوصل لهم ...

قال بصرامة اكبر :

-لا ..لا يا ديدا ...عقلك معطلك ...غمضي عينك ...وقلبك هيدلك ...ارجعي لهم هما محتاجين لك ...

نظرت له بعيون باكية ترجوه الا يبتعد مرة اخرى فاشار لها بكف يدها يلوح بها مع ابتعاده عنها تدريجيا :

-هرجع لك تاني ..اوعدك ارجع اخدك ..بس مش دلوقت يا ديدا ..مش دلوقت خالص يا ديدا....سمعاني لازم تقرري قبل فوات الاوان....

ابتعدت صورته وصوته يردد:

-ماتنسيش كلامي ...ارجعي يا ديداااا ...ارجعي..ارجعيييييي)))))



انتفضت تفتح اعينها مرة اخرى على اتساعهما لتكتشف نومتها فوق اريكتها كما هي ...تضم بكفها شئ مجهول اعتدلت من نومتها تمسح اثار دموعها التي جفت باهدابها لتكتشف وجود صورة مجعدة بكف يدها فتذكرت على الفور انها تلك الصورة الحميمية التي تضم حازم بتلك الغريبة ...

فأفاقت لحالها انها كانت تحلم كعادتها ..على الاقل هي متيقنة ان ذلك كان حلم بعكس الاصوات والهواجس التي تفاجئها اثناء يقظتها مؤخرا ..فكرت في حياتها وصدمتها الجديدة به كيف فعل بها ذلك بعد كل هذا العشق المضني يخونها ..بعد ان سلمته مقاليد قلبها وحياتها بعد ان اضحى برحمها جزء منه..يخونها؟!....

تحركت منتفضة من جلستها باتجاه حجرتها يجب عليها ترتيب خطواتها جديدا ..ستذيق كل من آذاها طعم العلقم المر كما مرروا حياتها

.............



بنفس الوقت بمكان اخر

........

وسط الموسيقى الصاخبة والاضاءات المتلاعبة بالوانها الفسفورية التي تملأ المكان بشئ من الجنون ...ترقص بجنون امرأة ثائرة بجسدها المكشوف منه جزء كبير ...بهدف إثارة من حولها بطريقة مرضية تتناثر حول وجهها خصلاتها المموجة السوداء لتلتصق بجبينها المتعرق ..فتجد من يجذبها بقوة من ذراعها يلتهم شفتيها المغريتين بجوع حيواني فترفع ذراعيها تزيد من عمق قبلته بطريقة عنيفة ..ابتعد عنها يجر جسدها المترنح بفعل المشروبات الروحانية التي اثقلت من تناولها

و يجلسها فوق ساقه ويدعب ظهرها المكشوف بوقاحة يسألها بخبث بلغته الايطالية :

-لقد تركتك بما يكفي لتخرجي طاقتك الثائرة بحلبة الرقص ..وجاء دورك لتخبريني ..ماذا حدث بينكما؟!.وبالتفصيل....

تحدثت بغنج انثوي:

-لقد اخبرتك عدة مرات وقد مللت من تكرار سؤالك...

ضغط بانامله فوق خصرها بقوة تألمت لها يأمرها:

-لن أكرر سؤالي !!..تكلمي!!!!

-فعلت كل ما طلبته مني ..اظهرت لها جميع الصور التي تجمعنا في اوقاتنا الحميمية ..وتلك الصور كافية لتكون هي الصورة الكاملة لعلاقتنا ....واظهرت لها مدى حبه لي ،.وان الزواج لم يتم الا تنفيذا لاهداف لا تعرف عنها شيئا ...

واكملت بطريقة تمثيلية :

-لقد تأثرت كثيرا من صدمتها...مسكينة!!!.ههههههه

صدرت منه ابتسامة ماكرة فسمعها اكملت بثقة :

-ها قد نفذت كل ما طلبته مني بدقة ..وجاء دورك انت... لتفتح لها ذراعيك بالكامل لاحتوائها وحمايتها من ذلك الذئب المفترس ،...هههههه

ابتسم اكثر لادائها المسرحي فاجابها بثقة :

-بلى !!!.جاء دوري اخيرا ......ولكن لي سؤالا لك !!..لما تركتي جبهته وانضممت لجبهتي ؟!رغم انك تستحقين القتل على خيانتك لي ....

فقالت وهي تتلاعب بخصلات شعرها الاسود:

-لقد فقد سحره ..بعد ان تزوجها ..لم يصبح كما كان ..سحرته تلك الصغيرة وانا اكره ان يشاركني احد فيما املك .....لقد كانت نيتي من البداية تركه ولكن بعد مشاهدتي لصورتها على هاتفه بمحض الصدفة ازداد شكي .به بانه كان يجندني لصالحه .....فغير معقول ان ما تبحث عنها كل تلك السنوات تكون في نفس الوقت زوجته بطريق الصدفة ....كان يظن انني غبية...

