آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-20, 11:30 PM   #41

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل رائع جدا اتمنى لك النجاح الدائم روايه مبدعه جدا جدا اعجبتني ومتحمس لها وبانتظارها دوما فلا تطيلي الغياب دمتي بود وخير 💮💮💮💮💮💮

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 06:50 PM   #42

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر


الفصل الثاني عشر

,,,,,,,,,,,,



داخل حجرة بسيطة الأثاث تسطحت على بطنها فوق فراشها تقلب صفحات المجلة الأجنبية تلاعب خصلات شعرها الأسود الليلي تتحدث بالهاتف بمكر:

-أنا كدة فهمت ايه؟...بقول يا ابني كلمه اعرف منه ناوي على ايه ؟..

الشخص:

-بقولك ايه ياغادة مش هقدر اسأله ...وكمان انتي عايزة تفهميني انك بجلالة قدرك مش عارفة مالك بيفكر في ايه ...ده انتي وقعتيه في شهرين ....

اعتدلت في نومتها لتقول بغضب:

-وبعدين معاك انت كل شوية تفكرني ...وكمان مين اللي وقعني في طريقه مش انت ؟.....

الشخص:

-الحق عليا ..ان لقيتك هتتهبلي عليه والواد كان لسه خارج من قصة فاشلة قولت اذوقك عليه ..وانتي يا حلوة مقصرتيش......

-أف خلاص ...انت بقيت صعب ....أنا اخذت اجازة وهسافرله بكرة أنا وماما ...بس يوم والاقيك عندي ..هخلي مالك بنفسه يتصل بيك ....عايزاك في خدمة.......

الشخص:

-خير..خدمة فيها مزز معاكي.......

-فيها ...بس انت تعرف تحللي المشكلة وتزيحها من طريقي ....

الشخص:

-انت لسه حطاها في دماغك رغم ان قالك انها جواز. مصلحة وهيطلقها ....ياغادة ماقولتلك خليكي معايا وهتكسبي..قولتيلي ماليش في العوج عايزة الحلال ...اشربي بقى...

-خليك انت في عكك ..أنا يا جواز يابلاش ....

..................



في الصباح الباكر وقف "مالك "منتظرا خروج ابنة خالته ليقوم بتوصيلها الي المدرسة خوفًا من تعرض طليقها مرة اخرى لها ...بعد ان طلب من فزاع التوجه إلى محطة القطار ليقل زوجته المستقبلية وامها لبيت الحاج حافظ بعد ان فوجئ باتصالها في الصباح الباكر تخبره بسفرها له ....

يجد امينة تخرج بحقيبتها الشخصية وغطاء رأسها وملابسها المحتشمة تنظر له من خلف نظارتها الشمسية بتعجب حتى اقتربت منه تقول:

-صباح الخير ..ايه اللي مصحيك بدري ...

ابتسم لها ..كيف يبلغها انه جفاه النوم .بعد حديثه معها وكل مايباغته النوم يحلم بها بقربه .ليقفز ينادي ويبحث عليها كالمجنون..تنحنح مجليا صوته:

-مافيش ياستي في واحدة كدة قرفاني ولازم اطمن عليها أوصلها بنفسي ..لا يطلع عليها مجنون امينة تاني ويخطفها ههههه...

ضحكت على تلميحه لجنون اكرم بها ..نعم تعلم انه يعشقها ويذوب بها حبا لكن لن تستطع العودة له ..لقد كسر كرامتها كأنثى لتقول بابتسامة:

-طيب ..هيا بنا أيها الحارس الأمين ..حتى لا نأخذ تأخير حضور ...ويتم خصمه من راتبي ...

صدحت ضحكة قوية منه لدرجة ادمعت عينيه من شدة الضحك فتنخفض تدريجيا ليجدها تنظر لها ببلاهة فيقول بمرح:

-ايييه..حضرة الأستاذة المبجلة سرحت في ايه؟؟؟

-عارف يا مالك بقالك آد ايه ما ضحكتش من قلبك ..تقريبا انا عمري ماشوفتك بتضحك بجد.....

كاد ان يجيبها بروتينية ليلاحظ خروج خديجة من بيته تنزل الدرجات ببطء هدوء معتادة عليه وقع نظرة على. قدميها الصغيرتين تكاد تلامس الأرض وهي تسير فوقها كالفراشة ...الفراشة!!!!



وقفت أمامهما بتوتر تهرب بعينيها عنه فبعد ما قصته لها امينة .. انه مازال يتذكرها ويعشقها ..تراقصت ضربات قلبها بسعادة ولكن سرعان ما وأَدت ذلك الشعور المخزي ...كيف تحن اليه بعد ما اصابها منه؟!...

لتقول برسمية شديدة لاحظها :

-صباح الخير ....

بادلها كلاهما التحية...شعر انه اطال النظر اليها فقال مدركًا نفسه:

-عاملة ايه دلوقت احسن ؟...

هزت رأسها بإيجاب ...ليقول وعينيه تفضحه من الاهتمام :

-لو احتاجتي اي حاجة بلغيني ..ماشي؟

-حاضر ....

شعر انها تريد قول شئ لأمينة فظل ثابتا الفضول يأكله مصممًا علي عدم الانصراف ..يتفاجئ بتحركها مبتعدة تفتح ذراعيها بجانبها لشئ ما ..ليجد الطفلة سندس حفيدة ام سعد تجري باتجاهها وترفعها بين أحضانها، تغرقها قبلات عشوائية ..يسمعها تقول بحبور واضح لها:

-وحشتيني وحشتيني اوي ياسندس...

-وانت كمان يا خديجة ....

ظل يفكر كيف ارتبط بها الجميع حتى الأطفال تعلقوا بها ..ترى ما السحر التي تملكه تلك الخديجة لتمتلك كل هذه القلوب في مثل هذا الوقت القصير ....؟!

سمعها تبادل تلك الصغيرة الحوار كأن بينهما الكثير من الأسرار والأحاديث الجانبية تقول بلوم طفولي :

-لا أنا كدة ازعل ..ياعني ايه مش هتروحي المدرسة تاني ..؟!البنات الحلوين لازم يتعلموا ،ولا ايه؟

رفعت سندس كتفها بلا مبالاة ترفض الفكرة تقول :

-مش عايزة اروح بردو.....أنا بخاف من المدرس اللي بيدخلنا الحصة ....

قطع حديثهما صوت امينة يحدث مالك الذي كان منسجمًا في حديثها مع سندس تقول بضيق :

-مالك أنا كده فعلا اتأخرت ...

تدارك نفسه ليلتفت لها محاولًا التركيز :

-اه فعلا ..يلا ..

يلتفت مرة اخرى لها يشعر ان قدمه لا تطاوعه على التحرك يغفل عن سبب ذلك الشعور الجديد بجوارها ..يقترب منها خطوة يواجهها وينحني يقبل رأس "سندس "المحمولة بين ذراعيها و يربت فوق ظهرها بحنان لتلامس أنامله كفها المستريح يشعر بكهرباء لمست جسده ..شعر بارتعاش كفها الناعم لتتلاقى اعينهم في تواصل صامت متناغم ..ليسمع صوت الطفلة تقول له :

-أنا هفضل مع أبلة خديجة لحد ما ترجع ..أنا عايزة اركب على الحصان ..زي ما قالتلي....

هربت خديجة من نظراته فهو دائم التحذير لها بضرورة الابتعاد عن الخيل وبالأخص "العاصية"........

يهز رأسه برتابة ونظرة محذرة للواقفة امامه بارتباك يقول باختصار:

-ان شاء الله ........

..................



في المطبخ حول طاولة الصغير تزايدت انفاسها وتسارعت ضربات قلبها كالطبول تشعر بتصلب في جسدها من صدمة ماسمعت من تلك القابعة امامها تقص لها ببراءة لا تعي شيئًا ...أسباب رفضها للذهاب إلى المدرسة لتقول لها مستفهمة ..هل ماسمعته صحيح تقول بحذر تحاول عدم إخافة "سندس "التي تتلاعب بالملاعق والأطباق المعدنية توهم حالها بأعداد الطبخ كلعبة معتاد عليها الاطفال ..ابتلعت ريقها بتوتر تسألها بهدوء:

-حبيبتي اللي حكتيه ده حصل معاكي ..ولا مع حد تاني ...

هزت رأسها بالإيجاب :

-مع كل اصحابي ....

وضعت خديجة يدها على فمها بتوتر :

-احكيلي بيحصل ايه بالضبط ...مش احنا اصحاب وما تخافيش من حاجة ....

هزت الطفلة رأسها بالموافقة وبدأت بالقص لها مايحدث داخل المدرسة في الخفاء ......

...............



جلست تنظر بعينيها تقيم ذلك الصرح بأنف مرفوعة وساق فوق الأخرى بكبرياء تستمع إلى ترحيب تلك السيدة العجوز التى لم تكل ولا تمل من الحديث منذ لحظة وصولها هي وأمها ..لتتأفأف بضيق وتشعر باقترابها تقدم لها كوب الشاي تقول بحبور:

-اتفضلي ياست العرايس ...ده البيت نور بوصولكم ...يا الف مرحب ....

تناولت كوب الشاي وترمق امها نظرة ذات مغزي كانت كلتاهما تبحثان بعينهما عن هدفهما تلك التى اخذت مكانة لا تستحقها ...يجب عليهما البحث عن حل لاطاحتها .....

ليقول الحاج حافظ بجدية:

-منورين البلد ...بس مش كنتم بلغتونا من بدري عشان نعرف نستقبلكم ....

تجيبه ام غادة بمكر:

-هو احنا غرب ياحاج ده احنا اصحاب بيت ولا ايه؟ .....لتكمل بعد ان اراحت كوب الشاي على الطاولة ...

"ماتأخذنيش ياحاج ..احنا جينا انهاردة عشان نعرف رأسنا ..من رجلينا ...الولاد بقالهم مدة كاتبين كتابهم وجه الوقت نطمن عليهم "

هز رأسه برتابة بدون اضافة اي كلمة ليقول مالك :

-عن إذنك يا حاج ..طبعًا حضرتك عندك حق وانتو نورتونا ..هي بس كانت مفاجأة غير متوقعه لان غادة من النوع الحريص جدا في عمله ماتوقعتش انها تكون اخذت اجازة ...وبالنسبة للفرح حضرتك ماتحملي هم كل حاجة جاهزة لو من بكرة ...

ارسلت غادة نظرة ثقة لامها لتقول بعدها:

-أنا كمان مستعدة ....

ليقف الحاج حافظ يقول بصوت جاهوري :

-على خيرة الله ..نبدأ نجيب الدبايح ..لان زي ما مالك بلغكم لازم الفرح يكون هنا في وسط بلدنا وحبايبنا......

رن هاتف مالك لينظر لشاشته يجد اتصال من فزاع ليقول لأبيه :

-ده فزاع!!!!..

قلق حافظ لهذا الاتصال ليخبر ابنه :

-رد يابني ..لا يكون اكرم اتعرض له تاني .....

فتح مالك الخط وكاد ان يتحدث ليجد صراخ فزاع من الجهة الاخري:

-مالك ..إلحق خديجة ......

وقف بصدمة ليقول بقلق اعتلاه:

-مالها خديجة يافزاع ؟....انطق......مالها؟؟

............



