آخر 10 مشاركات
دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-20, 04:34 PM   #11

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


حبيبتي سعيدة انها عجبتك
وان شاء الله كل يوم موعدها بعد العصر
دمتم بخير جميعا


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 04:50 PM   #12

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث





الفصل الثالث
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





يشرد في ثاني لقاء لهما كأن الصدفة مصرة على جمعهما بدون ارادتهما ...

(يجلس في منزل خالته الوحيدة منتظرا إنهائها الطعام يشاهد التلفاز بملل ..لقد دعته لتناول الافطار معها ولكنه يعلم ماسبب هذه العزيمة والاهتمام فخالته تأمل منذ صغره ان تزوجه من امينة بنت خالته ولكنه لا ينظر اليها الا انها امينة الصغيرة المراهقة ذات ١٦عاما ...فآماله اكبر بكثير مما يتخيلوها ...يأمل بعد تخرجه ان يكون من اشهر طيارين العالم ويلتحق بشركة عالمية لمزاولة مهنته التي يعشقها، وأمر الزواج هذا من اخر اهتمامته ...فتفريش اسنانه اهم مرتبة من التفكير في الزواج والارتباط ..لم يتبق الكثير حتى يكمل حلمه فهذه سنته الأخيرة بأكاديمية الطيران وبعدها يطير لأحلامه كما خطط لها .....يقطع تفكيره

صوتا يصدر من الداخل يدندن بكلمات اجنبية بوضوح يعقد حاجبه بشدة ليقول :

-هي البت امينة ثقافتها اتغيرت ولا ايه؟

يقترب من باب غرفتها بحرص شديد مع كل خطوة يزداد وضوح الصوت فتصدح ضحكة انثوية من الداخل يعقد حاجبيه من هذا الصوت الغريب عليه فابنة خالته لا تملك مثل هذا الدلال الانثوي الذي يسمعه ...ترى صوت من ؟!..عندما قرر طرق الباب المغلق تسمرت يده في الهواء قبل ان يلامس جداره عندما سمع صوت أمينة تتسائل بضيق:

-يابنتي اتهدي بقى تعبتيني ..واحكي من الاول أنا مافهمتش منك كلمتين عربي راكبين علي بعض ...

ظلت تراقب تلك الفراشة التي لم تمل او تكل من الدوران حول نفسها بسعادة على أطراف أصابعها بخفة مع فتح ذراعيها بالهواء ..هذه الحركات لا تتعبها مطلقًا بل تشعر بان حياتها منطلقة بحرية فمنذ نعومة اظافرها حرصت والدتها الإيطالية تعليمها رقص البالية رغم صعوبة الأمر علي طفلة لم تكمل من العمر الخمس أعوام الا انها ثابرت وكافحت حتى أصبحت من اشهر راقصات البالية بإيطاليا ..رغم صغر سنها ....لتنهي دورانها بالارتماء فوق فراش امينة تلتقط انفاسها المتسارعة بسعادة تقول بانبهار :

-أنا مش عارفة اشرحلك كويس ...كل اللي اقدر أقوله انه بشع ..حاجة كده فوق الخيال ...طويل وعريض ولون بشرته اسمها ايه دي لونه اللي بتقول عليه ..تفتكري معايا ..الألوان ايه ؟!!!....

امينة بتفكير تضع طرف أصبعها فوق شفاهها تعد الألوان العربية

-عند ياستي موف واحمر ممكن... واسود ماشي

لتزفر شيراز بملل من غباء امينة لتقول بطفولة :

-موف ايه واحمر ؟؟..هو أنا بسألك علي لون فستانك ،.اف ...بشعة

خلاص خلاص كان لون بشرته brown

(بني)....بس so cute

امينة بانتباه لما قالته لتحذرها من حديثها الهائم حتى لايسمعه اي فرد من أفراد المنزل :

-اسكتي وطي صوتك ...الكلام ده هنا يطير فيها رقاب

فتعتدل شيراز في جلستها تواجه امينة مهدئة إياها بإشارة من يده تقول بجدية
-ok...


مش هعلي صوتي ..بس تصدقي رغم ان حلو اوي بس هو (very arrogant)

....لتستفهم أمينة عما تقوله فتتساءل بضيق:

-هو ايه البتاع اللي قولتي عليه ده ..بالله عليكي انزلي بالترجمة عشان المرارة ...



تزم شيراز شفاهها بضيق واضح لتفهمها معنى حديثها :

-اقصد انه متكبر جدا ...تصدقي رفض ياخد مني (شيكولاتة )chocolateيلا وفر اكلها أنا .....

تعترض امينة علي حديثها منبهة إياها بصرامة لتشير بإصبعها تقول :

-شيراز احنا قولنا ايه بلاش شيكولاتة والكلام ده ..وبطلي إهمال في صحتك أنا مش عارفة واحدة المفروض باليرينا في خف الريشة تتحمل تأكل كل الحلويات دي ازاي ؟!....

كادت ان تجيبها شيراز عن سبب نقص وزنها ولكنها صمتت عندما صدح صوت ام أمينة من الخارج كأنها تحدث احدهم وتدعوه للطعام ....

لتقول امينة برعب وتضرب بخفة فوق وجنتها كحركة أنثوية:

-يامصيبتي ...هو مالك هنا !!...مصيبة لا يكون سمع كلامك عن الشاب اللي قابلتيه ....ده يدبحني ومش بعيد مايدخلكيش البيت ده تاني ...

تجلس شيراز بثقة فوق الفراش وتضع ساقا فوق الآخر وتهزها برتابة لتقول مستفهمة:

-مين مالك ده ؟...انتي مش قولتيلي ان مالكيش اخوات ...

ليصدح صوت ام أمينة من الخارج تقول بصوت امها الصارم:

-يلا يا أمينة الفطار هيبرد وهاتي صاحبتك معاكي ....

-حاضر ياماما جاية اهو .....

تكمل حديثها لشيراز الواثقة تدعوها للخروج رغم اعتراض الأخيرة عن توقيت وجبة الإفطار لديهم التي تتم بعد صلاة الظهر .....

تتحرك شيراز بخفة خلف صديقتها يظهر علي وجهها بعض الخجل فهي غير معتادة علي هذه التجمعات الأسرية فعادات البلد مختلفة عن الدول الأوروبية فكل أسرة تعيش بمحيط خاص بها بعيدا عن الاختلاط والزيارات كما يعتاد هذا الشعب ...لتلمح فوق طاولة الطعام الكثير من الصحون مختلفة الألوان والأنواع فتصيب اعينها بتلوث بصري

هذا الطعام بكمياته يطعم منطقة كاملة وليس عدد أفراد قليلة مثلهم لتنتفض عند سماع صوت ام امينة الخارجة من المطبخ باخر صحن بيدها يقبع به شيئا غريبا باللون البني وتضع فوق الطاولة وهي تقول لها:

-قربي ياشيراز واقفة ليه كده ؟..ولا اكلنا مش قد المقام ؟!.....روحي ياأمينة إدي لابن خالتك حاجة ينشف فيها ايده ....وتعالي ياشيراز جنبي .....

ترفع شيراز أناملها المهتزة تزيح خصلات شعرها الذهبي الشاذ مع مجتمعها تعتذر بلباقة

-آسفة ياطنط ..شكرا لحضرتك ...اصل فطرت الصبح قبل ما أجي لأمينة ...احنا يدوب نلحق معاد الكورس .......

ولكن مع إصرار ام أمينة خضعت شيراز لإلحاحها وعند بدأ ارتشافها كوب المياة الموضوع بجوارها انضمت اليها أمينة تجلس في الكرسي المجاور لها وتشعر بسحب الكرسي المجاور الموضوع على رأس الطاولة على يمينها ليجلس عليه بجسده الطويل العريض القمحي ويمد يده بتناول قطعة من الفلافل الشهيرة مع تثبيت عينه على تلك الشقراء ومضغه للطعام بغير شهية ...اثناء اندماجها بحديثها مع صديقتها شعرت بانها مراقبة من ذلك الشخص الذي احتل المقعد المجاور لها منذ لحظات وخشيت من رفع اعينها لترى شكله بسبب وصف امينة لها عن شديته وقسوته فخيل لها ملامحه وصرامته وسلوكه البدائي مع ملابسه الفلكلورية ....من المؤكد انه يحمل الان سلاحا سيخرجه من جيبه ويطلق عليها الرصاص ويريق دمائها بسبب كشف شعرها ...لقد لاحظت ارتداء صديقتها للحجاب والملابس المحتشمة قبل خروجها من حجرتها ..فهي الان الغريبة المتبرجة الوحيدة بالمكان ..شعرت بجفاف حلقها عند هذه النقطة فتهتز حدقتيها باضطراب لتمسك بقطعة خبز تمضغها بملل وخوف استطاعت إخفائه مع ثرثرة ام صديقتها مع المدعو مالك عن أشياء لا تعلمها ولم تفهمها وثرثرة صديقتها أيضا...ما اجمل هذه الأسرة!.. المجتمعة حول بعضها على طعام واحد !...لا تتذكر متى اخر مرة اجتمعت مع والدها على طعام واحد بعد وفاة والدتها ...والدها الذي بسبب عمله كسفير لدولته حكم عليه كثرة تنقله من بلد لأخرى مع إقامتها الدائمة مع والدتها (چينا).....وبعد وفاتها اضطر والدها نقل إقامتها لبلده الأم خوفا عليها من تأثير عادات الدول الأوروبية على مراهقة في عمرها ..مع اصراره لإتقان اللغة العربية ..يقطع شرودها حديث ام أمنية للمدعو مالك التى تجهل ملامحه حتى الان تقول :

-وأنت يا مالك بعد ماتتخرج من أكاديمية الطيران ناوي تعمل ايه يابني؟.....

تعقد حاجبها مما سمعته مع استمرارها في تناول قطعة الفلافل التي ناولتها لها صديقتها التى لم تذقها من قبل ...لتتخيل شاب بجلباب صعيدي مثلما رأت بالتلفاز يقود طائرة ركاب ...وعند هذا التخيل رفعت عينيها بفضول لترى ذلك الحالم المتمني قيادة الطائرات لتصطدم اعينها الزرقاء بعينيه السوداوين وملامحه الحادة لتفرغ فاهها وتتسارع انفاسها بقوة ثبتت كتمثال من الشمع الذي يذوب من شدة الحرارة وينصهر قطرة قطرة لتجده يبتسم لها بسخرية ..نعم سخرية لن تخطئ في تفسيرها ليرفع حاجبه الكثيف بتحدي لها ،...انه هو !!..هو من تصادمت معه بالمصعد ...وتحدثت عنه منذ قليل ...من ساعدها وقامت ب...ب...ما هذا الموقف لقد عمدت على اتساخ حذائه بمكر انتقامًا لرفضه هديتها ...من المؤكد انه سينتقم منها الان ......

تراه يفتح فمه الغليظ يجيب خالته بعملية شديدة لاتعلم هل بسبب وجودها ام طبعه الحاد :

-دي اخر سنة ليا ..بعد كده هقدم مع اي شركة طيران ..بس الموضوع مش سهل زي ما انتو فهمين ...لازم وسايط وتدريبات كتير ...

فتشيح خالته يدها بالهواء معترضة :

-هما هيلاقوا زيك فين بس.....هما اللي خسرانين ...مع أني شايفة ان ابوك كبر ومحتاجك هناك اكتر ...وأنت كده يابني القطر هيفوتك مش هتلحق تتجوز وتخلف وتفرح بعيالك.....

يجيب عليها باقتضاب يعلم هدف حديثها ليقول منهيًا حديثها :

-الجواز ده اخر شئ افكر فيه ..لانه هيعطلني عن مستقبلي ..مأجل الفكرة حاليا ....

لم يعجب الحديث خالته لتقول بنزق وضيق:

-انت حر يابني ...بس أنا نبهتك ان اللي بينشغل بشغله وحياته بيفوته القطر يامالك ...

لم يجبها مالك ليظهر علي وجهه ابتسامة متكلفة ويعود لتناول وجبته بعدم شهية رغم روعته فيشعر بعينين صغيرتين تراقبه فيرفع عينه ليواجهها بتحدي واضح لعلها تخجل من تفحصها فتجفل من قبضه عليها متلبسة بمراقبتها اياه فتسرع بخفض وجهها بالصحن التي لم تتذوق مثله من قبل فتحاول الهروب من هذه الجلسة لتقول بخجل:

-ميرسي ياطنط علي الفطار الحلو ده

ليشاهدها تتحرك من مكانها تمسك بصحنها تحمله بين يدها بتوتر متسائلة (Where's the kitchen) ?فين المطبخ ..

انتظرت اجابة ام أمينة ليطول الصمت فتمرر نظراها على وجوهم لتجد ام امينة ممسكة بقطعة خبز كادت ان تلتهمها لتقف يدها بالهواء مثبته نظرها على تلك الفراشة ثم تنظر بجوارها علي امينة فتجدها عاقدة جاجبيها بتعجب كادت ان تتتساءل عن سبب صمتهم ربما اخطأت في شئ لا تعلمه لتسمع صوته الأجش يستفسر بصرامة يشوبها بعض السخرية :

-وانتي بقى بتسألي عن المطبخ ليه ؟!...أوعي تقولي راحة تغسلي المواعين!!!...

شعرت ببعض البرودة تسري بجسدها البض فترطب شفتاها بلسانها لقد شعرت بجفاف حلقها فجأة تجيبه بثقة:

-أنا فعلا كنت عايزه اعرف مكانه عشان اغسل طبقي ....

لتجذبها أمينة بقوة جعلتها تجلس مرة اخري بجوارها تضحك ضحكة مغتصبة تلطف الجو:

-ايه ياشيراز ياحبيتي؟!...تغسلي ايه بس ؟...اومال ست الكل راحت فين ..ماتتعبيش نفسك احنا لما بنخلص بنكسر الأطباق مش بنغسلها....

