آخر 10 مشاركات
[تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )           »          1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1017-درب الفردوس شيرلي كمب - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-20, 10:31 PM   #31

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
B17


روعه روعه بجد اسلوبك ابداع امتعتينا جدا بالفصل واوضحتي حجات كتير في القصة بانتظار الفصل القادم على نار 🔥🔥🔥دمتي بخير وود🌸🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-20, 04:32 PM   #32

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل التاسع

الفصل التاسع

❤️❤️❤️
وقف امام غرفة الطوارئ لايستطع التفكير ...شعر بالرعب من فكرة فقدانها للأبد ....هو من تسبب لها في تلك الحالة ....يسب ويلعن غبائه الذي جعله لم يلاحظ تغيرها وتعبها الواضح على جسدها ووجهها ...مع عصبيتها الجديدة عليها ...توقف بالنسبة له الزمن عند كلمات الطبيب يبلغه بتعرض المريضة لغيبوبة سكر من النوع الصعب ...بسبب ارتفاع نسبة السكر بشكل مبالغ فيه مع عدم تناولها لجرعة الانسولين المطلوبة لها ......
يقف ذاهلا من حديثة ..اكانت مصابة بمثل هذا المرض ولم تبلغه ؟...لما؟!...لما اخفت عنه مرضها؟!...تلك المجنونة.......
شعر بحركة خلفه ليجد أمينة وخالته يقولان بقلق:
-ايه اللي حصل يامالك ؟!!...شيراز مالها؟.....
يسأل امينة بلوم واضح :
-انتي كنتي عارفة ان صاحبتك عندها السكر ؟.....ومابلغتنيش؟!.....
فتسأله امينة بخوف بدورها :
-انت هتسيبها؟...
يتعجب من سؤالها ليقول مستفهما:
-أسيب مين؟
نظرت له بقلق فتبلغه ببطء:
-شيراز كانت خايفة انك تعرف بمرضها...خافت تتخلى عنها....وتسيبها ....عشان عندها السكر ....
ألم شديد ضرب صدره ..كيف لها ان تنظر له مثل هذه النظرة ..بماذا اخطأ ؟!...ليقول موبخا لها :
-انت وصاحبتك ..اغبى اتنين شوفتهم في حياتي .......)))))))
............
عادت من شرودها عندما لفتحتها البرودة في مثل ذلك الوقت لتنتبه لبداية بزوغ الشمس كخط ابيض يظهر بإستحياء وسط السواد الحالك ..يجب عليها الحصول على بعض الراحة فاليوم ملئ بالأحداث المتوالية من بداية قرار عقد قرانها على وجهه السرعة بسرية تامة لتخضع لطلب الحاج متضررة ..لخبر رجوع خالته وابنتها أمينة للانتقال مرة أخرى والاستقرار في تلك البلدة ..تفاجأت في بداية الأمر من هذا الخبر لتتحول مشاعرها من الصدمة للسعادة للخوف من فكرة مقابلة أمينة صديقة المراهقة ..خوفًا من انها لا تستطع التحكم في مشاعرها فتخونها وتكشف سرها ....تتحرك من مكانها بصعوبة لقد تيبست قدمها نتيجة الجلوس لفترة طويلة بهذا الشكل دون مراعاة لجرحها الذي لم يندمل .....خطت خطواتها البطيئة بهدف الوصول لباب البيت ولكن شئ اجبرها لترفع عيناها لشرفته لتجد الضوء منبعث منها لتسأل حالها "ترى ماالشئ الذي يؤرقه ليجافيه النوم مثلها؟...غادة عروس المستقبل !!!"
..............
منذ عودته من الفندق ومقابلته لتلك الثائرة الغاضبة ..وبعد النجاح في تهدئتها من ثورتها بدأ يحارب شعور غريب لا يستطع تحديده ..من تأنيب ضمير على فعله في حقها بتركها في منتصف الطريق بهذه الحالة فهذا ليست من شيمه ...ليسرع و يوئد هذا الشعور سريعا حتى لا يتملك منه اي تعاطف اتجاهها ...فسرعان ما يهاجمه شعور اخر بأنه يألفها ..يعرفها حق المعرفة ..فيرجع ذلك لمكرها ونجاحها في إمالته اتجاهها بتخطيط منها ..شعر بحاجته الملحة لتناول القهوة في مثل هذا الوقت لعله يتخلص من صداع رأسه....
......
وقف يتابع قهوته التى ستساعد في تهدئة هذا الصداع المتملك لرأسه ولا يريد ان يتحرر منه ..فيشعر بازدياد ضربات قلبه فجأة وقبضة ضربت قلبه فهذا الشعور الغريب يهاجمه كل فترة ويتجاهله متعمدا .....يلتفت خلفه فجأة لتفلت القهوة من يده كالذي يرغب في القبض على شبح يطارده ..فيراها تقف بباب المطبخ منحنية الرأس كأنها تشجع حالها على تنبيهه لوجودها ..ليزفر بغضب بسبب سقوط القهوة فوق الموقد اثناء إلتفاته فجأة بدون انتباه منه ..فيسمعها تطلب بحرص وصوت حزين واضح:
-أنا كنت جاية اشرب لان تلاجتي مافيهاش ماية
تسمعه يتنهد بملل ويشير بيده لها ان تدخل يقول بتهذيب غريب عليه:
-تعالي ياخديجة ..كويس انك صاحية عشان عايز أتكلم معاكي شوية ...
فيشير لها بالدخول والجلوس على الطاولة الصغيرة بالمطبخ
تدخل بأرجل مترددة تلعن حالها على التوجه للمطبخ في مثل ذلك الوقت لتصطدم بوجوده ..من لحظات وقفت تراجع حالها بان تعود لحجرتها قبل ان يراها ولكنه كان اسرع منها عندما لاحظ وقوفها ...فتلاحظ سكبه للقهوة فتعرض مساعدتها له قائلة:
-اقعد انت وانا هعملك قهوة بدل اللي وقعت....
-اكون شاكر ليكي ...لأني مش بعرف اضبطها ....
قالها مالك بود حقيقي غريب عليه
فتراه يتجه للجلوس بأريحية فوق كرسيه ...فتبدأ هي بإعدادها تحت أنظاره المراقبة لتفاصيلها المختبئة تحت ملابسها السوداء ...تنتفض عندما تكلم يسألها :
-اسمك الحقيقي خديجة ؟.....
ظلت صامتة تنظر امامها تشعر بالارتباك من سؤاله فتقول بصوت منخفض :
-أيوة ...اسمي خديجة ....
يسألها مرة أخرى :
-عندك كم سنة؟؟...
اه لو يعلم انها شاخت وكهلت على يده ...
لتنتبه لتحذيره قائلا:
-القهوة هتفور تاني.....
تسكبها بشرود بفنجانه المخصص وتتجه تضعها امامه ..وتهم للاستئذان فتسمع صوته الرجولي يقول :
-اقعدي....احنا لسه ما خلصناش كلامنا......
تجلس بالكرسي القريب منه مخفضة الرأس يشعر بتوترها دائما ولكن مايقلقه هو ضربات قلبه المؤلمة التى لاحظ ازديادها عند قربها هي عن غيرها ..أراد التأكد من التغيرات التى تحدث له اثناء قربها لعله يتوهم ...ها هي تجلس عن قرب ويعود شعوره السابق من ضربات متزايدة تلكم قلبه لكمات مؤلمة ..يحاول السيطرة على تلك الضربات المتمردة ..فيجلي صوته يقول:
-انت عارفة ان انهاردة هكتب عليكي ..فكنت عايز أنبهك لحاجات عشان مايحصلش مشاكل بينا.....
ظلت صامته على وضعها فتراه يرفع فنجان قهوته بيد مهتزة يرتشف منها رشفة محاولا عدم النظر لها ..ليكمل عندما التزمت الصمت :
-كل حاجة طلبتِها هتنفذ ..زي مثلا ان ما اشوفش وشك ..ومدة جوازنا هتنتهي وقت ما تطلبي في اي وقت ..اول ما تحسي انك بأمان .....لان الغرض من الجوازة دي شئ واحد بس هو حمايتك زي الحاج حافظ ما أمر ......
في حاجة تانية حابب ألفت نظرك ليها ان مافيش حد يعرف بالجوازة دي الا أربعة أنا وانتي والحاج وووغادة ...وطبعا مش هنبهك ان الجوازة هتكون على الورق فقط ..يعني مالوش لازمة كيد النسا اللي أنا عارفه......
من ينظر لها يراها كالتمثال كأنها لم تتأثر بحديثه لا يعلم بالضربات المتتالية التى تضرب صدرها لتدميه ..لتجيبه بكبرياء :
-ماافتكرش ان واحدة زي طلبت من اللي هيكون جوزها ما يشوفش وشها ..هتكون نفسها تتمم الجوازة معاه.....
وصله نبرة السخرية والتحقير منها ..لما يشعر انها دائما تقصد تحديه ....
يتحرك من مجلسه فجأة يتجه الي برادة المياة ويسكب المياة الباردة بكوب زجاجي طويل ويتجه ببطئ من خلفها ويضعه امامها بعزم قائلا:
-ولا أنا عمري افكر في ان اتمم الجوازة منك .....
تجفل من قربه لقد كان منحنيًا للامام يمسك ظهر مقعدها بيد واليد الاخري ممسكة بالكوب المستريح فوق الطاولة ...تتواجه اعينهما معًا ويطيل النظر اليهما يشعر بارتباك شديد وخوف منهما ليقول باستغراب واضح :
-هو أنتِ لون عنيكي ..بني ؟؟....
انخفضت عينيها سريعا بارتباك ويستقيم هو مبتعدا يعود لمقعده فتجيبه باختصار تلعن حالها ..لقد نست ان تخبر فزاع بنفس درجة اللون السابقة ليحضر لها عدسات بنية بدلًا من السوداء :
-اه ...بني......
-تقريبا كنت شايفها سودا قبل كده ...
تحاول التبرير حتى لا يصيبه الشك اتجاهها :
-اه اصلها بتتغير ...في الشمس بتبقى سودا وبليل بني ...
بدا عليه غير مقتنعًا كيف تكون في ضوء النهار أغمق من الليل من المفترض العكس ..لم يطيل التفكير في الأمر وتجاهله ليقول :
-كنت قولتيلي قبل كده انك هربانة عشان قتلتي حد .....انت فعلا عملتي كده؟! ....
-ايوه ....فعلا عملت كده....
شعر بغموضها الشديد فيكمل:
-هو ..اذاكي ..؟؟
-تمسك بكوبها وترفع حافة نقابها لتشرب بضع رشفات فتقع عينيها عليه وهو يضيق النظر لوجهها الذي انكشف من الأسفل بفضول فتعود بتغطية وجهها سريعا يبدو عليه ان فضوله سيزداد يوما عن يوم اتجاهها وهذه كارثة ...
لتجيبه بتحدي :
-ياريت كل اللي يأذينا نعرف ناخذ حقنا منهم بالقتل ......ماكانش حد اذى حد في الدنيا.....
-مش منطق ...هتبقى غابة..أما كل واحد يقتل التاني....
لتسأله سؤالًا لم يتوقعه ولم يعرف له إجابه ..لم يتوقع ان يسأل مثل هذا السؤال:
-لو حد حاول يعتدي على أهل بيتك ..ياترى ده هيكون موقفك؟؟؟.
ابتلع ريقه بتوتر ليقول باندفاع :
-اكيد هقتله...
تبتسم ابتسامة ظهرت على اعينها ..ابتسامة سخرية من رأيه ..لقد اكتشفت الكثير عنه وهي "خديجة .."فهو ينادي بالقيم والمبادئ ويخالفها بإرادته.....
تلاحظ رغبته لتغير مجرى الحديث ليقول لها بثقة:
-أنا ..كنت عايز أقولك ان مكنتش اقصد ان اعورك في الشجرة ..فياريت ده ما يسببش عداوة بينا .....ونبدأ صفحة جديدة....
-اعتذر !!!!
امرته بثقة متبادلة تتحداه بها كما كان يفعل معها:
-نعم؟!!
-بقولك اعتذر ....
قالتها بتحدي اكبر ارادت التعامل معه كمان كان يتعامل معاها من قبل .....كان يستغل حبها له في السابق يكسرها ويضعفها
ليقول بضيق:
-مش هعتذر طبعا ....وإذا كان عاجبك ....
صدرت ضحكة مغتصبة لينظر لها بكره لتخبره:
-مايهمش ..سواء اعتذرت او لا الموضوع خلص ...ولا اعتذارك هيشفي جرحى ولا هيرجعني ......سليمة ....!!
قالت كلمتها الأخيرة ببطء شديد كأنها تريد إرسال له رسالة محددة ...بشكل متواري ..كل مرة يحدث نفس الشئ معه لايعلم ما تخفيه ...يشعر دائما انها تعلم أسراره وتلمح لها من بعيد ...هل هذا بسبب ذنبه الذي يحمله فيتحسس من ابسط الكلمات ام بالفعل تعلم شئ عنه ؟!...
همت تتحرك من مكانها تحت نظرته الجاحظة وقبضة قلبه الموجعة يحاول معرفة أغوارها ..لا يعلم لما انتفض من مجلسه يمسكها من ذراعيها بقوة ألمتها لتصطدم صارخة بصدره ...
شعرت بالخوف من اقترابه وهجومه المباغت فتتداعى في عقلها بعض الذكرى السيئة بينهما ..لتشعر بالمضخة التي تتسارع ضرباتها داخل صدره مع تسارع تنفسه كالخارج من سباق للعدو ...هل بالفعل خشت من غضبه كسابق عهدها معه ام خافت ان تضعف مقربه ويضعف قلبها معه مرة أخرى؟ ..بعد ان استمرت سنوات تشحذ قلبها بالكره اتجاهه لتنال حقه المغتصب منها.
رفعت اعينها لعينيه الجاحظة كالمغيبة لتجده يبثق كلماته بوجهها :
-انتي ايه اللي مخبياه عني بالضبط؟...ليه حاسس دايما انك بتلمحي لحاجة مش فاهمها ....انتي عايزه ايه بالضبط ؟
رفعت أناملها تلامس كف يده راغبة في تحرير ذراعها منه ..ليضرب جسده صاعقًا كهربائيًا من لمستها أراد اخفاء هذا التأثر فيقوم بدفعها بقوة يبعدها عن مواجهته بجفاء واضح فتتعثر من قوة دفعه خطوتان للخلف ..يخترق هذا المشهد شهقة قوية صادرة من ام سعد التى كانت شاهدة على الموقف لتقول بقلق:
-اسم الله عليكي يابنتي .....حاسبي لتقعي ....فتكمل حديثها بلوم به :
-ليه كده يابني ؟...ده حتى جرحها لسه مالمش ........
لم يضف كلمة ظل ينقل نظرة بينها وبين ام سعد بضيق لينصرف من امامهما بخطوات واسعة متوجهًا لحجرته يحتمي داخل جدرانها من الشعور الذي يهاجمه معها....
..............................................
تم عقد قرانها بسرية تامة ..لقد حرص الحاج حافظ على الذهاب بنفسه وعدم إرسال المأذون حتى لا يثير التساؤلات بخصوص وجوده ببيته .....بكلمة واحدة فقدت حريتها التى كانت تنشدها لتقيد بسلاسل من النار على يد عدوها ...كلا منهم يحاربه شعور مخالف عن الآخر ....من ضيق وكره لتلك القابعة كالحمل الوديع ...لحسرة وضياع تشعر هي بهما ....لراحة واطمئنان لسد الدين جاهلين عن الجالس المراقب لهما ....يحمد الله ان ابنه لم يهتم بقراءة بيانات قسيمة الزواج ..حتى صورتها القابعة بجوار صورته بالعقد استطاع الحاج إلهائه عن النظر لها عند إمضائه ليبث هذا شعورا بالراحة بقلبها ....