ضحك بقوة يردف :

-اقسم ان لا يوجد غبي متحذلق الا هو ..ههههههههه!!!

.................



في نفس الوقت

..............

وقف منتظر فتح الباب بعد ان طرقه عدة طرقات متفق عليها بينهما ..إلتقط انفاسه براحة بعد ان ظل يجوب الشوارع لاكثر من ساعتين حتى يتأكد من عدم تتبع احد له ...فتح الباب ليظهر من خلفه ذلك البارد بابتسامته السمجة مع سماعه لصوته :

-متأخر عن الميعاد ساعتين كاملين ...

دفعه حازم من كتفه بقوة جعلته يتراجع مع استمرار ضحكة :

-بقولك ايه وحياة ابوك انا على اخرى...

دخل عدة خطوات يمرر نظره بجوانب شقته بفضول فسأله بسخرية :

-فين مراتك؟..قتلتها ولا ايه؟

هز الاخر رأسه يقارعه:

-لا ده انت فايق تهرج بقى ....

ألقى بحاله فوق اقرب اريكة :

-لا ولا فايق ولا بهرج ..انا بطمن بس ان مافيش حد سامعنا ...

اقترب منه الاخر يجلس امامه على احد الارائك يطمئنه:

-لا اطمن ...الشقة دي مأجرها نتقابل فيها ومراتي وابني مش هنا ...ها هات اللي عندك ......

ادخل حازم يده بجيب سترته يخرج قطعة بلاستيكية صغيرة باللون الاحمر ويمدها له فتناولها الاخر بسرعة منه يسأله :

-انت متأكد من اللي موجود علي الفلاشة دي ؟!..

زفر حازم بتأثر وانحنى يسند ساعديه فوق ساقيه يجيبه:

-انا فتحت الفلاشة عليها كل اللي يثبت انه كان بيستغل اسمها في كل شغله وان كل الاعمال المشبوهة وتجارة الاعضاء كان شغل خلفي للشركة و اللي كان بيعملها كان بيعملها بحكم التوكيل اللي معاه من امها قبل موتها على اساس انها شريكة بالنص ..كده معانا اثبات برائتها....

قال الثعلب مصححا لحازم :

-تقصد قتلها ؟!...وكمان انت متأكد من "چولين "اوي وواثق فيها ؟!مع انها كانت سكرتيرته قبل ما نخليك تدخل شريك معاه في الشركة و نستغل دخوله السجن وازمة الشركة...ياريت تخلي بالك منها ....

اراح ظهره يفكر بتمعن في حديثه للحظات ثم اجابه بثقة :

-اكيد ..دي حية بميت لون وشكل .. واكمل بسخرية :

-وكمان "چولين" ..طلباتها انا فاهمها وطول ما انا بوفرلها اللي محتجاه هتفضل تحت جزمتي...وفي ايدي ...

صدحت ضحكة خشنة من الثعلب يقول بمرح:

-اهم حاجة يا وحش تكون رافع راسنا قدام الاجانب ما تكونش كسفتنا...هههه

انتظر حازم بعض لحظات حتى هدأت ضحكته التي يبادلها بابتسامة حزينة ..يفكر بداخله ماذا لو علمت لمسه لغيرها ..هل كانت لتقبل الاستمرار معه ؟..ام ستتركه ينكوي بنار هجرها له ؟!...فقال حازم يدافع :

-الموضوع مش مريح زي ما انت فاهم ..الموضوع اصعب من ان اوصفه ..تحس بعدها ان بيتملكك حالة من القرف لنفسك ....ساعات بحس ان خلاص مش هنضف من الوساخة دي .....

تحرك الثعلب اتجاه حجرة الطبخ المفتوح على الغرفة الماكثين بها يقول وهو يقوم باعداد الشاي:

-خلاص الموضوع قرب يخلص البوليس الدولي مش ساكت ..بس خليك زي ما انت حاطط على شيراز مراقبة وحراسة دايما ...احنا مش عايزينه يوصلها باي شكل ..وما تنساش معنى اختفاؤه المفاجئ ده يدل انه بدأ يشك في حاجة ....

انتفض حازم من جلسه يقترب منه يشاهده وهو يصب الماء المغلى بالاكواب يسأله برعب:

-هو ممكن يدخل البلد من غير ما تعرفوا ؟..ازاي ؟..

قارعة الثعلب بعقلانية:

-ممكن اوي ..لو غير شكله ودخل باسم تاني غير اسمه ..

واكمل يوضح:

-وقتها ممكن بسهولة يوصل لها و يمضيها على اوراق تدينها بتواريخ قديمة فترة اختفائها ويلبسها في الحيط ان كل الشغل كان بامرها وتعليماتها ....

فشرد حازم فيما يمكن ان يحدث اذا حدث ذلك فقال وهو مغيب :

-او يقتلها !!!!..زي ما قتل امها وقالوا انتحرت؟!...