لا يعلم كيف اندفع خارجًا تاركًا كل من يستفسر عن الأمر بدون رد ليقود السيارة مسرعًا الي طريق "المعدية .."...ليستقلها بسرعة ..لايعلم ماذا يحدث بالمدرسة فحديث فزاع غير مفهوم عن ضرب خديجة لاحد المدرسين وهاتف امينة لا تجب عليه ...حطت قدماه داخل المدرسة الابتدائية ليجد تجمهر بساحة الفناء الصغير والكثير من الطلبة والمعلمين والمعلمات واولياء الأمور وقف يبحث عنها ..ويدفع الناس المتجمهرة ليتعالا صوت صراخ المدرس وسباب أنثى له ..لينصدم عند رؤيته لخديجة تعتلي احد المدرسين مفتوح الرأس دامي الوجه تتناوب ضربة بكعب حذائها الذي سبب له جرح غائر بالرأس ...ووقوف الكل متفرجا سعيدا لهذا المشهد مع محاولة امينة منعها وجذبها للخلف لتبتعد ولكن محاولات امينة تزيد من شراسة الأخرى ..لتصرخ وتخرج كلمات غير مترابطة وغير مفهومه لم يصل له الا كلمة واحدة اخترقت أذنه (متحرش)!!!!!!!!!...

وقف للحظات لا يعي ما يحدث ..وجدها ترفع الحذاء لاعلى بقوة لتنزل به بقوة على وجهه ..كان ذلك إشارة كافية ليتحرك جسده يبعد من يعيقه ويندفع يحيطها بذراعه من الخلف يرفعها عنه لتصرخ وتضرب بيدها وساقيها في الهواء تحاول التخلص منه تسب وتلعن ذلك القابع ارضا :

-اقسم بربي لأقتلك ..يا كلب يابن ال......

صرخ بأذنها مهددا إياها حتي يسيطر على انفعالها:

-ايه اللي بتعمليه ده ؟!....انت مجنونة فتحتي راسه...

صرخت بصوتها المبحوح:

-سيبني يامالك ..سيبني...اموته ...مش لازم يفلت من عملته....

كانت تبدو له تهذي بالكلمات الغير مرتبة ...

ليجد المعلم (رشدي)يحاول الوقوف يمسح الدماء من جبينه يهددها:

-أنا هسجن يابنت ال (.....)خليكوا شاهدين هي اللي خرجتني من الفصل وضربتني قدامكم ......

عند هذه النقطة فاض كيل مالك لن يسمح باي تطاول يمس من يخصه وخصوصا هي ...ليتركها في يد امينة تحاصرها بقوة وهي مازالت على مقاومتها العنيفة ..يتقدم يمسكه من تلابيبه يقول من بين أسنانها:

-هي مين بقى اللي بنت ال(....)....

ابتلع الأخير من مهاجمة مالك له يقول:

-أنت مش شايف بهدلتني ازاي ..؟أنا عايز حقي منها.....

-سيبني يامالك اقتله وأخلص الناس منه ...

قالتها خديجة بصراخ وهي ممسكة بفردة حذائها مثبتة بايدي امينة ....لتطيحها في الهواء اتجاهه كادت ان تصيب وجه مالك لولا تفاديها في اللحظة المناسبة...ينظر لها بتعجب من ثورتها ومدى انفعالها ثم

ظل ينظر للرجل بريبة يضيق عينيه ..يحاول تذكر هذا الوجه يشعر بانه رآه من قبل ....لم يخفض نظره عنه وهو يسألها بحرص شديد :

-عمل ايه الراجل ده معاكي ياخديجة خلاكي تعملي فيه كده؟!......

صرخت خديجة كأنها تنتظر الإشارة للانفجار :

-(الوس...)ده بيتحرش بسندس ومش بس هي ده بيتحرش بالفصل كله .....

-كدابة ...كدابة يا أستاذ ..ايه إثباتك .....؟

هذه الكلمة ترددت علي أذنه من قبل في موقف مماثل ....

جحظت عيني مالك بصدمة عندما تذكر ذلك الوجه انه هو ....متحرش شيراز .....حاول تدارك الأمر ليصرخ مالك في الجميع

-كله يروح يشوف بيعمل ايه...فين مدير المدرسة دي ؟....

........................



كان هذه المرة هو من يمسكه من تلابيبه يكيل له اللكمات الغير منتهية وقفت بجانب الحجرة ممسكة بأمينة محتضنة حذائها لصدرها ...مرعوبة من ثورته الفجائية فيبدو عليه انه تذكره مثلما تذكرته اول ما وقعت عينيها عليه عندما اشارت لها سندس عليه تداعت ذكرياتها معه عندما كان يتحرش بها عن عمد ..لم تشعر بنفسها الا وهي تستأذنه بهدوء للخروج للساحة لتحدثه على انفراد ثم تكيل له الضربات والسباب بعد ان ضربته ضربة قوية بركبتها لتسقطه ارضا متألما.........

سمعت. مالك يتوعد له بفضحه يقول بصراخ:

-هو انت ما بتحرمش ...مافيش فايدة في نجاستك .....

-ارجوك اخر مرة ...اقسملك اخر مرة ...

صرخت خديجة في مالك الا يصدقه:

-ماتصدقهوش يامالك ...ده لازم يتحبس المرة دي......

نظر لها مالك باستغراب من حديثها

فيستنجد الآخر بأمينة ببكاء كالتماسيح:

-يا استاذة حوشيهم عني ..ده احنا مدرسين زي بعض ...أنا بيتي هيتخرب ...

لتجيبه خديجة وهي تحاول الإفلات من أيدي امينة القابضة عليها حتى لا تتهور :

-دلوقت افتكرت ان ليك بيت وعيال خايف عليهم .....اسجنه يامالك ماتسيبوش ....

تدخل في الحديث مدير المدرسة الذي ظل صامتًا يشاهد تلك المسرحية ..رفع يده يمسح عرقه فسمعة المدرسة على المحك ومن الممكن ان يطاح به بسبب هذه الكارثة :

-الشرطة في الطريق ...أنا اتصلت بيهم ...

صرخ المدرس بقوة في وجهه:

-اتصلت بيهم ..بتبعني ...؟...طبعا ما كبرات البلد طرف في الموضوع ..ليه ماتبعنيش ليهم ؟

زجره مالك وقد فقد صبره وهو ما زال يمسكه من تلابيبه:

-انت ايه يااخي ؟!..مافيش فايدة في طولة لسانك ..طب ايه رايك بقى ..أنا اللي هحطك في السجن بايدي ..لحد ما تعفن ..وكلمة زيادة ..هطلع القديم فاكره ولا نسيت ...؟نسيت شيراز ...؟ده الفيديو لسه محتفظ بيه ...ووحياة اللي خلقك ...ما سايبك ..المرة اللي فاتت هي اترجتني اسيبك المرة دي لا .....

-أبوس ايدك ،..أبوس ايديكم كلكم سمعتي ومستقبل عيالي .....

طرقات علي الباب جعلتهم ينتبهوا للداخل ليجدوا ضابط الشرطة بزيه الرسمي يدخل المكتب ليسود الصمت في جوانب الغرفة ..لما هو آتٍ........

..................



جالس بأريحية في قصره الفخم بالقاهرة مرتديا بذلته الزرقاء أسفل قميصه الابيض ....مفتوح صدره للمنتصف يدخن سيجارته المستوردة مستريحة في فمه وبين يديه ملفا ازرق ينظر اليه بصمت ....

تتقدم منه إمرأة بقوامها الممشوق وزيها الرسمي من تنورة سوداء قصيرة وقميص ابيض حاملة بيدها تليفونه الخاص تقول بلغتها الخاصة :

-مستر حازم ...مكالمة من البلدة....

رفع نظره اليها ويلقي الملف باهمال على المنضدة ويتناول الهاتف منها ثم يشير لها بإصبعه حتى تنصرف ليقول بعددالتأكد من انصرافها :

-خير!!!!

جرحي:-..............

-ضيق عينيه يستمع لما يقصه الطرف الآخر ليقول :

-والموضوع وصل لايه ؟؟؟

جرحي:..........

حازم بصلابة يأمره:

-عينك عليها ..فاهم ...لو غابت عن عينك ماتلومش الا نفسك ..انت فاهم ..يلا روح...

اغلق الهاتف لينظر لأمامه بتفكير عميق يهمس لحاله:

"وبعدهالك يابنت حفني ...مستعجلة على موتك ليه؟!!!!..." ...

................................

ساد الصمت المقبض للقلوب كلا منهما شاردا فيما حدث منذ ساعات ..لم تصدق دفاع مالك عنها بكل ببثالة عندما امر ضابط الشرطة باحتجازها مع المشبوهين بسبب ما نتج من تعديها على الآخر ...ليهدد هو بإخراج الفيديو المصور وعرضه على النيابة لتزيد من عقوبته ....حتى يتنازل عن المحضر المقدم ضدها .....

انتفضت عندما ضرب طارة القيادة بغضب ليقول من بين أسنانه:

-مش عارف عقلك كان فين وانتي بتتهجمي عليه؟ ...مافيش رجالة ترجعيلهم ..نفرض كان ضربك ولا مد ايده عليكي ..كان هيبقى كويس ....

يصمت يلتقط انفاسه تحت أنظارها الذاهلة وتسمعه يكمل بتهكم :

-ولا كنتي ناوية تقتليه زي اللي قبله وتهربي......؟!!!

ابتلعت ريقها بتوتر لتقول بصوت مبحوح من الصراخ الذي قامت به :

-سندس استنجدت بيا ...مافكرتش مرتين لما ...لما حكت لي.....

يوقف السيارة التي تسير فوق الطريق الترابي ينظر لها بغضب وقد بدأ الظلام يتخلل ضوء السماء بخجل ليتراجع النهار عن وجوده ليجز على اسنانه :

-وانت بقى فاكرة نفسك هولاكو ..اللي مافيش زيه ...وهتقدري عليه ...ده أنا جايبك من فوقه ..قدام الناس ...ايه الوقاحة دي؟!....

حبست دموعها لا تريد إظهار ضعفها امامه فتشيح به وتسند رأسها على الباب المجاور لها ..تراقب غروب الشمس الواضح بين الأراضي الزراعية الخضراء ..ذكرها ذلك المنظر بذكرى سيئة عاصرتها ..ذكرى فقدانها لوالدها لتغتاله الأيدي الآثمة ثم اختطافها عنوة لتشهد موته بأعينها ...لم تشعر باهتزاز جسدها من تلك الذكرى البغيضة ولا لنحيبها الذي بدأ يعلو تدريجيا لا تستطع السيطرة عليه

ارتبك لسماع صوت بكائها المتعالي وانتفاضها ..أراد تهدئتها ولكنه لم يتوقع منها مثل ذلك الفعل ..اول مرة يرى ضعفها وانهيارها كأنثى فيسمعها تقول من بين بكائها :

-ممكن نمشي من هنا ...ارجوك ..مش عايزة اكون في المكان ده ....

هز رأسه لها بإيجاب كأنها تراه ..ليهم بتشغيل السيارة ولكنها أصدرت صوتًا كالحشرجة ..ليحاول مرة اثنان ...ويفشل في تشغيلها لتسأله بخوف :

-في ايه؟!..

نزل بدون رد يفتح غطائها ثم يضئ هاتفه ليساعده على الرؤية التي بدأت في الانعدام ..ويفشل في معرفة السبب ليضرب السيارة بقوة صارخا بغضب من تعطلها ....فيتقدم بعد هدوئه ينحني امام نافذتها يقول بأسف:

-العربية بطاريتها نامت....مش هتشتغل ....

شهقت بخوف وتتتلفت يمينًا ويسارًا برعب تخبره:

-يعني ايه مش هتشتغل ..هنعمل ايه ؟!...