كثيرا كانت تكره اسمها الحقيقي المسجل بشهادة ميلادها ..تتذكر انها كانت تثور دائما على والدها الحبيب عندما كان يحب إغاظتها وينادي عليها به ...لقد اصر عند ولادتها تسميتها على اسم والدته (جدتها)رحمة الله عليها....ليقابل ذلك رفضا من والدتها رافضة هذا الاسم لتطلق عليها اسما اخر ملائم لملامحها كما ظنت ...عرفت به بين أصدقائها ومعارفها على مدار ١٧عاما بين الناس جاهلين اسمها الحقيقي ..(شيراز)......
فاقت من دواماتها على ظله الذي اخفى ضوء الحجرة ترفع عينيها له بشرود تنتظر حديثه ليقول بنبرة متهكمة :
-مبروك يا...عروسة .......
ارتعبت وقلقت من نبرة صوته فشجعت نفسها حتى لاتظهر له ضعيفة تجيبه :
-الله .....يبارك فيك .......
فتشعر بيده التى امسكت ذراعها برفق يسحبها يساعدها للوقوف يقربها له ناظر لعينيها عن قرب ...ينخفض ليهديها قبلة طويلة فوق جبينها شعرت بصدقها للحظات فتتفاجأ بهمسه بجانب أذنها يتوعدها:
-ايامك السودا جاية على أيدي ...متستعجليش....
-هنشوف مين اللي أيامه هتكون سودا يا.....ياكابتن.........
قالتها بتحدي بالغ له وهذا يزيد من غضبه ويؤكد عدم صفاء نيتها اتجاه هذه الزيجة .......
كان يقف خلفهم الحاج حافظ مستغلا انشغالهما ...ليقوم بتوصية المأذون على شئ ما فيلتفت لهما يقول براحة :
-مبروك ياولاد ...مبروك يامالك .....
فيرجه حديثه لابنه ويكمل:
-أنا نفسي مفتوحة انهاردة محتاج اكل أكلة حلوة بمناسبة اليوم ده ،...ها يامالك هتودينا فين ؟...عايزين نفرج خديجة جمال محافظتنا هي ماشفتهاش ......
يضيق عين مالك باستغراب فيسأل حاله "كيف لم تشاهد المحافظة ؟...الم تكن من سكانها ..فهذا الحديث يؤكد انها ليست من سكان هذه المحافظة او الوجه القبلي عموما ...وهذا يظهر من سلوكها وطريقة حديثها "....ينفض الأفكار عنه فهو لايريدالتفكير فيما يخصها ....
.....................
جلس ثلاثتهم على مائدة بمطعم شهير بالأقصر عائم على النيل يحيطه الزجاج من جميع الجوانب ليكشف روعة المنظر من خلفه ..اختاره الحاج حافظ خصيصا لها ..وضعت الأصناف امامهما كل منهما يتناول وجبته بنهم متناسيين تلك القابعة معهما لاتستطع تنظيف سمكتها من الشوك... ولا الأكل بحرية بسبب نقابها فاكتفت بتناول بعض ملاعق الأرز لتوهمهم بتناولها لطعام ..تسمعهم يتبادلون الحديث بجدية فيما بينهم ...اول مرة تراه مع ابيه مندمجا بهذا الشكل ..دائما غاضبا ثائرا ...ليقول الحاج حافظ :
-هما قالولك هيجوا امتى على كدة؟
يجيبه مالك وهو مشغول بتتظيف سمكته:
-يومين كده ...اصل عرفت منها ان خلاص هيستقروا مدة هنا ..بسبب مضايقات طليق امينة ....
انتبهت على ذكر اسم امينة للحوار لتشعر بقلبها ينبض بسرعة من شدة السعادة لتقول هامسة :
-امينة ؟!.....
انتبه كلاهما لها في تعجب واضح ليقول حافظ بحبور :
-امينة دي تبقي بنت خالة مالك من سنك كدة ...لو شفتيها هتحبيها على طول ..أنا متأكد أنكم هتبقوا اصحاب ....
تهز رأسها بوجوم واضح تحدث حالها"احنا فعلا اصحاب"
لتتركهم في حديثهما مرة أخرى تشرد للامام وتفكر ماذا ستفعل ؟...من المؤكد انها ستجبر على كشف وجهها امامها وعندها ستعلم بشخصيتها كيف ستهرب من هذا المأذق ؟..لو علمت من المؤكد ستخبره وهذا ماترفضه ..لا تريده ان يعلم بشخصيتها ..حتى تستطع تنفيذ ما خططت له...
اثناء شرودها لم تنتبه ليدها التي بدأت في تقطيع السمك بشرود وتناوله من خلف نقابها بدون وعي ..لتجد من يهديها ابتسامة ماكرة يليها رفع أصابعي السبابة والوسطى يقربهما لجبينه ويبعدهما كالتحية العسكرية كما فعل من قبل لتنتفض رعبًا عندما اكتشفت شخصيته ..هو من أوقعت الشاي فوق ملابسه ومن اقلهما للبيت من قبل ..عند هذه النقطة تذكرت همسه بأذنها بالكلمات الايطالية لتشعر فجأة بمرور الطعام بالقصبة الهوائية بشكل خاطئ فتسعل بشدة رهيبة لا تستطع التنفس بطريقة صحيحة تمسك حنجرتها بيدها
....
كان مندمجا بالحديث مع والده لينتفض على سعالها المفاجئ بشكل خطر ...يراها تنحني للامام ممسكة رقبتها لاتستطع التنفس ليتحرك مسرعا يقف خلفها يضرب ظهرها بكف يده لعله يخرج ما حشر بحنجرتها ذكره هذا الموقف بموقف سابق مع من سلبت لبه وعقله ...فتلفتت تتشبث بذراعه مستنجدة به ان يساعدها ....ليجد ضربات قلبه تتسارع خوفًا على تلك القابعة امامه فيسرع باحتضانها من الخلف ليضغط على صدرها بذراعيه عدة ضغطات متتالية بخوف ..انفصل لحظتها عن العالم من حوله كل تفكيره انقاذها كأنها هي ..هي من تعاني من نوبة الاختناق نفسها...لم يعلم متى توقفت عن السعال ؟...فاق على هزة قوية بكتفه صادرة من والدة مصاحبا لصوته القلق:
-مالك!!..مالك !..أنت كويس .....
يرفع عينه باستفسار عن مقصد والده ليجده واقفا بجواره ممسكا كتفه ...ليجيبه مالك بتساؤل:
-اه كويس في حاجة ؟!.....
فيشير حافظ بعينه لتلك القابعة بين ذراعيه ضاغطا عليها بقوة ليقول بقلق واضح:
-خديجة !.خديجة بقت كويسة ...بقالنا ساعة بنقولك خلاص بقت كويسة وانت مش سامعنا...
ليكتشف انه ضاغط عليها بقوة ..لينتفض مبتعدا ليراها تستند علي المقعد منحنية الظهر والرأس تحاول التقاط انفاسها ..شعرت بألم في عظام صدرها من قوة ضغطه لا تعلم لما استمر بالضغط عليها بهذه الطريقة المؤلمة رغم شعورها بالتحسن وطلبها منه الابتعاد اكثر من مرة ولكنه لم يتوقف .....فتشعر بكف دافئ يستريح فوق ظهرها مع صوته الحنون:
-فيكي حاجة يابنتي ؟...حاسة انك تعبانة ؟؟....
هزت رأسها بالنفى تقول بصوت منخفض :
-أنا كويسة ..هروح الحمام انضف هدومي...
لتتحرك من أمامهم بعد ان القت نظرة على ذلك المجهول الذي يطاردها ولكنها لم تجد بمكانه ..لتتنفس الصعداء بانصرافه ..فنظراته ترعبها .....
.........
جلس شاردا فيما حدث منذ قليل ليربت والده على كف يده لينتبه له ويقول بصوت متعقل:
-مش عايز تحكيلي ؟...هتفضل لحد امتى مخبي ؟!...مش يمكن لما تحكي وتفضفض تستريح ....
ابتلع مالك ريقه بصعوبة ويعتدل في جلسته يواجه والده بتردد يقول :
-مخبي ايه بس ..مافيش حاجة مخبيها ...انت بس بتهيألك ...
-انت لسه بتحب البنت اللي حكتلي عنها ؟!...
تعجب مالك من سؤاله المباشر لقد مر اكثر من اربع سنوات علي هذه القصة ..قد كتبت نهايتها قبل بدايتها ليجيبه :
-ما بقاش فيه بنت ياحاج ..القصة انتهت قبل ماتبتدي ..وكمان ده سؤال بردو لواحد لسه كاتب كتابه ......
نظر والده له بغير اقتناع فهو اكثر شخص قريب منه يشعر به وبمعاناته .. يدعو الله ان يريح قلبه وعقله وتكون زيجته اليوم خير زيجة .....
........................
وقفت بإرهاق بادي على ملامح وجهها يظهر عليه الاحمرار الشديد نتيجة نوبة الاختناق التى مرت بها منذ قليل ..تمد يدها برتابة تفتح صنبور المياة تنظف بقايا الطعام الذي سقط فوق ملابسها السوداء وتغسل وجهها لعلها تفيق من تأثرها البادي للحظات قربه منها ..فهذا المشهد ذكرها بذكرى قديمة او بالأصح "حادث المارشيملو "كما كان يطلق عليه ..ابتسمت بحزن تنظر لعينيها بانكسار عندما تذكرت كيف منعها من تناول مثل تلك الحلوى الا تحت إشرافه ومراقبته....
........................
وقف مستندًا بظهره للحائط متخفيا عن الأنظار بممر جانبي بجوار الحمام يضع يده اليمني بجيبه والأخرى ممسكة بسيجارته غالية الثمن ينظر للسحابة البيضاء الذي ينتجها اثناء زفيره بشرود وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ماكرة ..منتظرا ..وسينتظر حتى ينال هدفه .....
.........
خرجت تهندم ملابسها ونقابها الذي تبلل ابتلالا جزئيا اثناء اغتسالها مشغولة بهما ..يخفى عليها مراقبة عينين كالفهد ينتظر فريسته ليفترسها ...صدرت منها شهقة عالية تليها صرخة مكتومة لتجد نفسها مسحوبة بقوة من يدين صلبتين من الخلف لتدخل حجرة خاصة ضيقة مظلمة ..حاربت بقوة للتخلص منه تلك اليدين وشعرت بالرعب من فكرة اختطافها او تعرضها للاعتداء على يد احدهم ...وحاولت الصراخ الا ان كف يده القوى المستريح فوق فمها منعها من ذلك .....
فيدفعها بقوة غاضبة ملاصقة بالحائط مع وضع يده فوق فمها ...فتسمعه يقول بفحيح كالأفاعي:
-سلامتك ...كدة تقلقيني عليكي .....
لم تتبين ملامحه بسبب الظلام الذي يحيط الحجرة حاولت الصراخ لعل احد ينقذها فيكمل بتحذير:
-اسمعيني..كويس ......أنا مش عايز اذيتك كل اللي طلبه نتكلم في حاجة مهمة تخصك ..أنا هشيل أيدي لو صدر منك اي صوت ماتلوميش الا نفسك ....فاهمة؟
هزت رأسها ايجابا برعب فتشعر بعدها بتحريرها من كفه مع استمرار قربه لها ...
شعر بسخونة جسده تلفحها ...وتسمع صوت إضاءة الضوء فتغمض عينيها عدة لحظات حتى تعتاد الرؤية فتجده يبتسم ابتسامته الماكرة الخبيثة يقيمها بعينيه المخيفة من رأسها لأخمص قدمها ..شعرت بالرعب عندما رفع يده اتجاه نقابها ينزعه بقوة غريبة تملكية يقول:
-دلوقتي مالوش لازمة تخفي وشك ..عني...
صمت مدة بعد إلقائه جملته مصدومًا تمسح عينيه تفاصيل وجهها بكل أجزائه كما اعتاد مع صورتها ...هي نفس الملامح ونفس العيون مع تغير لونهما بفعل العدسات ..ولكن لمح شيئا مختلف طرأ عليها وهي لمحة الحزن التي صبغت ملامحها بعكس صورتها المشرقة التي يحتفظ بها التي تشع حيوية وبراءة ...جميلة هي ...مهلكة....
لتقطع تأمله الذي طال بمحاولة دفعه عنها للتحرر منه بخوف تقول:
-انت عايز ايه بالضبط ؟!...بتهيألي الحاج حافظ وابنه مالك لو عرفوا باللي بتعمله مش هيحصل طيب....
ظنت بتهديدها ذلك انها سترجعه عما يفعل او تخيفه ..صدرت منه ضحكة قوية خشنة استفزتها بشدة ..ليضرب بأصابعه وجنتها برتابة يقول:
-شكلك ماسمعتيش عن حازم بن السلمانية ....معذورة ..بس هسامحك على جهلك بيا بكرة تعرفيني كويس ....يا
"شيراااز...."
برقت عينيها برعب من شدة الخوف لتضم قبضة يديها فوق صدرها تحاول الاحتماء بهما لتجيبه بثقة مهتزة ظهرت بنبرة صوتها:
-شيراز مين ؟!...انت اكيد ملخبط بيني وبين حد تاني .....
-شيراز حفني بنت السفير المشهور ..حفني الشاذلي ...المختفية في ظروف غامضة....مش كدة؟
صمتت لم تجد كلمات تسعفها لتنكر حالها لقد شلت تمامًا ليكمل بصوت هادئ :
-ماتخافيش أنا لو كنت عايز ابلغ عنك كنت عملتها من يوم ماشكيت فيكي ...
-انت عايز مني ايه؟
ابتسم من سذاجتها... من اول مواجهه اعترفت بشخصيتها له ليقول :
-اللي عايزه هتعرفيه في وقته ...كل اللي عايزك تعرفيه دلوقت انك هتشوفيني كتير واتعودي علي ده ..وبحذرك ان حد من الجعافرة يعرف اللي حصل ..مش هيكون كويس ليكي ..أنا مش مسئول عن اللي هيحصل ....
هزت رأسها بالموافقة برعب لتجده يدخل يده داخل سترته يخرج منها بطاقة سوداء مكتوب عليها بخطوط ذهبية ويقدمها لها بطريقة آمره:
-دي ارقام تليفوناتي ...حاولي باي طريقة تشترى تليفون عشان اعرف أوصلك ....
هزت رأسها بالرفض أيظن انها ستهاتفه حتى لو امتلك هاتفًا ...مجنون مختل ....
فتنتفض على صرخته بوجهها :
-امسكي !!...ده امر ...واياكي حد يعرف باللي حصل ..ويلا اخرجي قبل مايقلقوا من تأخيرك ....
راقبها وهي تضبط نقابها بخوف لدرجة وقوعه منها مرتان اثناء ارتدائه لتخرج هاربة كأن الشياطين تهاجمها ...
أما عنه فوقف واضعًا يديه بجيبيه وابتسامة تزين شفتيه بانتصار ..
.............
مر يومان على حادث المطعم ..تملكها الرعب من كل شئ حولها ..تشعر بان كل شئ يقف ضدها ..ترددت في اخبار الحاج حافظ ولكنها عادت تطمئن حالها بانه إذا كان يريد الابلاغ ماكان هددها وواجهها ....طمئنت حالها بانها في أمان الان لقد عقدت العزم على ترك تلك البلدة بإكمالها ولكن بعد تأمين مكان لجوئها بإيطاليا اولا ...فزاوجها من مالك مجرد مرحلة لها أهدافها لن تقف عندها ..لقد قرر التخلي عنها في أصعب أوقاتها ضعفا واكمل حياته تاركا خلف ظهره قلبا محطما ...يجب ان تكمل حياتها بعيدة عنه ...لقد انهي مابينهما منذ البداية وعليها هي ان تقرر وتخط بيدها نهايتها ....
وصلت إلى نهاية الطريق الترابي الغير ممهد المؤدي للبيت لتطرقه عدة طرقات بسيطة بعد إلتفاتها يمينًا ويسارًا لتتأكد من عدم تتبع احد لها
ومراقبتها ..يفتح الباب المتهالك بعدها ليظهر من خلفها رجلًا في الثلاثين لتقول :
-أنا جيت في ميعادي .....
لتدخل داخل البيت المتهالك ويغلق الباب خلفها ........