تنظر اليها بذهول لتعقد حاجبها ثم ترفع حاجبا بتعجب من حديث امينة لتقول بلهجتها المثيرة لمن يسمعها :

-انتو بتكسروا الأطباق كل يوم ؟!...معقول

وكمان مين "ست الكل "دي ..يعني ايه ؟!!....

ليهز رأسه من تلك الغريبة زاهية الألوان كألوان قوس قزح ...التي قامت بدهس قدمه عمدًا ليقول في نفسه "انتي طلعتي حكاية ياست شيراز".......).)))))



ينتفض من ذكرياته الجميلة المؤلمة علي رنين هاتفه ليظهر اسم خطيبته وسط شاشته فاسرع ليضغط علي زر الرد الا ان أصابعه توقفت فجأة مستشعرا عدم الرغبة في الحديث معها الان بعد غمرة الذكريات التي حلت عليه منذ قليل لا يريد افسادها بحديثه مع غيرها ليستلقي فوق فراشه بعد ان ضغط زر إغلاق الصوت فتشق شفاه ابتسامة عندما تذكرها مرة اخري
.........


في احد الفنادق وبالأخص احد الغرف المشتركة قامت بإلقاء هاتفها فوق الفراش بملل بعد ان حاولت مهاتفته بعد ان وجدت العديد من الاتصالات منه اثناء غلق هاتفها لتجلس بقوة فوق فراشها بإرهاق وتقوم بالانحناء للأمام لتخلع عنها جواربها السوداء التي تغطي ساقيها أسفل تنورتها القصيرة الضيقة ذات اللون الأزرق الخاصة بالزي الموحد للمضيفات على خطوط للطيران وترفع يدها بإرهاق تسحب مشبك معدني يجمع شعرها الأسود اعلى رأسها فيتتحرر خصلاتها بعشوائية ..تحركت من فوق فراشها بإرهاق تنزع سترتها فهي تحتاج حمام ساخن يريح عضلات جسدها المتشنج والنوم عدة ساعات وعند تحركها سمعت رنين هاتفها لتتجه اليه بعجالة ظننا منها انه مالك ...ولكن عند رؤية المتصل ظهر على وجهها المتشنج الضيق الواضح وتزفر بقوة فهي مضطرة للاحابة على اتصالها فإذا لم تجبها فلن تمل من تكرار اتصالها والالحاح حتى تخضع في النهاية وتجيبها ..ترفع الهاتف بملل وحاولت ان تخفي ضيقها الواضح فتقول بنبرة معتدلة :

-ايوة ياماما.....في حاجة ؟!....

تجيبها امها بلوم زائف فهي تعلم قسوة ابنتها ولكنها مضطرة لنيل رضائها حتى لو ادعت مشاعر لم تكنها ابدا لابنتها الوحيدة لتقول بلوم وعتاب معتاد:

-هي دي ازيك ياماما ...وحشتيني ...هو أنا مش امك ياغادة وليًا حق عليكي تساءلي عليا..ولا خلاص عليتي ونسيتي امك......

تبعد غادة الهاتف عن أذنها بضيق تحاول التحكم في أعصابها لتقربه مرة أخرى تقول باختصار :

ازيك ياماما..عاملة ايه !!..وحشتيني .....

تلوح ثريا بيدها كأن ابنتها تراها وتجلس على الأريكة المتهالكة خلفها تثني ساقا أسفلها :

-عايشة يابنتي ...هعمل ايه ؟...ماليش حد يسأل عليا ولا يطل عليا ...ده لولا الفلوس اللي بتبعتيهالي كل شهر كان زماني بشحت .....

تفهم غادة سبب اتصال أمها بها فهي معتاده علي مثل هذا الاتصال كل اخر شهر لتقول غادة منهية وصلة الحب الزائف :

-هو الفلوس اللي بعتهالك خلصت ؟

امها بتوتر حقيقي من ابنتها تجيبها:

-والله يابنتي الدنيا بقت غلا ومش ملاحقة كهربا وغيروا ...حتى الأكل بقى نار ...ماانتي هتعرفي منين ليكي حق...ماانتي بتسافري من بلد لبلد وتاكلي احسن اكل وتنامي في احسن فنادق ببلاش ...هتحسي ولا تعرفي ازاي اللي احنا فيه .....

تضيق غادة من أسلوب أمها في التسول ..تسول العطف قبل المال :

-خلاص ياماما هبعتلك الشهرية ...معلش مضطرة اقفل عشان مانمتش من امبارح ....

تتلهف امها في القول قبل إنهاء ابنتها الحديث :

-استني ياغادة ...كنت عايزة أسالك عن خطيبك ...هو انتو مش ناويين تتجوزوا كتب كتابكم طول اوي وانا مش شايفة سبب للتأخير ولا هو فقير ولا لسه هيكون نفسه ده من كبارات الصعيد ...الحقي نفسك ياغادة امسكي فيه أوعي يضيع منك ده علي قلبه قد كدة وهيعيشك ملكة.....

صدقت أمها في هذه النقطة فقد طالت فترة الخطوبة بشكل غير لائق لا تعلم سببًا للتأخير ...تُرى هل هي من تخاف على مستقبلها كمضيفة جوية ام هو من يخاف على مكانته كطيار مدني والزواج يعيق أحلامهما معًا........؟!
...............


هبط درجات الدرج الخشبي بثقة عالية يبحث بعينه عن هدفه ولكنه لم يجدها ..فجسده وعقله متحفزًا لمعاقبتها على تطاولها الغير مسموح ..لقد اقسم ان يذيقها شتى أنواع الذل والمهانة حتى تعود لرشدها وتضع نفسها في مكانتها الصحيحة لعلها تتراجع هي عن فكرة الزواج منه وترفض هذا العرض السخي ...يصدح صوته مناديا :

-ام سعد !!....ام سعد!!!

تخرج سيدة في منتصف العقد الخامس بجلبابها الأسود ووشاحها بيدها قطعه قماش تجفف بها يدها ..لتجيبه مسرعة :

-نعم يا بني ...تؤمر بحاجة !؟...

يمرر نظره خلفها ويشير لها باعينه اتجاه المطبخ متسائلا بضيق ..فاخر مايتمناه ان يشعر بوجودها أمامه:

خديجة فين ؟...مش ظاهرة ...هي مش بتساعدك في المطبخ ....؟

لترتبك السيدة من سؤاله المباغت وتجيب مدافعة عن الأخيرة :

-مين قال كدة يابني ؟...خديجة لتساعدني طبعًا ..بس هي .....بس هي يعني .....

ليضيق عينيه يحثها علي الحديث لعله يصل لشئ يعاقبها به اليوم :

-بس ايه ؟...اتكلمي....

-اصلها تعبانة شوية من بليل ...وسيبتها ترتاح انهاردة ...وكمان الحاج حافظ موصيني انها ماتشتغلش ولا تمد أيدها في حاجة ..بس هي اللي.......

يقطع استرسالها في الحديث بقوة بكل مايسيطر عليه فكرة ادعائها للمرض للهروب من الخدمة وكسب بعض التعاطف ممن حولها فيأمرها بقوة:

-الدلع ده مش عندي ...تدخلي حالًا تقوميها تشوف اللي وراها وهي اللي تشتغل انهارده بدالك ...هي مش ضيفة ولا من صحاب البيت ..وجودها هنا تحت مسمى واحد بس انها خدامة في بيت الحاج حافظ ..سمعتي....

كادت ان تدافع عنها باستماتة فهى تعتبرها ابنة لها منذ ان حلت على هذا البيت في ظروف غامضة وظلت طريحة الفراش مدة كبيرة لم تجد الا هي تساعدها وترعاها ...لتتفاجأ بخروجها من حجرتها القريبة من غرفة الطهو بملابسها وغطاء وجهها كالمعتاد عليها منذ سنوات تقف بكبرياء تربت عليه منذ نعومة أظافرها الا ان قلبها هو من حطم هذا الكبرياء فترة من الوقت لتعود وتشمخ مرة أخرى قاتلة اخر نبض ينبض بين غيابيب قلبها ....ليراها تشمخ بوجهها وتنظر له بحدة غريبة فيبادلها نفس الحدة ونظرة استهزاء وتقول منهية هذا الموقف :

-أنا موجودة يا ام سعد ...وزي ما أستاذ مالك امر ..هقوم أنا بكل الشغل انهاردة وريحي انتي ....

ارادت ان تبرر لها ان لا ذنب لها في قرارة لتجد مالك يأمر خديجة بصرامة غريبة عليه :

-تعمليلي قهوتي وتجبيها لحد عندي في المجلس ...وانهاردة في رجالة جايين على الغذا اعملي حسابك ساعة واحدة ويكون الأكل خلصان فاهمة ......

ينصرف من امامهما لتقترب منها ام سعد تربت على كتفها بمواساة قائلة:

-أنا مش عارفة ليه بيعمل معاكي كدة ..عمره ماعمل ما حد كده ....معلش يابنتي هو انتي لسه تعبانة ؟

لتهز رأسها بانكسار واضح وتخفضها تحاول كبت دموعها بقوة ..فتشعر ام سعد بارتعاش جسدها تحت كفها لتقول بخوف :

-هو انتي ما اخذتيش علاجك يابنتي ؟!....

تغمض خديجة عينيها بقوة فأمر علاجها هذا يسبب لها الاحراج كل شهر فعند انتهائه تخجل من ان تطلبه من الحاج حافظ وعند ملاحظته تعبها يعلم بانها خجلت من طلبه ليرسل فزاع بسرية تامة لجلبه لها ....لتقول خديجة بتعب واهتزاز :

-أنا هدخل اعمل القهوة ..وبعد كده هطلع الحاج حافظ اطلبه منه .....

-ربنا يشفيكي يابنتي ...أنا مش عارفة مستخبيلك فين بس.......
................


وقفت امام الموقد منذ الصباح الباكر بوجه وجسد متعرق باهت اللون تقلب إناء كبير به حساء وبعض قطع اللحم بشرود تشعر بازدياد ضربات قلبها ودورانها الذي لا يهدأ مع محاولتها السيطرة على اهتزاز جسدها الذي لايهدأ حتى ادى إلى تساقط الأواني اكثر من مرة من يدها وكسر كوبان من الزجاج لتطلب منها ام سعد الحنونة أخذ بعض الراحة والجلوس على الطاولة لتقطيع الخبز لإعداد الوجبة الدسمة

تدخل عليها ام سعد وفي يدها عدد من الصحون تقول بعجالة :

-همي يابنتي الناس على وصول ....مش عايزين مشاكل مع سي مالك ....

تهز رأسها بإرهاق وكادت ان تتحرك سمعتها تقول بلهفة :

-ياحزني ....اديني نسيت أقولك ان فزاع جاب الحاجة وعايزك بره ...بسرعة روحي قبل ما سي مالك يطلب نوزع الأكل يلا

تشعر بان روحها ردت اليها ففزاع هو ثاني شخص بعد الحاج حافظ يعلم بجزء

من سرها ...تكن له معزة خاصة ..دائمة متلهف لخدمتها وهي أيضًا تشعر معه براحة عجيبة لا تعلم سببها .....تخرج من حجرة الطهي ببطء وتعب بعد ان تأكدت من وضع غطاء وجهها ممروا بمجلس الرجال القابع فيه مالك ..تسللت خارج البيت ليصدمها حرارة الجو في مثل هذا الوقت من اليوم تغمض وتفتح عينيها اكثر من مرة حتى اعتادت على ضوء الشمس الحارقة فتلمحه يقف بملابسه المكونة من قميص وبنطال مواليا لها ظهره العريض فهو قوي البنية ...عند وقوفه منتظرا إياها كان شاردا فيها ليزداد ضربات قلبه كلما فكر بها وشرد في ملامحها الساحرة البريئة التي سرقت عقله منذ رؤيته لها من اول لحظة ..ليتذكر انه فاتح الحاج حافظ اكثر من مرة بل وألح عليه حتى ينال الرضا ويكمل نصف دينه ويعقد عليها الا ان طلبه قُبِلَ بالرفض الصارم ..حتى شك في امر الحاج الكبير ان يكون لديه خطط أخرى تجمعه معها كزوجة له .....يفيق من تفكيره ودوامته عندما سمع صوت نحنحتها من قبل ليلتف بسرعة ملحوظة كأنه لا يريد ان يضيع الوقت عليه ليستغل كل ثانية متواجدة معه فيها

فتشق الابتسامة شفاه الغليظة مع تثبيت عينيه على عينيها بغرام واضح يقول بصوت متلهف :

-عاملة أية ؟...ياست البنات

تحييه بامتنان واضح وصوت مهتز من التعب :

-الحمد لله يافزاع...وأنت عامل ايه ..بقالي كتير مش بشوفك عند الإسطبل ....

يشعر من صوتها المهتز بتعبها ليخفض نظره لكف يدها التي لم تتتوقف عن فركهما معا لتستشعر بعض الدفء فيهما وتسيطر على اهتزازهما معًا ليعقد حاجبه ويقول بخوف:

-أنا تحت النظر ياست البنات ....مقدرش ابعد عنك ..اقصد عنكم ...انتي بس لو احتاجتي اي شئ أنا خدامك...

تخجل من أسلوبه معها فهي تعلم جيدا انه يكن لها مشاعر جياشة ليست بالهينة ترفع عينها تحاول الهروب من تفحصه لوجهها المختفي خلف غطائه تنظر خلفه للفراغ لا تعلم علي اي شئ تنظر ..أما عنه فكان يستغل فرصة قربها منه كل شهر عندما يجلب لها طلباتها الخاصة حتي يشبع جوع مشاعره ويسكت أنينها لقد سحرته بسحرها عندما رأها لأول مرة ملقاه بين الزراعات مصابة إصابات متفرقة ليحملها بنفسه يستشعر نعومة جسدها ورائحتها الندية مع انبهاره بملامحها الغريبة ليلاحظه الحاج حافظ وينهره على مايفعل ...فهو دائما يخاف من امر النداهة كشئ خرافي ولكن من الواضح ان نداهته التي تقف أمامه لها رأي اخر ..لقد احب ندائها ...يقطع شروده صوتها الهامس باسمه الذي يخرج من فمها بنعومة ..متى كان بمثل هذه الحلاوة ...ليجيبها متلهفا:

-ها..بتكلميني ياست البنات ....