هز رأسه باسف واضح يقول :

-للاسف !!!....ده الاحتمال الاكبر ....

....................



في نفس المكان المجهول

..................

خرج الطبيب منهك الجسد يجفف عرقه فانضم اليه الجميع بسرعة في لهفة ورعب مما سيلقى عليهم فقال بعملية شديدة:

-القلب توقف لدقيقةكاملة..وقدرنا ننشطه ...هي حاليا تحت جهاز التنفس ..اضطرينا نرجع تاني ليه بعد ما كانت اتحسنت...

اقترب شخص ما بحدة :

-هي هتفضل على الوضع ده لحد امتى ؟..انا مش شايف اي تقدم في حالتها بقالها شهور ..انتوا مش شايفين شغلكم ليه؟سيبنها لحد ما تموت...!!!

اقترب شخص اخر يربت فوق كتفه مهدئا حالته يقول :

-الدكاترة مش مقصرين في حاجة ..اهدى خلينا نفهم ....

ثم وجهه نظره للطبيب يسأله مستفهما:

-احنا محتاجين نفهم ليه الحالة وقف قلبها تاني بعد ما كل الدكاترة طمنونا انها بقت احسن الفترة اللي فاتت عن الاول ..

اجابه بضيق من حدة الاول :

-الحالة في غيبوبة بقالها تلت شهور زي ما احنا عارفين ..واما حالتها اتحسنت بلغناكم بده وشيلنا كل اجهزة التنفس عنها وقتها ..بس عدم إفاقتها لحد دلوقت احنا مش عارفين له سبب ..كل الاجهزة الحيوية شغالة كويس و كل اللي نقدر نعمله الانتظار ....

سأله نفس الشخص مرة اخرى :

-طيب تفسر بإيه غيبوبتها دي ..وقلبها اللي وقف لتاني مرة مادام الحالة كويسة.....

-ساعات في حالات بترفض انها ترجع تفوق ..وده تفسيري الوحيد للحالة انها رافضة تفوق!!!!

كل اللي مطلوب منا الدعاء

.......................



عاد متأخرا بقلب مثقل مما سمعه من الثعلب لقد ازداد رعبا عليها اكثر من ذي قبل ..فهو على يقين انها الان في غفلة عما يدور حولها من مكائد في محاولة للايقاع بها ونهشها حية ..وقف ينظر لوجهها الملائكي مفتونا بها..كيف لمثلها ان تتحمل كل تلك المصائب والمكائد ..؟..لما لا تُتْرك لحالها لتنعم بحياة هادئة طبيعية مثل باقي البشر ...اقترب منها ينحني بجسده يهديها قبلة فوق وجنتها الدافئة بحنان ..تمنى استيقاظها في تلك اللحظة ليدفنها بين احضانه حتى يسمع صوت تكسير عظامها .ولكنه سيكتفي حاليا بتلك القبلة البسيطة حتى لا يزعج نومتها الملائكة الهانئة ..تحرك من حيز حجرتها يغلق الباب بهدوء كبير حتى لا يزعجها ..ففتحت اعينها الخالية من الحياة تلتقط انفاسها براحة كبيرة ...ستنام الان قريرة العين وتترك تخطيط انتقامها للغد .......غدا قريب وليس ببعيد ....!!!

..................



في صباح اليوم التالي

.................

قلب مقلتيه بملل من مجادلة تلك المخلوقة يقول برسمية :

-مش هينفع يا فندم ..حازم باشا مشدد الصبح قبل ما يخرج ان اكون معاكي في كل مكان ....

واجهته بوجه هادئ مخالف لبراكينها الداخلية تردف بهدوء:

-مش هتأخر يا محمد ...هشتري الحاجة اللي محتاجاها واخرج بسرعة ...كاد ان يعترض فاكملت تقاطعه برجاء :

-ارجوك يا محمد مش هتأخر ..انا محتاجة اكون لوحدي شوية .....

.................



جلس يراقب ملامحه المضطربة بسعادة داخلية حاول كبحها بقوة فتدارك نفسه وقال ليخفي ابتسامته ويخفف عن ذلك المرتبك :

-مش بتاكل ليه يا فزاع ؟..اكل امينة مش عاجبك ولا ايه ؟

تنحنح باضطراب يجيبه:

-لا ازاي !!..المحشي حلو تسلم ايدها ...بس ماكانش له لزوم كان كفاية الشاي...

مرر مالك نظره بينهما ليلاحظ حزن امينة الذي لم يبرح ملامحها منذ وفاة صغيره ...فتنهد بثقل على حالها ورفع عينه لفزاع المتهرب بعينيه عنها يكافح لمنع نفسه لرؤيتها ..لايعلم هل يتهرب من النظر لملامحها لانها مازالت زوجته ومراعاة لحرمته ام ليس له القدرة على مواجهة حزنها ؟!..فقارعه بمشاكسة:

-لا الشاي ده يجي بعدين ؟؟..نحبس بيه واحنا بنتكلم ...