نهاية الفصل التاسع




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 05:35 PM   #33

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر....
..............
دخل على والده الجالس فوق سجادة الصلاة ينهي صلاته ويكمل بعدها بتسبيحه لحبات سبحته البنية العتيقة ..مستندًا على إطار الباب بكتفه ليقول بمودة حتى يلفت انتباهه لوجوده :
-حرمًا ياحاج حافظ ..
تلفت اليه والده بعد سماع صوت ابنه الوحيد يجيبه:
-جمعًا ياابني ..تعال ادخل
فيراه يربت بجواره ارضا ليتجه مالك يجلس بجواره كما كان يفعل وهو صغير
ليسأله بحبور:
-ها عملت ايه في الملحق ...جهزته وكل حاجة تمام؟...
-كل حاجة بقت جاهزة على وصولهم بكرة ان شاء الله ....رغم ان خالتي كانت مصممة تنزل في بيت جدي بس أنا قدرت اقنعها تنزل هنا لحد ماننضف البيت ....
هز الحاج حافظ رأسه بتفكير وهو يحرك حبات سبحته :
-كده افضل ....دول اتنين حريم ..ماينفعش يقعدوا لحالهم ...وكمان عشان لو طليق امينة اتعرض لها تكون تحت حمايتنا وعنينا ...
-هو يقدر يدخل البلد ...؟!..بس يعملها ويتعرضلها ....
حافظ محاولا تهدئة ابنه :
-ماتنساش يابني انه ماغلطش ...هو راح اتجوز ..والشرع محلله ده ..لكن نقول ايه نصيب بقي......عموما أنا وصيت عليها في المدرسة اللي نواحينا ...عشان تشتغل فيها زي ما وصيت وان شاء الله خير ....
يسود الصمت بينهما فيشعر حافظ بتردد ابنه في الحديث ليسأله :
-انت عايز تقول حاجة ومتردد ؟!....
ابتلع مالك ريقه وأشاح بنظره للفراغ يريد ان يبلغه ببعض الأمور :
-انت عارف ياحاج أني نفذت رغبتك بجوازي من خديجة زي ما أمرت ...وموضوع غادة الحقيقة طول اوي ...فكنت بستسمحك ان اعمل فرحنا الأسبوع الجاي هنا زي ما انت امرت وبعدين هسافر أنا وهي نقضي شهر العسل في اي حتة ....
بدا على وجه حافظ عدم الرضا من هذه الزيجة التى ورط ابنه نفسه بيها في فترة لم يكن متزنا عاطفيا ليسأله يحاول ثبر أغواره :
-وخديجة ؟.....
-مالها خديجة؟!.....قالها مالك بدون تردد فأمرها محسوم من البداية ..قد يطلق سراحها في اي وقت ولن تعني له شيئًا كما اتفق معه من قبل ...وهذا من طمأن خطيبته لامر هذه الزيجة الإجبارية ...
-مش عايزك تكسر بخاطرها يابني ..مهما كان هي مراتك وليها حق عليك ...حتى لو كان جوازكم صورة وهينتهي بعد كدة ...إياك وكسر الخاطر يابني ...وخصوصا الولايا ....
طمأنه من تلك الجهة ليقول بجدية:
-من الناحية دي اطمن ...أنا وهي اتفقنا على كل حاجة ....
-على خيرة الله يابني ...ابدأ جهز الحاجة والدبايح عشان نأكل الناس ...
-ان شاء الله ياحاج ..يهم بالوقوف ويساعد ابيه ويقوم بإسناده حتى وصل الي فراشه ليسمعه يطلب منه :
-أبقى ابعتلي خديجة ....
يهز مالك رأسه بفقدان صبر ويحاول تمالك غضبه فيجيبه باختصار :
-حاضر ...هبعتها.....
.....................
كاد ان يجن من عصيانها له وعصيان اوامره ..عندما هبط للبحث عنها لم يجدها بالمنزل مطلقا ..بحث عنها بكل بقعة في المكان حتى الإسطبل لم يعثر عليها ..ليتأكد بعدها انها خارج المنزل في مثل ذلك الوقت ...ليتوعدها عند الوصول ....
استلقى فوق فراشه في ظلام الحجرة الدامس لايضيئها الا ضوء هاتفه القابع بين يديه مفتوح العينين يتصفح صورها للمرة التى جهل عددها ...فتقع يده علي عدة صور لها بأوضاع مختلفة كانت عاشقة للتصوير وخصوصا منه كانت تستغل كل لحظة لتوثيقها بعدة صور لها بمفردها او معه كأنها كانت تشعر انها ستهجره للأبد لتترك له ذكرياتها في صور ...ها هي صورة لها وهي تقلده رافعة احدى حاجبيها مع ضم شفتاها بقوة لتظهر كخط مستقيم ...وصورة أخرى وهي بأول يوم دراسي بكليتها كان يظهر عليها التوتر والخوف جليًا لتبتسم ابتسامة مغتصبة ...فيشجعها ويطلب منها التقاط لها صورة توثيقا للحدث ليخفف من حدة توترها ....
فتقع عينه على صورة مميزة لها التقطها لها دون ان تعي له ..كانت تظهر فيها بملابسها المخصصة للتدريب المكونة من بنطلون اسود يظهر تفاصيل جسدها بوقاحة يعلوه قميص قطني دون الأكمام بنفس اللون يكشف عن كتفيها وذراعيها بدون خجل مع فتحة صدر تظهر عضمة الترقوة ....حافية القدمين التي يظهر عليهما الكثير من التقرحات والجروح جالسة ارضا شاردة يظهر على ملامحها الحزن والمرض الشديد ..فهي كانت حريصا دائما على إخفاء عيوبها ..ومرضها ...ممسكة بحذائها الوردي اللامع يتدلى منه اشرطة طويلة من الستان ..
كان في هذا اليوم قد قرر الذهاب اليها في قاعة التدريب بالأوبرا بعد ان امتنعت عن الرد علي مكالماته ورسائله ..بعد ان أوصلها للمشفى وعلمه بمرضها التى اخفته عنه متعمدة ..فوجئ بوصول والدها على وجه السرعة من سفره ....لينسحب بهدوء بعد ان اطمأن على حالتها التى بدأت في الاستجابة للعلاج وأفاقتها من غيبوبتها المؤقتة ..ليعود بعدها ويتفاجأ بخروجها من المشفى وإكمال علاجها بالبيت تحت إشراف الطبيب ...
أراد تركها فترة من الوقت لتستعيد ثباتها ..يوم او يومان ...ولكن مالم يتوقعه منها هذا الجفاء الجديد....لتصل المدة أسبوعًا كاملًا لايستطع فيها سماع صوتها الناعم الذي يحيه... رغم اتصاله بها المتكرر ولكنها لم تعطيه فرصة للحديث معها ليعلم من عم حسين سائقها توجهها للتدريب كاول يوم لها للخروج بعد مرضها ...
....

(((((اثناء شرودها و وجومها شعرت بخطوات بطيئة تقترب منها لترفع عينيها المرهقتان وتصطدم بعينيه اللائمة ...تضربها رعشة فجائية بجسدها تقشعر لها بدنها من نظرته ... فما كان منها الا التحرك تمسك بحقيبتها القابعة بجوارها تلهي حالها بهاو تحملها بصمت هاربة بعينيها عنه ...تقف عازمة على التحرك من امامه والخروج من قاعة التدريب ..لتجده يمنعها بالوقوف امامها قائلا:

-احنا لازم نتكلم ....
اخفضت رأسها رفضت النظر اليه وتجيبه منهية الحديث :
-آسفة ....محتاجة أني ارجع البيت حالًا.....حاسة اني تعبانة....
كادت ان تتجاوزه فيجذبها من ذراعها.لتعود مرة أخرى امامه ويقول بنبرة شديدة:
-انت غبية ..غبية ...فاكرة ان موضوع زي ده هيفرق معايا ..انت ازاي تخبي عليا حاجة زي دي ...؟!..انتي مفكرتيش ان ممكن كان يحصلك حاجة وانا مااعرفش انتي بتشتكي من ايه ؟!...
نظر اليها بأنفاس لاهثة منتظرا ردًا منها على ما فعلته ليجدها صامتة منحنية الرأس لم تستطع مواجهته فيمسك وجهها بقوة يضغط بأصابعه ويعنفها بقوة :
-افتح عينك وبصي في عنيا ...أنا عايز اجابة منك ..ازاي تظني فيا الظن ده ؟!...ازاي واحدة في مستواكي يفكر بالجهل ده ..؟!..صدر مني ايه يخليكي تشوفيني بالصورة دي؟!...
ندل !!..وحقير!!!!
بلت شفاهها بلسانها تشعر بجفاف حلقها كيف ستخبره انها قرأت قصة مماثلة على احد الجروبات التي تعرض الكثير من المشكلات الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي وانتهت بهجر الخاطب لخطيبته بسبب مرضها....بمرض الغدة وهو مرض بسيط مقارنةً لمرضها ....تتساقط دموعها من عينيها المغلقة فتلامس أنامله الضاغطة علي وجهها فيشعر بسخونتها ليحررها ويخفف ضغطه عليها ليلاحظ اثار أصابعه ظاهرة فوق وجنتها البيضاء ويسمع صوتها المجروح من كثرة البكاء :
-كنت خايفة......!!!خايفة تسيبني ..ما كنتش متأكدة من حبك ليا ..خفت انجرح وتبعد عني ....صدقني حاولت أقولك كتير بس خوفت .....وكمان انت اثبتلي ان كل شكوكي صح ....أنا اول مافوقت كنت محتجاك جنبي تطمني ..تقولي انك مش هتتخلى عني ...بس للاسف مالقتكش..
يتركها بجفاء ويتراجع خطوتين للخلف ينظر اليها نظرة مبهمة لم تعرف معناها ليقول بجفاء:
- عندك حق ...انا اتخليت عنك ....عشان كدة أنا ماشي...
نظرت له بصدمة من صراحته ..لقد تخلى عنه بالفعل ..لقد انتهى كل شئ بينهما ..ليكمل صدمتها ويزيد من قهرها وألمها إلتفاته للخروج من قاعة التدريب بخطوات واثقة ..لم تشعر بحالها الا وهي تجري تحتضنه بذراعيها من الخلف بانهيار تتشبث به مستندة الرأس على ظهره تجهش بالبكاء بانكسار متوسلة :
-ارجوك ....متسبنيش ...ماتعملش فيا كدة ...أنا مش هقدر أعيش من غيرك ..هموت لو بعدت عني ..ارجوك....يامالك ارجوك .....
ضربات مؤلمة ضربت صدره شعر بتوقف قلبه للحظات..عندما لامسته وتشبثت به بضعف لعن حاله على تعريضها لهذا الموقف ..كان يعرف حق المعرفة بمقدار حبها ..ولكن اعترافها به وتوسلها بهذا الشكل له وضع اخر ...كان قد عزم على الخروج والتوجه لطلب يدها من والدها وليس لهجرها ....
التفت بسرعة ليجدها تمسكه من صدره قابضة على قميصه كطفل ممسك بأمه يخاف تركها تهز رأسها بالرفض والدموع مغرقة وجهها ..ابتلع ريقه بصعوبة من منظرها المنكسر حاول فك قبضتها من قميصه لتزداد تشبث به رافضة تحريره ....
يرفع كف يده يريحه فوق وجنتها يمسح بإبهامه دموعها المنهمرة ..انفاسها الدافئة تلفح عنقه بخجل لتهمس بكلماتها الأخيرة برجاء :
-ارجوووك....ااا..........!!!
لم يشعر بنفسه الا وهو يبتلع باقي كلماتها في قبلة عنيفة كانت قبلته الأولى لها وله ...قبلة تملكية ..لم يستطع السيطرة على حاله امامها اكثر من ذلك ليضرب بعاداته وتقاليده ومبادئه وتعاليم دينه عرض الحائط في لحظة ضعف منه ومنها ...أراد ابلاغها انه لها دائما وأبدا ...هي من ملكت قلبه وعقله ولن يتخلى عنها ...ليشعر بتبادلها لقبلاته باستحياء ظاهر ..لفت ذراعيها حول عنقه ترفض ابتعاده ..فيحرر شفتيها المنتفختين التى ظهر عليها اثار عدوانه بوضوح ...يقبل وجنتها برقة شديدة يتذوق ملوحة دموعها ..يقاوم ويحارب ليبتعد عنها ......
يهمس امام وجهها بصوت مهزوز:
-يلا ...امشي...
رفعت نظرها مجفلة من كلماته الآمرة ...يأمرها بالابتعاد بعد ماحدث بينهما منذ لحظات ..فيكرر أمره مرة أخرى بحدة اكبر ويتحرك مبتعدا يحمل حقيبتها و حذائها فتشعر ببرودة جسدها. بعد دفئه ....ويقول بصرامة:
-خلصينا ياشيراز ...يلا امشي قدامي ....
-مالك !!!!...........
-يلا ...ماتضيعيش وقت عشان ألحق ابوكي قبل ماينام .......
لم تستوعب كلماته لتهمس بعدم فهم :
-بابي!!!!!!!!!!!
يقترب منها جاذبًا لها من ذراعها يتحرك بها للخارج :
-يا غبية ....ابوكي بينام بدري خليني ألحق اطلب ايدك منه ........
تتوقف عن التحرك بصدمة فيلبي رغبتها بالوقوف وتشرق ابتسامة خلابة على وجهه ويكمل :
-ايوه اللي انتي فهمتيه ...هتبقي ملك لمالك حافظ الجعفري ..هخطبك ياشيراز ...هتجوزك يلّا يا غبية ......
لتصرخ من صدمتها وتحتضنه بعدم تصديق ليقول بحيرة يبعدها عنه :
-انت فين هدومك ...؟!..استحالة تكوني جاية كدة ...
لتضحك بسعادة وتجذب حقيبتها منه بسرعةوتخرج منها بنطلون من الجينز الأزرق وقميص قطني وردي ..كانت ترتديه عند وصولها ....وترتديه فوق ملابسها التدريب بسرعة تحت أنظاره الجاحظة لتقول بعد انتهائها :
-أنا جاهزة ياكابتن ....
رفع حاجبه ينظر لقدميها العاريتين يقول :
-ورجلك ....
-مش مهم ..مش مهم ...يلا قبل ما بابي ينام ....
يهز رأسه من جنونها يجيبها :
-يلا يا روح الكابتن.....
.....