تهز رأسها بابتسامه شعر بها تكمل :

-ايوه ..اللي واخد عقلك ....كنت بسألك عن الحاجة جبتها لي....

ليتذكر فورًا سبب الإرسال اليها فينتفض يخرج كيس اسود ملفوف بإحكام يمد لها يده بهذه اللفة يقول متعجلا لها:

-اعذريني ياست البنات ..اصل الوقفة معاكي مايتشبعش منها ...خدي الحاجة بسرعة أنا حاسس انك تعبانة ..وكمان قبل ما تفسد ...

-شكرا يافزاع ..مش عارفة أقولك ايه بس ...

أراد التلميح لها برغبته بها ولكنه لا يعلم لما رفض الحاج حافظ له :

-أنا لو اقدر اجيبلك نجمة من السما مش هتأخر عنك ابدا ...بس أنا ...كنت ...عايز ...

ليقطع حديثهما صوت صارم قوي جعلهما يجفلا فزعا منه لينظرا خلفهما يجدانه قريب جدا منهما ليسمع حديثهما ...احتضنت لصدرها الكيس الأسود تستشعر ببرودة قطع الثلج الموجود معه ..كأنها ارادت إخفائها عن نظره ...حمدت الله ان فزاع لم يفسر بحديثه الموجود بداخله ...فيقترب خطوة خطوة الفهد ونظره يمرر عليهما بضيق يقول:

-انتي ايه اللي موقفك بره ومسيبك المطبخ ..

أنا مش منبه عليكي ان في ناس جايين على الغدا....

وأنت يافزاع كنت عايز ايه بقي منها؟!!...

يلقي عليها فزاع نظرة شفقة ليقول :

-كنت ..كنت بشتري حاجات لست البنات كانت طلباها

ليرفع مالك حاجبه بضيق واضح فلقد لاحظ ان فزاع دائما يلقبها بهذا اللقب التحببي كنوع من الدلال ليسأل بصرامة :

-حاجة ايه؟!

-حاجات المطبخ كانت ناقصانا ...

قالتها خديجة بسرعة منقذة الموقف ...

ليأمرها بضيق بالانصراف للداخل فتتحرك امامها بجسد متعب حاولت الا تظهر مرضها وضعفها أمامه

ليواجهه فزاع وقد اختلفت ملامحه عن ذي قبل للين ..ففزاع صديق الطفولة والدراسة الذي استمرا معا كزملاء للصف الثالث الثانوي ولكن كلا منهما سلك طريقا اخر ففزاع التحق بكلية الزراعة نظرًا لمجموعة وهو التحق بكلية الطيران لينفصلا بعدها عدة سنوات ...

فيقول مالك مستفسرا للأخير :

-مالك يافزاع ...شكلك في حاجة عايز تقولها ؟...

ينظر فزاع لمالك بضيق يقول:

-لازمته ايه المعاملة الناشفة دي معها. دي ملاك محدش حاسس بيه من سنين في البيت ....

ليسأل مرة اخري مالك أراد ان يصل لنقطة محددة استشعرها:

-ايه حكاية ست البنات دي ؟!..ملاحظ انك مش بتنده لها باسمها ....

-"عشان مش ..." اجابه فزاع مندفعا من غير تفكير

ليتدارك قوله الأخير الذي اثار ريبة مالك ليقول مصححا:

-اقصد يعني ...انها فعلا ست البنات ..والستات والحريم كلهم....

يرفع مالك حاجبه بمكر مع ظهور ابتسامه علي شفتيه ماكرة:

-هي عجباك !!!

يسرع مرة أخرى بالإجابة بانها تعجبه ويتمني قربها ورضائها...

فيعقد مالك حاجبة باستغراب وقد جاءت الفرصة أمامه للتخلص منها ببيته :

-طيب مادام نيتك خير ماطلبتهاش ليه من الحاج؟ ..هو أنت شوية ...متعلم وعندك فدانين ارض وأملاك وبيت بس انت اللي غاوي تقعد معانا وسايب حالك .....

يجيبه فزاع بحزن واضح :

-مين قالك أني مطلبتهاش من الحاج ..أنا من كتر ماطلبتها مش قادر افتكر عددهم ....نفسي اعرف رافضني ليه ....

-مش يمكن هي اللي رافضة .....

ليسرع ينفي ذلك يقول :

-لا لا...هي ماتعرفش الحاج منبه عليا ان مااتكلمش معها وهو اللي رافض ...

فيتعجب مالك من رفض زواج فزاع منها مع اصراره هو للزواج بها اصرارا مشكوك فيه

ليقول منهيًا هذا الحديث مع محاولته معرفة اي شئ عن مايخفيه والده عنه :

-سيب الموضوع ده ليا ..وانا هكلم الحاج ...بس عندي شرط

-شرط ايه؟

-تقولي انت مصمم عليها ليها مع انك ولا تعرف لها أهل ولا تعرف حكايتها ايه مش يمكن عاملة مصيبة وهربانة منها ..وحاجة تانية مش يمكن شكلها مايعجبكش ....

ليجيب فزاع بتوهان عند ذكر شكلها ...هل يذكر لمالك انه من ضمن القلائل الذين نالوا شرف معرفة ملامحها ام يجيبه بانه متقبلها حتى لو كانت دميمة الوجه ..هل سيقتنع بتبريره؟ ..فمنذ ان وجدها هو والحاج حافظ وقام برؤيتها عدة مرات بعدها امرها الحاج بإخفاء حالها مع تقديم تبريره ان جمالها فتنة يجب عليها إخفاءه عن عيون الطامعين رغم انه سببا مقنعا الا انه يشعر بان هناك سبب اخر لإخفائها ...عندما طال صمته

آفاقه مالك بحركة من أصابعه ليصدر صوت أنامله فيفيق على حديثه:

-ايه رحت فين تاني ..شكلك اقتنعت بكلامي .

لينفي فزاع ماوصل إلى رأس مالك ليلوح بيده كالملدوع :

-لا لا ....أنا فعلا مصمم على طلبي لسه ...اصل يعني أنا شفت........

يقطع حديثه رنين هاتفه ليقول مالك باعتذار :

-فزاع هنكمل كلامنا بعدين ..ها ...في مكالمة مستنيها ....

ليبتعد بعد فتح المكالمة تحت نظر فزاع الذي يملي قلبه ببعض الآمال لعل مالك يساعده فيما تمناه قلبه .......
...........


دخلت مسرعة الي حجرتها تغلق بابها بإحكام تلهث من شدة الإرهاق كأنها خارجة من سباق الوثب تنزع عنها غطاء شعرها ووجهها بقوة فينسدل خصلات شعرها فوق وجهها الأبيض المتشبع بكثير من الحمرة نتيجة إرهاقها وارتفاع درجة حرارة الجو تتمني لو نالت حمامًا باردًا يهدئ من اشتعال جسدها وتنعم بعدها ببعض الراحة تتحرك ببطء نحو فراشها تجلس فوقه ممسكة بالكيس الذي جلبه لها فزاع فتقوم بإفراغ محتوياته فوق فراشها ليظهر عدة زجاجات صغيرة بها محلول ابيض شفاف وبعض الأكياس البلاستيكية المستطيلة الشفافة تحتوي كل واحدة منها علي إبر طبية خاصة بالحقن

تتحرك باتجاة خزانة ملابسها تخرج منها حقيبة سوداء صغيرة ذات سحاب تخرج منها جهازًا وقلما يشبه الإبر الطبية

وتتجه مرة أخرى باهتزاز محتضنه حقيبتها لتجلس حتى تستطع أخذ عينة من إبهامها ...مررت شريطا صغيرا يحمل نقطة من دمائها التي قامت بوخزه حتى تقوم بقياس نسبة سكرها لتحدد الجرعة المطلوب اخذها من الانسولين ...لتلاحظ ارتفاع نسبة السكر بشكل مبالغ فيه ..فهذا سبب لها كثرة التعب واهتزاز اطرافها وجسدها ..لتحقن الابرة الطبية بالزجاجة المملوءة بالمحلول الذي جلبه فزاع منذ قليل وتكشف عن ساقها اليمنى ليظهر فخذها النحيف الأبيض ان تختار مكانًا جديدًا لتحقن فيه الابرة فتضم جلدها بأصبعيها السبابة والإبهام وتضرب الابرة بشكل عمودي سريع اعتادت عليه منذ نعومة أظافرها فتفرغ كل الجرعة المطلوبة تحت جلدها ..
........


تجلس فوق فراشها مغمضة العينين تحاول نيل بعض الراحة بعد أخذ الجرعة .....تعلم انها إذا لم تأخذ جرعتها اليومية من الممكن ان تتعرض لغيبوبة سكر مفاجئة فأحيانا يصيبها انخفاض مفاجئ له ايضا ...تتمنى كثيرا ان تصيبها لتتخلص من حياتها للأبد ....لا تريد العيش وسط هذه الغابة الذى ينتهك فيها الإنسان أخيه الإنسان بكل قسوة وبرودة دماء .....

حياتها كانت اجمل ...لقد نالت من شتى أنواع الدلال التى لم تحصل عليها فتاة يوما لم تحسب يوما ان كل مانالته سراب ووهم لتفق على واقع اليم ...

(اعتقدت ان كل البشر ملائكة واتضح ان لا يسكن الأرض الا الشياطين) ......

يتبع،




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 04:58 PM   #13

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 05:08 PM   #14

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام الأشقر مشاهدة المشاركة


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 05:25 PM   #15

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع



الفصل الرابع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

(اعتقدت ان كل البشر ملائكة واتضح ان لا يسكن الأرض الا الشياطين ....)

أغمضت عينيها التي ابتلت بدموع لا إرادية و شردت في اول مرة تطئ قدمها هذه المحافظة مع والدها ...
(((((كان يظهر على وجهه الحزن والخوف معا اول مرة تراه على هذه الحالة الغريبة واجمًا بائسًا كأنه يشعر بحالتها وما طالها ولكنها فسرت حزنه بسبب وفاة أخيه الوحيد الأكبر ..تفاجأت بعودته المفاجئ لها من سفره بدون ابلاغها ليطلب منها تجهيز نفسها وإعداد حقيبة صغيرة تكفيها ليومين ..ليومين فقط ..لم تعلم ان تلك اليومين ستتحول لسنوات وسنوات حبيسة هذه البلدة ..... سافرت معه بلدته التي نشأ بها قبل ان يستقل بحياته بعيدا عنه
ليسافرا معًا لوجهتهما الصعيد .....
ظلت ممسكة بهاتفها الحديث مشغولة عن ابيها الحزين الصامت بحالها ..فحالها ليس بافضل من حال والدها ..علي الأقل يستطع البوح بسبب حزنه أما هي فلا .....
ظلت ترسل له العديد من الرسائل لعله يجيب علي واحدة منها ..واحدة فقط تطمئنها انه سيظل معها بجوارها ..لن يتخلى عنها بعد ماحدث بينهما ......
لم تتذكر عدد الرسائل الكتابية والصوتية التي تتوسل فيها له بألا يبتعد ويتخلى عنها في محنتها ،..وماكان يقابلها منه الا الصمت والتجاهل والتخلي المزري ...من تلوم؟ اتلومه هو ام تلوم حالها على استسلامها لمن عشقت ...؟!كانت ترى الكون كله في عينيه تهيم به عشقا ...
حركت أناملها بخفة فوق هاتفها ترسل له رسالة اخيرة ..كل مرة تعد نفسها انها ستكون الأخيرة ،لتجد نفسها ترسله مرة بعد مرة ...تريد منه إجابة فيما اخطاءت في حقه ليقابل حبها له بغدر ونفور.....
تجد نفسها تكتب
(رد عليا ارجوك ...أنا بموت في كل لحظة انت بعدت فيها عني )
(أنا ..أنا لو غلطت في حقك سامحني بس ماتتخلاش عني ...أنا محتجالك اوي)
(طيب طمني أنا محتاجة انك تطمني انك مكنتش بتلعب بيا ...صدقني بعدها لو طلبت مني ابعد هبعد صدقني مش هضايقك هسافر وابعد ...)
لا إجابة ....لا رد ....
لتزفر بقوة لعلها تريح الم قلبها المطعون تحاول السيطرة على دموعها الحبيسة تسند رأسها على النافذة المجاورة تتخيل ملامحة الرجولية التي ابهرتها من اول لقاء لتبتسم كأنها تراه أمامها يبادلها الابتسامة ......
تجلس في منزل يدل على أصحابه الثراء رغم الديكورات القديمة ....تجلس وسط العديد من النسوة التي لا تجهلهم ملتفحين بالسواد منهم من يبكي ومنهم من يتهامس والبعض الآخر يراقبها من أعلاها لاسفلها لتنكمش بخوف وتوتر وتتشبث بفستانها الأسود الطويل الذي اشتراه لها والده لتحضر به العزاء ولم ينسى شراء وشاحا حريريا لرأسها لتخفي خصلاتها الذهبية عن اعينهم ..ولكنها لم تستطع إخفاء لون عينها الفيروزي وبياض بشرتها الشاذ .بين الجميع ليلفت الأنظار لها اكثر ويتناسوا أمر تجمعهم ويتفحصوها ...تقع اعينها الزائغة على اعين شديدة القسوة لم تريحها منذ ان دخلت هذا البيت فهي اعين زوجة عمها المتوفى .أمرأة في منتصف العقد الخامس ذات حاجبين رفيعين ترفع احداهما دائما بتحفز ...لايظهر عليها التأثر من موت زوجها
تسمع احدى السيدات تميل عليالأخرى تقول :
-هي مين يأختي البنية الحلوة اللي قاعده قدام ام ناصر دي؟...شكلها غريب عننا ..عاملة زي السياح اللي بينزلوا الأقصر ...
تجيبها الآخرى بحذر بعد افتعال حركة بفمها :
-منا سألت اول مادخلت ...عرفت انها بنت حفني بيه اخو الحاج حامد الصغير اللي راح اتجوز بغير رضى ابوه وأخوه وهج من البلد .....
-قولتيلي !!!!...تلاقيه جاي يشوف ورثه في الهالومة دي وخصوصًا ام ناصر ما خلفتش من الحاج حامد ...
لتمصمص الأخرى فمها تقول :
-انتي مش شايفها عمالة تزغر للبنية ازاي ..زي مايكون هتولع فيها ...ماهي وأبوها اللي هيورثوا كل الهالومة دي ..وهتطلع من المولد بلا حمص.....)