-هتصل بفزاع يجي بعربيته .....قالها مالك برتابة ..فيحاول الاتصال به ويلاحظ انعدام شحن البطارية ..فيتصل به ليجد الهاتف خارج نطاق التغطية ..ليتفاجأ بانطفاء هاتفه لفقدان شحنه.....

نظرت له وهو يغمض عينيه يحاول تمالك أعصابه فالظروف كلها تعانده ....

يسمعها تقول ببلاهة :

-ماتقولش التليفون شحنه خلص...

هز رأسه ببطء بإيجاب ويقول بعدها:

-للاسف احب أقولك توقعك في محله .....

هربت بعينيها لتراقب المكان بخوف تقول برجاء:

-المكان هنا يخوف ..نفرض حد طلع علينا ولا حد قتلنا ..او حد خطفنا ..هنعمل ايه؟!...

رفع حاجبه بتعجب من توترها وكلامها الكثير :

-ليه شيفاني شوشو ؟!....

تذكرت عندما كان يدافع عنها والدها ببثالة تخالف كهولته ولكن كما يقال "الكثرة تغلب الشجاعة ".....

سمعته يقول بحيرة:

-طيب هنعمل ايه ؟!..هنفضل منتظرين ولا نأخذها مشي ؟

.........



سارت بخطوات مسرعة مهرولة خائفة ترغب في مجارات خطواته الرجولية الواسعة ..كادت ان تتعثر اكثر من مرة بسبب عدم وجود طرق ممهدة ..ينظر بعينه يراقب خطواتها المتعثرة وإلتفاتها برعب يمينًا ويسارًا ..يكتم ضحكته على هيئتها الخائفة ..يشعر احيانا بتردد اناملها تلامس ظهره لتتراجع في اللحظة الأخيرة ..تريد الاحتماء به ولكنها تأبى اللجوء له بكبرياء ..لا يعرف سببه .....

توقف فجأة ينظر امامه في وسط الظلام الدامس يشعر بعدها بارتطام جسدها البض بقوة يليها صرخة منها ...

التفت خلفه في صدمة ليجدها مفترشة الأرض بجسدها وتلطخ عباءتها بالأتربة وبعض الوحل مع رفع ذراعيها بإشمئزاز من تلطخ يديها بالطين ليضحك بقوة على منظرها ..تصرخ به بغيظ :

-مش تفتح ..عجبك كدة بهدلتني ....

كان يكافح نوبة ضحكة التى صدحت في الخلاء مع سكون الليل المهيب فيشير لها بيده :

-بقى بذمتك في حد يمشي وشه في الأرض ..نفرض خبطي في عمود او لوح .....

-ما أنا خبط في اللوح فعلا ...

قالتها بغيظ ووتحامل بيديها تستند علي الأرض الطينية وتستقيم في وقفتها ...ثم تقترب خطويتين منه وترفع كفيها تدفعه بخفة من صدره تقول بغنج أنثوي مقصود:

هو احنا هنفضل طول الليل نرغي ولا ايه ياكابتن .....؟...

تتحرك وعلى وجهها ابتسامة انتصار تاركة إياه ينظر بذهول لقميصه الأزرق الذي طبع عليه كفيها بالطين بشكل واضح ..يجز علي اسنانه يسبها بسبب تصرفها الطائش ....ليبتسم بعدها على فعلتها ويحاول اخفاء ابتسامته سريعا...

ظلت تسير بجواره اكثر من ساعتين حتى شعر بتعبها وخطواتها التي بدأت في التراجع ليقف فجأة مرة أخرى ينظر لها بإشفاق لتسند هي يدها فوق ذراعه بتألم تقول:

-لسه كتير ؟..أنا تعبت مش قادرة اتحرك خطوة واحدة ..

يجيبها بتأثر لحالها:

- شوية زي اللي مشيناهم ...

-ايه؟!!..

قالتها بفزع ليشعر بانها اوشكت على البكاء والانهيار ....فيكمل محاولا تشجيعها :

-احنا ممكن نفضل هنا تريحي رجلك شوية ..او اشيلك ....

-ايه ؟...لا طبعا .....

ضحك من فزعها يقول بخبث:

-لأ....ما تريحيش ..؟؟؟ولا لأ اشيلك ؟!!..

اخفضت رأسها عن نظره تقول بتوتر:

-الاتنين !!!...

نظر مرة اخري في وسط. الظلام ليجد شئ مضئ في وسط الظلام ..ظل يفكر في امر ما طرأ على عقله فجأة......

...............



ظلت تجوب الحجرة ذهابا وايابا تفرك يدها غيظًا لتقول لها امها بضيق:

-يابنتي اتهدي ..مش عارفة انام منك ...

-انام ازاي وأهدى ازاي ...ده من وقت ماجري يشوف الهانم مارجعش ..ولا هو ولا هي.....لا و أنا الهبلة اللي يقولها جواز مصلحة ومافيش بينه وبينها حاجة .....

اعتدلت امها في نومتها تواجهها بعيون ناعسة :

-انتي اللي هتضيعيه من ايدك ..عجلي بالجوازة ماتخليش حاجة تعطلك.....

نظرت لامها بحقد تقول بإصرار:

-بس يرجع ويكون ليا كلام تاني.....

.......................



نظرت لوجهها بالمرأة تتأمل احمراره الشديد بعد غسله بالماء الدافئ الذي ساعد على تورده وسريان الدماء به مرة اخرى ...لم تصدق انه فعلها ..توردت وجنتها اكثر بفعل الخجل عندما تذكرت ما فعله منذ قليل بتهور ..

عندما لاحظت سكونه ونظره للامام كأنه يقيم شئ بعينيه

لتجده بدون اي مقدمات يقفز من فوق مجرى مائي ضيق لتصريف المياة الفائضة من الأراضي.... تفصل الأراضي الزراعية والطريق ...

ليسألها بتحدي :

-هتقدري تنطي ؟!!!.

لم تجبه ليزيد ذلك من ضيقه فيجدها تتراجع ثلاث خطوات وترفع طرف عبائتها التي أظهرت ساقيها تجري اتجاهه برعونه لتقفز مارة بالمجرى وتستقر بجواره متكومة فوق الأرض صارخة بالألم ممسكة قدمها التي اصيبت .......

انحنى بجوارها متساءل بقلق واضح:

-رجلك فيها حاجة ؟!..

هزت رأسها بالرفض ........

التفت اليها فجأة يسألها بفتور "تقدري تجري ؟!!.."لم ينتظر إجابتها فتلاحظ ابتسامة خبيثة ظهرت على وجه لينحني فجأة يحملها وتجد نفسها رأسها للاسفل جهة ظهره يجري بها لتصرخ به موبخة ترفض فعلته وسط ضحكاته الخشنة ... تحرك ساقيها بالهواء وتضربه بكفيها بظهره بضيق ...ليقول لها موبخا من علو صراخها:

-اخرسي ...!!!!!هتفضحينا ..هيقولوا ايه خاطفة؟!......

-نزلني يامالك ..نزلني يا متخلف ....عيب كدة

يضربها بكفه أسفل ظهرها كالأطفال موبخا لها بداعبة منه ...فتشعر بالألم وتقوم بتدليك مكان الضربة بغيظ فيقول :

-أنا متخلف ...؟طيب ياخديجة يابنت الأصول ...خليني صابر عليكي ..أما نشوف آخرتها معاكي ....

.....

عادت تبتسم بخجل عما صدر منه لتجده ينزلها بقوة لتتأوه من ساقيها المصابة فتجد نفسها امام بيت من بيوت احد المزارعين من طابق واحد يدل على شكله بساطة سكانه فيأمرها بصلابة :

-خليكي هنا ..وماتنطقيش بكلمة ...

سيبيني اتصرف ......

.....



فاقت على طرق الباب وسماع صوت تلك السيدة التي استقبلتها ببشاشة يختلط به بعض الشك لأمرهما تقول :

-أنا جهزتلكم العشا ...

ردت بتوتر :

-حاضر جاية....

.......

خرجت بهدوء بعد ان نظفت ملابسها نوعًا ما وجسدها من الطين الملتزق بها ..واضعًا نقابها علي وجهها لتجده جالسًا بجوار ذلك الرجل البسيط الذي لم يكل من الترحيب به بعد ان عرف مالك بنفسه وعرف بها .....

ليقول الرجل بحبور :

-يا الف أهلا وسهلا ..ده البيت نور ..همّي ياولية هاتي الوكل .....

اعترض مالك لذلك ليقول بحرج :

-وجبكم واصل ...أنا بس محتاج تليفون او شاحن اتصل بحد يبعت عربية ....

هي الرجل يخرج من جيب جلبابه هاتف اسود صغير بأزرار ...يمرره له يقول :

-اومال !!...التليفون وصاحب التليفون تحت امرك يا سي مالك ...

رفع عينيه لها يجدها لازالت واقفة بارتباك فيشير بعينيه ان تقترب وتجلس بجواره ...لتلبي ذلك بصمت .....

............



وقفت تحارب داخل الحجرة فتح سحاب عبائتها السوداء من الخلف ..بعد ان عرضت عليها تلك السيدة البسيطة بان تبدل تلك الملابس المتسخة حتى تستطع تنظيفها وتجفيفها حتى الصباح ..لقد تحررت من وشاحها ونقابها حتى تستطع تبديل عباءتها لينسدل شعرها البني المصبوغ لمنتصف ظهرها بطريقة غير مرتبة ...

تنتفض عند سماع صوت فتح الباب وغلقه ولكنها لم تقدر على الالتفات ...ما هذه المصيبة التي حلت عليها كيف ستواجهه ..والأصعب كيف ستهرب من هذا المأذق ..هو معها بنفس الغرفة التي خصصت لهما ..بعد تعريفه بانها زوجته ...بالداخل هو معها....وبالخارج سكان البيت ..كيف ستهرب ؟!.



نهاية الفصل الثاني عشر



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-07-20 الساعة 01:06 AM
وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 07:05 PM   #43

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث عشر






الفصل الثالث عشر



,, ,,,,,,,,


في غرفة صغيرة مكونة من فراش صغير مرتب يكفي فردًا واحدًا وطاولة صغيرة تستخدم للتناول الطعام وتلفاز صغير مناسب لساكن الغرفة جلس فزاع فوق الطاولة بجواره هاتفه الذي وقع منه ارضا يحاول اصلاحه وتشغيله مرة اخرى وأمامه لوحة بيضاء مخطوط عليها رسمة لابسط وأروع مخلوقة رآها في حياته..كان يُعرف من صغره بحبه للرسم ..ليرسم لها رسمة بسيطة لملامحها الطفولية الرقيقة ....ولكنه كلما فكر بها وجد وجهًا اخر يرسم بمخيلته بملامحه الشرقية الحادة والعيون المكحلة بإتقان والبشرة القمحية ... ليزداد ضربات قلبه لهذا الإحساس الغريب الذي طرأ عليه مؤخرا ليقلب حاله رأسًا على عقب ....

.................



وقف ثابتا لايعرف كيف يعاود الخروج مرة اخرى من باب الحجرة إذا تحرك وخرج سيثير الشكوك في نفوس سكان البيت وهو يخشى ان يتقدم اليها ..خوفًا من شئ يجهله يمنعه من التحرك ...يجدها على ثباتها لم تلتفت اليه ..بالطبع لن تلتف اليها ..هههه...لقد اقسم ان لن يحاول معرفة ملامحها ويجهل حتى الان السبب لذلك ....

تحرك خطوتين وترك مسافة كافية بينهما ليتنحنح بصوت مسموع محاولا تلطيف الجو:

-الناس دول طيبين اوي ...تخيلي الراجل اصر أني أغير قميصي والبس جلابيه من جلبياته ....