فاق على صوت فتح البوابة الذي اصدر صريرا عاليا عند فتحه ليتجه ينظر من شرفاتها يجدها تولج للبيت بهدوء ..فيصدر منه سبة اتجاهها ويلقى بهاتفه ..سيربيها تلك الخديجة ...

نزل درجات الدرج بملابس نومه المكونة من سروال قطني مربعات وقميص قطني اسود غير مهندم الشعر يمسح بعينه المكان بنظرة سريعة فيستنتج وجودها داخل حجرتها ....
...
دخلت بإرهاق شديد حجرتها تحتمي بها تحمد الله ان لم يشعر بها احد اثناء خروجها ودخولها ..لقد أدت المطلوب منها وانتهى الأمر نزعت نقابها ووشاح رأسها بحركة واحدة لينسدل خصلات شعرها البني التي استطال لمنتصف ظهرها حول وجهها تدلك رقبتها بإرهاق وهي تتجه الي خزانتها ذات المرآة في منتصفها
كادت ان تلامس مقبض الخزانة لتجد من يدفع الباب بغضب يفتح الباب عليها ليصدر منها صرخة رعب قوية مع محاولاتها لتغطية وجهها بكفيها ..خوفًا من ان يتعرف عليها .....
وقف مضطربا من صراخها عدة ثواني وهيئتها التى اول مرة يراها بها...شعرها الطويل !!!....لا يعرف ماذا يفعل؟ ..فما كان منه الا الخروج مرة اخرى مغلقا الباب خلفه كالملدوع من عقرب يحاول تنظيم انفاسه المتسارعة ..يطلق سبة على نفسه ..كان عليه طرق الباب قبلا .....
استجمع حاله ليطرق الباب عدة طرقات ليجدها تفتح الباب بغضب تقول له من بين أسنانها :
-انت ازاي تفتح الباب عليا من غير إذن ..نفرض أني ..أني....
حك رأسه يريد الدفاع عن نفسه :
-أنا شايفك لسه داخله مجاش في دماغي انك لحقتي تغيري هدومك ..وكمان انت مكبرة الموضوع ليه انت كنتي بلبسك لسه .....
ماشوفتش غير شعرك ....
حاولت طمأنت حالها فهي الان تأكدت انه لم يتعرف عليها لتقول بتحذير:
-انت أقسمت علي المصحف ماتنساش قسمك.....
ليتذكر عندما حضرت له ممسكة بمصحفٍ وطلبت منه ان يقسم بانه لن يحاول كشف وجهها او إجبارها على أي فعل مهما كان أهميته ...فاراد ان يشعرها بانها ليس لها أهمية مثلما تعتقد ..ليسرع بمسك المصحف بدون تفكير او تردد يقسم بقسم لم يدرك توابعه الناتجة ...
يضع يديه في خصره يضحك ضحكة سخرية يجيبها:
-أوعي تكوني فاكرة أني دخلت عليكي عشان اشوف طلتك البهية ولا أتأمل جمالك .......أنا جاي افهم الهانم صاحبة الصون والعفاف كانت فين في نص الليل ...
توترت بطريقة ملحوظة له تحاول الهروب من إجابته تجيبه بثقة :
-كنت فين ازاي ؟!...كنت في الاوضة ....
ينظر اليها بغضب ظاهر بعينه يسأل نفسه "ماذا تخفي هذه الكارثة ؟..دائما يحوم حولها الغموض...."
-انت عارفة ان بكره الكذابين قد ايه؟!....قالها مالك ببطء شديد وصوت هامس
لتجيبه وهي تنصرف لحجرتها :
-مش حابة اعرف حاجة تخصك ...عن إذنك .....
كادت ان تغلق باب حجرتها بوجهه بكل صفاقة لتجده يدفع الباب بيده فتتراجع بخوف منه ويغلق الباب خلفه ....
يقف ينظر لها بغضب ليقول بين اسنانه :
-أنا مش عارف ازاي ساكت على تصرفاتك ....
يحاول ان يلتقط انفاسه ليهدئ غضبه ويكمل :
-خلينا في المهم ....كنتي فين ياخديجة في نص الليل وبدون كذب لو سمحت ..عشان ماتشوفيش الوش التاني ....
وضعت يدها في خصرها بتحدي فيلاحظ انحسار ملابسها على جسدها فيظهر تفاصيلها بوضوح تقول بتحدي :
-كنت مكان ماكنت ..انت هتحقق معايا ...
-يا مجنونة أنا جوزك ..فاهمة ياعني ايه جوزك .....
-انت اللي نسيت ياكابتن ظروف جوازنا ...جواز على ورق وبس ....نسيت الاتفاق ولا ايه ؟!...
وكمان روح اشغل نفسك بحد غيري يا مالك ...اشغل نفسك بمراتك مش أنا ......
اسلوبها في الحديث وطريقة اخراجها للكلمات غريب ..غريب جدا ...كل مرة يرغب في إطالة الحديث معها ويستمتع بطريقته في الحديث ...نعم تتحدث باللهجة العامية المعتادة وخصوصا نطقها لاسمه "مالك"تفخيم الميم علي غير الطبيعي ....مثلما كانت تنطقه "شيراز"....ولكن نبرة صوتها مختلفة يصحبها بحة قوية بعكس "شيراز"صوتها ناعم كالأطفال به نغمة خلابة ........
لاحظت شردوه وصمته الذي طال بينهما لتتوتر من نظرته لها وترفع يدها تتأكد من ضبط نقابها علي عينها..وتهرب بهما عنه وتسأله بنعومة :
-انت ساكت ليه ؟!....
-قوليها تاني.....
لم تفهم مقصده فتضيق عينها بتساؤل :
ايه؟.....أقول ايه؟.....
-قولي.... "مالك".......
هزت رأسها بتعجب من حالة فتشير له بسبابتها وتديره في الهواء متسائلة :
-مش فاهمة .....عايزني أقول "مالك"........ليه؟
رأت ابتسامته التي حطت بوجه تدريجيا ليقول:
-اصلك بتقوليها ...زي حد عزيز عليا ...كان بينطق اسمي زيك بالضبط....
ظهر عليها التأثر من حديثه لتلمع عينيها بسحابة من الدموع المحبوسة ......ايعقل ان تكون بباله او يتذكرها ؟!...ام طوى صفحتها منذ سنوات ؟!......
لتقول بهمس:
-عزيز عليك ...ولا عزيزة.....
يبتسم ويخفض راسه مع وضع يده بجيبيه :
-ما أعرفش انك لمّاحة كدة ...الحقيقة هي مش عزيزة بس هي اكتر من كدة .......هي حياتي ونفسي اللي بتنفسه.......
تسارعت ضربات قلبها بطريقة مؤلمة ارادت الارتماء بحضنه والبكاء كما كانت تفعل والكشف عن شخصيتها وتصرخ به مستنجدة "أنا هي ..شيراز...حبيبتك. روحك المسلوبة..لا تتخلى عني مثلما فعلت مسبقا "
لتصدمها كلماته التي ذبحتها ..وضربتها في مقتل ...بعد ان ارتفع بها في عنان السماء افلتها لتسقط ارضا ...
ليقول :
-عشان كدة قررت اكمل حياتي معاها ..غادة طبعا.......
كان يعلم انه يكذب ...يكذب على حاله ...يحاول نسيانها ...كأنها لم تكن........
اخفضت رأسها تخفي عيونها الباكية ..قدميها لم يعد قادرين على حملها فترفع كف يدها تريحه فوق الجدار المجاور لها لعله يعينها على التوازن تقول:
-قصة مؤثرة اوي.....ربنا يسعدكم مع بعض......
ليقول بطريقة آمرة منهيًا للحوار بينهما وهو ينصرف :
-بكرة لازم تصحي بدري عشان تستقبلي خالتي وبنتها ....وتساعديهم لو عاوزين حاجة .....مفهوم ......
تجيبه بكسرة:
-مفهوم.......
....،...............

وقفت خارج الحجرة تستمع للأصوات من داخلها ...تشعر بسرعة ضربات قلبها ..كطفل منتظر هدية العيد عندما لمحتها تولج بابتسامتها المعتادة بجوار والدتها تضيف حالة من المرح على المكان بمشاكستها للحاج حافظ ..ارادت احتضانها ....كم كبرت ونضجت ..صديقة دربها ..كم اشتقات لاحضانها والبوح بأسرارها بأذنها ؟!...."امينة"...وهي "أمينة"......

فزعت عندما فتح الباب على حين غرة لتجدها امامها تشرق ابتسامتها بوجهها ...الخمري الجذاب وعيونها السوداء دائما كانت ملامحهما كالسالب والموجب مختلفان في كل شئ ولكن ماجمعهما شئ واحد .....قلبهما الأبيض ......
تتطرقع أمينة بإصبعها امام وجهها تقول بدعابة:
-ايه ؟!....مين انتي ؟!.....
-ااانا؟...أنا!!!!....
يخرج مالك ينظر إليهما باستغراب قائلا :
-انتي مش بتضيعي وقت يا أمينة ؟!.....على طول اتكعبلتي في خديجة ،.....هي دي خديجة ياستي اللي الحاج كان لسه بيتكلم عليها جوا......
تبتسم امينة بسرور لمقابلتها لقد اسهب زوج خالتها في وصف أخلاقها ويظهر للجميع معزتها الكبيرة لديه فتجيبه وهي تمد يدها لها بمرح :
-اخيرا شوفنا خديجة ....أنا سعيدة اننا اتقابلنا ....أنا امينة ...بنت خالة مالك ....وبس....
-وانا ...خديجة ........وبس.......

..................

اجتمع الجميع لتناول وجبة الغذاء التي تأخرت قليلا في انتظارها جلست امينة بجوار والدتها علي يمين الحاج والدتها التي لم يظهر عليها تقدم السن او التغير ..دائما أنيقة في ملابسها وسلوكها ..علمت من الحاج حافظ اثناء احدى أحاديثهم انها دائما متمردة على عادات وتقاليد الصعيد حاولت كثيرا الخروج من تلك القشرة لتتزوج من احدى المهندسين الزراعيين والسفر به للقاهرة لبداية حياة جديدة نتجت عنها "أمينة".....

فزعت عندما سمعت صوت الحاج ينهرها علي شرودها لقد اصر علي جلوسها بجوار مالك من الجهة الأخرى يقول:
-خديجة ...مابتكليش ليه يابنتي .....
-باكل ياحاج ......
ليأمر ابنه يلكزه في ذراعه :
-قرب الأكل منها يامالك ...انتي عارفها بتخجل ....
فتجده يضع في صحنها قطعة كبيرة الحجم من اللحم المحاط بالدهن ...ياالله تشعر بالغثيان ...فهي تجذع من رؤية كمية هذة الدهون باللحم فترفع عينيها له بترجي لتجده يبتسم بخبث قائلا:
-كلي ....دي زبدة.....
-قالت بدون شعور بهمس شديد وهي تنظر لقطعة اللحم:
(مستحيل) Impossible-
التفت لها مالك يضيق عينيه يتأكد مما لفظته ..لاحظت ذلك فوضعت وجهها بصحنها تنشغل عن مراقبته.....
فتسمع حفيظة والدة امينة تقول:
-و انتي ياخديجة ياحبيبتي ...متعلمة؟!.....
رفعت رأسها تمرر عينيها بينهما لتجد الكل منتظر إجابتها خصوصا من يقبع بجوارها يشع الفضول بعينه ..فتنظر مرة اخرى للحاج هيؤمئ براسه يطمئنها فتقول :
-لا مكملتش تعليمي .......
وكان هذا حقيقيًا فهي لم تكمل جامعتها ....
شعرت بالغثيان المفاجئ فتسمعها تكمل بتهكم:
-شكل الحاج حافظ بيعزك اوي عشان يقعدك معانا تكلي كأنك مننا ....
-فعلا خديجة عزيزة عليا ...وبعتبرها بنتي اللي مخلفتهاش....قالها حافظ بصرامة ....لتكمل هي بنبرة ذات مغزى:
-بس ياحاج حافظ ...الناس مش بتسيب حد في حاله ..ازاي تبقى في البيت معاك وفي شاب زي الفل زي مالك......ماتزعليش مني ياخديجة ومن كلامي .....
-لا ابدا ياطنط..انتي زي مام......
صمتت للحظة وتكمل :-امي........
فيجيبها مالك وكان هذا ما لم تتوقعه ان يدافع عنها:
-عيب ياخالتي الكلام ده ...انت عارفة كويس الحاج حافظ وعارفاني ...ومعذورة لانك ماتعرفيش خديجة ...بس أنا متأكد انك لما هتعاشريها هتحبيها ...خديجة بقالها سنين معانا محدش حاسس بيها....
رفعت عينيها بتأثر من حديثه تشكره على دفاعه عنها فيومئ برأسه لها يطمئنها .....
فتقول بسعادة غريبة وهي تمسك قطعة اللحم وتضعها في صحن أمينة :
-حتة اللحمة دي عينك هتطلع عليها... أنا عارفة...
نظرت أمينة لها بصدمة ونست فمها المفتوح وعندما طال الصمت رفعت خديجة رأسها لتجد امينة ومالك ينظران اليها باستغراب لتقول مبررة بحزن :
-احم...أنا بهرج ...بتبصولي كدة ليه ....
-لا ابدا يا حبيبتي اصل الموقف ده فكرني بصحبتي ..كان دايما تهرب من اللحمة لما اكون عزماها وتقول زيك كدة.....
نظرت خديجة لها من خلف نقابها لتلاحظ لمحة الحزن بعينها مع نظرة اللوم التي رمت مالك بها ليتوتر ويضع وجهه بصحنه يكمل طعامه بصمت....
لاحظت توتر العلاقة بينهما والحدية في التعامل ترى متى اصبحوا على مثل هذا الوضع ؟!..وماذا يكون بينهما؟!.....
فتقف منهية طعامها تقول لأمينة بالأخص :
-أنا بعرف اعمل "كابتشينو"...هعملك كوباية .....
لتنصرف مسرعة للمطبخ تحت أنظارهم المتعجبة ..بسبب الود الغريب الذي نما بينهما في وقت قصير .