.........
انتفضت من ذكرياتها على طرق شديد فوق باباها لتجيب برعب


-مين ؟..مين بيخبط؟!...

ليقابلها صوته الرجولي المستهزئ:

-هيكون مين ياست البناااااات ...!!!!اطلعي شوفي شغلك الرجالة جت المجلس ...في ثواني القهوة والشاي يكونوا جوه ....فاهمة ....

تنظر للباب بكره شديد فكل يوم يمر في حياتها يزداد قلبها كرهًا وبغضا لتلك المخلوق ....لقد كانت ساذجة ..ساذجة ....

..........
وقفت خارج المجلس حاملة الكثير من أكواب الشاي الساخن تتبع ام سعد التي تحمل هي الاخري أكواب القهوة ليطلبا الأذن للدخول تسير بخطوات بطيئة مخفضة الرأس تسمع أصوات جدال قائم بين الرجال ويظهر بوضوح صوت صارم يوجه حديثه بحدة لمالك يقول اثناء مرورها علي الرجال لتقديم المشروب :

-وبعدهالك يا ابن حافظ هو وأنت ما بقاش لك كبير ..احنا جايين نتكلم ودي منعا لمشاكل وخسارة هتحل على الكل وأنت راكب دماغك ...

يجيبه مالك بصوته الخشن :

-هو ده اللي عندي يا حازم بيه ...واللي مش عاجبه يبقي كده بيختار يقف ضد عيلة الجعافرة ...

كانت خديجة تستمع لنقاشهما الحاد غير مدركة سببه.. لما لا يتناقشان بهدوء بدلًا من هذا النزاع لتقترب من المدعو حازم وترفع طرف عينيها لترى شابا في أواسط العقد الثالث مهندما شبيهًا بمالك في هيئته الا انه يرتدي جلبابا وفوقها عباءة ليزداد وقارًا ..فيصدح صوته بقوة وقد ظهرت علي ملامحه القسوة والشدة فيضرب علي الطاولة التي أمامه بعنف:

-احنا مش قليلين يا ابن حافظ والأرض اللي بينا مش هنفرط فيها ...وكمان صاحبها مش موجود عشان يقرر تاخدوها ولا لا ....وعيلة السلمانية والشاذلية مش اقل منكم ...

مع انهائه كلماته وجد جميع الأكواب التي تحملها مسكوبةفوق ملابسه ليقف كالملدوع يحاول إنقاذ ملابسه من الشاي الساقط عليها ...ليرفع عينه بغضب قائلا :

-مش تفتحي ...ايه مابتشوفيش.......

عند هذه النقطة شعر مالك بالإهانة الموجه له ليجيبه بحدة محذرا إياها :

-اي إهانة للناس اللي شغالين عندي يتبقى

موجه ليا وللحاج حافظ ....

لينظر لتلك المرتعبة الجاحظة العينين وقد وضعت يدها فوق فمها برعب تمرر نظرها حولها بارتياب ..مابالها تنظر لهم برعب كالذي يحاول اتخاذ خطوة مناسبة للهروب ..فيأمرها بصرامة:

-خديجة !!!!....روحي انتي دلوقت...

تهز رأسها له عدة مرات لقد جاء صوت مالك نجدة لها فشعرت لأول مرة بالامتنان له وهذا ماوصله من نظراتها له ..لتخرج بعجالة وكادت ان تسقط علي وجهه اكثر من مرة اثناء خروجها ...

ليجد احد أفراد الموجودين يتسأل بفضول :

-هي مين اللي وقعت الشاى ؟!....بنت مين في البلد ....اول مرة نشوفها

ببيت الحاج حافظ ......

-ام سعد منقذة الموقف بحنكة:

-دي بنت اختي ..بتساعدني في الشغل عند الحاج حافظ ...

ليهز الرجل رأسه بوقار ويضرب بعصاه الأرض ويهم في الوقوف رافعا عباءته فوق كتفيه يقول:

-احنا رايحين وفكر في اللي قولناه يابن حافظ الأرض اللي بينا مش هنفرط فيها ..ولا البيت اللي عليها لحد ماصاحبه يظهر وهو صاحب قراره ....

يقف مالك متداركا الموقف محاولا تهدئة الأوضاع فخروج رجال السلمانية بهذا الوضع سيفتح عليه باب لا يريد فتحه الان وليس من الحنكة خسارة دعمهم وإنشاء عداوة معهم بدون داعي ...ليس من باب الخوف فهو فالجعافرة قادرة علي التصدي لهم وان تضرب بيد من حديد ولكنه يريد ان يسير علي نهج والده من قبل ولا يريد ترك الصراعات والمناوشات له بعد العودة مرة أخرى لحياته العملية فحاول إقناع حاله بانها فترة مؤقته في حياته ليتطرق امر زواجه من خديجة لعقله ...ليعد نفسه انها من ضمن وضعه المؤقت سيتزوجها بسرية ليأمن تلاعبها بالحاج حافظ ويضمن فشل مخططاتها ..ويتركها ببيت ابيه كزوجة ثانية له ..لايعلم عنها احد ...او يحاول اثناء ابيه عن رأيه وإقناعه بتزويجها لفزاع الراغب فيها .....

ليقول لكبيرهم :

-تبقى عيبة في حقنا أنكم تمشوا من عندنا من غير ماناكل لقمة بسيطة ...

لينادي بأعلى صوته على ام سعد لتعد مائدة الطعام

.......
وقفت بأعصاب محترقة مهددة بالانهيار ....تخشى من المجهول ...لقد حكم عليها بالإعدام على شئ اجبرت عليه بغير إرادتها ...تنتفض عند دخول ام سعد مهرولة تقول :

-همي يابتي ...سي مالك قالب الدنيا على الأكل وندهت لفزاع يوزع معانا ...يلا بسرعة

-حاضر ..يا ام سعد

وعند اعدادها للطعام لمحت ام سعد الدموع التي تغرق وجهها الأبيض لتقول بمواساة لحالها:

-معلش يابنتي بتحصل ماتزعليش ،...موضوع الشاي عدى بسلام ...

أتعتقد ان سببب بكائها بضعة أكواب مكسورة ...لا والله ما كسر ليست الأكواب بل هي ماكسرت .....

لتشهق ام سعد بوجهها واضعة يدها فوق صدرها تقول وهي مثبته اعينها علي وجهها :

-فين يابنتي البتاع اللي اسمه ايه...اللي بتحطيه في عينك ...

لتجحظ اعين خديجة برعب واضعة أناملها فوق وجهها برعب لعل ام سعد تكذب ما فهمته:

-بتاع ايه يا ام سعد؟

-البتاع اللي بتحطيه في عينك يابنتي مش موجود ...

لتتراجع خديجة برعب واضعة كف يده علي فمها تبحث عن شئ ترى فيه وجهها بأعينها ...لتسقط عيناها علي سكين عريض فوق الطاولة وتهم برفعه لتتدقق النظر فيه فتكتشف فقدان احد عدساتها السوداء التي تخفي لون عينيها الحقيقي خلفه ...فكان هذه وسيلة للاختباء لفترة طويلة عن الأعين المترقبة .....

لتقول برعب واضح :

-راحت فين ؟!...لتبحث حولها برعب في ارجاء المطبخ رغم تأكدها انها ستفشل في إيجادها لتكمل برعب :

أنا في مصيبة ...لازم الاقيها ...

-خلاص يابنتي اهدي ...هنقول للحاج يقول لفزاع يجيب غيرها ....

يسمعا صوت نحنحة رجولية يتبعها صوت فزاع المحبب لها يقول :

-أنا سامع اسمي ...خير يارب ...

يقع نظرة علىها ليتأملها بتيه واضح ليدقق في ملامحها التى لم ينساها ابدا منذ سنين مع تغير طفيف بها لقد ازداد وزنها قليلًا ليمتلئ وجهها الأبيض كالحليب فيخفض نظره لشفاها الصغيرة ..ليلاحظ ارتعاشهما كأنها تحارب البكاء ....لينهر نفسه من تأمله الفج لها ..

ويقول :

-مالك ياست البنات ..هو انتي كنتي بتعيطي..

تقترب منه ممسكة بذراعه بدون ادراك ان مثل هذه الحركة البسيطة أشعلت ناره فيخفض نظرة لكفها الأبيض الصغير واناملها المتشبثة بساعده تقول:

فاكر العدسات اللي الحاج طلبها منك زمان ....

يهز رأسه بفهم يقول مستفهما:

-ايوه ...طلبها مني عشانك ....

ليدرك للحظة ان عينيها اليسرى بلون والأخرى بلون ليكمل:

-فين عدساتك؟!....

-مش عارفة ...أنا خايفة اوي حد يتعرف عليًا ..شكلها وقعت مني...ومش لاقياها...

ليقول فزاع بتأثر :

كان بودي أقولك خليكي من غيرها ....يابنت الناس ..عنيكي اللي يلمحهم يسرح في بحرهم الأزرق ....

تخجل خديجة من وصفه لها وغزله المتواري ..فتنهره ام سعد وتضربه خلف رأسها مؤنبة:

-هو ده وقت نحنحتك ....

فيخجل من وصفه المبالغ فيه من وجهه نظرهم ليقول محبطا:

-هعمل ايه دلوقت ...أنا اشتريت الحاجة دي من مكان بعيد الحاجات دي مش موجوده في البلد هنا ...

تقترب منه مرة أخرى وقد ظهر على اعينها الدموع التي تهدد بالانهمار تمسك ذراعيه بقوة:

-ارجوك يافزاع اتصرف .....

-لو تصارحيني بس انتي بتهربي من ايه ؟!...أنا......

"ايه اللي بيحصل هنا "قالها مالك الذي دخل وجدها ممسكة بذراع الآخر وتهمس له ...أما عنها فتسرع بإخفاء وجهها عنه بعد ان كانت كاشفة له امام فزاع ليضيق عينيه بريبة من حركاتها التي زادت من ضيقه لها ..فهي تتعمد اخفاء حالها عنه ...عنه هو فقط ...لما ؟!...

ليكمل بحدة :

-ايه يا ام سعد ...مانجيب اتنين ليمون ونقعد نتسامر ...ونسيب شغلنا ...وأنت يافزاع مش ناديتلك عشان الرجالة ايه اللي موقفك مع الحريم هنا ....؟!....

شعر فزاع بان دلو من الماء البارد سقط فوق رأسه ليقول علي عجالة :

-رايح اهو حالًا ....

فيودعها نظرة يطمئنها فيه مع هزة بسيطة تكاد الا ترى حتى تهدئ حالها ....

لم يخف علي مالك النظرة التي القاها عليها قبل خروجه ففزاع اصبح شفافًا لديه ...أما عنها وجدها تحاول اشغال حالها بعدّ الملاعق والأطباق منتظرة خروجه ليلقي عليها نظرة سخرية ويخرج من المطبخ بدون نبث اي كلمة

لتقول ام سعد بارتياح :

-الحمد لله مالك ماسمعش قلة حياء فزاع ..بس لما يجي هضربه زي ماكنت بعمل زمان ....عارفة كنت بعمل ايه ؟!...كنت ،........

ظلت تثرثر معها اثناء توزيع الطعام ولكنها كانت شاردة في حياتها القادمة .....

............
خرج من المجلس متجهًا لأقرب مغسلة لينظف يده بعد الطعام يمسح يده بمحارم ورقية وجدها بالغرفة ليرن هاتفه الخاص فيحاول ادخال أطراف أصابعه اثناء سيره بجيبه ليخرج هاتفه ...فيزفر بقوة من الحاح عمته ثريا في الاتصال لمعرفة الأخبار ...وأثناء انشغاله بالهاتف اصطدم بجسد ضعيف كان يسير بسرعة الصاروخ ليشعر بسخونة شديدة احرقت صدره وترنح ذلك الجسد فوق الأرضية لتسكب عليهما الشاي الساخن ...فما كان منه الا بمحاصرتها بذراع من حديد يضمها إلى صدره كرد فعل لا إرادي يفرضه الموقف .. مانعا سقوطها أرضا ..لينظر لها في ضيق مستعدا الإخراج ابشع الكلمات منه بوقاحة تناسبها ..فتثبت عينيه على عيناها الزرقاوتين..يفتح فاه محاولًا النطق فتتوقف الكلمات بحلقة ويخرج من فمه هواء ساخن ويربط لسانه لهذا المشهد ..لوحة فنية مرسومة ببراعة بنقابها الأسود الذي يحيط بها لايظهر منه الا ماستان فيروزيتان بلون البحر ..يحيطهما بركة من الاحمرار ..تهتز حدقته بتوتر يحاول الخروج من تأمله بقوة يشعر بانه رأي هذه العينين من قبل ...عينين مألوفتين له ..يقول بلوم هادئ :

-مش تخلي بالك !!..كنتي هتقعي ....