إجابته بصوت هامس :

-فعلا طيبين ....ومراته كمان جابت لي عباية من بتوعها ..بس شكلها هتبقى واسعة عليا اوي.....

ليتذكر مالك بدانة السيدة وقصر قامتها ليبتسم من داخله ..ليقول مستفسرا :

-بس أنا شايفك لسه بعبايتك ...أنا كنت فاكر سبت لك وقت كفاية تغيري فيه....

صمتت تحاول الاختفاء خلف خصلات شعرها البنية ..فتجيبه بغباء :

-أنا هنام بالعباية ...ممكن تشوف هتنام فين انت ما تشغلش بالك بيا......

يعلم انها مرتبكة لوجوده بنفس الحجرة وذلك نفس شعوره ليقول بمكر:

-هتفضلي واقفة كده ..هتنامي واقفة زي الحصنة ؟!..،..

-ايه؟!...لا ...أنا هنام على الأرض جنب الشباك ....

اقترب منها بخطوات متمهلة حتى وصل لها ..لتشعر هي به ويتزايد شعورها خوفًا بل رعبًا ان يكشف امرها ..وبعدها تشعر بأصابعه تزيح خصلاتها بتمهل عجيب فينكشف ظهرها لتلفحها برودة عجيبة نتيجة ازالة شعرها بعيدا ليزيحه فوق كتفها الأيسر فينكشف له سحاب عباءتها العالق ..عندها شعرت بأنامله تمسك سحابها في محاولة منه لفتح السحاب العاصى فتنتفض تحت يديه بوضوح من مباغتته لذلك ...وينجح بعد عدة محاولات في فتح السحاب العالق ....تشعر بعدها بملامسة أنامله الدافئة لظهرها المرتعش تسير من بداية عنقها لظهرها ببطء شديد ..

فوق بشرتها ...لكنها تشعر بتوقف أنامله فجأة مع استمرار صمته..فتقول بارتباك :

-شكرا ...

لم يجبها بل ظل ثابتًا بدون حركة خلفها ..تنتظر هي ابتعاده او خروجه من الغرفة ..فتصعق مرة اخرى من عودة وأنامله تلامسها ولكن هذه المرة لم تلامس ظهرها بل خلف عنقها ..في محاولة منه ازاحة الخصلات عن خلف عنقها بإصرار بيد واليد الاخري تسير على بشرتها بنعومة ليقول لها متسائلا بتعجب بالغ :

-ايه الوشم ده ؟!....

شحب لون وجهها ..من يراها في تلك اللحظة يجزم انها ميتة لا محالة ..لقد نست امر الوشم التي قامت برسمه في اخر يوم لها بشرم عندما اصر عليها خالها مشاركته في دق وشمًا مثله كما فعل لتختار وشمًا مميزًا غير ظاهر بجسدها ..لترسمه خلف عنقها ويختفي أسفل شعرها علي شكل تاج ملكي صغير .......

حاولت إخفائه بالابتعاد عنه ولكنه امسكها من كتفيها يثبتها حتي لا تتحرك ..ارتعبت عندما فعل ذلك ...ها هو الان سيديرها ..له ...!!!!سيواجهها ...!!!!ستكون النهاية بينهما .....!!!!!

ولكنه اخرج كلماته بهدوء رهيب يقول ؛

-انت غريبة اوي يا خديجة ...انت مين بالضبط ...؟...أنا إحساسي بيقولي انك مش في مكانك الطبيعي ولا أسلوبك ولا حوارك ولا طريقتك في الأكل تدل على انك من هنا ..حتى طريقة مشيتك ..قعدتك ...طريقة كلامك ....

اقترب اكثر ولم يفصل بينهما حاجز شعرت بدفء صدره يضرب ظهرها العاري لتتسارع طريقة تنفسها بخوف ..لقد بدأ يشك في امرها ..أين المهرب ؟...أين الخلاص ؟!.......

شهقت بقوة عندما شعرت بملامسة شفتيه الغليظتين فوق

بشرتها العارية بعد ان أزاح عباءتها عن كتفها ..... اقشعرت من ملمس شفاه ...أغمضت عينيها مستسلمة لملمسه التي اشتاقت اليه ..اشتاقت للاحتماء بحضنه والبكاء حتى تهدأ ...اشتاقت لاحتوائه لها .....ليعود مرة اخري يزيح خصلاتها عن عنقها ويقبل بنعومة وشمها الخاص ليلفحها نفسه الساخن ويكمل وهو مغيب يشتم رائحة بشرتها باستمتاع غريب :

-حتى وشمك الغريب ..يدل على شخصية غير اللي انتي متخفية فيها ...حاسس انك المفروض تبقي ملكة ،.أميرة ....مش عارف ليه حاسس انك مش غريبة عليا ....كأن أعرفك من سنين....

اخيرا استطاعت ان تجمع شتات حالها ..كادت تستسلم وتعترف له ...تململت تحت يده لتقول له برجاء:

-ما ينفعش اللي بتعمل له ده .....انت وعدتني ...

ينطفئ الضوء فجأة فيسود الظلام في الحجرة الا من ضوء القمر الذي يتسلل من خلف النافذة بخجل ليقول لها بصوت اجش:

-شكلي حظي حلو ..عشان النور يقطع دلوقت ....

يصدح صوت حسانين من الخارج بعد طرقه الباب يقول بصوت جهوري معتذر:

-سي مالك ..ما تأخذناش ..النور هنا بيقطع علي طول ..ودام قطع يبقى راح يجي الصبح ...

أنا سايبلك لمبة جاز بره لو احتجت لأي حاجة أنا في الخدمة ...

-شكرا يا حسانين

....أنا خلاص هنام دلوقت ...تصبح على خير انت....

قال مالك جملته الأخيرة بخبث مقصود ....

حاولت الإفلات منه تقول برجاء :

-سيبني لو سمحت ...ممكن تروح تنام عشان اقدر أغير هدومي...

لف ذراعيه ببطء يحيطها من الخلف بهدوء ما باله لايريد تركها يشعر بانجذاب غريب بينهما ..كأنه يعرفها من سنين ..قرب أرنبة انفه يمررها صعودًا وهبوطًا ببطء بجانب عنقها يشتم رائحة جسدها فيشعر براحة عجيبة تسري بجسده يقول بصوت مهزوز:

ليه مخبية نفسك عني ...خايفة مني ليه ؟.....اشمعنى أنا بالذات خايفة مني؟...أنا جوزك يا خديجة ..ومن حقى اعرف ملامحك ..حتى لو مكتوب لنا نسيب بعض بعد كده...

-ارجوك يامالك ..انت أقسمت على المصحف .....

يديرها ببطء في وسط الظلام الدامس لتواجهه بجسدها وتتجاوب معه باستسلام ورأسها منخفضة بين خصلاتها يلمس وجهها بالظلام ويرفعه بإصرار ويميل اليها يهديها قبلة خفيفة فوق ثغرها المختفي خلف خصلاتها يقول:

-تأكدي ان مش هحاول اشوف وشك الا بمزاجك ...ومش هقرب منك الا أما احس انك محتجاني ....

أغمضت عينيها و تسارعت انفاسها فيشعر بذلك ليزيد ذلك من ثقته بانها لن ترفضه فينحني مرة اخرى يودعها قبلة أعمق من الأولى ..يحاول ابعاد خصلاتها الحاجزة بينهما فيتذوق شفاها بمتعة عجيبة ملمسهما ليس جديد عليه ويتعمق ويتعمق ويشعر بتجاوبها معه وتبادلها للقبلات بشوق عارم خلع عنها عبائتها لتسقط أسفل ساقيها مع خلع قميصه بعنف يسمع أنينها باسمه ..تطلب منه ان يتوقف ..تتوسله ...ان يبتعد ...:

-مالك ...ارجوووك....

يبتعد عنها يلتقط انفاسه يحتجز وجهها بين كفيه يقول وسط لهاثه:

-فيكي حاجة غريبة ..احساس غريب ..مش عارف أحدده ...خليكي معايا ..يا خديجة ما تبعدنيش عنك .....

ظل يقبلها قبلات عشوائية بنهم ..يشعر براحة غريبة باحضانها ..بانفاسها الدافئة ...رائحة جسدها ..بملمسها الناعم ..ضمها لصدره اكثر وأكثر يرفض ابتعادها ..يدفن انفه بعنقها باستمتاع ..يشعر انه على حافة الانهيار وفقد عقله ،...

رفضت استسلامها له المخزي لها بعد ما اهانها وذلها وتركها كالقمامة ليستمر بحياته دون الالتفات لها كأنها لم تكن ...صرخت به مع تزامن دفعه بقوة من صدره ليتراجع بذهول من تحولها ..لقد شعر بتفاعلها معه واحتياجها لذلك .مثله ....لتقول له بصوت حاد يشوبه التهديد :

-قولتلك ابعد ..عني .....مابتفهمش ؟....

إياك تفكر تلمسني تاني ..عشان ما تندمش يامالك .....

...............



وقف يلهث في الظلام يشعر بانه يريد قتلها في تلك اللحظة الحرجة له ..كيف ضعف معها بهذا الشكل ...؟..كيف تهور وفقد السيطر على حاله ..ليتحرك كالممسوس بالحجرة... يبحث بصعوبة على قميصه ويخرج بدون نبذ اي كلمة من الحجرة تاركها تنتحب بصمت مؤلم يمزق جيوب قلبها ...

.............

بعد أسبوع......

.............



وقفت تلمس خصلات شعرها الذهبية التى تلمع في ضوء الشمس الشديد تداعب رأسها بأناملها الصغيرة تهمس في أذنها الطويلة كما اعتادت ..منع عليها الاقتراب من تلك المهرة مدة كافية تنفيذًا لأوامره وها هي تكسر حاجز أمره عمدًا ..إذا كان الاقتراب يعني هلاكها ..لتتلقى هلاكها بصدر رحب ونفس راضية غير مقيدة ......إلى متى ستظل هكذا مقيدة بقيد ذهبي لامع بريقه يخطف الأنظار ولكنه في الأخير مجرد قيدًا يفقدها حريتها ... مرت فترة كافية بعد ماحدث بينهما ..كانت تظن انه سيظل يطاردها حتى ينالها ولكنه صدمها عند رجوعهما بقراره ...لقد قرر اتمام زواجه من غادة ليتم ذلك في اجواء احتفالية عالية التكلفة من تقديم الذبائح للوافدين وإعداد الطعام لمدة سبع أيام ..لينتشر البهجة والفرحة في نفوس الموجودين الا نفسًا واحدة ..نفسها !!...كان المكان يعج بالزائرين باستمرار لتقديم واجب ضيافتهم وكل ذلك من اجلها من اجلها هي فقط ..ليتم بعدها إقامة فرحًا أسطوريًا باكبر فنادق الأقصر ....ولكنها غابت عن الحضور لقد اختلقت الأعذار لتتجنب حضور ذلك الزفاف وتتجنب رؤيته يزف لغيرها ..يلامسها ..يحتضنها ..بل ويهمس لها كلمات الغزل في أذنها بسعادة لتضحك هي عليها بدلال أنثوي تزيد من رغبته بها ...كثيرًا تخيلت ذلك اليوم الذي يجمعهما ورسمت أحلاما ساذجة في مراهقتها ......

دارت في عقلها فكرة استحوذت عقلها بشدة وهي امتطاء تلك المهرة ..لتطير بها بعيدا وتحلق في السماء لعلها تكون خلاصها .....

.................