..................

وقفت في المساء تنظر من النافذة تتفس هواء المساء بعد ان انتهت من ترتيب المكان بإرهاق شديد مع أمينة بعد ان طلبت منها ان تساعدها في إفراغ الحقائب .....

تدخل عليها حاملة كوبان من الشاي بعد ان أبدلت ملابسها لملابس مريحة تقول مرح:
-كان يوم صعب جدا ....اخيرا خلصنا .....
التفت اليها خديجة لتحمل عنها كوب الشاي الساخن وتتجه برشاقة تجلس فوق السرير كما اعتادت معها تقول:
-كل حاجة بتخلص وبتنتهي ....
-أنا مبسوطة بجد ان لقيت حد اتكلم معاه ..أنا كنت شايلة هم ان هبقى لوحدي هنا ...انتي جيتيلي نجدة من السما ياخديجة.......
-وانتي كمان ....جيتيلي نجدة......
تعقد امينة حاجبة عندما لاحظت ان خديجة لم تكشف عن وجهها منذ الصباح لتقول:
-هو انتي وحشة للدرجة دي ؟!....
-أنا....؟؟
قالتها خديجة بصدمة .....
لتسألها امينة باستغراب:
-انتي مش ملاحظة انك ماكشفتيش وشك من الصبح ...وكذا مرة نبهتك بس حسيت انك مصممة تغطيه.....ليه بقي اعترفي ؟!.....
لم تعرف كيف تبرر ذلك لتقول متهربة :
-قوليلي ...عملتي ايه بعد الجامعة ...
ترفع امينة كوب الشاي ترتشف منه وهي تنظر بعين خديجة بتحدي :
-اشمعني الجامعة ..ليه ماسألتيش عن قبل الجامعة
توترت خديجة لتضع كوب الشاي بجوارها وتهرب من عينيها الفاحصة لتقول :
-احكي اللي انتي عاوزاه ...عايزة أسمعك .......
ظلت تقص عليها ماحدث معاها بعد الجامعة وظروف زواجها وانفصالها وظلت الأخرى تسمع لها بإنصات تتمنى هي الأخرى ان تكشف عن حالها وتقص عليها ما حدث .....ظهرت الدموع بعينها لم تستطع إخفائها ....فتقول متهربة منها قبل ان تفقد السيطرة على حالها :
-أنا لازم امشي ...أتأخرت ....
-دلوقتي؟!....
-اكيد هنقعد نتكلم كتير ............. قالتها خديجة وهي تحتضن الأخرى بقوة وتودعها تحت أنظار الأخرى الواجمة ......شعرت بشعور غريب مع جلستها مع تلك الغريبة وخصوصا الشعور الغريب الذي ضربها بعد احتضانها لها..........

نهاية الفصل العاشر




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 05:43 PM   #34

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[read]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارجو من كل المتابعين للرواية تقييم الفصول وشكر لدعمكم واهتمامكم
[/read]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 09:35 PM   #35

om aya

? العضوٌ??? » 405524
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
?  نُقآطِيْ » om aya is on a distinguished road
افتراضي

الفصلين روعة سلمت يداك

om aya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-20, 09:59 PM   #36

ام اوس 2

? العضوٌ??? » 432962
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » ام اوس 2 is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعه جد لازم ينكشف امرها قبل زواجه من غاده حبيبتي يعني رح تدمر بكفيها العذاب الي هي فيه ومالك فضيع جدا حابه افهم سوء الفهم الي صار بينهم ليبتعد عنها وماساعدها

ام اوس 2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 05:16 AM   #37

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

هوا ازاي مالك ساب موضوع ان خديجة خرجت في نصف الليل كدا يعدي.. مش مستوعبة ان اي راجل شرقي يعمل كدا حتى لو الجواز صوري 🙄🤔🤔🤔

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 06:16 PM   #38

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الحادي عشر

الفصل اليوم فصل فيه اجابات كتير الكل كان بيسأل عنها ..ياريت حبة اهتمام من القراء ...وتفاعل حلو لان الرواية هتبدأ تأخذ مسار غير متوقع زي ما عودتكم 🌹🌹
قراءة ممتعة🌹
الفصل الحادي عشر
........
مر شهر علي الجميع كل يدور في فلكه ..قامت أمينة باستيلام وظيفتها كمدرسة للابتدائي بإحدى المدارس القريبة من بلدتهم بتوصية مسبقة من ابن خالتها مالك ..اصطدمت في البداية من اختلاف مستوى التعليم بين القاهرة وتلك المحافظة ولكنها اعتادت الأمر فيما بعد ...
تقول لما يقبع بجوارها ويجلس خلف عجلة القيادة :
-تعباك معايا يافزاع ...كل يوم توصلني وتأخذني من المدرسة ..واكيد معطلاك...
يجيبها برسمية:
-ولا تعب ولا حاجة يا استاذة امينة ....أنا في الخدمة ....
-لا بجد أنا فعلا تعباك ...كل يوم الصبح بتصحى توصلني المعدية وترجع تاخدني...وكمان أنا حاسة بالإحراج أن مالك اللي طلب منك ده ...أنا ان شاء هتفق مع سواق تاكسي ..عشان كدة كتير....
التفت اليها مجفلا من حديثها يقول:
-ازاي الكلام ده ؟!...ومين هيوافق على كدة؟!..تروحي وتيجي مع واحد غريب ...
رفعت حاجبها باعتراض:
-وحضرتك ايه بقي ؟!...مش غريب...
-أنا غريب !!...انا!.....لا طبعًا مش غريب انتي نسيتي ولا افكرك......
رفعت كتفيها بلا مبالاة :
-مش فاهمة تقصد ايه؟!......
ضحك على اسلوبها في الإنكار :
-فاكرة المقلب اللي عمله فيكي مالك واحنا صغيرين ...أما حبسك جوه الإسطبل وقفل عليكي وانتي بتخافي من الأحصنة وانا اللي انقذتك ..فاكرة ولا نسيتي.....
ردت بعند:
-لا مش فاكرة ....
-مش فاكرة ...مممم طيب..يعني معنى كدة انك مابقتيش تخافي منهم ..وتقدري تركبيهم .....
خافت امينة من تلك الفكرة فتقول مسرعة :
-لا ...لا ما أقدرش ......ما أقدرش أنا بخاف منهم.....
-لا شكلك بتكدبي...وهدخلك الإسطبل اول ما نوصل.....
زفرت بقوة تقول:
- خلاص ..خلاص ..افتكرت ياساتر عليك ..
-ههههه...جبانة ..
-مش جبانة ...أنا بس بخاف من الحيوانات بشكل عام ..مش اكتر .....
نظر إلى الطريق يفكر بخبث في شئ ما بقول :
-طيب أنا عندي شرط لو منفذتيش هحبسك في الإسطبل انهاردة ...
-ايه هو؟!.....
نظرت له لتجده يبتسم بسعادة غريبة ليصمت عدة لحظات ثم يقول بعد ان أخذ نفسًا عميقًا :
-افتكري ..انقذتك ازاي ....وانا أسامحك ..
هزت رأسها بملل لتنظر إلى الطريق بجوارها ..انتظر قليلا لتجيبه وعندما طال صمتها وجدها تقول هامسة كأنها ترى المشهد امام اعينها:
-نادتني ..من شباك الإسطبل وقولتلي اقف على التبن المتكوم عشان اطول الشباك و قولت لي نطي....
ضحكت عندما تذكرت الموقف فاكملت :
-ولما عيطت لان الشباك عالي عن الأرض وانا كنت خايفة رحت وقفت تحت الشباك وقولتي اسندي على كتافي برجليكي وماتخافيش مش هوقعك......
نظرت له تتأمل ملامحة بخجل ها هو فزاع التى التقت به عدة مرات قليلة في الاجازات ..تذكرت على الفور عند رؤيته ولكنها تعمدت انكار ذلك خجلًا منه ليقول مبتسما :
-يعني فاكرة اهو كل حاجة ؟!...يبقى غريب ازاي بقى....ههههه
خجلت من صراحته الشديدة معها تتذكر قديمًا كيف كانت تسخر من اسمه ليغضب بشدة عندما تلمح لذلك ...ظلت تتأمل ملامحه الشرقية الجذابة بفضول ..غير مدركة ملاحظته لذلك ...فهذا الوجه لايليق عليه اسم فزاع مطلقًا ...انه وسيم جذاب انيق في ملابسه ..مهتما بحاله ...
ظلت شاردة به..تتفحص كل جزء به ...
فتشعر بتوقف السيارة فجأة لترتطم رأسها نتيجة التوقف مع سماع صريرها العالي...فترفع عينها لتصطدم بعيون غاضبة تقسم بحرق الأخضر واليابس......
.........


تجلس على المائدة تقوم بتقطيع أوراق الملوخية كما علمتها ام سعد مسبقا وهي شاردة فيه...لقد اقترب موعد زفافه وستنتهي القصة للأبد قصة عشق لم تكتمل ...قصة لم يكن بها خاسرا الا هي ....فتسمع صوت ام سعد موبخة :
-يابنتي ...انتي بتحطي الورق على الاعواد ...كده كل الملوخية هتروح في الزبالة ....
-آسفة ..سرحت شوية....
لتقول ام سعد بنزق :
-انتي حالك بقالوا مدة مش عاجبني ...مالك فيكي ايه؟!....
نظرت لام سعد مع رسم ابتسامة متكلفة :
-مافيش حاجة ....قوليلي اخبار سندس ايه ومحمد ؟!....أنا عارفة مقصرة معاهم...
تحركت ام سعد من جوارها لتتابع الأواني على الموقد وهي تحرك الملعقة تقول:
-كل يوم سندس تسأل عليكي ومغلبة ابوها وامها في عمايل الواجب بتتحجج بيكي ....ومحمد اهو ربنا يشفيه ياقلب امه بيذاكر ربنا معاه.......
قامت خديجة تحتضن ام سعد من الخلف تقول :
-قوليلهم هجيلهم انهاردة .....
التفت ام سعد لها تواجهها تضع يدها فوق وجنتها بحب حقيقي :
-أنا مش عارفة من غيرك كنا عملنا ايه ؟..ربنا يكرمك ويفك كربك يابنتي ويريح بالك ....
تربت خديجة فوق يد ام سعد بامتنان وكادت تتكلم الا انها سمعت صوت صراخ عالي صادر من الخارج لتقول بخوف :
-ايه الصوت ده ؟!...
تحركت مسرعة للخارج تتبع الصوت لتجد شخص ما يضرب فزاع ويلكمه عدة لكمات متتالية مع صراخ أمينة المتواصل لتضيق عينيها تحاول الاقتراب لمعرفة هويته لتجحظ عينيها بذهول وتهمس باسمة (اكرم )!!!!!.....
...........
عندما رفعت عينيها وجدته هو ..نعم هو ...اكرم !!! طليقها ..مقيدها ..سجانها ..منتظرها امام بوابة المنزل الخارجية ...لم يتركها لتفكر مرتين فوجدته يندفع اليها بخطوات واسعة ليصل اليها ويفتح الباب بقوة ويجرها من من ذراعها يجرجرها ارضا غير مبالي باتساخها فقد كان في نوبة غاضبة من نوباته ..لقد هربت من مطاردته المستمرة له وانتقل للعيش هنا حتى تتخلص منه ...ولكن هو كان له رأى اخر ......فيقول بغضب:
-فاكراني مش هعرف أوصلك ..ده أنا أجيبك لو في بطن امك ......مين ده يا أمينة؟!......
تصرخ بوجهه خوفًا من حالته:
-سيبني يا مجنون ..عايز مني ايه ؟!.....
لم تكمل حديثها لتجده يحررها غصبا بسبب مهاجمة فزاع له ولكمه بوجه:
-أما نعرف مين انت الاول ..تبقى تعرف أنا مين ؟!....
ترنح اثر اللكمة المباغتة وتركها غصبا فينظر له اكرم بغضب وهو يمسح خط الدماء النازف من انفه يقول:
-ده أنت ليلة اهلك سودا ..تعالا ياروح امك أعرفك أنا مين....
ظل الاثنان يتناوبان في اللكمات مع علو صراخ امينة بان يتوقفا عن الشجار لتجد زوبعة سوداء تجري اتجاهها بإصرار كالفارس المغوار ضيقت أمينة عينها تدقق في وجهها المكشوف ..هذا الوجه المألوف ..انها خديجة!!! ...خديجة ؟...ش....شيراز !!!!!!
برقت عين أمينة المتابعة لها ناسية امر المتقاتلين من اجلها ...ما هذا التشابه ؟!...وقفت كالصنم الاصم لا تستطع التحرك من صدمتها لتجد الأخرى تقفز فوق ظهر اكرم صارخة تلف ذراعها بقوة حول عنقه ظنا منها ان ذلك سيردعه عما يفعله :
-سيبوا يا اكرم ...سيبوا يا متخلف ......
شعر اكرم بثقل أنثوي فوق ظهره تحاول خنقه بضعف فيمسك ذراعها ويدفعها ارضا بقوة لتسقط صارخة من قوة الدفعة ....لتصرخ بوجه امينة المتصنمة لا تنظر الا لها هي فقط تقول خديجة بصراخ:
-انت وقفة تتفرجي ..اكرم هيقتله ......
رمشت عدة مرات غير مصدقة انها تعرفه ..تعرف طليقها ..هي كانت تعرفه!!! ..نعم شيراز تعرفه!!..لتجد نفسها تبتسم ببلاهة عجيبة ،.فتنظر لها خديجة بغيظ وترفع عينها للسماء بضيق وتتتحامل على ذراعها تستند ارضا حتي تستطع الوقوف وفي لحظة شعرت بملمس الرمال تحت كفها لتقفز في عقلها فكرة ...فأسرعت بمسك كومة من الرمال بكفها ووقفت امامه وهو يعتلي فزاع الذي يقاوم اختناقه ...تنادي عليه بإصرار يشوبه الغضب :
-اكراااام!!!!!
رفع اكرم وجهه لها فتسرع وتلقى بوجهه كومة الرمل بقوة لتجعله يصرخ من الألم ويرفع يده يحاول مسح وجهه متخلصا من الرمل داخل عينه ..استغل فزاع الفرصة فيسقطه ارضا على ظهره وكاد ان يكيل له اللكمات فوجد أمينة توقفه عن ذلك حتى لايتورط معه بسبب نفوذه بالشرطة .....
اقترب منها بوجهه الدامي وشفاه المجروحة يقول:
-أنت كويسة ...؟....
كادت تنطق لتجد وقوف اكرم مرة اخرى بعد ان نجح في تنظيف وجهه يقترب من خديجة ويصفعها صفعة قوية أوقعتها ارضا لتصرخ امينة باسمها الذي خرج عفويا منها :
-شيرااااااز!!!!!
دون ان تدرك للشخص الذي جاء مهرولا عندما أبلغته ام سعد بالواقعة ليشهد الصفعة الأخيرة لها مع صراخ ابنة خالته الغريب باسم حبيبته المفقودة ...
......
شعرت بالدوار الشديد وآلامًا بالوجه ولكن ما زاد من خوفها سماع صراخ أمينة باسمها مع تداخل صوت مالك ..يتوعد لمعتديها ...هل علم ؟...هل كشفت شخصيتها ؟...لا ...لا ..لن يحدث...
فتسمع صوت أمينة الباكي يلمس فوق وجنتها تقول :
-حبيبتي ...ليه ماقولتيش ...ليه...؟
ارادت حثها على عدم ابلاغه لترفع يدها تبحث عن نقابها تحاول تغطيها وجهها بضعف تقول وهي تستسلم لدوارها :
-مالك ..مايعرفش ...أوعي تقوليله ..أوعي........
.....................