يشعر بارتعاش جسدها تحت ذراعه المحيطة بها ...هل بسبب قربه الفج منها ..ام خوفًا من توبيخه لها كالمرة السابقة ...ام لما سمعته منذ قليل ...؟ليزداد خوفها وتحركها من تحت ذراعه محاولة ابعاده عنها ..فيخضع لها مجبرا ويحررها لتتراجع خطوتان تنظر للأرض بخوف مع احتضان حامل الأكواب لصدرها تحتمي به تقول بهمس :

-أنا آسفة ...كنت مستعجله ..حضرتك ممكن تروح الحمام ده تنضف لبسك

فتشق ابتسامة وجه فيقول بلوم :

-انضف ايه ولا ايه ...؟!..

يزداد خجلها الممتزج برعبها فتحاول الهروب من أمامه تقول معتذرة :

-عن إذنك ....

-استني ....

قالها حازم بطريقة صارمة فهي تهابه وتهاب نظرته المتفحصة لها ..فيكمل لاستفهام :

-اسمك ايه؟

ليقطع حديثها نداء فزاع لها يقول بحذر:

-في حاجة حصلت ياخديجة ؟...حازم بيه ايه اللي بهدلك كدة ..؟فيوجه حديثه لها مرة اخري يطلب منها الانصراف وسيتولى امر ملابس حازم و ضالزجاج المكسور ....فتنصرف لتختبئ داخل حجرتها بأنفاس لاهثة رعبًا تحت الأعين المراقبة لها ........

هل تعلم ،ان الناس غريبة

اولا يكرهون بعضهم البعض

ثم يحبون بعضهم البعض

يغيرون رأيهم فجأة

أولًا يقولون الحقيقة ثم سيكذبون

دون جدية

كما لم يكن شئ

...................
كان جهاز الحاسوب الشخصي يصدح منه كلمات الأغنية الإيطالية الحزينة ...شاردا في ظلال الليل متأملا نجماته التي تلمع في سمائه ..كانت هذه الأغنية الحزينة أغنيتها المفضلة التي كانت تدندن بها دائما بدون ملل ..كانت تسبب له الضيق من كثرة تكرارها ..حتى بدا ان يعتادها ..ليأتي اليوم الذي يجلس فيه على محرك البحث يبحث عن اسمها وترجمته كلماتها ليعيدها ويعيدها حتي ألفها ...كانت كلماتها تلخص حالة الشجن الواضحة بها ..تحولت من زهرة مزدهرة لرماد اسود بسببه ..ليته لم يقابلها ليته يتخلص من ذنبه المغلول برقبته ليوم الدين ........

شرد في اول مرة سمع منها نفس الكلمات بانطلاقة متمكنة من لغتها ...

كانت حينها في المعهد الخاص الذي التحقت به لتعلم اللغة العربية وإتقانها في "قسم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين" ...لقد فهم من أمنية فشلها الزريع في اجتياز اللغة العربية مع المعلم الخاص بهما ..رغم انها تساعد أمنية كثيرا في دراسة الإيطالية الا انها لاتستوعب شئ من لغتها الأم ..بسبب نشأتها مع والدها ووالدتها الإيطالية فترة كبيرة بعيد عن الوطن ..

يشد انتباهه سيرها في خط وهمي علي الأرضية الرخامية علي أطراف أصابعها برشاقة تحمل خلف ظهرها حقيبتها المعتادة مع استقامة ذراعيها بحرية فتؤدي حركة فجائية تقوم بالدوران سريعًا علي أصابع قدمها اليمني مع رفع اليسري عن الأرض ليبهر برشاقتها ...

ولكن ماجعله يفيق من تأمله لها الصامت وجود شابين مراهقين قريبين منها يحملان هاتفًا ليدرك انهما يقومان بتصويرها خلسة ..ليقوم من مجلسه علي احد المقاعد يخطو خطواته السريعة ليحجب عنهما الرؤية ويقوم بنزع الهاتف على حين غرة فيعترض احداهما ثائرا:

-ايه اللي بتعمله ده ؟...هات التليفون ....

فيرسل مالك نظرة سوداء كأنه يحذره ويتلاعب بأصابعه حتي وصل إلى الفيديو المسجل وقام بحذفه ...ليقول محذرا :

-هو مافيش حد قالك ان ده انتهاك للحرية الشخصية ،..وممكن اعملك محضر بكدة...

ليستهزئ احدهم يقول :

-انتهاك !!.هو انت بتاع حقوق الإنسان ولا ايه ....انت فاكر حد هيبص لبلاغك ده محاضر القتل ما بيتبصش فيها

....
مالك بهدوء يمد يده بحرص بهاتفه يقول :

-تمام ...انت عندك حق ...صور زي ما انت عاوز ...وأنا كمان حر ...

ليفاجئه بلكمة قوية جعلت الشاب يسقط أرضا ممسكا فكه الدامي ليكمل بغضب:

-مادام اهلك ماعرفوش يربوك ...والقانون مش هيعملي حاجة ؟...يبقي لما اعمل عاهة محدش هيبص في محضرك ...

ليتجمع عدد من الشباب يفضوا الاشتباك

أما عنها لقد فوجئت بضوضاء قريبة جهلت سببها ...لقد حذرها والدها اكثر من مرة الا تضع حالها وسط المشاكل ولكن فضولها يقتلها وقفت تضيق عينيها ممسكة بذراعي الحقيبة جانب كتفيها بطفولة وقد تساقط علي وجهها بعض الخصلات الذهبية التي تحرر من عقدة شعرها المرفوع فوق رأسها بعشوائية لتجده يخرج مندفعا من وسط الشباب عينيه مثبته عليها بغضب متجها اليها لتجحظ اعينها برعب من هيئته وتفرغ فاهها ماكان منها عند اقترابه ان تتراجع للخلف ببطء خوفا من هيئته لتتلفت خلفها لعله يقصد احد اخر..لتجده يصل اليها في خطوتين واسعتين بوجه لا يبشر بالخير يقول بغضب وكلمات غير مرتبة :

انتي ...انتي ...ازاي ...؟.....أنا مش عارف اهلك سيبينك كده ازاي ؟!!..الحاجة الوالدة ماعلمتكيش ان عيب ترقصي بالشكل ده وكمان قدام الناس....

لم تفهم معظم. كلماته ولكنه قال والدة ...والدة!!!.هل يقصد ان هناك من تعرضت لحالة ولادة ...وهذا مايفسر تجمهر الناس هناك .....

لتتسائل بفضول :

-ايه علاقة الولادة بالرقص ...مش فاهمة؟!....

ليزفر بقوة محاولا تمالك أعصابه ليقول بغضب:

-انت بجد حاجة تخنق ...الوالدة !!!...الماما بتاع انت ...your mother.....mum

فهمتي ولا أقول كمان ؟!...

-مامي مالها ؟!....

ليشد خصلات شعره بقوة يقول:

-يامثبت العقل ياالله!!!...يا آنسة شيراز ...اللي بتعمليه ده مايصحش عيب ..ترقصي قدام الناس ...وكمان انتي ايه اللي مخرجك من الكورس مش المفروض تكوني بتدرسي جوه ..عشان ترحمينا من عدم فهمك لكلامنا ....

زمت شفتاهها بطفولة تحاول تبرير خروجها من حجرة الدراسة ..لقد ملت من أسلوب ذلك المعلم للغة لا تفهم منه شيئًا علي الاطلاق لتعتذر بالانصراف متحججة توعكها لتقول لنفسها بانتصار عندما خرجت تعيش الإيطالية انها أسهل بكثير .....لترتب كلماتها التي لم تخلى من الأخطاء والكلمات الإيطالية والإنجليزية :

-المدرس مش فاهمة منه حاجة ...اضطريت اكذب وأقول أني تعبانه ...وأذن ليا بالخروج ....

-كمان كذابة !!...لا عال العال والله ..بنت خالتي صديقتها المقربة ماعداش عليها ساعة رباية .....

ليزفر بقوة محاولا النظر بعيد عنها لتقول بتأثر ولقد فهمت مغزى حديثة لاتعلم لما يبغضها ..تنظر أسفل قدمها:

-أنا فعلا تعبانه ....

تصدر منه ضحكة سخرية غير واضحة ..وعندما طال الصمت بينهما شعر بتحركها مبتعدة مخفضة الرأس فلم يعلق علي ابتعادها ولكنه لمحها بفضول بجانب أعينه بجفاء تبتعد لتجلس مكان جلوسه مسبقا علي احد المقاعد الرخامية المستطيلة وهي مخفضة الرأس بضعف ..ليشعر بضيق شديد بجانب قلبه لهيئتها ..يوبخ حاله على تجاوزه في ابداء رأيه بسلوكها ..فهي حرة في تصرفاتها ...يجدها ترفع ساقيها لتجلس متربعة فوق المقعد تتلاعب بشرود في سوار خاص بها فضي به العديد من الدلايات والالعاب بشرود ..يكاد ان يجزم انه لمح سحابة من الدموع المحصرة بعينيها مع تقوس طفيف لشفتيها لأسفل ..لعن اللحظة التي وافق فيها خالته في متابعة أمينة دراسيا ومرافقتها اثناء وجودها بالدروس والكورسات ...ليتفاجأ بوجود صديقتها معاه كل الوقت ..وها هو يقف منتظرا خروجها ليقلها لمنزل خالته ...

وجد نفسه يأخذ نفسًا عميقًا ليتحرك بتمهل اتجاهها مرة اخري مسلوب الإرادة بوجهٍ مختلف عن الوجه السابق ولكنها ابت ان ترفع نظرها له عندما وقف امامها عدة لحظات ...فهذا السكون هي غير معتادة عليه ليجلس بجوارها تاركًا مسافة معقولة بينهما ماددا ساقيه للأمام بصمت ناظرًا أمامه.منتظرا تحركها ونشاطها التي اعتادت عليه ...ولكنه مل من صمتها ..فتنحنح يقول :

-انتي خلصتي ؟...ماروحتيش ليه ؟....

-السواق أتأخر ....بيقول في زحمة....

قالت عبارتها بهمس متعب تكابح بكائها ...

-احم ...هو مالكيش حد يوصلك الا السواق ...بابا ...ماما ...قرايب

لتهز رأسها بالرفض علي كل من ذكرهم

ليتسآءل بفضول :

-طيب نفرض السواق مجاش ..هتروحي ازاي ؟

تجيبه بضعف وتأثر :

-عم حسن مش بيتأخر عليا ...هو دايما يوصلني المدرسه والأوبرا والدروس ..كل حاجة ...لو أتأخر هستناه ...

ليعقد حاجبه بتعجب من ردها فيقول :

-مافيش غير عم حسن ؟!!..مافيش حد تاني

-في تينا !!!..المربية بتاعتي من زمان ...جت معايا من إيطاليا وهي ممكن تيجي تأخذني ....

-طيب نتصل بباباكي نبلغه ..

قالها مالك متعجبا من أهلها عديمي المسؤولية تاركين مراهقة في عمرها بدون رقابة ..ولكنها ليست كأي مراهقة مراهقة ساذجة ...جميلة جميلة جدا ..حد الجنون ذكرته بشخصية كارتونية تسمي "فروزين ...."

تجيبه بلا مبالاة :

-لو اتصالنا هيعمل ايه ؟!....هيجي مثلا من سفره يوصلني .....

-هو مسافر؟!!

تهز رأسها بنعم عدة مرات فيجدها تنزع عنها حقيبتها الخلفية المملوءة بالزهور وتفتح سحابها لتخرج جزء من قالب الشيكولاته مشابهًا للذي عرضته عليه من قبل ..ورفضه

تقوم بكسر قطع صغيرة منها وتضعها في فمها باستمتاع غريب ليتأمل صورتها الخلابة بشعرها المتطاير الذي تحرر من عقدته ،..قطع تأمله لها قولها بثبات الذي طعن قلبه بخنجر مسموم :

-أنا مامي ماتت من ست شهور .....

-أنا ...أنا اسف ..مكنتش اعرف ...

فيسود الصمت مرة اخري فيحاول اخراجها من صمتها الغير طبيعي يقول بمرح :

-مش هتعزمي عليا ....؟!

لترفع حاجبها تنظر له باستغراب تقول :

-بتهيألي في حد قال انها خاصة بالأطفال !!!!

-مممم.!!!وفي حد داس علي رجلي قبل كدة وما اعتذرش...

لتبتسم مع هز رأسها وتمد يدها بالجزء المتبقي فيتناولها بشراهة جعلتها تضحك عليه ....

ليتساءل بطريقة عملية :

-عاملة ايه في دروسك ...في حاجة صعبة ؟...أنا في الخدمة مدام في قالب شيكولاتة من ده كل مرة ..

تبتسم ابتسامة خلابة وتنظر الي عينيه بهيام فهذا الشاب يبهرها هيئته وثقته ورجولته لتقول :

-كله تمام الا Arabicصعب اوي ....

يقطع حديثها رنين هاتفها الذي ينبهها لحضور السائق لتقول لها :

-شكل عم حسن وصل ...اشوفك مرة تانية ..Bye...باي

فيلوح بيده لها مع ابتعادها عنه وتلفتها اكثر من مرة له.. كأنها تجبر حالها علي الانصراف ..وعند اختفائها خارج البوابة اكتشف وجود لوح الشيكولاته بيده التي يلوح به فيبتسم علي ماصدر منها ...فمالك حافظ يتناول الشيكولاته ...عجبا !!!!....

.....................
فاق من شروده لهذه الذكرى مع انتهاء الأغنية ليفتح درجا جانبيا مغلق بمفتاح صغير يضع فيه الأشياء الثمينة لديه ..يخرج منه ورقة ملونة بألوان الطيف متداخل ألوانها يرفعها بأنفه يشتمها بتمتع ويقلبها بين أصابعه بحرص ...هذه الورقة ورقة غلاف لوح الشيكولاته ...اول لوح أهدته إياه ليتذوق طعمه الذي لم ينساه ابدا حتي الان.....