في حجرة خاصة يطبع عليها صفة الخصوصية والسرية جلس امام مدير أعماله يتناقشان في بعض الأمور العالقة بشركته بالخارج ..يجلس على وجهه نظارة طبية ذات إطار اسود يتفحص أوراق المستند الذي يقبع امامه ليقول له مساعدة برسمية :

-حضرتك يافندم لحد دلوقت ما بلغتناش نعمل ايه مع الناس بتوعنا بره ؟!...

رفع نظره له باهتمام من فوق إطار النظارة يقول بمكر :

-سيبهم يستووا على الهادي ليهم عندي تخطيط تاني

ابتسم رأفت بخبث يقول:

-المهم ما يحسوش بحاجة ....

هز حازم رأسه بالموافقة ليصدر عن هاتفه اهتزازا قويا يدل على اتصال وارد فينظر له بطرف عينيه ويلتقطه بلهفة يقول :

-في ايه يا جرحي؟!.....

جرحي :...............

انتقض من مجلسه يصرخ به :

-وانت كنت فين ؟!...

جرحي:يا باشا...........

حازم يضرب بقوة فوق الطاولة :

-اتصرف بسرعة قبل ما حد يأخذ باله وانا مسافة السكة هكون عندك .....يكمل بتحذير شديد "جرحي لو حد شم خبر هيكون اخر يوم في عمركم ..بسرعة تنفذ حالا ....."



.....................



مستلقي فوق فراشه مسندا يديه خلف رأسه بغرفة الفندق الخاصة شاردا في لقطات جمعته بها وخصوصا اخر لقاء في ذلك المنزل البسيط..عندما نهرته بقوة ورفضته ..يشعر بعدها بإهانة كبيرة اتجاهه ..كيف سمح لحاله ان يتسول بعض المشاعر منها ...رجع لواقعه بسبب تلك الخارجة امامه ملتفة بمنشفة كبيرة بيضاء تاركة شعرها الأسود القصير يتساقط منه قطرات المياه تقف امام مرأة الحجرة تجففه بمشفة صغيرة..ينظر لها بوجوم غير مقروءة الملامح فتتلاقى عينهما بصمت لتتنهد بصوت مسموع وتكمل تجفيف خصلاتها بلا مبالاة ..ولكن لم تستطع كبت غيظها اكثر من ذلك لتقول بحدة :

-فكرت في اللي قولته ليك .......؟!؟..

انتبه لحديثها ليقول برتابة :

-ربنا يسهل مش وقته ياغادة ....

استدارت له تستند على طاولة التجميل خلفها .تقول بسخرية:

-و امتى وقته يا مالك؟...موضوع جوازك بالبت دي طول اوي ولازم تطلقها .....

انتفض من استلقائه ليقف يواجهها عن قرب يقول بتحذير :

-اولا لما تتكلمي عن حد يخصني ويخص الحاج حافظ تتكلمي باحترام ..ثانيا ماتنسيش انها علي ذمتي يعني ما احبش تتكلمي عنها كده ..ثالثًا الموضوع ده ماتدخليش فيه فاهمة ؟!......

شعرت ببعض الخوف من أسلوبه في الحديث ولكن سرعان ما تبدد ذلك الخوف ليظهر الغيظ على ملامحها تقول بهدوء منافى لحالها:

-كل ده عشان خديجةً؟!...ههه اومال لو كانت شيراز كنت عملت ايه ..؟!....

امسكها بقوة من ذراعها يصرخ بها:

-غااادة ؟!...لو عايزة جوازنا يستمر ويستقر حاجتين ماتتكلميش فيهم شيراز !!...وخديجة !!!......

برقت عينيها بصدمة من جمعه الاثنان في كفة واحدة لينهش الخوف صدرها ..فتسمع يكمل بهدوء يحاول ملاطفة الوضع وتخفيف حدته مع ملامسة ذراعها العاري :

-بتهيألي احنا في شهر العسل ..وماينفعش نفكر ونتكلم في اي حاجة تعكر وقتنا ولا ايه ياغادة ؟!...

انتي اللي يهمك أنا ..أنا وبس اي حاجة تانية ماتفكريش فيها ..اتفقنا؟؟...

هزت رأسه بالموافقة تقول بهدوء :

-اتفقنا .......

.................



في المساء استلقى فوق فراشه بجسده العاري يضمها إلى صدره بقوة يداعب خصلاتها القصيرة الناعمة ...يشعر بإرهاق شديد يتملك من كل جزء بجسده وما زاد إرهاقه متطلبات زوجته التي لم تكف عن التلميح لها ليسرع هو في إشباعها كأي عريس جديد ...ليتناغم جسدهما في لحن واحد خالي من اي نشاذ ...يقبل كتفها بنعومة يسألها السؤال المعتاد الذي يتكرر في مثل هذه اللحظات بين كل زوجين :

-مبسوطة ؟!.....

ابتسمت بخبث لم يلاحظه لتتسطح علي ظهرها تواجهه بوداعة وخجل ظاهر عليها :

-أنا مبسوطة ...لكن انت مبسوط معايا ؟!.....قدرت احققلك اللي بتتمناه؟....

نظر اليها بتمعن يفكر انه يجب عليه ان يمحي الماضي وينساه ويبدأ من جديد فالتفكير فيه لن يفد بل سيضر حياته الأسرية التي يريد تكوينها .ليجيبها بابتسامه رجولية جذبتها له من اول نظرة لتقرر ان يكون لا وليس لغيرها :

-اكيد مبسوط ...في حد يبقى معاه غادة بجلالة قدرها وما يكونش مبسوط معاها ....

لتضحك بغنج وترفع رأسها تخطف قبلة من ثغرة بنعومة أشعلت نار جسده بقوة تقول بمكر :

-خلينا بقى في المهم ..هترجع شغلك امتى؟...انت بقالك كتير واخد اجازة ...وده مش كويس للc.v...بتاعك ....لازم ترجع شغلك يا مالك انت كنت من امهر الطيارين ..هو أنا وقعت في حبك من شوية...؟!!!

مال عليها يدغدغها من خصرها يسألها بمكر :

-وقعتي في حبي مممم...ده اعتراف خطير منك ..لازم تتكافئ عليه حالًا ....بس ده اللي خلاكي تقعي في حبي ؟؟.مافيش حاجة مثلا زي وسامتي رجولتي ....

صدحت ضحكتها بعنف تحاول التخلص من يده وإقافه ليسمعا صوت هاتفه يرن بنغمة مخصصة فيلقي نظرة عليه ليجدها أمينة ليقول بتعجب :

-امينة؟...ايه اللي هيخليها تتصل دلوقت.....كاد ان يمسك الهاتف ليجيب ولكن يدها كانت اسرع في جلب الهاتف لأغلاقه وتقول بدلع :

-التليفون ده لازم يتقفل....لانه هيضيع عليا مكافأتي منك....

.....................



تململ في نومته يشعر بثقل فوق صدره وضوء يضرب بعينيه المغلقتين يزعجه فيحاول وضع يده فوق عينه حتى يكتسب بعض الظلام فوق عينه ..ولكنه فشل في الاحتماء منها ...ليتحرك مبتعدا عن فراشه بنعاس غالب يتجه الي النافذة يغلق ستائرها جزئيا ...ويدلك راسه بإرهاق ....أراد ان يعرف كم مر عليه من الوقت مستغرقًا في نومه معها ليبحث بعينه عن هاتفه فاخر مرة لمحه كان بيدها ..يبتسم يعلم انها ستخفيه أسفل وسادتها ..ظل يبحث عنه حتى وجده أسفل رأسها ..كما توقع

وقف يدلك شعره المشعث وباليد الآخر يفتح هاتفه المغلق بالأمس ..ليصدم من كثرة المكالمات الواردة لهاتفه اثناء غلقه ...١٩مكالمة فائته من امينة ...١٥مكالمة من فزاع ...ما هذا ..هل قامت الحرب العالمية مرة اخري؟!...ليجد والده متصلًا به اكثر ٢٠مرة ....ليتأكد بعدها من وجود امر ما ..اتجه ذهنه لشئ واحد ..إليها ..هي فقط ليجد قلبه ينقبض بخوف غريبه ويسرع في الاتصال بوالده ..لم يطل الرنين ليجد الخط يفتح ووالده يصرخ بوجه بجملة واحدة ..جملة شلت أطرافه من شدتها وقوتها فيتردد باذنه جملته "خديجة مش لاقينها"........!!!!!!

...............



انقضى يوم اخر ليحل الظلام عليهم ولم يجد لها اي اثر وقف بساحة البيت الخارجية يقذف الحصى بقدمه بغضب ...لا يستوعب معنى اختفائها ..هل هربت ؟!...كيف تفعل ذلك ؟!!...

وقفت غادة تقول بتهكم واضح من خلفه:

-مالك حارق دمك ليه ؟..ما تغور في داهية ..اهي ريحتنا.....واحدة وهربت ..هنمسك فيها ليه؟...

جز علي اسنانه من حديثها عنها... فهم حتى الان لم تتضح الأمور أمامهم ..منذ ان حطت قدمه بلدته بعد ان قطع اجازة زواجه ليسرع في الرجوع ..وهو لا يفهم كيف اختفت ؟...اخبره فزاع بإيجادهم للمهرة العاصية بالطريق بعد ان لمح احد الفلاحين خديجة تخرج بها وقت الظهيرة وهذا ما لفت نظر الرجل انها امرأة تمتطي حصانًا .....بحث عنها في كل بقعة حتى بين حسانين ولم يجدها ....

تقول غادة بنزق:

-أنا هفضل اكلم نفسي كتير ...

استدار اليها بغضب يأمرها:

-ارجعي. ياغادة اوضتك وسبيني في حالي ...أنا مش ناقص...

-ولو ما روحتش يامالك ؟!....أنت فاكر انها مخطوفة ؟.....يمكن عرفتلها حد وهربت معاه

صرخ بضيق بوجهها يقول :

-خلاص امشي أنا......ما دام مافيش فايدة....

تركها بوجه مكفهر من شدة الغيظ والغضب بسبب شعورها بأخذ تلك الغائبة جانب من اهتمامه ..كانت أولى هي به ..فهي عروس البيت ولم تأخذ نصف هذا الاهتمام ....

............



تحرك للداخل ليجد والده مستندًا علي عصاه مخفضا راسه بانكسار ممتنعًا عن الحديث والطعام وبجواره امينة وخالته تحاول التخفيف عنه رغم ظهور احمرار اعينها بشدة نتيجة البكاء ....

اقترب من والده ليجلس بجواره يواسيه فهو يعلم مدى مكانة خديجة لديه كأبنة لم ينجبها من صلبه..يحدثه مالك مواسيًا له يحاول انتقاء كلماته :

-هنلاقيها يا حاج ماتقلقش ...بس ياريت تأكل لقمة ..عشان صحتك...

رد حافظ بتأثر وصوت مكسور:

-ما قدرتش احافظ علي الأمانة .واحميها ...ماقدرتش ارد الدين اللي في رقبتي ...هقوله ايه لما أقابله مابعد ما ربنا يسترد امانته ...

سأله بريبة:

-انت شاكك في حاجة ياحاج ؟...لو في حاجة شاكك فيها قولنا يمكن نقدر نوصلها ....

-"لو اللي أنا شاكك فيه حصل ..يبقي خديجة مش راجعة تاني..."

قالها حافظ بحسرة شديدة وألم

-"احنا لازم نبلغ البوليس "

قالتها امينة ببكاء ونحيب...

رد مالك بيأس :

-لازم يمر فترة علي اختفائها وكمان محدش يعرف لها شكل ....