اصرت امينة على نقل خديجة بحجرتها ...لتترك الرجال يتعاملون مع طليقها بمجلس الرجال بعد ان حضر زوج خالتها واوقف عراك مالك الثائر وفزاع المصاب مع اكرم ...ليهم مالك بحمل تلك الساقطة ارضا مغشيا عليها بخوف عازما على التوجه بها لحجرتها الا انها اصرت اخذها للملحق لمراعتها بعد ان أسرعت في اخفاء وجهها كما طلبت قبل ان تستسلم لاغمائها ....
جلست بجوارها تحتضنها بعد صرف امها وطمئنتها على خديجة ..شعرت بضعفها وخوفها فهي لم تتوقف عن البكاء والرجاء لها بضعف لتقول امينة بإصرار:
-اهدي ياشيراز ...اقسملك ما حدش هيعرف بس أنا لازم افهم ...ليه مخبية نفسك عن مالك ....
لم ترفع شيراز وجهها ظلت تبكي وجسدها يهتز من شدة البكاء وتزداد تشبثًا بالأخرى تقول:
-ارجوكي يا امينة لو لسة بتحبيني ..مالك بالذات لازم مايعرفش ...لازم .....
-مالك ؟...طيب ليه ؟!...ده مالك الوحيد اللي عمره ما يفكر يأذيكي ..انتي ماتعرفيش حالته شكلها ايه بعد.......
قطعتها شيراز بحدة وهي تكافح ان تسيطر على انهيارها :
-مالك الوحيد اللي آذاني في الدنيا دي كلها ...محدش آذاني قده .......محدش قتلني وذبحني قده عشان كدة مش لازم يعرف حقيقتي ...لازم اخد حقي منه ولازم اختفي واعيش بعيد عنه بس قدري دايما بيربطني بيه غصب عني......
ضيقت أمينه عينيها باستغراب من شخصيتها فهل تلك هي الفراشة المبهجة التى دخلت حياتها فيوم من الأيام ...ماذا فعل بها مالك ليتحول عشقها له لكره اسود ؟!....
تسألها بحذر شديد:
-مالك عمل ايه ياشيراز يخليكي تحولي حبك ليه لكره بالشكل ده ؟..مالك دايما يتهرب مني بعيونه زي مايكون مخبي حاجة أنا مش عارفاها ..........
قوست شيراز شفتيها للأسفل تكابح بكائها تقول :
-لو حكتلك ..توعديني تساعديني ..حتى ده لو كان ضد مالك .......
-أوعدك .......
لم تفكر امينة مرتان لتسرع تؤكد لها انها في بجوارها ولن تتخلى عنها.......
بدأت تقص عليها ما حدث منذ عدة سنوات لتشرد بحزن وتنفصل عن واقعها وتبدا في أخبارها
.......
((((((((كانت تضع سماعتها بإذنها تسمع أغنيتها المفضلة شاردة في امر سفرها ...لقد عرض عليها السفر مع فوج الجامعة لمدة اربع أيام لافضل الأماكن السياحية (شرم الشيخ)...ترغب في هذة السفرة بشدة ..وتعلم انها إذا طلبت من والدها السفر لن يمانع في ذلك ولكن المشكلة فيه هو ..(مالك)...الذي كاد ان يخنقها من شدة تتبعه لتحركاتها كطفلة بلهاء ..رغم عدم وجود رابط شرعي بينهما ولكنه ينصب نفسه ولي امرها ...بعد ان طلب يدها من والدها وبعد موافقته على وعد من مالك بعد انتهاء العام الدراسي سيأتي بابيه لتكون خطبة رسمية .يطلبها رسميا من والدها الذي اصبح يقضي معها اطول وقت ممكن يرعاها ويعتني بها ليعوضها فترة بعده

فيقطع شرودها والدها الذي ربت فوق ساقها بحنان :

-سرحانه في ايه ياديدا ......

ضاقت شيراز من دلال والدها فهو مصر مناداتها باسمها الحقيقي التي تمقته بشدة :

-بابي ..please

مش بحبك تنادي عليا بالاسم ده ...حتى مالك نفسه مكسوفه اقوله ....

فعبس حفني بوجهه ينهرها:

-بقي خديجة وحش. ...خديجة زوجة الرسول (صلى الله عليه وسلم)..وحش..طيب تعرفي بقي لو قولتي لمالك أفندي هيفرح بيه ..وكمان ماتنسيش انه كدة كدة لازم يعرف عشان الجواز ولا ايه.....

-أما يجي وقتها هبقى اعترف له......

صدحت ضحكته الوقورة يبعثر شعرها بيده :

-انت هتجننيني وتجنني الشاب معاكي..ربنا يكون في عونه...ها قولي مكشرة ليه ؟....

-في مشكلة مضيقاني ...مش لاقية حل.....

يقترب منها يحتضنها من كتفها :

-مادام بابي موجود يبقى كل مشكلة ليها حل ......

-في رحلة طالعة شرم ....وانا عايزة اسافر ولو قولت لمالك هيقول ..(لا ..لا ...لا....)

ظل حفني صامتا بضع لحظات ليقول مستفهما :

-انت جربتي تطلبي منه؟...يمكن يوافق ...وكمان أنا عايز أفهمك حاجة انتي بنتي ولسه في بيتي يعني أنا اللي أقول لا او ايوه .....عموما أنا موافق ...وجربي اسأليه لو وافق كان بها ...ما وافقش يبقى هسيب لك حرية الاختيار ساعتها......

هزت رأسها باقتناع من حديث والدها وقد عزمت على الطلب منه اولا وأخذ موافقته ......

...........

كان يقف امام الموقد يعد فنجان القهوة بشقته المؤجرة المشترك معه أخذ زملائه بالاكاديمية يضع الهاتف فوق أذنه ويقول بصرامة :

-لا ياشيراز ....يعني لا....فكرة سفرك لوحدك مرفوضة .....

شيراز بضيق :

-يامالك افهمني دي حتبقى مع إدارة الكلية والمشرفين ايه المشكلة أما اسافر ....

-قولت لا ....انتي مابتفهميش .....

حبست الدموع بمقلتيها ..لتجيبه بغيظ :

-أنا بكرهك يا مالك ..بكرهك ..

تغلق المكالمة بوجهه وترتمي فوق فراشها تبكي بانهيار ...وبعد ان هدأت قررت التراجع عن تلك السفرة حتى لا يغضب منها .......

دار بينهما في عدة أيام مكالمات مختصرة جافة بسبب غضبه منها وضيقها منه مع انشغاله الدائم بتدريباته الخاصة بالشركة الجديدة التى تجعله يغيب عدة أيام لا يحادثها ...يدخل عليها والدها حجرتها يجلس جوارها فوق الفراش يجذب من يدها المجلة يداعبها:

-هتفضلي زعلانة ..ما أنا قولتلك سفري ....

رفعت كتفيها بضيق:

-خلاص أصحابي راحوا ورجعوا كمان ...

-طيب واللي يعملك مفاجئة تعملي ايه ؟!....

ضيقت عينيها بتساؤل :

- مفاجأة؟!.....

هز رأسه ويده تداعب شعرها بحنان يقول:

-"اندرو"لسه مكلمني وقال انه نازل شرم بكرة مع وفد إيطالي وكان نفسه يشوفك......

قفزت فوق الفراش تصفق بيدها فرحة تقول:

-مش معقول "أندرو"..اخيرا جه مصر .....

يسألها حفني بمكر:

-ها اقوله هتروحي ولا ايه ؟!...خلي بالك هو مش هيطول في شرم ......

-اكيد هروح ...لازم اشوفه........)))))))))
...........
في مكان اخر
ظل يجوب بالحجرة ذهابًا وإيابًا يشد خصلات شعره يكاد ان يجن لقد سمعها ..واثق انه سمعها تناديها شيراز لم يخطئ في ذلك ...ولكن لما أنكرت امينة عندما واجهها بما سمعه منها..!لتبرر له انها تحت ضغط نفسي لم تدرك بما تقول......
لما ارتعب من رؤيته لاكرم يصفعها تلك الصفعة ؟...رغم عدم تذكره بملامح وجهها المكشوف ..وقف امام المرآة ينظر لعينيه الصقريتين يعيد عقله هو الآخر ذكرى بعيده ...ذكرى لمشهد مماثل كان فيها هو الجاني..........


(((((((وقف يقلب بهاتفه حتى ينتهي صديقة من إملاء بيناتها للاستقبال واستلام مفتاح الحجرة ....لقد طلب منهم التوجه لشرم بطريقة فجائية لبدأ الاستعداد لقيادة اول طائرة تحلق بسماء مصر والعمل في الخطوط الداخلية مبدائيا ..كان عليهم النزول بأحد الفنادق القريبة للمطار ليكونا على اهبة الاستعداد عند الاستدعاء ...

يقول نادر له:

-يلا ....عشان نلحق ناخذ لنا غطس في المية ....

زفر مالك بضيق:

-هي الشبكة مالها ..مش مجمعة ليه ...؟!...بقالي ساعة بتصل الرقم مش مجمع.....

-انت لسه بتتصل بيها ..يابني سيبلي نفسك انهاردة وانت تدعيلي...

نهره مالك وهو يجر حقيبته ذات العجلات:

-بقولك ايه يانادر...العك بتاعك ده ماليش فيه وانا بحذرك إياك الاقي جايب حد في الاوضة ..أنا مش ناقص نجاسة....

ضحك نادر على قوله :

-نجاسة ..!!!.بقى الجنس الناعم ده نجاسة ..يابني دول أكسيم الحياة .....

فيتقدمه مالك ويدفعه من امامه بضيق:

-بلا قرف ..أنا مش عارف هتتهد امتى وتبطل عكك ....

-هههه طيب يلا يا شيخنا ..يلا......

.............

قام بتغيير ملابسه لملابس تلائم الشاطئ من سروال قصير وقميص قطني مع وضع نظارته الشمسية فوق وجهه وقف ينظر من النافذة واضعًا هاتفه فوق أذنه منتظر إجابة الاتصال ..فتسحر عينه زرقة المياة وصفائها تذكره بلون عينيها ...

فيجد الهاتف يفتح ويقول متلهفا :

-شيراز ؟؟..حبيبتي انتي سمعاني ....

لم يجد إجابة منها وتتداخل الأصوات الضاحكة والضوضاء التي لم يميز فيها شئ ..ليضطر باغلاق الهاتف مرة اخري ويزفر بضيق ......

يجد نادر يدخل عليه بمرحه المعتاد :

-يلا ياشيخ مالك ..مش هتنزل ؟..الجو تحفة تحت ...وايه ؟!...المزز بالهبل .....

التفت له مالك ينهره:

- يا ابني اتقي الله ده احنا. شوية وهنكون متعلقين في الهوا ببركة ربنا....

-هههههه طيب ماتزعلش يا شيخ مالك اوي كدة ....يلا نتغدى أنا ميت من الجوع .....

........

اتجها كلاهما للشاطئ بعد تناول وجبة الغذاء وتسطح مالك على مايسمى (الشازلونج )..رافضا نزول المياه يستمع لحركة المياه مغمض العينين ..ليجد نادر يأتي مهرولا اتجاهه يقول:

-يالهوي على الجمال ..هو في كدة ؟!.....

انتبه له مالك بسبب ابتلاله نتيجة اندفاع نادر اتجاهه الخارج من المياه ينهره بقوة :

-انت بني ادم مش طبيعي ..حاسب ياجدع بلتني ......

-بليتك ايه ؟..خلينا في اللي أنا شفته ...حتة بت مشكلة جسم ايه وحلاوة ايه لا وبتتكلم مصري ......قالها نادر هو يشير له اتجاهها وهي تسير أمامهم

أشاح مالك بيده بضيق وينظر للاتجاه الآخر لما يشير نادر فينتفض من تسطحه يوقع هاتفه ارضا وتجحظ عينيه بقوة ليقول نادر بمرح:

-مش قولتلك اديك نطيت لما شوفتها ....

وقف مالك بغضب يحاول التأكد مما رأى ..لا يمكن ان تكون هي ...لا ...كيف ستكون هنا بدون علمه ..لابد انها شبيهة لها ...حاول السير بضع خطوات وراء شبيهتها ...شبيهتها التى تسير بين احضان رجلا غريبا يحيطها بذراعه ..ويضع قبلاته فوق وجنتها ....لا من المستحيل ان تكون هي ....