.............
كان هناك من يجلس خلف الحاسوب الشخصي في نفس اللحظة بمكان اخر بيده تقبع سيجارته الأخيرة لقد استهلك علبة كاملة اثناء تصفحه لصفحتها الشخصية فيقع عينه على اخر منشور لها منذ خمس سنوات تقريبا اخر صورة نشرتها لها على مواقع التواصل الاجتماعي ...فيضغط علي صورتها لتظهر بشكل اكبر وتظهر ملامحها بدقة ...منذ خمس سنوات وهو اعتاد على التدقيق بملامحها لقد اعتاد عليها حفظ كل تفصيلة بوجهها عدد خطوط وجهها ....بدأ الأمر في رغبته لمعرفة وجهها لينفذ مهمته التي القت علي عاتقه منذ سنوات ...البحث عنها في كل بقعة يمكن ان تحط قدمها بها ..وصل الأمر لسفره للعاصمة مكان سكنها للسؤال عنها ...لقد طرق كل الأبواب ممكن ان تكون لجأت لها ...معهدها ..مدرستها ...حتى مدرسة البالية الخاصة بها ....

في بادئ الأمر كان اطلاعه علي صورتها شئ مسلم به للتعرف عليها والعثور عليها في اسرع وقت ...مرة بعد مرة تحول هذا الاطلاع للإدمان ..لقد داعبت قلبه ببراءتها وسحرها الغريب كأنها القت عليه تعويذة سحرية جعلته لا يهنأ الا برؤيتها قبل نومه ليتأمل تفاصيل وجهها ...

ترى ماذا سيفعل ان وجدها ؟!!... هل سيسلمها لمصيرها ؟ام سيحتفظ بها لنفسه ..ويضمها اليه يحميها مما هي مقبلة عليه ....ها هو يجلس امامها متيم بملامحها ..هل يعقل ان يعشقها دون لقاء ....ليبتسم عندما تذكر الحادث الصغير منذ عدة ساعات ليتذكر عينيها بدقة التي بنفس لونها ليهز رأسه بملل من هذه الذكرى السيئة فتطرأ برأسه فكرة عابرة

مد يده يسحب ورقة من بين الأوراق ليرفعها امام جهاز الحاسوب يخفي الجزء السفلي من وجهها فيبتسم على فعلته ويقسم ان وجدها سيخفيها عن الجميع حتى لاتراها اعين غيره ..سرعان مااختفت ابتسامته تدريجيا بطريقة مخيفة..ويضيق عينيه على شاشته بدقه فتتسارع ضربات قلبه بين ضلوعه تعلن التمرد عليه ..لا يصدق ..لا يصدق مارآه من المؤكد انه يتخيل يهمس برعب لما رآه :

شيراز!!!!.مش معقول....



نهاية الفصل الرابع




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 06:05 PM   #16

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

جميلة روايتك الجديدة باليرينا الشرق ياكاتبتنا العزيزة وسام الأشقر تمنياتي لك بالتوفيق بجميع روايتك ومنشوراتك الادبيه ويارب صحة وعافية ونجاح دائم باذن الله

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 12:33 AM   #17

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

جميلة ومشوقة جدا جدا منتظرة القادم بشوق

اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 05:16 PM   #18

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
جميلة روايتك الجديدة باليرينا الشرق ياكاتبتنا العزيزة وسام الأشقر تمنياتي لك بالتوفيق بجميع روايتك ومنشوراتك الادبيه ويارب صحة وعافية ونجاح دائم باذن الله

حبيبتي تسلمي يارب انا سعيدة انها نالت اعجابك لكي مني اجمل تحية


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 05:19 PM   #19

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اللؤلؤة الوردية مشاهدة المشاركة
جميلة ومشوقة جدا جدا منتظرة القادم بشوق
تسلمي يارب ان شاء الله تحوز على اعجابك للنهاية


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 05:28 PM   #20

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس



&&&&&


الفصل الخامس
————




مااختفت ابتسامته تدريجيا بطريقة مخيفة..ويضيق عينيه على شاشته بدقه فتتسارع ضربات قلبه بين ضلوعه تعلن التمرد عليه ..لا يصدق ..لا يصدق مارآه من المؤكد انه يتخيل يهمس برعب لما رآه :

شيراز!!!!.مش معقول...

لتجحظ عينيه بصدمة ...هل يعقل ان تكون هي ؟...

ليرفع يده فوق فمه مع ظهور نظرة الرعب علي ملامحه...نعم كان يتمنى منذ لحظات الوصول اليها لكن الان ..ماذا سيفعل ان علمت عمته بذلك ...لن يقبل ان يمسها احدا بسوء ....
......


في العاصمة
.......


تسير في اروقة المدرسة حاملة بين ذراعيها العديد من الدفاتر ذات اللون الأحمر الخاص بطلابها في الفصل الدراسي بملل شديد وإرهاق متملك من كل كيانها ..تشعر بالإحباط ..ها هي أصبحت معلمة لطلاب بالمرحلة الابتدائية يفترض ان يكونوا كالملائكة في نظر المجتمع ولكن حدث ولا حرج ،..هؤلاء الملائكة كفيلة برفع ضغط عشرون معلم ومعلمة في دقيقة واحد مع إصابة البعض بنوبات قلبية طارئة ...لم تكن تتخيل علي الإطلاق ان يكن الأطفال بمثل هذا الإرهاق فهم عصافير الجنة ...يقطع تفكيرها اصطدام بعض التلاميذ بها ليسقط من بين أيدها بعض الدفاتر أرضا لتسبه سبة لم تستطع إسكاتها لتصرخ بهما مهددة:

-انت يازفت ...عارفاك يابتاع ٩/٣...وهجيلك اعلقك ...تنحني لتجمع ما تبعثر منها بغضب فتسمع صوتا بغيضا على قلبها يقول ببرود:

-اي ياميس أمنية ...العيال عملوها معاكي تاني ...شكلك بقى وحش اوي ...

ترفع نظرها اليه بضيق فهذا الزميل يسبب لها الضيق ..تشعر بالارتياب من تصرفاته ونظراته المتفحصة لها رغم ارتدائها الحجاب وملابس مناسبة ..لزج ..سمج..دائم مطاردتها ..تعلم نظرته الدونية لها مثله كمثل جميع الذكور في مثل هذا المجتمع الذكوري المتعفن لتقول بنزق:

-خليك في حالك يا مستر انور وياريت تشوف حصتك بدل ماحضرتك واقف للسقطة واللقطة في المدرسة .....

يقف علي وجهه ابتسامة بلهاء يقوم بمضغ علكته بطريقة مثيرة للاستفزاز لتلمح شاربه الخفيف يظهر على وجهه كشئ متسخ فوق فمه ..هذا الشارب لايمت بالرجولة بصلة لتحدث حالها "ماشافش شنبات الجعافرة يقف عليها صقور"

لتقف مستقيمة بعد ان اجمعت دفاترها تقول ببرود وابتسامة مغتصبة :

-عن اذنك ورايا تصحيح مش فاضية زي حضرتك ....

-(استني بس يا أمنية )

قالها انور بلهفة غريبة ..فتعقد حاجبها من جديته الظاهرة فنادرًا ماتلاحظ جديته في الحديث لتقف منتظرة حديثه بملل ..ليتساءل بلوم واضح :

-أنا نفسي افهم بتتعاملي ليه كدة معايا ..أنا حتى غرضي شريف ..

تجحظ عيناها لتخرج من رأسها تتساءل:

-شريف ازاي...؟!...

فيرتبك انور ويقول بدون النظر اليها :

-شريف ...يعني مش معقول ماتكونيش فاهمة ..أنا بحاول اخلق كلام معاكي ليه،وكمان واحده زيك المفروض تكون فهمت كلامي و....

تضيق عينيها مع رفع حاجبها لتقول ببطء مخيف:

-وحدة زي ازاي؟...وحدة زي بظروفي ..ومطلقة مش كدة ...مش ده اللي تقصده

-لا ...صدقيني مااقصدش ...ال...

تقطع حديثه بحده غريبة وتشير له بإصبعها محذرة ومنهية هذا الحديث:

-أستاذ انور !!!...لو سمحت احنا هنا زملاء شغل وبس ...تيجي تسألني عن حصة ..عن الأولاد ...غير كدة مرفوض ...

فتسمع صوت معلمة أخرى تقول بلهاث من شدة الجري :

-ميس امينة ..ميس امينة ...في ضابط عايزك في مكتب ميس نعمات المديرة ...ليتساءل انور بقلق :

-ضابط !!...وعايز ايه ....؟

ترسل له نظرات تحذيرية بان يتدخل اكثر من ذلك فيتراجع خطوة يقول :

-أنا كنت بطمن بس ...

فيراها تنصرف من امامه بثبات غير عابئة بأمر الضابط المنتظر لها...لقد كانت متأكدة من هويته فهو لا يكل ولا يمل من مطاردتها وتضيق الخناق حولها لا يساعدها على الخروج من عنق زجاجته الضيق ...تلتقط انفاسها تحاول تهدئة حالها حتى لا تفقد أعصابها تحدث حالها (اهدي ياامينة اهدي خالص)
.........


تجلس متحفزة بكل خلجاتها تضغط علي قلما موضوعا بجوارها فوق المكتب تضغط بابهامها على رأسه بحركة رتيبة متتالية ليصدر منه صوتا كدقات الساعة مع ثبات نظرها على هيئته وهيبته التى تطغى على اي مكان يتواجد به مصدرًا لمن حوله عجرفته وعنجهيته تنظر له بعيون ضيقة ...كلبؤة تنتظر الانقضاض على فريستها ..تنظر له وهو يجلس رافعا ساق فوق الأخرى مظهرًا بجانبه سلاحه الميري عن قصد ليرهب من حوله بمكانته ...كيف تقبلته يوما ؟!..كيف تغاضت عن هذه السلبيات الواضحة ؟!..يقولون مرآة الحب عمياء...

عندما طال الصمت رأته ينحني للأمام ليختصر المسافة بينهما يستند علي ركبتيه بذراعيه يقول مع ظهور ابتسامته التي ظهرت ملتوية :

-هتفضلي تبصيلي كتير ؟!...للدرجاتي وحشتك

فيصدر منها صوتًا مستهزأ على ملاحظته الغير صائبة لتقول بكبرياء وهي ترجع ظهرها للخلف :

-بلاش الثقة الزايدة دي يااكرم ....احب اعرف سبب زيارتك الغير مرغوب فيها دي مع انك عارف ان ده مكان شغل ودخولك المدرسة بالشكل ده هيسبب لي مشكلة .....

-دايما مستعجلة ومش بتحبي اللف والدوران ..طيب ده أنا ضيف مش هتضيفيني ؟!.

تفقد أعصابها من سماجته المعتادة فتضرب بكف يدها علي المكتب :

-افتكر انت مش في بيتي عشان اضايفك

-خلاص نروح البيت !...

قالها اكرم بجدية

لتقول من بين أسنانها مهددة بفقدان صبرها :

-اكرم !!!!

ليرفع يده مستسلمًا يقول مهدئا إياها:

-اهدي ...خلينا نتكلم جد شوية...انتي عارفة أنا عايز ايه ياامينة ..واللي خلاني أجي شغلك زي ماقولتي لان حضرتك مش مدياني فرصة أتكلم معاكي وتليفونك مش بتردي عليه ودايما بتهربي مني ....

-وليه كل ده؟!....افتكر اللي بينا انتهي يوم مااخترت حياتك

يجيبها اكرم بشبه رجاء لعلها تعطيه فرصة جديدة :

-امينة الكلام مش هينفع يكون هنا ..ياريت عشان شكلك قدام المدرسين ....

-أنا لو خايف علي شكلي مكنتش جيت من الأساس ....عموما مافيش كلام بنا يااكرم انت اخترت حياتك واتجوزت وخلفت ياريت تنتبه لابنك بدل ماتفضل تطارد طليقتك ....

فتجده يستقيم في وقفته ليقول بجدية منهيًا الحوار. الذي لايقبل نقاش كعادته :

-خلصي شغلك وانا مستنيكي بره قدام المدرسة ...سلام !!!
.......


جلست امام والدتها التي لم تكل من لومها فمنذ انفصالها من عام كامل لا تمل من عتابها يوميًا انها لم توافق على الزواج من ابن خالتها ..وكيف فرصة زواجها أصبحت اقل بعد طلاقها ..لقد حاربت أمها كثيرا لإثنائها عن قرار الطلاق بعد فشلها في الإنجاب ..ولكنها مع إلحاح اكرم ورغبته الملحة في الزواج من أخرى لغرض الإنجاب مع الإبقاء عليها ...هذا جرح أنوثتها لتقرر الانفصال الذي تم تحت ضغط شديد من زوج خالتها وابن خالتها علي اكرم ..لتتحرر منه وكان هذا ضد رغبة أمها فكانت ترى ان من حق اكرم الزواج مره أخرى وهذا لايعيبه

تقول أمها بلوم وخوف لما هو اتي :

-وبعدين يا امينة ..اكرم حطك في دماغه ..كنت ريحتيه وروحتي شفتي عايز ايه ؟...

لتتذكر امينة انها قامت بالخروج من بوابة اخري تطل علي شارع جانبي للمدرسة لتتركه منتظرا إياها على امل لقائها ..تنتفض عن سماعها صوت طرقات قوي يدل على غضب طارقها لتقول بنزق:

-اهو شرف ..ياريتنا افتكرنا ربع جنيه مخروم ....

لتسمعه يصرخ مهددا من خلف الباب :

-افتحي ياامينة .انا عارف انك جوه ...مش اكرم المهيني اللي يتعمل معاه كده ؟...افتحي ماتختبريش صبري

تقترب من الباب بتحدي تقول من خلفه:

-امشي يااكرم ...وعيب اللي بتعمله ده ..تفضحنا في العمارة ..