هز رأسه موافقا على كلامه ونفض يده من الطعام يخبرهم:

-انا ...انا الحمد لله شبعت ،..

رفعت عيناها له وكانت اول مرة تنظر له منذ حضوره كانت تحث حالها على عدم مواجهة نظراته واردفت بصوت مرتبك:

-بس انت ما كلتش كويس ...حتى ما كلتش الكوسة ....

فتدخل مالك يشاكسهما :

-مش معقول لحد دلوقت ما كلتش الكوسة ..دي حتى الكوسة تزعل ....

نظر فزاع لمالك محذرا بعينيه فهو لا يحبها بكل اشكالها ومالك يعلم تلك المعلومة منذ الصغر ففهم انه يريد احراجه فاجابه بتحذير خفي:

-اه طبعا ..تحفة ..بس انا مش قادر شكرا يامالك ....

تفاجأ بوضعها للكوسة المحشوة بالارز بصحنه واردفت وهي تتحرك من مكانها :

-هقوم اعمل الشاي .....

اسرعت للداخل هاربة من نظراته الخفية وصوته التي تعشقه تعطي فرصة لقلبها لان يهدئ ضرباته المتسارعة التي سببت لها ألام مبرحة ...

..............

في الخارج جلس فزاع امام مالك برأس منحني لا يستطيع اجابته على سؤاله المباغت فقال بصوت مهتز :

-ما يصحش اللي انت بتقوله ده ؟..راعي انها مراتك يا اخي...

ضيق مالك عينيه واردف بحدة :

-انا عارف ايه اللي يصح ..انا سألتك سؤال وياريت تجاوب ويا اما هعتبر اجابتك ...لا.....

اجابه فزاع بتهرب:

-ما ينفعش اجاوب على سؤالك الا بحاجة واحدة بس ..ان بعزها طبعا لانها مرات اخويا ...

اغتاظ مالك من مراوغة فزاع في اجابته على سؤاله الصريح ..يريد معرفة هل مازال يهتم بها كما كان ويكن لها مشاعر حية لا تمت..فراوغه مالك مرة اخرى يقول بثقة:

-عموما انت كدة طمنتني ...وشجعتني ابلغك باللي بعتك عشانه ..انت عارف ان امينة دلوقت ملهاش الا انا وانت على اعتبارك اخويا ..واهل ابوها ايدك منهم والارض ..فبعتلك اخد رايك في موضوع جوازها ...

ضيق فزاع عينيه يسأله بغباء:

-تقصد جوازكم انتم الاتنين !

هز رأسه بالرفض يحدد كلماته بثقة:

-لا ....جوازها هي ....امينة اتقدم لها عريس ..

اندفع يعارض ما يهذي به :

-انت اتجننت ...ازاي ..ازاي تقبل واحد يتكلم على مراتك ...انا ماشي .....

انتفض ينتشل هاتفه من فوق الطاولة بعنف فاوقفته جملة مالك :

-انا ..طلقت ...امينة!!!!!

صوت تهشم شديد جعل كلا منهما ينظر لاتجاهها ليكتشفا ثباتها بصدمة مما تسرب لسمعها من مفاجأة طلاقها ....وقف كلاهما ينظران الى بعضهما بتوتر فكان اول من اخرجها من صدمتها وذهولها" مالك "الذي نادى باسمها بصوت متأثر فانتفضت فارة من امامهما متجاهلة لنداء مالك لها ..لم تجد الا حجرة الطبخ تختفي داخلها بانهيار ..جلست فوق مقعد خشبي صغير تحاول تهدئة سرعة تنفسها ...تشعر بالغيظ الشديد والغضب من تصرفات الجميع ..لما يتعامل معها الجميع كدمية يتلاعبون بخيوطها كما يريدون ..لا تصدق ما سمعته !!..مالك طلقها ؟!...وبدون علمها!!! ..بدون اخذ رأيها وسؤالها ؟..وعادت تفكر مرة اخرى لما حزنت لانفصالها عنه وهي على يقين من نهاية تلك الزيجة عاجلا ليس آجلا....سمعت صوت خطواته المترددة حتى ثبتت امامها فقالت بضيق :

-عايز تقول ايه تاني ؟!...جاي تقولي مالكيش مكان هنا ..كنت لازم اعرف انك هتخلى عني بعد موت حمزة ..

-الموضوع مش زي ما أنتِ فاهمة ...

انتفضت من جلستها تصرخ بحرقه:

-فهمني !!..فهمني يا ابن خالتي ..يا اخويا ...انت حتى ما اخدتش رأيي ...اكني لعبة ملهاش رأي ...