زادت خطواته سرعة عندما لاحظ اتجاه الاثنين إلى مرسى اليخوت..ليساعدها ذلك الغريب الأجنبي في الصعود اعلى اليخت ..ويختفيا داخله ..يجب عليه التأكد ..كيف سيتأكد ؟!....

رجع مهرولا إلى مكان صديقه بملامح واجمة ليعقد نادر حاجبه متسائلا:

-في ايه يابني مالك ؟!..هي المزة عجبتك ولا ايه؟

-اخررررس......!!!!!

قالها مالك بغضب عجيب ووجه اصفر متعرق يبحث بعينه عن هاتفه ليجده ملقى فوق الرمال ..ينتشله بسرعة يحاول الاتصال بها مرة اثنان ...في المرة الثالثة وجد الخط يفتح كالمرة السابقة ويظهر صوتها التي لم يخف عليه اهتزاز تقول :

-مم..مالك !!...عامل ،..ااايه؟......

ضيق مالك عينيه يحاول الانصات بدقة لصوت الخلفية لديها لعله يستريح فيجيبها بحذر:

-الحمد لله ،..وانتي؟...

-أنا تمام ......بقالك كتير مكلمتنيش....

شرد للامام يحاول ترتيب كلماته :

-حقك عليا ..بعد كدة هكلمك كتير ..كتير اوي....أنا كنت فاكرك زعلانه مني عشان منعتك من السفر لشرم .....

-ردت بصوت مرتبك :

-ايه ؟؟..اه ..لا مش زعلانه ..مش زعلانه خالص ......

سمع من خلفها صوت موسيقى هادئ يدل على حميمة المكان فيزاد ناره وشكه بها فيسألها:

-ايه ياشيراز ياحبيبتي الصوت ده ؟...

-صوت ؟!...صوت ايه ؟!...ده ال pallet

(موسيقى الباليه)....في الt.v

يسألها بمكر :

-انتي في البيت ؟!....

-ايوه في البيت ......

بدأ ينهر نفسه على شكه ويؤلمه ضميره فيقول :

-حبيبتي ..أنا عايزك تعرفي انك أغلى حاجة عندي ياشيراز ..واني بخاف عليكي جدا ومش عايزك تزعلى مني ابدا ....

شعرت بالراحة من حديثه لتتنهد تقول :

-وانا كمان بعشقك ...مش عايزاك تغضب مني حتى لو عرفت ان عملت حاجة غلط ...ماشي يامالك ....

-ماشي يا قلب وروح مالك ...مع السلامة ...

اغلق الخط لقد اطمأن اطمئنانًا جزئيا انها ليست هي ولكن يوجد شئ يقلقه لايعلم سببه ..فيواجه صديقه الذي كان يقف بجواره مستمعا للمكالمة فيقول :

-يا عيني على الصبر .....مالك ابن الحاج حافظ بيحب ياجدعان ....

-يا اخي اتلهي ....أنا طالع الاوضة اريح شوية ....

تركه ينظر له يضرب كفًا فوق كف على حاله المتقلب.....

........

في المساء اتجها كلاهما إلى (الديسكو)بعد إلحاح نادر عليه ليجلسا فوق طاولة قريبة من المكان المخصص للرقص مع صدوح موسيقى هادئة ليقول له نادر:

-فك شوية ياكابتن الستات مابتحبش الرجالة القفل اللي زيك ...شوف أنا البنات بتترمى عليا ...

لم يجبه مالك لقد كان مشغول البال والقلق يقتله ....يرفع يشرب كوب المياة الغازية .....

فيضحك عليه نادر بسبب وجومه ..مر الوقت بين ثبات مالك بمكانه وتنقل نادر من بين الفتيات يضحك ويرقص لا يحمل همًا ..مع ازدياد على صوت الموسيقى التى جعلت الجميع يتمايلون ويرقصون في نوبة نشاط وثورة ....يبتسم مالك على طيش صديقه وفقدان سيطرته على حاله ليجد نادر يتوجه يحلس بجواره يلهث من شدة الرقص يقول:

-يخربيتها ...البت اتحرشت بيا واحنا بنرقص اي البنات دي؟!....

لم يعلق مالك ظل يراقب الجميع كأنه ببرج عالي واضعًا ساقًا فوق ساق ...

فيجد كوب العصير امام صديقه فأراد مشاكسته ...فجذبه على حين غرة وتناوله باستمتاع ..تبرق عين نادر لما حدث ..ليقول نادر بذهول :

-يخربيتك انت عملت ايه ؟

رد مالك بلا مبالاة :

-اطلب غيره ماتوجعش راسي

يهز رأسه بملل :

-ده بالذات مش هعرف اطلب غيره ده كان الأخير وأملي الليلة دي ...

تحسر نادر على الفرصة التى أضاعها منه مالك بدون قصد ..حيث قام بوضع بعض المنشطات بكأسه الخاص ممنيا نفسه بليلة جامحة ...

لم ينتبه الأخير لحديثه ولا لمايقصده .....

ليجد صديقه يشير برأسه يقول:

-مش دي المزة اللي هبلتك الصبح وجريت وراها؟ .....

قبض قلب مالك لينظر خلفه ليجدها فوق ساحة الرقص باحضان ذلك الغريب طويل القامة ترقص معه رقصات هادئة ...ثبت مكانه في صدمة لا يعلم ماذا يفعل انها هي ..هي ...كذبت عليه وخدعته ...من هذا الذي تتمايل معه بحميمة بين احضانه ...تلك الأحضان التى كانت تنتظرها منه هو فقط. ..خدع لتوسلاتها ودموعها الكاذبة بان لا يتركها ....ولكن قلبه لايصدق عينيه ..يوجد شئ خاطئ ...

يرفع يده يمسك هاتفه القابع فوق الطاولة يضرب رقمها ويراقب انفعالاتها من بعيد ..انتظر ثم انتظر ...ليجدها تتململ بين احضان الآخر وتضع يدها فوق سروالها الضيق تخرج هاتفها منه بايدي مهتزة ..من الواضح انه على خاصية الاهتزاز لشعورها به وسط الضوضاء ....يجدها تتلفت حولها بتوتر وتحدث من معها بضع كلمات لينصرفا معًا من المكان))))))))))) .........
...............
كانت جالسة امامها فوق الفراش ضامة ساقيها لصدرها شاردة بعينيها صمتت للحظات لتجد امينة تربت عليها بتأثر ووجه مبتل تقول:
-خلاص ياشيراز كفاية ...لو مش قادرة تحكي بلاش......
لم تلتفت لها فأكملت بقهر ودموع مهددة بالظهور :
- لحظة ما اتصل بيا وانا مع اندرو حسيت ان في حاجة غلط ...حسيت بالرعب اكنه شايفني ..بقيت ادور عليه في المكان ..خايفة لا يعرف ان سافرت من غير مايعرف ...مش آمنة رد فعله ...حس بيا أندرو وقررنا نسيب المكان ونطلع علي اوضنا نريح فيها كانوا جنب بعض بس واكتشف ان المفتاح مش موجود معاه وقع وهو بيرقص وللحظ أندرو جاله تليفون بيتصلوا بيه من شركة السياحة عايزينه يرجع على إيطاليا ضروري ...دخلنا من عندي ..ولقيته بيطلب مني اجهزله شنطته ولبسه بسرعة عقبال ماياخد شاور رحت طبعًا دخلت من الباب اللي فاصل بينا اخذت حاجته كلها عندي وضبت له شنطته الصغيرة وجواز سفره ...فضلت قاعدة خايفة وقلبي مقبوض وببص على التليفون برعب ...عايزة اعترفله ان سافرت من وراه ..بس مش قادرة .......
في ثواني كنت مودعة أندرو ...كان هيوحشني اوي ...هو الحاجة الوحيدة من ريحة مامي الله يرحمها ......كان اه الأخ الصغير والوحيد ليها بس دايما كنت بحس بحبه ليا واكني مسئولة منه....
حسيت بالإرهاق الشديد ولقيت مالك بيتصل بيا تاني ....
قولت ادخل اخد شاور يهديني وبعدين اخرج أكلمه ..واعترفله ان كسرت كلامه وسافرت .من غير مايعرف عشان كان نفسي اشوف أنكل اندرو ......واكيد هيفهم ...
تسائلت امينة بحيرة :
-كل ده ماشي كويس ..ايه اللي حصل بعد كدة ؟
شردت لتقول :هقولك....
........
(((((((كانت تحت المياه الدافئة تحاول مساعدة عضلاتها على الاسترخاء لتسمع عدة طرقات قوية بالخارج ظنت ان خالها قد عاد او نسى شيئًا ...لتخرج بعد إغلاق المياة تقوم بارتداء مأذرها وتلف شعرها بمنشفة صغيرة بعشوائية ...تخرج علي عجالة يساقط منها قطرات المياة الدافئة تفتح الباب وهي تقول :

-نسيت حاجة أكي........

تسمرت برعب من تلك الواقف مستند بذراعه على إطار الباب مخفض رأسه تهمس برعب :

-مممالك!!!!

رفع رأسه ببطء باعين يصعب عليها تفسيرها فتجد ابتسامه غريبة تشق جانب فمه يقول :

-وحشتيني .......

ضمت جوانب مأذرها بخوف من رد فعله تحاول تبرير فعلتها تقول بخوف:

-مممالك أنا .....أنا.....

يتقدم جهتها لتتراجع وتجده يدخل ويغلق الباب خلفه يقول بنبرة هادئة:

-ايه مش هتقوليلي اتفضل ......

-مالك اسمعني ...اقسملك أني كنت هكلمك حالًا واعترفلك ...ارجوك لازم تسمعني ....

ابتسم لكذبها فاقترب منها خطوتان بهدوء يضع كف يده بحنان بالغ فوق وجنتها اليسرى يمرر إبهامه عليها يهمس بصوت غريب :

-ششش...مش عايز اسمع حاجة دلوقت ...أنا اللي عايزك تسمعيني ....لان ده افضل وقت تسمعيني فيه .....

نظر لعينيها الفيروزتين بألم حاول إخفائه لقد طعنته ..رآها بعينيه تودعه بالأحضان وهو خارج من غرفتها ..ولن يكذب عينيه ......

نظر الفراش من خلفها بتعجب ليجده مرتب لم يستلقي عليه احد ليقول ساخرا :

-غريبة ..ههه...السرير زي ماهو ؟!....

ردت عليه بتساؤل :

-تقصد ايه ؟!.......

وقع نظرة على قطعة ملابس بجوار الفراش ارضا فيبتعد عنها بهدوء يحملها بين أصابعه يقول وهو يشير به:

-ايه ده ؟!.......

ابتلعت ريقها عندما رأت لباس اندرو الداخلي الأسود فيما يسمى(بوكسر)...لقد نست وضعه بحقيبته اثناء تجهيزها ...رفعت يدها تمسح جبينها بتوتر من العرق الوهمي تقول:

-ده بتاع اندرو ...أنا كنت قولك ان سافرت عشان .......

وجدته يقترب منها يجذبها لاحضانه يبتلع باقي كلماتها في قبلة عنيفة حاولت التملص منه ..حتى نجحت في الابتعاد شعرت بالرعب من حالته الغريبة وهدوئه الأغرب يقول لاهثا امام وجهها:

-أنا مش عايز اسمع كلام منك ...قولتلك أنا عايزك تسمعيني وبس.......

ازدادت ضربات قلبه وتصلب جسده من قربها ليقول :

-انتي عارفة بحبك قد ايه ؟!...عمري ماحبيت ولا كنت اتخيل ان اسلم قلبي لحد ..وقابلتك انتي ..انتي خطفتيني من اول لحظة ..اه كنت بقاوم وأقول انتي ماتنفعيش مالك بن حافظ .....بس لقيت نفسي حبيتك وعشقتك .....

-أنا كمان بحب.....

-ششششش...قولتلك اسكتي ماتتكلميش أنا عارف هتقولي ايه انك بتحبيني صح ..بس..ايه يثبت ده ؟!......

تساءلت بألم من حالته لا تعرف هل جن ام يهذي ام به شئ لا تعلمه ؟......

-اي حاجة هتطلبها هنفذها ..عشان اثبتلك ان بحبك ...سامحني أني كذبت عليك......ارجوك.....

-اقلعي !!!!.....

صمتت بذهول من كلمته تقسم ان سمعها اختل لتقول بتعجب :

-ايه ؟؟؟؟.....

ضمها اكثر لصدره يقول أمرًا :

-زي ماسمعتي ...اقلعي ...

-انت اكيد مجنون ..او مش في وعيك....

مسك وجهها بقوة يقول بهسيس غريب:

-ليه مجنون ...أنا عايز اشوفك وانتي عريانه من حقي أن اعرف تفاصيل اللي هتبقى مراتي واقضي معها وقت لطيف ..مش يمكن مااعجبهاش ...

وجدت يده تتحرك لتحرر مأزرها فتصرخ من فعلته تلصق جسدها به تحتمي به منه تقول:

-لا يامالك ...لا ...مش انت اللي تعمل كده ...لا....

-ليه ؟...أنا مش راجل ...أنا اهو بقولك ياشيراز أنا عايزك وحالًا .....

ارتعش بدنها مصدومة من سلوكه الغير سوي حاولت الهرب منه صارخة تترجاه بالا يفعلها ..لا يسقط التمثال التي صنعته له في عقلها ...وجدته يلقي بها فوق فراشها بقوة يثبتها بجسده يقول متوعدا :

-ايه ياشيراز مش أنا مالك اللي بتحبيه بخلانة عليه بشوية وقت معاكي .....اثبتيلي انك بتحبيني....

-صرخت بقوة مستنجدة به مما يفعله:

-لا ارجوك ...لا ...ماتعملش كده ...انت بتعمل كدة لييييه؟!.......

فتح مأزرها ليكشف عن جسدها الأبيض المتلفح بالحمرة يوزع قبلاته بوجهها وعنقها يجدها تهمس له ببكاء ..انها تحبه ولا يفعل ذلك بها ووجد مقومتها بدأت بالهبوط ..رفع وجه لتتلاقى عيناه الحادة بفيروزتها التى تغرق في نهر من الدموع يسألها بسخرية:

-مالك ؟...خايفة ليه؟...