ارتبكت امينة لا تعرف ماهو الحل الأصلح ..أتخبر مالك بحقيقتها وتكشف سرها ..أتخبره انها هي من يبحث عنها كل هذه المدة انها "شيراز "التي يتمنى عودتها لحياته ..هي بالفعل زوجته التي يجهل حقيقتها ...لقد اعترفت لها شيراز بهذا الأمر قبل اختفائها المريب هي متيقنة ان اختفائها غير طبيعي ..فليس من طبعها الهروب ..وإذا كانت هذه رغبتها لفعلتها من قبل .....قالت أمينة بارتباك وهي تسير اتجاه مالك الجالس تفرك يديها بتوتر :

-مالك أنا كنت عايزة أقولك حاجة ضروري .....

رفع رأسه لها بإرهاق وحزن بادي على ملامحة ..تحيرت في أمره هل هو حزين باختفاء خديجة ..؟رغم عدم ترابطه بها ام قلبه المحب لشيراز هو من يؤلمه فيشعر بإصابتها بسوء لا يعلمه احد ..!!!قال لها بضيق:

-مش وقته يا أمينة ..بعدين نتكلم ...

هزت رأسها بإصرار رافضة التأجيل لتقول :

-في حاجة مهمة لازم تعرفوها ...خديجة تبقى ..."شي......"قطع حديثها دخول فزاع بوجه اسود فانتبه له الجميع ليقول بعجالة:

-الرجالة بيقولوا لمحوها في الجهة الشرقية وقت الظهر ناحية ....ناحية أراضي الشاذلية ...

ضرب بعنف بعصاه لينتفض كلا من امينة ووالدتها الصامتة يقول بلوم :

-هو ده اللي كنت عامل حسابه ....

سأله مالك بحيرة غلبت عليه :

-ايه اللي يخليها تروح جهة أراضي الشاذلية ،..؟..وايه اللي يخوف في كده ؟!...انت مشكلتك مع السلمانية مش الشاذلية ......

هز رأسه بصمت لا يعرف كيف يجيبه على اسألته ...ويبرر له خوفه عليها ...يأكل أصابعه ندما انه لم يسعى في البحث عن أقارب امها الاجنبية ليهربها لهم ...لقد اعتقد انها يجب ان تترعرع في وسط اساسها واصلها كما نشأ والدها حفاظا عليها ..كان يسعى لاسترداد حقوقها من سارقيها ..وها قد ضاعت من يده ..................

..................



في غرفة مظلمة جزئيا جالسة ارضا مكبلة اليدين والقدمين ...تفوح من جوانبها الرائحة العطنة تكاد تري اناملها بالظلام تبكي خوفًا من المجهول الذي ينتظرها لم تتوقف عن الصراخ والاستنجاد باسمه لعله يشعر بها ويتألم لألمها ويأتيها منقذا لها.. لم تتوقف عن ذكر اسمه "مالك"..لتهدأ بعد فترة من حالة انهيارها وتتأكد انه لن يأتي ولا اليوم ولا في اي يوم اخر ..لقد نسى امرها امر" شيراز "من أحبته وعشقته ووثقت به ..تشعر بألم يضرب ثنايا قلبها من هذا الشعور المخزي ..انه لم يحبها يوما كما كان يدعي ....لتنهر حالها للمرة التي فقدت عدها علي ضعفها وحنينها اليه ..لن يشعر بك بعد اليوم ..!!كما كان يفعل ..لن يفكر بك مرة أخرى!!! ...لقد اختار شريكة حياته لينعم بجوارها بحياة هادئة ..

لتعود مرة اخرى لواقعها تراقب تلك الغرفة الفاقدة للتهوية يقف على بابها رجلان كرجال العصابات ...لقد قاموا بمهاجمتها اثناء سيرها بالمهرة العاصية كما يسميها "مالك .."ولكنها لم تكن عاصية ابدا معها ..لتتفاجأ بطلب هؤلاء بالنزول عن الفرسة بتهديد السلاح فتزداد رعبا عندما اقترب منها احدهم ليجذبها بقوة أسقطتها ارضا من فوقها فيتفادى الأخير سقوطها عن طريق اللحاق بهاقبل ارتطامها ارضا ... ليطلب منها بلهجة آمرة بالتحرك معهم بصمت ما كان منها الا الصراخ والفرار من امامه محاولة الهروب من مصيرها المجهول لتصطدم بآخر يكبلها ويحملها فوق كتفه بمهارة عجيبة وتجد نفسها داخل سيارة سوداء رباعية الدفع تتحرك تشق الطريق كأنها تعلم وجهتها....حاولت التحرك فقاموا بتكبيل يدها وقدمها ولكن من العجيب انهم لم يحاولوا كشف وجهها مطلقا ..أيعقل ان يكن إلتبس عليهم الأمر مع أخرى؟ ..ومن سوء حظها وجدت هي أمامهم ......

سمعت صوت الباب المتهالك يفتح ببطء ليصدر منه صرير قوي فترى ظل شخصًا طويل عريض المنكبين لم تتعرف على ملامحه بوضوح بسبب ظلام الحجرة ...يتقدم بخطوات متزنة حتى وقف فجأة يصيح برجاله مما سبب لها الانتفاض رعبًا ولكن هذا الصوت ليس غريبًا عليها لتجده يسب احد رجاله يقول:

-جرحححححي!!!!!...

يهم الرجل الذي طلب منها النزول من فوق الفرس يقول بخنوع:

-ايوه ياحازم باشا ؟؟..أمرك يا بيه؟!....

ليشير حازم الي اركان الحجرة وإليها بضيق واضح :

-ايه القرف ده ؟...هي دي تعليماتي ليكم ...هو ده اللي قولت عليه ....

ارتبك جرحي من غضبه :

-يا باشا احنا ملحقناش ..كنا خايفين حد يشم خبر بيها ...

-اتفضل روح هات الحاجة اللي طلبتها منك ...غور ....

قالها حازم بغضب حقيقي ليتحول اليها باحثًا عن إضاءة المكان حتى وصل اليها فتغمض عينيها بقوة من شدة الضوء الذي ضرب عينيها ..وتسمع اثناء ذلك خطواته الثابتة بحذائه حتى وقف امامها وشعرت بظله لتفتح عينيها له برعب يضرب الرعب بجسدها في تلك اللحظة ..لم تتوقع ان يكون هو خاطفها ولا في أحلامها ..تبادلا النظرات فيما بينهما نظراته الصلبة العميقة لاتعرف أهي نظرات كره ام شيء اخر لا تعلمه ..وتجده ينخفض لمستواها يزيح نقابها عن وجهها بعنف قائلا:

-مش قولتلك يا شيراز هنشوف بعض كتير ..

نهاية الفصل الثالث عشر




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 07:27 PM   #44

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تم نشر الفصل الثاني عشر والثالث عشر وليس الفصل الحادي عشر



عذرا على ذلك الخطأ


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 07:38 PM   #45

مليكه مالك

? العضوٌ??? » 459065
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » مليكه مالك is on a distinguished road
افتراضي

رئعه منتظر باقي الروايه

مليكه مالك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 08:00 PM   #46

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلموا لي جميعا ويارب الرواية تنول ارضائكم للنهاية


دمتم بخير


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 09:20 PM   #47

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

قفلة شريرة جدا...... روعه روعو الفصلين يسلم اناملك الذهبية

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 09:21 PM   #48

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه روعه فصل رهيب بجد الله يعطيك العافيه كاتبتنا المبدعه بانتظارك على🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥
دمتي بود وخير 🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 07:19 PM   #49

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع عشر







الفصل الرابع عشر

—————-



ارتعشت شفاها وابتلعت ريقها برعب لاتعلم ما غرض منها ومن مطاردتها ..كيف كشف شخصيتها الحقيقية من قبل؟!....لا تعلم حتى الان ؟

فتشعر بدخول نفس الرجل مرة اخرى وبيده بعض الأشياء يحملها ويضعها بجوار الآخر بصمت ..فيشير اليه حازم برأسه ليخرج بعدها مهرولا مغلق الباب خلفه ...وتسمعه يكمل وهو يفتح الحقيبة التي جلبها له جرحي :

-افتكر اخر مرة كنا مع بعض فيها طلبت منك تشترى تليفون وتكلميني ..ليضحك بسخرية ويكمل (وطبعا ده عمرك ما هتعمليه)......

خلينا نطمن الاول عليكي وبعدين نتكلم....

تجده يجذب يديها المقيدتين بقوة تستشعر خشونة كفه ومدى صغر حجم كفها مقارنة به نظرت له تتأمل ملامحه بتحفز لتلاحظ خشونة بملامحه مع سمار بشرته تنتفض عندما رفع عينيه لها بحدة تشعر بعدها بنغز اصاب إبهامها في محاولة منه لقياس نسبة سكرها ...تنظر اليه ببلاهة ..مما يفعله كيف عرف مثل هذه المعلومات الخاصة بها ..هذا الرجل يزيد من رعبها ....وبالأخص تصرفاته المريبة....

تشهق فجأة عندما لامس ساقها من فوق عباءتها لتجده يزيح طرفها ويكشف عن ساقيها بوقاحة لتصرخ به بقوة مع محاولتها لإبعاده عنها رافضة فعلته مرتعبة من تصرفه ...ولكن مقاومتها باءت بالفشل بسبب قيد قدميها ..لتجده يثبت ساقيها بركبته لتشعر بألم بهما ليقول لها بصرامة:

-اهددددي!!..و بطلي حركة ...يا أمًا هتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك ...تجده يضرب الانسولين بمهارة في فخدها ..ويبتعد عنها يحررها بعد تعقيم مكان الابرة فتسرع بستر ساقها بيديها المقيدتين وتجلس ضامة ساقيها لصدرها تجهل هدفه منها ...

ثم تجده يقترب مرة اخرى يقدم لها علبة من العصير آمرًا إياها بصرامة غير قابلة للنقاش :

-اشربي نسبة سكرك منخفضة.....

نظرت له بغباء لم تبدي اي رد فعل فيأمرها مرة اخرى بحدة لا تقبل الرفض ..فما كان منها الا ان رفعت يديها المقيدتين امام وجهه ..فيفهم ماترمي اليه بمكر منها ....كانت تتوقع ان يحرر وثاقها ولكنه لم يفعل بل قام بوضع الماصة بالعلبة ليدفع طرفها بفمها بقوة و بصمت ..جحظت عينيها لفعلته لتجده يرفع حاجبيه يشير لها للعلبة يأمرها بالشرب ليقول بعدها بسخرية :

-هتشربي وتخلصينا ولا نعمل معاكي زي الأحصنة وهما بيشربوها ........

يأتي في عقلها صورة تقييد الأحصنة من فمهم لإعطائهم العقاقير والأدوية ...لم تشعر بنفسها الا وهي تسحب السائل بالماصة بسرعة ..هي بالفعل كانت تحتاجها تشعر بالعطش والجوع واحتياجها للسكر ...وأثناء شربها بسرعة سعلت بشدة نتيجة دخول السائل بالقصبة الهوائية ليحمر وجهها من شدة السعال فتشعر بكف يده يضربها بقوة ألمتها فوق ظهرها عدة مرات بصمت ...

ما هذا الشخص البارد السمج المخيف ..تتجمع به كل الصفات الذميمة ؟!......بعد ان هدأت من نوبة سعالها شعرت بكف يده القابع فوق ظهرها يدلك ظهرها بهدوء غريب عليه يسألها :

-دلوقت احسن .؟...

هزت رأسها بالإيجاب ...لقد كان قريبًا منها بما يكفي جالسًا على عقبيه بجوارها لتسأله بتوتر :

-انت عايز مني ايه ؟...وليه خليت رجالتك يخطفوني...