ضغط باصبعيه اعلى انفه يحاول ترتيب افكاره وامتصاص ثورتها المتوقعة:

-انا عارف ان ليكِ حق تثوري وتتعصبي...بس انت عارفة كويس ان دي هتبقى النهاية في يوم من الايام

صرخت معترضة:

-كنت تبلغني ..حقي اعرف ..

-ما كنتش عايز اجرحك ..حتى لو كان الطلاق شي متوقع بس كان هيجرحك ..ما حبتش احطك في الموقف ده ...وكمان ياستي افهمي الاول انا عملت كده ليه ؟..وطلبت انهاردة فزاع ليه ؟...

تحركت من امامه تلهي نفسها بالصحون المتسخة وتقوم بجليها بعصبية :

-مايهمنيش اعرف ...واللي في دماغك عمره ما هيحصل ....وياريت تتفضل تخرج تشوف ضيفك ...وتقدم له الشاي ..لان انا مش ناوية اخرج اضايف حد ...

-انا هسيبك دلوقت عشان عارف انك متضايقة ولينا كلام تاني ...

فزع من تكسيرها للصحن بالحوض بعصبية قائلة :

-كفااااية بقى !!!

سمعا كلاهما صوت طرقات قوية متلاحقة نظرا لبعضهما بريبة فقال بتعجب :

-مين اللي بيخبط بالشكل ده ؟....

لينتفضا مرة اخرى عندما وصلهما صوت شجار فزاع مع مجهولين فكان دورها لتسأله :

-مين اللي بيزعق كده ؟!...

..........



وقفت تنظر للمشهد من خلف نافذتها اللامعة بشرود ..رغم روعة المنظر المتمثل في نهر النيل المنعكس فوق سطحه الاضواء الساطعة وحركة سير القوارب فوق السطح ليلا..كانت في حالة لا تسمح لها بالاستمتاع بالمنظر الباهرة امامها ..كل ما تفكر به وضعه عندما يصله خبر اختفائها .من حارسها الخاص بعد ان احتالت عليه بطريقتها وخضع الي توسلاتها لينتهي الامر بتركها تدخل السوق التجاري بمفردها على وعد منها بانهاء ما اتت من اجله على وجه السرعة ....شقت ابتسامة شامتة فوق ثغرها الوردي عندما تذكرت كيف هربت من الباب الخلفي للمبني لحظة دخولها وقامت باغلاق هاتفها على الفور ...تحركت تجوب الحجرة بشرود تتلاعب اناملها لسلسالها القيم الذي تم إهدائه لها منه عندما كانت ساذجة لتصدق انه مختلف عن الجميع ...اقتربت من فراش الحجرة وألقت بجسدها بتعب تتأمل نقوش السقف البسيطة وعادت تذكر نفسها انها يجب عليها الاسراع في خطواتها حتى لا يصل اليها ...فكانت اول خطواتها في حجز غرفة فندقية لليلة واحدة خطوة ناجحة ..وعليها التأكد من باقي خطواتها حتى لا تتعرض للاخفاق ..ستبتعد نعم ستبتعد عن الجميع وتعيش حياتها وحيدة مع ابنها ...اغمضت اعينها للحظات تحاول الحصول على بعض الغفلة تريح بها اعصابها ولكن باغتها نفس الالم يضرب كفها مرة اخرى جعلها انتفض من نومتها صارخة تضم جسدها لصدرها في رعب شديد رفعت كفيها تغطي اذنيها تمنع تلك الاصوات التي تناديها بقوة فيتسرب لسمعها الاصوات بصورة منخفضة ترجوها وترجوها ..اعتقدت ان ما يصيبها بفعل الحجرة المخيفة بالڤيلا ولكن كيف تتبعتها هذه الاصوات مرة اخرى في كل مكان؟؟؟ صرخت تحاول إيقاف تناوب الاصوات المختلفة تقول برعب وجسد مرتعش :

-اخرجوا اخرجوا من دماغي ..عايزين مني ايه !.....

توقفت فجأة الاصوات من حولها كأنها لم تكن فنظرت حولها بجوانب الحجرة بانفاس متلاحقة تحاول السيطرة على خوفها تشجع نفسها وتبلغها انها في بداية الطريق ويجب عليها عدم الاستسلام ....انتبهت لصوت طرقات خفيفة فوق باب الحجرة فتحركت ببطء اتجاهه معتقدة انها خدمة الغرف فتحت الباب مع صدور شهقة مسموعة من حنجرتها لصدمتها باخر شخص ممكن ان يتجسد امامها في تلك اللحظة فصرخت بانفعال هستيري واضعة كفها تكتم صرختها :

-انت؟!..مش معقول !!!!!

...................



وقف مالك يقيد فزاع من الخلف بذراعيه يحاول السيطرة على جنون ذلك المتهور الذي سيلقي بنفسه في مصيبة لامحالة يصرخ به مهدئا:

-اعقل يا مجنون ايه اللي انت بتعمله ده؟....ثم وجه حديثه للاخر :

-وانتوا اتفضلوا من غير مطرود من هنا......