زمت شفتاها تحاول السيطرة على ارتعاشهما ..لقد قررتا مآزرة جسدها الذى لم يتوقف عن الانتقاض منذ دخوله تهز رأسها بالنفي غير مصدقة لما يصدر منه ..مالك صاحب المبادئ والقيم ..."مالك "من دافع عنها وحماها من معلمها ...من متحرشها ...!!!!هو الان يغتالها بقسوة ..بدون شفقة ...ولكن يجب عليها إيقافه ..هي دائما ضعيفة هشة امامه ..حان الوقت لتمردها عليه ..يجب عليها مقاومته وعدم استسلامها له لتقول من بين أسنانها بتحدي غريب :

-أنا مش خايفة يامالك ...أنا خايفة عليك...

لم تنتظر ان يستعب كلماتها ..لتثني ساقها وتدفعه عنها بقوة مباغتة جعلته يسقط ارضا مصطدما بالجدار خلفه ..تستغل ذلك لتنتفض من فوق الفراش تغلق مآزرها بسرعة تخفي جسدها لتقول له محذرة:

-مالك ..أنا بحذرك ...خلينا نتكلم بعقل .....

لتجده يقف كالأسد الذي يريد الانقضاض على فريسته يقول بكره شديد :

-طلعتي بتخربشي ياشيراز ..أنا مش مصدق....بتضربيني ؟...أنا !!!

أمسكت بيدها المصباح المجاور لها تحتمي به تحذره:

-اطلع بره يامالك انت مش في وعيك ...

عشان ماتعملش حاجة تندم عليها ...

صدحت ضحكته الخشنة وهو يرنو بخطوات بطيئة اتجاهها ليقول لها من بين أسنانه:

-هو أنا لسه هندم ...أنا خلاص ندمت ..ندمت ان وثقت في واحدة طايشة زيك...ندمت ان كنت فاكر ان ممكن أغير واحدة عايشة طول حياتها بتحرر ...أنتي لو في بلدنا كان زمانهم رجموكي ودفنوكي حية...

عارفة ليه؟!...لانك نجسة ....أنا مش مصدق ازاي كنت مغفل وهسلمك اسمي...

تألمت من كلماته لها ..ماذا اقترفت ؟..لما يجلدها بتلك الكلمات لمجرد انها سافرت لتقول والصدمة تعتلي وجهها تحارب دموعها :

-أنا يامالك ..نجسة؟!.... أنا...!!!!

شعرت بانها تحارب ضد شئ تجهله ..عن اي شئ يتحدث ؟...

تحاول تمالك حالها حتى لا تنهار باكية امامه وحتى لا تضعف تقول باختصار:

-ميرسي على ذوقك .......يا كابتن....

تحركت من امامه بثقة زائفة اتجاه الباب وهي تأمره:

-اتفضل لو سمحت عشان تعبانة ومحتاجة انااااااااااا........

لم تكمل خطواتها ليجذبها بقوة من ذراعها ويلطمها لطمة قوية أفقدتها توزانها لتسقط ارضا غير مستوعبة انه قام بضربها بهذه الطريقة باي حق يضربها وهي لم تتعرض طول حياتها لمثل هذه الإهانة حتى من والديها ..رفعت رأسها تواجه ممسكة وجنتها بانهيار تهز رأسها بالنفى رافضة لكل ما يحدث ..انه ليس هو ..مؤكد شخص شبيهه ....تراه ينخفض لمستواها يمسكها من خصلاتها يهزها بقوة يقول بغضب:

-الشكر هيجي بعدين ...بعدين ياشيراز ..ساعتها هتشكريني من قلبك ....

يلقيها بقسوة ارضا ..شعرت بالخوف والرعب منه ..اول مرة منذ معرفتها به تشاهده في مثل هذه الحالة غير المتزنة ..سارعت بالزحف للخلف تحاول الهروب منه فما كان منه الا ان جرها من ساقيها ليحكم قيدها ..تسارعت نبضاتها برعب مما هو اتي تراه ينزع قميصه عنه باهمال لتتوسله بصوت مبحوح وهي تدفعه عنها من صدره العاري:

-ارجوك يامالك ..ماتعملش كدة ...لااااااااا....مش انت اللي تعمل كدة ..أنا وثقت فيك ....

رفع يديها فوق رأسها يثبتها بجسده المتعرق يلهث امامها بعيون حمراء من شدة ارتفاع ضغط دمه يصرخ بوجهها:

-أنا ما اتخدعش ياشيراز ..مااتخدعش !!!!!.....

كان غضبه وحالته الغريبة مسيطرة عليه حتى هو شعر بأمر غريب يحدث بجسده المتعرق حاول السيطرة على افعاله ..ولكن لم يستطع بوجودها امامه بهذا الشكل بجانب معرفته لخداعها له بمهارة......اخفض رأسها يقبلها بشهوة قبلات متسارعة فوق عنقها ووجهها ..يشعر كأنه بقطار مسرع يريد إيقافه ولا يستطع التحكم في مركز قيادته لايقافه قبل حدوث كارثة..امر مستحيل ...

ظل يسمع توسلاتها له بأذن لم تعي معناها وعقل مغيب كسحابة سوداء حجبته عن الإدراك ..شعر بارتعاشها. وانتفاضها الشديد وهدوئها المفاجئ ليرفع رأسه يظن استسلامها يجدها مغلقة العينين مبتلة الوجه ملتصق شعرها الذهبي بجبينها بعشوائية ليبتسم بخبث يلمس وجهها بانامله ..ثم يبتعد عنها يحملها بين ذراعيه يتجه لفراشها ويلقيها باهمال فوقه ..وقف ينظر لها نظرات غريبة ...بصدر يعلو ويهبط بسرعة ..لينحني ينزع عنها مأزرها بقسوة يلقيه ارضا وينحني فوقها هامسا بأذنها بشراسة :

-هتندمي ياشيراز........)))))))))))
........................


فاق من ذكرياته المؤلمة على كف يده النازف لينظر اليه بشرود ..لقد قام بكسر زجاج مرآته عندما كان تائهًا بذكرياته المؤلمة معها ولقائهما الأخير المخزي ..
تحرك بإرهاق يغسل كف يده المجروح تحت مياة الصنبور الجارية ..يشعر بحاجة ملحة للاطمئنان عليها ..لا يعرف لما شعر بذلك الشعور ليجد نفسه يخرج من الحمام ثم من الغرفة ينزل درجات الدرج الخشبي برتابة ليسمع صوت ابيه الصارم يناديه ليلتفت له يجده جالسًا بالمجلس مستندًا على عصاه..يقترب منه بخطوات متمهلة يقول:
-ايه ياحاج اللي مقعدك هنا ؟..
-اقعد يا مالك عايزك .....
نظر مالك بتردد لباب البيت كان يريد الخروج للاطمئنان عليها ..ولكنه يخضع لطلبه ويجلس امامه يقول:
-خير ياحاج !!!..
-هتعمل ايه في موضوع امينة وأكرم؟
ربع كتفه بلا مبالغ يجيبه:
-هنعمل ايه...؟ولا حاجة...احنا أخذنا عليه محضر بعدم التعرض ..هو اه حبايبه كتير ومشوا الموضوع ودّي ..بس يبقى يجي تاني ويكون اخر يوم في عمره....
-يابني الجدع أنا اتكلمت معاه ..ولقيت عنده رغبة يرد مراته ...احنا ناخذ رايها وافقت يبقى خير وبركة ...
ظل يفكر مالك في ذلك الأمر فيبدو ان اكرم لن يستسلم بسهولة:
-انا هسألها ونشوف رأيها.....
-وخديجة يامالك ؟...سأل ابنه بنبرة ذات مغزي
ليجيبه بلا مبالاة:
-مالها دي كمان ؟.......
-انت يابني كاتب عليها بقالك مدة ..وكل واحد في ناحية..ده انت حتى ماتعرفلهاش وش .... تبقى جوازة ازاي......
هرش مالك في رأسه كيف سيبلغه باتفاقهما ليقول بتردد:
-ربنا يقدم اللي فيه الخير ياحاج ...
-مافيش الكلام ده ..أنا عايز رد منك ..خديجة هتنقل في أوضتك بليل ..ولو على اللي شغالين هنا هما مش بيبقوا موجودين في البيت بالليل ..يعني محدش هيعرف لحد مانعلن جوازكم ..
هز رأسه برتابة لا يعرف كيف يتصرف في هذا المأذق ليقول :
- تحت امرك ياحاج .....عن إذنك
ينصرف تحت أنظاره المراقبة لها لينتهد بإرهاق يدعو له بالصلاح...
...........
جحظت عيون امينة لما سمعته لا تصدق ماقصته شيراز عن ابن خالتها لتقرل بصدمة :
-اكيد في حاجة غلط ...أنا مش مصدقة ان يطلع منه كده
رفعت عيونها الدامية بانكسار تهمس بضعف:
-يعني أنا هتبلى عليه يا امينة...
جرت امينة تمسكها من كتفيها تعتذر لها:
-ابدا ما اقصدش ..أنا مش بس مش مستوعبة ..اكيد في غلط...
صرخت بوجهها تقول:
- بقولك فوقت لقيت نفسي عريانة في السرير و سايبلي ورقة بيقول فيها (انه قضى معايا وقت لطيف واني غبية عشان فكرت ان واحد زيه ممكن يقبل واحدة زي ويخليها زوجة ليه)....انهرت أما عرفت ..اتصلت بيه كتير كتير لقيت تليفونه مقفول وبعد كده فتحه ومبقاش يرد عليا ..ولا على رسايلي وتوسلاتي ..حتى شقته في القاهرة رحتها وبلغت صاحبه ان يكلمني ضروري ..كل ده ليه؟!!...أجرمت في حقه عملت ايه ؟!...
-اهدى ياشيراز ..أنا آسفة آسفة .....طيب وصلتي لهنا ازاي مش معقول الصدفة تكون بالشكل ده ...
رفعت عيونها لها بثبات تمسح دموعها لظهر يدها بقوة تقول :
-اهو اللي عدى كوم ..واللي حصل بعد كدة كوم تاني .
سمعا كلاهما صوت مالك بالخارج ينادي لتنتفض شيراز من مكانها في رعب تمسك بكتف صديقتها تترجاها:
-مالك !!.سمعنا..... اكيد سمعنا ..
هزت امينة رأسها بالرفض تمسكها من ذراعها تقول:
-مافيش حد سمعنا ..اهدي انتي كدة هتخليه يشك فيكي لازم تكوني طبيعية ..انتي خديجة فاهمة خديجة....وسبيني أنا هتصرف...
هزت الأخرى برضوخ لتجدها تتحرك وتضع وشاحها فوق رأسها وتخرج مغلقة الباب خلفها ....
.........
وقف امام الملحق القاطنة به خالته وابنتها منتظرا ردًا منهم ليجد أمينة تخرج بعبائتها البيتية وغطاء رأسها ..تغلق خلفها باب الملحق وتسأله:
-خير يا مالك ايه اللي جابك دلوقت؟
ظل يحك رقبته بتوتر ..يشعر ان اهتمامه الزائد بها مؤشر خطر على قلبه ...ليقول باختصار:
-جاي اطمن على خديجة ..هي عاملة ايه دلوقت ....
رفعت حاجبها تتفحصه بدقه لقد شعرت توتره عندما ألقت سؤالها لتبتسم بداخلها ..يجب عليها التلاعب معه على قدر الإمكان انتقاما لها:
-هي كويسة ...فضلت معاها لحد مانامت....
هز رأسه يحاول فتح حديث معها يشعر بالحاجة الملحة لذلك ..شعرت من صمته انه يريد شيئًا لتسأل:
-في حاجة تاني ؟!...
-لا ..بس كنت محتاج اتكلم شوية معاكي بخصوص شيراز ..
كتفت ذراعها امام صدرها لقد كانت متأكدة من دواخله ليكمل بتردد:
-أنا ..عارف ان مجاش الفرصة اننا نتكلم بخصوصها من وقت ما اختفت زي مايكون كل واحد فينا بيحاول يهرب من مواجهة التاني
يشير اليها يحثها للتحرك معه للتمشية فتلبي دعوته بصمت ..ويكمل بعد لحظات :
-أنا دايما لامح نظرة الاتهام في عينك من وقت ما كتبت كتابي علي غادة ...زي مايكون حرام ان ابدأ حياتي مع الإنسانة المناسبة ...اجفل من سؤالها المباغت لها الذي صدر منها بإصرار:
-انت حبيت شيراز؟.....
-ايه السؤال الغريب ده؟
وقفت تواجهه وتضم ذراعها لصدرها تقول:
-انت اللي غريب ومش فهماك ..اول كلامك قولت عايز تكلمني بخصوص شيراز وانا وافقت ..وبعدين لقيتك بتتكلم عن غادة ...ودلوقتي مستغرب ان بسألك عن مشاعرك لشيراز...يبقى مين فينا اللي غريب؟!....
وقف ينظر لها لم يستطع إجابتها ،نعم أراد ان يتحدث عنها وعندما سألته عن مشاعره الحقيقية خجل من حاله ان يفشي حقيقتها بسبب جرمه بحقها..يقول بهدوء وهو ينظر لقدمه:
-هتفضل طول حياتي جوه قلبي لحد ما اموت ...
ضحكت بسخرية لتقول باستهزاء:
-والله ..لا ماهو باين فعلا ...انك كنت بتحبها ...
-لو تقصدي جوازي من غادة ...ده طبيعي ان احاول أبدأ حياتي ...
-وشيراز ...؟؟؟؟قالتها امينة بصراخ ....
ليجيبها بصوت جاهوري حاد :
-ماتت ...شيراز ماتت ،....
هزت رأسها بالرفض فتشير له بسبابتها امام وجه:
-لا ...انت تخليت عنها من قبل ماتختفي هي ووالدها .....ماتقولش انك رحت تدور على غيرها لما ماتت ..ماتقولش انك بتحبها وعايشة جواك لانك كذاب يامالك ....ظلت تلهث من شدة الانفعال امامه لتكمل بغيظ تريد جرحه:
-أنا عارفه كل حاجة حصلت بينكم قبل ما شيراز تختفي ...
برقت عينيه يحاول تكذيب ماسمعه لا يمكن ان تكون على علم بما حدث فيسألها بحذر :
-عارفه ايه؟!...عارفة ايه يا امينة ردي عليا؟!...
-انت ادرى ياكابتن..عن إذنك ...
سارت من امامه باتجاه الملحق ليندفع يجذبها بتوسل من ذراعه :
-هي شيراز حكتلك ....؟؟احكيلى ياامينة
..طيب بلاش تحكيلي ..قولي لي كانت عاملة ايه ؟!...كانت حزينة صح ...؟...كانت مجروحة مني؟!.....
سألته بحيرة من حاله المهزوز:
-انت بجد لسه بتحبها يامالك ..لو بتحبها ليه سبتها ..؟...
-عشان غبي .......
لتضحك بسخرية عليه تقول :
-ما أنا عارفة.........


نهاية الفصل الحادي عشر


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 06:58 PM   #39

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-20, 07:14 PM   #40

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.