عقد حاجبيه بلوم زائف يسألها وهو يشير لنفسه:

-أنا ؟...خطفتك ؟!...تؤتؤتؤ....ما كانش العشم يا شيراز ....ده أنا كنت بحميكي .بس هما اللي اغبية ما عرفوش يكرموكي.......

-انت مين ؟..وعايز ايه؟...لو مش خاطفني....ليه رابطني كده ؟...سيبني امشي.......

نظر له بصمت يتعمق في عينيها الزائفتين ظلت هي الأخرى تبادله النظر كان يظهر عليه الاناقة الشديدة من بداية خصلات شعره المرتبة اللامعة لذقنه الحليقة لملابسه الرسمية الذي يرتديها وقميصه المفتوح لمنتصف صدره تحت سترة بذلته إضافة إلى رائحة عطره غالي الثمن الذي طغى على رائحة العطن بالحجرة .....فتجده ينتفض فجأة يستقيم امامها لينظر لها من علو ويمد يده لها في دعوة منه للوقوف ...مدت يديها المقيدتين تمسك بكفه بقوة ليضغط عليها يقول بإصرار:

-امسكي في أيدي كويس ..وانتي ما توقعيش ......

ترددت في البداية مد يدها ولكنها بعد ذلك تشبثت به ليجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدرة شاهقة من قوته ...ولكنه لم يحررها ظل مقيدها بذراعه لتتململ تحت ذراعيه تحاول الهروب من ذلك الموقف بضيق واضح:

-انت مش هتفكني ؟!.....

ابتسم ابتسامة غريبة لينحني يهمس بأذنها بصوته الخشن :

-كان بودِّي ان اخليكي كده ..عشان اضمن انك تفضلي محتجاني ..بس مضطر افكك .....للاسف ..

بعد ان حرر يديها انحنى على ركبته يحرر قدميها ظلت تفرك يدها بقوة شاعرة بالألم فيهما .بعد استقامته لمحت شئ يتحرك بالحجرة خلفه لتصرخ رعبًا تتشبث بمقدمها قميصه فتلفح انفاسها الدافئة بشرة صدره المفتوح مع استمرارها بالصراخ باذنه ..لينهرها قائلا:

-في ايه ؟!..الله يخربيت حنجرتك ......

تقول وهي تحاول الاحتماء به ؛

-وراك ،...وراك ....اقتله بسرعة ....

مسكها من ذراعيها بقوة يسألها:

-هو ايه ده ؟..اهدى..مافيش حد في المكان غيرنا .....

-اقتله ...اقتله بسرعة ..هيهرب ..الفار هيهرب ...

-فااااار؟!!.....

قلب عينيه للخلف من سخافتها ويحاول ابعادها عنه :

-طيب سيبي القميص عشان اعرف اصطاده ....

تشبثت اكتر بمقدمة القميص رافضة تحريره تقول :

-اقتله وانت هنا ...هينط عليا و يعضني....

تساءل بغباء:

-هو ايه ده ؟..ده الغلبان زمانه اتصرع من صوتك ..وبيدور على مكان يهرب ....

-اهو ..اهو ..شايف...؟!......

ليلمحه بجانب عينه متقوقع برعب من صوت صراخها فتجده يسحب شئ من خلف ظهره لتصدح صوت طلقة جعلتها تصرخ رعبًا..وتسمعه يحدثها بسخرية:

-طلباتك أوامر ...يا ...شيراز هانم.....

..............



خبطات فوق الباب خطفته من حلمه الجميل الذي كان يعيش فيه بواقعية فائقة الجودة ليعبس بوجهه من هروبها منه عند سماعها لتلك الخبطات المزعجة ..يفتح عينيه بتكاسل شديد ويغلقهما ليعود فتحهما حتى اعتاد على الضوء ...ويسمع صوت ام سعد المزعج يحثه علي الاستيقاظ ليطلب منها الانصراف وتركه ....ما هذا ؟!..يجب عليه العودة مرة اخرى لنومه ..حتى تأتيه خانعة ككل مرة ...وهذه المرة لن يتركها تهرب ....صدرت منه إلتفاته للجانب الآخر من الفراش ليجده خاليًا .ليعقد حاجبيه لعدم وجودها المعتاد ولكنه يزفر براحة عجيبة لخلوه ذاك الصباح ويحمد الله انه لن تطالبه بالمزيد والمزيد الذي لا يشبعها ...لتؤكد له في كل مرة انها لم تصل للرضا الكامل معه بسبب انشغال باله وتفكيره اثناء اللحظات الخاصة بينهما...فينفض النعاس عن وجهه ويعود الوجوم والتحفز مرة اخرى كالليلتين السابقتين ...يشكر غادة في تلك اللحظة من قلبه على طلبها للذهاب إلى المدينة لشراء مايخصها فيسمح لها بقيادة سيارته الخاصة للذهاب على وعد منها بعدم التأخير ....تحركت قدماه بتكاسل حتى وصل إلى نافذته المطلة على ساحة البيت ينظر من خلف ستائرها إلى ذلك المكان الجانبي الذي سكنته خالته وابنتها وخديجة مؤخرا ....تذكر اصرارها على الاقامة مع امينة بعد عودته هو وزوجته من سفرهما بحثا عنها بعد إخباره باختفائها...لتنأى بنفسها عنه هاربة من مواجهته والحديث معه ..تفاجأ الجميع بعودتها برفقة الآخر ،......تذكر عندما ابلغه فزاع بعودتها .....

(فيندفع الجميع خارج البيت بقلق ليراها تهبط من سيارته بهدوء..وتسير خطواتها بتمهل وخيلاء وهو بجوارها كأنه يساندها ..كان غضبه في تلك اللحظة يحرق الأخضر واليابس ...يبدو عليها الثبات وعدم الخوف في طريقة سيرها مما اكد له ان اختفائها كان بمحض إرادتها ..ولكن مازاد من ثورته رؤيته للأخير يدفعها برفق من ظهرها لتكمل تقدمها بثقة عندما بدأت بالتوتر لحظة تلاقي عينيهما معا ...يجهل نوعية العلاقة التى تربطهما ..هذه العلاقة الشائكة الغير مريحة ..مازاد من الطين بلة كما يُقال همس زوجته بأذنه تقول :

-"دي شكل واحدة كانت مخطوفة ...ده ولا اللي جاية من الهيلتون "......

وقفت امامه قرأ هو ذلك الثبات ..تحدي سافر له ...لم يعد يحتمل مثل تلك الإهانات التى توجهها عن قصد ..ليرفع يده عاليًا راغبًا لطمها فيجد يده توقفه في منتصف الطريق بحزم بالغ ..ويسمعه ينهره بقوة :

-ايه يا بن حافظ ؟....احنا من امتى بنمد ايدنا على الحريم عندنا ؟؟....

سحب يده من قبضته بعنف يقول من بين اسنانه ناظرا لها:

-أما الحريم يعصو أوامرنا ويخرجوا عن طوعنا ..يا بن ......يا بن منصور .،،،

ليجد والده الذي وصل متأخرا بعصاه يمسكها من ذراعها يربت فوقه بحنو يقول:

-انتي كويسة ؟...جرالك حاجة يابنتي ....في حد اتعرضلك .....ليرفع عينه بريبة إلى حازم يسأله بصمت ...او يخشي سؤاله بالأصح ..يخشى كشفه لحقيقتها ..وإذا حدث ذلك ستكون توابعه وخيمة على الجميع ....يقطع ذلك الصمت الثقيل حافظ الذي وجّه دعوة غير حارة لحازم للدخول ليجيبه حازم بثقة لحاله وتحدى لمالك :

-طبعًا هقبل دعوتك ياحاج حافظ ....أنا كمان محتاجك في موضوع مهم .....

وقبل ان يمر للولوج وقف يغلق زر سترته و صدرت منه نظرة لها غامضة مع حركة من رأسه لم يلمحها الا اثنان هي ومن يقف فوق جمر من النار ..)....

فاق من شروده من تلك الحادثة على قرار اتخذه يجب عليه تنفيذه مستغلًا انشغال الكل في أعماله ......

.......................



سار بخطوات ثابتة مصرة على وجهتها ...يجب عليه ايجاد اجوبة لأسئلته التي بخل بها الحاج حافظ عليه ...عندما سأله عن فحوى الحديث الدائر بينه وبين "حازم "لمح الحزن على وجهه الذي زاد من عمره أعوام فوق اعوامه وتظهر بوضوح شيخوخته وكهولته ..وككل المرات السابقة يتهرب من الإجابة التي ترضي فضوله.............

ها هو الان يجب عليه معرفة كل الأسرار المخبأة ...يجب ان يعرف سبب اختفائها ...ومع من اختفت ....؟!لقد أنقذتها امينة من يده عندما جذبتها معها لتهرولا للاحتماء داخل الملحق ..كان يرغب بدق عنقها على عصيانها المتعمد السافر له ...ولكن ليس هذا سبب غضبه يعلم ان هناك شئ اخر يداعب صدره جعله يجن من اختفائها ثم يزداد جنونا من رؤيتها عائدة بصحبة غريمه (حازم)...حازم غريمه ومنافسه منذ الطفولةوالشباب ..لتتباهى كل عائلة بذويها ..نعم كانت منافسة شريفة من الطرفين ....ولكن دائما حازم هو الأقوى والأشد ينأى بقلبه وعاطفته بعيدا عن أهدافه ..حتى يصل لغاياته بكل سهولة ويسر.........

اثناء قطعة لمنتصف الطريق بينه وبين الملحق وجد فزاع في مقابلته خارجا من حجرته المخصصة له ليقول بحبور:

-مالك "سيد الشباب "....صباح الخير

اجابه مالك بصوته الأجش :

-صباح الخير ايه ؟..احنا بقينا الظهر ..قول مساء الخير ...رايح على فين كده؟؟......

أشار فزاع للخارج ويجيبه بمرح:

-رايح اجيب بنت خالتك ياسيدي ..ما أنا مش ورايا غيركم....

ضحك مالك عليه ففزاع صديق الطفولة وتربى معه ليضربه فوق رأسه:

-انت تطول توصل الأستاذة ..ماسمعتكش امينة ؟!....كانت عملت قضية قومية ...عموما خلي بالك لأكرم يعملها تاني و يتعرضلها...

شعر بالضيق من سيرة هذا الجلف السمج يشعر بانه إذا رآه سينتف حواجبه وشعر رأسه كما تفعل ام سعد مع بطّها...

هز رأسه برتابة ويجيبه وهو يتحرك:

-ماتقلقش لو فكر يعملها مش هيرجع لامه حي.....

وقف يراقبه حتى اختفى من امامه بسيارته البسيطة ..ليعم الصمت المقبض على المكان ..الا من صوت صهيل الخير وزقزقة العصافير .....يتوجه بإصرار لهدفه داخل مهربها ..هي الان وحيدة لن تستطع الهروب مثل كل مرة ..لقد علم اثناء نزوله بوجود خالته حفيظة مع ام سعد تساعدها في تسوية بعض الخبز ووالده أيضا بالجمعية الزراعية لن تستطع الان الهروب كالسابق يجب ان يحصل علي جميع الإجابات التى تريح عقله ..

...................



دخلت بملابسها السوداء وشاحها الأسود وعيونها الكحيلة متحفزة للعراك بوجه مكفهر يعلوه الغضب ...ما يكسر تلك الحدة أساورها الذهبية وكردانها الذهبي الذي يزين صدرها كباقي نساء الصعيد ...