ظل فزاع يحاول فك قيد ذراع مالك بثورة غاضبة :

-سيبني يا مالك وحياة ابوك عندك ...سيبني ...سيبني ابرد ناري من الكلب ده ...

قارعه الاخر الممسك بانفه يحاول كتم الدماء السائلة منها نتيجة لكمة بمنتصف وجه:

-تعالى يا حيلة امك وريني هتعمل ايه ؟..اما لبستك قضية امن قومي ما بقاش "اكرم "....

-كفااااااية...!!!!

كلمة صدرت من "حازم "بانفعال يكفيه رعبه عليها ..عندما ابلغه محمد باختفائها من السوق التجاري ..انتبه الجميع لصراخه فقال بصوته الاجش مترجيا "اكرم":

-خلينا لنشوف المصيبة اللي احنا فيها مافيش وقت لمشاكلكم الشخصية ...ثم وجهه حديثه لمالك المقيد لفزاع بصعوبة :

-احنا جايين نسأل امينة على حاجة ونمشي احنا مش جايين نعمل مشاكل ...

اجابه مالك بنزق متعجبا من علاقة حازم واكرم :

-وايه اللي لم الشامي على المغربي؟...

قارعه "فزاع":

-هيكون ايه الا حاجة وسخة زيهم....

تجاهل اكرم سبابه عندما لمح امينة واقفة على مسافة من هما فتحرك خطوة بلهفة يقول :

-امينة!!..انتِ كويسة ...

صرخ به فزاع :

-ما لكش دعوة بيها ...خشي جووووه يا امينة....

اقترب حازم من مالك مترجيا :

-قولت لك جاي اعرف حاجة من امينة واوعدك همشي على طول ...

وجه سؤاله لامينة مع اقترابه خطوة بحذر :

-انا عارف اللي هقوله ده مش منطقي ..انا بدور علي شيراز مش لاقيها من الصبح ...

صدح سؤال مالك القلق مما سمع :

-يعني ايه مش لاقيها ؟!...

نفض يده عن فزاع ليمسك حازم من تلابيبه :

-يعني ايه بتدور عليها ؟..عملت فيها ايه يا حازم ....وربي لو ما نطقت لاكون قتلك هنا ....

كان دور فزاع هذه المرة للفصل بينهما ويهدئه :

-استنى يا مالك عشان نفهم في ايه ؟...

صدح صوت اكرم بغضب يلقي سبابه عليهم جميعا:

-انتم مجانين ..شيراز في خطر ..لو ما عرفناش نوصل لها قبله هيقتلها ....

جحظت عين مالك وفزاع مع شهقة تلك الصامتة منذ البداية تنظر لهم برعب فاكمل اكرم بحدة :

-كل واحد فينا يحط مشاكله الشخصية وكرهه للتاني على جنب ..لحد ما نعرف نوصلها ..

...........



بعد لحظات

......

كانت ثورة مالك ليس لها حدود بعد ان اصر ان يعلم ماهية الخطر الذي يهددها فتحول للحظة لثور هائج غير مسيطر على افعاله فامسك مطفأة السجائر الكرستالية بهدف ضربها برأس غريمة ليتفادها بصعوبة مع صراخ امينة ونحيبها فصرخ فزاع به :

-اللي بتعمله ده مش وقته خلينا نفهم الكلام اللي قالوه ...

لكمة قوية عرفت مكانها بمنتصف وجه حازم منه وهو مكبل بذراعه يجيب وسط ثورته:

-افهم ايه ؟افهم ان الكلاب دول كانوا واخدينها طعم عشان يقبضوا على تاجر اعضاء ....اخدتها مني عشان تقبض على "اندرو" ..حرقتوا قلبي عشان مصالحكم ...وياريتكم حفظتم عليها جايين بعد كدة تبلغوني انها ممكن تكون ميتة دلوقت واحنا قاعدين نتكلم ....

اخفض حازم رأسه بحسرة وانكسار فهو احبها نعم احبها ...يعلم ان قربه منها من البداية كان مخطط له مسبقا لا لسبب عمته ثريا فهذا كان هدف ثانوي حينها ولكن كان هدفه الرئيسي تبرئتها من تلك التهم فتلك التهم ليست بالقليلة عليها ان يتورط اسمها مع اكبر تجار بالعالم لتجارة الاعضاء البشرية وكان استمرارها مع "مالك "سيعيق مهمته في حمايتها عن قرب خلال بحثه عن ادلة تبرئتها ..ولكنه احبها ..وليس على القلب سلطان .....رفع عينه بحزن جلي يدافع عن نفسه :

-انا مش هدافع عن نفسي..بس عايزك تعرف ان اصراري ان اتجوزها مش عشان اخطفها منك ..ولا عشان احميها من عمتي ..عمتي كان امرها سهل ..الفلوس تسكتها ..وكانت تعتبر عقبة بسيطة عرفت اتجاوزها ..لكن اللي ما كنتش عامل حسابه وانا بدور علي اللي قتلت ناصر ...ان جهاز الامن القومي هيبعت لي بشكل سري ويطلب مني التعاون معاهم عشان يوقعوا اكبر راس في مافيا الاعضاء واللي شغلها بين هنا وايطاليا ..اما عرضوا عليا صورة هدفهم ما صدقتش ان (شيراز)اللي هي خديجة اللي بدور عليها تكون متورطة في حاجة زي دي ...