-افتحي لو انتي خايفة من الفضيحة

تضع يدها في وسطها تصرخ به:

-معاك إذن تفتيش ياحضرة الضابط ولا هتستخدم سلطتك في التهجم علي بيت طليقتك ...

ليهدأ قليلا محاولا تخفيف وطأة غضبه لقد جن جنونه عندما انتظر خروجها اكثر من ساعة حتي نفدت المدرسة من طلابها ومعلميها ليتجه الي الحارس المقيم يسأله فيبلغه ان لايوجد احد داخل المدرسة ويعلم بعدها بوجود باب اخر لنفس المدرسة ليستشيط غضبا منها

يقول بهدوء :

-خلينا نتكلم زي اي حد عاقل وناضج

تقف رافضة فتح الباب لتجد أمها تزيحها بقوة ليختل توازنها وتتراجع خطوتان بصدمة وترى فتح الباب ليظهر من خلفه بأذن شديدة الاحمرار ووجهًا متعرق يتمني قتلها في تلك اللحظة..لتبادله نظراته بتحدي بالغ له ..زمن الخضوع ولّى ليتحول لتمرد ورفض على وضع اجبرت عليه فتسمع صوت والدتها بصوتها المهتز ترحب به لتأمن غضبه :

-ادخل يابني ...أتكلم جوه ماينفعش اللي بتعمله ده؟!..

فيخطو خطوات هادئة مع ثبات نظره عليها لقد اشتاق لها فعليًا مر عام كامل على انفصالهما ..بعد علمها بقراره المصيري ...فيلاحظ ملابسها البيتية المكونة من قميص قطني يلامس ركبتيها وشعرها الأسود الذي كان يملكه ليشرد في سواده بتيه ،..فتفيقه هي بحركتها المفاجئة عندما انسحبت بعصبية لغرفتها لتغلق الباب بعنف ليشعر بكف يد والدتها تحثه علي التقدم اتجاة غرفة الجلوس ...
.......


تجلس امامه بإسدال صلاتها التي ارتدته فوق ملابسها لتحكم اغلاقه فوق رأسها ..تبادله النظرات شزرا منتظرة انتهاء زيارته الغير مرغوب فيها ..اجفلته حركة ساقها عندما رفعتها لتريحها فوق اختها بكبرياء ...تقطع هذه النظرات دخول أمها المتفائل المتمني رجوع المياة مرة اخري بالقهوة الخاصة به لتقول بحبور :

-اتفضل يابني قهوتك ..لسة مانستش مظبوطة ...

-شكرا ياامي .....

لتضحك أمها وتربت فوق كتفه بود حقيقي :

-لسه لسانك بينقط شهد زي ما انت يااكرم .....

خرج صوتها مملوء بالغضب من تصرفات والدتها المبالغ فيها فهو طليقها لما تود له بهذا الشكل المثير للغثيان :

-ماما ....!ياريت نشوف حضرة الضابط عايز ايه ؟...ونخلص

تلومها أمها فتنظر لها محذرة ..فيطلب اكرم بهدوء منها الانصراف لتركهما معًا

كان صوتها اول من اخترق الصمت بعد اختفاء والدتها يخرج بثبات :

-عايز ايه يااكرم ؟..ايه الموضوع اللي يخليك تيجي المدرسة والبيت في اقل من ساعتين ...هو حضرة الضابط معندوش شغل ولا ايه ؟

يأخذ نفسًا عميقًا محاولا السيطرة على نفسه ليجمع كلماته ..فتراه يميل يسند فنجان قهوته التي لم يرتشف منه رشفة..تكاد ان تجزم انه ليس لديه شهية لارتشافها ...يسند مرفقيه فوق ساقه يميل بجسده للأمام مع ثبات نظره عليها يقول بصوته الرجولي:

-أنا محتاجك يا امينة ..خلينا ننسى اللي فات ونبدأ من جديد ...

-مش فاهمة !!...نبدأ ازاي ؟!...

ليجيبها بسرعة كأنه إقرارًا منه :

-اردك لعصمتي ..نتجوز ...

ترفع حاجبها باستهزاء لمستوى تفكيره فهو يعتقد ان من اجل حبها ستتنازل وتقبل بالفتات لما يتركه لها ستقبل بوضعها كزوجة ثانية تركن فوق ارفف المنزل ..بما انها لم تستطع الإنجاب ستصبح حقوقها ناقصة دائما لتجيبه بكبرياء:

-وايه اللي يخليني أوافق علي عرضك السخي

-انتي بتحبيني ياامينة ماتنكريش ..أنا جاي بطلب منك نرجع وكل حقوقك هتكون ليكي

-ممم بحبك !!!عشان كدة انت اللي بطاردني ..؟!

-مش فاهم ؟!..

تجيبه بهدوء عكس مايحمله قلبها المجروح :

-لا انت فاهم ....أنا لو لسه بحبك كنت تنازلت من البداية وقبلت الوضع اللي كنت عايز تجبرني عليه ...لكن أنا فضلت ابعد وأبدا حياتي من جديد ..وأنت ماشاء الله مااتأخرتش رحت اتجوز وخلفت ..عايز ايه تاني ؟!...

يتوتر اكرم من مواجهتها نعم حقق مااراد على حساب قلبها وأنوثتها كان يعتقد انه سيجد الراحة في انجابه ...ولكن لم يجدها ليقطع تفكيره صوتها الهادئ الثابت :

-أقولك أنا يا اكرم ...انت أناني ...عايز كل حاجة ...انت مالقتش الراحة اللي كنت عايزها ...كنت فاكر انك هتستريح لما تخلف وأهو ربنا كرمك بابن ربنا يحفظه ...أظن ابنك يستحق تفكر فيه وتفكر في امه اللي ملهاش ذنب انها اتجوزت واحد مش حاسس بيها ....

يجيبها بلهفة محاولا إثبات وجهة نظره :

-اديكي قولتي مش حاسس بيها ...للأسف أنا يوم ما سيبتك ودعت الراحة ياأمينة ...امينة أنا مستعد اطلقها بس نرجع مع بعض ....

تجحظ عينها بصدمة من حديثه ظهر لها مختل التفكير..ليس من صفاته هذا الخلل الذي يظهر عليه ..فهو بكامل قواه العقلية ليطلب مثل هذا الطلب المجنون ..لتقول بذهول تحت صدمتها :

-انت اكيد اتجننت ...انت مش طبيعي ..ذنبه ايه الطفل اللي جه على وش الدنيا يجي يلاقي اب زيك مستغني عنه وهو لسه في اللفة ....

يتحرك من مجلسه ليدب الخوف بقلبها وتراقبه وهو يجلس بجوارها يكاد ان يلامسها يقول بثبات:

-أنا هبقى مجنون لو ماحاولتش أرجعك لحضني ..انت حياتك معايا أنا ...وعمرها ما هتبقي مع حد تاني ......

تشعر بتلميح من بعيد يتوارى خلف حديثه المبطن ..بالتهديد..تعلم انها مراقبة منه منذ اول يوم تركت فيه بيتها يعلم كل خطواتها... يعد عليها انفاسها

تجيبه بتحدي لم يعتاده عليها اثناء زواجهما كانت دائما ناعمة خاضعة لتسلطه :

-اشرب قهوتك ..بردت ياحضرة الضابط ..

ثم يجدها تستقيم في وقفتها لتكمل بكبرياء أنثى مجروحة:

-ابنك زمانه مستنيك .....واه ياريت بعد كده تأخذ ميعاد قبل ماتتهجم على بيوت الناس بالشكل ده ..عن إذنك

كادت ان تتحرك إلى حجرتها لتحتمى بها ولكنها وجدت من يدفعها بقوة إلى داخل الحجرة ويحكم غلقها عليهما لتتراجع بذهول من وقاحته وتصرخ بوجه:

-انت اكيد مش في وعيك ..اتفضل اطلع بره ...حالًا ..

-مش خارج ياأمينة الا ما أخذ موافقتك ..انتي حقي وانا مابسيبش حقي ...

تهز رأسها بعدم تصديق من جنونه تعلم انه متملك ولكنها اول مرة تمس ركن الجنون منه :

-أنا مش حق حد ...فاهم ..انت تخليت عن حقك ده من زمان يا اكرم ..يوم ماقررت تمشي في طريق بعيد عن طريقي ...ليه مش عايز تفهم اننا خلاص مش لبعض وعمر ماطريقنا هيتقابل تاني ...انت شوفت حياتك ...سيبني أنا كمان اشوف حياتي ...

اصابه الجنون من تلميحها انها من الممكن ان تفكر في حياتها مع اخر ..يهجم عليها ممسكا ذراعيها مقربا إياها اليه بقوة مؤلمة تلفح انفاسه الدافئة وجهها التي كانت تذيبها من قبل ..كانت تنتظر لمساته الدافئة واحضانه التى تحتويها كأنثى لتفيق على قربه منها وعيونه الغاضبة محاولة دفعه من صدره والتحرر من يده ليقول بصوت عميق :

-انت مالكيش حياة الا مع اكرم ياأمينة ..اكرم لأمينة وأمينة لأكرم ..مين المجنون اللي هيقف قدامي ويحاول ياخدك مني ؟!...ده يبقى اخر يوم في عمرك وعمره..

-انت مجنون..مجنون ..لو مابعدتش عني ..اقسملك لاتصل بمراتك الجديدة واعرفها جوزها بيعمل ايه ؟!...

يزيد من قربها له محاولا ضمها لقد اشتاق لها ولرائحتها ..بعد ان كان ينعم بها وبدفئها الان محرم عليه لمسها والاقتراب منها ليقول مهددا :

-اعقلي ياأمينة انتي مابقتيش صغيرة على اللي بتعمليه ده ..

تجيبه بغضب مع محاولاتها للتحرر من احضانه التي اصبحت كالشوك :

-أنا عاقلة يا اكرم ..امينة عقلت ..مابقتش امينة ام مريلة المدرسة ..اللي ضحكت عليها بحبك ليها

يجيبها بصوت معذب ممسكًا وجهها بين كفيه بقوة :

-أنا بحبك ياامينة ..بحبك ...وهفضل احبك ..ادينا فرصة ..أنا لحد الوقت عاقل ماتخلينيش اتهور ...

ينهي كلماته بتقريب شفاه لشفاهها محاولا تملكها بقبلة عنيفة راغبة ..تقابله نفور واعتراض ورفض منها ..يشعر بهدوئها التدريجي ليزيد من ضمها وتملكها مسيطرًا على تمردها فيشعر بذراعيها يرتفع لتحيطه بهما ...فتمتد أصابعه لغطاء إسدالها يحرره ليكشف عن شعرها الأسود المعقوص خلف رأسها

يبتعد عنها بإنفاثه اللاهثة ينظر إلى عينيها بثقة في نجاحه لإخضاعها له فيتفاجئ بابتسامتها الماكرة يتبعها سحب سلاحه الميري لتوجهه اليه بضيق:

-أنا بقى مجنونة وليس على المجنون حرج......

يشير اليها محذرا بأصبعه حتى لا تتهور ويتطور الأمر :

-هاتي السلاح ....وأعقلي يامجنونة ...

-اطلع بره يا اكرم ...اطلع من حياتي كلها

يترجاها بهدوء :

-طيب نزلي السلاح ..لايطلع منه رصاصة ..ماتوديش نفسك في داهية ...

لم تستجب لمحاولاته وتشير له بالتحرك خارج الحجرة ..حتى استطاعت اخراجه وإصاله لباب البيت وتقوم بدفعه بعنف بفوهة مسدسه حتى خرج من إطار الباب ذاهلًا فيقول بغضب اعتلاه :

-أمينة !!..أنا بحذرك ..

تشمخ بأنفها قائلة بسخرية واضحة:

-انت في موقف ماينفعش تهدد فيه يا حضرة الضابط ...البيت ده ماتدخلوش غير بإذن بعد كده ..وهعتبر ان اللي صدر منك ماحصلش ...لكن مرة تانية هضطر ابلغ اهلي اللي مش هيعجبهم الوضع ان طليقي يتهجم عليا في بيتي...

اثارت رجولته بتهديدها ليصرخ بوجهها وهو يتخيل لجوئها لابن خالتها مالك فيزداد غيرة وجنون :

-انت بتهدديني باهلك ...طيب أنا عايزة اشوف راجل منهم واقف قصادي واياكي اعرف ان اللي اسمه مالك ده دخل البيت ولا اتكلمتي معاه ..

اغاظها تحديه لها وهو لايملك عليها سلطان لتطيح بسلاحه أرضا بعنف ليصدر منه صوتًا عاليًا وتقول بتحدي :

-شرفت ياحضرة الضابط

يتبعها إغلاق الباب بعنف في وجهه ...ليصرخ بأعلى صوته محذرا إياها :

-أنا بحذرك ..!!!..ماشوفش اي دكر يجي ناحيتك ...ياانا يا الرهبنة من بعدي ياأمينة ....

تستند بإرهاق بظهرها علي الباب تسمع تهديده لها بعيون دامعة وقلب متألم ترفع كف. يدها فوق شعرها تحاول ازالة الخصلات المبعثرة فوق وجهها تهمس بألم

(مع السلامة يا أكرم !!..مع السلامة)
...........................................


تجلس ضامة ركبتيها إلى صدرها مستظلة بظل شجرة التوت تحتمي من أشعة الشمس الحارقة ناظرة امامها تشاهد اللون الأخضر المنتشر امامها الذي يكسوا تلك الأراضي لاتعرف نهايتها ...تشتم رائحة الزرع الرطب تداعبها نسمات الهواء العليلة بتحرك وشاحها وغطاء وجهها بخفة ..ساكنة ..هادئة من يشاهدها يجد لوحة فنية مرسومة لفتاة ضعيفة شاردة في المستقبل هادئة ..عكس مايعتليه قلبها ونفسها ....