تحركت بسرعة لوجهتها فيتطاير خلفها طرف زيها بما يسمى(ملحفة) هذا الزي الرسمي لنساء الصعيد المحافظين على تراثهم .....

مع ملامسة قدمها المنزل استقبلتها "آمنة "بترحاب حقيقي:

-يا مرحب ..يامرحب ...البيت نور يا ام ناصر......

-ولا أهلًا ولا سهلا ..فين ابنك يا آمنة ...فين ابن منصور كبير السلمانية بيتهرب مني ليه ؟......

قالتها ثريا بغضب شديد ملائم مع حدة ملامحها ....

ارادت آمنة تهدئتها بعض الشئ فهي اخت زوجها ولها مكانة خاصة في مجتمعهم :

-ليه كدة يا ام ناصر ..هو حازم قصر في ايه بس؟؟..

نظرت لها بغضب مستعر لترفع يدها في الهواء وتنزلها بقوة على ساقيها فيصدر صوتًا من أساورها الرنانة :

-بتقولي ام ناصر ؟!..هو فين ناصر ...ما راح ..واتحرمت منه بسببها ..وابنك لحد دلوقت واقف يتفرج ...فين تاري يا ام حازم ..فين كلام ابنك ....؟!..هو فين ؟...ما بيردش على تليفوناتي ليه؟!....

-موجود يا عمة ...تحت النظر ....قالها حازم بثبات وشموخ لتلتفت علي صوته وتقترب منه بلهفة ممسكة بذراعيه لائمة إياه:

-هو ده اللي اتفقت معايا عليه ...؟!..فاكر ولا نسيت ...وعدتني انك تجيب حق ابن عمتك ..حق ناصر ..من اللي غدرت بيه وقتلته....

اخفض يدها بثبات وظل ينظر لعينيها الحادتين برهة حتى تحرك تاركًا إياها ليجلس فوق اقرب مقعد بغرفة الضيوف ييأمرها بصوت هادئ :

-وايه اللي غير الكلام ..وخلاكي مضايقة كدة ....اقعدي يا عمة واهدي وخلينا نتكلم......

جلست بعنف بأقرب مقعد له متحفزة بكل جوارحها له فتراه يخرج من سترته سيجاره الخاص ويشعلها بهدوء ...لتفكر كيف تغير ابن اخيها كثيرا بعد إلتحاقه بالجامعة بالخارج لإكمال دراسته...ثم يندمج في حياة الأعمال والشركات ليصبح له اسما له قدره وسط رجال الأعمال بالخارج في وقت قصير .مما ساعد في صقل شخصيته الحادة ....سمع صوتها تخرجه بغل وحقد واضح :

-عايز تعرف مالي يا بن اخويا ..وفي ايه؟!...في ان وصل لي اخبار انك عرفت مكانها ومخبي عليا ...في انك اتهاونت في تاري وحقي اللي متاخد مني....البيت والأراضي اللي قاعدة فيهم ضيفة ....

نظر حازم امامه مشغول بسيجارته ينفث دخانها ببال مشغول ..كان يعلم ان عمته لن تترك الأمر له فقط بل ستحاول من جهتها البحث عنها هي الأخرى ..وها هي علمت بمعرفته مكانها ..ولكن يبدو انها حتى الان لاتعرف مكان وجودها ...ليقول بحنكة:

-ومين قالك أني وصلت لمكانها ...؟!...بتشغلي جواسيس عليا ولا ايه يا عمتي ؟!..

اعتدلت ثائرة من بروده تضرب على مقبض المقعد بقبضتها تنهره:

-ما تلفش وتدور عليا يا بن منصور ..أنا عارفاك كويس...انت عرفت مكانها ..وناوي علي ايه ؟؟....

نفث دخان سيجارته في الهواء وظل يراقب دخانها المتصاعد بهدوء ثم سمعته يقول:

-انتي بثقي فيا ولا لأ ؟!.....

-اكيد...ولو ماكنتش واثقة فيك ما كنتش طلبت منك تجبلي رقبتها .....

رد عليها بثقه وهو يقف يغلق زر سترته الأنيق :

-خلاص يبقى تسيبي الموضوع ليا ..زي ما أنا مخططله وما تعطليش شغلي ...معلش بعتذر مضطر اسافر..ورايا شغل مهم ..أما ارجع تأكدي ان كل حاجة هتخلص وتنتهي ....مع السلامة

تحرك من امامها بثقته العالية ليقترب من أمه آمنة الرافضة لما يحدث بينهم بوجهها الذي يظهر عليه الضيق يقبل رأسها بحنان يسألها :

-تؤمري بحاجة يا ست الكل ....؟

هزت رأسها بالرفض تجيبه:

-عايزاك منصور دايما ..ربنا يبعد عنك ولاد الحرام وكل مؤذي ....

ربت فوق ذراعها بحنان يؤمن على دعائها لينصرف بعدها تحت أنظارها المودعة بخوف ..لتنتبه لتلك الواقفة تعدل عباءتها بغرور معتادة عليه تقول لها بترحيب زائف:

-منورة يا ام ناصر !!!!!!....

...............



الطفلة البريئة المغمضة بقت من النهاردة مش كده



بقت واحدة تانية متمردة والفضل ليك

..............................



صدحت كلمات تلك الأغنية التي مست أوتار قلبها من هاتف أمينة الخاص التي تركته لها بغيابها ..بعد ملاحظتها لعدم امتلاكها واحدًا ....مع عدم رغبتها بالخروج من ملحقها منذ يومان على التوالي حتى لا تواجه أسئلة لن تستطع إجابتها ..وحتى تنأى بروحها المعذبة بعيدا عنه ..فكلما رأته بجوارهايلامسها ..يحدثها تشتعل النار بصدرها ..حاولت كثيرا وأد ذلك الشعور بالحنين اليه ..ولكنه سرعان ما يطفو مرة اخرى علي سطح قلبها ...تعلم ان النهاية اقتربت ...بمعرفة حازم لحقيقتها ..مع محاولة خطفه لها وإرجاعها مرة اخرى بدون سبب مقنع ..اكد لها ان نهايتها ونهاية قصتها معه انتهت قبل بدايتها منذ زمن ...فليعش حياته سعيدا ...وتعيش هي حياتها المتبقية هاربة بحياتها....

أمسكت الهاتف من فوق الجارور تحمله بين يدها بعد عن رفعت خصلات شعرها بعقصة فوق رأسها بإرهاق لتفكر جديًا ان تقوم بتقصيره كما كانت تفعل بالسابق لينزل علي وجهها ورقبتها الخصلات العشوائية ...تتحرك بأريحية بالملحق لتأكدها من انصراف ام أمينة لمساعدة ام سعد في إعداد الخبز ...تسلية لوقت فراغها ...فتستغل هذه الفرصة لتقترض من ملابس امينة المريحة من سروالا قصيرة وقميص قطني قصير يظهر ذراعيها وتطلق العنان لحالها فتتجه على تناغم الموسيقى التى داعبت روحها الي مطبخ الملحق تعد كوبا من النسكافيه مع تمايل جسدها وخصرها مع الكلمات :


الطفلة البريئة المغمضة بقت من النهاردة مش كده



بقت واحدة تانية متمردة والفضل ليك



الطفلة اللى فيا اتغيرت عقلت وأديها اتشطرت



كانت بين ايديك واتحررت من بين ايديك



الطفلة اللى كانت لعبتك ومن ضعفها جت قوتك



اهى اتغيرت من ناحيتك والبركة فيك

...................



قامت بوضع الماء الساخن على الموقد مع إمالة قدها باغراء جديد لم تعتاده..الا مؤخرا بسبب رؤيتها لرقص سندس عندما تأتيها بعض الأحيان ... تلك الطفل ذات الثماني سنوات ..ولكنها طفلة تشع بهجة تذكرها بطفولتها . رغم تعلمها ببعض الحركات للرقص الشرقي المناقض لرقص الباليه ...الا انها لم تستطع السيطرة على جسدها ليدمج بعض حركات من الرقص الارستقراطي للشعبي ..لتجد نفسها ترفع ذراعيها لاعلى بطريقة متناغمة مع الدوران بسرعة مستندة على انامل قدمها ....وقفت تتنهد من التعب فمن الواضح ان جسدها اصبح اكثر ثقلا عن ذي قبل بسبب تغير نظام غذائها وبعدها عن التدريب سنين عدة ...قامت بجلب كوبا من الزجاج تسكب به المياة الساخنة بعد إضافة الأشياء اللازمة لمشروبها ...ترغب في خطف بعض اللحظات بدون تفكير يرهق عقلها .....

خرجت بتمهل حاملة الكوب الساخن وباليد الأخرى الهاتف مارة بصالة بغرفة الجلوس متجهة لحجرة أمينة فتتوقف فجأة عند بابها تزفر بملل تقول بصوت مسموع :

-اووووف.......نسيت السكر !!!!!!....



فتتحرك عائدة مرة اخرى للمطبخ وتتوقف فجأة عن السير برعب مما لمحته ...طنين باذنها يضرب رأسها من سرعة سريان دمائها ..مع ازدياد ضربات قلبها بشكل مرعب تقسم انها تسمع صوت ضرباته المؤلمه ،'...مادت الأرض تحت قدمها شعرت باقتراب نهايتها ...لا تسمع شئ سوى صوت انفاسها المرتفع مع صوت كلمات الأغنية المتناغم ارادت التأكد مما رأته ..رغبت في الالتفات ولكن ساقيها خذلتها ورفضت تلبية أمرها ...هزت رأسها بشكل غير ملحوظ تؤكد لنفسها انها تتوهم وجوده ...لم يكشفها بعد ..فتحث رأسها علي الالتفات ببطء..بجانبها لتصدر منها شهقة رعبًا عالية ويسقط الكوب ليتهشم زجاجه فكانت صدمتها أقوى مما سبق ..تجده امامها ثابتا جاحظ العينين تتسارع انفاسه الخشنة جسده متحفزا متشنجا بؤبؤ عينيه يتحرك يمسحها من رأسها لاخمص قدمها بذهول وصدمة.....

.......



حاله لم يكن باقل منها حال ..صدمته في وجودها امامه شلته ..لم يكن يتوقع وهو يبحث بين مفاتيحه عن مفاتيح الملحق النسخة الأصلية له ...انه سيجد بداخله من جافاه النوم لايام من اجلها ...من عذبت روحه وقلبه ..تلك الجنّية التي خطفت قلبه ببراءتها فيخطف هو احلامها بقسوته ..ليعش أيامه بعدها في تأنيبًا للضمير ....ايعقل ان تكون ببيته بجواره ..؟..كل ذلك الوقت ..وهو يبحث عنها هنا وهناك ....هل يتوهم ؟..نعم يتوهم ....أراد التأكد مما رأى... فعندما دخل من الباب بهدوء وسمع صوتا صادرا من المطبخ اقترب بهدوء منه وتسمرت قدماه من صدمته لم يستطع التحرك عندما رأها ترقص ووتتمايل كما كانت تفعل امامه ..لقد خدعته ..وأخفت شخصيتها عنه عمدًا ..قصدت تعذيبه عمدًا ....هل هذا انتقامًا منها ؟!.....هل هي خديجة ؟..ام خديجة شخصا اخر ؟...بدأ يهزي بتفكيره ..يشعر بمس من الجنون ..لم يتحامل الصمت اكثر من ذلك ليخرج اسمها من بين شفتيه لا يعلم هل هو نداء ام سؤالا ام إقرارًا منه لشخصيتها :

-ش.ششيراز!!........



نهاية الفصل الرابع عشر




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-20, 08:29 PM   #50

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار فصل اليوم ويسا 💟

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.