صمت لم يستطع اكمال الحديث تحت انظار مالك وفزاع وامينة المصدومة مما تسمع ..فتنحنح اكرم يكمل بلهجة عملية كطابع عمله :

-حازم اما اتقابلت معاه اول مرة في الجهاز كان المطلوب مني و تجنيده وزرعه وسطهم بطريقة طبيعية ان يستغل فرصة اهتزاز الشركة بسبب تعرض صاحبها للحبس وكان دوره ان يدخل شريك في الشركة السياحية بايطاليا على اعتبار انه له في مجال السياحة واسمه مسمع هناك ..من هنا حازم اتعرف على اسم شيراز الحقيقي وشكلها اللي اتقال قدامه وقت ما جالكم البيت ووقعت عليه الشاي ..

رد فزاع بضيق :

-طبعا وقال يضرب عصفورين بحجر عمته يخلصها منها وينتقم ويسلمها لكم تسليم اهالي ...

بصقت امينة كلماتها مهاجمة اكرم تحاول تكذيبه :

-انت عارف شيراز كويس ..ازاي تتهمها بحاجة زي دي ...

صمتت للحظات تذكرت شيئا مهما :

-انت بتكدب يا اكرم ..عارف ليه ؟!..عشان انت تعرف "شيراز" من قبل ما نتجوز ..عايز تقولي انك ما اخدتش بالك منها اما شوفتها وقت خناقتك مع "فزاع "...

اجابها ببرود صدم الجميع الا حازم :

-مين قالك ان ما عرفتهاش يوم الخناقة !!!...الخناقة دي بالذات كنت مخطط لها عشان أتأكد هي ولا لأ ...لان حازم اما بلغني ان البنت اللي بيدورعليها في بيت حافظ بس مش متاكد من هويتها وحاسس ان في حاجة غلط في موضوع تهمتها ...اضطريت اختلق المشكلة لان عارفها مندفعة ومش هتسيب صحبتها في ورطة ..وفعلا استنتاجي كان في محله ..طلعت جري من غير ما تفكر تخفي وشها وعرفتها يا امينة ....

نطقت بهمس غير مصدقة لما يحدث حولها من تخطيطات وترتيبات :

-مش معقول!!!!!..انت ايه ؟..مش بني ادم..

-ده شغلي ،..وسواء شيراز صاحبتك او حتى اختك لو كانت متهمة كان لازم ينقبض عليها ...

سأله مالك بهدوء مخالف لالمه:

-ما قبضتش عليها ليه؟ مدام تأكدت انها هي ..مدام بتنفذ شغلك...

اجابه حازم تلك المرة بصوت مهزوز :

-عشان انا اللي اقنعته ان يديني فرصة اثبت برائتها ..من تورطها في شغل "اندرو "المشبوه اللي بيديره باسمها بالتوكيل اللي معاه احساسي كان بيأكد لي ان مش معقول واحدة زيها تكون مجرمة ..وفعلا قدرت اوصل لحاجات تدينه هو وتنقذها..

قفز مالك واقفا عندما وصله معنى حديثه:

-وطبعا هو مش هيسكت وممكن يكون خطفها يساومكم ...

تبادل حازم واكرم النظرات المرتبكة تحت مراقبتهما فقطع نظراتهما صوت هاتف اكرم الخاص :

-الو ...عملت ايه؟

-........

-كنت متوقع ...حاول تدور تشوف الاماكن اللي كان بينزل عليها كل مرة .وأي جديد تبلغني فورا....

انهى مكالمته يقول :

-زي ما توقعت ..كاميرات المطار ..وجهاز الامن اثبت دخول "اندرو"من اسبوع بشكل واسم مزيفين...

اراح حازم راسه بين كفيه ماذا عليه ان يفعل في تلك الكارثة ؟..فقال بصوت مرتعش يكابح السيطرة على انهياره:

-اختفاءها مالوش الا معنى واحد ..انه قدر يوصلها ...وللاسف الموضوع مش موضوع مساومة ..اندرو بالنسبة له اختفاء شيراز من الحياة في صالحه ..يعني ممكن.....!!!!