تتساقط دموعها الدافئة من عينيها الفيروزتين لتشرد في يوم جلست نفس جلستها باكية ،..ولكن هيهات بين سبب بكائها اليوم وبكائها منذ زمن ...
..............


كانت تجلس ضامة قدميها الي صدرها علي الأرضية الرخامية مستندة علي احدي الشجرات المزروعة داخل المعهد ببنطلونها الجينز. ينحت ساقيها وقميصها القطني الزهري قصير الأكمام رافعة شعرها بعشوائية فتتناثر خصلاتها علي وجههاممسكة بيدها عدة أوراق تبكي بصمت موجع لمن يراهها..تمسح دموعها بظهر كفيها...
......


يقف في مكانه المعتاد ينظر لساعته منتظرا خروجها من الداخل بعد انتهائها من حضور دورة اللغة الإنجليزية كالمعتاد يضع يده بجيب بنطاله الأزرق .بملل ..فهذه المهمة التي وضعت على كاهله أصبحت تسبب له الضيق ..ولكنه يعلم انه من الواجب مراعاة ابنة خالته المراهقة فليس لهم من يعولهما بعد وفاة زوج خالته ..تاركا خالته وابنتها وحيدة بدون راعي ....كثيرا طلب منها ان تعود لبلدهم تعيش في بيت جده بالصعيد ولكنها قابلت ذلك بالرفض متحججة بان البلدة لا تلائمها الان .....شئ بداخله جعل منحنى تفكيره يتغير لشئ اخر ...شئ براق كقطعة الماس في لمعانه ...كالحلوي في مذاقه ...هشة كالحلوى القطنية تبهر العين والروح ..فيجد نفسه يبحث عنها بعينه متعجبا عدم وجودها كعادتها ليقول لنفسه "معقول ربنا هداها ،..وقدرت تكمل الكورس للآخر "....

عند بحثه يمينًا ويسارًا وجد شئ قابعًا أرضا مستندا علي شجرة صغيرة ..ضيق عينيه محاولا التركيز ..فصعب عليه الرؤية ليتحرك بخطوات بطيئة فتتضح له الصورة أمامه ...يجدها جالسة كالمتسولين غير عابئة بنظرات من حولها ضامة ساقيها لصدرها تبكي بصمت تمسح عينيها وانفها بظهر يدها ...يجد ابتسامة شقت شفتاه رغمًا عنه لحركاتها الطفولية ..يقترب منها بخطوات محسوبة وينزل علي ساقية ليكون في مستوي جلوسها يتنحنح يخشونه ويقول:

-احم احم ...انتي هنا وانا بدور عليكي ...

تنتفض عن سماع صوته الرجولي التي تعشقه... تنتفض صدمة وليس خوفًا تحاول اخفاء وجهها بخفضه حتى لايراها وهي باكية تقول بصعوبة :

-مالك !!!!!!..انت هنا من امتى؟!...

-من وقت ماكنتي بتدورى علي مناديل ومش لاقيه ...

تحرجت من ملاحظته انها لا تملك محارم كافية لمسح وجهها وأنفها الأحمر فتراه يخرج من جيب بنطاله محارم ورقية يمد يمده بها يقول بمداعبة لها :

-ده اخر منديل ...بعد كده معنديش الا قميصي اديهولك ....

تمد يدها تتناوله منه بحرص وتنفخ فيه بصوت يكاد ان يكون مسموع ..يظهر بعدها احمرار انفها الشديد ووجهها فتلتوي فمه بابتسامه ويهز راسه من تصرفاتها الغريبة ..يسمعها تشكره بهدوء ولكنها من الواضح لازالت حزينة حتى لاحظ ظهور بعض القطرات مرة أخرى بعينيها تهدد بالخروج ....ليقول لها بمرح :

-شكلي وحش وانا قاعد كده ...تعالي نقعد هناك ...

تهز رأسها بالرفض..لتبلغه انها تجد راحتها هكذا..فيتلفت حول نفسه بريبة ...ويقرر الجلوس بجوارها لعله يعرف سبب بكائها حتى خروج ابنة خالته :

-طيب ياانسة شيراز ممكن ..تاخديني جنبك عشان رجلي وجعتني ...

تنظر له بجانب اعينها ..فيتعجب من حالها فهي دائمًا مرحة كالفراشة لا تحمل هما للحياة ....فيسند رأسه خلفه شاردا .للحظات يتساءل بها بجدية :

-ممكن اعرف ليه كل العياط ده ؟

لم يخفى عليه انتفاضها عند سماع سؤاله ونظراتها التي خطفتها وتعود بسرعة تنظر امامها كأنها تريد اخفاء شئ تخجل منه او خائفة منه....

ينظر لها باهتمام عاقد الحاجبين يقول باهتمام :

-مش هتقوليلي ؟!...هو احنا مش اصحاب .ولا ايه ؟!..

تزم شفتاها بقوة وتكتف ذراعيها فوق أرجلها تقول باعتراض:

-انت مش صاحبي !!!!...وكمان أنا عرفت ان الكلمة دي عيب هنا ...مافيش صاحب ولد ومع بنت ....

يرفع حاجبه بتعجب من سذاجتها يسألها بفضول :

-مين قالك بقي ؟!...

-امينة ...امينة قالتلي ان ده عيب .....ومش زي إيطاليا الأولاد يصاحبوا البنات عادي ...

يهز رأسه بإعجاب واضح يخبرها بابتسامة هادئة :

-امينة؟! ...والله طمنتيني علي البنت دي ...عموما ياانسة شيراز ممكن تعتبريني اخوكي زي امينة ..وجربي لو فشلت في المهمة نلغي الأخوة ...

انتبهت لحديثه الذي نال إعجابها ..فهو يعجبها ويجذبها بملامحه شديدة الحدة الذي يظهر عليه الرجولة الطاغية وقوة شخصيته...لم تنتبه لنظرها المثبت علي وجهه تتأمل تفاصيله ..عندما طال صمتها أشار لها بيده امام اعينها لتفيق من توهانها وتعود لتركيزها مرة اخري فتسمعه يتساءل بهدوء:

-ها قولتي ايه ؟.

تبتسم بوجهها المنتفخ من البكاء ترفع كتفيها باستسلام :

-موافقة !!!

فيكرر سؤاله مرة أخرى بإصرار لا يعلم سببه :

-ها...قوليلي ...بتعيطي ليه ؟

تضغط على جانب شفاهها بطريقة مثيرة له جعلته ينظر لشفاهها متأملا رقتهما فيسمع منها بعض الكلمات غير المترابطة :

-أنا ...!!!!مستر العربي ...!!!!الامتحان يعني ...

يهز راسه يحثها على تكملة حديثها فيقول بثبات؛

-ماله الامتحان ؟!...

أشاحت بملل بيدها فتكمل بتوتر:

-مش الامتحان ..اصل ..اصل انا خايفة

-خايفة من الامتحان !!

تهز رأسها بالرفض فيزفر بملل محاولا معرفة سبب ضيقها يقول :

-واحدة واحدة عشان مش فاهم ..المشكلة مش في الامتحان ..المشكلة في ايه؟!...

تعض علي شفاها بخجل ووجه احمر وتحاول ترتيب كلماتها والهروب من نظراته المراقبة له ليجدها تخرج كلماتها ببطء بصوت منخفض :

-اصل ..مستر العربي ....اصله ..بيضايقني .

لم يفهم ماقصدته فيضيق عينيه محاولا استيعاب المعني قبل ان تقفز بعقله الظنون فيتساءل بهدوء:

-بيضايقك ازاي !!..مستقصدك في المادة ؟

تهز رأسها بالرفض :

-مش بالضبط ...بيضايقني بطريقة تانية .

يزفر بنفاذ صبر ينظر حوله بضيق ليرفع أصابعه يمسح فوق شعره بضيق لا يعرف لما انتابه القلق من فحوى حديثها ليقول بإصرار:

-شيراز !!!!...بصيلي ...ومن غير خجل واحكيلي على طول ...بيضايقك ازاي ...

تهز رأسها بخوف وخجل منه ..تخجل من إخباره مايحدث معها ..ليس لها ام او اخت تقص عليها وتستشيرها فيما يخصصها فتشجع لتقول له :

-بحس انه ...انه نظراته مش مريحة ..ووو..وووكمان دايما يبعت لي اخرج من الفصل اروحله مكتبه و..ووو

يشعر بالدماء الثائرة اندفعت برأسه لايعقل ما استنتجه منها ليقول بصوت عالي حاد :

-وايه؟؟؟..بيعمل ايه ؟؟...

تكاد ان تبكي من صراخه فتفضل الاحتفاظ بسرها بدلًا من ان يصب عليها غضبه ولا يساعدها بالأخير فتقول بتوتر وهي تحاول التحرك من جواره مستندة علي ركبتيه :

-ولا حاجة ...ولا حاجة ...أنا فهمت غلط ...

يندفع يمسكها من ذراعها بقوة فتنخفض قليلا لمستواه بتسمعه يقول :

-شيراز !!!..الزفت ده عملك ايه ؟

تهتز شفتاها بتوتر تكاد ان تنفجر في نوبة بكاء لتقول :

-بيحاول ...بيحاول يلمسني ...وانا خايفة ...وطلب مني ان يجي يديني درس في البيت ولما رفضت ...سقطني في الامتحان ....

تبرق عينيه بالشر لما سمعه كيف لمعلم مسئول يكون بمثل هذه الاخلاقيات معلم تربويًا ..متحرشا ..مبتزا ..لايمت للتعليم بصلة ..وهي ...لايعلم كيف أبا مسؤولا يتركها في غابة تفترسها بدون التفكير في العواقب لذلك ...يهدئ حاله محاولا التفكير ..ترى مدرسها نفس مدرس ابنة خالته ليتساءل بضيق:

-المدرس ده بيدي امينة ؟....

-لا...امينة في فصل تاني غيري .....

يحاول التفكير ليحل هذه المصيبة..والتروي قبل اتخاذ اي موقف ليقول لها بهدوء مخالف لما بداخله :

-المدرس بيتحرش بيكي !!!..احكيلي بالتفصيل عشان اقدر أساعدك ..

ظلت تقص عليه ماصدر من معلمها من تجاوزات ابتدت بملامسة اليدين بدون قصد ثم امساكها ليتحول الأمر لوضع يده فوق ساقها اثناء الشرح بمكتبه داخل المدرسة عندما تخلو من المدرسين ...يسبب كل ذلك الاشمئزاز والخوف منه ليفكر هو في الأمر ويطلب منها طلبًا جعل الذهول يقفز من ملامحها ،..ترفض في البداية ولكنها تضطر لتنفيذ اوامره حتى تتخلص من معلمها للأبد ...
..................


يجلست تهز ساقيها بتوتر بالغ منتظرة وصوله في اي لحظة تنظر إلى الطاولة التي أعدتها مخصوص لأخذ الدرس عليها ..كيف لها ان تقبل على مثل هذه الخطوة في الموافقة على حضوره لمنزلها مع خلوه الا من مربيتها تينا التي لاتترك المطبخ ابدا ..تشعر الان بالوحدة في هذة الحياة واليتم ..كتب عليها العيش بعيد عن ابيها المشغول دائما بسفره ....يدق جرس الباب فتنتفض خوفًا مما هو اتي فتري تينا تتجه للباب لفتحه والترحيب بالزائر ليظهر بعد لحظات معلمها المبتز بابتسامته اللزجة يقول وهو يمرر عينه على المنزل الأنيق الفخم :

-ماشاء الله ...بيتكم حلو اوي ياشيراز ..طبعًا الجمال ده كله لازم يعيش في مكان زي ده .....

تهز رأسها بتوتر مع فرك يدها معًا وتقول :

-ميرسي لذوقك يامستر ..اتفضل هنا عشان نبدأ الدرس ......

-على طول كده ؟..طيب ياانسة يلا ..مدام مستعجلة ..

تهديه ابتسامة مغتصبة وتشير له الي الطاولة فعند جلوسه لاحظ جلوسها مبتعدة عنه ليقول بلوم :

-ايه ياشيراز ..قعدة بعيد ليه ..قربي ياحبيبتي عشان تسمعيني كويس ...

تحركت بضيق لتجلس علي المقعد المجاور له ولم يخفى عليها نظراته لها لجسدها فتتوتر وتبدأ في تقطيع بعض الورقات التي امامها ...فتنتفض عندما وضع كفه فوق كفها يربت عليه :

-بطلي تقطيع في الورق ...زي العيال الصغيرة

-ححاضر !!

مرت اكثر من نصف الساعة يشرح فيها القاعدة النحوية متحججا كل لحظة بوضع يده فوق يدها او ساقيها ليقوم برفع ذراعه ليحيطها به وسط ارتعاشها ومخاولاتها للتخلص من ذراعه والتوائها رافضة هذا القرب بصمت ..ماكان منه الا يقترب منها اكثر مع تسلل أصابعه أسفل قميصها القطني يلامس بشرتها الناعمة من خصرها يهمس لها :

-تعرفي انك حلوة اوي ياشيراز ...يابخت اللي هيتجوزك ...

تتحرك بضيق محاولة التخلص منه تقول بخوف ورجاء:

-لو سمحت ابعد ...عيب كده ...

ليهمس لها مع تسلل يدها بوقاحة على جسدها :

-ماتخافيش !!..مش هيحصل حاجة ..تعالي قربي .....

تموت رعبًا تشعر بازدياد ضربات قلبها وظهور الدموع بأعينها لم تتعرض لمثل هذا الموقف من قبل ،..فتجد نفسها تصرخ باسمه مستنجدة به بصوتها الباكي ..الرافض .المتمرد ...صرخة شقت صدره قبل صدرها ..:

-مااااااااالك !!!!!!


نهاية الفصل الخامس





وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.