قفز مالك ثائرا من جلسته يمسكه من مقدمة قميصه بعنف مستسلم له الاخر :

-اياك تنطقها ..اياك..وزي ما خططت من البداية و ورطتها وما قدرتش تحميها ..لازم تبقى راجل للنهاية وتلاقيها يا أما وحياة ابويا ما هيكفيني فيها رقبتك يا حازم ...

صرخ حازم بسعادة فجأة كأن فكرة بزغت برأسه :

-السلسلة!!!!...السلسلة!!!

نظر لاكرم بلهفة عندما تذكر امر السلسلة التي اهداها اياها من قبل :

-السلسلة يا اكرم !!!..ازاي نسينا السلسلة؟!...

لاحظ مالك تحرك "اكرم "من جوارالاخير كأنه ألقى عليه كلمة سر لا يعلمها الا هما وقام فتح هاتفه يتلاعب به وبعد لحظات رفع اكرم نظره لحازم يطمئنه :

-قدرت احدد مكانها .....

انتفض حازم دافعا يد مالك الممسكة به صارخا باندفاع :

-ومستني ايه ؟..يلا ...

كاد ان يتحركا من مكانهما فاوقفهما مالك بحدة :

-رجلي على رجلكم ...انا يا قاتل يا مقتول ....

-وانا كمان جاي معاك ...اردف بها فزاع باصرار ليجد يدها تتشبث به تمنعه من تهوره ...

فرفع عينيه ليقابله عيونها العائمة ببركتي دموعها تترجاه بألا يلقي بنفسه في الهاوية ما كان منه الا ان رفع كف يده يربت فوق كفها يطمئنها يقول بتأثر:

-ما تخافيش ..فزاع بميت راجل .....

انصرف الجميع امام نظرها وقلبها الملهوف ولم يخف عليها النظرة التي ألقاها اكرم مع ابتعاده ..نظرة آسفة مودعة لعلها تصفح عن اخطائه ......

..............



بفيلا صغيرة بمكان مهجور يحرسهما رجلان بسلاحهما

..................

وقف يراقب نومتها بعيون خالية من المشاعر..بعد ان دس اليها بعض الحبوب المهدئة لتنفصل عن العالم حولها ..يفكرماذا سيفعل بها في الخطوة القادمة ؟..صدمه امر حملها من ذلك الحازم ..ماذا سيفعل الان ؟..كان عليه التخلص منها سريعا لتختفي كما كانت مختفية ولكن هذا الحمل اصبح عقبة امامه ..ضحك عندما تذكر سذاجتها لتبث له شكواها مما حدث في حياتها لا تعلم انه كان يبحث عنها ليتخلص منها ...افاق على اناملها تضغط فوق كتفه تردف بلغتها بغنج :

-اووه "اندرو" ...لما انت متردد؟ ..فكل الامور في صالحنا كما خططنا..لنتخلص منها سريعا ونعود قبل ان يشعر بنا احد .....

تحرك من حيز حجرتها التي خصصها له يغلق بابها عليها ويواجه چولين برتابة:

-لا تتدخلي فيما لا يعنيك چولين ...فامر قتلها شئ مفروغ منه..ولكني متردد بشأن طفلها ..

ضحكت بسخرية :

-لقد رق قلبك لابنة اختك ..ولم يرق قلبك عندما قمت بدفع اختك من النافذة ..

تحرك يهبط الدرجات القليلة ويتجه بثقة الى حجرة الاستقبال :

-فهمتِ خطأ چولين ..فانا لم يرق قلبي مطلقا ..ولكني افكر مليا ..لما لا اتركها حتى تضع رضيعها واتخلص منها بعد ذلك ..ليكون وريثا لي

...

جلست فوق الاريكة تضع ساقا فوق اختها فتنحسر تنورتها بطريقة فجة مع الاستمرار في هزها ظلت توزن كلماته بتمعن فاردفت تقول :

-لما تريد هذا الطفل؟.. وانت لديك القدرة على تبني طفل اخر من الملجأ ..

اندفع يوضح:

-لانه من دمي چولين ..وانتِ تعلمين انني لن استطع الانجاب لذلك انا اريده چولين ..اريده بشدة ...

رفعت حاجبها باقتناع :

-اذن .....لك ما تريد "اندرو"!!!!!!

..............

نهاية الثاني والاربعون





وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 06:40 PM   #118

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي توقيع



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-20, 05:10 PM   #119

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعني اندرو خالها طلع مجرم😨 وهي الهبلة هربت لعنده بعد ماجولين ورتها صورها مع حازم ..واكرم وحازم مع بعض ايه دي حاسة اني اتلخبطت واندرو عاوز ابن شيراز ..ومن المجهولة الي في غيبوبة حاسة انه في سر حينكشف ..الاحداث مشوقة جدا ياترى حيقدروا ينقذوا شيراز ازاي وايه الي حيحصل ومالك طلق امينة منتظرينك ياقمر روايتك جميلة ومشوقة 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-20, 05:15 PM   #120

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي توقيع



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.